تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد السابع والعشرون (سنة 381- 400) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة التاسعة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
فيها قَبضوا على الطائع للَّه في داره، في تاسع عشر شعبان. وسببه أنّ
أبا الحسن بن المعلّم كان من خواص بهاء الدولة، فَحُبِسَ، فجاء بهاء
الدولة وقد جلس الطائع للَّه في الرِّواق مُتَقلِّدًا سيفًا، فلما
قَرُبَ بهاء الدولة قبّل الْأرض وجلس عَلَى كرسي، وتقدّم أصحاب بهاء
الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الدَّيْلَم،
فلفُّوه في كساء، وحُمِل في زبزب، وأُصعِد إلى دار المملكة، وشاش
البلد، وقَدَّر أكثر الجند أن القبض على بهاء الدولة. فوقعوا في النهب
وشُلِّح [1] من حضر من الْأشراف والعُدُول، وقُبض على الرئيس علي بن
عبد العزيز بن حاجب النُّعمان في جماعة، وصُودِروا، واحتيط على الخزائن
والخَدَم، ورجع بهاء الدولة إلى داره [2] .
وظهر أمر القادر باللَّه، وأنَّه الخليفة، ونودي له في الأسواق. وكتب
__________
[1] في الأصل «سلخ» والتصويب عن «ذيل تجارب الأمم- الحاشية 203» .
[2] راجع هذه الحوادث وما بعدها في: ذيل تجارب الأمم 201- 208، المنتظم
7/ 156- 161، الكامل في التاريخ 9/ 79- 82، البداية والنهاية 11/ 308-
309، مرآة الجنان 2/ 410، الإنباء في تاريخ الخلفاء 182، خلاصة الذهب
المسبوك 262، العبر 3/ 15، 16، تاريخ الخلفاء للسيوطي 410، 411، دول
الإسلام 1/ 232. وتاريخ الزمان 71، وتاريخ مختصر الدول 173، ونهاية
الأرب 23/ 204- 206، والمختصر في أخبار البشر 2/ 127، 128، وتاريخ ابن
خلدون 3/ 436، ومآثر الإنافة 1/ 314، 315، والنجوم الزاهرة 4/ 159،
وتاريخ بغداد 11/ 79، والنبراس 124- 127، والفخري 290، والدّرة المضيّة
228، ونكت الهميان 196، 197، وأخبار الدول 170، 171.
(27/5)
على الطائع كتابًا بخلْع نفسه، وأنَّه سلّم
الْأمر إلى القادر [باللَّه] ، وشهد عليه الْأكابر والأشْراف. ونفَّذ
إلى القادر المكتوب، وحثّه على القُدُوم.
وشغب الدّيْلم والتُّرْك يطالبون برسم البَيْعَة، وبرزوا إلى ظاهر
بغداد، وتردّدت الرُسُل منهم إلى بهاء الدولة، ومُنِعوا من الخُطْبة
للقادر، ثم أرْضَوهم، فسكنوا، وأُقيمت الخطبة للقادر في الخُطبة [1]
الْآَتية، وهي ثالث رمضان، وحوّل من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى
الخشب السّاج والرُّخام، ثم أُبيحت للخاصّة والعامّة، فقُلِعت أبوابها
وشبابيكها.
وجهّز مهذّبُ الدولة عليُّ بن نصر القادر باللَّه من البطائح وحمل إليه
من الْآَلات والفَرْش ما أمكنه، وأعطاه طيّارًا كان عمله لنفسه،
[وشيّعه] فلما وصل إلى واسط اجتمع الجنْد وطالبوه بالبَيْعَة، وجرت لهم
خطوب، انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فَرَضُوا، وسار.
وكان مقامه بالبطيحة منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر
شهرًا، وقيل سنتين وأربعة أشهر، عند أميرها مهذَّب الدولة.
قال هلال بن المحسّن: وجدْت الكتاب الذي كتبه القادر باللَّه:
«من عبد اللَّه أحْمَد الْإمَام القادر باللَّه أمير المؤمنين، إلى
بهاء الدولة وضياء الملّة أبي نصر [ابن] عَضُد الدولة، مولى أمير
المؤمنين، نحْمد إليك اللَّه الذي لَا إله إلا هو، ونسأله أن يصلّي على
محمد عبده ورسوله، أمّا بعد، أطال اللَّه بقاءك، وأدام عزَّك وتأييدك،
وأحسن إمتاعَ أمير المؤمنين بك، فإنّ كتابي الوارد في صُحبة الحَسَن بن
محمد، رعاه اللَّه، عُرِض على أمير المؤمنين تاليا لما تقدَّمه،
وشافعًا ما سبقه، ومتضمّنًا مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع
المسلمين، قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي المتلقّب بالطائع عن
الْإمَامة، ونَزْعه عن الخلافة، لبَوَائقه المستمرّة، وسوء نيّته
المدخولة، وإشهاده على نفسِه بعجزه، ونُكُوله وإبرائه الكافّة من
بيعته، وانشراح صدور الناس لبيعة أمير المؤمنين، ووقف أمير المؤمنين
على ذلك
__________
[1] في الأصل «بهذا المآثر» والتصويب من (المنتظم 7/ 159) .
(27/6)
كلّه، ووجدك، أدام اللَّه تأييدك، قد
انفردتَ بهذه المأثرة [1] واستحققت بها من اللَّه جليل الْأثَرَة، ومن
أمير المؤمنين سنيّ المنزلة، وعليّ المرتبة» .
وفيه: «فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المُبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك
بجميل رأيه، والمستبدّ بحماية حَوْزَته ورعاية رعيّته، والسّفارة بينه
وبين ودائع اللَّه عنده في بريّته، وقد برزتْ راية أمير المؤمنين عن
الصَّليق [2] موضع مُتَوَجَّهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقرّ عزّه
الذي شيّدته، ودار مملكته التي أنت عِمادها» .
إلى أن قال: «فواصِل حضرةَ أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء
اللَّه، والسّلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته. وكتب لثلاثة بقين [3] من
شعبان» [4] .
واسم القادر: أحْمَد بن إسحاق بن المقتدر أَبُو العباس، وأمُّه تمني
[5] مولاة عبد الواحد بن المقتدر. وُلِد سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة،
وكان حَسَنَ الطّريقة، كثير المعروف، فيه دين وخيْر، فوصل إلى جَبُّل
[6] في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوسًا عامًّا، وهُنّئ، وأنشد بين
يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرّضيّ الشريف [7] :
شرفُ الخلافة يا بني العباس ... اليوم جدّده أَبُو العبّاس
ذا الطّوْد [8] بقّاه الزّمان ذخيرة ... من ذلك الجبل العظيم الراسي
__________
[1] كذا في الأصل. وفي حاشية ذيل تجارب الأمم 203 «الجمعة» .
[2] الصّليق: مواضع كانت في بطيحة واسط بينها وبين بغداد. (معجم
البلدان 3/ 422) .
[3] في الأصل «لثالثة تبقى» والتصويب من (المنتظم 7/ 160) .
[4] راجع نص الكتاب كاملا في (المنتظم) .
[5] هكذا في الأصل، وفي ذيل تجارب الأمم (حاشية 204) والمنتظم 7/ 160،
وابن الأثير (9/ 30 طبعة بولاق) حيث قال: «وأمّه أمّ ولد اسمها دمنة،
وقيل: تمنى» ، وفي تاريخ بغداد «يمنى» بالياء.
[6] جبّل: بفتح الجيم وتشديد الباء وضمّها، ولام. بليدة بين النعمانية
وواسط في الجانب الشرقي. (معجم البلدان 2/ 103) .
[7] كذا في الأصل، والمشهور: الشريف الرّضي، وهو أبو الحسن محمد بن
الظاهر ذي المناقب المتصل نسبه بعلي بن أبي طالب والمعروف بالموسوي.
صاحب ديوان الشعر.
انظر عنه: يتيمة الدهر 3/ 116، وفيات الأعيان 4/ 414- 420.
[8] هكذا في الأصل، وفي ديوان الرضيّ (طبعة بيروت 1/ 417) وذيل تجارب
الأمم 207، وفي اليتيمة 3/ 121 «الطول» .
(27/7)
وحُمل إلى القادر بعض الْآَلات المأخوذة من
الطائع، واستكتب [له] أَبُو الفضل محمد بن أحْمَد عارض الدَّيْلم، وجعل
اسْتَدَارَه [1] عبد الواحد بن الحسين الشِيرازي:
وفي شوّال عُقد مجلس عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كلُّ منهما لصاحبه
بالوفاء، وقلَّده القادر ما وراء بابه، ممّا تُقام فيه الدَّعوة.
وكان القادر أبيض، حَسَن الجسم، كَثَّ اللحية، طويلها، يخضِب.
وصفه الخطيب البغدادي [2] بهذا، وقال: كان من الدّيانة والسيادة وإدامة
التهجُّد، وكثرة الصَّدقات، على صفةٍ اشتهرت عنه، وقد صنَّف كتابًا في
الْأصول، ذكر فيه فضائل الصحابة وإكفار [3] المعتزلة، والقائلين بخلْق
القرآن.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني [4] أنّ القادر كان يلبس زِي
العَوَامّ، ويقصد الْأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف [5]
وغيره، وطلب من ابن القِزْوِيني الزّاهد أنْ يُنْفِذ له من طعامه الذي
يأكله، فأنفَذَ إليه باذنجان مقلُوًّا بِخَلٍّ وباقِلاء ودِبْس وخُبْز
بَيْتيّ، [وشدّه] في مَيْزَر، فأكل منه، وفرّق الباقي، وبعث إلى ابن
القزويني مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعامًا، فأنفذ إليه
طبقًا جديدًا، وفيها زبادي فيها فراريج وفالُوذَج، ودجاجة مشويّة
وفالوذجة، فتعجّب الخليفة، وأرسل يكلّمه في ذلك، فقال:
ما تكلّفت، لما وُسِّعَ عليّ وُسَّعْت على نفسي، فتعجّب من عقله ودينه.
ولم
__________
[1] استدار: كلمة مركّبة من «أستاذ» و «دار» وهي فارسية بمعنى معلّم
وأستاذ الصناعة ورئيسها، والمقصود هنا رئيس الدار العائدة للخليفة.
(معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة 10) .
[2] تاريخ بغداد 4/ 37، 38.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد. أما في (المنتظم 7/ 161) :
«أفكار» .
[4] هو صاحب كتاب «تكملة تاريخ الطبري» والنصّ الّذي ينقله الحافظ
الذهبي عنه في الجزء الّذي لم ينشر من كتابه ويعتبر مفقودا حتى الآن.
[5] هو معروف الكرخي أبو محفوظ، الصالح المشهور المتوفى سنة 200 هـ.
ترجمته في:
طبقات الصوفية 83. صفة الصفوة 2/ 179، طبقات الحنابلة 1/ 381، تاريخ
بغداد 13/ 199، حلية الأولياء 8/ 360، الرسالة القشيرية 1/ 60، وفيات
الأعيان 5/ 231 رقم 729، العبر 1/ 335، شذرات الذهب 1/ 335.
(27/8)
يزل [1] يواصله [2] بالعطاء.
وفي ذي الحجّة، يوم عيد الغدير [3] جرت [فتنة] [4] من الرافضة وأهل باب
البصْرة، واستظهر أهل باب البصرة، وحرقوا أعلام السلطان، فقُتِل يومئذ
جماعة اتُّهموا بفعل ذلك، وصُلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد [5] .
وفيها حجّ بالنّاس من العراق أَبُو الحسين محمد بن الحسين بن يحيى،
وكان أميرُ مكّة الحسن بن جعفر أَبُو الفتوح العلويّ، فاتّفق أنّ أبا
القاسم بن المغربي حصّل عند حسّان بن المفرّج بن الجرّاح الطائي، فحمله
على مُبَاينة صاحب مصر، وقال: لا مَغْمَز في نسب أبي الفتوح، والصَّواب
أن يُنَصِّبه إمامًا، فوافقه، فمضى ابن المغربيّ إلى مكّة، فأطمعه صاحب
مكّة في الخلافة، وسهّل عليه الْأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ
الحَسَنِيّين، وحسَّن أَبُو القاسم بن المغربي أخْذَ ما على الكعبة من
فضّة وضربه دراهم.
واتّفق موت رجلٍ بجُدَّة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف
دينار لأبي الفتوح صاحب مكّة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على
ذلك كلّه، فخطب لنفسه، وتسمّى بالراشد باللَّه، وسار لاحقا بآل الجرّاح
__________
[1] في الأصل «نزل» .
[2] في الأصل «مواصله» والتصويب من (المنتظم 7/ 162) . وراجع النص في:
ذيل تجارب الأمم، حاشية الصفحات 203- 205.
[3] قال المقريزي: إن عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من
سلف الأمّة وأول ما عرف بالإسلام في العراق أيام معزّ الدولة عليّ بن
بويه سنة 352 فاتّخذه الشيعة من بعده عيدا لهم استنادا إلى حديث رواه
البراء بن عازب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سفر عند غدير خمّ: «إذا صلّى عليه
السّلام، ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، وقال: «ألستم
تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ؟ قالوا: بلى. قال: «ألستم
تعلمون أنّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ» ؟ قَالُوا: بَلَى
قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ. اللَّهمّ وال من
والاه، وعاد من عاداه» . قال البراء: فلقيه عمر بن الخطاب، رضي الله
عنه، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
انظر: (الخطط 1/ 388) .
[4] إضافة على الأصل من (المنتظم) .
[5] المنتظم 7/ 163، 164، الكامل في التاريخ 9/ 91.
(27/9)
الطائي، فلما قَرُب من الرملة، تلقَّتْه
العرب، وقبَّلوا الْأرض، وسلّموا عليه بالخلافة، وكان متقلّدًا سيفًا
زعم أنه «ذو الفِقار» وفي يده قضيب، وذكر أنه قضيب رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمّه، وبين يديه ألف عبد أسود،
فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدْل، والأمر بالمعروف والنَّهْي عن
المُنْكَر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسّان الطائي مُلَطَّفًا، وبذل
له أموالًا جزيلة، وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحَرَمَيْن،
وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالًا، فقيل إنه بعث إلى حسّان بخمسين ألف
دينار مع والده حسّان، وأهدى له جارية جهّزها بمال عظيم، فأذعن
بالطاعة، وعرف أَبُو الفتوح الحال، فضعُفَ وركب إلى حسّان المفرّج
الطائي مُستجيرًا به، فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فردّه إلى مكّة [1]
.
وفيها استولى بزال [2] على دمشق وهزم متوليّها مُنِيرًا وفرَّق
جَمْعَه.
وفيها أقبل باسيل [3] طاغية الرّوم في جيوشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار
__________
[1] الخبر في المنتظم 7/ 164، 165.
[2] يكنى أبا اليمن. (أمراء دمشق 18، معجم الأدباء 6/ 250) وقيل
«نزّال» بالنون (ذيل تاريخ دمشق 34، ذيل تجارب الأمم 3/ 209، والكامل
في التاريخ 9/ 58 و 85، 86، تاريخ ابن خلدون 4/ 112، 113، الدّرة
المضيّة 222 و 230، مرآة الزمان- ج 11 ق 2/ 31، تاريخ دمشق (مخطوط
التيمورية) 42/ 95) . وانظر أخباره مفصّلة في كتابنا، تاريخ طرابلس 1/
277 وما بعدها.
[3] هو الإمبراطور البيزنطي «باسيل الثاني» وقد ورد في الأصل «صبيل»
وهو خطأ كما أن حملة «باسيل» إلى حمص وشيزر وطرابلس لم تكن في هذه
السنة، بل كانت في سنة 385 هـ.
راجع عنها: ذيل تاريخ دمشق 43، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي بتحقيقنا،
زبدة الحلب لابن العديم 1/ 200، ذيل تجارب الأمم 3/ 220، اتعاظ الحنفا
1/ 285، النجوم الزاهرة 4/ 121، الكامل في التاريخ 9/ 119 وتاريخ
طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- للدكتور عمر عبد السلام تدمري- ج
1/ 283، وللإمبراطور باسيل الثاني حملة ثانية إلى بلاد الشام سنة 389
هـ.
(27/10)
إلى شَيْزَر [1] ونهبها، ثم نازل طرابلس
[2] مدّة، ثم رجع إلى بلاده.
__________
[1] في الأصل «شيزر» ، وهو بتقديم الزاي على الراء. قلعة قرب المعرّة.
[2] يقول خادم العلم ومحقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ
منازلة ملك الروم «باسيل «لمدينة طرابلس الشام لم تكن في هذه السنة كما
يقول المؤلّف- رحمه الله- بل تأخّرت إلى سنة 385 هـ/ 995 م. وقد فصّلت
ذلك في كتابي: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ ج 1/ 283 وما بعدها.
(الطبعة الثانية 1984) وحشدت مصادر هذه الحادثة في تحقيقي لكتاب (تاريخ
يحيى بن سعيد الأنطاكي- طبعة جرّوس برسّ- طرابلس 1988) .
(27/11)
[حوادث] سنة اثنتين
وثمانين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها أنَّ أبا الحسن علي بن محمد بن المعلّم الكوكبي كان
قد استولى على أمور السلطان بهاء الدولة كلّها، فمنع أهل الكرْخ وباب
الطاق من النَّوْح يوم عاشوراء، ومن تعليق المُسُوح، كان كذلك يُعمل من
نحو ثلاثين سنة، ووقّع أيضًا بإسقاط من قبل من الشهود بعد وفاة القاضي
أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشّهادة إلّا من كان ارتضاه ابن
معروف، وذلك أنه لما تُوُفِي كَثُر قَبُول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت
عدّة الشهود ثلاثمائة وثلاثة أنفس، ثم إنّه فيما بعد، وقّع بقبولهم في
السنة [1] .
وفيها شغبت الْجُنْد، وخرجوا بالخِيَم إلى باب الشماسة، وراسلوا بهاء
الدولة يشتكون من أبي الحسن بن المعلّم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه
بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد استولى على الْأمور، فالمقرِّب من
قرَّبه والمُبْعَد من بعَّده، فثَقُل على الْأمراء أمره، ولم يُراعهم
هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا
بتسليمه إليهم، فأعاد الجواب بأنَّه يُبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى
أن قال له الرسول: إنه لأمر شديد، فاخْتَر بقاءه أو بقاء دولتك، فقبض
عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخرجوا صلته، فصمّم الْجُنْدُ أنهم لا يرجعون
إلا بتسليمه، فتدمّم [2] من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم إليه
ولا خدمه، وقد
__________
[1] المنتظم 7/ 168.
[2] كذا في الأصل. ولعلّه أراد «فتغمّم» .
(27/12)
أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع (إلا
بعد تسليمه) [1] إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسُقي السُّمَّ، فلم
يعمل فيه، فخُنِق بحبل [2] .
وفي رجب، سُلِّم الطائع للَّه المخلوع إلى القادر باللَّه، فأنزله في
حجرة ووكّل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع
يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حُمل
إليه طيب من بعض العطّارين، فقال: أمن هذا يتطيّب أَبُو العبّاس؟
قالوا: نعم. فقال:
قولوا له في الفلاني من الدار كندوج [3] فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ
لي بعضه، وقدّمت إليه بعض اللّيالي شمعة قد أوقدت [4] ، فأنكر ذلك،
فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن تُوُفيّ [5] .
وفيها ولد أبو الفضل محمد بن القادر باللَّه، وهو الذي جُعل وليّ
العهد، ولُقّب «الغالب باللَّه» [6] .
واشتدّ في الوقت القحْط ببغداد [7] .
__________
[1] ما بين القوسين تكرّر في الأصل.
[2] المنتظم 7/ 168، 169.
[3] كندوج: بالفارسية صندوق أو مخزن، أصله «كندو» وعرّب بإضافة الجيم.
(انظر: نهاية الأرب 3/ 210 بالحاشية رقم (1) .
[4] في الأصل «أوقد» .
[5] انظر عن الطائع للَّه العباسي ووفاته في:
تاريخ بغداد 11/ 79، وذيل تاريخ دمشق 11، والكامل في التاريخ 9/ 93،
وتاريخ العظيمي 313، وتاريخ الزمان 71، والمنتظم 7/ 66، 68 و 224،
وتاريخ الفارقيّ 63، وذيل تجارب الأمم 245، والإنباء في تاريخ الخلفاء
179- 182، وتاريخ مختصر الدول 173، ونهاية الأرب 23/ 202- 206،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 127، 128، والعبر 3/ 55، 56، وسير أعلام
النبلاء 15/ 118- 127، رقم 62، ودول الإسلام 1/ 232، وخلاصة الذهب
المسبوك 258- 261، والنبراس 124- 127، ونكت الهميان 196، 197، والدرّة
المضيّة 228، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، والفخري في
الآداب السلطانية، ومرآة الجنان 3/ 410، والبداية والنهاية 11/ 311،
وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة 1/ 31- 318،
وتاريخ الخلفاء 405- 411، وشذرات الذهب 3/ 143، وأخبار الدول وآثار
الأول للقرماني 170، 171، وتاريخ الأزمنة 79.
[6] المنتظم 7/ 169.
[7] المنتظم 7/ 170.
(27/13)
[حوادث] سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة
فيها أقبل الخان بغراخان الذي يُكتب عنه مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله ممالك التّرك وإلى قرب الصّين،
ليأخذ بخارى، فحاربه نوح بن منصور [1] السّاماني، فانهزم نوح، وأخذ
بخارى، واستنجد نوح [2] بنائبه أبي علي بن سمجور صاحب خُراسان، فخذله
وعصى، فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق.
وكان دينًا. وولي [3] بلاد التُرك بعده أيلخان، وبرز نوح إلى مملكته
[4] .
وفيها شَغَب الْجُنْد لتأخّر العطاء، وقصدوا دار الوزير أبي نصر سابور،
فنهبوها، وهرب من السُّطُوح، ثم أُعطوا العطاء [5] .
وفي ذي الحجّة تزوج القادر باللَّه سُكَيْنة بنت بهاء الدولة على مائة
ألف دينار، فتُوُفِّيَتْ قبل الدخول بها [6] .
وفيه بلغ كَرُّ القمح ستَّةَ آلاف درْهم غياثية [7] ، والكارة الدقيق
مائتين
__________
[1] في الأصل:» «منصور بن نوح» ، والتصويب من (الكامل في التاريخ 9/
95) .
[2] في الأصل «بن نوح» ، وهو وهم.
[3] في الأصل «رل» .
[4] الخبر مطوّلا في الكامل في التاريخ 9/ 95 و 98- 100.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 100، المنتظم 7/ 172.
[6] الكامل في التاريخ 9/ 101، المنتظم 7/ 172.
[7] في الأصل «غياشية» ، والتصويب من (المنتظم 7/ 172) .
(27/15)
وستّين درهمًا [1] .
وفيها ابتاع الوزير أَبُو نصر سابور بن أردشير دارًا بالكَرْخ وعمَّرها
وسمَّاها «دار العلم» ، ووقَفَها على العلماء، ونقل إليها كتبا كثيرة
[2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 172، الكامل في التاريخ 9/ 101.
[2] المنتظم 7/ 172، الكامل 9/ 101.
(27/16)
[حوادث] سنة أربع
وثمانين وثلاثمائة
فيها قوي أمر العيارين [1] ببغداد، وشرع القتال بين الكَرْخ وأهل باب
البصرة، وظهر المعروف بعُزَيْز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق
به كثير من المُؤْذِين، وطرح النّار في المَحَالّ، وطلب أهل الشُّرَط.
ثم صالح الكرخ، وقصد سوق البزّازين [2] ، وطالب بضرائب الأمتعة حتى
الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن ويطالب بالضرائب،
فأمر السلطان بطلب العيّارين، فهربوا عنه [3] .
وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع الحاجّ من الطريق، وكان السبب أنهم لمَّا
حصلوا بين زُبالة [4] والثعلبية [5] اعترض الحاج الْأصَيْفَر
الْأعْرابيّ ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الْأمر إلى أن ضاق الوقت،
فعادوا، ولم يحج أيضا لأهل الشام ولا اليمن، إنّما حجّ أهل مصر [6] .
__________
[1] العيّار: لغويّا: الكثير التجوّل والطواف الّذي يتردّد بلا عمل،
يخلّي نفسه وهواها. والمعار بالكسر. الفرس الّذي يحيد عن الطريق
براكبه. والعيّار: الكثير الذهاب والمجيء، وهو الذكيّ كثير التطواف.
يقال: عار الفرس يعير: ذهب كأنه منفلت، يهيم على وجهه لا يثنيه شيء،
فهو عائر، أي متردّد جوّال. (انظر مادّة: غير، في المعاجم اللغوية) .
[2] في المنتظم «سوق التمّارين» .
[3] الخبر في المنتظم 7/ 174.
[4] زبالة: بضم أوّله. منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة. (معجم البلدان
3/ 129) .
[5] في الأصل «التغلبية» وهو تصحيف. وما أثبتناه عن معجم البلدان 2/ 78
وهو يفتح أوله. من منازل طريق مكة من الكوفة.
[6] الخبر في المنتظم 7/ 174 وزاد: «أهل مصر والمغرب خاصّة» . وانظر:
الكامل في التاريخ 9/ 105، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام
(بتحقيقنا) ج 2/ 355، والبداية والنهاية 11/ 313، ومرآة الجنان 3/ 418.
(27/17)
وفيها ولي نقابة العبّاسيين أَبُو الحسن
محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي [1] .
وفيها تزوّج مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعُقد للأمير
أبي منصور بن بهاء الدولة على بنت مهذب الدولة، وعقد على [2] كلّ صداق
منهما مائة ألف دينار.
واتفق ابن سمجور والي خراسان وفائق على حرب ابن نوح، فكتب إلى الملك
سُبكتِكِين يستنجده، فأقبل من غَزْنَة [3] ، فالتقى الجمعان، فانهزم
ابن سمجور وتمزق جيشه، واستعمل ابن نوح على خراسان محمود بن سبكتِكِين
الذي افتتح الهند [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 174، الكامل 9/ 105.
[2] في الأصل «وعقد للأمير» ، وما أثبتناه عن المنتظم، والكامل.
[3] غزنة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم نون. وهي مدينة عظيمة وولاية
واسعة في طرف خراسان. (معجم البلدان 4/ 201) .
[4] الخبر مطوّلا في (الكامل في التاريخ 9/ 1107- 109) . وتاريخ گزيده،
الملحق بتاريخ بخارى لأبي بكر النرشخي- ص 146- طبعة دار المعارف بمصر.
(27/18)
[حوادث] سنة خمس
وثمانين وثلاثمائة
فيها نَفَّذَ بدر بن حَسْنَويْه تسعة آلاف دينار، لتُدفع إلى
الْأصَيْفر عِوَضا عمّا كان يأخذ من الركب العراقي [1] .
[حوادث] سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة
في المحرم ادَّعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبرٍ عتيق، فوجدوا فيه
ميتًا طريا بثبابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوّام، فأخرجوه وكفنوه
ودفنوه بالمِرْبد، وبنوا عليه، وعُمل له مسجد، ونُقِلَت إليه القناديل
والبُسُط والقوَّام والحَفَظة. قام بذلك الأمير أبو المسك [2] .
فاللَّه أعلم من ذاك الميت.
__________
[1] المنتظم 7/ 178.
[2] المنتظم 7/ 187.
(27/19)
[حوادث] سنة سبع
وثمانين وثلاثمائة
فيها توفّي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بُوَيْه بالري، ورتبوا
ولده رستم في السلطنة وهو [ابن] [1] أربع سنين، وكان فخر الدولة قد
أقطعه أبوه بُلدانًا، فلما تُوُفّي أخوه بُوَيْه كتب إليه الصّاحب
إسماعيل بن عَبَّاد يحثّه على الإسراع، فقدم وتملّك مكان أخيه، واستوزر
ابن عبّاد، وكان شهمًا شجاعًا، جماعًا للأموال، لقبه الطائع «فلك
الْأمّة» . وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستًا وأربعين سنة. ولما
اشتدّ به مرضه أُصعِد إلى قلعة، فبقي بها أياما يمرّض، فمات، وكانت
الخزائن مقلة مختومة، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسُمِّر، وحصلت
عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يُكَفَّن فيه، وتعذّر النزول
إلى البلد لشدّة شغب الْجُنْد، فاشتروا من قيّم الجامع ثوبا، فلفّ فيه،
وشدّ بالجبال، وجُرّ على دَرَج القلعة حتى تقطّع، وكان يقول: قد جمعت
لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة.
وكان ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار [2] ،
ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف، وخمسمائة قطعة [3] ،
قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الْأواني الذّهب ما وزنه ألف دينار [4] ،
ومن أواني الفضة ثلاثة آلاف درهم [5] ، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل،
وخزانة السلاح ألفا حمل،
__________
[1] سقطت من الأصل، واستدركناها من (المنتظم 7/ 190) .
[2] في المنتظم) زيادة: «وخمسة وسبعين ألفا ومائتين وأربعة وثمانين
دينارا» .
[3] في (المنتظم) : «وخمسمائة وعشرين قطعة» .
[4] في (المنتظم) : «ألف ألف دينار» .
[5] في (المنتظم) : «ثلاثة آلاف ألف» .
(27/21)
وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل، إلى غير
ذلك. [1]
__________
[1] قارن بالمنتظم 7/ 198.
وانظر ترجمة فخر الدولة في: المنتظم 7/ 190 و 197، 198 رقم 313،
والكامل في التاريخ 9/ 131، و 132، ودول الإسلام 1/ 235، والبداية
والنهاية 11/ 322، وتاريخ العظيمي 315، والإنباء في تاريخ الخلفاء 184،
185، وتاريخ مختصر الدول 178، والمختصر في أخبار البشر 2/ 133، وذيل
تجارب الأمم 296، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) .
(27/22)
[حوادث] سنة ثمان
وثمانين وثلاثمائة
فيها قبض القادر باللَّه على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلّد
أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا
الحسن [1] .
وفي ذي الحجّة جاء بَرَدُ مفْرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب
والخيل [2] .
وفيها جلس القادر باللَّه للرسولين اللَّذَين من جهة أبي طالب رستم بن
فخر الدولة وأبي النّجم بدر بن حَسْنَوية، فعهد لرستم على الريّ
وأعمالها، وأرسل اللواء والخّلَع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه «أبا
طالب مجد الدولة» [3] .
أعجوبة وهي: هلاك تسعة ملوك على نَسَقٍ في سنتي سبع وثمانين وثمان
وثمانين وثلاثمائة.
وفيهم يقول أَبُو منصور عبد الملك بن محمد الثَّعالبيّ [4] :
ألم تر مذ عامين أملاكَ عصرنا ... يصيح بهم للموت والقتل صائح
__________
[1] المنتظم 7/ 202.
[2] المنتظم 7/ 202.
[3] المنتظم 7/ 202.
[4] صاحب كتاب «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» (350- 429 هـ.) انظر
ترجمته في:
معاهد التنصيص 3/ 266، نزهة الألباء 249، دمية القصر 183، الذخيرة لابن
بسام (القسم
(27/23)
فنُوحُ بن منصور طَوَتْه يدُ الرَّدَى ...
على حسرات ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤْسَ منصورٍ وفي يوم سرخسٍ ... تمزّق عنه مُلْكُه وهو طائحُ
وفرّق عنه الشمل بالشمل واغْتَدَى ... أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
[1]
وصاحب جرجانية في ندامة ... ترصده طَرْف من الحين طامحُ [2]
خُوَارَزْم شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِه ... وعنّ له يومٌ من النحس طالح [3]
وكان علا في الْأرض يخبطها أَبُو ... عليّ إلى أن طوّحَتْه الطوائح
وصاحب بُسْت ذلك الضَيْغم الذي ... براثنه للمسرفين مفاتح [4]
أناخ به من صدمة الدَّهْرِ كَلْكَلٌ ... فلم تُغْنِ عنه والمُقَدَّر
سانح [5]
جيوشٌ إذا أربت على عدد الحَصَى ... تَغُصّ بها قِيعانُها والضَّحَاضِح
وصاحب مِصرٍ قد مضى لسبيله ... ووال الجبال غيبته الضّرائح [6]
ودارت على صمصام دولة بويْه ... دوائر سوء نُبْلُهنّ فوادح [7]
وقد جاز والي الْجَوْزَجان فناظر ... الحياة فوافته المنايا الطوائح
وفائق المجبوب قد جبّ عمره ... فأمسى ولم يندبه في الْأرض نائح
مضوا في مدى عامين واختطفتهم ... عقاب إذا طارت تخرّ الجوارح
أما لك فيهم عبرة مُسْتَفَادَةٌ ... بَلَى، إنّ نهج الاعتبار لواضح
__________
[ () ] الأخير في تراجم المشارقة) ، وفيات الأعيان 3/ 178 رقم 381،
العبر 3/ 172، شذرات الذهب 3/ 246، البداية والنهاية 12/ 44، مرآة
الجنان 3/ 53 وفيه وفاته سنة 430 هـ، وطبقات النحويين واللغويين 387-
389، والمختصر في أخبار البشر 2/ 162، وتاريخ ابن الوردي 1/ 521، وسير
أعلام النبلاء 17/ 437، 438، رقم 292، ومفتاح السعادة 1/ 187 و 213،
وروضات الجنات 462، 463، وهدية العارفين 1/ 625.
[1] كتب على الهامش بجانب هذا البيت. «هو أبو الحرث منصور بن نوح» .
[2] كتب بالحاشية قرب هذا البيت: «هو فخر الدولة على بن بويه الديلميّ»
.
[3] كتب بجانبه: «هو أبو العباس مأمون بن محمد بن خوارزم ... » .
[4] كتب بجانبه: «هو أبو علي محمد بن محمد بن إبراهيم بن سمجور» .
[5] كتب بجانبه: «هو الأمير ناصر الدولة أبو منصور سبكتكين» .
[6] كتب هذا البيت على الحاشية اليمنى من الأصل. وبجانبه: «هو العزيز
معدّ بن المعزّ تميم» .
[7] كتب بجانبه: «هو أبو كاليجار عضد الدولة فنّا خسرو» .
(27/24)
[حوادث] سنة تسع
وثمانين وثلاثمائة
كانت قد جرت عادة الشيعة في الكَرْخ وباب الطّاق، بنصب القِباب، وإظهار
الزّينة يوم الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السّنيّة أن تعمل في
مقابلة هذا أشياء، فادّعت أنّ اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم
الذي حصل فيه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو
بَكْرٍ في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء
عاشوراء يومًا بعده بثمانية أيام، إلى مقتل مُصْعَب بن الزُبَيْر،
وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار
يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجّة [1] ، وأقامت السُّنِّيَّة هذا
الشعار القبيح زمانًا طويلا، فلا قُوَّة إلا باللَّه.
وفيها عُزِل ملك ما وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحُبس
بسَرْخَس.
وبُويع أخوه عبد الملك، فبقي في المُلْك تسعة أشهر، وحاربه الملك
الخان، وأسره، واستولى على بخارى في ذي القعدة، من هذا العام.
ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل [2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 206، والكامل في التاريخ 9/ 155.
[2] الخبر مطوّلا في: الكامل في التاريخ 9/ 145- 149. وتاريخ گزيده
148.
(27/25)
[حوادث] سنة تسعين
وثلاثمائة
فيها ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفّون من التراب الذَّهَبَ
الْأحمر [1] .
وفيها قُلِّد القاضي أَبُو عبد اللَّه الحسين بن هارون الضَّبِّي مدينة
المنصور، مضافًا إلى قضاء الكوفة وغيرها، ووُلّي القاضي أَبُو محمد
عُبَيْد اللَّه بن محمد الْأكفاني الرَّصافَةَ وأعمالها [2] .
وفيها وُلِّي نيابة دمشق فحل بن تميم [3] من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد
أشهر، وولي بعده عليّ بن جعفر بن فلاح [4] .
آخر الحوادث
__________
[1] المنتظم 7/ 207، الكامل في التاريخ 9/ 162.
[2] المنتظم 7/ 207.
[3] هو: أبو الحارث فحل بن إسماعيل بن تميم بن فحل الكتامي، وقد قلّد
مدينة صور مع دمشق. (اتعاظ الحنفا 2/ 17) وورد في (ذيل تاريخ دمشق 57)
: «تميم بن إسماعيل المغربي القائد المعروف بفحل» . وانظر: أمراء دمشق
للصفدي 65 رقم 205.
[4] هو: أبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح بن أبي مرزوق الكتامي. من كبار
وزراء الدولة الفاطمية. كان يلقّب «وزير الوزراء، ذي الرئاستين، الأمر
المظفّر، قطب الدولة» . وكان أبوه جعفر من الأجواد، مدحه الشاعر ابن
هانئ الأندلسي. (انظر: الحلّة السيراء لابن الأبّار، تحقيق الدكتور
حسين مؤنس- حاشية 3/ من الجزء 1/ 304، 305- طبعة القاهرة 1963،
والإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب الصيرفي- تحقيق عبد الله مخلص-
ص 30- 32- طبعة القاهرة 1924، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا)
، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 290- 291،
الطبعة الثانية 1984) .
(27/26)
[تراجم وفيات]
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بن إبراهيم بن تمّام [1] ، أبو بكر البعلبكيّ المقرئ الفقهية،
قاضي بعْلَبَكّ.
سمع خَيْثَمةَ الْأطْرابُلُسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة.
وعنه: محمد بن يونس الْإسكاف، وأحمد بن الحسن الطّيّان.
أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمزة، أبو نصر
النيسابُوري المؤذن الوراق، المعروف بابن حسْكَوَيْه. كان كثير الحديث.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والماسرْجسي، ومحمد بن إبراهيم
العَبْدَوي.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو [2] سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما.
تُوُفّي في شعبان.
أحْمَد بن الحسين بن مهران [3] ، أبو بكر الأصبهاني ثم النّيسابوريّ
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 164 و 17/ 366 و 29/ 105 و 37/
282، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- د. عمر عبد
السلام تدمري- ق 1 ج 1/ 272 رقم 77، طبعة المركز الإسلامي للإعلام
والإنماء، بيروت 1984، ومن حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي- د.
عمر عبد السلام تدمري- ص 35- طبعة دار الكتاب العربيّ 1400 هـ/ 1980 م.
[2] في الأصل «أبا» .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 30/ 1 و 40/ 126، طبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 400، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 3380، العبر 3/ 44،
طبقات القراء 1/ 470، مرآة الجنان 2/ 442، حسن المحاضرة 1/ 280،
الأنساب 2/ 545، معجم الأدباء 3/ 12، تذكرة الحفاظ 3/ 975، سير أعلام
النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 250، النجوم الزاهرة 4/ 160، شذرات الذهب 3/
97، كشف الظنون 1025 و 1424، معجم المؤلفين
(27/27)
المقرئ العابد، مصنف كتاب «الغايات في
القراءات» ، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذِكْوَان على أبي الحسن محمد بن
النَّضْر الْأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم،
وأبي بكر النّقّاش، وأبي الحسن بن ثَوْبان، وأبي عيسى بكار بن أحْمَد،
وهبة اللَّه ابن جعفر، وبخراسان على غير واحد، وسمع من أبي العباس
السّرّاج، وابن خُزَيْمة، وأحمد بن حسين الماسَرْجَسي، ومكّي بن
عَبْدان.
روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجرُوذي وعبد الرحمن
بن الحسن بن عليك، والمقرئ أَبُو سعد أحْمَد بن إبراهيم.
قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من
القرّاء، وكان مُجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وتوفي في شوّال،
وله ستُّ وثمانون سنة. وتُوُفّي في هذا اليوم أَبُو الحسن العامري صاحب
الفلسفة، فحدثني عمر بن أحْمَد الزّاهد: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر
أنّه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دُفن فيها، فقلت:
أيُّها الْأستاذ، ما فعل اللَّه بك؟ قال: إن اللَّه عزّ وجلّ أقام أبا
الحسن العامري بحذائي وقال:
هذا فداؤك من النّار [1] .
وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب «الشامل في القراءات» .
وقرأت أنا كتاب «الغاية» له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من
المؤيَّد الطّوسي، وزينب الشعرية قالا: أنبأ [2] زاهر الشحامي، أنا [3]
أَبُو بكر أحْمَد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا المصنّف رحمه اللَّه،
وقد قرأ عليه جماعة، منهم أبو الوفاء مهدي بن طوارة شيخ الهذلي.
__________
[1] / 208، 209، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 1/ 295
رقم 110، المنتظم 7/ 165، رقم 261، البداية والنهاية 11/ 310، معرفة
القراء الكبار 1/ 279، 280 رقم 23، تاريخ التراث العربيّ 1/ 30 رقم 19،
الأعلام 1/ 112.
[1] معرفة القراء 1/ 280.
[2] اختصار كلمة «أنبأنا» .
[3] اختصار كلمة «أخبرنا» .
(27/28)
أحْمَد بن محمد بن الحارث الفقيه، أَبُو
الحسين الفقيه المديني [1] الضرير.
حدّث في هذا العالم عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: أحْمَد بن علي النزوي، وَأَبُو نصر الكسائي.
أحْمَد بن محمد بن الفضل [2] بن الجرّاح، أبو بكر الخرّاز البغدادي.
سمع أبا حامد الحَضْرمي، وأبا بكر بن دُرَيْد، ولزم ابن الْأنباري،
فأخبر عنه وروى تصانيفه. وكان ثِقة دينًا: ظاهر المروءة، من الفرسان
المذكورين.
روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أَبُو إسحاق النيسابُوري، شيخ
محتشم. كان أحد المجتهدين في العبادة.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمة، وأبا العبّاس بن السرّاج، وأحمد بن محمد
الماسرجسي.
تُوُفّي في ربيع الْأوّل.
وعنه الحاكم قال: رأيت أُصُولَه صحيحة، وأكثرها بخطّه.
بزال الْأمير [3] وَلِّي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه
بزال، واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد وُلِّي طرابلس أيضًا.
بكجور التركي [4] ، الْأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان.
__________
[1] تكرر قبلها «أبو الحسين» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 81 رقم 2470، المنتظم 7/ 65 رقم 260، معجم الأدباء
4/ 239، الوافي بالوفيات 8/ 80 رقم 3506، النجوم الزاهرة 4/ 160.
[3] سبق ضبط اسمه في حوادث سنة 381 هـ.
وقد ولي طرابلس حول سنة 370 حتى 381 هـ. (انظر: تاريخ طرابلس السياسي
والحضاريّ عبر العصور- الجزء الأول- ص 199 للمحقق د. عمر عبد السلام
تدمري- طبعةدار البلاد، طرابلس 1978) .
[4] ذيل تجارب الأمم 3/ 208- 211، ذيل تاريخ دمشق 30- 34، الكامل في
التاريخ 9/ 58 وما بعدها و 85، 86، تاريخ ابن خلدون 4/ 112، 113، أمراء
دمشق 18 رقم 65، النجوم الزاهرة 4/ 160، الدرة المضية 222 و 230، اتعاظ
الحنفا 1/ 259، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، خطط الشام 1/
235، 236، تاريخ طرابلس السياسي
(27/29)
ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز
العُبَيْدي، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز، فجهز إليه منير
الخادم من مصر، في سنة ثمانٍ وسبعين، فبعث بكجور عسكرًا، فالتقوا،
فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، فأقام بها دعوة العزيز،
ثم قُتِل بنواحي، حلب، في سنة إحدى هذه [1] .
بشر بن الحسين الشيرازي [2] قاضي القضاة، أبو سعيد. قدّمه عضد الدولة
للقضاء، فولّاه الطائع قضاء القضاة، سنة تسعٍ وستين. وكان فقيهًا
ظاهريا متدينًا معظمًا للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها
أربعة قضاة، ثم إنه عُزِل في سنة سّتٍ وسبعين.
مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرّخه ابن الخازن.
وقال أَبُو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء» في أصحاب داود:
ومنهم قاضي القضاة أَبُو سعدٍ بشْر بن الحسين، كان إمامًا، أخذ العلم
عن علي بن محمد صاحب ابن المغلّس بفارس.
جوهر، أَبُو الحسن [3] القائد الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعزّ
__________
[ () ] والحضاريّ- د. تدمري- ج 1/ 200- 202، الوافي بالوفيات 10/ 202
رقم 4684، المختصر في أخبار البشر 2/ 128، واتعاظ الحنفا 1/ 254- 256-
و 258- 260، وتاريخ ابن الوردي 1/ 310.
[1] انظر عن بكجور في كتابنا: تاريخ طرابلس 1/ 281- 282 الطبعة
الثانية.
[2] طبقات الفقهاء 177، 178 و 179.
[3] النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 22 و 33 و 41 و 43 و 56 و 101-
106، تهذيب ابن عساكر 3/ 416، الكامل في التاريخ 8/ 590 و 591 و 9/ 90،
وفيات الأعيان 3/ 375- 380 رقم 145، العبر 3/ 16، دول الإسلام 1/ 232،
اتعاظ الحنفا 1/ 272، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 28- 54، كتاب
الولاة والقضاة 297، 298، 547، 584، ذيل تاريخ دمشق 1، 2، 12، 310،
311، شذرات الذهب 3/ 98، 99، الدرة المضية 120- 125 و 130، و 135 و
137- 140 و 142- 145 و 173 و 177- 179 و 253، نشوار المحاضرة 4/ 171،
معجم البلدان 4/ 22، تلخيص معجم الألقاب 3/ 561، حسن المحاضرة 1/ 559 و
2/ 201، الوافي بالوفيات 11/ 224- 226 رقم 320، بدائع الزهور- ج 1- ق
1/ 189، المختصر في أخبار البشر 2/ 128، وتاريخ ابن الوردي 1/ 311،
ومرآة الجنان 3/ 411، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا)
والبداية والنهاية 11/ 310، وسير أعلام النبلاء 16/ 467، 468 رقم 342.
(27/30)
أبي تميم. قدِم من المغرب بتجهيز المُعِزّ
إلى ديار مصر في الجيوش والأهْبَة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على
إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمرّ عالي الْأمر نافذ الكلمة.
وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في المُلْك أحْمَد
بن علي بن الْأخشيد وهو صغير، وكان ينوب عنه ابن عمّ والده والحسن بن
عُبَيْد اللَّه بن طُغْج، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الْأموال
على الْجُنْد، فكتب جماعة إلى المُعِزّ يطلبون منه عسكرًا ليسلّموا
إليه مصر، فنفذ جوهرًا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة [1]
بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مِصر في طلب الْأمان وتقرير أملاكهم لهم،
فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيديّة بذلك، فتأهبوا للقتال،
فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمَّروا عليهم ابن
الشويزاني، وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى
الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية
الصيادين، وأخذ مخاضة منية شلقان [2] ، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر
في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا
اليوم خبّأك المُعِزّ، فعبر عريانًا في سراويل وهو في مركب، ومعه
الرجال خوضًا، فوصلوا إليهم، ووقع القتال، فقُتل خلق كثير من
الإخشيديّة، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الْأمان، فأمَّنَهم
جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن
الناس، وفُتِحت الْأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبُنُوده،
وعليه ديباج مذهّب، ونزل موضِع القاهرة اليوم، واختطّها، وحفر أساس
القصر ليلته، فأرسل إلى مولاه يبشّره بالفتح، وبعث إليه برءوس القتلى،
وقطع خطبة بني العبّاس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يُقال
في الخطبة «اللَّهمّ صلّ على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى
فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي
__________
[1] تروجة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو، وجيم. قرية بمصر من كورة
البحيرة من أعمال الإسكندرية. (معجم البلدان 2/ 72) .
[2] في الأصل «سلقان» بالسين المهملة، والتصحيح من (اتعاظ الحنفا 1/
109) .
(27/31)
الرسول، وصلّ على الْأئمة آباء أمير
المؤمنين المُعِزّ باللَّه» .
ثم في ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين أذَّنوا بمصر ب «حيّ على خير العمل»
، فاستمر ذلك، وكتب إلى المُعِزّ يبشّره بذلك، وفرغ من بناء جامع
القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الْأزهر [1] .
وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين، وهو على مُعْتَقَد العُبَيْدِيّة.
الحسن بن محمد بن جعفر [2] بن محمد بن حفص المَغَازِلي الْإصبهاني، في
المحرّم.
الحسين بن عمر بن عمران [3] بن حُبَيش، أَبُو عبد اللَّه البغدادي،
وعنه عُبَيد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وثقة العتيقي.
الحسين بن موسى بن سعيد، أَبُو علي الخيّاط المصري. إمام جامع مصر،
وعاش تسعًا وسبعين سنة.
حمدان بن أحْمَد بن مشارك الهَرَوي، روى عن: أبي إسحاق بن ياسين.
روى عنه: أَبُو يعقوب القرّاب.
حيان القُرْطُبِي، أَبُو بكر الزاهد العابد، من كبار الْأولياء، ومن
أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصّوفي.
تُوُفِّي بقُرْطُبة في ربيع الْأوّل من السنة.
خَلَفُ بن إبراهيم بن عصمة الشبلي [4] النّيسابوري. سمع أبا العبّاس
السّرّاج وجماعة.
__________
[1] انظر: عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) 145 وما بعدها،
واتعاظ الحنفا 1/ 117.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 274.
[3] تاريخ بغداد 8/ 82 رقم 4169، المنتظم 7/ 166 رقم 262.
[4] في الأصل «البلى» .
(27/32)
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.
شريف بن سيف الدولة: [1] علي بن عبد اللَّه بن حمدان الْأمير، أَبُو
المعالي سعد الدولة، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض
له قُولَنْج أشْفَى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ
بطُل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يُسْجَر عنده النّد والعنبر،
فأفاق قليلا، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسري، فقال: هات
اليمين. فقال:
ما تركت لي اليمين يمينًا. وكان قد حَلَف وغدر. وتُوُفِّي في رمضان،
وله أربعون سنة وأشهرُ، وتولّى بعده ابنه أَبُو الفضائل سعد، وبموت سعد
انقرض مُلك سيف الدولة.
سنان [2] بن محمد الضّبعي البصري: لا أعلم متى تُوُفِّي.
لقيه أَبُو ذَرّ الهَرَوي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من
أصل سماعه: ثنا أَبُو خليفة، فذكر أحاديث.
عبد اللَّه بن أحْمَد بن حَمَّوَيه [3] بن يوسف بن أعين، أَبُو محمد
السَّرْخسي [4] . سمع [5] سنة ستّ عشرة وثلاثمائة من الفَرَبرِي «صحيح
البخاري» ، وسمع من عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي كتاب «الدارِمي»
، وسمع من إبراهيم بن خُزَيْم الشاشي «مُسْنَد عبد» وتفسيره.
__________
[1] زبدة الحلب 1/ 155- 181، مرآة الجنان 2/ 414، الأعلاق الخطيرة 3/
73- 76 و 315- 321، الوافي بالوفيات 16/ 146، 147 رقم 169، النجوم
الزاهرة 4/ 161، شذرات الذهب 3/ 100، دول الإسلام 1/ 233، الكامل في
التاريخ 9/ 85- 90، ذيل تجارب الأمم 215، 216، ذيل تاريخ دمشق 41،
العبر 3/ 3/ 16، 17، تاريخ الأنطاكي 1/ 174 (بتحقيقنا) ، مآثر الإنافة
1/ 324، 325، تاريخ مختصر الدول 177، تاريخ الزمان 72.
[2] في الأصل «شيان» .
[3] دول الإسلام 1/ 233، العبر 3/ 17، تذكرة الحفاظ 3/ 975، شذرات
الذهب 3/ 100، الوافي بالوفيات 17/ 45 رقم 39، النجوم 4/ 161.
[4] السرخسي: نسبته إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس،
وسرخس. (الأنساب 7/ 69) .
[5] في الأصل «سمع منه» .
(27/33)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ عبد بن أحْمَد
الهَرَوي، وَأَبُو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القرّاب، ومحمد بن عبد
الصمد الترابي المَرْوَزي، وعلي بن عبد اللَّه ومحمد بن أحْمَد بن محمد
بن محمود الهَرَوِيّان، وَأَبُو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر
الداودي.
وقال أَبُو ذَرّ: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حِسَان.
قلت: وله جزء مفيد عدّ فيه أبواب الصحيح، وعدّ ما في كلّ كتاب من
الْأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح،
وأعلى شيء يُرْوَى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدّث الحموي هذا،
وقعت لنا المذكورة من طريقه. وُلِد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
وقال القرّاب: تُوُفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
عبد اللَّه بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة، أبو محمد البصيري،
التمار. توفي في صفر، وروى عن أبيه صاحب أبي داود.
روى عن: أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرّم، والحسين بن إسماعيل
المحاملي، وخلق.
وعنه أَبُو ذر الهروي.
عبد الرحمن بن عبد اللَّه المالكي [1] الفقيه، أَبُو القاسم المصري
الجوهري. وتوفي بمصر، وهو صاحب «مُسْنَد المُوَطَّأ» سمعه من طائفة،
منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وَأَبُو بكر بن عبد الرحمن، وَأَبُو
الحسن بن فهد، وآخرون، وتُوُفّي في رمضان.
عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه، أَبُو الفضل النيسابُوري
البخاري، نسبه إلى جده، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه.
__________
[1] العبر 3/ 17، شذرات الذهب 3/ 101، حسن المحاضرة 1/ 191، شجرة النور
93، 94 رقم 213، سير أعلام النبلاء 16/ 435، 436 رقم 321، الديباج
المذهب 1/ 470، 471، الرسالة المستطرفة 16.
(27/34)
درس في حياته، وسمع من أبي حامد بن الشرفي،
ومكّي بن عبدان، وحدث.
تُوُفّي في جمادى الْأولى، وقد تُوُفّي والده سنة ثمان وأربعين.
عبد العزيز بن علي بن محمد [1] بن إسحاق بن الفرج، أَبُو عدِيّ المصري،
ويعرف بابن الْإمَام. كان مقرئًا مجودًا لقراءة وَرْش لأنّها على أبي
بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الْأرزي.
قرأ عليه طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحْمَد الطَّرسُوسي، وإسماعيل
بن عمرو الحدّاد، وَأَبُو الفضل محمد بن جعفر الخُزَاعي، ومكي بن طالب،
وَأَبُو عمر الطّلمنكي، وَأَبُو العبّاس محمد بن سعيد بن أحْمَد بن
نفيس، وغيرهم.
وطال عمره وتفرّد بُعُلوّ هذه الطريق، وقد حدّث عن ابن قديد، ومحمد بن
زبّان.
روى عنه يحيى بن الطّحّان.
وقال أَبُو إسحاق الحبال. تُوُفّي لعَشْر خَلَوْن من ربيع الْأوّل.
عُبَيْد اللَّه [2] بن أحْمَد بن معروف [3] ، أَبُو محمد البغدادي
المعتزلي قاضي القضاة.
ولي بعد أبي بِشْر عمر بن أكثم، وسمع من يحي بن صاعد، وابن نَيْرُوز،
وأبي حامد محمد بن أحْمَد بن هارون الحَضْرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 995، العبر 3/ 17، معرفة القراء الكبار 1/ 278،
279 رقم 22، شذرات الذهب 3/ 101، حسن المحاضرة 1/ 209، وغاية النهاية
1/ 394، 395.
[2] في الأصل «عبد» وهو تحريف.
[3] تاريخ بغداد 10/ 365- 368 رقم 5529، المنتظم 7/ 166 رقم 263، العبر
3/ 18، الكامل في التاريخ 9/ 91، دول الإسلام 1/ 233، شذرات الذهب 3/
101 وفيه «عبد الله» وكذا في البداية والنهاية 11/ 310، تذكرة الحفاظ
3/ 975، النجوم الزاهرة 4/ 162، يتيمة الدهر 3/ 112- 114، الأعلام 4/
344، معجم المؤلفين 6/ 237، تاريخ التراث العربيّ 1/ 336 رقم 247، وسير
أعلام النبلاء 16/ 426، 427 رقم 315، ميزان الاعتدال 30/ 3، لسان
الميزان 4/ 96.
(27/35)
ولد سنة ستّ وثلاثمائة.
قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألِبّاء النّاس، مع تجربة وحنكة
وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وسامة في منظره، وظُرفًا
في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، ولباقة في خطابه، ونهوضًا بأعباء الْأحكام،
وهيبة في القلوب، قد ضرب في الْأدب بسَهْمٍ، وأخذ من علم الكلام بحظ.
وقال العتيقي: كان مجرّدًا في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير.
قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلّال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا،
وَأَبُو جعفر بن المسلمة. ووثّقه الخطيب.
تُوُفّي في صفر، وله شِعْر رائق، فَحْل.
عُبَيْد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد [1] بن عُبَيْد اللَّه بْنُ
سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
الزُهَرِي، أَبُو الفضل، بغداديّ مُسْنَد كبير القدر.
سمع: جعفر بن محمد الفِرْيابي، وإبراهيم بن شريك الْأسدي وعبد اللَّه
بن المخرّمي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن حميد بن
المجدّر [2] ، والبَغَوِي.
وعنه: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو محمد الخلال، وعبد العزيز
الْأزجي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أَبُو جعفر بن
المسلمة.
قال الخطيب: كان ثقة، وُلِد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال:
سمعت أبا الفضل الزُهَرِي يقول: حضرت مجلس الفِرْيابي وفيه عشرة آلاف
رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي.
وذكره الْأزجي فقال: شيخ ثقة، مُجَاب الدّعوة.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 368- 369 رقم 5531، المنتظم 7/ 167 رقم 264، العبر
3/ 18، تذكرة الحفاظ 3/ 975، النجوم الزاهرة 4/ 161، شذرات الذهب 3/
101، سير أعلام النبلاء 16/ 392- 394 رقم 282.
[2] في الأصل «المحمدر» .
(27/36)
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة صاحب كتاب،
وآباؤه كلّهم قد حدّثوا. تُوُفّي في ربيع الْأول، وقيل في ربيع الآخر.
قلت: وقع لنا من روايته «صفة المنافق» للفِرْيَابي.
عتاب بن هارون بن عَتَّاب [1] بن بِشْر، أَبُو أيوب الغافقي الْأندلسي
من أهل شَذُونَة.
روى عن أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الْجُمَحي، وأبي الحسن الخُزاعي،
وكان صالحًا عابدًا.
رحل إليه ابن الفَرَضيّ فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة.
عثمان بن جعفر [2] ، أَبُو عمرو الجواليقي البغدادي. حدَّث فِي هَذِهِ
السنة عن عَبْد اللَّه بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بْن
الباغَنْدِي.
وعنه أَبُو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وَأَبُو طالب
العشاري.
وثّقة العتيقي.
علي بن أحْمَد بن صالح [3] بن حمّاد المقرئ القِزْويني. كان فهمًا
بالقراءات.
عُمِّر دهرًا، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الْأسدي،
ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد اللَّه الحسين الْأزرق،
والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ
القرآن ثلاثين سنة.
روى: عنه أَبُو يَعْلَى الحنبلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: وُلِدت
سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
توفّي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 300، 301 رقم 888، بغية الملتمس 436 رقم
1263.
[2] تاريخ بغداد 11/ 309 رقم 6106.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 975، معرفة القراء الكبار 340، 341 رقم 26 و 1/
349 رقم 275، وغاية النهاية 1/ 519.
(27/37)
علي بن محمد بن عُبَيْد اللَّه [1] الزهري،
أبو الحسن الضّرير.
كان ببغداد، ذكر أنّه من ولد عبد الرحمن بن عَوْف، وأنّه سمع من أبي
يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان كذّابًا.
محمد بن إبراهيم بن علي [2] بن عاصم بن زاذان، أَبُو بكر بن المقرئ
الحافظ، مُسْنِد إصبهان. طوف الشامَ ومصرَ والعراقَ، وسمع في قريب من
خمسين مدينة.
سمع: محمد بن نُصَيْر بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم
بن مَتُّوَيْه، وطبقتهم بأصبهان، وأوّل سماعه بعد الثلاثمائة، وسمع
أحْمَد بن الحسن الصُوفي، وحامد بن شعيب اللّخمي، وعمر بن إسماعيل بن
أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يَعْلَى بالموصل، وعَبْدان بالأهواز،
وأبا عَرُوبة بحَرّان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعَسقلان، وإسحاق بن
أحْمَد الخُزَاعي بمكّة، وعبد اللَّه بن زيدان البَجَليّ، وعلي بن
العبّاس المَقَانِعي، وعبد اللَّه بن محمد بن مُسلم ببيت المقدس،
وإبراهيم بن مسرور صاحب لُوَيْن بحلب، وأحمد بن يحيى بن زُهَيْر الحافظ
بتُسْتَر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمّار، ومحمد بن خريم
بدمشق، ومحمد بن المعافي بصيداء، ومكْحُولا ببيروت، وميمون بن هارون
بعكّا، ومحمد بن عُمَيْر صاحب هشام بن عمّار، بالرملة، ومضاء بن عبد
الباقي بأَذَنَة، وجعفر بن أحْمَد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن
رَوْح المؤدّب بعسكر مَكْرَم، ومحمد بن
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 92، 93 رقم 6509.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 297، حلية الأولياء 9/ 129، الأنساب 19 ب، 86
أ، 358 ب، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 493 و 36/ 514- 519، و 39/ 32،
تذكرة الحفاظ 3/ 973- 976، غاية النهاية 2/ 45، شذرات الذهب 3/ 101،
الأعلام 6/ 184، معجم المؤلفين 8/ 210، تاريخ التراث العربيّ 1/ 335
رقم 246 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- 4/ 60 رقم 1528،
العبر 3/ 18، 19، النجوم الزاهرة 4/ 161، الكامل في التاريخ 9/ 91،
مرآة الجنان 2/ 415، سير أعلام النبلاء 16/ 398- 402 رقم 288، الوافي
بالوفيات 1/ 342، 343، طبقات الحفاظ 387، 388، الرسالة المستطرفة 95.
(27/38)
تمام البَهْراني، ومحمد بن يحيى بن رزين
بحمص، والحسين بن عبد اللَّه القطان الْأزْدي بالرَّقَّة، ومحمد بن
محمد بن الْأشعث، ومحمد بن زبّان، وعلي بن أحْمَد علان، وأحمد بن عبد
الوارث الغسّال بمصر، ومحمد بن أبي سَلَمَة بن قوبا بعسقلان، وصنّف
«معجم شيوخة» ، وسمع «شرح الْأثار» للطَّحاوي منه، وخرَّج الفوائد،
وجمع «مُسْنَد أبي حنيفة» .
روى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وَأَبُو الشيخ، وهما أكبر منه،
وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن موسى بن مردود، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو
طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن
الحسين، وَأَبُو طاهر أحْمَد بن محمد الثقفي، وأحمد بن محمد بن
النُّعْمان، وآخرون.
قال أَبُو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع
مرات.
وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة
سبعين مرحلة، ولو عُرِضَت على بقّال برغيف لم يأخذها.
وقال أَبُو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر
مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكّة
خمسة وعشرين شهرًا.
وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطَّبراني
وَأَبُو الشيخ في مدينة الرسول عليه السّلام، فضاق بنا الوقت، فواصلنا
ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت:
يا رسول اللَّه الجوع. فقال لي الطَّبراني: اجلس فإمّا أن يكون الرزق
أو الموت، فقمت أنا وَأَبُو الشيخ، فحضر الباب عَلَوِيّ، ففتحنا له،
وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى
النَّبِيّ صلّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء
إليكم.
وروى أَبُو موسى المَدِيني ترجمة ابن المقرئ: نا معمَّر بن الفاخر،
سمعت أبا نصر بن الحسن بن أبي عمر، سمعت ابن سلامة يقول: قيل
(27/39)
للصاحب بن عبّاد: أنت رجل مُعْتِزِليّ وابن
المقرئ محدّث، وأنت تحبّه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل مَوَدَّة
الْأباء قرابة الْأبناء، ولأنّي كنت نائما، فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ يقول لي: أنت نائم ووليّ من
أولياء اللَّه على بابك، فانتبهت ودعوت البوّاب، وقلت: من بالباب؟ قال:
أَبُو بكر بن المقرئ.
وقال أَبُو عبد اللَّه بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في
الْأصُول مذهب أحْمَد بن حنبل وأبي زرعة.
قال ابن مَرْدَوَيه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. تُوُفْي يوم الْأثنين في
شوال.
وقال أَبُو نُعَيْم: محدّث كبير ثقة، صاحب [أصول] ، سمع ما لا يحصى
كثرة، وتوفّي عن ستٍ وتسعين سنة.
قلت: وكان الصّاحب إسماعيل بن عبّاد يحترمه، وكان خازنا كُتُب الصاحب،
وقد خَرَّجْتُ من مُعْجَمه أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، في أربعين
مدينة، سميتها «أربعي البلدان» لأبي بكر بن المقرئ، وسمعناها.
وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العُلُو.
مّات في شوّال.
محمد بْن أحْمَد بْن محمد بن إبراهيم بن عبده بن سليط السّليطي، َأَبُو
جعفر النيسابُوري.
عن: أبي بكر الأسفرايني، والشرفي، ومكّي بن عَبْدان، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وانتقى عليه، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني،
والكَنْجَرُوذِي وجماعة.
وحدث أيضا بمكّة والعراق.
محمد بن حسين بن شنظير [1] ، أَبُو عبد اللَّه الْأموي الطُلَيطليّ،
والد المحدث أبي إسحاق إبراهيم. كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 477، 478 رقم 1033.
(27/40)
روى عن: وهْب بن مسرّة، ومحمد بن عبد
اللَّه بن عيشون، وأبي بكر بن رستم.
تُوُفْي في المحرّم، وكان ابنه غائبًا في الرحلة. ولد سنة خمس عشرة
وثلاثمائة.
محمد بن خثيم بن ثاقب، أَبُو بكر البخاري الصفار.
حدث بصحيح البخاري عن القَزْوِيني.
تُوُفْي بسَمَرْقَنْد في ربيع الْأوّل.
محمد بن سعيد بن قرط [1] ، أبو عبد الله بن الصّابوني القُرْطُبي.
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، والحسن بن سعد، ورجل
فسمع من ابن الْأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم، في رحلته، فلما
وُلِّي ابن السليم القضاءَ استعمله على نظر الْأوقاف، ثم عزله، وظهرت
عليه أمور، ذهب فيها ماله كلّه، وبقي فقيرًا.
وقد حدّث بيسير في ربيع الْأوّل.
محمد بن عبد اللَّه [2] ، أَبُو الحسن النَّحْوِي الورّاق، زوج بنت أبي
سعيد السِّيرافي.
له «شرح مختصر الجرمي» في النَّحْو، وغير ذلك.
محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، أَبُو جعفر الهَرَوِي الفقيه صاحب
التفسير.
محمد بن علي بن الحسين [3] بن سُوَيْد، أَبُو بكر البغدادي المكتب.
روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي عَرُوبَة،
وطائفة كثيرة، وسافر الكثير.
روى عنه: أَبُو بكر البَرْقَاني، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعلي بن
المحسّن التنوخي، ووثّقه البَرْقَاني.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 93، 94 رقم 362.
[2] بغية الوعاة 1/ 129 رقم 223.
[3] تاريخ بغداد 3/ 88 رقم 1/ 107.
(27/41)
وقال الْأزهري: صَدُوق، تكلَّموا فيه بسبب
روايته عن أحْمَد بن سهل الْأشْناني كتاب «قراءة عاصم» .
تُوُفِّي في رمضان.
محمد بن القاسم [1] بن أحْمَد فاذشاه، أَبُو عبد اللَّه الْإصبهاني
الشافعي المتكلّم الْأشعري، المعروف بالنَّتيف.
ذكره أَبُو نُعَيْم فقال: كثير المصنّفات في الْأصُول والفِقْه
والأحكام، ورجل إلى البصْرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن
إسحاق المادَرَائي، وأبي علي اللؤلؤي، وتُوُفِّي في شهر ربيع الْأوّل.
قلت: ولعلّه أخذ بالبصْرة عن أبي الحسن الْأشعريّ، فإنّه أدركه.
قال أَبُو نُعَيْم: كان ينتحل مذهب الْأشعريّ.
محمد بن موسى بن مصباح [2] بن عيسى، أَبُو بكر القُرْطُبي المؤذّن.
سمع أحْمَد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة، فسمع من
الْأعْرابي، والمصريّين، وكان مُتَهَجِّدًا بَكَّاء.
محمد بن يَبْقَى بن زَرْب [3] بن يزيد، أَبُو بكر القُرْطُبي الفقيه
المالكي.
[سمع] : قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقّه
عند اللؤلؤي وغيره. وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك.
كان القاضي أَبُو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب
منك.
__________
[1] في الأصل «محمد بن أبي القاسم» والتصحيح من (ذكر أخبار أصبهانيّ 2/
300، 301) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 95، 96 رقم 1364.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 95 رقم 1363، جذوة المقتبس 100 رقم 170،
بغية الملتمس 146، 147 رقم 325، العبر 3/ 19، تاريخ قضاة الأندلس 77،
شذرات الذهب 3/ 101، 102، الديباج المذهب 268، 269، الأعم 7/ 260، معجم
المؤلفين 12/ 97، 98، تذكرة الحفاظ 3/ 975، شجرة النور 100، تركيب
المدارك 4/ 630- 633، فهرسة ابن خير 246، المغرب في حلى المغرب 1/ 214،
سير أعلام النبلاء 16/ 411 رقم 298.
(27/42)
ولما تُوُفِّي ابن السليم وُلّي ابن
يَبْقَى على قضاء الجماعة في سنة سبعٍ وستّين، وإلى أن مات، وإليه كانت
الصّلاة والخَطَابة.
وصنّف كتاب «الخصال في مذهب مالك» عارض به كتاب «الخصال» لابن كاديس
الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب «الرّدّ على ابن مسرة» .
وكان الحاجب ابن أبي عامر يُعظّمه ويُجْلِسه معه، ولما تُوُفِّي أظهر
ابن أبي عامر لموته غمًّا شديدًا.
تُوُفِّي في رمضان، وكان مع فقْهه بصيرًا بالعربية والحساب، مشكور
السيرة، رئيسًا، كثير المحاسن.
محمد بن يوسف بن محمد [1] بن دُوست [2] العلاف، أَبُو بكر البغدادي.
سمع أبا القاسم البَغَوي، وعبد الملك بن أحْمَد الدقّاق.
وعنه: أَبُو محمد الخلال، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي باللَّه.
قال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة.
قلت: وتم بمجلس يرويه أَبُو اليُمن الكِنْدِي هو لأبي علي عبد اللَّه،
ولد هذا، لا لَهُ.
مظفّر بن الحسين بن المهنَّد، أَبُو الحسن السِّلْماسي.
روى عن أبي أحْمَد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري.
روى: عنه ابنه مهنِّد، وَأَبُو العباس النشري، وأحمد بن جرير
السّلماسي.
مُعَاذ بن محمد بن يعقوب، أَبُو القاسم الزَّاهد.
تُوُفِّي في جمادى الآخرة.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 409 رقم 1541، العبر 3/ 19، شذرات الذهب 3/ 102،
تاريخ التراث العربيّ 1/ 337 رقم 249.
[2] في الأصل «ذؤيب» والتصحيح من تاريخ بغداد.
(27/43)
منير الصِّقْلَبيّ الخادم [1] غلام الوزير
يعقوب بن كِلّس، وُلِّي إمرةَ دمشق، فقدِمها من مصر سنة ثمانٍ وسبعين،
فلما كان في هذا العام أحد وثمانين، قدِم بزال من طرابلس في رمضان،
فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جُوسِية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب،
وأتى به دمشقَ، وقد قدمها منجوتكين [2] التركي نائبًا، فأركب منيرًا
على جمل وطافوا به في البلد، وقُرِن معه قِرْد، ثم أُرسِل إلى مصر،
فعفا [3] عنه العزيز العُبَيْدِي.
هارون بن عتّاب بن بِشْر [4] ، أَبُو أيوب الشذوني الغافقي الْأندلسي.
رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الْأنماطي، والصّنجي وأبي محمد
الطُّوسي، وبمصر من القيسي.
قال النفري: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكّي المذهب.
يعقوب بن موسى [5] ، أَبُو الحسين الْأردَبِيلي.
سكن بغداد، وحدث بسؤالات البرذعي، عن أبي زُرْعَة، عن أحْمَد بن طاهر
النَّجم عن البرذعي.
روى عنه: الدار الدَّارَقُطْنيّ مع تقدمه [6] ، وَأَبُو بكر
البَرْقَاني، ووثّقه، وكان فقيها شافعيا.
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 40، 41، الدرّة المضية 232، 233، اتعاظ الحنفا 1/
269، 270، أمراء دمشق 89 رقم 298، تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ 1/
201- 203.
[2] في الأصل «يجوتكين» وهو تصحيف.
[3] في الأصل «فعفى» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 169، 170 رقم 1532 وساق نسبه «.. ابن عبد
الرحيم بن بشر بن عبد الرحيم بن الحارث بن سهل بن الوقاع من قطبة بن
عدنان بن معدّ بن جزّى الغافقي» وكناه بأبي موسي، وجعل وفاته سنة 335
هـ.
[5] تاريخ بغداد 14/ 295 رقم 7605.
[6] في الأصل «تقد» .
(27/44)
وفيها خلع الطائع نفسه مُكْرَهًا، وبايعوا
القادرَ باللَّه أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن المقتدر باللَّه [1] .
__________
[1] مرّ هذا الخبر في أوّل حوادث 381 هـ.
(27/45)
[وفيات] سنة اثنتين
ومائتين وثلاثمائة
أحْمَد بن أبان بن سيد [1] ، أبو القاسم الْأندلسي اللُّغَوي، صاحب
شَرِطَة قُرْطُبَة، وكان مُقَدَّمًا في علم اللغة، بارعًا، سريع
الكتابة.
صنّف كتاب «العالم في اللغة» مائة مجلّدة على الْأجناس، وتُوُفِّي في
هذا العام.
روى عن: أبي علي القالي كتاب «النوادر» : وروى عن سعيد بن عامر
الْأشبيلي كتاب «الكامل» .
أخذ عنه: أَبُو القاسم الْأقليلي وغيره.
أحْمَد بن بندار بن محمد بن عبد اللَّه بن مهران، أَبُو زُرْعَة العبسي
الْأسْتَرَاباذي [2] الفقيه، قاضي أسْتَرَاباذ.
كتب بأَرْدَبيل عن حفص بن عمر بن زبلة الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على
أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال.
أحْمَد بن عبيد اللَّه بن علي [3] ، أخو القائم محمد بن المهديّ.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 8 رقم 6.
[2] أستراباذي: نسبة إلى أستراباذ بلدة من بلاد مازندران بين سارية
وجرجان.
قال ابن الأثير: بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة
باثنتين من فوقها وفتح الراء. (اللباب 1/ 51) وقال ياقوت: بالفتح ثم
السكون وفتح التاء المثنّاة من فوق وراء ... (معجم البلدان 1/ 174) .
[3] اتعاظ الحنفا 1/ 99 و 237.
(27/47)
مات في القعدة بمصر، وصلّى عليه ابن ابن
ابن أخيه العزيز صاحب مصر.
ورّخه القفْطي، وله أربعة إخْوَة ماتوا قبله بمدّة.
أحْمَد بن عُتبة بن مكين [1] ، أَبُو العباس الدمشقي الجوبري
المُطَرِّز الْأطروش.
روى عن: عبد اللَّه بن عتّاب بن الزّفتي، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد
بْن عَبْد العزيز، وأبي الجهم بن طِلاب، وخلقٍ سواهم.
وعنه: عبد الوهاب بن الحبّان، وعلي بن السَّمْسار، وجماعة.
قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلا.
أحْمَد بن علي بن عمر [2] ، أَبُو الحسين البغدادي المشطاحي [3] .
روى عن طبقة البَغَوي.
وعنه: أبو طاهر بن سعدون المَوْصِلي، وكان ثقة.
أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، أبو [4] حامد السرخسي.
توفي في شوال.
أحْمَد بن ثابت، أَبُو العباس الشيرازي الحافظ.
حدّث بدمشق عن القاسم بن القاسم السَّيّاري، وعبد اللَّه بن جعفر بن
فارس الْإصبهاني، والحسين بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُزِي، وجماعة.
وعنه: أَبُو نصر الإسماعيلي، وأبو عبد الله الحاكم، وتمّام الرّازي.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 33/ 40، التهذيب 1/ 389، موسوعة
المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 1/ 357 رقم 156.
[2] تاريخ بغداد 4/ 316 رقم 2116، اللباب 3/ 217.
[3] المشطاحي: بكسر الميم وسكون الشين وفتح الطاء المهملة وبعد الألف
حاء مهملة.
(اللباب) .
[4] في الأصل «وحامد» .
(27/48)
قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه
أحد، وصار له القَبُول بشيراز، بحيث يضرب [به] [1] المثل.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: أحْمَد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها،
أحاديثَ على جماعة من الشيوخ.
قلت: ذكر يحيى بن مَنْده ما يدلّ على أنّ الذي دخل مصر، وأدخل على
شيوخها رجل آخر، اسمه: أحْمَد بن منصور. وقال: كانا أخَوَيْن،
والغَلَطُ في اسمه.
وعن أبي العبّاس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الغزالي ثلاثمائة ألف
حديث.
وقال الحسين بن أحْمَد الصّفار الشيرازي: لما مات أحْمَد بن منصور
الحافظ، جاء إلى أبي رجلٌ فقال: رأيته في النّوم، وهو في المحراب واقف،
في جامع شيراز، وعليه حلَّة، وعلى رأسه تاج مكلَّل بالجوهر، فقلت: ما
فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟
قال: بكثرة صلاتي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد [2] ، أَبُو أحْمَد العسكري الْإمَام
الْأديب.
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] المنتظم 7/ 191 رقم 307 (وفيات 387 هـ.) مرآة الجنان 2/ 415، 416،
البداية والنهاية 11/ 312 و 320، العبر 3/ 20، إنباه الرواة 1/ 310-
312، معجم الأدباء 8/ 233- 258، الكامل في التاريخ 9/ 47، واللباب 2/
136، دول الإسلام 1/ 233، سير أعلام النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 251،
252، عيون التواريخ (المصور) 12/ 222 أ، 223 أ، مفتاح السعادة 1/ 227،
بغية الوعاة 221، الأنساب 390 ب، بغية الوعاة 1/ 506، 507 رقم 1046،
وفيات الأعيان 2/ 83- 85 رقم 164، خزانة الأدب 1/ 97، معجم البلدان 3/
124، ذكر أخبار أصبهان 1/ 272، الوافي بالوفيات 12/ 76- 78 رقم 66،
النجوم الزاهرة 4/ 175، شذرات الذهب 3/ 102، 103، المختصر في أخبار
البشر 2/ 140، كشف الظنون 233 و 411 و 675 و 801 و 956 و 1404 و 1464 و
1737، إيضاح المكنون 2/ 332، روضات الجنات 216، أعيان الشيعة 22/ 140-
154، فهرس مخطوطات الظاهرية 297، فهرس المخطوطات المصورة بمعهد
المخطوطات 2/ 94، معجم المؤلفين 3/ 239، 240، الرسالة المستطرفة 54.
(27/49)
سمع من: عبدان الْأهوازي، وأحمد بن يحيى بن
زُهَير التُسْتَرِي، وأبي القاسم عبد اللَّه البَغَوِي، وأبي بكر بن
أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد بن جرير
الطّبري، والعبّاس بن أبي الوليد بن شجاع الْإصبهاني، وجماعة.
روى عنه: أَبُو بكر أحْمَد بن جعفر اليزدي الْإصبهاني، وَأَبُو الحسن
علي بن أحْمَد النُعَيْمي، وأبو سعد الماليني، وَأَبُو الحسين محمد بن
الحسن الْأهوازي، وَأَبُو بكر محمد بن أحْمَد الوادعي، وعبد الواحد بن
أحْمَد البَاطِرْقَاني، وأحمد بن محمد بن زَنْجَوَيْه، ومحمد بن منصور
بن حيكان التستري، وعلي بن عمر الايذحى، وَأَبُو سعيد الحسن بن علي بن
بحر التُسْتَري السَّقَطي، وآخرون.
وقال فيه السِّلَفي: كان من الْأئمّة المذكورين بالتصرّف في أنواع
العلوم، والتبحّر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحُسْن
التصنيف، ومن جملة تصانيفه «الحِكَم والأمثال» ، وكتاب «التصحيف» [1]
وكتاب «الْأرواح» وكتاب «الزّواجر والمواعظ» ، وبقي حتى علا [2] به
السّنّ، واشتهر في الْأفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للأداب،
والتدريس بقطر خُوزِسْتان، وكان يُمْلي بالعسكر [3] وتُسُتَر [4] ومدنٍ
ناحيته.
قلت: أخبرنا بنسبه أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ،
أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا أَبُو الحسين بن الطُّيُوري، أنا أَبُو سعيد
الحسن بن علي السَّقَطي بالبصرة، ثنا أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد
اللَّه بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين
وثلاثمائة بتستر.
قال السّلفي، فذكر مجالس من أماليه هي عندي، ولما تُوُفِّي أَبُو
أحْمَد رثاه الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وأنشده:
__________
[1] نشره عبد العزيز أحمد بالقاهرة 1963 بعنوان «شرح ما يقع فيه
التصحيف والتحريف» .
[2] في الأصل «على» .
[3] العسكر: عسكر مكرم. بلد مشهور من نواحي خوزستان. (معجم البلدان 3/
123) .
[4] تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى، وراء. أعظم مدينة
بخراسان.
(27/50)
قالوا: مَضَى الشيخُ أَبُو أحْمَد ... وقد
رَثوه بضُرُوب النُّدبْ.
فقلت: ماذا فَقْدُ شيخٍ مَضَى ... لكنّه فَقْد فُنُون الْأدَبْ [1]
ووفاته بخطّ أبي حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فَضْلان العسكريّ
اللُّغَوي في يوم الجمعة، لسبعٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة اثنتين
وثمانين وثلاثمائة.
سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان [2] بن معاوية، أَبُو أيوب الْجُمَحي
القُرْطُبِي المؤذّن، المعروف بابن العِجْل.
روى عن: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية. كتب
عنه غير واحد.
تُوُفِّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وثمانين.
عبد اللَّه بن أَحْمَد بن محمد [3] بن يعقوب، أَبُو القاسم النَّسَائي
الفقيه الشافعي.
حدّث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحْمَد بن جعفر
الختلي، وَأَبُو القاسم عبد اللَّه بن الثلاج، وكان قد سمع من الحسن
[4] بن سفيان مُسْنَدَه، وبه ختم الرواية عن الحسن. وسمع مُسْنَد ابن
رَاهَوَيْه من عبد اللَّه بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد
الباغَنْدِي وطبقته.
روى عنه: الحاكم، وغيره.
وقال الخطيب: قال الحاكم: توفّي في شوّال سنة اثنتين وثمانين بِنَسَا.
وعندي في «تاريخ الحاكم» أنّه تُوُفّي سنة أربع وثمانين، واللَّه أعلم.
__________
[1] معجم الأدباء 8/ 251.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 189 رقم 567.
[3] تاريخ بغداد 9/ 394 رقم 4993، العبر 3/ 20، 21، الوافي بالوفيات
17/ 45 رقم 40، النجوم الزاهرة 4/ 163، شذرات الذهب 3/ 103، دول
الإسلام 1/ 233، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 305، 306، وسير أعلام
النبلاء 16/ 412 رقم 299.
[4] في الأصل «الحسين» وهو تحريف.
(27/51)
قال: وكان شيخ العدالة والعلم بِنَسَا،
وعاش نيّفًا وتسعين سنة. فيه:
ومحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن شيرويه المذكور [1] في سنة ثمانين ختم
حديث الحسن بن سفيان.
عبد اللَّه بن عثمان بن محمد [2] بن علي بن بيان، أَبُو محمد الصّفّار.
بغداديّ ثقة.
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي،
والمَحَامِلي، وجماعة.
وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وَأَبُو القاسم
التنُوخي.
عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب [3] بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء
ابن واصل، أَبُو سعيد القُرَشي الرّازي.
حجّ وسافر إلى مصر والشام وجاور وأقام بنيسابُور مدّة، فصحِبَ الزّاهد
أبا علي الثقفي، وحدّث عن محمد بن أيّوب الرازي بن الضُّرَيْس، ويوسف
بن عاصم.
وخرج في آخر عمره إلى مَرْو، ثم إلى بُخارى فتُوُفّي بها في هذه السنة.
وله أربع وتسعون سنة.
ترجمة الحاكم، وروى عنه هو، ومحمد بن الحسن الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو
يَعْلَى إسحاق بن عبد الرحمن الصّابوني، ومحمد بن عبد العزيز
المَرْوَزي.
وقد سمع بدمشق من ابن جوصا، وببغداد من ابن صاعد.
قال الحاكم: ولم يزل كالرَّيْحَانة عند مشايخ التصوّف ببلدنا.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضُّرَيْس، وقع لنا حديثه
__________
[1] في الأصل «بل فسا المذكور» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 40 رقم 5165، المنتظم 7/ 170 رقم 267.
[3] العبر 3/ 21، الوافي بالوفيات 17/ 490 رقم 416، النجوم الزاهرة 4/
163، شذرات الذهب 3/ 103، دول الإسلام 1/ 233، سير أعلام النبلاء 16/
427، 428 رقم 316.
(27/52)
بعُلُوٍ، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحدًا
ضعَّفه، لكن يكون سماعه عن ابن الضُّرَيْس وهو ابن خمس سنين، على ما
ضبطه الحاكم، من سنة انتهى إليه عِلْم الْأسناد في وقته بخُراسان.
عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو حاتم المقرئ، خطيب مدينة
أسْتَرَاباذ ومقرئها.
روى عنه: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ، والحسن بن حَمّوَيْه.
وعنه: أَبُو سعيد الإدريسي.
عبد الواحد بن أحْمَد بن القاسم، أَبُو بكر الزُّهْري النيسابُوري
الواعظ المتكلّم، ويعرف بابن أبي الفضْل.
سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطّان، والمحبوبي، وطائفة.
قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن في
يومين.
تُوُفِّي في ربيع الْأوّل بنيسابُور، رحمه اللَّه تَعَالَى.
عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي الصّوفي، أَبُو الحسن، نزيل
نيسابُور.
حدّث عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، وأبي رَوْق الهزّان، وطبقتهما.
وصحب الزُّهَّاد زمانًا، وحدّث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات.
عمر بن أحْمَد بن هارون [1] ، أَبُو [2] حفص الْأجرّي البغدادي المقرئ.
سمع أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابُوري،
وإسماعيل الوراق وغيرهم.
وعنه: أَبُو محمد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة.
قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحا ديّنا.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 264 رقم 6026، المنتظم 7/ 170 رقم 268.
[2] في الأصل «و» .
(27/53)
علي بن مكّي بن علي بن حسين، أَبُو الحسن
الهَمَذَانِي الحلاوي.
روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عُبَيْد، ومحمد بن خيران.
رحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد، وكان حافظًا فَهْمًا.
تُوُفِّي في ذي القعدة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدّب، وعبد اللَّه بن
محمد الحواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة.
محمد بن عبد اللَّه بن عمر [1] بن خير، أَبُو عبد اللَّه القَيْسِي
القُرْطُبِي البزّاز.
سمع أحْمَد بن خالد الحُبَاب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله
بن يونس، وجماعة، وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الْأعْرَابي،
وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصَّمُوت، ثم رحل ثانيا.
وكان صدوقًا إن شاء اللَّه ضابطًا، وقد اتُّهم بمذهب ابن مَسَرَّة [2]
، ولم يصحّ عنه.
توفّي في المحرّم، وقلّ من كتب عنه.
محمد بن العبّاس بن محمد [3] بن زكريّا بن يحيى، أَبُو عمر بن
حَيَّوَيْهِ الخَزّاز، من كبار محدّثي بغداد.
سمع: محمد بن الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد اللَّه بن
إسحاق المدائني، وأبا القاسم التنوخي البغوي، وخلقا يطول ذكرهم.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 96، 97 رقم 1366.
[2] في الأصل «ميسرة» وهو تحريف.
[3] تاريخ بغداد 3/ 121 رقم 1139، المنتظم 7/ 170، 171 رقم 269،
البداية والنهاية 11/ 311، العبر 3/ 21، النجوم الزاهرة 4/ 163، الوافي
بالوفيات 3/ 199 رقم 1177، شذرات الذهب 3/ 104، لسان الميزان 9/ 95
وفيه «حسنويه» بدل «حيّويه» ، دول الإسلام 1/ 233، سير أعلام النبلاء
16/ 409، 410 رقم 296.
(27/54)
وعنه: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو الفتح
بن أبي الفوارس، والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسّن التنوخي، وَأَبُو
محمد الجوهري، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، وروى المصنَّفَات الكبار، ومولده
سنة خمس وتسعين ومائتين. حدّثني أبو القاسم الأزهري قال، كان ابن
حَيَّوَيْهِ مُكْثِرًا، وكان فيه تسامُح، وربما أراد أن يقرأ شيئًا،
ولا يكون أصله قريبًا منه فيقرأه [1] من كتاب الحسن بن الرّزّاز، لثقته
بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البَرْقاني عنه، فقال: ثبت
حُجَّةٌ.
وقال العتيقي: تُوُفِّي في ربيع الآخر.
محمد بن عبد الرحيم بن أحْمَد [2] بن إسحاق، أبو بكر الأزدي الكاتب،
بغدادي ثقة.
سمع البغَوي، وابن صاعد.
روى عنه: ابنه علي، وَأَبُو محمد الخلال التنُوخي.
محمد بن علي بن محمد [3] بن شنبويه الْإصبهاني، أَبُو بكر الغزال
الكَوْسَج.
سمع علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه القِزْوِيني.
روى عنه: أَبُو نُعَيْم.
محمد بن الفضل بن علي [4] ، َأَبُو الحسن الحربي الناقد.
سمع أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
روى عنه: أَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري ووثَّقه.
محمد بن محمد بن سمعان [5] ، أَبُو منصور الحيري النيسابُوري المذكّر،
نزيل هراة.
__________
[1] في الأصل «فيقرأوه» .
[2] تاريخ بغداد 2/ 365 رقم 876، المنتظم 7/ 171 رقم 270.
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 300.
[4] تاريخ بغداد 3/ 157 رقم 1194.
[5] العبر 3/ 21، 22، شذرات الذهب 3/ 104.
(27/55)
وسمع أبا العباس السّرّاج، ومحمد بن المسيب
الأرغياني، ومحمد بن أحْمَد بن عبد الجبّار الفَسَوي الريَّاني،
وغيرهم.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو يعقوب القرّاب، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو عمر
عبد الواحد المليحي.
أقام بَهَراة أربعين سنة، وتُوُفِّي في رجب من السنة.
محمد بن يوسف بن يعقوب [1] الرقّي [2] . تُوُفِّي فيها. وقد ذُكر في
المتوفّين قريبا.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 409، 410 رقم 1542، تذكرة الحفاظ 3/ 3012، 1013،
سير أعلام النبلاء 16/ 473 رقم 349، لسان الميزان 5/ 436، 437، طبقات
الحفاظ 401.
[2] في الأصل «البرقي» .
(27/56)
[وفيات] سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن محمد [1] العلّامة البغولني [2] النيسابُوري الحنفي
الزاهد، شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم.
أفتى ودرَّس نحوًا من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابُور والعراق وبَلْخ
وتِرْمِذ، وحدّث.
ترجمه الحاكم وقال: مات في رمضان واجتمع الخَلْقُ الكثير لجنازته.
أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن [3] بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران،
أَبُو بكر البغدادي البزّاز.
سمع [أبا] [4] القاسم البَغَوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن
محمد بن المغلّس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دُرَيْد، وطائفة بالعراق
ومصر والشام، فسمع بدمشق أحْمَد بن سليمان بن زبّان الكندي.
__________
[1] الأنساب 2/ 253، 254، اللباب 1/ 164.
[2] البغولني: بفتح الباء الموحّدة وضمّ العين المعجمة وفتح اللام وفي
آخرها النون. هذه النسبة إلى بغولن. قال السمعانيّ: وظنّي أنها من قرى
نيسابور. ثم ذكر صاحب الترجمة وكناه «أبا حامد» ، وقال: ذكره أبو عبد
الله الحافظ في التاريخ. (الأنساب) . وعنه نقل ابن الأثير في اللباب.
وقد وردت النسبة في الأصل مصحّفة إلى «البعويني» .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 182، التهذيب 4/ 354، تاريخ
بغداد 4/ 18- 20، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 273 رقم
78، العبر 3/ 22، المنتظم 7/ 172، 173 رقم 271، البداية والنهاية 11/
312، النجوم 4/ 164، شذرات الذهب 3/ 104، تذكرة الحفاظ 3/ 1017.
[4] في الأصل «سمع القاسم البغوي» .
(27/57)
روى عنه: رفيقه الدَّارَقُطْنيّ، وابناه
أَبُو علي الحسن، وعبد اللَّه ابنا أبي بكر، والحسن بن محمد الخلال،
وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم.
وكان يتَّجِر في البَزّ إلى مصر.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا، كثير الحديث. وُلِد في شهر ربيع الْأوّل
سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال أَبُو ذر الهَرَوي: ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القوّاس، وبعده
أَبُو بكر بن شاذان، فقال لأبي ذَرّ ورّاقه: ولا الدار الدَّارَقُطْنيّ
إمامه.
وقال عُبَيْد اللَّه الْأزهري: وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءني
بجُزْءٍ فيه سماعي من محمد بن محمد الباغَنْدِي سنة تسع أو عشر
وثلاثمائة، ولم يكن لي منه نسخة، فلم أحدّث به. تُوُفِّي في شوال.
قال الْأزهري: كان ابن شاذان ثبتًا حُجّة.
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم [1] بن كنانة، أَبُو عمران
بن العَنَّان اللَّخْمي القُرْطُبي.
سمع من أحمد بن خالد بن الحباب، وابن أيمن، ومحمد بن قاسم، وحجّ، فسمع
من ابن الْأعْرابي، وأحمد بن مسعود الزُّبَيْرِي.
سمع الناس منه كثيرًا، وحدّث عنه محمد بن السليم القاضي في حياته.
قال ابن الفَرَضيّ: كان ثقة، خَيَارًا، ضابطًا لما كتب، جيّد التقييد،
وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين،
وتوفي وأنا بالمَشْرق.
أحْمَد بن جعفر بن الحسن البلديّ الواعظ. قدم دمشق، وحدّث بها عن أبي
يَعْلَى المَوْصِلي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبرِي، وغيرهما.
وعنه: تمّام الرّازي، وَأَبُو نصر بن الحبّان، ومكّي بن الغمر.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 56 رقم 187، بغية الملتمس 186 رقم 424.
(27/58)
قال ابن الْأكْفاني: تُوُفِّي سنة ثلاثٍ
وثمانين.
قلت: لعلّها: وستّين، فتصحَّفَتْ.
أحْمَد بن عمر بن الرُّوَيْح [1] . سمع أبا القاسم البَغَوِي، وابن
صاعد.
وعنه: أَبُو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي،
ولَيَّنَه.
أحْمَد بن عمر بن يزيد، أبو العبّاس الدّوغي [2] الوكيل، من شيوخ
هَمَدَان.
روى عن جدّه محمد بن يَنَال، وعبد الرحمن بن أحْمَد بن عبّاد، ومحمد بن
عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطُوسي،
وجماعة.
وروى عنه: عبد الرحمن بن الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحْمَد بن
عطيّة، ويحيى بن علي أَبُو طالب العسكري، وَأَبُو سعد يحيى بن أحْمَد
الرازي، وكان حافظًا لجنس هذا الشأن.
تُوُفِّي في ثامن المحرَّم.
أحْمَد بن محمد عبد اللَّه، أبو عمرو الزودي الخراساني الْأديب، من
شيوخ الحاكم.
أحْمَد بن محمد بن إبراهيم [3] ، أَبُو سعيد النيسابُوري الْجُوري [4]
المزكِّي الفقيه.
توفّي عن نيّف وتسعين سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 292 رقم 2052.
الدّوغي: بضم الدال المهملة وسكون الواو، وفي آخرها الغين المعجمة.
نسبة إلى الدّوغ
[2] وهو اللبن الحامض الّذي أخذ منه السمن. الأنساب 5/ 364، (اللباب 1/
513) .
[3] مشتبه النسبة 1/ 189، سير أعلام النبلاء 16/ 430 رقم 318، تبصير
المنتبه 1/ 370، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة 1/ 241.
[4] الجوري: بضم الجيم وفي آخرها الراء. نسبة إلى موضعين أحدهما: جور،
وهي من بلاد فارس إليها ينسب الورد الجوري، والأخرى: محلّة بنيسابور.
(اللباب 1/ 307) .
(27/59)
سمع إبراهيم بن محمد بن شيبان الفقيه، وأبا
العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وعبد الرحمن بن الحسين، وأبا نُعيْم
بن عدِيّ، وابن شنبوذ المقرئ ومكّي بن عبْدان.
وقد درّس وأفتى زمانًا على مذهب أبي حنيفة.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو حفص بن مسرور، وجماعة. وكان يُقال له
«الجوري» .
تُوُفِي في رمضان، وآخر من حدّث عنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذي.
أحْمَد بن محمد بن حمّوَيْه، أَبُو الوفاء النيسابُوري المزكِّي، وكان
أبوه من كبار فقهاء نيسابُور، وهو من كبار الشهود.
سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، والعبّاس السّرّاج، وابن
خُزَيْمَة.
وحدّث في آخر عمره، وتُوُفِّي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة.
روى عنه: الحاكم، وغيره.
أحْمَد بن محمد بن إسحاق، أَبُو علي النَّيْسابوريّ.
حدَّث ببغداد عن أَبِي حامد بن الصُّوفي، ومكّي بن عبْدان.
روى عنه: أَبُو بكر محمد بن عبد الملك بن بِشران، وَأَبُو القاسم
التنوخي.
وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم.
إسحاق بن حمشاد [1] ، أَبُو يعقوب النيسابُوري، الزَّاهد الواعظ، شيخ
الكراميّة ورأسهم بنيسابُور.
قال الحاكم أَبُو عبد اللَّه: يُقال إنّه أسلم على يديه أكثر من خمسة
آلاف نفس، وكان من العُبَّاد المجتهدين. قال: ولم أر جمعًا مثل جمع
جنازته،
__________
[1] في الأصل «محمشاد» والتصويب من مصادر ترجمته: مرآة الجنان 2/ 416،
العبر 3/ 22، 23، شذرات الذهب 3/ 104.
(27/60)
ما أظن أنّه تخلّف عنه أحد، واطنب الحاكم
في وصفه، مما يدلّ على أنّه من الكراميّة، كما عظَّم في تاريخه: محمد
بن كرّام.
مات في رجب.
جعفر بن عبد اللَّه بن يعقوب الفنّاكي [1] ، أَبُو القاسم الرازيّ.
روى عنه: محمد بن هارون الرُّويَاني [2] مُسْنَدَه، وسمع عبد الرحمن بن
أبي خلف حاتم، وجماعة.
قال أَبُو يَعْلَى الخليلي: موصوف بالعدالة وحُسْن الديانة، وهو آخر من
روى عن الرُّوياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.
روى عنه: أَبُو القاسم هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْد
الرَّحْمَن بْن أحْمَد الرازي المقرئ.
أخبرنا إسماعيل بن الفَرَّا، أنا عبد اللَّه بن أحمد الفقيه سنة ستّ
عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا محمد بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أنا
أحْمَد بن علي الطُّرَيْثيثي، أنا هبة اللَّه بن الحسن الحافظ، ثنا
جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر بْن عَبْد اللَّه بن يعقوب، ثنا محمد
بن هارون الرّوياني، ثنا أَبُو كريب، ثنا يحيى، عن أبي بكر، عن
الْأعمش، عن خَيْثَمة قال: مُرَّ على خالد بن الوليد بزِقّ خمر، فقال:
أي شيء هذا؟ فقالوا: خلّ. فقال: جعله اللَّه خلا، فنظروا فإذا هو خلّ،
وقد كان خمرًا. وهذا إسناد صحيح.
تمّام بن عبد اللَّه بن تمّام [3] ، أَبُو تمّام أَبُو غالب المغازي
الطُّليْطِلي.
حجّ وسمع من ابن الْأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عيّاش، حدّثه
بغزّة عن الطهراني، عن عبد الرزاق.
كتب عنه جماعة.
__________
[1] العبر 3/ 23، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1017، وسير أعلام النبلاء 16/ 430،
431 رقم 319، والوافي بالوفيات 11/ 111، والنجوم الزاهرة 4/ 165،
وشذرات الذهب 3/ 104 ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[2] الرّويان: بضم الراء، نسبة إلى رويان، بآمل طبرستان. (اللباب 2/
44) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 98 رقم 305.
(27/61)
ثقف الحبشي [1] ، من كبار مشايخ الصُّوفية،
سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دُوَيْرة الرملة، وكان حسن التعهّد
للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات.
[من كلامه] [2] : الحُرُّ من يُوجِب على نفسِه خدمة الْأحرار، والغنيّ
[3] من لا يرى لنفسه على أحد مِنّة، ولا يرى لنفسِه استغناء عن أحد.
جعفر بن محمد بن علي [4] ، أَبُو محمد الطاهري البغدادي، من ولد عبد
اللَّه بن طاهر الْأمير.
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد.
وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي العشاري. ووثّقه الخطيب.
وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مُصْعَب بن رزيق
بن محمد بن عبد اللَّه بن طاهر.
الحسن بن أحمد بن سعيد [5] ، أبو بكر علي المالكي المؤذّن.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أَحْمَدُ بْن الحَسَن
بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفي، وأبا عمر القاضي.
وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وقال: ثقة.
حضرمي بْن أحمد بْن عَبْدُ اللَّهِ [6] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
بْنِ حمزة الحضّرميّ البَتَلْهي [7] أَبُو الحسين الدمشقي.
زياد بن محمد [بن زياد بن الهيثم، أبو العباس الجرجاني.
__________
[1] طبقات الأولياء 330 رقم 73، نفحات الأنس 214، 215.
[2] إضافة على الأصل للتوضيح.
[3] في طبقات الأولياء، ونفحات الأنس و «الفتى» .
[4] تاريخ بغداد 7/ 233 رقم 3721، المنتظم 7/ 173 رقم 272.
[5] تاريخ بغداد 7/ 276 رقم 3765.
[6] المشتبه في أسماء الرجال 1/ 239.
[7] البتلهي: بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان وتسكين اللام ثم بالهاء،
نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة. (اللباب 1/ 119) .
(27/62)
سمع] [1] الداركي، ومحمد بن أحْمَد بن عمرو
الأبهري.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ.
تُوُفِّي في جُمادى الْأولى.
سعيد بن القاضي بن أحْمَد [2] [بن] [3] محمد بن أحمد بن إبراهيم
الأصبهاني العسال، أبو محمد.
روى عن محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
صَفْرُ بن عبد اللَّه، أَبُو عبد اللَّه الهمذاني الخفّاف [4] . الرجل
الصالح.
روى عنه: عبد الرحمن بن حمدان الخلال، وأحمد بن عُبَيْد، وجماعة.
روى عنه: محمد بن عيسى، ومحمد الزّجّاج، وغيرها.
طاهر بن محمد بن عبد الله [5] بن إبراهيم البغداديّ، أَبُو عبد اللَّه
الكاتب.
سمع: أبا حامد الحضْرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد
اللَّه المستعيني.
وعنه: أَبُو عبد اللَّه الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما.
مات بنيسابُور. معدودٌ في فُقَهاء الشافعية.
قال ابن الصّلاح: هو فيما أحسب، والد الْأستاذ منصور [بن] عبد القاهر.
ظَفَرُ بن إبراهيم بن ظفر، أبو القاسم البصري الزّهيري.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ناقص من الأصل، والإستدراك من (ذكر أخبار أصبهان
1/ 320) .
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 331 وفيه «سعيد بن محمد بْن أَحْمَد بْن
إبراهيم، أبو أحمد بن أبي محمد» .
[3] إضافة على الأصل.
[4] الخفّاف: بفتح الخاء وتشديد الفاء وبعد الألف فاء أخرى، نسبة إلى
عمل الخفاف التي تلبس. (اللباب 1/ 455) .
[5] تاريخ بغداد 9/ 358 رقم 4923، المنتظم 7/ 173 رقم 273.
(27/63)
عبد الله بن عطية بن حبيب [1] ، أَبُو محمد
المقرئ المفسّر المعدِّل.
دمشقي.
قرأ على أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بن أبي
داود، وحدّث عن ابن جَوْصا، وعلي بن عبد اللَّه الحمصي، وأبي علي
الحَضائري.
روى عنه: أَبُو محمد بن أبي نصر، وطُرْفَة الحرستانيّ، وعبد الله بن
سوّار العنسيّ، وَأَبُو نصر بن الجبان.
وكان إمام مسجد باب الجابية.
قال عبد العزيز الكتّاني: تُوُفِّي في شوّال. قال: وكان يحفظ، فيما
يقال، خمسين ألف بيت من الشعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره،
وكان ثقة. ثنا عنه: علي بن الحسن الرَّبْعي، وغيرهما.
عبد الله بن محمد بن القاسم [2] بن حزم، أَبُو محمد الْأندلسي
القَلْعِي رحّال جوّال.
سمع: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي،
وأبا علي بن الصوّاف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهُجَيْمي بالبصرة، وأبا
جعفر بن دُحَيْم بالكوفة، وعبد اللَّه بن الورد بمصر، وذهب [إلى] [3]
ابن مسرّة الأندلسي.
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 271 رقم 25، طبقات القراء لابن الجزري 1/
433 رقم 1813، طبقات المفسرين للسيوطي 15 رقم 43، الوافي بالوفيات 17/
320 رقم 273، الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 335، طبقات المفسرين
للداوديّ 1/ 239، مفتاح السعادة 2/ 106، النجوم الزاهرة 4/ 165، تذكرة
الحفاظ 3/ 1017، الأعلام 4/ 239، 240، تاريخ التراث العربيّ 1/ 76 رقم
27.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 244- 246 رقم 753، بغية الملتمس 331. رقم
878 مرآة الجنان 2/ 416، شذرات الذهب 3/ 104، 105، العبر 3/ 23، جذوة
المقتبس 254 رقم 536، ترتيب المدارك 4/ 574- 576، النجوم الزاهرة 4/
165، الوافي بالوفيات 17/ 490 رقم 417، الديباج المذهب 1/ 452.
[3] إضافة على الأصل.
(27/64)
روى عَنْهُ أَبُو الوليد بْن الفَرَضي،
وكان شيخا جليلا زاهدًا شجاعًا مجاهدًا، ولاه المستنصر باللَّه الحَكَم
القضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهًا صلبًا فِي الحق، ورِعًا،
وربّما كانوا يشبّهونه بسفيان الثَّوْرِي فِي زمانه، وكان ثقة مأمونًا،
أخذ النّاس عَنْهُ الكثير، وبلغنا أَنَّهُ كَانَ يقف وحده للفئة من
المشركين.
تُوُفِّي بقلعة أيّوب فِي ربيع الآخر، وله ثلاث وستّون سنة.
قَالَ ابن الفَرَضي: سَمِعْتُ منه عِلْمًا كثيرًا، وسمع منه من شيوخنا:
أحْمَد بْن عَوْن، وعبّاس بْن أصبغ، وابن مفرّج القاضي، ونفع الله بن
عالمًا كثيرًا، وكانت الرَّحْلة إِلَيْهِ.
عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن [1] ، أَبُو غالب المأموني. شاعر محسن
مُفْلِق، بغدادي، شريف جليل. مدح الصّاحب بْن عبّاد، ورؤساء نيسابور
وبُخَارَى، وكان يسمو بهمّته إلى الخلافة.
أخذ عَنْهُ الثَّعَالِبي وفخّمه وأرّخه.
عَبْد الصمد بْن أحْمَد بْن خنبش [2] ، أَبُو الفتح الخَوْلاني الحمصي.
سَمِعَ: خَيْثَمة بْن سُلَيْمَان، وعثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي،
وأَحْمَد بْن بهزاد السِّيرَافِي، وأَبَا سهل بْن زياد، ورحل إلى مصر
والعراق، وحكى عَنْ أَبِي بَكْر الصَّنَوْبَرِي.
كتب عَنْهُ: عَبْد الغني بْن سَعِيد، وحدَّث عَنْهُ أَبُو القاسم
التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو عَلِيّ بْن وشّاح
الزّينبي، وجماعة.
__________
[1] يتيمة الدهر 4/ 149- 179، الكامل في التاريخ 9/ 101، سير أعلام
النبلاء 16/ 501، 502 رقم 371، فوات الوفيات 2/ 320- 322.
[2] تاريخ بغداد 11/ 42، الإكمال 2/ 342، 343، و 3/ 257، الأنساب 209
أ، 213 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 24/ 131، 132، بغية الطلب
(مصوّرة معهد المخطوطات) 2/ 38، المشتبه للذهبي 1/ 218 و 2/ 417،
اللباب 1/ 389، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 1- ج 3/ 135 رقم
806، الإرشاد في معرفة علماء البلاد للخليلي 1/ 590.
(27/65)
وله شعر حَسَن.
حدّث فِي شوال من هذه السنة.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن زياد، أَبُو مُحَمَّد
الجرادي الكاتب، بغداديّ فاضل.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي
بَكْر بْن دُرَيْد.
وعنه: هلال الطّيّبي المؤدّب، وَأَبُو القاسم التنوخي، ومحمد بْن
عَلِيّ العشاري، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة ثلاث وقيل سنة أربع وثمانين.
عَلِيّ بْن حسّان بْن القاسم [2] ، أَبُو الْحَسَن الجدلي الدِّمَمّي
[3] ، ودِمَمّا قرية دون الفرات. شيخ مُسِنّ.
روى عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحَضْرَمِي مُطَيِّن.
روى عَنْهُ: أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الفرّاء، وَأَبُو القاسم عَلِيّ
بْن المحسّن، وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَرِي، والقاضي أَبُو
الْحَسَن مُحَمَّد بْن إسحاق القهستاني شيخ أبي صادق مرشد.
قَالَ أَبُو خازم بْن الفرّاء: تكلّموا فِيهِ. تُوُفِّي فِي آخر سنة
ثلاثٍ و [ثمانين وثمانمائة] [4] .
قلت: وقع لنا قطعة من مُسْنَد عَلِيّ بْن مُطَيِّن من طريقه.
مجاهد بْن أصبغ بْن حسّان [5] بْن جرير، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي
البجّاني.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 370 رقم 5532.
[2] تاريخ بغداد 11/ 422 رقم 6302، شذرات الذهب 3/ 105، العبر 3/ 23،
24، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الأنساب 5/ 339، 340، سير أعلام النبلاء 16/
474 رقم 350.
[3] الدّممّي: بكسر الدال وفتح الميم وبعدها ميم أخرى مشدّدة. (اللباب
1/ 509) .
[4] ما بين الحاصرتين إضافة من سير أعلام النبلاء. وفي الأصل «ثلاث
ومائتين» .
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 151 رقم 1468.
(27/66)
سَمِعَ «الواضحة» من [1] سَعِيد بْن فحلون،
وتفسير يحيى بْن سلام من عَلِيّ المُرِّي، وكتب الناس عَنْهُ كثيرًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ «شيوخ غريب المُوَطَّأ» لابن
حبيب، وكتاب «طبقات الفقهاء» وكتاب «فساد الزمان» لَهُ، وكان شيخًا
صالحًا طاهرًا.
وقَالَ: وُلِدْتُ سنة خمس وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو بَكْر الهاشمي
الْجُرْجَاني الورّاق.
سَمِعَ أَبَا يعقوب البحري إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، وعبد اللَّه بْن
عدِيّ الحافظ بجُرْجان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، ومُحَمَّد
بْن يعقوب الْأصمّ بنيسابُور.
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وقَالَ: ما رَأَيْت ورَّاقًا أسرع
يدًا منه [2] ، ولا أصحّ خطًأ منه، لكنه تغيّر بآخره وخلّط.
مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد أبو عبد اللَّه الكيساني
القِزْوِيني.
سَمِعَ الكثير من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
مُحَمَّد بْن حامد، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الحنفي، شيخ أهل الرأي
وفقيههم ببُخَارَى وأعلمهم وأزْهدهم، وألزمهم لشمائل السَّلَف.
روى عَنِ الهيثم الشاشي، وعبد اللَّه الكلاباذي، وغيرهما.
وعنه: الحاكم.
أغلق البلد لموته ثلاثة أيّام.
مُحَمَّد بْن صالح بْن مُحَمَّد [3] بْن سعْد بن نزار، أَبُو عَبْد
اللَّه القحطاني الْأندلسي الفقيه المالكي.
__________
[1] في الأصل «بن» .
[2] في الأصل «مدا» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 89، الأنساب 444 أ، تاريخ دمشق (مخطوط
التيمورية) 38/ 118- 120، نفح الطيب 2/ 342 و 352، موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 4/ 211 رقم 1447.
(27/67)
سَمِعَ: بَكْر بْن حَمَّاد التاهَرْتي،
وإسماعيل الصّفّار، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعرابي وخَيْثَمة
الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة، ورحل إلى المشرق، وحجّ.
روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسّر، وَأَبُو سهل
مُحَمَّد بْن نَصْرَوَيْه، والمَرْوَزِي.
وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي رجب.
مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس [1] ، أَبُو بَكْر الخوارزمي الشاعر المشهور،
ويقال لَهُ الطَّبَرْخَزِي [2] لأن [3] أباه من خُوَارِزْمِ وأمه من
طَبَرِسْتَان، فركبوا لَهُ من الْأسمين نسبةً،.
وقيل إنه ابن أخت مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي، وكان مشارًا إِلَيْهِ
فِي عصره. لَهُ ديوان شعر، وديوان رسائل.
فمن شعره:
قامت تودّعُني بالأدْمُع ... والصَّمْتُ بين يدٍ منها وبين فَمِ
البيْن أخْرَسَها والبيْن أَنْطَقَها ... وهذه حالةٌ فِي الناس
كُلّهِمِ.
قد طال ما انهزمتْ عنّا السُيُوف فلا ... تُحاربينا بجيش الوَرْد
والغنَمِ
لم يبق فِي الْأرض لي شيءٌ أهاب لَهُ ... فهل أهاب انكسارَ الْجَفْن ذي
السَّقَمِ
أستغفرُ اللَّه من قولي، غلطت بَلَى ... أهاب شمس المعالي مقصِد
الْأممِ
كَانَ لحظُك من سيف الْأمير ومن ... حتْم القضاء ومن عزْمي ومن كَلِمِي
وهي قصيدة طويلة طنّانة، وقد تنقّل فِي البلاد، ومدح الملوك، وأقام
بحلب مدّة، ثم سكن نيسابور.
__________
[1] مرآة الجنان 2/ 416، 417، يتيمة الدهر 4/ 182- 226، الوافي
بالوفيات 3/ 191- 196 رقم 1170، وفيات الأعيان 4/ 400- 403 رقم 664،
اللباب 2/ 273، الكامل في التاريخ 9/ 101، رسائل البديع 28- 84، بغية
الوعاة 1/ 125 رقم 211، شذرات الذهب 3/ 105، 106، معجم البلدان 1/ 57،
نفح الطيب 2/ 295، الأنساب 8/ 202، 203، سير أعلام النبلاء 16/ 526 رقم
387.
[2] الطّبرخزي: بفتح الطاء والباء الموحّدة وسكون الراء وفتح الخاء
المعجمة وفي آخرها زاي.
(اللباب) .
[3] في الأصل لين» .
(27/68)
وقَالَ الحاكم فِي تاريخه: كَانَ أوحد عصره
فِي حِفْظ اللُّغَة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكُنَى، حتى
يُحَيّرني حِفْظُه.
سَمِعَ من إِسْمَاعِيل الصّفّار وأقرانه.
ومن شعره:
بآمل [1] موْلدي وبنو جَريرٍ ... فأخوالي ويحْكي المرءُ خالَه
فغيري رافضيّ عن تراث ... وها أنا رافضيّ عَنْ كَلالَه
وله:
مَضَت الشَّبِيبَة والحبيبةُ فالتَقَى ... دَمْعَان فِي الْأحشاء
يزدحمان
ما أَنْصَفَتْني الحادثاتُ رَمَيْنَني ... بمُودّعَيْن وليس لي قَلْبان
مُحَمَّد ابن المحدث أَبِي عمرو [2] عثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك،
أَبُو الْحُسَيْن البغدادي.
سَمِعَ أَبَا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابْن صاعد،
وجماعة.
روى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، ووثَّقه الخطيب.
مُحَمَّد بْن عدِيّ بْن عَلِيّ بْن عدِيّ بْن زهير، أَبُو بَكْر
المنقري البصْري الَّذِي روى سؤالات عُبَيْد الْأجُرّي: أَنَا دَاوُد
السَجَسْتاني عَنْ أَبِي عُبَيْد الْأجُرّي.
روى عَنْهُ هذا الكتاب بالإجازة أَبُو الْحَسَن أحمد بن محمد العتيقي.
وتوفّي في ذي الحجّة.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم [3] الْجَيَّاني، أَبُو عَبْد اللَّه.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، وبمكة من ابن الْأعرابي، وابْن
الورد، وابن جامع السّكّري.
__________
[1] آمل: بضم الميم. أكبر مدينة بطبرستان في السهل. (معجم البلدان 1/
57) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 49 رقم 985.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 97 رقم 1367.
(27/69)
محمد بن أحمد بن مُحَمَّد [1] بْن عيسى،
أَبُو بَكْر الْإصبهاني السمسار.
سَمِعَ بفَسَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مَعْدَان، عَنْ إِسْحَاق بْن
راهويه.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
نصر بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن يعقوب بْن منصور بْن أَبِي نصر
الطُّوسي العطّار الحافظ.
ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابُور أَبَا مُحَمَّد عَبْد
بْن الشرفي، وأَبَا حامد بْن بلال، وأَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن
الْحُسَيْن القطّان، واللَّيْث بْن مُحَمَّد المَرْوَزِي، ورحل إلى
بغداد، فسمع أَبَا عَبْد اللَّه المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما،
وبالكوفة أَبَا الْعَبَّاس بْن عقْدة، وبمكّة ابن الْأعْرابي، وبدمشق
أبا علي الحضائري، وابْن زبّان الكِنّدي، وبمصر مُحَمَّد بْن وردان
العامري، وعمر بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وبالرملة الربيع بْن سلامة،
وبحلب مُحَمَّد بْن زيد، وبمنبج أحْمَد بْن يوسف، وبحَرّان أَبَا
عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحافظ، وخلقًا سواهم.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد اللَّه السّلَمي، وَأَبُو
سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ النّقّاش، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو سعد
الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: هُوَ أحد أركان الحديث بخُرَاسان، مَعَ ما يرجع إِلَيْهِ
من الزُهْد والسخاء، والتعصب لأهل السُّنة. أول رحلته إلى مَرْو إلى
اللَّيْث، ولم يخلف يوم مات بالطابَرَان أحسن حديث منه، وأمّا فِي علوم
الصُّوفية وأخبارهم ولُقِي شيوخهم وكَثْرة مجالستهم، فإنه تُوُفِّي [3]
ولم يخلف بخُراسَان مثلَه فِي التقدم واللُّقي.
قلت: صحِب الشِّبْليّ، وتُوُفِّي فِي المحرم، رحمه اللَّه.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 301. وفيه: «محمد بن أحمد بن عيسى» .
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 44/ 458- 460، موسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان ق 1- ج 5/ 132 رقم 1748، النجوم الزاهرة 4/ 166، شذرات
الذهب 3/ 106.
[3] توفي: مكررة في الأصل.
(27/70)
يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن،
أَبُو عمرو المَخْلَدي النيسابُوري.
كَانَ فقيهًا عابدًا إمامًا، من كبار الشافعية، كثير التلاوة.
حدّث عَنْ: مؤمَّل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وابْن الشرفي، ومكّي بْن
عَبْدان، ورحل إلى الشام مَعَ أبي بكر بن مهران، بعد الثلاثين
وثلاثمائة، فسمعا منه معًا.
وروى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
يوسف بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [1] ، أَبُو عُمَر الهمذاني الشذوني
[2] .
سَمِعَ من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعَبْد اللَّه بْن يونس،
ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن
لُبَابة، ورحل إلى الشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بْن
مُحَمَّد السمرقندي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وخلق سواهم،
وقدِم قُرْطبة بعلْم جمّ. وكان ثقةً خَيارًا.
عاش ثمانين سنة.
أخذ عَنْهُ [3] ابن الفرضيّ وجماعة.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 206، 207 رقم 1636.
[2] الشذوني: بفتح الشين وضمّ الذال وسكون الواو وفي آخرها نون. نسبة
إلى شذونة مدينة من بلاد الأندلس. (اللباب 2/ 189) .
[3] في الأصل «حه» ) .
(27/71)
[وفيات] سنة أربع
وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن الْحَسَن بْن القاسم [1] ، أَبُو بَكْر الهمذاني الفَلَكيّ
الحاسب.
قَالَ حفيده الحافظ أَبُو الفضل عَلِيّ بْن الْحُسَيْن: كَانَ جدّي
جامعًا لفنون. كَانَ عالمًا بالأدب والنَّحْو والعَروض، وسائر العلوم،
لا سيما علْم الحساب، ولقب الفَلَكيّ لهذا المعنى، حتى يقال إنّه لم
ينشأ فِي الشرق، مثله، والغرب أعلم بالحساب منه.
وكان هيوبا، ذا حشمة ومنزلة.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن سعد البزّار، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْجُهَنِي،
وأَبَا بَكْر بْن سهل الدِّينَوَرِي الحافظ.
سمع منه: ابناه، وَأَبُو الصّقْر حسن، وحسين، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد
الكَرْخِي.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة.
أحْمَد بْن سهل بْن إِبْرَاهِيم [2] ، أَبُو حامد الْأنْصَارِيّ
النيسابُوري.
آخر من حدّث عَنْ مُحَمَّد بْن شادل، وأَبِي قريش مُحَمَّد بْن جمعة،
وغيرهما.
قَالَ الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الْأدباء المذكورين، وأول سماعه
سنة سبع وثلاثمائة، وتوفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] معجم الأدباء 3/ 10، بغية الوعاة 1/ 303 رقم 558 وفيه يكنى: أبا
عليّ.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 245، سير أعلام النبلاء 16/ 445، 446 رقم
329.
(27/73)
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي،
وجماعة.
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن يحيى [1] بْن عون، أَبُو بَكْر المعمري القصْري.
حدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وهو ثقة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن إسرائيل،
أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الْإسماعيلي، وجدّ القاضي مُحَمَّد، وهم بيت
مشهور ببخارى.
سَمِعَ: أبا نُعيم عَبْد الملك بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر أحْمَد بْن
مُحَمَّد المُنْكَدِري.
وتُوُفِّي فِي رمضان، عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة.
إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن غالب، أَبُو إِسْحَاق
التمّار، مصريّ معروف.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن الربيع الجيزي، وجعفر بْن مُحَمَّد الطُّوسي،
وأَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي.
روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابنه مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم.
قَالَ الحبَّال: هُوَ محدِّث جليل، تُوُفِّي فِي رجب.
إِبْرَاهِيم بْن هلال بْن إِبْرَاهِيم [2] ، أَبُو إِسْحَاق الصّابي
المشرك الحرّاني،
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 317 رقم 2118.
[2] الفهرست 134، معجم الأدباء 2/ 20- 94، تاريخ الحكماء 75، 76، عيون
التواريخ (المصور) 12/ ق 2/ 226- 232، سير أعلام النبلاء 10 ق 2/ 278،
279، تاريخ مختصر الدول 307، 308، المختصر في أخبار البشر 2/ 129،
العبر 3/ 24، 25، البداية والنهاية 11/ 313، مقدّمة كتاب الوزراء
للهلال بن المحسّن (ج، د، هـ.) ، الإمتاع والمؤانسة 1/ 67، تاريخ ابن
الوردي 1/ 311، يتيمة الدهر 2/ 18- 286، مقدّمة كتاب الهفوات النادرة
لمحمد بن هلال الصابي (14- 12) الإعلان بالتوبيخ 549، وفيات الأعيان 1/
52- 54 رقم 15، ديوان الشريف الرضيّ 1/ 381، الوافي بالوفيات 6/ 158-
163 رقم 2911، النجوم الزاهرية 4/ 167، شذرات الذهب 3/ 106- 109، معجم
المصنّفين 4/ 467- 470، الأعلام 1/ 73، 74، كشف الظنون 270، الكامل في
التاريخ 9/ 106، معجم المؤلفين 1/ 124، تراث العرب العلمي لقدري طوقان
224، تذكرة الحفاظ 3/ 986، هدية العارفين 1/ 7.
(27/74)
صاحب الرسائل الْأدبية المشهورة، وكاتب
ديوان الْأنشاء لعزّ الدولة بَخْتَيَار بْن مُعِزّ الدولة ملك العراق.
كَانَ متشددًا فِي دينه، حرص عَلَيْهِ عزّ الدولة أن يُسْلِم، فلم
يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله فِي رسائله، وله
النَّظْم الرائق.
وُلّي ديوان الرسائل، سنة تسعٍ وأربعين، وكانت تصدر عَنْهُ مكاتبات إلى
عَضُد الدولة بما تؤلمه: فلما تملّك سجنه، وعزم عَلَى قتله، فشفعوا
فِيهِ، فأطلقه فِي سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع لَهُ كتابًا فِي
أخبار الدولة البُوَيْهِيَّة، فعمل «كتاب الباجي» ، ولم يزل مبعدًا فِي
أيامه.
تُوُفِّي فِي شوال، وله إحدى وسبعون سنة.
فمن شعره. قَالَ أَبُو القاسم بْن برهان: دخلت عَلَيْهِ، وقد لحقه
وَجَعُ المفاصل، وقد أبلّ، والمجلس عنده حفلٌ، فأراد أن يريَهُم
أَنَّهُ قادر عَلَى الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنّظر إلى
كتابته، فوضع القلم، وقال بديهًا:
وَجَعُ المفاصلِ وهو أيْسَرُ ... ما لَقيِتُ من الْأذَى
جعل الَّذِي استحسَنته ... والناس من خَطّي كَذَا
والعمرُ مثل الكاس ير ... سب في أواخره القذى
ومن شعره:
رأتني أُمَيِّز خَلْطَ الخِضَاب ... وأقسم أجزاءَه بالقضيبِ
فقالت أَبِنْ لي ماذا تُريدُ ... بقسمة هذا السَّوَاد العجيبِ
فقلتُ: فَدَيْتُك ماء الشبابِ ... وعزْمي أُسخِّمُ وجهَ المَشِيبِ
وكان ابنه المحسن بْن إِبْرَاهِيم من الرؤساء، مات عَلَى كفره أيضا،
وخلّف ابنه هلال بن المحسّن الْأديب، فأسلم، وروى عَنْ أَبِي عَلِيّ
الفارسيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجرّاح أدَبًا.
قال الخطيب [1] : كان صدوقا. توفّي سنة 448.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 76 رقم 7428.
(27/75)
إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم
[1] ، أَبُو القاسم بْن الطّحّان القَيسِي الحافظ القُرْطُبي المالكي
الفقيه.
غلب عَلَيْهِ الحديث، وله فِي المُدَوَّنَة أخبار معروفة.
سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ، والرُّعَيْنِي أحْمَد بْن عُبادة، ومُحَمَّد
بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام الحسني، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، وأَحْمَد
بْن مطرّف، ومحمد بن معاوية. وألَّف تواليف حَسَنَة، وانتفع بِهِ أهل
العلم، وعُمِّر دهرًا، وصنف فِي التاريخ.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه، وانتفع بِهِ أهل الكورة، وكانت
فُتَيَاه بما ظهر لَهُ من الحديث. تُوُفِّي فِي صفر، وشهده ألوف من
المسلمين، وطاب الثناء عَنْهُ.
جبريل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن سندول [2] ، أَبُو القاسم
الهمذاني الخِرَقيّ المعدِّل.
روى عَنْ: عبدوس بْن أحْمَد السّرّاج، وعَلِيّ بْن سعد البزّاز، وأَبِي
القاسم البَغَوي، وأَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
بْن عامر السمرقندي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطّيالسي،
وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن المطرّز الفقيه، وجماعة.
روى عَنْهُ: جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وعَبْد اللَّه بْن
عَبْدان الفقيه.
قَالَ شيرويه: ويدلّ حديثه عَلَى الصدق، وذكر وفاته فِي ذي القعدة من
السنة.
قلت: هذا أسند من كَانَ فِي زمانه بهَمَذَان.
صالح بْن أحمد بْن محمد [3] بن أحمد بْن صالح بْن عبد الله بن قيس
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 67، 68 رقم 221، شجرة النور 93 رقم 212،
سير أعلام النبلاء 16/ 502، 503، رقم 372، الديباج للمذهب 1/ 290، 291.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 986 وفيه «سيدول» ، سير أعلام النبلاء 16/ 503 رقم
373، الوافي بالوفيات 11/ 46.
[3] تاريخ بغداد 9/ 331 رقم 4871، العبر 3/ 25، تذكرة الحفاظ 3/ 985،
986 رقم 921،
(27/76)
بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الْأحنف
بْن قيس، أَبُو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السّمسار، ويُعرف بابن
الكوملاذي [1] .
روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن سعد البزّاز، وأَحْمَد بْن
الْحَسَن بْن عزَّون، والقاسم بن إِبْرَاهِيم، ومُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه بْن بلبل، ومُحَمَّد بْن المرّار بْن حمّويه، وأَحْمَد بْن أوس،
والقاسم بْن أَبِي صالح، وعَبْد السلام بْن مُحَمَّد بْن عبديل، وعَبْد
الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مهروية
القِزْويني، وجماعة.
روى عَنْهُ: طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وحمد بْن الزَّجَّاج،
وأَحْمَد بْن زَنْجَوَيْه العمري، وطاهر بْن أحْمَد الْإمَام، وَأَبُو
الفتح مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس الحافظ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن
زنبيل النَّهَاوَنْدِي، وآخرون.
وقَالَ شِيرَوَيْه الدَّيْلَمي، كَانَ ركنا، من أركان الحديث، ثقة
صدوقا حافظا ديّنا ورعا، لا يخاف فِي اللَّه لومة لائم، وله مصنفات
غزيرة. تُوُفِّي لثمان بقين من شعبان، ويُستَجاب الدّعاء عند قبره،
ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلّى عَلَيْهِ ابن لال، فبَلَغَنَا
أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا نترك ثلث الذُنوب من خشية اللَّه، وثُلُثَيْها
حَيَاء من هذا الشَّيْخ.
أَخْبَرَنَا أحْمَد بْن [عَبْد] [2] الكريم الواسطي، أَنَا نصر بْن جزو
سنة ثلاث وعشرين وستّمائة، أَنَا أَبُو طاهر بْن سلفة، سَمِعْتُ حَمْدُ
بْن نصر الحافظ بهَمَذَان، سَمِعْتُ عَلِيّ بْن حُمَيْد الذُّهلي،
سَمِعْتُ ابن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة الحافظ، سَمِعْتُ حمد
بْن غمر الزّجّاج الحافظ يقول: لما أملى
__________
[ () ] الوافي بالوفيات 16/ 247 رقم 270، شذرات الذهب 3/ 109 وفيه
«صبح» بدل «صالح» ، ثم ترجمه باسم «صالح» 3/ 110، سير أعلام النبلاء
16/ 518، 519 رقم 381، الأنساب 1/ 503، معجم البلدان 4/ 495، اللباب 3/
120، طبقات الحفاظ 391، الرسالة المستطرفة 139.
[1] الكوملاذي: نسبة إلى «كوملاذ» من قرى همذان. هكذا ضبطها ياقوت في
معجم البلدان.
وفي نسبتها «الكوملاذاني» . (4/ 495) ، وفي: الأنساب 10/ 502، واللباب
3/ 120 «الكوملاباذيّ» : بضمّ الكاف والميم بينهما الواو ثم اللام ألف
والباء الموحّدة بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى:
«كوملاباذ» .
[2] إضافة على الأصل.
(27/77)
صالح بْن أحْمَد التميمي الحافظ بهَمَذَان،
كانت له رحى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها عَلَى محابر أصحاب الحديث.
الطيب بْن يُمْن المعْتَضِدِي [1] البغداديّ.
سَمِعَ: البَغَوي، ومُحَمَّد بْن منصور الشيعي.
وعنه: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وهو ثقة.
عبد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن سَعِيد، أَبُو القاسم
النَّسَائي الفقيه.
شيخ أهل العلم والعدالة بنَسَا. تُوُفِّي بها، وله نَيِّف وتسعون سنة،
وهو آخر من حدَّث عَنِ الْحَسَن بْن سُفْيَان. تُوُفِّي بها.
وقد ذكر أيضًا سنة اثنتين وثمانين.
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [3] بْن مُحَمَّد الطلقي
الْأستراباذي القاضي الحنفي، من مشايخ جرجان.
يروي عن أبي القاسم البَغَوي، وجعفر بْن شهزيل الإستراباذي.
وعنه: أَبُو سَعد الإدريسي، وَأَبُو مُحَمَّد المُنيري.
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر بْن شبانة العطّار
عرف بممّة، شيخ همذان.
روى عَنْ: ابن عبّاد السّرّاج، ومُحَمَّد بْن صالح الطَّبَرِي.
وعنه: أَبُو الفضل بْن عَبْدان، ومُحَمَّد بْن عيسى، وأهل همذان.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [4] بْن محارب، أَبُو مُحَمَّد
الْأنصاري الْإصْطَخْرِي، نزيل بغداد.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 363 رقم 4930، المنتظم 7/ 175 رقم 277.
[2] تاريخ بغداد 9/ 394 رقم 4993، العبر 3/ 20، 21، دول الإسلام 1/
233، الوافي بالوفيات 17/ 45 رقم 40، النجوم الزاهرة 4/ 163، شذرات
الذهب 3/ 103، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 305، 306، سير أعلام النبلاء
16/ 412 رقم 299.
[3] تاريخ جرجان 274 رقم 453.
[4] تاريخ بغداد 10/ 133 رقم 527.
(27/78)
حدّث عَنْ أَبِي خليفة، وزكريا السّاجي،
وعَبْد اللَّه بْن أدران [1] الشيرازي، وخلْق من الغُرَباء.
روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي الصَّيْمَريّ، وأكثر
شيوخه مجهولون، وأحاديثه عَنْ أَبِي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن
دُرَيْد أشبه.
وقَالَ: وُلِدْتُ بإصْطَخْر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أَبِي
خليفة سنة ثلاث وثلاثمائة.
تُوُفِّي فِي هذا العام.
عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان [2] القاضي، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني.
كَانَ أبوه من هَمَذَان، فوُلِّي قضاء جُرْجَان، وأقام ببغداد مدّة،
وسكن طُوس، ودخل بُخَارَى.
وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجُرْجَان من أَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ.
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
عُبَيْد اللَّه [3] بْن مُحَمَّد بْن نافع، أبو العبّاس البشني [4]
الصُّوفي. صحب أَبَا عَلِيّ الثقفي، وورث من آبائه أموالا كثيرة،
فأنفقها فِي الخير.
روى عَنْ: أحْمَد بْن السريّ الشيرازي صاحب الفَسَوي.
وعنه: أَبُو سَعِيد الكَنْجَرُوذِي، وكان كثير [العبادة] [5] . بقي
سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتَّكئ عَلَى وسادة، وحجّ من نيسابُور
حافيا راجلا، وأقام بالقدس أشهرًا، ودخل المغرب، وحجّ من المغرب، ورجع
إلى
__________
[1] في الأصل «أوران» .
[2] تاريخ جرجان 259 رقم 422.
[3] هكذا في الأصل، وفي المنتظم 7/ 175، 176 رقم 279، والكامل في
التاريخ 9/ 105، والنجوم الزاهرة 4/ 167، البداية والنهاية 11/ 313،
الوافي بالوفيات 17/ 491 رقم 418، المختصر في أخبار البشر 2/ 129،
تاريخ ابن الوردي 1/ 311.
[4] هكذا في الأصل «البشني» ، وفي الكامل والنجوم والمنتظم والبداية
والنهاية: «البستي» ، وفي الوافي «البشتي» وقال: «بالشين المعجمة» .
[5] ساقطة من الأصل.
(27/79)
بُسْت [1] ، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش
خمسًا وثمانين سنة.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كانت نفقتي فِي سنة درهمين
وثلاثين.
وقد ذكر الحاكم ترجمته فِي ستّ وَرَقات، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
وقعت لي فترة، فدخلت هِيت [2] ، وبقيت بها أربعين يوما، لم أَذُق
طعامًا ولا شرابًا، حتى وجدت الطريق الَّذِي كنت سلكته.
قَالَ الحاكم: مات فِي المحرَّم، وكان يُعَد من الْأبْدال.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن محمويه [3] ، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري
الصُّوفي الزَّاهد.
من أعيان أهل البيوتات، ومن العُّبَّاد الصالحين والفقراء، وخرج إلى
الشام وصحِب أَبَا الخير الْأقطع، وعاش ثمانيا وثمانين سنة،.
وسمع بمصر من أحْمَد بْن دَاوُد الحَضْرَمِي. ومن [4] يونس بْن عَبْد
الْأعْلى.
عَلِيّ بْن زُهَير بن عبد الله بن عبد الصّمد، أبوء الْحَسَن المقرئ.
بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ النّاس بالروايات.
قرأ على: محمد بن المعبّر الأخرم بدمشق، [و] على النّقّاش، وهبة اللَّه
بْن جَعْفَر ببغداد.
وقرأ عليه الربعي وغيره.
عَليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [5] بْنِ عُمَرَ، أَبُو
الْحُسَيْن [6] الهمذاني الأصبهاني المعدّل.
__________
[1] بست: بالضم، مدينة بين سجستان وغزنين وهراة. (معجم البلدان 1/ 414)
.
[2] هيت: بالكسر، وآخره تاء مثناة. بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق
الأنبار. (معجم البلدان 5/ 420) .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 29/ 109 و 26/ 448، موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 326 رقم 1075، المنتظم 7/ 176 رقم
280.
[4] في الأصل «عن» .
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 23، 24.
[6] كذا في الأصل، وفي أخبار أصبهان «الحسن» وهو الصحيح كما سيأتي.
(27/80)
رحل وسمع الحسين بن عيّاش، [و] القطّان،
وطبقته. يحضر مجلسه الكبار لفضله ورئاسته.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيْم.
تُوُفِّي فِي غُرَّة رمضان.
عَلِيّ بْن عَبْد الملك بْن سُلَيْمَان [1] بْن دهثم الفقيه، أَبُو
الْحَسَن الطَّرَسُوسِي، نزيل نيسابُور.
كَانَ أديبًا فصيحا، وإلّا أَنَّهُ كَانَ متهاونًا بالسماع والرواية.
رَوَى عَنْ أَبِي خليفة الْجُمَحي، وأَبِي عَلِيّ المَوْصِلي، وعمر بْن
سنان المنبجي.
قَالَ أَبُو سهل الصّعلوكي: قدِم علينا الطَّرَسُوسِي [2] بغداد سنة
اثنتين وعشرين، فقلت لَهُ: يا أَبَا الْحَسَن، كيف رويت عَنْ هَؤُلاءِ؟
فقال: قد كَانَ أَبِي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردّني إلى
طرَسُوسِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي،
وَأَبُو مُعاذ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الزكيّ، وغيرهم.
قَالَ الحاكم: وكان معتزليا متهاونًا بالسّماع، ولم يزل يتجهّز إلى أن
هجره.
وقد سَمِعَ من أَبِي عروبة، وابْن جَوْصا.
عَلِيّ بْن حفص بْن عمرو [3] بْن نُجَيْح، أَبُو الْحَسَن الخَوْلاني
الْأندلسي هُوَ إلبيري. الفقيه.
روى عَنْ أَبِيهِ، وسمع من عَلِيّ بْن الْحَسَن المُرِّي، وسعيد بْن
فَحْلُون، ومسعود.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ «التفسير» ليحيى بْن سلام، بسماعه
من المِريّ. أنبا أحْمَد بْن مَسْعُود بْن جرير سنة أربعٍ وسبعين
ومائتين، وكان لا بأس بِهِ. وقال لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 986.
[2] في الأصل «الصعلوكي الطرسوسي» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 315 رقم 930 وفيه «علي بن عمر بن حفص بن
عمرو» .
(27/81)
عَلِيّ بْن عيسى [1] ، أَبُو الْحَسَن
النَّحْوي المعروف بالرُّمَّاني [2] .
أخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن دريد، والزجاج، وأبي بَكْر بْن السّرّاج.
روى عَنْهُ: هلال بْن المحسّن، وَأَبُو القاسم التنوخي، والحسن [أبو]
علي الجوهري.
وكان متفنّنا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنَّحْو والكلام عَلَى
مذهب المعتَزِلة.
صنّف فِي التفسير والنَّحْو واللُّغة.
وكان مولده سنة ستٍ وتسعين ومائتين، ومات فِي جُمادى الْأولى، وله
ثمانٍ وثمانون سنة.
شرح كتاب سيبويه شرحًا كبيرًا، وشرح «الْجُمَل» لابن السّرّاج، وله
كتاب «الاشتقاق» وكتاب «التصريف» ، وكتبًا كثيرة ذكرها القفطي فِي
ترجمته.
قَالَ: وصنَّف فِي الكلام كتابًا سمّاه «صنعة الاستدلال» فِي سبْع
مجلَّدات، وكتاب «الْأسماء والصّفات للَّه تعالى» وكتاب «الْأكوان»
وكتاب «المعلوم والمجهول» ، وله نحو مائة مصنَّف، وكان مَعَ اعتزاله
شيعيا.
قَالَ التنوخي: وممن ذهب فِي زماننا إلى أن عليّا رضي الله عنه أفضل
__________
[1] إنباه الرواة 2/ 294- 296، المنتظم 7/ 176 رقم 282، البداية
والنهاية 11/ 314، الكامل في التاريخ 9/ 105، 106، بغية الوعاة 2/ 180،
181 رقم 1742، معجم الأدباء 14/ 73- 78، نزهة الألباء 389- 392،
الفهرست 63، 64، تذكرة الحفاظ 3/ 986، ميزان الاعتدال 2/ 235، العبر 3/
25، اللباب 2/ 37، النجوم الزاهرة 4/ 168، طبقات المفسرين للسيوطي 24،
لسان الميزان 4/ 248 رقم 674، مرآة الجنان 2/ 421، المختصر في أخبار
البشر 2/ 129، مفتاح السعادة 1/ 142، دول الإسلام 1/ 234، شذرات الذهب
3/ 109، كشف الظنون 111، 447، 571، 635، 1397، 1427، 1729، 1793، 1977،
إيضاح المكنون 2/ 268، 276، 282، 304، 327، 350، هدية العارفين 1/ 683،
روضات الجنات 480، الوفيات لابن قنفذ 219، تاريخ ابن الوردي 1/ 311
481، معجم المؤلفين 7/ 162، 163، طبقات النحويين واللغويين 86، الإمتاع
والمؤانسة 1/ 133، تاريخ بغداد 12/ 16، 17، الأنساب 6/ 160، وفيات
الأعيان 3/ 299، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 159، 160، طبقات المفسّرين
للداوديّ 1/ 419- 421، سير أعلام النبلاء 16/ 533، 534 رقم 390.
[2] الرّمّاني: يضم الراء وفتح الميم المشدّدة وبعد الألف نون. نسبة
إلى قصر الرّمّان بواسط.
(اللباب 2/ 36) .
(27/82)
الناس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المعتزلة: أَبُو الْحَسَن الرُّمَّاني،
للَّه دَرُّه.
قلت: كَانَ رأسًا فِي عدّة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في
النّحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسيّ: إن كان النّحو ما يقوله
الرّمّاني فليس معناه منه شيء، وإن النَّحْو ما نقوله، فليس معه منه
شيء.
وكان يُقال: النَّحْويُّون فِي زمانهم ثلاثة، وأحد لا يفهم كلامه، وهو
الرُّمَّاني، وواحد يُفْهم بعض كلامه، وهو أَبُو عَلِيّ، وواحد يُفْهم
جميع كلامه، وهو أَبُو سَعِيد السِّيرَافِي.
وكان أَبُو حيّان التَّوْحِيدي يبالغ فِي تعظيم الرُّمَّاني حتى قَالَ:
إنه لم يُر مثله قطّ علمًا بالنَّحْو، وغزارة فِي الكلام، وبصرًا فِي
المقالات، واستخراجًا للفُرَص، مَعَ تألُّهٍ وتَنَزُّهٍ وفصاحة وفقاهة.
قلت: ثم وصفه بالدّين واليقين والحلم والرّواية والاحتمال والوقار.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سهل، أَبُو الْحَسَن الْأستراباذي
الفقيه الشاعر. ثقة.
روى عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي نُعَيْم عَبْد الملك.
روى عَنْهُ: أَبُو سعد الإدريسي.
عُمَر بْن زاذان القِزْويني القاضي.
سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومُحَمَّد بْن هارون بْن
الحَجَّاج.
روى عَنْهُ: العتيقي، والعشاري.
حدّث فِي هذا لعالم، وانقطع خبره.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَمَّاد [1] بْن سُفْيَان، أَبُو الْحَسَن
الكوفي الحافظ، محدّث الكوفة.
رحل إِلَيْهِ أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو الحسن العتيقي، وأبو
العلاء الواسطي، وخلق.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 986، 987 رقم 922، الوافي بالوفيات 2/ 51 رقم 335،
العبر 20، سير أعلام النبلاء 16/ 439، 440 رقم 324، شذرات الذهب 3/
110.
(27/83)
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن زيدان،
وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانِعي، ومُحَمَّد بْن دليل بْن بشْر.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن حشيش [2] ، أَبُو بَكْر
الْإصبهاني المعدِّل.
سَمِعَ: إِسْحَاق بْن جميل، ومُحَمَّد بْن سهل بْن الصباح، والحسن بْن
ذكم [3] ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والحسن بْن عَلِيّ بْن زكريّا
الفقيه العدوي، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وجماعة.
روى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عُمَر
المقرئ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد اللَّخْمِي، وآخر من روى عَنْهُ
عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الوركاني.
تُوُفِّي عاشر رمضان.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الكَنْجَرُوذِي [4]
الصّبغي.
كسمع السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة.
وعنه: الحاكم وغيره.
مات فِي شوّال.
مُحَمَّد بْن منقذ البكري الطُّليْطِلي الخطيب.
رحل إلى مصر، وسمع من أَبِي مُحَمَّد بْن الورد بْن السَّكَن، وحدّث.
مُحَمَّد بن العباس بن أَحْمَد [5] بن محمد بن الفُرات، أبو الحسن
البغدادي الحافظ.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 300، العبر 3/ 26، شذرات الذهب 3/ 110.
[2] في أخبار أصبهان «جشنس» .
[3] كذا في الأصل، وفي أخبار أصبهان «دكّة» .
[4] الكنجروذي: بفتح أولها وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء وسكون
الواو وفي آخرها ذال معجمة. نسبة إلى كنجروذ، قرية على باب نيسابور.
(اللباب 3/ 113) .
[5] تاريخ بغداد 3/ 122 رقم 1140، المنتظم 7/ 176، 177 رقم 283،
البداية والنهاية 11/ 314 وفيه «القزّاز» بدل «الفرات» ، العبر 3/ 26،
النجوم الزاهرة 4/ 168، شذرات الذهب 3/ 110، تذكرة الحفاظ 3/ 1015 رقم
946، الوافي بالوفيات 3/ 196 رقم
(27/84)
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ،
ومحمد بْن مَخْلَد، فمن بعدهما، وجمع ما لم يجمعه أحد فِي وقته.
قَالَ الخطيب: وبلغني أنّه كَانَ عنده عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد
الْمَصْرِيّ الواعظ وحده ألف جُزْء، وأنّه كتب مائة تفسير، ومائة
تاريخ. ثنا عَنْهُ أحْمَد بْن عَلِيّ الباذا، ومُحَمَّد بْن عَبْد
الواحد بْن زُرْعَة، وَأَبُو إِسْحَاق البرمكي، وحدثني الْأزهري أن ابن
الفرات خَلَّف ثمانية عشر صندوقًا مملوءة كتبًا، أكثرها بخطه، وكتابه
هُوَ الحجّة فِي صحة النقل، وجَوْدة الضَّبط، ولم يزل يسمع إلى أن مات.
وقَالَ لي العتيقي: هُوَ ثقة مأمون، ما رَأَيْت أحسن قراءة منه للحديث،
وقَالَ غيره: مات فِي شوّال، وله بضع وعشرون سنة.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل [1] بْن مصلح الفقيه، أَبُو الْحَسَن
الماسَرْجسيّ [2] ابن بِنْت الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجَس
النيسابُوري الشافعي، شيخ الشافعية فِي عصره.
سَمِعَ خاله مؤمّل بْن الْحَسَن، ومكّي بْن عَبْدان، وأبا حامد بن
الشرفي، وجماعة، ورجل إلى حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إِسْمَاعِيل
الصّفّار ببغداد، وعَبْد اللَّه بْن شَوْذب بواسط، وابْن داسة بالبصرة،
وابْن الْأعْرابي بمكّة، وابْن حذْلَم بدمشق، وأصحاب يونس بْن عَبْد
الْأعلْى، والمزني بمصر.
قَالَ الحاكم: كَانَ أعْرَف الْأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحِب أَبَا
إِسْحَاق المَرْوَزِي إلى مصر، ولزمه، وتفقّه، ثم انصرف إلى بغداد،
فكان
__________
[1171،) ] الكامل في التاريخ 9/ 106، مرآة الجنان 2/ 421، المختصر في
أخبار البشر 2/ 192، تاريخ ابن الوردي 1/ 311، اللباب 2/ 414، 415، سير
أعلام النبلاء 16/ 495، 496 رقم 365، طبقات الحفاظ 402.
[1] طبقات الفقهاء 116، الوافي بالوفيات 4/ 115، 116 رقم 1608، وفيات
الأعيان 4/ 202، طبقات الشافعية لابن هداية الله 32، طبقات العبادي
100، العبر 3/ 26، حسن المحاضرة 1/ 126، شذرات الذهب 3/ 110، اللباب 3/
148، ودول الإسلام 1/ 234، مرآة الجنان 2/ 421.
[2] الماسرجسي: بفتح الميم والسين المهملة وسكون الراء وكسر الجيم.
نسبة إلى ما سرجس.
وهو اسم الجدّ صاحب الترجمة. (اللباب) .
(27/85)
مفيد أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ،
ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الْأملاء، فأملى زمانًا،
وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، عَنْ ستٍ وسبعين سنة.
تفقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو الطيب الطَّبري، وجماعة، وحدّث عَنْهُ
الحاكم وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، وَأَبُو
سعد الكَنْجَرُوذِي، وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب.
مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى [1] بْن عُبَيْد، أَبُو عُبَيْد اللَّه
المَرْزُبَاني البغدادي الكاتب العلامة.
حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دُرَيْد، وأَبِي حامد بْن
هارون الحَضْرَمِي ونفطَوَيْه، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وغيرهما،
وكان إخباريا راوية للآداب، صنّف فِي أخبار الشعراء وفي الغَزَل، غير
أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أَخْبَرَنَا، ولا
يبين.
وقَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصَّيْمَريّ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه المَرْزُبَاني يَقُولُ: كَانَ فِي داري
خمسون، ما بين لِحَاف ودِرَاج معدَّة لأهل العلم الذين يبيتون عندي.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كَانَ المَرْزُبَاني يضع المحبرة
وقنّينة النبيذ، فلا يكتب، ويشرب، وكان معتزليا، صنّف كتابًا فِي أخبار
المعتزلة، وما كَانَ ثقة.
قَالَ الخطيب: لَيْسَ حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عِيب عَلَيْهِ
المذهب، وروايته بالإجازة، ولم يبيّنها.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 135 رقم 1159، المنتظم 7/ 177 رقم 284، مرآة الجنان
2/ 418، 419، البداية والنهاية 11/ 314، الوافي بالوفيات 4/ 235- 237
رقم 1765، معجم الأدباء 18/ 268، العبر 3/ 27، الكامل في التاريخ 9/
106، النجوم الزاهرة 4/ 168، شذرات الذهب 3/ 111، 112، اللباب 3/ 195،
الفهرست 190- 193، الأنساب 521 أ، إنباه الرواة 3/ 180- 184، وفيات
الأعيان 4/ 354- 356، ميزان الاعتدال 672، 673، سير أعلام النبلاء 16/
447- 449 رقم 331، لسان الميزان 5/ 326، 327.
(27/86)
وقال العتيقي: كان معتزليّا ثقة، مات فِي
شوّال، وله ثمانٍ وثمانون سنة. كَانَ فِي زمانه تُشَبَّه تصانيفه
بتصانيف الجاحظ.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الفارسي النَّحْوِيّ: أَبُو عُبَيْد اللَّه
المَرْزُبَاني من محاسن الدُّنيا، وكان الملك عضُد الدولة مَعَ عظمته
يجتاز بباب المَرْزُبَاني، فيقف حتى يخرج إِلَيْهِ المَرْزُبَاني،
فيسلم عَلَيْهِ، وكانت داره تجمع الفضلاء، وكان مشتهرًا بشرب النبيذ،
وكتابه فِي «أخبار الشعراء» خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر فِي الشعراء
المُحَدِّثين خاصّة، كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة، و «أخبار
المسمّعين» ثلاثة آلاف ورقة، و «أخبار الغناء والأصوات» ثلاثة آلاف
ورقة، وله تصانيف كثيرة جدًا، أوردها القفطي. وروى الجوهري عَنِ
المَرْزُبَاني أَنَّهُ أعطى مرَّةً عضد الدولة ألف دينار، وقَالَ: إنه
بلغني أنك تُؤَرِّخ، فإذا جاء اسمي فأجْمِلْ، فقلت: نعم، أُجْمِلْ،
وبذكرك أتجمّل.
مُحَمَّد بْن عثمان بْن عُبَيْد [1] بْن الخطّاب، أَبُو الطيّب
البغدادي الصّيْدَلانِي.
سَمِعَ البَغَوي، وأبا بكر بن أبي دَاوُد.
وعنه العتيقي، ووثقه.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل [2] ، أَبُو منصور البياع
الواعظ النيسابُوري.
حدَّث ببغداد عَنْ أَبِي حامد بْن بلال.
وعنه: أبو العلاء الواسطي.
مُحَمَّد بْن يحيى بْن وَهْب [3] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي الفِهْري
مولاهم.
سَمِعَ أحْمَد بْن القُرشي، ومسلمة بْن قاسم، وجماعة، ورحل فأقام بمصر
مدّة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، فكان بارعًا فِي الفقه والنَّحْو
وتجويد القرآن، ثقة. فيما ينقله.
تُوُفِّي فِي صفر. وقد حدّث بيسير.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 50 رقم 988، المنتظم 7/ 177 رقم 285.
[2] تاريخ بغداد 3/ 224 رقم 1286.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 97، 98 رقم 1368.
(27/87)
مُحَمَّد بْن يحيى بْن عمار [1] ، أَبُو
بَكْر الدِّمْياطي.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن زبّان، وأَبَا بَكْر بْن المنذر، ومُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي.
وعنه: أَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ. سَمِعَ منه
كتاب «الْأشراف» لابن المنذر، وكتاب الليث بْن سعد رواية مُحَمَّد بْن
رمح، وروى عَنْهُ أيضًا يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وطائفة.
المحسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن أَبِي الفهم القاضي، أَبُو
عَلِيّ التنوخي الْأديب.
وُلِد بالبصرة، فسمع بها أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أحْمَد
الْأثرم، وابْن داسة، وببغداد أَبَا بَكْر الصُّولي، وجماعة، وكان
أديبًا إخباريا علامة مصنِّفًا شاعرًا.
روى عَنْهُ: ابنه أَبُو القاسم عَلِيّ، وقَالَ: مولدِي سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة، وأوّل سماعه فِي سنة ثلاث وستّين. سَمِعَ من واهب المازني
صاحب نصر بْن عَلِيّ الجهضمي وقَالَ: لم يكن عند واهب بْن يحيى غير هذا
الحديث فِي ستر المسلم.
قلت: وقع لنا الحديث عاليا.
تولّى أَبُو عَلِيّ قضاء رامَهُرْمُز وعسكر مُكْرَم وغير ذَلِكَ، ومات
في المحرّم من السنة.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 16/ 504 رقم 374.
[2] يتيمة الدهر 2/ 346، معجم الأدباء 6/ 251، العبر 3/ 27 وفيه
«الحسن» وهو خطأ، النجوم الزاهرة 4/ 168، وفيات الأعيان 4/ 159- 162
رقم 557، الجواهر المضية 3/ 151، فرج المهموم لابن طاووس 154، الكامل
في التاريخ 9/ 106، تجارب الأمم 1/ 326 و 345 و 385، شذرات الذهب 3/
112، 113، تاج التراجم 56، مفتاح السعادة 1/ 202، سير أعلام النبلاء
(المصور) 10 ق 2/ 275، عيون التواريخ (المصور) 12 ق 2/ 233 ب- 234، كشف
الظنون 781، 1253، 1671، 1953، معجم المؤلفين 8/ 185، 186، تاريخ بغداد
13/ 155، 156، المنتظم 7/ 178، النجوم الزاهرة 4/ 168، وانظر مقدّمة
كتابيه: الفرج بعد الشدّة، ونشوار المحاضرة.
(27/88)
قَالَ الخطيب: كَانَ سماعه صحيحًا، وأوّل
ما تولّى القضاء سنة تسعٍ وأربعين، من قِبَل أَبِي السائب عُتبة بْن
عَبْد اللَّه.
منصور بْن جَعْفَر بْن ملاعب [1] ، أبو القاسم البغدادي الصَّيْرفي.
سَمِعَ البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
وعنه: أَبُو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بْن رَوْح، ووثقه العتيقي، وروى
الرئيس الثقفي فِي أربعينه عَنْ سُفْيَان بْن حَسَنْكَوَيْه عَنْهُ.
موحّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الفرج بْن البري الدمشقي
المتعبد.
حكى عَنْ خاله عُمَر بْن سَعِيد البرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه
المقرئ، والشَّيْخ أَبِي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي.
روى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الجبائي، وطلحة بْن أسد الرّقّي،
ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المُغِيث، وغيرهم.
نصر بْن غالب [2] ، أبو الفتح البزّاز.
حدث عَنِ البَغَوي، وابْن صاعد.
روى عَنْهُ: العتيقي وغيره، وهو من أهل باب الطّلاق ببغداد.
لاحق بْن الْحُسَيْن بْن عمران [3] المقدسي، أَبُو عُمَر.
كَانَ كذابًا يضع [4] الْأسماء والمُتون مثل طُغْج بْن طُغان، وطرغيل
بْن غربيل.
حدّث بخُراسَان وخُوَارِزْم وما وراء النَّهْر عَنْ خَيْثَمة
الطرابلسي، والمحاملي، ومحمد بن مخلّد العطّار.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 85 رقم 7064، المنتظم 7/ 177 رقم 286.
[2] تاريخ بغداد 13/ 301 رقم 7277.
[3] الأنساب (تحقيق محمد عوّامة) 8/ 128، تاريخ بغداد 1/ 238، تاريخ
دمشق (مخطوط التيمورية) 46/ 2، الوافي بالوفيات (مصورة معهد المخطوطات
بالقاهرة) 24/ 186، سلسلة الأحاديث الضعيفة للألبانى 1/ 291، موسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 4/ 39 رقم 1233، الموضوعات لابن
الجوزي 3/ 8، ميزان الاعتدال 4/ 356، الكشف الحثيث 454 رقم 829.
[4] في الأصل «لا يضع» .
(27/89)
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو
نُعَيْم، وجعفر المُسْتَغْفِري.
وتُوُفِّي بخُوَارِزْم، وقد اتفقوا عَلَى كَذِبه، ويقال لَهُ: لاحق بْن
الورّاق.
يحيى بْن عَلِيّ [بْن] [1] يحيى بْن عوف، أَبُو القاسم القصْري.
عَنِ البَغَوي، وابْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال. وكان ثقة.
يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسَفي المعدِّل. ثقة.
روى عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف.
كتب عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن المستغفر.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 238 رقم 7549.
(27/90)
[وفيات] سنة خمسين
وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن عَلِيّ، أَبُو
الْحَسَن الهُذْلي العَبْدوي النيسابُوري الزّاهد، أبو الحافظ أبى
حازم.
سَمِعَ: أبا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة، وحاتم بْن
محبوب الفيامي.
روى عَنْهُ: ابنه والحاكم الكَنْجَرُوذِي. تُوُفِّي فِي رمضان.
أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الفقيه، أبو نصر النيسابُوري
الشافعي، أحد الْأئمة.
سَمِعَ: أَبَا حامد الشرفي، وطبقته.
وعنه الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي جُمَادَى الْأولى.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل [1] ، أَبُو بَكْر بْن المهندس. محدث
مصر فِي وقته.
سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن بدر الباهلي، وأَبَا
بشر الدُّولابي، ومُحَمَّد بْن زبّان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قديد،
وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه، وجماعة كثيرة، منهم القاسم البَغَوي،
وانتقى عَلَيْهِ الحُفَّاظ من المشارقة والمغاربة.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بْن
الْحُسَيْن القفاص، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وَأَبُو أحْمَد
الْعَبَّاس بْن الفضل بْن
__________
[1] العبر 3/ 27، 28، شذرات الذهب 3/ 113، تذكرة الحفاظ 3/ 989، حسن
المحاضرة 1/ 157.
(27/91)
الفرات بْن حِنْزابة، وعَلِيّ بْن عَبْد
الواحد النَّجِيرَمِي الكاتب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن المظفَّر الكحّال،
وَأَبُو القاسم يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وقَالَ: كَانَ ثقة تقيا،
وقَالَ غيره: عاش تسعين سنة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس، أَبُو الْحَسَن الحاتمي الفقيه
النيسابُوري.
سَمِعَ الْأصم، ومات كهلا فِي حياة والده.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوارث الزَّجَّاج.
روى عَنْ أَبِي جَعْفَر الطَّحاوي، والمهراني، وغيره.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الفتح [1] المصِّيصي الجلي، بجيم.
حدّث ببغداد عَنْ مُحَمَّد بْن سفيان المِصِّيصي، ومُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم البطّال.
وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وقَالَ البَرْقاني: صَدُوق، وقَالَ غيره: كَانَ حافظًا ضريرًا، ومن
شيوخه إمام جامع المصِّيصة أَبُو الماضي مُحَمَّد بْن يحيى، ومُحَمَّد
بْن حاتم بْن رَوْح القزَّاز، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَبِي الخطيب،
وآخر من حدث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْأبنوسي.
إِسْمَاعِيل بْن عَبَّاد الصاحب [2] ، أَبُو القاسم، وزير مُؤَيَّد
الدولة بُوَيْه بْن
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 171 رقم 3225، المنتظم 7/ 179 رقم 288.
[2] يتيمة الدهر 3/ 169- 215، معجم الأدباء 6/ 168- 317، نزهة الألبّاء
397- 401، إنباه الرواة 1/ 201- 203، المنتظم 7/ 179- 181 رقم 289،
مرآة الجنان 2/ 421- 426، ذيل تجارب الأمم 261، البداية والنهاية 11/
314- 316، الكامل في التاريخ 9/ 110، 111، دول الإسلام 1/ 234، العبر
3/ 28، وفيات الأعيان 1/ 228- 233 رقم 96، الوافي بالوفيات 9/ 125- 141
رقم 2042، المختصر في أخبار البشر 2/ 135، طبقات النحويين واللغويين
لابن شهبة 219- 226، لسان الميزان 1/ 413- 416 رقم 1295، مآثر الإنافة
1/ 321، 322، بغية الوعاة 1/ 449- 451 رقم 918، النجوم الزاهرة 4/ 169-
171، شذرات الذهب 3/ 113- 116، نشوار المحاضرة 4/ 94، كشف الظنون 30،
619، 796، 901، 1278، 1376، 1391، 1394، 1398، 1469، 1491، 1621، روضات
الجنات 104- 110، تنقيح المقال 1/ 135، منتهى المقال 56، أعيان
(27/92)
ركن الدولة. أصله من الطَّالقان [1] ، وكان
نادرةَ دهره وأُعجوبة عصره فِي الفضائل والمكارم.
أخذ الْأدب عَنِ الوزير أَبِي الفضل بْن العميد، وأَبِي الْحُسَيْن
أحْمَد بْن فارس، وسمع الحديث من أَبِيهِ، ومن غير واحد، وحدّث
باليسير، وأملى مجالس روى فيها عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس
وأَحْمَد بْن كامل بْن سَحُرَة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبِي الْحَسَن
الكنباني، وسليمان الطَّبَراني، وطائفة.
روى عَنْهُ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَسْوَل، وعَبْد
الملك بْن عَلِيّ الرّازي القطّان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ
المعدِّل، والقاضي أَبُو الطّيّب طاهر الطَّبَرِي، وَأَبُو بَكْر بْن
المقرئ مَعَ تقدُّمه [2] ، وهو أوّل من سُمّي بالصاحب، لأنّه صحب
مؤَيَّد الدولة من الصِّبا، وسّماه الصّاحب، فغلب عَلَيْهِ، ثم سُمّي
بِهِ كلّ من وُلِّي الوزارة بعده، وقيل لأنّه كَانَ يصحب أبا الفضل بْن
العميد، فقيل لَهُ صاحب العميد، ثم خُفِّف فقيل: الصّاحب.
قَالَ فِيهِ أَبُو سَعِيد الرُّسْتُمي:
ورث الوزارة كابرًا عَنْ كابرٍ ... موصولةَ الْأسنادِ بالإسنادِ
يَروي عَنِ الْعَبَّاس عَبَّاد وزارَتَه ... وإِسْمَاعِيل عَنْ
عَبَّادِ [3]
ولمّا تُوُفِّي مؤيَّد الدولة بجُرْجَان فِي سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده
أخوه فخر الدولة أَبُو الْحَسَن، فأقرّه عَلَى الوزارة، وبالغ في
تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح من ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله
عَن الوزارة، ثُمَّ نصر عَلَيْهِ، وعاد إِلى الوزارة، ففي كتاب المحسّن
التنوخي فِي «الفرج بعد
__________
[ () ] الشيعة 11/ 322- 575، الأعلام 1/ 312، معجم المؤلفين 2/ 274،
تذكرة الحفاظ 3/ 989، تاريخ ابن الوردي 1/ 312، الإمتاع والمؤانسة 1/
53، الفهرست 194، تاريخ ابن خلدون 4/ 466، معاهد التنصيص 4/ 11، سير
أعلام النبلاء 16/ 511- 514 رقم 377.
[1] الطّالقان: بلدة وكورة بين قزوين وأبهر وبها عدة قرى يقع عليها هذا
الاسم. (معجم البلدان 4/ 7) .
[2] في الأصل «تقديمه» .
[3] معجم الأدباء 6/ 257 و 263.
(27/93)
الشدة» [1] أن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن
سَعِيد النّصيبينى [2] حدّثه قال: سرّ أبو الفتح، فطلب النُّدماء،
وهيَّأ مجلسًا عظيمًا بآلات الذّهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب
بقيّة يومه، وعامّه ليلته، ثم عمل شعرًا وغَنَّوا بِهِ، يَقُولُ فِيهِ:
إذا بلغ المرء آماله ... فليس إلى بعدها مُنْتَزَحُ
وكان هذا بعد تدبيره عَلَى الصّاحب، حتى أبعده عَنْ مؤيَّد الدولة،
وسيَّره إلى إصبهان، وانفرد بالدَّسْت، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن
سكر، وقَالَ: غطُّوا المجلس لاصطبح عَلَيْهِ غدًا، وقَالَ لنُدَمَائه:
باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيَّد الدولة فِي السَّحَر، فقبض عَلَيْهِ،
وأخذ ما يملكه، ومات فِي النَّكبة، ثم عاد الصّاحب إلى الوزارة.
قلت: وبقي فِي الوزارة ثمانية عشر عامًا، وفتح خمسين قلعة، وسلّمها إلى
فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة لأبيه. وكان الصّاحب عالمًا بفنون
كثيرة من العلْم، لم يُدانه فِي ذَاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة
الدَّيْلَمِيّة، وأغزرهم علمًا، وأوسعهم أدبًا، وأوفرهم محاسن. وقد
طوَّل ابن النَّجَّار ترجمته وجوَّدها.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي
مَنْصُورٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو الْعَلاءِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الصَّاحِبُ بْنُ عبّاد، أملانا أبو
الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
الْقَزَّازُ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبَا بَكْر وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ [3] السَّرِيرِ. قَالَ
الصَّاحِبُ: قَدْ شَارَكَ الطَّبَرَانِيُّ فِي إِسْنَادِهِ.
قِيلَ: كَانَ ابن عبَّاد فصيحًا مفوهًا، لكنه يتقعر فِي خطابه، ويستعمل
وحْشِي اللغة، حتى فِي انبساطه، يعيب التّيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره.
وقيل: كَانَ مشوَّه الصورة، وصنّف فِي اللغة كتابًا سمّاه «المحيط» فِي
سبع
__________
[1] لم أجد هذه الرواية في المطبوع من الكتاب.
[2] النّصيبينى النصيبي: بفتح النون وكسر الصاد وسكون الياء وكسر الباء
الموحّدة. نسبة إلى نصيبين، مدينة مشهورة من بلاد الجزيرة. (اللباب 3/
312) .
[3] في الأصل «أما» .
(27/94)
مجلدات، وله كتاب «الكافي» فِي الترسل،
وكتاب «الْأعياد» ، وكتاب «الْإمَامة» ذكر فِيهِ فضائل عَلِيّ رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعيا كآل بُوَيْه، وما أظنه
يسب، لكنه معتزليّ، قِيلَ إنه نال من الْبُخَارِيّ، وقَالَ: إنه حشوي
لا يعول عَلَيْهِ، وله كتاب «الوزارة» وكتاب «الكشف عن مساوى المتنبي»
وكتاب «أسماء اللَّه وصفاته» .
ومن ترسّله: «نَحْنُ [يا] [1] سيدي، فِي مجلس غنى إلا عنك، شاكرًا [2]
إلا منك، قد تفتحت [فِيهِ] [3] عيون النرجس، وتوردّت خدود [فِيهِ] [3]
بالبنفسج، وفاحت مجامر الْأترج، وفتقت فارات [4] النّارنج، وانطلقت [5]
ألْسُن العيدان، وقامت خطباء الْأوتار، وهبّت رياح الْأقداح، ونفقت [6]
سوق الْأنس، وقام منادي الطرب [وطلعت كواكب الندماء] [7] وامتدت [8]
سماء النّدّ، فبحياتي إلا [9] ما حضَرْت (فقد أبت راحُ مجلسنا أن تصفو
إلا أن تتناولها يمْناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه [10]
أُذُناك، فخدود نارنجه قد احمرّت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدَّقَت
تأميلا للقائك) [11] :
وله:
رقَّ الزُّجَاج ورقَّتِ الخَمْرُ ... وتشابَهَت [12] فَتَشَاكَلَ
الْأمْرُ
فكأنّها خَمْرٌ ولا قدح ... وكأنّما قدح ولا خمر
__________
[1] إضافة من يتيمة الدهر 3/ 222.
[2] في اليتيمة «شاكر» .
[3] إضافة من اليتيمة.
[4] في الأصل «فأراه» والتصحيح من اليتيمة.
[5] في اليتيمة «أنطقت» .
[6] في الأصل «نفق» .
[7] ما بين الحاصرتين إضافة من اليتيمة.
[8] في الأصل «امتد» .
[9] في اليتيمة «لما» .
[10] في اليتيمة «أو تعيه» .
[11] ما بين القوسين من مثال آخر غير الّذي قبله. (اليتيمة 3/ 223) .
[12] في الأصل «تشابهها» .
(27/95)
وله يرثي الوزير أَبَا عَلِيّ كثير بن
أحْمَد:
يقولون لي: أوْدى كثيرٌ بْن أحْمَد ... وذلك مَرْزُوءٌ عَلِيّ جَلِيلُ
فقلتُ: دَعُوني والبُكَا [1] نَبْكِه مَعًا ... فمثلُ كثيرٍ فِي
الرّجال قَلِيلُ
وورد أنِ الصّاحب جمع من الكتب ما كان يحتاج في نقلها إلى أربعمائة
جَمَل، ولما عزم عَلَى الْإملاء، تاب إلى اللَّه، واتخذ لنفسه بيتًا
سماه «بيت التَّوْبة» ولبث أسبوعًا عَلَى الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء
بصحّة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم القاضي عَبْد الجبار
بْن أحْمَد.
وكان الصّاحب يُنَفِذ إلى بغداد فِي السنة خمسة آلاف دينار، تُفَرَّق
عَلَى الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلي الفلسفة، ومرض بالأهواز
بالإسهال، فكان إذا قام من الطِّشْت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى
لا يتبرم بِهِ الخدم، فكانوا يودون دوام علّته، ولما عوفي تصدَّق بنحوٍ
من خمسين ألف دينار. وله ديوان شعر.
وقد مدحه أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن الخازن الشاعر بقصيدته
المشهورة، وهي:
هذا فؤادُك نَهْبي بين أهواء ... وذاك رأيكَ سارٍ [2] بين آراءِ
هَوَاكَ بين العيونِ النُّجْل مُقْتَسَمٌ ... داءٌ لعَمْرُكَ ما
أَبَلاهُ من داءِ
لا يستقرُّ بأرض أو يسير إلى ... أُخرى بشخص قريب عَزْمُه نائي
يومًا بحُزْوَى ويومًا بالكثيب ويومًا ... بالعُذَيْب ويومًا
بالخُلَيْصَاءِ [3]
ومنها:
صَبيَّة الحيّ لم تقْنَعْ بها سَكَنًا ... حتى علقَتْ صَبايا كلّ
أحياءِ
أدْعَى بأسماءَ نَبْزًا فِي قبائِلها ... كأن أسماء أضحى [4] بعض
أسمائى.
__________
[1] في وفيات الأعيان 1/ 231 «والعلا» .
[2] في اليتيمة «شورى» .
[3] كذا في الأصل وفي اليتيمة، نصب «يوما» ، وفي (معجم البلدان 2/ 386)
:
يوم بحزوى، ويوم بالعقيق، ويوم ... بالعذيب، ويوم بالخليصاء
[4] في اليتيمة «أضحت» .
(27/96)
ثَنَتْ أنامِلَها عنّي وقد دمِيَتْ ... من
مُهجتي فادَّعَتْها وَشْي حِنّاء
وهي طويلة.
وقيل إنّ نوح بْن منصور الساماني، كتب إِلَيْهِ يستدعيه ليفوّضه
وزارته، فاعتلّ عَلَيْهِ بأنه يحتاج لنقل كتبه، خاصّة، أربعمائة جَمَل،
فما الظّنّ بما يليق من التجمّل.
ومن بديع نظْم الصّاحب بْن عبَّاد:
تبسَّم إذ تبسَّم عَنْ إقَاحٍ ... وأسْفَرَ حين أسْفَرَ عَنْ صَباحِ
وألحقني بكأس من رِضابٍ ... وكأسٍ من جَنَى وردٍ وراحِ
لَهُ وجْهٌ يدل بِهِ وطَرْفٌ ... يمرِّضُه فيسكر كلَّ صَاحِ
جبينُكَ والمُقَلَّد والثَّنَايا ... صباحٌ فِي صباحٍ فِي صباحِ
ومن شعره:
الحبُّ سُكْرُ خمارُهُ التَّلَف ... يَحْسُنُ فِيهِ الذُّبُول
والدَّنَفْ
عُلُوه زاد فِي تصَلُّفِه [1] ... والحُسْنُ ثَوْبٌ طِرازُه الصَّلَفْ
وقَالَ أَبُو يوسف القِزْوِيني المعتزلي: كتب الفِهْري [2] قاضي قزوين
إلى الصّاحب، مع كتب أهداها له:
الفهري [3] عَبْد كافي الكُفَاة ... وإنِ اعْتَدَّ عَنْ وُجُوه
القُضَاةِ
خَدَم المجلسَ الرَّفيعَ بكُتُبٍ ... مُتْرَعَاتٍ من علمها منعمات [3]
فأجاب الصّاحب:
قد قبِلْنا من الجميع كتابًا ... وردَدْنَا لوَقْتها الباقياتِ
لستُ أَسْتَغْنِم الكبيرَ فطَبْعي ... قولُ خُذْ، لَيْسَ مذهبي قولُ
هاتِ
ولد بإِصْطَخْر، وقيل بالطَّالَقَان، في سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة.
والطَّالَقَان: اسم لناحيةٍ من أعمال قِزْوين، وأمّا بلد الطّالقان
التي بخراسان
__________
[1] في اليتيمة 3/ 232: «عابوه إذ لجّ في تصلّفه» .
[2] في اليتيمة «العميري» .
[3] في اليتيمة «مفعمات من حسنها مترعات» .
(27/97)
فأُخْري، خرج منها جماعة علماء.
تُوُفِّي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمسٍ وثمانين.
ومن مراثي الصّاحب:
ثَوَى الْجُودُ والكافي معًا فِي حفيرة ... ليأنس كلُّ منهما بأخيهِ
هما اصطَحَبا حيّين ثم تعانقا ... ضجيعين فِي لَحْدٍ بباب دَرِيهِ
إذا ارتحل الثَّاوُونَ عَنْ مُسْتَقَرِّهم ... أقاما إلى يوم القيامة
فيهِ
وكان يُلقَّب «كافي الكفاة» أيضًا، وكانت وفاته بالرّيّ، ونقل إلى
أصبهان، ودفن بمحلّة باب دَرِيّة. ولما تُوُفِّي أُغْلَقَتْ لَهُ مدينة
الرّيّ، واجتمع الناس عَلَى باب قصره، وحضره مخدومه وسائر الْأمراء،
وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبّلوا
الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بُوَيْه أمام نعشه، وقعد للعزاء.
ولبعضهم فِيهِ:
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم ... على أحد إلّا عليك النَّوائحُ
لَئِن حَسُنَتْ فيك المراثي وذكْرُها ... لقد حَسُنَت من قبلُ فيك
المدائحُ
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [1] ، أَبُو القاسم بْن الخبّازة
السِّرَقُسْطي.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن
أيمن، وسعيد بْن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحْمَد بْن مَسْعُود
الزُّبَيْدِي [2] ، وبالقَيْروَان من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن
اللبّاد، وجمع علمًا كثيرًا، وكان شيخًا صالحًا، وقُرِئت عَلَيْهِ
الكُتُب، وعاش نَيِّفًا وثمانين سنة.
أفلح مولى الناصر [3] عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد بْن يحيى الْأموي
القُرْطُبي.
رحل وسمع: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، وجماعة، وحدّث بيسير.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 102 رقم 233، تاريخ علماء الأندلس 1/ 68، 69
رقم 222.
[2] في الأصل «مسعود الزبيري» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 83 رقم 262.
(27/98)
الحسين بن على [1] ، أبو عبد الله النَمَري
الْبَصْرِيّ، صاحب التصانيف.
كَانَ شاعرًا محسنًا لُغويًّا أديبًا. قرأ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه
الْأزْدِيّ، وله مصنف فِي أسماء الذهب والفضّة، وكتاب «معاني الحماسة»
وكتاب «الخيل» وكتاب «اللُّمَع» .
وكان مقيمًا بالبصرة.
دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد [2] بْن رباح، أَبُو الْحَسَن
البغداديّ البزّاز.
سَمِعَ أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بن عُبَيْد الله الكاتب.
روى عَنْهُ: العتيقي، وأَبُو القَاسِم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه
العتيقي.
سعد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [3] ، أَبُو طَالِب الْأزْدِيّ العراقي،
المعروف بالوكيل.
من كبار الْأدباء، وفحول الشعراء.
روى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ التنوخي، وَأَبُو الخطّاب الجبلي.
ألّف شرحًا لديوان المتنبي، وكان فقيرًا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي.
عاش ثمانين سنة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [4] ، أَبُو المطرِّف بْن
السكان المالقي.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، ومُحَمَّد بْن معاوية.
وكان حَسَن المشاركة فِي العلوم والآداب، رئيسًا.
عَبْد الواحد بْن جَعْفَر الناقد [5] ، بغدادي.
روى عن أبى القاسم البغوي.
__________
[1] بغية الوعاة 1/ 537 رقم 1117، كشف الظنون 1/ 89، روضات الجنات 238،
239، معجم المؤلفين 3/ 33.
[2] تاريخ بغداد 8/ 381 رقم 4487.
[3] معجم الأدباء 11/ 197.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 267 رقم 810.
[5] تاريخ بغداد 11/ 10 رقم 5669.
(27/99)
وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي،
وقَالَ: ثنا فِي هذه السنة، وكان ثقة.
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، أَبُو الْحَسَن الشيرازي الصوفي
نزيل نيسابُور.
سَمِعَ إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد،
وأَبَا رَوْق الهزّاني، وصحب الزُّهّاد.
روى: عَنْهُ الحاكم، وغيره.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبيّ الْأديب.
تُوُفِّي بمصر، وله فيما قِيلَ: مائة وإحدى وخمسون سنة، واللَّه أعلم.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن بُنْدار [1] بْن عَبْد اللَّه بْن خير
القاضي، أَبُو الْحَسَن الْأذَني.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الفَيْض، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد
العزيز.
بدمشق، وعَلِيّ بْن عَبْد الحميد الغضائري بحلب، وأَبَا عروبة بحرّان،
وابْن فيل بأنطاكية، وسكن مصر.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، ومكّي بْن عَلِيّ الجمّال، ويوسف بْن
رياح الْبَصْرِيّ، وهبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصواف، وعَبْد
الملك بْن مسكين الفقيه، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن نفيس المقرئ.
وتُوُفِّي فِي ربيع الأول. ما علمت به بأسا [2] .
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 5/ 468 و 25/ 44، معجم البلدان 1/
133، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 3/ 326 رقم 1073،
العبر 3/ 28، شذرات الذهب 3/ 116، تذكرة الحفاظ 3/ 989، حسن المحاضرة
15/ 157، سير أعلام النبلاء 16/ 464 رقم 378.
[2] في الأصل «رأسا» وهو تصحيف.
(27/100)
عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد [1] بْن مهدي
بْن مَسْعُود [2] بْن النُّعمان بْن دينار بْن عَبْد اللَّه، أَبُو
الْحَسَن البغدادي الدَّارَقُطْنيّ، الحافظ المشهور صاحب المصنفات.
سَمِعَ من: أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد،
ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيروز، ومُحَمَّد بْن هارون
الحَضْرَمِي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد
بْن قاسم المحاربي، وأبى على محمد بن سليمان المالكي، وأبى عمر
مُحَمَّد بْن يوسف القاضي والْحُسَيْن بْن المَحَامِلي، وأَبِي بَكْر
بْن زياد النيسابُوري، وأَبِي رَوْق الهزّاني، وبدر بْن الهيثم،
وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعَبْد الوهاب بْن أَبِي حية،
وأَحْمَد بْن القاسم الفرائضي، وأَبِي طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ،
وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة، وواسط، ورحل فِي الكهولة إلى الشام
ومصر، فسمع القاضي أَبَا الطاهر الذُّهْلي وهذه الطبقة.
حدّث عنه: أبو حامد الأسفرايني الفقيه، وأبو عَبْد اللَّه الحاكم،
وعَبْد الغني بْن سَعِيد الْمَصْرِيّ، وتمام الرّازي، وَأَبُو بَكْر
البَرْقَاني، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد، وَأَبُو نعيم، وأحمد بن
الحسن الطّيّان الدمشقيّ، وعلى بن السّمسار، وأبو محمد الخلّال، [و]
أبو القاسم التنوخي، وأبو طاهر بن
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 34- 40، المنتظم 7/ 183، 184، معجم البلدان 2/
406، اللباب 1/ 404، غاية النهاية 1/ 558، الأنساب 217 أ، وفيات
الأعيان 1/ 417، 418، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 310- 312، البداية
والنهاية 11/ 317، 318، معجم الأدباء 2/ 408، مرآة الجنان 2/ 424- 426،
تذكرة الحفاظ 3/ 991- 995، النجوم الزاهرة 4/ 172، تسمية رجال البخاري
للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني 112، شذرات الذهب 3/ 116، المختصر
في أخبار البشر 2/ 130، طبقات الشافعية لابن هداية الله 102، 103،
مفتاح السعادة 2/ 14، الأعلام 5/ 130، معجم المؤلفين 7/ 157، 158،
تاريخ التراث العربيّ 1/ 337، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق
1- ج 3/ 348 رقم 1104، الوفيات لابن قنفذ 220 رقم 386، تاريخ جرجان
267، الكامل في التاريخ 9/ 115، دول الإسلام 1/ 234، العبر 3/ 28، 29،
سير أعلام النبلاء 16/ 449- 461 رقم 332، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/
508، 509، غاية النهاية 1/ 558، 559، طبقات الحفاظ 393، 394، الرسالة
المستطرفة 23.
[2] في الأصل «معود» .
(27/101)
عَبْد الرحيم الكاتب، والقاضي أَبُو
الطّيّب الطَّبَرِي، وَأَبُو عُمَر بَكْر بْن بشران، وأبو الحسن
العتيقي، وحمزة السهمي، وَأَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون،
وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن المهتدي
باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي، وخلق كثير.
ومولده سنة ستٍ وثلاثمائة.
قَالَ الحاكم: صار الدَّارَقُطْنيّ أوحد عصره فِي الحفظ والفهم والورع،
وإمامًا فِي القرّاء والنحويين. وفي سنة سبعٍ وستين أقمت ببغداد أربعة
أشهر، وكَثُر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وُصِف لي،
وسألته عَنِ العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول ذِكرها، وأشهد أنّه لم
يخلف عَلَى أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان الدار قطنى فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام
وقته، انتهى إِلَيْهِ فِي علم الْأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء
الرجال، مَعَ الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم
الحديث، منها القراءات، فإنّ له فيها مصنّفا مختصرا، جمع الأصول في
أبواب عقدها فِي أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يَقُولُ: لم
يسبق أَبُو الْحَسَن إلى طريقته التي سلكها فِي عقد الْأبواب المقدمة
فِي أول القراءات، وصار القرّاء بعده يسلكون ذَلِكَ، ومنها المعرفة
بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه «السنن» يدل عَلَى ذَلِكَ، وبلغني أَنَّهُ
درّس فقه الشافعي عَلَى أَبِي سَعِيد الْإصْطَخْرِي، وقيل عَلَى غيره،
ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل إنّه كان يحفظ دواوين جماعة،
فحدّثني حمزة بن محمد بن طاهر إنه كَانَ يحفظ ديوان السيد الحِمْيَري،
ولهذا نُسِب إلى التشيع. وحدثني الْأزهري قَالَ:
بلغني أن الدَّارَقُطْنيّ حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصّفّار،
فجلس ينسخ جزءًا، والصّفّار يُمْلي، فَقَالَ رَجُل: لا يصح سماعك وأنت
تنسخ، فَقَالَ الدار قطنى: فهمي للإملاء خِلاف فَهْمك [ثم قَالَ:] [1]
تحفظ كم أملى الشَّيْخ؟ قَالَ: لا. قَالَ: أملى ثمانية عشر حديثًا،
الحديث الْأول عَنْ فلان عَنْ
__________
[1] سقطت من الأصل، والإستدراك من تاريخ بغداد 12/ 36.
(27/102)
فلان عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، والحديث
الثاني عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، ثم مرّ فِي ذَلِكَ حتى أتى عَلَى
الْأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قَالَ.
وقَالَ رجاء بْن مُحَمَّد المعدّل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟
فَقَالَ: قَالَ اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ 53: 32 [1]
فألححت عَلَيْهِ، فَقَالَ: لم أر أحدًا جمع ما جمعت.
وقَالَ أَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد: قلت للحاكم ابن البيع: هَلْ
رَأَيْت مثل الدار قطنى؟ فَقَالَ: هُوَ لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟
رواها الخطيب فِي تاريخه عَنْ أَبِي الوليد الباجي، عَنْ أَبِي ذَرّ،
فهذا من رواية الكبار عَنِ الصغار.
وكان عَبْد الغني المصري إذا حكى عن الدار قطنى يَقُولُ: قَالَ أستاذي،
قَالَ الخطيب، سَمِعْتُ أَبَا الطّيّب الطبري يقول: الدار قطنى أمير
المؤمنين فِي الحديث.
وقَالَ الخطيب: قَالَ لي الأزهري: كان [2] الدار قطنى ذكيا، إذا نُوكِر
[3] شيئًا من العلم أي نوع كَانَ وُجِد عنده من نصيب وافر. ولقد
حَدّثَنِي مُحَمَّد بن طلحة النِّعَالي أَنَّهُ حضر مع الدار قطنى
دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدار قطنى يورد أخبار الْأكَلَة
ونوادرَهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
وقال الأزهري: رأيت الدار قطنى أجاب ابن أبى الفوارس عَنْ علّة حديث أو
اسم، ثم قَالَ: يا أَبَا الفتح لَيْسَ بين الشروق والغرب من يعرف هذا
غيري.
وقَالَ البَرْقَاني: كان الدار قطنى يُمْلي عَليّ العِلَل من حفظه، فمن
أراد أن يعرف قدر ذَلِكَ، فليطالع كتاب «العلل» قطنى، ليعرف كيف كَانَ
الحُفّاظ.
قَالَ أَبُو عَبْد الرحمن السّلمى: سمعت الدار قطنى يَقُولُ: ما فِي
الدُّنيا شيء أبغض إليّ من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا
ببغداد،
__________
[1] سورة النجم- الآية 32.
[2] في الأصل «قال» .
[3] في الأصل «ذكر» والتصحيح من تاريخ بغداد.
(27/103)
فَقَالَ قوم: عثمان افضل، وقَالَ قوم:
عَلِيّ أفضل. قال الدار قطنى: فتحاكموا إليّ، فأمسكت، وقلت الْأمساك
خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الَّذِي جاءني مستفتيا، وقلت: قل
لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وهذا قول أهل السُّنَّة، وأول عقْد يُحِلَّ من الرفض.
قَالَ الخطيب: فسألت البَرْقَاني: هَلْ كَانَ أَبُو الْحَسَن يُمْلِي
عليك العلل من حِفْظِه؟ قَالَ: نعم، وأنا الَّذِي جمعتها، وقرأها الناس
من نسختي. ثم قَالَ الخطيب: وحدثني العتيقي، قَالَ: حضرت
الدَّارَقُطْنيّ، وجاء أَبُو الْحُسَيْن البيضاوي يغرب ليسمع منه،
فامتنع واعتلّ ببعض العلل، وقَالَ: هذا رَجُل غريب، وسأله أن يملى عليه
أحاديث، فأملى عليه [1] أبو الْحُسَيْن من حفظه مجلسًا تزيد أحاديثه
عَلَى العشرة [2] متون جميعها: «نِعْم الشيء الهدية [3] أمام الحاجة» ،
فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئًا، فقربه وأملى عَلَيْهِ
من حفظه سبعة عشر حديثًا «إذا أتاكم كريم فأكرموه» [4] . وقَالَ
مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي: كَانَ قطنى مذهب فِي التدليس خَفِيّ،
يَقُولُ فيما لم يسمعه من أَبِي القاسم البَغَوي: حدَّثَكم فلان.
قلت: وأخذ الدار قطنى عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد سماعًا، وقرأ عَلَى
أَبِي بَكْر النَّقاش، وعَلِيّ بْن سَعِيد القزّاز، وأَحْمَد بْن
بَويان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الديباجي، وبرع فِي القراءات، وتصدّر
فِي آخر أيامه للإقراء.
__________
[1] في الأصل «عليه أحاديث» .
[2] في الأصل «العشرين» والتصويب من تاريخ بغداد.
[3] في الأصل «الحدية» .
[4] رواه ابن ماجة من حديث ابن عمر، ورواه البزّاز، وابن خزيمة،
والطبراني، وابن عدىّ، والبيهقي، عن جرير. ورواه البزّاز، عن أبى
هريرة. ورواه ابن عدىّ، عن معاذ وأبى قتادة.
ورواه الحاكم، عن جابر. ورواه الطبراني، عن ابن عباس، وعن عبد الله بن
حمزة، ورواه ابن عساكر عن أنس، وعدىّ بن حاتم. ورواه ابن عساكر عن أنس،
وعدىّ بن حاتم. ورواه الدولابي في «الكنى والأسماء» ، وابن عساكر عن
أبى راشد عبد الرحمن بن عبد. وهو حديث حسن. انظر: «الجامع الصغير»
للسيوطي، مع شرحه 1/ 241، 242، والمقاصد الحسنة.
(27/104)
وقد نقلت من خطه حديثًا، والجزء بوقف
الضّيائية [1] . ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة، وقد أَنْبَأَنَا
المسلّم بْن علان أنّ أَبَا اليُمن الكِنْدي آخرهم، أَنَا منصور
الشيباني، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، حَدّثَنِي أَبُو نصر عَلِيّ بْن
هبة اللَّه بْن ماكولا قَالَ: رَأَيْت فِي المنام فِي شهر رمضان كأني
أسأل عَنْ حال الدار قطنى فِي الآخرة ما آل إِلَيْهِ أمره؟ فقيل لي:
ذاك يُدعى فِي الجنة الْإمَام.
قلت: تُوُفِّي فِي ثامن ذي القعدة.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] الصبّاح العطّار البغدادي، يعرف
بابن المريض.
سَمِعَ أبا القاسم البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو
مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري.
قَالَ الخطيب: وكان صدوقًا. مات فِي رجب.
عَلِيّ بن مُحَمَّد بْن مُعَاذ المعدّل الملقابادى.
سَمِعَ أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون.
وعنه الحاكم.
عليّ بْن معروف البغدادي [3] . حَدَّثَ في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.
عَن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم.
وعنه: عَبْد العزيز الْأزجي، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني القاضي. تُوُفِّي
بمصر.
عُمَر بْن أحْمَد بْن عثمان [4] بْن أحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ
الشَّيْخ، أَبُو حفص بْن شاهين الحافظ الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.
__________
[1] في الأصل «الضبابية» . والضيائية: مدرسة بدمشق.
[2] تاريخ بغداد 12/ 93 رقم 6510.
[3] تاريخ بغداد 12/ 113، 114 رقم 6555.
[4] تاريخ بغداد 11/ 265، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 30/ 469، تهذيب
تاريخ دمشق
(27/105)
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي،
وأَبَا خبيب العبّاس بْن البِرْتي، وأَبَا القاسم البَغَوي، وشعيب بْن
مُحَمَّد الذرّاع، ومُحَمَّد بْن هارون بْن المجدّر، وأَبَا بَكْر بْن
أَبِي دَاوُد بْن صاعد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان
المالكي، ورحل فِي الكهولة فسمع بدمشق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن
أَبِي ثابت، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، وطائفة سواهم، ووُلِد
سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق رفيقه،
وهلال الحفّار، وأبو سعيد الماليني، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني،
وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وابنه عُبَيْد
اللَّه بْن عُمَر بْن شاهين، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، ومُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه المؤدب، ومُحَمَّد بن عَبْد الوهاب بْن الشاطر النقيب،
وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي، وآخرون.
قَالَ ابن ماكولا: ثقة مأمون سَمِعَ بالشام والعراق والبصرة وفارس،
وجمع الْأبواب والتراجم، وصنَّف كثيرًا.
وقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، قَالَ: أَنَا ابن شاهين:
صنّفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصّنفًا، أحدها «التفسير الكبير» ألف جزء،
وألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جُزْءًا، والزهد مائة جزء،
وأوّل ما حدّثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ القاضي أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي
قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا حفص بْن شاهين يَقُولُ: حسبت ما اشتريت بِهِ الحبر إلى
هذا
__________
[ () ] 4/ 357، العبر 3/ 29، 30، المنتظم 7/ 182، طبقات القراء لابن
الجزري 1/ 588، مرآة الجنان 2/ 426، تذكرة الحفاظ 3/ 987، دول الإسلام
1/ 234، البداية والنهاية 11/ 316، 317، لسان الميزان 4/ 283، طبقات
المفسرين 2/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 172، شذرات الذهب 3/ 117، كشف الظنون
1394 و 1426 و 1735 و 1920، فهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 62، 63،
معجم المؤلفين 7/ 273، تاريخ التراث العربيّ 1/ 343، موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 374 رقم 1142، الكامل في التاريخ 9/
115، غاية النهاية 1/ 588، طبقات الحفاظ 392، سير أعلام النبلاء 16/
431- 435 رقم 320، هدية العارفين 1/ 781، الرسالة المستطرفة 38.
(27/106)
الوقت، فكان سبعمائة درهم. قَالَ الداودي:
وكنّا نشتري الحِبْر كلّ أربعة أرطال بدرهم.
قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كلّه بل كَانَ يستنسخ، وقد حدّثني
شيخنا أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِلي قَالَ:
كَانَ عندنا تفسير ابن شاهين بواسط فِي نحو ثلاثين مُجلّدًا.
وقَالَ الْأزهري: كَانَ ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة
جُزْء.
وقَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأمونًا، قد
جمع وصنَّف ما لم يصنّفه أحد.
وقَالَ حمزة السَّهْمي: سَمِعْتُ الدار قطنى يَقُولُ: ابن شاهين يلحّ
عَلَى الخطأ، وهو ثقة.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي يَقُولُ: كَانَ
ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أَنَّهُ كَانَ لَحّانًا، وكان لا يعرف
من الفقه لا قليلا ولا كثيرًا، كَانَ إذا ذُكِر لَهُ مذاهب الفقهاء
كالشافعي وغيره يَقُولُ: أَنَا محمدي المذهب، ورأيته يومًا اجتمع مع
الدار قطنى فما نطق خوفًا من أن يخطئ بحضرة أَبِي الْحَسَن. وسمعته
يَقُولُ: أَنَا أكتب ولا أعارض. قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ذي
الحجّة.
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الجلاب، يروي عَنْ مُحَمَّد بْن الربيع
بْن سُلَيْمَان.
قتادة [1] بْن مُحَمَّد بْن قتادة النيسابُوري. سَمِعَ أَبَا حامد بْن
بلال وعَبْد اللَّه بْن الشرفي.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن حم، أبو الفضل النّيسابورى
الجلودي الواعظ.
__________
[1] في الأصل «وناد» .
[2] اللباب 1/ 288، الأنساب 3/ 282، 283.
(27/107)
سَمِعَ الكثير من: أَبِي بَكْر القطّان،
والأصم، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعدة.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد اللَّه بْن حامد بْن
مُوسَى بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن مسلمة بْن الخليفة
بْن عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو بَكْر بْن الْأزرق الْأموي
الْمَصْرِيّ.
صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عُبَيْد بالمهدية نحو
أربعة أعوام، ثم خلّصه اللَّه، وقدِم الْأندلس فِي سنة تسعٍ واربعين،
فأكرمه المستنصر، وأثبته فِي ديوان قريش.
وكان أديبًا حليمًا.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندراني، وخاله
أحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي، وابْن الصَّمُوت.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ جزءًا، وقَالَ لي: ولدت سنة تسع
عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة. وقد حدّثت من حفْظه بحديث
أخطأ فِيهِ.
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى [2] أَبُو بَكْر النيسابُوري
الكسائي الْأديب.
تخرّج بِهِ جماعة فِي العربية.
قَالَ الحاكم: ثم إنه عَلَى كِبَر السّنّ حدّث بصحيح مُسْلِم من كتاب
جديد بخطّه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان، فأنكرتُ عَلَيْهِ، فعاتبني،
فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتنى بالحديث على وجهه، فقال: قد كَانَ والدي
يُحْضِرُني مجلس ابن سُفْيَان بسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي
فَقَالَ لي أَبُو أحْمَد بْن عيسى: قد كنت أرى أباك يُقِيمك فِي المجلس
تسمع وأنت تنام لِصغَرِك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب
من كتابي فإنّك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحلّ لك، فقام
وشكاني.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 115- 118 رقم 1405.
[2] العبر 3/ 30، لسان الميزان 5/ 26، 27 رقم 101، الأنساب 10/ 422،
423، إنباه الرواة 3/ 64، سير أعلام النبلاء 16/ 465 رقم 339، ميزان
الاعتدال 3/ 450، شذرات الذهب 3/ 117.
(27/108)
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَسْعُود أحْمَد
بْن مُحَمَّد البَجَلي الرّازي «صحيح مُسْلِم» .
وتُوُفِّي ليلة النَّحر، ولم يرو عَنْهُ الحاكم شيئًا.
مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد
الهَرَوِي القرَّاب. تُوُفِّي في ذي القعدة.
محمد بن عبد الله بن مُحَمَّد [1] ، أَبُو العَبَّاس بْن سكرة الهاشمي
الأديب.
بغدادي من ذرّيّة أَبِي جَعْفَر المنصور.
كَانَ متّسع الباع إلى أنواع الْأبداع، فائق الشعر، لا سيما فِي
المُجُون والسّخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكَّرة
وابْن الحَجَّاج لَسَخِيٌ جدًا، وقد شُبِّها فِي وقتهما بجرير والفرزدق
فِي وقتهما، ويقال إنّ ديوان ابن سُكَّرة يُرْبي عَلَى خمسين ألف بيت.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ومن شعره:
فِي وجه إنسانَة كَلِفْتُ بها ... أربعة ما اجتمعن فِي أَحَدِ
الوجه بدر، والصّدغ غاليةٌ ... والرِّيقُ خمرٌ، والثَّغْرُ من بَرَدِ
وقَالَ أَبُو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سُكَّرة لنفسه، وكان طيّب
المزاح:
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 465، 466 رقم 3009 وفيه «محمد بن عبد الله بن سكرة
أبو الحسن الهاشمي من ولد على بن المهدي المعروف بابن رائطة» ، المنتظم
7/ 186 رقم 296، العبر 3/ 30، مرآة الجنان 2/ 427- 429، البداية
والنهاية 11/ 318، 319، الوافي بالوفيات 3/ 308- 312 رقم 1359، وفيات
الأعيان 4/ 410- 414 رقم 666، يتيمة الدهر 3/ 3- 25، النجوم الزاهرة 4/
173- 174، الهفوات النادرة 377، 378، شذرات الذهب 3/ 117، 118، تذكرة
الحفاظ 3/ 989، الكامل 9/ 115، سير أعلام النبلاء 16/ 522، رقم 383.
(27/109)
وقائل قال لي: لا بدّ من فرج ... فقلت
واغتظت كم لا بد من فرج؟ [1]
فَقَالَ لي [2] : بعد حين. قلت: وا عجبا ... من يَضْمَنُ العُمْرَ لي
يا بارد الحُجَج
وله:
غُصْنُ بانٍ وفي اليد منه ... غُصْنٌ فِيهِ لؤلؤ منظومُ
فتحيّرت بين غصنين فِي ذا ... قمرٌ طالعٌ وفي ذا نجومُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [3] بْنِ نصر [4] بن
ورقاء [5] ، أبو بكر الأودنى [6] وأودن قرية من قري بُخَارَى. قيّده
ابن السمعاني بضم الهمزة، وابْن ماكولا ومن تبعه على فتحها.
كَانَ إمام الشافعية فِي زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه.
وقَالَ الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم عَلَى
تقصيره، وأشدهم تواضعًا وإنابة.
قلت: رَوَى عَنِ الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وعَبْد المؤمن بْن
النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن صابر الْبُخَارِيّ.
رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو عَبْد اللَّه الحليمي، ومُحَمَّد بْن
أحْمَد بْن غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري، وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي
شهر ربيع الآخر.
ومن غرائب وجوهه أنّ الرِّبا حرام فِي كل شيء، فلا يجوز بيع مالٍ بجنسه
مُطْلَقًا. ومن شيوخه ببُخَارَى يعقوب بْن يوسف القاسمي.
__________
[1] ورد هذا البيت في اليتيمة:
وجاهل قال لي لا بد من فرج ... فقلت للغيظ لم لا بد من فرج
؟
[2] في اليتيمة 3/ 22 «من» .
[3] الأنساب 52 ب، وفيات الأعيان 4/ 209- 211 رقم 582، الإكمال 1/ 150،
الوافي بالوفيات 3/ 316 رقم 1365، العبر 3/ 31، طبقات الشافعية الكبرى
للسبكى 2/ 168، شذرات الذهب 3/ 118، 119، طبقات الشافعية لابن هداية
الله 101، طبقات العبادي 92، تهذيب اللغات والأسماء 2/ 191، اللباب 1/
92، معجم البلدان 1/ 277، مرآة الجنان 2/ 429، طبقات العبّادى 92،
تبيين كذب المفترى 198، سير أعلام النبلاء 16/ 465، 466 رقم 340، طبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 54، 55.
[4] هكذا في الأصل، وورد «نصير» . و «بصير» راجع المصادر.
[5] ويقال «ورقة» .
[6] وفي الأصل «الأردني وأردن» .
(27/110)
مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن
[1] ، أَبُو بَكْر الْإصبهاني.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن هارون الرُّويَاني، وعباس بْن الوليد بْن شجاع ابن
أخي أَبِي زُرْعَة الرازي.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن محمود الثقفي، وكان ثقة مأمونًا.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر. وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو نُعَيْم، ووصفه
بالعدالة، ولكن قَالَ: مات فِي ذي القعدة.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصَوَيْه، أَبُو الْحَسَن السَّرْخَسي جدّ
الحافظ إِسْحَاق بْن إِسْحَاق القرّاب.
تُوُفِّي فِي ذي الحجة.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن عثمان، أَبُو بَكْر البغدادي
الطّرازي نزيل نيسابُور. من كبار القرّاء والصُّلَحَاء.
قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وسمع أَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى
بْن صاعد، ودخل البصرة وإصبهان ثم نيسابُور، وكتب بها عَنْ مُحَمَّد
بْن الْحُسَيْن القطّان وغيره. وكان عارفًا بالعربيّة والحديث.
قَالَ الحاكم: خالف الْأئمّة فِي آخر عمره فِي أحاديث حدّث بها في ذي
الحجة.
روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي وغيرهم.
وقَالَ الخطيب: ذاهب الحديث.
مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن المُثَنَّى [3] الفقيه، أَبُو بكر البغدادي
الآبري الداوديّ الطاهري.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 303.
[2] تاريخ بغدادي 3/ 225- 227 رقم 1287، معرفة القراء الكبار 1/ 283
رقم 27، الأنساب 18/ 224، 225، اللباب 2/ 277، 278، ميزان الاعتدال 4/
28، سير أعلام النبلاء 16/ 466، 467 رقم 341، غاية النهاية 2/ 237،
لسان الميزان 5/ 363.
[3] تاريخ بغداد 3/ 346 رقم 1335.
(27/111)
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي
داود، وأَبَا سَعِيد العدوي.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني وقَالَ: كَانَ فقيهًا نبيلا عَلَى مذهب
داود. ولد سنة ثلاثمائة.
مظفر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن الْحُسَيْن بن برهان، أبو
الفتح المقرئ.
أقرأ القرآن بدمشق مدّة. وصنّف كتابًا فِي القراءات، وقرأ عَلَى أَبِي
القاسم عَلِيّ بْن العقب، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْأخرم، وصالح
بْن إدريس البغدادي، وحدّث عَنْ أحْمَد بن عبد الله بن نصر بن هلال،
وإبراهيم بْن المولد الزّاهد، وابْن حَذْلَم، وأَبِي على الحضائري،
وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فُطَيْس.
وعنه: تمّام الرَّازي، وَأَبُو سعد المَالِيني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن
الرَّبعي وجماعة.
والصواب بُرْهان، بالضّمّ.
هاشم بْن الحَجَّاج [2] ، أَبُو الوليد البَطَلُيوسِي.
سَمِعَ: مُحَمَّد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحج، فسمع من
أبي سعيد بن الأعرابي، وأَبِي حامد البغدادي، وأَبِي يحيى مُحَمَّد بْن
عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرئ، وأَبِي مُحَمَّد بْن أسد بْن عَبْد
الرَّحْمَن الكازروني، وخلق بمَكّة، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم
السّرّاج، والفضل بْن عُبَيْد اللَّه بالقدس، وعلي بْن الْعَبَّاس
الغَزِّي بغَزَّة، والحسن بْن مليح، وأَحْمَد بْن بَهْزَاد بمصر،
واستقر ببطليوس [3] ، ثم سعى بن إلى السلطان فامتحن، وأُسْكِن
قُرْطُبَة، فقرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وكان لا بأس بِهِ فِي ضَبْطه.
تُوُفِّي فِي شوال. قاله ابن الفَرَضِيّ.
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 283 رقم 28، غاية النهاية 2/ 300، 601 رقم
3697.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 172- 174 رقم 1541 وفيه «هاشم بن يحيى بن
حجاج» .
[3] بطليوس: بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة وسين مهملة. مدينة كبيرة
بالأندلس من أعمال ماردة على نهرة آنه غربي قرطبة. (معجم البلدان 1/
447) .
(27/112)
يوسف بْن الشَّيْخ أَبِي سَعِيد [1]
الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السِّيرَافِي النَّحْوِيّ، أَبُو مُحَمَّد.
كَانَ إخباريا، لغويّا، علّامة، عارفًا بالعربيّة معرفة جيّدة، تصدر
فِي مجلس أَبِيهِ بعد موته، وقد كَانَ يفيد لَهُ في حياته، وكَمَّل بعض
تصانيف أَبِيهِ، وشرح أبيات سِيَبَويْه، فجاء نهاية فِي بابه، وشرح
«إصلاح المنطق» فأجاد، وله فِي اللُّغة مصنفات.
تُوُفِّي فِي ثالثة من ربيع الآخر. وعمره خمسٌ وخمسون سنة.
يوسف بْن عُمَر بْن مسرور [2] ، أَبُو الفتح القوّاس الزّاهد. بغداديّ
محدّث مشهور.
وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد،
وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلّس، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي،
وخلقًا كثيرًا، ذكر فِي تراجمهم أنَّه رَوَى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي،
وعَبْد العزيز الْأزجي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وآخر من رَوَى عَنْهُ
أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة زاهدًا صادقًا، ولد سنة ثلاثمائة، وأوّل سماعه
سنة ستّ عشرة. سَمِعْتُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار يَقُولُ: ما أتيت
يوسف القوَّاس إلا وجدته يُصلّي، وسمعت أَبَا بَكْر البرقاني والأزهري
ذكرا القوّاس فقالا: كَانَ من الْأبدال، زاد الْأزهري: وكان مُجَاب
الدعوة.
__________
[1] المنتظم 7/ 187 رقم 299، بغية الوعاة 2/ 355 رقم 2174، إنباه
الرواة 4/ 61- 63، الجواهر المضية 3/ 226، مرآة الجنان 2/ 429، معجم
الأدباء 20/ 60، وفيات الأعيان 7/ 72- 74 رقم 838، البداية والنهاية
11/ 319، وفيات الأعيان 9/ 298، المختصر في أخبار البشر 2/ 130، تاج
التراجم 61، كشف الظنون 108 و 1209، هدية العارفين 2/ 549.
[2] تاريخ بغداد 14/ 325- 327 رقم 7650، المنتظم 7/ 187، رقم 298،
البداية والنهاية 11/ 319، العبر 3/ 31، شذرات الذهب 3/ 119، تذكرة
الحفاظ 3/ 989، الكامل في التاريخ 9/ 115، طبقات الحنابلة 2/ 142- 143
رقم 621، سير أعلام النبلاء 16/ 474، 476 رقم 351، الأنساب 10/ 257،
258.
(27/113)
وقال أبو ذرّ الهروي: سمعت الدار قطنى
يَقُولُ: كُنَّا نَتَبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ.
وقَالَ تمّام بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وغيره: سمعنا القوّاس أَنَّهُ
وجد فِي كتبه جزءًا فِي «فضائل معاوية» قد قَرَضَتْه الفارة، فدعا [1]
عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عَنْ أَبِي ذَرّ
الهَرَوِي أَنَّهُ كَانَ حاضرًا لما ماتت.
قَالَ العتيقي: مات فِي ربيع الآخر. كَانَ ثقة مستجاب الدعوة، ما
رَأَيْت فِي معناه مثله.
أَنْبَأَنَا ابن علان، أَنَا الكِنْدِي، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب،
حَدّثَنِي عَبْد الغفار الْأموي، حَدّثَنِي أَبُو الحسن بْن حُمَيْد،
سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ الهَرَوِي يَقُولُ:
كنت عند أبي ذَرّ القوّاس، فأخرج جُزْءًا فِيهِ قَرْضُ الفارة، فدعا
اللَّه عَلَى الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب
حتى ماتت.
وذكر أَبُو الفتح أنّه كان يكتب من لفظ المستملي، بل من لفظ الشَّيْخ،
فذكر أن رجلا قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي المنام يَقُولُ لي: من أراد السّماع كأنه يسمعه منّي
فلْيَسمعه كسماع [أَبِي] [2] الفتح القوّاس.
__________
[1] في الأصل «فدعى» .
[2] إضافة على الأصل.
(27/114)
[وفيات] سنة ست
وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم [1] بْن مُحَمَّد بْن يحيى،
أَبُو حامد المزكّي النيسابُوري.
قَالَ الحاكم: لَهُ إجازة من أَبِي الْعَبَّاس الدَّغُولي بخطّ يده،
وسمع من مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطان، وبمكة من ابن الْأعْرابي،
وببغداد من البختريّ والصّفّار وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُوهُ، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المظفَّر
الحافظ، أملى ببغداد ونيسابُور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرّجْت
لَهُ فوائد. وتُوُفِّي فِي شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة،
وصحبته ببغداد، وبطريق مكّة، وعندي أنّ الملائكة لم تكتب عَلَيْهِ
خطيئة، وصام الدهر نيّفًا وعشرين سنة، وكان عابدًا.
قلت: وهو أحد الْأخوة. حدّث بهَمَذَان، فروى عَنْهُ من أهلها جَعْفَر
الْأبهري، وَأَبُو بَكْر الزِّنْجاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
سَعْدَوَيْه، وآخرون، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي،
وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
أحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن الْحُسَيْن بْن سُفْيَان بْن يوسف، أَبُو
عَلِيّ البغدادي القاضي نزيل مصر.
حدّث وتوفّى في المحرّم.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 20 رقم 1615، المنتظم 7/ 188 رقم 300، البداية
والنهاية 11/ 319، الكامل في التاريخ 9/ 128، سير أعلام النبلاء 16/
496، 497 رقم 366.
(27/115)
أحمد بن عبد الله بن نعيم [1] بن الجليل،
أَبُو حامد النُّعَيْمي.
رَوَى «صحيح الْبُخَارِيّ» .
سَمِعَ أبا عبد الله الفربري، [و] أبا العباس محمد بن عبد الرحمن
الدغولي، والْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب، وإبراهيم بْن حمدويه
السّلمى، وأبا [2] أحمد بن إِسْحَاق السَّرْخَسي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القرّاب، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس،
وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو حازم العَبْدَوي، وَأَبُو منصور
الكرابيسي، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليجي شيخ محيي
السُّنَّة البَغَوي وغيرهم.
وهو سرخسىّ نزل هراة واستوطنها، وتوفّى في ربيع الأول.
أحمد بن علي بن مُحَمَّد [3] ، أَبُو عَلِيّ المدائني المعروف بالحاكم،
أحد الْأدباء المذكورين.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن دُرَيْد وجماعة، وصحب عضد الدولة بْن بُوَيْه،
وكان راوية للشعر.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن المحسّن التنوخي، وهلال بْن المحسّن الصّابي،
وذكر أنّه كَانَ يحفظ ثلاثين ألف بيت شِعْر.
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن [4] بْن حسنون، أَبُو أحْمَد السامري
البغدادي.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعلان [5] . رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن
الْأنباري.
وعنه: ابن المحسّن التنوخي.
__________
[1] العبر 3/ 31، 32، النجوم الزاهرة 4/ 175، شذرات الذهب 3/ 119،
الوافي بالوفيات 7/ 111 رقم 3033.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] النجوم الزاهرة 4/ 174 وفيه «أحمد بن على بن أحمد» ، نشوار
المحاضرة 4/ 84 رقم 42، الفرج بعد الشدّة 4/ 25 و 5/ 86.
[4] تاريخ بغداد 9/ 442 رقم 5067 وقد أقحمت هذه الترجمة هنا وحقّها أن
تأتى في حرف العين.
[5] في الأصل «جعدان» والتصحيح من (نشوار المحاضرة 2/ 312) .
(27/116)
أحْمَد بْن مُوسَى بْن أحْمَد بْن [1]
خصيب، أَبُو بَكْر الْأندلسي المعروف بابن الْإمَام.
ولي القضاء ببعض مدن الْأندلس، وسمع من عُمَر بْن يُوسف ومُحَمَّد بْن
شبل، وعاش ستين سنة.
أحْمَد بْن أَبِي اللَّيْث نصر [2] بْن مُحَمَّد النَّصِيبي
الْمَصْرِيّ الحافظ. قدم نيسابُور.
قَالَ الحاكم هو باقعة في الحفظ، شبّهت مذاكرته بالحفظ بالسِّحْر، وكان
يتقشّف، وجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل عَلَى الْأدب
والشعر، ودخل فِي الْأعمال السلطانية، ثم اجتمعت بِهِ هناك، وحِفْظُه
كما كَانَ، فكنت أتعجب منه.
سَمِعَ: أحْمَد بْن عَبْد الرحيم القَيْسَراني، وأَبَا هاشم الكتّاني
بالشام وأَبَا عَبْد اللَّه الحكيمي، وأَبَا عَلِيّ الصّفّار ببغداد
[3] ، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأصحاب يونس بْن عَبْد
الْأعلى بمصر.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وجماعة.
جُنْدُب بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] بْن عَبْد المؤمن بْن
خَالِد، أَبُو ذَرّ المهلّبي الْأزْدِيّ الْجُرْجاني.
رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاق البحري، ومُحَمَّد بن الحسين بن ماهيار،
ودعلج السجزى، وجماعة. وكان فقيهًا خيِّرًا.
قَالَ ابْن ماكولا: مات فِي رجب سنة ستٍ.
حمد بْن مُحَمَّد بْن حمدون النيسابُوري، أَبُو منصور الْجَوْزَجَاني.
الفقيه.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 56 رقم 188.
[2] تهذيب ابن عساكر 2/ 103، الوافي بالوفيات 8/ 213 رقم 3648، تذكرة
الحفاظ 3/ 1015، 1016 رقم 947، شذرات الذهب 3/ 122، حسن المحاضرة 1/
148، سير أعلام النبلاء 16/ 56، 562 رقم 413، طبقات الحفاظ 402.
[3] تكرّر بعدها: «أبا على الصفّار» .
[4] تاريخ جرجان 182 رقم 242.
(27/117)
تفقه ببَلْخ عند أَبِي القاسم الصّفّار،
وحدّث عَنْ أَبِي العبّاس الدّغُولي وطبقته، وعمر نَيِّفًا وتسعين سنة.
الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق [1] ، أَبُو مُحَمَّد. أحد علماء
الديار المصرية، وصاحب التصانيف والتواريخ.
مولده فِي حدود سنة ستٍ وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أَبُو جَعْفَر
الطَّحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرِّخْه ابن عساكر.
سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مسلمة [2] بْن مُحَمَّد بْن تيري [3] ، أَبُو
بَكْر القُرْطُبي.
سَمِعَ من عمه خطاب بْن مَسْلَمة، وقاسم بْن أصبع.
وولّي قضاء قرمونة.
وتُوُفِّي وصلّى عَلَيْهِ أخوه مَسْلَمة الزّاهد.
عَبَّاس بْن أصبغ بْن عبد العزيز [4] الهمذانيّ الحجّارى، أَبُو [5]
بَكْر القُرْطُبي، ولم يكن من أهل وادي الحجارة فيما قِيلَ.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد
أَبِيهِ الزّاهد، وسعيد بْن جَابِر، وعباس بْن مُحَمَّد. وكان ضابطًا
لما كتب.
قرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان
وثمانون سنة.
__________
[1] اتعاظ الحنفا 1/ 102، معجم الأدباء 7/ 225، البداية والنهاية 11/
321، وفيات الأعيان 1/ 91، 92 رقم 167، تاريخ ابن الوردي 1/ 351، لسان
الميزان 2/ 191 رقم 870، الوافي بالوفيات 11/ 370 رقم 537، حسن
المحاضرة 1/ 265، الأعلام 2/ 191، معجم المؤلفين 3/ 194، تاريخ الأدب
العربيّ البروكلمان 3/ 83، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، أعيان
الشيعة 20/ 431- 435، كشف الظنون 28 و 301 و 304، بدائع الزهور ج 1 ق
1/ 198 وفيه مات سنة 389 هـ.، سير أعلام النبلاء 16/ 462، 463، رقم
335، أعيان الشيعة العاملي. 20/ 431- 435.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 173، 174 رقم 524.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ علماء الأندلس «تبرى» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 298 رقم 885.
[5] في الأصل تكرار وتصحيف: «الحجازي من أهل وادي الحجارة وأبو بكر» .
(27/118)
صالح بن جَعْفَر [1] ، أَبُو الفرج الرازي.
حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري.
وعنه: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة.
أحاديثه تدل عَلَى صِدقه.
عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مالك [2] ، أَبُو مُحَمَّد البغدادي
البيّع.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن داود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيدا أخا
زُبَير الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو طَالِب النيسابُوري، وَأَبُو حازم
مُحَمَّد بْن الفرّاء.
وثّقه ابن أبى الفوارس.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون [3] ، أَبُو أحْمَد السامري
البغدادي المقرئ، مُسْنَد ديار مصر بالقراءات.
ذكر أَنَّهُ قرأ لحفص عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني صاحب عُبَيْد بْن
الصباح، وقرأ للسوسي عَلَى أصحابه أَبِي الْحَسَن بْن الرَّقّي، وأَبِي
عثمان النَّحْوِيّ، وأَبِي عمران مُوسَى بْن جرير النَّحْوِيّ، وقرأ
لقالون عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنبوذ، وقرأ للدورى وغيره على أبى بكر
بْن مُجاهد، وكذا قرأ عَلَى ابن شنبوذ بطُرُق متعددة.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخُزَاعي، وَأَبُو
الفتح فارس بْن
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 332 رقم 4873.
[2] تاريخ بغداد 9/ 394 رقم 4994، المنتظم 7/ 188 رقم 301.
[3] تاريخ بغداد 9/ 442 رقم 5067، العبر 3/ 32، 33، معرفة القراء 1/
264، 267، ميزان الاعتدال 2/ 408، 409، رقم 4670، الوافي بالوفيات 17/
145 رقم 129، طبقات القراء 1/ 415- 417 رقم 1761، لسان الميزان 3/ 273،
274 رقم 1155، شذرات الذهب 3/ 119، 120، النجوم الزاهرة 4/ 175،
الأعلام 4/ 208، تاريخ التراث العربيّ 1/ 77 رقم 28، الإكمال 2/ 376،
غاية النهاية 1/ 415- 417، النشر في القراءات العشر 1/ 122، سير أعلام
النبلاء 16/ 515 رقم 379، حسن المحاضرة 1/ 489.
(27/119)
أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر
بن الذّرب باللّاذقية، وَأَبُو الْحُسَيْن القَيْسي الخشّاب، وَأَبُو
القاسم عَبْد الجبار بْن أحْمَد الطَّرَسُوسِي ثم الْمَصْرِيّ، قرأ
عَلَيْهِ بمذاهب السبعة، ورواياته عَنْهُ فِي كتاب «العنوان» وآخر من
قرأ عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس
شيخ ابن الفحّام.
وقد وقع لنا بحمد اللَّه من طريقه رواية حفص السوسي بُعُلّو، من قراءتي
عَلَى أصحاب الصَّفْراوي عَنْهُ.
إلا أنّ السَّامريّ قد تكلّم فيه بعضهم، فقال محمد بن عَلِيّ الصُّوري:
قَالَ أَبُو القاسم العُنّابي [1] البزّاز: كنّا يومًا عند أَبِي
أحْمَد المقرئ فحدّثنا عَنْ أَبِي العلاء مُحَمَّد بْن أحْمَد الوكيعي،
فاجتمعت بأبي مُحَمَّد عَبْد الغني بْن سَعِيد، فذكرت ذَلِكَ لَهُ،
فاستعظمه، وقَالَ: سَلْه مَتَى سمع منه؟ فرجعت إليه، فقال: سمعت منه
بمكّة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغنىّ فأخبرته، فَقَالَ:
أَبُو العلاء مات عندنا فِي أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة،
وَأَبُو أحْمَد قاعد يُقرئ، فقلت لَهُ: لا أسلّم عَلَى من يكذب فِي
حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ صاحب «العنوان» [2] إنه قرأ لأبي الحارث اللَّيْث عَنِ الكسائي،
عَلَى عبد الجبار الطّرسوسى، عن قراءته عَلَى أَبِي أحْمَد السامريّ،
وتلا أَبُو أحْمَد برواية المذكور عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى الكسائي
الصغير، عن قراءته عَلَى اللَّيْث.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه القصّاع: كذا نقل الجماعة عَنْ أَبِي أحْمَد
أَنَّهُ قرأ عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى، وهو وَهْمٌ، لأنّه تُوُفِّي سنة
ثمانين ومائتين، وولد أَبُو أحْمَد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.
__________
[1] في الأصل «العنانى» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[2] هو لأبى طاهر إسماعيل بن خلف المقرئ الأنصاري الأندلسى المتوفى
455، وهو كتاب في القراءات وعمدة الناس في الاشتغال بهذا الفن. (وفيات
الأعيان 1/ 233) .
(27/120)
وقَالَ الخطيب: قَالَ الصُّوري: وقد ذكر
أَبُو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكِسَائي، فكان الْأمر من ذَلِكَ
بعيدًا.
قلت: وهذا وَهْم، وقع لأبي أحْمَد رجع عَنْهُ، وأنمّا يروي هذه القراءة
عَنْ مجاهد تلاوة عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى سماعًا لحروفها، وكذا رَوَاهُ
لأبي عمرو الداني فِي «جامع البيان» ، فَقَالَ: قرأت بها عَلَى شيخنا
أَبِي الفتح، وقَالَ:
قرأت عَلَى عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، قال: قرأت على ابن مجاهد،
قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى الكِسَائي، عَنِ اللَّيْث بْن خَالِد،
عَنِ الكِسَائي.
قلت: وَأَبُو الفتح من أثبت القُرّاء وأتقنهم، وأما أَبُو القاسم
الْجَدَلي، وابْن الفحّام، وغيرهما ممّن عنده طرق أَبِي أحْمَد، فلم
يذكروا قراءة أَبِي أَحْمَد عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى أصلا، وقد رواها،
أعني رواية مُحَمَّد [1] بْن يحيى أَبُو الْحَسَن بْن شنبوذ، وقد سقط
اسمه عَلَى صاحب العنوان، واللَّه أعلم. وأنا أستغرب [2] قراءة أَبِي
أحْمَد عَلَى أحْمَد بْن سهل الأشناني فإنّه توفّى سنة سبع وثلاثمائة،
ومولد أَبِي أحْمَد سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، فيكون قد قرأ عَلَيْهِ
وهو ابن اثنتي عشرة سنة إنْ كَانَ قد قرأ عَلَيْهِ.
تُوُفِّي ليلة السبت لثمانٍ بقين من المحرم.
وذكر يحيى بْن الطحّان أن أَبَا أحْمَد رَوَى عَنْ أَبِي العلاء الكوفي
وعَبْد اللَّه بْن المعتزّ، وعَوْن بْن أَبِي المزرّع.
قلت: ولم يدرك ابن المعتز، فسألت اللَّه السلامة، فقد بان ضعف أبى أحمد
وتخليطه فيا حينه.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الخصيب [3] بْن رسته، أَبُو عَلِيّ
الضبيّ الْإصبهاني.
سَمِعَ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الداركي، وأَبَا عمرو ابن عقبة، وإبراهيم
بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
__________
[1] في الأصل تكررت «رواية محمد» .
[2] في الأصل «المستقرب» .
[3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 123.
(27/121)
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وَأَبُو
نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ
الكِسَائي.
عَبْد الكبير بْن مُحَمَّد بْن عفير [1] ، أَبُو مُحَمَّد الحكمي
الْأندلسي المقرئ.
سَمِعَ من أَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي،
وقاسم بْن أصبغ، والمظفر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ، وقرأ عَلَى مُحَمَّد
بْن عَبْد اللَّه بْن أشته ومُحَمَّد بْن عَلِيّ.
وأقرأ الناس بقُرْطُبَة مدَّةً، وتُوُفِّي فِي صفر.
عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد [2] ، أَبُو مُحَمَّد فقيه القَيْروَان.
تُوُفِّي سنة ستٍ وثمانين، وقيل سنة تسعٍ، وقد ذُكِر هنالك.
عُبَيْد اللَّه بْن فرج بْن مروان [3] القُرْطُبي النَّحْوِيّ ويعرف
بالطوطالقى.
أخذ عن أبى على القالي وأبى عبد الله الرّياحى، وطائفة، وبرع في اللغة.
وبرع في النحو والآداب، وقد اختصر كتاب «المدونة» ، وأجاد.
توفي في عشر السبعين.
عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق [4] بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد
الإصبهاني.
سمع من جده إسحاق «مسند أحمد بن منيع» وسمع من الْحَسَن بْن عثمان
الفَسَوي: كُتُبَ يعقوب بْن سُفْيَان، وسمع من أحْمَد بْن جَعْفَر بْن
محمويه البغدادي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 295 رقم 876.
[2] ستأتي ترجمته في وفيات سنة 396 هـ.
[3] إنباه الرواة 3/ 153.
[4] ذكر أخبار أصبهان 2/ 106، العبر 3/ 33، النجوم الزاهرة 4/ 175،
شذرات الذهب 3/ 120، سير أعلام النبلاء 16/ 535 رقم 391.
(27/122)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر أحْمَد بْن
مُوسَى بن مردويه، [و] أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيْم
الحافظ، وعَلِيّ بْن القاسم بْن إِبْرَاهِيم بْن شنبويه المقرئ،
وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكِسَائي، وعثمان بْن أحْمَد
بْن سَعِيد الخلال، وعَبْد الواحد بْن أحْمَد المعلّم.
قَالَ ابن مَرْدَوَيْه: تُوُفّي فِي شَعْبان.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن مهران الْإصبهاني.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن سَعِيد الفارسي، عَنْ زيد بْن
أخرم.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم.
عَلِيّ بْن القاضي أبي عبد الله [2] الحسين بن إسماعيل الضبيّ
المحامليّ، أَبُو القاسم البغدادي.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَندي، وابْن زياد
النيسابوري.
وعنه: ابن أخيه أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وَأَبُو القاسم الْأزهري،
وتُوُفِّي فِي شعبان.
وثّقه الخطيب.
عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد [3] بْن الحسن بن شاذان، أبو الحسين
الحِمْيَري البغدادي الحربي يعرف بالسكري وبالختلي، وبالصيرفي،
وبالكيّال.
سَمِعَ: أحْمَد الصوفي، وعَلِيّ بْن سراج، وعبّاد بن على السيرينى،
ويحيى بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، والهَيْثَم بْن خلَف، وأَبَا حبيب بْن
البرْتي، وعَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، وعيسى بْن سُلَيْمَان،
والحسن بْن الطيب البلْخي، وعَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وجماعة.
تفرّد بالرواية عن جماعة منهم.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 23.
[2] تاريخ بغداد 11/ 400 رقم 6280.
[3] تاريخ بغداد 12/ 40، 46 رقم 6405، المنتظم 7/ 188، 189 رقم 302،
العبر 3/ 33، شذرات الذهب 3/ 120، الكامل في التاريخ 9/ 128، ميزان
الاعتدال 2/ 234، لسان الميزان 4/ 246، تاريخ التراث العربيّ 1/ 345
رقم 252، الأنساب 7/ 96، سير أعلام النبلاء 16/ 538، 539، النجوم
الزاهرة 4/ 175.
(27/123)
روى: عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد
الْخَلالُ، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَأَبُو
الْقَاسِمِ التَّنُّوخِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، وَأَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ الدّجاجى، [و] عبد الصَّمَدِ بْنُ المَأْمُونِ، وَأَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهْتَدِي باللَّه وَهُوَ آخِرُهُمْ،
وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأبْرَقُوهِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ
أَبِي الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا
مُحَمَّدُ بن عمر الأرموي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ،
أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زُبَيْرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
عُتَيْقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أَمَرَ بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ [1] وَنَهَى عَنْ بَيْعِ
السِّنِينَ [2] . قَالَ التنوخي: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: وُلِدت سنة
ستٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعي سنة ثلاث وثلاثمائة من الصوفي.
قَالَ الخطيب: قَالَ البَرْقَاني، عَنِ الحربي: لا يساوي شيئًا، فسألت
الْأزهري عَنْهُ فَقَالَ: صدوق، وكان سماعه فِي كتب أخيه، لكنّ بعض
المحدّثين قرأ عليه منها شيئا، لم يكن سماعه، وأما الشَّيْخ فكان فِي
نفسه ثقة.
وقَالَ الْأزجي: كَانَ صحيح السَّماع.
وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة ذهب بصره فِي آخر عمره، وتُوُفِّيَ فِي
شوال.
عليّ بْن مُحَمَّد بن أحمد [3] اليزداذى [4] الرازيّ نزيل ما وراء
النهر.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النّيسابورى، وابني المحاملي: القاسم
والحسين، وغيرهم.
__________
[1] في الأصل «الجرائح» وهو تصحيف.
[2] أخرجه مسلم رقم 1554 في المساقاة، باب وضع الجوائح، وأبو داود رقم
3374 و 3470 في الإجارة، باب وضع الجائحة، وباب بيع السنين، والنسائي
7/ 264 و 265 في البيوع، باب وضع الجوائح.
[3] اللباب 3/ 411.
[4] اليزداذى: بفتح الياء وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وبعد الألف
ذال معجمة. نسبة إلى يزداذ، وهو جدّ المنتسب إليه. (اللباب 3/ 410) .
(27/124)
يعرف بالخازن، وُلّى القضاء بمدائن عدّة.
غزوان بْن القاسم بْن عَلِيّ [1] ، أَبُو عمرو المازني البغدادي ثم
الْمَصْرِيّ.
رَوَى عَنِ الْحَسَن بْن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ.
عُمُّر ستًا وتسعين سنة.
وقَالَ الداني: قرأ عَلَى ابن مجاهد، وكان مساهرًا ضابطًا.
تلا عَلَيْهِ إِسْمَاعِيل بْن عمرو الحدّاد.
المثّنى بْن مُحَمَّد بْن المثنّى [2] ، أَبُو الهيثم الْأزْدِيّ [3]
المَرْوَزِي.
حدّث عَنْ أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المكندرى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن
مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه.
رَوَى عنه: جعفر المستغفري، وأبو العلاء الواسطي، وعلى بْن طلحة.
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السوسي [4] شيخ الصوفية بدمشق.
رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بن شعيب، وأبى عبد الله الرّوذباريّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الترجمان.
مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد الفقيه، أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي
الوليد النيسابُوري الشافعي.
أفتى ودرّس زمن أَبِيهِ، وروى عَنِ ابن الشرفي، وابْن عَبْدان.
وعنه: الحاكم وجماعة. مات فِي شوال، وله أربعٌ وثمانون سنة.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [5] الْأسْتَرابَاذي، وقيل إنه
جرجانى، الفقيه
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 267، 268.
[2] تاريخ بغداد 13/ 174 رقم 7151.
[3] في الأصل «الأردني» .
[4] النجوم الزاهرة 4/ 175.
[5] تاريخ جرجان 437 رقم 1145، العبر 3/ 33، وفيات الأعيان 4/ 203 رقم
577، الوافي بالوفيات 2/ 338، 339 رقم 792، طبقات الشافعية الكبرى 2/
143، النجوم الزاهرة 4/ 175، شذرات الذهب 3/ 120، مرآة الجنان 2/ 431،
طبقات العبّادى 111، طبقات الفقهاء للشيرازى 121، الأنساب 5/ 47،
اللباب 1/ 422، طبقات الشافعية للإسنويّ
(27/125)
الشافعي المعروف بالخَتَن. كَانَ خَتَن
الْإمَام أَبِي بكر الإسماعيلي.
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إمامًا فاضلا ورِعًا مشهورًا، وله
وجوه حسنة فِي المذهب، وكان مُقدَّمًا فِي الْأدب، ومعاني القراءات
والقرآن، مُنَاظِرًا، سَمِعَ الحديث من أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن
عدِيّ وجماعة بجُرْجَان، ومن عَبْد اللَّه بْن فارس ونحوه بإصبهان، ومن
أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأكْثَرَ عن الأصمّ، وشرح
«التلخيص» لأبي الْعَبَّاس بْن القاصّ.
وخلّف من الْأولاد أَبَا بشر الفَضْل، وأَبَا النَّضْر عُبَيْد اللَّه،
وأَبَا عمرو عَبْد الرَّحْمَن، وأَبَا الْحَسَن عَبْد الواسع.
تُوُفِّي بجُرْجَان يوم عرفة، ودُفِن يوم الْأضحي.
مُحَمَّد بْن خراسان، أَبُو [1] عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ.
قرأ القرآن عَلَى المظَّفر بْن أحْمَد، وسمع من أَبِي جَعْفَر
النّحّاس، وبرع فِي العربية، وسكن صقلّية.
وحمل عَنْهُ جماعة، وعُمِّر ستًا وتسعين سنة.
مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن يزيد الفامي القِزْوِيني، أَبُو
سُلَيْمَان.
سَمِعَ من أبيع، ومُحَمَّد بْن جمعة بْن زهير، والعباس بْن الفضْل بْن
شاذان الرّازي، وغيرهم.
وعاش تسعين سنة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المؤمن [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه
القُرْطُبي المعلّم، ابن بِنْت أصبغ بْن مالك، كَانَ عنده أصول جدّه
أصبغ، ويذكر أَنَّهُ سمعها، ويدّعي أَنَّهُ أدرك مُحَمَّد بْن وضّاح،
وكان شيخًا تائهًا لا معرفة له.
__________
[ () ] 1/ 465، 466، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 117، 118، طبقات
الشافعية لابن هداية الله 104، 105، سير أعلام النبلاء 16/ 563، 564
رقم 415.
[1] في الأصل «أبى» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 99 رقم 1373.
(27/126)
كتب عنه قوم حدّثهم عن جدّه، ولو أرادوه
عَلَى أن يحدّثهم عَنْ نوح عَلَيْهِ السلام لفعل.
تُوُفِّي فِي المحرم، وقيل إنه، جاوز المائة، فاللَّه أعلم.
مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسْفي. شيخ مُسِنّ.
رَوَى عَنْ محمود بْن عنبر تسعين حديثًا، وهو أخر أصحابه.
رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عطيه [1] ، أَبُو طَالِب الحارثي المكّي.
مصنّف كتاب «قوت القلوب» .
كَانَ من أهل الجبل، ونشأ بمكّة وتزهّد، وله لسان حلو فِي التصوف.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن أحْمَد المصِّيصي، وأَحْمَد بْن يوسف بْن جلاد
النَّصِيبي، وأَحْمَد بْن الضَّحّاك الزّاهد، وأَبِي بَكْر الْأجُرّي،
ومُحَمَّد بْن عَبْد الحميد الصَّنْعاني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد المفيد،
وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزجي.
قَالَ الخطيب: حدّثني العتيقي، والأزهري أَنَّهُ كَانَ مجتهدًا فِي
العبادة، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، وقَالَ لي أَبُو طاهر مُحَمَّد
بْن عَلِيّ العلاف إنه وعظ ببغداد، وخلّط فِي كلامه، وحُفظ عَنْهُ
أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى المخلوقين أضرّ من الخالق، فبدعه الناس
وهجروه. وقَالَ غيره: إنّ أَبَا طَالِب كَانَ يستعمل الرياضة كثيرًا،
ولقي مشايخ وسَادَة، ودخل البصرة بعد وفاة أَبِي الْحَسَن بْن سالم،
فانتهى إلى مقالته.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 89 رقم 1079، المنتظم 7/ 189، 190 رقم 303، مرآة
الجنان 2/ 230، البداية والنهاية 11/ 319، 320، الكامل في التاريخ 9/
128، العبر 3/ 33، 34، النجوم الزاهرة 4/ 175، عيون التواريخ (المصور)
12 ق 2/ 243، الوافي بالوفيات 4/ 116، الأنساب 1/ 541، وفيات الأعيان
4/ 303 رقم 630، دول الإسلام 1/ 234، لسان الميزان 5/ 301- 303، ميزان
الاعتدال 3/ 107 شذرات الذهب 3/ 120، 121، المختصر في أخبار البشر 2/
138، كشف الظنون 1361 و 2013، هدية العارفين 2/ 55، معجم المؤلفين 11/
27، 28، تاريخ ابن الوردي 1/ 313، سير أعلام النبلاء 16/ 536، 537.
رقم 393، الوفيات لابن قنفذ 222، العقد الثمين 2/ 158- 159.
(27/127)
قَالَ أَبُو القاسم بْن بشران: دخلت عَلَى
شيخنا أَبِي طَالِب الْمَكِّيّ فَقَالَ:
إذا علمت أَنَّهُ قد خُتم لي بخير فانثُرْ عَلَى جنازتي سكَّرًا
ولوزًا، وقل: هذا حاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت عَلَى
يدك فاعلم أَنَّهُ قد خُتم لي بخير، وإن لم أقبض فاعلم أَنَّهُ لم
يُختَم بخير، فقعدت عنده، فلما كَانَ عند موته قبض عَلَى يدي قبضًا
شديدًا، فلما خرجت جنازته نثرت عَلَيْهِ سُكَّرًا ولَوْزًا، وقلت: هذا
الحاذق كما أمرني.
رَأَيْتُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا لأبي طَالِبٍ وَبِخَطِّهِ، قَدْ
أَخْرَجَهَا بِأَسَانِيدِهِ، وَرَوَى فِيهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ إِجَازَةً، وَرَوَى فِي أَوَّلِهَا: «مَنْ
حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا» مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ.
وَقَدْ خَرَّجَ فِيهَا مِنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ مِنْ «صَحِيحِ
الْبُخَارِيِّ» رَحِمَهُ اللَّهُ، «كُنْهُ حَمْدِهِ بِحَمْدِهِ» .
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمشاذ [1] ، أَبُو منصور الحَمْشَاذي
[2] النيسابُوري الفقيه الْأديب الزّاهد.
سمع من: أَبِي طَالِب حامد بْن بدال أَبِي بَكْر القطّان، وفي الرحلة
من ابن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِي.
وكان زاهدًا عبادا كبير الشأن يخرّج أئمّة، وعاش اثنتين وسبعين سنة،
وكان من كبار الشافعيّة.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سعدون [3] ، أَبُو عَبْد اللَّه المَعَافري
القرطبي الغضائري.
شيخ صالح قليل العلم، حجّ وسمع بمّكة من ابن الْأعْرابي، وبمصر من
أحْمَد بْن جامع وجماعة. سقط عَلَيْهِ حائط فمات تحته فِي ربيع الآخر.
وقد أخذ عَنْهُ ابن الفرضىّ.
__________
[1] الوافي بالوفيات 3/ 317 رقم 1369، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 167.
[2] الحمشاذى: بفتح الحاء المهملة والميم الساكنة والشين المعجمة
المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى حمشاذ،
وهو اسم لبعض أجداد أبي عليّ الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن
محمد بن حمشاذ بن سختويه.. (الأنساب 4/ 221، اللباب 1/ 389) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 99، 100 رقم 1374.
(27/128)
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن
جبريل، أَبُو طاهر النَّسْفي الفقيه.
قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: كَانَ يسبح وحده فِي الفقه والزُّهْد
والورع، رحمه اللَّه، ومات كَهْلا.
مُحَمَّد بْن المسيب [1] ، أَبُو دَاوُد العقيلي صاحب المَوْصِل،
تملَّكها سنوات.
منصور بْن يوسف بْن بُلُكّين [2] الصِّنْهاجي صاحب إفريقية.
كَانَ بطلا شجاعًا جوادًا، فوُلّي بعد أَبِيهِ باديس لعمّه حمّاد عَلَى
ولاية أشْتَر، فعظُم حمّاد وكثُر عسكره، ثم عصى عَلَى ابن أخيه، ثم
اقتتلا سنة ستٍ وأربعين، فانهزم حمّاد، ومات باديس بعد أشهر، فقاتل
المعزّ بن باديس حمّادا، فانهزم حمّاد أيضا، وفي بيته ملوك أنشئوا
بجاية.
ميمون بْن عَبْد الغفّار بْن حَسْنَوَيْه، أَبُو سَعِيد الْمَصْرِيّ.
تُوُفِّي عَنْ نَيِّف وستّين سنة.
أَبُو منصور العزيز باللَّه [3] بْن المُعِزّ باللَّه أَبِي تميم
مَعَدّ بْن المنصور باللَّه أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن القائم بأمر
اللَّه مُحَمَّد بْن العُبَيْديّ. إنهم علَوِيُّون فاطميّون، وهذا هو
صاحب مصر والشام والمغرب، ووالد الحاكم. وُلّي المملكة بعد والده فِي
ربيع الآخر سنة خمس وستّين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة. وكان
كريمًا شجاعًا، حسن الصّفح.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 125، شذرات الذهب 3/ 126، العبر 3/ 37 (وفيات
سنة 387) ، المختصر في أخبار البشر 4/ 131.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 127، مآثر الإنافة 1/ 331.
[3] ذيل تاريخ دمشق 44، المنتظم 7/ 190 رقم 304، مرآة الجنان 2/ 430،
431، البداية والنهاية 11/ 320، الدرّة المضيّة 238، الكامل في التاريخ
9/ 116- 118، النجوم الزاهرة 4/ 112 وما بعدها، وانظر فهرس الأعلام في
اتعاظ الحنفا، وفيات الأعيان 5/ 371- 376 رقم 759، تاريخ ابن خلدون 4/
51، خطط المقريزي 1/ 354، العبر 3/ 34، شذرات الذهب 3/ 121، بلغة
الظرفاء 71، بدائع الزهور ج 1/ ق 1/ 197، المختصر في أخبار البشر 2/
131، تاريخ ابن الوردي 1/ 313، البيان المغرب 1/ 229، سير أعلام
النبلاء 16/ 167- 173 رقم 69، تاريخ الزمان لابن العبري 73، عيون
الأخبار وفنون الآثار 205 وما بعدها، تاريخ مختصر الدول 178 تاريخ
الفارقيّ 71، تاريخ العظيمي 314.
(27/129)
قَالَ المسبحي: وفي أيامه بُني قصر البحر
بالقاهرة الَّذِي لم يكن مثله لا فِي شرق ولا غرب، وقصر الذَّهَب،
وجامع القَرَافة. وكان أسمر، أصْهَب الشَعر، أَعْيَن أَشْهَل [1] ،
بعيد ما بين المنكبين، حَسَن الخَلْق، قريبًا من الناس، لا يؤثر سَفْك
الدماء، وكان مُغرًى بالصَّيْد، ويتصيّد السِّباع، وكان أديبًا فاضلا،
فذكر لَهُ أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي «يتيمة الدهر» هذه الأبيات:
نحن بنو المصطفى ذوو مِحَن ... تجرعها فِي الحياة كاظِمُنا
عجيبةٌ فِي الْأنام محْنَتُنا ... أَوَّلُنا مُبْتَلًى وخاتمُنا
يفرح هذا الورى بعيدهم ... طُرًّا وأعيادنا [2] مآتمنا
وكان قد مات لَهُ ابن فِي العيد، فَقَالَ هذا. ثم قَالَ أَبُو منصور:
سَمِعْتُ الشَّيْخ أَبَا الطّيّب يحكي أنّ الْأمويّ صاحب الْأندلس كتب
إِلَيْهِ نزار صاحب مصر كتابًا يسبّه فِيهِ ويَهْجُوه، فكتب إِلَيْهِ:
«أما بعد، فإنّك قد عرفتنا فَهَجَوْتَنا، ولو عرفناك لأجبناك» قَالَ:
فاشتدّ ذَلِكَ عَلَى نزار، وأفحمه عَنِ الجواب، يعني أَنَّهُ دَعِيٌّ
لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه.
وقال أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي [3] : كَانَ العزيز قد ولَّى عيسى بْن
نسطورس [4] النَّصْراني، واستناب بالشام منشّأ اليهودىّ، فكتبت إليه
امرأة:
بالذي أعزّ اليهود بمنشّأ، والنَّصارى بابن نسطورس [5] ، وأذلّ
المسلمين بك، إلا نظرت فِي أمري، فقبض عَلَى اليهودي والنّصرانيّ، وأخذ
من ابن نسطورس ثلاثمائة ألف دينار.
قَالَ ابن خلّكان [6] ، رحمه اللَّه: وأكثر أهل العلم لا يصحّحون نَسَب
المهديّ عُبَيْد اللَّه جدّ خلفاء مصر، حتى أنّ العزيز فِي أول ولايته
صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها:
__________
[1] أعين: واسع العين.
[2] أشهل: زرقة تشوب السواد.
[3] في اليتيمة 1/ 254 «أفراحنا» .
[4] المنتظم 7/ 190.
[5] في الأصل «نسطور» .
[6] وفيات الأعيان 5/ 373.
(27/130)
إنّا سمعنا نسبًا مُنْكَرًا ... يُتْلَى
عَلَى المنبر فِي الجامعِ إن كنتَ فيما تَدّعي صادقًا
فاذكر أبًا بعد الْأبِ السابعِ ... وإن تُرِد تحقيقَ ما قلتَهُ
فانسب لنا نفسك كالطائعِ ... أوْ لا دَعِ الْأنسابَ مستورةً
وادخل بنا فِي النَّسَبِ الواسعِ ... فإن أنسابَ بني هاشمٍ
يَقْصُرُ عَنْهَا طمعُ الطامعِ
وصعد العزيز يومًا آخر المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب:
بالظُّلْمِ والْجُور قد رضينا ... وليس بالكُفْرِ والحماقه
إنْ كنتَ أوتِيتَ عِلْم غَيّبٍ ... بيّن [1] لنا كاتب البطاقه [2]
قَالَ ابن خلّكان: وذلك أنَّهم ادَّعَوا المُغَيَّبات، وأخبارهم فِي
ذَلِكَ مشهورة.
وفُتحت للعزيز مصر وحماه وحلب، وخطب لَهُ صاحب المَوْصِل أَبُو الذوّاد
محمد بن المسيّب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه عَلَى
السِكَّة والإعلام، وخُطِب لَهُ أيضًا باليمن.
ومات فِي رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس فِي حمّام من
قُولَنْج لَحِقَه.
يوسف [بْن] [3] إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى [4] أَبُو يعقوب [5] السَّهْمي
الْجُرْجَاني الرجل الصالح، والد الحافظ حمزة.
وسمع أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ الْأسّتَرابَاذي الْجُوَيْني، وجماعة.
وروى عَنْهُ: ابنه، ومُحَمَّد بْن الخوّاص.
أَبُو طَالِب المكّي. اسمه مُحَمَّد بْن عَلِيّ، قد تقدّم.
__________
[1] في الوفيات 5/ 374 «فقل» .
[2] والبيتان أيضا في تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وبدائع
الزهور ج 1 ق 1/ 208.
[3] ساقطة من الأصل.
[4] تاريخ جرجان 493 رقم 1000.
[5] في الأصل «أبو موسى أبو يعقوب» .
(27/131)
[وفيات] سنة سبع
وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن مَزْدئن [2] أَبُو عَلِيّ
القومساني النَّهاوَنْدي الزاهد. سكن أنبط، قرية من كورة هَمَذَان.
رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى مُحَمَّد بْن زهير الْأبُلي، وعَلِيّ بْن
عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر
الطّائي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وعَبْد
الرَّحْمَن الجلاب الهَمَذَاني، وطائفة.
رَوَى عَنْه: ابناه مُحَمَّد وعثمان، ورافع بْن مُحَمَّد أَبُو نصر
شعيب، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وجماعة من أهل
هَمَذَان.
قَالَ شِيرَوَيْه فِي «الطبقات» : كَانَ صدوقًا ثقةً، شيخ الصُّوفِيّة،
ومقدّمهم فِي الجبل، والمشار إِلَيْهِ، وكان لَهُ آيات وكرامات ظاهرة،
وقبره بأنبط يُزار ويُقْصَد من البلدان. سَمِعْتُ الْإمَام مُحَمَّد
بْن عثمان القومساني: سَمِعْتُ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي
يَقُولُ: دخلت [3] عَلَى الشَّيْخ أَبِي على بن مردين وهو في محرابه،
بعد ما ذهب بصره، فجلست خلف عمود أفكّر فِي نفسي، هَلْ بقي فِي الدنّيا
من يتكلم عَلَى السّرّ، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشَّيْخ من المحراب
فَقَالَ: يا جَعْفَر، لم تقول كذا؟ وهل تخلو الدُّنيا من أولياء اللَّه
الذين يتكلّمون عَلَى السّرّ؟ قَالَ شِيرَوَيْه: وسمعت أبا جعفر محمد
بن الحسين
__________
[1] الوافي بالوفيات 8/ 64 رقم 3486.
[2] مزدئن: قال الصفدي: بفتح الميم وسكون الزاى وفتح الدال المهملة
وياء مهموزة بعدها نون.
[3] في الأصل «دخل» .
(27/133)
الصُّوفِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر
الْأبْهَرِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ القُومساني يَقُولُ: رأيت
ربَّ العزّة فِي المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير،
فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ
شَراباً طَهُوراً 76: 21 [1] . ورأيت مرة ربَّ العزّة فِي أيام القحط
فَقَالَ: يا أَبَا عَلِيّ لا تشغل خاطرك، فإنك [من] [2] عيالي وعيالك
عيالي وأضيافك عيالي.
قَالَ شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ أحْمَد بْن طاهر القومساني
يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي
عَلِيّ القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت بِهِ
فشربته، فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئًا. وكنت أسمعه يَقُولُ: الرافضة
أسوأ حالا عند اللَّه من إبليس، لأنّه قَالَ فِي إبليس وَإِنَّ
عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ 15: 35 [3] . فهذه لعنة إلى
وقت معلوم. وقال في الروافض. إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ
الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ 24: 23 [4] . يعني تكلّموا فِي عَائِشَة.
سَمِعْتُ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عثمان الفقيه، سَمِعَ أَبَا الهيج
الكردي يَقُولُ، كانت نفسي تطالبني فِي زيارة الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ
القومساني، فتمادت بي الْأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني
نَعِيُّه فِي الطريق، فسألت ولده أَبَا إِسْحَاق أن يحكي لي بعض
كراماته، فَقَالَ لي: يطول عليّ وعليك ذَلِكَ، ولكني أخبرك ما شاهدت
منه فِي مرض موته، أتانا رَجُل من كرْمان، صُوفيّ فِي بِزَّة حَسَنَة،
فاستأذنت لَهُ، فَقَالَ: هذا الرجل لا أحبّ لقاءه، فرجعت وتعلّلت بشدة
مرضه، فَقَالَ: إنّني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشَّيْخ، فتبقى
حسرة، فَقَالَ لي: قبل أن أكلّمه يا بني إيّاك أنْ تُدْخِل هذا الرجل
عليّ، فهِبْتُ أن أُراجعه، ثم فِي المرّة الثالثة قَالَ: يا بنيّ لا
تُدْخِلنّه عليّ، فإنه عاقٌ لوالديه، فرجعت وتجرّأت عليه، وأخبرته
بجليّة الأمر، فاضطرب
__________
[1] سورة الإنسان- الآية 21.
[2] إضافة على الأصل.
[3] سورة الحجر- الآية 35.
[4] سورة النور- الآية 23.
(27/134)
الرجل وبكى، وسقط إلى الْأرض، وقَالَ لي:
أنت تائب إلى اللَّه، فدخلت عَلَى الشَّيْخ، فَقَالَ: إنّ الرجل قد
تاب، فأدخله، فإن اللَّه يقبل المَعْذِرة، فدخل يبكي ويعتذر، فَقَالَ
الشَّيْخ: تذكّر خروجك من عند أمّك وهي تبكي، وتمنعك مفارقَتَها، وأنت
تَقُولُ، أَنَا أريد زيارة المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية
حزينة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ يَغْزُو «أَلَكَ وَالِدَانِ؟ قَالَ،
نَعَمْ، فَارَقْتُهُمَا وَهُمَا يَبْكِيَانِ، قَالَ: «ارْجِعْ
فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» [1] . ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ:
عَلَيْكَ بِالرُّجُوعِ مِنْ فَوْرِكَ هَذَا، وَإِلا كُنْتَ مِنَ
الْمَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّه، فَرَجَعَ كَمَا أَمَرَهُ، وَمَاتَ
الشَّيْخُ بَعْدَ يَوْمٍ.
قَالَ شِيرَوَيْه: تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن سلمة، أَبُو بَكْر الغسّاني
الدمشقي النَّحْوِيّ، المعروف بابن شرام.
سَمِعَ: أَبَا الدَّحْداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الخرائطي،
وجماعة.
وعنه: أحْمَد الطّيّان، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، ورشأ بْن نظيف.
تُوُفِّي فِي شعبان.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حمّاد، أَبُو
إِسْحَاق الْأسدي الْأبْهَرِي المالكي.
حدّث بهَمَذَان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر [3] ، وعُمِّر دهرًا.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: فقيه عابد كبير المحلّ. سمع أحمد بن
__________
[1] الحديث صحيح، أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد 3/ 17 باب في الرجل
يغزو وأبواه كارهان (2528) من طريق عطاء بن السائب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت
أبويّ يبكيان، فقال: «ارجع عليهما فأضحكهما كما أبكيتهما» . والنسائي
في كتاب البيعة 7/ 143 باب البيعة على الهجرة، وابن ماجة في الجهاد،
باب الرجل يغزو وله أبوان (2782) ، وأحمد في المسند 2/ 160 و 164 و 198
و 204.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 445.
[3] في الأصل «ذكرنا وما مهر» .
(27/135)
مُحَمَّد بْن ساكن [1] الزّنْجَاني،
ومُحَمَّد بْن مَسْعُود القِزْوِيني، وبالعراق الْجَوْزَجَاني، وابْن
عُقْدَة، ونَيِّف عَلَى المائة.
مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قلت: تفرّد بالرواية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي
وغيره.
رَوَى عَنْهُ خلْق بهَمَذَان.
تميم بْن إِسْمَاعِيل المعروف بالفَحْل [2] . قدِم دمشق متولَّيا عليها
من قِبَل صاحب مصر الحاكم فِي هذه السنة، وَليَها سنة تسعين، ومات
فيها.
جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الفضل [3] ، أَبُو القاسم بْن المارستاني
الدّقّاق، بغداديّ، قدِم مصر، وحدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد،
ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو
عَلِيّ بْن المذهّب. روى كتبا وقراءات [4] .
قال الدار قطنى: يكذب، ما سَمِعَ من هَؤُلاءِ.
وقَالَ الصُّوري: كَانَ كذّابًا.
الحسن بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ [5] بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
عَلِيٍّ بْن خَلَف بْن زُولاق، أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثي الْمَصْرِيّ
المؤرخ.
لَهُ مصنَّف فِي التاريخ، وله كتاب «خطط مصر» .
تُوُفِّي فِي ذي القعدة، وكان جدّه من مشاهير العلماء.
الحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [6] بْن بُكَيْر، أَبُو عَبْد
اللَّه البغدادي الصّيرفي الحافظ.
__________
[1] في الأصل «سالن» .
[2] أمراء دمشق في الإسلام 22 رقم 75، ذيل تاريخ دمشق 57، اتعاظ الحنفا
2/ 17 و 45.
[3] تاريخ بغداد 7/ 233 رقم 3722، المنتظم 7/ 191 رقم 306.
[4] في الأصل «كتب قرأت» والتصحيح من تاريخ بغداد حيث قال، «وروى
قراءات وكتبا مصنّفة» .
[5] مرّت ترجمته في وفيات السنة السابقة 386 هـ.
[6] تاريخ بغداد 8/ 13 رقم 4051، المنتظم 7/ 203 رقم 320 (وفيات سنة
388 هـ) ، مرآة
(27/136)
سمع أبا جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ [1] ،
وإسماعيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن السماك، وأبا بكر النجار، فمن
بَعْدَهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء
الواسطي وَأَبُو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدّث
عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا حديث كتبه عنّي
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق، وأبو الحسن الدار قطنى.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه
أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك؟ تذكرني متن [2] ما تريد
من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكّر إسناده حتى أُخْبرك
بمتنه، فكنت أذكر لَهُ المُتُون، فيحدّثني بالأسانيد كما هِيَ حِفْظًا،
وفعلت هذا معه مرارًا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه وتكلموا فيه.
قال الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث،
ويُلْحِق فِي بعض أصول الشرع ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع
وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
حسن بْن أحْمَد بْن النيسابُوري [3] المحمي، أَبُو عَلِيّ.
حدّث ببغداد.
عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصم.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طلحة النِّعَالي، وعُبَيْد اللَّه
الْأزهري.
حدّث فِي هذه السنة، وكان ثقة.
__________
[ () ] الجنان 2/ 435، البداية والنهاية 11/ 324، 325، العبر 3/ 38،
(وفيات سنة 388 هـ.) ، لسان الميزان 2/ 262، 263 رقم 100، ميزان
الاعتدال 1/ 528، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الوافي بالوفيات 12/ 339، 340
رقم 317.
[1] في الأصل «البحتري» وهو تصحيف.
[2] في الأصل «حين» والتصحيح من ترجمته القادمة.
[3] تاريخ بغداد 7/ 277 رقم 3766.
(27/137)
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] ،
أَبُو عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ الرَّيحاني.
سكن بغداد، وحدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وابْن مبشّر
الواسطي.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري.
قَالَ العتيقي: كَانَ شيخًا أمينًا لَهُ أُصُول صِحَاح.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه
البغدادي الكاتب.
حدّث عَنِ البَغَوي، وأَبِي مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبِي بَكْر
النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ، أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو
الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه.
حدّث فِي هذه السنة، ولم يضبط وفاته، وكان صَدُوقًا.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن شريك، أَبُو عَلِيّ
الْإصبهاني الطبيب.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عُمَر الْجُورْجيري [4] ، وأَحْمَد بن محمد
البناني.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي المعدِّل، وَأَبُو نُعَيْم.
سُبُكْتِكِين الْأمير [5] حاجب مُعِزّ الدولة بن بويه.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 11، 12 رقم 7047.
[2] تاريخ بغداد 8/ 101 رقم 4208، المنتظم 7/ 192 رقم 308، سير أعلام
النبلاء 16/ 464 رقم 337.
[3] ذكر أخبار أصبهان 1/ 285.
[4] في الأصل «الجورجرلى» ، والتصحيح من (اللباب 1/ 306) : الجورجيرى:
بضم الجيم وبالراء الساكنة بعد الواو ثم الجيم الأخرى المكسورة وبعدها
الياء المثناة من تحتها وفي آخرها الراء. نسبة إلى جورجير وهي محلّة
بأصبهان.
[5] المنتظم 7/ 76- 79 رقم 98 (وفيات سنة 364 هـ.) ، العبر 2/ 333،
البداية والنهاية 11/ 282، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، دول الإسلام
1/ 225، تكملة تاريخ الطبري 216، الفخرى في الآداب السلطانية 390،
تاريخ بغداد 1/ 105، تاريخ ابن الوردي.
1/ 314، كنز الدرر 167، الوافي بالوفيات 15/ 116 رقم 116، النجوم
الزاهرة 4/ 108، شذرات الذهب 3/ 48، الإنباء في تاريخ الخلفاء 181
تاريخ مختصر الدول 178، وقد سبق أن ترجم له الحافظ الذهبي في سنة 364
هـ. فليراجع.
(27/138)
خلع عَلَيْهِ الطائع للَّه وطوقه وسوره،
ولقبه «نصر الدولة» ، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضِلْعُه، فاستُدْعي
ابن الصَّلْت المُجَبِّر، فردّ ضِلْعَه، ولازمه حتى برا، فأعطاه يوم
دخوله الحمّام ألف دينار وفرسًا وخلعة، وبقي لا يمكن الانحناء للركوع،
وكان يَقُولُ للمجبّر: إذا تذكرت عافيتي علي يدك، فرحت بك، ولا أقدر
على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظَهْري اشتدّ غَيْظي منك.
تُوُفّي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف. وخلف ألف ألف
دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقًا قماش وفضيات
وتُحَف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون، في كلّ واحد، وألف
دينار حلية، وستّمائة سَرْج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش،
وثلاثمائة عِدْل وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدَّوابّ، وألف جمل،
وثلاثمائة مملوك داريّة، وأربعين خادمًا. وكانت لَهُ دار هي دار
المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة، وقد غرم عليها أموالا لا تحصى.
ومما رَوَى عَلِيّ بْن المحسن التنوخي [1] عَنْ أبيه، قال: بلغت النفقة
على عمل البستان، يعنى الذي للدار وسوق الماء إليه [2] ، خمسة آلاف ألف
درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية [الدار] [3] مثل ذلك فيما أظن.
سلمان بْن جَعْفَر بْن فلاح [4] ، أَبُو تميم الأمير. ولّي دمشقَ فِي
أثناء السنة للحاكم، ثم عزل في آخرها بجيش بن صَمْصامة.
سَعِيد بْن خلف [5] ، أَبُو عثمان الصُّوفِيّ.
__________
[1] نشوار المحاضرة 4/ 261 وانظر: الوزراء للصابى 29 و 163.
[2] في الأصل «المالية» وهو تصحيف.
[3] ساقطة من الأصل.
[4] أمراء دمشق في الإسلام 38 رقم 124، النجوم الزاهرة 4/ 115، ذيل
تجارب الأمم 3/ 224، الكامل في التاريخ 9/ 119 وانظر كتابنا «تاريخ
طرابلس السياسي والحضارى عبر العصور- ج 1/ 209 طبعة دار البلاد، طرابلس
1978» ويقال «سليمان» .
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 176 رقم 534.
(27/139)
سَمِعَ بقُرْطُبَة من أحْمَد بْن سَعِيد
بْن حَزْم، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، وجماعة.
وكان فقيرًا من أهل السُّنَّة، يعيش من صِلة إخوانه.
سهل بْن إِبْرَاهِيم بْن سهل [1] بْن نوح، أَبُو القاسم الْأسْتِجِي
مولى بني أُمَيّة، ويُعرف بابن العطار. كَانَ عالمًا زاهدًا متفنّنًا.
سَمِعَ أحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب، ورحل إلى إلْبِيرة، فأكثر عَنِ
ابن فُطْيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديمًا وجديدًا، وطال عمره.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ أكثر كُتُبه، وقَالَ لي: وُلِدت
سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفِّي فِي رجب.
صدقة بْن مُحَمَّد بْن صدقة، أَبُو القاسم البزاز الْمَصْرِيّ الوكيل.
تُوُفِّي فِي شوّال.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن أسد، أَبُو القاسم
الرازي الفقيه الشافعي المحدّث، نزيل مصر، وكان يلقب بالدود.
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وغيره بالرّيّ، وأَحْمَد بْن
إِبْرَاهِيم بْن عَبَادل، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي بدمشق.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: كَانَ مكْثِرًا جدًّا.
قلت: رَوَى عَنْهُ عَبْد الكريم بْن عَبْد الواحد الحسنابادي وعَبْد
الوهاب بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن مُغَلِّس، وَأَبُو
عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ.
مات فِي جمادى الآخرة.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اليسع [3] ، أَبُو القاسم المقرئ صاحب
ابن مجاهد.
قرأ عَلَيْهِ طلحة بْن عَلِيّ شيخ ابن سوار وغيره.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 191، 192، رقم 578.
[2] طبقات الشافعية الكبرى 5/ 71 رقم 436، طبقات القراء 1/ 446- 447
رقم 1860، الوافي بالوفيات 17/ 496 رقم 424.
[3] غاية النهاية 1/ 456 رقم 1903.
(27/140)
مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة،
ويعرف بابن اليسع الْأنطاكي.
قرأ أيضًا عَلَى إبراهيم بن عبد الرزّاق مقرئ الشام، وعَلِيّ بْن
أحْمَد بْن حمد بْن عَبْد الْأعلى، وغيرهم.
وقرأ عليه أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي أيضًا، وأكبر شيخ
لَهُ الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عجرم الْأنطاكي تلميذ
أحْمَد بْن جُبَيْر.
وقد ذكر ثابت ابن بُندار أَنَّهُ قرأ عَلَى عَلِيّ بْن طلحة
الْبَصْرِيّ عَنْ قراءته عَلَى مُوسَى بْن جرير الرّقّي، وهذا بعيد
جدًّا باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق بِهِ.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْن
إِبْرَاهِيم البغدادي الشاهد، أَبُو القاسم بْن الثلاج.
أصله من حُلْوان [2] ، ولد سنة سبعٍ وثلاثمائة، وحدّث عَنْ أَبِي
القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، ومن
بعدهم، فأكثر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، وَأَبُو العلاء
مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ التنوخي: قَالَ لنا: ما باع أحد من أسلافي الثّلج، وإنما كَانَ
جدّي مُتْرَفًا يجمع لنفسه فِي كل سنة ثلْجًا كثيرًا، فمرّ بعض الخلفاء
بحُلْوان، فطلب ثلجًا، فلم يوجد إلا عند جدّى، فأهدى إليه منه، فوقع
منه بموقع، فَقَالَ:
اطلبوا عَبْد اللَّه الثّلاج، فغلب عَلَيْهِ هذا النَّسَب وعُرِف بِهِ.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه الْأزهري: كَانَ ابن الثلاج يضع الحديث عَلَى
سُلَيْمَان المَلَطي وغيره.
قلت: وكذا تكلّم فِيهِ الدار قطنى وغيره. توفّى فجأة في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 135- 138 رقم 5277، المنتظم 7/ 192، 193 رقم 309،
البداية والنهاية 11/ 321، العبر 3/ 34، ميزان الاعتدال 2/ 497 رقم
4575، لسان الميزان 3/ 350، 351 رقم 1420، الوافي بالوفيات 17/ 497 رقم
425، شذرات الذهب 3/ 122، سير أعلام النبلاء 16/ 461 رقم 333.
[2] حلوان: بالضم ثم السكون. وهي: حلوان العراق في آخر حدود السواد مما
يلي الجبال من بغداد. (معجم البلدان 2/ 290) .
(27/141)
قال الدار قطنى: لا يُشْتَغَل بِهِ، يضع
الْأحاديث والأسانيد.
عَبْد العزيز بْن حكم بْن أحْمَد [1] بْن الْأمير محمد بن عبد الرحمن
بن الحكم بن هشام الملّقب بالداخل، أَبُو الْأصبغ الْأمويّ المَرْواني
القُرْطُبي.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس، وقاسم بْن أصبغ، وجماعة. وكان أديبًا
شاعرًا نحويا.
ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي المحرّم، وحدّث.
عَبْد السلام بْن السّمح بن نابل [2] ، أَبُو سُلَيْمَان الهواري.
سَمِعَ أَبَا سَعِيد بْن الأعرابي، وأبا جعفر بن النّحّاس النَّحوِي
وطائفة، وتفقّه بمصر للشافعي، وكان زاهدًا صالحا سكن الأندلس.
أكثر عنه ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وله أربع وثمانون
سنة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن النعمان، أَبُو القاسم النيسابُوري
الصّفّار.
عَنْ مكّي بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بْن الشرفي، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدِيل، أَبُو نصر
الشّيْباني الهَمَذَاني الْأنماطي.
رَوَى عَنِ الكبار الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحناء، وأَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن أوس، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن مُحَمَّد بْن
يعقوب، وإبراهيم بْن عمروس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الحافظ،
وأَبِي بَكْر بن مجاهد المقرئ، [و] أبى نصر مُحَمَّد بْن حمدويه
المروزي، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: حمد الزَّجَّاج، وجعفر الْأبْهَرِي، وابْن مَنْدَه
الحافظ، وآخرون.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 279 رقم 836.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 287، 288 رقم 857.
(27/142)
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق، ثِقَةٌ،
فقيه، أديب، يُحْسِن هذا الشأن، يعني الحديث.
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي القعدة، وصلّى عَلَيْهِ ابنُ لال.
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الوفاء النيسابُوري
البزّاز.
سَمِعَ أَبَا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث بانتفاء أَبِي
جَعْفَر المفيد العزائمي.
تُوُفِّي فِي صفر.
عَبْد القاهر بْن حبّان بْن عَبْد القاهر، أَبُو عَبْد اللَّه. تُوُفّي
فِي جُمَادَى الْأولى.
عُبَيْد اللَّه [1] بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سهل بْن أَبِي غالب،
أَبُو القاسم الْمَصْرِيّ البزّاز [2] .
سمع: محمد بن محمد الباهلي، [و] ابن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان،
وأبا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
جَعْفَر القَزْوينيْ، وأَحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي.
رَوَى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح الْمَصْرِيّ، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن
مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وآخرون.
قَالَ الطَّلَمَنْكِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أقمت عَلَى هذه الدّار
أبني فيها عشر سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رُخَام، وأنفقت عليها
نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ منّي كافور الْأخشيدي سبعة وثمانين ألف
دينار، ولم يخلّف لي أَبِي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رُزِقت من
التجارة، ربحت فِي أربعة أيّام فِي عسلٍ أربعة آلاف دينار.
__________
[1] في الأصل «عبد» والتصويب من (العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 122، حسن
المحاضرة 1/ 157 سير أعلام النبلاء 16/ 522، 523 رقم 384) .
[2] هكذا في الأصل وفي الشذرات، وفي العبر «البزّار» .
(27/143)
وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي لاربعة عشر ليلة
[1] ، خَلَت من جمادى الْأولى.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدان [2] ، الْإمَام الصالح القدوة،
أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُطّة العُكْبرِي الفقيه الحنبلي.
سَمِعَ أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبَا ذَرّ الباغَنْدِي،
وأَبَا بَكْر بْن زياد، وإِسْمَاعِيل الورّاق، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد
بْن مخلد، وأَبَا طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد
بْن ثابت العكبريّ، فسمع بدمشق على ابن أَبِي العقب، وسمع بحمص أحْمَد
بْن عُبَيْد، وآخرين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم الحافظ وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس،
وَأَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعَبْد العزيز الْأزْجِي،
وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو
إِسْحَاق البَرْمَكِي، وَأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عيسى
السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة، أَبُو القَاسِم
عليّ بْن أَحْمَد بْن البسري رَوَى عَنْهُ كتاب «الْأبانة الكبرى فِي
السُّنَّة» تأليفه.
قَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ العُكْبَرِي: لم أر فِي شيوخ الحديث،
ولا فِي غيرهم أحسن هيئة من ابن بطّة.
قَالَ الخطيب: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي [3] قَالَ: [لما] [4] رجع
ابن بطّة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوما منها في سوق،
ولا رئي [5] مفطرًا إلا فِي عيد، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه خبرُ
أمرٍ منكرٍ إلا غيَّره.
__________
[1] في الأصل «توفى لأربع عشرة خلت» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 371- 375 رقم 5536، المنتظم 7/ 193- 197 رقم 310،
البداية والنهاية 11/ 321، 322، طبقات الحنابلة 2/ 144- 153 رقم 622،
العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 122- 124، الكامل في التاريخ 9/ 137، لسان
الميزان 4/ 112- 115 رقم 231، اللباب 2/ 146، معجم المؤلفين 6/ 245،
تاريخ التراث العربيّ 2/ 217 رقم 15، طبقات الفقهاء للشيرازى 173،
ميزان الاعتدال 3/ 15، سير أعلام النبلاء 16/ 529- 533 رقم 389، إيضاح
المكنون 1/ 8، أعيان الشيعة 6/ 56.
[3] تاريخ بغداد 10/ 372.
[4] استدراك من تاريخ بغداد.
[5] في الأصل «رأى» والتصويب من تاريخ بغداد.
(27/144)
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: سَمِعْتُ
أخي الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي المنام، فقلت: يا رَسُول اللَّه، قد اختلفت عليّ
المذاهب. فَقَالَ لي:
«عليك بابن بطّة» ، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت
على ابن بطّة فِي المسجد، فلما رآني، قَالَ لي: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صدق رَسُول اللَّه.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن بطّة فِي المحرّم. قَالَ: وكان مستجاب
الدعوة.
وقَالَ ابن بُطّة: ولِدت فِي شوّال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي
ببغداد شركاء، فَقَالَ أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث.
قَالَ: هُوَ صغير. قَالَ: أَنَا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن
منيع يقرأ عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ لي بعضهم [سَل] [1] الشَّيْخ أن
يُخْرِج مُعْجَمَه لنقرأ عَلَيْهِ، فسألت ابنه، فَقَالَ: إنه يريد
دراهم كثيرة، فقلت: لامّي طاقُ مَلْجَم آخُذُه منها وأبيعه، قَالَ: ثم
قرأنا عَلَيْهِ كتاب «المُعْجَم» فِي نفرٍ خاصّ، فِي نحو عشرة أيام،
وذلك فِي آخر سنة خمس عشرة، وأوّل سنة ستّ عشرة، فاذكره.
وقد قَالَ: ثنا إِسْحَاق الطَّالَقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قَالَ
المُسْتَمْلي:
خذوا هذا قبل أن يولد كلّ محدّث عَلَى وجه الْأرض، اليوم سَمِعْتُ
المُسْتَمْلي وهو أَبُو عَبْد اللَّه بْن مهران يَقُولُ لَهُ: من ذكرت
يا ثَبْتَ الْإسلام.
قُلْتُ: وَابْنُ بَطَّةَ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، فَقَدْ
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ وَالْمُؤَمَّلُ الْبَالِسِيُّ
كِتَابَةً أَنَّ أَبَا الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا
أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الْأسَدِيُّ، قَالَ لِي
أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، رَوَى ابْنُ بَطَّةَ، عَنِ
الْبَغَوِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّه، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ
الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مسلم» [2] .
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] رواه ابن ماجة وغيره. (الترغيب والترهيب للمنذرى 1/ 74) . عن أنس
بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند
غير أهلة كمقلّد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب» . ورواه ابن جميع
الصيداوي، من طريق
(27/145)
قَالَ الخطيب: هذا باطل، والحمل فِيهِ
عَلَى ابن بطة.
قلت: يعني أَنَّهُ يحدّث عَنِ البَغَوي، وتفرد بِهِ ابن بطة، فيجوز أن
يكون غلط فِيهِ، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلّة إتقانه، لا أنّه تعمّد
وضْعَه.
قَالَ الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبَغَوي، نا مُصْعَب، نا
مالك بْن هشام بْن عُروة، قد ذكر حديث «قَبْض العِلْم [1] » . قَالَ
الخطيب:
وهو باطل بهذا الْأسناد.
قلت: والكلام فِي هذا، كالكلام فِي الَّذِي قبله، لعلّه دخل عَلَى ابن
بطة حديث فِي حديث.
وقَالَ الخطيب: حدّثني عَبْد الواحد بْن عَلِيّ، قَالَ: قَالَ لي
الْحَسَن بْن شهاب: سَأَلت ابن بطة: أَسَمِعْتَ من البَغَوي حديث
عَلِيّ بْن الْجَعْد؟ فَقَالَ:
لا. قَالَ عَبْد الواحد: وكنت قد رَأَيْت فِي كتب ابن بطة نُسْخَة
بحديث عَلِيّ بْن الجعد قد حكّها، وكتب بخطّه سماعه فيها، فذكرت ذَلِكَ
للحسن بْن شهاب، فعجب منه. قَالَ عَبْد الواحد: وروى ابن بطة، عَنِ
النّجّاد، عَنْ أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، فأنكر عَلَيْهِ عَلِيّ
بْن يَنَال، وأساء القول فِيهِ، حتى هَمَّت العامة بأن تنال [منه] [2]
، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرَّج تِلْكَ الْأحاديث فِي تصانيفه فتتبعها
وضرب عَلَى أكثرها.
__________
[ () ] يحيى بن صالح الوحاظى، عن محمد بن عبد الملك، عن نافع، عن ابن
عمر. (معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- ص 177 رقم 125 وبلفظ:
«طلب العلم واجب على كل مسلم» من طريق بقيّة بن الوليد، عن جرير بن
حازم، عن الزبير بن الخرّيت، عن أنس بن مالك. - ص 359 رقم 345- طبعة
مؤسسة الرسالة، بيروت 1985 و 1987) ورواه البيهقي في الشعب وابن الجوزي
في العلل 1/ 62، والقاضي القضاعي في مسندة 1/ 135 رقم 120، وللحديث
شواهد كثيرة. انظر: فيض القدير 4/ 267.
[1] حديث قبض العلم روى من طرق وبألفاظ مختلفة، فيها «إِنَّ اللَّهَ
لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ،
وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يُبْقِ
عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا
فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ علم فضلّوا وأضلّوا» . أخرجه الشيخان، والإمام
أحمد، والترمذي، وابن ماجة، عن عمرو بن العاص. أخرجه الترمذي في العلم،
باب ما جاء في ذهاب العلم (2654) ، والبخاري في العلم، باب كيف يقبض
العلم، وفي الاعتصام باب ما يذكر من ذم الرأى وتكلّف القياس 1/ 174 و
175، ومسلم في العلم، باب رفع العلم وقبضه (2673) ، والطبراني في
المعجم الصغير 1/ 165، وابن جميع الصيداوي 200 رقم 156.
[2] إضافة على الأصل.
(27/146)
قَالَ الخطيب: وحدّثني التنوخي قَالَ: أراد
[1] أَبِي أن يخرجني إلى عكبرا. وسمع من ابن بطة «معجم البَغَوي» ،
فجاءه أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُكَير، فَقَالَ: لا تفعل، فإن ابن بطة
لم يسمعه.
قَالَ الخطيب: وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ:
رَأَيْت كتاب ابن بطة بمعجم البَغَوي فِي نسخةٍ كانت لغيره، وقد حكّ
اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قلت: وقد قَالَ ابن الْجَوْزِي [2] : قرأت بخطّ أَبِي القاسم بْن
الفرّاء أخي القاضي أبى يعلى قال: قابلت أصل بن بطة بالمُعْجَم، ورأيت
سماعه فِي كل جزء، إلا أنّي لم أر الجزء الثالث أصلا.
قَالَ الخطيب: قَالَ لي الْأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عَنْهُ «مُعْجَم
البَغَوي» ولا أُخرّج عَنْهُ في الصحيح شيئًا.
قلت: فكيف كَانَ؟ قَالَ: لم أر بِهِ أصلا؟ وإنما وقع إلينا نسخة طريّة
بخطّ ابن شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عَلَيْهِ. شاهدت عند حمزة بْن
مُحَمَّد بْن طاهر الدّقّاق نسخة بالغريب [3] لمحمد بْن عزيز، وعليها
سماع ابن السُّوسَنْجِردي [4] عَنْ ابن بطة، عَنِ ابن عزيز، فسألت
حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سَمِعَ الكتاب، وقَالَ: ادّعى سماعه.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ كُتُبَ ابْنِ قُتَيْبَةَ،
عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدِّينَوَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
هَذَا لا نَعْرِفُهُ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلا رَوَى عَنْهُ
سِوَى ابْنِ بَطَّةَ، وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي «الإبانة» فقال: ثنا
إسماعيل الصّفّار، ثنا
__________
[1] تكرر في الأصل «أراد أبى قال» .
[2] المنتظم 7/ 196.
[3] أي غريب القرآن. (تاريخ بغداد 374) .
[4] هو: أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحضر بن مسرور العدل المتوفى
سنة 402 هـ.
والسّوسنجردى: بضم السين وسكون الواو وفتح السين الثانية وسكون النون
وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها دال مهملة، نسبة إلى قرية بنواحي
بغداد يقال لها سوسنجرد.
(اللباب 2/ 154) .
(27/147)
ابْنُ عَرَفَةَ، نَا خَلَفُ بْنُ
خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ
الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلَّمَ اللَّه مُوسَى، يَوْمَ
كَلَّمَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ
غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي
يُكَلِّمُنِي مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: أَنَا الله» . تفرّد به ابن
بَطَّةَ، وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِهِ، وَهُوَ فِي جُزْءِ
ابْنِ عَرَفَةَ بِدُونِهِمَا.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، ثَنَا ابْنُ
بَطَّةَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، بِأَرْدَبِيلَ، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ
مُرَجًّا بِسَمَرْقَنْدَ، ثنا يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، قَالَ ابْنُ
بَطَّةَ: وحدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ بِحِمْصَ،
ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، ثَنَا
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ
الْإِدَامُ [1] الْخَلُّ» [2] . قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْأسَدِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ
شِهَابٍ، [أَنَّ] [3] ابْنَ بَطَّةَ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ
بْنُ الْفُرَاتِ كتاب «السّنن» كرجاء بن مُرَجّا، حدّثه بِهِ عَنْ حفص
بْن عُمَر الْأردبيلي، عَنْ رجاء، فأنكر ذَلِكَ القُرْطُبي، وزعم أنّ
حفصا ليس عنده عن رجاء، وأَنَّهُ يَصْغُر عَنْ ذَلِكَ، فكتبوا إلى
أردبيل [4] ، وكان ولد حفص بن عمر حيّا يستجيزونه، فعاد جوابهم أنّ
أَبَاهُ لم ير رجاء قطّ، وأن مولده بعد موت [5] رجاء بسنين. قال عبد
__________
[1] في الأصل «أدم» .
[2] رواه مسلم رقم 2052، والترمذي 1889 و 1900 وأخرجه الإمام أحمد في
المسند 3/ 301 و 304 و 353 و 564 و 371 و 389 و 390 و 400 والطبراني في
المعجم الكبير 2/ 199 رقم 1749 والذهبي في سير أعلام النبلاء 9/ 167،
168، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (مخطوطة ليدن) ص 22، وللحديث
رواية عن جابر بن عبد الله، أخرجها مسلم. (انظر: البيان والتعريف في
أسباب ورود الحديث الشريف 2/ 245) وتاريخ بغداد 1/ 340 رقم 254، ومسند
الشهاب 2/ 261 رقم 1319.
[3] إضافة على الأصل.
[4] في الأصل «إلى ابن أردبيل» .
[5] في الأصل «موته ت» .
(27/148)
الواحد: فتتبع ابن بطة النُّسَخَ التي
كُتِبَت عَنْهُ، وجعلها عَنِ ابن الراجيان، عَنِ الفتح بْن شخرف [1] ،
عَنْ رجاء.
قلت: رحم اللَّه ابن بطة، فَيدَوِّن ما يُضْعِف المحدّث. وقد تُوُفِّي
فِي المحرّم.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جرو [2] ، أَبُو القاسم الْأسدي
المَوْصِلي النَّحْوِيّ العَرُوضيّ المُعْتَزِلي.
أخذ العربية عَنْ أَبِي عَلِيّ الدّارَمي، وأَبِي سَعِيد السِّيرَافِي،
وكان من الْأذكياء الفُصَحاء الشعراء. لَهُ كتاب «الموضَّح فِي
العَرُوض» جَوَّد تصنيفه، وكتاب «الْأخذ فِي علوم القرآن» ، وله كتاب
«الفُصح فِي القوافي» .
وكان يلثغ بالراء غينا، فقال له أبو عَلِيّ شيخه: ضع ذُبابةَ القلم تحت
لسانك، ففعل، فلفظ بها.
عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بن مردك [3] بن أحمد، أبو الحسن البرذعي
البزّاز، نزيل بغداد.
حدّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ونصر بْن منصور
الْأردبيلي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن شَبَّه.
رَوَى لَهُ: العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو مُحَمَّد
الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ترك
الدُّنيا عَنْ مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد [4]
الباعة الكبار ببغداد.
__________
[1] في الأصل «سخرف» والتصحيح من تاريخ بغداد 10/ 373.
[2] في الأصل «جزء» وهو تصحيف، والتصويب من (معجم الأدباء 12/ 62- 68،
بغية الوعاة 2/ 127، 128 رقم 1613، طبقات المفسّرين للسيوطي 22، لسان
الميزان 4/ 115، 116 رقم 233، كشف الظنون 1774 و 1904، إيضاح المكنون
1/ 302، هدية العارفين 1/ 645، 646، روضات الجنات 465، معجم المؤلفين
6/ 244) .
[3] تاريخ بغداد 12/ 30، 31، رقم 6397، المنتظم 7/ 197 رقم 311، العبر
3/ 35، شذرات الذهب 3/ 124.
[4] تكرّرت عبارة «وكان أحد» .
(27/149)
تُوُفِّي فِي المحرّم.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شوكر [1] البغدادي العَدْل. سَمِعَ
البَغَوي، ويحيى بْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
تُوُفِّي فِي المحرّم.
عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفلح ( ... ) [2] .
وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن باكويه، وجماعة.
عَلِيّ الملك فخر الدولة [3] ، أَبُو الْحَسَن بْن رُكْن الدولة بْن
بُوَيْه صاحب الرّيّ ونواحيها.
ترجمته فِي الحوادث، وقد تُوُفِّي فِي شعبان.
عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام [4] ، أَبُو حفص العُكْبَرِي شيخ
الحنابلة. كَانَ قَيِّمًا بأصول الفقه وفروعه، صنّف «شرح الخِرقي»
وكتابًا فِي الخلاف بين مالك، وأَحْمَد، وسمع أَبَا بَكْر النّجّار،
وأَبَا عُمَر بْن السّمّاك [5] ، وجماعة.
وعنه أبو [6] بكر عَبْد العزيز، وابْن [7] بطّة، وكان يُعرف فِي زمانه
بابن المسلّم.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، رحمه الله.
__________
[1] في الأصل «سوار» والتصويب من (المنتظم 7/ 197 رقم 312) .
[2] نقص في الأصل.
[3] العبر 3/ 35، 36، الكامل في التاريخ 9/ 131، 132، دول الإسلام 1/
235، النجوم الزاهرة 4/ 197، 198، المنتظم 7/ 197، 198، رقم 313،
البداية والنهاية 11/ 320، الإنباء في تاريخ الخلفاء 184، ذيل تجارب
الأمم 296.
[4] طبقات الحنابلة 2/ 163- 166 رقم 627، معجم المؤلفين 7/ 271.
[5] في الأصل «السّمال» .
[6] في الأصل «بأبي» .
[7] في الأصل «بابن» .
(27/150)
عمّار بْن مُحَمَّد بْن مخلد [1] بْن
جُبَيْر، أَبُو ذَرّ التميمي البغدادي، نزيل بُخَارَى.
حدّث بدمشق وبغداد وخراسان وبُخَارَى عَنْ يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد
ومُحَمَّد بْن عمرو الحَضْرَمِي، والمَحَامِلي، وأخيه القاسم بْن
عُقْدَة، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي،
وعَبْد الكريم بْن النَّسَائي.
وعنه: الحاكم، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وعَبْد
الواحد بْن مُحَمَّد اللحياني، وآخر من حدث عَنْهُ عَبْد الواحد بْن
عَبْد الرَّحْمَن الزُّبَيْرِي.
ذكره المُسْتَغْفِري فِي «تاريخ نَسْف» ، وقَالَ: رَوَى عَنِ ابن صاعد
مجلسًا واحدًا، وسمع مُحَمَّد بْن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بْن خلف،
وحج تسعًا وعشرين حجّة. ثم قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرّ، ثنا الحَضْرَمِي،
فذكر حديثًا.
قَالَ الحافظ ابن عساكر: أَنْبَأَ محمود بْن أَبِي القاسم
المُسْتَمْلي، أَنْبَأَ الزبير، ثنا أَبُو ذَرّ عَمّار، فذكر حديثًا.
قَالَ غُنْجار: تُوُفِّي ببُخَارَى فِي حادي عشر صفر.
وقَالَ أَبُو بَكْر بْن السَّمْعاني: هُوَ ثقة.
قلت: مات الزُّبَيْرِي بعده بمائة وثمان سنين.
قاسم بن حمداد [2] بن ذي النّون العتيقى [3] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي.
سَمِعَ قاسم بْن أصبغ وغيره، وكان أديبًا لغويًّا. كتبوا عَنْهُ شيئًا
من الأدب، وداخل الدولة.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 256، 257 رقم 6704، العبر 3/ 36، شذرات الذهب 3/
124.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 369، 370 رقم 1078، جذوة المقتبس 332 رقم
772، بغية الملتمس 449 رقم 1301، وفي الأصل «حمدان» وهو تحريف.
[3] في الأصل «العتيقى» .
(27/151)
محمد بن أحمد بن إسماعيل [1] بن عنبس [2] ،
الإمام أبو الحسين بْن سَمْعُون البغدادي الواعظ.
سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد العطار بن
البختري، وبدمشق أحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، ومُحَمَّد بْن أَبِي
حُذَيْفَة وجماعة، وأملى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وعَلِيّ بْن طلحة
المقرئ، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو طَالِب العشاري،
وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي وخديجة بِنْت مُحَمَّد الشّاهجانيّة
الواعظة، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بن محمد بن حمّدوه، الحنبلي، وآخرون.
قَالَ السُّلَمي: هُوَ من مشايخ البغداديين، لَهُ لسان عال فِي هذه
العلوم لا ينتمي إلى أستاذ، وهو لسان الوقت والمرجوع [إِلَيْهِ] فِي
آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من العلم.
وقَالَ الخطيب: كَانَ أوْحد دهره وفرْد عصره فِي الكلام، عَلَى علم
الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دَوَّن الناس حِكَمَه وجمعوا كلامه،
وكان بعض شيوخنا إذا حَدَّثَنَا عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخ
الجليل المُنْطَق بالحكمة.
قلت: وُلِد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو: إِسْمَاعِيل جَدّه.
أنبئونا عَنِ القاسم بْن عَلِيّ، أنّ نصر اللَّه الفقيه أخبرهم: أَنَا
أَبُو الفتح نصر بْن إِبْرَاهِيم، أَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد
الواحد الزعفراني، حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد السُّنّي صاحب أَبِي
الْحُسَيْن بْن سمعون قَالَ: كان ابن سمعون في أوّل أمره
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 274- 277 رقم 116، المنتظم 7/ 198- 200 رقم 314،
مرآة الجنان 2/ 432- 435، البداية والنهاية 11/ 323، الكامل في التاريخ
9/ 137، النجوم الزاهرة 4/ 198، العبر 3/ 36، 37، الوافي بالوفيات 2/
51، 52 رقم 336، وفيات الأعيان 4/ 304، 305 رقم 631، تبيين كذب المفترى
200، صفة الصفوة 2/ 266، طبقات الحنابلة 2/ 155- 162 رقم 624، الشريشى
1/ 322، شذرات الذهب 3/ 124، الإكمال 4/ 362، اللباب 2/ 140، سير أعلام
النبلاء 16/ 505- 511 رقم 376.
[2] في الأصل «عبيس» .
(27/152)
ينسخ بالأجْرة، وينفق عَلَى نفسه وأمه،
فَقَالَ لها يومًا: أحبّ أن أحجَّ، قَالَتْ:
وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النَّوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت:
يا ولدي حُجَّ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي النوم يَقُولُ: «دعيه يحجّ فإنّ الخير لَهُ فِي حجّه» ففرح وباع
دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مَعَ الوفد، فأخذت العرب الوفد،
قَالَ: فبقيت عريانًا، ووجدت مَعَ رَجُل عباءة، فقلت: هَبْها لي
أشتريها، فأعطانيها، قَالَ: فجعلت إذا غلبني الْجُوع ووجدت قومًا من
الحاجّ يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدفعون إليّ كسرةً فأقتنع بها،
وأحرمت فِي العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد
إخراجها من الدار، قَالَ أَبُو مُحَمَّد السُّنّي: فَقَالَ الخليفة:
أطلبوا رجلا مستورًا يصلحُ، فَقَالَ بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج،
فاستصوب الخليفة قوله، فزوَّجه بها، فكان ابن سمعون يجلس عَلَى الكرسي
فيعِظ ويقول: خرجت حاجًّا، ويشرح حاله، وها أنا اليوم عليّ من الثياب
ما ترون.
قَالَ البَرْقَاني: قلت لَهُ يومًا: تدعو الناس إلى الزُّهْد وتلبس
أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فَقَالَ: كل ما يُصْلِحُك
للَّه فافعله إذا صلُح حالك مَعَ اللَّه.
قَالَ الخلال: قَالَ لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن. قَالَ:
أعطاك اللَّه الْأسمَ، فَسَلْه الحُسْنَى.
وجرت لابن سمعون حكاية فِي سنة بضع وستّين وثلاثمائة. رواها قاضي
المارستان عَنِ القُضَاعي بالإجازة، قَالَ: ثنا عَلِيّ بْن نصر
الصبّاح، ثنا أَبُو الثناء شكر العَضُدي، قَالَ: لما دخل عَضُدُ الدولة
بغدادَ، وقد هلك أهلها قتْلا وخوفًا وجوعًا، لِلفِتَن التي اتّصلت فيها
بين الشيعة والسُّنّة، فَقَالَ: آفَةُ هَؤُلاءِ القصَّاص، فنادى: لا
يقصّ أحد فِي الجامع ولا الطُّرَف ولا يتوسَل بأحد من الصّحابة، ومن
أحبَّ التوسُّل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دَمَه، فوقع فِي الخبر
أنّ ابن سمعون جلس عَلَى كرسيّه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه،
فأُحْضِر، فدخل عليّ رَجُل لَهُ هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت
(27/153)
إِلَيْهِ، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير
مكترث، فقلت: إنّ هذا الملك جبّار عظيم، وما أوثر لك مخالفة أمره، وإني
مُوَصِّلُك إِلَيْهِ، فقبِّلِ الْأرض وتلطف لَهُ، واستعن باللَّه
عَلَيْهِ، فَقَالَ: الخلق والأمر للَّه، فمضيت بِهِ إلى حجرة، وقد جلس
فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لاستأذن، فإذا هُوَ إلى جانبي قد حوّل
وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ
إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ 11: 102 [1] قَالَ: ثم حوَّل
وجهه، وقرأ ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ
لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 10: 14 [2] فأتى بالعجب، ففتح [3] عين
الملك، وما رَأَيْت ذَلِكَ [منه] قطّ، وترك [4] كُمَّه عَلَى وجهه،
فلما خرج أَبُو الْحُسَيْن قَالَ الملك: اذهب إِلَيْهِ بثلاثة آلاف
درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل لَهُ: فرِّقها فِي
أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه، ففعلت، فَقَالَ: إن ثيابي هذه من نحو
أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها
متعة وبقيّة ما بقيت، ونفقتي من أجره دار خلَّفها أَبِي، فما أصنع
بهذا؟ فقلت: فرقها عَلَى أصحابك، فَقَالَ، ما فِي أصحابي فقير، فعدت
فأخبرته، فَقَالَ: الحمد للَّه الَّذِي سلَّمه منّا وسلَّمنا منه.
وقَالَ أَبُو سَعِيد النّقّاش: كَانَ ابن سمعون يرجع إلى علْم القرآن،
وعلْم الظاهر، متمسكًا بالكتاب والسُّنّة، لقيته وحضرت مجلسه،
سَمِعْتُهُ يسأل عَنْ قوله: «أَنَا جليس من ذكرني» ، قَالَ، أَنَا
صائنه عَنِ المعصية، أَنَا معه حيث يذكرني، أَنَا مُعِينُه.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُ ابن سمعون، وسُئل عن التصوُّف، فَقَالَ:
أمّا الْأسم فَتَرْك الدُّنيا وأهلها، وأمّا حقيقة التصوُّف فنسيان
الدُّنيا ونيسان أهلها، وسمعته يَقُولُ: أحق الناس يوم القيامة
بالخسارة أهل الدَّعَاوي والإشارة.
وقَالَ أَبُو النجيب الْأمويّ: سَأَلت أَبَا ذَرّ: هَلِ اتَّهمت ابن
سمعون بشيء؟ فَقَالَ: بلغني أَنَّهُ رَوَى جزءًا عَنْ أَبِي بَكْر بْن
أَبِي دَاوُد، كَانَ عليه
__________
[1] قرآن كريم- سورة هود- الآية 102.
[2] سورة يونس- الآية 14.
[3] في سير أعلام النبلاء 16/ 509 «فدمعت» .
[4] في البيتر: «شرك» .
(27/154)
مكتوب: وَأَبُو الْحُسَيْن ابن سمعون، وكان
رجلا [1] آخر سواه، لأنّه كَانَ صبيًّا، ما كانوا يُكْنُونه فِي ذَلِكَ
الوقت، وسماعه من غيره صحيح.
قَالَ أَبُو ذَرّ: وكان القاضي أَبُو بَكْر الْأشعري وَأَبُو حامد
يُقَبّلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أَبُو بَكْر يقُولُ:
ربّما خفي عليّ من كلامه بعض الشيء لدقّته [2] .
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ
لَيْلَةً 7: 142 [3] قَالَ:
مواعيد الْأحبة وإن اختلفت، فإنّها تؤْنس. كُنَّا صبيانًا ندور عَلَى
الشّطّ ونقول:
مَاطِلِيني وسَوِّفي ... وعِديني ولا تَفي
واترُكِيني مُولَّهًا ... أو تَجودِي وتَعطِفي
قَالَ الخطيب: ثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الظاهري: سَمِعْتُ ابن سمعون
يذكر أَنَّهُ أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها،
فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبًا، فلم يأكل منه وتركه، فلما
كَانَ ثاني ليلة وجده تمرًا.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفتح القوَّاس يَقُولُ: لحقتني إضافة،
فأخذت قوسًا وخُفَّيْن، وعزمت عَلَى بَيْعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن
سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أَبَا الفتح لا تبع
الخُفَّين والقوس، فإنّ اللَّه سيأتيك برزق أو كما قَالَ.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي شرف الوزراء أَبُو القاسم عَلِيّ بْن
الْحَسَن، قَالَ: حَدّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن
العلاف، قَالَ: حضرت أَبَا الْحُسَيْن يومًا وهو يعظ، وَأَبُو الفتح
القوّاس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أَبُو الْحُسَيْن عَنِ الكلام
ساعة، ثم استيقظ أَبُو الفتح، ورفع رأسه، فَقَالَ لَهُ أَبُو
الْحُسَيْن: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي نومك؟ قَالَ، نعم. فَقَالَ: لذلك أمسكت خوفًا من أن
تنزعج.
__________
[1] في الأصل «رجل» .
[2] تبيين كذب المفترى 201.
[3] سورة الأعراف- الآية 142.
(27/155)
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي رئيس الرؤساء
الوزير: نا أَبُو عَلِيّ بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، حكى لي مولى الطائع
للَّه [أن الطائع] [1] أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضبانًا،
وكان ذا حِدَّة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن لَهُ الطائع في الدخول، فدخل
وسلّم بالخلافة، ثم أخذ فِي وعظه، فَقَالَ: رُوِي عَنْ أمير المؤمنين
عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين وترضى
عَنْهُ، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتلّ منديل من دموعه، فلما
انصرف، سَأَلت عَنْ سبب طلبه، فَقَالَ: رُفِع إليّ أَنَّهُ ينتقص عليا
رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذِكْر عَلِيّ
والصلاة عَلَيْهِ، وأعاد وأبدى فِي ذِكْره، فعلمت أَنَّهُ وُفِّق،
ولِعِلْمه كُوشِف بذلك.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن سمعون، وكان ثقة مأمونًا، فِي نصف ذي
القعدة.
قَالَ الخطيب: ونُقِل سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة من داره، ودُفِن بباب
حرب، ولم تكن أكفانه بُلِيَت فيما قِيلَ.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شهريار، أَبُو بَكْر بْن أخي عَلِيّ
بْن الفضل التاجر الْأرْدَسْتَاني [2] .
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر [3] ، أَبُو الطيب التيملي الكوفي
النَّخَّاس.
حدّث بالكوفة وبغداد عَنْ عَبْد اللَّه بْن زيدان البَجَليّ، وعلي بن
العباس المقانعي، وجماعة.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] الأردستاني: بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين
المهملتين وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون. نسبة
إلى أردستان، بلدة قريبة من أصفهان.
وقيل بكسر الألف والدال، (اللباب 1/ 41) .
[3] تاريخ بغداد 2/ 245 رقم 711، العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126.
(27/156)
وعنه: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو
مُحَمَّد الخلال، ومحمد بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ،
ومُحَمَّد وَأَبُو طاهر ابنا مُحَمَّد بْن عيسى الحَذَّاء الكوفي
وجماعة.
وكان ثقة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ عُبَيْد
اللَّه، أَبُو الفَضْل الشَّيْباني الكوفي نزيل بغداد.
حدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وأَبِي [2]
القاسم البَغَوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين.
رَوَى عَنْهُ جماعة، وانتخب عَلَيْهِ الدار قطنى، ثم بان كَذِبُه،
وسرقوا حديثه.
قَالَ الخطيب: كَانَ عند ذَلِكَ يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.
قلت: وكان حافظًا عارفًا بالفنّ، مصنّفًا، لكنّه لحقه الْأدْبار.
رَوَى عَنْهُ تمّام الرّازي، وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد
الخلال، وَأَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وخلق.
قَالَ الْأزهري: كَانَ يحفظ، وكان كذّابًا دجّالا.
قَالَ حمزة السَّهْمي: كَانَ يضع الحديث، كتبت عَنْهُ، وله سَمْتٌ
ووَقَار.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.
مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد [3] بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن
المغيرة، أَبُو طاهر السُّلَمي، نافعة الأئمة أَبِي بَكْر، محدّث
نيسابُور، وسمع جدّه، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأَحْمَد بْن
مُحَمَّد الماسرجسي، وأقرانهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 466- 468 رقم 3010، العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/
126، لسان الميزان 5/ 231، 232 رقم 811.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، مرآة الجنان 2/ 435، ميزان
الاعتدال 4/ 9، سير أعلام النبلاء 16/ 490، 491 رقم 360، لسان الميزان
5/ 341، 342.
(27/157)
قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس التحديث سنة
ثمانٍ وستّين، ودخلت بيت كُتُب [1] جَدّه، وأخرجت له مائتين وخمسين جزا
من سماعاته الصحيحة، وانتقيت لَهُ عشرة أجزاء، وقلت: دع الْأصول عندي
صيانةً لها، فأخذها وفرّقها عَلَى النّاس، وذهبتْ، ومدّ يده إلى كُتُب
غيره، ثم إنه مرض، وتغيّر بزوال عقله فِي سنة أربع وثمانين. ثم قصدته
بعد ذَلِكَ للرواية، فوجدته لا يَعْقِل، وتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين،
فِي جمادى الْأولى، ودفن فِي دار جدّه.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وَأَبُو سعد
الكَنْجَرُوذِي وَأَبُو المُظَفَّر سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم المقرئ،
وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ المقرئ، وغيرهم من
شيوخ زاهر السّحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا فِي صحة عقله، فإنّ
من لا يَعْقِل كيف يُسْمَع عَلَيْهِ، واللَّه تعالى أعلم.
مُحَمَّد بْن يحيى [2] البُوزْجَاني [3] ، أحد الكبار البارعين فِي
معرفة الهندسة. لَهُ فيها تصانيف عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابُور.
مُحَمَّد بْن المُسَيّب بْن رافع [4] العَقِيلي الْأمير أَبُو الذّواد.
تغلّب عَلَى المَوْصِل وأخذها سنة ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عَضُدِ
الدولة.
وتُوُفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلّد
بْن المُسَيّب.
مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبَّاس [5] ، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي
البزّاز. جمع الكثير من قاسم بْن أصبغ، وسمع من أبى عبد الملك ابن أبى
دليم، وأحمد بن رحيم.
__________
[1] في الأصل «كتب بيت» .
[2] المختصر في أخبار البشر 2/ 133، ابن الوردي 1/ 315.
[3] البوزجاني: بضم الباء الموحّدة وسكون الزاى بعد الواو وفتح الجيم
وفي آخرها النون. نسبة إلى بوزجان، بليدة بين هراة ونيسابور. (اللباب
1/ 185) .
[4] العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، الكامل في التاريخ 9/ 125 وقد
ذكره الذهبي في وفيات السنة السابقة 386 هـ. ذيل تجارب الأمم 300.
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 100 رقم 1375.
(27/158)
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ وكان
صالحًا ثقةً. توفي فِي رجب.
مُوسَى بْن عيسى بْن طانجور [1] ، أَبُو القاسم السّرّاج. سَمِعَ
مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود،
ومُحَمَّد السَّوانيطي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العتيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون
النَّرْسي وعبيد الله بن الْأزهري، ووثّقه، وكان مولده سنة خمسٍ وتسعين
ومائتين.
نوح بْن منصور بْن نوح [2] بْن عَبْد الملك بْن نصر بْن أحْمَد بْن
إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان، أَبُو القاسم، سلطان ما
وراء النهر، وابْن سلاطينها.
تُوُفِّي فِي رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولى الأمر بعده
ابنه أبو الحارث منصور بْن نوح.
وذكره ابن الْجَوْزي فَقَالَ: ملك خراسان وغَزْنَه وما وراء النهر، ولى
بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر، ثم قبض عَلَيْهِ خواصُّه، وأجلسوا فِي
المُلْك أخاه عَبْد الملك بْن نوح، فقصدهم محمود بْن سبكتكين، فالتقاهم
وكسرهم، فانهزموا منه إلى بُخَارَى، وانقرض مُلْكُ السّامانية.
مَنْجوتَكِين التركي العزيزي [3] مولى الملقَّب بالعزيز بْن المُعِزّ.
ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدّة، وفي سنة سبْعٍ هذه عزله الحاكم،
وأرسل عوضه سُلَيْمَان بْن جعفر بن فلاح، فنزع منجوتكين الطّاعة، وسار
إلى
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 64، 65 رقم 7048، المنتظم 7/ 201 رقم 318، العبر
3/ 37، 38، شذرات الذهب 3/ 126.
[2] المنتظم 7/ 201، 202 رقم 319، البداية والنهاية 11/ 323، 324،
الكامل في التاريخ 9/ 129، دول الإسلام 1/ 235، العبر 3/ 38، النجوم
الزاهرة 4/ 198، شذرات الذهب 3/ 126، 127، الأنساب 7/ 14، اللباب 2/
94، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، تاريخ ابن خلدون 4/ 352، سير أعلام
النبلاء 16/ 514، 515 رقم 378، مآثر الإنافة 1/ 329، تاريخ مختصر الدول
178.
[3] في الأصل «بنجوتكين» وهو تصحيف. والتصحيح من: ذيل تاريخ دمشق 41،
أمراء دمشق 87 رقم 263، الدرّة المضيّة 232- 235 و 237 و 271، اتعاظ
الحنفا (راجع فهرس الأعلام) ، تاريخ الأنطاكي 1/ 179، ويقال له
«بنجوتكين» وفي عيون الأخبار 258 «أنخوتكين» .
(27/159)
الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت
الوقعة يوم الجمعة من جمادى الْأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين،
ووصل دمشق فِي يومين، وطلب من أهل البلد النُّصْرَة، فلم يجيبوه خوفًا
من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهمُّوا بالقبض عَلَيْهِ، فانهزم إلى
أَذْرِعَات [1] ، ولجأ إلى ابن الجرّاح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى
الْأمير سُلَيْمَان بْن فحل، فبُعِث إلى مصر، فعفا عَنْهُ الحاكم.
أَبُو العلاء بْن ماهان [2] ، راوي «صحيح مُسْلِم» . هُوَ: عَبْد
الوهاب بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهان البغدادي.
حدّث [3] بمصر، عَنْ أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى الْأشقر
الفقيه، عَنِ القلانسي صاحب مُسْلِم [4] . وله فَوْت ثلاثة أجزاء من
أجزاء الصحيح رواها عَنِ الْجُلُودِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد الْأشعري، وأَحْمَد بْن
الفتح بْن الواساني المَعَافِرِي، ومُحَمَّد بْن يحيى الحَذَّاء
الْأندلسيون.
وقد كتب الدار قطنى إلى أهل مصر ليكتبوا عَنِ ابن ماهان «كتاب مُسْلِم»
ووصفه بالثقة والتمييز.
قَالَ الحبَّال: توفّى في سنة سبع وثمانين.
__________
[1] أذرعات: بالفتح ثم السكون، وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء. بلد
في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان. (معجم البلدان 1/ 130) .
[2] العبر 3/ 39، 40، شذرات الذهب 3/ 128، 129 (وفي وفيات سنة 388 هـ.)
[3] في الأصل «الكتاب» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 16/ 536.
[4] في الأصل «صاحب مصر مسلم» .
(27/160)
[وفيات] سنة ثمان
وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن عَبْدان بْن مُحَمَّد [1] بْن فرج، أَبُو بَكْر الشيرازي
الحافظ نزيل الْأهواز. كَانَ من كبار أئمّة الحديث. سأله حمزة
السَّهْمي عَنِ الرجّال والْجَرْح والتعديل.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة.
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن السَّكن البغدادي بشيراز، وسمع من بَكْر بْن أحْمَد
الزُّهْري بكازَرُون [2] ، وتُوُفِّي فِي شهر صفر.
رَوَى عَنْهُ: أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو
ذَرّ الهَرَوِي، وقاضي الْأهواز عَبْد الواحد بْن منصور بْن المشتري،
والقاضي عَلِيّ بْن عُبَيْد اللَّه الحسكاني من مشيخة الرازي، وعَبْد
الوهاب الغندجاني [3] وآخرون.
وكان يقال له «الباز الأبيض» ، وروى «تاريخ البخاري» .
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 990، 991 رقم 924، العبر 3/ 328، مرآة الجنان 2/
435، شذرات الذهب 3/ 127، الوافي بالوفيات 7/ 166، سير أعلام النبلاء
16/ 489 رقم 359، طبقات الحفاظ 92، الرسالة المستطرفة 30.
[2] كازرون: بتقديم الزاى وآخره نون. مدينة بفارس بين البحر وشيراز.
(معجم البلدان 4/ 429) .
[3] في الأصل «العندهانى» وهو تصحيف.
(27/161)
أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن عَبْد
البصير أَبُو عُمَر الجذاميّ القُرْطُبي.
سَمِعَ الكثير من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دحيم، ومحمد بْن الخشنيّ،
وخالد بْن سعد وطائفة، وكان عارفًا بالحديث [ووقوف عَلَى أحوال نقلته]
[2] .
رَوَى عنه: محمد بن الحسن الزُّبَيْدِي، وابْن الفَرَضِيّ وقَالَ [3] :
أجاز [لي] ولأبي مصعب جميع ما رواه، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، وله
سبعٌ وسبعون سنة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف المُزَني.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادِل، وعَلِيّ بْن أَبِي
العقب.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي.
أحْمَد بْن منصور بْن مُحَمَّد [4] بْن حاتم، أَبُو بَكْر النُّوشَرِي
[5] .
سَمِعَ يحيى بْن صاعد، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني، وإبراهيم
بْن عَبْد الصمد القاضي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، والتنوخيّ، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة.
أَصْبَغُ بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة [6] ، أَبُو القاسم الخيّاط.
حجّ، وسمع أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي،
وأَبَا إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان، وأَبَا عَلِيّ بْن
السَّكَن. سَمِعَ منه مصنّفه «الصحيح في السّنن» ، وكان من الشهود.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 57 رقم 189 وفي الأصل «أحمد محمد» ، شذرات
الذهب 3/ 137.
[2] في الأصل «وعلى من الرجال» والّذي بين الحاصرتين أثبتناه نقلا عن
تاريخ علماء الأندلس.
[3] سقطت من الأصل، والإستدراك من تاريخ الأندلس.
[4] اللباب 3/ 331، الأنساب 4/ 159.
[5] النّوشرى: بضم النون وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وبعدها راء،
نسبة إلى نوشر.
(اللباب) .
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 81. 82 رقم 259.
(27/162)
قال ابن الفرضيّ: [سمعت] منه [أشياء] [1] ،
وتوفّى فِي رمضان.
بَكْر بْن مُحَمَّد بْن بَكْر بْن خُرَيْم [2] ، أَبُو القاسم الدمشقي
الطرائفي المعدّل.
روى عنه ابن جَوْصا.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما.
الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو عَلِيّ الحَرَشِيّ [4]
الحيري. سمع أباه أَبَا [5] عمرو، وأَبَا [6] نُعَيْم بْن عدِيّ،
وعدّة.
وعنه: القاضي أَبُو بَكْر. مات فِي جمادى الآخرة.
الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد [7] ، أَبُو عَلِيّ الكِنْدي
الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك.
حدّث فِي هذا العام عَنْ سَعِيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، وابْن
جَوْصا.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن الْأشعث المنبجي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد
الرَّحْبي وجماعة.
وقع لنا جُزْءٌ من حديثه.
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن بَشَّار، أبو على الرّيحانى. روى
عنه الهمذانيّ.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقطتين من الأصل، والإستدراك من تاريخ ابن
الفرضيّ.
[2] تهذيب ابن عساكر 3/ 290.
[3] الأنساب 4/ 110.
[4] الحرشيّ: بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة. هذه
النسبة إلى بنى الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس،
وأكثرهم نزلوا البصرة، ومنها تفرّقت إلى البلاد. (الأنساب 4/ 108) .
[5] في الأصل «أنا» ، والتصحيح من الأنساب.
[6] في الأصل «أنا أبو» ، والتصحيح من الأنساب.
[7] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 419 و 4/ 189 و 10/ 7 و 15/ 557 و
20/ 162 و 24/ 399 و 37/ 327، التهذيب 4/ 189، موسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 107 رقم 422، سير أعلام النبلاء 16/ 415 رقم
302.
(27/163)
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عمروس،
ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل الزَّعْفَراني، ومُحَمَّد بْن
حمدان بْن سُفْيَان البغدادي، والقاسم بْن أَبِي صالح، وإبراهيم بْن
مُحَمَّد بْن يعقوب.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن زَنْجَوَيْه، وَأَبُو طاهر بْن سَلَمَة،
ومُحَمَّد بْن عيسى، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا صالحًا.
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [1] الدمشقي نزيل نيسابُور، وحدّث
فِي هذه السنة عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الهُجَيْمي، والفضل بْن
الفضل الكِنْدي، وجماعة.
وعنه: أَبُو عثمان الصّابوني، وأَحْمَد بْن منصور المقرئ.
رَوَى أحاديث لا تشبه أحاديث الصِّدْق.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن بُكَيْر، أَبُو عَبْد
الله البغدادي الصيرفي الحافظ.
سمع أبا جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وإِسْمَاعِيل الصَّفَّار،
وَعُثْمَان بْن السّمّاك وأبا بكر بن النجار فمن بعدهم.
روى عنه: أبو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي،
وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عَنْهُ أبو
الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ [يَقُولُ] [3] فِي حديث: هذا حديث كتبه
عنّي مُحَمَّد بن إسماعيل الورّاق، وأبو الحسن [4] الدار قطنى.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 233.
[2] تاريخ بغداد 8/ 13 رقم 4051، المنتظم 7/ 203 رقم 320، مرآة الجنان
2/ 435، البداية والنهاية 11/ 324، 325، العبر 3/ 38، 39، ميزان
الاعتدال 1/ 528، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الوافي بالوفيات 12/ 339 رقم
317، لسان الميزان 2/ 262، 263 رقم 1100، شذرات الذهب 3/ 128 وقد مرّت
ترجمته في وفيات السنة السابقة فليراجع، تاريخ التراث العربيّ 1/ 348
رقم 255، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 464 دون أن يترجم له.
[3] إضافة على الأصل من ترجمته السابقة.
[4] في الأصل «الحسين» .
(27/164)
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر
عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك،
تذكرني متن ما تريد من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر
إسناده حتى أذكّرك بمتنه؟ فكنت أذكر المُتُون، فيحدثني بالأسانيد كما
هِيَ حفظًا منه، وفعلت هذا معه مرارًا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه،
وتكلموا فيه.
قال الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث
ويُلْحِق فِي أُصول الشيوخ ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع
وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
حمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن خطاب، الْإمَام، أَبُو
سُلَيْمَان الخطّابي البُسْتي الفقيه الْأديب، مصنف كتاب «مَعَالم
السُّنَن» ، وكتاب «أسماء اللَّه الحُسْنَى» وكتاب «الغنية عن الكلام
وأهله» ، وكتاب «العزلة» ، وغير ذلك من التصانيف.
سَمِعَ: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة،
وإِسْمَاعِيل الصّفّار ببغداد، أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور
وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدَّةً يصنّف ويفيد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، والشيخ أبو حامد الأسفرايني،
وَأَبُو نصر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان البلخي الغزنوي [2]
المقرئ [و] على بن
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1018- 1020 رقم 950، قال الذهبي: وهم أبو منصور
الثعالبي في «اليتيمة» حيث سمّاه أحمد بن محمد. انظر: يتيمة الدهري 4/
310، 311، حيث سمّاه «أحمد» وكناه «أبا سليمان» ، العبر 3/ 39، شذرات
الذهب 3/ 127 وفيه إن حمد سئل عن اسمه: أحمد أو حمد؟ فقال: سمّيت بحمد
وكتب الناس أحمد فتركته. وجاء بهامش الشذرات: أفاد المتبولي في «شرح
الجامع الصغير» أنه بسكون الميم، النجوم الزاهرة 4/ 99 وفيه «أحمد» ،
وكذلك في مرآة الجنان 2/ 435- 441، البداية والنهاية 11/ 324، إنباه
الرواة 1/ 125، دول الإسلام 1/ 235، معجم الأدباء 4/ 246، بغية الوعاة
1/ 546، 547 رقم 1143 (حمد) ، الأنساب 180، خزانة الأدب 1/ 282، طبقات
الشافعية الكبرى 2/ 218، وفيات الأعيان 2/ 214- 216 رقم 207، اللباب 1/
452، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون ترجمة.
[2] في الأصل «العرنوى» .
(27/165)
الحسن الفقيه السنجزى، ومُحَمَّد بْن
عَلِيّ بْن عَبْد الملك الفارسي الفَسَوي، وَأَبُو عُبَيْد الهَرَوِي
صاحب الفرسين، وعَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
وقد سماه أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي كتاب «اليتيمة» : أَبَا
سُلَيْمَان أحْمَد بْن مُحَمَّد، والصّواب حمْد كما قاله الْجَمُّ
الغفير. ويقال إنّه من ولد زيد بْن الخطَّاب بْن نُفَيْل العَدَوِي،
ولم يَثْبُتْ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن اليونيني [1] وشهدة العامرية قالا: أَنَا
جَعْفَرُ الْهَمَذَانِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ: سَمِعْتُ
أَبَا المحاسن الرّوياني بالرّيّ، سَمِعْتُ أَبَا نصر البلخي بغزنة،
سَمِعْتُ أَبَا المحاسن الرّوياني بالرّيّ، سَمِعْتُ أَبَا نصر البلْخي
بغزنة، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَان الخطابي، سَمِعْتُ سَعِيد بْن
الْأعْرابي، ونحن نسمع عَلَيْهِ هذا الكتاب، يعني كتاب «السُّنَن» لأبي
دَاوُد، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أنّ رجلا لم يكن عنده من
العلم إلا المُصْحَف الَّذِي فِيهِ كتاب اللَّه، ثم هذا المُصْحَف، لم
يحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم البتة» .
ولأبي سُلَيْمَان مُقَطَّعات من الشعر في كتاب «اليتيمة» للثَّعالبي،
منها:
وما غربة [2] الْأنْسَان فِي شقّة النَّوَى ... ولكنها واللَّه فِي عدم
الشَّكْل
وإنّي غريبٌ بين بُسْتَ وأهلِها ... وإنْ كَانَ فيها أُسْرَتي وبها
أهلي
وله:
فسامح [3] ولا تَسْتَوْفِ حقَّك كلَّه ... وأبق فلم يستوف [4] قطّ كريم
ولا تَغْلُ فِي شيء من الْأمر واقتَصِدْ ... كلا طرفي قصْد الْأمور
سليم
وقد أخذ الخطّابى اللّغة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد، والفقه عَنْ أَبِي
عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي بَكْر القفال الشاشي [5] وغيرهما.
__________
[1] في الأصل «النوسي» ، واليونينى: بضم الياء وكسر النّون. نسبة إلى
بلدة يونين شمالي مدينة بعلبكّ بلبنان.
[2] في اليتيمة «غمّه» .
[3] في اليتيمة «تسامح» .
[4] في اليتيمة «يستقص» .
[5] في الأصل «الشافعيّ» وهو وهم.
(27/166)
وذكر أَبُو يعقوب القرّاب وفاته فِي ربيع
الآخر.
سَعِيد بْن حسّان بْن العلاء [1] ، أَبُو عثمان القُرْطُبي نزيل مصر.
سَمِعَ بها من عَبْد الملك بْن بحر بْن شاذان الجلاب [2] ، ومن عثمان
بْن مُحَمَّد السمرقندي بتنيس.
وحدّث بقُرْطُبَة، وبها تُوُفِّي فِي صفر.
شافع بْن مُحَمَّد بْن [3] الحافظ أَبِي عوانة يعقوب بْن إِسْحَاق،
أَبُو النَّضْر الإِسْفِرَايِينِيّ.
رحل وطَوَّف إلى العراق والشام ومصر وخراسان بعد وفاة جَدّه.
سَمِعَ من جَدّه، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد
اللَّه بْن الزَّيْنَبِي الدمشقي، وابْن جَوْصَاء، وأَحْمَد بْن عَبْد
الوارث الغسَّال، وأَبِي جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطّحاوي،
ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبلي، وطبقتهم.
وروى عَنْهُ: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم، وَأَبُو ذَرّ
الهَرَوِي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن
عبد الرَّحْمَن الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: خرّجت عَنْهُ فِي «الصحيح» .
وقَالَ أَبُو القاسم بْن منده: تُوُفِّي فِي المحرَّم من السّنة.
عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه [4] بْن عَبْد الواحد بْن
مازيا القاضي، أبو الحسين البروجردي [5] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 175 رقم 529، بغية الملتمس 308 رقم 797.
[2] في الأصل «الحلاب» .
[3] حلية الأولياء 9/ 109، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1-
ج 2/ 229 رقم 670، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، تاريخ جرجان 189، سير أعلام
النبلاء 16/ 388 رقم 278 وذكره ثانية ص 495.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1020.
[5] البروجردي: بضم الباء والراء بعدهما الواو وكسر الجيم وسكون الراء
الثانية وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى بروجرد، بلدة من بلاد الجبل
قريبة من همذان. (اللباب 1/ 143، 144) .
(27/167)
حدّث بهَمَذَان فِي سنة أربعٍ وستين عَنْ
أَبِيهِ، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والباغَنْدِي، وابْن
جرير، ومُحَمَّد بْن المجدِّر، وأَحْمَد بْن جوْصا.
رَوَى عَنْهُ: رافع بْن مُحَمَّد القاضي، وطاهر بْن ماهلة، وَأَبُو
بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الهَمَذَانيّون.
ذكره شِيرَوَيْه ووثَّقه وقَالَ: تُوُفِّي ببروجرد سنة ثمان وثمانين
وثلاثمائة.
قلت: يبعد أنّه عاش إلى الْأن.
عُبَيْد اللَّه بْن المحدّث عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ،
القاضي أَبُو القاسم المَرْوَزِي قاضي نَسْف.
قَالَ المُسْتَغْفِري: كَانَ صَلْب المذْهب، لما دخل سبكتكين [1] صاحب
غَزْنَة إلى بَلْخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكَراميّة، وكان منهم
القاضي عُبَيْد اللَّه، وهو يومئذ عَلَى قضاء بلْخ، فَقَالَ
سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد الْأولياء، يعني
الكرامية؟ فَقَالَ القاضي: هَؤُلاءِ كفّار. فَقَالَ: ما تقولون فِي إنْ
كنت أعتقد مذهبهم؟ فقال: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقال وضربهم بطبرزين
حتى أدماهم، وشَبَحَ القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم،
وتُوُفِّي القاضي سنة ثمانٍ وثمانين.
عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد [2] بْن منتاب، أَبُو القاسم
البغدادي، أخو أَبِي الطّيّب.
سَمِعَ يحيى بْن صاعد، وعثمان بْن السّمّاك.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن
حسنون، وغيرهما. وثّقه العتيقى، وولد سنة إحدى وثلاثمائة.
عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله [3] ، أَبُو الفضل الفامي، شيخ
صالح نيسابوريّ، سكن محلّة نصراباذ.
__________
[1] في الأصل «سبكتين» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 375، 376 رقم 5537، المنتظم 7/ 204 رقم 323.
[3] العبر 3/ 39، شذرات الذهب 3/ 128، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، وذكره
المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون أن يترجم له.
(27/168)
سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأكثر
النّاس عَنْهُ لعُلُوّ سَنَدِه.
قَالَ الحاكم: سماعاته بخطّ أَبِيهِ صحيحة.
قلت: رَوَى عَنْهُ سَعِيد العيار، وجماعة، وقع لنا من عَوَالِيه.
عبد العزيز بْن يوسف [1] ، أَبُو [2] القاسم كاتب الْأنشاء للسلطان
عَضُد الدولة، ثم وَزَرَ لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر، وتُوُفِّي فِي
شعبان من السنة، وكان أديبًا شاعرًا رئيسًا نبيلا، ولم يشتهر لأنّه لم
تَطُل وزارتُه.
عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] الْإمَام أَبُو حفص البَرْمَكِي
الحنبلي، أحد الْأعلام والزُّهاد، وقد ذكرناه [4] فِي الماضية. أَبُو
[5] حفص العُكْبَرِي المعروف بابن المسلّم.
رَوَى هذا عَنْ أَبِي بَكْر الصوّاف، وإِسْمَاعِيل الخطبي، وتفقّه بأبي
عَلِيّ النّجار، وأَبِي بَكْر عَبْد العزيز، وله فِي الفقه تواليف
حسنة، رحمه اللَّه.
وهو والد المعمَّر أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البَرْمَكِي
شيخ قاضي المرسْتان.
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِرَاك بْن [6] مُحَمَّد بْن عِرَاك، أبو حفص
الحضرميّ المصري المقرئ المجوّد.
قرأ القرآن بَورْش عَلَى أَبِي جَعْفَر حمدان بْن عَوْن بْن حكيم
الخَوْلاني صاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحاس، وعلى أَبِي
الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع السُّكَّري، وعلى أَبِي
غانم المُظَفَّري أحْمَد بْن حمدان.
__________
[1] المنتظم 7/ 203 رقم 321، البداية والنهاية 11/ 325، الكامل في
التاريخ 9/ 144.
[2] في الأصل «أبا» .
[3] انظر ترجمته في وفيات السنة السابقة باسم «عمر بن إبراهيم» .
[4] في الأصل «ذكرنا» .
[5] في الأصل «أبا» .
[6] في الأصل «عزاك» والتصحيح من العبر 3/ 40، شذرات الذهب 3/ 29،
تذكرة الحفاظ 3/ 1020 وهو في معرفة القراء 1/ 285 رقم 30 «محمد بن محمد
بن عراك» ، حسن المحاضرة 1/ 209، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء
16/ 495 دون أن يترجم له.
(27/169)
قرأ عَلَيْهِ فارس بْن أحْمَد الضّرير،
وتاج الْأئمّة أحْمَد بن عَلِيّ بْن قاسم، وَأَبُو الوليد عُتْبة بْن
عَبْد الملك العثماني، وغيرهم.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفِّي بمكّة يوم عاشوراء، وقد
تُوُفِّي أَبُو غانم شيخه فِي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وتُوُفِّي
أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد اللَّه بن هلال الأزدي سنة عشرين
وثلاثمائة، وهو شيخ أبى غانم. وقرأ الْأزْدِيّ وحمدان الخَوْلاني،
عَلَى إِسْمَاعِيل النّحّاس، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي يعقوب
الْأزْدِيّ، عَنْ ورش، وفقراءته عَلَى الخَوْلاني أعلى بدرجة. وكان ابن
عِراك من كبار المقرءين.
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، أَبُو حفص اليسع [1] . بغدادي،
تُوُفِّي فِي تنيس.
القاسم بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معروف، أَبُو أحْمَد القنطري
الحاكم.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل بنَسْف.
رَوَى عَنْ الْأصم، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.
قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم [2] بْن أَصْبَغُ بْن مُحَمَّد البيّاني
[3] ، أبو مُحَمَّد القُرْطُبي قاضي مدينة الفرج. سَمِعَ من جدّه.
[و] كتب عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ وجماعة.
وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الأوَّل.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو النَّضْر السَّرْمَغُوني
النَّسَوِي.
سَمِعَ بدمشق، ونشأ، وحدّث عَنْ مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الجبّار
النَّسَوِي، وأَبِي الدَّحداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وابْن جَوْصا،
وأَبِي نُعَيْم بْن عدىّ.
__________
[1] في الأصل «اليسيع» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 364 رقم 1070 وفيه «قاسم بْن أصبغ بْن محمد
بْن يوسف بْن ناصح بن عطاء مولى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن
مروان» ، جذوة المقتبس 329 رقم 765، بغية الملتمس 446 رقم 1294.
[3] في الأصل «البناني» والتصحيح من المصادر السابقة.
(27/170)
رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن سَلَمَة، والْحُسَيْن بْن عثمان الشيرازي،
وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي.
وعاش إلى هذه السنة، ولم تُحْفَظْ وفاتُه.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إبراهيم [1] ، أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي [2]
المقرئ، تلميذ ابن شَنَّبوذ، قرأ عَلَيْهِ القراءات، [و] على أَبِي
بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بْن عرفة
النَّحْوِيّ نفْطَوَيْه، وابْن بشّار العلاف صاحب الدُّورِي، وهو أقدم
شيخ لَهُ، ومُحَمَّد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجماعة، واعتنى بهذا
الشأن، وتصدّر للإقراء بعد أن أكثر التَّرْحال فِي لُقيّ الشيوخ
المقرَّبين.
قرأ عَلَيْهِ الهيثم بن أحمد الدمشقيّ الصّبّاغ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد
بْن ياسين الحلبي، وَأَبُو الفرج الْأستِراباذي، وَأَبُو العلاء
مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن
الْحُسَيْن الكارزيني [3] وطائفة، آخرهم وفاةً، فيما أعلم، أَبُو
عَلِيّ الْأهوازي.
وكان عالمًا بالتفسير ووجوه القراءات.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد يذكر
أَبَا الفرج الشَّنَّبُوذِي، فعظَّم أمره وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد القرآن.
وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلّم النّاس فِي رواياته، فحدثني
أحْمَد بْن سُلَيْمَان الواسطي المقرئ قَالَ: كَانَ أَبُو الفرج
الشّنّبوذى يذكر أنّه
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 271 رقم 110، المنتظم 7/ 204 رقم 324، البداية
والنهاية 11/ 325، العبر 3/ 40، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، معرفة القراء
الكبار 1/ 268- 270 رقم 3، النجوم الزاهرة 4/ 199، اللباب 2/ 211، 212،
شذرات الذهب 3/ 129، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون
أن يترجم له.
[2] الشّنّبوذى: بفتح الشين المعجمة والنون وضمّ الباء الموحّدة وسكون
الواو وفي آخرها ذال معجمة، نسبة إلى شنّبوذ جدّ المقرئ الشّنّبوذى.
(اللباب 2/ 211) .
[3] الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاى بعدها الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد
فارس، بنواحيها مما يلي البحر. (الأنساب 10/ 316، اللباب 3/ 74) .
(27/171)
قرأ عَلَى أَبِي الْعَبَّاس الْأشناني،
فتكلّم النّاس فِيهِ، وقرأت عَلَيْهِ لابن كثير، ثم سَأَلت عَنْهُ
الدَّارَقُطْنيّ، فأساء القول فِيهِ.
قَالَ التنوخي: تُوُفِّي أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي فِي صفر من السنة.
قال الدار قطنى: أخذ عرْضًا عَنِ ابن شنَّبُوذ ولازمه، فنسب إِلَيْهِ،
عَنْ مُحَمَّد بْن هارون التّمّار، وأَبِي مزاحم الخاقانيّ، وأحمد بن
حمّاد التيمي، ثم سمّى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر،
خازن، كَانَ يتحرّك فِي البلدان. رَوَى عَنْهُ القراءة غير واحدٍ من
شيوخنا.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مَتّ [1] ، أَبُو بَكْر الْأشْتِيخَني [2] .
سمع «صحيح الْبُخَارِيّ» فِي سنة تسع عشرة وثلاثمائة من أَبِي عَبْد
اللَّه الفَرَبْرِي، وحدّث.
تُوُفِّي فِي رجب، وكان من كبار الشافعية، مَعَ الزُّهد والعبادة، رحمه
اللَّه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيد الإدريسي، وعَلِيّ بْن سختام
السَّمَرْقَنْدِيّ، وجماعة.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن قادم، أَبُو عَبْد اللَّه
القُرْطُبي المالكي.
سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغُ وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقّه عَلَى ابن
سُفْيَان، وسمع ببغداد من أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن
الصَّوّاف.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ [4] : كَانَ ضعيفًا غير ضابط لنفسه ولا لسانه.
تُوُفِّي فِي هذا العام، وكان شاعرًا محسنًا إخباريا، وقد سمعه غير
واحد ينال من عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وأنا سمعته ينال من الْحَسَن،
لعن اللَّه من نال منهما.
__________
[1] العبر 3/ 40، اللباب 1/ 63، معجم البلدان 1/ 196، شذرات الذهب 3/
129، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 125، الأنساب 1/ 268، 269، معجم البلدان
1/ 196، مشتبه النسبة 1/ 16، سير أعلام النبلاء 16/ 521 رقم 382.
[2] الإشتيخني: بكسر الألف وسكون الشين المعجمة وكسر التاء المعجمة
باثنتين من فوق، بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة وفتح الخاء
المنقوطة في آخرها نون. نسبة إلى إشتيخن، قرية من قرى الصّغد بسمرقند.
(اللباب، معجم البلدان) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 100، 101 رقم 1377.
[4] في الأصل «الرضى» وهو تصحيف.
(27/172)
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مجّ،
أَبُو النَّضْر الكُشَاني [1] الكرميني [2] .
رَوَى عن دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن خُزَيْمَة، وأَبِي حسّان مُهِيب
بْن سُلَيْم، وغيرهما.
سماعه سنة سبع عشرة.
رَوَى عَنْهُ جَعْفَر بْن المُسْتَغْفِري.
حدّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو بَكْر النيسابُوري
القطّان.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وعَلِيّ بْن عَبْدان،
وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، وَأَبُو عَلِيّ الصّابوني.
ورَّخه الحاكم.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمي [3] ، أَبُو بَكْر البغدادي الجوهري.
رَوَى عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: العشاري، والعتيقي، والأزهري.
وتُوُفِّي فِي شعبان، وهو ثقة.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن [4] بْن المُظَفَّر، أَبُو عَلِيّ البغدادي
اللُّغَوِي الكاتب، المعروف بالحاتمي، أحد الْأعلام المشاهير.
__________
[1] الكشاني: بضم أولها والشين المعجمة وفي آخرها النون. نسبة إلى
كشانية، بلدة من بلاد الصّغد بنواحي سمرقند. (الأنساب 10/ 431، اللباب
3/ 98) .
[2] الكرمينيّ: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة
باثنتين من تحتها والنون في آخرها. هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى
بلاد ما وراء النهر على ثمانية عشر فرسخا من بخارى. (الأنساب 10/ 405،
اللباب 3/ 94) .
[3] تاريخ بغداد 1/ 363 رقم 303، المنتظم 7/ 204 رقم 325.
[4] في الأصل «الحسين» والتصويب من: تاريخ بغداد 2/ 214 رقم 650،
المنتظم 7/ 205 رقم 330، العبر 3/ 40، شذرات الذهب 3/ 129، معجم
الأدباء 18/ 154، إنباه الرواة 3/ 103، 104، الوافي بالوفيات 2/ 343،
344 رقم 795، وفيات الأعيان 4/ 362- 367 رقم 649، تاريخ ابن الوردي 1/
315، يتيمة الدهر 3/ 108، المحمدون من الشعراء 230، الإمتاع والمؤانسة
1/ 135، بغية الوعاة 1/ 87، 89 رقم 140، اللباب 1/ 326، الأنساب (مادة
الحاتمي) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 134، كشف الظنون 690، 812،
(27/173)
أخذ اللغة عَنْ أَبِي بَكْر الزاهد.
رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وغيره.
وله «الرسالة الحاتمية» التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنبّي من
إظهار سرقاته وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل عَلَى تبحره، يذكر
في أولها ذهابه عَلَى بغلته، وبين يديه غلمانه إِلى دار المتنبي، فما
أكرمه ولا احترمه، وأَنَّهُ جلس، فما التفت إِلَيْهِ، فعنَّفه الحاتمي
ووبخه عَلَى تيهه وعجبه.
تُوُفِّي الحاتمي فِي هذه السنة. بلغتنا أخباره مختصرة.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو الطيّب
الماذرائي. من رؤساء المصريين ومن بيت حشمة.
تُوُفِّي فِي شوّال.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مهران [1] القاضي، أَبُو الفضل
المَرْوَزِي الحَدَّادي الواعظ الصّوفي.
سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن محمود المَرْوَزِي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن
خَالِد صاحب إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وحماد بْن أحْمَد السُّلَمي،
والكبار، وعُمَر حتى جاوز المائة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وبالإجازة أَبُو يَعْلَى الخليلي.
وقَالَ فِيهِ الحاكم: شيخ أهل مَرْو فِي الفقه والحديث والتصوُّف
والقضاء، مات بمَرْو فِي صفر.
قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمُحيي السّنّة البغوي.
__________
[ () ] 988، 8415، 1850، 1905، إيضاح المكنون 1/ 301، هدية العارفين 2/
56، روضات الجنات 176، معجم المؤلفين 9/ 222، 223، تلخيص ابن مكتوم
201، سير أعلام النبلاء 16/ 499، 500 رقم 369 وفيه «محمد بن الحسين» ،
مآثر الإنافة 1/ 322.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1020، الأنساب 4/ 73، 74، اللباب 1/ 346، مشتبه
النسبة 1/ 144، سير أعلام النبلاء 16/ 470 رقم 345، تبصير المنتبه 1/
308.
(27/174)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر، ومُحَمَّد بْن
عَبْد العزيز القنطري، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن أحمد بن
جعفر الشاذباخي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوزيري الخُوَارِزْمِي،
وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي الهيثم الترابي، وغيرهم.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ زكريا الحافظ،
أَبُو بَكْر الشَّيْباني الْجَوْزَقي [2] العدل، شيخ نيسابُور ومحدثها،
وابْن أخت محدّثها أَبِي إِسْحَاق إبراهيم بْن المُزَكّي.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ
الْجُرْجَاني، وأَبِي الْعَبَّاس الدّغولى.
رحل به [3] خاله إلى سرخس و [سمع] [4] مكي بن عبدان، وأبا حامد بن
الشرفي، وأخيه عَبْد اللَّه بْن الشرفي، ورحل فسمع أَبَا سَعِيد بْن
الْأعْرابي بمكّة، وأَبَا عَلِيّ الصّفّار ببغداد، وأَبَا حاتم
الوسقندي [5] بالرّيّ، والقاسم بْن عَبْد الواحد بهَمَذَان، وصنف
«المسند الصحيح» عَلَى كتاب مُسْلِم.
وجَوْزَق: قرية من قرى نيسابُور. وأمّا الفضل إِسْحَاق الهَرَوِي
الْجَوْزَقي الحافظ فمنسوب إلى جَوْزَق من عمل هَرَاة.
ولأبي بَكْر الْجَوْزَقي كتاب «المتّفق» مشهور، وله كتاب «المتّفق
الكبير» في نحو ثلاثمائة جُزْء، يرويه أَبُو عثمان الصّابوني.
روى عَنْ أَبِي بَكْر قَالَ: أنفقت فِي الحديث مائة ألف درهم، وما كسبت
به درهما.
__________
[1] الأنساب 142 ب، العبر 3/ 41، تذكرة الحفاظ 3/ 1013، 1014 رقم 945،
الوافي بالوفيات 3/ 316 رقم 1366، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 169،
النجوم الزاهرة 4/ 199، شذرات الذهب 3/ 129، 130، اللباب 1/ 309، معجم
البلدان 2/ 184، الأعلام 7/ 99، معجم المؤلفين 10/ 240، تاريخ التراث
العربيّ 1/ 347 رقم 254، سير أعلام النبلاء 16/ 493- 495 رقم 364،
طبقات الحفاظ 401، الرسالة المستطرفة 27.
[2] الجوزقى: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاى وفي آخرها القاف. نسبة
إلى جوزق نيسابور (اللباب) .
[3] في الأصل «إليه» .
[4] إضافة على الأصل.
[5] في الأصل «الوسعدى» . و «الوسقندي» : نسبة إلى «وسقند» من قرى
الرىّ. (المعجم البلدان 5/ 376) .
(27/175)
قَالَ الحاكم: وانتقيت لَهُ فوائد فِي
عشرين جُزْءًا، ثم بعدها ظهر سماعه من السّرّاج.
وتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، والكَنْجَرُوذِي، وسعيد بْن مُحَمَّد البحيري،
ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وسعيد العيّار، وأَحْمَد بْن منصور بْن
خَلَف المغربي، وآخرون.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه حَمْشَاد [1] ، أَبُو منصور النيسابُوري
الزّاهد، أحد الْأئمّة.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان،
وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، وتفقّه عَلَى جماعة، وأخذ
الكلام عَنْ جماعة، والعربيّة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد ونحوه، ودخل
إِلى اليمن. وكان مجتهدًا فِي العبادة، زاهدًا، واعظًا، كثير التصانيف،
تخرّج بِهِ جماعة، وكان مُجابَ الدعوة.
تُوُفِّي فِي رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. لَهُ نحو ثلاثمائة مصنَّف.
مُحَمَّد بْن عُبَيْد [2] اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر البغدادي
الكَرْخي الكاتب.
سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا
بَكْر ابن داسة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من
المتأخِّرين.
ذكره البَرْقَاني، قَالَ: ثقة، ثقة، ثقة. وقال غيره: كان يقرب إلى
الدار قطنى فخرّج له.
وتوفّى في ذي الحجّة.
__________
[1] في الأصل «حمشاو» ، والتصحيح من طبقات الشافعية 2/ 167، سير أعلام
النبلاء (المصور) 10 ق 2/ 272، معجم المؤلفين 10/ 209.
[2] في الأصل «عبد» والتصويب من (تاريخ بغداد 2/ 333، 334 رقم 830) .
(27/176)
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد الْإمَام [1]
، أَبُو بَكْر الْأدْفُوِي [2] الْمَصْرِيّ المقرئ النَّحْوِيّ المفسر.
وأدْفو من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشّابًا يتكسّب فِي بيع
الخشب.
صحِب أَبَا بَكْر النّحّاس ولزمه، وحمل عَنْهُ سائر كُتُبه، وسمع
الحديث، وقرأ القرآن برواية وَرْش، وكان سيّد أهل عصره، وكانت لَهُ
حلقة كبيرة. أخذ عَنْهُ طائفة. وله كتاب «تفسير القرآن» فِي مائة
وعشرين مجلَّدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عَبْد الرحيم الفاضل.
تُوُفِّي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الْأوّل.
ومن قَالَ: «الْأثفوي» فعلى لغة عوامّ المصرييّن.
قرأ عَلَى أَبِي غانم المُظَفَّر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ، وغيره.
قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
بْن النُّعمان، والْحَسَن بْن سُلَيْمَان، وعاش ثلاثًا وثمانين سنة.
وقد سَمِعَ من أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، وسعيد بْن السَّكَن،
وعدّة.
مُحَمَّد بْن سهل [3] القاضي، أَبُو نصر النيسابُوري الفقيه، شيخ
الحنفيّة وعالمهم بخُراسَان وأحسنهم سيرةً فِي القضاء.
سَمِعَ: أبا حامد بن بلال، وأبا العبّاس الأصمّ، وما زال منسوبا إلى
الورع والزاهد.
__________
[1] العبر 3/ 41، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، معجم البلدان 1/ 126، طبقات
القراء 2/ 198، 199، الوافي بالوفيات 4/ 117 رقم 1610، طبقات المفسّرين
للسيوطي 38، بغية الوعاة 1/ 189، رقم 317 وفيه «محمد بن على بن محمد» ،
الطالع السعيد للأدفوى 307، 308، حسن المحاضرة 1/ 280، شذرات الذهب 3/
130، كشف الظنون 79 و 139 و 441، 442، هدية العارفين 2/ 56، تاريخ
الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 205، معجم المؤلفين 10/ 305، تاريخ التراث
العربيّ 1/ 78 رقم 30، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 495 دون
ترجمة.
[2] الأدفوي: بضم الهمزة، وسكون الدال، وضم الفاء، وسكون الواو، نسبة
الى قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص. (معجم البلدان 1/ 126) .
[3] تاريخ بغداد 3/ 227 رقم 1290.
(27/177)
وحدّث عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم،
وَأَبُو جَعْفَر الْأزهري، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي. وَأَبُو
عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ.
وعاش سبعين سنة.
مُوسَى بْن يحيى [1] ، أَبُو [2] هارون الصّدّيني [3] الفاسي الفقيه
المالكي.
كَانَ إمامًا عالمًا بالمذهب.
لقي الْإمَام أبا بكر الأسواني، ودخل الأندلسى فِي طلب العلم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفرج عبدوس.
وتُوُفِّي بفاس فِي يوم عَرَفَة، يوم جمعة من سنة ثمانٍ وثمانين.
يوسف بْن أحْمَد بْن يوسف [4] بْن الدخيل، أَبُو يعقوب الصَّيْدلاني
الْمَكِّيّ راوي كتاب «الضعفاء» لأبي جَعْفَر العقيلي، عَنْهُ.
تُوُفِّي بمكّة.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رجاء،
وعَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه المقرئ، وإسحاق بْن أحْمَد الحلبي،
وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبى قراد الكوفي، وأبا التريك ابن الحسين
الطرابُلُسِي، وأَبَا سَعِيد ابن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ
السامري صاحب الزياديّ [5] . وخلقًا من القادمين إلى الحجّ، وصنّف كتاب
«سيرة أَبِي حنيفة» .
رَوَى عَنْهُ: الحكم بْن المنذر البَلُّوطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد
العَتِيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بن نوح الأصبهاني، وعليّ بن الورّاق.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 250 رقم 1467.
[2] في الأصل «بن» .
[3] في الأصل «الصدفي» والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1020. وذكره المؤلف في سير أعلام النبلاء 16/ 495
دون أن يترجم له.
وانظر عنه في مقدّمة كتاب الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 40- 45 في
السماعات.
[5] في الأصل «على السامرنى صاحب الرمادي» .
(27/178)
[وفيات] سنة تسع
وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن سهل بْن محسن [1] ، أَبُو جَعْفَر الحدّاد الْأنْصَارِيّ
الطُّليْطِلي المقرئ.
قرأ بمصر عَلَى عَبْد الباقي الْأدْفُوِي [2] ، وأَبِي الطيب بْن
غلبون، وصنّف قراءة نافع.
مات كَهْلا.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن [3] بْن مالك الكِلائي [4] ، أَبُو
القاسم بليط القُرْطُبي.
رَوَى عَنْ قاسم بْن أَصْبَغُ، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دليص،
وكان صالحًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، تُوُفّي فِي ذي القعدة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عابد [5] ، أَبُو عُمَر الْأسدي القُرْطُبي
الحافظ.
سَمِعَ أحْمَد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدّث
باليسير.
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 9 رقم 8.
[2] في الأصل «الأدفونى» .
[3] ، (4) انظر الأصل 720.
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 58 رقم 193، تذكرة الحفاظ 3/ 1020، 1021
رقم 951، شذرات الذهب 3/ 131.
(27/179)
الحسن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مخلد بْن سنان، أَبُو مُحَمَّد المخلدي [2]
النيسابُوري العدل، شيخ العدالة، وبقية [3] أهل البيوتات.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
الْحَسَن الذَّهبي، ومؤمل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وأَبَا حامد
الْأعمشي، وأَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأَبَا
بَكْر بْن حمدون، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن مسلم الأسفرايينى،
وزنجويه بن محمد اللّبّاد، وموسى بْن الْعَبَّاس الْجُوَيْني، وجماعة.
قَالَ الحاكم: وهو صحيح السَّماع، محدّث عصره.
رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو عثمان البحيري، ويعقوب بْن أحْمَد
الصَّيْرفي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وَأَبُو
يَعْلَى الصّابوني، وَأَبُو سَعْد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو حامد أحْمَد
بْن الْحَسَن الْأزهري.
تُوُفِّي فِي رجب.
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَوْن [4] ، أَبُو مُحَمَّد الحريري [5] ،
بغداديّ.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي.
حدّث عَنْهُ العتيقي ووثّقه.
زاهر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [6] بْن عيسى، أَبُو عَلِيّ السَّرْخَسي
الفقيه الشافعيّ المقرئ المحدّث.
__________
[1] العبر 3/ 43، تذكرة الحفاظ 3/ 1021، اللباب 180 وفيه وفاته سنة 339
وهو خطأ، تاريخ التراث العربيّ 1/ 349 رقم 258.
[2] المخلدي: بفتح الميم وسكون الخاء وفتح اللام وفي آخرها دال مهملة.
نسبة إلى جدّه مخلد. (اللباب) .
[3] في الأصل «بقيت» .
[4] هو: الحسن بن على بن أحمد بن عون. (تاريخ بغداد 7/ 389 رقم 3923،
المنتظم 7/ 206 رقم 331) .
[5] في الأصل «الجريريّ» وهو تحريف.
[6] تذكرة الحفاظ 3/ 6021 العبر 3/ 43، الكامل في التاريخ 9/ 155 وقد
أسقط اسمه «زاهر» وسمّاه «أحمد بن محمد بن عيسى ... » ، طبقات الشافعية
لابن هداية الله 105، طبقات
(27/180)
سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي. [و]
سمع مُحَمَّد بْن زهير الْأبُليّ، وأَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن
صاعد، ومُحَمَّد بْن حفص الْجُوَيْني، ومحمد بن المسيّب الأرغياني،
ومؤمّل بن الحسن الماسَرْجَسي [1] ، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العنزي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العسكري
الزَّبيبي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد
بْن هارون الحضْرمي، وأَبَا عَلِيّ محمد بن سليمان المالكي.
ذكره الحاكم، فقال [2] : شيخ عصره بخُراسَان، سَمِعْتُ مناظرته فِي
مجلس أَبِي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبغي، وكان قد قرأ عَلَى أَبِي بَكْر
بْن مجاهد، وتفقّه عند أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي. ودرس الْأدب عَلَى
أَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وكانت كتبه ترد عليَّ عَلَى الدوام.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وله ستٌ وتسعون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، ومُحَمَّد
بْن أحْمَد بْن جَعْفَر المُزَكّي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد
البحيري، والقاضي أَبُو المُظَفَّر منصور بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي
قُرَّة الحنفي، وكريمة الكُشْمِيهَنِيّة [3] المجاورة، وخلق سواهم.
وقد أخذ عَنْ أَبِي الْحَسَن الْأشعري، عِلْم الكلام، وشهده وهو
يَقُولُ عند الموت: لعن اللَّه المعتَزِلة مَوَّهُوا ومَخْرَقُوا.
وروى المُوَطَّأ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، عَنْ
أَبِي مُصْعَب، عَنْ مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.
__________
[ () ] الشافعية الكبرى 3/ 293 رقم 183، الوافي بالوفيات 14/ 167، 168
رقم 230، النجوم الزاهرة 4/ 200، المنتظم 7/ 206، 207 رقم 332، البداية
والنهاية 11/ 326 وفيه «زاهد» ، شذرات الذهب 3/ 131، طبقات العبادي 86،
تبيين كذب المفترى 206، 207، غاية النهاية 1/ 288، سير أعلام النبلاء
16/ 476- 478 رقم 352.
[1] في الأصل «الماسرخسي» وهو تحريف.
[2] في الأصل «يقال» .
[3] الكشميهنيّة: بضم أولها وسكون الشين وكسر الميم وسكون الياء تحتها
نقطتان وفتح الهاء وفي آخرها نون. نسبة إلى قرية من قرى مرو القديمة.
(اللباب 3/ 99) .
(27/181)
سَعِيد بْن عثمان البَطَلْيُوسي [1] .
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أَصْبَغُ، ووَهْب بْن مَسَرَّة، وتقدم
فِي الْأداب، وولي قضاء بَطَلْيُوس، فلم يُحْمَد، ثم صُرف، ووُلِّي
الشرطة، ثم عُزِل.
مات فِي هذه السنة.
سَعِيد بْن يُمْن [2] ، أَبُو عثمان المُرَادي. رَوَى عَنْ وهب بْن
مَسَرَّة.
رَوَى عَنْهُ الصّاحبان.
مات فِي ذي القعدة بقُرْطُبَة.
طَالِب بْن هجرش، حدّث بمصر، فروى عَنْهُ أَبُو سعد الماليني.
الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بْن حبّان [3] بْن مُوسَى بْن حبّان، أَبُو
الفرج الكلابي الدمشقي.
رَوَى عَنْ جَدّه حبّان، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وأَحْمَد بْن
جَوْصَاء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعَلِيّ بْن المفضّل بْن الفرات، وعلى بن موسى
السّمسار، وغيرهم.
[و «حبّان» ] [4] كلاهما بالكسر.
وَرَّخه ووثَّقه عَبْد العزيز الكتّاني.
عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المَعَافِرِي [5] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي.
عَنْ وهب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وجماعة.
حدّث عَنْهُ الصاحبان وقالا: قدم علينا طُلَيْطِلة مجاهدًا، وأجاز لنا
فِي سنة تسعٍ وثمانين.
عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري
الفقيه الواعظ، كَانَ
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 207، 208 رقم 467.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 175 رقم 528، الصلة لابن بشكوال 1/ 207 رقم
466.
[3] تهذيب ابن عساكر 7/ 255، 256.
[4] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتوضيح.
[5] الصلة لابن بشكوال 1/ 243 رقم 551.
(27/182)
أَبُوهُ من كبار تجار [1] إصبهان، فسكن
نيسابُور، فتفقّه [عَلَى] [2] أَبِي [3] مُحَمَّد عَلِيّ بْن الْحَسَن
البيهقي، وأخذ علم الكلام، وسمع أَبَا حامد بْن الشرفي ومكّي بْن
عَبْدان، وارتحل إلى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ.
وعاش ثلاثًا وثمانين سنة، وصلّى عَلَيْهِ الفقيه أَبُو بَكْر بْن
فُورَك.
رَوَى: عَنْهُ الحاكم وأهل نيسابُور.
عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد [4] الفقيه القيرواني، أَبُو مُحَمَّد شيخ
المالكية بالمغرب. اسم أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن، وكان أَبُو مُحَمَّد
قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كَانَ واسع، العلم، كثير الحِفْظ، ذا
صَلاح وورع.
وعنه قَالَ القاضي عِيَاض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورُحِل إِلَيْهِ
من الْأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الْأخذون عَنْهُ. وهو الَّذِي لخّص
المذهب، وملا البلاد من تواليفه.
تفقّه بفقهاء بلده، وعوّل عَلَى أَبِي بَكْر بْن اللَّبّاد، وأخذ عَنْ
مُحَمَّد بْن مسرور الحجَّام، والغسال، فسمع من أَبِي سَعِيد بْن
الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الفتح، والْحَسَن بْن نصر السُّوسي، ودرّاس
بْن إِسْمَاعِيل.
سَمِعَ منه خلق كثير من جميع الْأفاق، منهم: الفقيه عَبْد الرحيم بْن
العجوز السَّبْتي، والفقيه عَبْد اللَّه بْن غالب السَّبْتي، وعَبْد
اللَّه بْن الوليد بْن سعد الْأنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بْن
عَبْد الرَّحْمَن الخَوْلاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب.
وكان يُسمَّى «مالكًا الصغير» ، وصنّف كتاب «النّوادر والزّيادات» نحو
__________
[1] في الأصل «تجاري» .
[2] إضافة على الأصل.
[3] في الأصل «أبو» .
[4] العبر 3/ 43، 44، مرآة الجنان 2/ 441، الوافي بالوفيات 17/ 249،
250 رقم 234، تذكرة الحفاظ 3/ 1021، النجوم الزاهرة 4/ 200، طبقات
الفقهاء 160، الفهرست 1/ 201، الديباج المذهب 136- 138، شذرات الذهب 3/
131، كشف الظنون 841 و 880، هدية العارفين 1/ 447، 448، معجم المؤلفين
6/ 73، دول الإسلام 1/ 235، فهرست ابن خير 244، معالم الإيمان لابن
ناجى 3/ 135- 151، شجرة النور الزكية 96، تاريخ التراث العربيّ 2/ 154
رقم 27.
(27/183)
المائة جُزْء، واختصر «المُدَوَّنَة» .
وعلى هذين الكتابين المعوَّل فِي الدُّنيا بالمغرب، وصنّف كتاب
«العُتْبِيّة» عَلَى الْأبواب، وكتاب «الاقتداء بمذهب [مالك] [1] وكتاب
«الرسالة» وهو مشهور. وكتاب.... [2] .
عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن غَلْبون [3] بْن المبارك، أَبُو
الطيّب الحلبي المقرئ، المحقّق.
مؤلف كتاب «الْأرشاد فِي القراءات» ، والد أَبِي الْحَسَن مؤلّف
«التذكرة» ، عداده فِي المصريين، سكنها مدّة.
قرأ عَلَى: إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بْن عَبْد اللَّه، ونصر بْن
يوسف المجاهدي، وصالح بْن إدريس، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الفريابي.
وسمع الحرف من: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان صاحب السُوسي، ومن الْحَسَن بْن
حبيب الحَصَائري، وسمع الحديث من عُبَيْد [4] اللَّه بْن الْحُسَيْن
الْأنطاكي، وسليمان بْن مُحَمَّد بْن زويط [5] وعَدِيّ بْن أحْمَد بْن
عَبْد الباقي الْأذَني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمارة الدمشقي.
قرأ عَلَيْهِ القراءات ابنه طاهر مصنّف «التذكرة» ، والْحَسَن بْن
عَبْد اللَّه الصّقلّي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الرَّبعي، وَأَبُو جَعْفَر
أحْمَد بْن عَلِيّ الْأزْدِيّ، ومكّي بْن أَبِي طَالِب التّنيسي،
وَأَبُو الْعَبَّاس بْن تنيس، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم تاج
الْأئمة.
وحدّث عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن السّخت الرّقّي، وأَحْمَد
بْن إِبْرَاهِيم بْن كامل الصُّوري، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الميماسي،
والْحَسَن بن إسماعيل الضّرّاب.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] مقدار صفحة مطموسة من الأصل غير مقروءة.
[3] العبر 3/ 44، معرفة القراء الكبار 1/ 285، 286 رقم 31، تذكرة
الحفاظ 3/ 1021، شذرات الذهب 3/ 131، مرآة الجنان 2/ 442، غاية النهاية
1/ 470، 471، الأعلام 4/ 316، معجم المؤلفين 6/ 194، تاريخ التراث
العربيّ 1/ 31 رقم 20، حسن المحاضرة 1/ 209.
[4] في (معرفة القراء) «عبد» .
[5] في (معرفة القراء) «زواقى» .
(27/184)
قَالَ أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن
مُحَمَّد الغساني الحافظ: كَانَ ثقة خَيَارًا.
وذكره أَبُو عَمْرو الدّاني، فَقَالَ: كَانَ حافظًا ضابطًا، ذا عَفَاف
ونُسُك وفضل، وحُسْن تصنيف.
وقَالَ غيره: وُلِد سنة تسع وثلاثمائة.
وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي يوم الجمعة لسبعٍ خَلَوْن من جمادى الْأولى.
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خسرماه القِزْوِيني، أَبُو
طاهر.
سَمِعَ بقِزْوين عَلَى مُحَمَّد بْن مِهْرَوَيْه، وعَلِيّ بْن
إِبْرَاهِيم القطّان، وحدّث.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [1] بْن سُلَيْمَان بْن
حَبَابَة، أَبُو القاسم البغدادي المتّوثي [2] البزّاز [3] . ولد سنة
ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي،
وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن هزارمَرد
[4] الصَّريْفينِي [5] ، رَوَى عَنْهُ كتاب «الْجَعْدِيّات» .
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وصلى عَلَيْهِ الْإمَام أَبُو حامد
الإِسْفِرَايِينِيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
عثمان بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد [6] بْن المنتاب، أَبُو الطّيّب
البغدادي الدّقّاق إمام جامع المنصور.
__________
[1] العبر 3/ 44، تاريخ بغداد 10/ 377 رقم 5540، المنتظم 7/ 207 رقم
333، البداية والنهاية 11/ 326 وفيه «عبد الله» ، تذكرة الحفاظ 3/
1021، شذرات الذهب 3/ 132، الكامل في التاريخ 9/ 155، الإكمال 2/ 372،
سير أعلام النبلاء 16/ 548، 549 رقم 400.
[2] المتّوثي: بفتح الميم وضمّ التاء المشدّدة وسكون الواو وفي آخرها
ثاء مثلّثة. نسبة إلى متّوث. بلدة بين قرقوب وكور الأهواز. (اللباب 3/
162) .
[3] في العبر «البذار» ، وما أثبتناه عن الأصل وتاريخ بغداد والشذرات.
[4] هزارمرد: في الأصل «هرامرد» وهو تحريف والتصحيح من (معجم البلدان
3/ 403) .
[5] الصّريفينى: بفتح الصاد المهملة وكسر الراء وسكون الياء، وكسر
الفاء وسكون الياء الثانية وفي آخرها نون. نسبة إلى صريفين بغداد.
(اللباب 2/ 240) .
[6] تاريخ بغداد 11/ 310، 311 رقم 6109، طبقات الحنابلة 2/ 166 رقم
629.
(27/185)
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد،
وإِسْمَاعِيل الورّاق.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والْحَسَن بْن مُحَمَّد،
وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كَانَ كثير التَّسَاهُل، لم يُرَ
لَهُ أصل جيد [1] .
عُمَر بْن أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو حفص النيسابُوري الزّاهد. صَدُوق
مُكْثِر.
سَمِعَ ابن الشرفي، ومكّي بْن عَبْدان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
وعنه: الحاكم وغيره.
عُمَر بْن أحْمَد بْن حفص البَرْمَكِي. تقدم [فِي] [2] الماضية.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن يوسف، أَبُو الْحَسَن الخُدْرِيّ العسقلاني.
تُوُفِّي فِي شعبان، وله اثنتان وثمانون سنة.
عَلِيّ بْن مُعَاذ بْن سمعان [3] بْن أَبِي شيبة، أَبُو الْحَسَن
الرُّعَيْنِي البجّاني الأندلسي.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وعَلِيّ بْن الْحَسَن المرِّي، ومسعود
بْن عَلِيّ، وبقُرْطُبَة من قاسم بْن أَصْبَغُ. وكان بليغًا شاعرًا
مُفَوَّهًا نسَّابة.
رَوَى عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: كَانَ يكذب، وقفت عَلَى ذَلِكَ
منه.
تُوُفِّي فِي رجب، وله نَيِّف وثمانون سنة.
فائق عميد الدولة [4] ، أَبُو الْحَسَن الْأمير فتى [5] السلطان نوح بن
نصر السّامانى.
__________
[1] في الأصل «أصلا جيدا» .
[2] إضافة على الأصل.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 315، 316 رقم 932.
[4] ذيل تجارب الأمم 332، المختصر في أخبار البشر 2/ 134.
[5] في الأصل «فنى» .
(27/186)
يَرْوِي عَنْ مُحَمَّد بْن قُرَيْش، وعَبْد
اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، وعَبْد اللَّه الفاكهي
المكّي، وابن أبى دارم الكوفي.
توفي ببُخَارَى. وقد وُلِّي إمرة هَرَاة مدّة، وعقد بها مجلس الْأملاء.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو منصور المؤدِّب، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد
المليحي، ووُلِّي بمدن خراسان نيفًا وأربعين سنة.
فرج بْن عيشون [1] ، أَبُو ثابت الْأندلسي. سَمِعَ كثيرًا من قاسم بْن
أَصْبَغُ وغيره، وكان رجلا صالحًا. كَانَ إمام مدينة إسْتِجَة [2] .
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه كثيرًا، وتُوُفِّي فِي رمضان.
محبوب بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] ، أَبُو عاصم المحبوبي القاضي
الهَرَوِي.
رَوَى عَنْ جَدّه أَبِي بَكْر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القَرَّاب، وَأَبُو عُمَر المليحي، وغيرهما.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن نصير، أَبُو عَبْد اللَّه
النيسابُوري المعدِّل.
رَوَى عَنْ: ابن خُزَيْمَة، وأَبِي قُرَيْش مُحَمَّد بْن جمعة، وأَبِي
الْعَبَّاس السّرّاج.
روى عنه الحاكم.
مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان [4] ، أَبُو عَبْد اللَّه الغافقي
من أهل فَحْص البَلُّوط.
سَمِعَ وَهْب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وابن القوطيّة،
وكان فقيها إماما، أخذ العربية عن الرياحي.
كتب عَنِ ابن الفَرَضِيّ.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَصْبَغُ [5] بْن واقد، أَبُو عَبْد اللَّه
القرطبي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 350 رقم 1036.
[2] إستجة: بالكسر ثم السكون وكسر التاء فوقها نقطتان وجيم وهاء. اسم
لكورة بالأندلس متصلة بأعمال ريّه. (معجم البلدان 1/ 174) .
[3] اللباب 3/ 173.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 102 رقم 1381.
[5] تاريخ علماء الأندلس 2/ 102، 103 رقم 1382.
(27/187)
سَمِعَ أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن
معاوية الْقُرَشِيّ.
وكان قليل الفَهْم والضَّبْط.
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو عَبْد اللَّه اليعقوبي النَّسَفي.
سَمِعَ من جَدّه لامه سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِل بْن عَبْد
المؤمن بْن خلف الحافظ.
رَوَى عَنْهُ أهل بُخَارَى، وسمعوا منه «جامع أَبِي عيسى
التِّرْمِذِيّ» ستَّ مرّات.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِري، وغيره. وتُوُفِّي
[فِي] [1] رمضان.
مُحَمَّد بْن عَبْدَوس بْن حاتم، أَبُو نصر النيسابُوري الزّاهد
الدَّهَّان.
سَمِعَ أَبَا نُعَيْم بْن عَدِيّ، وزِنْجَوَيْه بْن مُحَمَّد، وأَبَا
بَكْر الذَّهَبي.
وعنه: الحاكم، وقَالَ: مات فِي رجب، وله مائة سنة. وهو أَبُو الفقيه
أحْمَد الحاتمي.
مُحَمَّد بْن محمد بْن عَلِيّ، أَبُو بكر بن أبى الحسين السَّرْخَسي
النيسابُوري الشافعي.
تفقّه عَلَى والده، وسمع من ابن نُجَيْد، ومات شابًا.
مُحَمَّد بْن محمد بن الحسن بن عليّ بن بكر، أبو بكر سِبْط ابن هانئ
النيسابُوري.
سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وأقرانه.
تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة من السنة.
وعنه: سَعِيد العَيَّار، وأبو يعلى الصّابونى.
__________
[1] إضافة على الأصل.
(27/188)
مُحَمَّد بْن مكّي بْن زَرَّاع [1] بْن
هارون، أَبُو الهيثم الكُشْمِيهَني [2] المَرْوَزِي.
حدّث بصحيح الْبُخَارِيّ غير مرّة عن محمد بن يوسف الفَرَبْرِي، وحدث
عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد المَرْوَزِي الدّاعوني،
ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عاصم، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصّفّار،
وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن
مُحَمَّد البحيري، وَأَبُو الخير مُحَمَّد بْن أَبِي عمران الصّفّار،
وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن أحْمَد الحفصي، وكريمة المَرْوَزِية وآخرون
[3] .
ولا أعلمه إلا من الثّقات.
قَالَ أَبُو بَكْر بن السَّمْعاني: تُوُفِّي فِي يوم عَرَفَة سنة تسعٍ
وثمانين.
مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن مُحَمَّد [4] بْن منصور، أَبُو عَبْد
اللَّه المغربي الفقيه، قاضي ديار مصر، وابن قاضيها، وأخوه قاضيها لبني
عُبَيْد.
قَالَ ابن زُولاق [5] : لم نُشاهِد بمصر لقاضٍ من الرئاسة ما شاهدناه
لمحمد بْن النُّعْمَان، ولا بلغنا ذَلِكَ عَنْ قاضٍ بالعراق، قَالَ:
ووافق ذَلِكَ استحقاقًا لِما فِيهِ من العِلْم والصيانة والتحفُّظ
والهَيْبَة وإقامة الحقّ.
قلت: وكان عَلَى دين بني عُبَيْد، مظهرا للرّفض، مبطنا لأمور، نسأل
الله العفو.
__________
[1] العبر 3/ 44، 45، اللباب 3/ 99، 100، شذرات الذهب 3/ 132، مرآة
الجنان 2/ 442، الأنساب 10/ 437، 438، سير أعلام النبلاء 16/ 491 رقم
361.
[2] سبق التعريف بهذه النسبة قريبا.
[3] في الأصل «وآخر» .
[4] كتاب الولاة والقضاة 495 و 491 و 592- 595، رفع الإصر 129، الوافي
بالوفيات 5/ 131، 132 رقم 2141، اتعاظ الحنفا (راجع فهرس الأعلام) ،
الدرة المضية 214 و 236، وفيات الأعيان 5/ 419- 421 (في ترجمة أبيه
النعمان رقم 766) ، العبر 3/ 45، شذرات الذهب 3/ 132، تاريخ مصر لابن
ميسّر 44 و 46، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 365، يتيمة الدهر
1/ 385، 386، سير أعلام النبلاء 16/ 547، 548 رقم 399، حسن المحاضرة 2/
147، عيون الأخبار وفنون الآثار السبع السادس 242.
[5] كتاب الولاة والقضاة 594.
(27/189)
وله شِعْر رائقٌ، فمنه:
أيا مُشْبهَ البدرِ بدرِ السماء ... لخمسٍ وسبعٍ [1] مضتْ واثنتينِ
ويا كاملَ الحُسْنِ فِي فِعْلِه [2] ... شَغَلْتَ فؤادي وأسْهَرْتَ
عيني
فهل ليَ فِي [3] مطمعٍ أرتجيه ... وإلا انصرفتُ بخُفَّيْ حُنَيْنِ؟
ويشمتُ بي شامتٌ فِي هَوَاك ... ويُفصح لي ظلّت صُفْرَ اليَدَيْنِ
فإمّا مَنَنْتَ وإما قدرت [4] ... فأنت قدير [5] عَلَى الحالتينِ
وفي سنة ثلاثٍ وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف عَلَى
القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عَبْد العزيز عَلَى الدوام،
وارتفعت رتبة قاضي القضاة مُحَمَّد، حتى أقعده صاحب مصر عَلَى المنبر
معه يوم عيد النَّحر، سنة خمسٍ وثمانين، وهو الَّذِي غسَّل العزيز، لما
مات، وازدادت عظمته فِي أيام الحاكم ثم إنه تَعَالَّ، ولازمه
النُّقْرُسُ والقَوْلَنْجُ، ومات فِي صفر من سنة تسع ثمانين [6] . وأتى
الحاكم إلى داره وشيَّعه.
وكان مولده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، ووُلّي بعده ابن أخيه أَبُو
عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان قضاء القُضاة، ثم
إنّه عُزِل فِي أربعٍ وتسعين، وضُرِبَت رقبته لقصّةٍ يطول شرحها،
ووُلِّي بعده أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد المذكور، ثم قتله
الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، ووُلِّي بعده القضاء أَبُو الْحَسَن
مالك بْن سَعِيد الفارقي.
يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْأسد [7] القيسي، أَبُو زكريا
القُرْطُبي. سَمِعَ من أحْمَد بْن خَالِد وغيره، وكان مشهورًا
بالعدالة، ولم يحدّث.
__________
[1] في وفيات الأعيان: «لسبع وخمس» (5/ 420) .
[2] هكذا في الأصل، وفي الوفيات «نعته» .
[3] في الوفيات «من» .
[4] في الوفيات «قتلت» .
[5] في الوفيات «القدير» .
[6] في الأصل «مائتين» .
[7] تاريخ علماء الأندلس 2/ 194، 195 رقم 1601.
(27/190)
يحيى بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [1] بْن
مُحَمَّد بْن قاسم بْن هلال، أَبُو القاسم القيسي القُرْطُبي الشاهد.
سَمِعَ من أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن زرقا.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
يحيى بْن هُذَيْل بْن عَبْد الملك [2] بْن هُذَيْل بن إِسْمَاعِيل بْن
نُويرة بْن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن مالك، أَبُو بَكْر التميمي
القُرْطُبي الشاعر.
سَمِعَ من أخيه أحْمَد بْن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم
بْن أَصْبَغُ، وكان شاعر وقْته غير مُدَافَع، وطال عمره، فسمع منه بعض
النّاس عَلَى سبيل الرواية.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ من حديثه وشِعْره، وأجاز لي ديوان
شِعْرِه [3] ، وأملى عليّ نَسَبَه، وأخبرني أَنَّهُ وُلِد سنة خمس
وثلاثمائة، وكُفَّ بَصَرَه قبل موته بأعوام. تُوُفِّي فِي ثالث عشر ذي
القعدة بقُرْطُبَة.
قلت: هذا كَانَ حامل لواء الشعراء فِي الْأندلس، وقد نَبَّهنا عَلَى
أَنَّهُ قِيلَ: تُوُفِّي سنة إحدى وسبعين، فاللَّه أعلم.
ومن شعر ابن هُذَيْل:
إذا جلست عَلَى قلبي يدي بيدي ... وصحتُ فِي الليلة الظَّلْماء
وَاكَبِدِي
ضَجَّتْ كواكبُ لَيْلي فِي مَطَالِعِها ... وذابت الصَّخْرَةُ
الصَّمَّاء من كَمَدِي
وله:
عرفت بعرف الرّيح أين يتمّموا ... وأين استَقَلَّ الظَّاعِنُون
وسَلَّمُوا
خَلِيلَيَّ رُدَّانِي إلى جانب الحِمَى ... فلستُ إلى غير الحِمَى
أَتَيَمَّمُ
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195 رقم 1603.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195 رقم 1602، جذوة المقتبس 381، 382 رقم
908، بغية الملتمس 509، 510 رقم 1496، نكت الهميان 307، وفيات الأعيان
4/ 369 (في ترجمة ابن القوطية رقم 650) و 7/ 229 (في ترجمة الرمادي
الشاعر قم 848) وأرّخ وفاته في 386 أو 385 هـ. يتيمة الدهر 2/ 12.
وفيه: «يحيى بن عبد الملك بن هذيل» .
[3] في الأصل «شعر» .
(27/191)
أبِيتُ سمير الفَرْقَدَيْن كأَنَّما ...
وِسَادِي قَتَادًا وضَجِيعيَ أَرْقَمُ
وأجوز وَسْنَانَ العيونِ كأنَّه ... قضيبٌ من الرَّيْحَان لَدن
مْنَعَّمُ
نظرتُ إلى أجفانه أوَّلَ الهَوَى ... فأيقنتُ أنِّي لستُ منهنَّ
أَسْلَمُ
يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الملقّب بالمختفي أَحْمَدُ بْنُ
عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِب، أَبُو الْحُسَيْن الزَّيْدي الهاشمي البغدادي. نزيل
شيرَاز.
حدّث بدمشق عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
رَوَى عَنْهُ: الرَّبْعِي، وعَلِيّ بْن مُوسَى السّمسار.
(27/192)
[وفيات] سنة تسعين
وثلاثمائة
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَين [1] بْن مُحَمَّد بْن الْأسد التميمي
الحمّاني، أَبُو عَمْرو الطُّبْني [2] .
دخل الْأندلس، وسمع من قاسم بْن أَصْبَغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين،
وكان صالحًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، ومات فِي المحرَّم.
أحْمَد بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، أَبُو بَكْر الْإصبهاني، ثم
الطَّرَسُوسِي القاضي الزّاهد.
قَدِم نيسابُور بعد محنة أهل طَرَسُوس ومصيبتهم [3] ، وحدّث عَنِ ابن
الْأعْرابي.
رَوَى عَنْهُ الحاكم.
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [4] ، أَبُو بَكْر الْآبنْدُوني [5]
. وآبَنْدُون عَلَى خمسة [6] فراسخ من جرجان.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 63 رقم 205 وفيه «أحمد بن الحسين بن محمد
بن أسد» .
[2] في الأصل «الطيبي» والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.
[3] يقصد بذلك استيلاء الروم على طرطوس في سنة 354 هـ.
[4] هو: أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن إبراهيم. (تاريخ جرجان 17 رقم 92،
الأنساب 1/ 91، اللباب 1/ 17، معجم البلدان 1/ 50) .
[5] الآبندوني: بفتح الألف الممدودة والباء الموحّدة وسكون النون وضمّ
الدال المهملة وفي آخرها النون. (الأنساب، اللباب) .
[6] في الأصل «خمس» .
(27/193)
رَوَى عَنْ: جَدّه لامّه جَعْفَر بْن
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم، وأَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وعَلِيّ بْن
مُحَمَّد بْن حاتم القومسي.
تُوُفِّي بجُرْجَان.
رَوَى عَنْهُ: مشايخ جُرْجَان.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بَكْر السَّرْخَسي.
[سَمِعَ] [1] عُمَر بْن يعقوب القرّاب.
تُوُفِّي بِهَرَاة فِي المحرَّم.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن نصر بْن ميمون، أَبُو عَمْرو
الْأسلمي القرطبي الكفيف النّحوىّ.
سمع قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشنيّ.
وكان صالحا عفيفا. توفّي فِي شوّال، وقد أدَّب جماعة من الْأعيان.
أَحْمَد بن محمد بن يعقوب [3] ، أبو عبد اللَّه [4] الفارسي الورّاق.
حدّث ببغداد عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن
مجاهد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري،
وجماعة.
وثّقه الخطيب، وتُوُفّي في ذي القعدة.
أحمد بْن مُحَمَّد بن أَبِي مُوسَى [5] القاضي، أَبُو بَكْر الهاشمي
العبّاسي الفقيه المالكي.
بغداديّ شريف، وُلِّي قضاءَ المدائن، ووُلِّي خطابَة جامع المنصور
زمانًا، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 58 رقم 194.
[3] تاريخ بغداد 5/ 126، 127 رقم 2550.
[4] كنيته عند الخطيب «أبو بكر» .
[5] تاريخ بغداد 5/ 64 رقم 2437، المنتظم 7/ 209، 210 رقم 336، البداية
والنهاية 11/ 326.
(27/194)
وسمع من إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد
الهاشمي، وأحمد بن على الجوزجاني، وأبى عَبْد اللَّه المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، انتخب عليه الدار قطنى.
أحْمَد بْن هارون [1] ، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبي البغدادي الَّذِي
حدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن زياد النيسابُوري.
سَمِعَ منه العتيقي فِي هذه السنة، ولم يُؤَرَّخ [2] .
أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي، حفيد
الشَّيْخ أَبِي سعد، وجَدّ أَبِي عثمان الصابوني لامّه، ووالد الحافظ
أَبِي الفضل عُمَر بْن إِبْرَاهِيم.
يَرْوِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ.
رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق القرّاب وجماعة.
أَمَةُ السَّلام [3] ، أخت القاضي أَبِي بَكْر أحْمَد بْن كامل بْن
شجرة، أُمُّ الشَّيْخ البغدادية.
سَمِعَ منها جماعة.
روت [4] عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البَصْلاني، ومُحَمَّد بْن حسين
بْن حُمَيْد بْن الربيع.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو القاسم التنوخي، والقاضي أَبُو يَعْلَى بْن
الفرّاء، وجماعة.
تُوُفِّيتْ فِي رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت ديّنة فاضلة.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 197 رقم 2664.
[2] لعلّه أراد «ولم يؤرّخ له» أو «يؤرّخ وفاته» .
[3] تاريخ بغداد 14/ 443 رقم 7821، المنتظم 7/ 214 رقم 346، مرآة
الجنان 2/ 443 وفيه:
«أمة الإسلام» ، البداية والنهاية 11/ 328 وفيه «أمّ السلام» ، العبر
3/ 46، شذرات الذهب 3/ 132.
[4] في الأصل «روى» .
(27/195)
برجوان [1] الأستاذ، من كباب خُدّام الحاكم
ومُدبِّرِي دولته، وإليه تُنْسَب جادَّة برجوان بالقاهرة.
قتله الحاكم فِي نصف جُمادى الْأولى. أمر زَيْدان الصَّقْلَبيّ صاحب
المِظَلَّة فضربه بسكِّين، فقتله صبْرًا. ثم إنّ الحاكم قتل زَيْدان
فِي سنة ثلاثٍ وتسعين.
جيش [2] بْن محمد بن صمصامة، أمير دمشق، القائد أَبُو الفتح، وَلِيَها
من قِبَل خاله أَبِي محمود الكُتَاميّ سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة،
ووَلِيهَا سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عُزِل بعد سنتين، ثم وُلّي دمشق
سنة تسعٍ وثمانين، إلى أن مات جيش.
وكان جبارًا ظالم سفاكًا للدماء، أَخَّاذًا للأموال، وكَثُرَ ابتهال
أهل دمشق إلى اللَّه فِي هلاكه، حتى هلك بالْجُذام فِي ربيع الآخر سنة
تسعين.
وكان الْأستاذ بَرْجَوَان مدبّر دولة [3] الحاكم قد جهّز القائد جيش
بْن مُحَمَّد فِي عسكر، وأمره عَلَى الشام، فنزل الرَّمْلَةَ، فسار إلى
خدمته نُوَّاب الشام وخدموه، وقبض عَلَى سُلَيْمَان بْن فلاح قبْضًا
جميلا، ونَفَّذ عسكرًا لمنازلة [4] صور، وكان أهلها قد عصوا وأمّروا
عليهم رجلا يُعْرف بالعَلاقة الملاح، وجُهِّز أسطولان فِي البحر إليها،
فاستنجد العلاقة بالرّوم، فبعث إِلَيْهِ «بسيل» الملك عدّة مراكب،
فالتقى الْأسطولان، وظفر المصريّون بالرّوم،
__________
[1] الإشارة إلى من نال الوزارة 27، 28، وفيات الأعيان 1/ 270، 271،
البداية والنهاية 11/ 327، اتعاظ الحنفا 2/ 25 26 وقد ضبطه فقال:
برجوان: بفتح الباء الموحّدة وسكون الراء وفتح الجيم والواو وبعد الألف
نون، الدرة المضية 265، الوافي بالوفيات 10/ 110 رقم 4564.
[2] ذيل تاريخ دمشق 9 و 10 و 25 و 26 و 48 و 50- 54 و 57 و 95، تاريخ
الأنطاكي بتحقيقنا، دول الإسلام 1/ 235، أمراء دمشق 25 رقم 84، شذرات
الذهب 3/ 133 وفيه «حبيش» وهو تحريف، العبر 3/ 46 وفيه «حنش» ، اتعاظ
الحنفا (راجع فهرس الأعلام) وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي
والحضارى عبر العصور- ج 1/ 207- طبعة دار البلاد، طرابلس 1978. وعيون
الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس 253- 257.
[3] في الأصل «دولته» .
[4] في الأصل «لمناولة» وهو تصحيف.
(27/196)
بيت لهْيَا، فأُحضِر بين يدي جيش، فسأله
عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالمًا بما سأله، فنظر
إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها
محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتج بِهِ عليك، فلما
بلغ جيش فِي مرضه ما بلغ من الْجُذَام، وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ
يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من
الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأنّ أهل دمشق كلُّهم بالسِّهام
فأخطئوني [1] ، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل
دمشق، فكانوا يرون أَنَّهُ ابن الْجَرمي، أصابت دعوتُه، وعاش ابن
الْجَرمي بعده ستًا وأربعين سنة.
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ طَوْق، أَبُو
عَلِيّ التغلبي الْجِيَّاني.
رَوَى عَنْ وهب بْن مَسَرَّة وأَحْمَد بْن زكريا بْن الشامة. وقدم
طُلَيْطِلة مرابطًا، فروى عَنْهُ الصّاحبان، وكان رجلا صالحًا.
تُوُفِّي فِي عشر ذي الحجة، وله سبعٌ وسبعون سنة، رحمه اللَّه.
الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد اللَّه بْن الكَوْسَج المعدّل.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين [3] البغدادي، أَبُو
عَبْد اللَّه المقرئ فِي مسجده عنده داره، وكان من أصحاب عَبْد الواحد
بْن أَبِي هاشم.
قرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مُحَمَّد القَنْطري المجاور، وله سماع من
أَبِي عُمَر الزّاهد وغيره.
مات فِي شعبان.
الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر [4] ، أبو القاسم القُرْطُبي العريف
النّحوىّ، أبو
__________
[1] في الأصل «فأخطونى» .
[2] الصلة لابن بشكوال 1/ 135 رقم 305.
[3] قيّده بضم القاف وفتح النون وسكون الياء.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 114، 115 رقم 356، جذوة المقتبس 194، 195
رقم 377، بغية الملتمس 267، 268 رقم 653.
(27/197)
حسن بْن وليد النَّحْوِيّ.
كَانَ عارفًا بالنَّحو، بارعًا فِيهِ. أخذ عَنِ ابن القوطية، وحجّ،
فسمع من أَبِي الطاهر الذُّهْلي، وابْن رشيق، وأقام بمصر أعوامًا، ثم
رجع إلى الْأندلس، فأدّب أولاد المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر.
تُوُفِّي بطُلَيْطِلة فِي رجب.
سَعِيد بْن حمدون [1] ، أَبُو بَكْر القَيْسِي الْأندلسي.
سَمِعَ من أَصْبَغ، وابْن الشامة، وابْن حَزْم، وحجّ، فسمع عَبْد
اللَّه بْن الورد، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي، ولم يزل يطلب العلم إلى أن
مات.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: لم يكن لَهُ نفوذ فِي شيء من العلم.
طاهر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى، أَبُو
العبّاس البغداديّ الشاعر.
مدح الخلفاء، وكسب الْأموال بالأدب، وتنسّك فِي آخر عمره وتزهّد، وله
رسائل فِي الزُّهْد.
وتُوُفِّي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمسٌ وسبعون سنة، ودخل الأندلس
في سنة أربعين وثلاثمائة.
عبد الله بن أحمد بْنُ عَلِيِّ [3] بْنِ [أَبِي] [4] طَالِبٍ، أَبُو
الْقَاسِمِ البغداديّ نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: حسين بْن حَيَّان وجادَةً من كلام يحيى بْن معمر، فِي
الجرْح والتعديل، والْحُسَيْن هُوَ جَدّه لامّه.
رَوَى أيضًا عَنْ أَبِي ذَرّ الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَلِيّ بْن
عَبْد الصّمد الهاشمي، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 174 رقم 525 وفيه يكنى «أبا عثمان» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 207، 208 رقم 622 وفيه «طاهر بْن مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ موسى بن إبراهيم» .
[3] تاريخ بغداد 9/ 395 رقم 4995، المنتظم 7/ 210 رقم 339، البداية
والنهاية 11/ 327.
[4] سقطت من الأصل.
(27/198)
روى عنه: تمام الرازي، وأبو سعد الماليني،
وآخرون.
وثّقه الخطيب وقَالَ: وُلِد سنة سبعٍ وثلاثمائة. تُوُفِّي بمصر فِي
المحرَّم.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ [1] ، بْن
يحيى، أَبُو مُحَمَّد التُّجيْبِي ويُعْرَف بقُرْطُبَة بابن الزَّيّات.
رحل إلى العراق مرّتين، فسمع من إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى
بْن عَمْر بْن علي بْن حرب بْن السّمّاك، وسمع بالبصرة من أَبِي بَكْر
بْن داسة، وجماعة، وبتنيس من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ.
وكان كثير الحديث، مسندًا، صحيح السَّماع، صدوقًا إن شاء اللَّه، إلا
أنّ ضَبْطَه لم يكن جيدًا، وكان ضعيف الخطّ، ربّما أخلّ بالهجاء، وكان
متصرّفًا بالتجارة.
كتب النّاس عَنْهُ كثيرًا قديمًا وحديثًا، وسمعنا منه كثيرًا. قَالَ
ذَلِكَ ابن الفَرَضِيّ. وهو من كبار شيوخ أَبِي عُمَر بْن عَبْد
البَرّ.
تُوُفِّي فِي نصف رجب، وله سبعٌ وسبعون سنة.
عبد العزيز بْن الْعَبَّاس بْن سعدون بْن يحيى، أَبُو القاسم
الخَوْلاني الْمَصْرِيّ.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
عَبْد الحميد بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد البُوَيْطي الْمَصْرِيّ، نزيل
الرَّملة.
رَوَى عَنْ: ابن قُتَيْبَة العَسْقَلاني، وغيره.
وعنه: أَبُو سعد الماليني، والوليد بْن بَكْر الْأندلسي.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أبو سعيد النيسابُوري.
سَمِعَ الكثير من أبى حامد بن الشرفي، ومكّي، وأَبِي بَكْر بْن حمدون،
وحدّث سنين.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 247، 248 رقم 757، جذوة المقتبس 252 رقم
351، بغية الملتمس 332 رقم 882، الوافي بالوفيات 17/ 498 رقم 426،
ميزان الاعتدال 2/ 498 رقم 4581، تذكرة الحفاظ 3/ 1011، 1012.
(27/199)
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن صاعد
[1] القرطبي المالكي.
ولي الشورى أيام ابن زَرْب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الْحَسَن بْن رشيق
وجماعة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خيران، أَبُو
سَعِيد الشَّيْباني المقرئ الهَمَذَاني المعروف بابن الكِسائي.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، وأحمد
بن محمد بن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بْن الخليل بْن
الْأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري،
وأبى عيسى بن قطن، وأبى ذرّ ابن الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد
الهاشمي، وطبقتهم.
روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرَّحْمَن الصّائغ، والهَمَذَانيون.
وقد قَالَ: وُلِدت فِي سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت عَنْ أَبِي، عَنْ
جدّي فِي سنة ثمان وثلاثمائة. ووُلِد ابني أَبُو القاسم سنة سبع عشرة
وثلاثمائة، وفيها رحلت.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة. تُوُفِّي فِي المحرم، رحمه اللَّه.
عَبْد الكريم بْن مُوسَى البزودي النسفي.
سَمِعَ من مَنْصور أبي طلحة البزودي صاحب الْبُخَارِيّ، وبالبصرة من
أَبِي على اللؤلؤي، وحدّث.
كَانَ زاهدًا مُفْتِيا، تفقّه عَلَى أَبِي منصور الماتريدي.
رَوَى عَنْهُ أهل سمَرْقَنْد.
عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى [2] ، أَبُو القاسم بْن جنيفا
الدّقّاق، من ثقات البغداديّين.
ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المحاملي، والحسين المطبّقى،
وإسماعيل الصّفّار.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 266 رقم 808، بغية الملتمس 356 رقم 980.
[2] تاريخ بغداد 10/ 377 رقم 5541، المنتظم 7/ 210 رقم 337، البداية
والنهاية 11/ 326، 327.
(27/200)
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، ومُحَمَّد بْن
العلاق، وسبطه القاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ ثقة مأمونًا فاضلا، ما رأينا مثله فِي
معناه، رحمه اللَّه.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو بَكْر
النيسابُوري. سَمِعَ أَبَا عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الحيري، ويعقوب
بْن ماهان الصَّيْدَلانِي.
رَوَى عَنْهُ الحاكم.
عَبْدَوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس [1] ، أَبُو الفرج الطُّليْطِلي.
سَمِعَ ببلده من تمّام بْن عَبْد اللَّه، ورحل مرّتين، فسمع من
الْأجُرِّي، وأَبِي الْعَبَّاس الكِنْدِي، وحمزة بْن مُحَمَّد
الكتّاني، وأَبِي زيد المَرْوَزِي.
وكان زاهدًا ورِعًا فقيرًا متقلِّلا.
سَمِعَ منه النّاس كثيرًا، وكان ثقة، حَسَن الضبط.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَوْن اللَّه [2] القُرْطُبي، أَبُو الْحَسَن.
تُوُفِّي فِي جُمادى الأولى.
سمع من قاسم بن أصبغ مع والده صغيرًا، ثم سَمِعَ من مُحَمَّد بْن
معاوية.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب المَرْوَزِي. ثقة مُكْثِر.
حدّث بالرّيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن
خَالِد الجزوري [3] .
أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 340، 341 رقم 1003.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 316 رقم 933.
[3] الجزورى: بفتح الجيم وضم الزاى المخفّفة وبعدها الواو وفي آخره
الراء. نسبة إلى الجزور، وهو البعير الّذي يجزر، وهو لقب قيلة بنت عامر
بن مالك بن المصطلق ...
(اللباب 1/ 278) .
(27/201)
عَليّ بْن عَبْد الله بْن محمد [1] بْن
عُبَيْد، أَبُو الْحَسَن البغدادي الزَّجّاج الشّاهد.
عَنْ حبشون الخلال، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْجَوْزَجَاني.
وعنه التنوخي، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدت سنة خمسٍ وتسعين، أو
إحدى. قَالَ: وكان نبيلا فاضلا، قرأ عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني.
قلت: فهو خاتمة أصحاب الْأشناني.
عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد [2] بْن كثير، أَبُو حفص الكتّاني
المقرئ.
بغدادي مُسْنَد.
قرأ عَلَى ابن مجاهد وحمل عَنْهُ كتاب «السَّبعة» ، وسمع من البَغَوي،
وابْن صاعد، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي سَعِيد العَدَوِي،
وجماعة.
قرأ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وغيره.
وحدّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو
الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو
الْحُسَيْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النَّقور، وابْن هزارَمَرْد
الصريفيني.
وقد سَمِعْتُ كتاب «السبعة» لابن مجاهد من طريقه بعُلُوّ، وقطع لنا
قطعة من عواليه بالإجازة.
وقد قرأ أيضًا عَلَى مُحَمَّد بْن جَعْفَر الجزري، وبكّار بْن أحْمَد،
وزيد بْن أَبِي بلال، وعَلِيّ بْن ذؤابة، وأقرأ فِي مسجده دهرًا.
وقرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مسرور، وَأَبُو عَلِيّ الشَّرْمقاني، وَأَبُو
الفوارس مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْأواني، وَأَبُو الفضل عُبَيْد
اللَّه بْن أحْمَد الكوفي.
وثّقه الخطيب، وتُوُفِّي فِي شهر رجب، وله تسعون سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 7، 8 رقم 6362، المنتظم 7/ 211 رقم 341.
[2] تاريخ بغداد 11/ 269 رقم 6031، المنتظم 7/ 211 رقم 340، البداية
والنهاية 11/ 327، معرفة القراء الكبار 1/ 286، 287 رقم 32، العبر 3/
46، شذرات الذهب 3/ 134، تذكرة الحفاظ 3/ 1011، غاية النهاية 1/ 557،
558، تاريخ التراث العربيّ 1/ 350 رقم 260، الأنساب 10/ 352، 353، سير
أعلام النبلاء 16/ 482- 484 رقم 356.
(27/202)
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْمُنْعِمِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، عَنْ أَبِي الْيُمْنِ
الْكِنْدِيِّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
[الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ] [1] بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ،
ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلاءً، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أبو مُعَاوِيَةُ
الضَّرِيرُ، ثَنَا عَاصِمٌ الْأحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّوْمِ فِي
السَّفَرِ، فَقَالَ، «مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةٌ، وَمَنْ صَامَ
فَالصَّوْمُ أَفْضَلُ» [2] . صَحِيحٌ، غَرِيبٌ.
عُمَر بْن دَاوُد بْن سلمون [3] ، أَبُو حفص الْأنْطَرَطُوسي
الْأطْرَابُلُسِي.
حدّث عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبِي رَوْق
الهَزّاني، وابْن عُقْدَة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن
الطّيّاني.
كَانَ يَرْوِي الموضوعات.
وقَالَ الْأهوازي. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة،
وذكر أن مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وسمعته يَقُولُ: تزوجت مائة
امْرَأَة، واشتريت ثلاثمائة جارية.
مات سنة تسعين.
عيسى بْن سَعِيد بن سعدان [4] الكلبي القرطبي، أبو الأصبغ، المقري،
المحقّق.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والاستدراك من سير أعلام النبلاء.
[2] أخرجه البيهقي في سننه الكبرى عن أنس بلفظ: «إن أفطرت فرخصة الله،
وإن صمت فهو أفضل» . (السنن الكبرى 4/ 245) . والحديث رجاله ثقات. أخرج
نحوه البخاري 4/ 157، ومسلم (1121) ، ومالك في الموطّأ 1/ 295، عن أنس
بن مالك قال: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم.
وفي الباب عن عائشة، أنّ حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنّبيّ صلّى الله
عليه وسلم: أأصوم في السفر؟
وكان كثير الصيام. فقال: «إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر» .
[3] الأنساب 105 ب، مرآة الزمان- ج 11 ق 2/ 211، معجم البلدان 1/ 329،
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 375 و 26/ 115 و 31/ 387، الوافي
بالوفيات 6/ 37، لسان الميزان 4/ 302، المغنى 2/ 465، موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 379 رقم 1151.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 336، 337 رقم 992، بغية الملتمس 403 رقم
1146، معرفة القراء الكبار 1/ 307 رقم 8.
(27/203)
رحل وعرض القراءة عَلَى السّامِريّ،
وأَحْمَد بْن نصر الشّذَائي [1] وعُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وسمع
من القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وعدّة.
وأقرأ فِي مسجده بقُرْطُبَة.
تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة كهلا.
فحل [2] بْن تميم الْأمير المغربي. وُلّي إمرة دمشق للحاكم في هذه
السنة، ومات فيها، فوُلّي بعده عَلِيّ بْن جَعْفَر بْن فلاح.
القاسم بْن ميمون بْن حمزة، أَبُو مُحَمَّد العلوي. تُوُفِّي بمصر.
مُحَمَّد بْن جعفر بْن رُمَيْل [3] ، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي ثم
الْمَصْرِيّ. سَمِعَ مُحَمَّد بْن زبّان بْن حبيب، ومُحَمَّد بْن
مُحَمَّد بْن الْأشعث.
وعنه عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه المَحَامِلي، وعَبْد العزيز بْن
عَلِيّ الدّقّاق، الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ مردا جزءين من حديثه حدَّثونا بهما.
مات فِي جُمَادَى الْأولى.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن [4] بْن عبد الله بن هارون،
أَبُو الْحُسَيْن بْن أخي ميمي الدّقّاق، من ثقات البغداديّين.
سَمِعَ أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن
بهلول، وأَبَا حامد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وإِسْمَاعِيل
الورّاق، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُّور، وَأَبُو طَالِب
العشاري، وَأَبُو مُحَمَّد الصّريفينى، وتوفّى سلخ رجب.
__________
[1] في الأصل «السداى» .
[2] في الأصل «على» وهو خطأ، والتصحيح من: أمراء دمشق 65 رقم 205،
الدرّة المضيّة 271، اتعاظ الحنفا 2/ 17 و 45.
[3] في الأصل «زهيل» وهو تصحيف، والتصحيح من تذكرة الحفاظ 3/ 1012.
[4] تاريخ بغداد 6/ 469، المنتظم 7/ 211 رقم 342، البداية والنهاية 11/
327، العبر 3/ 47، شذرات الذهب 3/ 134، تذكرة الحفاظ 3/ 1012، معجم
المؤلفين 10/ 208، تاريخ التراث العربيّ 1/ 349 رقم 259، سير أعلام
النبلاء 16/ 564، 565 رقم 416.
(27/204)
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون،
أَبُو سَعِيد النيسابُوري الزّاهد، أحد العُبَّاد ببلده.
سَمِعَ من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد بن الشرفي،
وأَبَا نُعَيْم ابن عَدِيّ.
وعنه أحْمَد بْن منصور المغربي، وَأَبُو [1] عثمان سَعِيد البحيري.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [2] بْنِ ذي النُّون،
أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي البجَّاني.
سَمِعَ من سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر، وحدّث.
وفي سماعه من سَعِيد مقال.
مُحَمَّد بن عُمَر بْن يحيى [3] بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن يحيى
بْن الْحُسَيْن بْن الشهيد بْن عَلِيّ الزيدي العلوي، أَبُو الْحَسَن
الكوفي نزيل بغداد.
كَانَ رئيس الطّالِبِيّين، مَعَ كثرة المال والضّياع واليَسَار.
وُلِد سنة خمس عشرة.
وسمع هناد بن السّريّ الصّغير، وأَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره، وانتخب عَلَيْهِ الدار
قطنى، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأول، وكان وافر الجاه والحُرْمة.
ناب عَنْ بني بُوَيْه، ولما دخل عَضُدُ الدولة بغداد، قَالَ لَهُ: امنع
النّاس من الدعاء والصُّحْبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامّة
لَهُ، ثم فيما بعد قبض عَلَيْهِ وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي فِي السجن
مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أَبُو الفوارس بْن عَضُدِ الدولة، فأقام
معه، وأشار عَلَيْهِ بطلب المُلْك، فتمّ لَهُ ذَلِكَ، ودخل معه بغداد.
__________
[1] في الأصل «أبى» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 103 رقم 1383.
[3] تاريخ بغداد 3/ 34 رقم 961، المنتظم 7/ 211- 213 رقم 343، البداية
والنهاية 11/ 327، شذرات الذهب 3/ 134، الوافي بالوفيات 4/ 244، رقم
1776، الكامل في التاريخ 9/ 162، 163، العبر 3/ 47.
(27/205)
وقيل إنه أخذت منه لما صُودِر ألف ألف
دينار عينًا.
تُوُفِّي فِي عاشر ربيع الْأول.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو عصمة السَجْزِي الضَّبعي.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأول.
مُحَمَّد بْن يوسف بْن مُحَمَّد [1] الْجُنَيْد، أَبُو زُرْعَة
الكَشِّي الحافظ الْجُرْجاني.
كَانَ أَبُوهُ من قرية كَشّ، وهي عَلَى ثلاثة فراسخ من جُرْجَان.
سَمِعَ أَبُو زُرْعَة من: أَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وأَبِي الْعَبَّاس
الدَّغُولي، ومكّي بْن عَبْدان، وأَبِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن
بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى نيسابُور وبغداد وهمذان والحجاز.
قَالَ حمزة بْن يوسف: جمع الْأبواب والمشايخ، وكان يحفظ ويفهم، وأملى
علينا بالبصرة، ثم إنه جاور بمكّة إلى أنْ تُوُفِّي بها سنة تسعين
وثلاثمائة.
المعافى بْن زكريا بْن يحيى [2] بْن حُمَيْد القاضي، أبو الفرج
النّهروانى [3]
__________
[1] تاريخ جرجان 454 رقم 888، المنتظم 7/ 213 رقم 344، مرآة الجنان 2/
443، شذرات الذهب 3/ 134، العبر 3/ 47، تذكرة الحفاظ 3/ 997.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1010- 1012 رقم 943، العبر 3/ 47، 48، طبقات
الفقهاء 93، إنباه الرواة 3/ 296، المنتظم 7/ 213، 214 رقم 345، مرآة
الجنان 2/ 443، 444، البداية والنهاية 11/ 328، وفيات الأعيان 5/ 221-
224 رقم 726، النجوم الزاهرة 4/ 201، 202، شذرات الذهب 3/ 134، 135،
دول الإسلام 1/ 236، الكامل في التاريخ 9/ 163، تاريخ بغداد 13/ 230،
231 رقم 7199، معجم البلدان 5/ 327، الباب 3/ 337، الأنساب 1/ 573،
الفهرست 1/ 236، معجم الأدباء 19/ 151- 154، نزهة الألباء 242، 243،
بغية الوعاة 2/ 293، 294 رقم 2007، كشف الظنون 593، الذريعة 4/ 256،
هدية العارفين 2/ 464، 465، الأعلام 8/ 169، معجم المؤلفين 302، تاريخ
التراث العربيّ 2/ 230 رقم 13، تلخيص ابن مكتوم 249، البلغة في تاريخ
أئمة اللغة 259، غاية النهاية 2/ 302، طبقات الحفاظ 400، 401، طبقات
المفسّرين للداودي 2/ 223- 226، سير أعلام النبلاء 16/ 54- 547 رقم
398، الرسالة المستطرفة 166، طبقات الأصوليّين 1/ 211، 212.
[3] النّهروانى: بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء وفتح الواو وبعد
الألف نون. نسبة إلى النهروان، بليدة قديمة بالقرب من بغداد. (اللباب)
.
(27/206)
المعروف بابن [1] طرار [2] الفقيه
الجريريّ، نسبة إلى مذهب مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وأَبَا سَعِيد
العَدَوِي، وأَبَا حامد الحَضْرَمِي، وخلقًا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ
عَلَى ابن شنَّبوذ، والخاقاني.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ القاضي، وَأَبُو تغلب
المَلْحمي، وأَحْمَد بْن مسرور الخبّاز، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن زلال
النَّهَاوَنْدِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الطّيّب الطَّبَرِي،
وأَحْمَد بْن عَلِيّ التَّوَّزي، وأَحْمَد بْن عُمَر بْن رَوْح،
وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، وآخرون.
قَالَ الخطيب: كَانَ من أعلم النّاس فِي وقته بالفقه والنَّحْوِ
واللّغة وأصناف الأدب، وولّى القضاء بباب الطّلاق، وكان عَلَى مذهب ابن
جرير، وبلغنا عَنْ أَبِي مُحَمَّد البافي الفقيه أَنَّهُ كَانَ
يَقُولُ: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج، فقد حضرت العلوم كلُّها.
قَالَ الخطيب: حدّثني أَبُو حامد الدّلوى قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّد
البافي يَقُولُ: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم النّاس، لوجب
أن يُدْفَع إلى المُعَافَى بْن زكريّا.
قَالَ الخطيب: وسالت البَرْقَاني عَنِ المُعَافَى فَقَالَ: كَانَ أعلم
النّاس، وكان ثقة، لم أسمع منه.
وزكريّا أَبُو حيّان التوحيدي قَالَ: رَأَيْت المُعَافَى بْن زكريّا قد
نام مستدبر الشمس فِي جامع الرُّصَافة، فِي يوم شاتٍ، وبه من أثر
الضُّرّ والفقر والبؤس أمر عظيم، مَعَ غزارة علمه.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحُمَيْدي: قرأت
بخطّ المعافى بن
__________
[1] في الأصل «المعروف بن» .
[2] وقيل «طرارا» أو «طرارة» وقد ضبطها ابن خلكان فقال: بفتح الطاء
المهملة والراء وبعد الألف راء ثانية مفتوحة ثم ألف مقصورة. وبعضهم
يكتبها بالهاء بدلا من الألف، فيقول: طرارة.
(27/207)
زكريّا قَالَ: حججتُ، فكنت بمِنَى، فسمعت
مناديا ينادي: يا أَبَا الفرج.
فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى. فَهَمَمْتُ
أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى النَّهْرُوَاني،
فقلت: ولم أشك أَنَّهُ يناديني، ها أنا ذا، فما تريد؟ قال: لعلّك من
نهراوان الشرق [1] ؟ قلت: نعم. قَالَ: نَحْنُ نريد نَهْرُوان الغرب،
قَالَ: فعجبت من هذا الاتّفاق، وعلمت أنّ بالمغرب مكانا يسمّى
النّهروان.
توفّى المعافى بالنَهْرُوان فِي ذي الحجّة، وله خمسٌ وثمانون سنة.
ناجية بْن مُحَمَّد [2] ، أَبُو الْحَسَن الكاتب.
عَنِ ابن الْأنباريّ، والمَحَامِلي، وجماعة.
وعنه العتيقي، والتنوخي.
وثّقه الخطيب.
يحيى بْن منصور، أَبُو سَعِيد البوسنجي الفقيه، سَمِعَ بنيسابُور
مُحَمَّد ابن الْحُسَيْن القطَّان، وغيره.
رَوَى عَنْهُ جمال الْإسلام أبو الحسن الداوديّ، وتوفّى في ذي الحجة.
وَهْب بْن مُحَمَّد بْن محمود [3] بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الحزم
القُرْطُبي. سَمِعَ من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان حافظًا للرأي،
مشاورًا فِي الْأحكام فِي أيام ابن السليم، فلما وُلّي القضاء مُحَمَّد
بْن يَبْقَى ترك مشاورته، وكان شيخًا صالحًا كثير الصلاة، مواظبًا
للجامع، يُقرئ الفقه ويفتي.
تُوُفِّي فِي رمضان.
يحيى بْن مُحَمَّد بْن يوسف [4] ، أَبُو زكريّا الْأشعري القُرْطُبي
المعروف بابن الجباني [5] .
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 16/ 546 «نهروان العراق» .
[2] تاريخ بغداد 13/ 426، 427 رقم 7303، النجوم الزاهرة 4/ 202.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 166، 167 رقم 1522، جذوة المقتبس 360 رقم
848، بغية الملتمس 479 رقم 1404.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195، 196 رقم 1604.
[5] في الأصل «الحيانى» وهو تحريف.
(27/208)
سَمِعَ مُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ،
ومسلمة بْن قاسم، ومُحَمَّد بْن أحْمَد الخزاز، ورحل فسمع بمكّة كتاب
«الضُّعَفاء» للعُقيْلي، وبمصر «صحيح مُسْلِم» من ابن ماهان. وكان جيد
النّقل، ضابطًا.
مات فِي صفر.
وقَالَ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: أَنَا هذا بجميع «جامع
التِّرْمِذِيّ» عَنْ أَبِي يعقوب بْن الدَّخِيل المكّي، عَنْ أَبِي
ذَرّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التِّرْمِذِيّ، عَنْهُ.
(27/209)
[من الوفيات] وممن كَانَ فِي هذا الوقت
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهلهل [1] أَبُو القاسم إلْبيري نزيل
غُرْنَاطَة.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن أبي دُلَيْم.
قال ابن الفرضي: كتبت عَنْهُ، وكان صالحًا.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وثمانين.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، أَبُو معشر الورّاق المَرْوَزِي [2] .
رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيّ بْن رزين الباساني.
وعنه أَبُو عُمَر بْن عَبْد الواحد المليحي.
الْحَسَن بْن يحيى بْن قيس، أَبُو بَكْر المقرئ.
رَوَى «مختَصَر الخِرَقي» فِي الفقه، عَنِ الخِرَقي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عبد الله بن حامد الحنبلي الفقيه، [و] أبو طَالِب
العشاري.
الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [3] بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق،
أَبُو الْعَبَّاس الحلبي.
توفّى قبل والده فيما أظنّ.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 58 رقم 192، بغية الملتمس 164 رقم 351.
[2] في الأصل «المروي» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 76، 77 رقم 4157.
(27/211)
قدِم بغداد، وحدّث بها عَنْ قاسم المَلَطي،
والمَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَلِيّ بْن أَبِي مطر الإسكندراني.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن أحْمَد النعيمي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن
عَلِيّ الواسطي.
قَالَ الخطيب: كَانَ يوصف بالحِفْظ، وما علمت من حاله إلا خيرًا.
الْحُسَيْن [1] بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ
الْإصبهاني الغسّال. عَنْ أَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، ومُحَمَّد بْن حفص وأَحْمَد بْن بندار
الشعّار [2] .
وعنه: أَبُو طاهر أحْمَد بْن محمود بْن النُّعْمَان الصائغ، وغيره.
ذكره ابن نُقْطَة.
الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر [3] بْن مُحَمَّد الخالع الرافقي [4] .
قَالَ: إنه من ذُرِّيّة معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، وكان من كبار
النُّحَاة.
أخذ عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسي.
وله من المصنفات «كتاب الشعراء» وكتاب «المواصلة والمقاصدة» وكتاب
«الْأمثال» وكتاب «الْأودية والجبال» وكتاب «الرمال» وكتاب «تخيلات
العرب» وكتاب «تفسير شِعْر أَبِي تمّام» وكتاب «صناعة الشِعْر» وكتب
سوى هذه، وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف متى مات.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 285، 286 وهو في الأصل «الحسن» .
[2] في الأصل «الشغار» وهو تحريف.
[3] هو: الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين ... انظر: تاريخ
بغداد 8/ 105، 106 رقم 4222، معجم الأدباء 10/ 155، الأنساب 5/ 24،
اللباب 1/ 340، قاموس الرجال 3/ 321، ميزان الاعتدال 5478 رقم 2048،
الفهرست 246 وفيه «الخالع أبو عبد الله محمد بن الحسين» ، الوافي
بالوفيات 13/ 48 رقم 52، بغية الوعاة 1/ 538 رقم 1121، لسان الميزان 2/
310، 311 رقم 1274، كشف الظنون 167 و 380 و 771 و 1082 و 1400، روضات
الجنات 238، أعيان الشيعة 27/ 146- 150، تنقيح المقال للمامقانى 1/
341، الأعلام 2/ 278، معجم المؤلفين 4/ 46، 47.
[4] الرافقي: بفتح الراء وكسر الفاء والقاف، هذه النسبة إلى الرافقة،
وهي بلدة كبيرة على الفرات يقال لها الرقّة. (الأنساب 6/ 49) .
(27/212)
سُلَيْمَان بْن حسان [1] ، أَبُو دَاوُد
بْن جُلْجُل الْأندلسي الطّبيب، عالم الْأندلس بالطب.
كَانَ بصيرًا بالمعالجات. خدم المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصِر،
وكان إمامًا فِي معرفة الْأدوية المُفْرَدَة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس
العين زربي [2] الَّذِي عُرِّب فِي خلافة المتوكّل، وبقي منه ألفاظ
كثيرة يونانية لم تُعَرَّب ولا عُرِفَتْ.
قَالَ ابن جُلْجُل: وانتفع النّاس بما عُرِّب منه، فلما كَانَ فِي دولة
النّاصر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد صاحب الْأندلس، كاتبه أرمانوس
صاحب القُسْطَنْطِينيّة قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان
منها كتاب ديسقوريدس مصوّر الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب
باليوناني، ومنها كتاب هروشيش [3] تاريخ عجيب فِي الْأمم والملوك
باللسان اللَّطِيني [4] .
وكان بالأندلس من يتكلم بِهِ، ثم كاتبه النّاصر وسأله أن يبعث إِلَيْهِ
برجل يتكلم باليوناني واللَّطِيني، ليُعَلِّم لَهُ عبيدًا، حتى
يُتَرْجِموا لَهُ، فبعث إِلَيْهِ براهب يُسمى «نِقَولا» ، فوصل
قُرْطُبَة فِي سنة أربعين، ونشر من كتاب ديسقوريدس ما كَانَ مجهولا،
وكان هناك جماعة من حُذَّاق الْأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم،
وأدركت «نِقُولا الرّاهب» وصحبتهم، وفي صدر دولته مات «نقولا الرّاهب»
.
ولابن جُلْجُل «تاريخ الْأطبّاء والفلاسفة» ، وله تذييل وزيادات عَلَى
كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنّفه فِي سنة اثنتين وسبعين
وثلاثمائة. ولم تبلغنا وفاته متى كانت.
__________
[1] تاريخ الحكماء للقفطى 190، جذوة المقتبس 225 رقم 452، عيون الأنباء
2/ 46- 48، إيضاح المكنون 1/ 561 و 2/ 78، معجم المولفين 4/ 258،
الوافي بالوفيات 15/ 362 رقم 511.
[2] العين زربى: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون،
والزاى المفتوحة والراء الساكنة، والباء الموحّدة. نسبة إلى عين زربة،
بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحرّان. (الأنساب 9/ 108، 109) .
[3] كذا في الأصل، ويريد «هيرودوت» صاحب التاريخ المشهور.
[4] كذا في الأصل، ويريد «اللاتيني» .
(27/213)
عبد الباقي بن الحسين [1] بن أحمد بن
الإمام المقرئ، أبو الحسن بن السّقّاء الخُراساني ثم الدمشقي. أحد
الحُذَّاق بالقراءات، وأحد من عُني بهذا الشأن.
قرأ عَلِيّ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان البعلبكي صاحب هارون الْأخفش،
وعلى نظيف [2] بْن عَبْد اللَّه، وعلى بْن زيد بن على الكوفي، وعلى بن
مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْجَلَنْدي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن
الدّبيلى [3] وأَحْمَد بْن صالح وإبراهيم بْن الْحَسَن، وطائفة بالحجاز
والشام والعراق ومصر، وحدّث عَنْ عَبْد اللَّه بْن عتاب بْن الزِّفْتي،
وأَبِي عَلِيّ الحصايرى، وجماعة.
قرأ عليه: أبو الفتح فارس وغيره، وحدّث عَنْهُ عَلِيّ بْن دَاوُد
المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن أحْمَد [4] الْإصبهاني.
وقَالَ أَبُو عَمْرو الدّاني: وكان خيرًا، فاضلا، ثقة، مأمونًا، إمامًا
فِي القرآن، عالمًا بالعربية، بصيرًا بالمعاني. قَالَ لنا فارس بْن
أحْمَد عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
أدركت إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرّزّاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ
فِي سنة أربعٍ وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عَلَيْهِ.
قَالَ الدّاني: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ:
كَانَ عَبْد الباقي سَمِعَ معنا عَلَى أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وكتب
عَنْهُ كتبه فِي الشرح، ثم قَدِم مصر، فقامت لَهُ فيها رئاسة، وكنّا لا
نظنه هناك، وكان ببغداد.
تُوُفِّي سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر.
عثمان بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم السّامِريّ الوَرّاق. سَمِعَ أبا بكر
بن نَيْرُوز الْأنماطي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وجعفر بن
مرشد.
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 287، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
ق 1- ج 3/ 36 رقم 739، وهو في الأصل «ابن الحسن» وهو تحريف، حسن
المحاضرة 1/ 210، غاية النهاية 1/ 356، 357.
[2] في الأصل: «وعلى بن نظيف» .
[3] الدّبيلى: بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء آخر
الحروف، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى دبيل، وهي قرية من قرى
الرملة. (الأنساب 5/ 278) .
[4] في (معرفة القراء) : «أبو على أحمد بن محمد» .
(27/214)
وعنه: الماليني، والحاكم، وحمزة السَّهْمي،
وجماعة.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عثمان [1] بْن سَعِيد، أَبُو الْحَسَن
الغضائري. قرأ عليه بالروايات أَبُو عَلِيّ الْأهوازي.
وزعم أَنَّهُ قرأ عَلَى عَبْد اللَّه بْن هاشم الزَّعْفَراني تلميذ خلف
البزّاز، وعَلِيّ أحمد بن فرج، وسعيد بن عبد الرّحيم الضّرير صاحبي
الدّورى، وعَلِيّ بْن شنَّبوذ، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأهناسي
[2] الْمَصْرِيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الهيثم المقرئ، عَلَى
[3] تلميذ أَبِي أحْمَد الطّيّب بْن إسماعيل.
عمر بن القاسم [4] ، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مُجاهد،
يُعرف بابن الحدّاد وبابن وَبَرَة، من بقايا من تلا عَلَى ابن مجاهد.
حدّث عَنْ: ابن مبشر الواسطي، والمَحَامِلي، وقاسم المَلَطي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وَأَبُو الفرج
الطّناجيري.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
قلت: بقي إلى سنة تسعين.
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن تميم [5] ، أَبُو القاسم القاضي.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام البلدي، وأَبِي الفوارس
الصّابوني، وأَحْمَد بْن الحسن بْن إِسْحَاق الرّازي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي.
قَالَ الخطيب: كان صدوقا، خرّج له ابن شاهين.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن القاسم [6] بْن خلف بْن حَزْم، أَبُو
الْحَسَن الثَّغْري
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 271 رقم 8.
[2] الأهناسي: بفتح الألف وسكون الهاء وفتح النون، وفي آخرها السين
المهملة. نسبة إلى أهناس، وهي بليدة بصعيد مصر. (الأنساب 8/ 391) .
[3] في الأصل «وله» .
[4] تاريخ بغداد 11/ 269، 270 رقم 6032.
[5] هو: عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن تميم. (تاريخ بغداد 9/ 410 رقم
5018) .
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 244- 246 رقم 753، جذوة المقتبس 254 رقم
536، بغية الملتمس 334 رقم 886.
(27/215)
القلعي، من قلعة أيّوب بالأندلس.
سَمِعَ وهب بن مسرّة، وابن عابس، وفي الرّحلة من أَبِي عَلِيّ بْن
الصّوّاف ببغداد.
ورجع فلزم العبادة والجهاد، ووُلِّي قضاء بلده، ثم استغنى من القضاء،
وإليه كانت الرحلة، وانتفع بِهِ النّاس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابْن الفَرَضِيّ، وابْن
الشقاق.
وتُوُفِّي سنة ثلاث، وكان عارفًا بمذهب مالك.
عثمان بْن أحْمَد بْن جَعْفَر [1] العِجْلي، مُسْتَمْلي ابن شاهين.
رَوَى عَنِ البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، والْحُسَيْن بْن عفير.
رَوَى عَنْهُ: الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، والعتيقي، وَأَبُو
طَالِب العشاري.
عثمان بْن مُحَمَّد بْن القاسم [2] الْأدَمي [3] . روى عَنْ عَبْد
اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والبَاغَنْدِي، والبَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، ومُحَمَّد بْن أحْمَد
النَّرْسي.
وثّقه أَبُو بَكْر الخطيب.
نصر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل المرجّى أَبُو القاسم
الموْصِليّ.
رَوَى عَنْ أَبِي يَعْلَى المَوُصِليّ، فهو آخر من رَوَى فِي الدُّنيا
عَنْهُ، وعُمِّر دهرًا طويلا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو نصر بْن طَوْق
المَوُصِليّ، وآخر من رَوَى عَنْهُ بالإجازة عَلِيّ بْن البشرى.
توفّى قريبا من سنة تسعين وثلاثمائة.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 309، 310 رقم 6107.
[2] تاريخ بغداد 11/ 310 رقم 6108، الأنساب 1/ 163، 164.
[3] الأدمي: بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم. نسبة إلى من
يبيع الأدم. (الأنساب 1/ 161) .
(27/216)
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1]
، وقيل «عَلِيّ» بدل «عَبْد اللَّه» الفقيه، أَبُو بَكْر بن خويز منداذ
المالكي صاحب أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي [2] من كبار المالكية العراقيين.
صنف كتابًا كبيرًا فِي الخلاف، وآخر فِي أصول الفقه، وكتاب «أحكام
القرآن» ، وله اختيارات فِي الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد
لا يدخلون فِي الْخَطَّاب للأحرار، وأنَّ خَبَر الواحد يُوجِب العلمَ.
قاله القاضي عياض، وقَالَ: قد تكلّم فِيهِ أَبُو الوليد الباجي وقَالَ:
لم أسمع لَهُ فِي علماء العراقيين ذِكْر [3] ، أو كَانَ [لَهُ] [4]
بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدّي إلى منافرة المتكلمين من أهل
السُّنَّة، وحكم عَلَى اهل الكلام أنّهم من أهل الْأهواء الذين قَالَ
مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قَالَ.
قلت: وذكره أَبُو إِسْحَاق فِي الطبقات، فَقَالَ فِيهِ: المعروف بابن
كواز.
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد [5] ، أَبُو الفضل الكاتب، بغداديّ
صالح.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب: حدثونا عَنْهُ.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [6] بْن حاتم أَبُو عَبْد اللَّه الزغرتاني
[7] الهَرَوِي.
سَمِعَ أحْمَد بْن سَعِيد الْأشجّ، وأَبِي الْأشعث العِجْلي.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرَّاب، وَأَبُو عبد الواحد المليحي،
وغيرهما.
__________
[1] طبقات الفقهاء للشيرازى 168، الوافي بالوفيات 2/ 52 رقم 337، لسان
الميزان 5/ 291، 292 رقم 991 وسمّاه «محمد بن على بن إسحاق» ، الديباج
المذهب 268.
[2] في الأصل «أبى بكر الأهوازي بهرى» .
[3] في الأصل «ذكره» .
[4] زيادة على الأصل للتوضيح.
[5] تاريخ بغداد 2/ 213 رقم 646.
[6] في معجم البلدان 3/ 142 «الحسن» .
[7] الزغرتانى: نسبة إلى زغرتان، من قرى هراة. (معجم البلدان 3/ 142،
الأنساب 6/ 286) .
(27/217)
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عزيز بْن عمران،
أبو بكر الهمذانيّ التِكَكي [1] .
رَوَى عَنْ أوس الخطيب، وموسى بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن
مُحَمَّد بْن فيره الطّيّان، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي زكريّا، وجماعة.
وعنه: عَبْد الغفَّار بْن مُحَمَّد، وعَبْد اللَّه بْن كاله، ومكي بْن
المحتسب وعَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشمي، وهو آخر من حدّث عَنْهُ.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صَدُوق.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الفضل بْن الموفَّق، أَبُو بَكْر الصُّوفِي
الهَمَذَاني الخبّاز المعروف بابن جزر صاحب الشِّبْليّ.
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِي صاحب يحيى بْن مُعَاذ
الرّازي، وغير واحد، وروى تفسير جُوَيْبر عَنْ إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد بْن فيرة الطّيّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سهيل بْن زيرك، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى،
وحَمْد بْن سهل المؤدب، والخليل بْن عَبْد اللَّه الخليلي، وآخرون.
وقيل إن الدار قطنى رَوَى عَنْهُ.
قَالَ شِيرَوَيْه: صَدُوق. قد رَوَى عَنْهُ من أهل بغداد أبو حفص بن
شاهين، وهو أكبر منه.
عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد [2] ، أبو الحسين بن الأصبهاني المقرئ
نزيل بغداد، وحدث عن محمد بن عمر بن حفص الجورجيري [3] ، وابْن داسَه،
وأَبِي مُحَمَّد بْن فارس، وعدة.
وعنه البَرْقَاني، والعتيقى.
ثقة عابد.
__________
[1] التّككيّ: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف، وفي
آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة. (الأنساب 3/ 68) .
[2] تاريخ بغداد 9/ 396 رقم 4997.
[3] في الأصل «الجورحيرى» ، والتصويب من اللباب 1/ 306 حيث قال: بضم
الجيم وبالراء الساكنة بعد الواو ثم الجيم الأخرى المكسورة وبعدها
الياء المثناة من تحتها وفي آخرها الراء. نسبة إلى جورجير، محلّة
بأصبهان.
(27/218)
عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن القاضي [1] ،
أَبُو القاسم الصَّيْمَريّ [2] الشافعيّ، أحد الْأعلام، ومن أصحاب
الوجوه فِي المذهب.
تفقه بأبي حامد المَرُورُوذِي، وبأبي الفيّاض، وارتحل الفقهاء إلى
البصرة، وكان من أوعية العلم.
تفقه عَلَيْهِ أقضى القضاة الماوَرْدِي، وله كتاب «الإيضاح فِي المذهب»
فِي سبع مجلَّدات، وكتاب «القياس والعلل» ، وغير ذَلِكَ. سمعوا منه فِي
سبعٍ وثمانين بعض كُتُبه.
إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن حكمان [3] الْإمَام، أَبُو منصور بْن
الكَرْخِي البغدادي.
سَمِعَ أحْمَد بْن عُبَيْد الصّفّار، وأَبَا عَلِيّ الصّوّاف،
وطبقتهما، فأكثر، وأراد أن يصنّف مسندا، وكان يحضر عنده الدار قطنى كل
أسبوع، ويعلّم عَلَى الْأحاديث فِي أُصُوله، ويُمْلي عَلَيْهِ العِلَل،
حتى خرَّج من ذَلِكَ جملة كبيرة.
روى عنه الدار قطنى في كتاب «المدبّج» حديثا، ومات قبل الدار قطنى [4]
بزمان.
قَالَ الخطيب: سَأَلت البَرْقَاني عَنْهُ، فَقَالَ: علَّقت عَنْهُ
يسيرًا، ولم أر مثل صُحْبَته نَحْوًا من عشرين سنة، أدام فيها الصيام،
وكان يُصلِّي أربع ركعات بسُبع القرآن كل ليلة وقت العتمة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق [5] بن جوري، أبو الفرج العكبريّ.
__________
[1] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 265، طبقات الفقهاء للشيرازى 125،
الجواهر المضية 2/ 480 رقم 878، الطبقات السنية رقم 1346، طبقات
الشافعية الكبرى 3/ 339، طبقات السبكى 2/ 127، 128، كشف الظنون 48 و
211 و 1499، هدية العارفين 1/ 433، معجم المؤلفين 6/ 208.
[2] الصّيمريّ: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفتح الميم، وفي آخرها الراء. نسبة إلى نهر من أنهار البصرة
يقال له الصّيمر. (الأنساب 8/ 127) .
[3] في الأصل «حمكان» والتصويب من تاريخ بغداد 6/ 59، 60 رقم 3089.
[4] في الأصل «الدار» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 410، 411، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 200،
التهذيب 1/ 454، ميزان الاعتدال 1/ 133، المغنى 1/ 54، لسان الميزان 1/
256، 257، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 386 رقم
201.
(27/219)
أكثر التَّطْواف، وسمع الكثير بالعراق
والعجم والشّام والحجاز ومصر، وقد حدّث عَنْ خَيْثَمة
الْأطْرَابُلُسِي، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وعَبْد الصَّمد
الطّسْتي، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر بن لال، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ،
وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الصّبّاغ.
قَالَ الخطيب: فِي حديثه مناكير.
عَلِيّ بْن الْحَسَن بن بندار [1] بن محمد بن المثنَّى، أَبُو الْحَسَن
التميمي الْأسّتَرابَاذي القسْري. الزّاهد، شيخ الصُّوفِيّة بجُرْجَان.
رحل وسمع من أَبِي سَعِيد بْن الأعرابي، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبي
بَكْر الرقي، وخلق.
وعنه: ابنه إسماعيل، وعلي بْن محمود الزوزني [2] ، وفضل الله أَبُو
سَعيد الميهني [3] وسعيد بْن أبي سَعيد العيّار، وغيرهم.
قَالَ ابن طاهر المقدسي: كَانَ يقف عَلَى أفرادٍ لقَوْمٍ، فيحدّث بها
عَنْ أناسٍ آخرين، لا يُحْتَج [بِهِ] [4] .
عُتْبَةُ بْن مُحَمَّد بْن حاتم [5] القاضي، أَبُو الهيثم النيسابُوري
الحنفي الْإمَام.
سَمِعَ الأصمّ وطائفة، وتفقّه على أبى الحسين قاضى الحرمين، وسمع
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 288 و 29/ 12- 14، ميزان
الاعتدال 3/ 121، لسان الميزان 4/ 217، 218، موسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 316 رقم 1060، تاريخ جرجان 320 رقم 571.
[2] في الأصل «الزورمى» والتصحيح من (اللباب 2/ 80) وقال: بسكون الواو
بين الزايين وفي آخرها النون، نسبة إلى زوزن، وهي بلدة كبيرة بين هراة
ونيسابور.
[3] الميهنى: بكسر الميم وسكون الياء وفتح الهاء وفي آخرها نون. نسبة
إلى مدينة ميهنة إحدى قرى خابران، ناحية بين سرخس وأبيورد. (اللباب 3/
285) .
[4] إضافة على الأصل.
[5] هو: عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم بن خيثمة.. انظر:
العبر 3/ 94، 95، أعلام الأخيار برقم 222، الجواهر المضية 2/ 511 رقم
913، الطبقات السنية برقم 1398، شذرات الذهب 3/ 181، الفوائد البهية
125.
(27/220)
فِي الفقه، وصار أوْحَدَ عصره، حتى لم يبق
بخُراسَان قاضٍ حنفيّ إلا وهو ينتمي إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الحليمي: لقد بارك اللَّه فِي عِلْم الفقه
بأبي الهَيْثَم، فليس بما وراء النهر أحدٌ يرجع إلى النّظر والْجَدل
إلا أصحابه.
قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم حديثًا فِي تاريخه.
عيّاش [1] بْن الْحَسَن الخزري [2] . عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد
النيسابوري، وابْن الأنباري، والمحاملي.
روى عنه الدار قطنى، وهو أكبر منه، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، وعَبْد
الكريم بْن المَحَامِلي.
وثّقه الخطيب.
مَهْدِيّ بْن مُحَمَّد [3] ، أَبُو سَلَمَة القُشَيْرِي النيسابُوري
الصّيْدَلانِي.
عَنْ أَبِي حامد بْن الشرفي الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه،
وأَبِي حامد بْن بلال.
وقدم بغداد، فحدّث بها قبل سنة تسعين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وهبة اللَّه اللالكائي.
قَالَ الخطيب: رواياته مستقيمة.
زيد بْن رفاعة [4] ، أَبُو الخير.
رَوَى بخُراسَان عَنِ ابن دُرَيْد، وابْن الْأنباري كُتُبَ اللّغة،
وروى لهم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن كامل الجحدري [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 279 رقم 6720، الأنساب 5/ 112، اللباب 1/ 441.
[2] في الأصل «الجزري» وهو تحريف. والتصحيح من الأنساب 5/ 111 حيث قال:
الخزري:
بفتح الخاء والزاى المعجمتين وكسر الراء المهملة ... نسبة إلى موضع من
الثغور عند السّدّ لذي القرنين يقال له: دربند خزران.
[3] تاريخ بغداد 13/ 185 رقم 6163.
[4] تاريخ بغداد 8/ 450، 451 رقم 4564.
[5] الجحدري: بفتح الجيم وسكون الحاء وفتح الدال المهملتين وفي آخرها
الراء. نسبة إلى إلى جحدر، اسم رجل. (اللباب 1/ 260) .
(27/221)
ذكره الخطيب، فَقَالَ: كَانَ كذّابًا.
سَمِعْتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه، يعني اللالكائي يَقُولُ: رَأَيْته
بالرّيّ، وأساء القول فِيهِ، وقَالَ لي التنوخي: ذُكر لنا عَنْهُ أنّه
كَانَ يذهب مَذْهَبَ الفلاسفة.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن علي بْن خُزَيْمَة النيسابُوري، أَبُو
مُحَمَّد الكرابيسي [1] . سَمِعَ ابن خُزَيْمَة.
وعنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
الربيع بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو الطّيّب الحاتمي الطُّوسي. عَنْ
أَبِي القاسم، عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المُزَكِّي، وإبراهيم بْن
عَبْدَوس الحَرَشِيّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وطبقتهم.
وعنه: أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي، وَأَبُو بَكْر محمد بن الحسن
المقرئ.
وغير هما.
__________
[1] الكرابيسي: بفتح أوله والراء وبعد الألف ياء موحّدة ثم ياء تحتها
نقطتان وسين مهملة. نسبة إلى بيع الثياب. (الأنساب 9/ 371) .
(27/222)
|