تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد الثامن والعشرون (سنة 401- 420) ]
بسم الله الرّحمن الرحيم
الطبقة الحادية والأربعون
سنة إحدى وأربعمائة
[إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته]
فيها ورد الخبر أنّ أبا المَنِيع قرواش بْن مُقَلّد جمع أهل المَوْصِل
وأظهر عندهم طاعة الحاكم، وعرَّفهم بما عنده مِن إقامة الدّعوة لَهُ،
ودعاهم إلى ذَلِكَ.
فأجابوه في الظّاهر، وذلك في المحرَّم. فأعطى الخطيبَ نسخة ما خطب
بِهِ، فكانت: الله أكبر، الله أكبر، ولا إله إلا الله، وله الحمد الّذي
انجلت بنوره غَمَرات الغضب [1] ، وانقهرت [2] بقُدرته أركان النَّصْب،
وأطلع بنوره شمس الحقّ من الغرب. الّذي محا [3] بعدله جور الظَّلمة [4]
، وقصم بقُوّته ظهر الفْتِنة [5] ، فعاد الحقّ [6] إلى نصابه، والحقّ
إلى أربابه، البائن بذاته، المنفرد بصفاته، الظّاهر بآياته، المتوحّد
بدلالاته، لم تَفُتْه الأوقات فتسبقه [7] ، ولم تشبه الصُّور فتحويه
الأمكنة، ولم تره العيون فتصفه الألسنة» .
إلى أن قَالَ: بعد الصّلاة عَلَى الرّسول، وعلى أمير المؤمنين وسيّد
الوصيّين، أساسُ الفضل والرحمة، وعمار العِلْم والحِكْمة، وأصل الشّجرة
الكرام، النّابتة في الأرومة المقدَّسة المطهرّة، عَلَى أغصانه بواسق
[8] من تلك الشجرة.
__________
[1] في الأصل: «القضية» ، والتصحيح من: المنتظم 7/ 249.
[2] في المنتظم: «وانقدت» .
[3] في الأصل: «محى» .
[4] في الأصل: «الظلم» ، والتصحيح من: المنتظم.
[5] في المنتظم: «الغشمة» .
[6] في المنتظم: «الأمر» .
[7] في المنتظم: «فتسبقه الأزمنة» .
[8] في المنتظم: «وعلى خلفائه الأغصان البواسق» .
(28/5)
وقال في الخطبة الثانية: بعد الصّلاة عَلَى
محمّد، اللَّهمّ صلّ على ولّيك الأكبر [1] عليّ بن أَبِي طَالِب أَبِي
الأئمّة الرّاشدين المَهْديّين [2] ، اللَّهمّ صلّ عَلَى السّبْطْين
الطَّاهرين الحسن والحسين، اللَّهمّ صلّ عَلَى الإمام المهديّ بك
والّذي بلّغ [3] بأمرك وأظهر حُجَّتك، ونهض بالعدل في بلادك، هاديا
لعبادك.
اللَّهمّ صلّ عَلَى القائم بأمرك، والمنصور بنصرك، الّلذين بذلا
نفوسهما في رضاك، وجاهدا عِداك [4] ، وصلّ عَلَى المُعِزّ لدينك،
المجاهد في سبيلك، والمُظْهِر لآياتك الحقيّة، والحجّة العليّة.
اللَّهمّ وصلّ عَلَى العزيز بك، والذي تهذَّبت [5] بِهِ البلاد.
اللَّهمّ أجعل توافي صلواتك على سيّدنا ومولانا، إمام الزّمان، وحصن
الإيمان، وصاحب الدّعوة العلّوية والمِلّة النَّبويّة، عبدك وولّيك
المنصور أبي علي الحاكم بأمر الله، أمير المؤمنين، كما صلّيت على آبائه
الرّاشدين. اللَّهمّ أَعِنْه ما ولّيته، واحفظ له ما اسْتَرْعَيْتَهُ،
وانصر جيوشه وأعلامه [6] .
وكان السّبب أنّ رُسُل الحاكم وكُتُبَه تكرّرت على قرواش، واستمالته
وأفسد نيّته.
ثم انحدر إلى الأنبار، فأمر الخطيب بهذه الخطبة، فهرب الخطيب.
فسافر قرواش إلى الكوفة، فأقام بها الدّعوة في ثاني ربيع الأوّل،
وأقيمت بالمدائن، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث. فأنزعج القادُر
باللَّه، وكاتبَ بهاء الدّولة، وأرسل في الرّسْليّة أبا بَكْر محمد بْن
الطّيّب الباقلّانيّ، وحمّله قولًا طويلًا، فقال: إنّ عندنا أكثر ممّا
عند أمَير المؤمنين، وقد كاتبنا أبو عليّ، يعني عميد الجيوش، وأمرنا
بإطلاق مائة ألف دينار يستعين بها على نفقة العسكر،
__________
[1] في المنتظم 7/ 250: «اللَّهمّ صلّ على وليّك الأزهر وصديقك الأكبر»
.
[2] في المنتظم: «المهتدين» .
[3] في الأصل: «بالغ» .
[4] في المنتظم: «أعداءك» .
[5] في المنتظم: «مهدت» .
[6] في المنتظم 7/ 251: «وأحفظه فيما استرعيته، وبارك له فيما أتيته،
وانصر جيوشه وأعل أعلامه» .
(28/6)
وإن دَعَت الحاجة إلى مسيرنا سِرْنا.
ثمّ نفد إلى قرواش في ذَلِكَ، فأعتذر ووثّق مِن نفسه في إزالة ذَلِكَ،
وأعاد الخطبة للقادر.
وكان الحاكم قد وجّه إلى قرواش هدايا بثلاثين ألف دينار، فسار
الرَّسُول فتلقّاه قَطْعُ بالرَّقَّة فردَّ [1] .
[ولاية دمشق]
وفي ربيع الأول منها عُزِل عَنْ إمرة دمشق منير بالقائد مظفّر [2] ،
فوليّ أشهرًا.
ثم عُزِل بالقائد بدر العطّار، ثمّ عزل بدر في أواخر العام أيضًا [3] .
وولي القائد منتجب الدّولة لؤلؤ [4] ، وكلّهم من جهة الحاكم
العُبَيْديّ.
ثمّ قِدم دمشقَ أبو المطاع بْن حمدان متوليا عليها مِن مصر يوم
النَّحْر [5] .
[انقضاض كوكب]
وفي صفر أنقضّ وقت العصر كوكب مِن الجانب الغربيّ إلى سَمْتِ دار
الخلافة، لم ير أعظم منه [6] .
__________
[1] الخبر بطوله مع الخطبة في: المنتظم 7/ 248- 251، وباختصار في:
الكامل في التاريخ 9/ 223، وتاريخ حلب للعظيميّ 320، وتاريخ مختصر
الدول لابن العبري 178، والمختصر في أخبار البشر 2/ 139، 140، وتاريخ
ابن الوردي 1/ 322، والدرّة المضيّة (كنز الدرر) 283، ودول الإسلام 1/
240، وتاريخ ابن خلدون 3/ 442، ومرآة الجنان 3/ 2، والبداية والنهاية
11/ 343، واتعاظ الحنفا 2/ 88، والنجوم الزاهرة 4/ 225- 227، وشذرات
الذهب 3/ 160.
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 66، أمراء دمشق في الإسلام 83 رقم
253 (في ولاية مطهّر بن بزال) .
[3] ذيل تاريخ دمشق 66، أمراء دمشق 17 رقم 61.
[4] ذيل تاريخ دمشق 66، 69، أمراء دمشق 73 رقم 225، النجوم الزاهرة 4/
227 وفيه: «منتخب الدولة» .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، وفيات
الأعيان 1/ 183، أمراء دمشق 33 رقم 107، شذرات الذهب 3/ 238، النجوم
الزاهرة 4/ 228.
[6] المنتظم 7/ 251.
(28/7)
[زيادة دجلة]
وفي رمضان بلغت زيادة دجْلة إحدى وعشرين ذراعًا وثُلثًا، ودخل الماء
إلى أكثر الدُّور الشّاطيّة، وباب التّبْن، وباب الشّعير. وغرقت القُرى
[1] .
[خروج أَبِي الفتح العلوي الملقّب بالراشد باللَّه]
وفيها خرج أبو الفتح الحَسَن بْن جعفر العلويّ، ودعى إلى نفسه، وتلقَّب
بالراشد باللَّه. وكان حاكمًا عَلَى مكّة، والحجاز، وكثير من الشّام.
فإنّ الحاكم بعث أمير الأمراء ياروخ نائبا إلى الشّام، فسار بأمواله
وحُرَمه، فلِقَيهم في غزَّة مفرّج بْن جرّاح، فحاز جميع ما معهم وقتل
ياروخ [2] .
وسار مفرّج إلى الرملة فنهبها، وأقام بها الدّعوة للراشد باللَّه، وضرب
السّكّة لَهُ. واستحوذت العربُ عَلَى الشّام من الفَرما إلى طبريّة،
وحاصروا الحصون [3] .
[امتناع ركْب العراق]
ولم يحجّ ركْبُ من العراق [4] .
[وفاة عميد الجيوش]
وفيها تُوُفّي عميد الجيوش أبو عليّ الحُسين بْن جعفر عَنْ إحدى وخمسين
سنة. وكان أَبُوهُ من حُجّاب الملك عضُد الدّولة، فجعل أبا عليّ برسم
خدمة ابنه صمصام الدّولة، فخَدمه، وخدَم بعده بهاء الدولة.
ثمّ ولّاه بهاء الدّولة تدبير العراق، فقدِم في سنة اثنتين وتسعين
والفتن
__________
[1] المنتظم 7/ 251، البداية والنهاية 11/ 344.
[2] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 290، 291، أخبار الدول المنقطعة لابن
ظافر 49، اتّعاظ الحنفا 2/ 87 (المتن والحاشية) ، البداية والنهاية 11/
344.
[3] تاريخ الأنطاكي 291، المنتظم 7/ 252، وقد خلط ابن الأثير في تاريخ
هذه الحوادث بين سنتي: 386 و 401 هـ. انظر: الكامل في التاريخ 9/ 122 و
331، 332.
[4] المنتظم 7/ 252، دول الإسلام 1/ 240، البداية والنهاية 11/ 344،
النجوم الزاهرة 4/ 227.
ولم يحجّ أحد من مصر أيضا. (اتعاظ الحنفا 2/ 88) .
(28/8)
شديدة، واللّصوص قد انتشروا، ففتك [1] بهم،
ثمّ غّرق طائفة. وأبطل ما تعمله الشّيعة يوم عاشوراء.
وقيل: إنّه أعطي غلامًا لَهُ دنانير في صينيّة، فقال: خُذْها عَلَى
يدك.
وقال: سر من النَّجمي إلى الماصر الأعلى، فإن عرض لك معترض فدعْه
يأخذها، وأعرف الموضع.
فجاء نصف الّليل فقال: قد مشيتُ البلدَ كلّه، فلم يلْقني أحد. ودخل
مرّة الرُّخَّجيّ وأحضر مالًا كثيرًا، وقال: مات نصرانيّ مصريّ ولا
وارث لَهُ.
فقال: نترك هذا المال، فإنْ حضر وارث وإلا أُخِذ.
فقال الرُّخجيّ: فيحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يتيقّن المال؟
فقال: لا يجوز ذَلِكَ.
ثمّ جاء أخو الميّت فأخذ التّركة [2] .
وكان مَعَ هيبته الشّديدة عادلًا. ولي العراق ثمان سِنين وسبعة أشهر،
وتولّي الشريف الرضيّ أمره، ودفنه بمقابر قُرَيْش [3] . وولي بعده
العراق فخر الملك.
وفيه يَقُولُ الببّغاء الشاعر:
سألتُ زماني: بمن أستغيث؟ ... فقال: استغِثْ بعميد الجيوشِ [4]
فناديتُ: ما لي من حرفة ... فجاوب: حوشيت من هذا وحوشي
رجاؤك إيّاه يُدْنيك منه ... ولو كنتَ بالصّين أو بالعريشِ
نَبَتْ بي داري وفرَّ القريب ... وأودت ثيابي وبيعت فروشيِ
__________
[1] في المنتظم 7/ 252: «فقتل» .
[2] المنتظم 7/ 252، 253، الكامل في التاريخ 9/ 224، 225، سير أعلام
النبلاء 17/ 230، 231 رقم 137، تاريخ حلب للعظيميّ 320، نهاية الأرب
26/ 242، المختصر في أخبار البشر 2/ 140، تاريخ ابن الوردي 1/ 323، دول
الإسلام 1/ 240، تاريخ ابن خلدون 3/ 442، ومرآة الجنان 3/ 2، 3،
والبداية والنهاية 11/ 344، والنجوم الزاهرة 4/ 228، وشذرات الذهب 3/
160، 161.
[3] المنتظم 7/ 253.
[4] هذا البيت فقط في: المنتظم 7/ 253، وسير أعلام النبلاء 17/ 231.
(28/9)
وكنتُ أُلَقَّبُ بالببّغا قديمًا ... فقد
مزق الدّهرُ ريشي
وكان غداءي نقيُّ الأرزّ ... فها أَنَا مقتنعٌ بالحشيش
[القحط بخراسان]
وفيها كان القحط الشّديد بخراسان، لا سيما بَنْيسابور، فهلكَ
بَنْيسابور وضواحيها مائة ألف أو يزيدون. وعجزوا عَنْ غسل الأموات
وتكفينهم. وأُكَلتِ الجيفة والأرواث ولحوم الآدميّين أكْلًا ذريعًا،
وقُبِض عَلَى أقوام بلا عدد كانوا يغتالون بني آدم ويأكلونهم [1] .
وفي ذَلِكَ يَقُولُ أبو نصر الذُهْليّ:
قد أصبحَ النّاسُ في بلاء ... وفي غلاء تداولوه
من يلزم البيت مات جوعًا ... أو يشهد النّاسَ يأكلوه
وقد أنفق محمود بْن سُبُكْتكين في هذا القَحْط أموالًا لا تحصى حتّى
أحيى النّاس، وجاء الغيث.
[الفتنة بالأندلس]
وفيها وقبلها جرت بالأندلس فتنة عظيمة، وبُذِلَ السّيف بقُرْطُبة،
وقُتل خلقٌ كثير. وتَمَّ ما لا يعبَّر عنه، سقناه في تراجم الأمراء.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 225، تاريخ حلب للعظيميّ 320.
(28/10)
سنة اثنتين
وأربعمائة
[عمل عاشوراء بالعراق]
أذِنَ فخرُ المُلْك أبو غالب بْن حامد الوزير الّذي قُلِّد العراق عام
أول في عمل عاشوراء والنَّوْح [1] .
[محضر الطعن في صحة نسب الخلفاء بمصر]
وفي ربيع الآخر كُتِبَ مِن الّديوان محضر في معنى الخلفاء الّذين بمصر
والقَدْح في أنسابهم وعقائدهم. وقُرئت النّسخةُ ببغداد. وأُخِذَت فيها
خطوط القضاة والأئمّة والأشراف بما عندهم من العِلْم والمعرفة بنَسب
الدَيْصَانيّة، وهم منسوبون إلى دَيْصَان بْن سَعِيد الخُرّميّ، إخوانُ
[2] الكافرين، ونُطَف الشّياطين، شهادةً يتقَّربُ بها إلى الله. ومعتقد
ما أوجب الله تعالى عَلَى العلماء أن يبيّنوه للنّاس. شهدوا جميعًا أنّ
الناجم بمصر وهو منصور بْن نزار المُلَقَّب بالحاكم حكم الله عَليْهِ
بالبوار، والخزْي والنّكال، ابن مَعَدّ بْن إسماعيل بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن سَعِيد، لا أسعده الله.
فإنّه لما صار سَعِيد إلى الغرب تَسَمّى بِعُبَيْد الله وتلقَّب
بالمهديّ. وهو ومَن تقَّدم من سلفه الأرجاس الأنجاس، عَليْهِ وعليهم
اللّعنة، أدعياء خوارج لا نسبَ لهم في ولد عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب
رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. وأنّ ذَلِكَ باطل وزُور.
وأنتم لا تعلمون أنّ أحدًا من الطّالبييّن توقَّف عَنْ إطلاق القول في
هَؤلَاءِ الخوارج أنّهم أدعياء.
وقد كَانَ هذا الإنكار شائعًا بالحَرَمَيْن، وفي أوّل أمرهم بالمغرب،
منتشرا
__________
[1] المنتظم 7/ 254، البداية والنهاية 11/ 345.
[2] في المنتظم 7/ 255: «أحزاب» .
(28/11)
انتشارا يمنع من أن يُدلَّس [1] عَلَى أحدٍ
كَذِبِهُمُ، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم.
وأنّ هذا النّاجم بمصر هُوَ وسيلة كُفارٍ وفُسّاق فُجّار زنادقة.
ولمذهب الثّنَويّة والمَجوسيّة معتقدون، قد عطّلوا الحدود، وأباحوا
الفروجَ، وسفكوا الدماء، وسَبّوا الأنبياءَ ولعنوا السّلف، وادعَّوا
الربوبيّة.
وكُتِبَ في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
وكتب خلق كثير في المختصر منهم الشّريف الرضيّ، والشريف المرتضي أخوه،
وابن الأزرق الموسويّ، ومحمد بْن محمد بْن عُمَر بْن أَبِي يَعْلَى [2]
العلويّون، والقاضي أبو محمد عَبْد الله بْن الأكفانيّ، والقاضي أبو
محمد أبو القاسم الْجَزَريّ [3] ، والإمام أبو حامد الإسفرائينيّ،
والفقيه أبو محمد الكُشفليّ، والفقيه أبو الحسين القدوريّ الحنفيّ،
والفقيه أبو عليّ بْن حَمَكَان، وأبو القاسم بْن المحسّن التَّنُوخيّ،
والقاضي أبو عَبْد الله الصَيْمُريّ [4] .
[إنفاق فخر الملك الأموال في العراق]
وفيها فَرّق فخر المُلْك أموالًا عظيمة في وجوه البِرّ، وبالغ في
ذَلِكَ حتى كثر الدّعاء لَهُ ببغداد، وأقام دارًا هائلة أنفق عليها
أموالًا طائلة [5] .
[نُصْرة يمين الدولة عَلَى الكفّار]
وفيها ورد كتاب يمين الدّولة أَبِي القاسم محمود بْن سُبُكْتكين إلى
القادر باللَّه بأنّه غزا قومًا من الكُفّار، وقطع إليهم مفازة، وأصابه
عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضَّل الله عليهم بمطرٍ عظيم رواهم، ووصلوا إلى
الكُفْار. وهم خلقٌ معهم ستّمائة فيل، فنصر عليهم وغنم وعاد [6] .
__________
[1] في المنتظم 7/ 255: «يتدلّس» .
[2] في الكامل في التاريخ 9/ 236: «والزكيّ أبو يعلى عمر بن محمد» .
[3] في المنتظم 7/ 256: «الخرزي» . وكذا في: الكامل في التاريخ 9/ 236.
[4] المنتظم 7/ 255، 256، المختصر في أخبار البشر 2/ 142، 143، تاريخ
ابن الوردي 1/ 325، مرآة الجنان 3/ 4، البداية والنهاية 11/ 345، 346،
النجوم الزاهرة 4/ 229، شذرات الذهب 3/ 162، 163.
[5] المنتظم 7/ 256، البداية والنهاية 11/ 346.
[6] المنتظم 7/ 256، 257، البداية والنهاية 11/ 346، 347.
(28/12)
[هياج الريح عَلَى الحجّاج]
وفي آخر السنّة وردَ كتاب أمير الحاجّ محمد بْن محمد بْن عُمَر العلويّ
بأنّ ريحًا سوداء هاجت عليهم بزُبالة [1] ، وفقدوا الماء، فهلك خلْق.
وبلغت مزادة الماء مائة درهم. وتخفّر جماعة بني خَفَاجة وردّوا إلى
الكوفة [2] .
[الاحتفال بعيد الغدير]
وعُمل الغدير. ويوم الغدير معروف عند الشّيعة، ويوم الغار لجهلةِ
السُّنّة في شهر ذي الحجّة بعد الغدير بثمانية أيّام اتّخذته العامّة
عنادًا للرافضة. فَعُمِل الغدير في هذه السّنة والغار في ذي الحجّة،
لكن بِطُمَأنينة وسُكُون. وأظهرت القينات من التعليق شيئًا كثيرًا،
واستعان السُّنّة بالأتراك، فأعاروهم القماش المفتخر والحُليّ والسّلاح
المذهَّب [3] .
[هرب ناظر الزّمام بمصر]
وفي هذه الحدود هربَ مِن الدّيار المصريّة ناظر ديوان الزّمام بها، وهو
الوزير أبو القاسم الحسن بْن عليّ المغربيّ حين قَتَل الحاكم أَبَاهُ
وعمّه، وبقيَ إلْبًا عَلَى الحاكم يسعى في زوال دولته بما استطاع. فحصل
عند المفرّج بْن جّراح الطّائيّ أمير عرب الشام، وحسّن لَهُ الخروج
عَلَى الحاكم، وقتل صاحب جيشه، فقتله كما ذكرناه سنة إحدى وأربعمائة.
[إمامة صاحب مكة الراشد باللَّه]
ثمّ قَالَ أبو القاسم لحسّان ولد المفرّج بْن الجرّاح، إنّ الحَسَن بْن
جعفر العلويّ صاحب مكّة لا مَطْعَن في نسبه، والصّواب أن تنصّبه إماما.
فأجابه،
__________
[1] زبالة: بضمّ أوله. من أعمال المدينة، سمّيت بضبطها الماء، وأخذها
منه كثيرا، من قولهم إنّ فلانا لشديد الزّبل للقرب. قال ابن الكلبي عن
أبيه: سمّيت بزبالة بنت مسعود من العماليق، نزلت موضعها، فسمّيت بها.
(معجم ما استعجم 2/ 694) .
وفي المنتظم 7/ 257: «زبالى» .
[2] المنتظم 7/ 257، الكامل في التاريخ 9/ 236، النجوم الزاهرة 4/ 231.
[3] المنتظم 7/ 257، البداية والنهاية 11/ 347، اتّعاظ الحنفا 2/ 91،
شذرات الذهب 3/ 163.
(28/13)
ومضي أبو القاسم إلى مكّة، واجتمع بأميرها
وأطمعَه في الإمامة، وسهَّل عَليْهِ الأمور وبايعه، وجوّز أخذ مال
الكْعبة وضرِبِه دراهم، وأخذَ أموالًا من رَجُل يُعرف بالمطّوعيّ، عنده
ودائع كثيرة للنّاس. واتّفق موت المطّوعيّ، فاستولى عَلَى الأموال،
وتلقَّب بالراشد باللَّه. واستخلف نائبًا عَلَى مكّة، وسار إلى الشّام،
فتلقّاه المفرّج وابنهُ وأمراء العرب، وسلّموا عَليْهِ بإمرة المؤمنين.
وكان متقلّدًا سيفًا زعم أَنَّهُ ذو الفِقار، وكان في يده قضيب زعم
أَنَّهُ قضيب النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحوله جماعة
من العلوييّن، وفي خدمته ألف عَبْد. فنزل الرّملة، وأقام العدل،
واستفحل أمره، فراسلَ الحاكمُ ابن جرّاح، وبعث إِليْهِ أموالًا استماله
بها.
وأحسَّ الراشد باللَّه بذلك، فقال لابن المغربي: غَرَرْتني
وأَوْقَعْتني في أيدي العرب، وأنا راضٍ من الغنيمة بالإياب والأمان.
ورَكب إلى المفرّج بْن جرّاح وقال: قد فارقتُ نعمتي، وكشفتُ القناع في
عداوة الحاكم سُكونًا إلى ذِمامك، وثقه بقولك، واعتمادًا عَلَى عهودك،
وأرى ولدكَ حسّانًا قد أصلح أمره مَعَ الحاكم، وأريدُ العَوْد إلى
مأمني.
فسيَّره المفرَج إلى وادي القُري، وسيَّر أبا القاسم المغربي إلى
العراق.
فقصدَ أبو القاسم فخر الملك أبا عليّ، فتوهَموا فيه أنّه يفسد الدّولة
العبّاسيّة، فتسحّب إلى الموْصِل ونفقَ عَلَى قرواش، ثمّ عاد إلى بغداد
[1] .
[أمراء دمشق]
وفي جُمَادى الأولى عُزِل أبو المطاع بْن حمدان عَنْ إمرة دمشق، وأُعيد
إليها بدر العطّار. ثمّ صُرِف بعد أيّام بالقائد بْن بزال، فوليها نحوا
من أربعة أعوام [2] .
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 291، 292، تاريخ حلب للعظيميّ 321 (حوادث سنة 403
هـ.) ، أخبار الدول المنقطعة 49، المنتظم 7/ 164، عيون الأخبار وفنون
الآثار (السبع السادس) 273- 275، وفيات الأعيان 2/ 174، البيان المغرب
1/ 259، 260، مآثر الإنافة 1/ 326، 327، اتعاظ الحنفا 2/ 95، وانظر:
خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام لأحمد زيني دحلان، المطبعة
الخيرية بمصر 1305 هـ. - ص 17.
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، أمراء دمشق 33 رقم 107 و 76 رقم
234 وفيه اسمه:
«محمد بن بزال» .
(28/14)
سنة ثلاث وأربعمائة
[تقليد الشريف الرضيّ نقابة الطالبيين]
فيها قُلّد الشّريف الرضي أبو الحسن الموسَويّ نقابة الطَالبييّن في
سائر الممالك، وخُلِعَتْ عَليْهِ خلعة سوداء. وهو أوّل طالبيّ خُلعَ
عَليْهِ السّواد [1] .
[عمارة رستاق العراق]
وفيها عَمّر رُستاقَ العراق فخرُ الملك الوزير، فجاء الارتفاع لحقّ
السّلطان بضعة عشر ألف كُرٍ [2] .
[اعتداء فُليتة الخفاجي عَلَى ركْب الحاجّ]
وفيها، في أوّلها، بل في صَفَر، وقعة القرعاء. جاء الخبر أنّ فُلَيْتَة
الخَفَاجيّ سبق الحاجّ إلى واقصة في ستّمائة من بني خَفَاجة، فغّور
الماء، وطرحَ في الآبار الحنظل، وقعد ينتظر الرَّكْب. فلمّا وردوا
العَقبَة حَبسهم ومنعهم العبور، وطالبهم بخمسين ألف دينار. فخافوا
وضعُفُوا، وأجهدهم العطش، فهجم عَليْهم، فلم يكن عندهم مَنَعَة، فاحتوى
عَلَى الْجِمال والأحمال، وهلك الخلق. فقيل: إنه هلك خمسة عشر ألف
إنسان، ولم يُفلت إلا العدد اليسير.
وأفلتَ أميرهم محمد بن محمد بن عُمَر العلويّ في نفرٍ من الكِبار في
أسوأ حال بآخر رَمَق. فورد عَلَى فخر المُلْك الوزير من هذا أعظم ما
يكون، وكتبَ إلى عامل الكوفة بأن يُحسن إِلَى من توصّل ويُعينهم. وكاتب
عليّ بْن مَزْيد وأمره أن يطلب العرب، وأن يُوقِع بهم. فسارَ ابن
مَزْيد، فلِحقهم بالبّريّة وقد قاربوا
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 321، المنتظم 7/ 260، الكامل في التاريخ 9/
242، البداية والنهاية 11/ 347.
[2] المنتظم 7/ 260.
(28/15)
البصرة، فأوقع بِهِم وقتل كثيرًا منهم،
وأسَر القوي والد فُلَيَتَة، والأشتر، وأربعة عشر رجلًا من الوجوه.
ووجدَ الأموال والأحمال قد تمزَّقت وتفّرقت، فانتزع ما أمكنه وعاد إلى
الكوفة، وبعث الأسرى إلى بغداد، فشُهّروا وسجنوا، وجوع بعضهم، ثُمَّ
أطعمهم المالح، وتركوا على دجلة يرون الماء حَتَّى ماتوا عطشا [1] .
[انقضاض كوكب ببغداد]
وفي رمضان انقضّ كوكبٌ من المشرق ببغداد، فغلبَ ضوؤه عَلَى ضوء القمر
وتقطّع قطَعًا [2] .
[جنازة بِنْت أَبِي نوح الطبيب والفتنة بسببها]
وفي شوّال أُخْرجت جنازة بِنْت أَبِي نوح الطبيب امرَأَة ابن إسرائيل
كاتب النّاصح أَبِي الهيجاء. ومع الجنازة النّوائح والطُّبول والزُّمور
والرُّهْبان والصّلْبان والشُّموع. فأنكر هاشميٌ ذَلِكَ ورجَمَ
الجنازة، فوثب بعض غلمان النّاصح فضربَ الهاشميّ بدبّوس فشجّه، وهربوا
بالجنازة إلى بَيْعةٍ هناك، فتبِعَتْهم العامّة، ونهبوا البيعة وما
جاورَها مِن دُور النَّصارَى.
وعاد ابن إسرائيل إلى داره، فهجموا عَليْهِ، فهربَ واستجار بمخدومِه.
وثارت الفتنة بين العامّة وبين غلمان النّاصح، وزادت ورُفِعَتِ المصاحف
في الأسواق، وغُلِّقت الجوامع، وقصد النّاسُ دار الخليفة، فركب ذو
السَّعادتين إلى دار النَاصح، وتردّدت رسالة الخليفة بإنكار ذَلِكَ،
وطُلِبَ ابن إسرائيل، فامتنع النّاصح من تسليمه. فغضب الخليفة وأمر
بإصلاح الطّيّار للخروج من البلد.
وجمع الهاشمييّن في داره، واجتمعت العامّة يومَ الجمعة، وقصدوا دار
النّاصح، ودفعهم غلمانه عَنْهَا، فقُتل رَجُل قِيلَ إنّه علويّ، فزادت
الشّناعة، وامتنع الناس من صلاة الجمعة. وظفرت العامّة بقومٍ من
النّصارى فقتلوهم. ثمّ بعث النّاصحُ
__________
[1] المنتظم 7/ 260، 261، الكامل في التاريخ 9/ 236، و 245، المختصر في
أخبار البشر 2/ 143، تاريخ ابن الوردي 1/ 325، دول الإسلام 1/ 241،
مرآة الجنان 3/ 5، البداية والنهاية 11/ 347، 348، شذرات الذهب 3/ 165،
166.
[2] المنتظم 7/ 261، البداية والنهاية 11/ 348.
(28/16)
ابن إسرائيل إلى دار الخليفة، فسكنت
العامّة. وأُلْزِمت النّصارى بالغيار، ثمّ أُطْلِقَ ابن إسرائيل [1] .
[إلزام النصارى واليهود بحمل شارات في
رقابهم]
وفيها ألزمَ الحاكم صاحب مصرَ النَّصارى بحمل صلْبان خَشَب، ذراع في
ذراع في أعناقهم، وزن الصّليب خمسة أرطال، وفي رقاب اليهود أكَر خشب
بهذا الوزن، فأسلم بسبب هذا الذُلّ طائفة [2] .
[النهي عَنْ تقبيل الأرض]
ونهى الأمراء عَنْ تقبيل الأرض وبَوْس اليد، ورسَم أن يقتصروا عَلَى
السّلام عليكم ورحمة الله ولَبس الصّوف عَلَى جسده ورأسه، واقتصر عَلَى
ركوب الحمار بغير حُجّاب ولا طرّادين [3] .
[كتاب الحاكم بأمر الله إلى ابن سبكتكين]
وفيها بعث محمود بْن سُبُكْتكين كتابًا إلى القادر باللَّه. وقد وردَ
إِليْهِ من الحاكم صاحب مصر، يدعوه فيه إلى الطّاعة والدّخول في بيعته،
وقد خرّقه وبصق عَليْهِ [4] .
[ولاية ابن مّزْيد عَلَى آمد وديار بَكْر]
وفيها قُرِئ عهد أَبِي نصر بْن مَزْيد [5] الكُرْديّ عَلَى آمد وديار
بَكْر، وطُوّق وسُوِّر، ولُقِّبَ «نصير الدّولة» [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 262، تاريخ الزمان لابن العبري 77، البداية والنهاية
11/ 348.
[2] تاريخ الأنطاكي 295- 297، الدّرّة المضيّة 286، اتّعاظ الحنفا 2/
93، 94.
[3] تاريخ الأنطاكي 300، تاريخ حلب للعظيميّ 321، اتّعاظ الحنفا 2/ 96،
وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294، والدّرّة المضيّة 293 (حوادث سنة 408 هـ)
.
[4] المنتظم 7/ 262، النجوم الزاهرة 4/ 232.
[5] في المنتظم 7/ 262 «مروان» وهو وهم.
[6] المنتظم 7/ 262، وفي: (الكامل في التاريخ 9/ 242) : «وفي هذه السنة
خلع سلطان الدولة على أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي، وهو أول من تقدّم
من أهل بيته» .
(28/17)
[إبطال الحاجّ]
ولم يحجّ أحدٌ من العراق. ورَدّ حاجُّ خُراسان [1] .
[وفاة أيلك خان صاحب ما وراء النهر]
وفيها مات أيلك الخان صاحب ما وراء النّهر الّذي أخذها من آل سامان بعد
التّسعين وثلاثمائة. وكان ملكًا شجاعًا حازمًا ظالمًا، شديد الوطأة.
وكان قد وقع بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُّرْك، فورث
مملكته أخوه طغان، فمالأ السّلطان محمود بن سُبُكْتكين ووالاه وهادنه،
وتودَّد لَهُ، فجاست من جهة الصّين جيوش تقصد جيوش طغان وبلاد الإسلام
من ديار التُّرك وما وراء النّهر يزيدون عَلَى مائة ألف خِرْكاه، لم
يعهد الإسلام مثلها في صعيدٍ واحد، فجمع طغان جمعًا لم يُسمع بِمِثِلِه
ونصره الله تعالى [2] .
[وفاة السلطان بهاء الدّولة]
ومات السّلطان بهاء الدّولة أحمد بْن عَضد الدّولة، وكان مصافيا
للسلطان محمود بْن سُبُكْتكين مداريا لَهُ، مُوِثرًا لمصافاته لحكم
الجوار [3] .
والله أعلم.
__________
[1] المنتظم 7/ 262، 263، النجوم الزاهرة 4/ 232.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 240، المختصر في أخبار البشر 2/ 143، تاريخ
ابن الوردي 1/ 326، البداية والنهاية 11/ 348.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 241، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 179،
نهاية الأرب 26/ 242، المختصر في أخبار البشر 2/ 143، تاريخ ابن الوردي
1/ 326، الإنباء في تاريخ الخلفاء 185، دول الإسلام 1/ 241، البداية
والنهاية 11/ 348، النجوم الزاهرة 4/ 232، 233، شذرات الذهب 3/ 166.
(28/18)
سنة أربع وأربعمائة
[تلقيب فخر المُلك بسلطان الدولة]
في ربيع الأول انحدر فخر الملك إلى دار الخلافة، فلما صعِد من
الزَّبْزب تلقّاه أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان، وقبًّل
الأرض بين يديه، وفعَل الحُجّاب كذلك. ودخلَ الدّار والحُجّاب بين
يديه، وأُجلس في الرّواق، وجلس الخليفة في القّبَّة. ودُعي فخر الملك.
ثمّ كثر النّاس وازدحموا، وكثر البَوْس واللَّغَط، وعجز الحُجَابُ عَنِ
الأبواب، فقال الخَليفة: يا فخر الملك، امنع من هذا الاختلاط. فرد
بالدّبّوس الناسَ، ووكَل النُّقباء بباب القُبَة.
وقرأ ابن حاجب النُّعمان عهد سلطان الدّولة بالتّقليد والألقاب. وكتب
القادر باللَّه علامته عَليْهِ، وأُحضرت الخِلعَ والتّاج والطَّوْق
والسّواران واللّواءات، وتولّي عقْدهما الخليفةُ بيده، ثمّ أعطاه سيفًا
وقال للخادم: اذهب قلّده بِهِ، فهو فخرٌ لَهُ ولعَقبِه، يفتح بِهِ شرق
الدّنيا وغَرْبها. وبعث ذَلِكَ إلى شِيراز مَعَ جماعة [1] .
[إبطال الحاكم للمنجّمين]
وفيها أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشدَّد في ذَلِكَ، واعتقَ أكثر
مماليكه وأحسن إليهم [2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 266، 267، الإنباء في تاريخ الخلفاء 185، البداية
والنهاية 11/ 352، اتعاظ الحنفا 2/ 100، النجوم الزاهرة 4/ 235.
[2] تاريخ الأنطاكي 304، اتّعاظ الحنفا 2/ 100، النجوم الزاهرة 4/ 235،
الدرّة المضيّة 288.
(28/19)
[ولاية عهد الحاكم]
وجعلَ وليّ عهده ابن عمّه عَبْد الرحيم بْن الياس، وخطب لَهُ بذلك [1]
.
[حبس الحاكم للنساء]
وأمرَ بحبس النساء في البيوت. فاستمرّ، وكذلك في سنة ستّ [2] .
[ملحمة الترك والصين]
وفي حدود هذه السّنة كانت الملحمة الهائلة بين ملك التُّرْك طُغان،
رحمه الله، وبين جيش الصّين، فَقُتِل فيها من الكُفّار نحوٌ من مائة
ألف [3] ، ودامت الحرب أيّامًا، ثم نزل النّصر، [4] وللَّه الحمد.
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 306، المغرب في حلى المغرب 64 و 74، البيان المغرب
1/ 260، الدرّة المضيّة 288، اتعاظ الحنفا 2/ 100، 101.
[2] تاريخ الأنطاكي 307، المغرب في حلى المغرب 65، تاريخ مختصر الدول
180، المنتظم 6/ 268- 270، وفيات الأعيان 5/ 294، اتّعاظ الحنفا 2/
102، 103، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199، تاريخ الأزمنة للدويهي 78، دول
الإسلام 1/ 242، 243، النجوم الزاهرة 4/ 235.
[3] في الكامل في التاريخ 9/ 297: قتل منهم زيادة على مائتي ألف رجل،
وأسر نحو مائة ألف.
[4] تاريخ مختصر الدول لابن العبري 179 (حوادث سنة 408 هـ) ، وكذا في:
المختصر في أخبار البشر 2/ 150، وتاريخ ابن الوردي 1/ 331، وتاريخ ابن
خلدون 3/ 443، والنجوم الزاهرة 4/ 235.
(28/20)
سنة خمس وأربعمائة
[مَنعَ النساء من الخروج في مصر]
فيها ورد الخبر أنّ الحاكم صاحب مصر حظَر عَلَى النّساء الخروج من
بيوتهنّ والإطلاع من الأسطحة ودخول الحَمّامات. ومنعَ الأساكفة من عمل
الخِفاف، وقتل عدّةِ نِسْوة خالفنَ أمره.
وكان قد لهج بالركوب في اللّيل يطوف في الأسواق. ورتَّب في كلّ درب
أصحاب أخبار يطالعونه بما يتمّ. ورتّبوا عجائز يدخلن الدُّور ويكشفن ما
يتمّ للنّساء، وأنّ فلانة تحبّ فلانًا ونحو هذا. فيُنْفذ من يُمْسك
تِلْكَ المرأة، فإذا اجتمع عنده جماعة منهنّ أمر بتغريقهم. فافتضح
النّاس وضجّوا في ذَلِكَ.
ثم أمر بالنّداء: أيّما امرأةٍ خرجت من بيتها أباحت دمها. فرأى بعد
النّداء عجائز، فغرقهن.
قَالَ: فإذا ماتت امرَأَة جاء وليُّها إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة،
فيكتب إلى صاحب المعونة، فيُرسل غاسلةٍ مَعَ اثنين من عنده ثمّ تُعاد
إلى منزلها [1] .
وكان قد هَمَّ بتغيير هذه السُّنّة.
[حيلة امرَأَة]
فاتّفق أنْ مَرَّ قاضي القضاة مالك بْن سَعِيد الفارقيّ، فنادته
امرَأَة من رَوْزَنةٍ: أقسمتُ عليك بالحاكم وآبائه أن تقف لي.
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 307، المغرب في حلى المغرب 65، تاريخ مختصر الدول
180، تاريخ الزمان 78، المنتظم 7/ 268- 270، وفيات الأعيان 5/ 294،
اتعاظ الحنفا 2/ 102، 103، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199، تاريخ الأزمنة
78، دول الإسلام 1/ 242، 243، البداية والنهاية 11/ 352، النجوم
الزاهرة 4/ 236، شذرات الذهب 3/ 173.
(28/21)
فوقف، فبكت بكاءٍ شديدًا وقالت: لي أخ يموت
فباللَّه إلا ما حملتني إليه لأشاهده، قبل الموت.
فرقّ لها وأرسلها مَعَ رجلين، فأتت بابا فدخلته.
وكان الدّار لرجل يهواها وتهواه. وأتى زوجها فسأل الجيران، فأخبروه
بالحال، فذهبَ إلى القاضي وصاح، وقال: أَنَا زوج المرأة وما لها أخ،
وما أفارقك حتّى تردّها إليَّ.
فعظُم ذَلِكَ عَلَى قاضي القُضاة، وخاف سطوة الحاكم، فطلع بالرجل إلى
الحاكم مرعوبًا وقال: العفو يا أميَر المؤمنين. ثمّ شرح لَهُ القصّة.
فأمره أن يركب مَعَ ذينك الرجلين. فوجدوا المرأة والرجل في إزار واحدٍ
نائمين على سُكْر، فَحُمِلا إلى الحاكم. فسألها فأحالت عَلَى الرجل وما
حسَّنه لها. وسأل الرجل فقال: هِيَ هجمت عليّ وزعمت أنّها خلْوٌ من
بعْلٍ، وإنّي إنّ لم أتزوّجها سَعَتْ بي إليك لتقتلني.
فأمر الحاكم بالمرأة، فُلفّت في باريّة وأُحْرِقت، وضُرب الرجل ألف
سوط. ثمّ عاد وشدّد عَلَى النّساء إلى أن قُتِل [1] .
[تقليد القاضي ابن أبي الشوارب]
وفيها قلّة قاضي القضاة بالحضرة أبو الحسن أحمد بْن محمد بْن أَبِي
الشّوارب بعد وفاة ابن الأكفانّي [2] .
[تقليد ابن مّزْيد أعمال بني دُبيس]
وفيها قلّد عليّ بْن مَزَيَد أعمال بني دبيس بالجزيرة الأسديّة [3] .
__________
[1] الخبر في: المنتظم 7/ 268- 270، والبداية والنهاية 11/ 352، 353.
[2] المنتظم 7/ 270، البداية والنهاية 8/ 353.
[3] المنتظم 7/ 270.
(28/22)
سنة ستّ وأربعمائة
[الفتنة بين السُّنّة والرافضة]
فيها جرت فتنة بين السُّنّة والرافضة ببغداد في أوّل السنة، ومنعهم فخر
المُلْك مِن عمل عاشوراء [1] .
[الوباء بالبصرة]
وفيها وقع وباء عظيم بالبصرة [2] .
[تقليد الشريف المرتضى الحجّ والنقابة]
وقُلّدَ الشريف المرتضى أبو القاسم الحجّ والمظالم ونقابة الطالبييّن،
وجميع ما كَانَ إلى أخيه.
وحضر فخر المُلْك والأشراف والقُضاة قراءة عهده، وهو:
«هذا ما عهد عبدُ الله أبو العّباس أحمد القادر باللَّه أمير المؤمنين
إلى عليّ بْن موسى العلويّ حين قّربته إِليْهِ الأنساب الزّكيّة،
وقدَّمت لديه الأسباب القّوية» ، وذكر العهد [3] .
[هلاك آلاف الحجّاج]
وفي آخر صفر وردَ الخبر إلى بغداد بعد تأخّره بهلاك الكثير من الحاجّ،
وكانوا عشرين ألفًا، فسلم منهم ستة آلاف وأنّ الأمراء اشتدّ بهم العطش
حتّى
__________
[1] المنتظم 7/ 276، الكامل في التاريخ 9/ 263، البداية والنهاية 12/
2، النجوم الزاهرة 4/ 239.
[2] المنتظم 7/ 276، الكامل في التاريخ 9/ 263، البداية والنهاية 212.
[3] المنتظم 7/ 276، الكامل في التاريخ 9/ 263، البداية والنهاية 12/
2، النجوم الزاهرة 4/ 239.
(28/23)
شربوا أبوال الجمال. ولم يحجّ أحد تِلْكَ
السّنة [1] .
[غزوة ابن سُبُكْتكين للهند وغرق أصحابه]
وفيها وردَ الخبر أنّ محمود بْن سُبُكْتكين غزا الهند، فَغَرَّهَ
أَدِلاؤهُ وأضلّوه الطّريق، فحصل في مائّية فاضت من البحر، فغرق كثير
ممّن كَانَ معه، وخاض الماء بنفسه أيّامًا ثمّ تخلَّص وعاد إلى خُراسان
[2] .
[ولاية سهم الدّولة على دمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق سَهْم الدّولة ساتكين الحاكميّ، فولِيَها سنتين
وثلاثة أشهر [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 276، البداية والنهاية 12/ 2، النجوم الزاهرة 3/ 239.
[2] المنتظم 7/ 276، 277، الكامل في التاريخ 9/ 260، المختصر في أخبار
البشر 2/ 144، تاريخ ابن الوردي 1/ 326، البداية والنهاية 12/ 2.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 44، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69 وفيه:
«شهم الدولة شاتكين» ، أمراء دمشق 36 رقم 116، النجوم الزاهرة 4/ 239.
(28/24)
سنة سبع وأربعمائة
[احتراق مشهد الحسين]
فيها احترق مشهد الحسين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بكربلاء من شمعتين سقطتا
في جوف اللّيل عَلَى التأزير [1] .
[احتراق دار القطن]
وفيها احترقت دار القطن [2] ونهر طابق.
[وقوع قبّة الصخرة]
وفيها وقعت القُبّة الكبيرة الّتي عَلَى الصّخْرة ببيت المقدس [3] .
[الفتنة بين الشيعة والسُّنّة]
وفيها هاجت الفتنة بين الشّيعة والسُّنّة بواسطة، ونُهِبَتْ دُور
الشّيعة الزَّيدية وأُحْرِقَتْ، وهرب وجوه الشّيعة والعلوييّن، فقصدوا
علي بْن مزيد واستنصروا به [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 283، الكامل في التاريخ 9/ 295، البداية والنهاية 12/
4، 5، النجوم الزاهرة 4/ 241.
[2] في المنتظم: احترق نهر طابق ودار الركن اليماني من البيت الحرام،
والمثبت يتفق مع: الكامل في التاريخ 9/ 295، والبداية والنهاية 12/ 5
وفيه يتّضح أن خبر الركن اليماني قد اختلط في «المنتظم» بخبر دار
القطن.
[3] المنتظم 7/ 283، الكامل في التاريخ 9/ 295، دول الإسلام 1/ 243،
مرآة الجنان 3/ 20، البداية والنهاية 12/ 5، النجوم الزاهرة 4/ 241،
شذرات الذهب 3/ 184.
[4] المنتظم 7/ 283، الكامل في التاريخ 9/ 295، دول الإسلام 1/ 243،
مرآة الجنان 3/ 20، النجوم الزاهرة 4/ 241.
(28/25)
[الخِلَع بالوزارة للرامهُرْمُزيّ]
وفيها خُلِعَ علي أَبِي الحسن بْن الفضل الرامهُرْمُزيّ خِلَعُ الوزارة
من قبل سلطان الدّولة. وهو الّذي بنى سور الحائر بمشهد الحسين [1] .
[الوقعة بين أَبِي شجاع وأخيه أَبِي الفوارس]
وفيها كانت وقعة بين سلطان الدّولة أَبِي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس
بعد أن دخلَ شيراز وملكها [2] .
[فتح خوارزم]
وفيها افتتح محمود بْن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند [3] .
[امتناع الركْب من العِرَاقِ]
ولم يخرج رَكْبٌ من العراق [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 281، البداية والنهاية 12/ 5.
[2] المنتظم 7/ 284، النجوم الزاهرة 4/ 241.
[3] المنتظم 7/ 284، الإنباء في تاريخ الخلفاء 186، النجوم الزاهرة 4/
241.
[4] المنتظم 7/ 284، المختصر في أخبار البشر 2/ 145، 1/ 327، البداية
والنهاية 12/ 5.
(28/26)
سنة ثمان وأربعمائة
[تفاقم الفتنة بين الشيعة والسُّنّة]
وقعت الفتنةُ بين السُّنّة والشّيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلايين
بابًا عَلَى موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ بابًا عَلَى الدّقّاقين. وقتل
طائفة عَلَى هذين البابين. فركب المقدام أبو مقاتل، وكان عَلَى الشرطة،
ليدخل الكَرْخ فمنعه أهلها وقاتلوه. فأحرق الدّكاكين وأطراف نهر
الدّجاج، وما تهيّأ لَهُ دخولٌ [1] .
[استتابة فقهاء المعتزلة]
قَالَ هبة الله اللالكائيّ في كتاب «السُّنّة» ، أو في غيره:
وفيها استتاب القادر باللَّه فُقَهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع
وتبرّءوا مِن الاعتزال والرّفْض والمقالات المخالفة للإسلام. وأخذ
خطوطهم بذلك، وأنّهم مَتَى خالفوه عاقبهم [2] .
[ضعف الدّولة البويهيّة]
وضعفت دولة بني بُوَيْه الدَّيْلَم، وقدِم بغدادَ سلطانُ الدّولة،
فكانت النَّوبة تَضْرَب لَهُ في أوقات الصّلوات الخَمْس. وما تمّ ذلك
لجدّه عضد الدولة [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 287، الكامل في التاريخ 9/ 305، دول الإسلام 1/ 243،
244، مرآة الجنان 3/ 21، البداية والنهاية 12/ 6، شذرات الذهب 3/ 186.
[2] المنتظم 7/ 287، الكامل في التاريخ 9/ 305، مرآة الجنان 3/ 22،
البداية والنهاية 12/ 6، شذرات الذهب 3/ 186.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 304، 305، المختصر في أخبار البشر 2/ 150،
تاريخ ابن الوردي 1/ 332.
(28/27)
[التنكيل بالمعتزلة
والرافضة وغيرهم في خراسان]
وامتثل يمين الدّولة محمود بْن سُبُكْتكين أمرَ القادر باللَّه، وبَثَّ
سُنَّته في أعماله بخُراسان وغيرها في قتلِ المعتزلة والرافضة
والإسماعيلية والقرامطة والْجَهْميّة والمُشَبَّهة، وصَلَبهم وحَبَسهم
ونفاهم، وأمرَ بلعنهم عَلَى المنابر، وشرّدهم عن ديارهم، وصار ذلك
سُنَّة في الإسلام [1] .
[زواج سلطان الدّولة]
وفيها تزوَّج سلطان الدّولة ببنت قرواش بْن المقلّد عَلَى خمسين ألف
دينار [2] .
[إمارة الإدريسي للأندلس]
وفيها بويع بإمرة الأندلس القاسم بن حمود الإدريسيّ، فبقي ستّ سنين،
وخُلِع [3] .
[قتل الدّرزيّ]
وفيها قُتل الدُّرْزيّ الملحد لكونه ادّعى ربوبيّة الحاكم. فقُتِل
وقُطّع [4] .
[إمرة سديد الدّولة بدمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق سديد الدّولة أبو منصور، ثم عُزِل بعد أشهر [5] .
[غزو السلطان محمود للهند]
وغزا السلطان محمود الهند، فافتتح بلادًا كثيرة من الهند، ودانت لَهُ
الملوك [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 287، البداية والنهاية 12/ 6.
[2] المنتظم 7/ 287.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 273، المختصر في أخبار البشر 2/ 146، تاريخ
ابن الوردي 1/ 328.
[4] في الأصل: «الدوري» ومثله في دول الإسلام 1/ 244، والصحيح ما
أثبتناه، تاريخ حلب للعظيميّ 323، تاريخ الأنطاكي 340، اتعاظ الحنفا 2/
113، والنجوم الزاهرة 4/ 184، مرآة الجنان 3/ 22 وفيه أيضا «الدوري»
وهو وهم، وكذا في شذرات الذهب 3/ 186.
[5] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، أمراء دمشق 88 رقم 267، اتعاظ
الحنفا 2/ 114.
[6] سيأتي التفصيل في حوادث السنة التالية.
(28/28)
سنة تسع وأربعمائة
[تكفير القائل بخلق القرآن]
في المحرَّم قُرئ بدار الخلافة كتاب بمذاهب السَّنة، وفيه: مَن قَالَ:
«القرآن مخلوق» فهو كافر حلال الدّم [1] ، إلى غير ذَلِكَ من أصول
السُّنّة.
[زيادة ماء البحر]
وفيها زاد ماء البحر إِلَى أن وصل إلى الأُبُلّة، ودخل البصرة [2] .
[عَود سلطان الدّولة إلى بغداد]
وفيها ردّ سلطان الدّولة إلى بغداد [3] .
[فتح مهرة وختُّوج بالهند]
وفيها غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وختوج [4] . وكان
فتحًا عزيزًا. وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر.
قَالَ أبو النّصر في تاريخه: عدل السّلطان بعد أخذ خوارزم إلى بسْت ثمّ
إلى غَزْنة، فأتفقَ أن حشد إليه مِن أدني ما وراء النّهر زُهاء عشرين
ألفًا من المطّوّعة. فحرّك من السّلطان محمود نفيرهم، وردّ من نفوس
المسلمين
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 324، المنتظم 7/ 289، البداية والنهاية 12/ 7،
شذرات الذهب 4/ 188.
[2] المنتظم 7/ 289، البداية والنهاية 12/ 7.
[3] المنتظم 7/ 290، نهاية الأرب 26/ 246.
[4] وفي الكامل في التاريخ 9/ 308 «قنّوج» ، وفي نسخة أخرى منه: «فتوج»
، وستأتي «فتوح» في بقيّة الخبر، وهي: «قنّوج» في: المختصر في أخبار
البشر 2/ 145، وتاريخ ابن الوردي 1/ 327.
(28/29)
تكبيرهم. واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى
فتوح، وهي التي أعيت الملوك، غير كشاسب عَلَى ما زعمته المجوس، وهو ملك
الملوك في زمانه، فزحف السّلطان بهم وبجنوده، وعبر مياه سَيْحون وتلك
الأودية التّي تجلّ أعماقها عَنِ الوصْف، ولم يطأ مملكةً من تِلْكَ
الممالك إلا أتاه الرَّسُول واضعًا خدّ الطّاعة، عارضًا في الخدمة
الاستطاعة. إلى أن جاءه جنكي بْن شاهي وسهمي صاحب درب قشمير، عالمًا
بأنه بْعثُ الله الّذي لا يرضيه إلا الإسلام أو الحسام. فضمن إرشاد
الطرّيق، وسار أمامه هاديا. فما زال يفتح الصّياصي والقلاع حتى مرّ
بقلعة هارون. فلمّا رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها
الملائكة زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراق دمه، ورأى أن يتّقي بالإسلام
بأس الله، وقد شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوره، فنزل في عشرة
آلاف ينادون بدعوة الإسلام.
ثمّ سار بجيوشه إلى قلعة كلنجد، وهو من من رءوس الشّياطين، وفكانت لَهُ
معه ملحمة عظيمة، هلكَ فيها من الكُفّار خمسون ألفًا، من بين قتيل
وحريق وغريق. فعمد كلنجد إلى زوجته فقتلها، ثمّ ألحقَ بها نفسه. وغنم
السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلًا. ثمّ عطف إلى البلد الّذي يُسَمّى
المعبد، وهو مهرة الهند بطالع ابنيتها الّتي تزعم أهلها أنها من بناء
الجنّ، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقد روايتها إلى الشّهادات. وهى
مشتملة عَلَى بيوت أصنام بنقوشٍ مبدعة، وتزاويق تخطف البصر.
قَالَ: وكان فيما كتب بِهِ السّلطان أنّه لو أراد مُريد أن يبني ما
يعادل تِلْكَ الابنية ليعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم، في مدّة
مائتين سنة، عَلَى أيدي عَمَلَة كَمَلَة، ومَهَرَة سَحَرَة.
وفي جملة الأصنام خمسة من الذَّهب معمولة طول خمسة أذُرع، عينا كلّ
واحدٍ منها ياقوتتان، قيمتهما خمسون ألف دينار بل أزْيَد. وعلى آخر
ياقوتة زرقاء، وزنها أربعمائة وخمسون مثقالًا. فكان جملة الذّهبيّات
الموجودة عَلَى أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال. ثم أمر
السلطان بسائر الأصنام فَضُرِبَت بالنِّفْط، وحاز من السّبايا والنّهاب
ما يعجز عَنْهُ أناملُ الحُسّاب. ثمّ سار
(28/30)
قدما يروم فتوح فتوح وخلّف معظم العسكر،
فوصل إليها في شعبان سنة تسعٍ، وقد فارقها الملك إقبال منهزمًا، فتتّبع
السّلطان قلاعها، وكانت سبعة عَلَى البحر، وفيها قريبٌ من عشرة آلاف
بيت من الأصنام، تزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى
ثلاثمائة ألف سنة كذبًا وزورًا، ففتحها كلَّها في يوم واحد، ثمّ أباحها
لجيشه فانتهبوها. ثمّ ركض منها إلى قلعة البراهمة، وتعرف بمنح،
فافتتحها وقتل بها خلقًا كثيرًا، ثمّ افتتح قلعة جندراي وهي ممن يُضرب
المثل بحصانتها.
وذكر أبو النّصر ذَلِكَ مطولًا مفصّلًا بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب.
فلقد أقَّر عين السّامع، وسرَّ المسلم بهذا الفتح العظيم الجامع،
وللَّه الحمد عَلَى إعلاء كلمة الإسلام، وله الشُّكر عَلَى إقامة هذا
السّلطان الهمام.
وبعد الأربعمائة كَانَ قد غلب عَلَى بلاد ما وراء النّهر أيلك خان أخو
صاحب التُّرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسّلطان يمين الدّولة محمود
بن سبكتكين، فقويت نفوسهما عليه مكرا ورواغا، وبقي كلّ واحدٍ منهما
يُحيل عَلَى الآخر. فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزّينة،
وعرضَ جيشه.
قَالَ أبو النَّصر محمد بْن عَبْد الجبّار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية
فيوله، ورتَّب العسكر سِماطين في هيئة، لو رآها قارون قَالَ: يا ليت لي
مثل ما أوتي محمود. فصفّ نحو ألفي غلام تُرْك في ألوان الثّياب، ونحو
خمسمائة غلام بُقربه بمناطق الذَّهب المرصّعة بالجواهر، وبين أيديهم
أربعون فيلًا من عظام الأفيلة بغواشي الدّيباج. ووراء السّماطين
سبعمائة فيل في تجافيف مشهرة الألوان، وعامّة الجيش في سرابيل قد كدّت
القيون وردّت العيون، وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في
ظُلمة الدّيجور. وأذن للرُسُل حينئذٍ، ثمّ عُدِل بهم إلى الموائد في
دارٍ مفروشة بما لم يُحْك عَنْ غير الجنّة. ففي كلّ مجلس دُسُوت من
الذَّهب من جفانٍ وأطباق، فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة، وهّيأ
لخاصّ مجلسه طارم قد جُمعَتْ ألواحه وعضادته بضباب الذَّهب وصفائحه
وفُرش بأنواع الدّيباج المذهَّب، وفيه كُوَّات مضلَّعة، تشتمل عَلَى
أنواع الجواهر الّتي أعْيَتْ أمثالها أكاسرة العجم، وقياصرة الروم،
وملوك الهند،
(28/31)
وأقيال العرب. وحوالي المجلس أطباق تخان من
الذَّهب، مملوءة من المِسْك والعنبر والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها.
ثمّ جهّز الرُّسُل.
ووقع بين الأخوين، وتنافرا مدّة لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدّولة.
وكان عَلَى مملكة خوارزم الملك مأمون بْن مأمون، قد وليها بعد أخيه
عليّ، فزوّجه السّلطان محمود بأخته، ثمّ طلب منه أن يذكر اسمه في
الخطبة معه، فأجابَ. وامتنع من الإجابة نائبه وكُبراء دولته ولاموه.
ثمّ إنّهم قتلوه غيلةً، فغضب السّلطان وسار بجيوشه لحربهم، فالتقاهم
بظاهر خوارزم وظفر بهم، فسمّر جماعة من الأمراء، واستناب على خوارزم
حاجبه الكبير التونتاش. وصفَت لَهُ مملكة خُراسان، وسجِسْتان، وغَزنة،
وخوارزم، والغور. وافتتح نصف إقليم الهند. في عدّة غزوات وكانت سلطنته
بضعا وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته [1] .
__________
[1] الخبر باختصار في: الكامل في التاريخ 9/ 308- 310، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 150، وتاريخ ابن الوردي 1/ 332، البداية والنهاية 12/
7.
(28/32)
سنة عشر وأربعمائة
[كتاب يمين الدّولة محمود بفتوحاته في الهند]
ورد من يمين الدولة محمود كتابٌ بما افتتحه مِن الهند، وبما وصل إليه
مِن أموالهم وغنائمهم، فيه: إنّ كتابَ العبد صَدَر من غزْنة لنصف
المحرَّم سنة عشر، والدّيُن مخصوصٌ بمزيد الإظهار، والشِّرْك مقهورٌ
بجميع الأطراف والأقطار. وانتدب العبدُ لتنفيذ الأوامر وتابعَ الوقائع
عَلَى كُفّار السّنْد والهند. فرتّب بنواحي غَزنة العبد محمدًا مَعَ
خمسة عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل.
وانهض العبد مسعودًا مع عشرة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل، وشحن بلخ
وطخارستان بأرسلان الحاجب، مَعَ اثني عشر ألف فارس، وعشرة آلاف راجل.
وضبط ولاية خوارزم بالتّونْتاش الحاجب مَعَ عشرين ألف فارس وعشرين ألف
راجل.
وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة آلاف راجل لصحبة راية الإسلام.
وانضمّ إليه جماهير المطّوّعة.
وخرج العبدُ من غَزْنة في جمادى الأولى سنة تسعٍ بقلبٍ منشرح لطلب
السّعادة، ونفس مشتاقة إلى درك الشهّادة، ففتح قلاعًا وحصونًا، وأسلم
زُهاء عشرين ألفًا من عُبّاد الوثن، وسلّموا قدر ألف ألف من الورِق،
ووقع الاحتواء عَلَى ثلاثين فيلًا. وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين
ألفًا.
ووافي العبدُ مدينةً لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مشيد، وألف بيت
للأصنام، ومبلغ ما فِي الصّنم ثمانية وتسعون ألف مثقال. وقلعَ مِن
الأصنام الفضّة زيادةً عَلَى ألف صنم.
ولهم صنم معظّم يؤرّخون مدّته بجهالتهم بثلاثمائة ألف عام. وقد بنوا
(28/33)
حول تِلْكَ الأصنام المنصوبة زُهاء عشرة
ألاف بيت. فعنى العبد بتخريب تلك المدينة اعتناءً تامًا، ونهبها
المجاهدون بالإحراق. فلم يبقَ منها إلا الرسوم.
وحين وجدَ الفراغ لاستيفاء الغنائم، حصّل منها عشرين ألف ألف درهم،
وأفردَ خُمسَ الرقيق، فبلغ ثلاثة وخمسين ألفا. واستعرض ثلاثمائة وستّة
وخمسين فيلًا [1] .
[ولاية قوام الدّولة عَلَى كرمان]
وفيها جلس القادر باللَّه فَقُرِئ عهد الملك قوام الدّولة أَبِي
الفوارس، وحُمِلت إِليْهِ خلع السّلطنة بولاية كَرْمان [2] .
[وفاة الأصيفر المنتفقي]
وفيها مات الأُصَيْفر المنتفقيّ الذي كَانَ يأخذ الخفّارة من الحجّاج
[3] .
[نيابة دمشق]
وقد ولي نيابة دمشق عدّةُ أمراء للحاكم في هذه السّنين، وكان النّاس
يتعجّبون من كثرة ذَلِكَ [4] .
ثم وليها وليُّ العهد عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن العزيز
العُبَيديّ، وكان يوم دخوله يومًا مشهودًا موصوفًا. ثم عُزِل أقبح عْزل
بعد أشهُر، وأُخِذَ إلى مصر مُقَيدًا، بعد أن قُتِل وقت القبضِ عَليْهِ
جماعةٌ من أعوانه [5] .
[موت صاحب حرّان]
وفيها مات صاحبُ حرّان وثّاب بْن سابق، وتملّك ابنه شبيب [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 292، 293، وفيات الأعيان 5/ 178، 179، تاريخ الزمان
لابن العبري 79، دول الإسلام 1/ 244، مرآة الجنان 3/ 22- 24، البداية
والنهاية 12/ 8، النجوم الزاهرة 4/ 245، شذرات الذهب 3/ 189، 190.
[2] المنتظم 7/ 293، البداية والنهاية 12/ 8، النجوم الزاهرة 4/ 244.
[3] المنتظم 7/ 293، الكامل في التاريخ 9/ 313، البداية والنهاية 12/
8.
[4] انظر عن تتابع الولاة على دمشق في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي-
ص 69- 71.
[5] تاريخ الأنطاكي 349، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، 70
بالحاشية، أمراء دمشق في الإسلام 51 رقم 167.
[6] الكامل في التاريخ 9/ 312، المختصر في أخبار البشر 2/ 151، تاريخ
ابن الوردي 1/ 332.
(28/34)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
ذكر سنة إحدى وأربعمائة ومَن تُوُفّي فيها
- حرف الألف-
1- أحمد بْن عَبْد المُلْك بْن هاشم [1] .
أبو عُمَر بْن المُكْوِيّ الإشبيليّ المالكي، كبير المُفْتِين
بقُرْطُبَة، الّذي انتهت رئاسة العلم بالأندلس في عصره إليه.
تفقه عَلَى إِسْحَاق بْن إبراهيم الفقيه، وكان حافظا للمذهب، مقدّما
فيه، بصيرًا بأقوال أصحاب مالك، من أهل المتانة في دينه، والصّلابة في
رأيه، والبُعْد عن هوى نفسه. القريب والبعيد عنده في الحق سواء.
دُعي إلى قضاء قُرْطُبَة مرَّتين فأبى، وصنّف كتاب «الاستيعاب فِي رأي
مالك» للحَكَم أمير المؤمنين، فجاء في مائة جزء.
وكان جَمْعه لَهُ مَعَ أَبِي بَكْر محمد بْن عَبْد الله القُرَشيّ
المُعَيْطيّ. ورُفع إلى الحَكَمَ فَسُرَّ بذلك، ووصلهما وقدَّمهما إلى
الشُّورَى.
وُلَد أبو عُمر في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وعليه تفقه أبو عُمَر بْن عَبْد البّر، وأخذ عنه «المدوّنة» .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في:
جذوة المقتبس للحميدي 132 رقم 231، والصلة لابن بشكوال 1/ 22، 23 رقم
38، وترتيب المدارك 4/ 635- 642، والتمهيد 6/ 146، والعبر 3/ 74، 75،
وسير أعلام النبلاء 17/ 206، 207 رقم 120، والوافي بالوفيات 7/ 144 رقم
3077، ومرآة الجنان 3/ 3، والديباج المذهب 1/ 176، 177، وشذرات الذهب
3/ 161، وكشف الظنون 1/ 81، وهدية العارفين 1/ 71، وفيه تحرّفت نسبته
إلى «المكري» ، وديوان الإسلام 4/ 275 رقم 2037، وشجرة النور الزكية
102، ومعجم المؤلفين 1/ 303.
(28/35)
تُوُفّي فجأة في سابع جمادى الأولى. وكانت
لَهُ جنازة عظيمة.
2- أحمد بْن عَبْدوس بْن أحمد الجرْجانيّ [1] .
يروي عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الأولّ.
3- أحمد بْن علي بْن أحمد بْن مُحَمَّد [2] .
أبو العبّاس الرّيغيّ الباغانيّ المقرئ، الفقيه المالكيّ.
قدِم الأندلس سنة ست وسبعين، وأدَّب ولد المنصور محمد بْن أَبِي عامر.
ثمّ عَلَت منزلته، وقُدم للشورى بعد أَبِي عُمَر بْن المُكْويّ. وكان
أحد الأذكياء الموصوفين. وكان بحرًا من بحور العلم، لا سيما في
القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ والأحكام.
أخذ بمصر عَنْ: أَبِي بَكْر الأدفويّ، وعبد المنعم بْن غَلْبُون.
وتُوُفّي في ذي القعدة وله ستٌ وستّون سنة.
وقد أخذ عَنْهُ: ابن عَتَّاب، وغيره.
4- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد [3] .
أبو عَمْرو الْجُرْجانيّ المطرّز.
عُرف بالبَكْراباذيّ المحدث.
أحدَ مَن عُني بالرّحلة والسَّماع.
أنفق مالًا جزيلًا، وسمع بإصبهان من أبي الشّيخ، وببغداد من القطيعيّ،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبدوس) في:
تاريخ جرجان للسهمي 124 رقم 111.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في:
الديباج المذهب 38.
[3] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 121 رقم 101، وانظر الصفحات: 95 و 154 و 163 و 211
و 328 و 432 و 443 و 469 و 478 و 502.
(28/36)
وباليمن من أَبِي عَبْد الله النِقويّ آخر
أصحاب إِسْحَاق الدَّبَريّ.
وتُوُفّي بجُرْجان في جُمَادَى الأولى، وقد شاخ.
5- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بن محمد بن عبد الواحد.
أبو الحسن الكِنانيّ المصريّ، والد أَبِي الحسن عليّ الرّاوي عَنِ ابن
حَيَّوَيْهِ النيسابوري.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر. قاله أبو إِسْحَاق الحبّال.
6- أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن الحُبَاب بْن الْجَسُور
[1] .
أبو عُمر القُرْطُبي، مولي بني أميَّة.
وأمّا أبو إِسْحَاق بْن شِنْظير فكناه: أبو عُمَيْر، والأوّل أشهر.
روى عن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي
دُلَيْم، ومحمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن مطرف، وجماعة.
حدث عنه: الصاحبان [2] ، وأبو عُمَر بْن عبد البَرّ، وأبو عَبْد الله
الخولاني، وأبو محمد بن حزم، وهو أكبر شيخ لابن حزم.
قال: وهو أوّل شيخ سمعت عليه قبل الأربعمائة.
ومات لأربع بقين من ذي القعدة. تُوُفّي أيّام الطّاعون.
وكان خيّرًا فاضلًا، شاعرًا، عالي الإسناد مُكْثرًا.
وُلِد في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
قَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأت عَليْهِ «المُوَطّأ» عَنْ محمد بْن عيسى
بْن رفاعة، عَنْ يحيى بْن أيّوب بْن باذي العلاف، عَنْ يحيى بْن
بُكَيِر.
وقرأت عَليْهِ «المُدَوَّنة» عَنْ وهْب بْن مَسَرة، عَنِ ابن وضّاح،
عَنْ سحنون مؤلّفها.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 107 رقم 181، وتاريخ حلب للعظيميّ 320، والصلة
لابن بشكوال 1/ 23، 24 رقم 39، وبغية الملتمس للضبيّ 154، 155 رقم 336،
والعبر 3/ 75، وسير أعلام النبلاء 17/ 148، 149 رقم 90، ومرآة الجنان
3/ 3، والوافي بالوفيات 7/ 330 رقم 3324، وشذرات الذهب 3/ 161.
[2] الصاحبان هما أبو إسحاق إبراهيم.. بن شنظير ورفيقه أبو فراس بن
ميمون الطّليطليّ. وقيل لهما ذلك لكونهما لازماه.
(28/37)
وقرأت عَليْهِ «تفسير سُفيان بْن عُيَيْنة»
، عَنْ قاسم بن أصبغ.
7- أحمد بْن محمد بْن وسيم [1] .
أبو عُمَر الطُّلَيْطليّ.
كَانَ فقيهًا متفننًا، شاعرًا لُغَويًّا نَحْويا. غزا مَعَ محمد بْن
تمّام إلى مَكادة.
فلما انهزموا هربَ إلى قُرْطُبَة، واتّبعه أهل طُّلَيْطلة، فصلبوه ثمّ
رَمَوْه بالنَّبْل والحجارة حتّى هلك وهو يتلو سورة يس، رحمه اللَّه.
8- أَحْمَد بْن محمد بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
أبو عُبَيْد الهَروي المؤدّب اللُّغَويّ، مصنف «الغريبيَنْ» في
اللُّغَة: لغة القرآن، ولغة الحديث.
أخذ اللّغة عَنِ: الأزهري، وغيره.
وتُوُفّي في رجبٍ لستٍ خَلَوْن منه.
وقد ذكره القاضي في «وَفَيَات الأَعْيان» [3] فقال: سارَ كتابه في
الآفاق، وهو من الكتب النّافعة.
ثمّ قَالَ: وقيل: إنّه كَانَ يحبّ البذلة، ويتناول في الخلْوة، ويعاشر
أهل الأدب في مجالس الّلَذّة، والطَّرَب، عفا الله عَنْهُ وعنّا. ويقال
لَهُ الفاشاني، بالفاء. وفاشان: بفاء مَشُوبةٍ بباء، قرية من قرى هراة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن وسيم) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 25 رقم 40.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن محمد) في:
فهرست ابن خير 507، ومعجم الأدباء 4/ 260، 261، ووفيات الأعيان 1/ 95،
96 رقم 36، وسير أعلام النبلاء 17/ 146، 147 رقم 88، والعبر 3/ 75،
ومرآة الجنان 3/ 3، والبداية والنهاية 11/ 344، 345، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 84، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 518، 519 رقم 1215،
والوافي بالوفيات 8/ 114، 115 رقم 3529، وطبقات الشافعية لابن قاضي
شهبة 1/ 178، 179 رقم 135، والنجوم الزاهرة 4/ 228، وبغية الوعاة 1/
371، رقم 726، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 161، وكشف الظنون
2/ 1206، وهدية العارفين 1/ 70، وديوان الإسلام 4/ 353 رقم 2148،
والأعلام 1/ 210، ومعجم المؤلفين 2/ 150، وذيل تاريخ الأدب العربيّ
لبروكلمان 1/ 201.
[3] ج 1/ 90- 96.
(28/38)
وذكره ابن الصّلاح في «طبقات الشّافعّية»
فقال: رَوى الحديث عَنْ:
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، وأبي إِسْحَاق أحمد بْن محمد بْن يونس
البزّاز الحافظ.
روى عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو عمر عبد
الواحد بن أحمد المليحي كتابه «الغريبين» .
9- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.
أبو القاسم المؤذن المقرئ الخفاف.
يروي عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ.
وتُوُفّي في شوّال، في الكهولة.
10- إبراهيم بن محمد الحافظ [1] .
أبو مسعود الدمشقي.
الصحيح وفاتة سنة أربعمائة كما تقدم.
11- آدم بن محمد بن توبة [2] .
أبو القاسم العكبري [3] .
مات بعكبرا في صفر.
يروي عن: النجاد، وابن قانع، وجماعة.
وعنه: أبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف [4] .
12- إسحاق بْن عليّ بْن مالك.
أبو القاسم الجّرْجَرائي الملحميّ.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد الحافظ) في:
المنتظم 7/ 252 رقم 397، والبداية والنهاية 11/ 344.
[2] انظر عن (آدم بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 30 رقم 3494، والمنتظم 7/ 252 رقم 398.
[3] العكبريّ: بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحّدة وقد يمدّ
ويقصر والظاهر أنه ليس بعربي.
بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين وأوانا، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ،
والنسبة إليه عكبري، وعكبراوي (معجم البلدان 4/ 142) .
[4] وهو قال: ما علمت من حاله إلا خيرا.
(28/39)
روى عَنْ: الإسماعيليّ، ونُعَيْم بْن عَبْد
الملك.
وتُوفي رحمه الله في رجب.
- حرف الحاء-
13- الحُسين ابن القائد جوهر المغربيّ [1] .
كَانَ قائد القوّاد للحاكم صاحب مصر، فنقَمَ عَليْهِ وقتله في هذه
السّنة.
14- الحُسين بْن عثمان اليَبْرودي.
روى عَنْ: عليّ بْن أَبِي العقَب.
روى عَنْهُ: عليّ الحنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعليّ بْن الحسين
بْن صَصَرَى.
15- الحُسين بْن مظفَّر بن كُنْداج [2] .
أبو عَبْد الله البغداديّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وجعفرًا الخالديّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: لَيْسَ بِهِ بأس، كَانَ
يعرف.
16- الحُسين بْن حيّ بْن عَبْد الملك بْن حيّ [3] .
أبو عَبْد الله القُرْطُبيّ، المعروف بابن الْجُزُقّة.
يروي عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيثي، وابن القُوطّية، ومحمد بن أحمد بن
خالد.
وشاوره القاضي محمد بن بقي.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن جوهر) في:
تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) 249، 252، 277، 284، 286- 288،
وذيل تاريخ دمشق 59، والإشارة إلى من نال الوزارة 27، وتاريخ الزمان
74، 75، والمغرب في حلبى المغرب 355، والولاة والقضاة 599- 693، وعيون
الأخبار وفنون الآثار 276، ومرآة الجنان 3/ 3، واتعاظ الحنفا 2/ 72- 74
و 81- 82 وانظر فهرس الأعلام 3/ 385.
[2] انظر عن (الحسين بن مظفر) في:
تاريخ بغداد 8/ 142 رقم 4236، والمنتظم 7/ 254 رقم 400.
[3] انظر عن (الحسين بن حيّ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 140، 141 رقم 332.
(28/40)
وكان من كبار المفتين بقرطبة. عارفا بمذهب
مالك.
حج سنة ثمان وأربعين، وأخذ عَنْ أبي بكر الآجرّي كثيرا من تصانيفه،
وتردّد فيها ستّة أعوام. وولي قضاء مدينة سالم، ثمّ مدينة جيّان.
قال أبو حيّان: لم يكن بالمحمود في القضاء، استهواه حبّ الدّنيا،
وارتكس مع المهديّ بن عبد الجبّار، وكان أحد دعاته، فاستوزره عَنْ
ظهوره، فأخلد إلى الأرض، واتّبع هواه. فلمّا زالت دولة المهديّ اختفى،
والطّلب عَليْهِ شديد، إلى أن وُجدَ في مقبرة عَلَى نَعْش قد أُخِرج من
دارٍ ميّتًا، وعلى صدره ورقةٌ فيها قصتّه.
17- حمْد بْن عَبْد الله بن عليّ [1] .
أبو الفرج الدّمشقيّ المقري المعدّل.
مِن جِلّة عُدُول البلد. وهو صاحب دُوَيْرة حمْد بباب البريد.
حكي عَنْهُ محمد بْن عَوّفٍ المُزَنيّ.
قَالَ هبة الله بْن الأكفانيّ في سنة إحدى وأربعمائة: وُجدَ حَمْد
وزوجته مذبوحَيْن وصبيّ قرابته في داره بباب البريد، رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
18- خَالِد بْن محمد بْن حُسين بْن نصر بْن خَالِد.
أبو المستعين البُسْتّي الحنفيّ الواعظ.
تُوُفّي في رجب منصرفًا من الحجّ.
19- خَلَف بْن مروان بْن أُمَيّة [2] .
أبو القاسم القُرْطُبيّ الصَّخّريّ، من أهل صَخرة حَيْوَة، بُلَيْدَة
بغربيّ الأندلس.
__________
[1] انظر عن (حمد بن عبد الله) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438.
[2] انظر عن (خلف بن مروان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 162، 163 رقم 362.
(28/41)
كَانَ من فُقهاء الأندلس. ولي الشُّورى،
ثمّ قضاء طُلَيطُلَة فاستعفي.
توفي في رجب.
- حرف السين-
20- سامة بْن لُؤَيّ.
أبو مُضَر القُرَشيّ الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن عَبْد الله حفيد العبّاس بْن حمزة.
روى عَنْ: ناصر العُمَرّى.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
21- سَعِيد بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن.
أبو القاسم العُمَانيّ، الفقيه.
تُوُفّي في جمادى الآخرة بخُراسان.
- حرف الشين-
22- شقيق بْن عليّ بْن هُود بْن إبراهيم [1] .
أبو مُطيع الْجُرْجانيّ الفقيه.
رُوِي عَنْ: نُعَيْم بْن عَبْد الملك، وأبي الحُسين بْن ماهيار.
وولي قضاء جُرْجان سنةً ونصفًا.
فمات في السّادس والعشرين من المحرَّم [2] .
- حرف العين-
23- عَبْد الله بْن عَمْرو بْن مُسْلِم.
أبو محمد الطَّرَسُوسيّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وأبا سهل بن زياد.
__________
[1] انظر عن (شقيق بن علي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 233 رقم 373، وله ذكر في: ص 61 و 311.
[2] في تاريخ جرجان 233: «ودفن يوم السبت العشرون من المحرّم»
(28/42)
وعمّر تسعين سنة، وحدَّث بَنَسف.
24- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هلال [1] .
أبو بَكْر الحِنّائيّ الْبَغْدَادِيّ الأديب، نزيل دمشق.
روى عن: يعقوب الجصّاص، والحسين بْن عَيّاش القطّان، وأبي جعفر بن
البختريّ، والصّفّار.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ الكَفَرطابيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو القاسم
الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ.
وثَّقه الخطيب [2] .
25- عَبْد العزيز بْن محمد بن النعمان بن محمد بن منصور [3] .
قاضي مملكة الحاكم.
ولي الحكم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة بعد ابن عمّه الحسين بْن عليّ.
وعَلَتْ رُتبته عند الحاكم إلى أن أصعَده معه عَلَى المنبر في يوم
العيد. ثم عزله في سنة ثمانٍ وتسعين بالقاضي أَبِي الحسن الفارقيّ. ثمّ
قتله سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه القائد حسين بْن جوهر.
26- عَبْد الملك بن أحمد بن نعيم ابن الحافظ أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك
بْن عديّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 140، 141 رقم 5283، والأنساب 4/ 246، والعبر 3/ 75،
وسير أعلام النبلاء 17/ 149، 150 رقم 91، وشذرات الذهب 3/ 161.
[2] في تاريخه 10/ 140.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 284، 287، 288، وعيون الأخبار وفنون الآثار
276، والولاة والقضاة 495، 592، 594، 596- 600، والبيان المغرب 1/ 259،
ومرآة الجنان 3/ 3، والبداية والنهاية 12/ 15، 16 وفيه وفاته 413 هـ.،
واتعاظ الحنفا 2/ 23، 31، 35- 37، 40، 50، 73، 74، 77، 78، 81- 86.
[4] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 277 رقم 467، وله ذكر في ص 311، 326، 350، 367،
369، 415، 506، 546.
(28/43)
أبو نُعَيْم الإستراباذيّ.
ولي قضاء جُرْجان، وحدّث عن: جدّه، وابن ماجة القزوينيّ [1] ، والحافظ
ابن عديّ.
تُوُفّي في آخر السُّنّة.
27- عَبْد الواحد بْن زوج الحُرّة محمد بْن جَعْفَر [2] .
أبو القاسم البغدادي.
سَمِعَ: أحمد بْن كامل، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وجماعة
كبيرة.
روى عنه: البرقاني، وعبد العزيز الأزجي [3] .
28- عبيد الله بن أحمد بن الهذيل الكاتب [4] .
يروي عَنْ أبيه، عَنْ محمد بْن أيّوب الضُّرَيْس.
روى عَنْهُ: أبو الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه.
كَانَ ببغداد.
29- عُبَيْد الله بْن محمد بْن الْوَلِيد [5] .
أبو مروان المعيْطيّ القرْطُبيّ.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ عالمًا حافظا فاضلا ورِعًا كثير الصَّدقة، من
بيت فقهٍ وعبادة.
تُوُفّي في ذي القعدة، وصلى عَليْهِ عمّه الفقيه عبد الله.
وعاش 43 سنة.
__________
[1] هو أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وليس هو صاحب السنن المشهورة.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن زوج الحرّة) في:
تاريخ بغداد 11/ 13 رقم 5674.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 380 رقم 5546، والمنتظم 7/ 254 رقم 412.
[5] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 301 رقم 669.
(28/44)
30- عثمان بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم
[1] .
أبو عَمْرو الطَّرسُوسيّ، الكاتب، قاضي المَعرَّة.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وموسى بْن القاسم.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الفضل محمد بْن أحمد السَّعْديّ،
وعبد الواحد بْن محمد الكفرطابيّ.
توفّي بكفر طاب سنة إحدى وأربعمائة تقريبًا.
31- عَلي بْن عَبْد الواحد بْن محمد بْن الحُرّ [2] .
أبو الحُسَين البّريّ، قاضي أطْرابُلُس.
حدّث عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الطّاهر أحمد بْن عَمْرو
المَدينيّ، وأحمد بْن بَهْزَاد السيرافّي، والمصرييّن.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد
الرحيم بْن محمد البخاريّ.
وفي ذي الحجّة وَصَل قائد من مصر وخادمان إلى أطْرَابُلُس، فقطعوا رأسَ
__________
[1] انظر عن (عثمان بن عبد الله) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 41 رقم 51، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 26/ 170، ومعجم الأدباء 12/ 128، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 279 رقم 1002.
[2] انظر عن (علي بن عبد الواحد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 12، 14، 42، رقم 58، وفيه كنيته: أبو الفضل،
وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) 229، 242، 316، 317، 352،
وديوان التهامي 125، وديوان عبد المحسن الصوري 1/ 112- 114، 253، 258،
351، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24، 113، ومعجم البلدان 2/ 95،
باسم «أحمد بن عبد الواحد بن البري» ، وزبدة الحلب 1/ 200، والأعلاق
الخطيرة 1/ 107، والعبر 3/ 75، وذيل تاريخ دمشق 50، 51، «علي بن حيدرة»
، وتاريخ الدول والملوك لابن الفرات 8/ 77، ومرآة الجنان 3/ 3، ومجموع
في الأدب والتاريخ (مخطوطة في مكتبة المرحوم سالم زيني- بترقيمنا 262،
263) ، وانظر مؤلّفاتنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 284، 285،
وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (طبعة ثانية) 286، و 292- 305،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 338- 346 رقم 1098،
بحث بعنوان: ديوان الصوري، في مجلّة مجمع اللغة العربية الأردني، العدد
المزدوج 23- 24 كانون الثاني/ حزيران 984- ص 176، 177 و 190.
(28/45)
هذا القاضي لكونه سلّم عزّاز إلى مُتَوَلّي
حلب بغير أمر الحاكم [1] . قاله عَبْد المنعم بْن عليّ النَّحْويّ.
32- عليّ بْن مُحَمَّد [2] .
أبو الفتح البُسْتيّ، الكاتب الشاعر المشهور.
وقيل: اسمه عليّ بْن محمد بْن حُسين بْن يوسف بْن عَبْد العزيز.
وقيل علي بْن أحمد بْن الحسن.
لَهُ أسلوبٌ معروف في التَّجْنيس.
روى عَنْهُ من شِعره: أبو عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو عثمان الصّابونيّ،
وأبو عَبْد الله الحسين بْن عليّ البَرْذَعيّ.
قَالَ الحاكم: هُوَ واحد عصره. حدَّثني أنه سَمِعَ الكثير من أَبِي
حاتم بْن حبّان.
ومِن نثره: مَن أصلحَ فاسدهَ أرغم حاسده [3] .
عادات السّادات سادات العادات [4] .
لم يكن لنا طَمَعٌ في دَرْك دِرِّكَ، فاعفنا من شرك شرّك [5] .
__________
[1] تاريخ الأنطاكي 352، زبدة الحلب 1/ 200.
[2] انظر عن (علي بن محمد) في:
اللطائف 72، وتحسين القبيح 28، 45، 108، 113، وثمار القلوب 3، 25، 28،
36، 66، 250، 385، 508، 518، 542، 565، 585، 607، 632، 656، 675،
ويتيمة الدهر 4/ 284- 309، والتمثيل والمحاضرة 190، وخاص الخاص 12، 28،
42، 68، 74، 78، 79، 149، 197، 198، 216، وفقه اللغة 13، وتاريخ حكماء
الإسلام للبيهقي 49، والتذكرة الحمدونية 1/ 322 رقم 846، والتذكرة
السعدية 177، 261، 266، 271، 273، 277، 278، 280، والمنازل والديار 1/
364 و 2/ 14، 56، والأنساب 1/ 210، والمنتظم 7/ 72، 73، ووفيات الأعيان
3/ 376- 378 رقم 470، وسير أعلام النبلاء 17، 147، 148 رقم 89، والعبر
3/ 75، ومرآة الجنان 3/ 4، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 4،
والبداية والنهاية 11/ 345، وشذرات الذهب 3/ 159، ومعاهد التنصيص 3/
212، 222، وتاريخ الخلفاء 416، وهدية العارفين 1/ 685، وديوان الإسلام
1/ 264، 265 رقم 409، وبلوغ الأرب في علم الأدب لجرمانوس فرحات 71، 73،
83، 85، 97، 91، 93، 94، 104، 136، 169، والأعلام 5/ 144.
[3] يتيمة الدهر 4/ 287، وفيات الأعيان 3/ 376، معاهد التنصيص 3/ 215.
[4] يتيمة الدهر 4/ 287، خاص الخاص 12، وفيات الأعيان 3/ 376، 377،
معاهد التنصيص 3/ 215.
[5] يتيمة الدهر 4/ 288.
(28/46)
يا جهل من كَانَ عَلَى السّلطان مُدِلًا،
وللإخوان مُذِلًا [1] .
إذا صحّ ما فاتكَ [2] ، فلا تأس عَلَى ما فاتك.
المعاشرة ترك المُعَايَرَة [3] .
من سعادة جدك وقوفك عند حدك [4] .
ومن شعره:
أُعلك بالمُنَى روحي لَعَلي ... أُروّح بالأماني الهَمَّ عنّي
وأعلم أنّ وصْلك لا يُرجَّى ... ولكن لا أَقَل من التَّمَنّي
وله:
زيادةُ المرءِ في دنْياهُ نُقْصانُ ... ورْبحُهُ غير مَحْض الخبر
خُسْرانْ
وكل وجدان حظّ لا ثبات لَهُ ... فإنّ معناه في التّحقيق فقدانُ
يا عامرًا لخراب الدّار مجتهدًا ... باللَّه، هَلْ لخراب العُمْر
عُمرانُ
ويا حريصَا على الأموال يجمعها ... أَقْصرْ، فإنّ سُرورَ المال أحزانُ
زع الفؤادَ عَنِ الدّنيا وزُخرُفها ... فَصَفْوُها كَدَرٌ والوصْلُ
هِجْرانُ
وأرْعِ سَمْعَكَ أمثالًا أفصلُها ... كما يُفصَل ياقوتٌ ومُرْجانُ
أحسِن إلى النّاس تستعبْد قلوبُهم ... فطالما اسْتَعْبدَ الإنسانَ
إحسانُ
وإن أساء مُسِيءٌ فلْيكُنْ لك ... في عروض زلّته صَفْحٌ وغُفْرانُ
وأشْدُدْ يديك بحبل الله معتصمًا ... فإنه الرّكْنُ إنّ خانتْك أركانُ
مَنِ استعان بغير الله في طَلَبٍ ... فإنّ نَاصِرَه عَجْزٌ وخُذْلانُ
مَن جاد بالمال مالَ النّاسُ قاطِبةً ... إِليْهِ والمالُ للإنسان
فَتّانُ
مِن سالَم النّاسَ يَسْلَمْ من غَوَائلهم ... وعاش وهو قرير العَيْن
جَذْلانُ
والنّاس أعوانُ مَن وَاتَتْه دولتُه ... وهُم عَليْهِ إنّ خانَتْه
أعوانُ
يا ظالمًا فَرحًا بالسَّعد ساعده ... إنّ كنت في سنة فالدّهر يقظان
__________
[1] في اليتيمة 4/ 287: «أجهل الناس من كان للإخوان مذلا، وعلى السلطان
مدلا» ، ومثله في:
وفيات الأعيان 3/ 377، والمثبت يتفق مع: خاص الخاص 12.
[2] في اليتيمة 4/ 487: «إذا بقي ما قاتك» ، ومثله في: معاهد التنصيص
3/ 215.
[3] في اليتيمة 4/ 288: «معنى المعاشرة ترك المعاسرة» ونحوه في: خاص
الخاص 12.
[4] اليتيمة 4/ 487، وفيات الأعيان 3/ 377، معاهد التنصيص 3/ 215.
(28/47)
لا تَحْسبَنّ سُرورًا دائمًا أبدًا ... مَن
سَرّه زمنٌ ساءتْه أزمان
لا تَغْتررْ بشباب رائق خَضِلً ... فكم تقدَّم قبل الشَّيْبِ شُبَّانُ
ويا أخا الشَّيْبِ لو ناصحتَ نفسك لم ... يكن لمثلك في اللّذّات إمعانُ
هَبِ الشّبيبةُ تُبلي عُذرَ صاحبها ... ما عُذر أشْيَب يسْتَهْويه
شيطانُ
كل الذُنُوب فإن الله يغفرها ... إنّ شيع المرء إخلاصٌ وإيمانُ
وكلّ كَسْرٍ فإنّ الدّين يَجْبُرُهُ ... وما لكَسْرِ قناةِ الدّين
جُبْرانُ
وهي طويلة.
33- عُمَر بْن حُسين بْن محمد بْن نابل [1] .
أبو حفص الأُمويّ القُرْطُبيّ. شيخ محدَّث صالح مُسْند، من بيت عِلم
ودين كُفّ بصره بآخره، وسمع النّاس منه كثيرًا.
روى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وأبي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم،
ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية، وأبيه حسين بْن محمد.
تُوُفّي في الوباء في ذي القعدة، وكان ثقة صدوقًا موسرًا.
روى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ الحافظ. وآخر من روى عَنْهُ حيّان بْن
خَلَفَ الأمويّ.
34- عميد الجيوش [2] .
مذكور في الحوادث.
__________
[1] انظر عن (عمر بن حسين) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 396 رقم 849، وجذوة المقتبس 300 رقم 685، وبغية
الملتمس 405 رقم 1160.
[2] انظر عن (عميد الجيوش وهو: الحسين بن جعفر أبو علي) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 320، والمنتظم 7/ 252، 253 رقم 399، والكامل في
التاريخ 9/ 224، 225، والمختصر في أخبار البشر 2/ 140، ونهاية الأرب
26/ 242، وسير أعلام النبلاء 17/ 230، 231 رقم 137، ودول الإسلام 1/
240، وتاريخ ابن الوردي 1/ 323، ومرآة الجنان 3/ 2، 3، والبداية
والنهاية 11/ 344، وتاريخ ابن خلدون 3/ 442، والنجوم الزاهرة 4/ 228،
وشذرات الذهب 3/ 160، 161.
(28/48)
- حرف الفاء-
35- فارس بْن أحمد بْن موسى بْن عمران [1] .
أبو الفتح الحمصيّ المقرئ الضّرير. نزيل مصر.
قرأ القراءات عَلَى: أَبِي الحسن عبد الباقي بن الحسن بن السّقّاء،
وعبد الله بْن الحسين السّامرّيّ، ومحمد بْن الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي
الفَرَج الشَّنُبوذيّ، وجماعة.
قرأ عليهم في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة. وصنّفَ كتاب «المُنَشّأ في
القراءات الثّمان» .
وكان أحد الحُذّاق بهذا الشّأن.
قرأ عَليْهِ القراءات: ولده عَبْد الباقي، وإسماعيل بْن رجاء
العَسْقلانيّ، وأبو عمرو الدّانيّ.
وتوفّي عَنْ ثمانٍ وستّين سنة.
وإسناده في القراءات والتَّيْسير لأبي عَمْرو، وغيره.
قَالَ الدّانيّ: لم نلق مثله في حفظه وضبطه وحُسْن مادته وفَهْمه،
تعلّم صناعته مَعَ ظهور نُسُكه وفضله وصِدْق لهجته، وصبره عَلَى سَرْد
الصّيام والتّهجّد بالقرآن.
قال لي: وُلِدتُ بحمص سنة 333 [2] ، وتوفي بمصر فيما بَلَغَنا سنة 401
[3] .
36- الفضل بْن أحمد بْن ماج بن جبريل.
أبو محمد الهرويّ الماجيّ.
__________
[1] انظر عن (فارس بن أحمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 379 رقم 310، وغاية النهاية 2/ 5، 3 رقم 2544،
وحسن المحاضرة 1/ 281، وشذرات الذهب 3/ 164، وكشف الظنون 1/ 186، وهدية
العارفين 1/ 813، وديوان الإسلام 3/ 401 رقم 1590، ومعجم المؤلفين 8/
45.
[2] هكذا في الأصل.
[3] هكذا في الأصل.
(28/49)
- حرف القاف-
37- القاسم بْن أَبِي منصور.
القاضي أبو مُحَمَّد.
تُوُفّي في ربيع الأوّل بخُراسان.
- حرف الميم-
38- محمد بْن الحسن بْن أسد [1] .
أبو نُعَيْم الجرْجانيّ الفاميّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي يعقوب البحريّ.
تُوُفّي في رمضان.
39- محمد بْن الحسين بْن داود بْن علي [2] .
السيّد أبو الحسن العلويّ الحَسَنيّ النَّيسابوريّ شيخ الأشراف في
عصره.
سَمِعَ: أبا حامد وأبا محمد ابني الشَّرْقّي، ومحمد بْن إسماعيل بْن
إِسْحَاق المَرْوزِيّ، صاحب عليّ بْن حُجْر، ومحمد بْن الحسين القطّان،
ومحمد بن عمر بن جميل الأزدي، وأبا حامد بن بلال، وعبيد الله بن
إبراهيم بن بالويه، وأبا نصر محمد بن حمدويه بن سهل الغازي، وأبا بكر
بن دلويه الدقاق، وطائفة سواهم.
روى عنه الحاكم، وقال: هُوَ ذو الهمّة العالية والعبادة الظّاهرة. وكان
يُسأل الحديث فلا يُحدث. ثم في الآخر عقدتُ لَهُ الإملاء، وانتقيت لَهُ
ألف حديث.
وكان يُعَدُّ في مجلسه ألف مَحْبرة.
فحدَّث وأملي ثلاث سِنين، ثمّ تُوُفّي فجأة في جمادى الآخرة [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن أسد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 452 رقم 881.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن داود) في:
العبر 3/ 76، وسير أعلام النبلاء 17/ 98، 99 رقم 60، والوافي بالوفيات
2/ 373 رقم 843، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 148، وشذرات الذهب
3/ 162.
[3] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 148، 149.
(28/50)
وروى عَنْهُ أيضًا: الإمام أبو بَكْر
البَيْهقّي، وهو من كبار شيوخه، بل أكبرهم، وأبو بَكْر محمد بْن القاسم
الصّفّار، وأبو عُبَيْد صخر بْن محمد الطُّوسيّ، وأبو القاسم إسماعيل
بْن زاهر، ومحمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد
الملك المؤذّن، وعثمان بْن محمد بْن عُبَيْد الله المحْميّ، وعمر بْن
شاه المقرئ، وشبيب بْن أحمد البِسْتَيغّي، وأحمد بْن محمد بْن مُكْرَم
الصَّيدلانّي، وموسى بْن عِمران بْن محمد الأنصاريّ، وفاطمة بِنْت
الزّاهد أَبِي عليّ الدّقّاق، وآخرون.
وتفرَّد بالرّواية عَنْ جماعةٍ مِن كبار شيوخه.
40- المظفرّ أبو الفتح القائد [1] .
ولى إمرة دمشق للحاكم بعد الأمير مطهّر بْن بزال، ثم عُزِل بعد ستّة
أشهُر في ربيع الأوّل من هذه السّنة.
41- المُعَلَّى بْن عثمان.
أبو أحمد المادَرَائيّ.
تُوُفّي بمصر في جمادى الأولى.
42- مُغيرة بن محمد بن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد بْن شمر
الفيّاض.
أبو عاصم.
تُوُفّي بخراسان في شَعْبان.
43- منصور بْن عَبْد الله بْن خَالِد [2] .
أبو عليّ الذُّهليّ الخالديّ الهرويّ.
__________
[1] انظر عن (المظفّر القائد) في:
ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 66، وأمراء دمشق في الإسلام 17، 73، 83،
84، 140.
[2] انظر عن (منصور بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 13/ 84، 85 رقم 7063، والأنساب 5/ 24، والضعفاء والمتروكين
لابن الجوزي 3/ 140 رقم 3411، واللباب 1/ 413، والعبر 3/ 76، وميزان
الاعتدال 4/ 185 رقم 8783، والمغني في الضعفاء 2/ 678 رقم 6434، وسير
أعلام النبلاء 17/ 114، 115 رقم 74، ولسان الميزان 6/ 96، 97 رقم 336،
وشذرات الذهب 3/ 162.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- باختصار، في وفيات السنة التالية من هذا
الجزء رقم (86) .
(28/51)
روى عَنْ: ابن الأعرابيّ، وإسماعيل
الصّفّار، وأحمد بن سليمان، وأبي علي الرفاء، وأبي العباس الأصم، وعبد
المؤمن النسفي، ودعلج.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد المؤدب، وأبو حازم عمر بن
إبراهيم العبدوي، وأبو يعلي الصابوني، ونجيب بن ميمون الواسطي، وخلق
كثير.
قال أبو سعد الإدريسي: كذاب لا يُعتمد عَليْهِ [1] .
وقال جعفر المُسْتَغْفِريّ: روى عَنْ أبي طلحة منصور بْن محمد بْن عليّ
البزدويّ.
قيل: توفّي سنة إحدى وأربعمائة. والصّحيح أنّه تُوُفّي في المحرَّم سنة
اثنتين.
44- منصور بْن عَبْد الله بْن عدّي [2] .
الواعظ الفاضل أبو حاتم بْن الحافظ أَبِي أحمد الْجُرْجانيّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، والإسماعيليّ.
روى عَنْهُ: ابنه إسماعيل.
وكان يَعظ في مسجد والده إلى أن مات في سابع جُمَادَى الأولى [3] .
45- منصور بْن محمد بْن عَبْد الله بْن محمد.
أبو الطّيّب الدّوستكيّ الهَرَويّ.
من شيوخ أَبِي يعقوب القرّاب.
- حرف الهاء-
46- هارون بْن موسى بْن جَنْدَل القَيْسيّ [4] .
الأديب أبو نصر القُرْطُبيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 85.
[2] انظر عن (منصور بن عبد الله) في:
تاريخ جرجان للسهمي 475 رقم 949.
[3] في: تاريخ جرجان: «في السابع عشر منه» .
[4] انظر عن (هارون بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 656، 657 رقم 1441.
(28/52)
سَمِعَ من: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي
علي القالي.
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ رجلًا صالحًا منقبضا مقتصدًا
عاقلًا مَهيبًا، تختلف إليه الأحداث للأدب. وكان من الثّقات في دينه
وعلمه.
وأخذ عَنْهُ أيضًا: أبو عُمَر الطَّلَمَنكيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد
البَرَ، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القَعْدة.
- حرف الياء-
47- يحيى بْن أحمد بْن الحسين بْن مروان.
أبو سلمة بْن أَبِي نصر المروانيّ الخُراسانيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
48- يحيى بْن عُمَر بْن حسين بْن محمد بْن عُمَر بْن نابل [1] .
أبو القاسم القُرْطُبيّ.
تُوُفّي قُبَيْل والده.
روى عَنْ: أبي الحسن الأنطاكيّ المقرئ.
حدّث عن: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل الفضل والصّلاح والخير معَ
التَّقدُّم في العِلم. عُني هُوَ وأبوه وجدّه بالعِلم، وحجّ كلُّ واحدٍ
منهم وسمع بالمشرق.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى.
49- يحيى بْن يحيى بْن مُحَمَّد.
أبو الحَسَن ابن المحدّث أَبِي زكريّا العنْبريّ.
سَمِعَ أَبَاهُ.
وشهد وحدّث.
وتوفّي في رجب. ورّخه الحاكم.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 661، 662 رقم 1454.
(28/53)
سنة اثنتين
وأربعمائة
- حرف الألف-
50- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن تُرْكان بْن جامع [1] .
أبو العبّاس التَّميميّ الهمداني الخفّاف.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الحلاب، والقاسم بْن أبي صالح، وإبراهيم
بْن أحمد بْن حمدان الهَرَويّ، وإسحاق بْن عَبْدُوس، وأوْس الخطيب،
وخلق.
ورحل، فأخذ عَنْ: عَبْد الباقي بْن قانع، وأبي سهل بْن زياد، وطائفة.
روى عَنْهُ: جعفر الأَبْهَريّ، ومحمد بْن عيسى، وأبو الفَرَج بْن عَبْد
الحميد، ويوسف الخطيب، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزّاهد، وأحمد بْن
عيسى بْن عَبّاد، وآخرون.
وهو ثقة صدوق. قاله شِيرَوَيْه، وسمع مِن جماعةٍ من أصحابه وقال:
سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ تُرْكَانَ
فَجَاءَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَابُولُ الْمُقْرِئُ، فَعَانَقَهُ
وَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ
أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ فَلْيَأْتِ ابْنَ تُرْكَانَ. فَبَكَى ابْنُ
تُرْكَانَ.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين. وقبره
يزار.
51- أحمد بن الحسين بن أحمد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
الأنساب 3/ 42، اللباب 1/ 212، وسير أعلام النبلاء 17/ 115، 116 رقم
75.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 99، 100 رقم 62.
(28/54)
أبو العبّاس بْن زَنْبِيل النّهاوَنْديّ.
حدَّث بهَمَدان في رمضان مِن السَّنة عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد اللَّه
بْن محمد بْن الأشقر القاضي البغداديّ «بتاريخ البخاريّ الصّغير» ،
برواية ابن الأشقر عَنْهُ.
ورحل وسمع من: الطَّبَرانيّ، ومن القطيعيّ، وأبي بَكْر المفيد، وطائفة
سواهم.
روى عَنْهُ: حمزة بْن أحمد الرُّوذْراوَرْديّ [1] ، وهَنّاد بْن
إبراهيم النَّسفيّ، وسعيد بْن أحمد الجعفريّ، وأبو طاهر أحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَن الرُّوذْراوَرْديّ [1] ، وأبو منصور محمد بْن الحسن بْن
محمد النّهاوّنْديّ، وآخرون.
وثّقه شِيرَوَيْه.
52- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم بْن غالب [2] .
أبو عُمَر الأديب. والد العلامة أَبِي محمد بْن حزْم.
قَالَ الحُمْيديّ: كَانَ لَهُ في البلاغة يدٌ قويّة.
تُوُفّي في ذي القعدة، وقد وَزَر في دولة المنصور بْن أَبِي عامر، وكان
يَقُولُ: إنّي لأتعجّب ممّن يَلْحَن في مخاطبةٍ، أو يجيء بلفْظَةٍ
قِلقةٍ في مُكاتبة، لأنّه ينبغي إذا شك في شيءٍ أنّ يتركه ويطلب غيره،
فالكلام أوسع من هذا.
قلت: هذا لا يقوله إلّا المتبحّر في اللّغة والعربيّة، رحمه اللَّه.
53- أحمد بْن عَبْد الله بْن الخضر بْن مسرور [3] .
أبو الحُسين السَّوْسَنْجِرْدِيّ [4] ، ثمّ البغداديّ المعدّل.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي الأنساب 6/ 182 «روذراوري» نسبة إلى بلدة
بنواحي همذان يقال لها:
روذراور، ومنها حمزة بن أحمد هذا.
[2] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
جذوة المقتبس 126، 127 رقم 215، والصلة لابن بشكوال 1/ 25، 26 رقم 42
وبغية الملتمس 182، 183 رقم 412.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الخضر) في:
تاريخ بغداد 4/ 237 رقم 1959، وطبقات الحنابلة 2/ 168، 169 رقم 636،
والمنتظم 7/ 257 رقم 404، والأنساب 7/ 189، واللباب 2/ 154، وشذرات
الذهب 3/ 163، وديوان الإسلام 3/ 113 رقم 1197.
[4] السّوسنجردي: بضم أوله وسكون ثانيه، ثم سين أخرى ونون ساكنة وجيم
مكسورة، وراء ساكنة، ودال مهملة، نسبة إلى سوسنجرد: من قرى بغداد.
(معجم البلدان 3/ 281) .
(28/55)
سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وأبا
عَمرو بْن السّمّاك، والنّجّاد.
روى عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وأبو بَكْر محمد بْن عليّ بْن موسى
الخيّاط، وعبد الكريم بْن عثمان بْن دُوَسْت، وأحمد بْن الحسين بْن
أَبِي حنيفة، ومحمد بْن عليّ بْن سُكَيْنَة، وجماعة.
وقد قرأ بالروايات عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وأبي طاهر بْن
أَبِي هاشم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي مُرَّة الطُّوسيّ
النّقّاش.
قرأ عَليْهِ: أبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط المذكور، وأبو علي الحسن
بْن القاسم غلام الهراس.
وقد روى عَنْهُ ابن المهتدي باللَّه في مشيخته.
وقال الخطيب [1] : كَانَ ثقة، دينًا، شديدًا في السُّنة.
مات في رجب، وقد نّيف عَلَى الثّمانين.
54- أحمد بْن عَبْد الله بْن محمد.
أبو العبّاس المِهْرَجانيّ النَّيْسابوريّ المعدّل.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأقرانه.
تُوُفّي في رجب.
55- أحمد بْن محمد بْن الحسن بْن الفُرات [2] .
أبو الحسن البزّاز المعدّل، ويُعرف بابن صغيرة.
عَنْ: النّجّاد، ودَعْلَج.
وعنه: البرقانيّ.
وثّقه الخطيب.
56- أحمد بن نصر [3] .
__________
[1] في تاريخه 4/ 237.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 4/ 430 رقم 2329.
[3] انظر عن (أحمد بن نصر) في:
الديباج المذهب 35.
(28/56)
أبو جعفر الأزديّ الدّاوديّ المالكيّ
الفقيه.
كَانَ بأطْرابُلُس المغرب، فأملي بها كتابه في «شرح المُوَطّأ» ، ثمّ
نزل تِلمْسان. وكان ذا حظّ من الفصاحة والْجَدَل.
وله: «الإيضاح في الرّدّ عَلَى البكريّة» .
حمل عَنْهُ: أبو عبد الملك البَرْقيّ، وأبو بَكْر بْن الشَّيْخ.
ومات بتِلِمْسان.
57- إبراهيم بْن محمد بْن حسين بْن شِنْظير [1] .
أبو إِسْحَاق الأمَويّ الطُّلَيْطُليّ الحافظ، صاحب أَبِي جعفر بْن
ميمون الطُّلَيْطُليّ، ويقال لهما: الصّاحبان، لأنهما كَانَا في
الطَّلَب كَفَرسيْ رِهان.
سمعا بطُلَيْطُلَة عَلَى مَن أدركاه، ورحلا إلى قُرْطُبَة فأخذا عَنْ
علمائها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس.
ورحلا إلى المشرق فسمعا. وكانا يفترقان. وكان السّماع عليهما معًا.
وُلِد ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهدًا فاضلًا
ناسكًا صوّامًا قوّامًا ورِعًا، كثير التّلاوة.
غلب عَليْهِ علمُ الحديث ومعرفة طُرُقه. وكان سُنيا نافرًا
للمُبْتدعَةَ، هاجرًا لهم. وما رُئي أزهد منه في الدّنيا، ولا أوقر
مجلسًا منه.
رحل الناسُ إليه وإلى صاحبه من النّواحي، فلمّا تُوُفّي صاحبه أحمد بْن
عليّ بْن ميمون، وهو في المجلس. توفّي ليلة النّحر سنة اثنتين
وأربعمائة.
58- إسماعيل بْن الحسين بْن عليّ بْن هارون [2] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن حسين) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 89، 91، وتذكرة الحفاظ 3/ 1092، وسير أعلام
النبلاء 17/ 151 رقم 93، والوافي بالوفيات 6/ 103، 104، رقم 2536،
وطبقات الحفّاظ 422، ومعجم طبقات الحفاظ 48، وشذرات الذهب 3/ 163،
وديوان الإسلام 3/ 187 رقم 1303، وهدية العارفين 1/ 7، والأعلام 1/ 61،
ومعجم المؤلفين 1/ 91.
[2] انظر عن (إسماعيل بن الحسين) في:
(28/57)
أبو محمد الفقيه الزّاهد ببُخَارى.
تُوُفّي في شَعْبان. وحجّ مرّات.
وحدَّث عَنْ: خَلَف الخيّام، ومحمد بْن أحمد بْن حَنْب، وبكر
المَرْوِزِيّ صاحب الكديميّ.
روى عنه: عبد العزيز الأزجيّ، وجماعة.
قال الخطيب [1] : ثنا عَنْهُ القاضي أبو جعفر محمد بْن أحمد السمْنانيّ
[2] .
- حرف الحاء-
59- الحَسَن بْن الحسين بْن عليّ بْن أَبِي سهل [3] .
أبو محمد النُّوبَخْتيّ الكاتب.
روى عَنْ: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، وأبي عَبْد الله
المَحَامِليّ.
قَالَ الخطيب [4] : كَانَ سَمَاعه صحيحًا. ثنا عَنْهُ أبو بَكْر
البَرْقانيّ، والأزهريّ، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وقال لي الأزهريّ: كَانَ رافضيا.
وقال لي البَرْقانيّ: كَانَ مُعْتَزليا.
وقال غيره: مات في ذي القعدة.
وقال البَرْقانيّ: تبيَّن لي أنّه صدوق.
60- الحسنُ بْن القاسم بْن خسْرُو [5] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 6/ 310 رقم 3355، والمنتظم 7/ 258 رقم 405،
والمنتخب من السياق لتاريخ نيسابور 128 رقم 296.
[1] في تاريخه.
[2] وقال الصريفنيني: إمام وقته في الفقه بالغ في الورع.
[3] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 7/ 299 رقم 3809، والمنتظم 7/ 258 رقم 406، والبداية
والنهاية 11/ 347 وفيه: «الحسن بن الحسن» .
[4] في تاريخه 7/ 299.
[5] انظر عن (الحسن بن القاسم) في:
تاريخ بغداد/ 405 رقم 3951، والمنتظم 7/ 258 رقم 407.
(28/58)
أبو عليّ البغداديّ الدّبّاس.
سَمِعَ: أحمد بْن عَبْد الله وكيل أَبِي صَخْرة.
روى عَنْهُ: أبو الحسن العتيقيّ، وأبو محمد الخلال، وابن المهتدي
باللَّه.
وثقه الخطيب، وقال: [1] تُوُفّي في صَفَر وله إحدى وتسعون سنة.
- حرف الخاء-
61- خَلَف بْن إبراهيم بْن محمد بْن جعفر بْن حمدان بْن خاقان [2] .
أبو القاسم المصريّ المقرئ، أحد الحُذّاق، ومن كبار شيوخ أَبِي عَمْرو
الدّانيّ في القراءة.
قرأ لوَرْش عَلَى: أحمد بْن سامة التُّجَيْبيّ، وأحمد بْن محمد بْن
أَبِي الرّجاء، ومحمد بْن عَبْد الله المَعَافِريّ، وأبي سَلَمَة
الجمراويّ.
وسمع الحديث من: ابن الورد، وأحمد بْن الحسن الرّازيّ، وأحمد بْن محمد
بْن أَبِي الموت، وطائفة.
قَالَ الدّانيّ: كَانَ ضابطًا لقراءة وَرْش، ومُتْقنًا لها. مجودّا
مشهورًا بالفضل والنُّسُك، واسع الرّواية، صادق اللهْجة. كتبنا عَنْهُ
الكثير من القراءات والحديث والفِقْه، وغير ذَلِكَ.
سمعته يَقُولُ: كتبتُ العلم ثلاثين سنة.
وذهبَ بَصَره دهْرًا، ثمّ عاد إِليْهِ. وكان يؤم بمسجد.
مات شيخنا بمصر في عَشْر الثمانين.
- حرف الدال-
62- دَاوُد بْن الشَّيْخ أَبِي الحسن محمد بْن الحُسين.
العلويّ النّيسابوريّ.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (خلف بن إبراهيم) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 363، 364 رقم 293، وغاية النهاية 1/ 271 رقم
1228، وحسن المحاضرة 1/ 492.
(28/59)
تُوُفّي في صفر.
- حرف الطّاء-
63- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يحيى بْن عيسى بْن ماهلة.
أبو بَكْر الهمدانيّ الزّاهد.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، والقاسم
بْن محمد السّرّاج، ومحمد بْن خَيْران، وأحمد بْن الحسن بن ماجه
القَزْوينيّ، وأبي بَكْر بْن السُّنّيّ الحافظ، وإبراهيم المُزكّي،
وجماعة.
وروى عَنْهُ: ابنه هارون الأمين، وأبو الحسن بْن حُمَيْد، وأبو الفضل
أحمد بْن عيسى الديَنَوريّ.
قَالَ شِيَرَويْه: كَانَ ثقة صدوقًا، زاهدًا ورعًا يُتَبَّرك بِهِ.
وكان يصاحب صالح اللّوملاذيّ. وله آيات وكرامات ظاهرة.
وتوفّي رحمه الله في صفر.
- حرف العين-
64- عَبْد الله بْن محمد.
أبو أحمد المهرقانيّ النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: الأصمّ، وطبقته.
وحدَّث.
مات في رجب، ورّخه الحاكم.
65- عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فُطَيْس بْن أَصْبَغ بْن
فُطَيْس [1] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن عيسى) في:
ترتيب المدارك 4/ 671، 672، والصلة لابن بشكوال 1/ 309- 313 رقم 683،
وفيه: «عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فطين» ، هو وهم، وبغية
الملتمس للضبيّ 356 رقم 976، والمغرب في حلي المغرب 1/ 216، والعبر 3/
78، 79، وسير أعلام النبلاء 17/ 210- 212 رقم 123، وتذكرة الحفاظ 3/
1061، ومرآة الجنان 3/ 54، والديباج المذهب 1/ 478، والنجوم الزاهرة 4/
231، وطبقات الحفّاظ 414، 415، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 285- 287
رقم 270، وشذرات الذهب 3/ 163، وهدية العارفين 1/ 515، والرسالة
المستطرفة و 58، وشجرة النور الزكية 1/ 102، ومعجم طبقات الحفاظ 11/
247.
(28/60)
العلامة أبو المُطَرف، قاضي الجماعة
بقُرْطُبَة.
روى عَنْ: أحمد بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مُفَرّج، وأبي
الحسن الأنطاكيّ، وعبد الله بْن القاسم القلعيّ، وأبي عيسى اللَّيْثّي،
وأبي محمد الإربيليّ، وأبي محمد بْن عَبْد المؤمن، وخَلَف بْن القاسم.
وأجاز لَهُ من مصر الحسن بْن رشيق، ومن بغداد أبو بحر الأبهريّ،
والدّار الدّارقطنيّ، وكان من جهابذة المحدّثين وكبار العلماء
والحفّاظ، عالما بالرجال، وله مشاركة في سائر العلوم.
جمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُمْلي من
حفظه. وكان لَهُ ستّة ورّاقين ينسخون لَهُ دائمًا.
وقيل: إنّ كُتُبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسميةّ. وتقلّد قضاء القُضاة
في سنة أربعٍ وتسعين مقرونًا بالخطابة، وصُرف بعد تسعة أشهر.
روى عنه: الصاحبان، وأبو عبد الله بن عابد، وابن أبيض، وسراج القاضي،
وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو عُمَر بْن سميق، وأبو عمر
الطّلمنكيّ، وأبو عمر ابن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وآخرون.
وصنَّف كتاب «القصص» ، وكتاب «أسباب النُّزُول» ، وهو في مائة جزء،
وكتاب «فضائل الصّحابة» ، في مائة جزء، وكتاب «فضائل التّابعين» ، في
مائة وخمسين جزءًا، «والنّاسخ والمنسوخ» ، ثلاثون جزءًا، «والأخوة من
أهل العلم الصّحابة ومَن بعدهم» ، أربعون جزءًا، «وأعلام النُّبُوَّة،
ودلالة الرسالة» ، عشرة أسفار، «وكرامات الصّالحات» ، ثلاثون جزءًا،
«ومُسْنَد حديث محمد بن فطيس» ، خمسون جزءا، و «مسند قاسم بْن أَصْبغ
العوالي» ، ستّون جزءًا، «والكلام على الإجازة والمناولة» ، في عدّة
أجزاء.
وتوفّي في نصف ذي القعدة، وصلى عَليْهِ ابنه محمد.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة.
وقد ولي الوزارة للمظفّر بْن أَبِي عامر. فلمّا ولي القضاء تركَ زيّ
الوزراء.
وكان عدْلًا سديدًا في أحكامه، من بُحُور العلم، رحمه الله.
(28/61)
66- عثمان بْن عيسى [1] .
أبو عَمْرو الباقلانيّ الزّاهد ببغداد.
كَانَ ملازمًا للوحدة، وكان يكون منقطعًا.
وقال مرّةً: أحبّ النّاس إليَّ من ترك السّلام علي لأنّه يشغلني عَنِ
الذَّكْر بسلامه.
وقال: أحسّ بروحي تخرج وقت الغروب، يعني لاشتغاله عَنِ الذَّكْر
بالإفطار.
أَنْبَأَنَا المسلم القَيْسي وغيره، أنّ أبا اليُمْن الكِنْديّ أخبرهم:
أَنَا عَبْد الله بْن أحمد اليُوسفيّ، أَنَا محمد بن عليّ الهاشميّ،
أَنَا عثمان بْن عيسى الزّاهد:
حدثني أبو الحسين عَبْد الله بْن أَبِي النَّجْم مؤدب الطّائع للَّه:
ثنا يحيى بْن حبيب العطّار قَالَ: بَلَغَني أنّ رجلًا من العلماء
قَالَ: كتبت أربعمائة ألف حديث ما أنتفعت من الأربعة أحاديث إلا بأربع
كلمات: فأوّل كلمة: «أعمل للَّه عَلَى قدر حاجتك إِليْهِ» .
والكلمة الثّانية: «اعمل للآخرة عَلَى قدْر إقامتك فيها» .
والكلمة الثالثة: «اعمل للدُّنيا بقدر القُوت» .
والكلمة الرابعة: «اعصِ ربّك عَلَى قدْر جَلَدِكَ عَلَى النّار» [2] .
67- عَليّ بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله.
القاضي أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي بطريق غَزْنَة.
68- عَلِيّ بْن أحمد بْن محمد بْن يوسف [3] .
__________
[1] انظر عن (عثمان بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 11/ 313 رقم 6115، وطبقات الحنابلة 2/ 169- 171 رقم 637،
والمنتظم 7/ 258، 259، رقم 408، والبداية والنهاية 11/ 347.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 170.
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 327، والأنساب 7/ 15، والمنتظم 7/ 259 رقم 409، والعبر
3/ 79، وسير أعلام النبلاء 17/ 86 رقم 51.
(28/62)
القاضي أبو الحَسَن السّامرّيّ الرّفّاء.
روى عَنْ: إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشميّ، وحمزة بْن القاسم،
وغيرهما.
روى عَنْهُ: سِبْطه أبو الحُسين محمد بْن أحمد بْن حَسْنُون
النَّرْسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد العَجْليّ الرّازيّ، وغيرهما.
وثقه الخطيب [1] . وقال: قَالَ لي سِبْطُه: ما رَأَيْته مُفْطِرًا قطّ.
69- عليّ بْن دَاوُد بْن عَبْد الله [2] .
أبو الحسن الدّارانيّ القطّان المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن النَّضْر بن الأخرم، وأحمد بْن
عثمان السّبّاك، وغيرهما.
وحدَّث عَنْ: أبي عليّ الحصائري، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسّي، وأبي
الميمون راشد، وابن حَذْلَم.
قرأ عَليْهِ: عليّ بْن الحسَن الرَّبعيّ، ورشأ بْن نظيف، وأحمد بْن
محمد بْن مردة الإصبهاني.
وحدَّث عَنْهُ: رشأ، وعبد الرَّحْمَن بن محمد الْبُخَارِيّ.
وقال رشأ: لم ألْق مثله حذْقًا وإتقانًا، في رواية ابن عامر.
قال عبد المنعم ابن النَّحْويّ: خرج القاضي أبو محمد بْن أَبِي الحسن
العلويّ وجماعة من الشيوخ إلى دارَيّا إلى ابن دَاوُد، فأخذوه ليؤمّ
بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. وجاءوا بِهِ بعد أن منعهم
أهلُ دارَيّا من ذلك، وجرت بينهم منافسة.
__________
[1] في تاريخه 11/ 327.
[2] انظر عن (علي بن داود) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 42 رقم 56، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/
146، وتبيين كذب المفتري 214، 215، ومعرفة القراء الكبار 1/ 366، 367
رقم 295، وتذكرة الحفاظ 3/ 1062، والعبر 3/ 79، وغاية النهاية 1/ 541،
542 رقم 2218، وشذرات الذهب 3/ 164، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 3/ 328، 329 رقم 1078.
(28/63)
قال الحافظ ابن عساكر: [1] فسمعت ابن
الأكفانيّ يحكي عَنْ بعض مشايخه الّذين أدركوا ذَلِكَ أن أبا الحسن بْن
دَاوُد كَانَ إمام داريّا، فمات إمامُ الجامع، فخرج أهل دمشق إلى
داريّا ليأتوا بِهِ ليصلّي بدمشق. فلبس أهل داريّا السّلاح وقالوا: لا،
لا نمكنُكم من أخذ إمامنا.
فقال أبو محمد بْن أَبِي نُمَيْر: يا أهل داريّا، أما ترضون أن يُسمع
في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟
فقالوا: قد رضينا.
فَقُدمَتْ لَهُ بغْلَة القاضي، فأبي وركب حَمارَه، ودخل معهم وسكن في
المنارة الشّرقيّة.
وكان يقرئ بشرقّي الرواق الأوسط. ولا يأخذ عَلَى الصّلاة أجرًا، ولا
يقبل ممّن يقرأ عَليْهِ بِرًّا. ويقتات من غلّة أرض له بداريّا. يحملما
يكفيه مِن الحنطة كلّ جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة لمسكين خارج باب
السّلامة، فيطحنه ثمّ يعجنه ويخبزه.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي ابن دَاوُد في جمادى الأولى. وكان ثقة، انتهت
إليه الرئاسة في قراءة الشّاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد.
وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ، قاله الكّتانيّ.
70- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن إدريس [2] .
أبو الحَسَن الرَّمْليّ الأنماطيّ.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن
حذلم، وجماعة.
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم بن
الفرات.
وتوفّي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
__________
[1] في تاريخ دمشق 29/ 146، وتبيين كذب المفتري 215، 216.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن أحمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 43 رقم 60، وتاريخ بغداد 8/ 111.
(28/64)
71- عليّ بْن محمد بْن عَلّوية البغداديّ
الْجَوهريّ [1] .
حدّث عَنْ: محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوِزِيّ، ومحمد بْن الحَسَن
الأنباريّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ أهل بغداد.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
- حرف الميم-
72- محمد بْن أحمد بْن إبراهيم.
أبو أحمد الغُورَجِيّ [2] الهَرَويّ.
قُتِل هُوَ وابنه أبو الحسن بداره في رمضان.
73- محمد بْن أحمد بْن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع [3]
.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن علّويه) في:
تاريخ بغداد 12/ 796 97 رقم 6520.
[2] لم أجد هذه النسبة، وإنما وجدت: «الغورجكيّ» : بضم الغين المعجمة
وفتح الراء وسكون الجيم وفي آخرها الكاف. نسبة إلى: غورجك من أعمال
إشتيخن وهي من السّغد بنواحي سمرقند.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 44 رقم 70، والذيل على كتاب موالد العلماء
ووفياتهم لسليمان بن زبر، تأليف عبد العزيز الكتاني (مخطوطة المتحف
البريطاني) مصوّرة الدكتور بشّار عواد معروف (اطّلعت عليها في بيته
ببعقوبة) - وفيات سنة 403 هـ، وموضع أوهام الجمع 1/ 418، وتاريخ بغداد
1/ 306، 332، 354 و 3/ 233 و 4/ 132، 160 و 5/ 252 و 6/ 165، والأنساب
8/ 116 و 119، وتاريخ دمشق 36/ 400، ومعجم البلدان 3/ 437، 438،
واللباب 2/ 253، ومسند الشهاب للقضائي 1/ 256 رقم 414 و 1/ 383 رقم
660، والإكمال لابن ماكولا 7/ 215، والمنتظم 8/ 108، وبغية الطلب
(المصوّر) 2/ ورقة 115، ومرآة الزمان ج 11 ق 2/ 340، وسير أعلام
النبلاء 17/ 152- 156 رقم 96، والعبر 3/ 80، والمعين في طبقات
المحدّثين 120 رقم 1334، والوافي بالوفيات 2/ 60 رقم 346، والنجوم
الزاهرة 4/ 231، وشذرات الذهب 3/ 164، وذخائر القصر في تراجم نبلاء
العصر لابن طولون (مخطوطة التيمورية 1422 تاريخ) ورقة 12 ب، وكشف
الظنون 1678، وديوان الإسلام 21/ 116، 117 رقم 718، وهدية العارفين 2/
59، وتاج العروس 2/ 403 و 8/ 304، والأعلام 5/ 313، ومعجم المؤلفين 8/
315، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 542، وفهرست معهد المخطوطات
(28/65)
أبو الحُسَين الصَّيْداويّ، الغسّانيّ.
رحل وطوّف في الحديث، فسمع بمكّة: أبا سَعِيد بْن الأعرابيّ، وبالبصرة:
أبا رَوْق الهزّانيّ، وبالكوفة: أبا العبّاس بْن عُقْدة، وببغداد:
الحسين المُطبِقّي، وأبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن مَخْلد، وبمصر:
أبا الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المّدينيّ، وبدمشق: أحمد بْن محمد بْن
عُمَارة، وخلقًا سواهم بعدّة بلاد في «مُعْجَمه» الّذي سمعناه عاليا.
روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سعيد، وتّمام الرّازيّ، ومحمد بْن
عليّ الصُّوريّ، وعبد الله بْن أَبِي عَقِيل، وأبو نصر بْن سَلَمَة
الورّاق، وأبو عليّ الأهوازيّ، وابنه الحَسَن بْن جُميْع، وأبو نصر بْن
طلاب، وآخرون.
وُلِد سنة خمس وثلاثمائة، وقيل: سنة ستّ.
قَالَ أبو الفضل السَّعْديّ، وابنه الحَسَن، وأبو إِسْحَاق الحبّال:
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعمائة في رجب، لكن لم يذكر ابنه الشهر.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي سنة ثلاثٍ، والأوّل الصّحيح.
قَالَ ابنه الحَسَن: صام أَبِي وله ثمان عشرة سنة إلى أن تُوُفّي.
ووثّقه أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وأوّل سماعه سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة.
وكان أسند مَن بقي بالشّام.
74- محمد بْن بكران بن عمران [1] .
أبو عَبْد الله الرّازيّ، ثم البغداديّ البزّاز.
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد.
__________
[ () ] بالقاهرة 2/ رقم 808، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 37،
وموسعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 88- 100 رقم 1302،
ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) - طبعة ثانية- انظر المقدّمة ففيها
مصادر كثيرة أخرى، وتاريخ صيدا لمنير خوري 146.
[1] انظر عن (محمد بن بكران) في:
تاريخ بغداد 2/ 108 رقم 502، والمنتظم 7/ 259، 260 رقم 410.
(28/66)
وعنه: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو الحسين
بْن المهتدي باللَّه.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
ووثّقه البَرْقانيّ.
يُعرف بابن الرازيّ.
75- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن فَرْوة [1] .
أبو الحسن التّميميّ النّحويّ المقرئ ابن النّجّار.
قرأ على: أَبِي عليّ الحَسَن بْن عَوْن النّقّار برواية عاصم،
والنّقّارُ. فقرأ عَلَى القاسم بْن أحمد الخيّاط صاحب الشمّونيّ.
وسمع الحديث من: محمد بْن الحسين الأشْنانيّ، وأبي بكر بن دريد،
وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي رَوْق الهزّانيّ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ، وهو غلام الهرّاس.
وحدَّث عَنْهُ: أبو القاسم الأزهري، وجماعة من شيوخ أَبِي الغنائم
النَّرْسيّ.
وقرأ عليه أيضا: الحسن بن محمد، وغيره.
وقال الأزهريّ: كان مولده في المحرّم سنة ثلاث وثلاثمائة.
وقال العتيقيّ: تُوُفّي بالكوفة في جُمَادَى الأولى، وهو ثقة.
قلتُ: تُوُفّي وله مائة سنة، وقد حدَّث ببغداد.
وهو آخر من حدَّث في الدُّنيا عن الأشنانيّ. وغلام الهرّاس هو آخر من
قرأ عَليْهِ.
76- محمد بن الحسن.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 2/ 158، 159 رقم 583، والمنتظم 7/ 260 رقم 411، ومعجم
الأدباء 18/ 103، 104، وسير أعلام النبلاء 17/ 100، 101 رقم 63،
والعبر، 3/ 80، ومعرفة القراء الكبار 1/ 367، 368 رقم 296، وتذكرة
الحفاظ 3/ 1062، وتلخيص ابن مكتوم 596، والوافي بالوفيات 2/ 305،
والبداية والنهاية 11/ 347، وغاية النهاية 2/ 111 رقم 2896، وطبقات
النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 31، 32، وبغية الوعاة 1/ 79، 70 رقم 117،
وشذرات الذهب 3/ 164، وكشف الظنون 1/ 302، وهدية العارفين 2/ 58.
(28/67)
أبو منصور الهَرَويّ.
حدَّث «بِسُنَنْ أَبِي دَاوُد» بما وراء النَّهر عَنِ ابن داسة.
77- محمد بْن عَبْد الله.
أبو الفضل الهَرَويّ.
يروي عَنِ الأصمّ.
78- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ [1] .
أَبُو الحُسين بْن الّلّبان البصْريّ الفَرَضيّ العلامة.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأثرم، ومحمد بْن بَكْر بْن داسة.
وحدَّث «بسُنَن أَبِي دَاوُد» ببغداد، فسمعها منه: القاضي أبو الَّطيّب
الطَّبَريّ، وغيره.
وقيل: إنه كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ في الدّنيا فَرَضيّ إلا من أصحابي أو
أصحاب أصحابي، أو لا يُحسنْ شيئًا. ولا رَيْبَ أنّه إِليْهِ المنتهى في
هذا الشّأن. ولكن لو سكت لكان أكمل لَهُ. فإنّ العالِم إذا قَالَ مثل
هذا مجَّتْهُ نفوسُ العقلاء، ودخله كِبْرٌ وخُيَلاء.
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق: [2] كَانَ ابن اللّبّان إمامًا في الفِقْه
والفرائض، صنف فيها كُتُبًا كثيرة لَيْسَ لأحدٍ مثلها. أخذ عَنْهُ
أئمّةٌ وعلماء.
قَالَ ابن أرسلان: دخل ابن اللّبّان خوارزم في أيّام أَبِي العبّاس
مأمون بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الحسن) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 100، وتاريخ بغداد 5/ 472 رقم 3022،
وطبقات الفقهاء للشيرازي 120، والأنساب (مادّة: اللّبّان) ، واللباب 3/
126، والتقييد لابن النقطة 77 رقم 65، وسير أعلام النبلاء 17/ 217- 218
رقم 127، والعبر 3/ 80، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 154، 155،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 362، 363 رقم 1002، ومرآة الجنان 3/ 5،
والوافي بالوفيات 3/ 319 رقم 1371، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/
195، 196 رقم 152، والنجوم الزاهرة 4/ 231، وشذرات الذهب 3/ 164، 165،
وطبقات الشافعية لابن هداية الله 119، وكشف الظنون 206، 1245، وهدية
العارفين 2/ 59، وديوان الإسلام 4/ 102 رقم 1793، والأعلام 6/ 227،
ومعجم المؤلفين 1/ 207.
[2] في طبقات الفقهاء 120.
(28/68)
محمد بْن عليّ بْن مأمون خوارزم شاه،
فأكرمه وَبَرَّهُ، وبالغ، وأمر فُبني باسمه مدرسة ببغداد ينزل فيها
فُقهاء خوارزم.
وكان هُوَ يدرس بها، وخوارزم شاه يبعث إِليْهِ كلّ سنة بمال. ثم قَالَ:
وأنا رَأَيْت هذه المدرسة وقد خربت بقرب قطيعة الربيع.
وثّقه الخطيب [1] ، وقال: انتهى إليه علم الفرائض، وصنّف فيها كتبا.
وتُوُفّي في ربيع الْأوّل.
79- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن عَبْد الله بْن يحيى
بْن حاتم الْجُعْفيّ [2] .
القاضي أبو عَبْد الله الكوفيّ الحنفيّ، العلامة المعروف
بالهَرَوَانيّ. أحد الأئمّة الأعلام.
قرأ القرآن عَلَى: أبي العبّاس محمد بْن الحَسَن بْن يونس النَّحويّ.
وسمع من: محمد بْن القاسم المُحَاربيّ، وعلي بْن محمد بْن هارون، ومحمد
بْن جعفر بْن رياح الأشجعيّ.
وحدَّث ببغداد، وكان يُفْتي بمذهب أَبِي حنيفة، ويُقْرَأ القرآن
عَليْهِ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ ثقة. حدَّث ببغداد.
قال: وكان مَن عاصَره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود
إلى وقته أحد أفْقَه منه، حدَّثني عَنْهُ غير واحد. وقال لي العتيقيّ:
ما رأيت بالكوفة مثله.
__________
[1] في تاريخه 5/ 470.
[2] انظر عن (مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن) في:
تاريخ بغداد 5/ 472، 473 رقم 3023، والأنساب (مادّة الهمدانيّ) ،
واللباب 3/ 386، وسير أعلام النبلاء 17/ 101 رقم 64، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 368، 369 رقم 297، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1336،
وتذكرة الحفاظ 3/ 1062، والوافي بالوفيات 3/ 320 رقم 320، والجواهر
المضيّة 2/ 65، وغاية النهاية 2/ 177، 178، رقم 3152، وشذرات الذهب 3/
165، وديوان الإسلام 4/ 354 رقم 2149.
[3] في تاريخه 5/ 472.
(28/69)
قَالَ ابن النَّرْسَيّ: كَانَ عَلَى قضاة
الكوفة سنين، ثقة مأمون.
وقال غيره: ولد سنة خمس وثلاثمائة.
وروى عَنْهُ: أبو محمد يحيى بْن محمد بْن الحَسَن العلوي الأقساسيّ،
وأبو الفَرَج محمد بن أحمد بن علان الكُرْجيّ شيخ أَبِي الحَسَن بْن
نُمَيْر، وأبو الحَسَن محمد بْن الحَسَن بْن المنثور الجهنيّ، وأبو
منصور محمد بن محمد العُكْبَريّ الإخباريّ.
تُوُفّي في رجب.
80- محمد بْن عُبَيْد الله بْن جعفر بْن حمدان [1] .
أبو الحسين البغدادي.
روى عَنْ: إسماعيل الصفار، وابن البَخْتَرِيّ.
وعنه: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وغيره.
ثقة.
81- محمد بْن عليّ بْن إبراهيم.
أبو منصور العَمركيّ، الكاتب بخُراسان.
هُوَ آخر من حدَّث عَنْ عَبْد الله بْن جعفر اليَزْديّ.
82- محمد بن عليّ بن مهديّ الأنباريّ [2] .
حدّث بالأنبار عَنْ: أَبِي الطَاهر الخاميّ، وابن أَبِي مطر
الإسكندرانيّ.
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج الحسين الطنَاجِيريّ، وأبو محمد بْن أَبِي
عثمان.
ووثّقه الخطيب.
83- محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بْن أحمد.
أبو منصور البقّار الخُراسانيّ.
أظنّه هرويّا. توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 336 رقم 837.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن مهدي) في:
تاريخ بغداد 3/ 93 رقم 1089.
(28/70)
84- محمد بْن يحيى بْن محمد بْن عَبْد الله
بْن محمد السّلميّ بن السّميساطيّ.
الدّمشقّي، والد أبي القاسم، واقف الخانقاه.
سَمِعَ: أحمد بن سليمان بن ريّان الكنديّ، وعثمان بْن محمد الذهبيّ.
روى عَنْهُ: ابنه عليّ، وقال: تُوُفّي أَبِي في صَفَرَ.
وقال الكتّانيّ: كَانَ يذهب إلى الاعتزال، وحدَّث لابنه لا غير.
85- مُنْتَجَب الدّولة لؤلؤ البشراويّ [1] .
أمير دمشق. وليها للحاكم في سنة إحدى وأربعمائة. وقُرئ عهده بالجامع،
ثمّ عُزِل بعد ستّة أشهر يوم النَّحر. فصلّى يومئذ بالنّاس صلاة العيد
وكان يوم جمعة، فصلّى الجمعة بالنّاس الأمير ذو القرنين بْن حمْدان.
قَالَ عَبْد المنعم النَّحْويّ: قدم عَلَى دمشق لؤلؤ ثامن جمادى
الآخرة.
قَالَ: وأظهر ابن الهلالّي سِجِلا بعد صلاة الأضحى من أَبِي المطاع ذي
القرنين ابن ناصر الدّولة بْن حمدان بأمرة دمشق وتدبير العساكر.
وركب إلى الجامع، وقرئ عهده، لمّا كَانَ آخر أيام التّشريق أرسل ذو
القرنين إلى لؤلؤ يَقُولُ لَهُ: إنّ كنت في الطّاعة فأركب إلى القصر
إلى الخدْمة.
وإن كنت عاصيا فأخرج عَنِ البلد.
فخاف، فردّ عَليْهِ: أنا في الطّاعة، ولا أجيء. فأمهلوني ثلاثة أيام
حتى أسير عن البلد. فركب ابن حمدان لوقته ومعه المغاربة والْجُنْد،
وجاء إلى باب البريد ليأخذ لؤلؤ من دار العفيفيّ. فركب لؤلؤ وعبَّى
أصحابه واقتتلوا. ولم يزل القتال بينهم إلى العتمة، وقُتِل بينهم
جماعة. ثمّ طلع لؤلؤ من سطْح واختفى.
فَنُهَبَتْ داره ونُوديَ في البلد: مَن جاء بلؤلؤ فله ألف دينار. فلما
كَانَ ثاني ليلة جاء تركيّ يعرف بخواجا إلى الأمير، فعَّرفه أن لؤلؤ
عنده، نزل إليه من سطوح.
__________
[1] انظر عن (منتجب الدولة) في:
ديوان عبد المحسن الصوري 1/ 92، 158، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
36/ 193- 195، وذيل تاريخ دمشق 66، 69، وأمراء دمشق في الإسلام 73 رقم
225 ويقال له: البشاري، والنجوم الزاهرة 4/ 227.
(28/71)
فأرسل معه مَن قبض عَليْهِ، ثمّ سيَره
مقيَّدًا إلى بَعْلَبَكّ. فلمّا أن صار في محرّم سنة اثنتين وأربعمائة
عشرون يوما ورد مِن بعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ. أتاه
الأمر من مصر بقتله.
86- منصور بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو علي الذُّهليّ الخالديّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
وقيل: في ذي الحجّة من سنة إحدى وأربعمائة.
مرّ.
- حرف الياء-
87- يحيى بْن أحمد التّميميّ القُرْطُبيّ [2] .
والد أَبِي عَبْد الله الحذّاء.
كَانَ شيخًا أديبًا وسيمًا وقورًا.
تُوُفّي في شوّال، وله ستُّ وتسعون سنة.
وابنه قاضي بجانة.
88- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن موسى [3] .
أبو بَكْر بْن وجْه الجنة القُرْطُبيّ.
سَمِعَ من: قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد
بن مُطَرَّف، ومحمد بْن معاوية.
وكان رجلًا صالحًا، من عُدول القاضي أَبِي بَكْر بْن السّلَيم.
عمّر دهرا.
__________
[1] تقدّمت ترجمته ومصادرها في رقم (43) .
[2] انظر عن (يحيى بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 663 رقم 1455.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 663 رقم 1456، والعبر 3/ 82، وسير أعلام النبلاء
17/ 204 رقم 117، وشذرات الذهب 3/ 165.
(28/72)
وحدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد
البَرّ، وأبو محمد بْن حزم، وجماعة.
وكان مولده في سنة أربع وثلاثمائة، وكان يلتزم صناعة الخزّازين.
تُوُفّي في ذي الحجة عَنْ ثمانٍ وتسعين سنة.
(28/73)
سنة ثلاث وأربعمائة
- حرف الألف-
89- أحمد بْن إبراهيم بْن فِراس العَبْقَسيّ المكّيّ [1] .
صاحب محمد بْن إبراهيم الدَّبِيليّ.
يقال: تُوُفّي فيها.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
روى عَنْهُ: خلْق كثير من الحُجّاج، وآخر من روى عنه أبو عليّ الحَسَن
بْن عَبْد الرَّحْمَن المكّيّ الشّافعيّ.
وقيل: تُوُفّي سنة خمس.
90- أحمد بْن عَبْد الله بْن الحسين [2] .
أبو بَكْر البغداديّ الحنبليّ البزّاز.
سَمِعَ: ابن السّمّاك، وابن زياد النّقّاش.
مات في ذي الحجّة.
91- أحمد بْن فتح بْن عَبْد الله بْن عليّ [3] .
أبو القاسم المَعَافرِيّ القُرْطُبيّ، التّاجر المعروف بابن الرّسّان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن فراس) في:
الأنساب 8/ 370، واللباب 2/ 317، والعبر 3/ 89، وسير أعلام النبلاء 17/
181- 183 رقم 103، وتذكرة الحفاظ 3/ 1063، والعقد الثمين 3/ 3- 5،
وشذرات الذهب 3/ 173.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 4/ 237 رقم 196.
[3] انظر عن (أحمد بن فتح) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 26 رقم 43، وسير أعلام النبلاء 17/ 205 رقم 118.
(28/74)
روى عَنْ: إِسْحَاق بْن إبراهيم الفقيه،
وحج، فأدرك: حمزة الكِنَانيّ، وأبا الحَسَن بْن عُقْبة الرّازيّ، وابن
رشيق.
وروى «صحيح مُسْلِم» عَنْ أَبِي العلاء بْن ماهان.
روى عَنْهُ: الصّاحبان، ويونس بن عبد الله، وأبو عمر بن عبد البرّ،
والخولانيّ، ومحمد بن عتّاب.
قال الخولانيّ: هو رجل صالح على هدي وسنّة. صنّف في الفرائض، وكان عنده
فوائد جمّة عوالي.
وقال غيره: ولد سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وتوفّي في ربيع الأوّل مختفيا
بعد طلب شديد بسبب مال طلب منه.
روى ابن حزم، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ.
92- أحمد بْن فنّاخسْرو بْن الحَسَن بْن بُوَيْه [1] .
السُّلطان بهاء الدّولة أبو نصر بْن السّلطان عَضُد الدّولة.
مذكور بلَقَبِه.
93- أحمد بْن محمد بْن مسعود بْن الحبّاب [2] .
أبو عُمَر القُرْطُبيّ الفقيه.
قتلته البربر فيمن قتلوا يوم دخلوا قُرْطُبَة في سادس شوّال. وكنا
ذكرنا أنّ المهديّ محمد بْن هشام قتل في آخر سنة أربعمائة، ورُدّ
المؤيّد باللَّه إلى الخلافة. فبقى كذلك وجيوش البربر تحاصره، وراسلهم
ابن عمّه سليمان بْن الحَكَم. واتّصل الحصار إلى شوّال من هذا العام،
فدخلوا مَعَ سليمان قُرْطُبَة وبذلوا السَّيف، وقتلوا المؤيد باللَّه،
وقُتِل بقُرْطُبَة نيفٌ وعشرون ألفًا، منهم خلْقٌ من العلماء
والصُّلَحاء رحمهم الله. وبايعوا المستعين باللَّه سليمان بْن الحكم بن
__________
[1] انظر الترجمة الآتية برقم (97) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن مسعود) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 27 رقم 45.
(28/75)
سليمان بْن النّاصر لدين الله الأُمَويّ،
فعاثَ وأفسد وأخرب البلاد إلى أن قُتِل صبرا في سنة سبع وأربعمائة.
94- إسماعيل بْن الحَسَن بْن هشام [1] .
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن عُقْدَة، ومحمد بْن عُبَيْد
الله بْن العلاء.
وقال البَرْقانيّ: صدوق، ثقة.
روى عَنْهُ: هبةُ الله اللالكائيّ، وأبو القاسم عليّ بْن البُسْري،
وجماعة أخذ أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ عَنْهُمْ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وصلى عَليْهِ أبو حامد الإسْفَرائينيّ.
95- إسماعيل بن عمر بن سَبَنك [2] .
القاضي أبو الحسين البَجَليّ، من ولد جرير بْن عَبْد الله.
كَانَ يقضي بباب الأزج.
يروي عن: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَبْد الله بْن مُحَرّم.
حدَّث عَنْ: ولده محمد، وعبد العزيز الأزجيّ.
ثقة، مات ببغداد، رحمه الله.
96- أيْلك خان [3] .
أخو الخان الكبير طُغان.
تجهَّز أيلك في جيش طُغَان ملك بلاد التُّرْك، فاستولى على بخارى
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 6/ 311 رقم 3356، والمنتظم 7/ 263 رقم 414.
[2] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في:
تاريخ بغداد 6/ 312 رقم 3357، والمنتظم 7/ 263 رقم 413 وفيه: «ابن
نسنبك» وهو وهم.
[3] انظر عن (أيلك خان) في:
الكامل في التاريخ 9/ 100، 108، 129، 148، 156- 159، 173، 187، 191،
222، 227، 240، وتاريخ مختصر الدول 179 (حوادث سنة 408 هـ) ، والمختصر
في أخبار البشر 2/ 150، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، وتاريخ ابن خلدون 3/
443، والنجوم الزاهرة 5/ 235.
(28/76)
وسَمَرْقَنْد وأزال الدّولة السّامانيّة،
وتوطَّد مُلْكه. وكان قصد بلخ ليأخذها، فعجز عَنْ حرب ابن سُبُكْتكين،
ووقع بينه وبين أخيه. فلمّا مات في هذه السنّة استولى أخوه طُغان عَلَى
ما وراء النهر، واتّسعت ممالكه. فقصده ملك الصّين في مائة ألف خِرْكاه،
فجمع طُغان وحشد، وتزلزل المسلمون، واشتدّ الخطب، ونفرَ للجهاد خَلْقٌ
من المطَّوعة حتّى اجتمع لطُغان نحوٌ من مائة ألف مقاتل، وكثُر
الابتهال والتّضرُّع إلى الله تعالى، والْتقى الْجَمْعان، والتطم
البحران، وصبر الفريقان، ودامت الحرب أيّامًا عَلَى مَلاحم لم يُدْرّ
مِن فَتْق العُروق، وضَرْب الحُلُوق، واصْطدام الخيول، أصوت أنْواء، أم
صَب دِماء، ولَمْع بُرُوق، أو وقع سُيوف، وظُلْمة ليل، أمْ نَقْع خيْل.
فيا لها ملحمة من ملاحم الإسلام لم يُعهد مثلها في هذه الأعوام، وفي
كلّ ذَلِكَ يتولّى الله بِنَصْرِهِ، حتى وثقَ المؤمنون بالتّأييد،
وتلاقوا ليومٍ عَلَى فَيْصل الحرب. وثبتوا، ولذّ لهم الموتُ، حتّى
قَالَ أبو النّصر محمد بْن عَبْد الجبّار في تاريخه: فغادروا من جماهير
الكُفّار قريبًا من مائة ألف عنان صَرْعى عَلَى وجه البسيطة، عَنْ نفوس
موقوذة، ورءوس منْبوذة، وأيْدٍ عَنِ السّواعد مجزوزة، بدعوة جفلاء
للسّباع والطُّيور. وأفاءَ الله عَلَى المسلمين مائة ألف غلام كالبدور،
وجواري كالحُور، وخيل ملأت الفضاء، وضاقت بها الغَبْراء. فعمَّ
السُّرور، وزّينت المدائن والثُّغور.
ولم ينشب طُغانُ بعد أن رجع من هذه الوقعة الميمونة أن تَوَّفاه الله
سعيدًا شهيدًا، وتملّك بعده أخوه، فزوَّج السّلطان محمود ابنه بكريمة
هذا الملك، وعمل عُرسَه عليها وزُيّنت بلْخ.
- حرف الباء-
97- بهاء الدّولة [1] .
__________
[1] انظر عن (بهاء الدولة) في:
ذيل تجارب الأمم للروذراوري 153، والمنتظم 7/ 264، وذيل تاريخ دمشق 31،
والكامل في التاريخ 9/ 41، 45- 48، 50، 61- 66، 69، 75- 85، 91- 97،
100- 105، 112- 115، 123- 128، 133، 136، 137، 141، 143، 150، 151،
160، 162، 170، 174، 178، 181- 184، 189، 193- 196 وانظر فهرس الأعلام
13/ 60، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، 182، 183، 184، والفخري 291،
ومختصر التاريخ لابن
(28/77)
أبو نصر ابن السّلطان عَضُد الدّولة بْن
بُوَيْه الدَّيْلميّ.
تُوُفّي بأرّجان في جُمَادَى الأولى، وله اثنتان وأربعون سنة. وكانت
أيّامه اثنتين وعشرين سنة ويومين.
ومات بعِلة الصَّرَع، وولى بعده ابنه سلطان الدّولة اثنتي عشر سنة.
وولى هُوَ السَّلطنة ببغداد بعد أخيه شَرَف الدّولة، وهو الّذي خلع
الطّائع للَّه، كما تقدَّم.
- حرف الحاء-
98- الحَسَن بْن حامد بْن عليّ بْن مروان [1] .
أبو عَبْد الله البغداديّ الورّاق. شيخ الحنابلة.
قَالَ القاضي أبو يَعْلَى [2] : كَانَ ابن حامد مدرّس أصحاب أحمد
وفقيههم في زمانه. وله المصَّنَفات العظيمة منها: كتاب «الجامع» ، نحو
أربعمائة جزء يشتمل عَلَى اختلاف العلماء.
وله مصَّنفات في أُصول السُنّة، وأُصول الفقه، وكان معظّمًا في
النّفوس، مقدّما عند الدّولة والعامّة.
__________
[ () ] الكازروني 194، 205، ونهاية الأرب 26/ 234، 235، 242، 243،
وخلاصة الذهب المسبوك 263، 265، 293، ووفيات الأعيان 1/ 192 و 5/ 124،
260، والمختصر في أخبار البشر 2/ 143، ودول الإسلام 1/ 241، والعبر 3/
83، وسير أعلام النبلاء 17/ 185، 186 رقم 106، وتاريخ ابن الوردي 1/
326، والوافي بالوفيات 7/ 291، 292 رقم 3273، والبداية والنهاية 11/
349، وتاريخ ابن خلدون 4/ 461- 463، 467، 468، 470، ومآثر الإنافة 1/
314، 319، 320، 339، وشذرات الذهب 3/ 166.
[1] انظر عن (الحسن بن حامد) في:
تاريخ بغداد 7/ 303 رقم 3816، وطبقات الحنابلة 2/ 171- 177، رقم 638،
والكامل في التاريخ 9/ 242، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 625،
والمنتظم 7/ 263، 264، رقم 415، والعبر 3/ 84، ودول الإسلام 1/ 242،
وسير أعلام النبلاء 17/ 203، 204 رقم 116، والبداية والنهاية 11/ 349،
والوافي بالوفيات 11/ 415 رقم 594، والنجوم الزاهرة 4/ 232، وشذرات
الذهب 3/ 166، 167، وديوان الإسلام 2/ 202، 203 رقم 825، ومختصر طبقات
الحنابلة لابن شطّي 32، ومعجم المؤلفين 3/ 214، والأعلام 2/ 187،
وتاريخ التراث العربيّ 2/ 218.
[2] في طبقات الحنابلة 2/ 171.
(28/78)
قَالَ الخطيب [1] : روى عَنْ أَبِي بَكْر
مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، والخُتَّليّ، وأبي بَكْر بْن مالك
القَطيعيّ. ثنا عَنْهُ أبو عليّ الأهوازيّ.
وقال أبو الحسين بْن الفرّاء في «طبقات الحنابلة» [2] إنّه سَمِعَ من
أَبِي بَكْر النّجّاد أيضًا، وأنّه تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر عَبْد
العزيز غلام الخلال، وغيره. وعليه تفقّه: القاضي أبو يَعْلَى، وأبو
طَالِب العُشاريّ، وأبو بَكْر الخيّاط المقرئ.
وكان قانعًا متعفّفًا، يأكل من نَسْخ يده ويتقّوت. وكان يُكثر الحجّ.
قَالَ الخطيب: [3] تُوُفّي بطريق مكّة.
قلتُ: ولعلّه هلكَ جوعًا وعطشًا. فإنّ هذا العام كانت وقعة القرعاء،
بطريق مكّة. وذاك أنّ بني خَفَاجة، قاتلهم الله، أخذوا الرّكب في
القرعاء، فقيل إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان من الوفْد. فإنا للَّه وإنا
إِليْهِ راجعون [4] .
99- الحُسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حليم [5] .
القاضي أبو عَبْد الله الحليمي الْبُخَارِيّ الفقيه الشّافعيّ. أوحَدُ
الشّافعّيين بما وراء النَّهر، وأَنْظَرهم وآدَبُهُم بعد أستاذه أَبِي
بَكْر القفّال، وأبي بكر الأوديّ.
__________
[1] في تاريخه 7/ 303.
[2] ج 2/ 171.
[3] في تاريخه 7/ 303.
[4] راجع الحوادث (سنة 403 هـ) .
[5] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 105، وتاريخ جرجان للسهمي 198، 199 رقم
286، والمنتظم 7/ 264 رقم 416، والأنساب 4/ 198، واللباب 1/ 382،
ووفيات الأعيان 2/ 137، 138، رقم 186، والعبر 3/ 48، ودول الإسلام 1/
242، وتذكرة الحفاظ 3/ 1030، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1337،
وسير أعلام النبلاء 17/ 231- 234 رقم 138، والبداية والنهاية 11/ 289،
ومرآة الجنان 53، والوافي بالوفيات 12/ 351 رقم 328، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 333- 343، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 404، 405 رقم
364، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 182، 183 رقم 140، وتاريخ
الخلفاء 216، وطبقات الحفّاظ 407، 408، وشذرات الذهب 3/ 167، 168،
وطبقات الشافعية لابن هداية الله 120، وكشف الظنون 2/ 1047، وهدية
العارفين 1/ 308، والرسالة المستطرفة 58، وديوان الإسلام 2/ 175 رقم
796، والأعلام 2/ 235، ومعجم المؤلفين 4/ 1، ومعجم طبقات الحفاظ 78.
(28/79)
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن أحمد بْن جنْب،
وبكر بْن محمد المَرْوَزِيّ، وغيرهما.
وكان مولده بجرجان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وحُمِل إلى بُخَارى
صغيرًا. وقيل: بلُ ولِد بِبُخَارَى.
وكان رئيس أصحاب الحديث، وله التّصانيف المفيدة، ينقلُ منها البَيْهقيّ
كثيرًا. وله وجوه حَسَنة في المذهب.
روى عَنْهُ الحاكم مَعَ تقدّمه.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
وروى عَنْهُ: أبو زكريا عَبْد الرحيم البخاريّ، وأبو سعد
الكَنْجرُودِيّ.
100- الحسين بن محمد بن محمد بن عليّ بْن حاتم [1] .
أبو عليّ الرُّوذْبَاريّ الطُّوسيّ.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الصّفّار، وعبد الله بْن عُمَر بْن شَوْذب،
والحُسَين بْن الحَسَن الطُّوسيّ، وأبا بَكْر بْن داسه، والقاسم بْن
أبي صالح الهمدانيّ. وحدَّث «بسُنن أَبِي دَاوُد» بَنْيسابور.
وقد سمّاه أبو عَبْد الله الحاكم وَحْده: الحَسن، وقال: كتبنا عَنْ
أَبِيهِ، وعن جدّه. وقدم نَيْسابور بمسألة جماعة من الأشراف والعلماء
ليحدّثهم بالسُّنن.
وعُقد لَهُ المجلس في الجامع، فمرض ورُدَّ إلى وطنه بالطّابَرَان،
فتُوُفّي في ربيع الأوّل.
قلت: روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو الفتح نصر بْن
عليّ.
الطُّوسيّ شيخ وجيه الشّحاميّ، وفاطمة بنت الدّقّاق، وخلق.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
الأنساب 6/ 180، والتقييد لابن النقطة 232، 233، رقم 277 وفيه «الحسن
بن محمد» و 249، 250 رقم 301 «الحسين» ، والعبر 3/ 85، وسير أعلام
النبلاء 17/ 219، 220 رقم 128، وشذرات الذهب 3/ 168.
(28/80)
- حرف الخاء-
101- خَلَف بْن سَلَمَة بْن خميس [1] .
أبو القاسم القرطبيّ.
روى عَنْ: عبّاس بْن أصْبَغ، وأبي عَبْد الله بْن نوح.
وكان عَدْلًا.
قُتِل يوم أخْذ قُرْطُبَة.
- حرف السين-
102- سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محمد.
أبو عَمْرو الكاغديّ.
تُوُفّي في رجب بخُراسان.
- حرف العين-
103- عَبْد الله بْن إبراهيم بْن عَبْد الله بْن محمد.
أبو سَلَمَة الأزْديّ المتولّي الهَرَويّ.
تُوُفّي في رمضان.
104- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان [2] .
أبو محمد بْن غْلبُون الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: مَسَلَمة بْن القاسم، وأبي جعفر بْن عَوْن الله.
ورحل سنة إحدى وسبعين.
وسمع بمصر من عتيق بن موسي «موطأ يحيى بن بكير» ، بسماعه من أبي
الرقراق، بسماعه من أبي بكير، ومن جماعة.
__________
[1] انظر عن (خلف بن سلمة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 163 رقم 363.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 9/ 264- 266 رقم 586، وبغية الملتمس للضبيّ 346 رقم
921، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 426، 427 رقم 283، وشذرات
الذهب 3/ 227، وهدية العارفين 1/ 450.
(28/81)
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفّي في شوال.
روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد.
105- عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سفيان [1] .
أبو بكر الغافقي القرطبي.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
حدَّث عَنْهُ: الصّاحبان، وأبو حفْص الزّهْراويّ، ويونس بْن مُغيث،
وقاسم بْن هلال، وعبد الرَّحْمَن بْن يوسف.
تُوُفّي في رجب.
106- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يوسف بْن نصر [2] .
الحافظ أبو الوليد بْن الفَرَضيّ القُرْطُبيّ. مصنّف «تاريخ الأندلس» .
أخذ عَنْ: أَبِي جعفر بْن عَوْن الله، وابن مُفَرج، وعبد الله بْن
قاسم، وخَلَفَ بْن القاسم، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وخلْق.
وحجّ، فأخذ عَنْ: يوسف بْن الدّخيل، وأحمد بْن محمد بْن المهندس،
والحسن بْن إسماعيل الضّرّاب، وأبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن رحمون،
وأحمد بن نصر الدّاوديّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد العزيز) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 251 رقم 271.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يوسف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 251- 255 رقم 273، وجذوة المقتبس للحميدي 254-
256، رقم 537، وبغية الملتمس للضبيّ 334- 336 رقم 888، ووفيات الأعيان
3/ 105، 106 رقم 351، ومطمح الأنفس 57، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
ق 1 ج 2/ 614- 616، والمطرب لابن دحية 132، والمغرب 1/ 103، 104، رقم
38، والعبر 3/ 85، وسير أعلام النبلاء 17/ 177- 180 رقم 101، وتذكرة
الحفّاظ 3/ 1076، ومرآة الجنان 3/ 5، 6، والبداية والنهاية 11/ 351،
والوافي بالوفيات 17/ 530، 531 رقم 450، والوفيات لابن قنفذ 227، 228
وفيه: «أبو عبد الله محمد بن يوسف» ، وصوّبه محقّقه عادل نويهض
بالحاشية، والديباج المذهب 1/ 452، والمغرب في حلى المغرب 1/ 103،
وطبقات الحفاظ 418، 419، ونفح الطيب 2/ 129، 131، وشذرات الذهب 3/ 168،
وكشف الظنون 285، وغيرها، وهدية العارفين 1/ 449، ومعجم طبقات الحفاظ
121، وإيضاح المكنون 1/ 102، وديوان الإسلام 3/ 444، 445 رقم 1655،
والأعلام 4/ 121، ومعجم المؤلفين 6/ 145،
(28/82)
وله مصنف في «أخبار شطر الأندلس» ، وكتاب
في «المؤتلف والمختلف» ، وفي «مشتبه النسبة» .
روى عنه ابن عبد البر، وقال: كان فقيها عالما فِي جميع الفنون فِي
الحديث والرجال. أخذتُ معه عَنْ أكثر شيوخي. وكان حسن الصُّحْبة
والمعاشرة. قتلته البربر، وبقي مُلقى في داره ثلاثة أيام [1] .
أنشدنا لنفسه:
أسيرُ الخطايا عند بابِكَ واقفُ ... عَلَى وَجَل ممّا بِهِ أنتَ عارفُ
يَخافُ ذُنُوبًا لم يَغبْ عنك غَيْبُها ... ويرجوك فيها فَهْوَ رَاجٍ
وخائفُ
ومَن ذا الّذي يرجو سِواك ويتّقي ... وما لَكَ في فصْل القضاء مُخَالفُ
فيا سَيدي، لا تُخْزِنيِ في صحيفتي ... إذا نُشِرَتْ يوم الحساب
الصّحائف
وكن مؤنسي في ظلمة القبر عند ما ... يَصُدُّ ذَوُو ودّي ويجفو
المُوَالِفُ
لئن ضاق عنّي عَفْوكَ الواسع الّذي ... أرَجَّى لإسرافي فإنيّ لتالف
[2]
وقال أبو مروان بن حيّان: وممّن قتل يوم فتح قُرْطُبَة الفقيه الأديب
الفصيح ابن الفَرَضيّ، وَوُرِيَ متغّيرًا من غير غُسْلٍ ولا كَفَن ولا
صلاة. ولم يُر مثله بقُرْطُبَة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة
الرجال، والافتتان في العلوم والأدب البارع.
ووُلِد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحجّ سنة اثنتين وثمانين. وجمعَ من
الكُتُب أكثر ما جمعَه أحدٌ من علماء البلد.
وتقلّد قراءة الكُتُب بعهد العامريّة. واستقضاه محمد المهديّ
ببلِنْسيَة.
وكان حسَن البلاغة والخطّ [3] .
وقال الحُمَيْديّ [4] : ثنا عليّ بْن أحمد الحافظ: أخبرني أبو الوليد
بن
__________
[1] الصلة 1/ 252.
[2] الصلة 1/ 253، وفيات الأعيان 3/ 105، نفح الطيب 2/ 129، سير أعلام
النبلاء 17/ 180، تذكرة الحفاظ 3/ 1078.
[3] الصلة 1/ 253.
[4] في جذوة المقتبس 255.
(28/83)
الفَرَضيّ قَالَ: تعلَّقتُ بأستار الكعبة،
وسألت الله الشّهادة، ثمّ انحرفتُ وفكَّرتُ في هَوْل القتْلِ، فندِمتُ،
وهممتُ أن أرجع، فأستقيل الله ذَلِكَ، فاستحْيَيتُ.
قَالَ الحافظ أبو محمد بْن حزْم: فأخبرني من رآه بين القتلي ودَنَا منه
فسمعه يَقُولُ بصوتٍ ضعيف: «لا يَكْلَم أحدُ في سبيل الله، والله أعلم
بمن يَكْلَم في سبيله إلا جاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ
دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدّم، والرّيح رِيح المِسْك» [1] كأنه يُعيد
عَلَى نفسه الحديث الوارد في ذَلِكَ.
قَالَ: ثمّ قضي عَلَى إثْر ذَلِكَ رحمه الله [2] .
وأنشد لَهُ ابن حزْم رحمه الله:
إنّ الّذي أصبحْتُ طَوْع يمينهِ ... إنّ لم يكن قمرًا فليس بدونِهِ
ذُلّي لَهُ في الحبّ من سُلْطانه ... وسَقَام جسْمي من سَقام جُفُونِهِ
[3]
107- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن ذُنّين بْن عاصم [4] .
أبو المُطَرَّف الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عَنْ: أَبِي المُطَرف عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى، ومَسْلَمَة بْن
القاسم، وتميم بْن محمد.
وحجّ سنة إحدى وثمانين، وأخذ عَنْ: أَبِي بَكْر المهندس، وأبي إِسْحَاق
التّمّار، وأبي الطيب بْن غلْبُون، وأبي محمد بْن أبي زيد.
__________
[1] أخرجه مالك في الموطّأ 2/ 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل
الله، وأحمد في المسند 2/ 231، والبخاري في صحيحه (2803) ، ومسلم في
صحيحه (1876) .
[2] الذخيرة إلى محاسن أهل الجزيرة ق 1 ج 3/ 614، 615، بغية الملتمس
335، وفيات الأعيان 3/ 106، المغرب 1/ 103، 104، سير أعلام النبلاء 17/
179، تذكرة الحفاظ 3/ 1077، 1078، نفح الطيب 2/ 130.
[3] جذوة المقتبس 256، والصلة 1/ 255، وبغية الملتمس 336، والذخيرة ق 1
ج 2/ 616، ووفيات الأعيان 3/ 106، وتذكرة الحفاظ 3/ 1078، وسير أعلام
النبلاء 17/ 180، ونفح الطيب 2/ 130.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 313 رقم 683.
(28/84)
وكان ذا عناية بالحديث. شُهر بالعلم والعمل
والورع والتعَفُّف. وكان يَعِظ ويُذَكر. وكان النّاس يرحلون إِليْهِ
لثَبْته وسعة روايته. وله تصانيف.
روى عنه: ابنه عبد الله، وجماعة.
وتوفّي في ذي القعدة، وهو في عشر الثّمانين.
108- عَبْد العزيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك بْن جمهور
القرطبي [1] .
أبو الأصبغ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم.
وروى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو عَبْد الله الخولاني.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
109- عَبْد الملك بْن عليّ بْن محمد بْن حاتم.
أبو عليّ الشّيرازيّ السمْسار.
مات بشيراز في رمضان.
110- عليّ بْن محمد بْن خَلَف [2] .
الإمام أبو الحَسَن المعافريّ القَرَويّ القابسيّ الفقيه المالكيّ،
عالم أهل إفريقية.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 368 رقم 783.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن خلف) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 380، ومشارق الأنوار 1/ 36، وترتيب المدارك
للقاضي عياض 4/ 616- 621، والإلماع، له 189، وفهرست ما رواه عن شيوخه
لابن خير 491- 493، 531، 532، ووفيات الأعيان 3/ 320- 322، والتكملة
لكتابي الموصول والصلة 1/ 156، وملء العيبة للفهري 56، 98، والإستقصاء
للسلّاوي 1/ 90، وتذكرة الحفاظ 3/ 1079، 1080، ودول الإسلام 1/ 242،
والعبر 3/ 85، 86، وسير أعلام النبلاء 17/ 158- 162، رقم 99، والبداية
والنهاية 11/ 351، ونكت الهميان 217، والوفيات لابن قنفذ 227 رقم 403،
وغاية النهاية 1/ 567، وطبقات الحفاظ 419، والديباج المذهب 2/ 101،
102، والنجوم الزاهرة 4/ 233، 234، وتاريخ الخلفاء 216، ومعالم الإيمان
للدبّاغ 3/ 168، وكشف الظنون 1908، وإيضاح المكنون 2/ 566، وديوان
الإسلام 4/ 17، 18 رقم 1678، وشجرة النور الزكية 1/ 97، والأعلام 4/
326، ومعجم المؤلفين 7/ 194، وشذرات الذهب 3/ 168، وهدية العارفين 1/
685، وتاريخ التراث العربيّ 3/ 176، والرسالة المستطرفة 12، ومدرسة
الحديث في القيروان 2/ 663- 674 رقم 24.
(28/85)
حجّ، وسمع: حمزة بْن محمد الكِناني، وأبا
زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة.
وأخذ بإفريقيّة عَنْ: ابن مسرو الدّبّاغ، ودرّاس بْن إسماعيل. وكان
حافظًا للحديث وِعَلله ورجاله، فقيهًا أُصُوليًّا متكلّمًا، مصنّفًا
صالحًا منقبًا. وكان أعمي لا يرى شيئًا، وهو مَعَ ذلك من أصحّ النّاس
كُتُبًا، وأجودهم تقْييدًا. يضبط كُتُبهُ ثِقاتُ أصحابه. والّذي ضبط
لَهُ «صحيح الْبُخَارِيّ» بمكّة رفيقه أبو محمد الأصيليّ [1] .
ذكره حاتم الأطْرَابُلُسيّ [2] فقال: كَانَ زاهدًا ورِعًا يقظًا، لم
أَرَ بالقَيْروان إلا معترِفًا بفضله.
تفقّه عَليْهِ: أبو عِمران القابِسيّ، وأبو القاسم اللّبيديّ، وعَتيق
السُّوسيّ، وغيرهم.
وألّف تواليف بديعة ككتاب «الممهّد في الفقه» ، و «أحكام الدّيانات» ،
و «المنقذ من شُبَه التأويل» ، وكتاب «المنبّه للفِطَن من غوائل
الفِتَن» ، وكتاب «مُلخَّص الموطّأ» ، وكتاب «المناسك» ، وكتاب
«الاعتقادات» ، وسوى ذَلِكَ من التّصانيف.
وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وتوفّي في ربيع الآخر بمدينة
القَيْروان. وبات عند قبره خلْق من النّاس، وضُرِبَتِ الأخبية لهم.
ورثاه الشعراء [3] .
وقيل لَهُ القابسيّ لأنّ عمه كَانَ يشدّ عمامته شدّة قابسيّة.
وممّن روى عَنْهُ: أبو محمد عَبْد الله بْن الوليد بْن سعد الأنصاريّ
الفقيه مِن شيوخ أَبِي عبد الله الرّازيّ.
__________
[1] معالم الإيمان 3/ 139.
[2] هو: حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاتم بن القاسم
التميمي الطرابلسي الأندلسي القرطبي، أصله من طرابلس الشام، توفي سنة
469 هـ. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 67- 74 رقم 385) .
[3] معالم الإيمان 3/ 142، شجرة النور 1/ 97.
(28/86)
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: أبو الحَسَن
بْن القابسيّ أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أَبِي الفتح بْن بدهن. وعليه
كَانَ اعتماد إقراء القرآن بالقيروان دهرًا. ثم قطَعَ الإقراء لما بلغه
أنّ بعض أصحابه أقرأَ الوالي. ثمّ أعمل نفسَه في درس الفقه ورواية
الحديث، إلى أن رأس فيهما وبرع، وصار إمام عصره، وفاضِل دهره. كتبنا
عَنْهُ شيئًا كثيرًا. وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبع
وخمسين وثلاثمائة، رحمة الله.
111- عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ.
أبو القاسم النّوشجانيّ.
مات في رمضان.
- حرف الفاء-
112- فتح بْن إبراهيم [1] .
أبو نصر الأمَويّ القَشّاريّ الطليطلي.
حج، وسمع بمكّة من الأجُرّيّ، وبمصر، والقيروان.
وكان صالحًا عابدًا قانتًا مجتهدًا في طلب العلم.
روى عنه: أبو جعفر بن ميمون.
وتوفّي في رجب وله ثمانون.
- حرف الميم-
113- محمد بْن سَعِيد بْن السَّريّ [2] .
أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرْطُبيّ الحرار.
رحل، ولقي أبا عَبْد الله البلخيّ، والحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن موسى
النّقّاش.
__________
[1] انظر عن (فتح بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 460، 461 رقم 983.
[2] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 489، 490 رقم 1059، والديباج المذهب 319، وإيضاح
المكنون 1/ 359، 86، وهدية العارفين 2/ 59، ومعجم المؤلفين 1/ 29، 30.
(28/87)
وصنَّف كتاب «يوم وليلة» ، وكتاب «واضح
الدّلائل» .
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام الحافظ، وأبو حفص
الزّهْراويّ.
قتلته البربر في دخولهم قُرْطُبَة. وكان استقبلهم شاهرًا سيفه يناديهم:
إلي إليَّ يا حطَب النّار، طُوبَى لي إنّ كنتُ من قتلاكم. فقتلوه رحمه
الله عَليْهِ.
وكان قد امْتُحِنَ في العصبيّة مَعَ محمد بْن أَبِي عامر، فأخرجه من
قُرْطُبَة، ثمّ رجع.
114- محمد بْن الطّيب بْن محمد بْن جعفر بْن القاسم [1] .
القاضي أبو بَكْر بن الباقلانيّ، صاحب التّصانيف في علم الكلام.
سكن بغداد.
وكان في فنّه أوحد زمانه.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي.
وخرّج لَهُ أبو الفتح بْن أبي الفوارس.
وكان ثقة عارفًا بعلم الكلام. صنف في الرّدّ عَلَى الرافضة والمعتزلة
والخوارج والْجَهْميّة [2] .
وذكره القاضي عِياض في «طبقات الفقهاء المالكيّة» [3] ، فقال: هُوَ
الملقب بسيف السُّنّة ولسان الأمّة، المتكلّم عَلَى لسان أهلِ الحديث
وطريق أبي الحَسَن الأشعريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الطيب) في:
تاريخ بغداد 5/ 379- 383 رقم 2906، وترتيب المدارك 4/ 585- 602،
والحلّة السيراء 1/ 190، و 2/ 171، والأنساب 2/ 51، 52، وتبيين كذب
المفتري لابن عساكر 217- 226، والمنتظم 7/ 265 رقم 420، واللباب 1/
162، ووفيات الأعيان 5/ 269، 270 رقم 608، والمختصر في أخبار البشر 2/
144، والعبر 3/ 86، وسير أعلام النبلاء 17/ 190- 193 رقم 110، ودول
الإسلام 1/ 242، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والوافي بالوفيات 3/ 177،
رقم 1150، ومرآة الجنان 3/ 7- 10، والبداية والنهاية 11/ 350، وتاريخ
الخميس 2/ 398، والديباج المذهب 2/ 228، 229، والنجوم الزاهرة 4/ 234،
وتاريخ الخلفاء 216، وشذرات الذهب 3/ 168- 170، وإيضاح المكنون 2/ 291،
وهدية العارفين 2/ 59، وشجرة النور الزكية 1/ 92، 93.
[2] تاريخ بغداد 5/ 379.
[3] ج 4/ 585.
(28/88)
وإليه انتهت رئاسة المالكيّين في وقته.
وكان له بجامع المنصور حلقة عظيمة.
روى عَنْهُ: أبو ذَرّ الهَرَويّ، وأبو جعفر محمد بْن أحمد السّمْناني،
والحسين بْن حاتم.
قَالَ الخطيب [1] : كَانَ وِرْدُه كلّ ليلةٍ عشرين ترويحة في الحَضَر
والسَّفَر، فإذا فرغ منها كتب خمسًا وثلاثين ورقة من تصنيفه.
سمعتُ أبا الفَرَج محمد بْن عِمران يَقُولُ ذَلِكَ. وسمعتُ عليّ بْن
محمد الحربيّ يَقُولُ: جميع ما كَانَ يذكر أبو بَكْر بْن الباقِلانيّ
من الخلاف بين النّاس صنّفه من حفظه، وما صنَّف أحدٌ خلافًا إلا احتاج
أن يُطالع كُتُب المخالفين سوى ابن الباقلانيّ.
قلت: أخذ ابن الباقِلانيّ عَلْم النَّظَر عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه محمد
بْن أَحْمَد بْن مجاهد الطّائي صاحب الأشعريّ.
وقد ذهب في الرَسْليّة إلى ملك الروم، وجرت لَهُ أمور، منها أنّ الملك
أدخله عَليْهِ من باب خَوْخة ليدخل راكعًا للملك، ففطِن لها ودخلَ بظهر
[2] .
ومنها أنّه قَالَ لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟
فقال لَهُ الملك: أما علمتَ أنّ الراهب يتنزه عَنْ هذا؟
فقال: تنزهّونه عَنْ هذا ولا تنزّهون الله عَنِ الصّاحبة والولد؟! [3]
.
وقيل: إنّ طاغية الرّوم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما
جري لمرْيم فبّرأ الله المرأتين، ولم تأتِ عَائِشَة بولد. فأفحمَه فلم
يُحِرْ جوابًا.
قَالَ الخطيب [4] : سَمِعْتُ أبا بكر الخوارزميّ يقول: كلّ مصنّف
ببغداد إنّما
__________
[1] في تاريخه 5/ 380.
[2] تاريخ بغداد 5/ 379، 380.
[3] من هنا أخذ القائل:
ما نزّهوا الخالق سبحانه ... ونزّهوا البترك والراهبا
[4] في تاريخه 5/ 380.
(28/89)
ينقل من كُتُب النّاس إلى تصانيفه، سوى
القاضي أَبِي بَكْر، فإنّ صدره يحوي عِلْمه وعلم النّاس.
وقال أبو محمد الياميّ: لو أوصي رَجُل بثُلُث ماله لأَفْصَح النّاس
لَوَجَب أن يدفع إلى أبي بَكْر الأشعريّ.
وقال الإمام أبو حاتم محمود بْن الحسين القزوينيّ: كَانَ ما يُضْمره
القاضي أبو بَكْر الأشعريّ من الورع والدّيانة أضعاف ما كَانَ يُظْهره،
فقيل لَهُ في ذَلِكَ فقال:
إنّما أظهر ما أظهره غيظًا لليهود، والنّصارى، والمعتزلة، والرّافضة،
لئلّا يستحقروا علماء الحقّ. وأضمر ما أضمره، فإنّي رأيت آدم مَعَ
جلالته نوديّ عَليْهِ بذوقه، وداود بنظره، ويوسف بهمّه، ونبيّنا بخطره
عَليْهِم السّلام.
ولبعضهم في أَبِي بَكْر الباقِلانيّ:
أنظر إلى جبلٍ تمشي الرجال بِهِ ... وانظر إلى القبر ما يحوي من
الصَّلفِ
وانظر إلى صارم الإسلام متغّمدًا ... وانظر إلى دُرّة الإسلام في
الصَّدَفِ [1]
وتُوُفّي في ذي القعدة لسبْعٍ بقين منه. وصلى عَليْهِ ابنه الحسَن.
ودُفِن بداره، ثمّ نُقِل إلى مقبرة باب حرب [2] .
115- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عفّان بْن
سَعِيد [3] .
أبو جعفر الأسَديّ القُرْطُبيّ.
سَمِعَ من: أَبِيهِ كثيرًا.
ومن: قاسم بْن أصْبَغ، ووهْب بْن مَسَرَّة في الصّغَر مَعَ والده.
روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخَزْرَجيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد
البَرّ، وغيرهما.
وُلِد سنة عشرين وثلاثمائة، وقيل بعدها.
116- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن محبور.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 383.
[2] تاريخ بغداد 5/ 382.
[3] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 492، 493 رقم 1065 وفيه: «عثمان» بدل: «عفان» .
(28/90)
أبو عَبْد الرَّحْمَن الدّهّان.
لَهُ فوائد مُنْتَقَاة، روى فيها عَنْ: أَبِي حامد بْن بلال، فمن بعده.
وتوفّي بَنْيسابور في هذه السّنة أو بعدها.
117- محمد بْن قاسم بْن محمد [1] .
أبو عَبْد الله الأُمويّ القُرْطُبيّ الجالطيّ.
وجالطة: من قُري قُرْطُبَة [2] .
روى عَنْ: أَبِي عُبَيْد الْجُبَيريّ. وعن: أَبِي عَبْد الله
الرّياحيّ، وغيرهما.
وحجّ سنة سبعين، وأخذ هناك عَنْ جماعة.
وسمع منه: أبو محمد بْن زيد كتاب «ردّ الزّبيريّ على ابن مَسَرَّة» .
وكان من أهل العلم والحفظ والصّلاح، من الفُقَهاء والأُدباء.
ولي الشُّورَى مع أَبِي بَكْر التُّجِيبيّ. وولي الصّلاة بجامع
الزّهْراء.
وولي أحكام الشَّرْطة.
واستشهد عَلَى يد البربر يوم تغلُّبهم عَلَى قُرْطُبَة.
وكان مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وغيره.
118- محمد بْن موسى [3] .
أبو بَكْر الخوارزمي الحنفيّ.
شيخ أهل الرأي ومُفْتيهم. وانتهت إليه الرّئاسة في مذهب أبي حنيفة
بالعراق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن قاسم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 490، 491 رقم 1060.
[2] من إقليم أؤلية من قنبانية قرطبة.
[3] انظر عن (محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 3/ 247 رقم 1337، والمنتظم 7/ 266 رقم 421، ودول الإسلام
1/ 242، وسير أعلام النبلاء 17/ 235 رقم 140، والبداية والنهاية 11/
351، والجواهر المضيّة 2/ 135، والوافي بالوفيات 5/ 93 رقم 2105،
والنجوم الزاهرة 4/ 234، وشذرات الذهب 3/ 170، وديوان الإسلام 2/ 234
رقم 872، والفوائد البهيّة للّكنوي 201، 202.
(28/91)
وكان قد تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ
أحمد بْن عليّ.
وسمع الحديث من أَبِي بَكْر الشّافعيّ.
روى عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: سمعته يَقُولُ: ديننا دين
العجائز ولسنا من الكلام في شيء. وكان لَهُ إمام حنبليّ يصلى بِهِ [1]
.
وقال القاضي أبو عَبْد الله الصَّيْمريّ: ثمّ صار إمام أصحاب أبي حنيفة
ومُفتيهم شيخنا أبو بَكْر محمد بْن موسي الخوارزمي، وما شاهدَ النّاس
مثله في حسن الفَتْوَى وحُسن التّدريس. وقد دُعيَ إلى ولاية الحكم
مرارًا فأمتنع [2] وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى رحمه الله.
- حرف الهاء-
119- هبة الله بْن الفضيل بْن محمد.
أبو يَعْلَى الفضيلي الهَرَويّ.
روى عَنْهُ: إِسْحَاق القرّاب في ذي القعدة.
- هشام بْن الحَكَم.
يحوَّل إلى هنا.
120- الهيثم بن أحمد بن محمد بن سَلَمَة [3] .
أبو الفَرَج القُرَشيّ الدّمشقيّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن
الصّبّاغ.
إمام مسجد سوق اللُّؤلؤ.
قرأ عَلَى: أَبِي الفَرَج الشَّنَبُوذيّ، وأبي الحَسَن عليّ بْن محمد
بْن إسماعيل.
وصنَّف قراءة حمزة.
وحدَّث عَنْ: ابن أَبِي العقِب، وأبي عَبْد الله بْن مرْوان، وأبي عليّ
بْن آدم، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 247.
[2] تاريخ بغداد 3/ 247.
[3] انظر عن (الهيثم بن أحمد) في:
غاية النهاية 2/ 357 رقم 3793.
(28/92)
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بْن شجاع، وعلي
الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون.
وكان من فُضَلاء الشّاميّين.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
- حرف الياء-
121- يوسف بْن هارون [1] .
أبو عُمَر الرَّماديّ [2] القُرْطُبيّ.
شاعر أهل الأندلس في عصره.
روى كتاب «النّوادر» لأبي عليّ القاليّ.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ قطعة من شعره.
وكان يُلقّب بأبي جَنِيش [3] . وكان فقيرًا مُعْدمًا في آخر أيّامه،
ومنهم من يلقّبه بأبي رماد.
وروى عَنْهُ من القدماء الوليد بْن بَكْر الأندلسيّ قوله من قصيدة:
أضعتُمُ الرُّشْد في مُحِبٍّ ... لَيْسَ يرى في الهوى جناحَا
بُحْتْ بحبّي ولو غرامي ... يكون في جَلْمَدٍ لَبَاحَا
لم يستطْع حَمْلَ ما يُلاقي ... فشقَّ أثوابه وناحَا
تُحّير المُقْلَتَيْن، قل لي: ... هل شربت مقلتاك راحا؟
__________
[1] انظر عن (يوسف بن هارون) في:
يتيمة الدهر 2/ 10، وجذوة المقتبس للحميدي 369- 373، رقم 878، والصلة
لابن بشكوال 574 رقم 1491، وبغية الملتمس للضبيّ 493 رقم 1452،
والمشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت 209، ومعجم الأدباء 20/ 62، ومعجم
البلدان 3/ 66، والمطرب 4، ومطمح الأنفس 69، والمقتبس 74، 75، ووفيات
الأعيان 7/ 225- 229 رقم 848، والبيان المغرب 1/ 3912، والروض المعطار
268، 269، وديوان الإسلام 2/ 344 رقم 1008، والأعلام 5/ 255، ومعجم
المؤلفين 13/ 340.
[2] الرمادي: نسبة إلى الرمادة، وهي رمادة المغرب، بلدة لطيفة بين برقة
والإسكندرية قريبة من البحر لها سور ومسجد وجامع وبساتين فيها أنواع
الثمار، وهي قريب من بوقة. (معجم البلدان 3/ 66) .
[3] جنيش: بالإسبانية تعني: الرماد. (انظر: تاريخ الأدب الأندلسي- عصر
سيادة قرطبة- للدكتور إحسان عباس- (الطبعة الثانية) - ص 205- 222) .
(28/93)
نفسي فدى لِمّة وقد ... كحَلت اللَّيلَ
والصَّباحَا
ومُقْلةٍ أولعَتْ بقتلي ... قد صيّرت لحْظَها سلاحا
وعَقْرَبٍ سُلِّطَت علينا ... تملأ أكبادَنا جراحَا
ومن قصيدته في أَبِي عَلَى القاليّ، أوّلها:
مَن حاكم بيني وبين عَذُولي ... الشّجْوُ شَجْوي والعْوِيلُ عَوِيلي
[1]
في أيّ جارحة أصون معذّبي ... أو قلتُ في كَبِدي فَثَمّ غليلي [2]
وله في أَلْثَغ:
لا الرّاء تطمع في الوِصال ولا أَنَا ... الهجرُ يجمعنا ونحن سواءُ
فإذا خلوتُ كتبْتُها في راحتي ... وبكيتُ منتحبًا أَنَا والرّاءُ [3]
وله:
لا تُنْكروا غُزْرَ الدُّموع فكُلّما ... ينَحْلُّ من جسميِ يصير دموعا
والعبدُ قد يَعْصِي وأحلف أنّني ... ما كنتُ إلا سامعًا ومُطيعًا
قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلّما ... يَمْنُنْ عليّ بِرَدّهِ مصدوعَا [4]
ومن شعره في صاحب سَرَقُسْطَة عَبْد الرحمن بْن محمد التُّجَيْبيّ،
وأجازه بثلاثمائة دينار:
قفوا تشهدوا بثّي وإنكار لائمي ... عليَّ بكائي في الرّسُوم الطّواسم
أنأمنُ مِن أنْ تَغْدُو حريق تَنَفُّسي ... وإلا غريقًا في الدّموع
السَّواجم
وما هِيَ إلا فُرْقَةٌ تبعث الأَسَى ... إذا نزلت بالنّاس أو بالبهائم
[5]
وله:
قَالُوا: اصطبر وهو شيء لستُ أعرفه ... من لَيْسَ يعرف صبرًا كيف يصطبر
__________
[1] البيت في: جذوة المقتبس 370، وبغية الملتمس 493.
[2] الأبيات في: يتيمة الدهر 2/ 100، 101، ووفيات الأعيان 7/ 226.
[3] البيتان في: وفيات الأعيان 7/ 227.
[4] الأبيات في: جذوة المقتبس 372، وبغية الملتمس 495، والروض المعطار
268، 269.
[5] الأبيات في جذوة المقتبس 371، وبغية الملتمس 494 من أبيات أخرى.
(28/94)
أوُصي الخَلِيَّ بأن يُغْضي الملاحظ عَنْ
... غرِّ الوجوه، ففي إهمالها غررُ
وفاتنُ الحُسْنِ قتّالُ الهَوَى، نظرتْ ... عيني إِليْهِ، فكان الموتُ
والنَّظرُ
ثمّ انتصرتُ بعيني وهي قاتلتي ... ماذا تريد بقتلي حين تنتصرُ؟ [1]
وقد كَانَ المستنصر باللَّه سجَنه مُدَّةً لَكْونه هجاه تعريضًا في
بيتٍ، فقال:
يُوَلّي ويَعْزِل من يومه ... فلا ذا يتمّ ولا ذا يتمّ [2]
__________
[1] الأبيات في: جذوة المقتبس 371، وبغية الملتمس 494، 495.
[2] البيت في: جذوة المقتبس 373، وبغية الملتمس 496.
(28/95)
سنة أربع وأربعمائة
- حرف الألف-
122- أحمد بْن عليّ بْن عَمْرو [1] .
الحافظ أبو الفضل السُّلَيمانيّ البِيكنْدِيّ البخاريّ.
رحل إلى الآفاق، ولم يكن لَهُ نظيرٌ في عصره ببُخَاري حِفْظًا
وإتقانًا، وعُلُوَّ إسناد، وكثْرة تصانيف.
سَمِعَ: محمد بْن حَمْدَوَيْهِ بْن سهل، وعليّ بْن إِسْحَاق
المادرائيّ، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن صابر بْن كاتب
البخاريّ، ومحمود بْن إِسْحَاق الخُزَاعيّ، وصالح بْن زُهَير
البُخَاريَّيْن، وعليّ بْن سختَويْه، وعليّ بْن إبراهيم بْن معاوية،
النَّيْسابوريّيْن، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس الإصبهانيّ.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في كتاب «الأنساب» [2] : السُّلَيمانيّ نُسِبَ
إلى جدّه لأمّه أحمد بْن سُليمان الِبْيكَنْديّ. لَهُ التّصانيف
الكِبار. وكان يصنّف في كلّ جمعة شيئًا، ويدخل من بِيكَنْد إلى
بُخَارَى، ويحدَّث بما صنَّف.
روى عَنْهُ: جعفر بْن محمد المستغفريّ، وولده أبو ذَرّ محمد بْن جعفر،
وجماعة بتلك الدّيار.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن عمرو) في:
الأنساب 7/ 122، واللباب 2/ 132، ومعجم البلدان 1/ 523، والعبر 3/ 87،
وسير أعلام النبلاء 17/ 200- 202 رقم 115، والمعين في طبقات المحدّثين
122 رقم 1357، وتذكرة الحفاظ 3/ 1036، 1037، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 4/ 41، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 40 رقم 616، والوافي
بالوفيات 7/ 216، 217 رقم 216، وطبقات الحفاظ 409، وشذرات الذهب 3/
172، وهدية العارفين 1/ 71، وديوان الإسلام 1/ 265، 266 رقم 410، ومعجم
المؤلفين 2/ 16، ومعجم طبقات الحفاظ 55.
[2] ج 7/ 122.
(28/96)
تُوُفّي في ذي القعدة، وله من العُمر ثلاثٌ
وتسعون سنة. فإنّه وُلِد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
123- أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن بِشْر [1] .
أبو عَبْد الله القطّان.
بغداديّ، ثقة.
سَمِعَ: الحسين بْن عيّاش، وعثمان بْن السّمّاك.
وعنه: أبو محمد الخلال.
124- أحمد بْن محمد بْن نفيس [2] .
أبو الحسين المَلَطيّ.
روى عَنْ: الحَسَن بْن حبيب الحصائريّ الدّمشقيّ.
روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ.
وكان عَدْلًا.
125- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم الْجَوْزيّ البَرَويّ.
خُراساني.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
126- إبراهيم بْن عَبْد الله بْن حصْن [3] .
أبو إِسْحَاق الغافقيّ الأندلسيّ.
محتسب دمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 319 رقم 2124.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن نفيس) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 81 وفيه «الملكي» وهو وهم.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 16، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) 4/ 228-
232 و 20/ 314 و 666، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 222، 223، والتكملة لكتاب
الصلة لابن الأبار 163 (طبعة الجزائر 1919) ، والوافي بالوفيات 6/ 37،
38، ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقّري التلمساني 3/ 360،
والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 76،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 233، 234 رقم 32.
(28/97)
طوّف البلاد، وسمع: أبا بَكْر القَطيعيّ
ببغداد، وأبا الطّاهر الذّهْليّ بمصر، وأبا أحمد الغِطْريفيّ بجُرْجان،
والمَيَانجيّ بدمشق، وولي حسبتها سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أبو نصر الحبّان.
قَالَ ابن الأكفانيّ: حكى لنا شيوخنا أنّ هذا كَانَ صارمًا في الحسْبة.
وكان بدمشق قَطَائِفيّ، فكان المحتسب يريد أن يؤذيه، فإذا رآه مقبلًا
قال: بحقّ مولانا أمضِ عنّي. فيمضي عَنْهُ.
فغافله يومًا وأتاه من خلفه وقال: وحق مولانا لا بد أن تنزل. فأمرَ
بإنزاله وتأديبه. فلمّا ضُرب دِرَّةً قَالَ: هذه في قفا أبي بَكْر.
فلمّا ضُرِب الثّانية قَالَ: هذه في قفا عُمَر. فلما ضُرِب الثّالثة
قَالَ: هذه في قفا عثمان.
فقال المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصّحابة، والله لأصفعنّك بعدد أهل
بدر ثلاثمائة وبضعة عشر. فصفعه بعدد أهل بدرٍ وتركه. فمات بعد أيّام من
ألم الصَّفْع. فبلغ إلي مصر، فأتاه كتاب الحاكم يشكره عَلَى ما صنع.
وقال: هذا جزاء مَن ينتقص السَّلَف الصالح [1] .
تُوُفّي أبو إِسْحَاق في ذي الحجّة.
- حرف الحاء-
127- حاتم بْن محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود.
الشَّيْخ أبو محمود بْن أَبِي حاتم المحموديّ الهَرَويّ المحدث ابن
المحدث ابن المحدث.
لَهُ مصنَّف في السُّنَن نحو مائة جزء. وكان من حُفّاظ هَرَاة.
روى عَنْ: الحَسَن بْن عَمران الحْنظليّ، وحامد الرّفّاء، وهذه
الطّبقة.
روى عَنْهُ: نجيب الواسطيّ.
__________
[1] تاريخ دمشق 4/ 230- 232، التهذيب 2/ 222، 223.
(28/98)
128- حبيب بْن أحمد بْن محمد بْن نصر [1] .
أبو عَبْد الله الشَّطْجيريّ، الشّاعر الأديب القُرْطُبيّ. مولي بني
أُمَيّة.
روى عَنْ: قاسم بْن أصْبَغ، وأبي عليّ البغداديّ، وثابت بْن قاسم.
وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أبو عَمْرو الدّانيّ، وقاسم بْن هلال.
وخرج من قُرْطُبَة هذا العام وانقطع خبره.
129- الحسين بْن عثمان بْن عليّ البغدادي [2] .
أبو عَبْد الله المجاهديّ المقرئ الضّرير. نزيل دمشق.
تُوُفّي في جمادى الأولى، وقد جاوز المائة. كذا ورّخه الأهوازيّ.
وورّخه الكتّانيّ سنة أربعمائة.
وقال رشأ بن نظيف: قرأت عليه برواية أبي عمرو، وأخبرني أنّ ابن مجاهد
علّمه القرآن كله.
قلت: وهو آخر مَن قرأ عَليْهِ ابن مجاهد.
130- الحَسَن بْن عليّ.
أبو محمد السجِسْتانيّ. القاضي الخطيب.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
131- الحسين بْن أحمد بن جعفر [3] .
أبو عبد الله بن البغداديّ الزّاهد.
__________
[1] انظر عن (حبيب بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 154 رقم 346.
[2] انظر عن (الحسين بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 8/ 84 رقم 4174، والمنتظم 7/ 268 رقم 424، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 360، 361 رقم 287، وغاية النهاية 1/ 243، 244 رقم 1111.
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 15 رقم 4054، وطبقات الحنابلة 2/ 178 رقم 639، والمنتظم
7/ 267 رقم 423، والبداية والنهاية 11/ 352.
(28/99)
كَانَ ورِعًا زاهدًا خاشعًا صادقًا فقيهًا
حنبليا.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ.
روى عَنْهُ: القاضي محمد بْن الحُسين أبو يَعْلَى.
وتوفّي في شعبان.
وكان كبير الّشأن لا ينام إلا عَنْ غَلَبَة، ولا يدخل حمّامًا. وربّما
كان يخرج رأسه ميشوم أو وجهه. كان ينعس فيقع عَلَى المحبرة، أو عَلَى
المَجمَرة [1] ، رحمه الله.
- حرف الزاي-
132- زكريّا بْن خَالِد بْن زكريّا بْن سِماك [2] .
أبو يحيى الضّنّيّ، مِن أهل وادي آش، مدينة بالأندلس.
روى عَنْ: سَعِيد بْن فَحلُون، وقاسم بْن أصْبَغ.
وولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة في المحرَّم.
ومات في آخر سنة أربع.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بْن الحذّاء وقال:
هُوَ صحيح الرّواية عن سَعِيد بْن فَحْلُون.
133- زيد بْن عَبْد الله بن محمد [3] .
أبو الحسين التّنوخيّ البلّوطيّ، نزيل أكواخ بانياس.
حدَّث عَنْ شيخه إبراهيم بْن مهديّ البَلُّوطيّ بكتاب «الجوع» .
روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وجماعة.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي زيد البُّلوطي العابد في شَعْبان، ودُفِن بباب
كيسان.
وكان سالم المذهب.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 15، طبقات الحنابلة 2/ 178.
[2] انظر عن (زكريا بن خالد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 191 رقم 435.
[3] انظر عن (زيد بن عبد الله) في:
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 16، 17.
(28/100)
- حرف السين-
134- سَعِيد بْن محمد بْن عَبْد البَرّ [1] .
أبو عثمان الثَّقفيّ المقرئ، من أهل ثغر الأندلس.
قرأ عَلَى أَبِي بَكْر محمد بن عبد الله المعافريّ بمصر سنة اثنتين
وخمسين وثلاثمائة.
وسمع من: حمزة الكنانيّ، وغيره.
قال أبو عَمْرو الدّانيّ: سمعته يَقُولُ: أصلي من الطّائف، وحججتُ سنة
تسعٍ وأربعين. مات بسَرَقُسْطة سنة أربعٍ وأنا بها.
135- سليمان بْن بَيْطير بْن سليمان بْن ربيع [2] .
أبو أيّوب القُرْطُبيّ الكلبيّ الفقيه المالكيّ.
كَانَ رجلًا صالحًا تقيا عارفًا بمذهب مالك، مصنّفًا مشاورًا.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الأحمر، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وابن
القُوطيّة.
وتُوُفّي بمالقة. وُلِد سنة ست وثلاثمائة.
136- سهل بْن محمد بْن سليمان بْن محمد [3] .
الإمام أبو الطّيّب ابن الإمام أبي سهل العجليّ الحنفيّ الصّعلوكيّ
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 213 رقم 476.
[2] انظر عن (سليمان بن بيطير) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 196، 197 رقم 444، والديباج المذهب 119، 120.
[3] انظر عن (سهل بن محمد) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 103، وطبقات الفقهاء للشيرازي 100،
ووفيات الأعيان 2/ 435، 436 رقم 284، والأنساب 8/ 64، وتبيين كذب
المفتري 211- 214 في ترجمة أبيه، وتهذيب الأسماء واللّغات ج 1 ق 1/
238، 239 رقم 239، والعبر 3/ 88، وسير أعلام النبلاء 17/ 207- 209 رقم
121، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 393- 404، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 126، 127 رقم 723، والبداية والنهاية 11/ 324، 347، ومرآة
الجنان 3/ 12، والوافي بالوفيات 16/ 12، 13 رقم 16، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 185 رقم 143، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 122،
123، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 4/ 172، وكشف الظنون 1100،
وهدية العارفين 1/ 412، وديوان الإسلام 3/ 210، رقم 1334، والأعلام 3/
143، ومعجم المؤلفين 4/ 284.
(28/101)
النَّيْسابوريّ. الفقيه الشّافعيّ مفتي
نَيْسابور وابن مُفتيها.
تفقّه عَلَى: أَبِيهِ.
وسمع من: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي عليّ الرّفّاء، وجماعة من
أقرانهما.
ودرس الفقه، واجتمع إِليْهِ خلْق.
قَالَ أبو عَبْد الله الحاكم: هُوَ أنظَر من رأينا. وتخرّج بِهِ جماعة،
وحدَّث وأملى.
قَالَ: وبلغني أنّه كَانَ في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة.
وقال أبو إسحاق [1] : كان فقيها أديبا جمع رئاسة الدين والدنيا.
وأخذ عَنْهُ فقهاء نيسابور.
وقال الحاكم: كَانَ أَبُوهُ يُجِلّه ويقول: سهل والدٌ.
قلت: روى عَنْهُ الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، ومحمد بْن سهل أبو نصر
الشّاذياخيّ، وآخرون.
ومن بديع نثره: مَن تصدَّر قبل أوانه، فقد تصدّي لهوانه.
وقال: إذا كَانَ رِضى الخلْق معسورًا لا يُدركْ، كَانَ ميسوره لا
يُترك.
إنّما نحتاج إلى إخوان العِشْرة لزمان العُسْرة.
تُوُفّي رحمه الله في رجب.
- حرف العين-
137- عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [2] .
أبو المُطَرَّف البكْريّ.
عُرِف بابن عَجب القُرْطُبيّ الحافظ لمذهب مالك.
كَانَ متبحّرًا في الفِقْه، من عُلماء قُرْطُبَة.
تُوُفّي في ثاني المحرّم من السّنة.
__________
[1] في طبقات الفقهاء 100.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 313، 314 رقم 684، والديباج المذهب 149.
(28/102)
138- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد
الغفّار بْن محمد بْن يحيى.
أبو أحمد الهمذانيّ، إمام الجامع. الشّيخ الصّالح.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، والقاسم بْن أَبِي صالح،
وأبي عَبْد الله بْن أَوْس، ومحمد بْن يوسف الكِسائيّ، وأبي القاسم بْن
عُبَيْد، وعبد الغفّار بْن أحمد الفقيه، وحامد الرّفّاء، وخلْق.
روى عَنْهُ: أبو مسعود أحمد بْن محمد البَجَليّ، وأبو منصور بْن
عِيسَى، ويوسف خطيب همدان، وأحمد بْن عيسى بْن عبّاد الديَنَوريّ، وعبد
الحميد بْن الحَسَن الفقاعيّ.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا. وُلِد سنة أربع عشرة وثلاثمائة
بأرْدَبِيل.
ومات في جُمَادى الآخرة، وله تسعون سنة. وقبره يُزار.
139- عَبْد الملك بْن بكران بن العلاء. [1] أبو الفرج النّهروانيّ
المقرئ القطّان.
من أعيان المقرءين بالرّوايات بالعراق.
قرأ عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم،
وأبي بَكْر النّقّاش، وبكّار بْن أحمد، وأبي القاسم هبة الله بْن جعفر،
وأبي بَكْر بْن مُقْسِم.
وله مصنّف في القراءات.
وسمع من: جعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر النّجّاد.
روى عَنْهُ القراءات تلاوةً: أبو عليّ غلام الهَرَّاس، ونصْر بْن عَبْد
العزيز الفارسيّ، وأبو عليّ الحَسَن بْن عليّ بْن عَبْد الله العطّار.
وحدَّث عَنْهُ: أحمد بْن رضوان الصَّيْدلانيّ، وغيره.
وكان عبدا صالحا قدوة.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن بكران) في:
تاريخ بغداد 10/ 431، 432 رقم 5593، ومعرفة القراء الكبار 1/ 371 رقم
300، وغاية النهاية 1/ 467، 468 رقم 1952، وشذرات الذهب 3/ 173.
(28/103)
وثّقه الخطيب [1] ، وقال: تُوُفّي في
رمضان.
140- عَبْدَة بْن محمد بْن أحمد بْن ملّة.
أبو بَكْر الهَرَوِيّ البّزاز.
تُوُفّي في آخر السّنة.
141- عُبَيْد الله بْن القاسم المراغي [2] .
أبو الحَسَن.
حدَّث بأطْرابُلُس عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي العباس بْن
عُتْبَة الرّازيّ.
روى عنه: محمد بن علي الصوري، ومحمد بن أحمد بن عيسى السعدي.
142- علي بن جعفر بن محمد بن سعيد [3] .
أبو الحسن الرازي المقرئ الخطيب.
توفي في شعبان.
143- علي بن سعيد الإصطخري [4] .
ثم البغدادي. القاضي أبو الحسن المعتزلي المتكلم.
حدث عَنْ: إسماعيل الصّفّار.
ذكره الخطيب، وجاوز الثّمانين.
__________
[1] في تاريخه 10/ 432.
[2] انظر عن (عبيد الله بن القاسم) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 41 رقم 48، وتاريخ بغداد 1/ 310 و 3/ 9 و 418 و
4/ 166 298 و 5/ 295 و 6/ 364 و 8/ 161، و 13/ 181، 265 و 14/ 33،
والكفاية في علم الرواية 445، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 71،
72 و 4/ 275 و 25/ 413، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 463، ومعجم البلدان 5/
282، ومعجم السفر للسلفي (المخطوط) ق 2/ ورقة 275، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 265- 267 رقم 982 و 983.
[3] انظر عن (علي بن جعفر) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 370 رقم 299، وغاية النهاية 1/ 529 رقم 2182.
[4] انظر عن (علي بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 11/ 431 رقم 6322، والمنتظم 7/ 268 رقم 425، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 144، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والبداية والنهاية 11/
352.
(28/104)
144- عمر بن روح بن عليّ بْن عبّاد [1] .
أبو بَكْر النهْروانيّ، ثمّ البغداديّ.
سَمِعَ: محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ، والحُسين المَحَامِليّ،
ومحمد بْن مَخْلَد.
روى عَنْهُ: ابنه أحمد.
وكان يذهب مذهب الاعتزال. وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قاله
الخطيب.
- حرف الميم-
145- مأمون بْن الحَسَن.
أبو عبد الله الهرويّ، الدّاوديّ.
146- محمد بْن أحمد بْن أَبِي طاهر.
أبو طاهر الهرويّ الدّاوديّ الفقيه.
147- محمد بْن أسد بْن هلال الأُشْنانيّ [2] .
أبو طاهر المقرئ.
قرأ عَلَى: أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وأبي بَكْر النّقّاش.
وسمع من: أحمد بْن كامل.
روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ.
148- محمد بْن عَلِيّ بْن أحمد بْن أَبِي فَرْوة [3] .
أبو الحسين المَلَطّي المقرئ. نزيل دمشق.
روى عَنْ: محمد بْن شاه مرد الفارسيّ، ووهْب بْن عَبْد الله الحاجّ،
__________
[1] انظر عن (عمر بن روح) في:
تاريخ بغداد 11/ 271 رقم 6037.
[2] انظر عن (محمد بن أسد) في:
غاية النهاية 2/ 100 رقم 2854.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 383 رقم 316، وغاية النهاية 2/ 206 رقم 3271.
(28/105)
ومُظَفَّر بْن محمد بْن بشْران الرَّقّيّ.
روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو نصر بْن الحبان، وجماعة.
قَالَ علي الحنائي: سمعته يَقُولُ، وقد ظهر في الجامع من يقول باللّفظ
في القرآن والتّلاوة غير المَتْلُوّ، فقال لي: تقدر أن تُضِيف شعر امرئ
القيس إلى نفسك؟
قلت: لا.
قَالَ: أليس إذا أنشده إنسان قُلْنَا: شعر أمرئ القيس. فكذلك القرآن
ممّن سمعناه قُلْنَا: كلام الله. ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه.
149- محمد بْن ميسور [1] .
أبو عَبْد الله القُرْطُبيّ النّحّاس.
سَمِعَ: وهْب بْن مَسَرَّة، وحجّ فسمع من الْجُمَحيّ.
روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم.
رحمه الله.
- حرف الواو-
150- وَسيم بْن أحمد بْن محمد بْن ناصر بْن وسيم الأُمويّ [2] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ المقرئ.
يُعرف بالحَنْتَميّ.
أخذ بقُرْطُبَة عن: أبي الحسن الأنطاكيّ.
وحجّ، وأخذ بمصر عَنْ: عَبْد المنعم بْن غلْبون، وأبي أحمد السّامريّ،
وأبي حفص بْن عِراك.
وسمع بالقَيْروان من: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد.
وكتبَ شيئا كثيرا من القراءات والحديث والفقه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ميسور) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 492 رقم 1063.
[2] انظر عن (وسيم بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 645 رقم 1415، وغاية النهاية 2/ 359 رقم 3800.
(28/106)
وحدَّث عَنْه: الخَوْلانيّ، وأبو عُمَر بْن
عَبْد البَرّ.
وجماعة.
- حرف الْيَاءِ-
151- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ واقد [1] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ قاضي الجماعة.
سَمِعَ: أبا عيسى اللَّيْثّي، وغيره.
وحجّ، وناظر أبا محمد بْن أَبِي زيد.
وكان فقيهًا حافظًا ذاكرًا للمسائل، بصيرًا بالأحكام، ورعًا متواضعًا
ديّنًا، محمود الأحكام.
وكان يؤذّن في مسجده ويُقيم الصّلاة في مدّة قضائه. وامتُحِن حين
تغلَّب البربر عَلَى قُرْطُبَة، وبلغوا منه مبلغًا عظيمًا، وسجنوه حتّى
تُوُفّي في ذي القعدة.
وصلى عَليْهِ حمّاد الزّاهد.
قَالَ ابن حيّان: كَانَ أحد كُمَلاء الفُضَلاء بالأندلس.
وقال عياض: كَانَ متبحّرًا في عِلْم المالكيّة، حاذقًا، شديدًا عَلَى
البرابرة وعلى خليفتهم المستعين. فلمّا خلعوا المؤيّد باللَّه وأقاموا
صاحبهم المستعين كانوا أحنق شيء على القاضي ابن واقد. فاستخفى المسكين
إلى أن عُثِر عَليْهِ عند امرَأَة، فَحُمِلَ راجلًا، مكشوف الرأس،
يُقاد بعمامته. ونوديّ عَليْهِ: هذا جزاء قاضي النّصارَى وقائد
الضلالة.
وهو يَقُولُ: كذبتَ بِفيكَ الحَجَر، بل والله وليُّ المؤمنين، وعدّو
المارقين، وأنتم شرُّ مكانًا، والله أعلم بما تصِفون.
وأُدخل عَلَى المستعين فوبّخه، ثمّ أمر بصلْبه. وشُرع في ذَلِكَ،
فاضطّرب البلد، ووردت شفاعة ابن المستعين وشفاعة بني ذَكْوان والفُقهاء
والصُلَحاء، فَحُبِسَ حتى مات رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 663، 664 رقم 1457.
(28/107)
سنة خمس وأربعمائة
- حرف الألف-
152- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن عليّ بْن إِسْحَاق بْن فِراس [1] .
أبو الحَسَن العبْقَسيّ المّكّي، العطار بمكّة.
ورخه الحبّال، وغيره.
وكان مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
وكان مُسْنِد الحجاز في زمانه.
روى عَنْ: أَبِي جعفر الدّبِيليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن
المقرئ، وأبي التُّرْيك محمد بْن الحسين العَقَديّ [2] الأطرابُلُسيّ،
سَمِعَ منه بمكّة، وجماعة.
وسمع منه: أبو نَصْر عُبَيْد الله السّجزْيّ، وأبو عَمْرو الداني، وأبو
محمد الحَسَن بْن الحُسَين التُّجَيْبيّ الفُرْشيّ، والحسن بْن عَبْد
الرَّحْمَن الشّافعيّ.
وقد دلّسه السّجْزيّ مرّة فقال: أنبا أحمد بْن أَبِي إِسْحَاق قاضي
جُدّة.
153- أحمد بن عليّ البتّيّ الكاتب [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 410، والأنساب 8/ 370، واللباب 2/
317، والعبر 2/ 89، والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1328، وسير
أعلام النبلاء 17/ 181- 183 رقم 103، وتذكرة الحفاظ 3/ 1063، والعقد
الثمين 3/ 3- 5، وشذرات الذهب 3/ 173، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 1/ 274 رقم 80 و 4/ 166، 167 في ترجمة: أبي التريك محمد
بن الحسين السعدي الأطرابلسي.
[2] هكذا في الأصل، والمعروف هو: السعدي الحمصي الأطرابلسي.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 320 رقم 2125.
(28/108)
كاتب القادر باللَّه.
كَانَ خطيبًا بليغًا وأديبًا شاعرًا.
حدَّث عَنِ ابن مُقسِم المقرئ. قاله الخطيب.
154- أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد [1] .
القاضي أبو العبّاس الكُرْجيّ.
عَنْ: العَبّادانيّ، والنّجّاد.
وعنه: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وغيره.
155- أحمد بْن محمد بْن موسي بْن القاسم [2] بْن الصَّلْت بْن الحارث
بْن مالك بْن سعد بْن قيس بْن عَبْد شُرَحْبيل بْن هاشم بْنِ عَبْدِ
مَنَافَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيّ بْن كِلاب العَبْدَريّ.
أبو الحَسَن البغداديّ المُجْبر.
سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد الصّمد الهَاشميّ، وأبا عَبْد الله
المَحَامِليّ، وأحمد بْن عبد الله وكيل أبي صَخْرة، وأبا بَكْر بْن
الأنباريّ.
روى عَنْهُ: عُبَيْد الله الأزهري، وعليّ بْن أحمد بْن البُسْريّ،
وخلْق آخرهم مالك البانياسي.
قَالَ الخطيب [3] : سُئل البَرْقانيّ وأنا أسمع عَنِ ابن الصَّلْت
المُجبر فقال:
ابنا الصَّلْت [4] ضعيفان.
قَالَ: وسألت حمزة بْن محمد بْن طاهر عنه فقال: كان صالحا ديّنا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 368 رقم 2238.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 94- 96 رقم 2491، والأنساب 11/ 136، 137، واللباب 3/
165، والعبر 3/ 89، وميزان الاعتدال 1/ 132 رقم 532، والوافي بالوفيات
8/ 130، 131 رقم 3551، ولسان الميزان 1/ 255 رقم 299، وشذرات الذهب 3/
174.
[3] في تاريخه 5/ 94.
[4] الآخر هو أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازيّ، من كبار شيوخ الخطيب في
سنة تسع وأربعمائة.
(28/109)
وسمعتُ عَبْد العزيز الأزْجيّ يَقُولُ: عمد
ابن الصَّلْت إلى كُتُب لابن أبي الدّنيا فحدَّث بها عَنِ البَرْدَعيّ.
يشير الأزْجيّ إلى أنّ هذه الكتب لم تكن عند لبردعيّ.
تُوُفّي في رجب، وله إحدى وتسعون سنة.
قلت: الكاشَغْريّ آخر من روى حديثه بعُلُوٍ.
- حرف الباء-
156- بَكْر بْن شاذان [1] .
أبو القاسم البغداديّ الواعظ المقرئ.
قرأ على: أَبِي بَكْر بْن علون، وزيد بْن أبي بلال الكوفيّ، وغيرهما.
وروى عَنْ: ابن قانع، وجعفر الخُلْديّ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهَرّاس، والحسن بْن عليّ العطّار،
والشَّرْمقانيّ.
وحدَّث عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وأبو محمد الخلال.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ عبدًا صالحًا ثقة.
تُوُفّي في شوّال.
- حرف الحاء-
157- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن اللّيث [3] .
__________
[1] انظر عن (بكر بن شاذان) في:
تاريخ بغداد 7/ 96، 97 رقم 3537، وتاريخ حلب للعظيميّ 322، والمنتظم 7/
270، 271 رقم 426، ومعرفة القراء الكبار 1/ 371، 372 رقم 1/ 371، 372
رقم 301، ومرآة الجنان 3/ 13، والبداية والنهاية 11/ 353، وغاية
النهاية 1/ 178 رقم 829، والنجوم الزاهرة 4/ 237، وشذرات الذهب 3/ 174.
[2] في تاريخه 7/ 96.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن محمد) في:
الأنساب 10/ 441 و 11/ 48، 49، واللباب 3/ 100 و 138، وتذكرة الحفاظ 3/
1037، 1038، وسير أعلام النبلاء 17/ 209، 210 رقم 122، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 302، 303، وغاية النهاية 1/ 207 رقم 954، وطبقات
الحفاظ 409، وشذرات الذهب 3/ 175، ومعجم طبقات الحفاظ 75.
(28/110)
الحافظ أبو عليّ الكشّيّ ثمّ الشّيرازي
الفقيه.
كَانَ جليل القدْر مِن أهل القرآن.
سَمِعَ ببغداد من: إسماعيل الصّفّار، وعبد الله بْن درستويه،
وبَنْيسابور من:
الأصمّ، وابن الأخرم الشَّيبْانيّ، وبفارس من: الحَسَن بْن عَبْد
الرَّحْمَن الرَّامهُرْمُزِيّ.
سَمِعَ منه: أبو عَبْد الله الحاكم وقال: هو متقدّم في معرفة
القراءات حافظ للحديث، رحّال. قدِم علينا أيّام الأصمّ، ثمّ قِدم
علينا سنة ثلاثٍ وخمسين.
وذكر غيره وفاته في شعبان.
ومات ابنه محمد في سنة 438.
وقد ذكر ابن الصّلاح أبا عليّ في «طبقات الشّافعّية» مُخْتصرًا،
وقال: هُوَ والد اللّيث وأبي بكر.
وذكره أبو عبد الله القصار في «طبقات أهل شيراز» وأثني عليه كثيرا،
ثم قَالَ: ومن أصحابه زيد بْن عُمَر بْن خَلَف الحافظ، ومحمد بْن
موسى الحافظ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحافظ.
تُوُفّي لثمان عشرة مضت من شَعْبان، وابنه أبو بَكْر محمد سَمِعَ
من ابن المِنْقَريّ، مات سنة أربعين وأربعمائة.
قَالَ يحيى بْن مَنْده: روى عَنْ أبي عليّ أبو الشَّيْخ حديثًا
واحدًا. وقد سَمِعَ بإصبهان من أَبِي محمد بْن فارس.
158- الحَسَن بن الحسين بن حمكان [1] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن الحسين بن حمكان) في:
تاريخ بغداد 7/ 299، 300 رقم 3810، وطبقات الفقهاء للشيرازي 119،
والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 200 رقم 811، والمنتظم 7/ 272،
273 رقم 428، وميزان الاعتدال 1/ 225، رقم 377، والمغني في الضعفاء
1/ 158، رقم 1391، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 133 وفيه توفي
سنة 405 هـ.، والبداية والنهاية 11/ 354، والوافي بالوفيات 11/ 426
رقم 608، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 180، 181 رقم 138،
ولسان الميزان 2/ 200، 201 رقم 906، وشذرات الذهب 3/ 174، وكشف
الظنون 1839، وإيضاح المكنون 2/ 700، وهدية العارفين 1/ 274،
وديوان الإسلام 2/ 204 رقم 827، ومعجم المؤلفين 3/ 218.
(28/111)
أبو عليّ الهمْدانيّ الشّافعيّ الفقيه نزيل
بغداد.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعليّ بْن إبراهيم
علان البلديّ، وجعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن
النّقّاش.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ التُّوَّزيّ، وأبو القاسم الأزهري،
ومحمد بْن جعفر الأسْتراباذيّ، وآخرون.
وكان قد عُنيّ في صباه بطلب الحديث بحيث أنّه قال: كتبت بالبصرة
وحدها عن أربعمائة وسبعين شيخًا. ثمّ إنّه طلب الفِقْه بعد ذَلِكَ.
قَالَ الخطيب: سَمِعَ الأزهري يضعّفه ويقول: لَيْسَ بشيء في
الحديث.
159- الحَسَن بْن عثمان بن بكران [1] .
أبو محمد البغداديّ، العطّار.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، والنّجاد.
روى عَنْهُ: البَرْقانيّ، وأبو محمد الخلال.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة صالحًا.
مات وله خمسٌ وسبعون سنة.
160- الحَسَن بْن عليّ [2] .
أبو عليّ الدّقّاق.
تُوُفّي في آخر السّنة.
وقيل: سنة ست. وهو فيها مذكور.
- حرف الخاء-
161- خلف بن يحيى بن غيث الفهريّ [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 7/ 362 رقم 3880.
[2] انظر ترجمة (الحسن بن علي) ومصادرها في رقم (192) من هذا
الجزء.
[3] انظر عن (خلف بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 163، 164 رقم 364.
(28/112)
أبو القاسم الطُّلَيْطُليّ. نزيل
قُرْطُبَة.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن مدراج كثيرًا.
وعن: أحمد بْن سَعِيد بْن حزْم، ومحمد بْن معاوية، وأحمد بْن
مُطَرف، وجماعة.
وكان خيرًا فاضلًا عارفًا بما رَوى.
روى عَنْهُ: الخولانيّ، ومحمد بن عتّاب.
وتوفّي في صفر، ووُلِد سنة ثمانٍ وعشرين.
- حرف الراء-
162- رافع بْن عُصم بْن العبّاس.
أبو العبّاس الّضَبّيّ، رئيس هَرَاة.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي بَكْر الزّياديّ.
وآخر من حدَّث عَنْه نجيب بْن ميمون.
- حرف الطاء-
163- طاهر بْن أحمد بْن هَرْثَمَة.
أبو عاصم الهَرَوِيّ المقرئ.
- حرف العين-
164- العباس بْن أحمد بْن الفضل [1] .
أبو الحَسَن الهاشمي الأهوازيّ، يُعرف بابن الخطيب.
روى عَنْ: أحمد بْن عُبَيْد الصّفّار، وأحمد بْن محمود بْن
خُرَّزاد.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الخلال.
وقال الخطيب: صدوق.
165- عبد الله بن أحمد بن جولة [2] .
__________
[1] انظر عن (العباس بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 161 رقم 6648.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: سير أعلام النبلاء 17/ 235،
236 رقم 141.
(28/113)
أبو محمد الأصبهانيّ الأبْهَريّ، من قرى
إصبهان [1] .
وأكثر العلماء من أبهر زنجان.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن حليم المَدينيّ، وعبد الله بْن محمد
بْن عيسى الخشّاب، ومحمد بْن محمد بْن يونس الغزّال، وأبي علي
الأبْهَريّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الأصبهانيون.
وهو أقدم شيخ لأبي عَبْد الله الثّقفيّ الرئيس.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى عَنْهُ: أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج.
وقد ذكره يحيى بْن مَنْدَهْ فقال: عَبْد الله بْن أحمد بْن جُولة
أبو محمد الأديب.
166- عبد الله بن محمد بن عيسى بْن وليد [2] .
أبو محمد الأسْلميّ النَّحْويّ، من أهل مدينة الفَرج مِن الأندلس.
أجازَ لَهُ الحَسَن بْن رشيق المصريّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن شُقّ اللّيل.
وكان بارعًا في اللّغة والعربيّة، رئيسًا وقورًا نزهًا، لَهُ
تصانيف.
وكان يكّرر عَلَى كتاب سِيَبَويْه. وله كلام في الاعتقادات.
167- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن
إبراهيم [3] .
__________
[1] الأبهري: نسبتان، الأولى منسوبة إلى بلدة أبهر بالقرب من
زنجان، والثانية: منسوبة إلى قرية من قرى أصبهان. (الأنساب المتفقة
لابن القيسراني- طبعة دار الكتب العلمية) ص 26.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 260 رقم 579، وإنباه الرواة 2/ 127، 128 رقم
340، والتكملة لكتاب الصلة 2/ 794- 796 رقم 1944، والوافي بالوفيات
17/ 537 رقم 456، وبغية الوعاة 2/ 59 رقم 1431.
[3] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ)
في:
تاريخ بغداد 10/ 141، 142 رقم 5284، والمنتظم 7/ 273 رقم 429،
والأنساب 1/ 339، واللباب 1/ 82، وسير أعلام النبلاء 17/ 151، 152
رقم 94، وميزان الاعتدال 2/ 498 رقم 4578، والعبر 3/ 90، والوافي
بالوفيات 17/ 529، رقم 449، ومرآة الجنان 3/ 13، 14، والبداية
والنهاية 11/ 354، ولسان الميزان 3/ 352، 353 رقم 1427، وشذرات
الذهب 3/ 274، وديوان الإسلام 1/ 194 رقم 292.
(28/114)
أبو محمد الأسَدي البغداديّ، المعروف بابن
الأكفانيّ قاضي القضاة ببغداد. حدّث عَنْ: أَبِي عَبْد الله
المَحَامِليّ، وأحمد بْن علي الْجُوزجانيّ، وعبد الغافر الحمصيّ،
ومحمد بْن مَخْلَد، وابن عُقْدة.
روى عَنْهُ: محمد بْن طلحة، وأبو القاسم التّنوخيّ، وعبد العزيز
الأزْجيّ، وجماعة كثيرة مِن البغداديّين والرّحّالة.
قال التّنوخيّ: قَالَ لي أبو إِسْحَاق الطَّبَري: من قَالَ إنّ
أحدًا أنفق عَلَى أهل العلم مائة ألف دينار فقد كِذب، غير أَبِي
محمد ابن الأكفانيّ [1] .
قال التّنوخيّ: جمع في سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة لابن الأكفانيّ
جميع قضاء بغداد [2] .
قلت: ومولده سنة ستّ عشرة وثلاثمائة بغداد.
168- عَبْد الخالق بْن عليّ بْن عَبْد الخالق.
أبو القاسم المحتسب المؤذن. مِن أهل خُراسان.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن المؤمّل الماسَرْجِسيّ، ومحمد بن أحمد
بن خنب محدَّث بُخَارَى.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقّي.
ومات في ذي الحجّة بنَيْسابور.
وروى أيضًا عَنْ: أَبِي عليّ بْن الصّوّاف، وأبي بكر القطيعيّ،
وأبي أحمد بكر بن محمد الدّخمسينيّ.
وكان كثير الأمر بالمعروف رحمه الله.
169- عبد الرحمن بن أحمد بن حكيم المصري.
سمع من: الحسن بن مليح صاحب يونس بْن عَبْد الأعلى.
170- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَسَنٍ بن متّويه [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 141.
[2] تاريخ بغداد 10/ 141.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الإدريسي) في:
(28/115)
الحافظ أبو سعْد الإدريسيّ الإسْتَراباذيّ،
نزيل سَمَرْقَنْد. رحل وأكثر، وصنّف «تاريخ سمرقند» و «تاريخ
أستراباذ» ، وغير ذلك. ومسع: أبا العبّاس الأصّم، وأبا نُعَيْم
محمد بْن الحَسَن بْن حَمَّوَيْه الإستْراباذيّ، وأبا سهل هارون
بْن أحمد بْن هارون، وعبد الله بْن عديّ الحافظ، وخلْقًا سواهم.
وجمعَ الأبواب والشّيوخ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الشّاشيّ، وأبو عَبْد الله الخّبازيّ، وأبو
مسعود أحمد بْن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الكَنْجَرُوديّ، وأبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، وأحمد بن
محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التَّنوخيّ.
وثّقه الخطيب [1] .
مات بسَمَرْقَنْد.
171- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسين [2] .
أبو القاسم الْجُرْجانيّ الخَيْميّ.
كَانَ يكون بمكّة.
حدَّث عَنْ: أَبِي أحمد بْن عديّ، والإسماعيليّ، وجماعة.
وحدَّث.
دخل ابنه عَبْد العزيز إلى اليمن.
172- عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن نباتة بن
حميد بن نباتة [3] .
__________
[ () ] تاريخ جرجان للسهمي 160 رقم 423 وانظر فهرس الأعلام 617،
وتاريخ بغداد 10/ 302، 303 رقم 5449، والأنساب 1/ 160، والمنتظم 7/
273 رقم 430، واللباب 1/ 37، والعبر 3/ 90، وسير أعلام النبلاء 17/
226، 227 رقم 135، وتذكرة الحفاظ 3/ 1062- 1064، والبداية والنهاية
11/ 354، والنجوم الزاهرة 4/ 237، وطبقات الحفاظ 415، وكشف الظنون
1/ 281، وشذرات الذهب 3/ 175، وهدية العارفين 1/ 515، ومعجم طبقات
الحفاظ 110.
[1] في تاريخه 10/ 302.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 260، 261 رقم 424.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عمر) في:
(28/116)
أبو نصر التّميميّ السَّعْدي البغداديّ.
أحد الشُّعراء المجوُّدين، مدحَ الملوك والوزراء.
وله في سيف الدّولة غُرَرُ القصائد ونُخَب المدائح. وديوان شعره
كبير.
مولده سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ أكثر ديوانه أَبُو الفتح بْن شيطا.
قال رئيس الرؤساء: ما شاهد ابن نباتة أشعر منه.
وكان يُعاب بكِبْرٍ فيه.
وقال أبو عليّ محمد بْن وشّاح: سمعتُ أبا نصر بْن نُباتة يَقُولُ:
كنتُ يومًا في الدهْليز، فدُقّ بابي، فقلت: مَن ذا؟
قَالَ: رَجلٌ من أهل المشرق.
قلت: ما حاجتك؟
قال: أنت القائل:
ومن لم يمت بالسّيِف مات بغيره ... تنوّعت الأسبابُ والدّاء واحدُ
[1]
فقلت: نعم.
قال: أرويه عنك؟
قلت: نعم.
__________
[ () ] الإمتاع والمؤانسة 1/ 136، ويتيمة الدهر 2/ 379- 395،
وتاريخ بغداد 10/ 466- 467 رقم 5641، والمنتظم 7/ 274 رقم 433،
وتاريخ حلب للعظيميّ 322، والمنازل والديار 2/ 175، والأنساب
(مادّة النباتي) ، واللباب 3/ 294، ووفيات الأعيان 3/ 190- 193 رقم
396، والتذكرة الفخرية للإربلي 307، 457، 484، والتذكرة الحمدونية
2/ 152 رقم 334، ومحاضرات الأدباء 1/ 267، والعبر 3/ 91، وسير
أعلام النبلاء 17/ 234، 235 رقم 139، ومرآة الجنان 3/ 13، 14،
والبداية والنهاية 11/ 355، وتوضيح المشتبه 1/ 611، والمستطرف 1/
135، والنجوم الزاهرة 4/ 238، ومفتاح السعادة 1/ 244- 246، وشذرات
الذهب 3/ 175، 176، وكشف الظنون 664، 800، وهدية العارفين 1/ 577،
وديوان الإسلام 4/ 341 رقم 2130 والأعلام 4/ 23، ومعجم المؤلفين 5/
255.
[1] وفيات الأعيان 3/ 193، سير أعلام النبلاء 17/ 234، شذرات الذهب
3/ 176، مفتاح السعادة 1/ 245.
(28/117)
فلمّا كَانَ آخر النّهار دُقّ عليَّ الباب،
فقلتُ، مَن؟
قَالَ: رجلٌ من تاهرت مِن المغرب.
قلت: ما حاجتك؟
قَالَ: أنت القائل: «ومَن لم يمت بالسَّيف» البيت.
فقلتُ: نعم.
قَالَ: أرويه عنك؟
قلت: نعم. وعجِبتُ كيف وصلَ هذا البيت إلى المشرق والمغْرب.
تُوُفّي في شوّال.
173- عَبْد الواحد بْن الحسين [1] .
أبو القاسم الصَّيْمَرِيّ الفقيه. شيخ الشّافعيّة بالبصرة، ومِن
أصحاب الوجوه.
حضر مجلس أبي أحمد المرورّوذيّ، وتفقّه بصاحبه الفقيه أَبِي
الفيّاض البصْري.
رحل النّاسُ للتّفَقُّه عَليْهِ، وهو شيخ أقضي القُضاة الماورديّ.
وله كتاب «الإيضاح في المذهب» ، وهو كتابٌ جليل.
ومِن غرائب وجوهه أنّه قَالَ: لا يملك الرجل الكلأ النّابت في
ملكه.
ومنها: لا يجوز مسّ المُصْحَف لمن بعض بدنه نجس.
وكان في هذا العصر بالبصرة. ولا أعلم تاريخ موته، وإنّما كتبته هنا
اتّفاقًا.
174- عُبَيْد الله بْن سَلَمَة بْن حَزْم [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 125، ومعجم البلدان 3/ 439، وتهذيب الأسماء
واللغات ج 1 ق 2/ 265 رقم 406، وسير أعلام النبلاء 17/ 14، 15 رقم
6، والعقد المذهب لابن الملقّن 37، وعيون التواريخ 12/ 261، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 127، 128، رقم 724، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 2/ 243، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 188، 189 رقم
146، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 129، 130، وهدية العارفين 1/
433.
[2] انظر عن (عبيد الله بن سلمة) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 301،
302 رقم 670.
(28/118)
أبو مروان اليَحْصُبيّ القُرْطُبيّ.
حجّ وكتب عَنْ أبي بكر بن عَزْرة.
وأخذ القراءة عَنْ: عُبَيْد الله بْن عطيّة، وأبي الطّيَّب بْن
غَلْبُون.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: وهو الّذي علّمني عامة القرآن.
وكان خيّرا فاضلا صدوقا.
وتوفّي سنة خمسٍ.
175- عدنان بْن محمد بْن عُبَيْد الله الضّبّيّ.
أبو عامر، رئيس هراة.
روى عَنْ: هارون بْن أحمد الإستْراباذيّ، وأبي الفوارس أحمد بْن
محمد بْن جُمعة.
روى عَنْهُ: إِسْحَاق القّراب، وأبو رَوْح، وغيرهما.
176- عُمَر بْن إبراهيم بْن محمد بْن الفاخر.
أبو طاهر الإصبهانيّ السُرِنجانيّ. وسُرِنجان من قرى إصبهان.
رحل وسمع ببغداد: جعفر الخُلْديّ، والنّجّاد، وأبا بَكْر
الشّافعيّ.
روى عَنْهُ: أحمد الباطَرْقانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن
الذّكْوانيّ.
- حرف الغين-
177- غالب بْن سامة بْن لُؤَيّ.
أبو لُؤَيّ السّامَرّيّ الهَرَويّ.
رُوِيَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن مهران
الواسطيّ القفّال، وأقرانه.
وعنه: أبو الفضل الجاروديّ.
- حرف الميم-
178- محمد بْن أحمد بْن ثُوَابَة.
أبو بَكْر البغداديّ المعبرّ.
حكي عَنْ: الحلاج، وأبي بَكْر الشبْليّ.
(28/119)
روى عَنْهُ: نصْر بْن عَبْد العزيز بْن
نُوح الشّيرازيّ، وعليّ بْن محمود الزَّوْزنيّ.
مات في سلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ، وعاش مائةً وثلاث سِنين.
179- محمد بْن الإمام أَبِي بَكْر أحمد بْن إبراهيم بْن إسماعيل
[1] .
أبو نصر الإسماعيليّ.
رأس في أيّام أَبِيهِ، وبعد موته. وكان لَهُ جاهٌ عظيم بجُرْجان،
وقبولٌ زائد.
وقد رحل في صباه، وسمع من: محمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي يعقوب
البحريّ، ودَعْلَج، وأبي دُحَيْم الكوفيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ،
وجماعة كثيرة.
وكان يدري الحديث. أملي مجالس كثيرة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
روى عَنْهُ: حمزة السَّهْميّ، وقال في تاريخه: كَانَ لَهُ جاهٌ
عظيم وقبول عند الخاصّ والعامّ في كثير من البلدان.
وزعم ابن عساكر [2] أنّه كَانَ أشعريا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعِزِّ بِطَرَابُلُسَ، عَنْ
مَحْمُودِ بْنِ مَنْدَهْ: أنا أَبُو رَشِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ: أَخْبَرَنِي
أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَلِيلِ الْآمُلِيُّ، ثنا حَاتِمٌ
الرَّازِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: أنا ابن الْمُبَارَكِ، عَنِ
ابن عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ
الْمُسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ» [3]
. 180- محمد بْن أحمد بْن عثمان بْن الوليد بْن الحكم [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الإمام أبي بكر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 452 رقم 883، وانظر فهرس الأعلام 638، 639،
وتبيين كذب المفتري 231، 232.
[2] في: تبيين كذب المفتري.
[3] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 114 باب: إذا دخل المسجد فليركع
ركعتين، من طريق:
مالك، عن عامر، به.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عثمان) في:
(28/120)
أبو بَكْر بْن أَبِي الحَديد السُّلميّ
الدّمشقيّ العدْل.
سَمِعَ: أبا الدّحداح أحمد بْن محمد، ومحمد بْن جعفر الخرائطيّ،
ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وعبد الغافر بْن سلامة الحمصيّ.
ورحل إلى مصر فسمع: محمد بْن بشير الزُبَيْريّ، وعبد العزيز بْن
أحمد الأحمريّ، وأبا زيد عَبْد العزيز بْن قيس، وجماعة.
روى عَنْهُ: حفيداه عبيد الله وأحمد ابنا عَبْد الواحد، وعليّ بْن
الحسين الشّرابيّ، وأبو الحَسَن بْن السمْسار، وأبو عليّ
الأهوازيّ، وأبو القاسم الحِنائيّ، وجماعة.
وهو آخر من حدّث عَنِ الخرائطيّ، والهَرَويّ.
قَالَ ابن ماكولا [1] : ثنا عَنْهُ جماعة، وكان مِن الأعيان.
وقال أبو الفَرَج بْن عَمْرو: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم، فقال لي: أبو بَكْر بْن أَبِي
الحديد قوّال بالحقّ.
وقال الكتّانيّ: كَانَ ثقة مأمونًا، أعرفه.
وتُوُفّي في شوّال، وكان مولده في سنة تسع وثلاثمائة.
قلت: كَانَ مُسْند الشّام في وقته.
181- محمد بْن الحسين بْن عليّ.
أبو بَكْر الهمْدانيّ الفرّاء.
روى عَنْ: أوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، وأبي جعفر بْن
بَرْزة، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو مُسْلِم بْن غزو، وأبو جعفر محمد بْن الحسين
الصُّوفيّ.
وكان ثقة.
182- محمد بن الحسين.
__________
[ () ] الإكمال لابن ماكولا 4/ 55، والعبر 3/ 91، والمعين في طبقات
المحدّثين 120 رقم 1341، وسير أعلام النبلاء 17/ 184، 185 رقم 105،
والوافي بالوفيات 2/ 60 رقم 347.
[1] في الإكمال 2/ 55.
(28/121)
أبو طَالِب بْن الصّبّاغ الكوفيّ.
ثقة جليل عابد.
مات في رجب. من «سؤالات السلفيّ لأُبَيّ النَّرسي» .
183- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدويه بن
نعيم بن الحكم الضَّبَّيّ الطَّهْمانيّ [1] .
النَّيْسابوريّ الحافظ أبو عَبْد الله الحاكم، المعروف بابن البَيع
صاحب التّصانيف في علوم الحديث.
وُلِدَ يوم الإثنين ثالث ربيع الأوّل سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة،
وطلب العلم من الصغَر باعتناء أبيه وخاله.
فأول سماعه سنة ثلاثين، واستملي عَلَى أَبِي حاتم بْن حِبّان سنة
أربع وثلاثين.
ورحل إلى العراق سنة إحدى وأربعين بعد موت إسماعيل الصّفّار بأشهر.
وحجّ ورحل إلى بلاد خراسان وما وراء النّهر.
__________
[1] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
تاريخ بغداد 5/ 473، 474 رقم 3024، والمنتظم 7/ 274، 275 رقم 434،
وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 227- 231، والأنساب 2/ 370، واللباب
1/ 198، 199، ووفيات الأعيان 4/ 280، 281 رقم 615، والعبر 3/ 91،
والمعين في طبقات المحدّثين 120 رقم 1340، وميزان الاعتدال 3/ 608
رقم 7804، وتذكرة الحفاظ 3/ 1039- 1045، وسير أعلام النبلاء 17/
162- 177 رقم 100، ودول الإسلام 1/ 243، والمختصر في أخبار البشر
2/ 144، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
4/ 155- 171، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 405- 407 رقم 365،
والوافي بالوفيات 3/ 320، 321 رقم 1373، والبداية والنهاية 11/
355، ومرآة الجنان 3/ 14، والوفيات لابن قنفذ 229، 230، وشرح
ألفيّة العراقي 1/ 30، 31، وتاريخ الخميس 2/ 398، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 197، 198 رقم 153، ولسان الميزان 5/ 232، 233
رقم 3/ 81، والنجوم الزاهرة 4/ 238، وتاريخ الخلفاء 216، وطبقات
الحفاظ 409- 411، وشذرات الذهب 3/ 176، وطبقات الشافعية لابن هداية
الله 120- 125، وغاية النهاية 2/ 184، 185 رقم 3178، وكشف الظنون
55 وغيرها، وهدية العارفين 2/ 59، وديوان الإسلام 2/ 142، 143 رقم
755، وإيضاح المكنون 2/ 196، والرسالة المستطرفة 21، والأعلام 6/
227، ومعجم المؤلفين 10/ 238، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 367- 370،
ومعجم طبقات الحفاظ 160.
(28/122)
وشيوخه الّذين سَمِعَ منهم بنَيْسابور
وحدها نحو ألف شيخ.
وسمع بالعراق وغيرها من البلدان مِن نحو ألف شيخ.
وحدّث عَنْ أَبِيهِ. وقد رَأَى أَبُوهُ مُسْلِم بْن الحَجّاج.
روى عَنْ: محمد بْن عليّ المذّكر، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وَمحمد
بْن يعقوب بْن الأخرم، وَمحمد بْن عَبْد الله بْن أحمد الإصبهانيّ
الصّفّار نزيل نَيْسابور، ومحمد بْن أحمد بْن محبوب المَرْوَزِيّ،
وأبي حامد أحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ، والحسن بْن يعقوب
البخاريّ، والقاسم بْن القاسم السّيّاريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن
إِسْحَاق الصّبْغيّ الفقيه، وأبي النَّضْر محمد بْن محمد بْن يوسف
الفقيه، وأبي جعفر محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبي عَمْرو عثمان بْن
السّمّاك، وأبي بَكْر أحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي محمد عبد الله
بن جعفر بن درستويه، وأبي محمد بْن حمدان الجلاب الهمْذانيّ،
والحسين بْن الحَسَن الطوسيّ، وعليّ بْن محمد بْن عُقْبَة
الشَّيْبانيّ الكوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن عليّ النَّيْسابوري
الحافظ وبِهِ تخرّج، وأبي الوليد حسّان بْن محمد المُزَكّيّ
الفقيه، وأبي جعفر محمد بْن أحمد بْن سَعِيد الرّازيّ المؤدب، وعبد
الباقي بْن قانع الأمويّ الحافظ، ومحمد بْن حاتم بْن خُزَيْمة
الكشّيّ، شيخ معمّر قدِم عليهم.
روى عَنْ عَبْد بْن حُمَيْد، وغيره. ولم يزل يسمع حتى كتب عَنْ غير
واحدٍ أصغر منه سِنًا وسَنَدًا.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن الدّارقُطْنيّ وهو مِن شيوخه، وأبو الفتح
بْن أَبِي الفوارس، وأبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، ومحمد بْن
أحمد بْن يعقوب، وأبو ذَرْ عَبْد بْن أحمد الْهَرَويّ، وأبو بَكْر
أحمد بْن الحسين البَيْهقيّ، وأبو يَعْلي الخليل بْن عَبْد الله
القَزْوينيّ، وأبو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القُشَيْريّ،
وعثمان بْن محمد المحْمي، والزَّكيّ عَبْد الحميد بْن أَبِي نصر
البحيري، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، وجماعة آخرهم
أبو بَكْر أحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ.
وانتخب علي خلقٍ كثير، وجرّح وعدَّل، وقُبِلَ قوله في ذَلِكَ لسعة
علمه
(28/123)
ومعرفته بالعِلل والصّحيح والسّقيم.
وقرأ القرآن العظيم عَلَى: أبي عَبْد الله محمد بْن أَبِي منصور
الصّرّام، وابن الإمام المقرئ أحمد بْن العبّاس.
قرأ على: أحمد بْن سهل الأشْنانيّ، وغيره بَنْيسابور.
وعلى: أَبِي عليّ بْن النّقّار الكوفيّ، وأبي عيسى بكّار
البغداديّ.
وتفقّه عَلَى: أَبِي عليّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي سهل محمد بْن
سُليمان الصُّعْلُوكّي، وأبي الوليد حسّان بْن محمد.
وذاكرَ: أبا بَكْر محمد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وأبا عليّ
النَّيْسابوريّ، وأبا الحَسَن الدّارقُطْنيّ.
وسمع منه: أحمد بْن أَبِي عثمان الحِيريّ، وأبو بَكْر القفّال
الشّاشيّ، وأبو إِسْحَاق إبراهيم بْن محمد المُزنيّ، وابن المظفّر،
وهم من شيوخه.
وصحِبَ من الصُّوفّية: أبا عَمْرو بْن نُجَيْد، وجعفر الخُلْديّ،
وأبا عثمان المغربيّ، وجماعة سواهم بنَيْسابور.
وحُدَّث عَنْهُ في حياته، وأبلغُ مِن ذا أبا عُمَر الطَّلَمَنْكي
كتب علوم الحديث للحاكم، عَنْ شيخ لَهُ سنة تسع وثمانين وثلاثمائة،
بسماعه من صاحب الحاكم، عَنِ الحاكم. ولم يقع لي حديثه عاليا إلا
بإجازة: أَخْبَرَنَا أبو المُرْهَف المِقْداد بْن هبة الله
القَيْسيّ في كتابه: أَنَا أبو الفضل عَبْد الله بْن أحمد بْن هبة
الله بْن عَبْد القادر المنصوريّ العبّاسيّ سنة اثنتي عشرة
وستّمائة ح، وأنا أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن عليّ الزّاهد، وعبد
الرَّحْمَن بْن أَحْمَد كتابةً قالا: أَنَا الفتح بْن عَبْد الله
بْن محمد الكاتب قالا: أَنَا أبو الفضل أحمد بْن طاهر بْن سَعِيد
بْن فضل الله الميهنيّ ح، وأنا أبو الفضل أحمد بْن هبة الله بْن
تاج الأمُناء قراءةً: أَنَا أبو الحَسَن عليّ بْن الحُسين بْن
المقّير، عَنْ أَبِي الفضل الميهنيّ ح، وأنا ابن تاج الأُمناء
أيضًا: أنبا المؤيَّد بْن محمد بْن عليّ الطُّوسيّ إجازةً: أنبا
أبو بَكْر وجيه بْن طاهر، وابن أخيه عَبْد الخالق بْن زاهر، وابن
أخيه الآخر عَبْد الكريم بْن خَلَف، وعمر بْن أحمد الصّفّار
الأُصوليّ، وعبد الله بْن محمد الصّاعديّ، وعبد الكريم بْن الحَسَن
الكاتب، وأخوه أحمد، وأبو بَكْر عَبْد الله بْن جامع الفارسيّ،
(28/124)
وأبو الفُتُوح عَبْد الله بْن عليّ
الخرجُوشيّ، وأبو عَبْد الله الحَسَن بْن إسماعيل العُمَانيّ،
والحسن بْن محمد بْن أحمد الطُّوسيّ، ومنصور بْن محمد الباهرزيّ،
وعَرَفَة بْن عليّ السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الرّزّاق بْن أَبِي
القاسم السَّيّاريّ، وجامع بْن أَبِي نصر السّقّاء، وأبو سعد محمد
بْن أَبِي بَكْر الصَّيْرفيّ، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن
الحَسَن الكَرْمانيّ، وأحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سعْد، وسعيد بْن
أَبِي بَكْر الشعَيْريّ، وعبد الوهّاب بْن إسماعيل الصَّيْرفْي.
قَالُوا كلّهم هُمْ والميهنيّ: أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ: أنبا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ بِمِصْرَ: ثنا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ
خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ
أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ
الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [1] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ
إِسْحَاقَ الْكَوْسَجِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ. فَوَقَعَ لَنَا
بَدَلًا عَالِيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْن الْخلال، أَنَا جَعْفَر الهمدانيّ،
أَنَا أبو طاهر بْن سَلفَة:
سَمِعْتُ إسماعيل بْن عَبْد الجبّار القاضي بَقَزْوين يَقُولُ:
سَمِعْتُ الخليل بْن عَبْد الله الحافظ يَقُولُ، فذَكَرَ الحاكم
أبا عَبْد الله وعظّمه، وقال: لَهُ رحلتان إلى العراق والحجاز.
الرحلة الثانية سنة ثمان وستّين، وناظرَ الدّارقُطْنيّ فرضيَه، وهو
ثقة واسع العلم. بَلَغت تصانيفه للكُتُب الطوال والأبواب وجمع
الشيوخ قريبا
__________
[1] أخرجه مسلم في الفتن (2916) باب: لا تقوم الساعة حتى يمرّ
الرجل بقبر الرجل فيتمنّى أنّ يكون مكان الميت من البلاء، والترمذي
في المناقب (3802) باب: مناقب عمّار بن ياسر، وهو حديث صحيح: وقال:
هذا حديث حسن صحيح غريب، وفي الباب: عن أم سلمة، وعبد الله بن
عمرو، وأبي اليسر، وحذيفة. وقال ابن حجر: روى حديث «تقتل عمّارا
الفئة الباغية» جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان، وأم
سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن
العاص عن النسائيّ، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع،
وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمّار
نفسه، وكلها عند الطبراني، وغيره، وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة.
وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم 954 و 4/ 98 رقم 3720 و 4/ 200 رقم
4030، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 283 رقم 242، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 9/ 355، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 150، وانظر:
الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 574- 579.
(28/125)
من خمسمائة جزء، يستقصي في ذَلِكَ، يؤلّف
الغَثّ والسَّمين، ثمّ يتكلّم عليه فيبيّن ذلك. وتوفّي سنة ثلاث
وأربعمائة.
قلتُ: وَهِمَ الخليل في وفاته.
ثمّ قَالَ: سألني في اليوم لمّا دخلت عَليْهِ، ويُقرأ عَليْهِ في
فوائد العراقيّين:
سُفْيان الثَّوْريّ، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنِ الزهُّرْيّ، عَنْ
سهْل بْن سعد حديث الاستئذان. فقال لي: مّن أبو سَلَمَة هذا؟
فقلتُ من وقتي: هُوَ المغيرة بْن مُسلم السّرّاج.
فقال لي: وكيف يروي المغيرة عَنِ الزُّهْريّ؟
فبقيت، ثم قَالَ: قد أمهلتك أسبوعًا حتّى تتفكَّر فيه.
قَالَ: فتفكّرت ليلتي حتّى بقيت أكرر التَّفكُّر، فلمّا وقعت إلى
أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكّرتُ محمد بْن أَبِي حفصة، فإذا كُنيته
أبو سَلَمَة.
فلمّا أصبحتُ حضرت مجلسَه، ولم أذكر شيئًا حتّى قرأت عَليْهِ نحو
مائة حديث، فقال لي: هَلْ تفكّرت فيما جرى؟
فقلت: نعم، هُوَ محمد بْن أَبِي حفصة.
فتعجب وقال لي: نظرتَ في حديث سُفْيان لأبي عَمْرو البحيريّ؟
فقلتُ: لا. وذكرتُ لَهُ ما أقمتُ في ذَلِكَ. فتحيَّر وأثني عليّ.
ثم كنتُ أسأله فقال لي: أَنَا إذا ذاكرتُ اليومَ في باب لا بدّ من
المطالعة لِكِبَر سنّي. فرأيته في كلّ ما أُلْقي عَليْهِ بحرًا.
وقال لي: أعلم بأنّ خُراسان وما وراء النّهر لكلّ بلدة تاريخ صنّفه
عالم منها. ووجدت نَيْسابور مَعَ كثرة العُلماء بها لم يصنّفوا فيه
شيئًا، فدعاني ذَلِكَ إلى أن صنّفت «تاريخ النَّيْسابورييّن» .
فتأمّلته ولم يسبقه إلى ذَلِكَ أحد.
وصنَّف لأبي عليّ بْن سيمجور كتابًا فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأزواجه وحديثه.
وسمّاه «الإكليل» . لم أرَ أحدًا رتَّب ذَلِكَ الترتيب.
وكنتُ أسأله عَنِ الضّعفاء الّذين نشئوا بعد الثّلاثمائة
بنَيْسابور وغيرها من شيوخ خُراسان، وكان يبيّن من غير محاباة.
(28/126)
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عَلَّانَ
وَمُؤَمَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً قَالَا: أَنَا أَبُو
الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قال: أبو عبد الله ابن الْبَيِّعِ
الْحَاكِمُ كَانَ ثِقَةً. أَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سنة ثلاثين
وثلاثمائة، وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، فَحَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ،
وَكَانَ عَالِمًا صَالِحًا، قَالَ: جَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
الْحَاكِمُ أَحَادِيثَ، وَزَعَمَ أَنَّهَا صِحَاحٌ عَلَى شَرْطِ خ.
م.، مِنْهَا:
حديث الطّائر، [1] و «من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ»
[2] ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ذَلِكَ، وَلَمْ
يَلْتَفِتُوا إِلَى قَوْلِهِ.
وقال أبو نُعَيْم بْن الحدّاد: سمعتُ الحَسَن بْن أحمد
السَّمَرْقَنْديّ الحافظ:
سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن الشاذياخيّ الحاكم يَقُولُ: كنّا في
مجلس السّيّد أَبِي الحَسَن، فَسُئل أبو عَبْد الله الحاكم عَنْ
حديث الطَّيْر فقال: لا يصحّ، ولو صحّ لما كَانَ أحدٌ أفضل من عليّ
بعد النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلتُ: هذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطَّيْر في
«المستدرك عَلَى الصّحيح» [3] ؟ فلعله تغيّر رأيه.
أنبئونا عَنْ أَبِي سعد عَبْد الله بْن عُمَر الصّفّار، وغيره،
عَنْ أَبِي الحَسَن عَبْد الغافر بْن إسماعيل الفارسيّ قَالَ: أبو
عَبْد الله الحاكم هُوَ إمام أهل الحديث في عصره، العارف بِهِ حقّ
معرفته. يُقال لَهُ الضّبّيّ لأنّ جدّ جدّته عيسى بْن عَبْد
الرَّحْمَن الضّبّيّ، وأمّ عيسى هي مَتُّوَيْه بِنْت إبراهيم بْن
طَهْمان الفقيه، وبيته بيت الصّلاح والورع والتّأذين في الإسلام.
وقد ذكر أَبَاهُ في تاريخه، فأغني عَنْ إعادته.
__________
[1] الحديث لا يصحّ.
[2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 368 و 370 و 5/ 366، والترمذي (4713)
، وابن حبّان (2205) ، وابن ماجة (121) ، والحاكم في المستدرك 3/
110، وابن المغازلي في: مناقب أمير المؤمنين علي 31 رقم 23 و 26 و
27، وانظر: عهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 627، 629،
631، 632.
[3] ج 3/ 110.
(28/127)
ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي عَبْد
الله بْن محمد بْن الشَّرْقيّ، وأبا حامد بْن بلال، وأبا عليّ
الثّقفيّ، ولم يسمع منهم.
وسمع من: أبي طاهر المحمَّداباذي، وأبي بَكْر القطّان. ولم يُظفَر
بمسموعه منهما.
وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه.
وقد قرأ القرآن بخُراسان والعراق عَلَى قُرّاء وقته.
وتفقّه علي: أَبِي الوليد حسّان، والأستاذ أَبِي سهل. واختصّ
بصُحبة إمام وقته أَبِي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ، فكان
الإمام يراجعه في السّؤال والجرْح والتّعديل والعِلل. وأوصي إليه
في أمور مدرسته دار السُّنّة، وفوّض إِليْهِ تولية أوقافه في
ذَلِكَ.
وذاكر مثل: الْجِعابيّ، وأبي عليّ الماسَرْجِسِيّ الحافظ الّذي
كَانَ أحفظ زمانه.
وقد شرع الحاكم في التّصنيف سنة سبْعٍ وثلاثين، فأتَّفق لَهُ مِن
التّصانيف ما لعلّه يبلغ قريبًا من ألف جزءٍ من تخريج الصّحيحين،
والعلَل، والتّراجم، والأبواب، والشيوخ، ثمّ المجموعات مثل: «معرفة
علوم الحديث» ، و «مستدرك الصّحيحين» ، و «تاريخ النّيسابوريّين» ،
وكتاب «مزكّي الأخبار» ، و «المدخل إلى علم الصّحيح» ، وكتاب
«الإكليل» ، و «فضائل الشّافعيّ» ، وغير ذَلِكَ.
ولقد سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أيّامه، ويحكون أنّ مقدّمي عصره مثل
الإمام أَبِي سهل الصُّعْلُوكيّ، والإمام ابن فُورَك، وسائر
الأئمّة يقدّمونه على أنفسهم، ويراعون حقّ فضله، ويعرفون لَهُ
الحُرْمة الأكيدة.
ثمّ أطنب عَبْد الغافر في نحو ذَلِكَ مِن تعظيمه، وقال: هذه جُمَلٌ
يسيرة هِيَ غيض من فَيْض سِيَره وأحواله. ومَن تأمّل كلامه في
تصانيفه، وتصرُّفه في أمَاليه، ونظره في طُرُق الحديث أذعن لفضله،
واعترف لَهُ بالمَزِيّة عَلَى مَن تَقَدَّمه، وإتعابه مَن بعده،
وتعجيزه اللاحقين عَنْ بلوغ شأوه. عاش حميدًا، ولم يخلف في وقته
مثله.
(28/128)
مضي رحمه الله في ثامن صفر سنة خمس
وأربعمائة.
وقال أبو حازم عُمَر بْن أحمد العبدويّ الحافظ: سَمِعْتُ الحاكم
أبا عَبْد الله إمام أهل الحديث في عصره يَقُولُ: شربت ماء زمزم
وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسْن التَّصنيف.
قَالَ أبو حازم: وسمعتُ السُّلميّ يَقُولُ: كتبت عَلَى ظهر جزء: من
حديث أَبِي الحسين الحجّاجيّ الحافظ. فأخذ القلم وضَرَبَ عَلَى
الحَافظ، وقال: أيش أحفظ أَنَا؟! أبو عَبْد الله ابن البيّاع أحفظ
منّي، وأنا لم أرَ من الحُفّاظ إلا أبا عليّ الحافظ النيَّسابوريّ،
وابن عُقْدة.
وسمعتُ السُّلميّ يَقُولُ: سالت الدارقُطْنيّ: أيها أحفظ ابن
مَنْدَهْ أو ابن البيّع؟
فقال: ابن البيّع أتقن حِفظًا.
قَالَ أبو حازم: أقمتُ عند الشيخ أبي عَبْد الله العُصمي قريبًا من
ثلاث سِنين، ولم أرَ في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيرًا.
وكان إذا أشكلَ عَليْهِ شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أَبِي عَبْد
الله. فإذا أورد جواب كتابه حكم بِهِ وقطع بقوله.
ذكر هذا كلّه الحافظ أبو القاسم بْن عساكر أنّه قرأه بخطّ أَبِي
الحَسَن عليّ بْن سليمان اليمنيّ.
قال: وقع لي عن أبي حازم العبدويّ فذكره.
وَمِمِّنْ رَوَى عَنِ الْحَاكِمِ مِنَ الْكِبَارِ، قَالَ أَبُو
صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، أنا مَسْعُودُ بْنُ عَلِيٍّ السِّجْزِيُّ:
ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ: ثنا
أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِيرِيُّ
الْحَافِظُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ
مطرّف الكرابيسيّ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
النَّجَّادُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا الْحِمَّانِيُّ:
ثنا سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ
الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ بلالا يؤذّن بليل» [1] ..
الحديث.
__________
[1] وتمامه: «فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم» .
(28/129)
ثُمَّ قَالَ مَسْعُودُ السِّجْزِيُّ:
حدَّثَنِيهِ الْحَاكِمُ غَيْرَ مَرَّةٍ بِهَذَا.
وكان للحاكم لمّا رَوَوْه عَنْهُ ستٌ وعشرون سنة.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ: أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا الْخَطِيبُ: أَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ: نا الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّسَوِيُّ، نا الْخَلِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، ثنا خِدَاشُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا يَعِيشُ
بْنُ هِشَامٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَحْسَنَ
الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ» . هَذَا بَاطِلٌ عَنْ مَالِكٍ.
وَقَدْ رَوَاهُ الْمُوَقَّرِيُّ، وَهُوَ وَاهٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
مُرْسَلًا. قَالَ أبو موسى الحافظ: أَنَا الحسين بْن عَبْد الملك،
عَنْ أَبِي القاسم سعد بْن عليّ، أنّه سَمِعَ أبا نصر الوائِليّ
يَقُولُ: لمّا ورد أبو الفضل الهمَداني إلى نَيْسابور وتعصّبوا
لَهُ، ولقّبوه «بديع الزّمان» ، أعجِب بنفسه، إذ كَانَ يَحْفظ
المائة بيت إذا أُنشدت بين يديه، ويُنْشدها من آخرها إلى أوّلها
مقلوبة. فأنكر عَلَى النّاس قولهم: فلان الحافظ في الحديث، ثمّ
قَالَ: وحِفْظ الحديث ممّا يُذكر!؟
فسمع بِهِ الحاكم ابن البَيَّع، فوجّه إِليْهِ بجزءٍ، وأجّل لَهُ
جمعة في حفظه، فردَّ إليه الجزء بعد جمعة وقال: من يحفظ هذا: محمد
بْن فلان، وجعفر بْن فلان، عَنْ فلان؟ أسامي مختلفة، وألفاظ
متباينة.
فقال لَهُ الحاكم: فاعرفْ نفسك، واعلم أنّ حِفْظ هذا أصْعب ممّا
أنت فيه.
ثمّ روى أبو موسى المدينيّ أنّ الحاكم دخل الحمام واغتسل وخرج، ثم
قَالَ: آه. وقُبِضت روحه وهو متّزر لم يلبس قميصه بعدُ، ودُفِن بعد
العصر يوم الأربعاء. وصلى عَليْهِ القاضي أبو بَكْر الحِيريّ.
وقال الحَسَن بْن أشعث القُرَشيّ: رَأَيْت الحاكم في المنام عَلَى
فرس في هيئة حسنة، وهو يَقُولُ: النَّجاة.
__________
[ () ] أخرجه أحمد في المسند 6/ 44 و 54، والبخاري في الأذان (622)
و (623) باب: الأذان قبل الفجر، ومسلم (1092) ، والترمذي (203) ،
والنسائي 2/ 10، والدارميّ 2/ 270.
(28/130)
فقلت لَهُ: أيّها الحاكم، في ماذا؟
قَالَ: في كتبه الحديث.
قَالَ الخطيب في تاريخه [1] : حدَّثني الأزهريّ قَالَ: ورد ابن
البيَّع بغداد قديمًا فقال: ذُكِرِ لي أنّ حافظكم، يعني
الدارقُطْنيّ، خرج لشيخٍ واحد مائة جزء، فأرُوني بعضها.
فَحُمِل إِليْهِ منها، وذلك ممّا خرّجه لأبي إِسْحَاق الطَّبَريّ،
فنظر في أوّل الجزء حديثًا لعطيّة العَوْفّي فقَالَ: استفتح بشيخٍ
ضعيف. ثمّ إنّه رمى الجزء من يده، ولم ينظر في الباقي.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين عليّ بن محمد بن أحمد ببعلبكّ: أنبا أبو
محمد عَبْد العظيم المنذريّ: سَمِعْتُ عليّ بْن الفضل: سَمِعْتُ
أحمد بْن محمد الحافظ:
سَمِعْتُ محمد بْن طاهر الحافظ يَقُولُ: سَأَلت أبا القاسم سعْد
بْن عليّ الزّنْجانيّ الحافظ بمكّة قلت لَهُ: أربعة من الحفّاظ
تعاصروا أيّهم أحفظ؟
فقال: مَن؟
قلت: الدّارَقُطْنيّ ببغداد، وعبد الغنيّ بمصر، وأبو عَبْد الله
بْن مَنْدهَ بإصبهان، وأبو عَبْد الله الحاكم بنَيْسابور.
فسكت، فألححتُ عَليْهِ، فقال: أمّا الدّارَقُطْنيّ فأعلمهم
بالعِلَل، وأمّا عَبْد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأمّا ابن مَنْدَهْ
فأكثرهم حديثًا مَعَ معرفة تامّة، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفًا.
رواها أبو موسى المدينيّ في ترجمة الحاكم، بالإجازة عَنِ ابن طاهر.
أَخْبَرَنَا أبو بَكْر بْن أحمد الفقيه: أَنَا محمد بْن سليمان بْن
معالى، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل
الطَّرَسُوسيّ، ح، وأنبأني أحمد بْن سَلامة، عَنِ الطَّرَسُوسيّ،
أن محمد بْن طاهر الحافظ كتب إليهم أنه سَأَلَ أَبَا إِسْمَاعِيل
عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ عَنِ الحاكم أَبِي عَبْد الله
النَّيْسابوريّ فقال:
ثقة في الحديث، رافضيّ خبيث.
__________
[1] ج 5/ 473، 474.
(28/131)
أَنْبَأَنَا ابن سلامة، عَنِ
الطَّرَسُوسيّ، عَنِ ابن طاهر قَالَ: كَانَ الحاكم شديد التّعصُّب
للشّيعة في الباطن، وكان يُظهر التَّسَنُّن في التقديم والخلافة.
وكان منحرفًا غاليا عَنْ معاوية وأهل بيته، يتظاهر بِهِ ولا يعتذر
منه. فسمعت أبا الفتح سَمْكَوَيْهِ بَهَراة يَقُولُ: سَمِعْتُ
عَبْد الواحد المليحيّ يَقُولُ: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن
السُّلَمّي يَقُولُ: دخلتُ علي أبي عَبْد اللَّه الحاكم وهو فِي
داره لا يمكنه الخروج إِلَى المسجد من أصحاب أبي عَبْد الله بْن
كّرام، وذلك أنّهم كسروا مِنْبَره ومنعوه مِن الخروج، فقلت لَهُ:
لو خرجت وأمليتَ في فضائل هذا الرجل شيئًا لاسترحتَ مِن هذه
المحنة.
فقال: لا يجيء من قلبي، لا يجيء من قلبي، يعني معاوية.
وسمعتُ المظَّفر بْن حمزة بجُرْجَان: سمعتُ أبا سَعْد المالينيّ
يَقُولُ:
طالعت كتاب «المُسْتدَرك عَلَى الشيخين» الّذي صنَّفه الحاكم من
أوّله إلى آخره، فلم أرَ فيه حديثًا عَلَى شرطهما.
قلتُ: هذا إسراف وغُلُوٌّ من المالينيّ، وإلا ففي هذا «المستدرك»
جملة وافرة عَلَى شرطهما، وجملة كبيرة عَلَى شرط أحدهما. لعلّ
مجموع ذَلِكَ نحو النّصف، وفيه نحو الرُّبْع مما صح سنده، وفيه بعض
الشيء أدلة عليه، وما بقي، وهو نحو الربع، فهو مناكير وواهيات لا
تصحّ. وفي بعض ذلك موضوعات، قد أعلمت بها لمّا اختصرت هذا
«المُستدرك» ونّبهت على ذلك.
سمعت أبا محمد بن السَّمَرْقَنْديّ يَقُولُ: بلغني أنّ مستدرك
الحاكم ذُكر بين يدي الدارقطني، فقال: نعم، يَستدرك عليهما حديث
الطَّيْر.
فبلغ ذَلِكَ الحاكم، فأخرج الحديث مِن الكتاب.
قلتُ: لا بل هُوَ في «المستدرك» ، وفيه أشياء موضوعة نعوذ باللَّه
مِن الخذلان.
قَالَ ابن طاهر: ورأيتُ أَنَا حديث الطّير، جمع الحاكم، في جزء ضخم
بخطّه فكتبته للتَعجُّب.
قلت: وللحاكم «جزء في فضائل فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا» .
(28/132)
وَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ فِي تَرْجَمَةِ
أَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ الْحَافِظِ مِنْ تَارِيخِهِ،
قَالَ: ذَكَرَ يَوْمًا مَا رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ
أَنَسٍ، فَمَرَرْتُ أَنَا فِي التَّرْجَمَةِ، وَكَانَ بِحَضْرَةِ
أَبِي عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمَشَايِخِ،
إِلَى أَنْ ذَكَرْتُ حَدِيثَ:
«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» [1] .
فَحَمَلَ بَعْضُهُمْ عَلَيَّ، فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ لَهُ: لَا
تَفْعَلْ، فَمَا رَأَيْتَ أَنْتَ وَلَا نَحْنُ فِي سِنِّهِ
مِثْلَهُ. وَأَنَا أَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُهُ رَأَيْتُ أَلْفَ
رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ.
قد مرّ أنّ الحاكم تُوُفّي في صفر سنة خمس وأربعمائة.
- حرف النون-
184- نُعَيْم بْن أحمد بْن إسماعيل [2] .
أبو الحَسَن الإستْراباذيّ، نزيل سَمَرْقَنْد.
روى عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار،
ونُعَيْم بْن عَبْد الملك الْجُرْجانيّ، وغيرهم.
ومات بسَمَرْقَنْد فيها.
- حرف الياء-
185- يوسف بْن أحمد بن كجّ [3] .
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في الفتن (3936) باب النهي عن النهبة، وتتمة
الحديث: «ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين
يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه أبصارهم، حين
ينتهبها وهو مؤمن» .
[2] انظر عن (نعيم بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 480 رقم 962.
[3] انظر عن (يوسف بن أحمد بن كجّ) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 107، وطبقات الفقهاء للشيرازي 118،
119، والمنتظم 7/ 275، 276 رقم 436 وفيه: «يوسف بن محمد بن كجّ» ،
والأنساب 10/ 63، واللباب 3/ 84، ووفيات الأعيان 7/ 65 رقم 836،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، والعبر 3/ 92، وسير أعلام النبلاء
17/ 183، 184 رقم 104، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والبداية
والنهاية 11/ 355، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 359، 361،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 340، 341 رقم 975، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 202، 203 رقم 158،
(28/133)
القاضي الشّهيد أبو القاسم الديَنَوريّ،
صاحب أَبِي الحسين بْن القطّان.
وحضر مجلس الدّاركيّ أيضًا.
كَانَ يُضرب بِهِ المثل في حفظ مذهب الشّافعيّ. وجمع بين رئاسة
الفِقْه والدّنيا. وارتحل إليه الناس من الآفاق رغبةً في علمه
وجوده.
وله مصنّفات كثيرة، وكان بعض الناس يفضله على أبي حامد شيخ
الشافعية ببغداد.
قتله العيّارون بالدينَور ليلة السّابع والعشرين من شهر رمضان سنة
خمسٍ، رحمه الله تعالى.
وهو صاحب وجه، قَالَ لَهُ فقيه: يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلمُ
لك.
قَالَ: ذاك رفعته بغداد وحطّتني الدّينور.
__________
[ () ] ومرآة الجنان 3/ 12، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/
177، 178، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 126، وهدية العارفين 2/
550، وديوان الإسلام 4/ 87 رقم 1774، والأعلام 8/ 214، ومعجم
المؤلفين 13/ 273، وتاج العروس 2/ 90 (مادّة: كج) .
(28/134)
سنة ستّ وأربعمائة
- حرف الألف-
186- أحمد بْن الحافظ أَبِي حفص عُمَر بْن أحمد بْن عثمان بْن
شاهين البغدادي [1] .
روى عن: أَبِي عليّ بْن الصّوّاف، وابن مُخَرّم، وأبي بحر
البَرْبَهاريّ.
وثقه الخطيب.
187- أحمد بْن أَبِي طاهر محمد بْن أحمد [2] .
الْإِمَام أبو حامد الإسْفَرايينّي الشّافعيّ.
قدِم بغداد وهو صبيّ فتفقه عَلَى أَبِي الحَسَن بْن المَرْزُبان،
وأبي القاسم الدّاركيّ حتى صار أحد أئمّة وقته وعظم جاهه عند
الملوك.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 293 رقم 2055.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي طاهر محمد) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 107، وتاريخ بغداد 4/ 368- 380 رقم
2239، وطبقات الفقهاء للشيرازي 103، وتاريخ حلب للعظيميّ 322،
والمنتظم 7/ 277، 278 رقم 437، والأنساب 1/ 237، 238، ومعجم
البلدان 1/ 178، ووفيات الأعيان 1/ 72- 74 رقم 26، وتهذيب الأسماء
واللغات ج 1 ق 2/ 208- 210، رقم 318، والمختصر في أخبار البشر 2/
145، والعبر 3/ 92، والمعين في طبقات المحدّثين 120، رقم 1342،
وسير أعلام النبلاء 17/ 193- 197 رقم 11، ودول الإسلام 1/ 243،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 327، والبداية والنهاية 12/ 32، ومرآة الجنان
3/ 15، 17، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 61، 74، والوافي
بالوفيات 7/ 357، 358 رقم 3346، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 57-
59 رقم 38، والوفيات لابن قنفذ 230، وتاريخ الخميس 2/ 398، وطبقات
الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 175- 177 رقم 133، والنجوم الزاهرة 4/
239، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 127، 128، وشذرات الذهب 3/
178، 179، وهدية العارفين 1/ 71، وديوان الإسلام 1/ 111، 112 رقم
149، والأعلام 1/ 203، وتاج العروس 9/ 236.
(28/135)
وحدث عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبي
بَكْر الإسماعيليّ، وأبي الحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وجماعة.
قَالَ أبو إِسْحَاق في «الطّبقات» [1] : انتهت إِليْهِ رئاسة
الدّين والدّنيا ببغداد، وعلّق عَنْهُ تعاليق في «شرح المزنيّ» ،
وطبّق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقَّه [2] .
وقال أبو زكريّا النَّوَويّ: [3] تعليق الشَّيْخ أَبِي حامد في نحو
خمسين مجلّدًا، ذكر مذاهب العلماء وبسط أدلّتها والجواب عَنْهَا.
تفقَّه عَليْهِ: أقضي القُضاة أبو الحَسَن الماورديّ، والفقيه
سُلَيم الرّازيّ، وأبو الحَسَن المَحَامِليّ، وأبو عليّ السّنْجيّ.
تفقَّه هذا السّنْجيّ عَليْهِ وعلى القفّال، وهما شيخا طريقتي
العراق وخُراسان، وعنهما انتشر المذهب.
وقال الخطيب [4] : حدثونا عَنْهُ، وكان ثقة. رَأَيْته وحضرُت
تدريسه في مسجد عَبْد الله بن المبارك، وسمعت من يذكر أنّه كان
يحضر درسه سبعمائة فقيه. وكان النّاس يقولون: لو رآه الشّافعيّ
لفرح به [5] .
ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربعٍ وستّين.
قَالَ الخطيب [6] : وحدّثني أبو إِسْحَاق الشَّيرازيّ: سَأَلت
القاضي أبا عَبْد الله الصَّيْمُريّ: مَن أَنْظَر مَن رأيتَ مِن
الفقهاء؟
فقال: أبو حامد الإسْفَرايينيّ.
قَالَ أبو حيّان التّوحيديّ في «رسالة ما يتمثّل بِهِ العلماء» :
سَمِعْتُ الشَّيْخ أبا حامد يَقُولُ لطاهر العبّادانيّ: لا تعلّق
كثيرًا ممّا تسمع منّي في مجالس
__________
[1] طبقات الفقهاء 103.
[2] وفيات الأعيان 1/ 72، 73، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 209، طبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 62.
[3] في تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 2/ 210.
[4] في تاريخه 4/ 369.
[5] وفيات الأعيان 1/ 73.
[6] في تاريخه 4/ 370.
(28/136)
الجدل، فإنّ الكلام يجري فيها علي خَتْل
الخصْم ومغالطته ودمْغه ومغالبته.
فلسنا نتكلَّم فيها لوجه الله خالصًا. ولو أردنا ذَلِكَ لكان
خَطْوُنا إلى الصَّمْت أسرع مِن تطاولنا في الكلام، وإنْ كُنَّا في
كثير هذا نَبُوء بغضب الله تعالى، فإنَّا مَعَ ذَلِكَ نطمع في سعة
رحمة الله [1] .
وَقَالَ ابن الصَّلَاحِ: وَعَلَى أَبِي حَامِدٍ تَأَوَّلَ بَعْضُ
الْعُلَمَاءِ حَدِيثَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ
الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مَائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ
لَهَا دِينَهَا» [2] ، فَكَانَ الشَّافِعِيُّ عَلَى رَأْسِ
الْمَائَتَيْنِ، وَابن سُرَيْجٍ فِي رَأْسِ الثَّالِثَةِ، وَأَبُو
حَامِدٍ فِي رَأْسِ الرَّابِعَةِ [3] .
وعن سُلَيْم الرّازيّ: إنّ أبا حامد في أوّل أمره كَانَ يحرس في
درب، وكان يطالع الدَّرس عَلَى زيت الحَرَس، وإنّه أفتى وهو ابن
سبع عشرة سنة [4] .
قَالَ الخطيب [5] : مات في شوال، وكان يومًا مشهودًا. ودُفِن في
داره، ثم نقل سنة عشر وأربعمائة ودُفِن بباب حرب [6] .
188- أحمد بْن بَكْر بْن أحمد بْن بقيّة [7] .
أبو طَالِب العبديّ.
أحد أئمّة العربيّة، لَهُ «شرح الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ، و
«التّكملة» ، وهو مِن أحسن الشُّروح.
وكان العبْديّ كاسد السُّوق لا يحضر عنده إلا القليل، وإنّما
يزدحمون على ابن جنيّ والرّبعيّ.
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 62.
[2] الحديث صحيح، أخرجه أبو داود في السنن (4291) ، والحاكم في
المستدرك 4/ 522، والخطيب في: تاريخ بغداد 2/ 61.
[3] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 209، 210.
[4] تهذيب الأسماء 2/ 210، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 64.
[5] في تاريخه 4/ 370.
[6] وفيات الأعيان 1/ 74.
[7] انظر عن (أحمد بن بكر) في:
معجم الأدباء 2/ 236- 238 رقم 34، وإنباه الرواة 2/ 386- 388،
ووفيات الأعيان 1/ 101 رقم 41، والكامل في التاريخ 9/ 90، ونزهة
الألبّاء 410، 411، وبغية الوعاة 19/ 298 رقم 547، وكشف الظنون
212، 1796، وإيضاح المكنون 2/ 451، ومعجم المؤلفين 1/ 174.
(28/137)
أخذ العربيّة عن: أبي سعيد السّيرافيّ.
ثمّ لزم أبا عليّ الفارسيّ حتى أحكم الفنّ، وتصدر ببغداد.
وحدَّث عَنْ: دَعْلَج، وأبي عُمَر الزّاهد.
روى عَنْهُ: القاضي أبو الطّيّب الطّبَرانيّ، وأبو الفضل محمد بْن
المهتدي، وغيرهما.
189- أحمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بْن ميكال [1] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ، الأمير العريض الجاه، البسيط الحشمة،
إنسان عين آل ميكال الّذي كَانَ يَضرب بِهِ المَثَل في الخِصال.
تُوُفّي بِقلعة غَزْنَة في سنة ستّ، ولم يحدَّث.
سَمِعَ من جدّه.
وله شِعر حَسَن رائق، وأدب رائع، وبلاغة وبراعة.
وكان جمال مملكة يمين الدّولة محمود بْن سُبُكْتكين وطراز دولته،
وفيه يَقُولُ الأديب الخوارزميّ:
زَفَّ المنام إليَّ طيف خياله ... لو أنّ طيفًا كَانَ مِن أبداله
ولو أنّ هذا الدّهر يَشكر لم يدع ... شكر الأمير وقد غدا مِن آله
الوفْر عند نواله، والنَّيْل عند ... سؤاله، والموت عند سيالِه
والخلقُ من سُوَالِه، والجود من عدله ... والدَّهْر من عمالِه
تتجمّع الأموالُ في أمواله ... فيفرق الأموال فِي آماله
شيخ البديهة ليس يمسك لفظه ... فكأنما ألفاظه من ماله
190- إبراهيم بْن جعفر بْن الحَسَن بْن أحمد بْن الحَسَن بْن
الصّبّاح بْن عَبْدة.
أبو الحَسَن الأَسَدي الهَمَدانيّ، الحنّاط، الشّاهد.
وُلِد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
وسمع سنة ثلاثٍ وأربعين من: أَبِي القاسم بن عبيد، وأوس الخطيب،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن إسماعيل) في:
ديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 203 رقم 1935.
(28/138)
وأبي الصَّقْر الكاتب، ومأمون بْن أحمد،
وأبي بَكْر محمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرْجيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد
النَّصيبيّ، ومحمد بْن مَحْمَوَيْهِ النَّسَويّ.
روى عَنْهُ: أبو مُسْلِم بْن غرو، والحسن بْن عبد الله بْن ياسين،
ومحمد بْن الحَسَن الصُّوفيّ، وأبو القاسم الخطيب.
قَالَ شِيَرَوَيْه: كان صدوقا.
وتوفّي في جُمَادَى الآخرة.
- حرف الباء-
191- باديس بْن المنصور بْن بُلُكيّن بْن زِيري بْن مَنَاد [1] .
الأمير أبو مَنَاد الحِمْيَريّ الصنْهَاجيّ.
ولي إفريقيّة للحاكم، ولقَّبه الحاكم: نصير الدّولة.
وكان باديس ملكًا كبيرًا حازمًا شديد البأس، إذا هزّ رمحًا كسره
[2] . ولدِ بأشِير سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، فلّما كَانَ في ذي
القعدة سنة ست وأربعمائة أمر جيوشه بالعرض، فعُرضوا بين يديه إلى
وقت الظُّهْر، وسرَّهُ حُسن عسكره، وانصرف إلى قصره ومدّ السماط،
فأكل معه خواصُّه ثمّ انصرفوا. فلمّا كَانَ الليل مات فجأةً،
فأخفوا أمره، ورتّبوا أخاه كرامة بْن المنصور حتى وصلوا إلى ولده
المعزّ بن باديس فبايعوه، وتمّ لَهُ الأمر [3] .
وقيل: إنّ سبب موته أنّه قصدَ طرابُلُس ونزل بقُربها عازمًا عَلَى
قتالها، وحلَف أن لا يرحل عَنْهَا حتّى يُعيدها فُدُنًا للزّراعة.
فاجتمع أهل البلد إلى
__________
[1] انظر عن (باديس بن المنصور) في:
الكامل في التاريخ 9/ 127، 152- 154، 253- 256، ووفيات الأعيان 1/
265، 266 رقم 108، والبيان المغرب 1/ 247، والمختصر في أخبار البشر
2/ 144، 145، وسير أعلام النبلاء 17/ 216، 217 رقم 126، والوافي
بالوفيات 10/ 68، 69 رقم 4507، والبداية والنهاية 12/ 4، وتاريخ
ابن خلدون 6/ 157، وأعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك
الإسلام للسان الدين الخطيب ق 3/ 69، ورقم الحلل، له 128.
[2] وفيات الأعيان 1/ 265.
[3] وفيات الأعيان 1/ 265، 266.
(28/139)
المؤدّب محرز وقالوا: يا وليّ الله، قد
بلغك ما قاله باديس. فهلك في ليلته بالذَّبْحة. وكان مِن دعائه
عَليْهِ أن رفع يديه إلى السّماء وقال: يا ربّ باديس، اكفِنا باديس
[1] .
وصِنهاجة: بكسر أوّله، قبيلةٌ مشهورة مِن حِمْيَر.
وقال ابن دُرَيْد: بضمّ الصّاد، لا يجوز غير ذَلِكَ [2] .
- حرف الحاء-
192- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد [3] .
الأستاذ أبو عليّ الدّقّاق الزّاهد النَّيْسابوريّ.
شيخ الصُّوفيّة، وشيخ أَبِي القاسم القُشَيْريّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
سَمِعَ: أبا عَمْرو بْن حمدان، وأبا الهيثم محمد بْن مكّيّ
الكشميهنيّ، وأبا عليّ محمد بْن عُمَر الشَّبّويّ.
ذكره عَبْد الغافر مُختصرًا فقال: لسان وقته وإمام عصره. تعلَّم
العربيّة، وحصّل علم الأصول، وخرجَ إلى مَرْو، فتفقّه بها علي
الخُضْريّ. وأعاد على أَبِي بَكْر القفّال المَرْوزيّ، وبرعَ.
ثمّ أخذ في العمل، وسلك طريق التَّصَوّف، وصحِب أبا القاسم
النصْراباذّي.
حكى عَنْهُ أبو القاسم القُشَيْريّ أحوالًا وكرامات.
توفّي في ذي الحجّة سنة خمس.
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 266.
[2] وفيات الأعيان 1/ 266.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن محمد) في:
تبيين كذب المفتري لابن عساكر 226، 227، والمنتخب من السياق لتاريخ
نيسابور 179 رقم 481، ومرآة الجنان 3/ 17، والبداية والنهاية 2/
13، في وفيات سنة 312، وتاريخ الخميس 2/ 398 وفيه: «أبو الحسين بن
علي الدقاق، وقال: «توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة» ، وطبقات
الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 181 رقم 139، والنجوم الزاهرة 4/ 256،
وشذرات الذهب 3/ 180.
(28/140)
193- الحَسَن بْن محمد بْن حبيب بْن أيّوب
[1] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ، الواعظ المفسّر.
صنَّف في القراءات، والتّفسير، والآداب، و «عقلاء المجانين» [2] .
سَمِعَ: محمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبا الحَسَن الكارِزيّ، ومحمد بْن
صالح بْن هانئ، وأبا حاتم محمد بْن حِبّان البُسْتيّ، وأحمد بْن
محمد بْن حمدون السُّرْفُقَانيّ [3] ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن عَبْد الواحد الحِيريّ الحافظ،
وأبو الفتح محمد بْن إسماعيل الفَرَغَانيّ، وأبو عليّ الحسين بْن
محمد السّكّاكيّ.
وتوفّي في ذي الحجّة.
194- حمزة بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن أحمد بْن حمزة [4] .
أبو يعلى المهلّبيّ النّيسابوريّ، الطّبيب الحاذق.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، وأبا جعفر محمد بْن الحَسَن
الإصبهانيّ الصُّوفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن دَلُّوَيْه صاحب
الْبُخَارِيّ، ومحمد بْن الحسين القطّان، وجماعة تفرّد بالسّماع
منهم. وطال عُمره.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو
نصر عُبَيْد الله بن
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد بن حبيب) في:
تاريخ جرجان للسهمي 190 رقم 269، والمنتخب من السياق 179، 180، رقم
482، والعبر 3/ 93، وسير أعلام النبلاء 17/ 237، 238 رقم 143،
والوافي بالوفيات 12/ 239، 240 رقم 218، وعيون التواريخ (حوادث سنة
406 هـ) ، وطبقات المفسّرين للسيوطي 35، 37 رقم 32، وبغية الوعاة
1/ 519 رقم 1075، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 140- 142 رقم 140،
وكشف الظنون 1/ 460، وشذرات الذهب 3/ 181، وهدية العارفين 1/ 274،
ومعجم طبقات الحفاظ 225 رقم 140 وفيه: «الحسن بن محمد بن الحسن» .
[2] طبع الكتاب مرتين، الأولى بدمشق سنة 1924 نشره وجيه فارس
الكيلاني، والثانية ببيروت- 1407 هـ. / 1987 م. - نشرته دار
النفائس، بتحقيق د. عمر الأسعد.
[3] السرفقاني: بضم السين وسكون الراء وضم الفاء وفتح القاف، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى سرفقان، وهي قرية من قرى سرخس.
(اللباب 2/ 113) .
[4] انظر عن (حمزة بن عبد العزيز) في:
الأنساب 8/ 122، 123، واللباب 2/ 254، وسير أعلام النبلاء 17/ 264
رقم 159، والعبر 3/ 94، وتذكرة الحفاظ 3/ 1064، وشذرات الذهب 3/
181.
(28/141)
سَعِيد السجْزيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف
الشّيرازيّ، وأبو القاسم عَبْد الله بْن علّي الطُّوسيّ، ومحمد بْن
إسماعيل التفْليسّي، وطائفة سواهم.
قَالَ الحاكم: أبو يَعْلَى حمزة الصَّيْدلانيّ هذا صحِب المشايخ
وطلب الحديث، ثمّ تقدَّم في صناعة الطّبّ.
وقال غيره: هُوَ مِن أولاد المهلّب من أَبِي صُفْرة الأزْديّ
الأمير تُوُفّي يوم عيد الأضحي عَنْ سّنٍ عالية.
- حرف العين-
195- عُبَيْد الله بْن محمد بْن أحمد بن جعفر [1] .
أبو القاسم السّقطيّ.
بغداديّ نبيل. لم يذكره الخطيب في تاريخه.
سَمِعَ الكثير من: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى بْن عَمْر
بْن علي بْن حرب، وأبي جعفر بْن البَخْتَرِيّ [2] ، وابن السّمّاك،
وأبي سهل القطّان، والنّجّاد، وخلْق.
وسمع بمكّة من: ابن الأعرابيّ، والآجُرّيّ، وجاوَرَها مدّة.
وخرّج ابن أَبِي الفوارس لَهُ، وروى الكثير.
روى عَنْهُ: حمزة السَّهْميّ، والمظفّر بْن الحَسَن سِبْط ابن لال،
وأبو ذَرّ عَبْد بْن أحمد، وعبد العزيز الأزْجيّ، والحسن بْن عَبْد
الرَّحْمَن الشّافعيّ المكّيّ، وخلْق سواهم مِن الحاجّ.
قَالَ سعْد الزّنْجانيّ: كَانَ السَّقَطيّ يدعو الله أن يرزقه
مجاورة أربع سنِين، فجاور أربعين سنة، فرأي رُؤيا كأنّ قائلًا
يَقُولُ: يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين، لأنّ
الحَسَنَة بعشر أمثالها [3] .
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 16/ 111- 714 رقم 355، وسير أعلام
النبلاء 17/ 236، 237 رقم 142.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 16/ 111 «البحتري» بالحاء المهملة.
[3] ذيل تاريخ بغداد 16/ 114.
(28/142)
ومات لسنته.
قَالَ ابن النّجّار [1] : مات سنة ستّ وأربعمائة، رحمه الله.
196- عُبَيْد الله بن محمد بن أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن مِهْران
[2] .
الإمام أبو أحمد بْن أَبِي مُسلم البغداديّ الفرضيّ المقرئ.
أحد شيوخ العراق، ومن سار ذكره في الآفاق.
قرأ القرآن على أحمد بْن عثمان بْن بُويان، وهو آخر مَن قرأ في
الدّنيا عَليْهِ.
وسمع: المَحَامِليّ، ويوسف بْن البُهْلُول الأزرق.
وحضر مجلس أَبِي بَكْر بْن الأنباريّ.
قَالَ الخطيب: [3] كَانَ ثقة ورِعًا دينًا.
وقال العَتِيقيّ: ما رأينا في معناه مثله [4] .
وذكره الأزهريّ عُبَيْد اللَّه فقال: إمام من الأئمّة [5] .
وقال عيسى بْن أحمد الهمدانيّ: كَانَ أبو أحمد إذا جاء إلى
الشَّيْخ أَبِي حامد الإسْفرايينيّ قام من مجلسه ومشى إلى باب
مسجده حافيا مستقبلًا لَهُ [6] .
وقال الخطيب: [7] ثنا منصور بْن عُمَر الفقيه قَالَ: لم أرَ في
الشيوخ من يُعَلّم للَّه غير أبي أحمد الفرضيّ.
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 16/ 114.
[2] انظر عن (عبيد الله بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 380- 382 رقم 5549، والأنساب 9/ 272، 273، وفيه
«عبد الله» ، والمنتظم 7/ 278، 279 رقم 438 وفيه: «عبد الرحمن بن
محمد» ، واللباب 2/ 422، والعبر 3/ 94، وسير أعلام النبلاء 17/
212- 214 رقم 124، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1343،
ومعرفة القراء الكبار 1/ 364، 365 رقم 294، وتذكرة الحفاظ 3/ 1064،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 233، 234، وغاية النهاية 1/ 491،
492، رقم 2043، وشذرات الذهب 3/ 181.
[3] في تاريخه 10/ 380.
[4] تاريخ بغداد 10/ 380 وزاد: «ثقة مأمون» .
[5] تاريخ بغداد 10/ 380.
[6] تاريخ بغداد 10/ 381.
[7] تاريخ بغداد 10/ 381.
(28/143)
قَالَ: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة
من علم وقرآن وإسناد وحالةٍ متَّسعة من الدّنيا. وكان مَعَ ذَلِكَ
أورع الخلْق. وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه.
وكنتُ أطيل القعود معه وهو عَلَى حالة واحدة، لا يتحرّك ولا يعبث
بشيء. فلم أرَ في الشَّيوخ مثله.
قلت: قرأ عَليْهِ: نصر بْن عَبْد العزيز الفارسيّ نزيل مصر، وأبو
علي الحَسَن بْن القاسم غلام الهراس، والحسن بْن عليّ العطّار،
وأبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط، وغيرهم.
وحدَّث عَنْهُ: أبو محمد الخلال، وعمر بْن عُبَيْد الله البقّال،
وأحمد بْن عليّ ابن أَبِي عثمان الدّقّاق، وعلي بْن أحمد
البُسْريّ، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر الأنباريّ،
وآخرون.
وتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة. وقد وقع لي حديثه
بِعُلُوّ.
وأَخْبَرَنَا عُمَر بْن عَبْد المنعم، برواية قالون، قراءةً
عَليْهِ قَالَ: أَنَا بها أبو اليُمْن زيد بْن الحَسَن المقرئ
إجازةً، أنّ هبة الله بْن عُمَر الْجَريريّ أخبره بها تلاوةً
وسماعًا قَالَ: قرأت بها علي أَبِي بَكْر محمد بْن عليّ بْن محمد
بْن موسى الخيّاط عَلَى أبي أحمد الفَرَضيّ، عَنْ قراءته عَلَى
أَبِي نَشِيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع.
وقد وقعت لنا هذه الرواية كما ترى في غاية العُلُوّ.
197- عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم بْن خَيْثَمَة بْن
الحَسَن بْن عَوْف [1] .
القاضي أبو الهيثم التّميميّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، شيخ
الفقهاء والقضاة.
__________
[1] انظر عن (عتبة بن خيثمة) في:
العبر 3/ 94، 95، وسير أعلام النبلاء 17/ 13، 14 رقم 5، والجواهر
المضية 2/ 511 رقم 913، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 222، وشذرات
الذهب 3/ 181، والطبقات السنّية رقم 1398، والفوائد البهية 125.
(28/144)
ذكره الفارسيّ فقال: عديم النّظير في
الفِقْه والتّدريس والفتوى. تولّي القضاء سنة اثنتين وتسعين
وثلاثمائة إلى سنة خمس وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى.
سَمِعَ من أُستاذيْه: أَبِي الحسين قاضي الحرمين، وأبي العبّاس
التّبّان.
وسمع بالحجاز من الدَّبِيليّ، وببغداد من أَبِي بَكْر الشّافعيّ
وروى أكثر مسموعاته.
روى عَنْهُ: أبو بكر بن خلف.
وتوفّي في جمادى الآخرة.
198- عثمان بْن أحمد بْن إِسْحَاق بْن بُنْدَار [1] .
أبو الفَرَج الإصبهاني البُرْجيّ [2] .
سَمِعَ: محمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ، وغيره.
وعنه: أبو الخير محمد بْن أحمد بن ررَا، وسليمان بْن إبراهيم
الحافظ، والقاسم بْن الفضل الثّقفيّ، وجماعة.
تُوُفّي ليلة الفِطْر.
199- العلاء بْن الحسين بْن العلاء بْن أحمد.
أبو الفتح الزّهيريّ الهمذانيّ البّزاز.
روى عَنْ: أَبِي حاتم محمد بْن عيسى الوَسْقَنْديّ [3] .
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وابن غرو، وعامة مشايخ الوقت بهمذان.
قَالَ شَيرَوَيْه: وثنا عَنْهُ: يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين
الصُّوفيّ، وكان صدوقا.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أحمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 420، والأنساب لابن السمعاني 2/ 132،
واللباب 1/ 134، ومعجم البلدان 1/ 373، والمشتبه في أسماء الرجال
1/ 59، وتوضيح المشتبه 1/ 420.
[2] البرجي: بضم الباء المعجمة بنقطة وسكون الراء المهملة وفي
آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية برج وهي من قرى أصبهان.
[3] الوسقندي: بالفتح ثم السكون، وفتح القاف وسكون النون، ودال، من
قرى الريّ. منها أبو حاتم محمد بن عيسى الوسقندي وهو الرازيّ الثقة
الأمير، توفي سنة 341 هـ. (معجم البلدان 5/ 376) .
(28/145)
- حرف الميم-
200- محمد بْن أحمد بْن خليل بْن فَرَج [1] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ، مولي بني العبّاس.
سَمِعَ: وهْب بْن مَسَرَّة، وإسماعيل بْن بدر.
وحجّ، فأخذَ بمكّة عَنْ: محمد بْن نافع الخُزَاعيّ، وبمصر عَنْ:
أَبِي عليّ بْن السَّكَن، وأبي محمد بْن الورْد، وحمزة الكِنَانيّ.
روى عنه: يونس بن عبد الله القاضي.
وتوفّي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة.
استوفي ترجمته الحافظ قطب الدين، وأنه سَمِعَ أيضًا من محمد بْن
معاوية، وبمكّة: عُمَر الْجُمَحّي، وبُكَيْر بْن محمد الحدّاد.
وكان صالحًا فاضلًا مجتهدًا في العبادة، متقشّفًا، رحمة الله.
201- محمد بْن أحمد بْن عَبْد الوهاب الإِسْفَرايينيّ [2] .
الحديثيّ الحافظ.
رحل، وكتب عَنْ: أَبِي أحمد بْن عدّي، وطبقته.
وكانت رحلته في سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قَالَ أبو مسعود البَجَليّ: سمعتُ أبا عَبْد الله الحاكم يَقُولُ:
أشهد عَلَى أَبِي بَكْر الإسفرايينيّ أنّه يحفظ من حديث مالك،
وشُعبة، والثَّوْريّ، ومِسْعَر أكثر من عشرين ألف حديث.
202- محمد بن بزال [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن خليل) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 497 رقم 1078.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الوهاب) في:
اللباب 1/ 329، وسير أعلام النبلاء 17/ 245، 246 رقم 151، وتذكرة
الحفاظ 3/ 1064، 1065، وطبقات الحفاظ 415، وشذرات الذهب 3/ 184،
ومعجم طبقات الحفاظ 149 رقم 939.
[3] انظر عن (محمد بن بزال) في:
(28/146)
مختار الدّولة قائد الجيوش.
ولي إمرة دمشق بعد أَبِي المُطاع بْن حمدان، فبقي أربع سنين،
وعُزِل في هذه السّنة.
203- محمد بْن الحَسَن بْن فُورك [1] .
أبو بَكْر الإصبهانيّ الفقيه المتكلَّم.
سَمِعَ «مُسْنَد الطَّيَالِسيّ» من: عَبْد الله بْن جعفر
الإصبهانيّ، واستُدعيَ إلى نَيْسابور لحاجتهم إلى عِلْمه،
فاستوطنها [2] . وتخرَّج بِهِ طائفة في الأصول والكلام.
وله تصانيف جمّة.
وكان رجلًا صالحًا.
وقد سَمِعَ أيضًا من أبي خُرَّزاد الأهوازيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو
بَكْر أحمد بْن عليّ بن خَلَف، وآخرون.
__________
[ () ] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 229 وهو «المظهر بن نزّال» ،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 95، ومرآة الزمان لسبط ابن
الجوزي ج 11 ق 2/ 31، وأمراء دمشق في الإسلام 76 رقم 234، والمقفّى
للمقريزي (مصوّرة دار الكتب المصرية) 2/ ورقة 316، ومعجم الأدباء
6/ 251، وزبدة الحلب 1/ 215، ونهاية الأرب (مصوّرة دار الكتب
المصرية) 29/ 14، وتاريخ ابن الفرات 8/ 87، وكتابنا: تاريخ طرابلس
السياسي والحضاريّ (طبعة ثانية) ج 1/ 309- 311.
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن فورك) في:
الرسالة القشيرية 310، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 110، 111، وتبيين
كذب المفتري لابن عساكر 232، 233، واللباب 2/ 226، والتقييد لابن
النقطة 60 رقم 41، وتلخيص ابن مكتوم 203، ووفيات الأعيان 4/ 272،
273 رقم 610، والعبر 3/ 95، وسير أعلام النبلاء 17/ 214- 216 رقم
125، والوافي بالوفيات 2/ 344 رقم 796، ومرآة الجنان 3/ 17، 18،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 127- 135، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 266، 267 رقم 879، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 46،
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 194 رقم 150 وفيه:
«محمد بن الحسين» ، والنجوم الزاهرة 4/ 240، وطبقات المفسّرين 2/
132، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 181، 182، وديوان
الإسلام 3/ 443، 444 رقم 1654، وكشف الظنون 200، وإيضاح المكنون 1/
475، و 3/ 489، وهدية العارفين 2/ 60، والأعلام 6/ 83، ومعجم
المؤلفين 9/ 208، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 175، وذيله 1/ 277، وتاج
العروس 7/ 167.
[2] التقييد لابن النقطة 60.
(28/147)
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: قبرهُ
بالحِيرة يُسْتَسْقيَ بِهِ.
ذكر ابن حزم في «النّصائح» أنّ ابن سُبُكْتكين قتل ابن فُورَك
لقَوله أنّ نبيّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ
نبيٌّ اليوم، بل كَانَ رَسُول اللهِ. وزعم أنّ هذا قول جميع
الأشعريّة.
قَالَ ابن الصّلاح: لَيْسَ كما زعم، بل هُوَ تشنيع عليهم أثارته
الكرّاميّة فيما حكاه القُشَيْريّ.
وتناظر ابن فورك وأبو عثمان المغربيّ في الوليّ، هَلْ يعرف أنّه
وليّ؟
فكان ابن فُوَرك يُنْكر أن يعرف ذَلِكَ، وأبو عثمان يُثْبت ذَلِكَ.
وحكى بعضهم عَنِ ابن فُورَك أنّه قَالَ: كلّ موضع ترى فيه اجتهادًا
ولم يكن عَليْهِ نور، فاعلم أنّه بدعة خَفِيّة.
وذكره القاضي شمس الدين في «وفيات الأعيان» [1] فقال فيه: الأستاذ
أبو بَكْر المتكلّم الأُصوليّ الأديب النَّحْويّ الواعظ، درس
بالعراق مدةً، ثمّ توجّه إلى الرّي، فَسَعَتْ بِهِ المبتدِعة.
فراسله أهل نَيْسابور فوردَ عَليْهِم، وبنوا لَهُ بها مدرسة
ودارًا، وظهرت بركته عَلَى المتفقهة، وبلغَت مصنّفاته قريبًا من
مائة مصنَّف. ودُعيَ إلى مدينة غَزْنَة، وجرت له بها مناظرات.
وكان شديد الرّدّ عَلَى أَبِي عَبْد الله بْن كرّام.
ثمّ عاد إلى نَيْسابور، فسُمّ في الطّريق، فمات بقرب بُسْت، ونُقِل
إلى نَيْسابور، ومشهده بالحِيرة ظاهر يُزار ويُستجاب الدّعاء عنده.
قلت: أخذ طريقة الأشعريّ عَنْ أَبِي الحَسَن الباهليّ، وغيره.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: سَمِعْتُ أبا صالح المؤذّن
يَقُولُ: كَانَ أبو عليّ الدّقّاق يعقد المجلس ويدعو للحاضرين
والغائبين من أعيان البلد وأئمّتهم، فقيل لَهُ: قد نسيت ابن فُورَك
ولم تَدْع لَهُ.
فقال أبو عليّ: كيف أدعو لَهُ وكنتُ أقسمُ عَلَى الله البارحة
بأيْمانه أن
__________
[1] ج 4/ 272.
(28/148)
يشفي عِلّتي. وكان بِهِ وجع البَطن تِلْكَ
اللّيلة [1] .
وقال البَيْهَقيّ: سَمِعْتُ القُشَيْريّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن
فُورَك يَقُولُ: حُمِلتُ مقيدًا إلى شيراز لفتنة في الدّين،
فوافينا باب البلد مُصبحًا، وكنت مهمومًا، فلمّا أسفَرَ النّهار
وقع بصري علي محرابٍ في مسجدٍ عَلَى باب البلد، مكتوب عليه
أَلَيْسَ الله بِكافٍ عَبْدَهُ 39: 36 [2] ، فحصل لي تعريف باطنيّ
أنّي أُكْفَى عَنْ قريب، فكان كذلك. وصرفوني بالعزّ [3] .
قلت: كَانَ مَعَ دينه صاحب قَلَبَه وبدعة.
قَالَ: أبو الوليد سليمان الباجيّ: لمّا طَالِب ابن فُورَك
الكراميّة أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خُراسان يقولون لَهُ:
إنّ هذا الّذي يؤلب علينا أعظم بدعةٍ وكُفْرًا عندك منّا، فسَلْهُ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المطَّلب، هَلْ
هُوَ رسول الله اليوم أم لا؟
فعظُم عَلَى محمود الأمر، وقال: إنْ صحّ هذا عَنْهُ لأقتلّنه.
ثمّ طلبه وسأله، فقال: كان رسول الله، وأمّا اليوم فلا.
فأمرَ بقتله، فشُفِعَ إِليْهِ وقيل: هُوَ رجلٌ لَهُ سِنٌ. فأمرَ
بقتله بالسُّمّ. فسُقِيَ السُّمَ [4] .
وقد دعا ابن حزْم للسلطان محمود إذ وُفّقَ لقتله ابن فُورَك، لكونه
قَالَ: إنّ رسول الله كَانَ رسولًا في حياته فقط، وإنَّ روحه قد
بطُل وتلاشي، وليس هُوَ في الجنّة عند الله تعالى، يعني روحه.
وفي الجملة: ابن فُورَك خيرٌ من ابن حزْم وأجلّ وأحسن نِحْلَة.
قَالَ الحاكم أبو عَبْد الله: أنبا ابن فورك، نا عَبْد الله بْن
جعفر، فذكر حديثًا.
204- محمد بْن الطّاهر ذي المناقب الحسين بْن موسى بن محمد [5] .
__________
[1] تبيين كذب المفتري 232، 233.
[2] سورة الزمر، الآية 36.
[3] تبيين كذب المفتري 233.
[4] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 130.
[5] انظر عن (محمد بن الطاهر) في:
(28/149)
أبو الحَسَن العلويّ المُوسَويّ، المعروف
بالشّريف الرّضيّ، نقيب الطّالبيّين. من ولد موسى بْن جعفر بْن
محمد.
لَهُ ديوان شِعر مشهور، وشعره في غاية الحُسْن.
وصنَّف كتابًا في معاني القرآن يتعذَّر وجود مثله.
وكان غير واحد من الأدباء يقولون: الشّريف الرّضيّ أشعر قُرَيْش.
وكان مولده سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وذكر الثّعالبيّ [1] أنّه ابتدأ بنظْم الشعْر وهو ابن عشْر سِنين.
قَالَ، وهو أشعر الطّالبيّين ممّن مضي منهم ومَن غَبَر، عَلَى كثرة
شُعرائهم المُفْلِقين. ولو قلت إنّه أشعر قُرَيش لم أَبْعُد عَنِ
الصدْق.
وكان هُوَ وأبوه نقيب الطّالبييّن، ولي النّقابة أيّام أَبِيهِ،
وديوانه في أربع مجلّدات.
وقيل: إنّ الشّريف الرَّضيّ أحضر درس أَبِي سَعِيد السيرافيّ
ليعلمه ولم يبلغ عشر سِنين، فأمتحنه يومًا فقال: ما علاقة النّصب
في عمر؟ [2] .
__________
[ () ] كنز الفوائد للكراجكي 1/ 65، 101، 341، ويتيمة الدهر 3/
116- 135، وتاريخ بغداد 2/ 246، 247 رقم 715، والمنتظم 7/ 279- 283
رقم 440، والكامل في التاريخ 9/ 261 د 262، ووفيات الأعيان 4/ 414-
420 رقم 667، والتذكرة الفخرية 17، 63، 66، 74، 87، 110، 111، 218،
390، 428، 459، والتذكرة الحمدونية 2/ 83، 155، 239، 321، 363،
والجامع الكبير لابن الأثير 53، 54، 166- 168، 212، والمنازل
والديار 1/ 76، 71، 125، 184، 182، 345، و 2/ 121، 266، 328، ولباب
الآداب 121، 385، والمختصر في أخبار البشر 2/ 145، وتذكرة الحفاظ
3/ 289، والعبر 3/ 95، وسير أعلام النبلاء 17/ 285، 286 رقم 174،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والبداية والنهاية 12/ 3، 4، والوافي
بالوفيات 2/ 374- 379 رقم 846، ونزهة الجليس 1/ 359، ومرآة الجنان
3/ 18- 20، وروضات الجنات 573، وكشف الظنون 472، وغيرها، وإيضاح
المكنون 1/ 430 و 2/ 89، وهدية العارفين 2/ 60، وديوان الإسلام 2/
324، 325 رقم 986، وأعيان الشيعة 44/ 173- 187، والأعلام 6/ 99،
ومعجم المؤلفين 9/ 261، وشذرات الذهب 3/ 182- 184، ومجمع الرجال
للقهپائي 5/ 199، والنابس في القرن الخامس من (طبقات أعلام الشيعة)
164، 165، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 7/ 16، واتعاظ الحنفا 1/ 32،
33، 35- 37، 48، 49 و 2/ 197 و 3/ 283.
[1] في يتيمة الدهر 3/ 116، 117.
[2] الصواب: ما علامة النصب في عمرو من قولك ضرب زيد عمرا؟ فقال:
بغض عليّ، يريد
(28/150)
فقال: بُغْض عليّ.
فعجب السيرافيّ والجماعة من حِدّة خاطره.
وللرّضيّ كتاب «مجاز القرآن» أيضًا.
وكان أبوه شيخا معمّرا، توفّي سنة أربعمائة، وقيل: سنة ثلاث
وأربعمائة، وقد جاوز التّسعين. فرثاه أبو العلاء المَعَريّ.
ومن شِعر الرَّضيّ:
يا قلبُ ما أنتَ مِن نجدٍ وساكنه ... خلَّفت نَجْدًا وراء
المُدْلِجِ السّاري
راحت نوازع من قلبي تتْبَعُه ... عَلَى بقايا لباناتٍ وأوطار
يا صاحبيَّ قِفا لي واقضيا وَطَرًا ... وحَدّثاني عَنْ نجْدٍ
بأخبار
هَلْ رُوضَتْ قاعُهُ الوَعْساء أم مُطِرَتْ ... خميلة الطَّلْح ذات
البان والغارِ؟
أم هَلْ أبيتُ ودارٌ دون كاظمةٍ ... داري، وسُمّار ذاك الحيّ
سُمّاري
تضوع أرواحُ نجدٍ من ثيابهمُ ... عند القدوم بقرب العهد بالدّار
[1]
وللرّضيّ:
اشْترِ العزَّ بما شَئتَ ... [2] فما العزُّ بِغالِ
بقَصار البِيض [3] إنْ شئت ... أو السُّمر الطوالِ
لَيْسَ بالمغبون عقلًا [4] ... مَن شَرا [5] عِزّا بمالِ
إنما يدَّخَرُ ... المال لأثمان المعالي [6]
تُوُفّي فِي المحرَّم.
205- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد.
أبو بَكْر الشّيرازيّ المؤدب المعروف بالنّجّار.
__________
[ () ] عمرو بن العاص.
[1] ديوان الشريف الرضيّ 1/ 517، وبعضها في: وفيات الأعيان 4/ 415،
416.
[2] في يتيمة الدهر 3/ 133: «بما بيع» .
[3] في اليتيمة: «بالقصار الصفر» ، ومثله في تاريخ بغداد 2/ 247.
[4] في اليتيمة: «حظا» .
[5] في اليتيمة: «مشتر» .
[6] في اليتيمة: «لحاجات الرجال» .
(28/151)
تُوُفّي في جمادى الأخرة عَنْ مائةٍ وستّ
سنين.
206- محمد بْن عثمان بْن حسن [1] .
القاضي أبو الحُسَين النَّصِيبيّ. نزيل بغداد.
روى عَنْ: أَبِي الميمون بْن راشد البَجَليّ، وإسماعيل الصّفّار،
وأحمد بْن جعفر بْن المنادي.
روى عَنْهُ: القاضي أبو الطّيّب الطَّبَريّ، وغيره.
ضعّفه أحمد بْن عليّ الباديّ.
وقال حمزة الدّقّاق: روى للشّيعة ووضع لهم.
وقال الخطيب: [2] سَأَلت الأزْهريّ عَنْهُ، فقال: كذّاب.
207- محمد بْن يحيى بْن السّريّ الحذّاء التنيسيّ.
تُوُفّي بها في شعبان، ووُلِد سنة سبع عشر وثلاثمائة. قاله
الحبّال.
208- محمد بْن مَوْهَب بْن محمد [3] .
أبو بكر الأزديّ القبريّ، ثمّ القرطبيّ الحصّار.
والد القاضي أَبِي شاكر عَبْد الواحد، وجدّ الإمام أَبِي الوليد
الباجيّ لأمّهِ.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن قاسم، وعبد الله بْن محمد بن عليّ
الباجيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
حديث خيثمة الأطرابلسيّ 46 رقم 83، وتاريخ بغداد 3/ 51، 52 رقم
992، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 438، والضعفاء والمتروكين
لابن الجوزي 3/ 84 رقم 3117، والمغني في الضعفاء 2/ 613 رقم 5814،
وميزان الاعتدال 3/ 643 رقم 7935، والكشف الحثيث 390 رقم 702،
ولسان الميزان 5/ 281، 282 رقم 966، ومجمع الرجال 5/ 259، وطبقات
أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 169، 170، وأعيان الشيعة
(طبعة دار التعارف 1983) 9/ 398، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 4/ 264 رقم 1517.
[2] في تاريخه 3/ 51.
[3] انظر عن (محمد بن موهب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 497، 498 رقم 1079، وجذوة المقتبس، رقم 146،
والديباج المذهب 271 وفيه «المقبري» ، شجرة النور الزكية 1/ 111،
مدرسة الحديث في القيروان 2/ 673.
(28/152)
ورحل فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي
الحَسَن القابسيّ، وتفقّه عندهما. وبرع في مذهب مالك، ونظر في علم
الكلام. فلمّا رجع تكلَّم في شيء من نُبّوة النّساء ونحو هذه
الغوامض، فشنّعوا عَليْهِ بذلك.
وكان من زُهّاد العلماء. وكان القاضي ابن ذَكْوان يقدّمه عَلَى
فُقَهاء عصره.
وله مصنَّف في الفِقْه مفيد، وله «شرح رسالة شيخه أَبِي محمد» ،
ثمّ نزح إلى سبْتة لأمورٍ جرت، فأخذ عَنْهُ بها: حمزة بْن إسماعيل.
ثمّ عاد إلى قرطبة مستخفيا، وتوفّي في جُمَادَى الأولى.
- الكنى-
209- أبو زُرْعة بْن حُسين بْن أحمد القَزْوينيّ.
الفقيه.
سَمِعَ من: عَبْد الله بْن عدّي بجُرْجان، والفاروق الخطّابيّ
بالبصرة، وجماعة.
(28/153)
سنة سبع وأربعمائة
- حرف الآلف-
210- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ [1] .
أبو الحسين الخازن.
سَمِعَ: الحسين بْن عيّاش القطّان.
وثّقه البَرْقانيّ. ومات في رمضان.
روى جزءًا واحدًا.
سَمِعَ منه: البَرْقانيّ، وغيره.
211- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن موسى [2] .
الحافظ أبو بَكْر الشّيرازيّ، مصنّف كتاب «الألقاب» .
سَمِعَ ببغداد: أبا بحر محمد بْن الحَسَن البَرْبَهاريّ، وأبا
بَكْر القَطِيَعيّ، وعليّ بْن أحمد المَصيصيّ.
وبإصبهان: أبا القاسم الطَّبَرانيّ، وأبا الشّيخ.
وبمَرْو: عبد الله بن عمر بن علّك.
وبجرجان: عبد الله بن عديّ، والإسماعيليّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 4/ 21 رقم 1616، وفي الأصل: «أحمد بن محمد» .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 111، ومعجم البلدان 3/ 381، والعبر 3/ 96، وسير
أعلام النبلاء 17/ 242- 244 رقم 2149، وتذكرة الحفاظ 3/ 1065-
1067، والوافي بالوفيات 7/ 38 رقم 2969، ومرآة الجنان 3/ 20،
وطبقات الحفاظ 415، 416، وكشف الظنون 1/ 157، وشذرات الذهب 3/ 184،
190، وهدية العارفين 1/ 71، والأعلام 1/ 146، ومعجم المؤلفين 1/
264، ومعجم طبقات الحفاظ 53.
(28/154)
وبنَيْسابور: محمد بْن الحَسَن السّرّاج.
وبفارس: عَبْد الواحد بْن الحَسَن الجنْدَيْسابوريّ، وسعيد بْن
القاسم بْن العلاء المُطّوعيّ بطراز من بلاد التُّرْك.
وببُخَارَى: محمد بْن محمد بْن صابر.
وبِشيراز: أسامة بْن زيد القاضي.
وبالبصْرة: أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخارِكيّ.
وبواسط وبلدان عدّة.
وأقام بهَمَدان مدّة، فروى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وأبو مُسْلِم
بْن عَزّو، وحُمَيْد بْن المأمون، وآخرون.
قَالَ الحافظ شِيرَوَيْه: ثنا عَنْهُ أبو الفَرَج البَجَليّ، وكان
صدوقًا ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن جيّدًا جيدا. خرج مِن عندنا
سنة أربع وأربعمائة إلى شِيراز، وأُخْبِرتُ أنّه مات بها سنة إحدى
عشرة.
وقال أبو القاسم بْن مَنْدَهْ: تُوُفّي في سنة سبْعٍ في شوّال.
قلت: وهذا أقرب.
وقد سمعتُ كتاب «الألقاب» لَهُ من الأَبَرْقُوهيّ بسماعه حضورًا
سنة ثمان عشرة وستّمائة، من أَبِي سهل السّرْفُويّ، بسماعه من
شهردار ابن الحافظ شِيرَوَيْه.
أَنَا أحمد بْن عُمَر البَيع، أَنَا حُمَيْد بْن المأمون، عَنْهُ،
قَالَ جعفر المستغفريّ: كَانَ يفهم ويحفظ. دخل نَسَف وكتبت عَنْهُ.
وسمعته يَقُولُ: وقع بيني وبين أَبِي عَبْد الله بْن البَيَّع
الحافظ منازعة في عَمْرو بْن زُرَارة، وعُمَر بْن زُرَارة، فكان
يَقُولُ: هما واحد.
فتحاكمنا إلى الحاكم أَبِي أحمد الحافظ فقلنا: ما يَقُولُ الشَّيْخ
في رَجُل يَقُولُ عَمْرو بْن زُرارة وعُمَر بْن زُرارة واحد؟
فقال: مَن هذا الطّبل الّذي لا يفصل بينهما؟! 212- أحمد بْن محمد
بْن خاقان [1] .
__________
[1] إنما هو محمد بن أحمد كما سيأتي. انظر الترجمة رقم (235) من
هذا الجزء.
(28/155)
أبو الطَّيَّب العُكْبَريّ الدّقّاق.
حدَّث عَنْ: أَبِي ذَرّ أحمد بْن محمد بْن الباغَنْديّ، ومحمد بْن
أيّوب بْن المُعَافَى.
وهو آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
213- أحمد بْن محمد بْن عَبْس.
أبو مُعَاذ الزّاغانيّ الهَرَويّ.
آخر من روى عَنْ يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الحافظ الهَرَويّ.
روى عَنْهُ: أبو عامر الأزْديّ شيخ الكَرُوخيّ [1] ، وجماعة.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.
214- أحمد بْن محمد بْن يوسف بْن دوست [2] .
أبو عَبْد الله البغدادي البزّاز.
حدَّث عَنْ: الحسين بْن يحيى بْن عَيّاش، ومحمد بْن جعفر
المَطيريّ، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم.
وعنه: أبو محمد الخلال، والأزهري، وهبة الله اللالكائي، وأبو بكر
الخطيب [3] قَالَ: وكان محدَّثا مُكثرًا حافظًا عارفًا. مَكَثَ
مرّة يُمْلي بجامع المنصور بعد المخلّص. وكان يُمْلي من حفظه.
وكان عارفًا بمذهب مالك. ضعّفه الأزهريّ، وطعن ابن أَبِي الفوارس
في روايته عَنِ المطيريّ.
__________
[1] الكروخيّ: نسبة إلى كروخ، بالفتح وآخره خاء معجمة. بلدة بينها
وبين هراة عشرة فراسخ.
والكروخي هو: أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي
سهل القاسم، وشيخه هو أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي. (معجم
البلدان 4/ 458) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 5/ 124، 125 رقم 2546، والمنتظم 7/ 284 رقم 441،
وتذكرة الحفّاظ 3/ 1066، والمغني في الضعفاء 1/ 58، رقم 454،
وميزان الاعتدال 1/ 153، 154 رقم 608، والبداية والنهاية 12/ 5،
ولسان الميزان 1/ 297، 298 رقم 877، والنجوم الزاهرة 4/ 241.
[3] في تاريخه 5/ 124.
(28/156)
قَالَ الخطيب [1] : تُوُفّي في رمضان وله
أربعٌ وثمانون سنة.
قلت: آخر من روى عَنْهُ: رزق الله التّميميّ.
وقع لي حديثه عاليا.
قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ يسرد الحديث من حفظه، وتكلّموا فيه،
فَقِيل إنّه كَانَ يكتب الأجزاء ويترّبُها ليُظنّ أنّها عُتْق [2]
.
وقال الأزهريّ: غرقْتَ كُتُبُه فكان يجدّدها [3] .
وأثني عَليْهِ بعض العلماء.
وكان يّذَاكر الدارقطني، ويسرد من حفظه.
- حرف الحاء-
215- الحسن بن حامد بن الحسن [4] .
أبو محمد الدَّبِيليّ التّاجر الأديب.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن سَعِيد المَوْصِليّ، وأبا الطَّيّب
المتنبيّ.
قَالَ الخطيب [5] : ثنا عَنْهُ الصُّوريّ، وكان صدوقًا تاجرًا
متمولًا، قَالَ لي الصُّوريّ: ذَكَر لنا ابن حامد أنّه سَمِعَ من
دَعْلَج، وأن المتنّبي لمّا قدِم بغدادَ نزل عَليْهِ، فكان القيم
بأموره، وقال لَهُ: لو كنتُ مادحًا تاجرًا لمدحتك.
وقال الصُّوريّ: قد روى الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، عَنْ
رجلٍ، عَنِ ابن حامد.
وقال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في مُسْتَهَل شوّال [6] .
قلت: وسماع الصُّوريّ منه بمصر.
__________
[1] في تاريخه 5/ 125.
[2] تاريخ بغداد 5/ 125.
[3] تاريخ بغداد 5/ 125.
[4] انظر عن (الحسن بن حامد) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 16، 22، 57، وتاريخ بغداد 7/ 303 رقم
3817، والمنتظم 7/ 181، والبداية والنهاية 11/ 316.
[5] في تاريخه 7/ 303.
[6] تاريخ بغداد 7/ 303.
(28/157)
روى عَنْهُ: خَلَف الحُوفيّ.
216- الحسن بْن حامد [1] .
شيخ الحنابلة.
قد مرّ سنة ثلاث وأربعمائة.
217- الحَسَن بْن عَلِيّ بْن المؤمِّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن
ماسَرْجس [2] .
أبو محمد الماسَرْجِسيّ النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا عثمان عَمْرو بْن عَبْد الله البصْريّ،
والأصمّ.
وكان ثقة جليلًا.
روى عنه: أبو بكر البيهقيّ.
وتوفّي في شَعْبان.
- حرف السين-
218- سليمان بْن الحَكَم بن سليمان ابن النّاصر لدين الله عَبْد
الرَّحْمَن الأمويّ المروانيّ [3] .
الملقّب بالمستعين.
خرج قبل الأربعمائة، والتفّ عَليْهِ خلق من جيوش البربر بالأندلس.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (98) من هذا الجزء.
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن المؤمّل) في:
المنتخب من السياق 180 رقم 484.
[3] انظر عن (سليمان بن الحكم) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 102، وجذوة المقتبس 19- 22، والذخيرة
في محاسن الجزيرة ق 1 ج 1/ 35- 48، والمعجب 42- 45، وتاريخ حلب
للعظيميّ 319، 320، وبغية الملتمس للضبيّ 24- 26، والحلّة السيراء
2/ 5- 12 رقم 112، والكامل في التاريخ 9/ 216- 218، 241، 242 وفيه
«سليمان بن الحاكم» ، وخريدة القصر (قسم شعراء الأندلس) ق 4 ج 2/
94، والبيان المغرب 3/ 91، والمختصر في أخبار البشر 2/ 145، وسير
أعلام النبلاء 17/ 133- 135 و 17/ 283- 285 رقم 79، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 327، 328، وفوات الوفيات 2/ 62، 63 رقم 172، وتاريخ ابن
خلدون 4/ 150، 151، ومآثر الإنافة 1/ 333، 334، ونفح الطيب 1/ 428-
431، ورقم الحلل في نظم الدول للسان الدين ابن الخطيب 153، 154،
162، 163، وأخبار الدول للقرماني 145، ومعجم بني أميّة 65، 66 رقم
137.
(28/158)
وحاصر قُرْطُبَة إلى أن أخذها كما ذكرنا
سنة ثلاث وأربعمائة. وعاث هو جيشه وأفسدوا، وعملوا ما لا تعمله
الفَرَنْج. وكان من أمراء جُنْده القاسم وعليّ ابنا حمّود بن ميمون
الحسنيّ الإدريسيّ، فقدّمهما عَلَى البربر، ثمّ استعمل أحدهما علي
سبْتَة وطْنَجَة، واستعمل القاسم عَلَى الجزيرة الخضراء.
ثّم إنّ عليّا متولي سبْتة راسلَ جماعةً وحدَّث نفسه بولاية
الأندلس، فاستجاب لَهُ خلْق وبايعوه، فزحف من سبْته وعدّى إلى
الأندلس، فبايعه أمير مالقه. واستفحل أمره، ثمّ زحَف بالبربر إلى
قُرْطُبَة، فجهّز المستعين لحربه ولده محمد بْن سليمان، فانكسر
محمد وهجَم عليّ بْن حمُّود قُرْطُبَة فدخلها، وذبح المستعين بيده
صبرًا، وذبح أَبَاهُ الحَكَم وهو شيخ في عَشْر الثمانين، وذلك في
المحرّم. وانقطعت دولة بني أُميّة في جميع الأندلس.
وكان قيام سليمان في شوّال سنة تسعٍ وتسعين، ثمّ كمل أمره في ربيع
الآخر سنة أربعمائة، وظفر بالمهديّ محمد بْن عَبْد الجبّار في ذي
الحجّة من السّنة فقتله صبرًا، وهرب المؤيّد باللَّه هشام بْن
الحَكَم وسار سليمان في بلاد الأندلس يعيث ويفسد ويُغير حتى دوَّخ
الإسلام وأهله.
قَالَ الحُمَيْديّ: [1] لم يزل المستعين يجول بالبربر يُفْسد
ويَنْهَب ويُفْقر المدائن والقري بالسيّف لا يُبقى معه البربر على
صغيرٍ ولا كبير ولا امرأة إلى أن غلب عَلَى قُرْطُبَة سنة ثلاثٍ في
شوّال.
قلت: عاش سليمان المستعين نيفًا وخمسين سنة، وله شِعْر رائق فمنه:
عَجَبًا يهابُ اللَّيْثُ حدّ سناني ... وأهاب لَحْظَ فواتِرَ
الأجفانِ
وأُقَارِعُ الأهوالَ لا متهيبًا ... منها سوى الإعراضِ والهِجران
وتملّكت نفسي ثلاثٌ كالدُّمَى ... زُهْرُ الوُجُوه نواعمُ الأبدانِ
ككواكب الظَّلْماءِ لُحْن لناظرٍ ... مِن فوقِ أغصانِ عَلَى
كُثْبَانِ
هذي الهلال وتلك بِنْت المشتري ... حُسْنًا، وهذِي أختُ غَصْنِ
البانِ
حاكمت فيهن السّلُوَّ إلى الصّبى ... فقضى بسلطان على سلطاني
__________
[1] في جذوة المقتبس 20.
(28/159)
منها:
وإذا تجاري في الهوى أهلُ الهوى ... عاش الهوى في غبطةٍ وأمانِ [1]
- حرف العين-
219- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم [2] .
أبو القاسم الفارسيّ ثمّ البغداديّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد.
قال الخطيب: سَمِعْتُ منه، وكان قَدَريّا داعية، لم أكتب ما سمعته
منه.
220- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي المُطَرف عَبْد
الرَّحْمَن الأندلسيّ [3] .
أبو المطرف قاضي الجماعة.
استقضاه الخليفة المؤيَّد باللَّه هشام في دولته الثّانية،
فحُمِدَت سيرته.
وكان الأغلب عَليْهِ الأدب والرّواية. وعُزِل عَنِ القضاء بعد سبعة
أشهر، ففرح بالعزْل، وعاد إلى الانقباض والزُّهْد إلى أن مضى
لسبيله مستورا. وتوفّي في صفر عَنْ إحدى وسبعين سنة.
221- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن إبراهيم.
أبو القاسم الهمذانيّ المؤدّب.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الحلاب، وأبي أحمد بْن مملوس
الزَّعْفرانيّ، وحامد الصّرّام، وجماعة.
وقال شِيرَوَيْه: ثنا عَنْهُ أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن
الرُّوذْباريّ، وأخوه أبو بَكْر، ويوسف الخَطيب، ومحمد بْن الحسين
الصُّوفيّ.
وحديثه يدلّ عَلَى الصدْق.
222- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حامد.
__________
[1] جذوة المقتبس 21.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 9/ 397 رقم 5001.
[3] انظر عن (عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي المُطَرف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 314، 315 رقم 686.
(28/160)
أبو الحَسَن الدّيناريّ الأنصاريّ
الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا حامد الشّارِكيّ، وحامد بْن محمد الرّفّاء، وجماعة.
أكثر النّاس عَنْهُ.
223- عَبْد السّلام بْن الحَسَن بْن عَوْن.
الأديب أبو الخطّاب البغداديّ الحريريّ التّاجر.
من فُحُول الشُّعَراء.
ذكره ابن النّجّار [1] وأورد لَهُ مقطَّعات.
روى عنه: مِهْيار الدَّيْلَميّ، وأحمد بْن عُمَر بْن رَوْح.
مات في رجب.
224- عَبْد العزيز بْن عثمان بْن محمد القَرْقِسانيّ.
الصُّوفيّ الشَّيْخ أبو محمد. شيخ الصُّوفيّة بالشّام.
حدَّث عَنِ القاضي أحمد بْن كامل.
روى عنه: أبو بَكْر عليّ الأهوازيّ، وعليّ بْن محمد الرَّبَعيّ.
تُوُفّي في شوّال.
وكان أشْعَريّا. قاله ابن عساكر [2] .
225- عَبْد القاهر بْن محمد بْن محمد بْن عتْرة [3] .
أبو بَكْر المَوْصليّ.
حدَّث ببغداد عَنْ: موسى بْن محمد الزّرْقيّ المَوْصِليّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب ووثّقه، وابن المهتدي باللَّه.
226- عَبْد الملك بْن أبي عثمان محمد بن إبراهيم [4] .
__________
[1] في الأجزاء التي لم تصلنا من: (ذيل تاريخ بغداد) .
[2] في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 5/ 146 رقم 130.
[3] انظر عن (عبد القاهر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 139 رقم 5835.
[4] انظر عن (عبد الملك بن أبي عثمان) في:
تاريخ بغداد 10/ 432 رقم 5594، والأنساب 5/ 93، 94، وتبيين كذب
المفتري 233- 236، والمنتظم 7/ 279 رقم 439، ومعجم البلدان 2/ 360،
361، واللباب
(28/161)
أبو سعد النَّيْسابوريّ الواعظ، الزّاهد
المعروف بالخَركْوُشيّ. وخركوش:
سكّة بمدينة نيسابور.
روى عَنْ: حامد بْن محمد الرّفّاء، ويحيى بْن منصور القاضي،
وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأبي عَمْرو بْن مطر.
وتفقّه علي: أَبِي الحَسَن الماسَرْجِسيّ.
وسمع بالعراق ودمشق، وحجّ وجاوَرَ، وصحِبَ الزُّهّاد. وكان لَهُ
القبول التّام.
وصّنف كتاب «دلائل النُّبُوَّة» ، وكتاب «التّفسير» ، وكتاب
«الزُّهْد» ، وغير ذَلِكَ.
قَالَ الحاكم: أقول إنيّ لم أرَ أجمع منه علمًا وزُهدًا وتواضعًا
وإرشادًا إلى الله، وإلى الزُّهْد في الدّنيا، زاده الله توفيقًا،
وأسعدنا بأيّامه. وقد سارت مصنّفاته في المسلمين.
وقال الخطيب [1] : كَانَ ثقة ورعًا صالحًا.
قلت: روى عَنْهُ الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بْن محمد الخلال،
وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التّنُوخيّ، وعليّ بْن محمد
الحِنّائيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو صالح المؤذّن، وأبو
عليّ الأهوازيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الحسين بْن المهتدي
باللَّه، وأحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن عثمان
الإصبهانيّ البَيَّع، وآخرون.
وتوفّي سنة سبْعٍ في جَمَادَى الأولى.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا أَبُو رَوْحٍ
إِجَازَةً: أنبا عليّ بن عثمان بن
__________
[ () ] 1/ 436، والعبر 3/ 96، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1066، وسير أعلام
النبلاء 17/ 256، 257 رقم 153، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/
222، 223، وشذرات الذهب 3/ 184، 185، وكشف الظنون 245، 514، 21045،
1047، 1569، وهدية العارفين 1/ 625، ومعجم المؤلفين 6/ 188، 189،
وتاريخ التراث العربيّ 2/ 496.
[1] في تاريخه 10/ 432.
(28/162)
مُحَمَّدِ بْنِ الْبَيِّعِ سَنَةَ ثَلاثٍ
وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: ثنا الأُسْتَاذُ أَبُو سَعْدٍ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ إِمْلاءً فِي سَنَةِ سِتٍّ
وَتِسْعِينَ وثلاثمائة: ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ إبراهيم البوسنجيّ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
نُفَيْلٍ قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ،
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْشُمٍ
الْمُدْلِجِيُّ فَقَالَ: «يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَدِيثَ
قَوْمٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ: عُمْرَتُنَا هَذِهِ
لِعَامِنَا هَذَا، أَمْ لِلأَبَدِ؟.
قَالَ: لا، بَلْ لأَبَدِ الأَبَدِ» . كَانَ أبو سعد ممّن وُضِع
لَهُ القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء. وكان يعمل
القَلانِس ويبيعها، ويأكل من كسْب يمينه. بني في سكّته مدرسةً
ودارًا للمرضى، ووقَفَ عليهما الأوقاف. وله خزانة كُتُب كبيرة
موقوفة.
فاللَّه يرحمه.
وذكر ابن عساكر [1] أنّه كَانَ أشعريّا.
وقال محمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام: رَأَيْت الأستاذ أبا سعْد
الزّاهد بالمصلى للاستسقاء عَلَى رأس الملأ، وسَمِعْتُهُ يصيح:
إليكَ جئنا وأنت جئتَ بنا ... وليس ربٌ سواك يُغْنينا
بابُكَ رحْبٌ فناؤه كرم ... تؤوي إلى بابك المساكينا [2]
227- عَبْد الوهّاب بن أحمد بْن الحَسَن بْن عليّ بْن منير.
أبو القاسم المصريّ الأديب.
أخو منير.
لم يكن لَهُ في الحديث خبرة.
وقد سَمِعَ: أبا سَعِيد بْن الأعرابيّ، وغير واحد.
وحدَّث وأفاد.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو عَمْرو الدّانيّ، وغيره من المَغَاربة
والمصرييّن.
وتُوُفّي في شَعْبان من السّنة.
__________
[1] في تبيين كذب المفتري 233.
[2] تبيين كذب المفتري 236.
(28/163)
228- عطيّة بْن سَعِيد بْن عَبْد الله [1]
.
أبو محمد الأندلسيّ.
سَمِعَ من: أَبِي محمد الباجيّ.
ثم رحل وطاف بلاد المشرق سياحةً، وانتظمها سماعًا. وبلغ إلى ما
وراء النّهر، ثمّ عاد إلى نَيْسابور فسكنها مدّة عَلَى قدم
التوكُّل والزُّهد، ورُزق القَبُول الوافر. وعادَ إليه أصحاب أَبِي
عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ.
قَالَ الخطيب [2] : ثمّ قدم بغداد، وحدّث عَنْ زاهر السَّرْخَسيّ،
وعليّ بْن الحسين الأَذَنيّ. حدَّثني عَنْهُ أبو الفضل عَبْد
العزيز بْن المهديّ وقال: كَانَ زاهدًا لا يضَع جنْبَه، إنّما ينام
مُحْتَبِيا.
وقال غيره: ثمّ خرج مِن بغداد إلى مكّة. وكان قد جمع كُتُبًا حملها
عَلَى بخاتيّ كثيرة، وليس لَهُ إلا ركْوَة ومُرَقَّعته ووِطاؤُه.
وكذلك خرج إلى الحجّ، فكان كلّ يوم يعزم عَليْهِ رجلٌ من الرَّكْب.
قَالَ رفيقه: ما رَأَيْته يحمل من الزّاد شيئًا. وقُرئَ عَليْهِ
بمكّة «صحيح الْبُخَارِيّ» ، بروايته عَنْ إسماعيل بْن حاجب صاحب
الفِرَبْرِيّ.
وكان عارفًا بأسماء الرّجال. وكان يجوّز السَّماع، فلذلك كانت
المغاربة يتحامونه.
وذكره أبو عَمْرو الدّانيّ في «طبقات المقرَّبين» لَهُ فقال: عطيّة
بْن سَعِيد القفْصيّ الصُّوفيّ، أخذ القراءة عَنْ جماعة. وعرض
بالأندلس على عليّ بْن محمد بْن بِشْر، وبمصر عَلَى عَبْد الله.
يعني السّامّريّ. ودخل الشّام، والعراق، وخُراسان، وكتب الكثير من
الحديث. وكان ثقة. كتب معنا بمكّة عن أحمد بن
__________
[1] انظر عن (عطيّة بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 12/ 322، 323 رقم 6766، وجذوة المقتبس 319- 322 رقم
741، والصلة لابن بشكوال 2/ 447- 449 رقم 963، وبغية الملتمس
للضبيّ 433- 435 رقم 1260، وسير أعلام النبلاء 17/ 412- 414 رقم
271، وتذكرة الحفاظ 3/ 1088، 1089، وطبقات الحفاظ 421، 422، ومعجم
طبقات الحفاظ 128.
[2] في تاريخه 12/ 322، 323.
(28/164)
فِرَاس، وأحمد بْن متٍ البخاريّ.
قال: وبها توفّي سنة سبع وأربعمائة.
ثم قَالَ: يكتب بقيّة ترجمته من العَام الآتي.
وقال فيه: الحافظ الزاهد أحد الأئّمة الأعلام. سَمِعَ من عَبْد
الله بْن محمد بْن علي الباجيّ، وطبقته. وارتحل إلى المشرق فأكثر
التَّرْحال، ولقي نُبلاء الرجال، وبرّز في العلم والعمل، وبَعُد
صيته.
قَالَ الحُمَيْديّ: [1] أقام بنَيْسابور مدّة، وكان صوفيا عَلَى
قدم التّوكُّل والإيثار.
وقال عَبْد العزيز بْن بُنْدار البُنْداريّ: لقيته ببغداد،
وصَحِبْتُه، وكان من الإيثار والسّخاء عَلَى أمرٍ عظيم، ويقتصر
عَلَى فُوطة ومُرَقَّعَة. وخرجنا معه للحجّ للياسِرِيّة، فلمّا
بَلَغْنا المنزلة ذهبنا نتحلّل الرّفاق، فإذا بشيخٍ خُراسانيّ حوله
حَشَم فقال لنا: أنزلوا. فجلسنا، فأتى بِسُفْرة، فأكَلْنا وقمنا.
قَالَ: فلم نزل عَلَى هذه الحال يتّفق لنا كلّ يوم مَن يطعمنا
ويسقينا إلى مكّة، وما حملنا من الزّاد شيئًا.
ثم قَالَ: وتُوُفّي بمكّة سنة ثمانٍ أو تسع وأربعمائة.
قَالَ الحُمَيْديّ [2] : وله كتاب في تجويز السّماع، وله طُرُق
حديث «المِغْفَر» ومَن رواه عَنْ مالك، في أجزاءٍ عدّة.
وحَدَّثَنَا أبو غالب بْن بِشْران النَّحْويّ: ثنا عطيّة بْن
سَعِيد، ثنا القاسم بْن عَلْقمة، ثنا بَهْز، فذكَرَ حديثًا.
229- عليّ بْن الحَسَن بْن القاسم [3] .
أبو الحسن بن المترفّق البغداديّ، ثمّ الطّرسوسيّ الصُّوفيّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي القاسم الطّبَرانيّ، وعبد الله بْن عديّ، وجماعة
وحدَّث بدمشق ومصر.
روى عَنْهُ: تمّام الرّازيّ وهو أكبر منه، وأحمد بْن محمد
العَتِيقيّ، وأبو الحَسَن بْن السمْسار، وأبو عليّ الأهوازيّ، وهبة
الله بْن إبراهيم الصّوّاف
__________
[1] في جذوة المقتبس 320.
[2] في جذوة المقتبس 322.
[3] انظر عن (علي بن الحسن) في: مختصر تاريخ دمشق 17/ 221 رقم 118.
(28/165)
المصريّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو إِسْحَاق
الحبّال.
ومات في شَعْبان.
230- عليّ بْن محمد.
أبو الحَسَن الْخراسانيّ العدّاس القيّاس.
بمصر في ربيع الآخر.
حدّث عَنْ: أَبِي الطّاهر القاضي، والحسن بْن رشيق.
روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد الحُوفيّ.
- حرف الميم-
231- محمود بْن أحمد بْن شاكر [1] .
أبو عَبْد الله المصريّ القطّان، الّذي جمع «فضائل الشّافعيّ» .
روى عَنْ: عَبْد الله بْن جعفر بْن الورد، والحسن بْن رشيق،
وجماعة.
روى عَنْهُ: القاضي أبو عبد الله القُضاعيّ، وأبو إِسْحَاق إبراهيم
بْن سَعِيد الحبّال، وجماعة.
تُوُفّي في المحرّم.
232- محمد بْن أحمد [2] .
أبو بَكْر الدّمشقيّ الْجُبْنيّ.
في العام الآتي.
233- محمد بْن أحمد بْن القاسم بن إسماعيل [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن شاكر) في:
مرآة الجنان 3/ 20، وحسن المحاضرة 1/ 211، وشذرات الذهب 3/ 185،
وكشف الظنون 1258، 1275، 1839، ومعجم المؤلفين 8/ 268، 269.
[2] انظر ترجمته في هذا الجزء برقم (256) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 1/ 333، 334 رقم 241، والمنتظم 7/ 285 رقم 443، والعبر
3/ 97، وسير أعلام النبلاء 17/ 265 رقم 160، ومرآة الجنان 3/ 20،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 103، 104، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 383 رقم 2026، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/
185.
(28/166)
أبو الحسين الضّبّيّ المَحَامِليّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، والنّجاد.
وكان إمامًا ثقة.
قَالَ الدارقطني: حفظ القرآن والفرائض، ودرس مذهب الشّافعيّ، وكتب
الحديث. وهو عندي ممّن يزداد كلّ يوم خيرًا [1] .
قَالَ الخطيب [2] : مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. وتوفّي في
رجب، وقد حضرتُ مجلسَه غير مرّة.
قلت: وروى عَنْهُ: سُلَيم الرّازيّ، وأبو الغنائم بْن أَبِي عثمان،
وجماعة.
وقع لي حديثه عاليا.
234- محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن إبراهيم بن شاذي.
أبو الحسن المؤذّن الحنبلي، المعروف بابن الشّعْراني الهمدانيّ.
روى عَنْ: أَوْس بْن أحمد، والكِنْديّ، ومحمد بْن موسى البزّاز.
روى عنه: مكي بن المحتسب، ومحمد بن الحسين الصوفي.
وهو صدوق.
235- محمد بن أحمد بن خَلَف [3] بن خاقان [4] .
أبو الطيب العكبريّ.
ولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وسمع في سنة خمس وعشرين من: محمد بن أيوب بن المعافي، وإبراهيم
الباقلاني.
روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد النديم.
وهو آخر من روى عَنْ أَبِي ذَرّ بن الباغنديّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 334.
[2] في تاريخه 1/ 334.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن خلف) في:
تاريخ بغداد 1/ 297 رقم 162، والمنتظم 7/ 285 رقم 442، ومعجم
البلدان 4/ 142، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1345.
[4] تقدّم وسمّاه أحمد بن محمد.
(28/167)
قَالَ الخطيب [1] : سألت عَبْد الواحد بْن
برهان عَنْهُ فعرفه ووثَّقه.
فقلت: إنّه روى عَنْ أَبِي ذَرّ.
فقال: كَانَ صدوقًا.
مات ببغداد.
قلت: وروى عَنْهُ أبو منصور العُكْبَريّ كتاب «المُجْتَبَى» لابن
دُرَيد، بسماعه من ابن دريد. سمعته بعلوّ.
236- محمد بن الحسن بن عنبسة.
أبو الحسن المذكر.
توفي ببخارى عن ثمانين سنة.
روى عَنْ: أَبِي سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع.
237- محمد بْن سليمان بْن الخضر.
أبو بَكْر النَّسَفيّ المعدّل.
روى «جامع الترْمِذيّ» عَنْ: محمد بْن محمود بْن عَنْبر عَنْ
المصنّف.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
238- محمد بْن عليّ بْن خَلَف [2] .
الوزير فخر المُلْك أبو غالب ابن الصَّيْرفيّ، الّذي صُنفَ
«الفخْريّ» في الجبر والمقابلة من أجله.
كَانَ جوادًا ممدَّحًا رئيسًا.
قتله مخدومه سلطان الدّولة ابن السّلطان بهاء الدولة ابن عَضُد
الدّولة بنواحي الأهواز في هذه السّنة.
__________
[1] في تاريخه 1/ 297.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن خلف) في:
الوزراء للصابي 5، 171، والمنتظم 7/ 286 287 رقم 445، والكامل في
التاريخ 9/ 260، 261، ووفيات الأعيان 5/ 124- 127 رقم 700،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، والعبر 3/ 97، وسير أعلام النبلاء
17/ 282، 283 رقم 173، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والوافي بالوفيات
4/ 118، 119 رقم 1613، ومرآة الجنان 3/ 20، 21، والبداية والنهاية
12/ 5، 6، وتاريخ ابن خلدون 4/ 470، 471، والنجوم الزاهرة 4/ 242،
وشذرات الذهب 3/ 185.
(28/168)
وقد ولى وزارة بغداد في أيّام القادر
باللَّه، فأثر بها آثارا حسنة، وعمّ بإحسانه وجوده الخاصّ والعامّ.
وعمّر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قتل مظلوما، وقد مدحه غير
واحد.
ولد فخر الملك بواسط في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة
وتنقلت به الأحوال حتى ولى الوزارة، وكان قد جمع بين الحلم والكرم
والرأي.
قال أبو جعفر بن المسلم: كنت مع أبي عند فخر الملك أبي غالب وقد
رفعت إليه سعاية برجل، فوقع فيها: السعاية قبيحة ولو كانت صحيحة.
فإن كنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ
الله أن نقبل من مهتوكٍ في مستور، ولولا أنّك في خَفَارة شَيْبك
لعاملناك بما يُشبه مقالك، ويردع أمثالك. فاكتم هذه المقالة
والعَيْب، واتّقِ من يعلم الغْيب [1] .
ثمّ إنّ فخر المُلْك أمرَ أن تُطرح في المكاتب وتُعَلَّم الصبيان،
يعني هذه الكلمات.
وقد ذكره هلال بْن المحسّن في كتاب «الوزراء» [2] من جَمْعه، فأسهب
في وصفه. وأطنب وطوّل ترجمته.
وكان أَبُوهُ صَيْرفيّا بديوان واسط، فنشأ فخر المُلْك في
الدّيوان، وكان يتعانى الكَرَم والمروءة في صغره، وله نفس أبيّه،
وأخلاق سنّية، فكان أهله يلقّبونه بالوزير الصغير. فلم يلبث أن ولى
مُشارفة بعض أعمال واسط، وتخادم لبهاء الدّولة بفارس، وجرت عَلَى
يده فتوحات.
وتُوُفّي أبو عليّ الحَسَن بْن أستاذ هُرْمُز، فولى أبو غالب وزارة
العراق في آخر سنة إحدى وأربعمائة، ومدحه الشّعراء. فلم يزل حاكمًا
عليها حتّى أُمْسِك بالأهواز في ربيع الأوّل وقُتِل.
وكان رحمه الله طلْق الوجه، كثير البِشْر، جوادًا، تنقّل في
الأعمال جليلها وصغيرها. وكان إليه المنتهى في الكفاية والخبرة
وتنظيم الأمور. يوقّع أحسن توقيع وأسّدهُ وألطفه. ويقوم بعد الكَدّ
والنَّصْب وهو ضاحك، ما تبيّن عليه
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 125، 126.
[2] ص 5 و 171.
(28/169)
ضجر. وكاتب ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم
وهادوه، ولم يكن في وزارة الدّولة البُوَيهيّة من جمعَ بين الكتابة
والكفاية وكِبَر الهمّة والمروءة والمعرفة بكلّ أمرٍ مثلهُ. فإنّ
أعيان القوم أبو محمد المهلّبيّ، وأبو الفضل بْن العميد، وأبو
القاسم بْن عَبّاد وما فيهم من خَبَرَ الأعمال وجَمَعَ الأموال مثل
فخر الملك.
وكانت أيامه وعدله يربي على أولئك. وكان من محاسن الدنيا التي يعز
مثلها، وله بيمارستان عظيم ببغداد قلّ أن عُمِل مثله. وكانت جوائزه
وصِلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُّلحاء والأُدباء
والمساكين، وله في ذلك حكايات.
دفن دفنا ضعيفا، فبدت رِجْله ونبشته الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفّن
[1] .
ثمّ أخذوا من وسطه هميانا [2] فيه جوهر نفيس، وأخذوا لَهُ من
النعَم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 126.
[2] الهميان: كيس أو محفظة صغيرة للنقود والجواهر.
(28/170)
سنة ثمان وأربعمائة
- حرف الألف-
239- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن الحُصَين [1] .
حدَّث في هذه السنة.
عَنْ: جعفر الخُلْديّ والنّجّاد.
روى عَنْهُ: الأزهريّ، وأحمد بْن عليّ التُّوَّزيّ، ووثَّقاه.
240- أحمد بْن عَبْد العزيز بْن أحمد بْن حامد بْن محمود بْن
ثَرْثال [2] .
أبو الحَسَن التَّيْميّ البغداديّ.
سكن مصر، وحدَّث عَنْ: أَبِي عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن
مَخْلَد العطّار، وإبراهيم بْن محمد بْن عليّ بن بطحاء.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وسمع في سنة ستّ وعشرين.
وقيل: إنّ جميع ما حدث به جزءٌ واحد [3] .
روى عَنْهُ: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وأبو عَبْد الله محمد بْن
سلامة القُضاعيّ، وخَلَف بْن أحمد الحوفيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 4/ 21 رقم 1617.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 16، وتاريخ بغداد 4/ 257، 258
رقم 1997، والأنساب 3/ 114، واللباب 1/ 232، والعبر 3/ 98، والمعين
في طبقات المحدّثين 121 رقم 1348، وسير أعلام النبلاء 17/ 220، 221
رقم 129، وتبصير المنتبه 219، وحسن المحاضرة 1/ 372، وشذرات الذهب
3/ 187، تاج العروس 7/ 243، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 371، وكشف
الظنون 583، وإيضاح المكنون 1/ 361، ومعجم المؤلّفين 1/ 275.
[3] تاريخ بغداد 4/ 258.
(28/171)
وآخر من حدَّث عَنْهُ: أبو إِسْحَاق
إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال.
تُوُفّي في ذي القعدة.
وثقه الخطيب [1] .
241- أحمد بْن عليّ الحاكم.
أبو حامد الشَّيبْانيّ.
تُوُفّي في رمضان.
242- إسماعيل بْن حَسَن بْن عليّ بْن عَتّاس [2] .
أبو عليّ البغداديّ الصَّيْرفيّ.
حدَّث عَنْ: الحسين بْن عيّاش القطّان.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، أدركته ولم أسمع منه.
وتوفّي في رمضان.
ثنا عَنْهُ: الأَزَجيّ، وغيره.
- حرف الباء-
243- الحَسَن بْن محمد بْن يحيى [3] .
أبو محمد بْن الفحّام السامرّيّ، المقرئ.
شيخ مُسْند متفنّنِ.
سمع: أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصَّفّار.
وقرأ بالروايات عَلَى: أَبِي بَكْر النّقّاش، وأبي بَكْر بْن مقسم،
ومحمد بْن أحمد بْن الخليل، وعمر بْن أحمد الحمّال الّذي لقّنه،
وأبي عيسى بكّار، وأبي
__________
[1] في تاريخه 4/ 258.
[2] انظر عن (إسماعيل بن حسن) في:
تاريخ بغداد 6/ 312، 313 رقم 3358، والمنتظم 7/ 288 رقم 446 وفيه
«عباس» بدل «عتّاس» وهو وهم، وقد ضبطه الذهبي- رحمه الله- بمثنّاة
في: المشتبه في أسماء الرجال 2/ 432.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 7/ 424 رقم 3992، والمنتظم 7/ 288 رقم 447، وطبقات
أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 55، 56.
(28/172)
بَكْر عَبْد الله بْن محمد الخبّاز
بسامرّاء.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس، وغيره.
وحدّث عَنْهُ: محمد بْن محمد بْن عَبْد العزيز العُكْبَريّ، وغيره.
وكان فقيهًا عَلَى مذهب الشّافعيّ، فاضلًا، ولكن كَانَ يتشيَّع.
قَالَ الخطيب [1] : مات بسامرّاء، وكان يُرمي بالتّشيُّع.
244- الحسين بْن الحَسَن [2] .
أبو عَبْد الله بْن العريف البغداديّ الجواليقيّ.
حدَّث عَنْ: محمد بْن مَخْلَد، والصُّوليّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن
البَخْتَرِيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان فقيرًا يسأل في الطُّرُقات
فلقِيناه وأعطاه بعضنا شيئًا، وسمعنا منه في سنة ثمانٍ بتراتي.
- حرف الخاء-
245- خَلَف بْن هانئ [3] .
أبو القاسم العدويّ العُمَريّ، الطّرطُوشيّ.
قِدم قُرْطُبَة، وسمع من: أَبِي بَكْر أحمد بْن الفضل الدينَوريّ،
وأحمد بْن معروف في سنة ستً وأربعين.
روى عَنْهُ: ابنه أبو مروان عُبَيْد الله، وأبو المُطَرف بْن حجاب،
وغيرهما.
وتُوُفّي في نصف رمضان، وقد جاوز الثّمانين.
- حرف السين-
246- سعد بْن محمد بْن يوسف [4] .
__________
[1] في تاريخه 7/ 424.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 33، 34 رقم 4082.
[3] انظر عن (خلف بن هانئ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 168 رقم 380.
[4] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 129، 130 رقم 4746، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 37.
(28/173)
أبو رجاء الشَّيْبانيّ القَزْوينيّ. نزيل
بغداد.
قَالَ الخطيب [1] : ما علمتُ بِهِ بأسًا، وحَدَّثَنَا من حفظه سنة
ثمانٍ: ثنا الحَسَن بْن حبيب الحصائري بدمشق: ثنا الربيع بْن
سليمان، فذكر حديثًا. ثم قَالَ الخطيب: لم يكن عنده سوى هذا
الحديث.
قلت: ورواه عَنْهُ: محمد بْن إسماعيل الجوهريّ، ويوسف
المَهْروانيّ، وغيرهما.
247- سليمان بْن خَلَف بْن سُلَيْمان بْن عَمْرو بْن عَبْد ربّه
بْن دَيْسَم [2] .
أبو أيّوب القُرْطُبيّ. ويُعرف بابن نُفيل، وهو لَقَب أَبِيهِ.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وأحمد بْن مُطَرَّف، وأبي
عليّ القالي، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وولى قضاء بعض مُدن الأندلس.
وُلِد سنة أربع وثلاثين، وتوفّي في شعبان.
- حرف الصاد-
248- صالح بْن محمد البغداديّ المؤدّب [3] .
قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ: النّجّاد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر،
وأحمد بْن كامل في سنة ثمانٍ، وكان صدوقًا.
- حرف العين-
249- عَبْد الله بْن عُبَيد الله بْن يحيى [4] .
__________
[1] في تاريخه 9/ 129.
[2] انظر عن (سليمان بن خلف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 197، 198 (دون رقم، وهو بعد الرقم 445) .
[3] انظر عن (صالح بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 331 رقم 4875.
[4] انظر عن (عبد الله بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 10/ 39 رقم 5162، والعبر 3/ 99، والمعين في طبقات
المحدّثين 121 رقم 1347، وسير أعلام النبلاء 17/ 221 رقم 130،
والوافي بالوفيات 17/ 303 رقم 259، وشذرات الذهب 3/ 187.
(28/174)
أبو محمد البغداديّ المؤدّب المعروف بابن
البَيَّع.
سَمِعَ: الحسين بْن إسماعيل المَحَامِليّ.
روى عَنْهُ: أبو الغنائم مُحَمَّد بن الحَسَن بْن أَبِي عثمان،
وأخوه أبو محمد أحمد، وأبو الفضل بن النّقّال، ومحمد بْن عَبْد
العزيز العُكْبَريّ، وجماعة آخرهم نصر بْن أحمد بْن البطر.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: [1] كَانَ يسكن بدرب اليهود، وخرجت يومًا
من مجلس أَبِي الحسين المحاملي القاضي، فأرادني أصحاب الحديث عَلَى
المُضِيّ معهم إِليْهِ، فلم أفعل لأجل الحَرّ، ولم أُرزق السّماع
منه.
وتُوُفّي في رجب وله سبْعٌ وثمانون سنة.
250- عبد الله بْن عَبْد المُلْك بْن محمد [2] .
أبو الفتح البغداديّ النّحّاس. مَوْصِليّ الأصل.
سَمِعَ من القاضي المَحَامِليّ مجلسًا.
وسمع من: محمد بن عمرو بن البختريّ، وإسماعيل الصَّفّار،
والنّجّاد.
وثقه البَرْقانيّ.
وقال الخطيب: لم يُقْضَ لي السَّمَاع منه، ومات فِي صفر.
251- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عفّان [3] .
أبو محمد.
تُوُفّي بدمشق في ذي القعدة.
عنده عَنْ: خَيْثَمَة الأطْرَابُلُسيّ.
252- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن الفلو [4] .
__________
[1] في تاريخه 10/ 39.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الملك) في:
تاريخ بغداد 10/ 41 رقم 5168.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عفّان) في:
كتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 268، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 223 رقم 911.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أحمد) في:
(28/175)
أبو بَكْر البغداديّ الكُتُبيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد.
قَالَ الخطيب: ثنا في سنة ثمانٍ وأربعمائة.
253- عَبْد العزيز بْن محمد بْن نصر بْن الفضل [1] .
أبو القاسم السُّتُوريّ.
حدَّث عَنْ: إسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وفارس
الغُوريّ، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان لا بأس بِهِ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
254- عليّ بْن إبراهيم بْن إسماعيل [2] .
أبو الحَسَن المصريّ الشَّرفيّ، الفقيه الشّافعيّ الضّرير.
والشَّرَف مكان بمصر.
حدَّث عَنْ: أَبِي الفَوارس الصّابونيّ، وأبي محمد بْن الورد.
روى عنه: أبو الفضل السَّعْديّ، وأحمد بْن بابشاذ، وأبو إِسْحَاق
الحبّال، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة.
255- عليّ بْن حمّود بْن ميمون [3] بْن أحمد بْن عليّ بْن عُبَيْد
اللَّه بْن
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 142 رقم 5285.
[1] انظر (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 467 رقم 5643.
[2] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
الأنساب 7/ 315، واللباب 2/ 192.
[3] انظر عن (علي بن حمّود) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 50، 51، وجذوة المقتبس 24، والذخيرة في
محاسن الجزيرة ق 1 ج 1/ 196- 102، وبغية الملتمس 27، والحلّة
السيراء 2/ 7، 18، 26، 27، 51، والكامل في التاريخ 9/ 269- 273،
والمعجب للمراكشي 98، والبيان المغرب 3/ 119- 124، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 245، وسير أعلام النبلاء 17/ 135، 136 رقم 80، و
17/ 279، 280 رقم 80، وتاريخ ابن الوردي 1/ 327، 328، وتاريخ ابن
خلدون
(28/176)
عُمَر بْن إدريس بْن إدريس بْن عَبْد الله
المَحْض بْن الحَسَن المُثَنَّى ابن رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنُ بْن عليّ رضي الله
عَنْهُمَا، الحَسَنيّ الإدريسيّ.
قد ذكرنا في السنة الماضية في ذِكْر سليمان المستعين بعض أمره،
ولمّا قتل سليمان وأباه استقّل بالأمر، وحكم علي الأندلس، وتسمّي
بالخلافة، وتلقَّب بالنّاصر.
ثمّ خالف عَليْهِ الموالي الّذين كانوا قد نصروه وبايعوه، وقدّموا
عَليْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الملك ابن النّاصر
لدين الله الأُمويّ، ولقّبوه بالمُرْتَضَى، وزحفوا بِهِ إلى
غرناطة.
ثمّ ندموا عَلَى تقديمه لما رأوا من طَرَافته وقوّة نفسه، وخافوا
مِن عواقب تمكُّنه، فانهزموا عَنْهُ، ودسّوا مَن اغتاله.
وبقى عليّ في الإمرة اثنتين وعشرين شهرًا، ثمّ قتله غِلمانٌ لَهُ
صقالبة في الحمّام في أواخر هذا العام. وقام بالأمر بعده أخوه
القاسم.
ولعليّ من الولد: يحيى المُعْتلي، وقد ملك، وأخوه إدريس، وشيخنا
جعفر بْن محمد بْن عَبْد العزيز الإدريسيّ المصريّ الّذي روى لنا
عَنْ ابن باقا من ذُرّيّة المعُتْلي.
- حرف الميم-
256- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الله بْن هلال [1] .
أبو بَكْر السَّهميّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الْجُبْني الأطروش
المقرئ.
قرأ عَلَى: أبيه، وعلى: أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن
الْأخرم، وجعفر بْن حمدان بْن سليمان النَّيْسابوريّ، وأحمد بْن
محمد بْن الفتح النّجاد، وأبي بَكْر بْن أَبِي حمزة إمام مسجد باب
الجابية، وأحمد بن عثمان السّبّاك.
__________
[ () ] 4/ 152، 153، ومآثر الإنافة 1/ 334، 350، ونفح الطيب 1/
431، ورقم الحلل في نظم الدول 154، 162، 164، 167، 173.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 373 رقم 303، وغاية النهاية 2/ 84، 85 رقم
2793، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 70، 71.
(28/177)
قرأ عَليْهِ: عليّ بْن الحَسَن الرَّبعيّ،
وأبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو العبّاس بْن مرارة
الإصبهاني.
وانتهت إِليْهِ الرئاسة في قراءة ابن عامر. قرأها عَلَى جماعة من
أصحاب هارون الأخفش.
قَالَ الكتّانيّ ذَلِكَ، وقال: تُوُفّي سنة ثمانٍ.
وقال الأهوازيّ: سنة سبْع.
وكان أَبُوهُ إمام مسجد سوق الْجُبْن، فقيل لَهُ الْجُبْنيّ، وقد
قرأ علي هارون بْن موسى الأخفش.
وقيل: إنّ جدّه هلال هُوَ ابن عبد العزيز بن عبد الكريم ابن المقرئ
العلم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بن حبيب السّلميّ مقريء
الكوفة.
وقال الأهوازيّ: قرأت برواية ابن ذَكْوان عَلَى أَبِي بَكْر محمد
بْن أحمد بْن محمد السُّلميّ في منزله بدمشق، وأخبرني أنّه قرأ
عَلَى أَبِي الحَسَن بْن الأخرم، وعلى أَبِي الفضل جعفر بْن حمدان
النَّيْسابوريّ، وعلى أبي القاسم عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد
بْن مُحَمَّد بْن السّفر الجرشيّ، وأخبروه أنّهم قرءوا عَلَى
الأخفش، عَنْ ابن ذكوان.
قلتُ: وقد تُوُفّي ابن السَّفْر هذا في سنة ثمانٍ وثلاثين
وثلاثمائة. وقيل: إنّ أبا بكر ابن الجبنّيّ ولد سنة سبع وعشرين
وثلاثمائة وإنّه تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل سنة سبع وأربعمائة.
وإنّ شيخه النَّيْسابوريّ تُوُفّي في صفر سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة.
وآخر من قرأ عَليْهِ وفاةً الحَسَن بْن عليّ الّلبّاد، بقي إلى سنة
اثنتين وستّين وأربعمائة.
257- محمد بن إبراهيم بن جعفر [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الأنساب 599 أ، والعبر 3/ 99، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم
1344، وسير أعلام النبلاء 17/ 286، 287 رقم 175، وشذرات الذهب 3/
187.
(28/178)
أبو عَبْد الله اليَزْديّ الْجُرْجانيّ.
مُسْنِد إصبهان في وقته.
أملي مجالس كثيرة، وسمع من: محمد بن الحسين القطّان، والعبّاس بْن
محمد بْن مُعَاذ، وحاجب بْن أحمد، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد
بْن الحَسَن المحمّداباذي، والحسن بْن يعقوب البخاريّ، ومحمد بْن
عَبْد الله الصَّفّار، وشيوخ نَيْسابور.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن سُلَيْم
القاضي، وعبد الرّزّاق بْن عَبْد الكريم الْحَسَناباذيّ، وأبو
مسعود سليمان بْن إبراهيم الحافظ، ورجاء بْن عَبْد الواحد
قُولُوَيْه، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو عَمْرو بْن
مَنْدَهْ، وسهل بْن عَبْد الله بْن عليّ القارئ، ومحمد بْن أحمد
بْن عَبْد الله بْن ررا، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج، وأبو نصر
عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السَّمسار، وهذا آخر من حدَّث عَنْهُ.
تُوُفّي في رجب بإصبهان.
وهو صدوق مقبول عالي الإسناد، مولده بجُرْجان في سنة تسع عشرة
وثلاثمائة، ونشأ بنَيْسابور واستوطنها مدّة. ثمّ حجّ، وقدم أصبهان
بعد عام أربعين وثلاثمائة فسمع من الأصمّ، وعدّة.
وحديثه من أعلي شيء في «الثَّقفيّات» ، وممّا وقع لنا من روايته
واحد وأربعون مجلسًا من أماليه.
258- محمد بْن جعفر بْن عَبْد الكريم بْن بُدَيْل [1] .
أبو الفضل الخُزَاعيّ الْجُرْجانيّ المقرئ، مصنف «الواضح في
القراءات» .
جال في الآفاق في طلب القراءات.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 458 رقم 911، وتاريخ بغداد 2/ 157 رقم 581،
والمغني في الضعفاء 2/ 563 رقم 5362، وميزان الاعتدال 3/ 501 رقم
7319، ومعرفة القراء الكبار 1/ 380 رقم 311، ومرآة الجنان 3/ 22،
والوافي بالوفيات 2/ 305، 306 رقم 748، وغاية النهاية 2/ 109 رقم
2893، ولسان الميزان 5/ 107، 108 رقم 362، وشذرات الذهب 3/ 187.
(28/179)
وقرأ عَلَى الحَسَن بْن سَعِيد المطّوّعيّ،
وعلى أحمد بْن نصر الشّذائيّ، وطائفة كبيرة بالعراق، ومصر،
وخُراسان.
وسمع من: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، ويوسف البجيرميّ، وأبي بَكْر
القَطيعيّ، وأبي عليّ بْن حبش.
ونزل بآمُل. وكان ضعيفًا غير موثوق بِهِ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم التّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطيّ، وأحمد
بْن الفضل الباطَرْقانيّ، وأبو الحَسَن بْن دَاوُد الدّارانيّ،
وعبد الله بْن شبيب الإصبهانيّ.
وحكى أبو العلاء: أنّ الخُزاعيّ وضعَ كتابًا في الحروف نسبَه إلى
أبي حنيفة، فأخذت خطّ الدّارَقُطْنيّ وجماعة بأن الكتاب موضوع لا
أصل لَهُ، فكبُر عَليْهِ ذَلِكَ، ونزح عَنْ بغداد.
259- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الهيثم [1] .
أبو عُمَر البِسْطاميّ، الفقيه الشّافعيّ الواعظ، قاضي نَيْسابور،
وشيخ الشّافعيّة بنَيْسابور.
رحل وسمع بالعراق، والأهواز، وأصبهان، وسجستان. وأملي وأقرأ
المذهب. وحدَّث عَنْ: أَبِي القاسم الطَّبَرانيّ، وأحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقّيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وعلي
بْن حمّاد الأهوازي، وأحمد بْن محمود بْن خُرَّزاد القاضي، وجماعة.
وكان في ابتداء أمره يعقد مجلس الوعظ والتّذكير، ثمّ تركه وأقبل
عَلَى التّدريس والمناظرة والفتوى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 2/ 247، 248 رقم 716، والأنساب 2/ 215، وتبيين كذب
المفتري 236- 238، والمنتظم 7/ 285 في وفيات 407 هـ، وسير أعلام
النبلاء 17/ 320 رقم 193، والعبر 3/ 99، ومرآة الجنان 3/ 22،
والوافي بالوفيات 3/ 6 رقم، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 59،
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 195 رقم 151، وشذرات الذهب 3/
187.
(28/180)
ثمّ ولى قضاء نَيْسابور سنة ثمانٍ وثمانين
وثلاثمائة. وأظهر أهل الحديث من الفرح والاستبشار والاستقبال
والثناء ما يطول شرحه. وأعقب ابنين: الموفّق، والمؤيّد، سيّدَيْ
عصرهما.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر
البَيْهَقيّ، وأبو الفضل محمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام، وسُفْيان
ومحمد ابنا الحسين بْن فَتْحَوَيْه، ويوسف الهمدانيّ.
وكان نظير أَبِي الطَّيّب سهل بْن محمد الصُّعْلُوكيّ حشمةً وجاهًا
وعلمًا وعزّة، فَصَاهره أبو الطَّيّب، وجاء من بينهما جماعة سادة
وفضلاء.
تُوُفّي في ذي القعدة.
ونقل الخطيب في تاريخه [1] عَنْ أَبِي صالح المؤذّن، ومحمد بْن
المُزَكّي أنّه تُوُفّي سنة سبْعٍ.
260- محمد بْن الحسين بْن عُبَيْد الله بْن الحسين [2] .
أبو عَبْد الله النَّصِيبيّ العلويّ الشّريف، قاضي دمشق وخطيبها،
ونقيب السّادة وكبير الشام.
كَانَ عفيفًا نَزِهًا أديبًا بليغًا، لَهُ ديوان شِعْر. ولي القضاء
سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قَالَ ابن عساكر: ولي بعد أَبِي عَبْد الله بْن أَبِي الدُّبَيْس.
وورد سِجلُّه من قاضي القُضاة بمصر مالك بْن سعد الفارقيّ.
وتوفّي في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعمائة.
261- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحيم بْن سهل.
أبو العبّاس الكاتب الخراسانيّ.
توفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] ج 2/ 248.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن عبيد الله) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 400.
(28/181)
262- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد
بْن عَرَفَة.
أبو عليّ المُراديّ الخُراسانيّ.
- حرف الياء-
263- يحيى بْن سَعِيد بْن محمد بْن العباس الهَرَويّ القطّان.
مات في رجب.
264- يوسف بْن عُمَر بْن أيّوب [1] .
أبو عُمَر الأندلسيّ.
روى بقُرْطُبَة عَنْ: الحَسَن بْن رشيق المصريّ.
روى عَنْهُ: أبو عمرو الدّانيّ.
وتوفّي بأندة.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 675 رقم 1493.
(28/182)
سنة تسع وأربعمائة
- حرف الألف-
265- أحمد بْن الحَسَن بْن بُنْدار بْن إبراهيم [1] .
أبو العبّاس الرّازيّ المحدّث.
جاورَ بمكة زمانًا، وحدَّث بها وبهمدان عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن
إِسْحَاق بْن إبراهيم الأهوازيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر
بْن خلاد، والطَّبَرانّي، وعبد الله بْن عدّي الْجُرْجانيّ، وأحمد
بن القاسم بن الرّيّان اللّكّيّ، وفهد بْن إبراهيم.
ورحلَ في الحديث.
روى عَنْهُ: أحمد بْن إبراهيم الرّازيّ، والد صاحب المشيخة، وأحمد
بْن عَمْرو بْن دلهاث العُذْريّ، وأحمد بن محمد أبو مسعود البجلي،
وطاهر بن أحمد الهمداني الإمام، وآخرون.
وكان يحسن هذا الشأن.
حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى مات.
266- أحمد بن محمد بن أحمد بن حمّاد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن بندار) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 299، 300 رقم 181.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 370، 371 رقم 2241، 121 رقم 1349، وسير أعلام
النبلاء 17/ 288، 289 رقم 176، وفوات الوفيات 1/ 150، 151، والوافي
بالوفيات 8/ 156، 157، وتبصير المنتبه 1252، وشذرات الذهب 3/ 188،
وهدية العارفين 1/ 72 وقد أضاف السيد «محمد نعيم العرقسوسي» إلى
مصادر ترجمته في: «سير أعلام النبلاء» بالحاشية، كتاب: يتيمة
(28/183)
أبو الحسين بن المتيم الواعظ.
بغدادي، صدوق، كثير المزاح.
روى عَنْ: المَحَامِليّ، ويوسف الأزرق، وعلي بن محمد بن عبيد، وأبي
العباس بن عقدة، وحمزة بن القاسم، والصفار.
وجميع ما كان عنده ست مجالس عَنْ الأزرق، وعن الباقين مجلس مجلس.
وكان يعظ في جامع المنصور.
توفي في جمادى الآخرة.
روى عنه: الخطيب وقال [1] : لم أكتب عَنْ أقدم سماعًا منه، وقد
سَمِعَ سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن
إبراهيم الباقَرْحِيّ، وعاصم بْن الحَسَن، ورِزْق الله التَّيْميّ.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
267- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون بْن
الصَّلْت [2] .
أبو الحَسَن الأهوازيّ، ثمّ البغداديّ.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة.
وسمع: الحسين بْن إسماعيل المَحَامِليّ، وأبا العبّاس بن عُقْدة،
وعبد الغافر بْن سلامة، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ، كَانَ صدوقا صالحا.
__________
[ () ] الدهر للثعالبي، وقال إنه سمّاه: «محمد بن أحمد» ، ومعجم
الأدباء، وفوات الوفيات، والوافي بالوفيات، وهدية العارفين.
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» لقد وهم
السيد العرقسوسي، فخلط بين «ابن المتيّم الواعظ» وكنيته أبو
الحسين، وبين «ابن المتيّم الإفريقي الشاعر» ، وكنيته أبو الحسن،
واسمه «محمد بن أحمد» وهو من شعراء اليتيمة. فليصحّح.
[1] في تاريخه 4/ 371.
[2] انظر عن (أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى) في:
تاريخ بغداد 4/ 370 رقم 2240، والعبر 3/ 10، وسير أعلام النبلاء
17/ 187، 188 رقم 108، وميزان الاعتدال 1/ 132 رقم 532، والمغني في
الضعفاء 1/ 55 رقم 427، ولسان الميزان 1/ 255، 256 رقم 800، وشذرات
الذهب 3/ 188.
[3] في تاريخه 4/ 370.
(28/184)
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة أيضًا.
روى عَنْهُ: الخطيب، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
268- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم السُّلَميّ
النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ.
شيخ زاهد قانت، صاحب أحوال وكرامات.
يُلَقَّب خميروَيْه.
يروي عَنْهُ: المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
269- إبراهيم بْن محمد بْن عليّ ابن الشّاه.
أبو القاسم التّميميّ.
توفّي بمروالرّوذ في المحرّم.
270- إبراهيم بْن مَخْلَد بْن جعفر بْن مَخْلَد [1] .
أبو إِسْحَاق الباقَرْحيّ.
سمع: الحسين بْن يحيى بْن عيّاش، وحمزة بْن القاسم الهاشميّ، وأبو
عَبْد الله الحكيميّ، وعليّ بْن محمد الواعظ، وخلْقًا مِن طبقتهم.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ وكان صحيح الكتاب جيّد الضَّبْط، من
أهل المعرفة بالأدب، جَريريّ [2] المذهب. شُهِر عند القُضاة، وفيه
تشيُّع.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة عشر.
وقال ابن خَيْرون: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ.
قلت: عاش خمسا وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن مخلد) في:
تاريخ بغداد 6/ 189، 191 رقم 3250، وطبقات أعلام الشيعة (النابوس
في القرن الخامس) ، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 10/ 193.
وسيعيده المؤلّف مختصرا برقم (305) .
[2] نسبة إلى: محمد بن جرير الطبري المؤرّخ والمفسّر المشهور.
(28/185)
- حرف الباء-
271- بشير بْن النُّعْمان بْن عليّ الأنصاريّ الدّمشقيّ [1] .
من وُلِد النُّعمان بْن بشير.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي دُجَانة، وعليّ بْن أَبِي
العذب.
وعنه: أبو عليّ الأهوازيّ.
- حرف الحاء-
272- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد.
المؤذّن المؤدّب القُهُنْدُزْيّ [2] النَّيْسابوريّ.
- حرف الخاء-
273- خَلَف بْن محمد بْن القاسم بْن محرز [3] .
أبو القاسم العَنْسيّ الدّارانيّ القاضي، قاضي داريّا.
سَمِعَ: أبا الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبا يعقوب الأذْرعيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعليّ
الحِنَّائيّ.
- حرف الراء-
274- رجاء بْن عيسى بْن محمد [4] .
الفقيه أبو العبّاس الأنْصِنائيّ [5] المالكيّ. وأنصِنا من
الصّعيد.
__________
[1] انظر عن (بشير بن النعمان) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 273.
[2] القهندزيّ: بضم القاف والهاء وسكون النون وبضم الدال المهملة
وفي آخرها الزاي، نسبة إلى قهندز، وهو من بلادشتى، وهو المدينة
الداخلة المسوّرة. (اللباب 3/ 66) .
[3] انظر عن (خلف بن محمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 174 وفيه: «العبسيّ» .
[4] انظر عن (رجاء بن عيسى) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 20، وتاريخ بغداد 8/
413 رقم 4520، والأنساب 1/ 369، والمنتظم 7/ 290 رقم 450، وتذكرة
الحفاظ 3/ 994، والبداية والنهاية 12/ 7.
[5] الأنصنائيّ: بالفتح ثم السكون، وكسر الصاد المهملة والنون
مقصور، مدينة أزليّة من نواحي الصعيد على شرقيّ النيل. (معجم
البلدان 1/ 265) .
(28/186)
روى عَنْ: مؤمّل بْن يحيى، وأحمد بن
الحَسَن بْن عُتْبَة الرّازيّ، وحمزة الكناني، والحسن بن رشيق.
وحدَّث ببغداد ومصر.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن العَتِيقيّ [1] ، والصُّوريّ [2] .
وعاش اثنتين وثمانين سنة.
- حرف العين-
275- عَبْد الله بْن يوسف بْن أحمد بْن بامَوَيْه [3] .
أبو محمد الأَرْدَسْتانيّ، المعروف بالأصبهانيّ، نزيل نيسابور.
كَانَ من كبار الصُّوفيّة والمحدَّثين.
صحِبَ أبا سَعِيد بْن الأَعْرابيّ وأكثر عَنْهُ.
وروى عَنْهُ، وعن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي الحَسَن
البُوشَنْجيّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحسين القطّان، وأبي رجاء محمد
بن حامد التّميميّ، وأبي حامد بْن حَسْنَوَيْه، وغيرهم.
انتخب عَليْهِ الحفّاظ، ورحلوا إِليْهِ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو
بَكْر بن خلف الشّيرازيّ، ومحمد بن أحمد بن مهديّ العلويّ، ومحمد
بن عبد الله الصّرّام، وكريمة المجاورة، وأبو القاسم عُبَيْد الله
بْن عَبْد الله الحسكانيّ، وخلْق سواهم.
__________
[ () ] أثبتها ابن السمعاني: الأنضناوي: بالضاد المعجمة، وتعقّبه
ابن الأثير فقال: المعروف أنصنا بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة.
(اللباب 1/ 90) .
[1] وهو قال: سمعت منه ببغداد بعد سنة ثمانين وثلاثمائة.
[2] وهو قال: كان مولد رجاء في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، ومات
بمصر بين سنة خمس وسنة عشر وأربعمائة، وكان فقيها مالكيّا ثقة في
الحديث، متحرّيا في الرواية، مقبول الشهادة عند القضاة، (تاريخ
بغداد 8/ 413) .
[3] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في:
الأنساب 1/ 177، 178، ومعجم البلدان 1/ 146، واللباب 1/ 41، والعبر
3/ 100، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1351، وتذكرة الحفاظ
3/ 1049، ومرآة الجنان 3/ 22، وتبصير المنتبه 1/ 56، وشذرات الذهب
3/ 188.
(28/187)
تُوُفّي في رمضان، وأضرّ بأخرة.
وكان مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
276- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن قاسم بْن سهل [1] .
أبو بكر التّجيبيّ القرطبيّ، ابن حوييل.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزْم
الصَّدَفيّ، وعبد الله بْن يوسف بْن أَبِي العطّاف، وأحمد بْن
مُطَرَّف، ومحمد بْن حَرْث الخُشَنيّ، وعدّة.
وصحِب القاضي أبا بَكْر بْن زرب وتفقّه معه.
روى عَنْهُ: محمد بْن عتّاب الفقيه، وقال: هُوَ أحد العُدُول
والشيوخ بقُرْطُبَة وكبيرهم.
وقال غيره: كَانَ فقيهًا مشاورًا.
وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة.
وتوفّي في صفر.
وروى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ، وحاتم بْن محمد [2] ، وغيرهما.
277- عبد الغنيّ بْن سَعِيد بْن عليّ بْن سَعِيد بْن بِشْر بن
مروان [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 315، 316 رقم 687.
[2] أي: الأطرابلسي، من طرابلس الشام.
[3] انظر عن (عبد الغني بن سعيد) في:
الفوائد العوالي 11، 15- 17، 19، 37، 38، 71، 90، والإكمال لابن
ماكولا 3/ 85، و 7/ 365، وتهذيب مستمر الأوهام، له (المقدّمة 40-
42) ، والمنتظم 7/ 291، 292 رقم 452، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ
(مخطوطة المتحف البريطاني) 47 أ، ومعجم الشيوخ للصيداوي (بتحقيقنا)
20، 21 رقم 9، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 288، و 376/
370، 400، والأنساب 1/ 120، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (مخطوط)
ج 11 ق 3/ ورقة 390، ومعجم البلدان 2/ 437، والتقييد لابن النقطة
368- 370 رقم 472، ووفيات الأعيان 3/ 223، 224 رقم 401، والمختصر
في أخبار البشر 2/ 150، والعبر 3/ 100، 101 و 32 و 248، وتذكرة
الحافظ 3/ 1047- 1050، وسير أعلام النبلاء 17/ 268- 273 رقم 164،
والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1352، وتاريخ ابن الوردي 1/
332، ومرآة
(28/188)
أبو محمد الأزْديّ المصريّ الحافظ.
سَمِعَ من: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن يعقوب
بْن الْجُراب، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وأحمد بْن
إبراهيم بْن جامع، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة، ويعقوب بْن
المبارك، وحمزة الكتّانيّ، وابن رشيق.
ورحل إلى الشّام فسمع من: المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر، وأبي
سليمان بْن زَبْر، وهذه الطّبقة.
روى عَنْه: سبطه عليّ بن نقا، ومحمد بن عليّ الصُّوريّ، ورشأ بْن
نظيف، وأبو عَبْد الله محمد بْن سلامة القُضاعيّ، وعبد الرحيم بْن
أحمد البخاريّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وخلق كثير آخرهم أبو إِسْحَاق
إبراهيم الحبّال.
وكان مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
ولأبيه مصنَّفات في الفرائض، ورواية عَنْ أَبِي بِشْر الدُّولابيّ.
قَالَ البَرْقانيّ: سَأَلت الدارقطني بعد قدومه من مصر: هَلْ رأيتَ
في طريقك مَن يفهم شيئًا من العلم؟
قَالَ: ما رأيت في طول طريقي إلا شابًا بمصر يُقال لَهُ عَبْد
الغنيّ، كأنهّ شُعْلةٌ من نار. وجعل يفخّم أمرَه ويرفع ذِكَره [1]
.
وقال أبو الفتح منصور بْن عليّ الطَّرَسُوسيّ: أرادَ الدارقطني
الخروج من عندنا من مصر، فخرجنا من مصر معه نودعه، فلمّا ودَّعناه
بكينا، فقال لنا:
تبكون وعندكم عَبْد الغنيّ بْن سعيد وفيه الخلف [2] .
__________
[ () ] الجنان 3/ 22، والبداية والنهاية 12/ 87، والوفيات لابن
قنفذ 231، وشرح ألفيّة العراقي 2/ 84، والتاج المكلّل للقنوجي 77،
وطبقات الحفّاظ 411، 412، ومعجم طبقات الحفاظ 114، والنجوم الزاهرة
4/ 244، وتاريخ الخلفاء 416، وحسن المحاضرة 1/ 353، وشذرات الذهب
3/ 188، 189، وكشف الظنون 2/ 1637، وهدية العارفين 1/ 589،
والأعلام 4/ 159، وديوان الإسلام 3/ 276، 277 رقم 1425، ومعجم
المؤلفين 5/ 274، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 548، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 153- 155 رقم 828.
[1] المنتظم 7/ 291، التقييد لابن النقطة 369، وفيات الأعيان 3/
224.
[2] المنتظم 7/ 291، التقييد 370، وفيات الأعيان 3/ 224.
(28/189)
وقال عَبْد الغنيّ: لمّا رددتُ عَلَى أَبِي
عَبْد الله الحاكم الأوهام الّتي في مدخل «الصّحيح» بعث إليَّ
يشكرني ويدعو لي، فعلمتُ أنّه رَجلٌ عاقل [1] .
وقال البَرْقانيّ: ما رَأَيْت بعد الدّارَقُطْنيّ أحفظ من عَبْد
الغنيّ.
وقال الصُّوريّ: قَالَ لي عَبْد الغنيّ: ابتدأتُ بعمل كتاب
«المؤتلف والمختلف» ، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عَنْهُ أشياء
كثيرة منه.
فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه منّي.
فقلت: عنك أخذت أكثره.
قَالَ: لا تقل هكذا. فإنّك أخذته عنّي مفرَّقًا، وقد أوردته فيه
مجموعًا، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عَنْ شيوخك.
فقرأ عَليْهِ [2] .
وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: حافظ متقن.
وقال الحبّال، وغيره: تُوُفّي في سابع صفر سنة تسعٍ.
وقيل: كانت لَهُ جنازة عظيمة تحدَّث بها النّاس، ونوديُ عَلَى
جنازته: هذه جنازة نافي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال أبو الوليد الباجيّ: قلت لأبي ذَرّ الهَرَويّ: أخذت عَنْ
عَبْد الغنيّ؟
فقال: لا إنّ شاء الله. عَلَى معني التأكيد. وذلك أنّه كَانَ لَهُ
اتّصال ببني عُبَيْد، يعني خُلفاء مصر.
قلت: وكان عَبْد الغنيّ أعلم النّاس بالأنساب في زمانه، مَعَ
معرفته بفنون الحديث وحِذْقه بِهِ.
278- عَبْد الواحد بْن محمد بْن عَمْرو بْن حُمَيْد بْن مَعْيُوف
[3] .
أبو المقدام الهمدانيّ الدّمشقيّ، قاضي عين ثرما.
__________
[1] المنتظم 7/ 291، 292.
[2] التقييد 369، وفيات الأعيان 3/ 224.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 41 رقم 44، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
25/ 119، ومعجم البلدان 5/ 177، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 3/ 247 رقم 955.
(28/190)
سمع من: خَيْثَمَة الأطرابلسيّ.
روى عَنْهُ: عليّ بن الخضر، وعليّ بن محمد الحنّائيّ.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
279- عُبَيْد بْن محمد بْن محمد بْن مهديّ بْن سَعِيد بْن عاصم
النَّيْسابوريّ الصَّيْدلانيّ.
الأصمّ العدْل.
ثقة رَضِيّ.
روى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر الصّبْغيّ، وأبي
محمد الكعبيّ.
قَالَ أبو صالح المؤذّن: دخلت عَليْهِ فقرأ عليَّ جزءًا من حديث
الأصمّ بلفظه.
وكان صحيح السّماع.
وروى عَنْهُ البَيْهَقيّ في سُنَنه.
280- عُبَيْد الله بْن الحَسَن بْن أحمد [1] .
أبو العبّاس بْن الورّاق الإصبهانيّ. إمام جامع دمشق.
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبي الميمون بن راشد،
وأبي يعقوب الأذرعيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم إبراهيم بْن محمد
الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: سَمِعْتُ منه فوائد،
وكانت عنده كُتُب كثيرة.
وكان ثقة صالحًا.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة رحمه الله.
281- عليّ بْن أحمد التّركانيّ الْبُخَارِيّ.
روى عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، ومحمد بْن موسى الرّازيّ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الوحشيّ.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن الحسن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 281.
(28/191)
282- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرّحيم بْن
دينار [1] .
أبو الحَسَن الكاتب البصْريّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن مِقْسَم.
وسمع من المتنبيّ ديوانه، وقد مدحه المتنبيّ بالقصيدة المشهورة،
وهي:
ربَّ القريض إليك الحلُّ والرحَلُ ... ضاقتْ إلى العلم إلا نحوكَ
السُّبُلُ
تضاءَلَ الشُّعراءُ اليومَ عند فَتَى ... صعابُ كُل قريضٍ عنده
ذُلَلُ [2]
وكان شاعرًا مُجيدًا، شارك المتنبيّ في مدْح ممدوحيه كسيف الدّولة،
وابن العميد.
وكان بارع الخطّ ينقل طريقة ابن مُقْلَة. وحملَ النّاسُ عَنْهُ
الأدب. وأكثر عَنْهُ أهلُ واسط.
وكان حميد الطّريقة، رئيسًا، عاقلًا.
283- عليّ بْن محمد بْن خَزَفَة [3] .
أبو الحَسَن الواسطيّ الصَّيْدلانيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن الحسين بن سَعِيد الزَّعْفرانيّ، ومحمد
بْن أحمد بْن أَبِي قَطَن، وأبا العلاء محمد بْن يونس.
وروى «تاريخ أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة» ، عَنْ الزَّعْفرانيّ،
عَنْهُ.
وقال خَميس الحَوْزيّ [4] : كَانَ صدوقًا، أملي سِنين وتُوُفّي سنة
تسعٍ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عبد الرحيم) في:
سؤالات السلفي لخميس الحوزي 61، 62، ومعجم الأدباء 14/ 245،
والوافي بالوفيات 22/ 63، 64 رقم 16.
[2] السؤالات 61.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن خزفة) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 411، وسؤالات السلفي لخميس الحوزي 60، 61
رقم 17، وتذكرة الحفاظ 3/ 1049، وسير أعلام النبلاء 17/ 198، 199
رقم 113، وتبصير المنتبه 1/ 429.
[4] في سؤالات السلفي 60.
(28/192)
وكان صاحب فخر الملك ونديمه. وأبو القاسم
اللّالكائي يدلّسه، يَقُولُ:
ثنا عليّ بْن محمد النّديم.
قلت: روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن الحُسين البيطار، وأبو عليّ
المقرئ غلام الهرّاس، وأبو يَعْلَى محمد بْن عليّ بْن سُفْيان،
وعليّ بْن عُبَيْد الله العلاف، والمبارك بْن عَبْد العزيز
الدّبّاس، وإبراهيم بْن خَلَف الجماريّ.
284- عليّ بْن محمد بْن عيسى البغداديّ [1] .
المعروف بابن الحُصَريّ.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد المصريّ الواعظ، وأحمد بْن كامل.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة. قال لي: ولدت سنة اثنتين
وثلاثمائة.
وتوفّي في رمضان.
285- عُمَر بْن محمد بْن عُمَر [2] .
أبو حفص الْجُهَنيّ الأندلسيّ.
من أهل المريّة.
حجّ وسمع من: أَبِي بَكْر الآجُريّ.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد.
- حرف الفاء-
286- فاطمة بِنْت هلال الكُرْجيّ [3] .
بغداديّة.
قَالَ الخطيب: حدَّثتنا عَنْ عثمان بْن السّمّاك في سنة تسع، وكانت
صادقة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 97 رقم 6523.
[2] انظر عن (عمر بن محمد بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 396، 397 رقم 853.
[3] انظر عن (فاطمة بنت هلال) في:
تاريخ بغداد 14/ 445 رقم 7825.
(28/193)
- حرف القاف-
287- القاسم بْن أَبِي المنذر أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور [1] .
أَبُو طلحة القزوينيّ الخطيب.
حدَّث «بسُنَن ابن ماجه» عَنْ أَبِي الحَسَن القطّان، عَنْ ابن
ماجه في هذا العام، فسمعه منه أبو منصور محمد بْن الحسين المقوميّ
مَعَ أَبِيهِ بقراءة خدادوست بن باموسى [2] الدَّيْلَميّ [3] .
- حرف الميم-
288- محمد بْن ذَكْوان.
أبو عَبْد الله، سِبْط عثمان بْن محمد بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ.
سَمِعَ من: جدّه.
روى عَنْهُ: أبو إسحاق الحبّال، والمصريّون.
وتوفي بمصر.
289- محمد بْن عَبْد الله.
أبو بَكْر الجوهريّ، أخو الحافظ أبو القاسم الْجَوهريّ البصْريّ.
مات في ذي الحجّة. ورّخه الحبّال.
290- محمد بْن عَبْد الله بْن حسّان بْن يحيى [4] .
أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرْطُبيّ العطّار.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن أبي المنذر) في:
التدوين في أخبار قزوين 4/ 47 وفيه: القاسم بن محمد بن أحمد بن
منصور.
[2] انظر عن «خدادوست بن باموسى» في: التدوين 2/ 487.
[3] قال الرافعي: سمع أبا الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
وقال الخليل الحافظ: ولم يبلغ من أبي المنذر الرواية غيره، توفي
سنة عشر وأربعمائة.
قال خادم العلم محقق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : لهذا
أعاد الذهبي- رحمه الله- ذكره في وفيات السنة العاشرة. انظر رقم
(326) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن حسّان) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 499 رقم 1084.
(28/194)
وأجازَ لَهُ أبو بَكْر بْن داسة «سُنَن أبي
داود» .
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وكانت لَهُ عناية بالعِلم.
روى عَنْهُ: قاسم بن إبراهيم الخزرجيّ، وقال: تُوُفّي في صَفَر
بقُرْطُبَة.
291- محمد بْن عَبْد العزيز بْن أنس [1] .
أبو الحَسَن البغدادي الصَّيْدلانيّ.
روى عَنْ: دَعْلَج.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ التُّوزيّ، وقال: كَانَ ثقة صالحًا
معمَّرًا.
292- محمد بْن عثمان بْن عُبَيْد [2] .
أبو بَكْر القطّان.
قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ أَبِي بَكْر النّجّاد، ولم أرَ لَهُ أصلًا
أرضاه.
حدَّث في هذه السنة.
وتُوُفّي قبله بيسير محمد بْن عثمان بْن سمعان، وكان صدوقًا يروي
عَنْ ابن البَخْتَرِيّ.
293- محمد بْن عليّ بْن عِمران.
أبو بَكْر المصريّ، المعروف بابن الإمام.
الرجل الصّالح.
سَمِعَ: سَلْم بْن قُتَيْبة، وابن خَرُوف، وغيرهما.
روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد، وأبو إِسْحَاق الحبّال.
تُوُفّي في شوّال.
قَالَ الحبّال: عبدٌ صالح. عندي عَنْهُ جزءان.
294- محمد بن عليّ بن محمد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 2/ 363 رقم 858.
[2] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 3/ 52 رقم 994.
(28/195)
أبو نصر الشّيرازيّ الفقيه التّاجر.
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ: محمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن يعقوب الأخرم.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عَبْد المُلْك المؤذّن.
295- محمد بْن عُمَر بْن عَبْد الوارث [1] .
أبو عَبْد الله القَيْسيّ القُرْطُبيّ النَّحْويّ، ويعرف بخال
الشَرفيّ.
سَمِعَ: محمد بْن رفاعة.
وأجاز لَهُ: قاسم بْن أصَبَغ، ومحمد بْن قاسم بْن هلال، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عتّاب الفقيه ووثّقه.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال ابن عتّاب: حكى أهله أنّه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعدّ
أكفانَه وجَهازه، وجعل يَقُولُ لهم: يوم الجمعة أدخل قبري إنّ شاء
الله. فكان كذلك رحمه الله.
296- محمد بْن فارس بْن محمد بْن محمود [2] .
أبو الفَرَج الغوريّ، ثمّ البغداديّ.
سَمِعَ: أبا الحسين أحمد بْن جعفر بْن المنادي، وعليّ بن محمد
المصريّ، والنّجّاد.
وأجاز لَهُ محمد بْن مَخْلَد العطّار.
وكان يُمْلي في جامع المهديّ.
قَالَ الخطيب: كتبت عَنْهُ مجلسًا، وكان صدوقًا صالحًا. بلغني أنّه
وُلِد في شوّال سنة ثمانِ وعشرين، ومات في شَعْبان. ودُفِن بداره.
قلت: روى عَنْهُ جماعة آخرهم عَبْد الواحد بْن عليّ العلاف.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 500 رقم 1085.
[2] انظر عن (محمد بن فارس) في:
تاريخ بغداد 3/ 162 رقم 1204.
(28/196)
297- محمد بْن القاسم بْن حَسْنَوَيْه [1]
.
أبو بَكْر الأصبهانيّ المقرئ، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
غاية النهاية 2/ 230 رقم 3369.
(28/197)
سنة عشر وأربعمائة
- حرف الألف-
298- أحمد بْن إبراهيم بْن أَبِي سُفْيان الغافقيّ القُرْطُبيّ [1]
.
أبو عُمَر الفقيه.
كَانَ مُفْتيا مالكيّا مشاورًا.
مات في صَفَر بالأندلس.
299- أحمد بْن إِسْحَاق بْن خَرْبان.
أبو عَبْد الله النّهَاونديّ، ثمّ البصريّ. الشّاهد الفقيه الّذي
يروي عَنْ: أَبِي محمد الرّامَهُرْمُزيّ، وابن داسَه، وجماعة.
تفقّه للشّافعيّ عَلَى القاضي أَبِي حامد المَرْوَرّوذِيّ.
أخذ عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وابن اللّبّان، وغيرهما.
وذكره ابن الصّلاح في «فقهاء المذهب» ، وقال: مات بالبصرة في حدود
سنة عشر وأربعمائة.
300- أحمد بْن عليّ بْن يزداد [2] .
أبو بَكْر البغداديّ القارئ الأعور.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وبجرجان: الإسماعيليّ، وبأصبهان: أبا
الشّيخ،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن أبي سفيان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 29، 30 رقم 55.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن يزداد) في:
تاريخ بغداد 4/ 321 رقم 2127.
(28/198)
وخلْقًا سواهم بعدّة بُلدان.
قَالَ الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان ثقة عالمًا بالقراءات.
قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ عالمًا بعلوم القرآن، مزّاحًا.
301- أحمد بْن عُمَر بْن عبد الله بْن منظور [1] .
الفقيه أبو القاسم الحضْرميّ، ويعرف بابن عُصْفُور.
خطيب جامع إشبيلية.
روى الكثير عَنْ: أَبِي محمد الباجيّ.
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ صالحًا زاهدًا عاقلًا عالمًا
شاعرًا.
وروى عَنْهُ أيضًا ابن عَبْد البَرّ.
تُوُفّي في رمضان.
302- أحمد بْن قاسم بْن عيسى بْن فَرَج [2] .
أبو العباس اللَّخْميّ القُرْطُبيّ.
رحل، وسمع ببغداد من: عُبَيْد الله بْن حَبَابَة، وعمر الكتّانيّ.
وأخذ بمصر من: أَبِي الطَّيّب بْن غلبون كُتُبَه، وقرأ عليه.
وكان أحد المقرءين.
صنَّف كتبًا في معاني القراءات، وأقرأ النّاسَ بطُلَيْطلة.
وكان مولده في سنة ثلاثٍ وستّين.
حدَّث عَنْهُ أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وقال: قرأت عليه
الجوريّات عَنْ ابن حَبَابَة.
وروى عَنْهُ أيضًا: أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام،
والخَوْلانيّ.
وكان صالحا فاضلا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 31 رقم 59.
[2] انظر عن (أحمد بن قاسم) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 31، 32 رقم 60، وبغية الملتمس 189، وغاية
النهاية 1/ 97 رقم 441، والأعلام 1/ 188، ومعجم المؤلفين 2/ 49.
(28/199)
303- أحمد بْن موسى بْن مَرْدُوَيْه [1] .
أبو بَكْر الإصبهاني الحافظ العلامّة.
صنَّف التفسير، والتّاريخ، والأبواب، والشيوخ، وخرّج حديث الأئّمة.
وسمع الكثير بإصبهان والعراق.
وحدَّث عَنْ: أَبِي سهل بْن زياد، وعبد الرَّحْمَن بْن مَتُّوَيْهِ
البلْخيّ، وميمون بْن إِسْحَاق الحنفيّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق
الخُراساني، ومحمد بْن عَبْد الله بْن علم الصَّفّار، وإسماعيل
الخُطَبيْ، ومحمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيبْانيّ، وأحمد بْن عبد
الله بْن دُليل، وإسحاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ،
ومحمد بْن أحمد بْن عليّ الإسواريّ، وأحمد بْن عيسى الخفّاف، وأحمد
بْن محمد بْن عاصم الكرّانيّ الحافظ، وخلق سواهم.
روى عَنْهُ: أبو الخير محمد بْن أحمد بْن محمد بْن ررا، وعبد
الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأخوه، ومحمد بْن أحمد بْن شُكْرَوَيْه،
وأبو بَكْر محمد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محمد
بن سليم، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع محمد بْن عَبْد
الواحد، وآخرون كثيرون.
تُوُفّي لستٍ بقين من رمضان سنة عشرة. وله نحوٌ من تسعين سنة.
نعم، مولده في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وله مستخرج عَلَى خ.
304- أحمد بْن مهديّ بْن محمد بْن نصر.
أبو طاهر الحنفيّ. خراسانيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 168، والمنتظم 7/ 294 رقم 456، والتقييد لابن
النقطة 173 رقم 193، والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1353،
وتذكرة الحفاظ 3/ 1050، 1051، وسير أعلام النبلاء 17/ 308- 311 رقم
188، ودول الإسلام 1/ 244، والعبر 2/ 102، والوافي بالوفيات 8/
201، والبداية والنهاية 12/ 8، والنجوم الزاهرة 4/ 245، وطبقات
الحفاظ 412، وطبقات المفسرين 1/ 93، وشذرات الذهب 3/ 190، وكشف
الظنون 1/ 439، وهدية العارفين 1/ 71، وديوان الإسلام 4/ 271 رقم
2030، والأعلام 1/ 261، ومعجم المؤلفين 2/ 190، والرسالة المستطرفة
26، ومعجم طبقات الحفاظ 62.
(28/200)
305- إبراهيم بْن مَخْلَد الباقَرْحِيّ [1]
.
قَالَ الخطيب: تُوُفّي سنة عشر.
306- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن عَبّاد [2] .
أبو الوليد اللَّخْميّ، قاضي إشبيلية.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من: أبي محمد الأصيليّ، وبإشبيلية من: أَبِي
محمد الباجيّ.
وكان مُعْتنيا بالعلم.
تُوُفّي بإشبيلية في خامس ربيع الآخر.
- حرف التاء-
307- تركان بْن الفَرَج البغداديّ الباقِلانيّ [3] .
قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ: ابن مِقْسَم المقرئ، وأبي بَكْر
الشّافعيّ. وكان صدوقًا.
- حرف الجيم-
308- الْجُنَيْد بْن محمد بْن الْجُنَيْد.
أبو سعْد الهَرَويّ الخطيب.
في رمضان.
- حرف الحاء-
309- الحسين بْن محمد بْن يحيى [4] .
أبو عَبْد الله الصّائغ.
__________
[1] تقدّمت ترجمة (إبراهيم بن مخلد) برقم (270) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 102 رقم 235.
[3] انظر عن (تركان بن الفرج) في:
تاريخ بغداد 7/ 140 رقم 3586، والمنتظم 7/ 294 رقم 458.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 104 رقم 4218.
(28/201)
قَالَ الخطيب: سَمِعَ محمد بْن يحيى بْن
عَمْر بْن عليّ بْن حرب. وكتبتُ عَنْهُ بُعكْبَرا سنة عشر.
310- الحسين بْن ميمون الصّفّار.
أبو عبد الله المصريّ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن إبراهيم بْن جامع السُّكّريّ، وإسماعيل بْن
الجراب.
وَلَهُ شَعرٌ حَسَن. ولأبيه ميمون بن أحمد بن يحيى رواية عَنْ
النَّسائي.
- حرف الخاء-
311- خَلَف بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن زبّارة.
أبو منصور الغازي ببيهق.
سَمِعَ بالكوفة من: مُحَمَّد بْن علي بْن دحيم الشيباني.
روى عنه: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن، وأبو بَكْر
بْن خلف الشّيرازيّ، وعمر بْن محمد بْن الحسين البِسْطاميّ.
وقد سَمِعَ أيضًا: عمَّهُ أبا عليّ بن زبّارة، وأبا العبّاس
الأصمّ، وأبا زكريّا العنْبريّ، وبُبخارى: خَلَف بْن محمد الخيّام،
وببغداد: أبا بَكْر النّجّاد، وابن مخرّم، وبالكوفة: عليّ بْن عيسى
بْن ماتي.
وخرَّج لَهُ الحاكم فوائد.
قَالَ عبد الغافر: كانت أصوله صحيحة، ثمّ احترق قصره بما فيه،
وراحت أصوله، فصار يروي من الفروع الّتي نُسِخت من أصولِه.
تُوُفّي بقريته ودُفِن بها.
وهو خَلَف بْن محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة بْن عبد الله بْن
الحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِب السيّد، أبو منصور العلويّ الحسيني، أبو منصور الغازي
الزّكيّ، رحمه الله.
(28/202)
- حرف السين-
312- سَعِيد بْن رشيق [1] .
أبو عثمان القرطبي الزاهد.
روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله بن الخرّار، وأبي محمد
الباجيّ، وجماعة.
وحجّ سنة إحدى وثمانين، ثمّ تزهّد وأغلق باب الرّواية إلا من
النّادر.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَتَّاب، ومكّيّ بن أبي طالب.
وتوفّي في جُمَادَى الأخرة.
313- سهل بْن أحمد بْن عليّ.
أبو منصور.
حدّث عَنْ: الطَّبَرانيّ، وغيره.
- حرف العين-
314- عَبْد الله بْن سَعِيد بْن محمد.
أبو معصوم الأنصاريّ المالينيّ.
315- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر بْن محمد [2] .
أبو القاسم الشَّيْبانيّ البزّاز الدّمشقيّ المؤدّب.
أصله من سامرّاء.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن رشيق) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 215 رقم 484.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 12، 39، 94، 100، 102، 103، 105- 108، 122،
125، 129- 135، 137، 166- 171، 202، وتاريخ بغداد 9/ 111، وتاريخ
دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 627 و 23/ 119 و 37/ 605 و 38/ 5 و
40/ 311 و 42/ 221، والعبر 3/ 102، وسير أعلام النبلاء 17/ 262،
263 رقم 157، والمغني في الضعفاء 2/ 384 رقم 3606، وميزان الاعتدال
2/ 580 رقم 4928، وتذكرة الحفاظ 3/ 1051، ولسان الميزان 3/ 424 رقم
1664، وشذرات الذهب 3/ 190، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 556، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 60، 61 رقم 774.
(28/203)
سَمِعَ: خَيْثَمَة بْن سليمان، والحسن بْن
حبيب الحصائريّ، وعليّ بْن أَبِي العَقب، وأبا يعقوب الأذْرُعيّ،
وعثمان بْن محمد الذَّهبيّ، وخلْقًا من طبقتهم.
روى عَنْهُ: أحمد بْن محمد العَتيقيّ، وعليّ بْن الحُسين بْن
صَصْرى، وأبو عليّ الأهوازيّ، ومحمد بْن عليّ الحدّاد، وعبد العزيز
الكتّانيّ.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي في رجب. وقد كتب الكثير، واتُّهم في أبي
إسحاق بْن أبي ثابت، وكان يُتَّهم بالإعتزال [1] .
قلت: وله عدّة أجزاء مَرْويَّة، ولم يقع لي حديثه بعُلُوّ.
316- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أحمد بْن بالُوَيْه [2] .
أبو محمد النَّيْسابوريّ المُزَكّيّ.
سَمِعَ من: محمد بْن الحسين القطّان، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي
بَكْر بْن المؤمّل، وأبي الحسن الطّرائفيّ، وأبي محمد الكَعْبيّ،
وأبي عليّ الصّوّاف.
وهو أحد أصحاب القطّان.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن
يحيى المُزَكيّ، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وجماعة.
تُوُفّي فجأة في شَعْبان.
وكان أحد وجوه البلد.
عقد الإملاء في داره، وكان ثقة أمينًا معروفًا.
317- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَبِي يزيد بْن خَالِد بْن
خَالِد الأزْديّ العتَكّي المصريّ.
أبو القاسم الصّوّاف النّسّابة.
__________
[1] تاريخ دمشق 23/ 119.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد) في:
الأنساب 2/ 59، والعبر 3/ 102، وسير أعلام النبلاء 17/ 240، 241
رقم 147، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1051، وشذرات الذهب 3/ 190، 191.
(28/204)
دخل الأندلس، وحدَّث عَنْ: أَبِي عليّ بْن
السّكن، وأبي الطّاهر الذّهليّ، وأبي العلاء ابن ماهان، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن الحذّاء، وقال: كَانَ أديبًا حُلْوًا،
حافظًا للحديث وأسماء الرجال، وله أشعار في كلّ فنّ. وكان تاجر
مقارضًا لأبي بَكْر بْن إسماعيل المهندس.
وقيل: إنّ مولده سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
318- عَبْد الصَّمد بْن منصور بْن بَابك [1] .
أبو القاسم الشاعر المشهور.
بغداديّ، محسن. لَهُ ديوان كبير في ثلاث مجلدّات.
طوّف البلاد ومدح الكبار. وتُوُفّي ببغداد.
وهو القائل للصّاحب بْن عبّاد لما سأله: أأنت ابن بابَك؟
قَالَ: بل أنا ابن بابك.
فاستحسن ذَلِكَ منه، ولم يزد غير كسر الباء.
وله:
وأَغْيَدَ مَعْسُولِ الشّمائل زارني ... عَلَى فَرَقٍ والنَّجمُ
حَيْرانُ طالِعُ
فلمّا جَلا صبْغَ الدُّجَى قلت: حاجبٌ ... من الصُّبح أو قَرْنُ من
الشّمس لامعُ
إلى أن دَنا والسحْر زائدُ طرِفهِ ... كما ريعَ ظَبْيٌ بالصّريمة
راتعُ
فَبِتْنا وظلّ الوصْل دانٍ وسِرُّنا ... مَصُونٌ ومكْنُون الضّمائر
[2] ذائعُ
إلى أنْ سلا عَنْ وِرْده فارطُ القطا ... ولاذت بأطراف الغصون
السّواجع
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن منصور) في:
يتيمة الدهر 3/ 343- 350، 208- 211، وتاريخ حلب للعظيميّ 324،
والمنتظم 7/ 295 رقم 461، ووفيات الأعيان 3/ 196- 198 رقم 389،
والعبر 3/ 102، 103، وسير أعلام النبلاء 17/ 280 رقم 171، والنجوم
الزاهرة 4/ 245، 246، ومعاهد التنصيص 1/ 64، وشذرات الذهب 3/ 191،
وكشف الظنون 764، وهدية العارفين 1/ 573، وديوان الإسلام 1/ 335
رقم 523، ومعجم المؤلفين 5/ 237.
[2] في وفيات الأعيان: «ومكنون الصبابة» .
(28/205)
فولّي حليف [1] السّكْر يكبُو لَسْانُه ...
فتنطق عَنْهُ بالوداعْ الأصابعُ [2] .
319- عَبْد الواحد بْن عَبْد العزيز بْن الحارث بْن أسد التّميميّ
[3] .
أبو الفضل البغداديّ الحنبليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعن: أَبِي بَكْر النجاد، وعبد الله بْن
إِسْحَاق الخُراسانيْ، وأحمد بْن كامل، وجماعة.
وانتخبَ عَليْهِ: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس.
قَالَ الخطيب [4] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. دُفِنَ إلى جَنب
أحمد بن حنبل. وحدَّثني أَبِي، وكان ممّن حضرَ جنازته، أنّه صلى
عَليْهِ نحوٌ من خمسين ألفًا.
قلت: وممن روى عَنْهُ: أبو محمد رزق الله التميمي، وهو ابن أخيه.
وكان يميل إلى الأشعريّ.
قَالَ أبو المعالي عزيزي: قَالَ أبو عَبْد الله الحُسين بْن محمد
الدّامغانيّ:
سمعتُ الشَّيْخ أبا الفضل التّميميّ الحنبليّ، وهو عَبْد الواحد بن
عبد العزيز يَقُولُ: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بَكْر الباقِلانيّ
مَعَ مِخَدّة واحدة سبْع سِنين.
وقال أبو عبد الله: وحَضَر أبو الفضل التّميميّ يوم وفاة
الباقِلّانيّ العزاء، وأمَر أن يُناديَ بين يدي جنازة القاضي أبي
بَكْر: هذا ناصرُ السُّنَّة والدّين، هذا إمام المسلمين، هذا الّذي
كَانَ يذبّ عَنْ الشّريعة أَلْسِنةَ المخالفين، هذا الّذي صنَّف
سبعين ألف ورقة ردًا عَلَى المُلْحِدين.
وقعد للعزاء مَعَ أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُرْبَته
كلّ جمعة.
__________
[1] في وفيات الأعيان: «أسير» .
[2] وفيات الأعيان 3/ 197.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 11/ 14، 15 رقم 5677، وطبقات الحنابلة 2/ 179 رقم 641،
والمنتظم 7/ 395 رقم 463، وسير أعلام النبلاء 17/ 273 رقم 165.
[4] في تاريخه 11/ 14.
(28/206)
قلت: ما هذا إلا وُدّ عظيم بين هذا
الأشعريّ وبين هذا الحنبليّ.
والتّميميّون معروفون بشيءٍ من الانحراف عَنْ طريقة أحمد، كما
انحرف ابن عَقيل، وابن الْجَوزيّ، وابن الزّاغونيّ، وغيرهم. كما
بالغ في الشّقّ الآخر القاضي أبو يَعْلَى، ونحوه.
320- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ مهديّ [1] .
أبو عُمَر الفارسيّ الكازْرُونيّ، ثم البغداديّ البزّاز.
سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مخلد، وابن عيّاش
القطّان، وأبا العبّاس بْن عُقْدة، ومحمد بْن أحمد بْن يعقوب
السَّدُوسيّ، وغيرهم.
وتفرّد بالرّواية عَنْ جماعة.
روى عنه: أبو بَكْر الخطيب، ووثَّقه، وهبة الله بْن الحسين
البزّاز، وأبو الغنائم محمد بْن عليّ بْن أَبِي عثمان، وعاصم بْن
الحَسَن، وعليّ بْن محمد بْن محمد الأنباريّ ابن الأخضر، وأبو يوسف
عَبْد السّلام بْن محمد القَزوينيّ رأس المعتزلة، ورزق الله بْن
عَبْد الوهاب التّميميّ، وخلْق آخرهم أبو عَبْد الله بْن طلحة
النّعاليّ.
وقال الخطيب [2] : كان ثقة أمينًا، تُوُفّي في رجب.
قال: وولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
321- عبد الواحد بن محمد بن عثمان [3] .
أبو القاسم البَجَليّ الجريريّ البغداديّ.
سَمِعَ من: جعفر الخلديّ، والنّجّاد، وأبي بكر النّقّاش.
__________
[1] انظر عن (عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه) في:
تاريخ بغداد 11/ 13، 14 رقم 5675، والمنتظم 7/ 295 رقم 462،
والمعين في طبقات المحدّثين 121 رقم 1346، والعبر 3/ 103، والنجوم
الزاهرة 4/ 245، وشذرات الذهب 3/ 192.
[2] في تاريخه 11/ 13.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 11/ 14 رقم 5676، والمنتظم 7/ 295 رقم 464، وتبيين كذب
المفتري 238، 239.
(28/207)
وعنه: أبو بَكْر الخطيب.
وكان بصيرًا بمذهب الشّافعيّ، وبالأصول. لَهُ مصنّفات في الأصول،
وكان أشْعَريا.
ومات يوم موت ابن مهديّ.
322- عليّ بْن أحمد بْن إبراهيم.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ السُّكّريّ، الأعرج، المؤذّن. صاحب
أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ.
حدَّث عَنْ الأصمّ، ثمّ عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن بُجَيْر، وابن
مطرَ، وغيرهم.
ذكره عَبْد الغافر.
323- عليّ بْن عُبَيْد الله.
أبو القاسم العُنّابيّ.
قَالَ الحبّال: انتقي عَليْهِ جعفر الأندلسيّ، وأخذتُ عَنْهُ،
وحضرتُ جنازته.
تُوُفّي فِي صفر.
324- عَلِيّ بْن محمد بْن عليّ [1] .
أبو الحَسَن التّميميّ البغداديّ المؤدّب، والد أَبِي عليّ بْن
المذهب.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفّي في المحرَّم. وكان صدوقًا. قاله الخطيب.
325- عليّ بْن محمد بْن القاسم الفارسيّ.
أبو الحسن العابد.
يروي عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي
الحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وكان صالحًا، خيَّرًا، مجتهدًا في الطّاعة.
توفّي في جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 12/ 79 رقم 6524.
(28/208)
- حرف القاف-
326- القاسم بْن أَبِي المنذر الخطيب [1] .
قد ذُكِر، ويقال: مات فيها.
- حرف الميم-
327- محمد بْن إبراهيم بْن محمد [2] .
أبو الفتح الْجُحْدُريّ الطَّرَسُوسيّ البزّاز، المعروف بابن
البصْريّ.
سَمِعَ: محمد بْن إبراهيم بْن أَبِي أُمَيَّة الطَّرَسُوسيّ،
وأَبَا سَعِيد بْن الْأعرابي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة.
وحدَّث بالشام، وسكن بيت المقدس بأخرة.
روى عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري، ووثّقه، وعبد الرحيم بْن
أحمد الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، ورشأ بْن نظيف،
وأبو عليّ الأهوازيّ، وجماعة.
قَالَ الصُّوريّ: تُوُفّي في سنة تسعٍ أو عشر وأربعمائة.
328- محمد بْن أسد بْن عليّ [3] .
أبو الحَسَن الكاتب البغداديّ المقرئ.
سَمِعَ من: جعفر الخُلْديّ، والنّجّاد.
قَالَ الخطَّيّب: [4] كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
__________
[1] تقدّمت ترجمة (القاسم بن أبي المنذر) في رقم (287) .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن محمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 43 رقم 67، وتاريخ بغداد 1/ 415، 416 رقم
417، والأنساب 370 ب، والمنتظم 7/ 292، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 36/ 530- 533، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 4/ 64، 65 رقم 1261.
[3] انظر عن (محمد بن أسد) في:
تاريخ بغداد 2/ 83 رقم 464، والمنتظم 7/ 296 رقم 465، ووفيات
الأعيان 3/ 342، 343 رقم 122 في ترجمة ابن البواب، وسير أعلام
النبلاء 17/ 315 رقم 191، والوافي بالوفيات 2/ 201 رقم 576،
والبداية والنهاية 12/ 14 في ترجمة ابن البواب، وفيه: «عبد الله بن
محمد بن أسد» ، ومفتاح السعادة 1/ 85، 6 ...
[4] في تاريخه 2/ 83.
(28/209)
قلت: هُوَ صاحب الخطّ المنسوب.
329- محمد بْن عَبْد الله بْن أبان بْن قُرَيْش [1] .
أبو بَكْر الهيتي، المعروف بابن أَبِي عَبَايَة.
قَالَ الخطيب: قدم علينا سنة ستّ وأربعمائة، وكان يُمْلي في جامع
المنصور بعد ابن رزقَوَيْه. وكتبنا عَنْهُ عَنْ: ابن السّمّاك،
ومحمد بْن جعفر الأدميّ، وأحمد بن سلمان النجاد، وثنا أيضًا عَنْ
أَبِي الطَّيّب أحمد بْن إبراهيم الَّذِي روى عَنْ الرّماديّ. ذكَر
لنا أنّه سَمِعَ منه بالرحْبة.
وكانت أصول أَبِي بَكْر الهيتيّ كثيرة الخطأ إلا أنه كَانَ صالحًا
مُقِلًا معروفًا بالخير مَعَ خُلُوّةِ من معرفة الحديث.
تُوُفّي يوم الفِطْر بالأنبار، وله تسعون سنة. وربّما حَدَّثَنَا
عَنْ شيخ شيخه وهو لا يعلم.
330- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم.
أبو الحَسَن ابن الرّازيّ، المعدّل المقرئ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى ببغداد.
يروي عَنْ: عثمان بْن السّمّاك.
331- محمد بْن عبد الله بْن هانئ بْن هابيل [2] .
أبو عَبْد الله اللَّخْميّ القُرْطُبيّ البزّاز.
سَمِعَ من: أحمد بْن سعيد بن حزم، وأحمد بْن مُطَرَّف، وجماعة.
وحجّ سنة سبْع وخمسين وثلاثمائة، فكتب عَنْ جماعة.
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وأبو عمر بن سميق.
وتوفّي في ربيع الأوّل، وكان فقيهًا محدَّثًا عالمًا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 475 رقم 4027.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن هانئ) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 502، 503 رقم 1094.
(28/210)
332- محمد بْن عَبْد الله بْن مُفَوَّز [1]
.
أبو عَبْد الله المَعَافريّ الشّاطبيّ الزّاهد.
قدِم قُرْطُبَة فأكثر عَنْ وهْب بْن مَسَرَّة حتى سَمِعَ منه
«مُسْنَد ابن أَبِي شيبة» .
ثمّ حجّ، وكتب القَيْروان. وعُمر دهرًا طويلًا.
وكان صالحًا عابدًا متقّللًا مِن الدّنيا منقطع القرين.
سَمِعَ النّاسُ منه، وكان مشهورًا بإجابة الدّعوة.
تُوُفّي في آخر سنة عشر. وقد قارب المائة.
وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله.
333- محمد بْن عثمان بْن محمد الصُّوفيّ الْجُرْجانيّ [2] .
تُوُفّي بهَرَاة.
يروي عَنْ: أبي عَمْرو بْن حمدان النَّيْسابوريّ، وغيره.
قَالَ أبو إسماعيل الأنصاريّ: هُوَ أوّل من سَمِعْتُ منه.
334- محمد بْن عُمَر بْن عيسى [3] .
أبو الحَسَن البلدّي الحَطْرانيّ [4] .
سكن بغداد، وصاهَر أبا الحسين بْن بِشْران عَلَى بنته.
وحدَّث عَنْ: أحمد بْن إبراهيم الإمام، ومحمد بْن العبّاس
المَوْصِليّ الحنّاط.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو عليّ الوحشيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا. بلغني أنّه كَانَ لَهُ في كلّ يوم
ختمة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
335- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن سهل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مفوّز) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 503 رقم 1096.
[2] لم يذكره السهمي في: تاريخ جرجان.
[3] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 36 رقم 967، والأنساب 4/ 169، واللباب 1/ 373.
[4] الحطراني: بكسر الحاء وسكون الطاء المهملتين وفتح الراء وفي
آخرها النون بعد الألف.
(28/211)
التّاجر أبو الفضل الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وأبا عليّ الرّفّاء.
وتوفّي في ربيع الآخر.
336- محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين [1] .
القاضي أبو منصور الأزْديّ الهَرَويّ.
أحد الأعلام.
محدث فقيه، رحل وسمع: محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ،
ودعلج بْن أحمد، والحسن بْن عِمران الحنْظليّ، وأحمد بْن عثمان
الأدميّ.
وأكبر شيخ سَمِعَ منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ.
روى عنه: أحمد بْن أحمد بْن حَمدين، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي
عاصم الجوهريّ، وأبو سعد يحيى بْن أَبِي نصر العدل، وأبو عدنان
القاسم بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وشيخ الإسلام، وخلق كثير.
وكان إمام الشّافعيّة في عصرِه بهَرَاة. أملي مدّة، وطال عُمره،
وكان واسع الرّواية.
تُوُفّي فجأة في المحرَّم بهَرَاة.
337- محمد بْن محمد بْن عليّ بْن حُبَيْش [2] .
أبو عُمَر التّمّار الأعور.
بغداديّ، صدوق. من شيوخ أَبِي بَكْر الخطيب.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، ومحمد بْن جعفر الأدميّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في:
طبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 113 وفيه: «محمد بن أحمد» ،
والعبر 3/ 103، وسير أعلام النبلاء 17/ 274 رقم 166، والوافي
بالوفيات 1/ 115 رقم 16، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 196،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 527 رقم 1227، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 1/ 199، رقم 154، وشذرات الذهب 3/ 192.
[2] انظر عن (محمد بن محمد الأعور) في:
تاريخ بغداد 3/ 230، 231، رقم 1298.
(28/212)
وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة.
تُوُفّي بالبطائح.
338- محمد بْن محمد بْن مَحْمِش بن عليّ بْن دَاوُد [1] .
الفقيه أبو طاهر الزّياديّ، الأديب الفقيه الشّافعيّ.
كَانَ يسكن ميدان زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن من نَيْسابور، فَنُسبَ
إليه. وكان أَبُوهُ من أعيان العُبّاد.
وُلِد أبو طاهر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وسمع سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وبعدها، من: أَبِي حامد بْن بلال،
ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وعبد الله بْن يعقوب
الكَرْمانيّ، والعبّاس بْن قوهيار، ومحمد بْن الحَسَن
المحمّداباذيّ، وأبي عثمان عَمْرو بْن عَبْد الله البصْريّ، وأبي
عليّ المَيْدانيّ، وحاجب بْن أحمد الطُّوسيّ، وعليّ بْن حمشاذ،
ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن عَبْد الله
الصَّفّار.
وأدرك أبا حامد بْن الشّرْقيّ، ولم يسمع منه.
وكان إمام أصحاب الحديث بنَيْسابور، وفقيههم ومُفْتيهم بلا مدافعة.
وكان متبحّرًا في علم الشّروط، قد صنَّف كتابًا فيه، وله معرفة
قويّة بالعربيّة.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: بقي يُمْلي نحو ثلاث سِنين، ولولا
ما اختصّ بِهِ من الإقتار وحِرْفة أهل العلم لما تقدَّم عَليْهِ
أحدٌ من أصحابه. أَخْبَرَنَا عَنْهُ: الإمام جدّي، وأبو سعد بْن
رامش، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبو بَكْر بْن يحيى
المُزَكّيّ، وعليّ بْن أحمد الواحديّ، وأحمد بن خلف، وأبو صالح
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن محمش) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 101، والأنساب 6/ 360، واللباب 2/
84، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 245، والعبر 3/ 103، والمعين في
طبقات المحدّثين 121 رقم 1354، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1051، وسير أعلام
النبلاء 17/ 276- 278 رقم 169، والوافي بالوفيات 1/ 271، 272،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 609، 610 رقم 561، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 199، 200 رقم 155، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 3/ 82، وتبصير المنتبه 4/ 1265، وشذرات الذهب 3/ 193،
والأعلام 7/ 245، وهدية العارفين 2/ 59.
(28/213)
المؤذّن. ومات في شَعْبان.
قلت: وروى عَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر
البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وعبد الْجَبّار بْن بُرزة،
ومحمد بْن محمد الشّاماتيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ.
وحديثه بعُلُوُّ في «الثّقفيّات» .
339- محمد بْن محمد بْن بالُوَيْه بْن إِسْحَاق.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ الكِسائيّ الصّائغ المقرئ.
قَالَ عَبْد الغافر: شيخ ثقة مشهور.
حدَّث عَنِ: الْأصمّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار،
والكارزي.
أنا عنه أحمد بن عبد الملك المؤذن.
توفي، وبيض [1] .
قلت: روى عنه الثقفي، لقيه سنة عشر هذه.
340- محمد بن المظفر [2] .
أبو الحسن بن السراج البغدادي المعدل.
سمع من: جعفر الخلدي، وأحمد بن سلمان الفقيه.
روى عنه الخطيب وقال [3] : مات في جُمَادَى الأولى.
341- محمد بْن مُعَافَى بْن صُمَيْل [4] .
أبو عَبْد الله الْجَيَّانيّ، ثمّ القُرْطُبيّ المقرئ.
ارتحل فقرأ لنافع علي: أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون.
وكان مؤدّبا، نزل طليطلة.
__________
[1] أي: ترك مكان وفاته وتاريخه بياضا.
[2] انظر عن (محمد بن المظفّر) في:
تاريخ بغداد 3/ 264 رقم 1356، والمنتظم 7/ 296 رقم 466.
[3] في تاريخه 3/ 364.
[4] انظر عن (محمد بن معافى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 503 رقم 1095.
(28/214)
342- محمد بْن منصور بْن الحسن [1] .
أبو سعْد الْجَوْلَكِيّ الْجُرْجانيّ، الرئيس العالم.
سَمِعَ: أبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا أحمد الغِطْريفيّ.
روى عَنْهُ: نجيب بن ميمون، وجماعة.
وحدّث بنَيْسابور، وهَرَاة، وغَزْنَة.
343- محمد بْن يونس [2] .
أبو بَكْر العَيْن زَرْبيّ [3] الإسكاف المقرئ.
سَمِعَ بدمشق: أبا عُمَر بْن فَضَالة، وأبا بَكْر الرَّبَعيّ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، والكتّانيّ.
- حرف الهاء-
344- هادي المستجيبين.
ظهرَ أمرُه وبَهر كُفْرُه، وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم
صاحب مصر، وسبًّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف.
فظفروا به، ثم صلب بمكة وأحرق.
345- هبة الله بن سلامة [4] .
أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر.
كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقة بجامع المنصور.
__________
[1] انظر عن (محمد بن منصور) في:
تاريخ جرجان للسهمي 453، 454 رقم 886، والأنساب 43 ب وفيه «الحسين»
بدل «الحسن» .
[2] انظر عن (محمد بن يونس) في:
معجم البلدان 4/ 178.
[3] العين زربي: بفتح الزاي، وسكون الراء وباء موحّدة. بلد بالثغر
من نواحي المصّيصة.
[4] انظر عن (هبة الله بن سلامة) في:
تاريخ بغداد 14/ 70 رقم 7417، والمنتظم 7/ 296، 297 رقم 467، ومعجم
الأدباء 19/ 275، 276، وتذكرة الحفاظ 3/ 2039، والبداية والنهاية
21/ 8، وغاية النهاية 2/ 351 رقم 3771، وطبقات المفسرين للسيوطي
42، وبغية الوعاة، له 2/ 323، رقم 2091، وكشف الظنون 167، 192،
1921، ومعجم المؤلفين 13/ 138.
(28/215)
روى عن: أبي بكر القطيعيّ، وغيره.
وتوفّي في رجب.
وله كتاب «النّاسخ والمنسوخ» .
روى عَنْهُ: ابن بنتِه رزق الله التّميميّ، وغيره.
وقرأ عَليْهِ الحَسَن بْن عليّ العطّار القرآن، عنْ قراءته عَلَى
زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ.
(28/216)
المتوفّون بعد الأربعمائة ظنًا
- حرف الألف-
346- أحمد بن الحسن بن المرزبان.
أبو العبّاس بْن الطَّبَريّ الشّرابيّ.
بغداديّ، سكن الرَّيّ.
وحدَّث عَنْ: أَبِي جعفر عَبْد الله بْن بُرَيْه الهاشميّ، وأبي
عُمَر الزّاهد، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو سعد إسماعيل السّمّان، والمظفَّر بْن ممّوس، ومحمد
بْن جعفر الإستْراباذيّ.
347- أحْمَد بْن عُبَيْد بْن الفضل بْن سهل بْن بِيري [1] .
أبو بَكْر الواسطيّ، مُسْنَد واسط ومحدثها.
روى عن: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومحمد بْن
عثمان بْن سمعان، ومحمد بْن الحسين الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن يحيى
الصُّوليّ، وأبي عليّ الحَسَن بْن منصور، وأبي جعفر محمد بْن
عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وعبد الباقي بْن قانع، وعبد الله بْن
شَوْذب الواسطيّ، وجماعة.
وأملي، ورحل إلى بغداد.
قَالَ الحافظ خميس [2] : كَانَ ثقة صدوقًا. كُفّ بصره بأخرَة.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الكريم بْن محمد الشُّرُوطيّ، وأبو يعلى
حمزة بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبيد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 521، وسؤالات الحافظ السّلفي لخميس الحوزي
56، 57 رقم 13، والأنساب 2/ 365، واللباب 1/ 197، وسير أعلام
النبلاء 17/ 197، 198 رقم 112، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 107،
وتوضيح المشتبه 1/ 683، وتبصير المنتبه 1/ 113.
[2] في سؤالات السلفي له 56.
(28/217)
الحَسَن، ومحمد بْن عليّ بْن عيسى القارئ،
وعليّ بْن الحسين بْن الطَّيّب الصُّوفيّ، وَأَبُو غالب مُحَمَّد
بْن أحْمَد بْن بِشْران النَّحْويّ، والقاضي أبو عليّ إِسْمَاعِيل
بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الطَّيّب الفقيه بْن كُماريّ، وأبو
الحسين محمد بْن عليّ الفقيه الشّافعيّ، وأبو الْحُسَن محمد بْن
محمد بْن مَخْلَد سنة ستّ وتسعين، وسماعه من ابن بْيريّ سنة نيّف
وأربعمائة.
وقد ذكر خميس أنّ ابن بيريّ سَمِعَ من البَغَويّ، وابن أَبِي
دَاوُد، وهذا غلط.
348- أحمد بْن محمد بْن سراج.
أبو العبّاس السّنْجيّ الطّحّان.
سَمِعَ «جامع الترْمِذيّ» من أَبِي العبّاس المحبوبّي.
روى عَنْهُ: أبو الخير بْن أَبِي عِمران الصَّفّار.
349- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بْن علي.
أبو عبد الله الكاتب المعروف بحمّوس، الهمذانيّ الضّرير.
روى عن: عبد الرحمن الجلّاب، وأبي القاسم بْن عَبيد، وأحمد بْن
محمد الصّيدنائيّ، وعليّ بْن عامر النّهَاونديّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدب، وحَمْد بْن
عَبْد الرَّحْمَن المؤدب، وأبو مُسْلِم بْن غرو، ومحمد بْن الحسين
الصُّوفيّ.
وهو صدوق.
350- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد.
أبو بَكْر الجوريّ النَّيْسابوريّ الدّهّان.
شيخ مستور حافظ لكتاب الله.
وثقه عَبْد الغافر الفارسيّ.
قَالَ: روى عَنْ الأصمّ وأقرانه. أنبا عَنْهُ أبو بَكْر محمد بْن
يحيى، وأبو صالح المؤذّن.
351- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى.
أبو حامد النَّيْسابوريّ الشّافعيّ، المعروف بأميرك بْن أَبِي
ذَرّ.
(28/218)
قَالَ عَبْد الغافر: نبيلٌ، موثوقٌ بِهِ،
أصيل. روى عَنْ الأصمّ وأقرانه. أَنَا عَنْهُ أبو صالح المؤذّن،
ومحمد بْن يحيى، سمعنا منه في سنة ثمانٍ.
352- أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس.
أَبُو بَكْر النَّسَويّ الفقيه، الحافظ، نزيل مَرْو.
كَانَ أحد الأئّمة الأعلام، رحّال جوّال.
روى عَنْ: أَبِي القاسم بْن أَبِي العَقب، وبُكَيْر بْن الْحَسَن
الرّازيّ ثمّ المصريّ، ومحمد بْن عليّ النّقّاش.
وعنه: أبو محمد عَبْد الله بْن يوسف الجوزيّ، والحسن بْن القاسم،
وعليّ بْن عبد القاهر الطُّوسيّ، وآخرون.
353- أحمد بْن محمد بْن يوسف.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصَّفّار.
روى عَنْ: الأصمّ، وأبي الحَسَن الكارزيّ.
وعنه: محمد بن يحيى المزكّي، والمؤذّن.
354- أحمد بْن محمد بْن حمدان.
أبو الحَسَن الإصبهاني الأديب.
سَمِعَ: أبا عَمْرو بْن حكيم، وابن داسة البصْريّ، وأبا الحسين
الأسواريّ.
وعنه: أحمد بْن الفضل الباطرْقانيّ، وعليّ بْن سَعِيد البقّال،
وعبد الله بْن أحمد السّوارجائيّ.
355- أحمد بْن محمد بْن العبّاس بْن حَسْنَويْه.
أبو سهل الأصبهانيّ، التّاجر، نزيل نَيْسابور.
ثِقة.
عَنْ: الأصمّ، وأبي الطَّيّب الْجُبْنيّ.
وعنه: المؤذّن.
356- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بن عيسى.
أبو نُعَيْم الإسفرايينيّ البّزاز.
(28/219)
قَالَ عَبْد الغفّار: ثقة، قدِم نَيْسابور
وحدّث عَنْ: عَبْد الله بْن محمد الشّرْقيّ، وأبي بَكْر القطّان،
وأبي نصر بْن حَمْدَوَيْه، وسُفْيان بن محمد الجوهريّ.
وأملى بنيسابور.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وهو مِن كبار شيوخه.
357- إبراهيم بْن محمد بْن عليّ بْن إبراهيم بْن معاوية.
أبو إِسْحَاق النَّيْسابوريّ العطّار الصَّيْدلانيّ.
قَالَ عَبْد الغافر: شيخ مستور، ثقة، من أهل الصلاح. يقعد عَلَى
حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته.
سَمِعَ من: الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن يعقوب الحافظ، وأبي
بكر الصّبغيّ، وأبي حامد أحمد بْن محمد بْن بالُوَيْه العفصيّ،
وأبي الوليد الْقُرَشِيّ، وغيرهم.
أَنَا عَنْهُ: محمد بْن يحيى.
قلت: روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ قَالَ: وكان أَبُوهُ من الصلحاء،
وجدّهُ أبو الحَسَن محدَّث وقته، حدَّث عَنْ: أَبِي زُرْعة، وابن
وَارَةَ، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارديّ.
358- أسد بْن إبراهيم بْن كُلَيْب [1] .
القاضي أبو الحسن الحرَانيّ السُّلَميّ.
عَنْ: أَبِي الهيذام مُرَجّا بْن عليّ الرّهاويّ، ويوسف بْن محمد
الشينيزيّ.
حدَّث ببغداد.
وروى عَنْهُ: أبو منصور العُكْبَريّ النّديم، والقاضي أبو عبد الله
الصيمريّ.
والغالب على رواياته المناكير والموضوعات.
__________
[1] انظر عن (أسد بن إبراهيم) في:
المغني في الضعفاء 1/ 76 رقم 605، وميزان الاعتدال 1/ 206 رقم 810،
ولسان الميزان 1/ 382 رقم 1193.
(28/220)
359- إسماعيل بْن سِيدَة [1] .
أبو بَكْر المُرْسي، الأديب الضّرير، والد مصنّف «المحْكم» أَبِي
الحَسَن.
أخذ عَنْ: أبي بَكْر الزُّبَيْديّ «مختصر العين» . وكان من النّحاة
ومن أهل المعرفة والذَّكاء. وكان أعمى.
تُوُفّي بعد الأربعمائة بمدّة بمرْسيَه.
- حرف الجيم-
360- جامع بْن أحمد بْن محمد بْن مهديّ.
الوكيل أبو الخير النَّيْسابوريّ المُحَمَّداباذيّ.
سَمِعَ من: أَبِي طاهر محمد بن الحسن المحمّداباذيّ.
وتوفّي سنة سبع وأربعمائة.
روى عَنْهُ البَيْهَقيّ.
- حرف الحاء-
361- حديد بْن جعفر.
أبو نصر.
حدَّث عَنْ: خَيْثَمَة، وعليّ بْن أَبِي العَقب.
وعنه: أبو القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما.
والأهوازي، وعلي بن الخضر السلمي.
وهو أنباري سكن الشام. قاله النّجّار [2] .
- حرف الخاء-
362- خلف بن عبّاس [3] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن سيدة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 109، وتلخيص ابن مكتوم 37، وإنباه الرواة 1/
199 رقم 124.
[2] في ذيل تاريخ بغداد في الجزء الّذي لم يصلنا ويعتبر مفقودا حتى
الآن.
[3] انظر عن (خلف بن عباس) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 165، 166 رقم 372.
(28/221)
أبو القاسم الزهراوي الأندلسي.
قال الحميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم. وعلمه الذي يسبق فيه
علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كثير الفائدة، سماه: كتاب
«التصريف» لمن عجز عَنْ التأليف.
ذكره ابن حزم وأثني عَليْهِ، وقال: ولئن قُلْنَا إنّه لم يؤلَّف في
الطّبّ أجمع منه للقول والعمل في الطّبائع لنصدقنّ.
مات بالأندلس بعد الأربعمائة.
363- خَلَف المقرئ [1] .
أبو القاسم.
من ساكنيِ طَلْبِيرة.
رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بْن أَبِي زيد، ولازمه
بالقيروان مدة.
وحج ثلاث حجج.
وقرأ على أبي الطيب بن غلبون.
ودخل العراق. وكان صالحا متبتلا عبدا يسرد الصّوم. وكان مفرط القصر
يسكن مسجدا يقرئ به.
حدّث سنة ثمان وأربعمائة.
364- خلف بن محمد بن عليّ بن حمدون الواسطيّ الحافظ [2] .
__________
[1] انظر عن (خلف المقرئ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 166 رقم 373.
[2] انظر عن (خلف بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 310، وتاريخ بغداد 8/ 334، 335 رقم 4430،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 533، وتهذيب تاريخ دمشق 5/
171، 172، والمنتظم 7/ 254 رقم 401، وفيه وفاته سنة 401 هـ، ومعجم
البلدان 5/ 350، والتقييد لابن النقطة 263، 264 رقم 325، والكامل
في التاريخ 9/ 78، وبغية الطلب لابن العديم (المخطوط) 5/ 219،
وتذكرة الحفاظ 3/ 1067، 1068، وسير أعلام النبلاء 17/ 260- 262 رقم
156، والوافي بالوفيات 13/ 366 رقم 457، والبداية والنهاية 11/
344، وطبقات الحفاظ 416، وكشف الظنون
(28/222)
مصنف «الأطراف» .
رحل وروى عن: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ،
ومحمد بْن عَبْد الله بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ، وأبي محمد بن
ماسي.
ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوّف خراسان، والشّام،
ومصر، والنواحي، وكتب الكثير.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأثني عليه، وقال: كَانَ حافظًا
لحديث شُعْبَة وغيره.
وقال أبو نُعَيْم [1] : صحبْناه بنَيْسابور وإصبهان.
وروى عَنْهُ: هُوَ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعُبَيْد الله بْن أحمد
الأزهريّ، ثمّ في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتّجارة، ومات هناك
بعد الأربعمائة.
سَمِعَ النّاس الكثير بانتخابه، ولقد جوَّدَ أطراف الصّحيحين،
وأحسنَ. وهو أقلّ أوهامًا من أَبِي مسعود.
365- الخليل بْن أحمد بْن محمد.
القاضي أبي سعيد البستيّ.
قدم نيسابور وحدّث بها عَنْ: أحمد بْن المظفَّر البكْريّ صاحب أحمد
بْن أَبِي خَيْثَمَة بالتّاريخ.
روى عَنْهُ: البيهقيّ، وجماعة.
وكان قدومه في سنة أربعمائة.
ومن الاتّفاقات النّادرة أنّه سَمِعَ من القاضي أَبِي سَعِيد
الخليل بْن أحمد السجْزيّ، سميّه.
__________
[1] / 116، وهدية العارفين 1/ 348، وديوان الإسلام 2/ 209، 210 رقم
836 وفيه: توفي سنة 401 هـ، و 4/ 374 رقم 2176، والرسالة المستطرفة
167، والأعلام 2/ 311، ومعجم المؤلفين 4/ 107، وتاريخ التراث
العربيّ 1/ 541، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 272، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 212، 213 رقم 565.
[1] في أخبار أصبهان 1/ 310.
(28/223)
366- خَلَف بْن عيسى بْن سعد الخير بْن
أَبِي دِرْهم.
الفقيه أبو الحزْم الوشْقيّ. عالم وشْقه وقاضيها.
يروي عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وابن عَيْشون.
روى عَنْهُ: ابنه أَبُو الْأصبغ، وَأَبُو عُمَر بْن الحذّاء.
قَالَ أبو الوليد الباجيّ: لَا بأس بِهِ.
وذكره عياض في «طبقات المالكيّة» .
367- حويّ بن عليّ بن صَدَقَة [1] .
القاضي أبو القاسم السَّكْسكيّ.
حدَّث عن أبي عليّ بْن آدم، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذك.
وعنه: عليّ بْن محمد الحِنَّائيّ.
- حرف السين-
368- سعد بْن عَبْد الله بْن الحسين بْن عَلُّوَيْهِ.
أبو القاسم النيليّ الميمونيّ.
من وُلِد ميمون بن مهران.
روى بهمذان عَنْ: النّجّاد، وأبي سهل بْن زياد، وأبي عمرو بن
السّمّاك، والحسين بْن صَفْوان، وجماعة.
حَضَرَ مجلسه ابن تركان.
وروى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحُمْيد بْن المأمون، وابن غرو،
وأَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُنْدار، وعُبَيْد الله
بْن أَبِي عَبْد الله بْن مَنْدَهْ.
قال شيرويه: وثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو الفضل
بْن يَرْغة، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْباريّ، وليس عندهم
بذاك.
369- سعد بن محمد بن غسّان [2]
__________
[1] انظر عن (حويّ بن علي) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 21، وترتيب المدارك 4/ 690.
[2] انظر عن (سعد بن محمد) في:
(28/224)
أبو رجاء الشَّيْبانيّ القَزْوينيّ.
سَمِعَ بدمشق من الحسن بن حسن بْن الحصائريّ حديثًا رواه عَنْهُ
الخطيب، ويوسف المهروانيّ، ومحمد بْن إسماعيل الجوهريّ.
قَالَ الخطيب: ما علمت بِهِ بأسًا.
- حرف العين-
370- عَبْد الله بْن أَبِي عَبْد الله الحسين العلويّ الواسطيّ [1]
.
أبو محمد المقرئ.
قرأ بالروايات علي: أَبِي بَكْر النّقّاش.
وتصدَّر للإقراء مدّة.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس، وغيره.
تُوُفّي بعد الأربعمائة.
وأبوه:
371- الحسين بْن محمد [2] .
عدْل نبيل، روى عَنْ: أَبِي الحَسَن بْن مبشّر الواسطيّ، والكبار.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن بْن مَخْلَد، وغيره.
372- عَبْد الله بْن القاسم بْن سهل بْن جوهر [3] .
الفقيه أبو الحسن الموصليّ الصّوّاف.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 9/ 129، 130 رقم 4746 وفيه: «سعد بن محمد بن
يوسف» ، ومثله في: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 95.
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي عبد الله) في:
سؤالات السّلفي لخميس الحوزي 47، 62، 88.
[2] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
سؤالات السلفي 47، 48 رقم 4.
[3] انظر عن (عبد الله بن القاسم) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 40 رقم 39، وتاريخ دمشق (مصورة موسكو) 415،
416، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 205 رقم
895.
(28/225)
سَمِعَ: خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن
العبّاس صاحب الطّعّام، وعبد الله بْن عليّ العُمَريّ، وهارون بْن
عيسى البلديّ، وإبراهيم بْن أحمد الرّقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو نصر بْن طَوْق، وأحمد بْن عُبَيْد الله بْن وَدْعان،
وعليّ بْن أحمد الطُّوسيّ، ومحمد بْن صَدَقَة بْن حسين المَواصِلة،
وعُبَيْد الله بْن أحمد الرَّقَّيّ، وأبو طاهر أحمد بْن محمد
الخفّاف، وغيرهم.
373- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن
سَعِيد [1] .
أبو محمد الدّمشقيّ البزّاز.
روى عن: خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب الأذرعيّ.
وعنه: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحِنَّائيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو علي
الأهوازيّ.
وكان موصوفًا بالصّلاح.
374- عَبْد الله بْن أحمد بْن الحَسَن.
أبو أحمد المِهْرَجانيّ العدْل.
روى عَنْ: محمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر
المُزَكّيّ وغيرهما.
وعنه: البَيْهَقيّ.
375- عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْن عبد الرَّحْمَن.
أبو القاسم الإصبهاني التّاجر. ثمّ الرّازيّ.
سَمِعَ: أبا حاتم محمد بْن عيسى الوَسْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ. لقيه بالرَّيّ.
376- عَبْد الصّمد بْن زهير بْن هارون بْن أَبِي جَرَادة
العُقْيليّ الحلبيّ.
سَمِعَ بمكّة من أَبِي سَعِيد بْن الأعرابيّ.
وعاش دهرا.
__________
[1] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ)
في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 40 رقم 41، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 3/ 22 رقم 909.
(28/226)
أدركه أبو نصر السجْزيّ بحلب.
377- عُمَر بْن الحَسَن بْن دُرُسْتَوَيْه [1] .
أبو القاسم الإمام.
روى عن: خَيْثَمَة بْن سليمان.
وعنه: عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
378- عُمَر بْن محمد بْن محمد بْن دَاوُد.
أبو سَعِيد السجِسْتانيّ.
روى «صحيح مُسْلِم» عَنْ أبي أحمد الْجُلُوديّ.
وحدَّث بْن بمكّة سنة ثلاث وأربعمائة، فسمعَهُ منه أبو القاسم حاتم
بْن محمد الطّرابُلُسيّ المغربيّ، ورواه عنه.
379- علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله [2] .
أبو الحسن الأندلسي.
سكن سرقسطة، وروى عَنْ أحمد بْن خَلَف المديوني.
وحجَّ فأخذ عَنْ: عليّ بْن عثمان القرافيّ، وغيره.
وكان صالحًا مُجاب الدَّعوة، ممتنعًا من الرواية غير النَّزْر
اليسير لكونه مُشْتغلًا بالعبادة.
قَالَ بعضهم: لم أَلْقَ مثله في الزُّهد والتّبتُّل.
روى عَنْهُ: أبو عَمْرو الدّانيّ، والصّاحبان، وأبو حفص بْن
كُرَيْب.
380- عليّ بن عبد الرحيم بن غيلان [3] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن الحسن) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 43 رقم 62، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
10/ 355 و 30/ 499، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 378 رقم 1147.
[2] انظر عن (علي بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 412 رقم 884.
[3] انظر عن (علي بن عبد الرحيم) في:
معجم الأدباء 14/ 10، رقم 4، وفيه: علي بن عبد الرحمن، ومثله في:
بغية الوعاة 2/ 174 رقم 1727.
(28/227)
أبو العلاء السُّوسيّ النَّحْويّ الخزّاز.
حدَّث بواسط عَنْ: الحسين بْن إسماعيل المُحَاربيّ.
روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، وأبو نُعَيْم محمد بْن عَبْد الواحد
بْن عَبْد العزيز المعدّل الواسطيّ.
- حرف الكاف-
381- كامل بْن أحمد بْن محمد [1] .
أبو جعفر العزائميّ الحافظ المستمليّ.
حدَّث بنَيْسابور عَنْ الحافظ أَبِي عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن
الحسين بْن الفَرَج البلْخيّ، سَمِعَ منه بهَرَاة عَنْ محمد بْن
خُشْنام، ومحمد بْن عليّ الصّنْعانيّ صاحب عبد الرزاق.
روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المزكي.
وقد ذكره عبد الغافر فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في
الرواية، حسن القراءة. استملي على المشايخ مدة وكان مكثرا.
سمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخراسان.
وحدّث عَنْ: أَبِي عليّ الرّفّاء، وأبي عليّ محمد بن جعفر
الكرابيسيّ، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي
بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري.
وكان ثقة صحيح الرواية. اتفق أنّ المحدثين هجروه واتَّهموه بأنّه
أخفي جملةً من سماع المشايخ مغايظة لهم.
وقد حدّث في سنة خمس وأربعمائة.
قلتُ: وفي هذه السنة قِدم نَيْسابور وحدَّث بها.
__________
[1] انظر عن (كامل بن أحمد) في:
بغية الوعاة 2/ 266 رقم 1948.
(28/228)
382- كامل بْن أَحْمَد بْن محمد بْن
سُلَيْمَان.
أبو الحَسَن الْبُخَارِيّ.
عَنْ: أَبِي نصر حَمْدَوَيْه، وأبي بَكْر بْن سعد الزّاهد، وجماعة.
- حرف الميم-
383- محمد بْن عَبْد الصَّمد بْن لاوى الأطْرَابُلُسيّ [1] .
روى عَنْ: خَيْثَمَة.
روى عَنْهُ: محمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد
الْبُخَارِيّ.
384- محمد بْن عيسى.
أبو بَكْر البُسْتيّ، الفقيه المعروف بابن رُوَيْع.
إمام جليل. رحل إلى المشرق ودخل الأندلس، وولاه المظفّر بْن أَبِي
عامر قضاء سبْته ونواحي المغرب.
قتله عليّ بن حمّود بعد الأربعمائة.
385- محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن منصور.
أبو بكر النوقاني.
حدث بنُوقان عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ.
وعنه: البَيْهَقيّ، وغيره.
386- محمد بن زكريا [2] .
أبو عبد الله بن الإفليلي القرطبي.
سمع من: قاسم بْن أصبغ، وأبي عيسى اللّيثيّ، وأبي بكر بن الأحمر
القرشيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الصمد) في:
حديث خيثمة الأطرابلسي 46 رقم 81، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية)
38/ 357، 358، وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ
(الطبعة الثانية) ج 1/ 213، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1114، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 230، 231 رقم 1478.
[2] انظر عن (محمد بن زكريا) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 492 رقم 1064.
(28/229)
وعنه: ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر.
387- محمد بن أحمد بن حيوة [1] .
أبو عبد الله القرطبي.
روى عن: قاسم بن أصبغ، ومنذر بن سعيد.
روى عنه: أبوا عُمَر ابن سُمَيْق وابن عَبْد البَرّ، وجماعة.
388- محمد بْن عَبْد العزيز بْن يحيى بْن موسى بْن سَعْيه، بياء
آخر الحروف.
المحدث أبو منصور الخبيريّ الأصبهانيّ الطّبيب.
روى عَنْ: أَبِي محمد بْن فارس، وأبي أحمد العسّال، والجعابيّ،
وأبي إسحاق بن حمزة، والطبَرانيّ.
وعنه: أحمد بْن الفضل الباطرقانيّ، ومحمد بن عليّ الجوزدانيّ، وأبو
القاسم وأبو عَمْرو ابنا الحافظ ابن مَنْدَهْ.
قَالَ يحيى بن مندة: هو صاحب الكتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع
الرواية متعصب لأهل العلم.
389- محمد بْن عليّ بْن محمد.
أبو نصر النَّيْسابوريّ الفقيه.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
390- محمد بْن محمد بْن محمد بْن بكر الهزّانيّ البصريّ.
سمع من: عمّه أبي رَوْق أحمد بْن محمد.
روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ، لقيه بالبصرة
وكنّاه: أبا عَمْرو.
391- محمد بْن يعقوب بْن حَمَّوَيْه.
أبو بكر السّجستانيّ الوزير.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن حيوة) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 500 رقم 1087.
(28/230)
سَمِعَ بِبُسْت من: أَبِي الفضل محمد بْن
أحمد بْن الغوث الأزديّ، حدَّث عَنْ الهيثم بْن سهل التُّسْتَريّ.
أَخَذَ عَنْهُ بسجستان: الحافظ أبي نصر السجزي.
392- محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بْن العنبْر.
أبو عُمَر العنْبريّ.
روى عن: أبي العبّاس الأصمّ.
سمع منه بسجستان: أبو نصر السجْزيّ.
وروى أيضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
طرخان البلديّ.
393- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن المغيرة بْن المهلَّب.
أبو بَكْر العُكْليّ اليوانيّ الإصبهانيّ، الزاهد العابد.
عَنْ: ابن فارس، وأحمد بْن جعفر بْن مَعْبَد، والعسّال، وفاروق
الخطّابيّ، وابن كوثر البَرْبَهاريّ، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة.
مولده سنة عشر وثلاثمائة.
ومات بعد الأربعمائة.
394- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه.
أبو بَكْر الطُّوسيّ، المعروف بالمطّوّعيّ.
قِدم همدان سنة خمس وأربعمائة، وحدَّث عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ.
روى عَنْهُ شيوخ همدان: أبو الفضل بْن بَوغةً، ومحمد بْن الحسين
الصُّوفيّ، وأبو الفتح محمد بْن الفضل الكوكبيّ الدهْقان، وأبو
الفتح عَبْدُوس بْن عَبْد الله.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا.
قلت: وقع لي حديثه عاليا.
395- محمد بْن الهيْصم [1] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الهيصم في: الوافي بالوفيات 5/ 171 رقم 2206.
(28/231)
أبو عَبْد الله، شيخ الكرَّاميّة، وعالمهم
في وقته بخُراسان.
وهو الّذي ناظر الإمام أبا بَكْر بْن فُوَرك، بحضرة السّلطان محمود
بْن سُبُكْتكين. وليس للكرّاميّة مثلهُ في معرفة الكلام والنَّظَر،
فهو في زمانه رأس طائفته وأخْبَرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عَبْد
الجبّار في هذا العصر: رأس المعتزلة، وأبا إِسْحَاق الإسفرايينيّ:
رأس الأشعريّة، والشيخ المفيد: رأس الرّافضة، وأبا الحَسَن
الحمّاميّ: رأس القرّاء، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: رأس
الصُّوفيّة، وأبا عُمَر بْن درّاج، رأس الشُّعَراء، والسَّلطان
محمود: رأس الملوك، والحافظ عَبْد الغنيّ الأزْديّ: رأس المحدّثين،
وابن هلال: رأس المجوّدين [1] .
396- محمد بْن يحيى بْن سُرَاقَة [2] .
أبو الحَسَن العامريّ البصْريّ، الفقيه الشّافعيّ الفَرَضيّ
المحدَّث.
صاحب التّصانيف في الفقه والفرائض «وأسماء الضّعفاء والمجروحين» .
أقام بآمد مدّة، وكان حيا سنة أربعمائة.
أخذ عَنْ أَبِي الفتح كتابه في «الضّعفاء» ، ثمّ نقّحه، وراجع فيه
الدارقطني.
ورحل في الحديث.
وروى عَنْهُ: ابن داسة، وابن عبّاد، والهجيميّ.
__________
[1] أي في الخطّ.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن سراقة) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 281 رقم 172، والوافي بالوفيات 5/ 195 رقم
2249، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 86، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 1/ 200، 201 رقم 156، وطبقات الشافعية لابن هداية الله
43، وكشف الظنون 1/ 481، وهدية العارفين 2/ 60، والأعلام 8/ 5،
ومعجم المؤلفين 12/ 102.
(28/232)
ورحل إلى فارس، وإصبهان، والديَنَور.
وله مصنَّف حسن في الشهادات.
- حرف الياء-
397- يوسف بْن خَلَف بْن سُفْيان [1] .
أبو عُمَر الغسّانيّ البجّانيّ المؤدب.
سَمِعَ من: أحمد بْن سَعِيد، ومَسْلَمة بْن قاسم.
وكان يؤمّ بمسجده، ويلقّن ويَنْسَخ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الخَوْلانيّ.
تُوُفّي بعد الأربعمائة.
وروى عَنْهُ: قاسم، وهشام ابنا هلال.
398- يحيى بْن نجاح [2] .
أبو الحسين.
مؤلّف كتاب «سُبُل الخيرات» .
كَانَ في هذا العصر بمكّة فيما أحسب، أو بمصر [3] .
روى عَنْهُ: عَبْد الله بْن سَعِيد بْن لبّال [4] ، وعمر بْن سهل
اللّخميّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن خلف) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 674، 675 رقم 1492.
[2] انظر عن (يحيى بن نجاح) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 665 رقم 1462، وسير أعلام النبلاء 17/ 423،
424 رقم 280، وفيه: توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة، والنجوم
الزاهرة 4/ 276، وكشف الظنون 977، وهدية العارفين 2/ 518، وإيضاح
المكنون 2/ 4، ومعجم المؤلفين 13/ 234.
[3] في هامش الأصل: «سيأتي ذكره أنه مات سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة، وجزم بأنه استوطن مصر» .
[4] في الصلة: «عبد الله بن سعيد الشنتجيالي» .
(28/233)
«بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذا الجزء من
«تاريخ الإسلام» للمؤرّخ الحافظ الذهبيّ- رحمه الله- على يد خادم
العلم وطالبه الحاج الأستاذ الدكتور أبي غازي عمر عبد السلام
تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة
اللبنانية، بعد ضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والإحالة إلى مصادره،
والتعليق عليه، وذلك في منزله بساحة النجمة بمدينة طرابلس الشام
المحروسة، وصادف الانتهاء منه عند أذان المغرب من يوم الأربعاء في
28 من شهر ذي الحجة 1411 هـ. الموافق 10 من تموز (يوليو) 1991 م،
والحمد للَّه الّذي بنعمته تتم الصالحات» .
(28/234)
|