تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثانية والأربعون
سنة إحدى عشر وأربعمائة
[فَقْد الحاكم بأمر الله]
في شوّال فُقِد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدَّى لَهُ
العامَّة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلْق في ضَنْكٍ من العَيْش
معه. وكانوا يدسُّون إليه الرُّقاع المختومة بالدُّعاء عَليْهِ والسّبّ
لَهُ ولأسْلافه، حتى أنهم عملوا تمثال امرَأَة مِن كاغِدٍ بِخُفّ وإزار
ثمّ نصبوها لَهُ، وفي يدها قصّة. فأمر بأخْذها مِن يدها، ففتحها فرأى
فيها العظائم، فقال: أنظروا مِن هذه. فإذا هي تمثال مصنوع. فتقدَّم
بطلب الأمراء والعُرَفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضرْبها
بالنّار ونَهْبها وقتْل أهلها [1] . فتوجّهوا لذلك فقاتل المصريّون
عَنْ أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النَّهْبُ والحريق الأطراف والنّواحي
الّتي لم يكن لأهلها قوّة على امتناع ولا قدرة عَلَى دفاع.
واستمرَّت الحرب بين العبيد والرّعيّة ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد
النّار، ويسمع الصّياح. فيسأل عَنْ ذَلِكَ، فيقال لَهُ: العبيد يحرقون
مصر. فيتوجَّعُ ويقول: مِن أمرهم بهذا؟ لعنهم الله.
__________
[1] روى ابن العبري هذا الخبر على هذا النحو:
«وتمادى الخليفة الحاكم حتى السنة 411 للعرب (1020 م.) في الضغط على
المصريين حتى كرهوه وأبغضوه جدّا وجعلوا يكتبون رقاعا يحشونها سبّا
وذمّا وتهكما به وبنسائه ويغلّفونها ويدفعونها له ليلا وهو راكب
ويختفون. وأفضى بهم الأمر إلى أن صنعوا من البرديّ شكل امرأة باسطة
يدها وبين أصابعها رقعة مكتوبة ونصبوها في إحدى الزوايا ليلا حيث يمرّ
الحاكم وأخفوا الشبح بقرطاس أبيض. ولما مرّ وشاهدها احتدم سخطا وأمر
عبيده أن يقطّعوها بالسيف، فانتهوا إليها ورأوها صورة خياليّة وانتزعوا
القرطاس من يدها وانقلبوا فأخبروا الحاكم، ففتح القرطاس وقرأ فيه كلمات
قبيحة تمسّ شرف أخته العذراء» (تاريخ الزمان 79) .
(28/237)
قلتُ: بل لعنةُ الله عَلَى الكافر.
فلمّا كَانَ في اليوم الثّالث اجتمع الأشراف والشّيوخ إلى الجامع
ورفعوا المصاحف، وعجّ الخَلْقُ بالبكاء والاستغاثة باللَّه. فرحمهم
الأتراك وتقاطروا إليهم وقاتلوا معهم. وأرسلوا إلى الحاكم يقولون لَهُ:
نَحْنُ عبيدك ومماليكك، وهذه النّارُ في بلدك وفيه حُرَمُنا وأولادنا،
وما عِلمْنا أنّ أهله جَنَوْا جنايةً تقتضي هذا. فإنْ كَانَ باطنٌ لا
نعرفه عرّفْنا بِهِ، وانتظر حتّى نُخرج عيالنا وأموالنا، وإن كَانَ ما
عَليْهِ هَؤلَاءِ العبيد مخالفًا لرايك أَطْلِقْنا في معاملتهم بما
نُعامل بِهِ المفسدين.
فأجابهم: إنّي ما أردتُ ذَلِكَ ولا أذِنْت فيه، وقد أذِنْت لكم في
الإيقاع بهم.
وأرسَل العبيد سرّا بأن كونوا عَلَى أمركم، وقوّاهم بالسّلاح.
فاقتتلوا، وعاودوا الرّسالة: إنّا قد عرفنا غرضك، وإنّه إهلاكُ البلد.
ولوّحوا بأنّهم يقصدون القاهرة. فلمّا رآهم مستظهرين، ركب حِمارهُ
ووقفَ بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالانصراف. وسكنت الفتنة.
وكان قدْر ما أُحرِق مِن مصر ثُلثها، ونُهب نصفُها. وتَتَبَّع المصريون
مِن أسر الزَّوجات والبنات، فاشتروهنَّ مِن العبيد بعد أن زَنَوْا
بهنَّ، حتّى قَتَل جماعةٌ أنفسهنَّ مِن العار.
ثمّ زاد ظُلم الحاكم، وعَنَّ لَهُ أن يَدَّعي الرُّبوبيّة، كما فعل
فرعون، فصار قومٌ مِن الْجُهّال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد [1] ،
يا مُحيي يا مُميت.
وكان قد أسلم جماعةٌ مِن اليهود، فكانوا يقولون: إنّا نريد أن نعاود
ديننا، فيأذن لهم [2] .
__________
[1] في المنتظم: «يا واحدنا يا أحدنا» ، وانظر: تاريخ الزمان لابن
العبري- ص 81.
[2] المؤلّف- رحمه الله- ينقل هذا الخبر عن «المنتظم» لابن الجوزي 7/
297، 298 باختلاف بعض الألفاظ، وانظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير
9/ 315، وتاريخ الزمان لابن العبري 79، وسير أعلام النبلاء 15/ 177
وفيه: «ولما أمر بحريق مصر واستباحها، بعث خادمه ليشاهد الحال، فلما
رجع قال: كيف رأيت؟ قال: لو استباحها طاغية الروم ما زاد على ما رأيت،
فضرب عنقه» ، والنجوم الزاهرة 4/ 180- 183، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/
208، 209.
(28/238)
وأوحش أختَه بمراسلاتٍ قبيحة، وأنّها ترتكب
الزّنا. فراسلت ابن دوّاس
__________
[ () ] وقد أورد هذا الخبر بتفصيل وإسهاب مؤرّخ نصراني معاصر للحاكم
بأمر الله هو «يحيى بن سعيد الأنطاكي» المتوفى سنة 458 هـ. وكان
بطريركا على الإسكندرية، وذلك في كتابه «تاريخ الأنطاكي» المعروف بصلة
تاريخ أوتيخا، وقد ذكره في حوادث سنة 410 هـ. فقال:
«وظهر في أيدي المصريّين أبيات شعر وقصائد منسوبة إلى الحاكم تنضمّن
وعيده لهم بحريق دورهم، ونهب أموالهم، وسبي حريمهم، وسفك دمائهم، وكثر
الإرجاف بهم، فقرئ عليهم سجلّ بتطمينهم، ويزيل سوء ظنّهم» .
وتناسخوا أيضا كتابا ذكروا أنه من الحاكم، تاريخه العشر الأخير من شهر
رمضان سنة عشر وأربعمائة، يتضمّن تفنيدهم على تخلّفهم عن تسليم الحق
إلى أهله، وتركهم التشاغل بعيوب نفوسهم، واعتراضهم عليه فيما يفعله،
ويشير عليهم بالمبادرة إلى الإيمان في أوانه وقبل فواته، ويوبّخهم على
مخالفتهم إيّاه فيما قصد بهم إليه ممّا يعود عليهم بالقرب إلى باريهم،
ومجاهرتهم له بما أتوه من الخطايا وتظاهروا به من البدع، ويتواعدهم بأن
كل عقوبة سيحلّها بهم إن لم يزروا الشّر ويعملون الخير ويعمدوا عليه،
ويسلّموا إلى إمام دهرهم، ويولجوا إليه أمرهم، ويذكّرهم بما تقدّم من
إنذاره لهم، وتخويفه إيّاهم على مباينته، ويعد من قبل أوامره واحتذى
مرضاته بالإحسان إليهم والإبقاء عليهم، ويحذّر من صبر على الأفعال
المنكرة بخلاء ديارهم، وتعفية آثارهم، وسبي نساءهم (كذا) وأولادهم،
ونهب أموالهم، وأنهم حينئذ يطلبون ناصرا فلا ينصرون، ويقسم على من وقع
كتابه بيده أن يقرأه على أهله وجيرانه، ويجعلهم على علم من مضمونه.
وتفاوض المسلمون بينهم أنّ قصده سياقتهم إلى ما دعا إليه الدرزي، وأنّ
حنقه عليهم إنّما هو لنفورهم منه. وأكثروا الكلام في ذلك، وعملوا
أشعارا يكفّرونه فيها، يشيرون بها إليه، وترنّموا بأغاني تتضمّن شتيمة
له وألفاظا قبيحة يشيرون بها إليه، وجميعها تتّصل به في وقتها، فازداد
غضبا عليهم.
وتقدّم في ذي القعدة سنة عشر وأربعمائة بأن يفرّق على العبيد السودان
من العسكرية سلاح، وأوعز إليهم بالنزول إلى مصر، وأن يتعمّدوا حرقها
وسبي حريم أهلها وأولادهم، ونهب أموالهم، فبدءوا في طرح النار في طرف
مصر في الموضع المعروف بالتّبّانين، وتركوا أيديهم في النهب، وامتدّوا
فيه إلى أن أتوا على ما في القياسر التي يباع فيها البزّ، وعلى كثير من
الحوانيت والمساكن، وأسروا خلقا من النسوان وافترسوهنّ، وتهارب جماعة
منهم إلى الجامع تحرّما به فلم يحمهم، ونهبوا مواضع كثيرة من مصر،
وأحرقت النار شطرا كبيرا من البلد، ولم يتجاسر المصريّون على إطفائها
خوفا من أن يجري عليهم ما هو أعظم وأشدّ. وانتهى إلى الحاكم عظم
الحادثة بمصر من الحريق والنهب والأسر، فإنّه لم يؤمن تفاقمه وخروجه
إلى ما يصعب تلافيه واستدراكه، فتقدّم إلى غادي الخادم الصقلبي بالنزول
إلى مصر في جماعة من الجند ليسكّن الفتنة، فنزل وشاهد أمرا فظيعا وحالة
قبيحة، فقتل بعضا من العبيد ومن أهل الشرّ لتوقع الهيبة فيهم، وفرّق
جمعهم، وعاد إلى الحاكم وهو حنق ممّا شاهد، وشرح له قبح النازلة وعظم
الحادثة، وقال له في جملة كلامه: لو أنّ باسيل ملك الروم دخل إلى مصر
لما استجاز أن يفعل بها مثل هذا، فنقم عليه الحاكم وقتله، فاستغاث
المصريّون إليه في العفو عنهم والتقدّم بإطفاء النار لئلا تهلكهم، فأذن
بذلك بعد أن تلف من العقارات والرحالات ما يعظم قدره.
(28/239)
الأمير، وكان متخوفًا مِن الحاكم. ثمّ جاءت
إِليْهِ فقّبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرْسُ نفسي
ونفسك.
قَالَ: أَنَا خادمك.
فقالت: أنت ونحن عَلَى خطرٍ عظيم مِن هذا. وقد أنضاف إلى ذَلِكَ ما
تظاهر بِهِ وهتك الناموس الّذي أقامه آباؤنا، وزاد جنونه وحَمَل نفسه
عَلَى ما لا يصبر المسلمون عَلَى مثله. وأنا خائفة أن يثور النّاس
علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدّولة أقبح انقضاء.
قَالَ: صدقت فِي الرأي.
قالت: تحلف لي وأحلف لك عَلَى الكتْمان.
فتحالفا عَلَى: قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته.
قَالَتْ: فاختْر لي عَبْدين تثق بهما عَلَى سَرَّك وتعتمد عليهما.
فأحضر عبدين موصوفين بالأمانه والشهامة. فحلَّفَتْهما ووهبتهما ألف
دينار، ووقَّعت لهما بإقطاع، وقالت: اصعدوا إلى الجبل فاكمنا لَهُ،
فإنّ غدا يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الرّكابيّ وصبيّ، وينفردُ
بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مَعَ الصّبيّ. وأعطتهما سكّينتين مغربيّتين
[1] .
وكان الحاكم ينظر في النّجوم. فنظر مولده، وكان قد حكِم عَليْهِ
بَقَطْعٍ [2]
__________
[ () ] وقال بعض الناس: إن السبب في ما أمر به من حريق مصر ونهبها أن
أكثر تلك الأشعار والقصائد المنسوبة إليه أو كلّها هم انحلوه إيّاها
وعملوها على لسانه، وكذلك الكتاب المكتسب عنه، وأنه قصده أن يحقق فيهم
ما تفاءلوا به على أنفسهم، وبعثه عليه أيضا ذكرهم له في أشعارهم
وأغانيهم وتشيرهم (كذا) له وتلقيبهم إيّاه.
وقال بعضهم: بل هو لحنقه عليهم لتخلّفهم عن المسارعة إلى الدخول في
دعوة الدرزيّ والهادي.
ولعلّه كان للحالتين جميعا.
وقرئ عليهم بعد ما جرى من الحريق والنهب سجلّ بالغمّ مما نالهم، وأنه
لم يكن بأمره ولا جرى باختياره.
(تاريخ الأنطاكي- بتحقيقنا- ص 345- 348- طبعة جرّوس برسّ، طرابلس 1990)
.
[1] المنتظم 7/ 298.
[2] أي حادث خطير، أو أمر جلل إذا تخطّاه وقطعه سلم. ويقال بالعامّيّة:
قطوع. وانظر: اتعاظ الحنفا للمقريزي- ج 2/ 115 بتحقيق الدكتور محمد
حلمي محمد أحمد حيث يقول في
(28/240)
في هذا الوقت، وأنّه متى تجاوزه عاش نّيفًا
وثمانين سنة.
فأحضر أُمَّهَ وقال: عليّ في هذه الليلة قطعٌ. وكأنّي بكِ قد هتِكْت
وهلكتِ مَعَ أختي، فتسلّمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق
تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك.
فبكت وقالت: إذا كنتَ تتصوَّر هذا فَدَعْ ركوبك اللّيلة.
فقال: أفعلُ.
وكان في رَسْمه أنّه يطوف كلّ ليلةٍ حول القصر في ألف رَجُل، ففعل
ذَلِكَ ثمّ نام. فانتبه الثُّلث الأخير وقال: إنّ لم أركب وأتفرَّج
خرجت نفسي.
فركب وصعِد الجبَل ومعه صبيّ. فخرج العبدان فصرَعاه وقطعا يديه وشقّا
جوفَه وحملاه في كِساء إلى ابن دَوّاس، وقتلا الصَّبيّ. فحمله ابن
دَوّاس إلى أخته فدفنته في مجلسٍ لها سرّا، وأحضرت الوزير واستكتمته
واستحلفتْه عَلَى الطّاعة [1] ، وأن يكاتب وليَّ العهد عَبْد الرّحيم
بْن إلياس العُبيديّ ليُبادر، وكان بدمشق. وأنفذت إلى أميرٍ يقيم في
الطّريق فإذا أوصل وليّ العهد قبض عَليْهِ وعدلَ بِهِ إلى تِنّيس [2] .
وكتبت إلى عامل تِنّيس عَنْ الحاكم أن يحمل إِليْهِ ما قد تحصّل عنده،
__________
[ () ] الحاشية رقم (3) : «لم أهتد إلى ما يقنع في تفسير معنى «القطع»
المذكور هنا» . ثم أورد مثيلا له في: النجوم الزاهرة 4/ 70، 71 وذلك
عند قدوم المعزّ إلى مصر- وكان مغرى بالنجوم- فنظر في طالعة ومولده
فحكم له «بقطع» فيه، فاستشار منجّمه فيما يزيله عنه، فأشار عليه أن
يعمل سردابا تحت الأرض ويتوارى فيه إلى حين جواز الوقت، ففعل ذلك.
[1] حتى هنا في: المنتظم 7/ 299.
[2] في تاريخ الأنطاكي 367، 368: «وكانت السيدة أخت الحاكم مع إياسها
من أخيها وتحقّقها فقده، بادرت بإنفاذ عليّ بن داود وهو أحد الأمراء
الكتاميّين إلى دمشق بملطّفات إلى الأمراء والقوّاد ووجوه الجند بالقبض
على وليّ العهد عبد الرحيم إلياس، فسارع الجماعة إلى ذلك لكراهيتهم له،
وحميل مقيّدا، وحمل أهله وأنسبائه (كذا) معه وعدّي به إلى دمياط،
واعتقل بها مدّة، ثم دخل إلى مصر، وعند وصوله قلع قيده، واحتيط عليه في
القصر مكرّما مبجّلا مدّة، وتنغّص إليه الظاهر بشيء من الفاكهة مسموما،
فأكل منه ومات، وأظهر للناس أنه قتل نفسه» .
وذكر هذا الخبر أيضا مؤرّخ معاصر آخر هو «القضاعي» في تاريخه، ونقله
عنه «ابن تغري بردي» في: (النجوم الزاهرة 4/ 193، 194) ولكنّه جعل موت
وليّ العهد بالسّكّين انتحارا.
وانظر: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69، 70.
(28/241)
وكان ألف ألف دينار وألَفْي دِرهم.
وفُقِد [1] الحاكم، فماجوا في اليوم الثّالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا
لَهُ عَلَى أثرٍ، فعادوا إلى أخته فسألوها عَنْهُ فقالت: قد كَانَ
راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنّه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا مطمئنين.
ورتّبت رِكابيّةً يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكّل مِن
سألهم: فارقناه في الموضع الفُلانيّ، وهو عائدٌ في يوم كذا.
[تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دوّاس]
ولم تزل الأخت في هذه الأيّام تدعو وجوه القُوَّاد تستحلفهم وتُعطيهم.
ثمّ ألبست أبا الحَسَن عليّ بْن الحاكم أفخر الثّياب وأحضرت ابن دوّاس
وقالت:
المعوَّل في القيام بهذه الدّولة عليك، وهذا ولدك.
فقبّل الأرض. وأخرجت الصّبيّ ولقّبته بالظّاهر لإعزاز دين الله،
وألبسته تاج المُعِزّ، جدّها، وأقامت المأتم عَلَى الحاكم ثلاثة أيام.
وهذَّبت الأمور، وخلعت عَلَى ابن دوّاس خِلَعًا كثيرة، وبالغت في رفْع
منزلته، وجلس معظَّمًا.
فلمّا ارتفع النّهار خرج تسنيم صاحبُ السّرّ [2] والسّيفُ مَعه ومعه
مائة رَجُل كانوا يختصّون بركاب السّلطان ويحفظونه، يعنى سِلَحْداريّة
[3] ، فسُلّموا إلى ابن دوّاس يكونون بحكمه. وتقدَّمت إلى تسنيم [4] أن
يضبط أبواب القصر، ففعل. وقالت لَهُ: أخرج بين يدي ابن دوَّاس فُقلْ:
يا عبيدُ مولانا، الظّاهرُ أمير المؤمنين يَقُولُ لكم: هذا قاتِلُ
مولانا الحاكم، واعلُهْ بالسَّيف. ففعل ذَلِكَ.
ثمّ قتلت جماعةً ممّن اطّلع على سرّها فعظمت هيبتها [5] .
__________
[1] من هنا يعود المؤلّف- رحمه الله- إلى النقل عن: (المنتظم لابن
الجوزي) .
[2] في: (المنتظم 7/ 300) : «نسيم صاحب الستر» ، وكذا في: اتعاظ الحنفا
2/ 125 و 127 وهو «نسيم الصقلبي» .
[3] سلحداريّة: كلمة مركبة من «سلح» أي سلاح، و «داريّة» أي «الدار» ،
فيكون المعنى: دار السلاح، والسّلحدارية: أي جند السلطان.
[4] في (المنتظم) : «نسيم» ، ومثله في: (الدّرّة المضيّة) ص 300.
[5] المنتظم 7/ 299، 300.
وانظر أيضا: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 373، والكامل في التاريخ 9/
314- 317
(28/242)
وقيل: إنّ اسمها «ستّ المُلْك» [1] . توفيت
سنة أربع عشرة [2] .
[وزارة ابن سهلان والقبض عَليْهِ]
وفيها انحدر سلطان الدّولة إلى واسط، وخَلَع عَلَى أَبِي محمد بْن
سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطَّبْل في أوقات الصّلوات. ثمّ قبض
عَليْهِ وسَمَله [3] .
[الغلاء في العراق]
وفيها كَانَ الغلاء بالعراق، واشتدّت المجاعة وأُكِلت الكلاب والبِغال،
وعظُم الخَطْب [4] .
[هلاك وليّ عهد الحاكم بأمر الله]
وفيها كَانَ هلاك عَبْد الرّحيم [5] وليّ عهد الحاكم. ذكرت أخباره
وترجمته.
وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:
تقضّي أوانُ الحرب والطَّعْنِ والضَّرْبِ ... وجاء أوان الوزن والصّفع
والضّرب
__________
[ () ] و 320، وتاريخ الزمان لابن العبري 79- 91، ومختصر تاريخ الدول
179، 180، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، والبيان المغرب لابن عذاري
1/ 271، والدّرّة المضيّة لابن أيبك الدواداريّ 299- 301، وسير أعلام
النبلاء 15/ 181- 183، ودول الإسلام 1/ 245، والبداية والنهاية 12/ 10،
11، ومرآة الجنان 3/ 26، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، واتعاظ الحنفا
للمقريزي 2/ 125- 128، والنجوم الزاهرة 4/ 184- 192، وشذرات الذهب 3/
193، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 209، 210.
[1] هذا هو المشهور كما في: «النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة»
لمؤرّخ مجهول- ص 54، والدّرّة المضيّة ص 300، 316، والكامل في التاريخ
9/ 230 و 315، 316، 319، وفي (أخبار مصر) للمسبّحي- ص 50 «السيّدة سيدة
الملك» ، وقال: «ومولدها بالمغرب في ذي القعدة سنة تسع وخمسين
وثلاثمائة» ، وفي: (اتّعاظ الحنفا) للمقريزي 2/ 115: «ستّ الكلّ
سلطانة» ، وفي (ذيل تاريخ دمشق) لابن القلانسي: «ستّ الملك عليّه» .
انظر: فهرس الأعلام، ص 374.
[2] الدّرّة المضيّة 316 في وفيات سنة 413 هـ. وسيأتي الخبر في موضعه.
[3] المنتظم 7/ 300، 301 (طبعة حيدرآباد) و 15/ 143 (طبعة دار الكتب
العلمية، بيروت) ، والكامل في التاريخ 9/ 318، نهاية الأرب للنويري 26/
247، المختصر في أخبار البشر 2/ 151، تاريخ ابن الوردي 1/ 333.
[4] المنتظم 7/ 301 (15/ 143) ، الكامل في التاريخ 9/ 318، نهاية الأرب
26/ 247، مرآة الجنان 3/ 25، العبر 3/ 104، دول الإسلام 1/ 244.
[5] في (ذيل تاريخ دمشق) ص 69 «عبد الرحمن بن إلياس» «وقيل: عبد
الرحيم» .
(28/243)
وأضحت دمشقُ في مُصَاب وأهلُها ... لهم
خَبَرٌ قد سار في الشَّرق والغَربْ
حريقٌ وجوعٌ دائم ومذلّة ... وخوف فقد حقّ الكباء مَعَ النَّدْبِ
وأضْحَتْ تِلالًا قد تمحّت رسُومُها ... كبعض ديار الكفر بالخسف والقلب
في أبيات.
[رواية ابن القلانسي عَنْ هلاك وليّ العهد]
قَالَ أبو يَعْلَى حمزة في تاريخه [1] : عاد عَبْد الرّحيم وليّ العهد
إلى دمشق في رجب [2] ، فتعجّب النّاس من اختلاف أراء الحاكم. فلم يلبث
أن وصل ابن دَاوُد المغربيّ على نجيب مُسرع ومعه جماعة، يوم عَرَفة
(مِن سنة إحدى عشر) [3] ، بِسِجِلّ إلى وليّ العهد المذكور. ودخلوا
عَليْهِ القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثمّ إنّهم أخرجوه وضربوه. وأصبح
النّاسُ يوم الأضحي لم يصلُّوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في
الجامع. وسار بِهِ أولئك إلى مصر [4] .
[ولاية أَبِي المطاع ابن حمدون دمشق]
ثمّ وصل عَلَى إمرة دمشق ثانيا أبو المطاع بْن حمدان [5] ، وكان سائسًا
[6] أديبًا شاعرًا، فَوَلي مدّة شهرين.
[ولاية سختِكين دمشق]
ثمّ عُزِل بشهاب الدّولة سُخْتِكِين [7] ، فولي عامين [8] ، وأعيد ابن
حمدان [9] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق- ص 70.
[2] سنة 412 هـ. كما في: ذيل تاريخ دمشق.
[3] ما بين القوسين ليس في: ذيل تاريخ دمشق، وهو من إضافة المؤلّف-
رحمه الله-، وقد أشرت قبله إلى أن ابن القلانسي يؤرّخ الخبر بسنة 412
هـ.
[4] ذيل تاريخ دمشق 700.
[5] هو: ذو القرنين بن أبي المظفّر حمدان بن ناصر الدولة. انظر: أخبار
مصر في سنتين للمسبّحي 34، 52، 58، 100، 172، ويتيمة الدهر 1/ 106،
وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 33 رقم 107،
ووفيات الأعيان 2/ 144، وشذرات الذهب 3/ 238.
[6] في: ذيل تاريخ دمشق 70 «ساميا» ! والمثبت يتفق مع: تهذيب تاريخ
دمشق 5/ 262.
[7] في: ذيل تاريخ دمشق 70 «شحتكين» ، وفي: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 68
«سحتكين» بالسين المهملة، والمثبت أعلاه يتفق مع: أمراء دمشق في
الإسلام للصفدي 37 رقم 120.
[8] في: ذيل تاريخ دمشق 71 «فكانت ولايته سنتين وأربعة أشهر ويومين» .
[9] ذيل تاريخ دمشق 70، 71.
(28/244)
سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة
[اعتراض العرب البدو لقافلة الحجّاج]
لم يحجّ العراقّيون في العامين الماضيَيْن، وقصد طائفة يمين الدّولة
محمود بْن سُبُكْتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض،
وفي كلّ سنة تفتتح مِن بلاد الكُفْر ناحيةً، والثّواب في فتح طريق
الحجّ أعظم. وقد كان بدر بْن حَسْنَوَيْه، وما في أمرائك إلا مِن هُوَ
أكبر منه، يسير الحاجّ بماله وتدبيره عشرين سنة. فانظر للَّه واهتمّ
بهذا الأمر.
فتقدَّم إلى قاضيه أَبِي محمد النّاصحيّ بالتّأهُّب للحجّ، ونادى في
أعمال خراسان بالتّأهّب للحجّ. وأطلق للعرب في البادية ثلاثين ألف
دينار سلّمها إلى النّاصحيّ، غير مال الصّدقات [1] .
فحجّ بالنّاس أبو الحَسَن الأقساسيّ، فلمّا بلغوا فَيْد حاصرتهم العرب،
فبذل لهم النّاصحيّ خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمّموا عَلَى أخذ
الرَّكْب.
وكان رأسهم جمّاز بْن عُديّ [2] قد انضم إِليْهِ ألفا رجلٍ [3] مِن بني
نَبهان، وكان جبّارًا. فركب فرسه وعليه درع وبيده رمح. وجال جولة
يُرْهبُ بها.
وكان في السَّمَرْقَنْديّين غلام يُعرف بابن عفّان، فرماه بنَبْلة وقعت
في قلبه
__________
[1] يورد «المقريزي» هذا الخبر حتى هنا، ويضيف عليه فقط: «فساروا
وحجّوا، وعادوا سالمين» .
ويفهم من سياق الخبر الّذي يليه أنه الحج كان سنة 413 هـ. مع أنه يورده
ضمن حوادث سنة 415 هـ. انظر: اتّعاظ الحنفا 2/ 137.
[2] ضبطه ابن الجوزي بضم العين. (المنتظم 8/ 2) وفي: الكامل في التاريخ
9/ 325 «حمار بن عديّ» .
[3] لم يذكر ابن الجوزي عددا، وكذا ابن الأثير.
(28/245)
فسقط ميتًا، وهرب جَمْعُه وعاد الرَّكْبُ
سالمين [1] .
[وزارة الرُّخجيّ]
وفيها قُلد الوزارة أبو الحَسَن الرُّخجيّ ولُقب «مؤيَّد المُلْك» [2]
.
[القبض عَلَى أَبِي القاسم ابن المغربي الوزير]
وقبض قِرْواش بْن المقلّد على أبي القاسم ابن المغربيّ الوزير [3] .
[وثوب الإدريسي عَلَى عمّه بالأندلس]
وفيها توثَّب يحيى بْن عليّ الإدريسي [4] بالأندلس عَلَى عمّه المأمون
[5] ، فهرب منه، ثمّ جمع الجيوش وأقبل [6] .
__________
[1] المنتظم 8/ 2، الكامل في التاريخ 9/ 325، وهذا الخبر لم يذكره
المقريزيّ في (اتعاظ الحنفا) بل يذكر خبر الحجّ الآتي في آخر سنة 414
هـ. وفيه تفصيل وإسهاب.
[2] المنتظم 8/ 2، الكامل في التاريخ 9/ 329 (حوادث سنة 413 هـ) .
[3] المنتظم 8/ 2، الكامل في التاريخ 9/ 321 (حوادث سنة 411 هـ.) تاريخ
ابن الوردي 1/ 334.
[4] في: تاريخ حلب للعظيميّ 324 «يحيى بن علي بن حمّود الحسني» .
[5] في: تاريخ حلب: «القاسم» .
[6] تاريخ حلب 324، 325، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 350.
(28/246)
سنة ثلاث عشرة
وأربعمائة
[ضرْب الحجر الأسود وكسْره]
فيها عمد بعض المصرييّن إلى الحجر الأسود فضَربه بدبّوس [1] كسر منه
قِطَعًا. فقتله الحجّاج، وثار أهلُ مكّة بالمصرييّن فنهبوهم وقتلوا
منهم جماعة.
ثمّ ركب أبو الفتوح الحَسَن بْن جعفر، صاحب مكّة فأطفأ الفتنة، وردّهم
عَنْ المصرييّن.
قَالَ هلال بْن المحسَّن: قِيلَ إنّ الضّارب بالدّبّوس ممّن استغواهم
الحاكم وأفسد أديانهم.
وقيل: كَانَ ذَلِكَ في سنة أربع عشرة [2] .
[قَتْل ضارب الحجر الأسود]
وقال: أُبَيٌ النَّرْسيّ، أَنَا أبو عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن
عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ [3] ، قَالَ في سنة ثلاث عشرة: لما صلّيت
الجمعة يوم النّفر الأوّل، ولم
__________
[1] الدّبّوس: آلة من آلات الحرب تشبه الإبرة، كانت تصنع من عود طوله
نحو قدمين من الخشب الغليظ، في أحد طرفيه رأس من حديد قطرها ثلاث بوصات
تقريبا. (تكملة المعاجم العربية، لدوزي- ج 4/ 289) .
[2] وقد انفرد «المقريزي» بالقول إن ذلك كان في سنة 418 هـ، وإن الفاعل
هو رجل ديلميّ، وليس مصريّا. قال:
«وفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة، في ذي الحجّة- والناس يطوفون بالكعبة،
قصد رجل ديلميّ من الباطنيّة الحجر الأسود فضربه بدبّوس فكسره، وقتل في
الحال، وقتل معه جماعة ذكر أنهم كانوا معه وعلى اعتقاده الخبيث» .
(اتّعاظ الحنفا 2/ 131) .
ويؤرّخ «يحيى بن سعيد الأنطاكي» هذه الحادثة في: يوم الجمعة لاثني عشرة
ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ويقول إن الفاعل:
إنسان عجميّ. (تاريخ الأنطاكي- بتحقيقنا- ص 379) .
[3] ولد سنة 367 وتوفّي سنة 445 هـ. له كتاب: «الفوائد المنتقاة
والغرائب الحسان عن الشيوخ
(28/247)
يكن رجع الحاجُّ بعدُ مِن مِنَى قام رجلٌ
فقصد الحجَر فضربه ثلاث ضربات بدبّوس وقال: إلى مَتَى يُعبد الحجر ولا
محمد ولا عليّ؟ فيمنعني محمد ممّا أفعله، فإنيّ أهدم اليوم هذا البيت.
فاتّقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تامّ القامة جسيمًا،
وكان عَلَى باب المسجد عشرةٌ مِن الفُرْسان عَلَى أن ينصروه، فاحتسب
رجلٌ فَوَجَأه بخِنْجر وتكاثر عَليْهِ النّاس فقُتل وأُحرق، وقُتل
جماعة ممّن أُّتهم بمعاونته ومُصَاحبته، وأُحرِقوا بالنّار.
وبانت الفتنة، فكان الظّاهر من القتلى أكثر مِن عشرين رجلًا غير ما
أُخفي، وألَحُّوا في ذَلِكَ اليوم عَلَى المصرييّن بالنَّهْب
والسَّلْب. وفي ثاني يوم ماج النّاس واضطّربوا.
وقيل: إنّه أُخذ مِن أصحاب الخبيث أربعةٌ اعترفوا بأنّهم مائة بايعوا
عَلَى ذَلِكَ. فضُربت أعناق الأربعة.
[تشقّق الحجر الأسود]
وتخشّن وجه الحجر مِن تِلْكَ الَّضربات، وتساقطت منه شظايا مثل
الأظفار، وتشقّق وخرج مكسَّره أسمر يضرب إلى صُفرة محببًّا مثل
الخَشْخاش.
فأقام الحجرُ عَلَى ذَلِكَ يومين، ثمّ إنّ بني شَيْبة جمعوا الفُتَات
وعجنوه بالمِسْك واللّكّ وحَشَوا الشَّقُوق وطَلَوْها بطلاءٍ مِن
ذَلِكَ.
فهو يتبيَّن لمن تأمَّله، وهو على حاله إلى اليوم [1] .
__________
[ () ] الكوفيّين» انتخبه الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري، -
وهو بتحقيقنا- صدر عن: دار الكتاب العربيّ، بيروت 1407 هـ. / 1987 م.
[1] انظر خبر كسر الحجر الأسود في:
تاريخ الأنطاكي 378، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 8، 9، والكامل في التاريخ
9/ 332، 333 (حوادث سنة 414 هـ.) ، وتاريخ حلب للعظيميّ 325، وتاريخ
الزمان لابن العبري 81، ودول الإسلام للذهبي 1/ 246، والعبر، له 3/
110، 111 رقم 413، ومرآة الجنان لليافعي 3/ 28، وتاريخ ابن الوردي 1/
336، والبداية والنهاية لابن كثير 12/ 13، 14، ومآثر الإنافة في معالم
الخلافة للقلقشندي 1/ 327، والنجوم الزاهرة 4/ 250، 251، وشفاء الغرام
بأخبار البلد الحرام لقاضي مكة المالكي (بتحقيقنا) ج 1/ 314، وشذرات
الذهب لابن العماد الحنبلي 3/ 197، 198.
وانظر: اتّعاظ الحنفا 2/ 131. حيث يجعل الحادث في سنة 418 هـ.
(28/248)
[استيلاء المأمون عَلَى قُرْطُبَة]
وفيها زحف المأمون قاسم بْن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه
يحيى بْن عليّ، فهُزم يحيى واستولى المأمون عَلَى قُرْطبَة. ثمّ اضطّرب
أمره بعد شهور [1] .
وجَرَت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين.
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 325، مآثر الإنافة 1/ 350، 351.
(28/249)
سنة أربع عشرة
وأربعمائة
[مسير السلطان مشرّف الدّولة إلى بغداد]
سار السّلطان مشرّف [1] الدّولة مُصعدًا إلى بغداد مِن ناحية واسط،
ورُوسل القادر باللَّه في البروز لِتَلَقّيه، فتلقّاه مِن الزّلاقة.
ولم يكن تَلَقَّى أحدًا مِن الملوك قبله. فركب في الطّيّار، وعن جانبه
الأيْمَن الأمير أبو جعفر، وعن يَساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه
أَبُو الْحَسَن علي بْن عَبْد الْعَزِيز، وحوالي القبة الشريف أَبُو
القاسم المرتضي، وأبو الحَسَن الزَّيْنبيّ، وقاضي القُضاة ابن أبي
الشّوارب، وفي الزّبازب المُسَودة مِن العبّاسييّن، والقُضاة،
والقُرَّاء، والعلماء [2] .
ونزل مشرّف الدّولة في زَبْزَبه بخَوَاصه، وصعد إلى الطّيّار، فقبَّل
الأرض وأجلس عَلَى كُرسيّ، وسأله الخليفة عَنْ خبره وكيف حاله، والعسكر
واقف بأسره عَلَى شاطئ دجلة، والعامّة في الجانبين. ثمّ قام مشُرف
الدّولة فنزل إلى زَبْزَبه. وأصعَدَ الطّيّار [3] .
[توغّل يمين الدّولة في بلاد الهند]
وفيها وَرَدَ كتابُ يمين الدّولة محمود بن سُبُكْتكين إلى القادر يذكر
أنّه أوغل في بلاد الهند حتّى جاء إلى قلعةٍ فيها ستّمائة صنم.
وقال: أتيتُ قلعةً لَيْسَ لها في الدّنيا نظير، وما الظّنُّ بقلعة
تَسَعُ خمسمائة فيْل، وعشرين ألف دابّة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة.
وأعان الله حتّى طلبوا الأمان، فأمّنتُ مِلكَهم وأقررته على ولايته
بخراج
__________
[1] في الأصل، ودول الإسلام 1/ 246: «شرف الدولة» ، وما أثبتناه عن
المصادر.
[2] في: المنتظم 8/ 12 «والقرّاء والفقهاء» ، والخبر باختصار في:
الكامل في التاريخ 9/ 332، العبر 3/ 1115، دول الإسلام 1/ 246،
والبداية والنهاية 12/ 16.
[3] الخبر ينقله المؤلّف- رحمه الله- عن: المنتظم لابن الجوزي 8/ 12.
(28/250)
ضُربَ عَليْهِ، وأنفذ هدايا كثيرة وفيَلَة.
ومن ذَلِكَ طائر عَلَى شكْل القُمْري إذا حضر عَلَى الخِوان وكان فيه
شيءٌ مسموم دمعتْ عينُهُ وجرى منها ماء وتحجّر، ويُحك فيُطْلَى بما
تحلّل مِن دمعه المتحجّر الجراحات الكبار فيلحمها [1] ، فقبلت هديّته.
وانقلب العبدُ بنعمةٍ مِن الله وفضل [2] .
قلتُ: وهذه وقعة ياردين [3] ، وهي مِن الملاحم الكبار، بلغت راية
الإسلام في الهند إلى مكان لم تبلغْه قطّ. ووُجد في بيت بذّ عظيم حجر
منقوش، دلّت كتابته عَلَى أنّه مَبْنيُّ من أربعين ألف سنة.
فقضى السّلطان والنّاسُ من جهْل القوم عَجَبا. إذ كَانَ بعضُ أهل
الشّريعة يقولون إنّ مدَّة الدّنيا سبعة آلاف سنة. وعاد السّلطان بتلك
الغنائم حتّى كَاد عدد الأرقّاء يزيد عَلَى عدد الدَّهْماء. ونزلت
قَيمُهُم حتّى اقتناهم أرباب المِهَن الخاملة [4] .
[وزارة أَبِي القاسم المغربي]
وفيها استوزر مؤيَّد المُلْك أبا القاسم المغربيّ الوزير [5] .
[حج الأقساسيّ بالعراقيين]
وحجّ بالعراقييّن أبو الحَسَن محمد بْن الحَسَن الأقساسيّ، وعاد عَلَى
درْب الشّام لفساد الدّرْب العراقيّ [6] ، فأكرمهم والى الرملة [7] ،
ونفَّذ لهم الظّاهر من
__________
[1] في: المنتظم 8/ 13: «وجرى منها ماء تحجّر وحك فطلي بما يحك منه
الجراحات ذوات الأفواه الواسعة فيلحمها» .
[2] المنتظم 8/ 12، 13، الكامل في التاريخ 9/ 333، 334، تاريخ حلب
للعظيميّ 325، تاريخ الزمان لابن العبري 82 وفيه معلومات طريفة
وتفصيلات لا توجد عند غيره، نهاية الأرب للنويري 26/ 60، المختصر في
أخبار البشر 2/ 155.
[3] لم يذكر ياقوت الحموي هذا المكان في معجمه.
[4] الخبر باختصار شديد في: العبر 3/ 115، ودول الإسلام 1/ 246، وتاريخ
ابن الوردي 1/ 336، البداية والنهاية 12/ 16.
[5] المنتظم 8/ 13، الكامل في التاريخ 9/ 331، المختصر في أخبار البشر
2/ 155، تاريخ ابن الوردي 1/ 336.
[6] حتى هنا في: المنتظم 8/ 13.
[7] لم يذكر ابن الجوزي ولا ابن الأثير شيئا عن والي الرملة، وذكره
«المقريزي» في (اتّعاظ الحنفا) .
(28/251)
مصر ذَهَبًا وخِلَعًا، فقبِل ذَلِكَ أميرُ
الرّكْب.
وساروا إلى بغداد، فتألّم القادر وهَمَّ بالأقساسيّ، وسبّ صاحب مصر
وطعن في نَسَبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثمّ أُحرِقت الخِلَع بباب
النّوبيّ [1] .
__________
[1] المنتظم 8/ 16 وهو ذكر القسم الأول من الخبر في حوادث سنة 414 هـ.
والقسم الثاني في حوادث سنة 415 هـ.
أما ابن الأثير فيذكر الخبر- مع اختلاف يسير- في حوادث سنة 415 هـ.
(انظر: الكامل في التاريخ 9/ 340) ، والبداية والنهاية 12/ 16، والنجوم
الزاهرة 4/ 251.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- هذا الخبر في أول حوادث السنة التالية 415
هـ.
وقد ذكر «المقريزي» هذا الخبر في حوادث سنة 415 هـ. مع أنّه أرّخه بسنة
414 هـ. فقال: «ثم حجّوا بعد ذلك في سنة أربع عشرة، ومنهم أبو علي
الحسن بن محمد المعروف بحسنك صاحب عين الدولة (كذا) والخصيص به، وفي
مهمّته ما يدفع إلى العرب في طريق مكة وغيرها من رسومهم، فدفع كل من
استضعفه، ووعد من قوي جانبه وخيفت أذيّته بإزاحة علّتهم عند مرجعه،
واحتجّ عليهم بالوقت وضيقه وخيفة الفوت، فأخّروا مطالبته. فلما قضي
الحج وعاد بمن معه إلى المدينة النبويّة اجتمع هو وأبو الحسن محمد بن
الحسن الأقساسي العلويّ، أمير الحاج البغدادي وعدّة من وجوه الناس
للنظر في أمر العرب، فاستقرّ رأيهم على السير إلى الرملة من وادي القرى
والمضيّ على الشام إلى بغداد. فساروا إلى الرملة، وقدم الخبر بقدومهم
إليها على الظاهر في ثاني عشر صفر، وقالوا إنهم في ستين ألف جمل ومائتي
ألف إنسان- بكتاب بعث به إليه الأقساسي يستأذنه فيه على عبور بلاد
الشام، فسرّ بذلك وكتب إلى جميع ولاة الشام بتلقّيهم وإنزالهم، وإكرام
مقدمهم، وعمارة البلاد لهم بالطعام والعلف، وإطلاق الصّلات للفقهاء
والقرّاء وإقامة الأنزال الكثيرة لحسنّك، صاحب عين الدولة (كذا) ،
والتناهي في إكرامه. وتقدّم إلى مقدّمي عساكر الشام بحفظهم والمسير في
صحبتهم، وأن يتسلّمهم صالح بن مرداس من دمشق ويوصلهم الرحبة، ويدفع إلى
الأقساسي ألف دينار وعدّة كثيرة من الثياب، وإلى حسنّك مثل ذلك، وقيد
إليه فرس بمركب ذهب، فساروا من الرملة موقورين مجبورين شاكرين حتى
وصلوا إلى بغداد، وعرّج حسنّك عنها خوفا من الإنكار عليه.
فاشتدّ ما فعله الظاهر على الخليفة القادر باللَّه، وأنكر عودتهم على
الشام، وصرف الأقساسي عما كان إليه وقبضه، وأنكر على حسنّك، وكتب فيه
إلى عين الدولة (كذا) ، واستدعى منه الفرس والقماش والخلع الواصلة إلى
حسنّك لتحرق ببغداد، فبعث بها في جمادى الآخرة سنة ست عشرة، فأحرقت
بمحضر من الناس وسبك الذهب وفرّق على الفقراء. وغنم الظاهر حسن الثناء
عليه من حاجّ خراسان وما وراء النهر، لما كان من إحسانه إليهم وزيارتهم
بيت المقدس» . (اتعاظ الحنفا 2/ 137- 139) .
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عيد السلام تدمري» :
لقد وقع في: اتّعاظ الحنفا- بتحقيق الدكتور محمد حلمي محمد أحمد-: «عين
الدولة» في أكثر من موضع، وهذا غلط، والصواب: «يمين الدولة» ، وهو:
محمود بن سبكتكين، فليصحّح.
(28/252)
سنة خمس عشرة
وأربعمائة
[إحراق خِلع صاحب مصر]
فيها حجّ بالعراقييّن أبو الحسن الأقساسيّ، ومعه حَسْنَك [1] صاحب
محمود بْن سُبُكْتكين، فنفّذ إِليْهِ الظاهر صاحب مصر خِلعًا وصلةً
فقبِلَها، ثمّ خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفةُ محمودًا بما فعل
حَسْنَك، فنفّذ مَعَ رسوله الخِلَع المصريّة، فأُحرِقت عَلَى باب
النُّوبي [2] .
[وزارة الجرجرائيّ]
وفيها ولى وزارة مصر للظّاهر: نجيبُ الدّين [3] عليُّ بْن أحمد بْن
الجرجرائيّ [4] .
__________
[1] في الأصل: «خشك» ، وما أثبتناه عن: المنتظم، والكامل في التاريخ.
[2] المنتظم 8/ 16، الكامل في التاريخ 9/ 340، النجوم الزاهرة 4/ 251.
[3] قال ابن الصّيرفيّ إنه لقّب بنجيب الدولة في سنة 407 هـ.
[4] في: الإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب الشهير بابن الصيرفي ص
77، 78 إن الجرجرائي «دبّر أمور الدولة وجعل واسطة هو وجليل الدولة أبو
عبد الله محمد بن العدّاس في آخر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وأول سنة
ثلاث عشرة، وكان جلوسهما في ديوان الخراج، وأقاما في الوساطة سبعة
أشهر، ثم وزر في سنة ثماني عشرة، وأربعمائة» ، وكذا في: ذيل تاريخ دمشق
80 تولّى الوزارة سنة 418 هـ.، ومثله في: تاريخ حلب للعظيميّ 328، أما
«الأنطاكي» فيجعل وزارة الجرجرائي في حوادث سنة 413 هـ. (انظر: تاريخ
الأنطاكي (بتحقيقنا) 379، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 434،
وبغية الطلب لابن العديم (مخطوطة) 7/ 64، وكتاب الولاة والقضاة 498،
499، وذيل تاريخ دمشق 73 و 75 و 80 و 83 و 84، ووفيات الأعيان 3/ 407،
408، والمغرب في حلى المغرب 63، والدّرة المضيّة 313 و 322 و 339 و 342
و 344 و 345 وما بعدها، واتّعاظ الحنفا 2/ 101 وما بعدها، وتاريخ ابن
خلدون 4/ 61، والنجوم الزاهرة 4/ 260.
(28/253)
[موت ستّ المُلْك]
وماتت «ستُّ المُلْك» أخت الحاكم الّتي قتلت الحاكم [1] .
[وفاة سلطان الدّولة]
وفيها تُوُفّي سلطان الدّولة أبو شجاع ابن عَضْد الدّولة بْن بُوَيْه
بشيراز، وكانت مدّة ولايته اثني عشر عامًا وأشْهُرًا، وولى صبيّا ومات
عَنْ ثلاثٍ وعشرين سنةٍ [2] .
[هَلاك الحجّاج العراقيّين بعَقَبة واقصة]
وفيها هلك عدد كثير بعَقَبة واقصَة [3] مِن الحُجّاج العراقيّين، عطّلت
عليهم الأعْراب المياه والقُلُب ليأخذوا الرَّكْب. وتُسمّى «سنة
القرعاءُ» [3] .
فروى أبو عليّ البرداني الحافظ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عاد الرَّكب وليس
لهم ماء، فهلكوا جميعا بعقبة واقصة [4] .
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 326، الكامل في التاريخ 9/ 320 (حوادث سنة 411
هـ.) ، الدرّة المضيّة 316، اتعاظ الحنفا 2/ 174.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 186، المنتظم 8/ 17 رقم 31
وفيه: «توفي بشيراز عن اثنتين وثلاثين سنة وخمسة أشهر» ، الكامل في
التاريخ 9/ 337 وفيه: «وكان عمره اثنتين وعشرين سنة وخمسة أشهر» ،
تاريخ حلب للعظيميّ 326، نهاية الأرب 26/ 249 وفيه: «وكان عمره اثنين
وثلاثين سنة وخمسة أشهر» ، وقد وقع في المطبوع: «اثنين وثلاثة سنة» وهو
غلط، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 180، المختصر في أخبار البشر 2/
155، العبر 3/ 111، دول الإسلام 1/ 246 وفيهما وفاته سنة 413 هـ.،
تاريخ ابن الوردي 1/ 336.
[3] واقصة: بكسر القاف والصاد المهملة. منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو
مكة وقبل العقبة لبني شهاب من طيِّئ، ويقال لها: واقصة الحزون، وهي دون
زبالة بمرحلتين. (معجم البلدان 5/ 354) .
[4] القرعاء: منزل في طريق مكة من الكوفة بعد المغيثة، والقرعاء
الزبيدية ومسجد سعد والخبراء، وبين القرعاء وواقصة على ثلاثة أميال بئر
تعرف بالمرتمى، وبين القرعاء وواقصة ثمانية فراسخ. (معجم البلدان 4/
325) .
وجاء في هامش الأصل من نسخة (تاريخ الإسلام) : «ذكر وقعة القرعاء قبل
هذا في سنة ثلاث وأربعمائة» .
وسيذكر المؤلّف- رحمه الله- هذه الواقعة في ترجمة:
«علي بن الشيخ أبي الحسين، أحمد بن عبد الله السوسنجردي» الآتية برقم
(202) من هذا الجزء.
(28/254)
سنة ست عشرة
وأربعمائة
[انتشار العيّارين ببغداد]
فيها انتشرت العيّارون [1] ببغداد، وخرقوا الهَيْبَة، وواصلوا
العَمْلات والقتْل [2] .
[وفاة السلطان مشرّف الدّولة]
وفي ربيع الأوّل تُوُفّي مشرّف الدّولة السّلطان، ونُهبت خزائنه. وهو
مشرّف الدّولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ
[3] .
[سلطنة جلال الدّولة أَبِي طاهر]
واستقرّ الأمر عَلَى تولية جلال الدّولة أَبِي طاهر، فخُطب لَهُ عَلَى
المنابر، وهو بالبصرة [4] .
__________
[1] العيّارون: مفردها عيّار، وهو في اللغة: الكثير التجوال والطواف
الّذي يتردّد بلا عمل، يخلّي نفسه وهواها. والمعار (بالكسر) : الفرس
الّذي يحيد عن الطريق براكبه. والعيّار: الكثير الذهاب والمجيء، وهو
الذّكيّ كثير التطواف، يقال: عار الفرس يعير: ذهب كأنه منفلت، يهيم على
وجهه لا يثنيه شيء، فهو عائر أي متردّد جوّال. (انظر عن: العيّارين،
الدراسة الممتعة بعنوان: حكايات الشطّار والعيّارين في التراث العربيّ،
للدكتور محمد رجب النجار- سلسلة عالم المعرفة، الكويت، الرقم 45 سنة
1401 هـ. / 1981 م.) .
[2] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 349، مرآة الجنان 3/ 29، مآثر
الإنافة 1/ 320، 321، العبر 3/ 121، دول الإسلام 1/ 247، البداية
والنهاية 12/ 18.
[3] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 346، تاريخ مختصر الدول 180،
نهاية الأرب 26/ 250، مآثر الإنافة 1/ 320، المختصر في أخبار البشر 2/
155، العبر 3/ 121، دول الإسلام 1/ 247 وفيه «شرف الدولة» ، تاريخ ابن
الوردي 1/ 337. وستأتي ترجمته ومصادرها في هذا الجزء برقم (273) .
[4] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 346، نهاية الأرب 26/ 250،
251، البداية والنهاية 12/ 18، 19.
(28/255)
[وزارة ابن ماكولا]
فخلع عَلَى شرف المُلْك أَبِي سعْد بْن ماكولا وزيره، ولقّبه «عَلَم
الدّين، سعْد الدّولة، أمين المِلَّة، شرف المُلْك» . وهو أوّل مِن
لُقَّب بالألقاب الكثيرة [1] .
قلتُ: ولعلّه أول مِن لُقَّب باسمٍ مُضافٍ إلى الدين.
[ميل الْجُنْد إلى سلطنة أَبِي كاليجار]
ثمّ إنّ الْجُنْد عدلوا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ونوّهوا باسمه، وكان
وليّ عصر أَبِيهِ سلطان الدّولة الّذي استخلفه بهاء الدّولة عليهم
فخُطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدّولة بِذَلِك، فأصعد مِن واسط [2] .
[رسالة ابن سُبُكْتكين إلى القادر باللَّه]
وكان قد نفّد صاحبُ مصر إلى محمود بْن سُبُكْتكين حاجبه مَعَ أَبِي
العبّاس أحمد بْن محمد الرّشيديّ الملقّب بزيْن القُضاة. فجلس القادر
باللَّه بعد أن أحضر القُضاة والأعيان، وحضر أبو العبّاس الرّشيديّ
وأحضر ما كَانَ حمله صاحب مصر، وأديّ رسالة محمود بْن سُبُكْتكين بأنّه
الخادم المخلص الّذي يرى الطّاعة فَرْضًا، ويبرأ مِن كلّ مِن يخالف
الدعوة العبّاسية [3] .
فلمّا كَانَ بعد اليوم أُحرقت تِلْكَ الخِلَع الّتي مِن صاحب مصر كما
ذكرنا، وسُبِك مركب فضّة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين
درهمًا، فتصّدق بِهِ عَلَى ضُعَفاء الهاشميّين [4] .
[تفاقم أمر العيّارين في بغداد]
وتفاقم أمرُ العيّارين، وأخذوا النّاسَ جَهَارًا، وفي اللّيل بالمشاعل
والشّمْع.
كانوا يدخلون عَلَى الرّجل فيطالبونه بذخائره ويعذّبونه.
__________
[1] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 347، البداية والنهاية 12/
18.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 326، الإنباء في تاريخ الخلفاء 186، المنتظم 8/
21، الكامل في التاريخ 9/ 346، تاريخ مختصر الدول 180، نهاية الأرب 26/
251، مآثر الإنافة 1/ 321.
[3] المنتظم 8/ 21، الكامل في التاريخ 9/ 350.
[4] المنتظم 8/ 21، 22، الكامل في التاريخ 9/ 350.
(28/256)
وزاد البلاء، وأُحرِقت دار الشّريف
المرتضى. وغَلَت الأسعار [1] .
[امتناع الحجّ مِن العراق]
ولم يحجّ أحدٌ مِن العراق [2] .
[كثرة الفتن في الأندلس]
وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفِتَن عَلَى المُلْك في هذا الزّمان،
وهم فرق.
__________
[1] المنتظم 8/ 22، نهاية الأرب 16/ 251، مرآة الجنان 3/ 29، نهاية
الأرب 26/ 251.
[2] في: المنتظم 8/ 22: «وتأخّر في هذه السنة ورود الحاج الخراسانية
فلم يحجّ أحد من خراسان ولا العراق» .
وقال ابن الأثير 9/ 350: «وفيها بطل الحجّ من العراق وخراسان» .
والخبر في: مرآة الجنان 3/ 29.
(28/257)
سنة سبع عشرة
وأربعمائة
[انتهاب الكرْخ وإحراقها]
فيها ورد الإسْفَهْسِلاريّة [1] إلى بغداد، فراسلوا العيّارين
بالانصراف عَنْ البلد، فما فكّروا فيهم، وخرجوا إلى خِيَم
الإسْفَهْسِلاريّة وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الْجُنْد مِن العنق
السّلاح، وضربوا الدّبادب [2] ، وهجموا عَلَى أهل الكَرْخ، وأحرقوا مِن
الدّقّاقين إلى النّحّاسين، ونُهب الكَرْخ، وأخِذ شيءٌ كثير مِن
القطيعة ودرب أَبِي خَلَف، وأشرف النّاس على خطّةٍ صَعْبة. وكان ما
نهبه الغَوْغَاء أكثر ممّا نهبته الأتراك. ومضى المرتضى إلى دار
الخلافة، فجاء الإسْفَهْسِلاريّة وسألوا التَّقدُّم إليه بالرجوع. فخلع
عَليْهِ وتقدّم إليه بالعَوْد.
ثمّ حُفظت المَحَالّ واشتدّت المصادرات، وقُرّر عَلَى أهل الكَرْخ مائة
ألف دينار [3] .
[شهادة الصّميري عند ابن أَبِي الشوارب]
وفيها شهِد الحسين بن عليّ الصّميريّ عند قاضي القضاة ابن أبي
__________
[1] الإسفهسلّاريّة، أو الإصفهسلّاريّة- كما في: (المنتظم) لابن الجوزي
8/ 24- 27، أو إسباسلّار: بسينين مهملتين بينهما فاء ثم هاء. من ألقاب
أرباب السيوف، وكان في الدولة الفاطمية لقبا على صاحب وظيفة تلي صاحب
الباب، ومعناه: مقدّم العسكر، وهو مركب من لفظين: فارسيّ وتركيّ، فأسفه
بالفارسيّة بمعنى: المقدّم، وسلّار بالتركية بمعنى: العسكر.
والعامّة تقول لبعض من يقف بباب السلطان من الأعوان: أسباسلّار، بالباء
الموحّدة، وكأنّهم راعوا فيه معنى المقدّم في الجملة، والباء تعاقب
الفاء في اللغة الفارسية كثيرا، ولذلك قالوا:
أصبهان وأصفهان بالباء والفاء جميعا. والإسفهسلّاريّ: نبة إليه
للمبالغة. (صبح الأعشى للقلقشندي 6/ 7، 8) .
[2] الدبادب: الطبول.
[3] المنتظم 8/ 24، 25، الكامل في التاريخ 9/ 353، مرآة الجنان 3/ 30،
نهاية الأرب 26/ 251، المختصر في أخبار البشر 2/ 156، العبر 3/ 123،
124، دول الإسلام 1/ 247، تاريخ ابن الوردي 1/ 338، البداية والنهاية
12/ 20.
(28/258)
الشّوارب، بعد أن استتابه ممّا ذكر عَنْهُ
من الاعتزال [1] .
[تجمّد دجلة]
وجاء برد شديد، جلّدت أطراف دجلة. وأمّا السّواقي والمجاري فكانت تجمد
كلّها [2] .
[انقضاض كوكب]
وانقضّ كوكب عظيم الضوء، كَانَ لَهُ دَوِيّ كَدَويّ الرّعْد [3] .
[اعتقال الوزير ابن ماكولا]
واعتقل جلالُ الدّولة وزيره أبا سعْد بْن ماكولا [4] ، واستوزر ابن
عمّه أبا عليّ بْن ماكولا [5] .
[امتناع حاجّ العراق]
ولم يحجّ ركب العراق [6] .
[وفاة ابن أبي الشوارب]
وتوفّي قاضي القضاة ابن أبي الشّوارب [7] .
__________
[1] المنتظم 8/ 25.
[2] المنتظم 8/ 25، الكامل في التاريخ 9/ 356، تاريخ الزمان لابن
العبري 83، البداية والنهاية 12/ 18.
[3] المنتظم 8/ 25، الكامل في التاريخ 9/ 356، البداية والنهاية 12/
20.
[4] في: تاريخ حلب للعظيميّ 327، والمنتظم 8/ 25: «ماكوله» ، والمثبت
يتفق مع: الكامل في التاريخ وغيره، وهو المشهور.
[5] تاريخ حلب 327 (حوادث سنة 416 هـ.) ، المنتظم 8/ 25، الكامل في
التاريخ 9/ 356.
[6] في: المنتظم، والكامل: بطل الحجّ من خراسان والعراق، البداية
والنهاية 12/ 20.
[7] المنتظم 8/ 25 رقم 46 وستأتي ترجمته في الوفيات.
(28/259)
سنة ثمان عشرة
وأربعمائة
[وقوع البَرَد في البلاد]
في ربيع الأوّل [1] جاء بَرَدٌ بقُطْرَبُلّ [2] والنُّعْمانّية [3] قتل
كثيرًا مِن الغَنَم والوحْش.
قِيلَ: كَانَ في البَرَدة رِطْلان وأكثر.
وجاء بعده بأيّام بَرَد ببغداد كقدر البَيْض وأكبر.
وجاء كتابٌ من واسط بأنّه وقع بَرَدٌ في الواحد منه أرطال، فهلكت
الغلات، وأمْحلت البلاد [4] .
[إعادة الخطبة لجلال الدّولة]
وفيها قصد الإسْفَهْسِلاريّة والغلْمان دار القادر باللَّه إنّك مالك
الأمور، وقد كنّا عند وفاة المُلْك مشرّف الدّولة اخترنا جلال الدّولة
ظنًا منّا أنّه ينظر في الأمور، فأغفلَنَا، فَعَدلْنا إلى المُلْك
أَبِي كاليجار ظنًا منّا أنّه يحقق وعدنا بِهِ، فكنّا عَلَى أقبح مِن
الحالة الأولى. ولا بدّ مِن تدبير أمورنا.
فخرج الجواب بأنّكم أبناء دولتنا، وأوّل ما نأمركم أن تكون كلمتكم
__________
[1] في: المنتظم لابن الجوزي 8/ 28: «في آخر نهار الخميس العاشر من
ربيع الآخر» .
[2] قطربُّل: بالضمّ ثم السكون، ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة
مضمومة، ولام. وقد روي بفتح أوّله وطائه. وأمّا الباء فمشدّدة مضمومة
في الروايتين، وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا، ينسب إليها
الخمر. وقيل هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقيّ
الصّراة فهو بادوريا وما كان من غربيّها فهو قطربُّل. (معجم البلدان 4/
371) .
[3] النّعمانيّة: بالضمّ. بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة
دجلة معدودة من أعمال الزّاب الأعلى وهي قصبته. (معجم البلدان 5/ 294)
.
[4] المنتظم 8/ 29، الكامل في التاريخ 9/ 363، تاريخ الزمان لابن
العبري 83 وفيه: «وفي هلال الربيع الأول من السنة التالية (أي سنة 418
هـ.) سقط برد ضخم في بغداد نظير بيض الدجاج» ، المختصر في أخبار البشر
2/ 156، البداية والنهاية 12/ 22.
(28/260)
واحدة. وقد وَقَع عقد لأبي كاليجار لا
يحسُن حلّة، ولبني بُوَيْه في رقابنا عُهُود لا نعدل عَنْهَا.
فَدَعُونا حتّى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده.
وكتب إِليْهِ إنّك إنّ لم تدارك الأمر خرج عَنْ اليد.
ثمّ أل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدّولة أَبِي
الطاهر، فأُعيدت الخطبة لَهُ [1] .
[كتاب سُبُكْتكين إلى الخليفة عَنْ الصّنم بالهند]
وكتب محمود بْن سُبُكْتكين إلى الخليفة كتابًا فيه ما فتحه مِن بلاد
الهند وكسره الصَّنَم المشهور بسومنات. وإنّ أصناف الهند افتتنوا بهذا
الصَّنم، وكانوا يأتونه مِن كلّ فَجً عميقٍ، فيتقرّبون إِليْهِ
بالأموال. ورُتَّبَ له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رءوس حجيجه،
وثلاثمائة يغنّون عَلَى باب الصَّنم.
ولقد كَانَ العبْد يتمنى قلْعَ هذا الصّنم، ويتعرّف الأحوال، فتوصف
لَهُ المفاوز إليه وقلّة الماء وكثرة الرّمال. فاستخار العبدُ الله في
الانتداب لهذا الواجب طلبًا للأجر، ونهض في شَعْبان سنة ستّ عشرة في
ثلاثين ألف فارس سوى المطّوّعة، ففرّق في المطّوّعة خمسين ألف دينار
معونةً. وقَضَى الله بالوصول إلى بلد الصّنم، وأعان حتّى ملك البلد،
وقلع الوثن، وأوقدت عَليْهِ النّار حتّى تقطّع. وقُتِل خمسون ألفًا مِن
أهل البلد [2] .
[الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات]
وفي رمضان قِدم السّلطان جلال الدّولة بعد أن خرج القادر باللَّه
لِتَلَقيه، واجتمعا في دِجلة [3] . ثمّ نزل في دار السّلطنة، وأمر أن
يُضرب لَهُ الطَّبْل في
__________
[1] المنتظم 8/ 29، الكامل في التاريخ 9/ 361، نهاية الأرب 26/ 251،
252.
والخبر باختصار شديد في:
تاريخ حلب للعظيميّ 328، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 180، والعبر
3/ 126، ودول الإسلام 1/ 249، تاريخ ابن الوردي 1/ 338، البداية
والنهاية 12/ 22.
[2] المنتظم 8/ 29، 30، الكامل في التاريخ 9/ 344، 345 (حوادث سنة 416
هـ.) ، نهاية الأرب 26، 63، 64 (حوادث سنة 416 هـ.) ، العبر 3/ 126،
127، دول الإسلام 1/ 248، 249، البداية والنهاية 12/ 22، 23، والجوهر
الثمين 190.
[3] حتى هنا في: مآثر الإنافة 1/ 321.
(28/261)
أوقات الصّلوات الثّلاثة. وعلى ذَلِكَ جرت
الحال في أيّام عَضُد الدّولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثقُل هذا
الفِعْل عَلَى القادر باللَّه وأرسل إِليْهِ يكلّمه.
فاحتجّ جلالُ الدّولة بما فعله سلطان الدّولة، فقيل: كَانَ ذَلِكَ
عَلَى غير أصل ولا إذنٍ، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر.
وتردّد الأمرُ إلى أن قطع الملك ضرب الطّبل بالواحدة. فأذن الخليفة في
ضرب الطَّبْلِ في أوقات الصّلوات الخمس [1] .
[البَرَد والجليد في العراق]
وكان في هذه السنة بَرَدٌ وجليد شديد بالعراق حتّى جمدَ الخلُّ وأبوال
الدّوابّ [2] .
[امتناع الحاجّ مِن بغداد]
ولم يحجّ أحد من بغداد [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 30، الكامل في التاريخ 9/ 361، نهاية الأرب 26/ 252،
المختصر في أخبار البشر 2/ 156، تاريخ ابن الوردي 1/ 338، البداية
والنهاية 12/ 23.
[2] المنتظم 8/ 31، الكامل في التاريخ 9/ 363، تاريخ ابن الوردي 1/
338، البداية والنهاية 12/ 23.
[3] في المنتظم 8/ 31، الكامل 9/ 363، انقطع الحج من خراسان والعراق،
البداية والنهاية 12/ 23.
(28/262)
سنة تسع عشرة
وأربعمائة
[احتجاج الغلمان والإسْفَهْسِلاريّة عَلَى جلال الدّولة]
في المحَّرم اجتمع الغلمان وأكابر الإسْفَهْسِلاريّة وتحالفوا عَلَى
اتفّاق الكلمة، وبرَّزوا الخِيَم. ثمّ أنفذوا إلى الخليفة يقولون:
نَحْنُ عُبَيْد أمير المؤمنين، وهذا المُلْك متوفرٌ عَلَى لَذّاته لا
يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة وينُفْذ ولده نائبًا
لَهُ. فأجيبوا.
فأنفذ إلى السّلطان أبا الحَسَن الزَّيْنبيّ، وأبا القاسم المرتضى
برسالةٍ فاعتذر.
فقالوا: تُعّجل ما وعدنا بِهِ.
فأخرج مِن المصاغ والفضّة أكثر مِن مائة ألف درهم، فلم تُرْضِهم.
ثمّ بكّروا فنهبوا دار الوزير أَبِي عليّ بْن ماكولا، وعظُمت الفتنة
وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوامّ، ووكّلوا جماعةً بدار السّلطنة
ومنعوا مِن دخول الطّعام والماء. فضاق الأمرُ عَلَى مِن فيها حتّى
أكلوا ما في البُستان وشربوا ما في الآبار.
فخرج جلال الدّولة، ودعا الموكَّلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة:
إنّي راجعٌ عَنْ كلّ ما أنكرتموه.
فقالوا: لو أعطيتنا مال [1] بغداد لم تصلُح لنا.
فقال: أكَرِهْتُموني، فمكّنِوني مِن الانحدار.
فابتيع لَهُ زَبْزَب شعِث، فقال: يكون نزولي باللّيل.
قالوا: لا، بل السّاعة.
__________
[1] في المنتظم 8/ 36 «ملء» .
(28/263)
والغلمان يَرَوْنَه فلا يسلّمون عَليْهِ.
ثمّ حَمَل قوم مِن الغلمان إلى السُّرادق، فظنّ أنّهم يريدون الحُرَم،
فخرج مِن الدّار وفي يده طبر.
فقال: قد بلغ الأمر إِلَى الحرم؟
فقال بعضهم: ارجْع إلى دارك فأنت مَلِكُنا. وصاحوا: «جلال الدّولة يا
مَنْصُور» . وترجّلوا فقبّلوا الأرض، فأخرج المصاغ والفَرْش والآلات
الكثيرة فأبيعت، ولم تفِ بمقصودهم. فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا،
وهمّوا بقتله، فقال: لا ذَنْب لي [1] .
[موت ملك إقليم كَرْمان]
ومات فيها ملك إقليم كَرْمان قوام الدّولة بْن بهاء الدّولة بْن عضُد
الدّولة، فأخذ كَرْمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار [2] .
[انعدام الرُّطَب ببغداد]
وعُدم الرُطَبُ ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلاليّ [3] .
[امتناع الحاجّ مِن العراق]
ولم يحج أحدٌ مِن العراق [4] .
[ولاية الدّزبري دمشق]
وفيها ولى دمشق للعُبَيْديّين أمير الجيوش الدّزْبَريّ، وكان شجاعًا
شهمًا سائسًا منصفًا، واسمه أبو منصور أنُوشْتكين التّركيّ، لَهُ ترجمة
طويلة في سنة 433 [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 35، 36، الكامل في التاريخ 9/ 366، نهاية الأرب 26/
252، 253، مرآة الجنان 3/ 33، العبر 3/ 130، 131، دول الإسلام 1/ 249،
البداية والنهاية 12/ 24.
[2] المنتظم 8/ 37 رقم 66، الكامل في التاريخ 9/ 368.
[3] المنتظم 8/ 36، ولعلّ الدينار الجلاليّ نسبة إلى «جلال الدولة»
السلطان، البداية والنهاية 12/ 24، 25.
[4] المنتظم 8/ 36، الكامل في التاريخ 9/ 370، مرآة الجنان 3/ 33،
العبر 3/ 131، البداية والنهاية 1/ 25.
[5] انظر: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 93، وزبدة الحلب لابن العديم
1/ 255، 259،
(28/264)
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 9/ 425، 426 رقم 4361، وأمراء دمشق في الإسلام
للصفدي 14 رقم 46، النجوم الزاهرة 5/ 34.
وقد وقع في اسمه تحريف وتصحيف، ففي: الكامل في التاريخ 9/ 230 «نوشتكين
البربري» ، و 9/ 392 «أنوشتكين البريدي» ، وفي: تاريخ الأنطاكي
(بتحقيقنا) 391 «نوشتكين البربري» ، ولقبه: «منتخب الدولة» ، وفي: ذيل
تاريخ دمشق لابن القلانسي 71، 72 «التزبري» ، وهو «أنوشتكين أبو منصور
الختني» ، مولى دزبر بن أوسم الديلميّ أمير الجيوش (أمراء دمشق للصفدي
14 رقم 46) ، و «أنوشتكين الدزبري» ينسب إلى دزبر بن أونيم الديلميّ،
وكان ذا شهامة وتقدمة ومعرفة بأسباب الحرب (وفيات الأعيان 2/ 487 في
ترجمة صالح بن مرداس، رقم 300) ، و «نوشتكين بن عبد الله التركي أمير
الجيوش، المظفّر، سيف الخلافة، عضد الدولة، أبو منصور الدزبري» في: سير
أعلام النبلاء 17/ 511 رقم 334، وفي: تاريخ ابن خلدون 4/ 61 «الدريدي»
و «الوزيري» ، وفي: النجوم الزاهرة 4/ 252: «التزبري» ، وفي:
عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) 328: «الثويري» ، وفي: زبدة
الحلب 1/ 224 و 228 و 231 و 250 و 251 و 255 و 256 و 257 و 259 و 260 و
261 و 262 و 264، والإشارة 36 و 37، والمغرب في حلى المغرب 248،
واتّعاظ الحنفا 2/ 150 «أنوشتكين الدزبري» .
وقد ضبطه أبو الفداء في: المختصر في أخبار البشر 2/ 141 فقال:
«الدزبري: بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة وباء موحّدة، وراء
مهملة، وياء مثنّاة من تحت، وهو:
أنوش تكين. وكان يلقّب الدزبري» .
(28/265)
سنة عشرين وأربعمائة
[وقوع البَرَد بالنعمانّية]
فيها وقع بَرَدٌ كبار بالنُّعْمانية، في البَرَدَة أرطال.
وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزّيتون العاتية، وكثيرًا مِن النّخْل.
ووُجدت بَرَدَة عظيمة يزيد وزنها عَلَى مائة رطل، وقد نزلت في الأرض
نحوًا مِن ذراع [1] .
[كتاب ابن سُبُكْتكين إلى القادر باللَّه]
وفيها ورد كتاب محمود بْن سُبُكْتكين، وهو: «سلامٌ عَلَى سيّدنا
ومولانا الإمام القادر باللَّه أمير المؤمنين، إنّ كتاب العبد صَدَر
عَنْ معسكره بظاهر الرَّيّ غرة جُمَادَى الآخرة. وقد أزال الله عَنْ
هذه البقعة أيدي الظّلَمة، وطهَّرها مِن أيدي الباطنيّة الكَفَرة. وقد
تناهَتْ إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصَر العبدُ عَليْهِ سعْيَه
واجتهاده عزو أهل الكُفْر والضّلال، وقمع مِن نبغ بخُراسان مِن الفئة
الباطنيّة. وكانت الرّيّ مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدّعاء
إلى كُفْرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرّافضة، ويتجاهرون بشتم
الصّحابة، ويُسِرُّون الكُفْرَ ومذهبَ الإباحة. وكان زعيمهم رستم بْن
عليّ الدَّيْلَميّ. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرْجان، وتوقّف بها
إلى انصراف الشّتاء. ثمّ سار إلى دامغان، ووجّه غالبَ الحاجب في مقدّمة
العسكر، فبرز رستم عَلَى حُكم الاستسلام والاضطّرار، فقبض عَليْهِ وعلى
رءوس الباطنيّة مِن قُوّاده، وخرج الدَّيالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين
بالكُفْرَ والرَّفْض عَلَى نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرُّف
أحوالهم، فأفْتوا بأنّهم خارجون عَنْ الطّاعة، داخلون في أهل الفساد،
يجب
__________
[1] المنتظم 8/ 38، الكامل في التاريخ 9/ 392، مرآة الجنان 3/ 34،
وفيه: «قيل إن بردة وجدت تزيد على قنطار» ، العبر 3/ 133، دول الإسلام
1/ 249، البداية والنهاية 12/ 26.
(28/266)
عَليْهِم القتل والقطْع والنَّفْي عَلَى
مراتب جناياتهم إن لم يكونوا مِن أهل الإلحاد.
فكيف واعتقادُهم لا يخلو مِن التَّشَيُّع والرَّفْض والباطن. وذكر
هَؤلَاءِ الفقهاء أن أكثر هَؤلَاءِ القوم لا يُصلّون ولا يُزّكون، ولا
يعترفون بشرائط الدّين، ويُجاهرون بالقذْف وشتْم الصّحابة. والأمثَلُ
منهم معتقد مذهب الاعتزال، والباطنيّة منهم لا يؤمنون باللَّه ولا
باليوم الآخر.
وحكموا- يعني الفقهاء- بأنّ رستم بن عليّ في حباله خمسون امرَأَة مِن
الحرائر، وَلَدْنَ لَهُ ثلاثةً وثلاثين نفْسًا. وحوّل رَأَيْته إلى
خُراسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرّافضة. ثمّ نظر فيما احتجبه
رستم، فعثر من الجواهر على ما قيمته خمسمائة ألف دينار.
ثمّ ذكر أشياء مِن الذَّهب والسُّتُور والفَرْش، إلى أن قَالَ: فَخَلَت
هذه البُقْعة مِن دُعاة الباطنّية وأعيان الرّوافض، وانتصرت السُّنَّة.
فطالع العبدُ بحقيقة ما يسّره الله تعالى لنصر الدّولة القاهرة [1] .
[انقضاض كوكب]
وفي رجب انقضّ كوكبٌ عظيم أضاءت لَهُ الأرض، وكان لَهُ دَويٌ كدويّ
الرّعد [2] .
[اضطراب الأمر ببغداد]
وفي شَعبان اضّطرب أمرُ بغداد وكثُرت العَمْلات. وكبس العيّارون
المَحَالّ [3] .
[غَوْر الماء في الفرات]
وأيضًا غارَ الماء في الفُرات غَوْرًا شديدًا، وبلغ أجرة طحن الكارة
الدّقيق دينارا [4] .
__________
[1] راجع نصّ الكتاب في: المنتظم 8/ 38- 40، والخبر باختلاف الرواية
في: الكامل في التاريخ 9/ 371، 372، ونهاية الأرب 26/ 65، 66، وهو
باختصار شديد في: تاريخ حلب للعظيميّ 329، وانظر: مرآة الجنان 3/ 34،
والبداية والنهاية 12/ 26.
[2] المنتظم 8/ 40، الكامل في التاريخ 9/ 393.
[3] المنتظم 8/ 40، الكامل في التاريخ 9/ 393.
[4] المنتظم 8/ 40.
(28/267)
[قراءة كتاب القادر باللَّه بتفضيل
السُّنَّة]
وفيه جُمع العلماء والقُضاة في دار الخلافة، وقُرِئ عليهم كتابٌ طويل
عمله القادر باللَّه يتضمَّن الوعظ وتفضيل مذهب السُّنَّة، والطّعن على
المعتزلة.
وفيه أخبار كثيرة في ذَلِكَ [1] .
[قراءة كتابٍ ثانٍ]
وفي رمضان جُمعوا أيضًا وقرأ عليهم أبو الحسن بْن حاجب النُّعمان
كتابًا طويلًا عمله القادر باللَّه، فيه أخبار وفاة النَّبِيّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه ردٌ عَلَى مِن يَقُولُ بخلْق القرآن،
وحكاية ما جرى بين عَبْد العزيز وبِشْر المَرِيسيّ، ثمّ ختمه بالوعظ
والأمر بالمعروف والنَّهي عَنْ المنُكْر [2] .
[قراءة كتاب ثالث]
وفي ذي القعدة جُمعوا لكتابٍ ثالث في فضل أبي بكر، وعمر، وسبّ مِن
يَقُولُ بخلْق القرآن، وأُعيد فيه ما جرى بين عَبْد العزيز [3] وبِشْر
المَرِيسيّ [4] . وأقام النّاس إلى بعد العَتْمة حتّى فرغ، ثمّ أخذ
خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه [5] .
[خطبة الشيعيّ بجامع براثا]
وكان يخطب بجامع براثا [6] شيعيّ فيظهر شعارهم. فتقدّم إلى أبي
__________
[1] المنتظم 8/ 41، مرآة الجنان 3/ 34، العبر 3/ 134، البداية والنهاية
12/ 26.
[2] المنتظم 8/ 41، العبر 3/ 134، البداية والنهاية 12/ 26.
[3] هو صاحب كتاب «الحيدة» .
[4] المتوفّى سنة 218 هـ.
[5] المنتظم 8/ 41، مرآة الجنان 3/ 34، العبر 3/ 134، البداية والنهاية
12/ 26.
[6] براثا: بالثاء المثلّثة. محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ
وجنوبي باب محوّل، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة، وقد خرب عن
آخره. وكذلك المحلّة لم يبق لها أثر. قال ياقوت الحموي: فأما الجامع
فأدركت أنا بقايا من حيطانه، وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية،
وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة، وكان قبل مسجدا
يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبّون الصحابة فكبسه الراضي باللَّه وأخذ من
وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوّى به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم
الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه، وكتب
في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين
(28/268)
منصور بْن تمّام الخطيب ليخطب ببراثا
ويُظهر السُّنَّة. فخطب وقصَّر عمّا كَانَ يفعله مِن قَبْله في ذِكْر
عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَرَموه بالآجُرّ، فنزل ووقف المشايخ دونه
حَتَّى أسرع فِي الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف
المرتضى، وأبا الحَسَن الزَّيْنبيّ وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أَبِي
عليّ بْن ماكولا [1] .
[كتاب الخليفة إلى السلطان عَنْ خطبة الشيعي]
وكان فيما كتب: «إذا بلغ الأمير أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة
عَلَى الدّين وسياسة الدّولة والمملكة، ثَّبتها الله، مِن الرُّعاع
والأَوْباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحَمِيّة، وقد بلغه ما جرى
في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الّذي يجمع الكفرة والزّنادقة،
ومن قد تبرّأ الله منه فصار أشبه شيءٍ بمسجد الضرار. وذلك أنّ خطيبا
كان فيه يجري إلى ما لا يخرج بِهِ عند الزَّنْدقة والدّعوى لعليّ بْن
أَبِي طَالِب عَليْهِ السلام بما لو كَانَ حيا لقد قابله. وقد فعل
ذَلِكَ في الغُوَاة أمثال هَؤلَاءِ الغُثاء الّذين يدعون الله ما تكاد
السّماوات ينفطرن منه. فإنه كَانَ في بعض ما يورده هذا الخطيب- قبحه
الله- يَقُولُ بعد الصّلاة عَلَى الرَّسُول: وعلى أخيه أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب، مكلّم الجمجمة، ومحيي الأموات البشريّ الإلهيّ،
مكلَّم أصحاب الكهف، إلى غير ذَلِكَ مِن الغُلُوّ، فأنفذ الخطيب أبو
تمّام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجُرُّ كالمطر، فخُلِع كتفه، وكسر
كَتِفُهُ، وأُدْمِي وجهه، وأسيط بدمه، لولا أربعة مِن الأتراك فاجتهدوا
وحموه وإلا كَانَ هلك. وهذه هَجْمة عَلَى دين الله وفْتك في شريعة
رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والضرورة ماسّه إلى
الانتقام» [2] .
[امتناع الخطبة في جامع براثا]
ونزل عَلَى الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف
الوزير والأمراء مِن فتنةٍ تتولّد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة
الآتية [3] .
__________
[ () ] وأربعمائة، ثم تعطّلت إلى الآن. (معجم البلدان 1/ 362، 363) .
[1] المنتظم 8/ 41، 42، الكامل في التاريخ 9/ 393، 394، العبر 3/ 134،
دول الإسلام 1/ 249، 250، مرآة الجنان 3/ 35.
[2] المنتظم 8/ 42، 43، مرآة الجنان 3/ 35، العبر 3/ 135، البداية
والنهاية 12/ 26.
[3] المنتظم 8/ 43، الكامل في التاريخ 9/ 394، مرآة الجنان 3/ 35،
العبر 3/ 135.
(28/269)
[ازدياد تعدّيات العيّارين]
وكثُرت العَمْلات والكَبْسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدّكاكين، وعمّ
البلاء [1] .
[تقليد ابن ماكولا قضاء القُضاة]
وفي ذي الحجّة قُلد قضاء القُضاة أبو عَبْد الله الحسين بْن ماكولا [2]
.
[اعتذار الشيعة عَنْ سُفَهائهم]
ثمّ أُقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهُر، واعتذر رؤساء الشّيعة عَنْ
سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب مِن
دقّ المنبر بعقِب سيفه. فإنّ الشّيعة تُنكر ذَلِكَ، وهو منكر [3] .
[مقتل جماعة مِن العيّارين]
وفي ذي الحجّة ورد أبو يَعْلَى المَوْصِليّ وجماعة مِن العَيّارين
كانوا بأوانًا [4] وعُكْبَرَا، فقتلوا خمسة مِن الرّجّالة وأصحاب
المصالح، وظهروا مِن الغد بالكَرْخ في أيديهم السّيوف، وأظهروا أنّ
كمال الدّولة أبا سنان بعثهم لحفِظ البلد وخدمة السّلطان، فثار بهم أهل
الكَرْخ وظفروا بهم فصُلبوا [5] .
[مقتل صالح بْن مرداس صاحب حلب]
وفيها جهّز صاحب مصر جيشًا لقتال صالح بْن مرداس صاحب حلب، وكان مقدَّم
الجيش نوشتكين [6] الدزْبَرِيّ [7] ، وكانت الوقعة عَلَى نهر
الأُرْدنّ، فقُتل
__________
[1] المنتظم 8/ 44، الكامل في التاريخ 9/ 393، مرآة الجنان 3/ 35،
العبر 3/ 135.
[2] المنتظم 8/ 44، الكامل في التاريخ 9/ 392.
[3] المنتظم 8/ 45، الكامل في التاريخ 9/ 394، البداية والنهاية 12/
26.
[4] أوانا: بالفتح والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر نزهة، من نواحي
دجيل بغداد، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت. (معجم البلدان
1/ 274) .
[5] المنتظم 8/ 45، العبر 3/ 135.
[6] في: المنتظم 8/ 45 «أنوشتكين» وهو المشهور كما تقدّم.
[7] في: المنتظم 8/ 45 «التزبري» ، ومثله في: ذيل تاريخ دمشق 71، وفي:
الكامل في التاريخ:
(28/270)
صالح وابنه، وحُمِل رأساهما إلى مصر. وأقام
نصر بن صالح بحلب [1] والله أعلم.
__________
[ () ] «البربري» ، والمثبت أعلاه يتّفق مع: زبدة الحلب لابن العديم 1/
323، وقد ضبطه أبو الفداء في: المختصر في أخبار البشر 1/ 148 فقال:
«الدزبري: بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة وباء موحّدة وراء
مهملة وياء مثنّاة من تحت» .
[1] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 410، 411، والمنتظم 8/ 45، وزبدة الحلب
1/ 231، والكامل في التاريخ 9/ 231، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 73،
74، والمختصر في أخبار البشر 2/ 141، و 157، ووفيات الأعيان 2/ 487،
والعبر 3/ 135، 136، ودول الإسلام 1/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 375،
والدرّة المضيّة 326، وتاريخ ابن الوردي 1/ 324، وتاريخ ابن خلدون 4/
272، واتّعاظ الحنفا 2/ 176 (حوادث سنة 418 هـ.) و 2/ 178 (حوادث سنة
420 هـ.) ، وشذرات الذهب 3/ 136، والنجوم الزاهرة 4/ 252، 253.
(28/271)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى عشرة وأربعمائة
- حرف الألف-
1- أحمد بن عبد الرحمن بن أَحْمَد [1] .
أبو بَكْر الشّيرازيّ الحافظ.
وقد مرَّ سنة سبْع.
2- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن جَعْفَر [2] .
أبو بكر القاضي اليَزْديّ [3] الإصبهاني.
لَهُ مجلسٌ سمعناه، روى فيه عَنْ: الطبَرانيّ، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر
بْن فارس، وأَحْمَد بْن بُنْدار الشّعّار، والعسال.
ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجرجان والبصرة. ولحق إسماعيل بن بجير، وأبا
بكر الجعابيّ، وجماعة.
وتوفّي في جمادى الآخرة.
قال يحيى بن منده: مقبول، ثقة. صاحب أصول.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق، وانظر عنه في:
تذكرة الحفّاظ 3/ 1065، 1066، ومرآة الجنان 3/ 2، وشذرات الذهب 3/ 190،
وتاريخ التراث العربيّ 1/ 375، 376 رقم 305.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن اليزدي) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 306 رقم 186.
[3] اليزديّ: نسبة إلى يزد، وهي مدينة متوسّطة بين نيسابور وشيراز
وأصبهان، معدودة في أعمال فارس، ثم من كورة إصطخر. (معجم البلدان) .
(28/272)
روى عَنْهُ: محمد بْن محمد المَدينيّ شيخ
السلفيّ، وأبو القاسم بْن مَنْدَهْ، وعليّ بْن شجاع.
3- أحمد بن عليّ بْن أيّوب [1] .
أبو الحسين [2] ، قاضي عُكْبَرا.
وثقه الخطيب، وقال: سَمِعَ مِن: محمد بْن يحيى بْن عُمَر الطّائيّ،
كتبتُ عنه، وتوفّي في مُسْتَهَلّ جُمَادَى الآخرة. ووُلِد سنة تسعٍ
وعشرين.
4- أحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن إبراهيم ابن الخليفة
الواثق باللَّه [3] .
أبو الحسين الهاشمي البغداديّ، المعروف بابن الغريق.
سَمِعَ مِن: جدّه، ومن أَبِي بَكْر النّجّاد، وأبي بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
5- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [4] .
أبو عَبْد الله المطرفيّ [5] .
روى عَنْ: عمّ أَبِيهِ أَبِي الحَسَن [6] المطرفّي، وأبي بَكْر
الإسماعيليّ.
6- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن حسنون [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 322 رقم 2128.
[2] في: تاريخ بغداد: «أبو الحسن» .
[3] انظر عن: (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294 رقم 2056.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد المطرّفي) في:
الأنساب 11/ 364.
[5] المطرّفي: بضم الميم وفتح الطاء المهملة، وتشديد الراء، وفي آخرها
الفاء، هذه النسبة إلى مطرّف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[6] المثبت في المطبوع من (الأنساب) : «أبي الحسين» .
[7] انظر عن (أحمد بن محمد النّرسي) في:
السابق واللاحق للخطيب 132، وتاريخ بغداد 4/ 371، رقم 2242، والأنساب
12/ 69، والعبر 3/ 104، والإعلام بوفيات الأعلام 172، وسير أعلام
النبلاء 17/ 337، 338 رقم 205، وشذرات الذهب 3/ 192.
(28/273)
أبو نصر النَّرْسِيّ [1] البغداديّ.
سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن إدريس السُّتُوريّ، وأبا
عَمْرو بْن السّمّاك.
قَالَ الخطيب [2] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا صالحًا.
مات في ذي القعدة [3] .
قلت: وروى عَنْهُ ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة،
وعبد الواحد بْن عُلْوان.
(7) أحمد بْن موسى بْن عَبْد الله [4] .
أبو عَبْد الله الزّاهد العراقيّ، الفقيه الحنبليّ المعروف بالرّوشنائي
[5] .
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيَعيّ، وابن ماسيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان عابدا ناسكا يُزار. صحِب ابن بُطَّة، وابن
حامد. وصنَّف في الأصول [6] .
وتوفّي في رجب. شيّعة خلائق، رحمه الله.
8- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف [7] .
__________
[1] النّرسيّ: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. نسبة إلى
النّرس، وهو نهر من أنهار الكوفة، عليه عدّة من القرى ينتسب إليها
جماعة من مشاهير المحدّثين بالكوفة (الأنساب) .
[2] في تاريخه 4/ 371.
[3] وقد بلغ إحدى وثمانين سنة، كما حدّث ابنه.
[4] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 149 رقم 2583.
[5] قال الخطيب: من أهل مصراثا، وهي قرية تحت كلواذى. ولم يذكر ابن
السمعاني نسبة «الروشنائي» في أنسابه.
[6] عبارة الخطيب في تاريخه: «كتبت عنه في قريته- ونعم العبد كان فضلا،
وديانة، وصلاحا، وعبادة، وكان له بيت إلى جنب مسجده يدخله ويغلقه على
نفسه، ويشتغل فيه بالعبادة ولا يخرج منه إلّا لصلاة الجماعة، وكان
شيخنا أبو الحسين بن بشران يزوره في الأحيان، ويقيم عنده من الأيام
متبرّكا برؤيته، ومستروحا إلى مشاهدته» .
[7] انظر عن (إبراهيم بن محمد الطوسي) في:
المنتخب من السياق 121، 122 رقم 270، وطبقات الشافعية الوسطى للسبكي،
ورقة 142، وطبقات الشافعية الكبرى، له 4/ 358، والعقد المذهب لابن
الملقّن 180، وطبقات الشافعية
(28/274)
أبو إِسْحَاق الطُّوسيّ الفقيه.
مِن كبار الشّافعيّة، ومُنَاظِريهم.
وله الثّروة والجاه الوافر [1] .
سَمِعَ: الأصم، وأبا الحَسَن الكارزيّ [2] ، وأبا الوليد الفقيه،
والطّرائفي، وجماعة.
وعنه: البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى.
تُوُفّي في رجب [3] .
9- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن نصْرُوَيْه بْن سختام [4] .
أبو إبراهيم السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: أخوه عليّ، وغيره.
وكان شيخ الحنفيّة وعالمهم في زمانه.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن صابر، وأبي إِسْحَاق إبراهيم بْن أحمد
المستملي، ومحمد بْن أحمد بْن شاذان، وطائفة [5] .
- حرف الجيم-
10- جعفر بْن أَبِي المذكر المصريّ [6] .
وُلِد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وتوفّي في شعبان.
__________
[ () ] لابن قاضي شهبة 1/ 175 رقم 132، وطبقات الشافعية لابن هداية
الله 44.
[1] المنتخب 121.
[2] الكارزيّ: بتقديم الراء المهملة، ثم الزاي المكسورتين، نسبة إلى
كارز، وهي قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها. أما أبو الحسن
الكارزي هذا فهو: علي بن محمد بن إسماعيل الكارزي الطوسي المتوفى سنة
362 هـ. (الإكمال 7/ 182، الأنساب 10/ 317) .
[3] وثّقه عبد الغافر الفارسيّ. (المنتخب 121) .
[4] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور 156، 157 رقم 378 وفيه «سحنام» .
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: إمامهم ومفتيهم، محترم، كبير، ثقة.
(المنتخب 156) .
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.
(28/275)
- حرف الحاء-
- الحاكم [1] .
اسمه منصور بْن نزار، سيجيء.
11- الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ بْن المنذر [2] .
القاضي أبو القاسم البغداديّ.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن
السّمّاك، وجماعة كثيرة.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا ضابطًا [4] ، كثير الكتاب،
حسن الفَهْم، حسن العلم بالفرائض [5] .
خَلَف القاضي أبا عَبْد الله الحسين الضَّبّيّ عَلَى القضاء، ثمّ ولي
قضاء ميّافارقين عدّة سنين. ثمّ رجع إلى بغداد فأقام يحدَّث إلى أن مات
في شَعْبان، وله ثمانون سنة.
قلت: روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن طَلْحَة النعَاليّ.
12- الحَسَن بْن عمران بْن عَبْدُوس بْن يوسف [6] .
أبو نصر الفسويّ [7] الأديب.
توفّي بهراة.
__________
[1] ستأتي ترجمته في وفيات هذه السنة باسم «منصور الحاكم بأمر الله» ،
برقم (25) .
[2] انظر عن (الحسن بن الحسن بن علي) في:
السابق واللاحق للخطيب البغدادي 89 وفيه: «الحسن بن الحسين» ، وتاريخ
بغداد 7/ 304، 305، والمنتظم 7/ 301، وفيه: «الحسين بن الحسن» ، والعبر
3/ 106، 107، وفيه:
«الحسن بن الحسين» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 338، رقم 206، 339، وشذرات
الذهب 3/ 195 وفيه: «الحسن بن الحسين» .
[3] في تاريخ بغداد 7/ 304، 305.
[4] زاد: «صحيح النقل» .
[5] زاد: «وقسمة المواريث» .
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.
[7] الفسويّ: بفتح الفاء والسين. نسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس
يقال لها بسا. (الأنساب 9/ 305) .
(28/276)
13- الحسين بْن عُبَيْد الله بْن إبراهيم
[1] .
أبو عبد الله البغداديّ الغَضَائريّ [2] ، أحد شيوخ الشّيعة، كَانَ ذا
زُهْد وورع وحَفْظ، ويقال: كَانَ مِن أحفظ الشّيعة لحديث أهل البيت.
روى عَنْهُ: أبو جعفر الطَّوسيّ، وابن النَّجاشي [3] .
يروي عَنْ: الْجِعَابيّ، وسهل بْن أحمد الدّيباجيّ، وأبي المفضَّل محمد
بْن عَبْد الله الشَّيْبانيّ.
قَالَ الطُّوسيّ: كَانَ كثير السَّماع، خَدَم العِلْم وطَلَب العلم
للَّه تعالى، وكان حُكُمُهُ أنْفَذ مِن حُكْم الملوك.
وقال ابن النّجاشيّ: لَهُ كُتُبٌ منها: «كتاب يوم الغدير» ، كتاب
«مواطي [4] أمير المؤمنين» ، كتاب «الرَّدّ عَلَى الغُلاة» ، وغير
ذَلِكَ.
تُوُفّي في منتصف صَفَر [5] .
- حرف العين-
14- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بن مسافر [6]
.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبيد الله) في:
رجال الحليّ 50 رقم 11، وميزان الاعتدال 1/ 541، والإعلام بوفيات
الأعلام 173، وسير أعلام النبلاء 17/ 328، 329 رقم 200، ولسان الميزان
2/ 288، 289، 297، وكتاب الرجال للنجاشي 51، ومنهج المقال للمامقاني
114، ومجمع الرجال للقهپائي 2/ 382.
183، وروضات الجنات للخوانساري 183، وإيضاح المكنون 2/ 358، وطبقات
أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) لآقا بزرك الطهراني 64، وأعيان
الشيعة 26/ 351- 360، ومعجم المؤلّفين 2/ 25، 26.
[2] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها
باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه
الطعام، ونسب جماعة إلى عملها أو واحد من آبائهم. (الأنساب 9/ 155) .
[3] في: لسان الميزان 2/ 289 «ابن النحاس» وهو تحريف.
[4] في: لسان الميزان 2/ 289: «بواطن» .
[5] أورد المؤلّف- رحمه الله- في: الإعلام بوفيات الأعلام 173 وفاته في
سنة 414 هـ.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس 275 رقم 604، وترتيب المدارك 4/ 690، 691، والأنساب 12/
297، والصلة لابن بشكوال 1/ 317- 319 رقم 690، وبغية الملتمس 366 رقم
1022، واللباب 3/ 376، وسير أعلام النبلاء 17/ 332، 33 رقم 203.
(28/277)
أبو القاسم الهمدانيّ الوَهْراني [1] .
المعروف بابن الخرّاز، مِن أهل بَجّانة.
حجّ، وأخذ عَنْ: الحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن عُمَر بْن شَبُّويْه
المَرْوزيّ، والقاضي أَبِي بَكْر محمد بْن صالح الأبْهريّ، وتميم بْن
محمد القَرَويّ.
وكان رجلًا صالحًا منقبضًا، يتكسَّب بالتّجارة.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو حفص الزَّهراويّ، وأبو
عمر أحمد بْن محمد بْن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وأبو عُمَر بْن
سُمَيْق، وغيرهم.
قَالَ رحمه الله: لمّا وصلت إلى مَرْو، فذكر حكايةً.
وروى عَنْهُ: ابن حزْم أيضًا.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين.
وسمع بمَرْو مِن: ابن شَبُّوَيْه.
وقد قرأ عَليْهِ ابن عَبْد البَرّ «موطأ ابن القاسم» ، بروايته عَنْ
تميم بْن محمد التّميميّ، عَنْ عيسى بْن مِسْكين، عَنْ سُحْنُون،
عَنْهُ.
وقد روى «صحيح الْبُخَارِيّ» . عَنْ إبراهيم بْن أحمد البلْخيّ
المستملي.
15- عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن المهديّ العُبَيْديّ [2] .
الأمير أبو القاسم ابن عمّ الحاكم ووليّ عهده.
لَهُ ترجمة في «تاريخ دمشق» [3] ، فمن أخباره أنّ الحاكم جعله وليّ
عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُرئ التّقليد بذلك بدمشق. ثمّ
إنّه قَدِم متولّيا دمشق في سنة عشر وأربعمائة، فرخّص للنّاس فيما كان
الحاكم نهاهم
__________
[1] الوهرانيّ: بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الراء، وفي آخرها النون.
نسبة إلى وهران، وهي بلدة بعدوة الأندلس في الأرض المتصلة بالقيروان.
(الأنساب 12/ 297) .
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن إلياس) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 306، 313، 334، 349، 368، 369، والمغرب في
حلى المغرب 59، 64، 74، ورسائل الحكمة 189، 223، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 24/ 58، 59، وذيل تاريخ دمشق 69، 70، وسير أعلام النبلاء
17/ 300 رقم 182، وأمراء دمشق 51/ 67 وفيه «عبد الرحمن» ، واتّعاظ
الحنفا 2/ 114 وفيه «عبد الرحمن بن أحمد» ، والنجوم الزاهرة 4/ 193،
194، والأعلام 3/ 34، 344. وستعاد ترجمته برقم (47) .
[3] مجلّد 24/ 58، 59.
(28/278)
عَنْهُ، وأظهر المُنْكر والأغاني والخمور،
فأحبّه أحداث البلد، ولكنْ أبغضه الأجنْاد لبُخْله، وكاتبُوا فيه
الحاكم وحذروا مِن خروجه. ووقع الشّرّ بين الْجُنْد والأحداث بسببه
وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنَّهْب والحريق إلى ان طُلبِ مِن
مصر، فسار علي رأس عشرة أشهُر مِن ولايته، ثمّ رجع إليها بعد أربعة
أشهر، وقد غلب عَلَى دمشق محمد بْن أَبِي طَالِب الجرّار، والتفًّ
عَليْهِ الأحداث وحاربوا الْجُنْد وقهروهم. فراسَلَه وليّ العهد
ولاطَفَه فلم يُطعْه. فتوثّب الْجُنْدُ ليلة عَلَى محمد بْن أَبِي
طَالِب وقبضوا عَليْهِ وطلبوه، ودخل وليّ العهد وتمكّن، فأخذ في مصادرة
الرّعيّة وبالغ فأبغضوه فجاءهم موت الحاكم وقيام ابنه الطّاهر.
ثمّ جاء كتاب الطّاهر إلى الأمراء بالقبض علي وليّ العهد فقيّدوه، وسجن
إلى أن مات. فقيل إنّه قتل نفسه بسكين في الحبْس.
وقد جرت فتنةٌ يوم القبض عَليْهِ، وكان يوم عيد النَّحْر، فَلَمْ
تُصَلَّ صلاةُ العيد، ولا خُطِب لأحدٍ البتّة.
16- عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز الفأفاء المصريّ [1] .
السّائح.
سَمِعَ مِن: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ.
وتُوُفّي في رجب.
17- عَبْد القاهر بْن عبد العزيز بْن إبراهيم [2] .
أبو الحسين الأزديّ المقرئ الشّاهد، الصّائغ.
قرأ عَلَى جماعة مِن أصحاب هارون الأخفش مِن أجلّهم محمد بْن النَّضْر
بْن الأخرم.
وقرأ أيضًا عَلَى أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
وسمع مِن: ابن حَذْلم، وعليّ بْن أَبِي العَقِب.
وادرك ابن جَوْصا، وغيره.
وكان يُعرف أيضا بالجوهريّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم يذكره ابن الجزري في طبقات القرّاء.
(28/279)
روى عَنْهُ: علي الحِنَّائيّ، وعليّ بْن
الخَضِر، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني وقال: تُوُفّي في
ذي الحجّة.
18- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن الحُسين بْن عَبْد الله بْن محمد بْن
اللَّيْثُ [1] .
مِن وُلِد أُهْبان بْن أوْس [2] ، مكلّم الذَئب أبو القاسم الخُزاعيّ
البلْخي.
سَمِعَ مِن الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشيّ مسندة، و «غريب الحديث» لابن
قتيبة، و «شمائل النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
للترْمِذيّ.
وحدَّث عَنْ: أبيه، وعن: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري
الأستاذ، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ بن طَرْخان البّلْخيّ، ومحمد بن
أحمد بن خَنْب [3] ، وأبي عَمْرو محمد بْن إِسْحَاق العُصْفُريّ، وأبي
جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغداديّ، ومحمد بْن أحمد السُّلمي،
وغيرهم.
وحدَّث ببلْخ، وبخارى، وسَمَرْقَنْد، ونَسَف.
وكان مولده في رجب سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة.
وتوفّي ببُخارى في صَفَر.
وكان أسند مِن بقي بما وراء النّهر.
وآخر مِن حدَّث عَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد بْن الخليليّ الدّهقان.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد بن محمد) في:
الأنساب 11/ 226، والتقييد لابن النقطة 402، 403 رقم 534، وذيل تاريخ
بغداد لابن النجار 18/ 134، وسير أعلام النبلاء 17/ 199، والإعلام
بوفيات الأعلام 172، والعبر 3/ 107، وشذرات الذهب 3/ 195.
[2] قال ابن السمعاني: أبو القاسم عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
الْحَسَن بْن عَبْد الله بْن محمد بْن اللَّيْثُ بن ذهل بن الجراح بن
الحارث بن أهبان بن أوس مكلّم الذئب الخراعي، المعروف بابن المراغي،
كان بعض أجداده من المراغة، وأبو القاسم هذا كان من أهل بلخ، ثقة مكثر
من الحديث. (الأنساب 11/ 226) .
وقد ورد في الأصل: «أهبان بن صيفي» ، ومثله في: سير أعلام النبلاء-
انظر: ج 17/ 199 الحاشية رقم (3) .
وقيل هو: أهبان بن الأكوع بن عياذ بن ربيعة الخزاعي، وكان من أصحاب
الشجرة. انظر:
الإستيعاب 1/ 64، والإصابة 1/ 78، تهذيب التهذيب 1/ 380.
[3] خنب: بفتح الخاء المعجمة، بعدها نون ساكنة، ثم باء موحّدة. (تبصير
المنتبه 1/ 268) .
(28/280)
19- عُمَر بْن المحدث أَبِي عُمَر محمد بْن
أحمد بْن سليمان بْن أيّوب [1] .
العلامة النَّحْويّ أبو الحَسَن النُّوقاتي [2] السجْزيّ الشّاعر.
ونوقات: محلّة مِن سجستان.
كَانَ أَبُوهُ أديبًا بارعًا علامة مصنّفًا. حمل عَنْهُ ولده هذا،
وعثمان [3] .
نزل عُمَر بغداد، وأخذ عَنْ: السيرافيّ، وأبي عليّ الفارسيّ، وأقرأ
الأدب، كتب المنسوب، ومدح عضد الدولة. وديوانه في مجلدين.
روى عنه من شعره جماعة.
وقصد ابن عبّاد ومدحه.
وتوفّي في ذي الحجة عَنْ سنّ عالية.
- حرف الفاء-
20- الفضل بْن محمد بْن الحَسَن بْن إبراهيم [4] .
أبو بَكْر الْجُرْجانيّ، سِبْط الإمام أَبِي بَكْر الإسماعيليّ.
مات في جُمَادَى الأولى.
روى عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وابن عَدِيّ، وأبي بَكْر
الإسماعيليّ، ونُعَيْم بْن عبد الملك.
ولي قضاء جرجان [5] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن المحدّث) في:
معجم البلدان 5/ 311.
[2] النّوقاتي: بالضم ثم السكون وقاف، وآخره تاء مثنّاة. نسبة إلى:
نوقات.
وقيل: هو بفتح أوله. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 650) .
[3] المشتبه 1/ 67 و 2/ 650.
[4] انظر عن (الفضل بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 333 رقم 608.
[5] قال السهمي: وكان قد ولي القضاء والرئاسة بجرجان، ولّاه إسماعيل بن
عبّاد الوزير إلى أن توفي ابن عبّاد، ثم عزل وصودر إلى أن عاد قابوس بن
وشمكير، وقد كان نقض الجامع والمنارة وبناهما في أيام ابن عبّاد، وزاد
في الجامع.
(28/281)
- حرف الميم-
21- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن عَبْدُوَيْه [1] .
أبو بَكْر الإصبهانيّ القِفّال.
تُوُفّي في صفر.
22- محمد بْن سهل بْن محمد بْن الحَسَن [2] .
أبو عُمَر الإصبهاني.
في جُمَادَى الآخرة.
23- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنَش [3] .
أبو سَعِيد الْجَوْزقيّ [4] الهَرَويّ التّاجر.
في شوّال.
24- محمد بْن يونس بن هاشم [5] .
أبو بَكْر العَيْن زَرْبيّ [6] المقرئ الإسكاف.
روى عَنْ: أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي بَكْر الرَّبَعيّ، وأحمد بْن
عَمْرو الدارانيّ.
وألف عدد الآي.
وعنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقرئ.
قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد.
توفّي آخر السّنة.
__________
[1] لم يذكره أبو نعيم في (أخبار أصبهان) .
[2] لم يذكره أبو نعيم في (أخبار أصبهان) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الجوزقيّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف.
نسبة إلى جوزقين، أحدهما إلى جوزق نيسابور، والآخر إلى جوزق هراة.
(الأنساب 3/ 365 و 367) .
[5] انظر عن (محمد بن يونس) في:
معجم البلدان 4/ 178، وغاية النهاية 2/ 289 رقم 3569.
[6] العين زربيّ: بفتح الزاي، وسكون الراء، وباء موحّدة، وألف مقصورة.
نسبة إلى بلدة عين زربى بالثغر من نواحي المصّيصة.
(28/282)
25- منصور الحاكم بأمر الله [1] .
أبو علي، صاحب مصر ابن العزيز نزار بْن المُعِزّ باللَّه العبيديّ.
كان جوادا سمحا، خبيثا ماكرًا، رديء الاعتقاد، سفّاكًا للدّماء، قتل
عددًا كثيرًا مِن كُبِراء دولته صبْرًا.
وكان عجيب السّيرة، يخترع كلَّ وقت أمورًا وأحكامًا يحمل الرّعيَّة
عليها.
فأمر بكتْب سَبّ الصّحابة عَلَى أبواب المساجد والشّوارع، وأمرَ
العُمّال بالسّبّ في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة [2] .
وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتِلَت عامّة الكلاب في مملكته [3] .
__________
[1] انظر عن (الحاكم بأمر الله) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 359- 363 وراجع فهرس الأعلام 499، والمنتظم
7/ 293- 300، وأخبار مصر لابن ميسّر 52، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي
79، 80، والمغرب في حلى المغرب 49- 75، والكامل في التاريخ 9/ 316-
317، ووفيات الأعيان 5/ 292- 298، وتاريخ الزمان لابن العبري 73- 81،
وتاريخ مختصر الدول 178- 180، والإنباء في تاريخ الخلفاء 186، وتاريخ
الفارقيّ 116- 120، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، ونهاية الأرب
(المخطوط) 28/ 52 وما بعدها، والعبر 3/ 4: 1- 106، وسير أعلام النبلاء
15/ 173- 184 رقم 70، ودول الإسلام 1/ 245، والإعلام بوفيات الأعلام
172، وتاريخ ابن الوردي 1/ 332، 333، والدرّة المضيّة 256- 312،
والبيان المغرب 1/ 286 وما بعدها، والبداية والنهاية 12/ 9- 11، ومرآة
الجنان 3/ 25، 26، وحياة الحيوان للدميري، وعيون الأخبار وفنون الآثار
للداعي المطلق (السبع السادس) 248- 304، واتّعاظ الحنفا 2/ 3- 123،
والمواعظ والاعتبار 2/ 285، وتاريخ ابن خلدون 4/ 56- 61، ومآثر الإنافة
1/ 322- 324، وصبح الأعشى 3/ 426- 427، والإنتصار لواسطة عقد الأمصار
لابن دقماق 64، 68، 75، 78، 79، 81، 115، 120، 121، والروض المعطار
141، 450، 558، والجوهر الثمين 251، 252، والمؤنس 68، 69، وشرح رقم
الحلل 129، 141، وتاريخ الخلفاء 415، وحسن المحاضرة 2/ 13، 14، وبدائع
الزهور ج 1 ق 1/ 197- 211، والنجوم الزاهرة 4/ 176- 196، وشذرات الذهب
3/ 192- 195، وأخبار الدول 191، 192.
[2] تاريخ الأنطاكي 256، تاريخ مختصر الدول 180، المغرب في حلى المغرب
51، وفيات الأعيان 5/ 293، الدّرّة المضيّة 279، المواعظ والاعتبار 2/
286، النجوم الزاهرة 4/ 177، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 200.
[3] تاريخ الأنطاكي 258، المغرب في حلى المغرب 51، وفيات الأعيان 5/
293، الدّرّة المضيّة 258 (حوادث سنة 386 هـ.) ، اتّعاظ الحنفا 2/ 56،
بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199.
قال الأنطاكي: «وتقدّم بقتل سائر ما في مصر من الكلاب إلّا كلاب الصيد
من أجل أنها تنبح
(28/283)
وبَطَّل الفُقّاع [1] ، والمُلُوخيا [2] .
ونهي عَنْ السّمك الّذي لا قِشْر لَهُ، وظفر بمن باع ذَلِكَ فقتلهم [3]
.
ونهى في سنة اثنتين وأربعمائة عن بيع الرّطب. ثمّ جمع منه شيئا عظيمًا
فأحرق الكُلّ، ومنع مِن بيع العِنَب، وأباد كثيرا من الكروم [4] .
__________
[ () ] بالليل إذا عبر بالشوارع والطرقات، وذلك في شهر ربيع الأول سنة
395» .
وقال ابن أيبك الدواداريّ في: (الدّرّة المضيّة) : «ومنها أنّه أمر
بقتل الكلاب، فلم يبق في مدّة أيامه كلب يرى. وقيل: أحصي عدّتهم فكانوا
ثلاثين ألف كلب الذين قتلوا» .
[1] في: تاريخ الأنطاكي: «وأنكر التعرّض لشرب الفقّاع» . ومن هنا يتّضح
أنّ الفقّاع شراب وليس طعاما. والأرجح أنه هو المعروف في مصر الآن ب
«البوظة» ، وهو يصنع من الخبز الّذي يخمّر ويخلط بالماء ويترك مدّة
يبيت حتى يتحلّل بالماء وتظهر له فقّاعات، ويشرب بوعاء يعرف ب «القرعة»
.
[2] في: تاريخ الأنطاكي: «البقلة الملوكية» . (ص 256) .
[3] في تاريخ الأنطاكي: «وأنكر ... أكل الطلينس، وسائر السمك العديم
القشر. وكان متى وجد أحد قد تعرّض لبيع شيء من ذلك أو لا يبتاعه عوقب
وأشهر. وقلّ من نجا منهم من القتل» .
(256، 257) .
وقال ابن خلّكان: «ومنها أنه نهى عن بيع الفقّاع والملوخيا وكبب الترمس
المتّخذة لها، والجرجير والسمكة التي لا قشر لها، وأمر بالتشديد في ذلك
والمبالغة في تأديب من يتعرّض لشيء فيه، فظهر على جماعة أنهم باعوا
أشياء منه، فضربوا بالسياط وطيف بهم، ثم ضربت أعناقهم» . (وفيات
الأعيان 5/ 293) .
ويسمّى «المقريزي» السمكة «الدلنيس» ، فقال:
«وقرئ سجلّ في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية المحبّبة كانت لمعاوية
بن أبي سفيان، والبقلة المسمّاة بالجرير المنسوبة إلى عائشة رضي الله
عنها، والمتوكّلية المنسوبة إلى المتوكّل ... والمنع من أكل الدلنيس
... ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ولا يصطاده أحد من الصيادين» .
(اتعاظ الحنفا 2/ 53، 54) .
ولعلّ السمك المقصود هو السمك الحلزوني الّذي يشبه الثعبان.
[4] في تاريخ الأنطاكي 293: «وحذّر على الزبيب والعسل، ووضع اليد
عليهما، وأخرجهما شيء بعد شيء، وبيع العسل خمسة أرطال فنازل، والعسل
ثلاثة أرطال وما دونهما لمن يقتات منها، وأقيم مع البيّاعين لهم أمناء
لمراعاة ذلك، فانتهى إليه أنهما يبتاعان ويعمل منهما المسكر المنهيّ
عنه، فزاد في التحذّر عليهما ومنع من بيعهما جملة، ثم أمر بحرق الزبيب،
وأحرق منه بمصر زهاء خمسة آلاف قنطرة، وعدّل وغرّق العسل أيضا، وأريق
في النيل ومنع من جلبهما وإظهار شيء منهما في المستأنف، ولمّا أدرك
العنب وأخذ الناس في ابتياعه واعتصاره سرّا أمر أيضاً بتغريقه في
النيل، ومنع من بيعه وأكله» .
وقال المقريزي في (اتّعاظ الحنفا 2/ 9- 91 و 93) :
«ومنع من بيع العنب وألّا يتجاوز في بيعه أربعة أرطال، ومنع من
اعتصاره، فبيع كل ثمانية أرطال بدرهم، وطرح كثير منه في الطرقات، وأمر
بدوسه، ومنع من بيعه البتّة، وغرّق ما حمل
(28/284)
وفيها أمر النّصارى بأنْ يحملوا في أعناقهم
الصُّلْبان، وأن يكون طول الصليب ذراعًا، ووزنه خمسة أرطال بالمصريّ.
وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قَرَامي الخَشَبَ في زِنة
الصُّلْبان، وأن يلبسوا العمائم السُّود ولا يَكْتَرُوا مِن مسلمٍ
بهيمةً، وأن يدخلوا الحَمَّام بالصُّلْبان. ثمّ أفردت لهم حمّامات [1]
.
__________
[ () ] منه في النيل، وبعث شاهدين إلى الجيزة فأخذ جميع ما على الكروم
من الأعناب وطرحت تحت أرجل البقر لدوسه، وبعث بذلك إلى عدّة جهات.
وتتّبع من يبيع العنب، واشتدّ الأمر فيه بحيث لم يستطع أحد بيعه،
فاتّفق أن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب، فصدفه الحاكم عند قائلة
النهار على جسر ضيّق، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من أرض الله
الضيّقة. فقال: يا شيخ، أرض الله ضيّقة؟ فقال: لو لم تكن ضيّقة ما
جمعتني وإيّاك على هذا الجسر، فضحك منه وتركه» .
وانظر: (الدّرّة المضيّة 275) .
[1] قال الأنطاكي في تاريخه- ص 295: «وتقدّم الحاكم لثمان خلون من شهر
ربيع الآخر في يوم الجمعة سنة ثلاث وأربعمائة أن تلبس النصارى واليهود
دون الخيابرة طيالسة سود حالكة وعمائم سود، ويعلّقون في أعناقهم صلبان
خشب مضافا إلى الزّنّار وألّا يركبوا الخيل، ويركبوا بركب خشب وسروج
ولجم من سيور سود، لا يرى عليها شيء من الحلية، وأثر فضّة، ولا
يستخدموا مسلما، فأخذوا بذلك في سائر أعمال مملكته، ولبسوا صلبانا
طولها فتر، وغيّرها عليهم بعد شهر، وجعلها قدر شبر في شبر.
... ومن العجب العجيب أنه كان قد أمر في صفر سنة اثنتين (!) وأربعمائة
ألّا يظهر صليب، ولا يقع عليه عين، ولا يضرب بناقوس، فنزعت الصلبان من
الكنائس وطمس آثارها من ظاهر البيع والكنائس والهياكل. ثم أمر في هذا
الوقت بإظهار الصليب هذا الظهور، ولم يكن اليهود لبسوا مع الغيار
السواد شيئا من الخشب، فنودي فيهم في الحال، أن يعلّقوا في رقابهم أيضا
أكر خشب من خمسة أرطال إشارة إلى رأس العجل الّذي عبدوه سالفا. وتهدّد
النصارى وفزّعهم، وكثرت الأراجيف والشناعات فيهم، فأسلم كثير من شيوخ
الكتّاب والمتصرّفين وغيرهم من النصارى، وتبعهم خلق كثير من عوامّهم،
وأسلم أيضا جماعة من اليهود، وتزايدت الأراجيف فيمن بقي من النصارى لم
يسلم، ونودي عليهم بأن تقطّع أعضاؤه، ويباح للعبيد والأولياء ماله
وعياله. وأوقع الطلب والتوكّل على من يغيب ... » .
وقال المقريزي: «وأمر النصارى- إلّا الحبابرة- بلبس العمائم السود
والطيالسة السود، وأن يعلّق النصارى في أعناقهم صلبان الخشب، ويكون ركب
سروجهم من خشب، ولا يركب أحد منهم خيلا. وأنهم يركبون البغال والحمير،
وألّا يركبوا السروج واللّجم محلّاة، وأن تكون سروجهم ولجمهم بسيور
سود، وأنهم يشدّون الزنانير على أوساطهم، ولا يستعملون مسلما، ولا
يشترون عبدا ولا أمة، وأذن للناس في البحث عنهم وتتبّع آثارهم في ذلك
... » . (اتّعاظ الحنفا 2/ 93، 94) .
وانظر: الدرّة المضيّة 286.
(28/285)
وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة
بقُمَامة، وبهدْم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم [1] .
ثمّ إنّه نهي عن تقبيل الأرض لَهُ، وعند الدعاء لَهُ في الخطْبة، وفي
الكُتُب، وجعل عوض ذَلِكَ السّلام عَليْهِ [2] .
[إنكار ابن باديس عَلَى الحاكم بأمر الله]
وقيل إنّ ابن باديس أرسل يُنْكر عَليْهِ أمورًا، فأراد استمالته، فأظهر
التَّفَقُّه، وحمل في كُمّه الدّفاتر، وطلب إِليْهِ فقيهين، وأمرهما
بتدريس مذهب مالك في الجامع.
ثمّ بدا لَهُ فقتلهما صبْرا.
وأذن للنَّصارى الّذين أكرههم في الرّجوع إلى الشّرك [3] .
__________
[1] انظر: تاريخ الأنطاكي 296- 299، وتاريخ الزمان 76، 77، ووفيات
الأعيان 5/ 294، واتّعاظ الحنفا 2/ 94، 95، والمواعظ والاعتبار 2/ 288،
وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 198.
[2] قال الأنطاكي في تاريخه- ص 300: «ومنع الحاكم في رجب سنة 403 عن
تقبيل التراب بين يديه وبوس اليد والارتماء بالسجود له إلى الأرض، وعن
مخاطبته بمولانا، وأن تكون المخاطبة والسلام عليه مقصورا على أمير
المؤمنين ورحمة الله وبركاته» .
وقال المقريزي: «وفي رجب قرئ سجلّ بمنع الناس من تقبيل الأرض للحاكم،
وبمنعهم من تقبيل ركابه ويده عند السلام عليه في المواكب، والانتهاء عن
التخلّق بأخلاق أهل الشرك من الانحناء إلى الأرض فإنه صنيع الروم،
وأمروا أن يكون السلام عليه (السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله
وبركاته) ، ونهوا عن الصلاة عليه في المكاتبة والمخاطبة، وأن تكون
مكاتبتهم في رقاعهم والمخاطبة، ومراسلاتهم بإنهاء الحال، ويقتصر في
الدعاء على (سلام الله وتحياته وتوالي بركاته على أمير المؤمنين) ،
ويدعى له بما سبق من الدعاء لا غير» . (اتّعاظ الحنفا 2/ 96) .
وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294.
[3] وكان ذلك في سنة 411 هـ. أي بعد تسع سنين من إكراههم على الإسلام،
قال الأنطاكي:
«ولما تسامح الحاكم بعمارة الكنائس وتجديدها وردّ أوقافها لقيه جماعة
من النصارى الذين كانوا أسلموا في وقت الاضطهاد وطرحوا أنفسهم عليه بين
يديه وهم مسترسلون للموت، وقالوا له: إنّ الّذي دخلنا فيه من التظاهر
بدين الإسلام لم يكن باختيارنا ولا برغبة منّا، فنحن نسأل أن تأمرنا
بالعود إلى ديننا إن رأيت ذلك، أو تأمر بقتلنا، فأمرهم للوقت بلباس
الزنانير ولباس السواد وحمل الصلبان، وكان كلّ منهم قد أعدّ عدّة غيار
ثيابه، وتقدّم إلى أصحاب الشرطة بحفظهم وكفّ كل أحد عن التعرّض لهم،
فكثر الراغبون إليه في ذلك حتى صاروا يلقونه أفواجا أفواجا، وكان يطلق
ذلك لهم، فعاد منهم عدد كثير، وتوقفت الرؤساء والصدور منهم عن الرجوع
إلى ديانتهم حذرا على نفوسهم من أن يكون إجابة الحاكم لمن فسح له في
(28/286)
وفي سنة أربع وأربعمائة نفي المنجّمين مِن
البلاد [1] .
ومنع النساء مِن الخروج في الطُّرُق ليلًا ونهارًا، ونهي عَنْ عمل
الخفاف لهنّ. فلم يزلن ممنوعات سبْع سنين وسبعة أشهر حتّى مات [2] .
__________
[ () ] ذلك على سبيل الحيلة عليهم والخديعة لهم، لاستكشافه ما في
ضمائرهم، وظنّا منهم أنه يتتبّعهم فيما بعد ويأتي عليهم، فعاجلته
المنيّة، وكفي الذين رجعوا منهم إلى النصرانية ما كان أولئك يحاذرونه،
وبقي كلّ من الفريقين على حاله» . (تاريخ الأنطاكي 357، 358) .
[1] قال الأنطاكي: «وتقدّم في المحرّم سنة أربع وأربعمائة بنفي سائر
المنجّمين وأصحاب الأحكام، فتجمّعوا بأسرهم واستغاثوا إليه، فاستتابهم
واستحلفهم ألّا يتعرّضوا لعلم أحكام النجوم ولا يباشروها، ولا ينظروا
فيه، ومن كان منهم له عليه رزق أجراه عليه ولم يمنعه إيّاه» .
(تاريخ الأنطاكي 304) .
[2] قال الأنطاكي: «وأمر الحاكم بلزوم النساء منازلهنّ، ومنع من خروج
الحرائر منهنّ والإماء من الشابّات والعجائز إلى الطريق، والظهور بوجه
من الوجوه، وحذّر عليهنّ في ذلك أشدّ تحذيرا (!) ، وإذا دعت الضرورة
إلى حضور غاسلة أو قابلة لمن تلد أو تموت أو غيرهما، ممن تسافر وتضطر
الخروج من منزلها، استؤذن في ذلك برقعة ترفع إليه، فيوقّع على ظهرها
بخطّه إلى متولّي الشرطة، فيندب من يثق به إلى أن تخرج المرأة
المستطلعة من موضعها فيوصلها إلى حيث مقصدها، ولم يزلن محصورات على هذه
الصفة إلى سنة تسع وأربعمائة» . (تاريخ الأنطاكي 7- 3) .
وجاء في (المغرب في حلى المغرب) - ص 64: «وأمر بمنع النساء من الخروج
ليلا ونهارا، ثم أباح الخروج منهم للنسوة المتظلّمات إلى مجلس الحاكم،
والخارجات إلى الحج، وغيره من الأسفار، والإماء اللواتي يبعن في سوق
الرقيق، والعجائز الضعاف ممن يضطر إلى نقل الماء من المصانع، والنسوة
اللائي يجتمعن إلى أقاربهنّ دون الغرباء في زقاق على شريطة متستّرات
ليلا والرجوع على حالهنّ وآلتهنّ ومن وقتهنّ ومثل ذلك في المآتم،
والنسوة الواردات إلى مصر في البر والبحر، والعجائز الغسّالات،
والأرامل اللائي يبعن الغزل والأكسية، والضعاف من أهل المسكنة والمسألة
والإماء المزيّنات، والقبائل بعد معرفة الحاجة إليهنّ» .
وقال ابن العبري: «ومنع النساء عن الخروج من بيوتهن وقتل من خرج منهنّ،
فشكى إليه من لا قيّم لها يقوم بأمرها، فأمر الناس أن يحملوا كلّما
يباع في الأسواق إلى الدروب ويبيعوه على النساء، وأمر من يبيع أن يكون
معه شبه المغرفة بساعد طويل يمدّه إلى المرأة وهي من وراء الباب وفيه
ما تشتريه، فإذا رضيته وضعت الثمن في المغرفة وأخذت ما فيها لئلّا
يراها. فنال الناس من ذلك شدّة عظيمة» . (تاريخ مختصر الدول 180) .
وقال في (تاريخ الزمان 78) : «حرّج الحاكم خليفة مصر على المرأة الخروج
من بيتها والإشراف من الباب أو من النافذة والسطح على الغادين
والرائحين. ونهى السكافين أن يخيطوا أحذية نسائية. وقد ساقه إلى ذلك
اطّلاعه على فواحش المصريات وخلاعتهنّ. وتذرّع في أول الأمر بعجائز
اتخذهنّ جاسوسات ينسبن ويدخلن البيوت ويطّلعن على أسرار النساء ويخبرنه
عنهنّ وعمّن يختلف إليهنّ. وكان الحاكم يبعث حاجبه مع الجنود إلى بيت
كائن من كان من الأعيان أو العامّة، فيقولون له: أخرج لنا فلانة،
ويسمّون اسمها امرأة أو أختا أو بنتا ويمضون بها إليه. وكان إذا اجتمع
عنده خمس أو عشر منهنّ أمر بإغراقهنّ في نهر النيل. ومن ثم
(28/287)
ثمّ إنّه بعد مدّة أمر ببناء ما كَانَ أمر
بهدْمه مِن الكنائس، وارتدّ طائفةٌ ممّن أسلم منهم [1] .
وكان أَبُوهُ قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتمّمه هُوَ [2] . وكان
عَلَى بنائه ونظره الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد [3] .
وكان الحاكم يفعل الشَّيءَ ونقيضه.
خرج عَليْهِ أبو رَكْوة الوليد بْن هشام [4] العثمانيّ الأُمويّ
الأندلسيّ بنواحي بَرْقَة، فمال إِليْهِ خلْقٌ عظيم، فجهّز الحاكم
لحربه جيشًا، فانتصر عليهم أبو رَكْوَة ومَلَك. ثمّ تكاثروا عَليْهِ
وأسروه.
ويُقال: إنّه قُتِل مِن أصحابه مقدار سبعين ألفًا. وحُمِل إلى الحاكم
فذبحه في سنة سبْعٍ وتسعين [5] .
وكان مولد الحاكم في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحبّ العُزْلة،
ويركب علي بهيمةٍ وحده في الأسواق، ويقيم الحسبة بنفسه [6] .
__________
[ () ] افتضحت أسرار العواهر المصريات وأمسين هدفا للعار والشنار ووقع
رعب الحاكم على الرجال والنساء أكثر من فرعون» .
وأورد «ابن الجوزي» حكاية طريفة عن ذلك في (المنتظم 7/ 269- 270)
وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294، واتّعاظ الحنفا 2/ 102، 103، وبدائع
الزهور ج 1 ق 1/ 199.
[1] تقدّم هذا الخبر قبل قليل.
[2] وهو الجامع الأزهر المعمور بذكر الله. قال الأنطاكي: «وكان
للملكيّة الروم حارة بالقاهرة يسكنون بها، فأخرجوا منها، وهدم ما كان
لهم فيها من المنازل، مع كنيستين كانتا بها، وعملت جميع الحارة مسجدا
واحدا، وسمّاه الأزهر» (تاريخ الأنطاكي 253) .
[3] هو الأزدي المصري المتوفى سنة 409 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في الجزء
السابق.
[4] هو: الوليد بن هشام بن عبد الملك بن عبد الرحمن الأموي، ويكنى أبا
ركوة لركوة كان يحملها في أسفاره على طريقة الصوفية. (الكامل في
التاريخ 9/ 197) .
[5] انظر عن أبي ركوة في:
تاريخ الأنطاكي 259- 268، والمغرب في حلى المغرب 57 و 71، والمنتظم 7/
233، 234، والكامل في التاريخ 9/ 197- 203، والمختصر في أخبار البشر 2/
138، والبيان المغرب 1/ 257، 258، ودول الإسلام 1/ 238، والعبر 3/ 62،
63، وذيل تاريخ دمشق 64- 66، والبداية والنهاية 11/ 337، وتاريخ ابن
خلدون 4/ 58، 59، واتّعاظ الحنفا 2/ 60- 66، والمواعظ والاعتبار 4/ 70،
والنجوم الزاهرة 4/ 215- 217.
[6] انظر: تاريخ الأنطاكي 329، واتّعاظ الحنفا 2/ 107- 110.
(28/288)
وكَانَ خبيث الاعتقاد، مضطّرب العقل، يقال
إنّه أراد أن يدّعي الإلهيّة، وشَرَع في ذَلِكَ، فكلّمه أعيان دولته
وخوَّفوه بخروج النّاس كلّهم عَليْهِ، فانتهى [1] .
واتّفق إنّه خرج ليلة في شوّال سنة إحدى عشرة مِن القصر إلى ظاهر
القاهرة، فطاف ليلته كلَّها. ثمّ أصبح فتوجَّه إلى شرقيّ حُلْوان ومعه
رِكابيّان، فردّ أحدهما مَعَ تسعةٍ مِن العرب السّويديّين، ثمّ أمر
الآخر بالانصراف، فذكر هذا الرّكابيّ أنّه فارقه عند قبر القُضَاعيّ
والقَصَبَة، فكان آخر العهد بِهِ [2] .
وخرج النّاس عَلَى رَسْمهم يلتمسون رجوعَه، ومعهم دوابّ الموكب
والجنائب، ففعلوا ذَلِكَ جمعةً. ثمّ خرج في ثاني يوم مِن ذي القعدة
مظفّر صاحب المظلّة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير
القُصَيْر، ثمّ إنهم أمعنوا في الدّخول في الجبل، فبينا هُمْ كذلك إذْ
أبصروا حمارَه الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثَّر فيهما
الضَّرْبُ، وعليه سَرْجه ولجامه. فتبعوا أثَر الحمار، فإذا أثر راجلٍ
خلفه وراجل قدّامه. فلم يزالوا يقصُّون الأثر حتّى انتهوا إلى البركة
الّتي في شرق حُلْوان، فنزل رجلٌ إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبْع
جِباب، فوُجدت مزرَّدة لم تُحَلّ أزرارها، وفيها آثار السّكاكين، فلم
يشكّوا في
__________
[1] انظر: تاريخ الأنطاكي 335، 336، وعيون الأخبار وفنون الآثار (السبع
السادس) 292.
[2] وجاء في (تاريخ الأنطاكي 360) : «وكان يعدل أيضا إلى ديارات جدّدها
اليعاقبة في ناحية القرافة، وإذا أراد الدخول إلى الجبل والطلوع إلى
دير القصير أو غيره من الديارات تتأخّر الركابية عنه في الموضع المعروف
بالقرافة وإلى الساقية، ويمضي وحده. وفي بعض الأيام جرى في ذلك على
سالف عادته وتبعه صبيّ ركابيّ كان اصطنعه، يعرف بالقرافيّ، وأبعدا
جميعا في الجبل، فلقيه (سبع) (!) نفر من البادية والتمسوا منه صلة
بجفاء في القول وغلظ في اللفظ، وفرية وشتيمة، فقال لهم: ما معي في هذا
الموضع ما أدفعه لكم، لكنني أنفذكم إلى متولّي بيت المال العميد المحسن
ابن بدواس ليدفع إليكم خمسة آلاف درهم. فقالوا: ما نمضي إليه لأنه لا
يدفع لنا شيئا، وتردّد الخطاب بينهم وبينه، فالتمسوا منه أن ينفذ معهم
القرافيّ الركابيّ لينجز لهم المطلق، وسار مع القرافيّ أربعة نفر منهم،
وتخلّف الثلاثة الباقون في الطريق، وقبض أولئك الأربعة الجملة التي رسم
دفعها لهم، وعاد القرافيّ يلتمس الحاكم، فأبطأ عليه عودته، فلما طال
انتظاره له في الموضع الّذي جرت عادته بموافاته إليه ساء ظنّه، ودار
الجبل يطلبه، فألقى (!) سائحا وسأله عنه، وذكر له صفته وصفة الحمار
الّذي هو راكبه، فأعلمه أنه شاهد في طريقه حمارا معرقبا، وساقه إلى
الموضع حتى شاهد الحمار الّذي كان معرقبا كما ذكر له» .
(28/289)
قتله [1] ، مَعَ أنّ طائفةً مِن المتغالين
في حُبّه مِن الحمقى الحاكميّة يعتقدون حياته، وأنه لا بدّ أن يظهر،
ويحلفون بغيبة الحاكم.
ويقال: إنّ أخته دَسَّتْ عَليْهِ مَن قتله لأمورٍ بدت منه كما تقدّم.
وحُلوان: قرية نَزِهةٌ عَلَى خمسة أميال مِن مصر، كَانَ يسكنها عَبْد
العزيز بن مروان، فولد له بها عُمَر رحمة الله.
وقد مّر في الحوادث بعض أمره.
__________
[1] انظر: تاريخ الأنطاكي 361، والكامل في التاريخ 9/ 314- 317، وتاريخ
الزمان 79- 91، وسير أعلام النبلاء 15/ 181- 183، والدّرّة المضيّة
299، 301، ومرآة الجنان 3/ 26، والبداية والنهاية 12/ 10، 11، وشذرات
الذهب 3/ 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 209، 210.
(28/290)
سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
26- أحمد بْن الحسين بْن جَعْفَر [1] .
أبو الحَسَن المصريّ النُّحاليّ العطّار.
سَمِعَ: أحمد بْن الحَسَن بْن عُتْبة الرّازيّ، وغيره.
قَالَ أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في حادي عشر شَعْبان. ووُلِد في
سنة سَبْعٍ وثلاثين في رمضانها. وما أُقدم عَليْهِ مِن شيوخي أحدًا في
الثّقة، وجميع الخِصال الّتي اجتمعتْ فيه.
27- أحمد بن عبد الخالق بْن سُوَيد الأنصاريّ البغداديّ [2] .
خال أَبِي محمد الخلال الحافظ.
سَمِعَ مِن أَبِي بَكْر النّجّاد جزءًا.
روى عَنْهُ: ابن أخيه ووثَّقه، وقال: كان حيّا في سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة هذه.
28- أحمد بْن عُمَر بْن القاسم بْن بشْر [3] .
أبو الحسين البغداديّ، عُرف بابن عُدَيْسَة.
حدَّث عَنْ: عليّ السُّتُوريّ، وعثمان بْن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. وقيل لي إنّه كَانَ يحفظ عَنْ الصَّفّار
حديثًا.
لم أسمع منه شيئا.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الخالق) في:
تاريخ بغداد 4/ 269 رقم 2013.
[3] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294 رقم 2057.
(28/291)
29- أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بْن
حفص بْن الخليل الأنصاري [1] .
الحافظ أبو سعْد [2] الهَرَويّ المالِينيّ الصُّوفيّ الصّالح طاووس
الفُقَراء [3] .
سَمِعَ بخُراسان، والعراق، والشّام، ومصر، والنّواحي.
وحدَّث عَنْ: محمد بْن عَبْد الله السَّليطيّ، وأبي أحمد بْن عديّ،
وأبي عَمْرو بْن بجير، وأبي الشّيخ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وعبد
العزيز بْن هارون البصْري، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، والحسن بْن رشيق
العسكريّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر المؤذّن، ومحمد بْن
أحمد بْن عليّ بْن النُّعْمان الرّمليّ، وخلْق كثير.
وكَتَبَ مِن الكُتُب الطوال ما لم يكن عند غيره.
قَالَ الخطيب [4] : كَانَ ثقة متقنًا صالحًا.
روى عَنْهُ: أبو حازم العَبْدويّ، والحافظ عَبْد الغنيّ، وتمّام
الرّازيّ وهما
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد الهروي الماليني) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 16 رقم 19، وتاريخ جرجان للسهمي 124 رقم 112،
وفيه:
«أحمد بن محمد بن الخليل بن حفص الماليني الهروي» ، وتاريخ بغداد 4/
371، 372، رقم 2243، والسابق واللاحق 159، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ رقم
298، و 335 و 377 و 387 و 569 و 600، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
3/ 168، 169 و 36/ 373 و 37/ 288 و 40/ 301، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 443،
444، ومعجم البلدان 5/ 44، واللباب 3/ 155، والكامل في التاريخ 9/ 325،
والتقييد لابن النقطة 168، 169 رقم 186، والمنتظم 8/ 3 رقم 1، والمنتخب
من السياق 89 رقم 193، والعبر 3/ 107، وسير أعلام النبلاء 17/ 301- 303
رقم 183، وتذكرة الحفاظ 3/ 1070، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم
1355، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والوافي بالوفيات 7/ 330، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 59، 60، والبداية والنهاية 12/ 11، والنجوم
الزاهرة 4/ 256، وطبقات الحفاظ 417، وحسن المحاضرة 1/ 353، وشذرات
الذهب 3/ 195، وكشف الظنون 53، وهدية العارفين 1/ 72، وديوان الإسلام
4/ 175، 176 رقم 1901، والرسالة المستطرفة 76، والأعلام 1/ 211، ومعجم
المؤلّفين 2/ 71، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/
384- 386 رقم 200، ومعجم طبقات الحفّاظ 57، 58 رقم 943، وتاريخ التراث
العربيّ 2/ 503 رقم 54.
[2] في: هدية العارفين: «أبو سعيد» .
[3] في: النجوم الزاهرة: «طاووس الفقهاء» .
[4] في تاريخ بغداد 4/ 371.
(28/292)
أكبر منه، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو نصر
عُبَيْد الله بْن سَعِيد السجْزيّ، وعبد الرَّحْمَن بن منده، وأحمد بن
عبد الرحمن الذكواني، وأبو عَبْد الله القُضَاعيّ، ومحمد بْن أحمد بن
شبيب الكاغديّ، وأبو الحسن الخلعيّ، والحسين بْن طلحة النعَاليّ،
وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهميّ في «تاريخ جُرْجان» [1] إنّ الماليني دخل جُرْجان
في سنة أربع وستّين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى إصبهان، وإلى
العراق، والشّام، ومصر، والحجاز، وخُراسان، وما وراء النَّهر.
ومات بمصر في سنة تسع وأربعمائة [2] .
قلتُ: وَهِمَ في وفاته.
اخبرنا أبو الحسين اليُونينيّ: أَنَا أبو الفضل الهمْدانيّ، أَنَا
السلفيّ، أَنَا المبارك بْن عَبْد الجبّار: سمعتُ عَبْد العزيز بْن
عليّ الأَزَجيّ يَقُولُ: أخذت من أَبِي سعد المالينيّ أجرة النَّسْخ
والمقابلة خمسين دينارًا في دفعةٍ واحدة. رواها أبو القاسم بْن عساكر
[3] في تاريخه، بالإجازة عَنْ السَّلَفيّ.
وقال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي أبو سعْد المالينيّ يوم الثّلاثاء
السّابع عشر مِن شوّال سنة اثنتى عشرة.
وذكره ابن الصّلاح في «طبقات الشّافعيّة» [4] .
__________
[1] ص 124.
[2] وزاد السّهميّ: «وآخر دخوله جرجان راجعا من خراسان سألته أن يقيم
بجرجان فأبى وحمل جميع كتبه التي كانت عندي وديعة من سماعاته بجرجان
ورأى كتابي هذا فاستحسنه وسألني أن أكتب اسمه في هذا الكتاب فأثبت اسمه
فيه لما كان بيني وبينه من الصداقة والصحبة القديمة بجرجان ونيسابور
والعراق ومصر، وخرج من جرجان سنة سبع وأربعمائة إلى أصبهان والعراق
والشام» . (تاريخ جرجان 124) .
[3] في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 168، 169.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من جملة المشايخ المذكورين بالفضائل
الكثيرة من العبادة والتصوّف، وجمع الأحاديث والحكايات الكثيرة
والتصنيف فيها. حجّ حجّات وطاف في البلاط. قدم نيسابور سنة ست وأربع
مائة، وروى الأحاديث وسمع منه الطبقة ومما رأيت من
(28/293)
30- أحمد بن محمد بن أحمد بْن أَبِي
مُسْلِم [1] .
أبو طاهر البغداديّ، أخو أبي أحمد الفرضيّ.
سكن البصرة، وحدّث عَنْ: عثمان بْن السّمّاك، والنجاد.
قَالَ الخطيب: أدركته حيّا سنة اثنتى عشرة، وكان صدوقًا، لم يُقْضَ لي
السَّماع منه.
وتأخرّ بعد ذَلِكَ مدّة.
31- أحمد بْن محمد بْن بَطّال بْن وهْب [2] .
أبو القاسم التَّيْميّ [3] اللورقيّ.
رحل مَعَ أبيه، ولقى أبا بَكْر الآجُرّيّ.
وكان معتنيا بالعلم، مشاورًا ببلده.
32- أحمد بْن محمد بْن مالك [4] .
أبو الفضل الهَرَويّ: البزاز.
رَجُل صالح.
سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء.
وببغداد: أبا بحر محمد بْن كوثر.
روى عنه: شيخ الإسلام.
33- أحمد بْن إِسْحَاق [5] .
أبو سَعِيد الهَرَويّ الملحيّ.
توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] مجموعاته أحاديث الأربعين لمشايخ الصوفية ذكر فيه رواية كل واحد
منهم» . (المنتخب من السياق 89) .
وقال ابن الأثير: «وهو من المكثرين في الحديث» . (الكامل في التاريخ 9/
325) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 372 رقم 2244.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن بطّال) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 32 رقم 64.
[3] في الصلة: «التميمي» .
[4] لم أقف على مصدر لترجمته.
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.
(28/294)
34- أحمد بْن محمد بْن جعفر [1] .
أبو عَبْد الله المذكَّر.
35- إبراهيم بْن سَعِيد [2] .
أبو إِسْحَاق الواسطيّ الرّفاعيّ المقرئ الضّرير.
أخذ العربيّة عَنْ: أَبِي سَعِيد السيرافيّ.
والقراءات عن جماعة.
وحدّث عن: عبد الغفّار الحضينيّ.
روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل بْن بِشْران [3] .
وكان شيخ النّاس بواسط في القراءات والآدب.
والرّفاعيّ: بالفاء.
- حرف الحاء-
36- الحَسَن بْن الحُسين بْن رامين [4] .
القاضي أبو محمد الإستْراباذيّ.
نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وبِشْر بْن أحمد
الأسفرايينيّ، وعبد الله بْن عَدِي الحافظ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ،
وإسماعيل بْن نُجَيْد، والقاضي يوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ.
ورحل إلى خُراسان، والعراق، والشّام في الصَّبا.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وعبد الواحد بْن عُلْوان بْن عَقيل،
وطاهر بْن أحمد الفارسيّ نزيل دمشق.
قَالَ الخطيب [5] : كَانَ صدوقًا فاضلًا صالحًا. وكان يفهم الكلام
عَلَى مذهب الأشْعري، والفِقْه عَلَى مذهب الشّافعيّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سعيد) في:
غاية النهاية 1/ 15 رقم 56.
[3] وقال ابن الجزريّ: قرأ عليه أبو علي غلام الهرّاس سنة أربع وتسعين
وثلاثمائة.
[4] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 7/ 300 رقم 3811، والمنتظم 8/ 3 رقم 2، والبداية والنهاية
12/ 11.
[5] في تاريخه.
(28/295)
37- الحَسَن بْن منصور [1] .
الوزير ذو السّعادتين أبو غالب السّيرافيّ.
مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وتصرّف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحبَ فَخْرَ المُلْك فاستخلفه
ببغداد.
ثمّ توجّه إلى فارس للنّظر في الممالك بحضرة سلطان الدّولة بْن
فنّاخسْرُو، وخلف الوزير جعفر بْن محمد. فلمّا قبض السّلطان عَلَى جعفر
ولاه الوزارة.
وفي آخر أمره وقع خُلْفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر.
38- الحسين بْن عُمَر بْن بُرهان [2] .
أبو عَبْد الله البغداديّ الغزّال البزّاز.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وعليّ بْن إدريس الستُّوريّ، ومحمد بْن
عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك.
قَالَ الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة صالحًا. مات في ذي الحجّة.
قلت: روى عَنْهُ: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.
38- (مكرّر) - الحسين بْن محمد بْن أحمد بْن الحارث [4] .
أبو عَبْد الله التّميميّ المؤدب.
حَدَّثَنَا عَنْ عثمان بْن السّمّاك بأحاديثه. لم يكن بحُجّة. قاله أبو
بكر الخطيب [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن منصور) في:
المنتظم 8/ 3 رقم 3، البداية والنهاية 12/ 11.
[2] انظر عن (الحسين بن عمر بن برهان) في:
السابق واللاحق للخطيب البغدادي 131، وتاريخ بغداد 8/ 82، 83، والمنتظم
8/ 4 رقم 4 وفيه: «الحسين بن عمرو» ، والعبر 3/ 108، وسير أعلام
النبلاء 17/ 265 رقم 161، والبداية والنهاية 12/ 12 وفيه: «الحسين بن
عمرو» ، وشذرات الذهب 3/ 195.
[3] في تاريخ بغداد 8/ 82.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد) في: تاريخ بغداد 8/ 105 رقم 4219.
[5] عبارة الخطيب: «حدّث عن أبي عمرو بن السمّاك أحاديث مستقيمة، وعن
محمد بن الحسن ابن زياد النقاش أحاديث باطلة، كتبت عنه ولم أر له
أصلًا، وإنما كان يروي من فروع كتبها بخطه وليس بمحل الحجّة» .
(28/296)
- حرف السين-
39- سهل بْن محمد [1] .
أبو بِشْر السجْزيّ.
تُوُفّي بِسِجِسْتان.
- حرف الصاد-
40- صاعد بْن أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن حبيب [2] .
أبو سهل التّميميّ الأديب.
تُوُفّي بهَرَاة في رجب.
41- صاعد بْن محمد بْن محمد بْن فَيّاض [3] .
أبو دُلَف الفَرَضيّ الهَرَويّ.
- حرف العين-
42- عَبْد الله بْن الحَسَن بْن محمد [4] .
أبو محمد الكَلاعيّ [5] الحمصيّ البزّاز. والد عَبْد الرّزّاق.
روى عَنْ: الحسين بْن خالوَيْه.
وعنه: الكتّانيّ، والأهوازيّ.
43- عَبْد الله بْن سَعِيد الأزْديّ المصريّ [6] .
أبو القاسم، أخو الحافظ عَبْد الغنيّ.
تُوُفّي يوم عاشوراء.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] لم أقف على مصدر لترجمته.
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لسليمان بن زبر (مخطوط) ورقة 124، وتاريخ
دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) ص 178، 179 رقم 242، وتهذيب
تاريخ دمشق 7/ 368.
[5] الكلاعي: بفتح الكاف. نسبة إلى قبيلة يقال لها: كلاع، نزلت الشام،
وأكثرهم نزل حمص.
(الأنساب 10/ 514) .
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.
(28/297)
عنده عَنْ: إسماعيل بْن الْجَراب، وغيره.
44- عَبْد الله بن عبد الله بن زاذان القَزْوينيّ [1] .
سَمِعَ مِن: أبي الحَسَن عليّ بْن إبراهيم القطّان، ومَيْسَرة بْن
عليّ.
وبالرَّيّ مِن: محمد بْن إبراهيم بْن يونس.
وبالدينَوَر مِن: ابن السُّنّيّ.
وببغداد مِن: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ.
وحدَّث.
45- عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز [2] .
أو أحمد الكرجيّ [3] الأصبهانيّ السّكّريّ.
حدّث عَنْ: عَبْد الله بْن فارس، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار
المَدينيّ، ومحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ.
وعنه: عبد الرحمن بن منده، والقاسم بن الفضل الثقفي.
توفّي في رجب.
ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة.
46- عبد الجبار بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي الجراح بن الجنيد بن هشام بن المرزبان [4] .
أبو محمد الجراحي المرزبانيّ، راوي «جامع التّرمذيّ» ، عن أبي العبّاس
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الله القزويني) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 232، 233، وفيه: عبد الله بن عمر بن عبد
الله بن زاذان أبو محمد الزاذاني، من الفقهاء الكاملين، أقام ببغداد
متفقّها سنين.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 253 وذكره دون ترجمة.
[3] الكرجي: بفتح الكاف والراء وفي آخرها الجيم، نسبة إلى الكرج، وهي
بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان. (الأنساب 10/ 379) .
[4] انظر عن (عبد الجبّار بن محمد) في:
الأنساب لابن السمعاني 3/ 214، واللباب لابن الأثير 1/ 268، والعبر 3/
108، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1356، وتذكرة الحفّاظ 3/
1052، وسير أعلام النبلاء 17/ 257، 258 رقم 154، والإعلام بوفيات
الأعلام 173، وشذرات الذهب 3/ 195، 196.
(28/298)
محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب بْن فُضَيْل
التّاجر.
ولد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمَرْو.
وسمع، وسكن هَرَاة. فروى عَنْهُ الكتاب خلق من الهرويين، منهم: أَبُو
إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، وعبد الله بْن
عطاء البغاوردانيّ [1] ، وعبد العزيز بْن محمد الترْياقيّ، وأحمد بْن
عَبْد الصّمد الغُورَجي [2] ، وأبو عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ،
ومحمد بْن محمد بْن العلائيّ، وآخرون.
قِدم هراة في سنة تسع وأربعمائة.
وقال مُؤْتَمَن بْن أحمد السّاجيّ: روى الحسين بن أحمد الصّفّار، عن
أبي علي محمد بْن محمد بْن يحيى القرّاب، عَنْ أَبِي عيسى هذا الكتاب،
فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزْديّ ونُظراؤه، فسمعت أبا عامر الأزديّ
يَقُولُ:
سمعتُ جدّي أبا منصور محمد بْن محمد يَقُولُ: اسمعوا، قد سمعنا هذا
الكتاب منذ سنين وأنتم تُساووننا فيه الآن. يعني لمّا سمعوا مِن
الجرّاحيّ.
قَالَ أبو سعدٍ السّمعانيّ [3] : توفّي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إنّ
شاء الله.
قَالَ: وهو صالح، ثقة.
47- عَبْد الرحيم بْن إلياس العُبَيْدي الأمير [4] .
قِيلَ: إنّه هلك في هذه السنة.
وقد مرّ سنة إحدى عشرة.
48- عبد الصّمد بْن الحَسَن بْن سلام البزّاز [5] .
بغداديّ، صدوق.
سَمِعَ: أحمد بْن سلمان النّجّاد.
وعنه: محمد بْن أحمد الأشنانيّ [6] .
__________
[1] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب.
[2] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب. والموجود: «الغورجكيّ» .
[3] في: الأنساب 3/ 214.
[4] تقدّمت ترجمته برقم (15) .
[5] انظر عن (عبد الصمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 1/ 45 رقم 5724.
[6] الأشناني: بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة، ونون.
(28/299)
49- عُبَيْد اللَّه بْن أحمد [1] .
أبو القاسم الحربيّ القزّاز.
سَمِعَ مِن: النّجّاد أيضًا.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ. وكان ثقة، يُقرئ القرآن ويصوم الدّهر.
50- عَليّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْن
عَبْدُوس [2] .
أبو الحسن الهمَدانيّ.
رحل، وسمع مِن: عليّ بْن عبد الرَّحْمَن البكّائيّ، والحسن بْن جعفر
الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورّاق.
وعنه: ابن ابن أخيه عَبْدُوس بن عبد الله بن محمد.
قَالَ شِيرَوَيْه: زاهد، عابد، صدوق.
- حرف الميم-
51- محمد بْن إبراهيم بْن حَوْلان [3] .
أبو بَكْر الحدّاد.
سَمِعَ: أبا جعفر بْن بُرَيْه، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
52- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن سليمان بْن كامل [4] .
أبو عَبْد الله البخاريّ غنجار. مصنّف «تاريخ بخارى» .
__________
[1] انظر من (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 382 رقم 5551.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن حولان) في:
تاريخ بغداد 1/ 416 رقم 418، والمنتظم 8/ 6 رقم 9.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد غنجار) في:
الأنساب 9/ 177، ومعجم الأدباء 17/ 213، 214، واللباب 2/ 390، والمنتخب
من السياق 45، 46 رقم 73، والعبر 3/ 108، والإعلام بوفيات الأعلام 173،
وتذكرة الحفّاظ 3/ 1052، وسير أعلام النبلاء 17/ 304، 305 رقم 184،
والوافي بالوفيات 2/ 60، وطبقات الحفّاظ 412، وكشف الظنون 1/ 286،
وشذرات الذهب 3/ 196، وهدية العارفين 2/ 61، ومعجم طبقات الحفّاظ 149
رقم 931، والأعلام 6/ 205، ومعجم المؤلّفين 9/ 7، وتاريخ التراث
العربيّ 1/ 571 رقم 10.
(28/300)
روى عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وسهل
بْن عثمان السُّلَميّ، وأبي عُبَيْد أحمد بْن عُرْوة الكَرْمينيّ،
ومحمد بْن حفص بْن أسْلَم، وإبراهيم بْن هارون المَلاحميّ، والحسن بْن
يوسف بْن يعقوب، وخلْق مِن أهل ما وراء النّهر.
ولم يرحل.
وكان من بقايا الحفّاظ بتلك الدّيار.
روى عَنْهُ: أبو المظفّر هنّاد بْن إبراهيم النَّسفيّ، وجماعة.
ولم تَبْلُغْنا أخباره كما ينبغي.
53- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن رَزْق بْن عبد الله بْن يزيد
البغداديّ [1] .
البزّاز المحدث أبو الحَسَن بْن رَزْقُوَيْه.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى الطائيّ، ومحمد
بْن البَخْتَرِيّ، وعليّ بْن محمد المصريّ، وعبد الله بْن عبد الرحمن
العسكريّ، وطبقتهم، ومن بعدهم.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ ثقة صدوقًا، كثير السَّماع والكتاب، حسن
الاعتقاد، مُديمًا لتلاوة القرآن.
بقى يُمْلي في جامع المدينة مِن بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل
وفاته بمُدَيْده. وهو أوّل شيخ كتبت عنه، وذلك في سنة ثلاث وأربعمائة،
مجلسًا.
وذلك بعد أن كُفّ بَصَرُهً. وسَمِعْتُهُ يقول: ولدت سنة خمس وعشرين
وثلاثمائة، وأوّل سماعي مِن الصّفّار سنة سبْعٍ وثلاثين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد البزّاز) في:
تاريخ بغداد 1/ 351، والسابق واللاحق 63، والمنتظم 8/ 4، 5، رقم 7،
والكامل في التاريخ 9/ 325، 326، والإعلام بوفيات الأعلام 173، ودول
الإسلام 1/ 246، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1052، وسير أعلام النبلاء 17/ 258،
259، رقم 155، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1358، والوافي
بالوفيات 2/ 60، والبداية والنهاية 12/ 12، والنجوم الزاهرة 4/ 256،
وشذرات الذهب 3/ 116، وديوان الإسلام 2/ 362 رقم 2031، وتاريخ التراث
العربيّ 1/ 376 رقم 306.
[2] في تاريخ بغداد 1/ 351.
(28/301)
وقال أبو القاسم الأزهريّ: أرسل بعض
الوزراء إلى ابن رَزْقُوَيْه بمالٍ فردّه تورُّعًا [1] .
وكان ابن رَزْقُوَيْه يذكر إنّه درس الفقه عَلَى مذهب الشّافعيّ [2] .
قَالَ الخطيب [3] : وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: والله ما أحبّ الحياة لكسْب
ولا تجارة، ولكن لذِكْر الحياة وللتحديث [4] .
وسمعتُ البَرْقانيّ يوثق ابن رَزْقُوَيْه [5] .
قلتُ: وروى عَنْهُ: أبو الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه، ومحمد بْن
عليّ الحندقوقي [6] ، وعبد العزيز بْن طاهر الزاهد، ومحمد بْن إِسْحَاق
الباقرحيّ، ونصر وعليّ ابنا أحمد بْن البَطَر، وعبد الله بْن عَبْد
الصّمد بْن المأمون، وأبو الغنائم محمد بْن أَبِي عثمان.
54- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن فارس بْن سهل [7] .
الحافظ أبو الفتح بْن أبي الفوارس، وهي كنيه سهل.
وُلِد ببغداد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ستّ وأربعين فما
بعدها مِن: أحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة، وجعفر بْن محمد الخُلْديّ،
ودَعْلَج بْن أحمد، وأبي بَكْر النّقّاش، وأبي عيسى بكّار بْن أحمد،
وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصّوافّ، وأَبِي بَكْر محمد
بْن الحَسَن بْن مقْسم، وخلْق كثير.
ورحل إلى البصرة وبلاد فارس وخُراسان. وكتب وصنّف.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 352، المنتظم 8/ 5.
[2] تاريخ بغداد 1/ 352، وقال ابن الأثير: «وكان فقيها شافعيا» .
(الكامل في التاريخ 9/ 325) .
[3] في: تاريخ بغداد 1/ 352.
[4] المنتظم 8/ 5.
[5] تاريخ بغداد 1/ 352، المنتظم 8/ 5.
[6] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب.
[7] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 352، 353، والمنتظم 8/ 5، 6 رقم 8، والكامل في التاريخ
9/ 326، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1053، 1054، وسير أعلام النبلاء 17/ 223،
224 رقم 133، ودول الإسلام 1/ 246، والعبر 3/ 109، والمعين في طبقات
المحدّثين 122 رقم 1359، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والوافي
وبالوفيات 2/ 60، 61، وشذرات الذهب 3/ 196، ومعجم المؤلّفين 9/ 14،
وتاريخ التراث العربيّ 1/ 376، 377 رقم 307.
(28/302)
قَالَ الخطيب [1] : وكان ذا حِفْظ ومعرفة
وأمانة، مشهورًا بالصّلاح، انتخب عَلَى المشايخ.
حدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو سعْد المالِينيّ.
وقرأتُ عَليْهِ قطعةً مِن حديثه، وكان يُملي في جامع الرّصَافة.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: روى عَنْهُ: أبو عليّ البنّاء، وأبو الحسين بْن المهتدي باللَّه،
ومالك بْن أحمد البانياسيّ، وآخرون.
قَالَ الحاكم: أوْل سماع ابن أَبِي الفوارس مِن أَبِي بَكْر النّجّاد.
55- محمد بْن جعفر [2] .
أبو عَبْد الله التّميميّ القَيْروانيّ، المعروف بالقّزاز.
شيخ اللُّغَة بالمغرب.
كَانَ لُغَويا، نحويًّا بارعًا، مَهيبًا عَنْد الملوك. وله شِعْر مطبوع
صنَّف كتاب «الجامع في اللُّغة» ، وهو كتاب كبير. يقال: إنّه ما صنَّف
في اللُّغة أكبر منه. وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل.
تُوُفّي بالقيروان.
56- محمد بْن الحَسَن بْن محمد [3] .
أبو العلاء البغداديّ الورّاق.
__________
[1] في: تاريخ بغداد 1/ 353.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
معجم الأدباء 18/ 105- 109، وإنباء الرواة 3/ 84- 87، والمحمّدون من
الشعراء 65، 66، ووفيات الأعيان 4/ 374- 3766، وتلخيص ابن مكتوم 196-
198، وسير أعلام النبلاء 17/ 326، 327 رقم 197، ومرآة الجنان 3/ 27،
والوافي بالوفيات 2/ 304، 305، وبغية الوعاة 1/ 71، وكشف الظنون 1/
576، و 1085 و 1434 و 1587 و 1808، وروضات الجنّات 178، وهدية العارفين
2/ 61، وإيضاح المكنون 1/ 50 و 2/ 101، 296، وأعيان الشيعة 44/ 156،
ومعجم المؤلّفين 6/ 299، والأعلام 6/ 299.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن الورّاق) في:
تاريخ بغداد 2/ 216 رقم 657، والمنتظم 8/ 6 رقم 10.
(28/303)
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى
بْن عُمَر الطّائيّ، وأحمد بْن كامل.
وبالبصرة: أحمد بْن أحمد بْن مَحْموَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب [1] : كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة. ذكر لي أنّه ولد في سنة
ثمان عشرة وثلاثمائة. وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
57- محمد بْن الحسين بْن موسى [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الأزْديّ أبًا، السُّلَميّ جَدًا، لأنّه سِبْط
أَبِي عَمْرو إسماعيل بْن بُجَيّر بْن أحمد بْن يوسف السُّلَميّ
النَّيْسابوريّ.
كَانَ شيخ الصُّوفيّة وعالمهم بخُراسان.
سَمِعَ مِن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن عليّ بْن حسْنُوَيْه
المقرئ، وأحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، ومحمد بْن أحمد بْن سَعِيد
الرّازيّ صاحب ابن وَارَة، وأبي ظَهير عَبْد الله بْن فارس العُمَريّ
البلْخيّ، ومحمد بْن المؤمْل الماسرجسيّ، والحافظ أبي عليّ الحسين بْن
محمد النَّيْسابوريّ، وسعيد بْن القاسم البردعيّ، وأحمد بن محمد بن
رميح النّسويّ، وجدّه أبي عمرو.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن موسى) في:
تاريخ بغداد 2/ 248، 249، رقم 717، والرسالة القشيرية 140، والأنساب 7/
113، والمنتظم 8/ 6 رقم 11، والكامل في التاريخ 9/ 326، واللباب 2/
129، والمختصر في أخبار البشر 2/ 160، ودول الإسلام 1/ 246، وسير أعلام
النبلاء 17/ 247- 255 رقم 152، والعبر 3/ 109، وميزان الاعتدال 3/ 523،
524، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1046، 1047، والمعين في طبقات المحدّثين 122
رقم 1360، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والوافي بالوفيات 2/ 380، 381،
ومرآة الجنان 3/ 26، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 143- 147،
والبداية والنهاية 12/ 12، 13، وطبقات الأولياء 313- 315، ولسان
الميزان 5/ 140، 141، والنجوم الزاهرة 4/ 256، وطبقات الحفّاظ 411،
وتاريخ الخلفاء 416، وطبقات المفسّرين للسيوطي 31، وطبقات المفسّرين
للداوديّ 2/ 137- 139، وكشف الظنون 42 وغيرها، وشذرات الذهب 3/ 196،
197، وهدية العارفين 2/ 61، وديوان الإسلام 3/ 95 رقم 1176، والأعلام
6/ 99، ومعجم المؤلّفين 9/ 258، ومعجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين 275
رقم 484.
وانظر مقدّمة كتابه: «طبقات الصوفية» لنور الدين شريبة.
(28/304)
وكان ذا عناية تامّة بأخبار الصُّوفيّة،
صنَّف لهم سُنَنًا وتفسيرًا وتاريخًا وغير ذَلِكَ.
قَالَ الحافظ عَبْد الغافر في تاريخه: أبو عَبْد الرَّحْمَن شيخ
الطّريقة في وقته، الموفّق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق
التّصوُّف، وصاحب التّصانيف المشهورة العجيبة في عِلم القوم. وقد
وَرِثَ التّصوُّف عَنْ أَبِيهِ، وجدَّه.
وجمع مِن الكُتُب ما لم يُسبق إلى ترتيبه، حتّى بلغ فهْرِست تصانيفه
المائة أو أكثر.
وحدَّث أكثَر مِن أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور،
ومرو، والعراق، والحجاز.
وانتخب عليه الحفاظ الكبار.
سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن
يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر
الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي،
وأبي بكر القطيعيّ.
وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قلَّ ما رَأَيْت مِن أصحاب
المعاملات مثل أَبِيهِ، وأمّا هُوَ فإنّه صنَّف في علوم التّصوُّف.
وسمع الأصمّ، وأقرانه.
وقيل: وُلِد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطّه عَنْ الصبْغيّ سنة
ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة.
قلتُ: وروى عَنْهُ أيضًا أبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر
البَيْهَقيّ، وأبو سَعِيد بْن رامش، وأبو بَكْر محمد بن يحيى
المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن سَعِيد التَّفْليسيّ، وأبو
بَكْر بْن خَلَف، وعليّ بْن أحمد المَدينيّ المؤذّن، والقاسم بْن الفضل
الثَّقَفيّ، وخلْق سواهم.
قال أبو القاسم القشيريّ: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ
سَأَلَ أبا عليّ الدّقّاق: الذكْرُ أتمُّ أم الفِكْر؟
(28/305)
فقال أبو عليّ: ما الَّذِي يُفَتح عليكم
به؟
فقال أبو عَبْد الرَّحْمَن: عندي الذَّكْر أتمّ من الفكر، لأنّ الحقّ
سبحانه يوصف بالَّذكْر ولا يوصف بالفِكْر. وما وُصف بِهِ الحقّ أتمُّ
ممّا أختصّ بِهِ الخَلْق.
فاستحسنه الأستاذ أبو عليّ رحمه الله.
قَالَ أبو القاسم: وسمعتُ الشَّيْخ أبا عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ:
خرجتُ إلى مَرْو في حياة الأستاذ أَبِي سهل الصُّعْلُوكيّ، وكان لَهُ
قبل خروجي أيّام الجمعة بالغَدَوات مجلس دَوْر القرآن يختم فيه،
فوجدتُهُ عند رجوعي قد رفع ذَلِكَ المجلس، وعقد لابن العُقابيّ [1] في
ذَلِكَ الوقت مجلس القول، والقولُ هُوَ الغناء، فداخَلَنِي مِن ذَلِكَ
شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختْم بمجلس القول.
فقال لي يومًا: أَيْش يَقُولُ النّاس لي؟
قلت: يقولون: رفع مجلسَ القرآن ووضعَ مجلس القَوْل.
فقال: مِن قَالَ لأستاذه لِمَ؟ لا يُفْلِح أبدًا.
وقال الخطيب في تاريخه [2] : قَالَ لي محمد بْن يوسف النَّيْسابوريّ
القطّان: كَانَ السُّلَميّ غير ثقة، وكان يضع للصُّوفيّة.
قَالَ الخطيب [3] : قدرُ أبي عَبْد الرَّحْمَن عند أهل بلده جليل، وكان
مع ذَلِكَ مجودًا، صاحب حديث. وله بنَيْسابور دُوَيْرة للصَّوفيّة.
قَالَ الخطيب [3] : وأنا أبو القاسم القُشَيْريّ قَالَ: كنتُ بين يدي
أَبِي عليّ الدّقّاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السّلميّ، وأنّه يقوم في
السَّماع موافقةً للفُقراء، فقال أبو عليّ: مثله في حالة لعلّ السّكون
أَوْلَى بِهِ. أ [4] مض إليه فستجده
__________
[1] في الأصل: «القعابي» بتقديم القاف على العين، ولم أجد هذه النسبة،
والموجود في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 146 «العقابي: نسبة إلى
العقابة، وهو بطن من حضرموت» .
[2] ج 2/ 248.
[3] في تاريخه 2/ 248.
[4] في تاريخه 2/ 248، 249.
(28/306)
قاعدًا في بيت كُتُبه، وعلي وجه الكُتُب
مجلَّدَة صغيرة مرّبعة فيها أشعار الحسين بْن منصور، فهاتها ولا تَقُلْ
لَهُ شيئًا.
قَالَ: فدخلتُ عَليْهِ، فإذا هُوَ في بيت كُتُبه، والمجلّدة بحيث ذكر
أبو عليّ. فلمّا قعدت أخذ في الحديث، وقال: كَانَ بعض النّاس يُنْكر
عَلَى واحدٍ مِن العلماء حَرَكَتَه في السّماع، فرئي ذَلِكَ الْإنْسَان
يومًا خاليا في بيتٍ وهو يدور كالمتوحّد، فسُئِل عَنْ حاله فقال: كانت
مسألة مشكلة عليَّ فتبيَّن لي أمرها، فلم أتمالك مِن السَّرور حتّى قمت
أدور. فقلْ لَهُ: مثل هذا يكون حالُهم.
فلمّا رَأَيْت ذَلِكَ منهما تحيَّرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا
الصْدق، فقلت: إنّ أبا عليّ وصفَ هذه المجلَّدة وقال: احملها إليَّ مِن
غير أن تُعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يُمكِنُني مخالفته، فأيش تأمُر؟
فأخرج أجزاءً مِن كلام الحسين بْن منصور، وفيها تصنيفٌ لَهُ سمّاه
«الصَّيْهُور في نَقْض الدُّهور» ، وقال: احمل هذه إِليْهِ.
قَالَ الخطيب [1] : تُوُفّي السُّلَميّ في شَعْبان.
قلتُ: كَانَ وافر الجلالة، لَهُ أملاك ورثها مِن أمّه، وورِثَتْها هي
مِن أبيها.
وتصانيفه يقال إنّها ألف جزء. وله كتاب سمّاه «حقائق التّفسير» ليته لم
يصنفْه، فإنّه تحريف وقَرْمَطَة، فدُونَك الكتاب فسترى العجب.
ورُويت عَنْهُ تصانيفه وهو حيّ.
وقع لي مِن عالي حديثه.
58- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [2] .
أبو الفَرَج الدّمشقيّ العابد المعروف بابن المعلّم الَّذِي بنى «كهف
جبريل» بجبل قاسيون.
حكى عَنْ: أَبِي يعقوب الأَذَرَعيّ، وعليّ بن الحسن بن طعّان.
__________
[1] في تاريخه 2/ 249.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن المعلم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 173، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 262،
263 رقم 329.
(28/307)
حكى عَنْهُ: عليّ والحسين ابنا
الحِنَّائيّ، وعليّ بْن الخَضِر السُّلَميّ.
قَالَ عَبْد العزيز بْن أحمد الكتّانيّ: توفّي شيخنا ابن المعلّم صاحب
الكهف، وكان عابدًا مُجاب الدعْوة، في ذي الحجّة سنة اثنتى عشرة.
قَالَ ابن عساكر: كَانَ قرابةً لنا.
59- محمد بْن عَبْد الواحد [1] .
صريع الدلاء [2] ، القصّار، وقتيل الغواشي.
ذكره ابن النّجّار فقال: بصْريّ سكن بغداد، وكان شاعرًا ماجنًا
مطبوعًا، الغالب عَلَى شِعْره الهَزْل والمُجُون، وديوانه مجلَّدة.
سافر إلى الشّام، وتُوُفّي بديار مصر.
ومن شِعْره قصيدته المقصورة:
قَلْقَلَ أحشائي تباريحُ الْجَويَ ... وبانَ صبْري حينَ حالفتُ الأسى
يا سادةً بانوا وقلبي عندهم ... مذ غبتم غاب عَنْ العين الكَرى
وإنْ تَغِبْ وُجُوهُكم عَنْ ناظري ... فذِكْرُكُم مستودعٌ طي الحشا
فسوف أسْلِي عنكُمُ [3] خواطري [4] ... بحُمُق [5] يَعْجَبُ منه من وعى
وطرف أنظمها مقصورة ... إذ كنت قصّارا صريعا للدّلا
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تتمّة يتيمة الدهر 22- 24 رقم 10، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 47/
607، ووفيات الأعيان 3/ 383، 384، والمختصر في أخبار البشر 2/ 152،
والعبر 3/ 110، وسير أعلام النبلاء 17/ 324- 326 رقم 196، وتاريخ ابن
الوردي 2/ 504، والوافي بالوفيات 4/ 61- 63، وفوات الوفيات 3/ 324-
426، والبداية والنهاية 12/ 13، وفيه «الدلال» بدل «الدلا» ، وعقود
الجمان للزركشي (مخطوط) 294، وحسن المحاضرة 1/ 562، وشذرات الذهب 3/
197، وديوان الإسلام 3/ 198 رقم 1317، وتاريخ الأدب العربيّ 2/ 64، 65،
والأعلام 6/ 254، ومعجم المؤلّفين 10/ 265.
وانظر: ديوان الصوري- دراسة نقدية لنا- نشرت في مجلة مجمع اللغة
العربية الأردني- العدد المزدوج 23- 24، سنة 1404 هـ. / 1984 م. ص 161.
[2] في الأصل: «الدلا» .
[3] في: سير أعلام النبلاء «عنهم» .
[4] في تتمة اليتيمة: «صابتى» .
[5] في تتمة اليتيمة: «بحمقة يعجب منها» .
(28/308)
مَن صفَع الناسَ ولم يَدَعْهُمُ [1] ...
أنْ يصفعُوهُ مِثْلَهُ قد [2] اعتدى
مَن لبس الكتّان في وسط الشّتا ... ولم يغطّ رأسَه شكى الهوى
وألف حَمْل مِن متاع تستر ... أنفع للمسكين من لفظ النّوى
والدّقن شَعْرٌ في الوجُوه نابِتٌ ... وإنّما الدُّبْرُ [3] الَّذِي
تحت الخُصَا [4]
والْجَوْزُ لا يؤكَلُ مَعَ قُشُوِرِه ... ويُؤْكَل التَّمْرُ الجديدُ
باللبا
مَن طَبَخَ الدّيكَ ولا يذبَحُهُ ... طار مِن القِدْرَ إلى حيث يشا [5]
والنّدّ لا يعدِلهُ في طِيبِه ... عند البُخُور أبدًا رِيحُ الخَرا
مَن دَخَلَتْ في عينه [6] مِسَلَّةٌ ... فاسأله [7] مِن ساعته كيف
العَمَا
مَن فاتَهُ العِلْمُ وأخْطَاهُ الغِنَى ... فَذَاكَ والكلْبُ عَلَى حدّ
سَوَى [8]
في أبيات [9] .
قَالَ أبو طاهر أحمد بْن الحَسَن الكُرْجيّ: مات صريع الدَّلاء القصّار
بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
وقال ابن عساكر [10] : صريع الدَّلاء بصْريّ، يحكي في شِعْره أصوات
الطُّيور [11] . وكان ماجنًا، قِدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصّوريّ
[12] بصيداء.
__________
[1] في تتمة اليتيمة: «ولم يمكنهم» .
[2] في الوافي بالوفيات، وفوات الوفيات: «إن يصفعوه فعليهم اعتدى» ،
وفي تتمة اليتيمة: «أن يصفعوه بدلا قد» .
[3] في الوافي بالوفيات، وفوات الوفيات: «الاست» .
[4] البيت في: البداية والنهاية، وحسن المحاضرة:
والذقن شعر في الوجوه طالع ... كذلك العقصة من خلف القفا
[5] هكذا في الأصل، والوافي بالوفيات، وفوات الوفيات.
وفي: سير أعلام النبلاء: «اشتهى» .
وفي: البداية والنهاية، وحسن المحاضرة: «انتهى» .
[6] في الأصل: «أدخلت في عينيه» .
[7] في: سير أعلام النبلاء: «فسله» .
[8] هكذا في الأصل، وفي: سير أعلام النبلاء «سوا» .
[9] انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 325، 326، وفوات الوفيات 3/ 424، 425،
والوافي بالوفيات 4/ 62، والبداية والنهاية 12/ 13، وحسن المحاضرة 1/
562، وبعضها وغيرها في: تتمة اليتيمة 23.
[10] في تاريخ دمشق 47/ 607.
[11] في تاريخ دمشق: «أصوات الطيور والطبول» .
[12] ستأتي ترجمته في وفيات سنة 419 هـ. من هذا الجزء.
(28/309)
حكى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب [1] .
ومن شِعره:
ومَن كَانَ مُستهترًا بالمِلاح ... وكان مِن الصُفْرَ صِفْرًا صُفِعْ
60- محمد بْن عُبَيْد الله بْن محمد بْن يوسف بْن حَجّاج [2] .
أبو الحَسَن البغداديّ الْجُبّائيّ [3] .
قَالَ الخطيب: سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وابن البَخْتَرِيّ، وعثمان
بْن السّمّاك، والنجاد.
كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة زاهدًا ملازما لبيته، حكى عَنْهُ ابن خُرَّزاذ
الورّاق جاره أنّه قَالَ: ما لمس كفّي كفّ امرأةٍ سوى أمّي.
تُوُفّي في رمضان وله خمسٌ وثمانون سنة، رحمه الله.
61- محمد بْن عُمَر [4] .
أبو الفَرَج بْن الخطّاب الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: حمزة بن محمد الكتّانيّ، والحسن بْن رَشِيق.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
62- مُنير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير [5] .
__________
[1] هو: الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحمد
بْن طلاب بن كثير، أبو نصر القرشي، الخطيب المولود بصيداء سنة 379
والمتوفّى بدمشق سنة 470 هـ. انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 163 رقم 507 وفيه مصادر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 336 رقم 838.
[3] في الأصل: «الحنائي» والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (منير بن أحمد) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) ص 17،
ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 145 رقم 196، والإكمال لابن ماكولا 7/ 293،
والعبر 3/ 110، وسير أعلام النبلاء 17/ 267 رقم 163، والإعلام بوفيات
الأعلام 173، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1052، وحسن المحاضرة 1/ 372، وشذرات
الذهب 3/ 197، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 377 رقم 309.
(28/310)
أبو العبّاس الْمَصْرِيّ الخشّاب المعدّل.
حدَّث عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي مطر الإسكندريّ، ومحمد
بْن الصَّمُوت، ومحمد بْن أحمد بْن عَبْد العزيز بْن أبي الأَصْبغ،
وأحمد بن سلمة بن الضّحّاك، وجماعة.
روى عنه: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وخَلَف بْن أحمد الحُوفيّ، وعليّ
بْن الحَسَن الخِلَعيّ، وآخرون.
وثقه ابن ماكولا [1] .
وقال الحبّال: كَانَ ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرت جنازته، وتوفّي في
حادي عشر ذي القعدة.
قلتُ: حديثه في «الخِلَعيّات» .
- حرف النون-
63- نصر بْن عليّ البغداديّ الطّحّان [2] .
عُرِف بابن عَلالة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. كتبنا عَنْهُ، عَنْ النّجّاد.
64- نصر بْن ناصر الدّولة سُبُكْتكين [3] .
الأمير أبو المظفَّر، أخو السّلطان محمود.
قدم نيسابور واليا سنة تسعين وثلاثمائة.
وصَحِب الأئّمة.
وسمع مِن: أَبِي عَبْد الله الحاكم، وغيره.
وبني [4] المدرسة السَّعيديّة، ووقفَ عليها الأوقاف، وعاد إلى غَزْنَة
وبها تُوُفّي في رجب. وكان مشكور الولاية.
__________
[1] في الإكمال 75/ 293.
[2] انظر عن (نصر بن علي) في:
تاريخ بغداد 13/ 301 رقم 7280.
[3] انظر عن (نصر بن ناصر الدولة) في:
المنتخب من السياق 463، 464 رقم 1579.
[4] في الأصل: «بنا» .
(28/311)
سنة ثلاث عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
65- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بْن ذَكْوان
[1] .
أبو العبّاس الأُمَويّ، قاضي الجماعة بقرطبة، وخطيبها.
ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصَّلاةَ سنة أربعٍ
وتسعين مُضافًا إلى القضاء. ثمّ صُرِف عَنْهُمَا في آخر سنة أربعٍ
وتسعين، وتولي ذَلِكَ أبو المطرف بْن فُطَيْس. ثمّ عُزِل ابن فُطَيْس
وأُعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلّدهما إلى أن عُزِل سنة إحدى وأربعمائة.
وامتُحن محنته المشهورة [2] ، وولي الوزارة مُضَافة إلى القضاء.
وطُلب بعد المحنة والنَّفْي إلى المغرب ليُوَلَّى القضاء، فلم يتولاه
[3] . ولم يقطع السلطان أمرًا دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم،
وأقربهم مِن الدّولة، وأعلاهم محلًا.
تُوُفّي في رجب، ورَثَتْه الشُّعراء، وشيّعه الخليفة يحيى بْن عليّ بْن
حمّود الإدريسيّ.
وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي بعده بعامٍ أخوه أبو حاتم، وكان من العلماء والرّؤساء [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن هرثمة) في:
جذوة المقتبس للحميدي 129، 130 رقم 223 وفيه: «أحمد بن عبد الله بن
هرثمة» ، والصلة لابن بشكوال 1/ 33 رقم 65 وفيه «عبدوس» بدل «عبيدوس» ،
وبغية الملتمس للضبّي 186 رقم 425، وترتيب المدارك 2/ 662- 667.
[2] جذوة المقتبس 33.
[3] هكذا في الأصل، والصواب: «فلم يتولّه» .
[4] وقال أبو الخيار الشنتريني الداوديّ: أبو العباس وما أبو العباس
نظر في الفقه على مذهب مالك
(28/312)
66- أحمد بْن أَبِي الهيثم عَبْد
الرَّحْمَن بْن عليّ [1] .
القاضي أبو عِصْمة الرَّقيّ الفقيه الحنفيّ.
قدم مصر من الرّقّة، فحدّث عَنْ: يونس بْن أحمد الرّافقيّ.
سَمِعَ منه سنة اثنتين وخمسين عَنْ هلال بْن العلاء.
أخذ عَنْهُ في هذا العام خَلَف بْن أحمد الحوفيّ.
67- أحمد بْن عليّ [2] .
أبو عليّ البهرَام زياري.
تُوُفّي بأسْتَرابَاذ.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ الحافظ.
68- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن كثير، أبو المظفَّر.
69- ومحمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم البهْراميّ، التّاجر.
70- ومحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن شاكر المالِينيّ، المؤدب.
71- وأبو دُلَف طاهر بْن محمد القَيْسيّ.
72- وأبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن حسين، التّاجر.
73- ومحمد بْن مظفّر الورّاق.
74- وعكّيّ بْن محمد العُقَبيّ.
هَؤلَاءِ السَّبعة سمعوا مِن حامد بْن محمد الرّفّاء، وهم هَرَوِيُّون.
وكانوا في هذا الوقت.
__________
[ () ] فأدرك طرفا منه، إلّا أنه لم يستجد في الحفظ، واكتسب بالدربة
الحدق في الحكومة. وكان مع ذلك صليبا فهما بعيدا من المداراة، حاد
بالناس إجلاله عن مذاكرته، فلاذوا من مناظرته، بالتسليم والموافقة،
وتحاموا السؤال منه وكان أكبر ما فيه عقله ورأيه. (ترتيب المدارك 2/
662، 663) .
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الهيثم) في:
بغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 1/ 157، 158، والطبقات السنيّة 1/ 436،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 308- 310 رقم 134.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
(28/313)
روى عَنْهُمْ شيخ الإسلام أبو إسماعيل
الهَرَويّ رحمه الله.
75- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حَسكان [1] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ الحذّاء الحنفيّ.
وُلِد سنة نيَّفٍ وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة مِن جماعة قبل
الأصمّ.
قَالَ أبو صالح المؤذّن. سمعتُ منه [2] وكان يغلط في حديثه ويأتي بما
لا يُتَابَع عَليْهِ.
قَالَ عَبْد الغفّار: وضاعت كُتُبه فأقتصر عَلَى الرّواية عَنْ الأصمّ
فمَن بعده [3] .
وهو جدّ شيخنا القاضي أَبِي القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله.
تُوُفّي في ربيع الآخر [4] . روى عَنْهُ حفيده شيخنا.
76- أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحُويْص [5] .
أبو الفوارس البُوشَنْجيّ [6] .
تُوُفّي في سلْخ صَفَر.
سَمِعَ: حامدًا الرّفّاء.
روى عَنْهُ: عطاء القرّاب، وشيخ الإسلام عَبْد الله الأنصاريّ، وقال:
هُوَ فقيه صالح، صدوق، واعظ.
77- إبراهيم بْن عليّ بْن تميم القَيْروانيّ الحُصْريّ [7] الشّاعر
المشهور.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق 85 رقم 187.
[2] في: المنتخب: «في شهور سنة ست عشر وأربع مائة» .
[3] المنتخب.
[4] وقع في: المنتخب: «سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة» .
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.
[6] البوشنجي: بضم الباء الموحّدة، وفتح الشين المعجمة، وسكون النون
وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من
هراة يقال لها بوشنك، (الأنساب 2/ 332، 333) .
[7] انظر عن (إبراهيم بن علي) في:
(28/314)
ابن خالة أَبِي الحَسَن الحُصْريّ.
لَهُ ديوان شعر، وكتاب «زهْر الأداب» ، وكتاب «المصُون في سرّ الهَوَى»
.
تُوُفّي بالقيروان.
ورّخه ابن الفَرَضيّ [1] .
78- إسماعيل بْن أحمد بْن محمد بْن بكران السُّلَميّ [2] .
أبو القاسم الأهوازيّ.
تُوُفّي بمصر، وقد حدَّث بها «بصحيح البخاريّ» عَنْ: أبي أحمد محمد بْن
محمد بْن مكّي الْجُرْجانيّ.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن الخِلَعيّ، وغيره.
قَالَ الحبّال: تُوُفّي في ربيع الأوّل.
79- إسماعيل بْن عليّ [3] .
أبو محمد بْن الخزّاز.
تُوُفّي بمصر في رمضان.
80- أميّة بن عبد الله الهمدانيّ المَيُورْقيّ [4] .
رحل إلى المشرق، ولقى بمكّة الأُسْيُوطيّ صاحب النَّسائيّ، وبمصر:
الحَسَن بْن رشيق، وأبا إِسْحَاق بْن شَعْبان.
وكان ذا فضلٍ وعفاف وستر.
توفّي فجأة في ذي القعدة. قاله أبو عَمْرو الدّانيّ.
__________
[ () ] معجم الأدباء 2/ 94- 97، ووفيات الأعيان 1/ 15، 16، وكشف الظنون
785، 957، 1712، 1983، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 247- 249، ومعجم
المؤلّفين 1/ 64.
[1] هكذا في الأصل، ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد
السلام تدمري» :
هذا وهم، فابن الفرضيّ توفي سنة 403 هـ. فكيف يؤرّخ للحصريّ وقد توفّي
بعده بعشرة أعوام.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] لم أقف على مصدر لترجمته.
[4] الميورقيّ: بالفتح ثم الضمّ، وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان،
وقاف نسبة إلى جزيرة في شرقيّ الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها
منورقة، بالنون. (معجم البلدان 5/ 246) .
(28/315)
- حرف الباء-
81- بشر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بِشْر [1] .
القُهُنْدُزي [2] الخُراسانيّ.
أبو القاسم.
- حرف الجيم-
82- جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن الحُسين بْن إِسْحَاق
بْن جعفر الصّادق [3] .
النّقيب أبو عَبْد الله العَلَويّ الحسيني الإسحاقيّ الحلبيّ. ولي
نقابة حلب بعد أَبِيهِ الشّريف أَبِي إبراهيم.
وكان أديبًا شاعرًا. كَانَ «عزيز الدّولة» فاتك يحبّه ويُجِلُّه. وله
في فاتك مدائح.
تُوُفّي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهْد، الا أنّه كَانَ شيعيّا
مِن كبار الإماميّة.
ذكره ابن أبي طيِّئ [4] .
- حرف الحاء-
83- حسّان بْن الحَسَن اللحْيانيّ [5] .
القطّان.
حدّث بمصر.
84- الحسين بن الحسن [6] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] القهندزيّ: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي
آخرها الزاي، نسبة إلى قهندز: بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة
المسوّرة. (معجم البلدان 10/ 274) .
[3] لم أقف على مصدر لترجمته.
[4] فقدت جميع مؤلّفاته ولم تصلنا.
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.
[6] لم أقف على مصدر لترجمته.
(28/316)
أبو عليّ المعدنيّ اللّوّاز [1] ، صاحب
الفقّاع.
قَال أبو إِسْحَاق الحبّال: رَجُل صالح، تُوُفّي في ربيع الآخر.
سَمِعَ مِن: حمزة، وابن رشيق.
85- الحسين بْن بقاء بْن محمد [2] .
أبو عبد الله الْمَصْرِيّ الخشّاب.
روى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام.
روى عَنْهُ: خلف الحوفي، وغيره.
حدَّث في هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
86- حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزّجّاج [3] .
أبو نصر الهمدانيّ المحدّث.
روى عَنْ: أحمد بْن محمد بْن مِهرْان، وأحمد بْن محمد بْن هارون
الكرابيسيّ، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلويه، وأبي زرعة
أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همدان، وخراسان.
روى عنه: أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيرا، وجماعة.
قال شيرويه: وثنا عَنْهُ: محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، ويوسف الخطيب،
وغيرهما. وكان ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن.
سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزّجّاج يقرأ عَلَى المشايخ وربّما كَانَ
نائمًا، ويقرأ عليه مستويا لحِفْظه ومعرفته بالأسانيد والمُتون.
تُوُفّي في عَشْر ذي القعدة، وصلى عَليْهِ محمد بْن عيسى.
قلتُ: شيخه الكرابيسيّ سَمِعَ مِن أَبِي مسلم الكجّيّ، وجماعة.
__________
[1] اللّوّاز: بفتح اللام، وتشديد الواو، وفي آخرها الزاي، نسبة إلى
بيع اللوز. (الأنساب 11/ 34) .
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] انظر عن (حمد بن عمر) في:
تذكرة الحفّاظ 3/ 1055، وسير أعلام النبلاء 17/ 342 رقم 211.
(28/317)
- حرف الراء-
87- رفاعة بْن الفَرَج القُرَشيّ [1] .
أبو الوليد القُرْطُبيّ.
كَانَ واسع الرّواية.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن سَعِيد الصَّدفيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: حفيده محمد بْن سَعِيد بْن رفاعة.
وعاش تسعين سنة.
- حرف السين-
88- سَعِيد بْن سَلَمَة بن عبّاس بن السَّمْح [2] .
أبو عثمان القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وأبي محمد الباجيّ، وأبي
الحَسَن الأنطاكيّ، وجماعة.
وكان فاضلًا عاقلًا ضابطًا يَؤُمّ بجامع قُرْطُبَة.
وكانت كُتُبه في غاية الصّحّة، وحضر جنازته المعتلي باللَّه يحيى بْن
عليّ.
89- سلطان الدّولة [3] .
أَبُو شجاع بْن بهاء الدّولة أَبِي نصر بْن عَضُد الدّولة بْن بُوَيْه.
ولى السَّلطنة وهو صبيّ لَهُ عشْر سِنين بعد أَبِيهِ، وبُعِثت إِليْهِ
خِلَع المُلْك مِن جهة الخليفة إلى شيِراز. وقدم بغداد في أثناء
سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عاما وخمسة أشهر.
__________
[1] انظر عن (رفاعة بن الفرج) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 185، 186 رقم 424.
[2] انظر عن (سعيد بن سلمة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 215، 216 رقم 485.
[3] انظر عن (سلطان الدولة) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 326، والمنتظم 8/ 17، والكامل في التاريخ 9/ 241،
293، 305، 310، 318، 327، 337، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 180،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 155، ونهاية الأرب 26/ 249، والعبر 3/ 111،
ودول الإسلام 1/ 246، وسير أعلام النبلاء 17/ 345- 347 رقم 214، وتاريخ
ابن الوردي 2/ 508، وتاريخ ابن خلدون 4/ 470- 474، والنجوم الزاهرة 4/
261.
(28/318)
وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة [1] .
- حرف الصاد-
90- صَدَقَة بن محمد بن أحمد بن محمد بن عَبْد المُلْك [2] .
أبو القاسم الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الدَّلَم.
سَمِعَ مِن: أَبِي سَعِيد بْن الأَعْرابيّ، وعثمان بْن محمد الذّهبيّ،
والحسين بْن حبيب الحصَائريّ، وأبي الطّيّب بْن عَبَادِل، وخَيْثَمَة
بْن سليمان.
روى عَنْهُ: عَبْد الرّحيم بْن أحمد البخاريّ، وعليّ بْن الخَضر
السُّلَميّ، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين
بْن صَدَقَة الشّرابيّ.
قَالَ الكتانيّ: كَانَ ثقة مأمونا، مضى على سداد. وتوفّي في جُمَادَى
الآخرة [3] .
قلت: كَانَ أسنَد مِن بقي بدمشق، ومات في عَشْر المائة.
- حرف الطاء-
91- طاهر بْن أحمد [4] .
أبو الفَرَج الإصبهانيّ.
__________
[1] جاء في (المنتظم 8/ 17) : «توفي بشيراز عن اثنتين وثلاثين سنة
وخمسة أشهر» .
وفي (الكامل في التاريخ 9/ 337) : «وكان عمره اثنتين وعشرين سنة وخمسة
أشهر» .
وفي (نهاية الأرب 26/ 249) : «وكان عمره اثنين وثلاثين سنة وخمسة أشهر»
.
وقد وقع في المطبوع: «اثنين وثلاثة (!) سنة» ، وهو خطأ.
[2] انظر عن (صدقة بن محمد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 38 رقم 29، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) .
3/ 565 و 17/ 542 و 43/ 363، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 414، والعبر 3/ 112،
وسير أعلام النبلاء 17/ 266، 267 رقم 162، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1055،
وشذرات الذهب 3/ 198، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
2/ 361، 362 رقم 696، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور
الوسطى (تأليفنا) 248.
[3] تاريخ دمشق 17/ 542.
[4] انظر عن (طاهر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 358 رقم 4924.
(28/319)
قَالَ الخطيب: لقيته بسواد دُجَيْل، فروى
لي أحاديث سمعها مِن الطبَرانيّ. وذلك في هذه السنة.
- حرف العين-
92- العبّاس أبو الفتح الحمراويّ [1] .
يُعرف بمولى الخادم.
قَالَ الحبّال: عنده عَنْ الآجُريّ، وغيره.
حضرتُ جنازته في ربيع الأوّل، يعني بمصر.
93- عَبْد الله بْن أحمد بْن إسماعيل الفقيه [2] .
أبو سهل النَّيْسابوريّ الحَرَضيّ الزّاهد الصُّوفيّ.
قَالَ عَبْد الغافر: هُوَ عديم النّظير في طريقته وزُهْده وفضله، وحفظ
التّجملُّ في الفقر وترك الادّخار. وكان يلقّن.
حدّث عَنْ: يحيى بْن منصور القاضي، وأبي محمد الكَعْبيّ، وأبي عليّ
الحافظ النَّيْسابوريّ، وطبقتهم.
وكان يمتنع مِن الرّواية خُمُولًا وديانة.
تُوُفّي في عاشر شّوال.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن أبي مُحَمَّد الْقُرَشِيّ.
94- عبد الله بْن محمد بْن المَرْزُبان بْن مَنْجوَيْه الإصبهاني [3] .
شيخ متعبد، صحب الصّالحين والعُبّاد بإصبهان ونَيْسابور مثل: إبراهيم
النَّصْراباذيّ، وعُبَيْد الله بْن محمد البُسْتيّ.
وسمع من: أبي أحمد العسّال، والطّبرانيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة.
مات في أوّل ربيع الأول.
قاله أبو نعيم.
__________
[1] لم أقف على مصدر لترجمته.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن إسماعيل) في:
المنتخب من السياق 274 رقم 894.
[3] انظر عن (عبد الله بن المرزبان) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 98.
(28/320)
95- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن إبراهيم
[1] .
أبو القاسم القزويني الصُّوفيّ الخبّاز.
قَالَ الخطيب: قِدم علينا حاجّا، فحدَّثنا عَنْ أبي الحَسَن عَليّ بْن
إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ القَطَّان [2] ، وغيره.
وحدَّثني أبو عَمْرو المرْوَزيّ أنّ أهل قَزْوين يضعّفونه في روايته
عَنْ أَبِي سَلَمَة [3] .
96- عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ محمد الحضْرميّ [4] .
الأديب أبو القاسم الإشبيليّ، المعروف بابن شِبْراق.
قَالَ أبو عَبْد الله الخَوْلانيّ: كَانَ نبيلًا، شاعرًا مُفْلِقًا.
كَانَ ينشدني أشعاره.
وصنَّف كتابًا في الأخبار.
وقال الحُمَيْديّ [5] : كنيته أبو المطرف.
عُمر طويلًا.
97- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أحمد بْن حبيب القاضي [6] .
أبو زيد النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأحمد بن محمد بن بالويه، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 140، 141.
[2] أخبر عنه في جامع قزوين سنة 410 هـ. (التدوين 3/ 141) .
[3] التدوين 3/ 141.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله الحضرميّ) في:
جذوة المقتبس للحميدي 276 رقم 606 وفيه: «عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجحّاف المعافري القاضي
ببلنسية من أعمال شرق الأندلس، كنيته: أبو المطرّف، من أهل بيت علم
ورياسة، يتداولون القضاء هنالك» ، وهدية العارفين 1/ 515، ومعجم
المؤلفين 5/ 150.
[5] في الجذوة.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 302 رقم 997، وسير أعلام النبلاء 17/ 238 رقم 144
وفيه قال محقّقه بالحاشية: «لم نعثر له على مصادر ترجمة» .
(28/321)
روى عنه: أبو بكر البيهقيّ، والقشيريّ،
وأبو بَكْر بْن خَلَف، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور.
وكان إمامًا مدرَّسًا [1] .
98- عَبْد الرحمن بْن مروان بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
أبو المطرف الأنصاري القَنَازعيّ القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ.
سَمِعَ مِن: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي بَكْر محمد بْن السُّلَيْم
القاضي، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، وطبقتهم.
وأخذ القرآن عَنْ: أَبِي الحَسَن عليّ بْن محمد الأنطاكيّ، وأبي عَبْد
الله بْن النُّعْمان، وأصْبَغ بْن تمّام.
ورحل سنة سبْعٍ وستّين، فسمع «المدّونة» [3] بالقَيْروان عَلَى هبة
الله بْن أَبِي عُقْبة التّميميّ.
وأكثر بمصر عَنْ الحَسَن بْن رشيق.
وذكر عَنْ ابن رشيق أنّه روى عن سبعمائة محدّث.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «كان كثير الشيوخ، صحيح السماع، عقد له
مجلس الإملاء فأملى في داره سنين» .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن مروان) في:
جذوة المقتبس للحميدي 278، 279 رقم 616، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/
726، 728، وفيه «عبد الرحمن بن هارون» ، والصلة لابن بشكوال 2/ 322،
324، وبغية الملتمس للضبيّ 371 رقم 1042، والمغرب في حلى المغرب 1/
166، 167، والعبر 3/ 112، وسير أعلام النبلاء 17/ 342، 343 رقم 212،
والديباج المذهب 1/ 485، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 380، وطبقات
المفسّرين للسيوطي 18، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 287، 288، وشذرات
الذهب 3/ 198، وهدية العارفين 1/ 16، وشجرة النور الزكية لمخلوف 1/
111، 112، ومعجم المؤلّفين 5/ 194، 195.
[3] المدوّنة: أول كتاب شامل لفروع الفقه المالكي ومسائله مع الاستدلال
بالأحاديث وفتاوى الصحابة وأعمالهم وفتاوى التابعين وأقوال السلف.
ألّفه الإمام سحنون بن سعيد التنوخي المتوفى سنة 240 هـ. وأصبح عمدة
المذهب المالكي في بلاد المغرب ومرجع علمائه. (انظر عن المدوّنة في:
مدرسة الحديث في القيروان، للحسين بن محمد شواط، ج 2/ 942 وما بعدها) .
(28/322)
وكتب القَنَازعيّ بمصر أيضًا عَنْ
الموجودين.
وحجَّ فأخذ في الموسم عن أبي أحمد الحسين بن عليّ النّيسابوريّ.
وأخذ عن ابن أبي زيد جملةٌ مِن تواليفه.
وقدم قُرْطبَة فأقبل على الزُّهْد والانقباض، ونشر العلم، وأقرأ
القرآن.
وكان عالمًا عاملًا فقيهًا حافظًا ورعًا متقشّفا قانعا باليسير، فقيرا
دؤوبا عَلَى العلم، كثير الصّلاة والتَّهَجُّد والصّيام، عالمًا
بالتّفسير والأحكام، بصيرًا بالحديث، حافظًا للرأي.
لَهُ مصنَّفٌ في الشُّروط وعِلَلها، وصنَّف شرحًا للموطّا. وكان لَهُ
معرفة باللَغة والأدب.
وكان حسن الأخلاق، جميل اللّقاء. عرض عَليْهِ السّلطان الشُّورَى
فأمتنع [1] .
قَالَ محمد بْن عَتّاب: والقَنَازِعيّ منسوب إلى صنْعته [2] ، خيرٌ
فاضل.
تُوُفّي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وقال ابن حَيّان: كَانَ زاهدًا مجاب الدّعوة. امتُحِن بالبربر أوَّل
ظهورهم محنةً أوْدَت بماله. وكان أقرأ مَن بقي. وله في «الموطّأ» تفسير
مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن.
روى عَنْهُ: ابن عَتّاب، وأبو عمر بْن عَبْد البَرّ.
99- عَبْد الصّمد بْن محمد بْن نُجَيْد البَغَويّ [3] .
أبو القاسم.
تُوُفّي بيغ في ربيع الأوّل.
100- عَبْد العزيز بْن جعفر بن إسحاق بن محمد بن خواستى [4] .
__________
[1] ترتيب المدارك 2/ 727، 728.
[2] هكذا في الأصل وكتاب الصلة لابن بشكوال 2/ 324، أما في: طبقات
المفسّرين للداوديّ 1/ 288: القنازعي نسبة إلى ضيعة من بلاد المغرب.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (عبد العزيز بن جعفر) في:
(28/323)
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ.
المقرئ النَّحْويّ. شيخ معمَّر، وُلِد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي بكر محمد بن عبد الرّزّاق بْن داسة، وإسماعيل بْن محمد
الصَّفّار، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي عُمَر الزّاهد، وأبي بَكْر
محمد بْن الحَسَن النّقّاش، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم.
وجَّودَ القرآن مِرارًا برواية أبي عَمْرو بْن العلاء عَلَى عَبْد
الواحد المذكور.
وقرأ لابن كثير وابن عامر عَلَى النّقّاش.
وتلا عَليْهِ بهذه الثّلاث روايات أبو عَمْرو الدّانيّ، وأسندها عَنْهُ
في «التَّيْسير» . وسمع منه الحديث.
وروى عَنْهُ أيضًا: أبو الوليد بْن الفَرَضيّ، وذكر أنّه لِقَيه بمدينة
التّراب مِن الأندلس.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ إنّه تُوُفّي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين
وتسعين سنة.
قَالَ: ودخل الأندلس تاجرًا سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان
خيرًا فاضلًا صَدُوقًا ضابطًا. كَانَ يُعرف بابن أَبِي غسّان.
قَالَ لي: أذكر اليوم الَّذِي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن عَلَى
أَبِي بَكْر النّقّاش في حدود سنة أربعين. ولازَمْتُه مدّة، وكان أسمح
الناس وأسخاهم. وسمعت مصنَّف أَبِي دَاوُد مِن ابن داسَة بالبصرة في
سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. واختلفتُ إلى أَبِي سَعِيد السيرافيّ
وقرأتُ عَليْهِ «مختصر الجرميّ» و «التّصريف» للمازنيّ، وعدّة كتب.
قلت: وهذا كَانَ أسند مِن بالأندلس في زمانه، ولكنْ ضيّعه أهلُ الأندلس
ولم يعرفوا قدْرَه ولا ازدحموا عَليْهِ لقلّة اعتنائهم بالعلوّ.
__________
[ () ] الصلة لابن بشكوال 2/ 375، والعبر 3/ 112، وسير أعلام النبلاء
17/ 351، 352 رقم 219، وغاية النهاية 1/ 392، وشذرات الذهب 3/ 198.
(28/324)
101- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَن [1] .
أبو مروان العبْسيّ الإشبيليّ.
عالم وَرِع، فاضل، متّسع الرّواية.
عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وحارث بْن مَسْلَمَة.
أجاز لابن خَزْرج في شوّال مِن السُّنَّة، وتُوُفّي بعد ذَلِكَ بأشهرٍ.
102- عُبَيْد الله بْن محمد بْن محمد بْن عليّ [2] .
أبو محمد الصّرّام النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور.
103- عليّ بْن الحَسَن الإبْريسَميّ [3] .
سَمِعَ مِن: الإسماعيليّ، وأبي زُرْعَة، والتّميميّ.
104- عليّ بْن عيسى بْن سليمان اصفروخ [4] .
أبو الحسن الفارسيّ الشّاعر، المعروف بالسُّكَّريّ، نزيل بغداد.
كان يعرف القراءات والكلام، وفنون الأدب.
لَهُ ديوان شِعْر كبير عامّته في الرّدّ عَلَى الرافضة، وكان أشعريا
[5] .
105- عليّ بن هلال [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 27.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الأبريسميّ: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح
السين، وفي آخرها الميم. هذه اللفظة لمن يعمل الإبريسم والثياب منه
ويبيعها ويشتغل بها. (الأنساب 1/ 116) .
[4] انظر عن (علي بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 17 رقم 6378، والمنتظم 8/ 10، 11 رقم 17، والكامل في
التاريخ 9/ 329، والمختصر في أخبار البشر 2/ 154، والبداية والنهاية
12/ 5، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336.
[5] قال ابن الأثير: شاعر السّنّة، ومولده ببغداد في صفر سنة سبع
وخمسين وثلاثمائة، وكان قد قرأ الكلام على القاضي أبي بكر بن
الباقلّاني، وإنّما سمّي شاعر السّنّة لأنه أكثر مدح الصحابة، ومناقضات
شعراء الشيعة.
[6] انظر عن (علي بن هلال) في:
الهفوات النادرة 310، والمنتظم 8/ 10 رقم 16، ومعجم الأدباء 15/ 120-
134، والكامل
(28/325)
أبو الحَسَن، صاحب الخطّ المنسوب، المعروف
بابن البّواب.
قَالَ أبو الفضل بْن خيْرون: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة ثلاث
عشرة، وكان مِن أهل السُّنَّة.
وقال أبو عَبْد الله بْن النّجّار في تاريخه: أبو الحسن ابن البوّاب
مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيان، صحب أبا الحسين بْن سمعون، وقرأ الأدب
عَلَى أَبِي الفتح بْن جِنّيّ، وسمع مِن أبي عُبَيْد المَرْزُبانيّ.
وكان يعبّر الرُّؤْيا، ويقصّ عَلَى النّاس بجامع المنصور. وله نظْمٌ
ونثْر. انتهت إِليْهِ الرئاسة في حُسْن الخطّ.
وقال ابن خلّكان [1] : أوّل مِن نقل هذه الطّريقة مِن خط الكوفيّين أبو
عليّ بْن مُقْلَة، وخطّه عظيم، لكنّ ابن البوّاب هذَّب طريقة ابن
مُقْلَة ونقَّحها، وكساها طَلاوة وبَهْجة. وشيخُهُ في الكتابة أبو عبد
الله محمد بْن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة.
وكان ابن البوّاب يذهَّب إذهابا فائقًا، وكان في أوّل أمره مزوقًا
يُصور الدُّور فيما قِيلَ. ثمّ أَذهْبَ الكُتُب. ثمّ تعاني الكتابة
ففاق فيها عليّ الأوّلين والآخرين، ونادم فَخْر المُلْك أبا غالب.
وقيل: إنّه وعظ بجامع المنصور.
ولم يكن لَهُ في عصره ذاك النَّفَاق الَّذِي لَهُ بعد موته. لأنّه
وُجِد بخطّه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق
لَهُ بشيء لا يساوي
__________
[ () ] في التاريخ 9/ 324، 325، وفيه: «وقيل كان مولده سنة 413 هـ.» .
ومعجم الألقاب للفوطي 4/ 734، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 180،
ووفيات الأعيان 3/ 342- 344، والمختصر في أخبار البشر 2/ 152 وفيه
وفاته سنة (412 هـ.) ، ودول الإسلام 1/ 246، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1056،
والإعلام بوفيات الأعلام 173، والعبر 3/ 113، وسير أعلام النبلاء 17/
315- 320 رقم 192، والبداية والنهاية 12/ 14، 15، والوافي بالوفيات 22/
290- 295 رقم 218، وريحانة الأدب 7/ 422، وتاريخ ابن الوردي 1/ 334،
وصبح الأعشى 3/ 13، والنجوم الزاهرة 4/ 257، 258، وتاريخ الخلفاء 416،
والكنى والألقاب للقمّي 1/ 234، ومفتاح السعادة 1/ 85، 86، وشذرات
الذهب 3/ 199، وديوان الإسلام 1/ 347 رقم 543، وهدية العارفين 1/ 687،
وتاريخ الأدب العربيّ 4/ 331، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 103.
[1] في وفيات الأعيان 3/ 342.
(28/326)
دينارين. وقد بَسَطَ القول فيها نحو
السّبعين سطرًا. وقد بيعت بعد ذَلِكَ بسبعة عشر دينارًا إماميّة [1] .
ولابن البوّاب شِعْر وترسل يدّل على فضله وأدبه وبلاغته.
وقيل: إنّ بعضهم هجاه بقوله:
هذا وأنت ابن بوّاب وذُو عَدَم ... فكيف لو كنتَ ربَّ الدّارِ والمالِ
[2] ؟
وقال أبو عليّ الحسن بن أحمد بن البنّاء: حكى لي أبو طاهر بْن الغباريّ
أن أبا الحسن ابن البّواب أخبره أنّ ابن سَهْلان استدعاه، فأبي
المُضِيَّ إليه. وتكرّر ذَلِكَ.
قَالَ: فمضيتُ إلى أبي الحَسَن بْن القزوينيّ وقلتُ: ما يُنطقه الله
بِهِ أفعله.
قَالَ: فلمّا دخلتُ إليه قَالَ لي: يا أبا الحَسَن اصدُقْ والْقَ مِن
شئت.
قَالَ: فَعُدتُ في الحال، وَإِذَا على بابي رسل الوزير. قَالَ: فمضيت
معهم فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحَسَن ما أخَّرك عنّا؟ فاعتذرت
إِليْهِ.
ثمّ قَالَ: قد رأيتُ منامًا. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات مِن القرآن.
فقال: رضيت. ثمّ قَالَ: رَأَيْت كأنّ الشّمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في
حَجْري.
قَالَ: وعنده فرح بذلك: كيف يجتمع لَهُ المُلْك والوزارة. قلتُ: قَالَ
الله تعالى: وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنْسانُ
يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لا وَزَرَ 75: 9- 11 [3] . وكررتُ
عَليْهِ هذه ثلاثا.
قَالَ: فدخل حُجرة النّساء. وذهبت. فلمّا كَانَ بعد ثلاثة أيّام
انحَدَرَ إلى واسط عَلَى أقبح حال. وكان قتْله هناك.
ولأبي العلاء المعريّ:
__________
[1] في معجم الأدباء 95/ 121، 122: «وبلغني أنها بيعت مرة أخرى بخمسة
وعشرين دينارا» .
[2] البيت في: معجم الأدباء 15/ 125، والنجوم الزاهرة 4/ 258.
[3] سورة القيامة، الآيات 9- 11.
(28/327)
ولاح هِلالٌ مثل نُونٍ أجادَها ... بَذوْب
[1] النَّضَار الكاتبُ ابن هلال [2]
وقال أبو الحَسَن محمد بْن عَبْد المُلْك الهمْدانيّ في تاريخه [3] :
تُوُفّي أبو الحسن ابن البوّاب صاحب الخطّ الحَسَن في جُمَادَى الأولى،
ودُفِنَ في جوار تُرْبة أحمد، يعني ابن حنبل. وكان يقصّ بجامع المدينة.
وجعله فخر المُلْك أحد نُدمائه لمّا دخل إلى بغداد. ورثاه المرتضي
بقوله:
رُدَّيْتَ يا ابن هلالِ والرَّدَى عَرَضٌ ... لم يُحْمَ منْهُ عَلَى
سُخْطٍ لَهُ البَشَرُ
ما ضَرَّ فَقْدُكَ والأيّامُ شاهدةٌ ... بأنّ فضلك فيها [4] الأنْجُمُ
الزُّهُرُ
أغَنَيْت في الأرضِ والأقوامِ كلّهم ... مِن المحاسن ما لم يُغْنِهِ
المَطَرُ
فللُقُلوب الّتي أبْهَجْتَها حَزَنٌ ... وللعُيُون [5] الّتي
اقْرَرْتَها سَهَرُ
وما لِعَيْشٍ وقد [6] ودَّعته أرَجٌ ... ولا لليلٍ وفد [6] فارَقتَه
سَحَرُ
وما لنا بعدَ أنْ أضْحتْ مَطَالِعُنا ... مَسْلُوبةً مِن أوضاح [7] ولا
غُرَرُ [8]
وحدَّث أبو غالب محمد بْن أحمد بْن بِشْران الواسطيّ: حدَّثني محمد بْن
عليّ بْن نصر الكاتب: حدَّثني أبو الحَسَن بْن عليّ بْن هلال ابن
البوّاب، فذكر حكايةً مضمونُها أنّه ظفر في خزانة بهاء الدّولة
بَربْعةٍ ثلاثين جزءًا جلدًا مِن جزء مِن الرَّبْعة فجلّده به، وجلد
الجزء الَّذِي قلع عَنْهُ بجلد جديد حَتَّى بقي ذلك الجزء الجديد
الكتابة لا يعرفه حُذَّاق الكتّاب مِن الرَّبْعَة.
ومن شِعْر ابن البوّاب:
فَلَوَ أنّي أَهْدَيْتُ ما هُوَ فَرْضٌ ... للرّئيس الأَجَلٌ مِن
أمثالي
لَنَظَمْتُ النُّجُومَ عِقْدًا إذا رصَّعَ ... غيري جواهرا بلآلي
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 17/ 318 «بماء» .
[2] البيت في: معجم الأدباء 15/ 128.
[3] لعلّ قوله في الجزء الثاني من «تكملة تاريخ الطبري» المفقود حتى
الآن.
[4] في معجم الأدباء: «فيه» ، وكذا في: الوافي بالوفيات 22/ 293.
[5] في الديوان «بالعيون» ، وفي: البداية والنهاية: «حرق وللعيون» .
[6] في معجم الأدباء: «آنا» في الموضعين.
[7] هكذا في الأصل ومعجم الأدباء. وفي سير أعلام النبلاء: «أوضاع» .
[8] الأبيات في: ديوان الشريف المرتضى 2/ 18، ومعجم الأدباء 15/ 134.
(28/328)
ثمّ أهديتُها إليه وأقْرَرْتُ ... بعجزي في
القَوْل والأفعالِ
غير أنّي رَأَيْت قدْركَ يعلو ... عَنْ نظيرٍ ومُشَبَّه ومثالِ
فتفاءلتُ في الهديّة بالأقلام ... عِلْمًا مني بِصدْق الفالِ
فاعتقِدْها مفاتحَ الشّرق والغرب ... سريعًا والسّهل والأجبال
فاخَتبرْها مُوَقعًا برسوم ... البِر والمَكْرُمَات والأفْعالِ
وابْقَ للمجد صاعد الجدّ عزّا ... والأَجَلّ الرّئيس نَجْم المعالي
وحقوقُ العبيدِ فرض على السّادة ... في كلّ مرسم للمعالي
وحياةُ الثناء تَبْقَى عَلَى الدّهر ... إذا ما انقضت حياة [1] المالِ
[2]
في أبياتٍ أخرى.
وقال أبو بَكْر الخطيب: ابن البوّاب، صاحب الخطّ. كَانَ رجلًا دينًا لا
أعلمه روى شيئًا مِن الحديث.
قَالَ ابن خلّكان [3] : روى ابن الكلبيّ والهيثم بْن عَدِيّ أنّ الناقل
للكتابة العربية مِن الحِيرة إلى الحجاز حَرْبُ بْن أُمَيَّة، فقيل
لأبي سُفْيان: ممّن أخذ أبوك الكتابة؟
فقال: مِن ابن سدرة. وأخبره أنه أخذها مِن واضعها مرامر بن مُرَّة.
قَالَ: وكان لحِمْيَر كتابة تُسَمَّى المُسند، وحروفها متّصلة. وكانوا
يمنعون العامّة تعلُّمها. فلمّا جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن مِن
يقرأ ويكتب.
قلتُ: وهذا فيه نظرٌ، فإنّ اليمن كَانَ بها خَلْقٌ مِن أهل الكتاب
يكتبون بالقلم بالعِبْرانيّ.
إلى أن قَالَ: فجميع كتابات الأمم اثنا عشر كتابة وهي العربيّة،
والحِمْيَريّة، واليونانيّة، والفارسيّة، والسُّرْيانيّة، والعبرانيّة،
والرُّوميّة، والقِبْطّية، والبربريّة، والأندلُسيّة، والهنديّة،
والصّينيّة.
__________
[1] في الأصل: «حيوة» .
[2] انظر أغلب الأبيات في: الوافي بالوفيات 22/ 294.
[3] في: وفيات الأعيان 3/ 344.
(28/329)
فخمسٌ منها ذهبت: الحِمْيَريّة،
واليونانيّة، والقبطيّة، والبربريّة، والأندلسيّة.
وثلاثٌ لا تُعرف ببلاد الإسلام: الصّينيّة، والرُّوميّة، والهنديّة.
- حرف الميم-
106- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد [1] .
أبو الفضل الجاروديّ [2] الهَرَويّ الحافظ.
سَمِعَ: أبا عليّ حامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بْن عبد الله
السَّليطيّ، وأبا إِسْحَاق القرّاب والد الحافظ أَبِي يعقوب، وعبد الله
بْن الحسين النَّضْري والمَرْوزِيّ، وسليمان بْن أحمد الطَّبرانيّ،
ومحمد بْن عليّ بْن حامد، وإسماعيل بن بجير السّلميّ، وأحمد بن محمد بن
سَلَمْوَيْه النَّيْسابوريّ، وعمر بْن محمد بْن جعفر الأهوازي
البَصْري، وجماعة كثيرة بنَيْسابور، والرَّيّ، وهمدان، وإصبهان،
والبصرة، وبغداد، والحجاز.
روى عَنْهُ: أبو عطاء المَليحيّ، وشيخ الإسلام عبد الله بْن محمد
الأنصاري، والهَرَويُّون.
وكان شيخ الإسلام إذا روى عنه يقول: ثنا إمام أهل المشرق أبو الفضل.
قَالَ أبو النَّضْر [3] الفاميّ: كَانَ عديم النّظير في العلوم خصوصًا
فيعلم الحِفظ والتّحديث، وفي التَّقَلُّل مِن الدّنيا، والاكتفاء
بالقوت، وحيدا في الورع.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الجارودي) في:
الأنساب 3/ 159، واللباب 1/ 249، 250، والعبر 3/ 114، وسير أعلام
النبلاء 17/ 384- 386 رقم 245، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم
1361، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1054- 1056، والإعلام بوفيات الأعلام 173،
والوافي بالوفيات 2/ 61، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 115، 116،
وطبقات الحفّاظ 413، وشذرات الذهب 3/ 199.
[2] الجارودي: نسبة إلى الجارود، وهو اسم لبعض أجداده. (الأنساب) .
[3] في الأصل، وتذكرة الحفّاظ، وطبقات الشافعية الكبرى «أبو النصر»
بالصاد المهملة، والصواب ما أثبتناه.
(28/330)
وقد رَأَى بعض النّاس رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم فأوصاه بزيارة قبر
الجاروديّ.
وقال: إنّه كَانَ فقيرًا سُنّيا.
وقال بعضهم: هُوَ أوّل مَن سنّ بهَرَاة تخريج الفوائد وشرْح الرجال
والتّصحيح.
وقال ابن طاهر المقدسيّ: سمعتُ أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد
الْأَنْصَارِيّ يَقُولُ: سمعتُ الجاروديّ يَقُولُ دخلت إلى الطّبرانيّ
فقرّبني وأدناني، وكان يتعسّر عليَّ في الأخذ، فقلت له: أيّها الشّيخ،
تتعسّر عليّ وتبذل للآخرين.
قال: لأنّك تعرف قدر هذا الشّأن.
تُوُفّي الجاروديّ في الثّالث والعشرين من شوّال سنة ثلاث عشرة.
107- محمد بْن أحمد بْن يوسف [1] .
أبو بَكْر البغداديّ الصّيّاد.
سمع: أبا بَكْر الشّافعيّ، وابن خلاد النَّصيبيّ، ومحمد بْن أحمد بْن
محرم، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان
السّقطيّ البصريّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة صدوقًا. انتخب عليه ابن أبي
الفوارس.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وكان مولده في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
108- محمد بْن أحمد بْن زكريا [3] .
النَّيْسابوريّ الزاهد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 1/ 378 رقم 338، والمنتظم 8/ 11 رقم 19.
[2] في تاريخه.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/331)
109- محمد بْن إبراهيم بْن ماهان [1] .
أبو بَكْر الفقيه.
سَمِعَ بُبخارى مِن: خَلَف الخيّام.
110- محمد بْن طلحة بْن محمد بْن عثمان [2] .
أبو الحَسَن النَّعَاليّ [3] .
مِن محدَّثي بغداد.
قَالَ الخطيب [4] : كَانَ يكتب معنا، ويتتبّع الغرائب.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بْن كوثر البَرْبَهاريّ،
وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي.
كتبت عنه، وكان رافضيا. وسمعت الأزهريّ يَقُولُ إنه سمعه يلعن معاوية
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
111- محمد بْن محمد بن النّعمان البغداديّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن طلحة) في:
تاريخ بغداد 5/ 383، 384، والأنساب 12/ 114، واللباب 3/ 231، والمغني
في الضعفاء 2/ 595 رقم 5651، وميزان الاعتدال 3/ 588 رقم 7717، ولسان
الميزان 5/ 212 رقم 732، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس)
166، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 378 رقم 310.
[3] النّعاليّ: بكسر النون وفتح العين المهملة وفي آخرها اللام. نسبة
إلى عمل النعال وبيعها.
(الأنساب) .
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن النعمان) في:
ديوان الصوري 1/ 414، والفهرست لابن النديم 226، ورجال الطوسي 514 رقم
124، والفهرست للطوسي 190، 191 رقم 710، وتاريخ بغداد 3/ 231، وتاريخ
حلب للعظيميّ 325، والمنتظم 8/ 11، 12 رقم 20، والكامل في التاريخ 9/
329 وفيه: «أبو عبد الله بن المعلّم» ، والمختصر في أخبار البشر 2/
154، ورجال الحلّي 147 رقم 45، ودول الإسلام 1/ 249، والعبر 3/ 114،
وسير أعلام النبلاء 17/ 344، 345 رقم 213، والإعلام بوفيات الأعلام
173، وميزان الاعتدال 4/ 30 رقم 8143، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336، وعيون
التواريخ (مخطوط) ج 12 ق 2/ 55، والوافي بالوفيات 1/ 116، ومرآة الجنان
3/ 28، والبداية والنهاية 12/ 15، 16، ولسان الميزان 5/ 368 رقم 1196،
والنجوم الزاهرة 4/ 258، وشذرات الذهب 3/ 199 و 220، والرجال للنجاشي
283- 287، ومجمع الرجال للقهپائي
(28/332)
ابن المعلّم، المعروف بالشّيخ المفيد.
كَانَ راس الرّافضة وعالمُهُم. صنَّف كُتُبًا في ضَلالات الرّافضة، وفي
الطَّعْن عَلَى السَّلَف.
وهلك في خلق حتّى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه.
وقد ذكره ابن أبي طيِّئ في «تاريخ الشّيعة» [1] فقال: هُوَ شيخ مشايخ
الطّائفة، ولسان الإماميّة ورئيس الكلام والفِقْه والْجَدَل.
كَانَ أوحد في جميع فنون العلوم، الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة
الرّجال، والقرآن، والتّفسير، والنَّحْو، والشَّعْر. ساد في ذَلِكَ
كله. وكان يُناظر أهلَ كلّ عقيدة، مَعَ الجلالة العظيمة في الدّولة
البويهيّة، والرّتبة الجسمية عند الخُلفاء العباسيّة.
وكان قويّ النَّفْس، كثير المعروف والصَّدَقة، عظيم الخُشوع، كثير
الصلاة والصَّوم، يلبس الخَشِن مِن الثّياب. وكان بارعًا في العِلْم
وتعليمه، ملازمًا للمطالعة والفكْرة. وكان مِن أحفظ النّاس.
ثمّ قَالَ: حدَّثني رشيد الدّين المازندرانيّ: حدَّثني جماعة ممّن
لقيت، أنّ الشّيخ المفيد ما ترك كتابا للمخالفين إلا وحَفِظه وباحَثَ
فيه، وبهذا قدر عَلَى حلّ شُبَه القوم.
وكان يَقُولُ لتلامذته: لا تضجروا مِن العِلْم، فإنّه ما تعسَّر إلا
وهان، ولا يأبى إلّا ولان. لقد أقصد الشّيَخ مِن الحَشويّة،
والْجَبْريّة، والمعتزلة، فأذّل لَهُ حتى أخذ منه المسألة أو اسمع منه.
__________
[6] / 33- 38، وروضات الجنات 563- 570، وهدية العارفين 2/ ج 61، 62،
وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 186، 187، والذريعة إلى
تصانيف الشيعة 2/ 209، وأعيان الشيعة 46/ 20- 26، ومنهج المقال للميرزا
محمد 317، 318، وتنقيح المقال للمامقاني 3/ 180، 181، وإتقان المقال في
أحوال الرجال لمحمد نجف 131، وكشف الظنون 71، وفوائد الرضوية للقمي
628، وإيضاح المكنون 1/ 37، 70، 150، 155، 160، 206، 207، 216، 311،
370، 553، 556، 569 و 2/ 95، 124، 135، 185، 195، 270، 274، 323، 341،
357، 361، 375، 408، 429، 477، 490، 531، 558، 697، 651، 675، 693،
ومعجم المؤلّفين 11/ 206، 207.
[1] لم يصلنا هذا الكتاب ولا غيره من مؤلّفات ابن أبي طيِّئ.
(28/333)
وقال آخر: كَانَ المفيد مِن أحرص النّاس
عَلَى التّعليم. وإن كَانَ لَيَدُور عَلَى المكاتب وحوانيت الحاكة،
فيلمح الصّبيّ الفطن، فيذهب إلى أَبِيهِ وأمّه حتّى يستأجره، ثمّ
يعلّمه. وبذلك كثُر تلامذته.
وقال غيره: كَانَ الشّيخ المفيد ذا منزلةٍ عظيمةٍ مِن السّلطان، ربمّا
زاره عضُد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول لَهُ: اشفَعْ تشفع.
وكان يقوم لتلامذته بكلّ ما يحتاجون إِليْهِ.
وكان المفيد رَبْعَةً، نحيفًا، أسمر. وما استغلق عَليْهِ جوابُ معاندٍ
إلا فزعَ إلى الصّلاة يسأل الله فييسّر لَهُ الجواب.
عاش ستّا وسبعين سنة، وصنَّف أكثر مِن مائتي مصنَّف.
وشيّعه ثمانون ألفًا. وكانت جنازته مشهودة [1] .
112- محمد بْن الفضل [2] .
أبو بَكْر المفسّر.
تُوُفّي ببلْخ.
113- محمد بْن عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن رزين [3] .
أبو عَبْد الله الباشانيّ [4] الهَرَويّ.
تُوُفّي في شوّال.
114- محمد بْن منصور بْن عليّ [5] .
أبو طاهر البغداديّ، الشّاعر الأديب المعروف بالقطّان، المقرئ.
__________
[1] وانظر عنه في ترجمة (عبيد الله بن عبد الله الخفّاف) الآتية في هذا
الجزء برقم (200) .
[2] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
حلية الأولياء 10/ 232، 233 رقم 563، وتاريخ بغداد 13/ 341، واللباب 1/
478، والجواهر المضية 2/ 115، وطبقات المفسّرين للسيوطي 38، وطبقات
المفسّرين للداوديّ 2/ 222، 223 رقم 559، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/
137، والطبقات السنية 100.
[3] لم أجد له مصدرا.
[4] الباشاني: بفتح الباء الموحّدة والشين المعجمة. نسبة إلى باشان وهي
قرية من قرى هراة.
(الأنساب 2/ 38) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/334)
صاحب رسالة «التّبيين في أُصُول الدّين» .
رواها عَنْهُ: أبو الحسين بْن المهتدي باللَّه، ووالد أَبِي الحسين بْن
الطُّيُوريّ.
وروى عَنْهُ مِن شِعْره أبو الفضل محمد بْن المهْديّ في مشيخته.
وذكر أنّه مات في هذا العام.
115- محمود بْن عُمَر بْن جعفر بْن إِسْحَاق [1] .
أبو سهل العُكْبَريّ.
فارسيّ الأصل، سكن بغداد.
وحدَّث عَنْ: أحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل بْن زياد، وأبي بَكْر
النّقّاش.
قَالَ الخطيب [2] : كتبتُ عَنْهُ، وذكره لي أحمد بْن عليّ البادا فقال:
أدام الصّيام ثلاثين سنة، وليس هُوَ في الحديث بذاك، لأنّه روى كتاب
«القناعة» لابن أبي الدّنيا، عَنْ شيخٍ لم يسمع منه، والشيخ عليّ بْن
الفَرَج.
- حرف الواو-
116- ولاد بن عليّ [3] .
أبو الصّهباء التّميميّ الكوفيّ.
أبو الصهباء التّميميّ الكوفيّ.
قِدم بغداد، وحدث عن: محمد بن علي بن دحيم الشيباني.
روى عنه: الخطيب.
__________
[1] انظر عن (محمود بن عمر) في:
تاريخ بغداد 13/ 95 رقم 7082، وميزان الاعتدال 4/ 78 رقم 8368، ولسان
الميزان 6/ 3، 4 رقم 5.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (ولّاد بن علي) في:
تاريخ بغداد 13/ 522 رقم 7343.
(28/335)
سنة أربع عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
117- أَحْمَد بْن الْحسَن بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [1] .
أبو عَبْد الله المقرئ الهمَدانيّ، إمام الجامع. ويُعرف بالصّائغ.
روى عَنْ: أَبِي جعفر بْن بَرزة، والفضل الكِنْديّ، وأحمد بْن الحَسَن
بْن ماجه، وأبي القاسم عَبْد الرحيم بن الحسن بن عبيد، ومخلد بْن جعفر
الباقَرْحِيّ، وعبيد الله بْن أحمد بْن البوّاب، والحسين بْن محمد بْن
عُبَيْد العسكريّ الدّقّاق، وأبي الفتح محمد بْن الحسين الأزْديّ.
روى عَنْهُ: حمْد بْن سهل، وأبو الحَسَن بْن حُمَيْد، ومحمد بْن ينال
الصُّوفيّ.
قَالَ شِيرَوَيْه الحافظ: ونبا عَنْهُ يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين
الصُّوفيّ، وكان ثقة صدوقًا فاضلًا.
مات في المحرَّم وصلى عَليْهِ ابنه طاهر.
118- أحمد بْن الحَسَن الدّمشقيّ الورّاق [2] .
حدَّث عَنْهُ: عليّ بْن أبي العَقِبَ، وغيره بديار مصر.
تُوُفّي في صفر.
روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد الحوفي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو عَبْد
الله القُضَاعيّ.
119- أحمد بْن زيدان [3] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن زيدان) في: غاية النهاية 1/ 54، 55 رقم 336.
(28/336)
أبو العبّاس المقرئ.
قَالَ الدّانيّ: بغداديّ، اقرأ النّاسَ ببيت المقدس.
أخذ القراءة عَنْ أبي بكر بن مجاهد، وهو الَّذِي لقنه القرآن.
توفي سنة أربع عشرة، وعمر، ونيف على المائة. قاله لي مَن قرأ عَليْهِ
مِن المغاربة مِن أصحابنا.
120- أحمد بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن قَبِيصَة [1] .
أبو حامد المُولْقَابَاذيّ [2] .
حدَّث عَنْ: أبي العبّاس الصبغيّ، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزديّ،
وأبي عمرو بن مطر.
ومات في ربيع الآخر [3] .
روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره [4] .
121- أحمد بن محمد بن سليمان [5] .
أبو حامد البشري [6] الهروي العدل.
سمع: محمد بن أحمد بن قريش المروروذي الذي يروي عَنْ عثمان بْن سَعِيد
الدّارِميّ، وأبا عليّ الرّفّاء.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو عطاء المليحيّ، ومحمد بْن
الفضلويّ.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
المنتخب من السياق 83 رقم 181.
[2] المولقاباذي: بضم الميم وسكون الواو واللام، وفتح القاف، والباء
المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى
مولقاباذ وهي محلّة كبيرة على طرف الجنوب من نيسابور ويقال لها
ملقاباج. (الأنساب 11/ 527) .
[3] وكانت ولادته سنة 342 هـ.
[4] قال عبد الغافر: «ثقة، كان يسكن محلّة بمولقاباذ، وإليه تنسب
الخانقاه بها وبيته بيت العدالة والحديث» .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] ضبطت النسبة في الأصل بفتح وكسر الباء الموحّدة.
(28/337)
وقيّده ابن نُقْطة بكسر الباء وسكون
المثلَّثة.
122- إسماعيل بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
الرَّحْمَن السَّرْخَسِيّ الهَرَويّ [1] .
أبو محمد القّراب.
المقرئ العابد أخو الحافظ إِسْحَاق.
كَانَ إمامًا في عدّة علوم، صنَّف التّصانيف، وكان قدوةً في الزُّهْد.
سَمِعَ: أحمد بْن محمد بْن مقْسم ببغداد، وأبا بَكْر الإسماعيليّ
بجُرْجان، ومنصور بْن العبّاس بهَرَاة.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام، وأهل هَرَاة.
وله مصنَّف في مناقب الشّافعيّ، وكتاب «درجات التّائبين» .
قَالَ الحافظ يوسف بن أحمد الشّيرازيّ: كان في عدّةٍ مِن العلوم
إمامًا، منها الحديث. والقراءات، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب. وله
تصانيف كلّها في غاية الحُسْن. وله كتاب «الجمع بين الصحيحين» .
وكان في الزُّهْد والتَّقلُّل مِن الدّنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير.
فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقا. كان الصّيت إذا ذاك ليحيى بْن عمّار.
وكذا قَالَ أبو النّضر الفاميّ في تاريخه، وأكثر.
قَالَ أَبُو عَمْرو بْن الصلاح: رَأَيْت كتابه «الكافي فِي علم
القراءات» فِي عدة مجلدات. وهو كتاب ممتع مشتمل على علم كثير.
وقال في «مناقب الشّافعيّ» : لقيتُ جماعةً مِن أصحاب ابن سُرَيجُ.
وكان القرّاب قد تفقّه عَلَى الدّاركيّ عَبْد العزيز ببغداد.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن أبي إسحاق) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 379- 381، رقم 240، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 3/ 115، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 309، 310، وغاية النهاية
1/ 160، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 179 رقم 136، والأعلام 1/
103، وكشف الظنون 599 و 745 وفيه «إسماعيل بن أحمد بن الفرات» وهو وهم،
و 1022، 1379، 1839، وهدية العارفين 1/ 209، ومعجم المؤلّفين 2/ 256.
(28/338)
قلت: مات في شَعْبان مِن السُّنَّة.
ومن شيوخه: محمد بْن عَبْد الله الشّيرازيّ، وأبو عَمْرو بْن حمدان،
وعلي بْن عيسى العاصميّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، ومَخْلَد بْن جعفر
الباقَرْحِيّ، وبِشْر بْن أحمد الإسْفرائينيّ.
روى كتابه في «درجات التّائبين» عُمَر بْن كرم الديَنَوريّ بسماعه مِن
أَبِي الوقْت السجْزيّ، قَالَ: أَنَا أَبُو عطاء عَبْد الأعلى بْن عبد
الواحد بْن أحمد المُلَيْحي، عَنْهُ.
- حرف الباء-
123- بديع [1] .
فتي القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عَنْ مولاه.
روى عَنْهُ: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو سعد إسماعيل السّمّان.
وثقه الكتّانيّ.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
- حرف التاء-
124- تمّام بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْن
عَبْد الله بْن الجنيد [2] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (تمّام بن محمد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 34 و 37 رقم 18، و 198، وشرح
السّنّة للبغوي 5/ 443، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 48 و 38/ 5
و 43/ 572، وبتحقيق دهمان 10/ 441، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 58 و 3/ 342،
343، والإعلام بوفيات الأعلام 173، والعبر 3/ 115، والمعين في طبقات
المحدّثين 122 رقم 1362، ودول الإسلام 1/ 247، وتذكرة الحفّاظ 3/
12056- 1058، وسير أعلام النبلاء 17/ 289- 292 رقم 177، والوافي
بالوفيات 10/ 397، ومرآة الجنان 3/ 29، والمقفّى للمقريزي (مخطوط) 4/
174، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي 108، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 413،
وشذرات الذهب 3/ 200، وكشف الظنون 1296، وهدية العارفين 1/ 375، وإيضاح
المكنون 2/ 208، وديوان الإسلام 2/ 3 رقم 564، والرسالة المستطرفة 71،
والأعلام 2/ 70، ومعجم المؤلّفين 3/ 93، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 378،
379 رقم 312، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
(28/339)
الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين
البَجَليّ الرّازيّ ثم الدّمشقيّ، المحدَّث.
وُلِد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وسمع مِن: أَبِيهِ، وخَيْثَمَة بْن سليمان، وأحمد بْن حَذْلَم القاضي،
وأبي الميمون راشد، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن فَضَالة، والحسن بْن
حبيب الحصائريّ، وأبي يعقوب الأذرعيّ، ومحمد بْن حُمَيْد الحَوْرانيّ،
وخلْق كثير.
خرَّج عَنْهُمْ في فوائده.
وقرأ القرآن عَلَى أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
روى عَنْهُ: عَبْد الوهاب الكِلابيّ أحد شيوخه الصَّفّار، وأبو الحسين
المَيْدانيّ، والحسن بْن عليّ الأهوازيّ، والحسن بْن عليّ اللّبّاد،
وعبد العزيز الكتّانيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، وأحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَن الطّرائفيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي أستاذنا تمّام الحافظ لثلاثٍ خَلَوْن مِن
المحرَّم سنة أربع عشرة.
قَالَ: وكان ثقة، ولم أر أحفظ منه في حديث الشّامييّن [1] .
وقال أبو عليّ الأهوازيّ: ما رَأَيْت مثله في معناه. كَانَ عالمًا
بالحديث ومعرفة الرّجال [2] .
وقال أبو بَكْر الحدّاد [3] : ما لقينا مثل تمّام في الحِفْظ والخير.
- حرف الحاء-
125- الحَسَن بْن الفضل بْن سَهْلان [4] .
__________
[2] / 37، 38 رقم 359، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور
الوسطى (تأليفنا) 203.
وانظر: الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام للدوسري- ج 1/ 9 وما
بعدها.
[1] تاريخ دمشق 10/ 441.
[2] تاريخ دمشق 10/ 441.
[3] تاريخ دمشق 10/ 441.
[4] انظر عن (الحسن بن الفضل) في:
(28/340)
الوزير أبو محمد.
ولي وزارة العراق لسلطان الدّولة بْن عضُد الدّولة بعْد فخر المُلْك.
فكان ضعيف الصّناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشًا. ربما وثب
ولَكَم بيده، ولكنّه يندم.
وكان فيه شجاعة وهَيْبَة وسخاء. انفحم المفسدون وانقمعوا بِهِ، فلم
تطُلْ دولتُهُ، وكانت شهرين ونصف، وتُوُفّي.
126- الحسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حَلْبَس [1] .
أبو عَبْد الله المخزوميّ الغَضَائريّ [2] البغداديّ.
سَمِعَ: محمد بْن يحيى الصُّوليّ، وإسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن
البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، والنجاد.
قَالَ الخطيب [3] : كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة فاضلًا.
مات في المحرَّم.
قلتُ: وقع لنا جزء مِن حديثه عَنْ جماعة عَنْ الهمَدانيّ، عَنْ
السلَفيّ، عَنْ أبي عَبْد الله الثقفيّ، عَنْهُ.
وروى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وعبّاس بْن أحمد بْن بكر ابن الهاشميّ، وابن
المهتدي باللَّه.
وأمّا:
- الغَضَائريّ [4] ، شيخ الشّيعة، فقد مرّ سنة إحدى عشر.
__________
[ () ] المنتظم 8/ 13 رقم 21 وفيه «الحسين» ، والكامل في التاريخ 9/
318، ونهاية الأرب 26/ 247، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، وتاريخ
ابن الوردي 1/ 331، والبداية والنهاية 12/ 16.
[1] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 34، والأنساب 9/ 155، 156، والمنتظم 8/ 14 رقم 23،
والعبر 3/ 116، وسير أعلام النبلاء 17/ 327، 328 رقم 199، وشذرات الذهب
3/ 200.
[2] الغضائري: بالغين والضاد المعجمتين، نسبة إلى الغضارة، وهو إناء
يؤكل فيه الطعام.
[3] في تاريخ بغداد 8/ 34.
[4] هو: أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم، تقدّمت ترجمته
برقم (13) في هذا الجزء.
(28/341)
127- الحسين بن عبد الله بن محمد بن
إِسْحَاق بْن أَبِي كامل الأَطْرَابُلُسيَ القَيْسي [1] .
البصْريّ الأصل، العدل.
روى عن: أَبِيهِ، وعن: خال أبيه خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب
الأَذْرعيّ، وأبي الميمون بْن راشد، ومحمد بْن إبراهيم السّرّاج نزيل
القدس.
وسمع بمصر: عَبْد الله بْن الورد، وجماعة.
انتقي عَليْهِ خَلَف الواسطيّ.
وحدَّث عَنْهُ: طراد بْن الحسين بْن حمدان، ومحمد بْن عليّ الصُّوريّ،
وعبد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو
الحَسَن أحمد بْن أَبِي الحديد، وأبو الحَسَن بْن صَصْرَى، وجماعة.
وتُوُفّي بأطْرابُلُس.
وكان قد حدَّث قبل موته بدمشق.
وثقه أبو بَكْر الحدّاد [2] .
128- الحسين بْن عليّ بْن عبيد الله [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 38، 186، 192، 193، 196، 200،
204، 205، والجزء الباقي من الفوائد المخرّجة لأحمد بن عبد الواحد
السلمي (مخطوط بالظاهرية) (مجموع 80) 26 ب و 27 أ، والتفضيل للكراجكي 7
و 13 (طبعة طهران 1370 هـ.) ، وموضّح أوهام الجمع 2/ 317، 318،
والأنساب المتفقة لابن القيسراني 11، والأنساب لابن السمعاني 1/ 300،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 6/ 97 و 10/ 304 و 11/ 2 و 20/ 236 و
36/ 390، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 305، ومعجم البلدان 1/ 217 و 2/ 190،
257، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 106، والتكملة لكتاب الصلة لابن
الأبّار 599 (طبعة مدريد 1889) ، والعبر 3/ 116، وسير أعلام النبلاء
17/ 339 رقم 207، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1057، وملخّص تاريخ الإسلام
(مخطوط) 7/ 74 أو 79 ب و 89 أو 97 أ، ونفح الطيب 3/ 360، وشذرات الذهب
3/ 200، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 146- 150
رقم 486، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى
(تأليفنا) 220، 221.
[2] تاريخ دمشق 10/ 304.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في:
غاية النهاية 1/ 245، 246 رقم 1116.
(28/342)
أبو عليّ الرَّهاويّ المقرئ.
قرأ القرآن لابن عامر عَلَى: أحمد بْن محمد الإصبهاني.
وقرأ عَلَى غيره.
وله مصنَّف في القراءات.
وحدَّث عَنْ: أحمد بْن صالح البغداديّ.
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس.
وحكى عَنْهُ: عبد العزيز الكتّانيّ.
وتوفّي في رمضان.
129- الحُسَين بْن محمد بْن الحسين بْن عَبْد الله بْن صالح بْن شعيب
بْن منجَوَيْه الثَّقَفيّ [1] .
أبو عَبْد الله الديَنَوريّ.
توفّي في ربيع الآخر بنيسابور.
روى عن: هارون بْن محمد العطّار، وأبي بَكْر بْن السُّنّيّ، وبرهان
الصُّوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن محمد بْن حَبْش المقرئ، وعبد الله بْن
عبد الرَّحْمَن الدّقّاق الدّينَوِرِيَّيْن، وأبي الحسين أحمد بْن جعفر
بْن حمدان الديَنَوريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن جعفر بْن حمدان
القَطِيَعيّ، وعيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ، وإسحاق بْن محمد النعَاليّ،
وخلْق مِن الهمْدانيّين، وغيرهم.
روى عَنْهُ: جعفر الأَبْهَري، وعبد الرحمن بْن أبي عَبْد الله بن منده،
وسعد بن حمد، ووالداه سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القومسانيّ،
وأحمد وعبد الله ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ، وأبو غالب بْن
القصّار، وأبو الفتح ابن عَبْدُوس، وأبو نصر أحمد بْن محمد بْن صاعد،
وعلي بْن أحمد بْن الأخرم، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى
المُزَكّيّ، ومكّيّ بْن محمد بْن دُلَيْر، وأحمد بْن الحسين القرشيّ،
وآخرون.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
المنتخب من السياق 193، 194 رقم 556، والعبر 3/ 116 وفيه تصحّف
«منجويه» إلى «تتحويه» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 383، 384 رقم 244،
وتبصير المنتبه 3/ 1084، وشذرات الذهب 3/ 200 وفيه «فتحويه» وهو تصحيف،
وديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 271 رقم 2031، ومعجم المؤلّفين 4/ 49.
(28/343)
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، صدوقًا كثير
الرواية للمناكير، حسن الخطّ، كثير التّصانيف.
ودخل همدان فقيرًا فجمعوا لَهُ وداسوه، ثمّ خرج إلى نَيْسابور ووقع
لَهُ بها حِشْمة جليلة.
وحدَّث عَنْهُ: أبو إسحاق الثّعلبيّ المفسّر.
وقد تكلَّم فيه أَبُو الفضل بْن الفَلَكِي، وقال: ما سَمِعَ مِن
عُبَيْد الله بْن شنبة. فخرج لذلك مِن همدان ساخطًا، فتبِعَه ابن
الفَلَكيّ ورجع عَنْ مقالته، واعتذر منه، فما قبل عُذْره، وكان يدعو
عَلَى ابن الفلكيّ [1] .
130- الحسين بن محمد بن الحسن [2] .
أبو عبد الله الصُّوريّ [3] النَّحْويّ الضّرّاب.
حدَّث عَنْ: يوسف المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرّحيم الْبُخَارِيّ.
وكان شيخ صور في العربيّة، والفقه.
- حرف السين-
131- سُخْتِكِين شهاب الدّولة [4] .
ولي أمرة دمشق للظّاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ فاضل كثير الحديث، كثير الشيوخ،
كثير التصانيف الحسنة والمعرفة بالحديث. روى الحديث نحوا من أربعين سنة
... وكان من ثقات الرجال» .
(المنتخب 193) .
[2] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 197، 198، وتهذيب تاريخ دمشق 4/
359، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 327، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 235- 236،
وروضات الجنات للخوانساري 3/ 155، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 2/ 173، 174 رقم 512.
[3] الصّوري: بالصّاد المهملة المشدّدة والراء المكسورة، نسبة إلى صور
المدينة الساحلية جنوبيّ صيدا، على ساحل الشام.
[4] انظر عن (سختكين) في:
ذيل تاريخ دمشق 70 وفيه «شحتكين» بالشين المعجمة، والحاء المهملة،
وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 68 «سحتكين» بالسين والحاء المهملتين، وأمراء
دمشق للصفدي 37 رقم 120.
(28/344)
وماتَ بدمشق في قصر السُّلطان في ذي القعدة
سنة أربع عشرة.
132- سَعِيد بْن محمد بْن أحمد بْن حسين بْن مدرك [1] .
أبو عاصم الباشانيّ [2] الهَرَويّ الزّاهد.
روى عَنْ: حامد الرّفّاء.
مسع: منه: شيخ الإسلام الأنصاريّ.
133- سهل بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن
دينار [3] .
أبو يحيى الدّيناريّ النّيسابوريّ الجوهريّ.
شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنّه مُتَّهمٌ في المذهب.
روى عن: الأصمّ، وأبي العبّاس القطّان، وأبي يحمد الشُّعَيبيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، وغيره.
- حرف الطاء-
134- طاهر بْن محمد بْن عليّ بْن هاموش [4] .
الزّاهد أبو محمد الهمَدانيّ البزّاز، الرّجل الصّالح.
روى عن: إبراهيم بْن محمد بْن أَبِي حمّاد، وأبي أحمد الحسين بْن عليّ
حُسَيْنك، وشُعَيب بْن عليّ القاضي.
روى عَنْهُ: أبو سعْد محمد بْن عليّ بْن مموش، ويوسف الخطيب، وغيرهما.
وكان بكَّاءً خائفًا خاشعًا، مِن أولياء الله.
- حرف العين-
135- العبّاس بن عمر بن مروان [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[3] انظر عن (سهل بن عبد الله) في:
المنتخب في السياق 243 رقم 770.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (العباس بن عمر) في:
تاريخ بغداد 12/ 162 رقم 6649 وفيه: «العباس بن عمر بن العباس بن محمد
بن
(28/345)
أبو الحسن الكلوذانيّ [1] .
قَالَ الخطيب [2] : كتبنا عَنْهُ عَنْ الصُّوليّ، وأبي جعفر بْن
البَخْتَرِيّ، وكان رافضيا غير ثقة، فخرّقت ما كتبت عَنْهُ [3] .
وقال ابن خَيْرون: حدَّث عَنْ المَحَامِليّ، وحمزة الهاشميّ. رافضيّ
كذّاب، لم يكن لَهُ اصل. مات في رمضان.
136- عَبْد الله بْن أحمد بْن عَمْرو بْن أحمد بْن مُعَاذ [4] .
أبو الحسين، ويقال: أبو العبّاس، العنْسيّ الدارانيّ.
روى عَنْ: أبيه، وأبي الميمون بْن راشد، وأبي يعقوب الأَذْرَعيّ، وأبي
الحسين بْن حَذْلَم.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو محمد
اللّبّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وقال الكتّانيّ: توفّي بداريّا في شوّال، وكتب الكثير، وحدّث بشيء
يسير.
ثقة مأمون [5] .
__________
[ () ] عبد الملك بن سليمان، يعرف بابن مروان الكلوذاني» ، والضعفاء
والمتروكين لابن الجوزي 2/ 79 رقم 1795 وفيه «الكلواذي» ، واللباب 3/
107، والمغني في الضعفاء 1/ 329 رقم 3079، وميزان الاعتدال 2/ 384 رقم
4174، ولسان الميزان 3/ 243 رقم 1070.
[1] الكلوذانيّ: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين
الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كلوذان، وهي قرية من قرى
بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 10/ 460) .
وفي (اللباب 3/ 107) : النسبة إلى: كلواذى، وينسب إليها: كلوذاني،
وكلواذاني، وكلواذى.
[2] في تاريخه 12/ 162.
[3] وعبارته في: تاريخ بغداد: «كتبت عنه وكان خبيث المذهب رافضيا، وكان
غير ثقة في الحديث. دفع إليّ جزءا ذكر أنه سمعه من عم أبيه، عن حميد بن
الربعي والحسن بن عرفة، ونحوهما. فكتبت منه أوراقا ثم بدا لي فرددته
عليه، وخرّقت ما كتبت منه، وكان العباس ادّعى في آخر عمره سماعا من
القاضي أبي عبد الله المحامليّ، وعمد إلى أحاديث من مناكير الفضائل
التي يرويها أبو العباس بن عبدة فركّبها على المحاملي، ورواها عنه» .
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) ص 336، 337 رقم 155،
وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 288.
[5] وزاد الكتّانيّ: «وكان عنده تفسير سنيد، عن أبيه، عن جدّه» .
(تاريخ دمشق 336) .
(28/346)
137- عَبْد الله بْن الحَسَن بْن الخصيب
[1] .
أبو محمد الإصبهاني الكرّانيّ.
138- عَبْد الجبّار بْن أحمد الهَمَذَانيّ [2] .
القاضي شيخ المعتزلة.
تُوُفّي بالرَّيّ في ربيع الآخر [3] .
وقيل: تُوُفّي سنة 15 كما سيأتي.
139- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [4] .
أبو عقيل السُّلَميّ الأسْتُوائيّ.
ثقة، أصيل.
روى عَنْ: الأصمّ، وأقرانه.
ويُعرف بالمائقيّ.
روى عَنْهُ: ابن أخته زَيْن الإسلام أبو القاسم القُشَيْريّ. قاله عبد
الغافر في «السّياق» .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الجبار بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 113- 115، والأنساب 1/ 225، 226، والتدوين في أخبار
قزوين 3/ 119- 125، والكامل في التاريخ 9/ 334، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 155، والعبر 3/ 119، وسير أعلام النبلاء 17/ 244، 245 رقم
150، ودول الإسلام 1/ 247، والمغني في الضعفاء 1/ 366، والإعلام بوفيات
الأعلام 173، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336، ومرآة الجنان 3/ 29، والمنية
والأمل في شرح كتاب الملل والنحل لابن المرتضى 5، 7، 25، 26، 28، 30،
32، 35، 37، 40، 52، 53، 55، 57، 63، 66، 69، 71، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 5/ 97، 98، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 187 رقم
145، ولسان الميزان 3/ 386، 387، وطبقات المفسّرين للسيوطي 16، وتاريخ
الخلفاء، له 416، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 256- 259، وشذرات الذهب
3/ 202، 203، وكشف الظنون 1107، وهدية العارفين 1/ 498، 499، وإيضاح
المكنون 1/ 329، والأعلام 4/ 47، ومعجم المؤلّفين 5/ 78، 79.
[3] وقد جاوز تسعين سنة. (الكامل في التاريخ 9/ 334) . وستعاد ترجمته
في هذا الجزء، في وفيات سنة 415 هـ. برقم (192) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن سليمان) في:
المنتخب من السياق 301، 302 رقم 996.
(28/347)
140- عَبْد الرَّحْمَن بْن هشام بْن عَبْد
الجبّار بْن النّاصر لدين الله الأُمَوي المُروانيّ [1] .
أخو محمد المهديّ.
لمّا انهزم البربر عَنْ قُرْطُبَة مَعَ القاسم بْن حَمُّود الحَسَنيّ،
اتفّق اهل قُرْطُبَة عَلَى ردّ الأمر إلى بني أُمَيَّة، وكانت دولتهم
قد زالت مِن سنة سبع وأربعمائة بابني حمّود، فاختاروا ثلاثة: عَبْد
الرَّحْمَن هذا، وسليمان ابن المرتضى، وآخر.
ثمّ قدَّموا عَبْد الرَّحْمَن وبايعوه بالخلافة في رمضان مِن
السُّنَّة، وله اثنتان وعشرون سنة. وكُنْيته أبو المطرف، ولقّبوه
بالمستظهر باللَّه. ثمّ قام عَليْهِ أحد بني عمّه أبو عَبْد الرَّحْمَن
محمد بْن عَبْد الرحمن مَعَ طائفةٍ مِن الغَوْغاء، فقُتل المستظهر
لثلاثٍ بقين مِن ذي القِعْدة.
وكان رحمه الله ذكيّا بليغًا فصيحًا مفوهًا، بارع الأدب رقيق الطَّبْع،
جيّد النَّظْم.
ووزَر أبو محمد بْن حزْم الظّاهريّ لَهُ تِلْكَ الأيّام. ولم يُعقب.
ثمّ بويع أبو عَبْد الرَّحْمَن، فدام أمرُه عشرة أشهر، ولقّبوه
بالمستكفي. ثمّ خُلِع ورجعَ الأمر إلى يحيى المعتلي، وسُمَّ أبو عَبْد
الرحمن فهلك.
141- عَقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان [2] .
أبو طَالِب الأزْديّ الدّمشقيّ الصَّفّار.
سَمِعَ: ابن حَذْلَم، وأبا الميمون بْن راشد، وأبا بَكْر بن معروف،
والحافظ أبا الحسين الرّازيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن هشام) في:
جذوة المقتبس للحميدي 25، 26، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن
بسّام، قسم 1 مجلّد 1/ 48- 59، وبغية الملتمس للضبّي 31، 32، والكامل
في التاريخ 9/ 276، والمعجب 105، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 12-
17، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 135- 139، وسير أعلام النبلاء 17/
347، 348 رقم 215، والمختصر في أخبار البشر 2/ 147، وشرح رقم الحلل
لابن الخطيب 164، وتاريخ ابن الوردي 1/ 497، وأعمال الأعلام 134، ونفح
الطيب 1/ 435.
[2] انظر عن (عقيل بن عبيد الله) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 33.
(28/348)
روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر، وعبد العزيز
الكتّانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
ووثّقه الكتّانيّ.
142- عليّ بْن أحمد بْن صُبَيْح [1] .
أبو الحَسَن القاضي.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وجعفر بْن الحَكَم المؤدب.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا.
143- عليّ بْن بِشْرى بْن عَبْد الله [2] .
أبو الحَسَن الدّمشقيّ العطّار. إمام مسجد ابن أبي الحديد.
روى عَنْ: أبي عليّ بْن هارون، وعلي بْن أَبِي العَقِب، ومحمد بن
إبراهيم بن مروان، وجمح بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال
الكتّانيّ إنّه اتُّهم في خَيْثَمَة [3] .
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نَظيف، وعبد العزيز
الكتّانيّ، وعَربية الحلبيّة.
وقال الأهوازيّ: سمعته يَقُولُ: أسْمَعَني والدي من خيثمة سنة ثلاث
وأربعين، ولي سبْعُ سِنين [4] .
ووثّقه محمد بْن عليّ الحدّاد [5] .
وتوفّي في صفر [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 328، 329 رقم 6154.
[2] انظر عن (علي بن بشرى) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 42 رقم 54، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 28/ 496، 497، وميزان الاعتدال 3/ 115 رقم 5791، ولسان
الميزان 4/ 208 رقم 549، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 310 رقم 1049.
[3] تاريخ دمشق 28/ 496.
[4] تاريخ دمشق 28/ 497.
[5] تاريخ دمشق 28/ 497.
[6] في: لسان الميزان 4/ 208 وفاته سنة 418 هـ.
(28/349)
روى عَنْهُ: عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد،
وإبراهيم بْن محمد الحِنَّائيّ، وأبو عَبْد الله محمد بن سلامة
القُضاعيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الحَسَن أحمد بْن عَبْد الواحد
بْن أَبِي الحديد، وخلْق كثير مِن المغاربة والحُجّاج.
تُوُفّي بمكّة.
قَالَ أبو الفضل بْن خيرون: تُكلّم فيه.
قَالَ: وقيل إنّه يكذب.
وقال شِيرَوَيْه الدَّيْلَميّ: روى عَنْهُ: أبو منصور بْن عيسى، وأبو
القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن
شاذيّ، وثنا عَنْهُ بالإجازة: أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم بْن
البصْريّ، وأبو الفتح بْن عَبْدُوس.
144- عَلَى بْن عَبْد الله بْن الحَسَن بْن جَهْضَم بْن سَعِيد [1] .
أبو الحَسَن البُورانيّ [2] الصوفيّ، نزيل مكّة، ومصنّف كتاب «بهجة
الأسرار في أخبار القوم» .
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ
القَطَّان، وأبي سهل بْن زياد القطّان، وأحمد بْن الحَسَن بْن عُتْبَة
الرّازيّ، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة الحدّاد، وأحمد بْن عثمان
الأَدميّ، وعبد الرحمن بن حمدان الجلّاب،
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الله بن الحسن) في:
الفقيه والمتفقّه 1/ 39 و 78 و 116 و 2/ 74 و 146 و 205، والمنتظم 8/
14، رقم 24، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 369، 370، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 26/ 115 و 28/ 473 و 36/ 445 و 458، وسير أعلام النبلاء 17/
275، 276 رقم 168، وميزان الاعتدال 3/ 142، 143 رقم 5879، والمغني في
الضعفاء 2/ 451، وتذكرة الحفّاظ ج 3/ 1057، والإعلام بوفيات الأعلام
173، 174، والعبر 3/ 116، 117، ودول الإسلام 1/ 247، والبداية والنهاية
12/ 16، والعقد الثمين 6/ 179، والكشف الحثيث 301 رقم 516، ولسان
الميزان 4/ 238، وشذرات الذهب 3/ 200، والأعلام 4/ 304، ومعجم المؤلفين
7/ 134، وديوان الإسلام 2/ 111 رقم 713، وفهرست مخطوطات الحديث
بالظاهرية 152، وفيه: «علي بن عبد الله بن سعيد» ، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 336، 337 رقم 1094، والحياة
الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى 285، 286، وتاريخ التراث
العربيّ 2/ 505 رقم 57.
[2] البورانيّ: بالباء المنقوطة بواحدة والراء المهملة والنون بعد
الألف، هذه النسبة إلى عمل البواري التي تبسط في الدّور ويجلس عليها.
ويقال بالعراق له: البورائي أيضا. (الأنساب 2/ 324) .
(28/350)
وعلي بْن أَبِي العَقب، وأبي بَكْر بْن
أَبِي دُجَانَة، وأبي بَكْر الرَّقيّ، وجُمَح بْن القاسم المؤذّن،
وطائفة.
قَالَ: وكان ثقة، صدوقًا، عالمًا، زاهدًا، حسن المعاملة، مذكورًا في
البُلدان، حسن المعرفة. وروى عَنْهُ أبو طالب محمد بْن عليّ العشاريّ.
قرأتُ عَلَى الأَبَرْقُوهيّ [1] : أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُطِيعٍ
إِجَازَةً وَسَمَاعًا فِي غَالِبِ الظَّنِّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيَّ
الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْجَبَلِيُّ، أَنَا
هِبَةُ اللَّهِ السَّقَطِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ
يَحْيَى الْمَكِّيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَهْضَمٍ
الْهَمْدَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ
الْبَصْرِيُّ، أنا أَبِي، أنا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الصَّنْعَانِيُّ، حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ،
وَشَعْبَانُ شَهْرِي، وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي، ثُمَّ ذَكَرَ
فَضْلَ لَيْلَةِ صَلَاةِ الرغَائِبِ [2] . وَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ،
وَلَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ ابن جَهْضَمٍ. وَقَدِ
اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وقد رواه عَنْهُ عَبْد العزيز بْن بُنْدار الشّيرازيّ نزيل مكّة،
وغيره.
ولقد أتى بمصائب يشهد القلب بُبْطلانها في كتاب «بهجة الأسرار» [3] .
__________
[1] الأبرقوهيّ: بفتح الألف والباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم
القاف وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى أبرقوه وهي بليدة بنواحي أصبهان
على عشرين فرسخا منها. (الأنساب 1/ 115) .
[2] صلاة الرغائب المشهورة الموضوعة وردت في حديث طويل موضوع، وفيه
قال: «لا تغفلوا عن أول ليلة في رجب فإنّها ليلة تسمّيها الملائكة
الرغائب. ثم قال: وما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس من رجب، ثم
يصلّي ما بين العشاء والعتمة- يعني ليلة الجمعة- اثنتي عشرة ركعة، يقرأ
في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ثلاثا، وقل
هو الله أحد اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ... إلى آخره»
. وقد اتفق الحفاظ على أنها موضوعة، وألّفوا فيها مؤلّفات. قال
الفيروزآبادي في (المختصر 144) : إنها موضوعة بالاتفاق.
وكذا قال المقدسي، في (الفوائد المجموعة 48، والأسرار المرفوعة 462) .
[3] زاد الحافظ ابن حجر نقلا عن (تاريخ الإسلام) للمصنّف قوله: «وروى
عن أبي بكر النجاد، عن ابن أبي العوّام، عن أبي بكر المروزي، في محنة
أحمد، فأتى فيها بعجائب وقصص لا يشكّ من له أدنى ممارسة ببطلانها، وهي
شبيهة بما وضعه البلوي في محنة الشافعيّ. وذكر أن
(28/351)
145- عليّ بْن القاسم بْن الحَسَن البصْريّ
[1] .
أبو الحَسَن النّجّاد.
هُوَ خاتمة مِن روى عَنْ أَبِي رَوْق الهِزّانيّ.
كَانَ محدَّثًا عدلًا بالبصرة.
حدّث عنه: الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستمليّ، والحسن بن عمر
بن الحسن بن يونس الأصبهانيّان، وطائفة سواهم.
لم أظفر بموته، إلّا أنه كان حيّا سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
ويروى أيضًا عَنْ أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار كتاب «السُّنَن» لَهُ.
146- عليّ بْن محمد بْن أحمد [2] بْن مِيلَة [3] خُرَّة [4] .
ويُعرف أَبُوهُ محمد بماشاذه.
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد، الفقيه الفَرَضيّ، أحد أعلام
الصّوفيّة.
__________
[ () ] فيها بشر المريسي كان مع ابن أبي دؤاد في محنة أحمد، وبشر مات
قبل ذلك بمدّة طويلة» .
ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذه الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن
هذه العبارة التي ينسبها الحافظ ابن حجر إلى المصنّف (الذهبي) في
(تاريخ الإسلام) ليست موجودة في ترجمة (علي بن عبد الله بن جهضم) كما
نرى في (تاريخ الإسلام) الّذي بين يدينا.
وقال ابن حجر: وقال الرافعي: «مات سنة ست وخمسين وأربعمائة، وكان شيخ
الحرم وإمامه، وذكر في نسبه: «الحسين بن عبد الله وجهضم» . (لسان
الميزان 4/ 238) .
وأقول: إن قول الرافعي في كتابه المطبوع (التدوين في أخبار قزوين 3/
279، 270) ليس فيه: «الحسين بن عبد الله وجهضم» بل فيه: «علي بن عبد
الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد الهمدانيّ أبو الحسن شيخ الحرم وإمامها»
.
وفيه أيضا: «قال الكيا شيرويه: في طبقات أهل همدان، وكان أبو الحسن ابن
جهضم ثقة حسن المعرفة بعلوم الحديث، توفي سنة سبع وأربعمائة» .
فتاريخ الوفاة مختلف تماما بين الاثنين فليراجع.
[1] انظر عن (علي بن القاسم) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 240 رقم 146.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 24، وحلية الأولياء 10/ 408، وتبيين كذب المفتري
239، 240، والعبر 3/ 117، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وسير أعلام
النبلاء 17/ 297- 299 رقم 180، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم
1363، وشذرات الذهب 3/ 201.
[3] ميلة: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح اللام.
[4] خرّة: بضم الخاء المعجمة، وفتح الراء المشدّدة.
(28/352)
قَالَ أبو نُعَيْم [1] : صحب أبا بَكْر
عَبْد الله بْن إبراهيم بْن واضح، وأبا جعفر محمد بن الحسن، وزاد
عليهما في طريقهما خُلُقًا وفُتُوّةً. جمع بين علم الظّاهر والباطن، لا
تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. وَكَانَ يُنْكر عَلَى
المتشبهه بالصُّوفيّة، وغيرهم مِن الْجُهّال فساد مقالتهم في الحُلول
والإباحة والتّشبيه، وغير ذَلِكَ مِن ذميم [2] أخلاقهم، فعَدَلوا
عَنْهُ لمّا دعاهم إلى الحقّ جهلًا منهم وعنادًا.
وأنفرد في وقته بالرّواية عَنْ: محمد بْن محمد بْن يونس الأبْهريّ،
وأبي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حَكِيم، وأبي
عليّ أحمد بْن محمد بْن إبراهيم المصاحفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ
الأسواريّ.
وتُوُفّي يوم الفِطْر [3] .
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا بِلَالٌ الْحَبَشِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ ظَاهِرٍ، أنا السِّلَفِيُّ، أنا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ مَاشَاذَهْ
إِمْلَاءً، نا أَبُو عَلِيٍّ الصَّحَّافُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ
مَهْدِيٍّ، نا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَشْرُ،
وَلَكِنْ يقْطَعُهَا [4] الْقَرْقَرَةُ» [5] . وروى أيضًا عَنْ: عَبْد
الله بْن جَعْفَر بْن فارس، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أسِيد، وأبي عليّ
أحمد بْن محمد بْن عاصم، وعبد الله بْن محمد بْن عيسى، وغياث بْن محمد،
وأبي أحمد العسّال، وغيرهم.
وأملي عدّة مجالس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الثَّقَفيّ في «فوائده» ، ورجاء بن
قولويه، وأحمد بن
__________
[1] في أخبار أصبهان 2/ 24.
[2] في تبيين كذب المفتري 240: «من جميع» .
[3] تبيين كذب المفتري 239، 240.
[4] في سير أعلام النبلاء 17/ 299: «تقطعها» .
[5] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 299: «هذا حديث
منكر مع قوّة إسناده، والعجب من البخاري حدّث عن ثابت بن محمد الزاهد
في (صحيحه) ، وذكره في كتاب (الضعفاء) . وقال فيه أبو حاتم: صدوق» .
والحديث ضعيف، لضعف ثابت بن محمد، وتدليس أبي الزبير.
(28/353)
محمد ابنا عَبْد الله السُّوذَرْجَانيّ [1]
، وأبو الحسين سَعِيد بْن محمد الجوهريّ، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن
بْن محمد السمْسار، وآخرون.
قَالَ أبو بَكْر أحمد بْن جعفر اليَزْديّ: سَمِعْتُ الإمام أبا عَبْد
الله بْن مَنْدَهْ وقت قُدومه مِن خُراسان سنة إحدى وسبعين يَقُولُ،
وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسّال وعدة مشايخ، فسأله ابن
العسّال عَنْ أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفْتُ الشّرق
والغرب، فلم أرَ في الدّنيا مثل رجُلَين، أحدهما والدك القاضي، والثاني
أبو الحَسَن عليّ بْن ماشاذه الفقيه. ومن عَزْمي أن أجعله وصييّ،
وأسلّم كُتُبي أليه، فإنّه أهلٌ لَهُ. أو كما قَالَ.
أخبرني إِسْحَاق الصَّفّار، أَنَا ابن خليل، أنا أبو المكارم، أنبا أبو
عليّ، أَنَا أبو نُعَيْم في آخر كتاب «الحلية» [2] قَالَ: ختم
التّحُّقق [3] بطريقة المتصوَّفة بأبي الحَسَن عليّ بْن ماشاذه لما
أوْلاه الله مِن فنون العِلْم والسّخاء والفُتُوّة [4] ، كَانَ عارفًا
باللَّه فقيهًا عاملًا [5] ، لَهُ مِن الأدب الحظّ الجزيل رحمه الله.
147- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن حسين بْن شاذان [6] .
الحاكم أبو الحسن بن السّقّاء الإسْفرائينيّ الحافظ المحدث، الثّقة.
مِن أولاد الشّيوخ.
سَمِعَ الكُتُب الكبار، وأملي دهرًا.
روى عَنْ: الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وعلي بن حمشاذ، وأبي
__________
[1] السّوذرجانيّ: بضمّ السين المهملة، والذال المفتوحة، المعجمة،
وسكون الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، ووهي من قرى
أصبهان. (الأنساب 7/ 185) .
[2] ج 10/ 408.
[3] في (الحلية) : «التحقيق» .
[4] زاد في (الحلية) : «وسلوكه مسلك الأوائل في البذل والعطاء
والإنفاق، والتبرّي والتعدّي من التملّك والإمساك» .
[5] زاد في الحلية: «عالما بالأصول، وبارعا في الفروع» .
[6] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 305، 306 رقم 185 والوافي بالوفيات 22/ 74 رقم
25 وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- برقم (414) .
(28/354)
عَبْد الله الصَّفّار الإصبهاني، وأبي
الطَّيّب الشُّعَيْريّ، وأبي الحَسَن الطّرائفيّ، وأبي منصور
العَتكَيّ، وخلْق.
ورحل فأخذ عَنْ: أبي سهل بْن زياد، والنّجّاد، ودَعْلَج، وجعفر بْن
الخُلْديّ، وعبد الله الخُرَاسانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن الحَسَن
الهمَدانيّ، وطائفة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وسِبْطه حكيم بْن أحمد
الإسْفرائينيّ القاضي، وجماعة.
تُوُفّي في هذه السنة.
148- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن يعقوب [1] .
أبو القاسم الإياديّ [2] البغداديّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ، وحبيبًا القزّاز،
وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة يتفقّه عَلَى مذهب مالك.
مات في ذي الحجّة.
قلت: وروى عَنْهُ: القاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأهل بغداد.
لَهُ جزء معروف بِهِ سمعه السبْط [3] .
149- عُمَر بْن محمد بْن إبراهيم بْن عَبَّاس [4] .
أبو حفص الدُّوغيّ [5] المَدِينيّ.
تُوُفّي في شَعْبان.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 97 رقم 6525، والأنساب 1/ 394، 395 وقد طوّل في نسبه
إلى معدّ بن عدنان الإياديّ، واللباب 1/ 96.
[2] الإيادي: بكسر الألف، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها الدال، هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان وتشعبت منه
القبائل. (الأنساب 1/ 394) .
[3] وقال ابن السمعاني: شيخ معروف ثقة فقيه صالح.
[4] لم أجد مصدرا لترجمته.
[5] الدّوغيّ: بضم الدال المهملة بعدها الواو وفي آخرها الغين المعجمة.
نسبة إلى الدّوغ وهو اللبن الحامض نزع منه السمن. (الأنساب 5/ 364) .
(28/355)
- حرف القاف-
150- القاسم بْن جعفر بْن عبد الواحد بْن العبّاس بْن عَبْد الواحد أبو
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبَّاس بْن عَبْد المطلب [1] .
القاضي أبو عُمَر الهاشميّ العبّاسيّ البصْريّ.
سَمِعَ: عَبْد الغافر بن سلامة الحمصيّ، وأبا العبّاس محمد بْن أحمد
بْن الأثرم، وعلى بْن إِسْحَاق المادرائيّ، ومحمد بْن الحسين
الزَّعْفرانيّ الواسطيّ، والحسين بْن يحيى بْن عيّاش القطّان، ويزيد
بْن إسماعيل الخلال صاحب الرَّماديّ، وأبا عليّ اللَّؤلُؤيّ، والحسن
بْن محمد بْن عثمان الفسويّ، وجماعة.
وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو بَكْر محمد بْن إبراهيم بْن عليّ
الإصبهانيّ المستملي، وأبو عليّ الوَخْشيّ، وهنّاد بْن إبراهيم
النَّسَفيّ، وسُليم بْن أيُوب الرّازيّ، والمسيَّب بْن محمد
الأرْغِيانيّ، وعلي بْن أحمد التُّسْتَريّ، وأبو القاسم عبد الملك بن
شغبة، وجعفر بْن محمد العَبّادانيّ، وآخرون.
قَالَ أبو الحسن عليّ بْن محمد بْن نصر الديَنَوريّ ابن اللّبّان:
سمعتُ «سُنَنَ أَبِي دَاوُد» عَلَى أبي عُمَر الهاشميّ بقراءتي ستّ
مرّات. وسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
أحضرني والدي سماعَ هذا الكتاب وأنا ابن ثمانِ سِنين، فأثبت حضوري ولم
يثبت السَّماع، ثمّ أحضرني وأنا ابن تِسْع، فأثبت حضوري ولم يُثْبت
السّماع، وسَمِعْتُهُ وأنا ابن عشر سِنين، فأثبت حينئذً سماعي [2] .
وقال الخطيب [3] : كَانَ أبو عُمَر ثقة أمينًا، ولى القضاء بالبصْرة،
وسمعتُ منه بها «سُنَنَ أَبِي دَاوُد» وغيرها. ومات في تاسعٍ وعشرين
مِن ذي القعدة سنة 14.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 12/ 451، 452، والمنتظم 8/ 14، 15 رقم 25، والتقييد لابن
النقطة 428، 429 رقم 574، وسير أعلام النبلاء 17/ 225 رقم 134،
والإعلام بوفيات الأعلام 174، ودول الإسلام 1/ 247، والعبر 3/ 117،
والبداية والنهاية 12/ 17، وشذرات الذهب 3/ 201.
[2] التقييد 428.
[3] في تاريخه.
(28/356)
- حرف اللام-
151- لَيْلَى بنت أحمد بْن مُسْلِم الولاديّ الإصبهانيّ [1] .
أمُّ البَهَاء.
تُوُفيَت في جُمَادَى الأولى، وصلى عليها ابنها.
- حرف الميم-
152- محمد بْن أحمد بْن سميكة [2] .
القاضي أبو الفَرَج البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ.
روى عَنْ: النّجّاد، وغيره.
وانتقى عَليْهِ ابن أَبِي الفوارس.
153- محمد بْن خُزَيْمة بْن الحسين [3] .
أبو عبد الله المصريّ الدّبّاغ البزّاز.
عن: ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وطبقته.
ورّخه الحبّال.
154- محمد بْن الحسين بْن عُمَر [4] .
أبو الحسين الحمصيّ الفَرَضيّ.
ولى قضاء دمشق نيابة عَنْ القاضي أَبِي عَبْد الله محمد بْن الحسين
النَّصيبيّ.
وسمع مِن: أَبِي عَبْد الله بْن مروان، وأبي طاهر محمد بْن عَبْد
العزيز الفقيه، والقاضي المَيَانِجِيّ، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عَلَى الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن
طلّاب، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (ليلى بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 367.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن الحسين) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/
403.
(28/357)
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
155- محمد بْن طاهر بْن يونس بْن جعفر [1] .
أبو الفتح الدّقّاق. والد حمزة الحافظ.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وغيره.
روى عنه: ابناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طَالِب العشاريّ، وأبو
الفضل محمد بْن المهتدي باللَّه.
وُلِد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وأبيضّت لِحْيَة ابنه حمزة قبله،
فكانوا يحسبون الأبَ هُوَ الابن.
تُوُفّي رحمه الله فِي سلْخ رجب.
156- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عمرو بْن مهْديّ [2] .
أبو سَعِيد النّقّاش الأصبهانيّ، الحافظ الحنْبليّ.
سَمِعَ مِن: جدّه لأُمّه أحمد بْن الحسين بْن أيّوب التّميميّ، وأحمد
بْن مَعْبَد، وعبد اللَّه بْن فارس، وعبد الله بْن عيسى الخشّاب، وأبي
أحمد العسّال، وأحمد بْن إبراهيم بْن يوسف، وسليمان الطبَرانيّ، وجماعة
سنة نيّفٍ وأربعين وثلاثمائة.
ثمّ رحل إلى بغداد فسمع مِن: أَبِي بَكْر الشَّافِعِيّ، وَمحمد بن
الحَسَن بْن مقسم المقرئ، وعمر بْن سَلْم، وأبي عليّ بْن الصَّوّاف،
ومحمد بْن عليّ بْن حُبَيْش الناقد، ومحمد بن عليّ بن محرم، وطبقتهم.
وسمع بالبصرة مِن: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ وهو أكبر شيخ لِقَيه
في الرّحلة.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن: (محمد بن عليّ بن عمرو) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 308، وطبقات الحنابلة 2/ 365، 366، والعبر 3/ 118،
وسير أعلام النبلاء 17/ 307، 308 رقم 187، والمعين في طبقات المحدّثين
122 رقم 1365، ودول الإسلام 1/ 247، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1059- 1061،
والوافي بالوفيات 4/ 119، وطبقات الحفّاظ 414، وشذرات الذهب 3/ 201،
وهدية العارفين 2/ 62، ومعجم المؤلّفين 11/ 32، ومعجم طبقات الحفّاظ
163 رقم 936، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 5004، 505 رقم 56.
(28/358)
وسمع مِن: فاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز.
وبالكوفة من: أصحاب مُطَيَّن، وبَدين بْن جَنَاح المُحَاربيّ القاضي،
وصبّاح بْن محمد النَّهْديّ، وعبد الله بْن يحيى الطَلْحيّ.
وبمَرْو مِن: حاضر بْن محمد الفقيه، وجماعة.
وبجُرْجان مِن: أَبِي بَكْر الإسماعيلي، وجماعة منهم إسماعيل بْن
سَعِيد الخيّاط.
وبهَرَاة مِن: أبي حامد أحمد بْن محمد بْن حسْنُوَيْه، وأبي منصور محمد
بن أحمد بن الأزهر اللّغويّ.
وبنهاوند، وهمدان ونَيْسابور، والديَنَور، سَمِعَ بها مِن ابن
السُّنّيّ.
وبالحجاز، وإسفرائين، ومروالرّوذ، وعسكر مُكْرم.
وأملي وجَمَع في الأبواب، وغير ذَلِكَ.
وحدَّث بالكثير.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عَبْد الغفار بْن أشتة، والفضل بْن عليّ الحنفيّ،
وأبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد المصريّ، وخلْق كثير.
وكان مِن الثّقات المشهورين.
تُوُفّي في رمضان [1] .
157- محمد بْن عليّ بْن الحسين الباشانيّ الهَرَويّ [2] .
الثّقة، الرّضا.
تُوُفّي في صفر، وله مائةٌ وستّ سنين.
روى عَنْ: أَبِي إِسْحَاق أحمد بْن محمد بْن ياسين الحافظ، ومحمد بْن
إبراهيم بْن نافع.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.
__________
[1] قال أبو نعيم: توفي الثامن من رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة، وجمع
وكتب الكثير من سائر الفنون، ورحل إلى المشرق وأقام بنيسابور مدّة
مديدة، وجمع وكتب الكثير من سائر الفنون، كتب عن الهجيمي، والشافعيّ،
وطبقتهما، وحدّث الكثير إملاء وقراءة عليه. (ذكر أخبار أصبهان 2/ 308)
.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/359)
158- محمد بْن عليّ بْن مَمُّوَيْه [1] .
أبو بَكْر الأصبهانيّ الواعظ، المفسّر المعروف بالجمّال.
قَالَ محمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق: كَانَ ملك العلماء في وقته
بإصبهان.
159- محمد بْن عليّ بْن العبّاس بْن جمعة [2] .
أبو طاهر الخفّاف العَدْل.
تُوُفّي بخُراسان في جُمَادَى الأولى.
160- محمد بْن عليّ بْن ربيع بْن عَبْد الله بْن ربيع بْن بنّوش [3] .
أبو عَبْد الله التّميميّ القُرْطُبيّ، وُلِد القاضي أَبِي محمد.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عُمَر أحمد بْن خَالِد التّاجر، وعباس بْن
أَصْبَغ، وأبي جعفر بْن عَوْن الله.
وكان نبيلًا مجتهدًا، قائمًا بالرّواية، متقنًا.
حدَّث عَنْهُ: الخَوْلانيّ.
ومات في حياة أَبِيهِ.
161- محمد بْن عُمَر بْن هارون [4] .
أبو الفضل الكوكبيّ الإصبهانيّ، الأديب.
تُوُفّي في رجب.
162- محمد بْن محمد بْن محمد بْن إبراهيم الْجُرْجانيّ [5] .
نزيل أسْتَرَاباذ، وهي عَلَى مرحلة مِن جُرْجان.
روى عن: نُعَيْم بْن عَبْد المُلْك، وهارون بْن أحمد الأستراباذيّ،
وغيرهما.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الجرجاني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 456 رقم 893 وفيه اسمه: أبو نعيم محمد بن محمد بن
مأمون المعروف بالمأموني، روى عن: نعيم، وهارون بن أحمد، وغيرهما: توفي
بأسترآباذ سنة أربع عشرة وأربعمائة.
(28/360)
- حرف الهاء-
163- هلال بْن محمد بْن جعفر بْن سَعْدان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
ماهوَيْه بْن مِهْيار بْن المَرْزُبان [1] .
أبو الفتح الكَسْكَرِيّ [2] ، ثمّ البغداديّ الحفّار.
وُلِد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وسمع مِن: ابن عيّاش القطّان، وعلي بْن محمد المصري الواعظ، وابن
البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب [3] : مات في صفر، وكان صدوقًا. كتبنا عَنْهُ.
وروى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السجْزيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ،
وهبة الله بْن عَبْد الرّزّاق الأنصاريّ، والقاسم بْن الفضل
الثَّقَفيّ، وطراد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وخلْق كثير.
وآخر مِن روى بالإجازة حديث الحفّار بعلوٍ زين الدين محمد بْن عَبْد
الدائم عَنْ خطيب الموصل، إجازة عَنْ طراد [4] .
164- الهيصم بْن محمد بْن إبراهيم [5] .
أبو عليّ البُوشَنجيّ الشَّعْبِيّ.
تُوُفّي ببوشَنْج يوم العيد.
__________
[1] انظر عن (هلال بن محمد) في:
السابق واللاحق 66، وتاريخ بغداد 14/ 75، والأنساب 10/ 428، والمنتظم
8/ 15، واللباب 3/ 98، والكامل في التاريخ 9/ 334، ودول الإسلام 1/
247، والمعين في طبقات المحدّثين 122 رقم 1366، وسير أعلام النبلاء 17/
293- 295 رقم 178، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1057- 1058، والإعلام بوفيات
الأعلام 174، والبداية والنهاية 12/ 17، وشذرات الذهب 3/ 201، وهدية
العارفين 2/ 510.
[2] الكسكريّ: بفتح الكافين، وسكون السين المهملة، وفي آخرها الراء،
نسبة إلى كسكر، وهي قرية بالعراق قديمة. قال ابن السمعاني: أظنّها من
نواحي المدائن. (الأنساب 10/ 427، 428) .
[3] في تاريخه 14/ 75.
[4] وقال ابن الأثير: «وكان عالما بالحديث، عالي الإسناد» . (الكامل في
التاريخ 9/ 334) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/361)
- حرف الياء-
165- يحيى بْن إبراهيم بْن محمد بْن يحيى [1] .
أبو زكريا بْن المُزَكّيّ أَبِي إِسْحَاق. مُسْنَد نَيْسابور وشيخ
التَّزْكية.
كَانَ ثقة نبيلًا زاهدًا صالحًا، ورعًا متقنًا.
وما كَانَ يحدَّث إلا وأصله بيده يُقابل بِهِ.
وعقد الإملاء مدّة، وقُرِئ عَليْهِ الكثير.
وقد تفقَّه على الأستاذ أبي الوليد.
روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بْن يعقوب الأخرم، وأبي
الحَسَن أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، والحسن بْن يعقوب الْبُخَارِيّ،
وأبي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ الفقيه، وطائفة مِن
النَّيْسابوريّين، وأبي سهل بْن زياد، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وعبد
الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وأحمد بْن كامل القاضي، وأحمد بْن
عثمان الأَدَميّ، البغداديّين، ومحمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الكوفي،
وجماعة كثيرة.
وانتقى عَليْهِ الحافظ أبو بَكْر أحمد بْن عليّ الإصبهاني، وغيره.
وحدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ في جميع كُتُبه، وأبو صالح
المؤذّن، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وعلي بْن أحمد المؤذّن ابن
الأخرم، وهبة الله بْن أبي الصهْباء، وابنه أبو بَكْر محمد بْن يحيى،
والقاسم بْن الفضل الثّقفيّ، وآخرون.
مات في ذي الحجّة [2] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن إبراهيم) في:
التقييد لابن النقطة 483 رقم 655، والمنتخب من السياق 481، 482 رقم
636، ودول الإسلام 1/ 247، وسير أعلام النبلاء 17/ 295، 296 رقم 179،
وتذكرة الحفّاظ 3/ 1058، والإعلام بوفيات الأعلام 174، والعبر 3/ 118،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 396، 397، وشذرات الذهب 3/ 202، وتاريخ
التراث العربيّ 1/ 379، رقم 313، وفيه «يحيى بن محمد بن محمد بن يحيى»
، ومعجم المؤلّفين 12/ 181.
[2] وقال عبد الغافر بن إسماعيل: أما أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن
محمد النيسابورىّ فهو ابن أبي إسحاق محدّث نيسابور في عصره، وهم أربعة
إخوة: أبو الحسن، وأبو حامد، وأبو زكريا، وأبو عبد الله، كلّهم محدّثون
مكثرون، سمع أبو زكريا مشايخ نيسابور في عصره مثل الأخرم، والأصمّ،
وأقرانهم، وسمع بالعراق والحجاز. سمع منه المشايخ وانتخب عليه الحفّاظ
وخرّج
(28/362)
166- يحيى بْن إبراهيم بْن مُحارِب [1] .
أبو محمد السَّرَقُسْطيّ [2] .
روى عَنْ: عَبْدُوس بْن محمد، وحجَّ فروى عَنْ أَبِي القاسم السَّقَطيّ
صاحب إسماعيل الصَّفّار.
وكان فاضلًا زاهدًا، يُقال كَانَ مُجاب الدّعوة.
وله كتاب صفة الجنّة.
روى عَنْهُ: قاسم بْن هلال، وعُمَر بْن كُرَيْب، وموسى بن خلف، ووضّاح
بن محمد السّرقسطيّ.
__________
[ () ] له أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ العوالي الصحاح والغرائب،
وأملى سنين على الاستقامة والصحة، وحضر مجلسه الكبار، والأئمّة
والحفّاظ. (التقييد 483) .
وانظر: المنتخب من السياق 481، 482.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] السّرقسطيّ: بفتح السين المهملة والراء، وقاف مضمومة، وسين مهملة
ثانية، وطاء مهملة.
بلدة مشهورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة. (معجم البلدان 3/
212) .
(28/363)
سنة خمس عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
167- أحمد بْن أحمد بْن يوسف [1] .
أبو صادق الدُّوغيّ [2] الْجُرْجانيّ البّيع.
سَمِعَ وطوّف، وطال عمره.
وحدَّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عبيد الهمذانيّ، ودَعْلَج بْن أحمد،
وأبي بَكْر الشّافعيّ، وحامد الرّفّاء، وعبد الله بن عدي.
قال الحافظ عليّ بن محمد الزّبحيّ [3] : لم أرزق السماع منه، وكان يجلس
بجنبي في مجلس ابن معمر.
روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأقراننا.
ومات في جمادى الآخرة [4] .
168- أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب [5] .
أبو نصر الفامي الشبيبي [6] الخندقي.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 123 رقم 109.
[2] في تاريخ جرجان: «الدوعي» بالعين المهملة. وقد تقدّم التعريف بنسبة
«الدوغي» قبل قليل.
[3] الزّبحيّ: بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة وكسر الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى الزّبح، قال ابن السمعاني: وظنّي أنها قرية من قرى
جرجان. (الأنساب 6/ 240) .
[4] في: الأنساب، واللباب: مات سنة سبع عشرة وأربعمائة.
[5] انظر عن (أحمد بن علي الفامي) في:
المنتخب من السياق 82، 83 رقم 178.
[6] الشبيبيّ: بفتح الشين المعجمة، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها،
بين الباءين المنقوطتين بواحدة. هذه النسبة إلى «شبيب» وهو اسم لبعض
أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 8/ 286) .
(28/364)
قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب
الأمالي على كبر السن [1] .
وحدَّث عَنْ: الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وأبي الحَسَن
الكارِزِيّ، وأبي الوليد الفقيه.
ثنا عَنْهُ جماعة.
تُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: روى عَنْ: أَبِي نَصْر أبو الحَسَن المَدينيّ ابن الأخرم،
والبَيْهَقيّ.
169- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن مُعَاذ [2] .
أبو الحسين المُلْقَابَاذيّ [3] التّاجر.
شيخ ثقة مستور، مجاورًا بالجامع بنَيْسابور.
ويُقال إنّه مِن ذُرّيّة مُعَاذ بْن جَبَل.
حدَّث عَنْ: أبي محمد الكَعْبيّ، ويحيى بْن منصور القاضي، وأبي بكر
محمد بن المؤمل.
وعنه: أبو صالح المؤذن.
170- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن محمد [4] .
أبو عَبْد الله القرشي، الدمشقي، الرماني النحوي. المعروف بالشرابي.
الأديب.
حدث بكتاب «إصلاح المنطق» ليعقوب بن السكيت، عَنْ أَبِي جعفر محمد بْن
أحمد الْجُرْجانيّ.
وسمع مِن: عَبْد الوهّاب الكِلابيّ.
__________
[1] في (المنتخب) : «على كبر سنّه والناس يكتبون عنه لعلوّ إسناده»
(82) .
[2] انظر عن (أحمد بن عليّ الملقاباذي) في:
المنتخب من السياق 98 رقم 215.
[3] الملقاباذيّ: بالضم ثم السكون، والقاف. وآخره ذال معجمة. نسبة إلى
ملقاباذ، محلّة بأصبهان، وقيل بنيسابور. (معجم البلدان 5/ 193) .
[4] انظر عن (أحمد بن علي القرشي) في:
الذيل على تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن زبر، الورقة 127، 128،
وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص 55، 56 رقم 37،
وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 411، ومعجم الأدباء 3/ 270، 271، رقم 45.
(28/365)
روى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب الخطيب.
تُوُفّي بدمشق في ربيع الآخر.
171- أحمد بْن عُمَر بْن عثمان [1] .
أبو الفَرَج ابْن البَغْل.
بغداديّ، سَمِعَ مِن: جعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر النجاد.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
172- أحمد بْن الفضل [2] .
أبو منصور النُّعَيْميّ الْجُرْجانيّ الحافظ.
عَنْ: ابن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ،
وأبي أحمد الحاكم، وأبي عَمْرو الحِيريّ، ونصر بْن عَبْد المُلْك
الأندلسيّ، وغيرهم.
وصنَّف كتابًا في أخبار الخيْل [3] ، وله في الحديث مصنَّف سمّاه
«المُجْتَنَى» [4] .
مات في شوّال.
قاله ابن ماكولا.
173- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن القاسم بْن إسماعيل الضّبّيّ
المحامليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294 رقم 2059.
[2] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 123 رقم 110، والإكمال لابن ماكولا 7/ 378،
والأنساب لابن السمعاني 12/ 120، واللباب 3/ 318، وسير أعلام النبلاء
17/ 340 رقم 209.
[3] في: تاريخ جرجان، والأنساب 120: «الجبل» .
[4] في: تاريخ جرجان: «المجتبى» .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد المحاملي) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 113، وتاريخ بغداد 4/ 372، وطبقات
الفقهاء للشيرازي 108، والأنساب 12/ 51، والمنتظم 8/ 17 رقم 30،
والكامل في التاريخ 9/ 341، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 210 (ضمن ترجمة
أبي حامد الأسفراييني) رقم 318، ووفيات الأعيان 1/ 57، ودول الإسلام 1/
247، والإعلام بوفيات الأعلام 174، والعبر 3/ 119، وسير أعلام النبلاء
17/ 403، 405 رقم 266، والوافي بالوفيات 7/ 921، وطبقات الشافعية
الوسطى
(28/366)
الفقيه الشّافعيّ أبو الحَسَن.
درس الفِقْهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي حامد.
وكان عُجْبًا في الذَّكاء والفَهْم، صنَّف في الفقه كتاب «المجموع» ،
وهو كتابٌ كبير، وكتاب «المقنع» في مجلَّد، وكتاب «اللُّباب» ، وغير
ذَلِكَ.
وصنَّف في الخلاف كثيرًا.
وسمع مِن: الحافظ محمد بْن المظفَّر، وطبقته.
ورحل بِهِ أَبُوهُ إلى الكوفة فسمّعه مِن ابن أَبِي السَّريّ
البكّائيّ.
وُلِد سنة ثمانٍ وستّين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وحضر دروسه [1] .
وقال الشّريف المرتضى أبو القاسم عليّ بْن الحسين المُوسَويّ: دخل
عليَّ أبو الحَسَن المَحَامِليّ مَعَ الشَّيْخ أَبِي حامد، ولم أكن
أعرفه، فقال لي الشَّيْخ أبو حامد: هذا أبو الحَسَن بْن المَحَامِليّ،
وهو اليوم أحفظ للفقه منيّ [2] .
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق في «الطبقات» [3] : تفقّه أبو الحسن على
الشّيخ أبي
__________
[ () ] للسبكي، ورقة 38، وطبقات الشافعية الكبرى، له 3/ 20، ومرآة
الجنان 3/ 29، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 381، 382، والبداية
والنهاية 12/ 18، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 177، 178 رقم 134،
والنجوم الزاهرة 4/ 262، وتاريخ الخلفاء 416، وشذرات الذهب 3/ 202،
وطبقات الشافعية لابن هداية الله 44، والأعلام 1/ 204، وكشف الظنون
351، 1130، 1366، 1541، 1606، 1810، وهداية العارفين 1/ 72، ومعجم
المؤلفين 2/ 74، 75.
[1] وقال في تاريخه 4/ 372: «أحد الفقهاء المجوّدين على مذهب الشافعيّ،
كان قد درس على أبي حامد الأسفراييني. وبرع في الفقه ورزق من الذكاء
وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه، ودرّس في حياة أبي حامد وبعده،
واختلف إليه في درس الفقه. وهو أول من علّقت عنه. وكان قد سمع من محمد
بن المظفّر وطبقته. ورحل به إلى الكوفة، فسمع من أبي الحسن بن أبي
السريّ وغيره. وسألته غير مرة أن يحدّثني بشيء من سماعه فكان يعدني
بذلك ويرجئ الأمر إلى أن مات، ولم أسمع منه إلّا خبر محمد بن جرير
الطبري، عن قصة الخراساني الّذي ضاع هميانه بمكة، ولا أعلم سمع منه أحد
غيري إلّا ما حدّثني ابنه أبو الفضل أن علي بن أحمد الكاتب قرأ عليه
رواية البغوي، عن أحمد بن حنبل الفوائد» .
[2] تاريخ بغداد 4/ 373.
[3] طبقات الفقهاء للشيرازي 108.
(28/367)
حامد الإسْفرائينيّ وله عَنْهُ تعليقة
تُنْسب إِليْهِ، وله مصنَّفات كثيرة في الخلاف والمَذْهب، ودرس ببغداد.
قلت: وتُوُفّي في ربيع الآخر، وتُوُفّي أبوه سنة سبْعٍ كما مرَّ.
174- أحمد بْن محمد بْن الحاجّ بْن يحيى [1] .
أبو العبّاس الإشبيليّ الشّاهد. نزيل مصر.
رحل في صغره، وسمع: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، والحسن بْن مروان
القَيْسَرانيّ، وأبا عليّ بْن هارون، وأبا القاسم عليّ بْن أبي
العَقِب، وأحمد بْن محمد بْن عُمَارة، وأبا الفوارس أحمد بْن محمد بْن
السنْديّ، وأحمد بْن أَبِي المَوت، وأحمد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق
بْن عتبة الرازي، والعبّاس بْن محمد الرّافقيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن
عَبْد الله بْن أَبِي دُجَانة الدّمشقيّ، وخلقًا سواهم بمصر، والشّام.
روى عنه: أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوابليّ [2] ، وعبد الرّحيم بْن
أحمد الْبُخَارِيّ، وأبو عَبْد الله القضاعيّ [3] ، وأبو إسحاق
الحبّال، وأبو الحَسَن الخِلَعيّ، وطائفة مِن المغاربة.
وقع لنا حديثه عاليا.
وخرّج لَهُ أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثني عَليْهِ الحبّال وقال:
مات في صفر.
175- أحمد بْن محمد بن أحمد بن إسماعيل [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحاجّ) في:
مسند الشهاب للقضاعي 1/ 171 رقم 248، ورقم 289 و 401 و 614، وجذوة
المقتبس 108، 109، والصلة 1/ 35، وبغية الملتمس 155، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 3/ 201، 202، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 453، والإعلام
بوفيات الأعلام 174، والعبر 3/ 119، وسير أعلام النبلاء 17/ 329- 331
رقم 201، وحسن المحاضرة 1/ 372، وشذرات الذهب 3/ 202، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 390، 391 رقم 205.
[2] الوابلي: بفتح الواو وكسر الباء الموحّدة وفي آخرها اللام. هذه
النسبة إلى وابل، وهو اسم الجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 12/ 2192) .
[3] في مسندة المعروف بمسند الشهاب.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الحربي) في: تاريخ بغداد 4/ 363 رقم 2221.
(28/368)
أبو بَكْر الحربيّ [1] ، المؤدب، المؤذّن.
كَانَ حَجّاجًا، كثير التّلاوة.
وسمع مِن: النّجّاد.
176- أحمد بْن محمد بْن أَبِي أسامة [2] .
القاضي أبو الفضل الحلبيّ.
أحد كُبَراء حلب.
قبض أسد الدّولة صالح بْن مرداس متولّي حلب عَليْهِ، ودفنه حيّا بقلعة
حلب [3] .
قَالَ الصّاحب أبو القاسم بْن العديم: ولمّا حفر المُلْك العزيز أساسَ
داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستّمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطْبقة،
وفيها رجلٌ في رِجْلَيه لِبَنَةُ حديد، فلا أشك أنّه هُوَ.
وهو أحمد بْن محمد بْن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُول بْن أَبِي أسامة. حدَّث عَنْ:
أَبِي أسامة جُنَادَة بْن محمد.
وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن: سليمان بن محمد بن سليمان
التّنوخيّ.
__________
[1] الحربيّ: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء
المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى محلّة، وإلى رجل، فأما النسبة إلى
المحلّة فهي الحربية، محلّة معروفة بغربي بغداد، بها جامع وسوق. قال
ابن السمعاني: وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد يقول:
إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحالّ يقال لها الحربية مثل النصرية
والشارسوك ودار البطيخ والعتابين، وغيرها، قال: كلها من الحربية.
(الأنساب 4/ 99) .
ومنهم من ينتسب إلى الجدّ. (الأنساب 4/ 101) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي أسامة) في:
زبدة الحلب لابن العديم 1/ 222 وفيه: «أبو أسامة عبد الله بن أحمد بن
عليّ بن أبي أسامة» ، ونهر الذهب للغزّيّ 3/ 68 وفيه «ابن أبي أسامة» ،
ولم يذكر اسمه.
[3] ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»
: يوجد في حوادث سنة 490 هـ. من (تاريخ حلب للعظيميّ 359) «وتولى قضاء
حلب القاضي الزوزني العجمي وسار رسولا إلى مصر واستناب موضعه ابن أبي
أسامة» .
وفي (زبدة الحلب 2/ 128) : «وولّى رضوان قضاء حلب في سنة تسعين القاضي
فضل الله الزوزني العجمي الحنفي، وسيّره رسولا إلى مصر، وناب عنه في
القضاء حال غيبته أبو الفضل أحمد بن أبي أسامة الحلبي» .
(28/369)
روى عَنْهُ: القاضي أبو الحسين أحمد بْن
يحيى بْن أبي جَرادة قاضي حلب.
ولى ابن أبي أُسامة قضاء حلب، وتمكّن في أيّام سديد الدّولة ثُعبان بْن
محمد الكتّاميّ أمير حلب، وموصوف الصَّقْلبيّ والى القلعة.
وكانا يرجعان إلى عقلة ورأيه. فلمّا حضر نوّاب صالح كَانَ ابن أبي
أُسامة في القلعة، فتسلّمها نوّاب صالح وقتلوا موصوفًا وابن أَبِي
أسامة. وقيل: بل دفنوه حيّا [1] .
177- أحمد بْن محمد بْن موسى [2] .
أبو الحسين البغداديّ الخيّاط [3] .
سمع منه أبو بَكْر الخطيب في هذا العام عَنْ عَبْد الصّمد الطّسْتي،
والنّجّاد، ووثَّقُه.
178- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الْحَسَن [4] .
أبو الفَرَج ابن المُسْلِمَة، البغداديّ العدْل.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن
علم، ودَعْلَج بْن أحمد.
قَالَ الخطيب [5] . كَانَ ثقة، يُمْلي كلَّ سنةٍ مجلسًا واحدًا في
المحرَّم.
وكان موصوفًا بالعقل والفضْل والبْرّ. وداره مَألَفٌ لأهل العلم.
__________
[1] الخبر ليس في: (زبدة الحلب) ، وهو في (بغية الطلب) لابن العديم.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 96 رقم 2492.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد: «الحناط» بالحاء المهملة والنون.
وهو: أبو الحسين البزار.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 5/ 67، 68 رقم 2441، والمنتظم 8/ 16، 17، والكامل في
التاريخ 9/ 341، وسير أعلام النبلاء 17/ 341، 342 رقم 210، والبداية
والنهاية 12/ 17، والجواهر المضيّة 1/ 296، 297، والنجوم الزاهرة 4/
260، والطبقات السنية 2/ رقم 342، وتاريخ التراث العربية 1/ 381 رقم
316.
[5] في تاريخ بغداد 5/ 67.
(28/370)
ولد سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وكان
صوّامًا كثير التّلاوة.
تُوُفّي في ذي القعدة رحمه الله.
روى عَنْهُ: الخطيب، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة.
وكان قد تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ الحنفيّ. وكان يصوم الدَّهر،
ويتهجَّد بِسُبْع القرآن.
قَالَ الخطيب [1] : حدَّثني رئيس الرُّؤساء أبو القاسم الوزير قَالَ:
كَانَ جدّي يختلف إلى درس أَبِي بَكْر الرّازيّ.
وقال لي الوزير إنّه رأى في النَّوم أبا الحَسَن القُدُوريّ.
فقال لَهُ: كيف حالك؟ فتغّير وجهه وطال [2] ، وأشار إلى صعوبة الأمر.
قلت: فكيف حال الشَّيْخ أَبِي الفَرَج؟ يعني جَدّه.
قَالَ: فعاد وجهه إلى ما كَانَ، وقال: ومن مثل الشَّيْخ أَبِي الفرج؟
ذاك. ثمّ رفعَ يده إلى السّماء.
فقلتُ في نفسي: يريد وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ 34: 37 [3] .
179- أحمد بْن محمد بْن الصّابونيّ [4] .
أبو الحَسَن البغداديّ.
سَمِعَ: عُمَر بْن جعفر بْن سَلْم، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
180- أحمد بْن يحيى بْن سهل [5] .
أبو الحسين المَنْبِجيّ الشاهد المقرئ النَّحْويّ. نزيل دمشق.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَبْد الله محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان، ونظيف
بن عبد الله المقرئ، وجماعة.
__________
[1] في تاريخ بغداد 5/ 67.
[2] العبارة في (تاريخ بغداد 5/ 68) : «فتغيّر وجهه ودقّ حتى صار كهيئة
الوجه المرئي في السيف دقّة وطولا» .
[3] سورة سبإ، الآية 37.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (أحمد بن يحيى) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 112، 113، وبغية الوعاة 1/ 395 رقم 786.
(28/371)
رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد الحنائي،
وعَلِيّ بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السلمي، وأبو سعد
السمان، وعبد العزيز الكتاني.
ووثقه الكتاني.
181- إبراهيم بن أحمد [1] .
أبو إسحاق السمان.
سمع: الإسماعيلي، وغيره.
182- أسد بن القاسم [2] .
أبو الليث الحلبي المقرئ.
إمام مسجد سوق النخاسين بدمشق.
حدث عَنْ: الفضل بْن جعفر المؤذن، ويوسف المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة [3] .
- حرف الحاء-
183- الحَسَن بْن عَبْد الله بْن مُسْلِم.
أبو عليّ الصقِلّيّ المقرئ.
رحل، وقرأ القراءات عَلَى: أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون، وعُمَر بْن
عراك، وأبي عَبْد الله بْن خُراسان.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ رجلًا صالحًا ذا حفظ ومعرفة، وصدق.
توفي بصِقِلية.
184- الحسين بْن سَعِيد بْن مهنّد [4] بْن مَسْلمة.
أبو عليّ الطّائيّ الشّيزريّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أسد بن القاسم) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 466.
[3] قال ابن عساكر: «وكانت له عناية بالحديث» .
[4] انظر عن (الحسين بن سعيد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 299 وفيه «المهندس» ، وهو غلط، والصواب ما أثبتناه
كما في الأصل، ومعجم البلدان 3/ 383.
[5] في (تهذيب تاريخ دمشق) : «الشيرازي» ، وهو تحريف، والصواب ما
أثبتناه كما في الأصل،
(28/372)
حدَّث عَنْ: يوسف المَيَانِجِيّ، وأبي
عَبْد الله بْن خالَوَيْه النَّحْويّ، وشاكر بْن دَعيّ.
روى عَنْهُ: عليّ الحِنَّائيّ، وأبو سَعْد السّمّان، وأبو القاسم عليّ
بْن محمد المَصيصيّ، وغيرهم.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي في رمضان. وكان يُتهم بالتَّشَيُّع. ولم أر
في عبادته وورعه مثله [1] .
185- الحسين بْن عَبْد الواحد الحذّاء المقرئ المجوّد [2] .
بغداديّ.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن جعفر بْن سَلْم الختّليّ [3] .
186- الحسين بن عليّ ابن الإسكاف [4] .
سَمِعَ: النّجّاد، وغيره.
وحدَّث في هذه السنة، وانقطع خبرُهُ.
- حرف الزاي-
187- زكريّا بْن يحيى بْن أفلح [5] .
أبو يحيى التّميميّ القُرْطُبيّ. ويعرف بابن العنّان.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرج.
__________
[ () ] فهو الشّيزريّ: بفتح الشين المعجمة وتقديم الزاي المفتوحة على
الراء المكسورة، نسبة إلى قلعة شيزر التي تشتمل على كورة بالشام قرب
المعرّة. (معجم البلدان) .
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 299.
[2] انظر عن (الحسين بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 8/ 61 رقم 4136.
[3] الختّليّ: قال ابن السمعاني: اختلف مشايخنا في هذه النسبة، بعضهم
كان يقول هي إلى ختلان بلاد مجتمعة وراء بلخ، وبعضهم يقول هي بضم الخاء
والتاء المنقوطة باثنتين مشدّدة، حتى رأيت أن الختّليّ بضم الخاء
والتاء المشدّدة، قرية على طريقة خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي
الدسكرة. (الأنساب 5/ 44) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (زكريا بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 191 رقم 436.
(28/373)
روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخَزْرجيّ.
188- زيادة بْن عليّ [1] .
التّميميّ النَّحْويّ. نزيل قُرْطُبَة.
كَانَ كبير القدر في علوم اللّسان، محكما للعربية.
أخذ النّاس عَنْهُ بقُرْطُبَة.
- حرف العين-
189- عَبْد الله بْن ربيع بْن عَبْد الله بْن محمد بْن ربيع بْن صالح
[2] .
أبو محمد التّميميّ القرطبيّ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بْن مُطَرَّف، وأحمد بْن
سَعِيد الصدفيّ، وأبي [3] عَبْد الله بْن مُفَرج، وجماعة كثيرة.
وحجَّ في الكُهُولة سنة إحدى وثمانين.
وسمع مِن: أَبِي بْن المهندس، وأبي محمد بْن أَبِي زيد الفقيه.
وكان ثَبْتًا صالحًا، دينًا قانتًا، يُعرف بابن يَنّوش.
حدَّث عَنْهُ: محمد بْن عَتّاب، وأبو محمد بْن حَزْم، وأبو عُمَر بْن
مهديّ المقرئ، وجماعة.
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
وكان ملازمًا للاشتغال.
190- عبد الله بن محمد بن عقيل [4] .
__________
[1] انظر عن (زيادة بن علي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 192 رقم 437 وفيه: «زيادة الله بن علي حسين (كذا)
التميمي الطيني، سكن قرطبة، يكنى: أبا مضر» .
[2] انظر عن (عبد الله بن ربيع) في:
جذوة المقتبس للحميدي 261، 262 رقم 551، والصلة لابن بشكوال 1/ 261،
262 رقم 581، وبغية الملتمس للضبيّ 344 رقم 923.
[3] في الأصل: «أبا» . وهو وهم.
[4] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ) في:
الأنساب 2/ 65.
(28/374)
أبو عَبْد الله [1] الباوَرِديّ [2] .
حدَّث عَنْ: أحمد بْن سَلْمان النّجّاد.
روى عَنْهُ: أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، والإصبهانّيون.
مات في رمضان [3] .
ومن رواته: أحمد بْن أشْتَة.
وهو أَبِيَوَرْدِيّ غُير فقيل البَاوَرْدِيّ.
سكن إصبهان.
وقع لنا حديثه بعُلُو. وهو معتزليّ، جَلْد، متحرق.
قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: ثنا عمّى عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: كتبتُ
عَنْهُ جزءين فقال لي: مِن لم يكن عَلَى مذهب الاعتزال فليس بمسلم.
فمزّقت ما كتبتُ عَنْه.
قلت: كَانَ الاعتزال في زمانه فاشيا بالعراق والعجم.
191- عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن سَعِيد بن مسعود [4] .
أبو بكر السّكّريّ.
خراسانيّ، نيسابوريّ، ثقة.
سَمِعَ: الأصمّ، وأبا حامد الحَسْنَويّ المقرئ، وأبا بَكْر محمد بْن
المؤمّل، ويحيى بْن منصور.
وببغداد: أبا عليّ بْن الصّوافّ، وابن خلاد النّصيبيّ.
وبمكّة: أبا إِسْحَاق الدُّبيليّ.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، ومنصور بْن إسماعيل بْن صاعد،
وأبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في شوّال [5] .
__________
[1] في (الأنساب) كنيته: «أبو محمد» .
[2] الباورديّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والواو وسكون الراء وفي
آخرها الدال. هذه النسبة إلى بلدة بنواحي خراسان يقال لها أبيورد،
وتخفّف ويقال: باورد.
[3] قال ابن السمعاني: توفي بعد سنة عشر وأربعمائة.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد السكري) في:
المنتخب من السياق 273 رقم 892.
[5] قال عبد الغافر: جليل ثقة مشهور، حدّث سنين على الصحة وخرّج له
الفوائد.
(28/375)
192- عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن عَبْد
الجبّار بْن أحمد بْن الخليل [1] .
القاضي أبو الحَسَن الهمَدانيّ الأَسَداباذيّ [2] .
شيخ المعتزلة، وصاحب التّصانيف.
عاش دهرًا طويلًا، وكان فقيهًا شافعيّ المذهب.
سمع مِن: أبي الحَسَن بْن سَلَمَة القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن حمْدان
الحلاب، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس، والزُّبَيْر بْن عبد الواحد
الأسداباذيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم عليّ بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن عليّ
الصَّيْمُريّ الفقيه، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسّر
المعتزلي، وآخرون.
ولى قضاء الرّيّ وبلادها. ورحلت إِليْهِ الطَّلبة، وسار ذكره. رحم الله
المسلمين.
وله تصانيف مشهورة.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الجبّار بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 113، والأنساب 1/ 225، 226، ودول الإسلام 1/ 247،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 219، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة
1/ 187 رقم 145، ولسان الميزان 3/ 386، وشذرات الذهب 3/ 202، والأعلام
4/ 47.
وانظر مصادر أخرى في ترجمته المختصرة التي تقدّمت في وفيات سنة 414 هـ.
برقم (138) .
[2] الأسداباذي: بفتح الألف والسين والدال المهملتين والباء المنقوطة
بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال. هذه النسبة إلى أسداباذ وهي بليدة
على منزل من همذان إذا خرجت إلى العراق. (الأنساب 1/ 224) .
[3] قال ابن السمعاني: «سمع الحديث وعمّر العمر الطويل حتى ظهر له
الأصحاب» . (الأنساب 1/ 225) .
وقال الخطيب: «كان ينتحل مذهب الشافعيّ في الفروع ومذاهب المعتزلة في
الأصول، وله في ذلك مصنّفات، وولي قضاء القضاة بالريّ، ومات قبل دخولي
الري في رحلتي إلى خراسان وذلك في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وأحسب أن
وفاته كانت في أول السنة» (تاريخ بغداد 11/ 113، 114) .
وقال الرافعي: «قاضي القضاة أبو الحسن تولّى القضاء بالري، وقزوين،
وأبهر، وزنجان، وسهرورد، وقم، ودنباوند، وغيرها» . وذكر نسخة تعيينه في
القضاء من إنشاء الصاحب إسماعيل بن عبّاد. وتاريخه في المحرّم سنة سبع
وستين وثلاثمائة. (التدوين 3/ 119- 125) .
(28/376)
193- عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ابن
الشّيخ أَبِي القاسم عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب [1] .
الهمَدانيّ الدّمشقيّ أبو القاسم.
روى عَنْ: جَدّه أَبِي القاسم عليّ، وأبي عَبْد الله بْن مروان.
روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر الزّاهد، وأبو القاسم الحِنَّائيّ، وعبد
العزيز الكتّانيّ.
وقال: كان ثقة مأمونًا.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
194- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد بْن أبي الميمون بْن راشد [2]
.
البَجَليّ الدّمشقيّ.
روى عَنْ: القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وعبد العزيز
الكتّانيّ.
195- عَبْد العزيز بْن محمد بْن جعفر بْن المؤمن [3] .
أبو القاسم التّميميّ العطّار البغداديّ، المعروف بابن شَبّان مِن
ساكني البصرة.
سَمِعَ: نعمان بْن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن قانع.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
توفي في رمضان.
__________
[ () ] وقال: «وله أمالي كثيرة سمع منه بعضها بالري وبعضها بقزوين سنة
تسع وأربعمائة. وكان ينتحل مذهب الشافعيّ رضي الله عنه في الفروع،
وقواعد المعتزلة في الأصول، وصنّف الكثير في التفسير والكلام، وغيرهما»
.
قال الخليل الحافظ في (الإرشاد) : كتبت عنه، وكان في حديثه ثقة لكنه
داع إلى الدعة لا تحلّ الرواية عنه. (التدوين 3/ 125) .
[1] انظر (عبد الرحمن بن الحسين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 493.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الواحد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 71.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 467 رقم 5644.
(28/377)
قلت: روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
196- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن ممّجة [1] .
أبو سعْد التّميميّ الإصبهانيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وكان يعرف ويفهم.
روى عَنْ: أَبِي الشَّيْخ، والقَبّاب [2] .
رحل وطَّوف، وأكثر. رحمه الله.
197- عَبْد الواحد بْن عُبَيْد الله بْن الفضل بْن شهريار الإصبهانيّ
[3] .
التّاجر أبو عليّ.
محتشم نبيل، خيّر.
كتب عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
تُوُفّي في رجب [4] .
198- عَبْد الوهّاب بْن عبد المُلْك بْن محمد بْن عَبْد الصّمد بْن
المهتدي باللَّه [5] .
أبو طَالِب الهاشميّ العبّاسي الفقيه.
شاميّ، يروي عَنْ: أَبِي عَبْد الله بْن مروان الدّمشقيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: الخَضِر بْن عُبَيْد الله المُرّيّ، وعبد العزيز الكتاني
وقال:
تُوُفّي في رمضان.
وكان فقيهًا يذهب إلى مذهب الأشعريّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] القبّاب: هو أبو بكر عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن فورك
المتوفى سنة 370 هـ.
والنسبة إلى عمل القباب التي هي كالهوادج. (الأنساب 10/ 38) .
[3] انظر عن (عبد الواحد بن عبيد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 106.
[4] قال أبو نعيم: شيخ ديّن محتشم، يرجع إلى فضل كثير وصلابة في
الدّين، روى عن الرازيين والأصبهانيين.
[5] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الملك) في:
تبيين كذب المفتري 240.
(28/378)
199- عبد الوهّاب بْن محمد بْن أيّوب [1] .
أبو زُرْعة الأَرْدَبِيليّ.
مات في رجب [2] .
200- عُبَيْد الله بن عبد الله بن الحسين [3] .
أبو القاسم ابن النّقيب البغداديّ الخفّاف.
رَأَى الشبْليّ، وسمع: أبا عَبْد الله بْن عَلَم الصَّفّار، وأبا
طَالِب بْن البُهْلُول.
قَالَ الخطيب [4] : كتبتُ عَنْهُ، وسماعه صحيح. وكان شديدًا في
السُّنَّة [5] .
قَالَ لي: ولدت سنة خمس وثلاثمائة [6] ، وأذكر المقتدر باللَّه.
قَالَ الخطيب [7] : وحدثني أبو القاسم عليّ بْن الحَسَن رئيس الرُّؤساء
أنّ أبا القاسم ابن النّقيب مكث كذا وكذا سنة يصلّي الفجر عَلَى وضوء
العِشاء، ويُحيى اللَّيلْ بالتَّهَجُّد، وكنتُ في جواره.
وقال الخطيب [7] : تُوُفّي في شَعْبان.
وله مائة وعشرين سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة.
وقال يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ: سمعتُ أبا محمد رزْق الله
التّميميّ يَقُولُ: أدركتُ مِن أصحاب ابن مجاهد أبا القاسم عُبَيْد
الله بن محمد الخفّاف.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في:
الأنساب لابن السمعاني 1/ 177.
[2] قال ابن السمعاني: كان شيخا زاهدا مات بفارس يوم الأحد الخامس من
رجب.
[3] أنتظر عن (عبيد الله بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 10/ 382، 383 رقم 5553، والمنتظم 8/ 18 رقم 33، والبداية
والنهاية 12/ 18.
[4] في تاريخه 10/ 382.
[5] وقال: «وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلّم شيخ الرافضة
وقال: ما أبالي أيّ وقت متّ بعد أن شاهدت موت ابن المعلّم» .
أقول: «ابن المعلّم» هو: محمد بن محمد بن النعمان، المعروف بالشيخ
المفيد، المتوفّى سنة 413 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في هذا الجزء برقم
(111) .
[6] في الأصل: «خمس وثلاثين» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد 10/ 383 حيث
أضافه بعدها:
ومات أبو بكر بن مجاهد في سنة أربع وعشرين، ولي تسع عشرة سنة» .
[7] في تاريخه 10/ 383.
(28/379)
وقرأت عَليْهِ سورة البقرة، وقرأها عَلَى
أَبِي بَكْر بن مجاهد.
201- عُبَيْد الله بْن عمر بْن عليّ [1] .
أبو القاسم المقرئ، البغدادي، ابن البقّال.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وأبا عليّ بْن الصّوافّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وقال [2] : سمعنا منه بانتقاء ابن أَبِي
الفوارس، وكان فقيهًا ثقة.
روى عَنْهُ: الثَّقَفيّ، والبَيْهَقيّ.
202- عليّ بْن الشَّيْخ أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [3]
السَّوْسَنْجِرْديّ [4] .
سَمِعَ: القَطِيَعيّ.
روى عَنْهُ: أبو الحسين بْن المهتدي باللَّه، وغيره.
هلك هُوَ وابنه وخلقٌ كثير بعَقَبَة واقِصَة [5] في صَفَر مِن
السُّنَّة، وتُعرف بسنة القَرْعاء [6] . سدَّت عليهم العرب الآبار
وعطَّلت القُلُب، فَعَاد الرَّكْب في الصَّيْف ولا ماء لهم، فهلكوا
جميعًا [7] .
203- عليّ بْن إبراهيم بْن يحيى [8] .
أبو محمد الدّقّاق، والد أَبِي الحسين الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي في صَفَر، ومولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قال الحبّال: سمعنا منه.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن عمر) في:
تاريخ بغداد 10/ 382 رقم 5552، والمنتظم 8/ 17، 18 رقم 32، والكامل في
التاريخ 9/ 341.
[2] في تاريخه.
[3] ذكر ابن السمعاني أباه (أحمد بن عبد الله بن الخضر من مسرور
المعدّل) في:
الأنساب 7/ 189.
[4] السّوسنجرديّ: بالواو بين السينين المهملتين، وسكون النون، وكسر
الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى قرية
بنواحي بغداد يقال لها سوسنجرد.
[5] معجم البلدان 5/ 354.
[6] معجم البلدان 45/ 325.
[7] انظر آخر حوادث السنة 415 هـ. في هذا الجزء.
[8] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/380)
204- عليّ بْن أحمد بْن عَبْدان بْن
الفَرَج بْن سَعِيد بْن عَبْدان [1] .
أبو الحَسَن الشّيرازيّ النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار، ومحمد بْن أحمد بْن محمويه
الأزْديّ، وأبا القاسم الطّبرانيّ، وأبا بكر محد بْن عُمَر
الْجِعَابيّ، وأباه، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم
القُشَيْريّ، وأبو سهل عَبْد المُلْك بن عبد الله الدّشتيّ [2] ،
وآخرون.
وحدّث بنواحي خراسان.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
وكان ثقة، وابوه حافظ عصره.
205- عليّ بْن عَبْد الله [3] .
أبو القاسم بْن الدّقيقيّ النَّحْويّ أحد الأعلام وصاحب المصنَّفات.
أخذ عَنْ: السيرافيّ، والفارسيّ، والرُّمّانيّ.
وتخرّج بِهِ خلْق.
مات في صفر بعد ابن السمْسِمانيّ بشهر، وله سبعون سنة.
206- عليّ بْن عَبْد الله بْن إبراهيم بْن أحمد [4] .
أبو الحَسَن الهاشميّ العِيسَويّ البغداديّ.
مِن وُلِد عيسى بْن موسى بْن محمد وليّ العهد بعد المنصور.
سَمِعَ أبو الحسن مِن: أَبِي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وموسى بن القاضي
إسماعيل بْن إِسْحَاق، وعبد العزيز بْن الواثق، وعثمان بْن السّمّاك،
وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد بن عبدان) في:
المنتخب من السياق 374 رقم 1247.
[2] الدّشتي: بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء
المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى الجدّ وإلى قرية. (الأنساب
5/ 314) .
[3] انظر عن (علي بن عبد الله الدقيقي) في:
الكامل في التاريخ 9/ 341 وفيه فقط: «ابن الدقّاق النحويّ» .
[4] انظر عن (علي بن عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخه بغداد 12/ 8، 9، والعبر 3/ 119، 120، والإعلام بوفيات الأعلام
174، وسير أعلام النبلاء 17/ 321، 322 رقم 194، وشذرات الذهب 3/ 203.
(28/381)
قَالَ الخطيب [1] : كتبنا عَنْهُ، وكان
ثقة. ولي قضاء مدينة المنصور ومات في رجب.
قلت: روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وطِرَاد.
207- عليّ بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الغفّار [2] .
أبو الحَسَن السمْسمانيّ اللُّغَويّ.
بغداديّ مِن كبار الأدباء.
أقرأ النّاس العربيّة، وسمع مِن: أَبِي بَكْر بْن شاذان، وأبي الفضل
بْن المأمون [3] .
ذكره القاضي شمس الدّين في وَفياته [4] ، وعاش سبعين سنة.
أخذ عَنْ: أَبِي عليّ الفارسيّ، والسيراميّ.
وتخرَّج بِهِ خلْق كثير [5] .
208- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بِشْران بْن محمد بْن
بِشْر [6] .
__________
[1] في تاريخه 12/ 8.
[2] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 12/ 10 رقم 6367، والكامل في التاريخ 9/ 341 وفيه: «أبو
الحسن عليّ بن محمد السمسمي الأديب» ، ووفيات الأعيان 2/ 312 رقم 442،
وإنباه الرواة 2/ 288، ومعجم الأدباء 14/ 58، والمختصر في خبار البشر
2/ 155، وفيه «السمساني» وهو غلط، وبغية الوعاة 2/ 343.
[3] قال الخطيب: «كتبت عنه وكان صدوقا» . (تاريخ بغداد 12/ 10) .
[4] وفيات الأعيان 3/ 312.
[5] قال ابن خلّكان: «وكان صدوقا، وكتب الكثير، وخطّه في غاية الإتقان
والصّحة، وتصدّر ببغداد للرواية وإقراء الأدب، وأكثر كتبه بخطّه، وحصلت
بعده عنده ابن دينار الواسطي الأديب وأدركها الغرق ففسد أكثرها» .
وقال أيضا: ولا أعرف نسبته إلى ماذا هي، وهي بكسر السينين المهملتين،
وسكون الميم الأولى وفتح الثانية وبالنون. ثم وجدت في (درّة الغوّاص)
للحريري (ص 84) ما مثاله:
ويقولون في النسبة إلى الفاكهة والباقلاء والسمسم: فاكهاني، وباقلائي،
وسمسماني، فيخطئون فيه، وبيّن وجه الخطأ، ثم قال بعد ذلك: ووجه الكلام
أن يقال في المنسوب إلى السمسم سمسمي، وتمّم الكلام إلى آخره. فلما
وقفت هذا علمت أن نسبة أبي الحسن المذكور إلى السمسم ...
[6] انظر عن (علي بن محمد الأموي) في:
تاريخ بغداد 12/ 98، 99 رقم 6527، والسابق واللاحق 86، والمنتظم 8/ 18،
19، والكامل في التاريخ 9/ 341 والعبر 3/ 120، ودول الإسلام 1/ 247،
والمعين في طبقات
(28/382)
أبو الحسين الأمويّ، البغداديّ المعدّل.
سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن محمد الْمَصْرِيّ،
وإسماعيل الصَّفّار، والحسين بْن صَفْوان، وأحمد بْن محمد بْن جعفر
الْجَوْزيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب [1] : كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا ثَبْتًا، تامّ المروءة،
طاهر الدّيانة.
ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفّي في شَعْبان [2] .
قلت: وروى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، والحسن بْن أحمد بْن البنّاء، وأبو
الفضل عَبْد الله بْن زكْريّا الدّقّاق، وعلي بْن عَبْد الواحد
المنصوريّ العباسيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، ونصر بْن أحمد بْن
البَطر، وطِراد بْن محمد الزَّيْنَبيّ، والحسين بْن أحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَن العُكْبَريّ، وخلْق سواهم.
209- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُزَاحم [3] .
أبو الحَسَن الدارانيّ المقرئ. صهر الأطْرُوش، ويُعرف أيضًا بابن نجيلة
الخراسانيّ.
روى عن: أَبِي عليّ عَبْد الجبّار، والدّارانيّ.
وعنه: أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ ووصفه بالصّلاح.
210- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الله [4] .
أبو الحَسَن الحذاء البغداديّ المقرئ.
سَمِعَ: أبا بحر بْن كَوْثر، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، وجماعة.
قَالَ الخطيب [5] : كتبنا عَنْهُ، وكان عالمًا بالقراءات صدوقًا.
حدَّثني الوزير أبو القاسم ابن المُسْلِمَة قَالَ: رَأَيْت أبا الحَسَن
الحذّاء، ثلاث مرّات، وكلّ مرّة
__________
[ () ] المحدّثين 123 رقم 1367، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وسير
أعلام النبلاء 174، وشذرات الذهب 3/ 203، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 380
رقم 315 وفيه وفاته في سنة 415 هـ.
[1] في تاريخه 12/ 98.
[2] قال ابن الأثير: توفي وعمره سبع وثمانون سنة. (الكامل 9/ 341) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن محمد الحذّاء) في:
السابق واللاحق 140، وتاريخ بغداد 12/ 98 رقم 6526، وغاية النهاية 1/
572 رقم 2320.
[5] في تاريخه.
(28/383)
يَقُولُ لَهُ الوزير: ما فعل الله بك؟
فيقول: غَفَرَ لِي.
211- عليّ بْن محمد بْن طَوْق بْن عَبْد الله [1] .
أبو الحَسَن ابن الفاخوريّ الدّمشقيّ، المعروف بالطّبرانيّ.
روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضيّ، وأبي سليمان بْن زَبْر،
وجماعة.
روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
ووثّقه الكتّانيّ، وقال: تُوُفّي في شَعْبان، وكان مُكْثِرًا.
212- عُمَر بْن أحمد بْن عُمَر [2] .
أبو سهل الصَّفّار الإصبهاني الفقيه الشّافعيّ.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن فارس، وأحمد بْن مَعْبَد السمسار.
روى عَنْهُ جماعة آخرهم موتًا أبو الفتح الحدّاد.
توفّي في ذي العقدة.
213- عُمَر بْن عَبْد الله بْن تَعْويذ [3] .
أبو حفص الدّلال.
بغداديّ.
رَأَى الشبْليّ رِحَمه الله وحكى عَنْهُ [4] .
214- عَمْرو بْن حديد [5] .
قَالَ الحبّال: عندي عنه، وهو رافضيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن طوق) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 343.
[2] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 358.
[3] انظر عن (عمر بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 11/ 271 رقم 6039، والمنتظم 8/ 18 رقم 34.
[4] وروى عنه شعرا.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/384)
- حرف الفاء-
215- الفضل بْن محمد بْن سمُّوَيْه [1] .
أبو القاسم الإصبهاني المقرئ.
في جُمَادَى الآخرة.
- حرف القاف-
216- الْقَاسِم بْن أَحْمَد بْن محمد الوليديّ الْجُرْجانيّ [2] .
تُوُفّي في ذي القِعْدة.
روى عن: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
- حرف الميم-
217- محمد بْن أحمد بْن إسماعيل [3] .
أبو عَبْد الله الدّمشقيّ البَزْرِيّ [4] الصُّوفيّ المقرئ.
سَمِعَ: أبا إسماعيل بْن زَبْر.
روى عَنْهُ: إسماعيل السّمّان، والكتّانيّ، وجماعة.
218- محمد بْن أحمد بْن عُمَر [5] .
أبو الحسين ابن الصّابونيّ، البغداديّ.
قَالَ الخطيب [6] : سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وأبا سليمان
الحرّانيّ. كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (القاسم بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 336 رقم 617.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد البزري) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 357.
[4] البزريّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاء، بعدها راء، هذه
النسبة إلى البزر وهو حبّ يعضر ويخرج منه الدهن للسراج، ويقال لمن يبيع
هذا الدهن البزري. (الأنساب 2/ 194) .
[5] انظر عن (محمد بن أحمد الصابوني) في:
تاريخ بغداد 1/ 318 رقم 210، والمنتظم 8/ 20 رقم 39.
[6] في تاريخه.
(28/385)
219- محمد بْن أحمد بن محمد بن أحمد بْن
شاذان [1] .
أبو صادق الصَّيْدلانيّ النَّيْسابوريّ الفقيه الأديب.
سَمِعَ مِن: الأصمّ، وابن الأخرم، وأحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ،
وغيرهم.
روى عَنْهُ: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم،
والثَّقَفيّ.
تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل.
220- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن الفرح بْن أَبِي طاهر [2] .
أبو عَبْد الله البغداديّ الدّقّاق.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله
بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ بانتقاء اللالكائيّ، وكان شيخًا
فاضلًا صالحًا، ثقة.
مات في شَعْبان وله اثنتان وثمانون سنة.
221- محمد بن إبراهيم [4] الأردستانيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد الصيدلاني) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 401 رقم 264.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الدقاق) في:
تاريخ بغداد 1/ 353 رقم 281، والمنتظم 8/ 20 رقم 40.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الأنساب 1/ 178، ومعجم البلدان 1/ 146، وسير أعلام النبلاء 17/ 428،
429 رقم 285.
ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد أضاف محقّقا «سير أعلام النبلاء» السيدان شعيب الأرنئوط ومحمد نعيم
العرقسوسي، إلى مصادر هذه الترجمة: تاريخ بغداد، والمنتظم، والعبر،
والنجوم الزاهرة، وشذرات الذهب.
وفي هذا نظر، فالمذكور في: «تاريخ بغداد» و «المنتظم» ممّن توفّي في
سنة 427 هـ.
والمذكور في «العبر» و «النجوم الزاهرة» ، و «شذرات الذهب» توفي سنة
424 هـ.
[5] الأردستاني: بفتح الهمزة والدال المهملة وسكون الراء بينهما. (هكذا
ضبطها ابن السمعاني في: الأنساب) وقيل بكسر الدال. (معجم البلدان
لياقوت) وقيل: بكسر الهمزة والدال.
(اللباب لابن الأثير) .
نسبة إلى أردستان، بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرّية، وهي على
ثمانية عشر فرسخا من أصبهان.
(28/386)
الأصبهانيّ، المقرئ الحافظ أبو جعفر.
__________
[ () ] وقد فرّق ابن السمعاني، وياقوت الحموي بين المتوفّى في هذه
السنة 415 هـ. والمتوفّى في سنة 427 أو 424 هـ.
وقد فرّق المؤلّف- رحمه الله- هنا أيضا بين الاثنين وأكّد على أنّ
سميّه الثاني توفي سنة 424 هـ.
أمّا في «سير أعلام النبلاء» فقد خلط بين الاثنين، وجعل شيوخ هذا مع
شيوخ ذاك، وكناه أولا بأبي بكر، ثم عاد وقال في آخر الترجمة: «يكنّى
أيضا بأبي جعفر» . ثم أرّخ وفاته بسنة 424 هـ.
وفي العودة إلى «تاريخ بغداد» لا نجد سوى ترجمة واحدة لمن يعرف
بالأردستانيّ في الجزء الأول، ص 417 رقم الترجمة 419، وهذا نصّها:
«محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الأردستاني ساكن أصبهان. كان رجلا
صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحجّ ماشيا، وحدّث ببغداد عن أبي الحسين
أحمد بن محمد الخفّاف النيسابورىّ، وأحمد بن عبدان الشيرازي، وأبي
الحسن الدارقطنيّ، وغيرهم من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان ثقة يفهم
الحديث. حدّثني أبو بكر الأردستاني بلفظه وبقراءتي عليه قال: أخبرني
أبو الحسين أحمد بن محمد الخفّاف بنيسابور ... (وساق حديثا بسنده، ثم
قال) : بلغنا أن أبا بكر الأردستاني مات بهمذان في سنة سبع وعشرين
وأربعمائة» .
وقد اختصر «ابن الجوزي» في «المنتظم» ج 8/ 90 رقم 104 ما جاء في تاريخ
بغداد، في وفيات سنة 427 هـ. ولم يذكر ترجمة أخرى.
وقد أفرد المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ترجمة في وفيات سنة 424 هـ.
بكتابه «العبر» ج 3/ 155 فقال:
«وأبو بكر الأردستاني، محمد بن إبراهيم، الحافظ العبد الصالح، روى صحيح
البخاري عن إسماعيل بن حاجب، وروى عن أبي حفص بن شاهين، وهذه الطبقة» .
وقد نقل «ابن العماد الحنبلي» هذه الترجمة عن «العبر» في «شذرات الذهب»
ج 3/ 227 في وفيات سنة 424 هـ.
ومثله فعل «ابن تغري بردي» في «النجوم الزاهرة» ج 4/ 279 مع اختلاف
يسير في الترجمة، فقال:
«وفيها توفي أبو بكر بن محمد بن إبراهيم الأردستانيّ، كان إماما زاهدا
فاضلا معدودا من كبار المشايخ، وله كرامات وأحوال» .
أما في «سير أعلام النبلاء» فقد طوّل المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ترجمة
الأردستاني، وأكّد أيضا على وفاته في سنة 424 هـ. فقال:
«الإمام الحافظ الجوّال، الصالح العابد، أبو بكر، محمد بن إبراهيم بن
أحمد الأردستاني.
سمع من عدد كثير، وحدّث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر بن المقرئ، ويوسف
القوّاس، وعمر بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، والقاسم بن علقمة
الأبهري، وإسماعيل بن حاجب الكشاني. وحدّث عنه ب «الصحيح» ولقي بعكّا
أبا زرعة المقرئ، وتلا على جماعة.
روى عنه: محمد بن عثمان القومساني، وابن ممان، وظفر بن هبة الله،
وغيرهم من الهمذانيين. وروى عنه أبو نصر الشيرازي المقرئ، والبيهقي في
كتبه، ووصفه بالحفظ.
قال شيرويه: كان ثقة، يحسن هذا الشأن، سمعت عدّة يقولون: ما من رجل له
حاجة من أمر
(28/387)
إمام محدّث، أديب، مقريء، واسع الرحلة.
__________
[ () ] الدنيا والآخرة يزور قبره ويدعو إلا استجاب الله له. قال:
وجرّبت أنا ذلك. وقد حدّث عنه في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ب «صحيح»
البخاري عبد الغفّار بن طاهر بهمذان.
قلت: هو ممّن فات ابن عساكر ذكره في تاريخه.
وكان مع علمه بالأثر قيّما بكتاب الله، رفيع الذكر، أخذ بالبصرة عن
أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، ويكنى
أيضا بأبي جعفر.
مات سنة أربع وعشرين وأربعمائة» . (سير أعلام النبلاء 17/ 428، 429 رقم
285) .
أما في «الأنساب» لابن السمعاني، فنجد ترجمتين لمن أسه «محمد بن
إبراهيم الأردستاني» أحدهما توفي سنة 415 هـ. كما في الترجمة أعلاه-،
والآخر توفي سنة 427 هـ.
قال «ابن السمعاني» في الترجمة الأولى- ج 1/ 178-:
«أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن داود بن سليمان الأديب الأردستاني، كانت
له رحلة إلى العراق والحجاز والشام، سمع أبا الشيخ الحافظ وأحمد بن
عبيد الله النهرديري البصري، وابن فنّاكي الرازيّ، وأبا القاسم ابن
حبابة البزّار، وأبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن غيلان الشيرازي، وأبا
بكر بن جشنس، وأبا الحسين الكلابي الدمشقيّ، وطبقتهم.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة، وأبو الفتح الحداد
الأصبهانيان.
وتوفي في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة» .
وقال في الترجمة الثانية (ج 1/ 178، 179) :
«وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الأردستاني الحافظ، كان
حافظا متديّنا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار
مصر، وخرج إلى خراسان، وبلغ إلى ما وراء النهر وكتب الكثير.
سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطنيّ، وأبا الحسين أحمد بن محمد بن عمر
الخفّاف، وأبا بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، وأبا حفص بن شاهين، وأبا
الفتح القوّاس، وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وغيرهم.
ذكره أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وقال: شاب مفيد حسن العشرة، كان جهد
في تتبّع الآثار وجدّ في جمع الأخبار بالعراق، وبخراسان، وما وراء
النهر، وأقام ببخارا سنين يكتب معنا فحصّل أكثر حديث بخارا، ثم رجع
فوجدت خبره في سنة أربع وأربعمائة عند الحافظ الجليل أبي عبيد الله بن
البيّع بنيسابور، ثم خرج إلى مصر فلم أسمع بخبره بعد ذلك.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في «تاريخ بغداد» فقال: أبو بكر
الأردستانيّ ساكن أصبهان، كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة ويحجّ
ماشيا، كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث.
وذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مندة في «كتاب أصبهان» فقال: أبو
بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني، أحد الحفّاظ، كان متّقيا متديّنا سافر
إلى خراسان وبغداد، ومات بهمذان يوم عاشوراء سنة سبع وعشرين وأربعمائة
يوم الثلاثاء» .
وقد ذكر «ياقوت الحموي» الترجمة الأولى باختصار في «معجم البلدان» 1/
146 ولم يذكر الترجمة الثانية.
أقول: يظهر من «الأنساب» لابن السمعاني أن هناك اثنين اسمهما «محمد بن
إبراهيم» وينسبان إلى «أردستان» ، والأول كنيته «أبو جعفر» وتوفي سنة
415 هـ. والثاني كنيته «أبو بكر» وتوفي
(28/388)
سَمِعَ: أبا الشَّيْخ، وأبا بَكْر بْن
المقرئ، وجعفر بْن فَنَّاكيّ.
وسمع بالبصرة: أحمد بْن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله
النَّهْرِدَيْريّ [1] .
وببغداد: ابن حُبَابَة، وأبا حفص الكتّانيّ.
وبدمشق: عَبْد الوهاب الكِلابيّ.
وبعكّا مِن: أَبِي زُرْعَة المقرئ.
وحدَّثَ ببغداد.
روى عنه: أبو نصر الشيرازيّ.
وتوفّي في ذي القِعْدة.
وأمّا سميّةُ في سنة أربعٍ وعشرين [2] .
222- محمد بْن أحمد [3] .
أبو عَبْد الله التّميميّ الْمَصْرِيّ الخطيب.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
روى عَنْ: أَبِي الفوارس الصّابونيّ، والعلاف.
223- محمد بن أحمد بن إسماعيل [4] .
__________
[ () ] سنة 427 هـ. والثاني هو المذكور في «تاريخ بغداد» ، و «المنتظم»
.
والملفت أنّ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- لم يذكر شيئا عن ترجمة
«الأردستاني» التي وردت في تاريخ بغداد، ولا عن صلته بالدارقطني، ولا
بكتابة الخطيب البغداديّ عنه، سواء في الترجمة هنا، أو في «العبر» أو
في «سير أعلام النبلاء» ، مما يرجّح أن المترجم له أعلاه هو غير
المترجم له في «تاريخ بغداد» ، و «المنتظم» ، وأنّ المؤلّف- رحمه الله-
خلط بين ترجمتين في «سير أعلام النبلاء» ، مع أنّه فرّق بينهما هنا.
والله أعلم بالصواب.
[1] النّهرديريّ: بفتح النون، وسكون الهاء والراء، وفتح الدال المهملة،
وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى نهر الدّير،
وهي قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة. (الأنساب 12/ 173) .
[2] وهو المذكور في: العبر، وسير أعلام النبلاء، والنجوم الزاهرة،
وشذرات الذهب، أما في:
تاريخ بغداد، والمنتظم، والأنساب، فسميّه توفي سنة 427 هـ. راجع
تعليقنا قبل قليل.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/389)
أبو بَكْر الفّراء المكفوف.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خلاد النَّصيبيّ، وطبقته.
وحدَّث بنَيْسابور.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
224- محمد بْن إدريس بْن محمد بْن إدريس بْن سليمان [1] .
الحافظ أبو بَكْر الشّافعيّ الْجَرْجَرائيّ [2] ، تلميذ محمد بْن أحمد
المفيد.
رحّال، جوّال.
سَمِعَ ببغداد مِن: أحمد بْن نَصْر الذّراع، وطبقته.
وبجُرْجان مِن: أبي بَكْر الإسماعيليّ.
وبإصبهان مِن: ابن المقرئ.
وبدمشق مِن: محمد بْن أحمد الخلال، وعثمان بْن عُمَر الشّافعيّ.
وببلْخ وأنطاكيةّ والنّواحي.
وسمع النّاس بانتخابه.
روى عنه: عَبْد الصّمد بْن إبراهيم الْبُخَارِيّ الحافظ، وهَنّاد
النَّسَفيّ، وأحمد بْن الفضل الباطِرْقْانيّ [3] ، وأبو بَكْر
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح العطّار، وأبو
حامد أحمد بن محمد بْن ماما الحافظ، وآخرون.
سكن بُخَارى في آخر عُمره، وكان موصوفًا بالمعرفة والحِفْظ، وما علمتُ
فيه جَرْحا.
تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل. ذكره ابن النّجّار [4] .
وأمّا ابن عساكر فذكره مجهولا [5] ، ولم يعرفه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في:
الأنساب 3/ 224، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 64، وسير أعلام
النبلاء 17/ 382، 383 رقم 243، والوافي بالوفيات 2/ 181، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 114، 115، وشذرات الذهب 3/ 203.
[2] الجرجرائي: نسبة إلى جرجرايا، وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد
وواسط.
[3] الباطرقاني: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باطرقان وهي إحدى قرى أصبهان.
(الأنساب 2/ 40) .
[4] في الأجزاء المفقود من «ذيل تاريخ بغداد» .
[5] في تاريخ دمشق 37/ 64.
(28/390)
225- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الفضل
الأزرق [1] .
أبو الحسين القطّان [2] ، بغداديّ، ثقة مشهور.
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عليّ بْن
حرب، وعثمان بن السّمّاك، وعبد الله بْن دُرُسْتُوَيه، والنّجّاد،
وطبقتهم.
وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالْكائيّ،
والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وآخرون.
قَالَ الخطيب [3] : قَالَ لي: ولِدتُ في شوّال سنة خمس وثلاثين
وثلاثمائة، وتوفّي في رمضان، وأنا بنَيْسابور وله ثمانون سنة.
226- محمد بْن الحسين بْن جرير [4] .
القاضي أبو بَكْر الدَّشْتيّ [5] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى [6] عَنْ سِنٍّ عالية.
سَمِعَ: محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ، وأحمد بْن هشام بْن
حُمَيْد البصْريّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد،
وأهل إصبهان.
227- محمد بْن حمزة بْن محمد بن المغلّس [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين القطّان) في:
السابق واللاحق 58، وتاريخ بغداد 2/ 249، والأنساب 10/ 186، والمنتظم
8/ 20، رقم 41، والتقييد لابن النقطة 62، 63 رقم 45، وسير أعلام
النبلاء 17/ 331، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وشذرات الذهب 3/ 203.
[2] قال ابن السمعاني: كان يسكن دار القطن ببغداد.
[3] في تاريخه 2/ 249.
[4] انظر عن (محمد بن الحسين بن جرير) في:
الأنساب لابن السمعاني 5/ 315، واللباب لابن الأثير 1/ 502.
[5] الدّشتي: بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء
المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى الجدّ وإلى قرية. قال ابن
السمعاني: نسب إلى قرية بأصبهان يقال لها دشتي.
[6] وقع في المطبوع من (الأنساب 5/ 315) : «وكانت وفاته في حدود سنة
عشرة وأربعمائة» ، بسقوط «ست» ، وهي مثبتة في (اللباب 1/ 502) .
[7] انظر عن (محمد بن حمزة) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/
421.
(28/391)
أبو عَبْد الله. ويقال: أبو الحسين
التّميميّ الدّمشقيّ، القطّان.
سَمِعَ مِن: المظفَّر بْن حاجب الفَرغَانيّ، وجُمَح بْن القاسم، ويوسف
المَيَانِجِيّ.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ،
وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.
قَالَ الكتّانيّ: كَانَ ثقة يذهب إلى التّشيُّع.
228- محمد بْن سُفْيان [1] .
أبو عَبْد الله القَيْرواني المقرئ.
مصنّف كتاب «الهادي في القراءات» .
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الطَّيّب عَبْد المنعم بْن غَلْبُون.
وتفقَّه عَلَى أَبِي الحَسَن القابِسِيّ.
وكان عارفًا بمذهب مالك.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ ذا فَهْم وحِفْظ وعَفَاف.
قلتُ: قرأ عليه: أبو بكر القصريّ، والحسن بن عليّ الْجُلُوليّ، وأبو
العالية البَنْدُونيّ، والزّاهد أبو عمرو عثمان بن بلال، وعبد الملك بن
داود القسطلانيّ، وأبو محمد عبد الحقّ الجلّاد، وآخرون.
وحدّث عَنْهُ: حاتم بْن محمد [2] ، والدّلائيّ، وغيرهما.
تُوُفّي بمدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أنْ حَجّ
في صفر [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن سفيان) في:
ترتيب المدارك 2/ 712، وفهرست ابن خير 24، 38، ومعرفة القراء الكبار 1/
380، 381 رقم 312، والوافي بالوفيات 3/ 114، وعيون التواريخ (مخطوط)
13/ 17، والديباج المذهب 2/ 235، وغاية النهاية 2/ 147 رقم 3038،
وشذرات الذهب 3/ 203، 204، وكشف الظنون 2026، والأعلام 7/ 16، ومعجم
المؤلفين 10/ 41.
[2] هو: حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاتم التميمي
الطرابلسي الأندلسي القرطبي، أصله من طرابلس الشام، توفي سنة 469 هـ.
انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/
67- 74 رقم 385.
[3] قال حاتم الطرابلسي: كان رجلا عاقلا فهما، حلوا متقلّلا، أشهر من
في المغرب في وقته بالقراءات، وأبصرهم بها.
وقال أبو الطيب الخلودي الفقيه: كان شيخنا أبو عبد الله ابن سفيان،
إماما فاضلا، وكان له اعتناء بعلم الحساب والهندسة. (ترتيب المدارك 2/
712) .
(28/392)
229- محمد بْن صالح بْن جعفر [1] .
أبو الحَسَن ابن الرّازيّ، البغداديّ القاضي.
روى عَنْ إسماعيل الخُطَبيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان فيما يقال معتزليا.
230- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد بْن الناصر لدين الله
الأمويّ [2] .
أبو عبد الرَّحْمَن الملقَّب بالمستكفي.
توثّب عام أوّل عَلَى ابن عمّه عَبْد الرَّحْمَن المستظهر، فقتله
وبايعه أهل قُرْطُبَة. وكان أحمق متخلفًا لا يصلح لصالحة. وطردوه
ونفوه، ثمّ أطعموه حشيشةً قتّالة، فمات لوقته.
231- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر [3] .
أبو بَكْر الإصبهانيّ المقرئ.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار المَدينيّ، وغيره.
روى عَنْه: أبو عبد الله الثَّقَفيّ.
ومات في رجب.
232- محمد بْن عُبَيْد الله بْن طاهر الحسينيّ الْمَصْرِيّ [4] .
مُكثر عَنْ: القاضي أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ، وابن رشيق.
233- محمد بْن الفضل بن جعفر [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 5/ 365 رقم 2891.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الأموي) في:
الحلّة السيراء 2/ 12، 13، وجمهرة أنساب العرب 100، 101، وجذوة المقتبس
للحميدي 26، 27، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ق 1 ج 1/ 433، 437،
وبغية الملتمس للضبيّ 33، والكامل في التاريخ 9/ 277، 278، والمغرب في
حلى المغرب 1/ 54، 55، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 141، وسير أعلام
النبلاء 3/ 230، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 55، 164، والوافي بالوفيات
3/ 230، وتاريخ ابن خلدون 4/ 152، وأعمال الأعلام 135، ونفح الطيب 1/
433، 437.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 3/ 157 رقم 1195، والأنساب 8/ 335.
(28/393)
أبو بَكْر الْقُرَشِيّ العبّادانيّ [1] .
روى عَنْ: فاروق الخطّابيّ، وغيره.
وهو مِن الصُّلَحَاء، وأبوه زاهد قُدوة لَهُ أتباع ورِباط.
وولده جعفر بْن محمد شيخ معمَّر تاجر.
روى عَنْ محمد: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجيّ [2] .
234- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن رجاء [3] .
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الأديب.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأبا عَبْد الله بْن الأخرم.
روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن.
تُوُفّي في رمضان.
وروى أيضًا عَنْ: أحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وأبي الحَسَن
الكارِزِيّ.
وانتخب عَليْهِ الحُفّاظ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
235- محمد بْن محمد بْن أحمد [4] .
أبو الحسين النَّيْسابوريّ، المعروف بابن أَبِي صادق.
حدَّث بمصر عَنْ: الأصمّ، وعبد الله بْن محمد بْن موسى الكعبيّ،
وغيرهما.
روى عنه: أبو نصر السجزي.
وورّخه الحبّال.
__________
[1] العبّادانيّ: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة،
والدال المهملة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى عبّادان
وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر.
(الأنساب) .
[2] قال الخطيب: «كان أبوه شيخ الصوفية في وقته، وله بالبصرة رباط ينسب
إليه بالقرب من مسجد الجامع. وأما أبو بكر فكان أحد المذكورين بالصلاح
والخير، وورد بغداد سنة أربعمائة، وحدّث بها عن يوسف بن يعقوب النجيرمي
... وكان صدوقا» .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/394)
- حرف الياء-
236- يوسف بن عبد الله الزجاجي [1] .
أبو القاسم الأديب.
جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللّغة والأديب والعربية، وفنونها. قليل
المثل، له شروح وتصانيف.
وكان عجبا في اللغة ودقائقها.
توفي لثمان بقين من رمضان بأستراباذ، وله ثلاث وستون سنة.
روى عَنْ: أَبِي أحمد الغِطْرِيفيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في:
تاريخ جرجان للسهمي، ومعجم الأدباء 7/ 308، وبغية الوعاة 422، وتاج
العروس 2/ 152، والأعلام 9/ 316، ومعجم المؤلّفين 13/ 312، وتاريخ
التراث العربيّ، المجلّد الثامن 424، 425.
(28/395)
سنة ست عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
237- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن جانْجان [1] .
أبو العبّاس الهمَدانيّ الصّرّام [2] المعدّل.
روى عَنْ: أبيه، والفضل الكِنْديّ، وأبي القاسم بن عبيد، وأبي بكر بن
السني الحافظ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيّع، وأبو بكر
البيهقيّ، وعليّ بن أحمد بن هشيم الصيرفي، والحسن بن محمد بن شاذي.
قال شيرويه: كان صدوقا. مات في ربيع الأول. وكان متعصبا للسنة.
وسمعت أبا طاهر المقرئ يَقُولُ: كَانَ يُصلّي طول اللّيل عليّ سطْحِ
داره، فكنتُ أهابُ مِن طول قامته حين يُصلّي.
وقال عَبْدُوس: كان أصحاب الحديث يقرءون الحديث عَلَى أَبِي العبّاس
ابن جانْجان فنعَس فمات فجأة، رحمه الله.
238- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بن يزداد [3] .
أبو علي غلام محسن الإصبهاني.
روى عن: أبي محمد بن فارس.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الصّرّام: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء. هذه النسبة إلى بيع
الصّرم، وهو الّذي ينعل به الخفاف واللوالك. (الأنساب 8/ 54) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/396)
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ،
وأخوه، وأبو الفتح الحدّاد، ما أرّخه يحيى بْن مَنْدَهْ. حدَّث في سنة
415.
239- أحمد بن طريف [1] .
أبو بكر بن الحطّاب القُرْطُبيّ المقرئ.
أخذ القراءة عرْضًا عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي الطَّيّب بْن
غلْبون، وأبي أحمد السّامريّ، وأبي حفص بْن عِراك.
سكن في الفتنة جزيرة ميورقة.
ومات في ربيع الأوّل عَنْ خمسٍ وسبعين سنة.
240- أحمد بْن عمر بْن سعيد [2] .
أبو الفتح الجهازيّ الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: بكير بْن الحَسَن الرّازيّ.
روى عَنْهُ: خَلَف الحوفيّ، وغيره.
241- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل بْن أبي دُرّة البغداديّ [3]
.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الله الخُراسانيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
242- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [4] .
أبو نصر الْبُخَارِيّ الفقيه.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن أحمد بْن خَنْب [5] .
243- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حمدون [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن طريف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 36 رقم 69 وفيه: «أحمد بن مطرف» ، وغاية النهاية
1/ 64 رقم 275.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 373 رقم 2246 وفيه كنيته: أبو بكر الحربي المعروف
بالسّقّاء.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] خنب: بفتح الخاء المعجمة وسكون النون. (المشتبه في أسماء الرجال 1/
180) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد الأشناني) في: المنتخب من السياق 82 رقم 77.
(28/397)
أبو بَكْر الأُشْنانيّ [1] النَّيْسابوريّ
الصَّيْدلانيّ.
ثقة، جليل، صالح عابد.
سمع الكثير مع السُّلَميّ، وروى عَنْ: الأصمّ، وأبي صالح المؤذّن،
وأحمد بْن محمد بْن إسماعيل.
تُوُفّي يوم عَرَفة [2] .
244- إِسْحَاق بْن محمد بْن يوسف [3] .
أبو عبد الله السُّوسيّ [4] النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن محمد عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبا
جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغداديّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وغيره.
وكان ثقة رضيا، صالحًا، نبيلًا.
- حرف الحاء-
245- حسّان بْن مالك بْن أَبِي عَبْدَة [5] .
أبو عَبْدَة القُرْطُبيّ.
كَانَ مِن جِلّة الأدباء.
أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ.
وتُوُفّي في شوّال [6] .
__________
[1] الأشنانيّ: بضم الألف وسكون الشين المنقوطة وفتح النون الأولى وكسر
الثانية، هذه النسبة إلى بيع الأشنان وشرائه.
[2] قال عبد الغافر: ثقة من كبار الصالحين ومن مجاوري مسجد أبي بكر
المطرّز.
[3] انظر عن (إسحاق بن محمد السوسي) في:
تاريخ بغداد 6/ 403 رقم 3463.
[4] السّوسيّ: بالواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة، والأخرى
مكسورة. هذه النسبة إلى السّوس والسّوسة. (الأنساب 7/ 189) .
[5] انظر عن (حسّان بن مالك) في:
جذوة المقتبس للحميدي 196، 197 رقم 380، وبغية الملتمس للضبّي 270، 271
رقم 662، ومعجم الأدباء 7/ 221- 225، ومطمح الأنفس للفتح بن خاقان 26،
27، وبغية الوعاة 1/ 238، ومعجم المؤلفين 3/ 192.
[6] قال الحميدي، والضبّي: من الأئمة في اللغة والآداب، ومن أهل بيت
جلالة ووزارة، وذكرا له
(28/398)
246- الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو عليّ الصّائغ.
مصريّ، سَمِعَ: الدارقطني.
247- الحسين بْن أحمد بْن موسى [2] .
أبو القاسم بْن السمْسار، الدّمشقيّ المعدّل ابن أخي أَبِي العبّاس،
والحسن.
حدَّث عَنْ: عمه أبي العبّاس، وعلي بْن أَبِي العَقِب، وأبي زيد
المروزيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعْد السّمّان، والكتّانيّ.
248- الحسين بْن عليّ بْن الحَسَن بْن محمد بْن سَلَمَة [3] .
أبو طاهر الكعبيّ الهمَدانيّ.
روى عَنْ: الفضل الكِنْديّ، وأبي بَكْر بْن السُّنّيّ، وأبي بَكْر
الإسماعيليّ، وأبي إِسْحَاق المُزَكّيّ، والقَطِيَعيّ، وعبد الله بْن
عدي الحافظ، وأبي بحر البرْبَهاريّ، وأبي عَمْرو بْن حمدان.
ورحل إلى النّواحي.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، ومحمد بْن عيسى، ومحمد بْن
الحسين الصُّوفيّ، وأبو عليّ أحمد بن طاهر القومسانيّ، ويحيى وثابت
ابنا عَبْد الرَّحْمَن الصّائغ، وأبو طَالِب بْن هُشَيْم الصَّيْرفيّ،
وآخرون.
مِن شيوخ شِيرَوَيْه: وقال: كَانَ صدوقًا صحيح السَّماع، كثير الرحلة
[4] .
__________
[ () ] شعرا.
وقد وقع في: الجذوة والبغية أنه مات بالأندلس سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة!
وهذا وهم، والصواب: ثلاث عشرة وأربعمائة.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسين بن أحمد بن موسى) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 289.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في:
التقييد لابن النقطة 251، 252 رقم 306، وسير أعلام النبلاء 17/ 435 رقم
290.
[4] التقييد 252.
(28/399)
سَمِعْتُ ثابت بْن الحسين بْن شراعة
يَقُولُ: لمّا مات أبو طاهر بْن سَلَمَة دخل أَبِي إلى البيت فقال:
غربت شمس أصحاب الحديث.
فقلت: لماذا؟
فقال: مضى لسبيله الشيّخ أبو طاهر.
مولده سنة أربعين وثلاثمائة. وتوفّي في ذي القِعْدة [1] .
- حرف الخاء-
249- الخصيب بْن عَبْد الله بْن محمد بْن الحسين بْن الخصيب [2] .
أبو الحَسَن بْن أَبِي بَكْر القاضي.
مصريّ، ثقة.
حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وعثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن
يعقوب بْن الجراب، وعبد الكريم بْن النَّسائيّ، وأبي عَبْد الله محمد
بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان الدّمشقيّ، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذَك،
ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كريمة الصَّيْداويّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ، وأبو عبد الله
الصُّوريّ، وأبو علي الأهوازيّ، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ،
وهبة الله بْن إبراهيم الصّوافّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، والخِلَعيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] التقييد 252.
[2] انظر عن (الخصيب بن عبد الله) في:
مسند الشهاب للقضاعي 1/ 58 رقم 39، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي
17، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 1/ 245، والإكمال لابن ماكولا
3/ 40 (نقلا عن كتاب الإستدراك لابن النقطة) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 12/ 454 و 37/ 288 و 43/ 572، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 141،
ومعرفة القراء الكبار (طبعة مصر) 1/ 257، والعبر 3/ 121 وفيه: «الحصيب»
بالحاء المهملة، وسير أعلام النبلاء 17/ 349 رقم 217، وشذرات الذهب 3/
204 وفيه «الحصيب» بالحاء المهملة، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 2/ 208 رقم 557.
(28/400)
- حرف السين-
250- سابُور بْن أَرْدَشير [1] .
الوزير.
وزر لبهاء الدّولة بْن عَضُد الدّولة. وكان شَهْمًا مَهِيبًا، ذا رأى
وحزمٍ وخبرة.
وكان بابه محطّ الشُّعراء.
مدحه الكاتب أبو الفرج البَبَّغاء، وجماعة.
وقد صُرِف عَنْ الوزارة، ثمّ أُعيد إليها.
وتوفّي ببغداد [2] .
- حرف الصاد-
251- صالح بْن إبراهيم بْن رِشْدين الْمَصْرِيّ [3] .
أبو عليّ.
روى عَنْ: العبّاس بْن محمد الرّافقيّ.
وعنه: خَلَف بْن أحمد الحوفيّ.
__________
[1] انظر عن (سابور بن أردشير) في:
يتيمة الدهر للثعالبي 3/ 124- 131، والمنتظم 8/ 22، 23 رقم 42، والكامل
في التاريخ 9/ 350، ووفيات الأعيان 2/ 354- 356 رقم 255، وسير أعلام
النبلاء 17/ 387 رقم 247، والبداية والنهاية 12/ 19.
و «سابور» بفتح السين المهملة وضمّ الباء الموحّدة وبعد الواو راء.
والأصل فيه: «شاه بور» فعرّب لأنّ الشاه بالعجمي: الملك، وبور: ابن،
فكأنه قال ابن الملك، وعادة العجم تقديم المضاف إليه على المضاف، وأول
من سمّي بهذا الاسم سابور بن أردشير بن بابك بن ساسان أحد ملوك الفرس.
(وفيات الأعيان 2/ 356) .
و «أردشير» : بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الدال المهملة وكسر الشين
المعجمة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها راء. قاله الدارقطنيّ
الحافظ، وقال غيره: معناه دقيق حليب، وقيل:
معناه دقيق وحلو. وقال بعضهم: «أزدشير» بالهمزة والزاي، وهو لفظ عجمي،
و «أرد» عندهم:
الدقيق. و «شير» : الحليب. و «شيرين» : الحلو. (وفيات الأعيان) .
[2] قال ابن الأثير: وكان كاتبا سديدا، وعمل دار الكتب ببغداد سنة إحدى
وثمانين وثلاثمائة، وجعل فيها أكثر من عشرة آلاف مجلّد، وبقيت إلى أن
احترقت عند مجيء طغرلبك إلى بغداد سنة خمسين وأربعمائة. (الكامل 9/
350) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/401)
252- صالح الحسيني الْمَصْرِيّ [1] .
قَالَ الحبّال: سمعنا منه، عَنْ ابن الْجُراب.
- حرف العين-
253- عَبْد الله بْن بَكْر بْن المُثَنّى [2] .
أبو العبّاس السَّهْميّ المدنيّ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر الآجُريّ، وعبد الله بْن الورد، والحسن بْن
رشيق.
وكان رجلًا صالحًا ذا رواية واسعة.
قِدم الأندلس مَعَ والده تاجرًا، وحدَّث بها إلى هذا العام.
254- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن حبْشان بْن مسعود [3] .
أبو محمد الهمَدانيّ العدْل.
روى عَنْ: أبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن عبيد، وحامد بْن محمد
الرّفّاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي بن محمويه الفسوي،
وجماعة.
قال شيرويه: روى عنه: محمد بن عيسى، وابن نمر. وثنا عَنْهُ: أبو
الفَرَج عَبْد الحميد البَجَليّ، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعبد
المُلْك بْن عَبْد الغفّار.
وهو صدوق.
255- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن محمد بْن سَعِيد [4] .
أبو محمد التُّجَيْبيّ الْمَصْرِيّ، البزّاز، المعروف بابن النّحّاس.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 16، وموضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 139،
تاريخ بغداد 2/ 289، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 35 رقم 1 و 1/ 38 رقم 4
ورقم 5 و 13 و 17 و 8/ 199 و 34 و 35 و 59 ومواضع كثيرة، والتقييد لابن
النقطة 338 رقم 409، والعبر 3/ 121، 122، وسير أعلام النبلاء 17/ 313،
314 رقم 190، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1368، والإعلام
بوفيات الأعلام 175، والنجوم الزاهرة 4/ 263، وحسن المحاضرة 1/ 373،
وشذرات الذهب 3/ 204.
(28/402)
مُسْنَد ديار مصر في وقته.
وكان الخطيب قد هَمّ بالرحلة إِليْهِ لعُلُوّ سنَدَه.
سَمِعَ: أبا سَعِيد أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأبا
الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المَدِينيّ، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي
مطر الإسكندرانيّ، والفضل بْن وهْب، ومحمد بْن وردان العامريّ، ومحمد
بن بشر العكريّ، والحسن بن مليح الطّرائفيّ، ومحمد بن أيّوب بن
الصّموت، وأحمد بن محمد بن السّنديّ، وعثمان بن محمد السَّمَرْقَنْديّ،
وأحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وفاطمة بِنْت الرَّيّان، وأحمد
بْن بَهْزاد السَّيرافيّ، وخلْقًا سواهم بمصر، والحرمين.
وله مشيخة في جزءين.
روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، ومحمد بْن علي الصوري، وعبد الرحيم بن
أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بْن سَعِيد الدّانيّ، وأبو إِسْحَاق
الحبّال، وأحمد بن أبي نصر الكوفانيّ [1] الهرويّ كاكو، وخلف بْن أحمد
الحوفيّ، والحسين بْن أحمد العدّاس، وأبو عَبْد الله محمد بْن سَلامة
القُضاعيّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
قَالَ الحبّال: تُوُفّي ليلة الثُّلاثاء عاشر صَفَر.
قلت: وأوّل سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وحديثه أعلي [2] ما
في «الخِلَعيّات» . وكان مولده في ليلة النّحر سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة [3] .
256- عَبْد الرّحيم بْن عَبْد الله بْن محمد بْن عَبْدَش [4] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ السمْسار، صالح عفيف، ثقة.
حدَّث عَنْ: أَبِي العبّاس الصبْغيّ، وأبي الحَسَن السّرّاج، وأبي
عَمْرو بْن مطر.
__________
[1] الكوفاني: نسبة إلى كوفان، وهي قرية بهراة. (معجم البلدان 4/ 490)
.
[2] في الأصل: «أعلا» .
[3] وجاء في «التقييد» إنه توفي في أول سنة 415 هـ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
المنتخب من السياق 321، 322 رقم 1059.
(28/403)
وعنه: أحمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ
المقرئ، وعبيد الله بن عبد الله الحسكانيّ [1] .
وتوفّي في شَعْبان.
257- عليّ بْن أحمد بْن نُوبَخْت [2] .
أبو الحَسَن.
مصريّ، شاعر، محسن، فقير، قليل الحظّ.
تُوُفّي بمصر في شَعْبان.
258- عليّ بْن الحَسَن بْن خليل [3] .
القاضي أبو الحسين الْمَصْرِيّ الفقيه الشّافعيّ.
تُوُفّي في صَفَر.
قَالَ الحبّال: هُوَ مِن كبار تلامذة إسماعيل الحدّاد الفقيه.
259- عليّ بْن محمد بْن فَهْد [4] .
أبو الحسين التَّهاميّ الشّاعر.
لَهُ ديوان صغير، فمن شِعْره:
أعطى وأكثر واسْتقلّ هِبَاته ... فاستحيت الأَنْواءُ وهي هواملُ
فاسمْ السَّحاب لَدَيْه وهو كنهور ... آلٌ وأسماء البحور جداول [5] .
__________
[1] وهو قال: سألته عن مولده فقال: أنا في السبعين حججت ثلاث حجّات،
ويخدمني أحد وثلاثون من الأولاد والأحفاد.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن فهد) في:
تتمّة يتيمة الدهر 1/ 37، ودمية القصر للباخرزي 1/ 135- 153، والذخيرة
في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ق 4 ج 2/ 537- 549، ووفيات الأعيان 3/
378- 381، والمختصر في أخبار البشر 2/ 155، 156، والعبر 3/ 122،
والإعلام بوفيات الأعلام 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 381، 382 رقم
242، وتاريخ ابن الوردي 1/ 337، 338، والوافي بالوفيات 22/ 116- 128
رقم 67، والدّرّة المضيّة 600، ومرآة الجنان 3/ 30، والبداية والنهاية
12/ 19، 20، والنجوم الزاهرة 4/ 263، وشذرات الذهب 3/ 204، وهدية
العارفين 1/ 686، وديوان الإسلام 2/ 23 رقم 592، والأعلام 4/ 327.
وانظر ديوانه من منشورات المكتب الإسلامي.
[5] البيتان ليسا في الديوان.
(28/404)
وله في ولده:
حُكْمُ المَنِيَّة في البريَّة جارِي ... ما هذه الدّنيا بدار قَرَار
منها:
إنّي لأَرْحَمُ حاسِدِيَّ لحرٌ ما ... ضمَّتْ صُدُورُهُم مِن الأوغارِ
[1] .
نظروا صنيعَ اللَّه بي فعيونُهُم ... في جنّةٍ وقلوبُهُم في نار
ومكلّف الأيّام ضدَّ طِباعها ... متطلّبٌ في الماء جَذْوة نارِ
طُبِعتْ عَلَى كدرٍ وأنت تريدُها ... صَفْوًا [2] مِن الأقذاء
والأقدارِ
وإذا رَجَوْتَ المستحيلَ فإنّما ... تبني الرَّجاء عَلَى شفيرٍ هارِ
منها:
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّهُ ... شَتَّانَ بين جوارِهِ وجواري
منها:
وتَلَهُّبُ الأَحْشاء شيَّب مَفْرِقي ... هذا الشُّعاع [3] شِواظُ
تِلْكَ النّارِ [4] .
وبَلَغَنَا أنّ التهَاميّ وصل إلى مصر خفْيَةً ومعه كُتُب حسّان بْن
مفرج إلى بني قُرة فظفروا بِهِ، فقال: أَنَا مِن بني تميم. ثمّ عرفوا
أنّه التهَاميّ الشّاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود. ثمّ قتلوه سرًا
بعد أيّام، وذلك في جُمَادَى الأولى سنة ستّ عشرة.
وكان يتورَّع عَنْ الهجاء، بحيث أنّه يمتنع مِن كتابة شِعرٍ فيه هَجْو.
ذكره ابن النّجّار وشاد مِن نَظْمه وساق منه، وقال: وُلِد باليمن وطرأ
إلى الشّام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصّاحب بْن عَبّاد وصار
مُعْتَزليّا. ثمّ ردّ إلى الشّام.
__________
[1] الأوغار: جمع وغر، بفتح الواو وسكون الغين، وهو الحقد والغيظ.
[2] في الأصل: «صفرا» ، والتصحيح من الديوان.
[3] في الديوان- ص 55: «هذا الضياء» .
[4] الأبيات بتقديم وتأخير من قصيدة طويلة في الديوان- (الطبعة
الثانية) - ص 47- 57.
(28/405)
ثمّ ولي خطابة الرَّمْلة، وزعم أنّه
عَلَويّ، رحمه الله.
- حرف الغين-
260- غَيْلان بْن محمد بن إبراهيم بْن غَيْلان بْن الحَكَم [1] .
أبو القاسم الهمَدانيّ البغداديّ، أخو المسند أَبِي طَالِب محمد بْن
مُحَمَّد.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الخالق بْن أبي رُوبا، ودَعْلَج بْن
أحمد.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ. وكان ثقة.
مات في شَعْبان.
- حرف الفاء-
261- الفضل بْن عُبَيْد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار [2] .
أبو القاسم التّاجر الإصبهانيّ.
سَمِعَ مِن: عمّ أَبِيهِ الفضل بْن عليّ شَهْرَيار، وعمر بْن محمد
الْجُمَحِيّ المكّيّ، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وعبد الله بْن جعفر
بْن فارس، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
وتُوُفّي في شوّال.
روى عنه: الثَّقَفيّ، وأحمد بْن عَبْد الغفّار بْن أشتة، وأبو عَمْرو
عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، ومحمد بْن أحمد ابنا السُّوذَرْجانيّ [3]
.
- حرف القاف-
262- قُراتِكين [4] .
أبو مُنْصف التُّرْكيّ الوزيريّ، مولى الوزير ابن كلّس.
__________
[1] انظر عن (غيلان بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 333 رقم 6781.
[2] انظر عن (الفضل بن عبيد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 157، وسير أعلام النبلاء 17/ 398، 399 رقم 260.
[3] السّوذرجانيّ: بضم السين المهملة، والذال المفتوحة المعجمة، وسكون
الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، وهي من قرى أصبهان.
(الأنساب 7/ 185) .
[4] انظر عن (قراتكين) في:
الكامل في التاريخ 8/ 79، 119، 124، 131، 210، 211، 492.
(28/406)
كَانَ صالحًا زاهدًا.
روى عَنْ: هشام بْن أَبِي خليفة، وعَتيق بْن موسى الأزديّ.
- حرف الميم-
263- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب [1] .
أبو الحسين الواسطيّ، الفقيه العدْل.
سمع: بَكْر بْن أحمد بْن محْميّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل النَّحْويّ.
تُوُفّي في شوّال [2] .
264- محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن المحبّ [3] .
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الدّقّاق.
سَمِعَ: أبا الحَسَن الكارِزِيّ، ويحيى بْن منصور القاضي.
265- محمد بْن جبريل بْن ماحٍ [4] .
أبو منصور الهَرَويّ الفقيه.
تُوُفّي في رمضان.
سَمِعَ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وحامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بْن
حَيَّوَيْهِ الكرْجيّ الهمَدانيّ.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بْن عليّ العُمَيْريّ.
266- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد الله بْن يحيى بْن تونس
الطّائيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الطيب) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 93، 74 رقم 75.
[2] قال الحوزي: «سمع أبا الحسين عبد الحميد بن موسى القتّاد وطبقته،
وأملى في الجامع بواسط، وكان يتكلّم على الأحاديث، لا من طريق الصحيح
والسقيم ولا الجرح والتعديل، ولكن من طريق الوعظ والفقه، فإنه كان
فقيها حنيفا من أصحاب الرازيّ أبي بكر أحمد بن علي. توفي سنة سبع عشرة.
آخر من حدّث عنه شيخنا أبو تمّام علي بن محمد الكسائي» .
أقول: يقتضي نقل هذه الترجمة إلى وفيات السنة التالية حسب رواية
الحوزي.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله) في:
(28/407)
الدّارانيّ، القطّان، المعروف بابن الخلال
الدّمشقيّ.
حدَّث عَنْ: خَيْثَمَة، وأبي الميمون راشد، وأبي الحَسَن بْن حَذْلَم،
وأبي يعقوب إسحاق بْن إبراهيم الأَذْرعيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عليّ، وإبراهيم ابنا الحِنَّائيّ، وأبو [1] عليّ الأهوازي،
وأبو سعْد السّمّان، والقاضي أبو يَعْلَى بْن الفرّاء، وعبد الواحد بْن
عليّ البُرّيّ، وعبد الله بْن إبراهيم بْن كُبيبة النّجّار، وعليّ بْن
أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة كبيرة.
كنيته: أبو بَكْر، وكان صالحًا زاهدًا.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا أبو بَكْر القطّان في رابع عشر ربيع
الأوّل، وكان قد كُفَّ بَصَرُهُ في آخر عمره [2] .
وكان ثقة نبيلًا، مضى عَلَى سَدادٍ وأمرٍ جميل، رحمه الله.
267- محمد بْن الفضل بْن محمد بْن جعفر بْن صالح [3] .
أبو بَكْر البلْخي، المفسّر، المعروف بالرّوّاس.
صنَّف «التّفسير الكبير» .
وروى عَنْ: أحمد بْن حمْد بْن نافع، والحسين بْن محمد بْن الحسين،
ومحمد بْن عليّ بْن عَنْبَسَة.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بن حيدر، وغيره.
__________
[ () ] من حديث خيثمة الأطرابلسي 45 رقم 80، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 3/ 18 و 38/ 322، والعبر 3/ 122، وسير أعلام النبلاء 17/
399 رقم 261، والوافي بالوفيات 3/ 230، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 224 رقم 1469.
[1] في الأصل: «وأبي» .
[2] تاريخ دمشق 38/ 322.
[3] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
الأنساب 6/ 172، والتحبير لابن السمعاني 1/ 554 وفيه «محمد بن الفضل بن
أميرك الرأس» ، واللباب 1/ 478، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 67،
والوافي بالوفيات 4/ 322، والجواهر المضيّة 2/ 101، وطبقات المفسّرين
للسيوطي 38، وكشف الظنون 1393، ومعجم المؤلفين 11/ 129، 130، ومشايخ
بلخ من الحنفية 1/ 55، 56 وفيه وفاته سنة 413 هـ.
وص 69 رقم 66 وفيه وفاته سنة 319 هـ.
(28/408)
قَالَ أبو سعْد السّمْعاني: تُوُفّي سنة
خمس عشرة أو سنة ستّ عشرة وأربعمائة.
268- محمد بْن أَبِي نصر محمد بْن الحَسَن بْن سليمان [1] .
أبو بَكْر المعدانيّ [2] الإصبهانيّ، الفقيه الواعظ.
سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وأبا
الشَّيْخ، وأبا بَكْر القبّاب، وإبراهيم بْن محمد الخصيب، ومحمد بْن
عَبْد الله بْن سيف، وغيرهم.
وأملي مجالس.
روى عَنْهُ: أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، وأبو طَالِب أحمد بْن
محمد الكُنْدُلانيّ [3] .
تُوُفّي ليلة النَّحْر.
269- محمد بْن محمد بْن يوسف [4] .
أبو عاصم الزّاهد المعدّل، المعروف بالمَزيديّ.
سَمِعَ بهَرَاة مِن: حامد الرّفّاء.
روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ.
270- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب التّميميّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] المعداني: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الدال المهملة،
وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى معدان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب
إليه. (الأنساب 11/ 393) .
[3] الكندلانيّ: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى كندلان، وهي قرية من قرى أصبهان، ومنها أبو طالب
هذا. (الأنساب 10/ 485، 486) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
ترتيب المدارك 2/ 733، 734، وفهرست ابن خير 93، 242، 267، والصلة لابن
بشكوال 2/ 505- 507، وبغية الملتمس للضبيّ 146 رقم 319، ومعجم الأدباء
19/ 108، 109، والعبر 3/ 122، الإعلام بوفيات الأعلام 175، وسير أعلام
النبلاء 17/ 44، 445 رقم 298، والوافي بالوفيات 5/ 196، ومرآة الجنان
3/ 29، والديباج المذهب 2/ 237، 238، والنجوم الزاهرة 4/ 264، وشذرات
الذهب 3/ 206، وكشف الظنون 246، وهدية العارفين 2/ 63،
(28/409)
أبو عَبْد الله بْن الحذّاء القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن ثابت التَّغْلبِيّ، وأَبِي عيسى اللَّيْثّي،
وأبي بَكْر بْن القوطيّة، وأبي جعفر بْن عَون الله.
وحجّ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن إسماعيل
المهندس، وأبي بكر محمد بْن عليّ الأُدْفُويّ، وأبي القاسم عَبْد
الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الجوهريّ صاحب «المُسْنَد» ، ومحمد بْن يحيى
الدمْياطيّ.
وأتى قرطبة بعلم جم، وكان فقيها مالكيا عارفا بالمذهب، بارعا في الحديث
والأثر. اختص بأبي محمد الأصيلي وانتفع به.
قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علم بالحديث والفقه والتعبير،
وصنف كتاب «التعريف بمن ذكر في الموطأ من الرجال والنساء» ، وكتاب
«الإنباه عَنْ أسماء الله» [1] ، وكتاب «البُشرى في تأويل الرُّؤْيا»
وهو عشرة أسفار، وكتاب «الخُطَب وسِيَر الخُلفاء» [2] في سِفْرَيْن.
وولى خطابة بَجَّانة ثمّ قضاء إشبيليّة. ثمّ سكن سَرَقُسْطة وبها
تُوُفّي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف «بالإنباه
عَلَى أسماء الله» ، فنُثِر ورقه وجُعِل بين القميص والأكفان.
ووُلِد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
__________
[ () ] وشجرة النور الزكيّة 1/ 112، ومعجم المؤلّفين 12/ 99، 100.
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» :
جاء في حاشية «بغية الملتمس» ص 146 أن في «الجذوة» ص 99 تكملة وهي:
«أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: حدّثني إبراهيم بن شاكر بكتاب
«الرسالة» للشافعي، عن محمد بن يحيى بن عبد العزيز المعروف بابن
الخرّاز، عن أسلم بن عبد العزيز عن الربيع بن سليمان، عن أبي عبد الله
محمد بن إدريس الشّافعيّ رحمه الله، عنه» .
وما جاء في هذه الحاشية لا علاقة له بصاحب الترجمة، فالموجود في «جذوة
المقتبس» هو:
محمد بن يحيى بن عبد العزيز يعرف بابن الخرّاز. روى عن أسلم بن عبد
العزيز القاضي، وغيره، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر، وأبو الوليد
عبد الله بن محمد بن يوسف الفرضيّ» ، وهو غير صاحب الترجمة «محمد بن
يحيى بن أحمد الحذّاء» . فالحذّاء مالكي، وابن الخرّاز شافعيّ. (انظر:
الجذوة 99 رقم 166) .
[1] في: ترتيب المدارك، والصلة، والديباج: «الإنباء على أسماء الله» ،
وفي معجم الأدباء:
«الإنباء بمعاني الأسماء» .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 444 «سير الخطباء» .
(28/410)
روى عَنْهُ: ابنه، والصّاحبان، وأبو عُمَر
بْن عبد البَرّ، وأبو عَبْد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، وأبو عمر
بن سميق، وغيرهم.
ذكره عياض في «طبقات المالكيّة» ، ولم يُصِبْ في دَفْن كتابه معه [1] .
271- محسن بْن جعفر بْن أَبِي الكِرام [2] .
أبو عليّ الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ.
وعنه: خَلَف الحوفي، وغيره.
272- مسعود بْن محمد بْن عليّ [3] .
أبو سَعِيد الْجُرْجانيّ الأديب الحنفيّ.
روى أحاديث عَنْ: الأصمّ.
مُتَكَلّمٌ فيه.
وروى عَنْ: أَبِي عليّ الرّفّاء، ويحيى بْن منصور أحاديث.
وكان معتزِليّا.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، والخطيب [4]
.
273- مشرّف الدّولة [5] .
__________
[1] ورّخ ياقوت الحموي، وابن فرحون وفاته في سنة 410 هـ.
وقال عياض: توفي سنة عشرة. وقال ابنه ست عشرة وأربعمائة، وهو ابن سبعين
سنة. (ترتيب المدارك 2/ 734) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (مسعود بن محمد) في:
المنتخب من السياق 431 رقم 1462.
[4] قال عبد الغافر: فاضل كبير أديب فقيه مناظر ... حسن الكلام، مشهور
بالنظر ... وكان قليل الحديث، جميع ما كان يحدّث به عن هؤلاء يبلغ جزءا
واحدا. (المنتخب 431) .
[5] انظر عن (مشرف الدولة) في:
المنتظم 8/ 24 رقم 45، والكامل في التاريخ 9/ 178، 317، 323، 327، 335،
346، وتاريخ مختصر الدول 180، ونهاية الأرب 26/ 250، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 151، 154، 155، ودول الإسلام 1/ 247، والعبر 3/ 121، وسير
أعلام النبلاء 17/ 408 رقم 268، وتاريخ ابن الوردي 1/ 502، 503، 506-
508، والبداية والنهاية 12/ 19، وفيه «شرف» وهو تحريف، ومآثر الإنافة
1/ 320، وتاريخ ابن خلدون 4/ 472، 474، والنجوم الزاهرة 4/ 262، 263.
(28/411)
أبو عليّ بْن بُوَيْه.
ولي مُلْك بغداد وغيرها. وكان فيه دين وتصوُّن وحياء.
قِدم بغداد في السُّنَّة الماضية، وتلقّاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة
بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب.
وكان مدّة ملْكه خمس سِنين، وعاش ثلاثًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر.
ونُهِب يوم موته سوق التّمّارين ودورُ جماعة. ثمّ ملّكوا بعده جلال
الدّولة أبا طاهر بْن بُوَيْه، وخُطِب لَهُ ببغداد، وهو يومئذٍ
بالأهواز. ثمّ في أثناء السُّنَّة نُودي بشعار الملك أبي كاليجار.
- حرف الياء-
274- يحيى بْن عليّ بْن محمد [1] .
أبو القاسم الحضْرميّ ابن الطّحّان الْمَصْرِيّ الحافظ.
مصنَّف «التّاريخ» الَّذِي ذيّل بِهِ عَلَى تاريخ أَبِي سَعِيد بْن
يونس، ومصنف «المختلف والمؤتلف» .
روى عن: أبي الطَّيّب محمد بْن جعفر غُنْدَر، وأبي عُمَر المادرائيّ
حدَّثه عَنْ أَبِي مُسْلِم الكجّيّ، وجماعة مِن أصحاب النَّسائيّ وغيره
كالحسن بْن رشيق، وحمزة الكتّانيّ، والقاضي أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ،
وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وأبي الحسن الدّارقطنيّ، وأبي أحمد
بن النّاصح.
ولم يرحل.
روى عَنْهُ: أبو إسحاق الحبّال، والمصريّون.
وقد قَالَ في الملتقط في «المختلف» لَهُ ممّا سمعه مِنه الحبّال قَالَ:
دخلت عَلَى عَبْد الغنيّ الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها،
وبيدي شيءٌ مِن فضائل عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فسألني عَنْهُ،
فعّرفته بِهِ وحدّثته، فقال: لو عملت ما عمل غيرك من النّاس لكنت تنفع
بِهِ، تجردّ شيئًا مِن فضائل عليّ فكنت تأمن أن
__________
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في:
كشف الظنون 304، وهدية العارفين 2/ 518، والأعلام 9/ 196، ومعجم
المؤلفين 13/ 213، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6/ 149- 151.
(28/412)
يجري عليك سببٌ، وحفظت بِهِ ما عندك مِن
الكُتُب.
قلت: خافَ أن يؤذيه حكّام مصر الرّوافض.
قَالَ: فقلت لَهُ: نعم.
قَالَ: فجّردتُ مِن فضائل عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نحو ثلاثمائة سحاةً
أو أكثر، ونظمتُ ذَلِكَ في خيط حتّى أؤلّفها، واجعل كلَّ شيءً في
موضعه، وجعلتها في سقْف. وأقمتُ في معاشي نحو شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ
أبي في النّوم، فقال لي: أجبْ أمير المؤمنين عليّا.
فقلت: نعم.
فتقدّمني إلى ناحية المحراب مِن جامع عَمْرو، فإذا بعليّ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ جالس عند القِبْلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُّوفيّة، ونَعْلاه
قد خرج بعضهما مِن تحت الوطاء، وله بطْن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت
صدْره، وتظهر لمن كَانَ مِن ورائه مِن فوق كِتَفيه، ولونُهُ فيه
أَدَمة، فقلت: السّلام عليكم يا أمير المؤمنين. فرد عليّ السّلام ونظر
إليّ وقال: اجلس.
فجلستُ وبقي أَبِي قائمًا [1] . ثمّ مدَّ يده إلى الحصير الَّذِي في
جوار القِبْلة، فأخرج ذَلِكَ الخيط بعَيْنه الَّذِي فيه الرّقاع فقال:
ما هذه؟
قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين.
فقال: ولِمَ أَفْرَدْتَني؟ كنت إذْ أردت تبتدئ بفضائل أبي بَكْر، وعمر،
وعثمان، وفضائلي.
فقلت: السّمع لك والطّاعة يا أمير المؤمنين.
وأنا بين يديه ما برِحْت، ثمّ استيقظت ومضيتُ إلى المكان الَّذِي فيه
تِلْكَ الرّقاع، فما وجدتها إلى الآن. وبقيت مِن سألني عَنْ فضائله.
قلت لَهُ: مَعَ فضائل أصحابه رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
تُوُفّي في ذي القعدة بمصر.
__________
[1] في الأصل: «قائم» .
(28/413)
275- يحيى بْن محمد بْن إدريس [1] .
أبو نصر الهَرَويّ الكِنانيّ الحنفيّ قاضي هَرَاة.
كَانَ أوحد عصره في العلم والفضل والزُّهْد.
انتقى عَليْهِ أبو الفضل الجاروديّ.
وقد سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء، وأبا تُراب محمد بْن إِسْحَاق.
روى عنه: حفيده صاعد بن سيّار القاضي.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/414)
سنة سبع عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
276- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن كثير [1] .
أبو عَبْد الله البغدادي البيّع.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفيّ، وأحمد بن سلمان النجاد.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
277- أحمد بْن عليّ [2] .
أبو طاهر الدّمشقيّ الكتّانيّ الصُّوفيّ. والد المحدث عَبْد العزيز.
سَمِعَ: يوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ.
ورحل شوقًا إلى ولده وهو في الرحلة ببغداد. وأدركه أجَلُه ببغداد في ذي
القِعْدة.
روى عَنْهُ: ابنه، وأبو سعْد السّمّان.
278- أحمد بْن عُمَر بْن الإسكاف البغداديّ [3] .
أبو بَكْر.
سَمِعَ: عثمان بْن السّمّاك، وأحمد بْن عثمان بْن بُويان، والنجاد.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
تُوُفّي في المحرّم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 4/ 237، 238 رقم 1961 وفيه «أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن
محمد بْن كثير» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته، ولم يذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشق) .
[3] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 294، 295 رقم 2060 وفيه: «أحمد بن عمر بن أحمد أبو بكر
الدلال يعرف بالإسكاف» .
(28/415)
قلت: وروى عَنْهُ: محمد بْن أحمد بْن
الحرّان. وله جزء معروف.
279- أحمد بْن محمد بْن سلامة بْن عَبْد الله [1] .
أبو الحسين السُّتَيْتي [2] ، الدّمشقيّ الأديب المعروف بابن الطّحّان.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الطَّيّب المتنبي الشّاعر، وأبي
القاسم الزجاجي النحوي.
روى عنه: أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي نصر
الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون.
قال: كنت أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم
الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف.
قال الكتّانيّ: مولده سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في شوّال، وكان يتّهم
بالتّشيّع، فحلف لنا أنّه بريء مِن ذَلِكَ، وأنه مِن موالي يزيد بْن
معاوية، وأنّه قد زار قبر يزيد. وكانت لَهُ أُصُول حسنة [3] .
وذكر أنّه مِن وُلِد سُتَيْتَة مولاة يزيد.
280- أحمد بْن محمد بْن عليّ الكتانيّ الدّمشقيّ [4] .
الصُّوفيّ، والد الحافظ عَبْد العزيز الكتّانيّ.
روى عن: يوسف الميانجيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن سلامة) في:
مسند الحميديّ، والإكمال لابن ماكولا 5/ 128، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 3/ 328، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 55، 56، والإكمال 5/ 128،
والأنساب 291 ب، واللباب 2/ 103، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 391،
وسير أعلام النبلاء 17/ 358، 359 رقم 222، والوافي بالوفيات 8/ 15، 16،
ولسان الميزان 1/ 305، والقاموس المحيط 1/ 149، وتاج العروس 4/ 548،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 399، 400 رقم 218.
[2] الستيتي: نسبة إلى ستيتة مولاة يزيد بن معاوية.
[3] تاريخ دمشق 3/ 328.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن علي) في:
تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 359، 360 رقم 190،
وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 70.
(28/416)
وعنه: ابنه، وأبو سعْد السّمّان، وغيرهما.
حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنّه كَانَ قد امتنع مِن أكل الأَرُزّ
واللَّحْم خوفًا مِن أن يبتلع عَظْمًا. فلمّا ارتحل إلى بغداد شوقا إلى
ولده عبد العزيز صادفه وقد طبخ لحمًا بأرُزّ، فقّربه ابنه فقال: قد
عرفت عادتي في هذا.
فقال: كُل لا يكون إلا الخير.
فابتلع عظما فمات ببغداد.
حدّثني بهذا ولده أو أبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
281- أحْمَد بْن مُحَمَّد بن عَبْد الله بْن العبّاس بْن محمد بْن
عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب [1] .
أبو الحَسَن الأُمَويّ الفقيه.
ولي قضاء القُضاة بالعراق بعد أَبِي محمد بْن الأكفانيّ.
قَالَ الخطيب [2] : وكان عفيفًا نَزِهًا [3] رئيسًا [4] . سَمِعَ مِن
أَبِي عُمَر الزّاهد، وعبد الباقي بْن قانع. ولم يحدَّث. وقد حدَّثني
أبو العلاء الواسطيّ أنّه أنشده قَالَ: أنشدنا أبو عُمَر [5] ، أنشدنا
ثعلب، فذكر بيتين.
وقد قِيلَ إنّ المتوكّل عرض القضاء عَلَى محمد بْن عَبْد المُلْك.
قَالَ أبو العلاء: فيرى النّاس أنّ بركة امتناع محمد بن عبد الملك دخلت
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 47- 49، رقم 2407، والمنتظم 8/ 25- 27 رقم 46، والكامل
في التاريخ 9/ 350، والعبر 3/ 124، ودول الإسلام 1/ 248، وسير أعلام
النبلاء 17/ 359، 360 رقم 223، والوافي بالوفيات 8/ 35، والبداية
والنهاية 12/ 21، والنجوم الزاهرة 4/ 264، وقضاة دمشق 33، وشذرات الذهب
3/ 206.
[2] في تاريخ بغداد 5/ 47.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 350.
[4] «رئيسا» ليست في: تاريخ بغداد.
[5] قال: أنشدنا الأستاذ أبو العباس أحمد بن يحيى:
عجبت لمن يخاف حلول فقر ... ويأمن ما يكون من المنون
أنأمن ما يكون بغير شك ... وتخشى ما ترجّمه الظنون
(28/417)
عَلَى ولده، فولى منهم القضاء أربعةٌ
وعشرون قاضيا، ثمانية منهم تقلّدوا قضاء القُضاة، آخرهم أبو الحسن هذا.
وما رأينا مثله جلالةً وشَرَفًا.
وكان قد ولى قضاء البصرة، وولي قضاء القضاة في رجب سنة خمس وأربعمائة.
وتوفّي في شوّال سنة سبْع عشرة، وله ثمانٍ وثمانون سنة [1] .
قلت: إسناده عالي فذهب بامتناعه، رحمه الله.
282- إبراهيم بْن الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفضل بْن حَنْزابة [2]
.
تُوُفّي في ربيع الأوّل بمصر.
- حرف الحاء-
- الحسين التّبّانيّ.
يأتي تقريبًا [3] .
283- الحسين بْن ذِكْر بْن هارون [4] .
أبو القاسم البَجَليّ العكّاوي الأصمّ.
سَمِعَ: أبا عليّ بْن هارون الأنصاري، ويوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعْد السّمّان، وأبو عليّ الأهوازيّ [5] .
توفّي بعكّا في ربيع الآخر.
وكان عالمًا زاهدًا.
284- الحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْدان [6] .
أبو عليّ النّيسابوريّ التّاجر.
__________
[1] قال ابن الأثير: مولده في ذي القعدة سنة 319، وذكره في وفيات سنة
416 هـ. وقيل: توفي سنة سبع عشرة. (الكامل في التاريخ 9/ 350) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] برقم (436) .
[4] انظر عن (الحسين بن ذكر) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 298.
[5] وهو قال: «هو الشيخ الزاهد العالم الفاضل» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/418)
سَمِعَ مِن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وغيره.
وعنه: أبو عبد الله الثَّقَفيّ، وطائفة.
285- الحَسَن بْن عليّ بْن ثابت [1] .
خطيب السّلحِين [2] .
روى عَنْ: أبي عليّ بْن الصّوافّ، وعدة.
وعنه: أبو الفضل بْن المهتدي في مشيخته.
- حرف الراء-
286- رَوْح بْن أحمد بْن عُمَر [3] .
أبو عليّ الإصبهاني، ثمّ النَّيْسابوريّ.
ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نَيْسابور.
وسمع مِن: أَبِي عَمْرو بْن حمدان.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
- حرف السِّين-
287- سَعِيد بْن محمد بْن محمد بْن أحمد بْن كَنْجَة [4] .
أبو عَمْرو المستملي.
خُراسانيّ.
288- سلامة بن عمرو بن عيسى [5] .
أبو الحسن النّصيبيّ.
سكن بغداد، فحدَّث بها عَنْ: أحمد بْن يوسف بْن خلّاد، وأبي بكر
القطيعيّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] السّلحين: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم حاء مهملة مكسورة، وياء
مثنّاة من تحت ساكنة، وآخره نون. حصن عظيم بأرض اليمن كان للتبابعة
ملوك اليمن. (معجم البلدان 3/ 235) .
[3] انظر عن (روح بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 221 رقم 691.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (سلامة بن عمر) في:
تاريخ بغداد 9/ 203 رقم 4779.
(28/419)
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا
[1] .
289- سهل بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هشام بْن حَمْدَوَيْه
[2] .
أبو هشام المَرْوَزِيّ السنْجيّ [3] .
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى بنَيْسابور، وكان ثقة عَنْ: أبي الحَسَن بْن مَحْمُويْه، وعليّ بْن
عَبْد الرَّحْمَن البكّائيّ، وأبي الحسن بن شاذان الرازي.
وعنه: أبو صالح نافلة الإسكاف.
- حرف الصاد-
290- صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي [4] .
أبو العلاء البغدادي اللغوي، مصنف كتاب «الفصوص» .
أخذ عَنْ: أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأبي
سليمان
__________
[1] وزاد: «وكان يذكر أنه ولد بنصيبين في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة،
ومات ببغداد في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من صفر سنة سبع عشرة
وأربعمائة، وكنت فيمن صلّى عليه، ودفن من يومه» .
[2] انظر عن (سهل بن محمد) في:
المنتخب من السياق 243 رقم 769.
[3] في المنتخب: «النسجاني» .
و «السّنجيّ» : بكسر السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها جيم، نسبة
إلى سنج، وهي قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها، بها الجامع
والسوق، وقيل: إنّ طولها فرسخ واحد. (الأنساب 7/ 165) .
[4] انظر عن (صاعد بن الحسن) في:
جذوة المقتبس للحميدي 240- 244 رقم 509، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
لابن بسّام، ق 4 ج 1/ 8، وبدائع البدائه 354، والصلة لابن بشكوال 2/
237، 238 رقم 541، وبغية الملتمس للضبّي 319- 323 رقم 852، ومعجم
الأدباء 11/ 281، وإنباه الرواة 2/ 85، ووفيات الأعيان 2/ 488، 489 رقم
301، والعبر 3/ 124، والمغني في الضعفاء 1/ 302 رقم 2809، وميزان
الاعتدال 2/ 287 رقم 3764، والبداية والنهاية 12/ 21، والوافي بالوفيات
16/ 226- 230 رقم 250، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 97، ولسان الميزان
3/ 160- 163 رقم 563، ونفح الطيب 2/ 86، وتاريخ الخلفاء 416، وفيه:
«علي بن عيسى» ، وشذرات الذهب 3/ 206، وكشف الظنون 1261، وهدية
العارفين 1/ 421، وديوان الإسلام 3/ 192، 193 رقم 1310، وروضات الجنات
333، والأعلام 3/ 186، ومعجم المؤلّفين 4/ 318، والمكتبة الصقليّة
6446، 645، والتشبيهات من أشعار أهل الأندلس للكتّاني 291، وتاريخ
التراث العربيّ، المجلّد الثاني 5/ 73، 74.
(28/420)
الخطّابيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ.
وبَرع في العربيّة واللّغة. ودخل الأندلس في أيّام المؤيَّد باللَّه
هشام بْن الحَكَم. وكان حافظًا للآداب، سريع الجواب، طيب العِشْرة،
حُلْو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بْن أَبِي عامر وزاد في
الإحسان إِليْهِ.
جمَع الفصوص عَلَى نحو «أمالي القالي» للمنصور، فأثابه عَليْهِ خمسة
آلاف دينار. وكان متَّهَمًا في النَّقل، فلهذا هجروا كتابه وقد تخرَّج
بِهِ جماعة مِن فُضَلاء الأندلس. لمّا ظهر كذبِه للمنصور رمى بكتابه في
النّهر [1] .
ثمّ خرج مِن الأندلس في الفتنة وقصد صقلّية، فمات بها.
قَالَ أبو محمد بْن حزم: تُوُفّي بصِقِلّية سنة سبْع عشرة [2] .
قَالَ ابن بَشْكُوَال [3] : كَانَ صاعد يُتَّهَم بالكِذب.
وقد ذكره الحُمَيْديّ في تاريخه [4] فقال: أخبرني شيخٌ أنّ أبا العلاء
دخل عَلَى المنصور في مجلس أنس، وقد اتّخذ قميصا من رقاع الخرائط الّتي
وصلت إليه، فيها صلاته، فلمّا وجد فرصة تجرّد وبقي في القميص، فقال
المنصور: ما هذا؟ فقال: هذه خِرَق صِلات مولانا اتّخذتها شعارًا. وبكى
وأتبع ذَلِكَ الشُّكْر. فأعجب بِهِ وقال: لك عندي مزيد.
قَالَ: وكتابه «الفُصوص» عَلَى نحو كتاب «النوادر» للقالي. وكان كثيرًا
ما تُستغرب لَهُ الألفاظ ويُسأل عَنْهَا فيُسرع الجواب.
نحو ما يُحكى عن أَبِي عَمْرو الزّاهد قَالَ: ولولا أنّ أبا العلاء
كَانَ كثير المُزَاح لمّا حُمِل إلا عَلَى التّصديق.
قلت: طوّل ترجمته بحكاياتٍ وأشعار رائقة له.
__________
[1] وفيات الأعيان 2/ 488، 489.
[2] في الجذوة، والصلة، وإنباه الرواة، والمكتبة الصقليّة: توفي قريبا
من سنة 410 هـ.
[3] في الصلة 238.
[4] في: جذوة المقتبس 240.
(28/421)
- حرف العين-
291- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عبد الله [1] .
الإمام أبو بَكْر المَرْوَزِيّ القفّال. شيخ الشّافعية بخُراسان. كَانَ
يعمل الأقفال، وحَذَقَ في عملها حتّى صنع قفلًا بآلاته ومفتاحه وزْن
أربع حبات.
فلمّا صار ابن ثلاثين سنة أحسّ مِن نفسه ذكاءً، فأقبل عَلَى الفقه،
فبرع فيه وفاق الأقران. وهو صاحب طريقة الخُراسانيّين في الفِقْه.
تفقَّه عَليْهِ: أبو عَبْد الله محمد بْن عَبْد المُلْك المسعوديّ،
وأبو عليّ الحسين بْن شُعَيب السنْجِي [2] ، وأبو القاسم عَبْد
الرَّحْمَن بْن محمد بْن فُورَان الفُورَانيّ [3] . وهؤلاء مِن كِبار
فُقَهاء المَرَاوِزَة.
وتُوُفّي بمَرْو في جُمَادَى الآخرة وله تسعون سنة.
قَالَ الفقيه ناصر العُمريّ: لم يكن في زمان أَبِي بَكْر القَفّال أفقه
مِنه ولا يكون بعده مثله. وكنا نقول إنّه مَلَكٌ في صورة الْإنْسَان.
تفقَّه عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 105، وطبقات الفقهاء للشيرازي 105،
والأنساب 10/ 212، ووفيات الأعيان 3/ 46، والمختصر في أخبار البشر 2/
156، ودول الإسلام 1/ 248، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والعبر 3/
124، وسير أعلام النبلاء 17/ 405- 408 رقم 267، والبداية والنهاية 12/
21، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 198، ومرآة الجنان 3/ 30،
والبداية والنهاية 12/ 21، 22، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 298، 299، والنجوم الزاهرة 4/ 265، وطبقات
الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 186 رقم 144، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 316،
وطبقات الشافعية لابن هداية الله 134، 135، وشذرات الذهب 3/ 207،
ومفتاح السعادة 2/ 183، وروضات الجنات 448، 449، وهدية العارفين 1/
450، وإيضاح المكنون 3/ 188، والأعلام 4/ 190، ومعجم المؤلّفين 1/ 26.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة قبل الماضية، رقم (289) .
[3] الفورانيّ: بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى فوران وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 9/ 341) .
[4] هو: محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفاشاني المروزي، من قرية
فاشان إحدى قرى مرو. توفي سنة 371 هـ. تقدّمت ترجمته في حوادث ووفيات
(351- 380 هـ.) من الكتاب- ص 503- 505 وفيه مصادر ترجمته.
(28/422)
وسمع منه، ومن: الخليل بْن أحمد القاضي،
وجماعة.
وحدَّث وأملي. وكان رأسًا في الفقه، قدوةً في الزُّهْد.
ذكره أبو بَكْر السّمْعانيّ في أماليه، فقال: وحيد زمانه فِقْهًا
وحِفْظًا وورعا وزاهدا. وله في المذهب مِن الآثار ما لَيْسَ لغيره مِن
أهل عصره. وطريقته المهذَّبة في مذهب الشّافعيّ الّتي حملها عَنْهُ
أصحابه أمتنُ طريقة وأكثرها تحقيقًا.
رحل إليه الفقهاء مِن البلاد، وتخرَّج بِهِ أئمّة.
ابتدأ بطلب العِلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنْعته وأقبل عَلَى
العلم.
وقال غيره: كَانَ القفّال قد ذهبت عينه.
وذكر ناصر المروزيّ أنّ بعض الفُقهاء المختلفين إلى القفّال احتسب
عَلَى بعض أتباع الأمير متولّي مَرْو، فرفع الأميرُ ذَلِكَ إلى محمود
بْن سُبُكْتكين فقال:
أيأخذ القفّال شيئًا مِن ديواننا؟
قَالَ: لا.
قَالَ: يتلبّس بشيءٍ مِن الأوقاف؟
قَالَ: لا.
قَالَ: فإن الاحتساب لهم سائغٌ. دَعْهم.
وحكى القاضي حسين عَنْ القفّال أستاذه أنّه كَانَ في كثير مِن الأوقات
في الدّرْس يقع عَليْهِ البُكاء. ثمّ يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عمّا
يُرادُ بنا.
تخرَّج القفّال عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ. وسمع الحديث بمَرْو،
وبُخَارى، وهَرَاة.
وحدَّث وأملي كما ذكرنا. وقبره يُزار.
292- عَبْد الله بن أحمد بن عثمان [1] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد العكبريّ) في:
تاريخ بغداد 9/ 397 رقم 503.
(28/423)
أبو بَكْر ابن بنت شيبان العُكْبَريّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وأبي محمد بْن السّقّاء.
روى عَنْهُ: عَبْد العزيز الكتّانيّ، وغيره.
293- عَبْد الله بْن أحمد بْن عثمان [1] .
أبو محمد القشّاريّ [2] الطّليطليّ الأندلسيّ.
كان ورعا، خيّرا يغلب عليه الفقه.
وكان مشاورا في الأحكام، شاعرا، من أعيان العلماء [3] .
توفّي في شعبان.
294- عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن عيسى [4] .
أبو محمد الهمَدانيّ البزّاز، المعروف بسبط قاضينا.
روى عَنْ: موسى بْن محمد بْن جعفر، وأوس الخطيب، وابن بُرْزَة، وعليّ
بْن إبراهيم علان.
وعنه: مكّيّ بْن محمد الفقيه، وأحمد بْن عُمَر، ومحمد بْن طاهر بْن
ممان.
295- عَبْد الله بْن يحيى بْن عبد الجبّار [5] .
أبو محمد البغداديّ السّكّريّ.
يعرف بوجه العجوز.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن عثمان) في:
الصلة لابن بشكوال 262 رقم 582.
[2] في الصلة «القشّاوي» .
[3] وقال ابن بشكوال: وكان يعقد الوثائق دون أجرة، وكان يبدأ في
المناظرة بذكر الله عزّ وجلّ والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم
يورد الحديث والحديثين والثلاثة والموعظة ثم يبدأ بطرح المسائل من غير
الكتاب الّذي كانوا يناظرون عليه فيه.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 10/ 199، والعبر 3/ 125، والإعلام بوفيات الأعلام 175،
والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1369، وسير أعلام النبلاء 17/ 386،
387 رقم 246، وشذرات الذهب 3/ 208.
(28/424)
سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وجعفر
الخُلْديّ، وأبا بَكْر النّجّاد، وجعفر بْن محمد بْن الحَكَم، وجماعة.
قال الخطيب [1] : كتبنا عنه، وكان صدوقا.
مات في صَفَر.
قلتُ: وروى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، والحسين بْن عليّ بْن
البُسْري.
296- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم [2] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ الجوريّ المقرئ الحريريّ الشّافعيّ.
مستور ثقة.
سَمِعَ مَعَ أخيه القاضي أَبِي جعفر مِن: أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس
الطّرائفيّ، وأبي الحَسَن الكارِزِيّ، وأبي عَلَى الرّفّاء.
وتوفّي في جُمَادَى الآخرة.
سَمِعَ عَبْد الغافر مِن أصحابه [3] .
297- عَبْد السّلام بْن أحمد بْن أبي عرابة [4] .
أبو محمد الْمَصْرِيّ.
مات في ذي الحجّة.
298- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن أبي حامد [5] .
أبو محمد الْجُرْجانيّ.
قاضي الريّ، ويعرف بعبدك.
روى عن: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وابن ماسيّ.
__________
[1] في تاريخه 10/ 199.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد الجوري) في:
المنتخب من السياق 304 رقم 1005.
[3] وقال: وكان صاحب حديث كثير.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 278 رقم 470.
(28/425)
299- عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر محمد
بْن أحمد بْن عثمان بْن أَبِي الحديد [1] .
السُّلَميّ الدّمشقيّ أبو الفضل الشّاهد.
حدَّث عَنْ: الحسين بْن إبراهيم بْن جَابِر الفرائضيّ، ويوسف
المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: ابنه أبو الحَسَن أحمد، والخطيب أبو نصر بْن طلاب، وأبو
سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وتوفّي في ذي الحجّة.
300- عليّ بْن أحمد بْن عمر بن حفص [2] .
أبو الحسن ابن الحمّاميّ البغداديّ.
مقريء العراق.
قرأ القراءات عَلَى: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحسن النقاش، وعبد
الواحد بن أبي هاشم، وهبة الله بْن جعفر، وأبي عيسى بكّار بْن أحمد،
وزيد بْن أَبِي بلال الكوفّي، وجماعة سواهم.
وسمع الحديث مِن: أَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد،
وأحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل القطّان، وعلي بْن محمد بْن
الزُّبَيْر الكوفيّ، وعبد الباقي بْن قانع، ومحمد بْن جعفر الأَدَميّ،
وخلْق سواهم.
روى عنه: أبو بَكْر الخطيب، ورِزْق الله التّميميّ، وأبو بكر البيهقيّ،
وأبو
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن أبي بكر محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 288، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 246 رقم 953.
[2] انظر عن (علي بن أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 11/ 329، 330، والإكمال لابن ماكولا 3/ 289، والأنساب 4/
207، والمنتظم 8/ 28 رقم 52، واللباب 1/ 385، والكامل في التاريخ 9/
356، والعبر 3/ 125، ومعرفة القرّاء الكبار 1/ 302، 303، وسير أعلام
النبلاء 17/ 402، 403 رقم 265، ودول الإسلام 1/ 248، وفيه «عمران» بدل
«عمر» ، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1370، والإعلام بوفيات
الأعلام 175، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1073، والبداية والنهاية 12/ 21، وغاية
النهاية 1/ 521، 522، وشذرات الذهب 3/ 208، وديوان الإسلام 2/ 166، 167
رقم 784، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 381 رقم 317.
(28/426)
الفضل عَبْد الله بْن عليّ الدّقّاق، وطراد
الزَّيْنَبيّ، وخلق آخرهم أبو الحَسَن عليّ بْن العلاف.
وقرأ عَليْهِ القراءات: أبو الفتح عَبْد الواحد بْن شيْطا، ونصْر بْن
عَبْد العزيز الفارسيّ، وأبو عليّ الحَسَن بْن القاسم غلام الهرّاس،
وأبو بَكْر محمد بْن عليّ بْن موسى الخيّاط، وأبو الخطّاب أحمد بْن
عليّ الصّوفيّ، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني [1]
، والحسن بن عليّ العطّار، وأبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن فارس
الخيّاط، وعبد السّيّد بْن عتّاب، ورزق الله بْن عبد الوهّاب
التّميميّ، وأبو نصر أحمد بْن عليّ الهاشمي شيخ الشَّهْرَزُوريّ، وأبو
عليّ الحَسَن بن أحمد بن البنّاء، وأبو القاسم يحى بْن أحمد السّيبيّ
القَصْريّ [2] ، وخلق كثير.
قَالَ الخطيب [3] : كَانَ صدوقًا دينًا، فاضلًا، تفرد بأسانيد القراءات
وعُلُوّها في وقته.
وُلِد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شَعْبان.
أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علّان، وغيره، أنّ أبا اليُمْن الكِنْديّ
أخبرهم: أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ
أحمد بْن عليّ الخطيب: حدَّثني نصر بْن إبراهيم الفقيه: سَمِعْتُ
سُلَيْم بْن أيّوب الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا الفتح بْن أَبِي الفوارس
يَقُولُ: لو رحلَ رجلٌ مِن خُراسان ليسمع كلمةً مِن أَبِي الحَسَن
الحمّاميّ أو مِن أَبِي أحمد الفَرَضيّ لم تكن رحلته ضائعةً عندنا.
301- عليّ بْن أحمد بْن هارون بْن كرديّ [4] .
أبو الحسن النّهروانيّ، المعدّل.
__________
[1] الشّرمقاني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم والقاف،
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى «شرمقان» وهي بلدة قريبة من أسفراين، بنواحي نيسابور،
يقال لها «جرمغان» بالجيم، وقد كان من أعمال نسا. (الأنساب 7/ 323) .
[2] السّيبيّ: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى سيب، قال ابن
السمعاني: وظنّي أنها قريبة بنواحي قصر ابن هبيرة. (الأنساب 7/ 215) .
[3] في تاريخه 11/ 329.
[4] انظر عن (عليّ بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 330 رقم 6157.
(28/427)
سَمِعَ: محمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عليّ
بْن حرب.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ بالنّهروان.
وتُوُفّي في شَعْبان، وله ستٌّ وثمانون سنة.
302- عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن
عليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله بن عتبة
بن مسعود [1] .
أبو حازم الهذليّ العبدوييّ [2] النَّيْسابوريّ الحافظ الأعرج.
سَمِعَ: إسماعيل بْن نجَيْد، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْدة
السَّلِيطيّ [3] ، وأبا عَمْرو بْن مطر، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه
الهَرَويّ، وأبا الحَسَن السّرّاج، وأبا أحمد الغِطْريفيّ، وأبا بَكْر
الإسماعيليّ، وبِشْر بْن أحمد الأسفرائينيّ، وطبقتهم.
وحدّث ببغداد في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه: أبو الفتح بْن
أَبِي الفوارس، وأحمد بْن الآبنوسيّ.
وحدَّث عَنْهُ: أبو القاسم التّنُوخيّ، وأحمد بْن عَبْد الواحد الوكيل،
وأبو بَكْر الخطيب وقال [4] : كَانَ ثقة، صادقًا، حافظًا عارفا. كتب
إليّ أبو عليّ
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد العبدوييّ) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 54، وتاريخ بغداد 11/ 272، 273، والسابق
واللاحق 93، والأنساب 8/ 354، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 241- 243،
والمنتظم 9/ 27 رقم 50، واللباب 2/ 314، والكامل في التاريخ 9/ 356،
والمنتخب من السياق 366، 367 رقم 1216، والعبر 3/ 125، والمعين في
طبقات المحدّثين 123 رقم 1371، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1072، وسير أعلام
النبلاء 17/ 333- 337 رقم 204، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والوافي
بالوفيات 22/ 421 رقم 302، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 85، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 300، 301، ومرآة الجنان 3/ 31، والبداية
والنهاية 12/ 12، وتبصير المنتبه 984، والنجوم الزاهرة 4/ 265، وطبقات
الحفّاظ 417، 418، وشذرات الذهب 4/ 208.
[2] قال ابن السمعاني: هذه النسبة إلى «عبدويه» ، فإن قيل كما يقول
النحويون: عبدويه، فالنسبة إليه «عبدوي» بفتح الدال، وإن قيل كما يقول
المحدّثون: عبدويه، بضم الدال، فالنسبة إليه «عبدويي» .
وقد وردت في الأصل: «العبديّ» .
[3] السّليطيّ: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة
من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى سليط وهو
اسم الجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 119) .
[4] في تاريخ بغداد 11/ 272، وفيه زيادة: «يسمع الناس بإفادته ويكتبون
بانتخابه» .
(28/428)
الوخْشيّ [1] يذكر أنّ أبا حازم مات يوم
عيد الفِطْر.
قلتُ: وروى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وخلْق مِن أهل
نَيْسابور. وكان مِن جِلّة الحُفّاظ. وكان أَبُوهُ قد سمّعه مِن أَبِي
العبّاس الصبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء، وغيرهما، فلم يحدَّث عَنْهُمْ
تورُّعًا وقال: لست أذكرهم.
قَالَ أبو صالح المؤذّن: سَمِعْتُ أبا حازم يَقُولُ: كتبتُ بخطيّ عَنْ
عشرةٍ مِن شيوخي عشرة آلاف، عَنْ كلّ شيخ ألفَ جزء [2] .
رواها عَبْد الغافر في «السّياق [3] » عَنْ أَبِي صالح الحافظ.
وقال أبو محمد بْن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا
أطلق عليه أسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم، وأبو حازم العبدوييّ [4] .
303- عُمَر بْن أحمد بْن عثمان [5] .
أبو حفص البزّاز العُكْبَريّ [6] .
سَمِعَ: محمد بْن يحيى الطّائيّ، وأبا بَكْر النّقّاش، وعليّ بْن
صَدَقَة.
قَالَ الخطيب [7] : كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة أمينًا.
وُلِد سنة عشرين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه: ابن البطر.
__________
[1] الوخشيّ: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين
المنقوطة. هذه النسبة إلى وخش، وهي بليدة بنواحي بلخ من ختّلان وهي
كورة واسعة كثيرة الخير، طيّبة الهواء، بها منازل الملوك. (الأنساب 12/
228) .
[2] تبيين كذب المفتري 243.
[3] الرواية لم ينقلها الصريفيني في «المنتخب من السياق» .
[4] وقال عبد الغافر: أبو حازم الحافظ الإمام في صنعة الحديث، الثقة
الأمين، كثير السماع، حسن الأصول، (المنتخب 366) .
[5] انظر عن (عمر بن أحمد العكبريّ) في:
تاريخ بغداد 11/ 273 رقم 6041، والمنتظم 8/ 27 رقم 51، والعبر 3/ 126،
وسير أعلام النبلاء 17/ 360، 361 رقم 224، والإعلام بوفيات الأعلام
175، وشذرات الذهب 3/ 209.
[6] العكبريّ: بضم العين المهملة وسكون الكاف، وفتح الباء المنقوطة
بواحدة.
[7] في تاريخه.
(28/429)
- حرف الميم-
304- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن القاسم الهَرَويّ [1] .
المجاور بمكّة.
قَالَ الدّانيّ: يُكنيَّ أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عَنْ أَبِي
بَكْر النّقّاش، وسمع منه تفسيره. ثمّ عرض عليّ أَبِي الطَّيّب بْن
غَلْبُون، والسّامريّ بمصر.
رَأَيْته يُقرئ بمكّة. وكان شيخًا صالحًا، وربّما أملي مِن حفظه الحديث
فقَلب الأسانيد وغيَّر المُتُون.
مولده بهراة سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفّي بمكّة.
305- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب بْن جعفر بْن كُماريّ [2] .
أبو الحسين الواسطيّ الطّحّان.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي بَكْر أحمد صاحب ابن شَوْذَب، وعن: بَكْر بْن
أحمد مَحْمِيّ.
وبرع في مذهب أَبِي حنيفة عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ.
وكان مِن العُدُول الكِبار.
ورّخه ابن النُّقْطَة.
306- محمد بن أحمد بْن عليّ [3] .
أبو المظفَّر البالكيّ [4] الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء.
وعنه: شيخ الْإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي.
307- محمد بْن أحمد بْن هارون بْن موسى بن عبدان [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الهروي) في:
غاية النهاية 2/ 86، 87 رقم 2799.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن الطيّب) في:
الإستدراك لابن النقطة (ترجيحا) ، فهو لم يذكر في «التقييد» له.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] البالكي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام، هذه النسبة إلى بالك،
وظنّي أنها قرية من قرى هراة ونواحيها. (الأنساب 2/ 56) .
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن هارون) في:
(28/430)
أبو نصر بن الْجُنْديّ الغسّانيّ
الدّمشقيّ.
إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدَّث البلد.
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وعلي بْن أَبِي العَقِب، وأبي عبد
الله محمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأبي علي بن جابر الفرائضي،
وجماعة.
روى عنه: أبو نصر الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن
أبي الحديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني،
وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون.
قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في
صفر، وكان ثقة مأمونا.
قال: وذكر أنّ مولده سنة 338 [1] .
308- محمد بْن أحمد بْن الحَسَن البزّاز [2] .
أبو الحسن البغداديّ.
سَمِعَ بمكّة مِن: أَبِي محمد الفاكهيّ.
روى عَنْهُ: الخطيب، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.
309- محمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي زيد [3] .
أبو بكر الأنماطيّ [4] .
__________
[ () ] من حديث خيثمة الأطرابلسي 44 رقم 73، والإكمال لابن ماكولا 2/
222، 223، والجزء الباقي من الفوائد المخرّجة 24 أ، ورقة 18 (مخطوطة
الظاهرية) مجموع 80، والأنساب 3/ 322، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
36/ 444، 445، والعبر 3/ 126، وسير أعلام النبلاء 17/ 400، 401 رقم
263، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والوافي بالوفيات 2/ 61، وتبصير
المنتبه 1/ 359، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/
108 رقم 1314.
[1] تاريخ دمشق 36/ 445.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد البزّاز) في:
تاريخ بغداد 1/ 290 رقم 144، والمنتظم 8/ 28 رقم 54.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 476 رقم 3028.
[4] الأنماطي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الميم وكسر الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى بيع الأنماط وهي الفرش التي تبسط. (الأنساب 1/ 376) .
(28/431)
بغداديّ، سَمِعَ: عُمَر بْن سَلْم، وأبا
بَكْر الشّافعيّ.
وعنه: الخطيب [1] ، وابن قيداس.
310- مُحَمَّد بْن عَتِيق بْن بَكْر [2] .
أبو عَبْد الله الأُسْوانيّ.
سَمِعَ مِن: هشام بْن أَبِي خليفة السَّدُوسيّ، وطبقته.
- حرف الهاء-
311- هارون بْن يحيى بْن الحَسَن الطّحّان [3] .
أبو موسى الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
عنده عَنْ: الحَسَن بْن رشيق، وأبي الطّاهر الذُّهْليّ.
ذكر ذَلِكَ أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال في «الوفيات» .
__________
[1] وهو قال: كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/432)
سنة ثمان عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
312- أحمد بْن إبراهيم بْن يزداد [1] .
أبو عليّ غلام محسن الإصبهاني.
سَمِعَ: عَبْد الله بن جعفر بن فارس.
وأظنّه سَمِعَ مِن أَبِي أحمد العسّال.
روى عَنْهُ: أبو حفص عُمَر بْن أحمد المعلّم، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد
بْن مردوَيْه، وغيرهما.
مِن شيوخ السلَفيّ.
تُوُفّي في صَفَر، وله نّيفٌ وثمانون سنة.
عند أَبِي الفتح الْقُرَشِيّ جزءٌ مِن حديثه.
313- أحمد بْن بُرْد [2] .
أبو حفص القُرْطُبيّ الكاتب.
كَانَ ذا حظٍ وافرٍ مِن البلاغة، والأدب والشِعّر، رئيسًا مقدَّمًا في
الدّولة النّاصريّة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن يزداد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 142، وسير أعلام النبلاء 17/ 388 رقم 248.
وقال محقّق «سير أعلام النبلاء» 17/ 388 بالحاشية: «لم نقف له على
ترجمة في المصادر المتيسّرة لنا» .
[2] انظر عن (أحمد بن برد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 119 رقم 199، والصلة لابن بشكوال 38 رقم 74،
وبغية الملتمس للضبيّ 172 رقم 387.
(28/433)
314- أحمد بْن حمدان بْن الشَّيْخ أَبِي
حامد أحمد بْن محمد بْن شارَك الهَرَويّ [1] .
أبو حامد الشّاركيّ [2] .
روى عن: جَدّه.
وعنه: محمد بْن علي العُمَيْريّ، وغيره.
315- أحمد بْن عليّ بْن سَعْدُوَيْه النَّسَويّ الحاكم [3] .
سَمِعَ: إسماعيل بْن نُجَيْد، وغيره.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاري.
316- أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد [4] .
أبو حامد المُلقَابَاذِيّ [5] النَّيْسابوريّ، التّاجر الدّلال، جار
أَبِي سَعِيد الحافظ المحمداباذيّ.
ثقة، صالح [6] .
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السَّرَّاج، وأبي الحَسَن المُزَكّيّ،
وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بن عبد الله الكريزيّ [7] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الشاركي: بفتح الشين المعجمة، والراء، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة
إلى شارك، وهي بليدة بنواحي بلخ. هكذا قاله ابن السمعاني في (الأنساب
7/ 243) .
وقال ابن الأثير في (اللباب) : «قوله إنّ شارك بليدة بنواحي بلخ، وهم،
بدليل قول المصباح بن منصور الشاركي:
ونار كأفنان الصباح رفيعة ... تورثتها من شارك بن سنان
فهذا يدلّ أنه رجل، وكثيرا ما تتفق أسماء الرجال والأمكنة، فرأى
السمعاني هذه النسبة، وعرف تلك البليدة، فظنّه منها» .
وقال ياقوت في (معجم البلدان 5/ 212) : «وفي شعره ما يدلّ على أن شاركا
اسم جدّه» .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الملقاباذي) في:
المنتخب من السياق 84 رقم 183.
[5] تقدّمت هذه النسبة والتعريف بها في هذا الجزء.
[6] في (المنتخب) : «مستور» .
[7] الكريزي: منها بفتح الكاف وكسر الراء بعدها الياء الساكنة آخر
الحروف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى كريز، وهو اسم الجدّ.
ومنها الكريزي: بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف، وفي
آخرها الزاي. هذه
(28/434)
وتُوُفّي في أواخر صَفَر.
317- أحمد بْن محمد بن أحمد [1] .
أبو سعيد القهندزيّ [2] النّيسابوريّ الشّافعيّ، المقرئ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن المؤمّل، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى، وعُبَيْد الله بْن
عَبْد الله.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل [3] .
318- أحمد بْن محمد بن المهتدي الخطيب [4] .
أبو عبد الله البغداديّ.
سَمِعَ: أبا بكر النّجّاد.
وحدّث بجزء واحد رواه عَنْهُ الخطيب [5] .
319- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن مرزوق [6] .
أبو الحَسَن الْمَصْرِيّ الأنماطيّ العدْل.
سَمِعَ: أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وحمزة بْن محمد الحافظ،
والحسين بْن إبراهيم الفرائضيّ الدّمشقيّ.
__________
[ () ] النسبة إلى كريز، وهو بطن من عبد شمس وهو: كُرَيز بن ربيعة بن
حبيب بن عَبْد شمس.
(الأنساب 10/ 410، 411) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد القهندزيّ) في:
المنتخب من السياق 90، 91 رقم 196.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[3] قال عبد الغافر: «فاضل ثقة، حافظ لكتاب الله، من مجاوري مسجد أبي
بكر المطرز، كان يقرأ القرآن ليلا نهارا. حدّث عن أبي بكر بن المؤمن
وأقرانه، ولم يكن من المكثرين» .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن المهتدي) في:
تاريخ بغداد 5/ 49 رقم 2407، والبداية والنهاية 12/ 13.
[5] قال الخطيب: أبو عبد الله الهاشمي خطيب جامع المنصور. تقلّد الصلاة
بالناس والخطابة في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ولم يزل يتولّى ذلك إلى
حين وفاته ... وكان جميع ما عنده جزءا واحدا. كتبت عنه وكان صدوقا
ديّنا، مقبول الشهادة عند الحاكم، وبلغني أنه ولد سنة ثلاث وأربعين
وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 5/ 49) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن القاسم) في:
تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص 383- 385 رقم
210، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 77، 78.
(28/435)
روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، وأبو
إِسْحَاق الحبّال.
وسمع منه: الحبّال «السّيرة» . حدثَّه بها، عَنْ ابن الورد، بسَنَدِه.
320- أحمد بْن الوليد بْن أحمد بْن محمد [1] .
أبو حامد الزَّوْزَنيّ [2] .
رحل، وروى عن: أبي بكر الشّافعيّ، وخلف الخيّام، وأبي القاسم
الطّبرانيّ.
وتوفّي بنَيْسابور في جُمَادَى الآخرة.
روى عَنْهُ: طاهر الشّحّاميّ [3] ، وغيره [4] .
321- إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بن مهران [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الوليد) في:
المنتخب من السياق 82 رقم 176، والأنساب 5/ 321.
[2] الزّوزنيّ: بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور. وكان بعض
الكبراء قال: زوزن هي البصرة الصغرى، لكثرة فضلائها وعلمائها، قيل إن
إمارتها تعدل إمارة مدينة كبيرة بخراسان وكذلك القضاء بها وحدودها
متصلة بحدود البوزجان ومن الناحية الأخرى بقهستان. (الأنساب) .
[3] الشّحّاميّ: بفتح الشين المعجمة، وتشديد الحاء المهملة، هذه النسبة
إلى بيع الشحم.
(الأنساب 7/ 296) .
[4] في (المنتخب) : أحمد بن الوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد أبو حامد
بن أبي العباس الزوزني الواعظ، الصوفي، المحدّث ابن المحدّث، شيخ ثقة،
سمع الكثير ورحل في السماع، وأدرك الإسناد العالي، وأقام في آخر العمر
بالبلد. سمع منه الجماعة واستفادوا منه ومن سماعه.
[5] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
طبقات فقهاء الشافعيّة للعبّادي 104، وطبقات الفقهاء للشيرازي 106،
تبيين كذب المفتري 423، 244، ومعجم البلدان 1/ 187، والأنساب 1/ 225،
واللباب 1/ 55، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 169، 170، والمنتخب
من السياق 120، 121 رقم 269، ووفيات الأعيان 1/ 28، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 156، ودول الإسلام 1/ 249، والإعلام بوفيات الأعلام 175، وسير
أعلام النبلاء 17/ 353، 356 رقم 220، والمعين في طبقات المحدّثين 123
رقم 1372، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1084، ومرآة الجنان 3/ 31، 32، والبداية
والنهاية 12/ 24، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 111، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 59، 60، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، والوافي
بالوفيات 6/ 104، 105، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 ج 173، 174
رقم 131، والنجوم الزاهرة 4/ 267، وتاريخ الخلفاء 416، وطبقات الشافعية
لابن هداية الله 135، 136، وكشف الظنون
(28/436)
الأستاذ أبو إِسْحَاق الإسْفرائينيّ،
الأصُوليّ، المتكلم، الفقيه الشّافعيّ، إمام أهل خُرَاسان. رُكْن
الدّين، أحد مِن بلغ رتبة الاجتهاد.
لَهُ التّصانيف المفيدة.
روى عَنْ: دَعْلَج بْن أحمد السجْزيّ، وأبي بكر الشافعي، وعبد الخالق
بن أبي روبا، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بَكْر الإسماعيليّ،
وجماعة.
وأملى مجالس.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو
السّنابل [1] هبة الله بْن أَبِي الصَّهْباء، وجماعة.
وصنف كتاب «جامع الحُلي [2] في أُصول الدّين» ، و «الرّدّ عَلَى
الملحدين» في خمس مجلّدات، وتصانيف كثيرة مفيدة [3] .
أخذ عَنْهُ القاضي أبو الطيب الطَّبَريّ أُصول الفقه وغيره.
وبُنيت لَهُ بنَيْسابور مدرسة مشهورة.
وتُوُفّي بنَيْسابور يوم عاشُوراء مِن السَّنة.
قَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ [4] : درس عَليْهِ شيخنا أبو الطَّيّب،
وعنه أخذ الكلام والأُصول عامّة شيوخ نيسابور [5] .
__________
[1] / 539، وشذرات الذهب 3/ 209، والأعلام 1/ 59، ومعجم المؤلّفين 1/
83، وروضات الجنات 1/ 166، وهدية العارفين 1/ 8، وديوان الإسلام 1/
112، 113 رقم 150، ونسيم الرياض 4/ 79، وطبقات الأصوليين 1/ 228، 229.
[1] ورد في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وطبقات الأصوليين: «أبو
السائب» وهو غلط.
[2] هكذا في الأصل ووفيات الأعيان والوافي بالوفيات (بالحاء المهملة) ،
وورد «الخلي» بالخاء المعجمة في: سير أعلام النبلاء.
وورد اسم الكتاب في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وشذرات الذهب،
وطبقات الأصوليين: «الجامع في أصول الدين» بإسقاط «الحلي» أو «الخلي» .
وورد في: كشف الظنون، وهدية العارفين: «جامع الجلي والخفي في أصول
الدين» .
[3] انظر أسماءها في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وكشف الظنون،
وهدية العارفين، ومنها «أدب الجدل» و «مسائل الدور» و «تعليقة في أصول
الفقه» .
[4] في: طبقات الفقهاء 106.
[5] انظر: تبيين كذب المفتري 243، 244، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
4/ 257.
(28/437)
وقال غيره: نُقِل إلى إسْفراين ودُفِن
بمشهده بها [1] .
وقال عَبْد الغافر [2] : كَانَ أبو إِسْحَاق طراز ناحية المشرق، فضلًا
عَنْ نَيْسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في
الورع [3] .
انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه [4]
لجلالته.
وخرج عليه أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث. وعقد له مجلس الإملاء
بعد ابن محمش.
وكان ثقة، ثبتا في الحديث [5] .
قال أبو القاسم بن عساكر [6] : حكى لي مَن أثق بِهِ أنّ الصّاحب بْن
عباد كَانَ إذا انتهى إلى ذِكر ابن الباقِلّانيّ، وابن فُورَك،
والإسْفرائينيّ، وكانوا متعاصرين مِن أصحاب أَبِي الحَسَن الأَشْعريّ،
قَالَ لأصحابه: ابن الباقِلّانيّ بحرٌ مُغْرِق، وابن فُورَك صِلٌ [7]
مُطْرِق، والإسْفرائينيّ نارٌ تحرق [8] .
وقال الحاكم في تاريخه: أبو إِسْحَاق الإسْفرائينيّ الفقيه الأُصُوليّ
المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف مِن العراق وقد أقَّر لَهُ
العلماء بالتّقدُّم إلى أن قَالَ: وبُني لَهُ بنَيْسابور المدرسة الّتي
لم يُبْنَ بنَيْسابور قبلها مثلها. فدرَّس فيها [9] .
وقال غيره: كَانَ أبو إسحاق يَقُولُ: إنّ كلّ مجتهدٍ مُصيبٌ أوّلُهُ
سَفْسَطة، وآخر زندقة [10] .
__________
[1] الأنساب 1/ 237، وفيات الأعيان 1/ 28، وتهذيب الأسماء واللغات 2/
170.
[2] في المنتخب من السياق 120.
[3] وزاد: «والتحرّج» .
[4] هو: تاريخ نيسابور، ولم يصلنا.
[5] المنتخب من السياق 120، 121 وفيه: «الحافظ الرازيّ (كذا) ، وعقد له
مجلس الإملاء بنيسابور في مسجد عقيل بعد أبي طاهر الزيادي سنة عشر
وأربعمائة، وحضر الحفاظ والمشايخ من الصدور وأهل العلم وأملى سنين
أعصار الخميس مدّة وأعصار الجمعة مدّة» .
[6] في: تبيين كذب المفتري.
[7] الصّلّ: السيف القاطع، وهو أيضا: الداهية.
[8] في الأصل: «محرق» ، والتصحيح من المصادر.
[9] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 169، السبكي 4/ 256.
[10] تهذيب الأسماء 2/ 170، الوافي بالوفيات 6/ 105.
(28/438)
وقال أبو القاسم الفقيه: كَانَ شيخنا
الأستاذ إذا تكلَّم في هذه المسألة قِيلَ: القلم عَنْهُ مرفوع [1]
حينئذٍ، لأنّه كَانَ يشتم ويصول، ويفعل أشياء.
وحكى عَنْهُ أبو القاسم القُشَيْريّ أنّه كَانَ لا يجوّز الكرامات.
وهذه زَلَّة كبيرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَسَّانَ، أنا
سَعِيدُ بْنُ سَهْلٍ الْخُوَارَزْمِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ
وَخَمْسِمَائَةٍ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ إِمْلَاءً:
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَادَ بْنِ مَسْعُودٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعَ
الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دعائه: «اللهمّ أجعل
أوسع رزقي عند كبير سِنِّي وَانْقِضَاءِ عُمْرِي [2] » . قُلْتُ:
عِيسَى [3] هَذَا مَدَنِيٌّ يُقَالُ لَهُ الْخَوَّاصُ. قَالَ
بَتَرْكِهِ النَّسَائِيُّ [4] ، وَضَعَّفَهُ الدّارقطنيّ [5] .
322- إسماعيل بن بدر [6] .
__________
[1] من رفع عنه القلم بيّنه النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «رفع
القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصّبيّ حتى يشبّ، وعن
المعتوه حتى يعقل» .
[2] الحديث ضعيف لضعف «عيسى بن ميمون» .
[3] هو: عيسى بن ميمون المدني.
[4] في: (الضعفاء والمتروكين 299 رقم 425) ، وفي رواية عنه: ليس بثقة.
[5] في: (الضعفاء والمتروكين 136 رقم 413) .
وقال البخاري: منكر الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: اسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: ما هذه
الأحاديث التي تروى عن القاسم، عن عائشة؟ فقال: لا أعود.
وقال ابن حبّان: يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات.
وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء.
وذكره العقيلي في (الضعفاء 3/ 387 رقم 1427) .
وقال الفلّاس: متروك.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا بتابعه عليه أحد.
وذكره ابن شاهين في (الضعفاء والكذّابين 145 رقم 463) .
[6] انظر عن (إسماعيل بدر) في:
الصلة لابن بشكوال 102، 103 رقم 236.
(28/439)
أبو القاسم الأنصاريّ القُرْطُبيّ، الأديب
الفَرَضيّ، المعروف بابن الغنّام.
روى عن: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ومنذر بْن سَعِيد القاضي، وأبي
عيسى اللَّيْثّي.
حدَّث عَنْه الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ صالحًا، متسننًا [1] ، مهندسًا
[2] .
روى عَنْهُ أيضًا: قاسم بْن إبراهيم، وأبو محمد بْن خزرج.
323- أصْبَغ بْن عيسى [3] .
أبو القاسم اليَحْصُبيّ الإشبيليّ العبدريّ [4] .
روى عَنْ: أَبِي محمد الباجيّ، وغيره.
وعُني بالعِلم [5] .
روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وأبو محمد بْن خزرج.
- حرف الحاء-
324- الحسين بْن عليّ بن حسين بن محمد [6] .
__________
[1] في: الصلة: «متسنيا» .
[2] وزاد: سالما، مطبوعا.
[3] انظر عن (أصبغ بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 108 رقم 253.
[4] في الطبعة الأوروبية: «العنبري» .
[5] زاد ابن بشكوال: وتكرّر على الشيوخ بإشبيليّة وسمع منهم وكتب عنهم
مع الفهم. وكان عاقدا للشروط محسنا لها، بارعا ديّنا، حدّث عنه
الخولانيّ ووصفه بما ذكرته.
[6] انظر عن (الحسين بن علي الوزير ابن المغربي) في:
تاريخ حلب للعظيميّ 328، والرجال للنجاشي 51، ودمية القصر 1/ 115- 120،
والإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب 47، والذخيرة في محاسن أهل
الجزيرة لابن بسّام، ق 4 مجلّد 2/ 475- 515، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 312-
314، والمنتظم 8/ 32، 33 رقم 56، ومعجم البلدان 5/ 177، ومعجم الأدباء
10/ 79- 90، والكامل في التاريخ 9/ 321، 331، 335، 362، وبغية الطلب
(المخطوط) 5/ 14- 30، وطبعة أنقرة 111، 112 في ترجمة «حسن بن أسد
الفارقيّ» ، وبدائع البدائه 360، 361 رقم 425، ووفيات الأعيان 2/ 172-
177، ورجال الحلّي 53 رقم 29، والمختصر في أخبار البشر 2/ 155، وتتمة
يتيمة الدهر 1/ 34، وسير أعلام النبلاء 17/ 394- 396 رقم 257، والعبر
3/ 128، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، والبداية والنهاية 12/ 23، ومرآة
الجنان 3/ 32، 33، وإعتاب الكتّاب 206، والدرّة المضيّة 309- 312،
وفحول البلاغة 189، واتّعاظ الحنفا 2/ 82، 251، ولسان الميزان 2/ 301،
والنجوم الزاهرة 4/ 266، وشذرات
(28/440)
الوزير أبو القاسم بْن أبي الحَسَن
الشيعيّ.
عُرف بابن المغربيّ.
كَانَ مَعَ أَبِيهِ، فلمّا قَتَلَ الحاكم أَبَاهُ بمصر وعمّه وإخوته
هرب أبو القاسم مِن مصر، واستجار بحسّان بْن مفرّج الطّائيّ، ومدحه.
فوصله وأجاره [1] .
حدّث عَنْ: الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفُرات بْن حنْزَابَة [2] .
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الحميد، وأبو الحَسَن بْن الطَّيّب الفارقيّ.
وقد وَزَرَ لصاحب ميّافارقين أحمد بْن مروان.
ومن شِعره لمّا كَانَ مختفيا بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كَانَ
بمصر صبيٌّ أمرد يُضرب المَثَلُ بحُسنْه، وكان يشتهي أبو القاسم أن
يراه، فأُخبِر بأنّه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرَّرَ بنفسه، فنظر
إِليْهِ وقال:
عُلّمْتُ منطقَ حاجبَيْه ... والبَيْنُ ينشُدُ رَايَتَيْهِ [3] .
وعَرَفْتُ آثارَ النّعيمِ ... بقُبْلةٍ في وجْنَتَيْهِ
ها قد رضيتُ مِن الدُّنيا ... بأسْرها نَظَرِي إليهِ [4]
ولقد أراه في الخليج ... يَشَقُّهُ من جانبيه
والموج [5] مثل السّيف و ... هو فرنده في صفحتَيْهِ
لا تشربوا مِن مائه ... أبدًا، ولا تَرِدُوا عليهِ
قد ذاب منه السّحر في ... حركاته من مقلتيه [6] .
__________
[ () ] الذهب 3/ 210، ومجمع الرجال للقهپائي 2/ 189، وطبقات أعلام
الشيعة (النابس في القرن الخامس) ص 65، وكشف الظنون 108، 129، 211،
814، 1441، 1573، وروضات الجنات 241، وإيضاح المكنون 1/ 49، 117 و 2/
304، 315، 430، 567، وتنقيح المقال للمامقاني 1/ 338، وأعيان الشيعة
27/ 6- 27، ومعجم المؤلّفين 4/ 30.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 312.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 312 وفيه «خنزابة» وهو تصحيف.
[3] في: دمية القصر، وأعيان الشيعة: «ينشر راحتيه» .
[4] في: دمية القصر، وأعيان الشيعة: أنا قد رضيت من الحياة بنظرة مني
إليه.
[5] في: دمية القصر، وأعيان الشيعة: «والنهر» .
[6] البيت في: دمية القصر، وأعيان الشيعة:
قد دب فيه السّحر من ... أجفانه أو مقلتيه
(28/441)
وكأنّه في الموج قلبي ... بين أشواقي إليهِ
[1]
وله:
وكلّ أمرئٍ يدري مواقعَ رُشْدِهِ ... ولكنّه أعمي أَسِيرُ هَوَاهُ
هوى نفسِه يُعْمِيهِ عَنْ قُبْح عَيْبِهِ ... وينظُرُ عَنْ فَهْمٍ [2]
عيوب سِوَاهُ
ابن النّجّار: أنشدنا الفَتْح بْن عَبْد السّلام، أَنَا جدّي، أنشدنا
رزق الله التّميميّ: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بْن عليّ المغربي
لنفسه:
وما أُمُّ خشف خلَّفَتْه وبَكَّرَتْ ... لتُكِسبَه طَعْمًا وعادت إلى
العُشّ
غدت تَرْتَعي [3] ثمّ انْثَنَتْ لِرَضَاعِهِ ... فلم تلْقَ شيئًا مِن
قوائمه الحمشِ
طافت بذاك القاع وَلْهًا [4] فصادفتْ ... سِبَاع الفَلا نَهَشَتْه [5]
أيما نَهْشِ
بأوجَعَ منّي يومَ ظلّت أناملٌ ... تودّعني بالدّرّ مِن شبك النَّقْشِ
وأجمالهم تَحْدِي وقد بّرح النَّوَى [6] ... كأنّ مطاياهم عَلَى ناظري
تمشي
وأعْجبُ ما في الأمر أنْ عِشْتُ بعدهُمْ ... عَلَى أنّهم ما خلَّفوا
فيَّ مِن بطْش [7]
قَالَ مِهْيار الدَّيْلَميّ: لمّا وزر أبو القاسم بْن المغربيّ ببغداد
تعظم وتكبَّر ورَهِبَة النّاس، وانقبضْت عَنْ لقائه، ثمّ خِفْتُ فعملتُ
فيه قصيدتي البابيّة، ودخلتُ فأنشدتُهُ، فرفع طرْفَه إليّ وقال: اجلس
أيها الشَّيْخ. فلمّا بلغت إلى قولي:
جاء بك الله عَلَى فترةٍ ... بآيةٍ مَن يَرها يَعْجبِ
لم تَأْلَفِ الأبصارُ مِن قَبْلها ... أن تَطْلُع الشَّمسُ مِن المغربِ
فقال: أحسنت يا سيّدي. وأعطاني مائتي دينار.
__________
[1] الأبيات في: دمية القصر 1/ 116، 117، وأعيان الشيعة 6/ 115.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 396 «حذف» .
[3] في: المنتظم: «فارتعت» .
[4] في الأصل: «ولهاء» ، وفي: المنتظم «ولهى» .
[5] في: المنتظم: «ينهشنه» .
[6] في: المنتظم: «عشي، وقد خيل الهوى» .
[7] الأبيات في: المنتظم 8/ 32، والبيت الأول عنده:
وما ظبية أدماء تحنو على الطلا ترى الأنس وحشا وهي تأنس بالوحش وكذا
في: أعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 6/ 114.
(28/442)
قلت: وكان جدُّهم يُلَقب بالمغربيّ لكونه
كَانَ كاتبًا عَلَى ديوان المغرب [1] ، وأصله بصْريّ. قصد أبو القاسم:
فَخْرَ المُلْك أبا غالب [2] ، وتوصَّل إلي أن وَزَرَ سنة أربع عشرة.
وكان بليغًا مفَّوهًا مترسّلًا، يتوقَّد ذكاءً.
ومن شِعْره:
تأمَّل مَنْ أهواهُ صُفْرةَ خاتمي ... فقال: حبيبي [3] ، لِمْ
تَجنَّبتَ أحمَره؟
فقلت لَهُ: مِن أحمرٍ كَانَ لونُهُ [4] ... ولكْن سَقَامي حلَّ فيه
فغيّره [5] .
وقد ساق ابن خلّكان [6] نَسَبَه إلى بِهرام جور، وقال [7] : له ديوان
شعر، و «مختصر إصلاح المنطق» ، وكتاب «الإيناس» [8] .
ومولده سنة سبعين وثلاثمائة.
وحفظ كُتُبًا في اللُّغة والنَّحْو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت
مِن الشّعر. وبرع في الحساب. وحصَّل ذَلِكَ وله أربع عشرة سنة.
وكان مِن دّهاة العالم. هرب من الحاكم فأفسد نيّات صاحب الرّملة
__________
[1] قال ابن خلّكان: «ورأيت في بعض المجاميع أنه لم يكن مغربيّا، وإنما
أحد أجداده، وهو أبو الحسن علي بن محمد كانت له ولاية في الجانب الغربي
ببغداد، وكان يقال له: المغربي، فأطلق عليهم هذه النسبة، ولقد رأيت
خلقا كثيرا يقولون هذه المقالة. ثم بعد ذلك نظرت في كتابه الّذي سمّاه
«أدب الخواصّ» فوجدت في أوله: «وقد قال المتنبّي وإخواننا المغاربة
يسمّونه المتنبه، فأحسنوا» .
أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرّهم وأتيناه على الهرم
فهذا يدلّ على أنه مغربيّ حقيقة لا كما قالوه، والله أعلم» . (وفيات
الأعيان 2/ 177) .
[2] معجم الأدباء 10/ 81.
[3] في: معجم الأدباء: «فقال بلطف» .
[4] في: معجم الأدباء: «فقلت: لعمري كان أحمر لونه» ، وفي: تهذيب تاريخ
دمشق: «فقلت له:
في أحمر كان لونه» .
[5] البيتان في: معجم الأدباء 10/ 89، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 313،
وأعيان الشيعة 6/ 115.
[6] في: وفيات الأعيان 2/ 172 فقال: «أبو القاسم الحسين بن عليّ بن
الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان
بن باذان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيروز بن يزدجرد بن
بهرام جور» .
[7] في: وفيات الأعيان 2/ 172.
[8] زاد ابن خلّكان: «وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة ويدلّ على كثرة
اطّلاعه» وكتاب «أدب الخواص» وكتاب «المأثور في ملح الخدور» وغير ذلك.
(28/443)
وأقاربه عَلَى الحاكم. وسار إلى الحجاز،
فأطمع صاحب مكّة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر. وعمل ما قلق الحاكم مِنه
وخاف على ملكه [1] .
وتوفّي بميّافارقين، وحُمل إلى الكوفة بوصيّةٍ منه. وله في ذَلِكَ حديث
طويل. ودُفِن في تُربةٍ مجاورةٍ للمشهد المنسوب إلى عليّ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ [2] .
ومن شِعْره:
أقولُ لها والعِيسُ تُحْدجُ [3] للسُّرَى: ... أَعِدّي [4] لفَقْدي ما
استطعتِ مِن الصَّبرِ
سأُنْفِقُ رَيْعانَ الشّبيبةِ آنِفًا ... عَلَى طَلَب العَلْياءِ أو
طَلَبِ الأجْرِ
أَلَيْسَ مِن الخُسْران أنّ لياليا ... تَمُرُّ بلا نَفْعٍ وتُحْسبُ
مِن عمري [5] ؟
ومن شِعْره:
أرى النّاس في الدّنيا كَرَاعٍ تنكَّرَتْ ... مَرَاعِيهِ حتّى لَيْسَ
فيهنّ [6] مَرْتَعُ
فماءٌ بلا مَرْعَى ومَرْعَى بغيرِ ماء ... وحيثُ تَرَى ماءً ومَرْعَى
فمَسْبَعُ [7]
وكتب إلى الحاكم:
وأنتَ وحسبي أنت تعلم أنّني ... ... [8] إمام المجد يبني ويَهْدمُ
وليس حليمًا مِن تُقَبَّل كفُّهُ ... فَيَرْضَى، ولكن من تعضّ فيحلم
ومن شعره:
__________
[1] معجم الأدباء 10/ 80، 81، وفيات الأعيان 2/ 174.
[2] معجم الأدباء 10/ 82، وفيات الأعيان 2/ 176، وتهذيب تاريخ دمشق 4/
314.
[3] تحدج: يشدّ عليها الحدج، وهو مركب للنساء كالمحفّة والحمل أيضا.
[4] في: معجم الأدباء: «عدّي» ، والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان.
[5] الأبيات في: معجم الأدباء 10/ 88، ووفيات الأعيان 2/ 173، وأعيان
الشيعة (الطبعة الجديدة) 6/ 114.
[6] في: مرآة الجنان: «حتى ليس في تلك» .
[7] المسبع: الأرض تكثر فيها السباع.
والبيتان في: وفيات الأعيان 2/ 173، ومعجم الأدباء 10/ 57، وأعيان
الشيعة 6/ 114. وقد وردت في المطبوع من: مرآة الجنان 3/ 33: «منبع» .
[8] البياض في الأصل.
(28/444)
قبورٌ ببغداد وطُوسٍ وطَيْبةٍ ... وفي سُرّ
مِن رَأَى والغِريّ وكربلا
إذا ما أتاها عارِفٌ بحقوقها ... ترحّل عنها بالّذي كان أمّلا
وتوفّي في رمضان، رحمه الله [1] .
- حرف الراء-
325- رباح بْن عليّ بْن موسى بْن رباح [2] .
القاضي أبو يوسف البصْريّ.
سَمِعَ: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ [3] ، وأحمد بْن محمد بْن سليمان
المالكيّ، ومحمد بن محمد بْن بَكْر الهِزّانيّ.
وسمع بدمشق، ومصر.
روى عَنْهُ: ابنه يوسف، وأبو القاسم التّنُوخيّ [4] ، وأبو خازم محمد
بْن الحسين الفرّاء، وآخرون.
- حرف الزاي-
326- زيد بْن عَبْد العزيز بْن مُقرن [5] .
أبو الحسين الأصبهانيّ.
توفّي في المحرّم.
__________
[1] وقال الفضل بن سهل الأسفرايني الحلبي المعروف بابن الأثير: اجتمعت
بابن أسد بحلب فقال لي: مرّ بي الوزير المغربي، فوقف عليّ، وقال لي:
نحن بالأشواق إلى لقائك لما ينتهي إلينا من تلقائك، فلو زرتنا لأنسنا
بك. فقلت له: قد كففت ذيل مطامعي ببيت قلته، فقال: وما هو؟، فأنشدته:
إذا شئت أن تحيا عزيزا ولا ... تكن على حالة إلّا رضيت بدونها
قال: فصفّق المغربيّ وقال: أيّها الشيخ هذا بيت تبر لا بيت شعر. (بغية
الطلب- المطبوع- ص 112) .
ووقع في (لسان الميزان 2/ 301) أن مولده كان في ذي الحجة سنة تسعين
وثلاثمائة. وهذا خطأ، والصواب أنه ولد سنة 370 هـ. فيكون قد عاش 48
سنة.
[2] انظر عن (رباح بن علي) في:
تاريخ بغداد 8/ 429 رقم 4535.
[3] الهجيميّ: بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف وفي
آخرها الميم. هذه النسبة إلى محلّة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت
المحلّة إليهم. (الأنساب 12/ 309) .
[4] وهو ذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/445)
- حرف الطاء-
67- طاهر بْن الحَسَن [1] بْن إبراهيم [2] .
أبو محمد الهمَدانيّ الجصّاص الزّاهد.
روى عَنْ: محمد بْن يوسف بْن عُمَر الكِسائيّ البزّاز، والحسن بْن عليّ
الصَّفّار.
وهذا الكِسائيّ يروي عَنْ البَغَويّ شيئًا قليلًا.
روى عَنْ طاهر: أبو مسلم بْن غَزْو.
وحكى عَنْهُ جماعة مِن الصُّلَحاء.
وكان كبير القدْر، صاحب كرامات.
بالغ شِيرَوَيْه في تطويل ترجمته، وقال: سَمِعْتُ أبا الحَسَن
الصُّوفيّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ لطاهر الجصّاص مصنَّفات عدّة، منها:
«أحكام المريدين» مشتمل عَلَى سبعة أجزاء. وكان يقرأ التّوراة،
والإنجيل، والزَّبُور، والقرآن، ويقرّر تفسيرها.
سُئل طاهر عَنْ التّوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره
إِليْهِ اشدّ عَليْهِ مِن ضرب عُنُقه.
وقال جعفر الأَبْهريّ [3] : كَانَ لطاهر الجصّاص ثلاثمائة تلميذ كلّهم
مِن الأوتاد.
وقال مكّيّ بْن عُمَر البّيع: سَمِعْتُ محمد بْن عيسى يَقُولُ: صام
طاهر الجصَّاص أربعين يومًا متواليات أربعين مرّة. وآخر أربعين عملها
صامَ عَلَى قشر
__________
[1] في الأصل: «الحسين» والتصويب من: الأنساب، وسير الأعلام.
[2] انظر عن (طاهر بن الحسن) في:
الأنساب 3/ 360، 361، وسير أعلام النبلاء 17/ 390- 392 رقم 253، ومعجم
المؤلفين 5/ 33.
[3] الأبهريّ: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي
آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى أبهر وهي بلدة
بالقرب من زنجان خرج منها جماعة كثيرة من الفقهاء المالكية والمحدّثين
والصوفية والأدباء وفيهم كثرة.
والثاني منسوب إلى قرية من قرى أصبهان اسمها أبهر خرج منها جماعة من
المحدّثين.
(الأنساب 1/ 124- 126) .
(28/446)
الدُّخْن، فَلِفْرط يُبْسِه فرغ رأسُه
واختلط في عقله. ولم أرَ أكثر مجاهدةً منه.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.
وقال مكّيّ: سَمِعْتُ أبا سعد بْن زِيرَك يَقُولُ: حضرتُ مجلسا ذُكِر
فيه طاهر الجصَّاص، فبعضهم نسبه إلى الزَّنْدَقَة، وبعضهم نسبه إلى
المعرفة. فلمّا كُثرتِ الأقاويل فيه قلت: إنّ عيسى عَليْهِ السّلام
كَانَ نبيا وافِتتانُ النّاس بِهِ أكثر، وافِتتانُهُم بعيسى ضَرَّهم
وما ضَرّه. وكذلك افتتان النّاس بطاهر يضرُّهم ولا يضرُّه.
قَالَ مكّيّ: حَضَرتْ امرأةٌ عنده فقالت: ألحَّ عَليْهِ بعض أصحابنا في
إظهار العِلّة الّتي ترك بسببها اللّحْم والخُبز، فقال: إذا أكلتهما
طالبتني نفسي بقُبلة أمردٍ مليح.
وسمعت منصور الخيّاط الصُّوفيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر الجصَّاص،
فنظرت إِليْهِ وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فَرْوته
لأغسلها وأفلّيها.
قَالَ: عَلَى أن لا تقتل القمل.
قلت: نعم.
ثمّ حملتها إلى النَّهر، فلو كَانَ معي قفيز كنت أملأه قملًا،
فَكَنَسْتُهُ بالمِكْنَسة ونَقَّيْتُهُ، فلمّا رَدَدْتُها عَليْهِ
قَالَ: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني.
وقال شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر
الجصَّاص ووضعت بين يديه تينا، فناولته تِينةً وقلت: أيُّها الشّيخ
اقطع هذه التّينة بأسنانك، ولم يبق في فمه سِنّ، فجعل يمصُّها
ويَلُوكُها حتّى لانت وأمكنه قَطْعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي.
فكأنّي وجدت في نفسي مِن ريقه ولُعابه. فبتُ تِلْكَ اللّيلة، فرأيت
كأنّ آتٍ أتاني، فأخرج قلبي مِن جوفي مِن غير ألمٍ ولا وجع. فلمّا
شاهدتُ قلبي كأنّ قِنْديلٍ، فيه سبعةَ عشر سِراجًا، فقال لي: هذا مِن
ذاك اللُّعاب.
سَمِعْتُ عَبْد الواحد بْن إسماعيل البُرُوجَرْدِيّ يَقُولُ: اشترينا
شِوَاء وحلْواء
(28/447)
فأكلنا، ثمّ دخلنا عَلَى طاهر الجصَّاص
فقلنا: نريد شيئًا نأكله. فقال: قوموا عنّي أكلتم الشّواء والحلواء في
السّوق وتطلبون شيئا مِن عندي.
وكان طاهر يتكلَّم مِن كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشَّرْع إذا
فّتش، وقبره يزار ويُعظَّم [1] .
- حرف العين-
328- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جَحّاف [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن المَعَافِريّ. قاضي بَلَنْسِيَّة، ويُلقَّب
بحَيْدَرَة.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر بْن السّليم، وأبي بكر
بن القوطيّة.
وكان إماما، ثقة، فاضلا.
ذكره ابن خَزْرج.
وحدَّث عَنْهُ: أبو محمد بْن حزم، وقال: هُوَ مِن أفضل قاضٍ رَأَيْته
دينًا وعقلًا وتعاونًا، حظّه الوافر مِن العلم.
تُوُفّي في رمضان.
329- عَبْد الله بْنُ عُبَيْد الله بْنُ مُحَمَّد [3] .
أبو سَعِيد الْجُرْجانيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الواعظ.
كَانَ يَعِظ في مجلس المطرز.
وحدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن نُجَيْد، وأبي الحَسَن السَّرَّاج،
وطبقتهما.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وعبيد الله الحشكانيّ [4] .
وكان حيّا في هذا العام.
__________
[1] قال ابن السمعاني: «وطاهر بن الجصّاص شيخ الصوفية في عصره بهمذان،
وحكي عنه أنه قال: ما تركت العمل حتى رأيت الجصّ على الحائط يلمع
كالفضّة، فاحترزت من الشهرة وتركت العمل» . (الأنساب 3/ 260 و 261) .
[2] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَحّاف)
في:
جذوة المقتبس للحميدي 262 رقم 554، والصلة لابن بشكوال 1/ 262، 263،
رقم 583، وبغية الملتمس للضبيّ 346 رقم 931.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته، ولم يذكره السهميّ في (تاريخ جرجان) .
[4] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
(28/448)
330- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدان [1] .
أبو القاسم الْقُرَشِيّ النّيسابوريّ السّرّاج.
روى عن: أبي العبّاس الأصمّ، وأبي منصور محمد بن القاسم الصّبغيّ،
ومحمد بْن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح
المؤذن، وعثمان المحمي [2] ، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة.
مات في صفر.
وكان إماما جليلا، ثقة كبير القدر فقيها.
تفقه على الأستاذ أبي الوليد.
331- عبد الوهاب بن جعفر بن علي [3] .
أبو الحسين بن الميداني، الدمشقي المحدّث.
روى عَنْ: أَبِي عليّ بْن هارون، وأحمد بْن محمد بْن عُمَارة، وأبي
عَبْد الله بْن مروان، والحسين بْن أحمد بْن أَبِي ثابت، وأبي بَكْر
بْن أَبِي دَجَانة، وأبي عُمَر بْن فضالة، وخلْقٍ كثير بعدهم.
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتاني،
وعلي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو العبّاس أحمد بْن قُبَيْس المالكيّ،
وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
قَالَ الكتّانيّ: ذكر أبو الحسين أنّه كتب بمائة رطْل حِبْر، وقد
احترقت كتبه
__________
[1] انظر عَنْ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ)
في:
المنتخب من السياق 301 رقم 995.
[2] المحميّ: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه
النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال له المحمية. (الأنساب 11/
173) .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن جعفر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 149، والعبر 3/ 128، 129، والإعلام
بوفيات الأعلام 175، وسير أعلام النبلاء 17/ 499، 500 رقم 322، والمغني
في الضعفاء 2/ 412، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 623، وميزان الاعتدال
2/ 679، ومرآة الجنان 3/ 33، ولسان الميزان 4/ 86، وشذرات الذهب 3/
310.
(28/449)
وجدَّدها. وكان فيه تَسَاهُل [1] .
وقد اتُهم في ابن هارون.
332- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ فاذُوَيْه [2] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الإصبهاني التّاجر.
مات في ذي الحجّة.
333- عليّ بْن الحَسَن القاضي [3] .
أبو القاسم الهرويّ الدّاوديّ، مصنف «التّفسير» .
روى عَنْ: أَبِي تراب محمد بْن إِسْحَاق المَوْصِليّ.
وعنه: ابن أخته صاعد بْن سيّار.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى أيضًا عَنْ الخليل بْن أحمد، والدارقطني.
334- عليّ بْن عُبَيْد الله بْن الشَّيْخ [4] .
أبو الحسن الدّمشقيّ.
روى عَنْ: المظفَّر بْن حاجب، وجُمَح المؤذّن، وأبي عمر بن فَضَالة.
روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والسمان.
335- علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي [5] .
أبو الحسن الرشيقي [6] .
توفي في ربيع الآخر.
__________
[1] تاريخ دمشق 25/ 149.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
ديوان الصوري 1/ 310 و 2/ 60، 64.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] الرشيقي: بفتح الراء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى رشيق، وهو اسم رجل.
(الأنساب 6/ 128) .
(28/450)
- حرف الفاء-
336- فضلويه بن محمد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن
فضلويه [1] .
أبو نصر القزويني، ثم النيسابوري، المؤذن الإسكاف.
مؤذن مسجد المطرز.
شيخ مسن، به أدني طرش.
حدث عَنْ: أَبِي عثمان البصْريّ. وكان يُتّهم فيه.
وعن: الأصمّ، والطّرائفيّ، وأبي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وعَبْد
الله بْن محمد الرّازيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
مات في جُمَادَى الأولى [2] .
- حرف الميم-
337- محمد بْن أحمد بْن خليفة [3] .
أبو الحسن التُّونسيّ الشّاعر الشهير، ويُلَقَّب بالصّرائريّ.
لَهُ شِعْر كثير عَلَى نحو شِعْر ابن الحَجّاج، وهَجْو، وقبائح.
دخل مصر، ومات بالرّيف في هذا العام. وقد قارب السّتّين.
338- محمد بْن أحمد بْن عليّ بْن العبّاس [4] .
أبو بَكْر الجاموسيّ التّاجر.
نَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
339- محمد بن الحسين [5] .
__________
[1] انظر عن (فضلويه بن محمد) في:
المنتخب من السياق 406 رقم 1382.
[2] قيل إنه تعطّل قبل وفاته بأشهر. (المنتخب) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 2/ 250 رقم 719، والمنتظم 8/ 33، 34 رقم 58، والبداية
والنهاية 12/ 23 وفيه «محمد بن الحسن» .
(28/451)
أبو بَكْر البغدادي، الخفّاف الورّاق.
عَنْ: القَطِيَعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وطبقتهما.
قَالَ الخطيب [1] : كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء.
قَالَ لي: احترقت مِن كُتُبي ألف وثمانون مَنّا كلُّها سماعي.
340- محمد بْن زهير بْن أخطل [2] .
أبو بَكْر النَّسَائيّ، الفقيه الشّافعيّ. رأس الشّافعيّة بَنَسَا
وخطيبها.
رحل النّاس إِليْهِ للأخْذ عَنْهُ.
سَمِعَ مِن: الأصمّ، وأبي حامد بْن حسْنُوَيْه، وابن عَبْدُوس
الطّرائفيّ، وأبي الوليد حسّان بْن محمد، وأبي سهل بْن زياد القطّان،
وأبي بَكْر الشّافعيّ.
وعُمر دهرًا.
روى عَنْهُ: أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن.
وتوفّي ليلة الفِطْر.
341- محمد بْن عليّ بْن إِسْحَاق [3] .
أبو منصور البغداديّ الكاتب.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم المقرئ، وأبي عليّ بْن الصّوافّ.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وسماعه صحيح.
342- محمد بن محمد أحمد بْن الرُّوزْبَهَان [4] .
أبو الحَسَن البغداديّ.
كَانَ يسكن بناحية نهر طابق [5] .
__________
[1] في تاريخه 2/ 250.
[2] انظر عن (محمد بن زهير) في:
العبر 3/ 129، وسير أعلام النبلاء 17/ 392 رقم 254، والوافي بالوفيات
3/ 78، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 149، وطبقات الشافعية لابن
هداية الله 82، وشذرات الذهب 3/ 210.
[3] انظر عن (محمد بن عليّ) في: تاريخ بغداد 3/ 93 رقم 1090.
[4] انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ بغداد 3/ 231 رقم 1031.
[5] نهر طابق: أو نهر الطابق: محلّة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر
القلّاءين شرقا، وإنما هو نهر بابك منسوب إلى بابك بن بهرام بن بهرام،
وهو قديم. (معجم البلدان 5/ 321) .
(28/452)
حدَّث عَنْ: عليّ بْن الفضل السُّتُوريّ،
وعثمان بن السماك، وجعفر الخلدي، والنجاد.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. سمعتُ الصُّوريّ يَقُولُ:
كَانَ هبة الله اللالْكَائيّ يُثْني عَليْهِ إذا ذكره.
تُوُفّي في رجب.
قلت: وروى عَنْهُ أبو القاسم بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ.
343- محمد بْن يوسف بن الفضل [1] .
أبو بَكْر الْجُرْجانيّ الشّالْنجيّ [2] ، القاضي، المفتي.
كَانَ عَليْهِ مَدَار الفتوى والتّدريس والإملاء والوعظ ببلده.
سَمِعَ الكثير مِن: أحمد بْن الحسين بْن ماجه القَزْوينيّ، ونُعَيْم
بْن عَبْد المُلْك الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن حمدان، وابن عَدِيّ، وهذه
الطّبقة.
ومات بجُرْجان عَنْ إحدى وتسعين سنة.
روى عَنْهُ: إسماعيل بْن مسعدة الإسماعيليّ، وغيره.
وتوفّي في ذي القِعْدة، في ثامنه.
344- مروان بْن سليمان بْن إبراهيم بْن مَوْرقاط الغافقيّ [3] .
الإشبيليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأحمد بْن عُبَادَة، وأبي محمد الباجيّ.
ودخل إفريقية فأدرك ابن أَبِي زيد.
وكان صدوقا، صالحا.
مات في رمضان [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
تاريخ جرجان للسهمي 456 رقم 890.
[2] الشّالنجيّ: بفتح الشين المعجمة، واللام، بينهما الألف، وسكون
النون، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بيع الأشياء من الشعر كالمخلاة
والمقود والجلّ. (الأنساب 7/ 259) .
[3] انظر عن (مروان بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 20/ 615، 616 رقم 1347.
[4] قال ابن بشكوال: «يكنى أبا عبد الملك. كان من أهل الفضل والانقباض،
صدوقا في روايته» .
(28/453)
345- مُعَاذ بْن عَبْد الله بْن طاهر
البَلَويّ [1] .
أبو عَمْرو الإشبيلي.
روى عَنْ: ابن القُوطيّة، والرباحيّ.
وكان بارعًا في فنون الأدب، قديم الطّلب [2] .
346- مَعْمر بْن أحمد بْن محمد بْن زياد [3] .
الشَّيْخ أبو منصور الإصبهاني، الزّاهد.
كبير الصُّوفيّة بإصبهان.
سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وأبا الحَسَن بْن المُثَنَّى، وأبا
الشَّيْخ، وابن المقرئ، وعلي بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز.
وأملي عَنْهُمْ.
روى عَنْهُ: أبو طَالِب أحمد بْن محمد الْقُرَشِيّ الكُنْدُلانيّ [4] ،
والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع، وآخرون.
مات في رمضان.
وله قصيدة منها:
لقد مات مِن يُوعَى الأنامُ بعِلْمه ... وكان لَهُ ذِكْر وصِيتٌ فينفعُ
وقد مات حفّاظ الحديث وأهله ... وممّن درأه وهو في النّاسِ مُقنعُ
أبو أحمد القاضي وقد كَانَ حافظًا ... ولم يَكُ مِن أهل الضّلالةِ
يقبعُ
وكان أبو إِسْحَاق ممّن شهِدتُهُ ... يدرّس أخبارَ الرّسول فيُوسِعُ
وثالثهم قُطْبُ الزَّمانِ وعصرُهُ ... أبو القاسم اللّخميّ قد كَانَ
يبرعُ
ورابعهم كَانَ ابن حيَّان آخرًا ... ومات، فكيف الآن في العلم نطمع؟
__________
[1] انظر عن (معاذ بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 625، 626 رقم 1377.
[2] وكان عالما باللغة والعربية.
[3] انظر عن (معمر بن أحمد) في:
مرآة الجنان 3/ 33، وشذرات الذهب 3/ 211، وتاريخ التراث العربيّ 2/
505، 506 رقم 58.
[4] الكندلاني: بضم الكاف والدال المهملة، بينهما نون ساكنة، وفي آخرها
نون ثانية، نسبة إلى كندلان، قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 10/ 485) .
(28/454)
وكان ابن إِسْحَاق بْن مَنْدَهْ غائبًا ...
يسبح زمانًا وحده حيث يَطْلَعُ
فرُدَّ إلينا بعد دهرٍ وبُرْهةٍ ... وقامت بِهِ الآثار والأمر ... [1]
جمع
بقي وحده في عصره وزمانه ... يناطح آفات الزّمان ويدفعُ
347- مكّيّ بْن محمد بْن الغَمْر [1] .
أبو الحَسَن التّميميّ الدّمشقيّ الورّاق، المؤدب.
مستملي القاضي المَيَانِجِيّ [2] .
سَمِعَ منه، ومن: أحمد بْن البرّاميّ، وجُمَح بْن القاسم، والفضل بْن
جعفر، وابن أبي الرّمرام، وخلْق كثير بعدهم.
ورحل إلى بغداد، وسمع مِن: القَطِيَعيّ، وأبي محمد بْن ماسيّ، وأبي
بَكْر الورّاق.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بْن عليّ
الحدّاد، ومحمد بْن عليّ المطرز، وإسماعيل بْن عليّ السّمّان، وأبو
الحَسَن بْن صَصرى.
قَالَ الكتّانيّ: كان ثقة مأمونا، يورّق للنّاس [3] .
وتوفّي في رمضان سنة ثمان عشرة.
وقال الأهوازيّ: سنة ثنتي عشرة [4] [5] .
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (مكّي بن محمد) في:
الفقيه والمتفقّه للخطيب 1/ 158 و 197، والإكمال لابن ماكولا 4/ 226، و
7/ 34، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 36 و 366 و 369 و 387 و 388
و 9/ 459، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 184، والأنساب 260 أ، وتذكرة الحفّاظ
4/ 1228 و 3/ 26، 27، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 20، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 583، ومرآة الجنان 3/ 172، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 94، 95 رقم 1704.
[3] هو القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.
[4] تاريخ دمشق 43/ 387.
[5] تاريخ دمشق 43/ 388.
(28/455)
- حرف الهاء-
348- هبة الله بْن الحَسَن بْن منصور [1] .
الحافظ أبو القاسم الرّازيّ الطَّبَريّ الأصل، المعروف باللالكائي.
الفقيه الشّافعيّ.
نزيل بغداد.
تفقَّه عَلَى: الشَّيْخ أَبِي حامد.
وسمع بالرّيّ مِن: جعفر بْن فناكيّ، وعلي بْن محمد القصّار، والعلاء
بْن محمد.
وببغداد مِن: أَبِي القاسم الوزير، وأبي طاهر المخلّص، فمن بعدهما.
قَالَ الخطيب [2] : كَانَ يفهم ويحفظ. وصنَّف كتابًا في السُّنَّة [3]
، وكتاب «رجال الصّحيحين» ، وكتابًا في السُّنَن، وعاجَلَتْه المَنَّية
[4] .
وخرج إلى الديَنَور فمات بها في رمضان.
حدَّثني عليّ بْن الحسين بْن جَدّاء العُكْبَريّ قَالَ: رَأَيْت هبة
الله الطَّبَريّ في المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غفر لي.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 14/ 70، 71، والمنتظم 8/ 34، رقم 59، والأنساب 505 أ،
والتقييد لابن النقطة 473، 474 رقم 640، واللباب 3/ 401، والكامل في
التاريخ 9/ 364، وسير أعلام النبلاء 17/ 419، وتذكرة الحفاظ 3/ 1083-
1085، والإعلام بوفيات الأعلام 175، والمعين في طبقات المحدّثين 123
رقم 1373، والعبر 3/ 130، ومرآة الجنان 3/ 33، والبداية والنهاية 12/
24، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 201، 202، رقم 157، وتاريخ
الخلفاء للسيوطي 416، وطبقات الحفاظ 420، وشذرات الذهب 3/ 211، وكشف
الظنون 88، وهدية العارفين 2/ 504، وديوان الإسلام 4/ 97، 98 رقم 1786،
والأعلام 8/ 71، ومعجم المؤلفين 13/ 136، والرسالة المستطرفة 37، ومعجم
طبقات الحفاظ 181 رقم 951.
[2] في تاريخه.
[3] الموجود في: تاريخ بغداد: «وصنّف كتابا في السنن، وكتابا في معرفة
أسماء من في الصحيحين، وكتابا في شرح السّنة» .
[4] وزاد: «فلم ينشر عنه كثير شيء من الحديث» .
(28/456)
قلت: بماذا؟
قَالَ: كلمة خفيّةً: بالسُّنَّة [1] .
قلت: روى عَنْهُ كتاب «السُّنَّة» أبو بَكْر أحمد بْن عليّ
الطُّرَيْثِيثيّ، شيخ السلَفيّ.
قَالَ شُجاع الذُّهْليّ: لم يُخَرَّج عَنْهُ شيء مِن الحديث إلا
السُّنَّة [2] .
- حرف الياء-
349- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إبراهيم [3] .
أبو سعْد البزّاز.
مات في رمضان.
الكني
350- أبو الحسين بْن طباطبا العَلَويّ [4] .
مصري، نبيل.
قَالَ الحبّال: عنده عن الرّازيّ فمن دونه.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 71.
[2] التقييد 474، وزاد: «وكان ثقة فهما حافظا» .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(28/457)
سنة تسع عشرة
وأربعمائة
- حرف الألف-
351- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن محمود [1] .
أبو بَكْر الثَّقَفيّ الإصبهاني، الواعظ.
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ بها: أبا سَعِيد عبد الوهّاب الرّازيّ، وأبا أحمد الحاكم، وأبا
محمد الحَسَن بْن أحمد المُزَكّيّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ في «الأربعين» لَهُ، وأبو بَكْر
الخطيب.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. قاله يحيى بْن مَنْدَهْ.
352- أحمد بْن عَبَّاس بْن أصْبَغ بْن عَبْد العزيز [2] .
أبو العبّاس الهمَدانيّ القرطبي.
روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة.
ثمّ حجّ وجاور، فكان مِن جلّة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام.
353- أحمد بْن محمد بْن منصور [3] .
أبو الحسين ابن العالي البوشنجيّ [4] ، خطيب بوشنج [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عباس) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 37، 38 رقم 73.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن منصور) في:
الأنساب 8/ 318، واللباب 2/ 305، والمنتخب من السياق 99، 100 رقم 222،
والعبر 3/ 131، وسير أعلام النبلاء 17/ 381 رقم 241، والمشتبه في أسماء
الرجال 2/ 429.
والإعلام بوفيات الأعلام 176، وتبصير المنتبه 3/ 891، وشذرات الذهب 3/
211.
[4] في الأصل: «البوسنجي» بالسين المهملة.
[5] في الأصل: «بوسنج» بالسين المهملة، والتصحيح من المصادر.
(28/458)
سمع: أبا أحمد عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبا
سَعِيد محمد بْن أحمد بْن كثير بْن دَيْسَم، ومحمد بن عليّ الغيسقانيّ
[1] ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بْن الحسين النَّيْسابوريّ
السَّرَّاج، ومحمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم السَّليطيّ.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل.
تُوُفّي في رمضان.
تفرّد ابن رُوزبَه بجزءٍ مِن حديثه.
وروى عَنْهُ: أبو القاسم أحمد بْن محمد العاصِميّ البوشَنْجيّ [2] .
354- أحمد بْن محمد بْن الحسين [3] .
أبو الطّاهر الضّبّيّ الهَرَويّ.
روى عَنْ: حامد بْن محمد الرّفّاء.
روى عَنْهُ: أبو إسماعيل الأنصاريّ، وأبو عَبْد الله العُمَيْريّ.
355- إِسْحَاق بْن عَبْد الصمد ابن الخليفة القاهر باللَّه محمد بْن
المعتضد العبّاسيّ [4] .
تُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ قريبٍ مِن تسعين سنة.
ورّخه هلال بْن المحسّن.
- حرف الحاء-
356- الحَسَن بْن محمد بْن جعفر بْن جُبَارَة [5] .
أبو محمد الدّمشقيّ الضّرّاب، الجوهريّ.
روى عن: خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن محمد بْن زكريّا البلخيّ.
__________
[1] لم أقف على هذه النسبة في كتاب الأنساب.
[2] قال عبد الغافر: فاضل، ثقة، مستور. (المنتخب 100) .
وقد أورد في الأصل: «البوسنجي» بالسين المهملة، والتصويب من المصادر.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد بن جعفر) في:
من حديث خيثمة 37 رقم 22، والإكمال لابن ماكولا 2/ 46، وتهذيب تاريخ
دمشق 4/ 241، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 126
رقم 452.
(28/459)
روى عنه: الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي
الحنائي، وجبارة.
قيده ابن ماكولا [1] .
مات في ربيع الأول.
سمع من خيثمة مجلسا واحدا [2] .
357- الحسن بن محمد بن جعفر [3] السلماسي [4] .
أبو محمد.
عن: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري.
مات في صفر.
358- الحسين بن الحسن بن يحيى [5] .
أبو عبد الله العلوي الزيدي.
توفي بواسط في جمادى الآخرة.
روى عَنْ: أَبِي المُثَنَّى محمد بْن أحمد الدهْقان الكوفيّ عن الحسين
بْن عليّ بْن عفّان.
وكان مولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
قال الخطيب [6] : كان صدوقا. ثنا عن أبي المُثَنَّى [7] .
- حرف الزاي-
359- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بن يحيى بن حمّويه [8] .
__________
[1] في: الإكمال 2/ 46.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 241.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
الأنساب 7/ 107 وفيه: «الحسن بن جعفر بن داود» .
[4] السّلماسيّ: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي
آخرها سين أخرى مهملة. هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على
مرحلة من خوى.
[5] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 8/ 34، 35 رقم 4084، والمنتظم 8/ 36 رقم 62.
[6] في تاريخ 8/ 34.
[7] وزاد: وذكر لي عنه حسن الاعتقاد، وصحّة المذهب.
[8] انظر عن (زكريا بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 225 رقم 704 وفيه: «زكريا بن محمد» .
(28/460)
أبو يحيى البزّاز النّسّابة.
خُراساني.
تُوُفّي في حدود سنة تسع عشرة تقريبًا [1] .
- حرف الشين-
360- شعيب بْن محمد بْن إبراهيم [2] .
أبو سعْد الشَّعْيبِيّ [3] البُوشَنْجيّ [4] .
سَمِعَ: أَبَاهُ، وإبراهيم المؤدب، وأبا عليّ الرّفّاء.
وروى الكثير.
حدَّث عَنْهُ: شيخ الإسلام.
- حرف العين-
361- عُبادة بْن عَبْد الله بْن محمد بْن عُبادة بْن أفلح الأنصاريّ
[5] .
مِن وُلِد سعْد بْن عُبادة الخَزْرَجي القُرْطُبيّ.
الشّاعر المعروف بابن ماء السّماء أبو بَكْر.
أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ، وغيره.
أخذ عَنْهُ الأدب: غانم بْن وليد.
362- عَبْد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله [6] .
أبو محمد المصاحفيّ.
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «فاضل مشهور له معرفة بالأنساب والطب
والأدب. سمع الكثير بنيسابور والعراق والحجاز، وحدّ سنين، ولد سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة، وتوفي بملقاباذ قبل العشرين وأربعمائة» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الشّعيبيّ: بضم الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وسكون الياء،
بعدها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجد، وهو «شعيب» ،
وجماعة كثيرة في البلاد ينتسبون بهذه النسبة.
(الأنساب 7/ 347) .
[4] في الأصل «البوسنجي» بالسين المهملة.
[5] انظر عن (عبادة بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 293، 294 رقم 662، وبغية الملتمس للضبّي 396- 398
رقم 1123.
[6] انظر عن (عبد الله بن أحمد المصاحفي) في: المنتخب من السياق 273
رقم 891.
(28/461)
خُراساني.
تُوُفّي في شهر ذي الحجّة.
وكان مجاورا بجامع نَيْسابور.
نسخ ثمانمائة وثمانين مُصْحفًا.
قَالَ عَبْد الغافر: حدَّثني مِن أثق بِهِ بذلك.
ونسخ عدّة نُسَخ مِن «تفسير أَبِي القاسم بْن حبيب» .
وسمع مِن: أَبِي الحَسَن بْن السَّرَّاج، وأبي حفص الزّيّات البغداديّ.
روى عَنْهُ: الحَسَن بْن أَبِي القاسم الصَّفّار، وأحمد بْن أَبِي سعْد
بْن عليّ.
وتوفي بنَيْسابور.
363- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدوية
[1] .
أبو محمد بْن أَبِي القاسم البُنانيّ [2] الثّابتيّ. من وُلِد ثابت بْن
أسلم التّابعيّ.
نَيْسابوريّ، حنفيّ. مِن مجاوريّ الجامع.
كثير الحديث.
حدَّث عَنْ: الأصمّ، وطبقته.
ولقي أبا الطَّيّب المتنّبي، وسمع مِن شِعْره.
روى عَنْهُ: محمد بْن بحر المُزَكّيّ.
364- عَبْد الله بْن محمد بْن سليمان [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن البناني) في:
المنتخب من السياق 275 رقم 900.
[2] البنانيّ: بضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة والنون المفتوحة،
فهذه النسبة إلى بنانة وهو بنانة بن سعد بن لؤيّ بن غالب، هكذا قال أبو
حاتم بن حبّان البستي. وقال ابن السمعاني:
وصارت بنانة محلّة بالبصرة لنزول هذه القبيلة بها. وقال أبو بكر الخطيب
في (المؤتنف) إن بنانة الذين منهم ثابت هم بنو سعد بن لؤيّ بن غالب،
وأم سعد بنانة، وقيل: بل هم بنو سعد بن ضبيعة بن نزار، والله أعلم.
فقال الزبير بن بكار: أما بنانة فقبيلة منهم ثابت البناني وغيره،
وبنانة كانت أمة لسعد بن لؤيّ حضنت بنيه عمارا وعمارة ومخزوما بعد أمهم
فغلبت عليهم فسمّوا بها. (الأنساب 2/ 306، 307) .
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 263 رقم 583.
(28/462)
أبو محمد ابن الحاجّ القُرْطُبيّ، المقرئ.
كَانَ مجودًا طيّب الصّوت بمرّة، صالحًا.
لَهُ شِعرٌ حسن.
وأخذ الحديث عَنْ جماعة.
وله مصنَّفٌ كبير في الزُّهْد.
تُوُفّي شابًا [1] ، وقد روى عَنْ: مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.
365- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المَرْزُبان بْن مَنْجَوَيْه [2] .
أبو القاسم الإصبهاني.
مات في رجب.
366- عَبْد المحسن بْن محمد بْن أحمد [3] بن غلبون (كتب في الأصل فوق
«غلبون» : غالب.)
__________
[1] قال ابن بشكوال: وكان إذا أحيا في الجامع لا يتمالك كل من سمعه من
البكاء، وما ذلك إلا لسريرة حسنة وتقى كان بينه وبين خالقه والله أعلم.
وكان معه أدب وإحسان للأعمال العجيبة في الزهد والشعر، وكان يقول شعرا
حسنا، وكان كثير الرواية للحديث، أدرك شيوخا جلّة وأخذ عنهم.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد المحسن بن محمد) في:
يتيمة الدهر 1/ 296- 309، وتتمّة اليتيمة 35، والفوائد العوالي
المؤرّخة (بتحقيقنا) ص 13، والبخلاء للخطيب البغدادي 73، 74، وكنز
الفوائد للكراجكي 1/ 139، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي بن أبي طالب)
2/ 258، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 2/ 9 و 24/ 364، 365، والبديع
في نقد الشعر لأسامة بن منقذ 35، وروضة المحبّين ونزهة.
المشتاقين لابن قيّم الجوزّية 99، ووفيات الأعيان 3/ 232- 235، وبدائع
البدائه 1/ 66، وديوان ابن حيّوس (المقدّمة) 31، وذم الهوى لابن الجوزي
87، 323، وأنوار الربيع 6/ 299، والمنتخب من أدب العرب 2/ 86، وريحانة
الألبّاء 2/ 312، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 255 و 4/ 17، والمناقب لابن
شهرآشوب 1/ 254 و 2/ 212، 286، و 3/ 211، و 4/ 209، 322، وخريدة القصر
وجريدة العصر للعماد (بداية قسم شعراء الشام) 196، ومباهج الفكر
للوطواط (مخطوط) 1/ 85 و 4/ 471، ونهاية الأرب للنويري 1/ 94 و 2/ 52،
134 و 11/ 151، والعبر 3/ 131، وسير أعلام النبلاء 17/ 400 رقم 262،
ومرآة الجنان 3/ 34، والوافي بالوفيات (مخطوط) 19/ 80- 82، والبداية
والنهاية 12/ 25، 26، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 184 و 3/ 83،
100، والدرّة المضيّة للدواداري 426، 427، ودرّة الأسلاك لابن حبيب
(مخطوط) 2/ 306، وبغية الطلب (مخطوط) 1/ 100، 101 و 4/ 139، ومعجم
الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 3/ 82، 83، ومعجم السفر للسّلفي (مخطوط) 1/
96، والنجوم الزاهرة 4/ 269، وشذرات الذهب 3/ 211- 213، وخزانة الأدب
للبغداديّ
(28/463)
أبو محمد الصُّوريّ الشّاعر المشهور.
كَانَ شاعرًا محسنًا، بديع القول.
روى عنه شِعْره: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، ومبشّر بن إبراهيم، وسلامة
بْن الحسين.
وحكى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب.
وله: بالّذي أَلْهَمَ تعذيبي ثناياكَ العِذَابا ... ما الَّذِي قالْته
عيناك لقلبي فأجابا [1] ؟
قَالَ أبو الفتْيان بْن حَيُّوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل مِن قول جرير
حيث يَقُولُ:
إنّ العُيون الّتي في طَرْفها مَرَضٌ [2]
ولعبد المحسن:
وتُريكَ نُفُسك في مُعَانَدَة الهوى [3] ... رُشدًا ولست إذا فعلتَ
براشدِ
شَغَلَتْك عَنْ أفعالها أفعالُهُم ... هلا اقتصرتَ عَلَى عدوٍّ واحدِ
[4] ؟
367- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن العبّاس [5] .
__________
[156، 260،) ] ونفحات الأزهار للنابلسي 41، 47، 98، 207، 244، 278،
305، 314، 329، 330، والمنازل المحاسنية لابن أبي الصفا 96، ومعجم
الألفاظ والتراكيب للخفاجي 314، وأمل الآمل للعاملي 1/ 114- 115،
والغدير 4/ 222- 228، وأعيان الشيعة 31/ 110- 117، والكشكول 1/ 44،
والكواكب الدرّية للجسر (مخطوط) 72، 73، ومقدّمة الديوان، ونقد ديوان
الصوري (دراسة لنا في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني) العدد 23 و 24.
[1] البيت في: الديوان 2/ 123 رقم 588، ويتيمة الدهر 1/ 313، والعبر 3/
131، وسير أعلام النبلاء 17/ 400، والوافي بالوفيات 19/ 82، وخزانة
الأدب 156، والنجوم الزاهرة 4/ 269، وشذرات الذهب 2/ 213، وأمل الآمل
1158، والكشكول 1/ 44، وأعيان الشيعة 39/ 114، والغدير 4/ 229، ونفحات
الأزهار 98.
[2] وفي رواية: «حور» .
[3] في الديوان، وذيل تاريخ بغداد، وتاريخ دمشق، والوافي بالوفيات:
«الورى» .
[4] البيتان في: الديوان 2/ 129 رقم 603، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 24/ 365، والوافي بالوفيات (مخطوط) 19/ 82، وذيل تاريخ
بغداد 3/ 100، والنجوم الزاهرة 269.
[5] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرحمن) في:
(28/464)
أبو سهل الشُّرُوطيّ الحنفيّ.
خُرَاسانيّ.
مات في ذي الحجّة.
وروى عَنْ: ابن نُجَيْد، وبِشْر بْن أحمد، وأبي محمد السّمّريّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن [1] .
368- عَبْد الواحد بْن أحمد بْن محمد بْن يوسف [2] .
أبو محمد بْن شماس الهمدانيّ الدّمشقيّ.
حدّث ب «صحيح الْبُخَارِيّ» عَنْ: أَبِي زيد المَرْوَزِيّ.
وحدَّث عَنْ: عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب، والحسين بْن أحمد بْن
أَبِي ثابت.
روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر، وأبو سعْد السمان، وعبد العزيز الكتاني،
وعلي بن محمد بْن شُجاع، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان. قاله الكتّانيّ، وقال: سمّعه أَبُوهُ الحديث، ولم
يكن الحديث مِن شأنه.
369- عَبْد الواحد بْن أحمد [3] بْن الحسين [4] .
أبو الحسن العُكْبَريّ، المعدّل.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن سلمان النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر
الشّافعيّ، وعدّة.
روى عَنْه: ابن أخيه أبو منصور محمد بْن محمد بْن أحمد.
وكان صدوقا يتشيّع، قاله الخطيب:
__________
[ () ] المنتخب من السياق 328 رقم 1076 وفيه: عبد الملك بن عبد الرحمن
بن محمد بن العباس بن زكريا بن الحرث بن عبد الله.
[1] قال عبد الغافر: مستور، ثقة كثيرة السماع.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 67.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 15 رقم 5679، ولسان الميزان 4/ 77، 78 رقم 128.
[4] في الأصل: «الحسين» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد.
(28/465)
370- علي بن أحمد بن محمد بن داود [1] .
أبو الحَسَن البغداديّ الرّزاز [2] .
سَمِعَ: عثمان بْن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وعبد الصّمد بْن
عليّ الطّسْتيّ، وأبا سهل بْن زياد، والخُلْديّ، وأبا عُمَر الزّاهد،
وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، وميمون بْن إِسْحَاق، ودَعْلَج بْن
أحمد.
وقرأ القرآن لحمزة عليّ أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم، عَنْ قراءته عَلَى
إدريس بْن عَبْد الكريم.
قرأ عَليْهِ: عَبْد السّيّد بْن عَتّاب، وغيره.
وحدَّث بالكثير. وكُفّ بَصَرُهُ في آخر عُمره.
وكان لَهُ حانوت في الرّزّازين.
قَالَ الخطيب [3] : وكان كثير السَّماع والشّيوخ: وإلى الصدق ما هُوَ.
شاهدتُ جزءًا مِن أصوله مِن أمالي ابن السّمّاك، في بعضها سماعه بالخطّ
العتيق، ثمّ رَأَيْته قد غُيّر بعد وقتٍ وفيه إلحاقه بخط جديد [4] .
وُلِد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قلت: وروى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو بَكْر الطّريثيثيّ،
وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد الرزّاز) في:
السابق واللاحق 90، 134، وتاريخ بغداد 11/ 330، والأنساب 6/ 108،
واللباب 2/ 23، والعبر 3/ 132، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير
أعلام النبلاء 17/ 369، 370 رقم 232، وميزان الاعتدال 3/ 113، وغاية
النهاية 2/ 523، ولسان الميزان 4/ 196، وشذرات الذهب 3/ 213.
وسيأتي أخوه «عبيد الله» برقم (450) .
[2] الرزّاز: بالراء المهملة والزّاي المشدّدة، نسبة لمن يبيع الرّزّ.
ويعرف بابن طيّب.
[3] في: تاريخ بغداد 11/ 331.
[4] وقال الخطيب: حدّثني بعض أصحابنا قال: دفع إليّ علي بن أحمد
الرزّاز بعد أن كفّ بصره، جزءا بخط أبيه فيه، أمالي عن بعض الشيوخ، وفي
بعضها سماعه بخط أبيه العتيق والباقي فيه تسميع بخط طريّ فقال: انظر
سماعي العتيق هو ما قرئ عليّ، وما كان فيه تسميع بخط طريّ فاضرب عليه،
فإنّي كان لي ابن يعبث بكتبي ويسمع لي فيما لم أسمعه. أو كما قال.
حدّثني الخلّال قال: أخرج إليّ الرزّاز شيئا من مسند مسدّد فرأيت سماعه
فيه بخط جديد، فرددته عليه.
(28/466)
371- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن الْحَسَن
بْن محمد بْن هارون بْن عصام بْن الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر
بْن الحسين [1] .
أبو الحسن الخُزَاعيّ الطّاهريّ المحدث.
سَمِعَ مِن: أَبِي بحر بْن كوثر، وعيسى الرُّخَّجِيّ، وأبي بَكْر
القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، ويحيى بْن وَصِيف، ومَخْلَد
الباقَرْحِيّ، فمن بعدهم.
قَالَ الخطيب [2] : كتبنا عَنْهُ، وكان دينًا، صالحًا، ثقة [3] .
تُوُفّي في ربيع الأخر.
372- عَليّ بْن محمد بْن عَبْد الله بْن آزاد مرد [4] .
أبو القاسم الفارسيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وحامدا الرّفّاء، وحبيبا القزّاز، وعثمان
بْن ستفه، وعدّة.
وسكن مصر.
روى عَنْهُ: القاضي القُضاعيّ، والحسين بْن عليّ بْن حَجّاج
النَّحْويّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال وقال: مات في رمضان.
373- عليّ ابن المقرئ أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن عليّ بن محمد بن
إسحاق بن الفرج ابن الإمام أَبِي الحَسَن الْمَصْرِيّ [5] .
محدّث ابن محدّث.
أرِخّه الحبّال.
374- عُمَر بْن أحمد بْن محمد بن حسنويه [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 12/ 31 رقم 6398.
[2] في تاريخه.
[3] وزاد: «صادقا» .
[4] انظر عن (علي بن محمد) في:
مسند الشهاب للقضاعي 1/ 231 رقم 359.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/467)
أبو حفص الإصبهاني الزَّعْفرانيّ [1] .
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: صالح، ورِع، صاحب سُنّه وصلابة. ضربه إسماعيل
بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الاعتزال.
له ست بإصبهان.
حدث عن: أَبِي أحمد العسّال، وأحمد بن معبد، والطّبرانيّ، وأبي إسحاق
ابن حمزة.
- حرف الميم-
375- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن حفص [2] .
المحدث أبو بَكْر بْن أَبِي عليّ الهمَدانيّ الذَّكْوانيّ، الإصبهاني
المعدّل.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ [3] : وُلِد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة
وشهر، وحدَّث ستّين سنة. وسمع بمكّة، والبصرة، والأهواز، والرّيّ.
وجَمَع وصنَّف الشّيوخ.
حسن الخُلُق، قويم المذهب، تُوُفّي في غُرّة شَعْبان. ثمّ ذكر بعض
شيوخه.
قلت: روى عن: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بْن الحَسَن الكِسائي،
وأبي أحمد العسّال، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن كُوشيذ، ومحمد بْن يحيى بْن
بَحْرَوَيْه، وأحمد بْن مَعْبَد السمسّار، وأحمد بْن محمد بْن يحيى
القصّار، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة،
وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأبي الشَّيخ، وعاتكة بِنْت
أَبِي بَكْر بْن أبي عاصم الأصبهانيّين، والطّبرانيّ، والجعابيّ [4]
بأصبهان، وأبي بكر الآجرّيّ، وإبراهيم بن
__________
[1] الزّعفراني: بفتح الزاي المنقوطة وسكون العين المهملة وفتح الفاء
والراء المهملة. هذه النسبة إلى أمرين، الأول إلى الزعفرانية، وهي قرية
من قرى سواد بغداد تحت كلواذا. والثاني إلى بيع الزعفران، وهو الشيء
الّذي يصفّر به الثياب وغيرها. (الأنساب 6/ 280. 281) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 310، والأنساب 6/ 15، واللباب 1/ 530، والعبر 3/
132، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 433 رقم
289، وشذرات الذهب 3/ 213، ومعجم المؤلّفين 8/ 275، وتاريخ التراث
العربيّ 1/ 382 رقم 320.
[3] في أخبار أصبهان 2/ 310.
[4] الجعابيّ: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء
الموحّدة. (الأنساب 3/ 263) .
(28/468)
محمد بْن إبراهيم الدَّبيليّ [1] بمكّة،
وفاروق بْن عَبْد الكبير الخطّابيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن عبّاد
التّمّار، وأحمد بْن القاسم بْن الرّيّان اللُّكّيّ [2] بالبصرة.
روى عَنْهُ: أبو صادق محمد بْن أحمد بْن جعفر الفقيه، وأبو بَكْر
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مَرْدُوَيْه، وإسماعيل
بْن عليّ السَّيْلَقي [3] ، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السّمسار،
وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بْن سُلَيْم، وعلي بْن الفضل
اليَزْديّ، والفضل بن محمد الحدّاد أخو أَبِي الفتح الحدّاد، وأبو أحمد
فَضْلان بْن عثمان القَيْسيّ، وأبو العلاء محمد بْن عَبْد الجبّار
الفُرِسانيّ [4] شيوخ ابن سِلَفَة الحافظ.
وله مُعْجَم رواه عَبْد الرّحيم بْن الطُّفَيل.
376- مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن صُمَادح [5] .
التُّجَيْبِيّ الصُّمَادِحيّ السَّرَقُسْطيّ.
قَالَ الأبّار: كَانَ واليا على مدينة وَشْقَة، ثمّ تخلّي عَنْهَا لابن
عمّه منذر بْن يحيى [6] .
وله مختصر في غريب القرآن يدّل عَلَى فضله ومعرفته.
روى عَنْهُ: ابنه الأمير معن صاحب المريّة.
__________
[1] الدّبيليّ: بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء
آخر الحروف، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى دبيل، وهي قرية من قرى
الرملة فيما يظن ابن السمعاني. (الأنساب 5/ 278) .
[2] اللّكّيّ: بضم اللام والكاف المشدّدة، هذه النسبة إلى اللّكّ، وهي
بلدة من بلاد برقة ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس المغرب. (الأنساب 11/
30) .
[3] لم أقف على هذه النسبة.
[4] الفرسانيّ: بكسر الفاء أو ضمّها، وسكون الراء المهملة وبعدها السين
المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى
أصبهان. قال ابن السمعاني: وكنت أظنّ أنها بضم الفاء إلى أن رأيت بخط
الأمير ابن ماكولا: بكسر الفاء. (الإكمال 7/ 84، الأنساب 9/ 270) ،
[5] انظر عن (محمد بن أحمد الصمادحي) في:
الحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 78، 80، 81.
[6] انظر عن (منذر بن يحيى) في:
الحلّة السيراء 2/ 246.
(28/469)
غرق أبو يحيى هُوَ وأهل مركبه في جُمَادَى
الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله.
377- محمد بْن عَبْد الله الرّباطيّ [1] .
أبو بَكْر.
قِيلَ: تُوُفّي فيها. وقيل: سنة عشرين كما سيأتي.
378- محمد بْن عَبْد الباقي [2] .
أبو بَكْر المصريّ الجبّان. الرّجل الصّالح.
أرّخه الحبّال.
379- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حِيد بْن عَبْد الجبّار [3] .
أبو بَكْر الجوهريّ الصَّيْرفيّ العدْل الغازي.
مِن رؤساء نَيْسابور. وإليهم يُنْسب قصر حِيد.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
سَمِعَ مِن: أبي العبّاس الأصمّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد.
روى عَنْهُ: حفيده منصور بْن بَكْر بْن محمد شيخ شهدة.
تُوُفّي في رجب.
وممّن روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي.
380- محمد بن عمر بن يوسف [4] .
__________
[1] ستأتي ترجمته في وفيات السنة التالية برقم (419) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن علي الجوهري) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 388 رقم 249.
[4] انظر عن (محمد بن عمر بن يوسف) في:
ترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 724- 726، والصلة لابن بشكوال 2/ 510-
512 رقم 1113، والعبر 3/ 132، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام
النبلاء 17/ 372- 374 رقم 234، ودول الإسلام 1/ 249، ومرآة الجنان 3/
33، 34، والوافي بالوفيات 4/ 245، والديباج المذهب 2/ 235، 236،
والنجوم الزاهرة 4/ 268، وتاريخ الخلفاء 416، ونفح الطيب 2/ 60، 61،
وشذرات الذهب 3/ 213، وشجرة النور الزكية 1/ 112 رقم 301 وفيه: «أبو
عبد الله محمد بن يوسف بن الفخار يعرف بابن بشكوال» وهذا وهم.
(28/470)
أبو عَبْد الله ابن الفخّار القُرْطُبيّ
المالكيّ الحافظ.
عالم الأندلس في عصره.
روى عَنْ: أبي عيسى اللَّيْثّي، وأبي محمد الباجيّ، وأبي جعفر بن عون
الله، وجماعة.
وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك.
تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي.
وسمع بمصر. وكان إماما بارعا، زاهدا ورعا متقشفا، من أهل العلم والذكاء
والحفظ، عارفا بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ «المدوّنة» حفظا
جيّدا، و «النّوادر» لابن أبي زيد.
وقد أريد على الرسلية إلى البربر فأبى وقال: إنّي فيَّ جفاء وأخاف أن
أؤذى.
فقال الوزير: رجلٌ صالح يخاف الموت! قَالَ: إنْ أخَفْه فقد خافه أنبياء
الله، هذا موسى عَليْهِ السلام حكى الله عَنْهُ أنّه قَالَ: فَفَرَرْتُ
مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ 26: 21 [1] .
قَالَ ابن حيّان: تُوُفّي الفقيه المشاور الحافظ المستبحر، الرّواية
البعيد الأثر، الطّويل الهجرة في طلب العِلم، النّاسك المتقشف أبو
عَبْد الله بْن الفخّار بمدينة بَلَنْسِية في عاشر ربيع الأوّل. فكان
الحَفْل في جنازته عظيمًا، وعاين النّاسُ فيها آيةً مِن طيور أشباه
الخُطّاف [2] ، وما هِيَ بها، تخلَّلت الْجَمْع رافّةً فوق النَّعْش
[3] جانحةً إليه مُشِفّةً، لم تفارقْ نَعْشَه إلى أن وُورِيَ فتفرّقت.
عاين النّاسُ منها عَجَبًا تحدَّثوا بِهِ وقْتًا [4] .
ومكث مدّةً ببَلَنْسِية مُطاعًا عظيم القدْر عند السّلطان والعامّة.
وكان ذا منزلة عظيمة في الفِقْه والنُّسُك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه
الله [5] .
__________
[1] سورة الشعراء، الآية 21.
[2] الخطّاف: العصفور الأسود. وجمعه خطاطيف، ويقال له: عصفور الجنّة.
(لسان العرب) .
[3] في شجرة النور- ص 112. «تجلجلت فوق النعش» .
[4] ترتيب المدارك 2/ 725، 726.
[5] الصلة 2/ 511، ونفح الطيب 2/ 61.
(28/471)
وقال جُمَاهر بْن عَبْد الله: صلى عَلَى
ابن الفخّار الشيّخ خليل التّاجر ورفرفت عَليْهِ الطَّير إلى أن تمّت
مواراته [1] .
وكذا ذكر محمد القُبُّشِيّ مِن خبر الطّيور، وزاد: كَانَ عُمره نحو
الثّمانين سنة.
وكان يقال إنّه مُجَاب الدّعوة، واختُبِرَتْ دعوتُهُ في أشياء [2] .
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل عن ستّ وسبعين
سنة، وهو أخو الفقهاء الحُفّاظ الرّاسخين العالِمين بالكتاب والسُّنَّة
بالأندلس رحمه الله [3] .
وقد ذكره القاضي عِياض [4] فقال: أحفظ النّاس، وأحضرهم عِلْمًا،
وأسرعهم جوابًا، وأوقفهم عَلَى اختلاف الفُقهاء وترجيح المذاهب، حافظًا
للأثر، مائلًا إلى الحجّة والنَّظَر. فرّ عَنْ قُرْطُبَة إذْ نَذَرَت
البربرُ دمَه عند غَلَبَتهِم عَلَى قُرْطُبَة.
فأمّا:
- أبو عَبْد الله بْن الفخّار المالكيّ الحافظ، فيأتي سنة 495 [5] .
381- محمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد [6]
.
__________
[1] الصلة 2/ 512.
[2] الصلة 2/ 512.
[3] الصلة 2/ 511، نفح الطيب 2/ 61.
[4] في ترتيب المدارك 4/ 724، 725.
[5] في: سير أعلام النبلاء 37417 «مات سنة تسعين وخمس مائة» .
[6] انظر عن (محمد بن محمد البزّاز) في:
السابق واللاحق 125، وتاريخ بغداد 3/ 231، 232، والأنساب 251 أ،
والمنتظم 8/ 37 رقم 64، والكامل في التاريخ 9/ 370، والعبر 3/ 133،
وسير أعلام النبلاء 17/ 370، 371 رقم 233، والإعلام بوفيات الأعلام
176، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1374، وفيه «محمد بن إبراهيم
بن مخلد الرزّاز» ، والوافي بالوفيات 1/ 118، والبداية والنهاية 12/
25، والنجوم الزاهرة 4/ 270، وشذرات الذهب 3/ 214.
(28/472)
أبو الحَسَن البزّاز [1] ، شيخ بغداد.
وُلِد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وسمع مِن: إسماعيل الصَّفّار [2] ، ومحمد بْن عَمْرو الرّزّاز، وعمر
بْن الحَسَن الأُشْنانيّ [3] ، وهو آخر مِن حدَّث عَنْهُمْ، وعثمان بْن
السّمّاك، وجعفر الخُلْديّ، والنجاد.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه وكان صدوقا، أثني عليه أبو القاسم
اللالكائي.
وكان جميل الطريقة، له أنسة بالعلم ومعرفة بشيء من الفقه على مذهب أهل
العراق.
مات في ربيع الأول.
قال: وبلغني أنّه لم يكن لَهُ كَفَن.
قلتُ: روى عَنْهُ: عليّ بْن طاهر بْن الملقّب المَوْصِليّ، والحسين بْن
عليّ بْن البُسْريّ [5] ، وعلي بْن الحسين الرَّبَعيّ، وعليّ بْن محمد
بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة آخرهم عليّ بْن أحمد بْن بَيان
الرّزّاز، شيخ ابن كُلَيْب.
- حرف النون-
382- ناصر بْن مهديّ بْن الحسن [6] .
السّيّد أبو محمد، العلويّ النّيسابوريّ.
__________
[1] في تاريخ بغداد 3/ 231 «البزار» وهو تصحيف. وفي «المعين في طبقات
المحدّثين» :
«الرزّاز» وهو غلط.
[2] قال ابن الأثير، وهو آخر من حدّث عن إسماعيل بن محمد الصّفّار.
(الكامل 9/ 370) .
[3] الأشناني: بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة، وقد تقدّم التعريف بهذه
النسبة في هذا الجزء.
[4] في تاريخ بغداد 3/ 231، 232.
[5] البسريّ: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة، وفي
آخرها الراء. هذه النسبة إلى: بسر بن أرطاة، وقيل: ابن أبي أرطاة.
وقيل في هذه النسبة إنها نسبة إلى بصرى، قرية من قرى الشام، فأبدل
الصاد بالسين، وقيل:
البسري، على قياس قولهم في السويق «الصويق» ، وفي السراط «الصراط» ،
وفي السقر «الصقر» وأخواتها. (الأنساب 2/ 211- 212) .
[6] انظر عن (ناصر بن مهدي) في:
المنتخب من السياق 460 رقم 1568.
(28/473)
روى عَنْ: أبي الحسين الحَجّاجيّ، وأبي
عليّ محمد بن عليّ بن السّقّاء الإسْفرائينيّ الحافظ، وأبو عَمْرو بْن
حمدان.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، وغيره.
تُوُفّي في رمضان [1] .
- حرف الهاء-
383- الهَيذام بْن عُمَر بْن أحمد بْن الهَيْذَام [2] .
الإصبهاني، الضّرّاب.
في شهر صَفَر.
- حرف الياء-
384- يحيى بْن عُمَر [3] .
أبو الحَسَن الدّعّاء المقرئ، المعروف بالشّارب.
سَمِعَ مِن: عَبْد الباقي بْن قانع، وحامد الرّفّاء.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة مشهورًا بالسُّنَّة.
385- يعيش بْن محمد بْن يعيش [4] .
أبو بَكْر الأَسَديّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، ورحل فأخذ عَنْ: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد.
وكان مِن كبار الفقهاء.
ولي القضاء ببلده والرئاسة [5] .
__________
[1] قال عبد الغافر: ظريف من العلوية، حسن الصحبة، محبّ الطائفة
المتصوّفة، مخالط إيّاهم، ومنفق عليهم، سمع الكثير.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (يحيى بن عمر) في:
تاريخ بغداد 14/ 239 رقم 7553.
[4] انظر عن (يعيش بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 689 رقم 1520.
[5] قال ابن بشكوال: كانت له عناية كثيرة بالعلم، وكان حافظا للفقه،
ذاكرا للمسائل: وتولّى الأحكام ببلده، ثم صار إليه تدبير الرئاسة به،
ونفع الله به أهل موضعه، ثم خلع عن ذلك وصار إلى قلعة أيوب. وتوفي بها
سنة ثمان عشرة وأربعمائة. كذا قال ابن مطاهر. وقال ابن حيّان: توفي في
صفر سنة تسع عشرة.
(28/474)
سنة عشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
386- أحمد بْن طلحة بْن أحمد بْن هارون [1] .
أبو بَكْر البغداديّ المنُقَيّ الواعظ.
سمع: أبا بكر النّجّاد، وعبد الصّمد الطّستيّ، وابن بريه [2] الهاشميّ.
روى عنه: الخطيب [3] ، وقال: كَانَ ثقة مستورًا.
مات في ذي الحجّة.
وآخر مِن روى عَنْهُ ابن البَطِر.
387- أحمد بْن عَبْد القادر بْن سَعِيد [4] .
أبو عُمَر الأُمويّ، الإشبيليّ.
أخذ عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وحَكَم بْن محمد القَيْروانيّ،
ومحمد بن الحارث الخشني.
وسمع من: أبي علي القالي يسيرا.
وكان عارفا بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سمّاه «المحتوى» في
خمسة عشر جزءا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن طلحة) في:
تاريخ بغداد 4/ 212 رقم 1902، والعبر 3/ 136، وسير أعلام النبلاء 17/
477 رقم 315، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وشذرات الذهب 3/ 214.
[2] في: تاريخ بغداد: «بويه» بالواو، وهو تحريف. وهو: عبد الله بن
إسماعيل الهاشمي بن بريه المتوفى سنة 350 هـ.
[3] في تاريخ بغداد 4/ 212.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد القادر) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 39، 40 رقم 76، وغاية النهاية 1/ 70، ومعجم
المؤلّفين 1/ 279.
(28/475)
حدث عنه: أبو محمد بن خزرج [1] .
388- أحمد بن علي بن أحمد بن حماد [2] .
أبو العبّاس الجرجانيّ، المقرئ المعروف بالخزاز [3] .
سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجه [4] في سنة تسع وأربعين بقراءة
الإسماعيلي.
وحدث، وسمع منه خلْق بجُرْجان.
وكان رجلًا صالحًا.
مات في ذي القعدة.
389- أحمد بن علي بن الحسن بْن الهيثم [5] .
أبو الحَسَن بْن البَادا البغداديّ.
سَمِعَ: أبا سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، ودَعْلَج بْن أحمد،
وابن بُرَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب [6] : كَانَ ثقة، مِن أهل القرآن والأدب والفقه عَلَى
مذهب مالك. كتبتُ عَنْهُ، ومات في ذي الحجّة.
390- أحمد بْن عليّ [7] .
أبو العبّاس المنبجيّ، ثمّ الرَّقّيّ المقرئ.
قرأ القرآن عَلَى: نظيف بْن عَبْد الله الكِسْرويّ، وغيره.
قَالَ أَبِي عَمْرو الدّانيّ: كَانَ ثقة ضابطًا. عُمر طويلًا وتوفّي
بالرّقّة بعد
__________
[1] في: الصلة 1/ 40 توفي عقب سنة عشرين وأربعمائة، وكان فيه فكاهة
تخلّ به.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 126، 127 رقم 125.
[3] تاريخ جرجان 126 «الخرّاز» .
[4] قال السهمي: روى عنه مقدار جزءين ولم يرو عن غيره، وكان من قرّاء
القرآن.
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 4/ 322 رقم 2129، ومرآة الجنان 3/ 35.
[6] في تاريخه.
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/476)
العشرين، وقد بلغ التّسعين أو زاد عليها
رحمه الله.
391- أحمد بْن محمد بْن عفيف [1] .
أبو عُمَر الأُمويّ القُرْطُبيّ.
شرع في السّماع سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرّواية والجمع
والإتقان.
وحدَّث عَنْ: يحيى بْن هلال، ومحمد بْن عُبَيْدون، ومحمد بْن أحمد بْن
مِسْوَر.
وعُنِيَ بالفقه. وبرع في الشُّروط ثمّ مال إلى الزُّهْد والوعظ، فوعظ
النّاس، ولقَّن القرآن، وقصَده الصُّلحاء والطّالبون، فبيّن لهم
الطّريق. وكان يغسّل الموتى، وصنَّف في تغسيلهم كتابًا. وصنَّف كتابًا
في آداب المعلّمين. وصنَّف في أخبار القُضاة والفُقهاء بقُرْطُبَة
كتابًا.
ولمّا وقعت الفتنة بقُرْطُبَة قصد المريّة فأكرمه صاحبُها خَيْران
الصَّقْلبيّ وأدناه، وولاه قضاء لُورقةَ، فاستوطنها حتّى توفي في ربيع
الآخر [2] .
روى عَنْهُ: حاتم بْن محمد، وأبو العبّاس العُذْريّ، وطاهر بْن هشام،
وغيرهم.
392- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن بِشْر بْن درسْتُوَيْه بْن يزيد [3]
.
أبو الحسين الفارسيّ الفَسَويّ [4] ، ثمّ الْبُخَارِيّ.
وُلِد سنة أربعين.
وروى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن يزداد، وخَلَف الخيّام، وأبي بكر بن سعد،
والقفّال الشّاشيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عفيف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 38، 39 رقم 75، وإيضاح المكنون 1/ 4، 31، ومعجم
المؤلفين 2/ 128.
[2] الصلة 1/ 38، 39.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن القاسم) في:
الأنساب 9/ 308.
[4] الفسويّ: بفتح الفاء والسين، هذه النسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد
فارس يقال لها بسا.
(الأنساب 9/ 305) .
(28/477)
توفي في ربيع الأول ببخارى [1] .
393- أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر [2] .
أبو طالب، ولد الأديب أبي علي الحاتمي.
كان شاعرا محسنا. وله ديوان.
روى عنه: ابنه مسعود، ومحمد بن وشاح الزينبي.
394- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين [3] .
أبو إسحاق الحنائي الدمشقي.
روى عَنْ: عَبْد الوهاب الكِلابيّ.
وسمع بمصر مِن: أَبِي مُحَمَّد بْن النَّحَّاس.
روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
وهو أخو عليّ وإبراهيم [4] .
- حرف الحاء-
395- الحَسَن بْن عليّ بْن العبّاس بْن الفضل بْن زكريّا بْن يحيى بْن
النَّضْر [5] .
أبو عليّ النَّضْرَوِيّ الهَرَويّ الحَافِظ.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله بْن خَمِيروَيْه، وزاهد بْن أحمد، ومحمد
بْن أحمد بْن حمزة، وجماعة.
وعنه: عَبْد الواحد المُلَيْحيّ، ومحمد بْن عليّ العُمَيْريّ.
396- الحَسَن بن محمد بن أحمد بن عمر [6] .
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 255 وفيه «الحسن» بدل «الحسين» .
[4] قال ابن عساكر: طلب الحديث وسمعه بدمشق وكتب الكثير من الحديث
وحدّث بشيء يسير.
وذكر الحدّاد: أنّ المترجم كان أديبا أريبا، خيّرا، نزه النفس، ثقة
مأمونا.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/478)
أبو بِشْر القُهُنْدُزيّ [1] المُزَكّيّ.
روى عَنْ: أَبِي بحر البَرْبَهاريّ، ومحمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرْجيّ.
وعنه: صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري [2] .
397- الحسين بن عبد الله [3] بن أبي علاثة [4] البغدادي.
سمع: أبا بكر الشافعي، والقطيعي [5] ، وعدة.
وعنه: الخطيب، وقال [6] : سماعه صحيح إلا أنّه ساقط المروءة [7] .
- حرف السين-
398- سَعِيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد [8]
.
أبو سهل النيليّ [9] . أخو الأستاذ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن.
رَجُل جليل نَحْويّ، فقيه شافعيّ، شاعر، إمام في الطّبّ متبحّر فيه
بمرّة، ثقة في الحديثة.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن حمدان، وأبي أحمد الحافظ.
__________
[1] تقدّم التعريف بنسبة القهندزي في هذا الجزء.
[2] العميريّ: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى الجدّ.
(الأنساب 9/ 61) .
[3] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 8/ 60 رقم 4134، والمنتظم 8/ 46 رقم 70.
[4] في تاريخ بغداد: «علّانة» ، وكنيته: أبو الفرج.
[5] القطيعيّ: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من
تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى القطيعة، وهي
مواضع وقطائع في محالّ متفرّقة ببغداد.
والقطيعيّ هنا هو: أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب
القطيعي المتوفى سنة 368 هـ.
[6] في تاريخه، وفيه: «كتبت عنه وكان صدوقا، وسماعه صحيحا، إلّا أنه
كان ساقط المروءة، شحيحا بخيلا، يفعل أمورا لا تليق بأهل الدين» .
[7] وقال ابن الجوزي: «تفقّه في حداثته وقرأ بالقراءات، وكتب الحديث
الكثير، وحدّث عن الشافعيّ وغيره، ثم في كبره سخط أمره وسقطت مروءته» .
[8] انظر عن (سعيد بن عبد العزيز) في:
المنتخب من السياق 233 رقم 730.
[9] النّيليّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه
النسبة إلى النيل، وهي بليدة على الفرات بين بغداد والكوفة. (الأنساب
12/ 186) .
(28/479)
ومات فجأة عَنْ سبْعٍ وستين سنة.
- حرف الصاد-
399- صالح بْن مِرْداس الكلابيّ [1] .
أسد الدّولة.
كَانَ مِن عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتَضَى الدّولة بْن لؤلؤ نائبًا
للخليفة الظّاهر بْن الحاكم العُبَيْديّ، فانتزعها منه في سنة سبع عشرة
وأربعمائة، وتَملّكها ورتَّب أمورها. فصَار مِن مصر لحربه أمير الجيوش
الدزْبَريّ [2] ، وكانت الوقعة بالأُقْحُوانة [3] . ثمّ انْجَلت الوقعة
عَنْ خلْقٍ كثير مِن القتلى منهم صالح [4] .
وهو أوّل مِن ملك حلب مِن بني مرداس.
قُتِل في جُمَادَى الأولى.
- حرف العين-
400- عَبْد الله بْن عَبْد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن
حمدويه [5] .
__________
[1] انظر عن (صالح بن مرداس) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 419- 325، 327، 368، 390- 396، 400- 402،
410- 414، 422، 428، وتاريخ حلب للعظيميّ 327، 329، وبغية الطلب (طبعة
أنقرة) 44، وزبدة الحلب 1/ 277، وأخبار مصر للمسبّحي 242، والكامل في
التاريخ 9/ 210، 227- 234، ووفيات الأعيان 2/ 487 رقم 300، والأعلاق
الخطيرة 113، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 73، 74، المختصر في أخبار
البشر 2/ 140- 142 و 157، والعبر 3/ 250، ودول الإسلام 1/ 250، وسير
أعلام النبلاء 17/ 375، 376 رقم 236، وتاريخ ابن الوردي 1/ 339،
والدّرّة المضيّة 326، والبداية والنهاية 12/ 27، وتاريخ ابن خلدون 4/
272، واتّعاظ الحنفا 2/ 147، 155، 156، والنجوم الزاهرة 4/ 252، 253،
وشذرات الذهب 3/ 136.
[2] هو: أنوشتكين الدزبري، وقد تقدّم التعريف به في الحوادث.
[3] الأقحوانة: بضم الهمزة وسكون القاف وضم الحاء المهملة. بليدة
بالشام من أعمال فلسطين بالقرب من طبرية. (معجم البلدان 1/ 234) .
[4] انظر: تاريخ الأنطاكي 4112، وزبدة الحلب 1/ 231، 232، والكامل في
التاريخ 9/ 231، وذيل تاريخ دمشق 73، 74، واتّعاظ الحنفا 2/ 160،
(حوادث سنة 415 هـ.) .
[5] تقدّمت ترجمته في المتوفين سنة 419 هـ.
(28/480)
أبو محمد البُنانيّ النَّيْسابوريّ
المُرْضيّ [1] ، الرجل الصّالح.
سَمِعَ مِن: دَعْلَج، وأبي بَكْر الشّافعيّ ببغداد.
وذكر أنّه لقى الأصمّ، وسمع منه شيئًا يسيرًا.
وسمع بجُرْجان مِن: محمد بْن أحمد بْن إسماعيل الصّرّام وحدَّث عَنْهُ.
سَمِعَ منه: أبو الفضل الفَلَكيّ والمشايخ.
401- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مهْرة [2] .
أبو محمد الإصبهاني المؤدب.
روى عَنْ [3] : الطبَرانيّ.
402- عَبْد الجبّار بْن أحمد [4] .
أبو القاسم الطَّرَسُوسيّ [5] المقرئ.
صدْر الإقراء في وقته بمصر.
قرأ عَلَى: أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن الفَرَج، وأبي أحمد عَبْد
الله بْن الحسين السّامرّيّ.
قرأ عَليْهِ: أبو الطّاهر إسماعيل بْن خَلَف مصنّف «العنوان» .
تُوُفّي في غُرّة ربيع الآخر.
وله كتاب «المُجْتَنَى [6] في القراءات» .
وآخر مِن سَمِعَ مِنه أبو الحسين يحيى بْن البيّاز، لكنّه مُتَّهم.
403- عَبْد الرَّحْمَن بْن زاهد بْن أحمد [7] .
أبو أحمد المروزيّ الشّير تحشيريّ [8] ، الفقيه المحدّث.
__________
[1] لم أجد هذه النسبة.
[2] لم أجد هذه الترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ.
[3] في الأصل: «عنه» وهو غلط.
[4] انظر عن (عبد الجبار بن أحمد) في:
مرآة الجنان 3/ 35، وغاية النهاية 1/ 357، 358 رقم 1530، وبدائع الزهور
ج 1 ق 1/ 213.
[5] الطّرسوسيّ: بفتح الطاء، والراء المهملتين، والواو بين السينين
المهملتين، الأولى مضمومة، والثانية مكسورة. هذه النسبة إلى طرسوس، وهي
من بلاد الثغر بالشام. (الأنساب 8/ 231) .
[6] في غاية النهاية: «المجتبى» .
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.
[8] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب.
(28/481)
سمع: عبيد الله بن الحسين النَّضْريّ
ببغداد، ومحمد بْن المظفَّر الحافظ.
وأملى بمرْو وهَراة.
روى عَنْه: عَبْد الواحد المليحيّ [1] ، وابنه أبو عطاء وعطاء القرّاب.
أخذ مذهب الشّافعيّ عَنْ أَبِي زيد الفاشانيّ [2] ، وصار مِن أئمّة
المذهب.
404- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن القاسم بْن معروف بْن حبيب [3] .
أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشّيخ
العفيف.
قرأ لأبي عَمْرو عَنْ أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
وحدَّث عَنْ: إبراهيم بْن أَبِي ثابت، والحسن بْن حبيب الحصائريّ،
وخَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وجعفر بْن عُدَيْس، وأحمد بْن محمد بْن
عُمَارة اللَّيْثّي، وأحمد بْن سليمان بْن زبّان الكِنْديّ، ثمّ قطع
التّحديث عَنْهُ لمّا علم ضَعْفَه.
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز بْن أحمد
الكتّانيّ، وأبو القاسم الحِنَّائيّ، وأبو نصر بْن طلاب، وأبو القاسم
بن أبي
__________
[1] المليحي: بفتح الميم، والياء، المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة
بعد اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. والمشهور بها: عبد الواحد المليحي
هذا، وهو: أبو عمر عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن أَبِي القاسم المليحي
الهروي. (الأنساب 11/ 475) .
[2] الفاشاني: بفتح الفاء والشين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى قرية من قرى مرو يقال لها فاشان، وقد يقال لها بالباء، وبهراة قرية
أخرى يقال لها باشان بالباء الموحّدة.
وأبو زيد هو: محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد الفاشاني الإمام
الحافظ لمذهب الشافعيّ وأحسنهم نظرا فيه. توفي سنة 371 هـ. (الأنساب 9/
225، 226) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في:
منتخب من الجزء الأول من فوائد أبي الحسن خيثمة الأطرابلسي (مخطوط
بالظاهرية) مجموع 107 ورقة 187 ب، وفضائل الصحابة (مخطوطة الظاهرية)
مجموع رقم 92/ 8 ق 3/ ورقة 104 أ، ومجموع 110 حديث ق 3/ ورقة 245، ومن
حديث خيثمة الأطرابلسي (تأليفنا) 38، 63، 65، 93، 119، 121، 163، 165،
193، 206، 207، وتاريخ بغداد 5/ 305 و 7/ 427، وغيرها، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 23/ 86، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1375،
والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 366- 368 رقم
230، والعبر 3/ 137، ومرآة الجنان 3/ 35، وشذرات الذهب 3/ 215، 216،
وتاريخ التراث العربيّ 1/ 566، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 55، 56 رقم 769.
(28/482)
العلاء، وخلْق كثير آخرهم موتًا عَبْد
الكريم بن المؤمّل الكفرطابيّ [1] .
وكان مولده في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
قَالَ أبو الوليد الحَسَن بْن محمد الدَّرْبَنْديّ: أَنَا عَبْد
الرَّحْمَن بْن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيرًا مِن ألفٍ مثله إسنادًا
وإتقانًا وزُهْدًا مَعَ تقدُّمه.
ثمّ ذكر عَنْهُ حديثًا.
وقال رشأ بْن نظيف: قد شاهدُت ساداتٍ، ما رَأَيْت مثل أَبِي محمد بْن
أَبِي نصر، كَانَ قُرَّة عَيْن [2] ، وقال الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا
ابن أبي نصر في جُمَادَى الآخرة، فلم أرَ جنازة كانت أعظم منها. كَانَ
[بين يديه] [3] جماعة مِن أصحاب الحديث يهلّلون ويُكبّرون ويُظْهرون
السُّنَّة. وحضر جنازته جميع أهل البلد حتّى اليهود والنّصارى. ولم
ألقَ شيخًا مثله زُهْدًا وورعًا وعبادةً ورئاسة. وكان ثقةً عَدْلًا،
مأمونًا، رضَيً [4] . وكان يُلقب بالعفيف. وكانت أُصوله حِسانًا بخطّ
ابن فُطَيْس، والحلبيّ [5] .
وقد روى حديثه بعُلُو: كريمة القُرَشيّة مثل «مُسْنَد ابن عُمَر» لابن
أميّة، وحديث ابن أبي ثابت.
405- عَبْد الرحيم بْن أحمد بْن عَبْد الرحمن [6] الكتّاميّ [7] الفقيه
المالكيّ.
__________
[1] الكفرطابيّ: بفتح الكاف والفاء وسكون الراء وفتح الطاء المهملة،
وفي آخرها الباء الموحّدة.
هذه النسبة إلى كفرطاب، وهي بلدة من بلاد الشام. عند معرّة النعمان بين
حلب وحماة.
(الأنساب 10/ 448) .
[2] تاريخ دمشق 23/ 86.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من: تاريخ دمشق 23/ 86 وغيره.
[4] في تاريخ دمشق: «رضيّا» .
[5] تاريخ دمشق 23/ 86.
[6] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في:
ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 720، 721، والصلة لابن بشكوال 2/ 385 رقم
826، وفيه «عبد الرحيم بن أحمد الأصيلي» ، والعبر 3/ 374 رقم 235، وسير
أعلام النبلاء 17/ 374 رقم 235، والديباج المذهب 2/ 4- 5، وشذرات الذهب
3/ 216، وشجرة النور الزكية 1/ 115 رقم 318.
[7] الكتامي: بضم الكاف. نسبة إلى كتامة، قبيلة مشهورة من البربر نزلت
ناحية من المغرب.
(28/483)
أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّبْتيّ [1] ،
ويُعرف بابن العجوز.
قَالَ القاضي عِياض: كَانَ مِن كبار قومه، وإليه كانت الرحلة بالمغرب.
وعليه كانت تدور الفَتْوى. وفي عَقِبه أئمّة نُجَباء.
لازم أبا محمد بْن أَبِي زيد.
وأخذ عَنْ: أَبِي محمد الأصيليّ، وغيره.
روى عَنْهُ: قاسم المأمونيّ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وإبراهيم بْن
يعقوب الكَلاعيّ، وجماعة.
أخذ النّاس عَنْهُ بسَبْتَةَ عِلْمًا كثيرًا.
وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان عشرة، وتُوُفّي بعد ذَلِكَ
بنحو عامين [2] .
ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
406- عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن أحمد بن عيسى [3] .
أبو الفضل الخاصميّ [4] البلمغيّ [5] . رحمه الله.
407- عَبْد الواحد بْن محمد بْن أحمد بن جعفر بن منير [6] .
أبو محمد المُنيريّ، الْجُرْجانيّ العدْل الصّالح.
سَمِعَ: أبا أحمد بْن عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ.
وبنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم.
وببغداد: أبا الحسين بْن المظفَّر.
__________
[1] السّبتي: بفتح السين المهملة، نسبة إلى مدينة سبتة بساحل المغرب.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 374: مات سنة ثمان عشرة وأربعمائة أو
بعدها.
وفي: شجرة النور 1/ 115 مولده سنة 340 ووفاته سنة 413 هـ.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[5] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[6] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 253 رقم 411، والمنتخب من السياق 337، 338 رقم
1114.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في المتوفين من أهل هذه الطبقة على
وجه التقريب برقم (447) .
(28/484)
وبالشّام: محمد بْن عليّ السّاويّ.
قَالَ عليّ بْن محمد الزّنْجيّ: سَمِعْتُ منه.
قلت: تُوُفّي في رمضان [1] .
408- عُبَيْد الله بْن النَّضْر بْن محمد بْن أحمد بْن محمد [2] .
أبو أحمد المحْميّ [3] النَّيْسابوريّ.
مِن بيت الرئاسة والحشمة.
سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء، وأبا عَمْرو بْن مطر، وهارون بْن أحمد
الأسْتراباذيّ.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وأبو القاسم عُبَيْد الله بْن أَبِي
محمد الكُزْبُريّ.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
409- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [4] .
أبو الحَسَن الخَرْجانيّ [5] الإصبهانيّ.
سَمِعَ بالبصرة: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ [6] .
روى السلَفيّ عَنْ أصحابه: إسماعيل بن عليّ السّيلقيّ [7] ، ورَوْح بْن
محمد الدّارانيّ، وعمر بْن حسن بن سليم المعلّم، وغيرهم، وابن أشتة.
__________
[1] قال عبد الغافر: العدل الثقة الأمين، مستور من جرجان. (المنتخب
337) .
[2] انظر عن (عبيد الله بن النضر) في:
المنتخب من السياق 294 رقم 973.
[3] المحميّ: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه
النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية. (الأنساب 11/
173) .
[4] انظر عن (علي بن أحمد الخرجاني) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 231، والأنساب 5/ 75، 76، ومعجم البلدان 2/
356، وسير أعلام النبلاء 17/ 420، 421 رقم 275، والمشتبه في أسماء
الرجال 1/ 147، وتبصير المنتبه 1/ 314.
[5] الخرجاني: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء المهملة، وجيم، نسبة
إلى خرجان، وهي محلّة كبيرة بأصبهان.
[6] الهجيميّ: بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف وفي
آخرها الميم. هذه النسبة إلى محلّة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت
المحلّة إليهم. (الأنساب 12/ 309) .
[7] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
(28/485)
ومن شيوخه: أبو إِسْحَاق بْن حمزة الحافظ.
وخَرْجان محلَّةٌ بإصبهان، بالخاء المُعْجَمة ثمّ الجيم. واختُلِف في
فتح أوّله وضمّه.
وهذا الرجل يُعرف بابن أَبِي حامد.
قَالَ الخطيب: كتبَ إليّ بالإجازة لما يصّح عندي من حديثه.
وسمع بمكة مِن: إبراهيم بْن أحمد بْن فراس.
وسمع ببلدة مِن: أَبِي أحمد العسّال.
ومن آخر مَن روى عَنْهُ: أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن مردويْه.
تُوُفّي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين.
410- عليّ بن الحسين بْن دُوما البغداديّ [1] النعَاليّ [2] .
أخو الحَسَن.
قَالَ الخطيب: مات نحو سنة عشرين.
سَمِعَ مِن: أحمد بْن عثمان الأدَميّ، وحمزة الدهْقان، وبكّار بْن أحمد
المقرئ.
كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة.
411- عليّ بْن عيسى بْن الفَرَج [3] .
أبو الحَسَن الرّبعيّ البغداديّ النّحويّ.
__________
[1] أنظل عن (علي بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 401 رقم 6284.
[2] النّعالي: بكسر النون وفتح العين المهملة وفي آخرها اللام. هذه
النسبة إلى عمل النعال وبيعها. (الأنساب 12/ 113) .
[3] انظر عن (علي بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 12/ 17، 18، ونزهة الألبّاء 341، 342، والمنتظم 8/ 46 رقم
71، ومعجم الأدباء 14/ 78- 85، وإنباه الرواة 2/ 297، والكامل في
التاريخ 9/ 392، ووفيات الأعيان 3/ 336، والعبر 3/ 138، وسير أعلام
النبلاء 17/ 392، 393 رقم 255، وتلخيص ابن مكتوم 146، والبداية
والنهاية 12/ 27، والفلاكة والمفلوكين 113، 114، وطبقات النحاة
واللغويين لابن قاضي شهبة 224، 225، والنجوم الزاهرة 4/ 271، وبغية
الوعاة 2/ 181، 182، وإشارة التعيين 34، 35، وشذرات الذهب 3/ 216،
وروضات الجنّات 483، وإيضاح المكنون 1/ 172، وهدية العارفين 1/ 686،
وكشف الظنون 212، 1796، ومعجم المؤلّفين 7/ 163، 164.
(28/486)
درس النحْو عَلَى أَبِي سَعِيد السيرافيّ
ببغداد، وعلي أَبِي عليّ الفارسيّ بشِيراز، ولَزِمه.
وبَلَغَنَا أنّ أبا عليّ قَالَ: قولوا لعليّ البغداديّ: لو سِرتَ مِن
الشَّرق إلى الغرب لم تجد أنْحَى منك [1] .
وكان قد واظبه بضْع عشرة سنة.
وقد صنَّف شرحًا للإيضاح لأبي عليّ [2] ، وشرحًا لمختَصر الْجَرْمي [3]
.
وتُوُفّي في المحرَّم.
وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة.
اشتغل عَليْهِ خلْق [4] .
412- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل [5] .
أبو الحَسَن الْجُرْجانيّ الحنّاطيّ المعلّم.
تُوُفّي قريبًا مِن سنة عشرين.
روى عَنْ: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
413- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن حميد [6] .
أبو الحسن، وقيل: أبو محمد الأسفرايينيّ المقرئ المجوّد.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 17، والمنتظم 8/ 46، ومعجم الأدباء 14/ 78، وإنباه
الرواة 2/ 297، ووفيات الأعيان 3/ 336.
[2] هو أبو علي الفارسيّ الإمام في النحو المتوفى سنة 377 هـ.
[3] هو: صالح بن إسحاق الإمام في العربية المتوفى سنة 225 هـ.
وانظر بقية مصنّفات «علي بن عيسى» في: معجم الأدباء 14/ 79، وغيره.
[4] وقال ابن الأثير: «وكان فكها، كثير الدّعابة، فمن ذلك أنه كان يوما
على شاطئ دجلة ببغداد، والملك جلال الدولة، والمرتضى والرضى كلاهما في
سميريّة، ومعهما عثمان بن جنّي النحويّ، فناداه الربعيّ: أيّها الملك
ما أنت صادق في تشيّعك لعليّ بن أبي طالب، يكون عثمان إلى جانبك، وعليّ
يعني نفسه، ها هنا! فأمر بالسّميريّة فقرّبت إلى الشاطئ وحمله معه» .
(الكامل 9/ 362) .
[5] انظر عن (علي بن محمد الجرجاني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 320 رقم 569 وفيه: «علي بن أحمد الحناطي المعلم»
بدون «محمد» بعد «علي» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/487)
روى عَنْ: الحَسَن بْن محمد بْن إِسْحَاق
ابن أخت أبي عوانة الأسفرايينيّ، وغيره.
وأكثر عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
ومثله في الاسم والبلد.
414- عليّ بْن محمد بْن علي [1] .
أبو الحسن بن السّقّاء الأسفرايينيّ. مِن شيوخ البَيْهَقيّ أيضًا.
يروي عَنْ: الحَسَن بن محمد بن إسحاق الأسفرايينيّ.
وقد روى البَيْهَقيّ عَنْهُمَا معًا حديثًا، قالا: ثنا الحسن بن محمد،
ولكنّ ابن السّقاء أقدم سماعًا ووفاة.
روى عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، وابن زياد القطان.
توفي المقرئ في ذي الحجة سنة عشرين.
وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة. ومر.
415- عمر بن الحسن بن يونس [2] .
أبو بكر.
توفي في رمضان.
وأظنه إصبهانيا.
416- العنبر بن الطيب بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن العنبر [3] .
أبو صالح، نيسابوري.
روى عَنْ: جدّه لأمّه يحيى بْن منصور القاضي.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
__________
[1] تقدّمت ترجمة (علي بن محمد السّقاء) في هذا الجزء برقم (147) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/488)
- حرف الميم-
417- محمد بْن أحمد بْن الحسين بْن عَبْد العزيز [1] .
أبو نصر العُكْبَريّ البقّال.
حدَّث عَنْ: أَبِي عليّ بْن الصّوافّ، وأحمد بْن يوسف بْن خلاد.
روى عَنْهُ: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعلي بن
محمد بن أبي العلاء.
قال الخطيب [2] : ثنا عَنْهُ الكتّانيّ بدمشق. وكان صدوقًا. ذكر لي
وفاته ابنه منصور بْن محمد بْن محمد في ربيع الأوّل.
418- محمد بْن بَكْر [3] .
أبو بَكْر النَّوْقَانيّ [4] الطُّوسيّ، الفقيه، شيخ الشّافعية
ومدرّسهم بنَيْسابور.
تفقَّه عَليْهِ: أبو القاسم القُشَيْريّ، وجماعة.
وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحَسَن الماسَرْجِسيّ.
وببغداد عَلَى الياميّ [5] .
وكان مَعَ فضائله ورعًا صالحًا خاشعًا.
قَالَ محمد بْن مأمون: كنتُ مَعَ الشَّيْخ أَبِي عَبْد الرحيم
السُّلَميّ ببغداد فقال: تعال حتّى أريك شابّا لَيْسَ في جملة
الصُّوفيّة ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدبًا منه. فأراني أبا
بكر الطّوسيّ.
ومات بنوقان رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد العكبريّ) في:
الفوائد العوالي 17، وتاريخ بغداد 1/ 291 رقم 146، والإعلام بوفيات
الأعلام 176.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (محمد بن بكر) في:
طبقات الشافعية الوسطى للسبكي (مخطوط) ورقة 68، وطبقات الشافعية الكبرى
3/ 49، والعقد المذهب لابن الملقّن 46، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة
1/ 193، 194 رقم 149.
[4] النّوقانيّ: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى نوقان، وهي إحدى بلدتي طوس. (الأنساب 12/ 161) . وفي
(معجم البلدان 5/ 311) بضم النون.
[5] اليامي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى يام، وهو بطن من همدان. (الأنساب 12/ 385) .
(28/489)
419- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن
محمد بْن إِسْحَاق [1] .
أبو بَكْر الرّباطيّ الإصبهانيّ.
سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار،
وأبا بَكْر الْجِعَابيّ، وأبا أحمد العسّال، وإبراهيم بْن محمد بْن
إبراهيم الرقَاعيّ [2] .
شيخ مُسْنَد يروي عَنْ محمد بْن سليمان الباغَنْديّ. وقد زار بيت
المقدس وسمع بِهِ وأملى مجالس.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن الْحَسَن بْن سليم المعلم، وأبو بكر أحمد بن
محمد بن أحمد بن مَرْدوَيْه، وجماعة.
تُوُفّي في شهر شَعْبان رحمه الله.
420- محمد بْن عُبَيْد الله بْن أحمد [3] .
المسبّحيّ، الحرّانيّ، الأمير المختار عزّ الملك.
أحمد إمراء المصريّين وكُتابهم وفُضَلائهم، وصاحب التّاريخ المشهور.
كَانَ عَلَى زيّ الأَجْناد، واتّصل بخدمة الحاكم ونال منه سعادة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الرباطي) في:
العبر 3/ 138، 139، وسير أعلام النبلاء 17/ 361 رقم 225، وشذرات الذهب
3/ 216.
وقد تقدّم باختصار برقم (377) .
[2] الرّقاعيّ: بكسر الراء وفتح القاف وفي آخرها العين المهملة. هذه
النسبة إلى الجدّ، وإلى من يكتب الرقاع مثل الفتاوى إلى العلماء
وغيرها. والرقاع أيضا بطن من جشم بن قيس.
قال هشام بن الكلبي في كتاب (الألقاب) : إنما سمّي بنو زيد بن ضباث بن
نهرش بن جشم بن قيس بن عامر بن عمرو بن بكر، ومنجّى بن ضباث وعمهم عامر
بن جشم بن قيس لأنهم تحالفوا على عطية بن ضباث، فقيل لهم: الرقاع
تلفّقوا كما تلفّق الرقاع. (الأنساب 6/ 149) .
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
الأنساب 11/ 293، واللباب 3/ 207، ووفيات الأعيان 4/ 377- 380، والعبر
3/ 139، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 361، 362
رقم 226، والوافي بالوفيات 4/ 7، 8، ومرآة الجنان 3/ 63، وقد ذكره
مرتين في صفحة واحدة، والنجوم الزاهرة 4/ 271، وحسن المحاضرة 1/ 554،
وكشف الظنون 1/ 129، 168، 304، 472، 619، 752، 916، 1328، 1351، 1387،
1419، 1426، 1429، 1435، 1444، وشذرات الذهب 3/ 216، وتاج العروس 2/
158، وروضات الجنات 178، وهدية العارفين 2/ 63، 64، والأعلام 7/ 140،
ومعجم المؤلفين 10/ 276.
وانظر مقدّمة كتابه «أخبار مصر في سنتين» لوليم: ج، ميلورد، طبعة
الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1980.
(28/490)
وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُّعراء
والمحاضرة، مِن ذَلِكَ كتاب «التّلويح والتّصريح في الشّعر» ، وهو مائة
كرّاس، وكتاب «درك لبغية» في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف
وخمسمائة ورقة، وكتاب «أصناف الجماع» في ألف ومائتا ورقة، وكتاب
«القضايا الصّائبة في معاني أحكام النّجوم» ثلاثة آلاف ورقة.
وُلِد بمصر سنة ستّ وستّين وثلاثمائة، وتوفّي أبوه بمصر سنة أربعمائة.
وتُوُفّي هُوَ في ربيع الآخر سنة عشرين.
ورّخه ابن خلّكان [1] .
421- منصور بْن هانئ بْن محمد [2] .
أبو عليّ الفقيه.
تُوُفّي في صَفَر.
وكان رديء الاعتقاد عَلَى دِين بني عُبَيْد، وأقلّ ذلك الرّفض.
__________
[1] في: وفيات الأعيان 4/ 380.
وانظر مؤلّفاته في مقدّمة كتابه: «أخبار مصر في سنتين» ، وكشف الظنون،
وغيره.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
(28/491)
ذكر المتوفّين تقريبًا مِن رجال هذه الطبقة
- حرف الألف-
422- أحمد بْن سَعْدي بْن محمد بْن سَعْدي [1] .
أبو محمد الإشبيليّ القَيْسيّ.
رحل، فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد.
ووصل إلى العراق فأخذ عَنْ القاضي أَبِي بَكْر الأبْهريّ.
وكان فقيهًا محدَّثًا فاضلًا.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد وقال: لقِيتُهُ
بالمَهْدِيّة وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عَليْهِ في الفتوى.
تُوُفّي بعد سنة عشر [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعدي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 109، 110 رقم 185 وفيه: «أحمد بن محمد بن سعدي،
وكنيته أبو عمر» ، والصلة لابن بشكوال 1/ 34، 35 رقم 67، وبغية الملتمس
للضبّي 155- 158 رقم 341، وفيه: «أحمد بن محمد بن سعدي أبو عمر» .
[2] قال الحميدي: وبقي أبو عمر بن سعدي بعد الأربعمائة بمدّة، فحدّثنا
عنه أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان العمري، وقد رأيت أنا سماعه
في بعض الكتب المصرية من أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري
سنة تسع وأربعمائة، بخط أبي محمد بن النحاس، فدلّ على أنه عاد إلى مصر
بعد تلك الرحلة القديمة أيام الفتن الكائنة بالمغرب. (جذوة المقتبس
110) .
وقال ابن بشكوال: رحل إلى المشرق في حدود الثمانين والثلاثمائة ... حدث
منه الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو محمد بن الوليد، وأبو عبد الله
بن عابد وقال: لقيته بمصر سنة إحدى وثمانين منصرفه من العراق، وكتب
إليّ بإجازة ما رواه من المهديّة سنة عشر وأربعمائة.
وقال أبو القاسم حاتم بن محمد: لقيته بالمهديّة وكان قد استوطنها، وكان
أمرها يدور عليه في الفتوى حياته وفارقته حيّا، وتوفي بعدي بالمهديّة!؟
(الصلة 1/ 34) كذا وقع في المطبوع وهو وهم واضح.
(28/492)
423- أحمد بْن عليّ [1] .
أبو نصر الزّاهد.
شيخ نَيْسابوريّ.
سَمِعَ مِن: الأصمّ.
روى عَنْهُ: عليّ بْن أحمد بْن أخرم شيخ الفَلَكيّ.
424- أحمد بْن عليّ بْن أحمد الإصبهانيّ الصّحّاف [2] .
الأَشْعريّ.
روى عَنْ: أَبِي الشَّيْخ، والقَبَّاب [3] ، وأبي سَعِيد بْن
الزَّعْفرانيّ، وابن المقرئ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحدّاد منه بعد موته.
حدَّث في عام سبعة عشر.
425- أحمد بْن عليّ بْن ثابت [4] .
أبو بَكْر بْن الماورديّة.
سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن كَيْسان، وعمر بْن محمد الزّيّات.
وعنه: عُبَيْد الله بْن إبراهيم القزّاز، وأبو الحَسَن محمد بْن أحمد
البردانيّ [5] ، وأبو عليّ بن البنّاء البغداديّون.
426- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [6] .
أبو سهل المهْرانيّ المُزَكّيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد ببغداد، وحامد الرّفّاء.
وعنه: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] القبّاب: هو أبو بكر عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن فورك
القبّاب، من أهل أصبهان. توفي سنة 370 هـ. (الأنساب 10/ 38، 39) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] البردانيّ: بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى بردان وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 135)
.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(28/493)
427- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بن
يوسف [1] .
أبو الفضل النَّيْسابوريّ السَّهْليّ الأديب الصَّفّار.
حدَّث عَنْ: الأصمّ، والأستاذ أَبِي الوليد الفقيه، وأبي الفضل
المُزَكّيّ.
وتخرج بِهِ أئمّة منهم أبو الحسن الواحديّ.
وروى عَنْهُ: أبو سعْد عَبْد الله بْن القُشَيْريّ، وغيره.
428- أحمد بْن محمد بْن مُزَاحم [2] .
أبو سعْد النَّيْسابوريّ الصَّفّار الأديب.
سَمِعَ: الأصمّ.
وعنه: البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى.
429- إسماعيل بْن أحمد [3] .
أبو الفضل الْجُرْجانيّ الصّوفيّ.
حدّث بدمشق عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وغيره.
وعنه: أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
- حرف الباء-
430- بِشْر بْن محمد [4] .
أبو القاسم المَيْهَني [5] الصُّوفيّ الواعظ.
صحِب بالشّام أحمد بْن عطاء الرُّوذَبَاريّ.
وحدّث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عَدِيّ.
وعنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذّن [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 12.
[4] انظر عن (بشر بن محمد) في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 251.
[5] الميهنيّ: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين،
وفتح الهاء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى
خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .
[6] قال ابن عساكر: قدم نيسابور وأملى بها وكان رجلا فاضلا جوّالا في
البلاد، لقي المشايخ وسمع الكثير.
(28/494)
431- بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب
الميهني [1] .
الصوفي الواعظ.
رحل وسمع مِن: الطبَرانيّ، والإسماعيليّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأحمد
بْن عطاء الرُّوذَباريّ، وأبي بَكْر المفيد.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأحمد بْن أبي سَعِيد الحافظ.
432- بِشْر بْن محمد بْن الحسين بْن القاسم بْن مَحْمِش [2] .
أبو سهل الإسْفرائينيّ.
شيخ ثقة.
حدَّث عَنْ: أبي أحمد بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيلي، والحسن بْن
محمد بْن إِسْحَاق الإسْفرائينيّ.
- حرف الجيم-
433- جناح بن نذير بن جناح [3] .
أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي.
سمع: أبا جعفر بن دحيم.
وعنه: البيهقي، وأبو البقاء المعمر بن محمد، وعدة.
ولي قضاء الكوفة مديدة، ثم عزل نفسه.
- حرف الحاء-
434- الحسن بن الأشعث بن محمد [4] .
أبو عليّ المنبجيّ [5] .
__________
[1] هو الّذي قبله مباشرة.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (الحسن بن الأشعث) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 385، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 155،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 91 رقم 411.
[5] المنبجي: بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء المنقوطة بواحدة وفي
آخرها الجيم، نسبة إلى منبج إحدى بلاد الشام بنواحي حلب.
(28/495)
روى عَنْ: الحَسَن بْن عَبْد الله بْن
سَعِيد البَعْلَبَكيّ، وصالح بْن الأصْبغ المَنْبِجِيّ.
وعنه: عَبْد الجبّار بْن عَبْد الله الأردسْتَانيّ، والحسن بْن أَبِي
شَيْبة المَنْبِجِيّ، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ.
قَالَ عليّ بْن أحمد الشَّهْرزُوريّ: وكان مؤاخيا للشريف الحرّانيّ،
يعني ابن الأشعث، فاتّفق أنّه أتاه نعي أخْ مِن إخْوانه فقال: يماه،
ومات [1] .
435- الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد بْن بشّار [2] .
أبو محمد السّابوريّ البصْريّ.
سَمِعَ: محمد بْن أحمد بْن مَحْمُوَيْه العسكريّ.
وعنه: الخطيب.
436- الحسين بْن أحمد بْن عليّ بْن تُبان [3] .
أبو عَبْد الله بْن التُّبانيّ [4] الواسطيّ البَيع.
روى عَنْ: أَبِي محمد بْن السّقّاء، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر
الشّمْشاطيّ [5] ، وعلي بْن أحمد الغزّال، وأبي بَكْر البابسيريّ [6] ،
وآخرين.
__________
[1] في تاريخ دمشق: سمع الحديث ببلده سنة 417 وكان قد سمع ببعلبكّ سنة
388 من الحمصي؟
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد التبّاني) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 443، 44، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي
27 رقم 22، والأنساب 3/ 19، واللباب 1/ 206، وسير أعلام النبلاء 17/
363 رقم 227، وتبصير المنتبه 1/ 173، وتوضيح المشتبه 1/ 613، 614.
[4] التّباني: ضبط في الأصل وفي: الإكمال، وسير أعلام النبلاء، وتبصير
المنتبه، بضمّ التاء المثنّاة من فوق، ثم موحّدة خفيفة وبعد الألف نون.
وضبطها ابن السمعاني في (الأنساب) بفتح التاء، وقال: هذه النسبة ظنّي
إلى موضع بواسط، وقد تابعه ابن الأثير في (اللباب) .
وانظر تعليق العلّامة المعلمي اليماني في حاشية كتاب (الإكمال) على هذه
النسبة.
[5] الشّمشاطيّ: نسبة إلى شمشاط. قال ابن السمعاني: وهي بلدة من الشام
فيما أظن من بلاد الساحل.
وقال ابن الأثير: وهي مشهورة من بلاد الثغور الجزرية بالقرب من مدينة
آمد، بينها وبين خرتبرت.
[6] البابسيري: نسبة إلى بلدة من كوز الأهواز. (الأنساب 2/ 9) .
(28/496)
روى عنه: إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري
[1] ، وأبو نعيم أحمد بن علي المقرئ البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس،
والرئيس هبة الله بن الصفار الكاتب.
قال خميس الحوزيّ [2] : أملى، وكان ثقة.
آخر من حدَّث عَنْهُ هبة الله بْن الصَّفّار.
قلتُ: لَهُ مجلس يرويه الكِنْديّ، أملاه في سنة سبع عشرة وأربعمائة،
والتُّبَانّي: بتاء مضمومة، ثمّ باء خفيفة، وهي نسبة إلى جَدّه تُبَان.
والطَّلَبَة يَغْلَطُون ويقولون البُنَانيّ.
وأمّا:
البَتَّانيّ، فرجل مرَّ سنة 317 اسمه محمد بن جابر.
437- الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد الله بْن محمد [3] .
أبو عليّ الرَّهَاويّ السُّلَميّ المقرئ، نزيل دمشق.
قرأ القرآن بالروايات عَلَى جماعة أكبرهم أبو الصَّقْر رحمة بْن محمد
الكَفَرْتُوثيّ [4] ، صاحب إدريس الحدّاد، وَأَبُو عَليّ أَحْمَد بْن
محمد بْن إِبْرَاهِيم الأصفهانيّ، وأحمد بن القاسم الأحوال صاحب
النّقّاش، والحسن بْن سَعِيد المطوعيّ.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو علي الحسن بن محمد بن الفضل
الكرماني شيخ الشّهرزوريّ [5] .
__________
[1] الجمّاري: ذكره ابن نقطة وقال: بضم الجيم وتشديد الميم وبعد الألف
راء مكسورة.
(الأنساب 3/ 290 بالحاشية نقلا عن «الاستدراك» لابن النقطة) .
[2] في: سؤالات الحافظ السلفي 27.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 346، وغاية النهاية 1/ 245، 246 رقم 1116.
[4] الكفرتوثيّ: نسبة إلى قرية بأعالي الشام يقال لها كفرتوثا. قال ابن
السمعاني: وهي قرية من قرى فلسطين فيما أظنّ. (الأنساب 10/ 447) .
[5] ورّخ ابن عساكر وفاته بسنة 414 هـ. ولهذا يقتضي أن تحوّل هذه
الترجمة من هنا. وأرّخه ابن الجزري بهذه السنة أيضا.
(28/497)
438- حكم بن المنذر بن سعيد [1] .
أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعن: أبي عليّ القالي.
وحجّ فأخذ عَنْ: أَبِي يعقوب بْن الدّخيل.
روى عَنْهُ: أبوا عمر ابن سميق، وابن عبد البرّ.
وكان من أهل المعرفة والذّكاء لا يلحق في الأدب.
سكن طُلَيْطلَة وتُوُفّي بمدينة سالم في نحو عشرين. وله شِعْر.
- حرف الزاي-
439- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى [2] .
أبو يحيى بْن أَبِي حامد النَّيْسابوريّ البزّاز النّسّابة، العارف
بالنَّسب والطَّبّ والنَّحْو.
سَمِعَ الكثير بالعراق.
وروى الكثير.
وُلِد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وتُوُفّي قبل العشرين.
روى عَنْهُ: القاضي عَبْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ.
- حرف السين-
440- سَعِيد بْن محمد بْن شعيب بْن نصر الله [3] .
أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي.
روى عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ.
وسمع مِن: أَبِي عليّ القالي وهو صغير.
وكان عالمًا بمعاني القرآن وقراءاته، متقدما في العربية، حافظا ثبتا.
توفّي أيضا في حدود العشرين.
__________
[1] انظر عن (حكم بن المنذر) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 148، 149 رقم 335.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 216 رقم 486.
(28/498)
- حرف العين-
441- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد بن حموية بن بيهس [1] .
أبو بكر الروذباري الكندي.
روى بهمدان عَنْ: الفضل الكِنْديّ، وموسى بْن محمد بْن جعفر، وقيس بْن
نصر النّهَاونديّ، وجماعة كثيرة.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق. مات سنة ستٌّ عشرة.
ثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعلي بْن أحمد بْن هُشَيْم،
وجماعة.
442- عَبْد الله بْن عيسى بْن إبراهيم بْن عليّ بْن شعيب [2] .
الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمَدانيّ المالكيّ.
روى عَنْ: أَبِي بُرْزَة الرُّوذْراوَرِيّ [3] ، وإبراهيم بْن محمد بن
الممتّع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي
النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عَنْهُ أبو عليّ أحمد بْن طاهر القومسانيّ، وسعد بْن
حسن القصْرِيّ، ومظفر بْن هبة الله الكِسائيّ، ومحمد بْن الحسين
الصُّوفيّ.
وسمّي جماعة.
قال: وكان صدوقًا، ثقة فقيهًا.
443- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق بْن عَبْد العزيز [4] .
أبو الحسين الْقُرَشِيّ اللَّهَبيّ [5] ، ابن أَبِي حرام.
روى عَنْ: أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي عُبَيْد الله بن مروان، وأبي
عمر بن كوذك، والميانجيّ.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الرّوذراوريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة والألف والواو
بين الراءين المهملتين.
هذه النسبة إلى بلدة بنواحي همذان، يقال لها روذراور. (الأنساب 5/ 182)
.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] اللهبيّ: بفتح اللام والهاء، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه
النسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم. (الأنساب 11/ 44) .
(28/499)
وعنه: عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز
الكتّانيّ، وأبو سعْد السّمّان، وآخرون.
وكان خيرًا صالحًا.
444- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن محمد بْن إبراهيم بْن حمدان [1] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ الشّافعيّ.
ثقة صائن.
روى عَنْ: أَبِي الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، وابن نُجَيْد، وجماعة.
وعنه: محمد المُزَكّيّ.
445- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن سَوْرَة
[2] .
الفقيه أبو سعْد بْن أَبِي سَوْرَة النَّيْسابوريّ الزّرّاد، الفقيه
الشّافعيّ [المتكلّم] [3] الأشعريّ.
ذكره عَبْد الغفّار وقال: كَانَ اسمه في صِباه أحمد [4] .
سَمِعَ الكثير بخُراسان وما وراء النَّهر.
وحدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السَّرَّاج، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي حامد
الصّائغ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ.
446- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بْن أحمد بْن عَقيل [5] .
أبو محمد الأنصاريّ النَّيْسابوريّ القطّان المستملي، المؤذّن.
صالح، دَيَّن، ثقة، مكثر.
حدّث عَنْ: الأصمّ، وأبي حامد الحَسْنَويّ، ومحمد بْن يعقوب بن الأخرم،
وأبي زكريّا العنبريّ، وأبي بكر بن إسحاق الصّبغيّ، وجماعة.
روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
المنتخب من السياق 304، 305 رقم 1007.
[3] إضافة من: المنتخب 305، وفي الأصل بياض.
[4] زاد: وفي حال الكبر عبد الرحمن، وكلاهما موجودان بخطّه.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/500)
447- عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر
بن منير [1] .
أبو محمد المنيري الجرجاني البزاز المعدل.
قدم نيسابور.
وحدث عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأحمد بْن
أَبِي عمران الْبُخَارِيّ، وأبي الحسين بْن المظفر، وخلق.
وكان أحد مِن عُنِيَ بالحديث ورحل فيه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن أَبِي سعْد المقرئ.
448- عَبْد الواحد بْن محمد بْن محمد بْن يعقوب [2] .
أبو عاصم السجِسْتانيّ الواعظ.
نبيل جليل، ثقة.
حدّث بنيسابور عن: أبي منصور النّصرويّ، وأبي الفضل بْن خَمِيروَيْه،
وبشر بْن محمد المغفَّلي [3] ، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة.
روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.
449- عبد الوهاب بن محمد بن طاهر [4] .
أبو طلحة البوشنجي.
روى عَنْ: حامد الرّفاء، ومنصور بْن العبّاس البُوشَنْجيّ، وأبي حامد
أحمد بْن محمد الشّاركيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن.
450- عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود الرّزّاز [5] .
البغداديّ، أخو عليّ [6] .
__________
[1] تقدّمت ترجمته في المتوفين سنة 420 هـ. برقم (407) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] المغفّليّ: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وتشديد الفاء المفتوحة.
هذه النسبة إلى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. (الأنساب 11/ 420) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 383 رقم 5554.
[6] تقدّمت ترجمته برقم (370) .
(28/501)
روى عَنْ: ميمون بْن إسحاق، وأبي بَكْر
الشّافعيّ.
وعنه: الخطيب، وقال: كَانَ صدوقًا [1] .
451- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن عليّ الدّمشقيّ [2] .
الشرابي.
عن: جده، وخيثمة بن سليمان.
وعنه: عَبْد العزيز الكتّانيّ، وعلي بْن الخَضِر، وإبراهيم بْن عقيل.
452- عليّ بْن الحَسَن بْن محمد بْن العبّاس بْن فِهْر [3] .
أبو الحَسَن الفِهْريّ، الفقيه المالكيّ.
سَمِعَ مِن جماعة. وكان بمصر، وقد صنَّف «فضائل مالك» في اثني عشر
جزءًا.
وسمع بالمشرق.
سَمِعَ منه: الدّلائيّ، والمهلَّب بن أبي صفرة، وقال: لقيته بمصر ومكة،
ولم أَلْقَ مثله [4] .
453- عليّ بْن الحَسَن [5] بْن النّخالي [6] الدّلّال.
__________
[1] وقال الخطيب: «وكان (عبيد الله) الأصغر، وتقدّمت وفاته على وفاة
أخيه» .
يقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : بما
أن علي بن أحمد الرزّاز توفي سنة 419 هـ. كما تقدّمت ترجمته، وبما أن
عبيد الله تقدّمت وفاته على وفاة أخيه- كما يقول الخطيب البغدادي- فإنّ
وفاته تكون في سنة 418 هـ. أو قبلها.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 42 رقم 53، والإكمال لابن ماكولا 2/ 356 و 6/
239، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 273 و 28/ 4435، وملخّص تاريخ
الإسلام لابن الملا 7/ 99 ب، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 305، 306 رقم 1042.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- باسم: «محمد بن أحمد بن محمد بن علي
الدمشقيّ» ، رقم (416) .
[3] انظر عن (علي بن الحسن الفهري) في:
الوافي بالوفيات 12/ 35 (مخطوط) ، ومعجم المؤلفين 7/ 69.
[4] في الوافي بالوفيات، ومعجم المؤلفين: كان حيّا حتى سنة 440!!.
[5] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 389، 390 رقم 6264، والأنساب 12/ 58.
[6] النّخاليّ: بضم النون وفتح الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى النخالة
وهي ما يستخرج من الدقيق. (الأنساب 12/ 58) .
(28/502)
روى عَنْ: أبي بَكْر الشّافعيّ، وحبيب
القزّاز.
وعنه: الخطيب، وقال: صدوق [1] .
454- عليّ بْن عمر بْن إِسْحَاق [2] .
أبو القاسم الأسْدَابَاذيّ. وأسداباذ: بلد عَلَى باب همدان ينزلها
قوافل العراق. ويُعرف بالأدَمي.
رحل وطوّف، وسمع: ابن عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا بَكْر بْن
السُّنّيّ، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه
الهَرَويّ.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن منده، وأحمد بن عبد
الرحمن الذكواني، وأبو سهل غانم بْن محمد، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد
بْن أحمد بْن مَرْدوَيْه، لقِيَه سنة سبْع عشرة.
455- عليّ بْن القاسم بْن محمد بْن إِسْحَاق [3] .
أبو الحَسَن البصْريّ الطّابثيّ [4] ، مِن قُراها، الفقيه المالكيّ.
تلميذ ابن الجلاب.
أخذ عنه: وعن الفقيه عبد الله الضّرير.
أخذ عَنْهُ: أبو العبّاس الدّلال، وأبو محمد الشّنْجاليّ [5] .
وسكن مصر، وله مصنَّف في الفقه.
456- عليّ بْن محمد بْن خَلَف بْن موسى [6] .
أبو إِسْحَاق البغدادي، ثمّ النَّيْسابوريّ الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد النَّصِيبيّ،
وابن ماسيّ، وبكار بْن أحمد، وأبي بَكْر أحمد بْن السُّنّيّ، ويوسف
المَيَانِجِيّ، وجعفر بن
__________
[1] وزاد: كتبت عنه شيئا يسيرا.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الطابثي: بكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى طابث، بليدة قرب شهرابان
من أعمال الخالص من نواحي بغداد. (معجم البلدان 4/ 3) .
[5] لم أقف على هذه النسبة في المصادر.
[6] لم أقف على مصدر هذه الترجمة.
(28/503)
محمد بْن عاصم الدّمشقيّ، وخلْق.
روى عَنْهُ: الرئيس في «الثَّقَفيّات» .
وكان فقيهًا مناظرًا، مِن علماء الشّافعيّة.
- حرف الغين-
457- غالب بْن عليّ [1] .
أبو مُسْلِم الرّازيّ.
سَمِعَ بجُرْجَان: أبا أحمد بْن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
وببغداد: ابن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر الأبهريّ.
وتوفّي قبل العشرين وأربعمائة.
- حرف الميم-
458- محمد بْن أحمد بْن عَبْدُوَيْه [2] .
أبو بَكْر الإصبهاني المؤدب.
سَمِعَ: أحمد بْن إبراهيم بْن أفْرُجَّة، وأبا القاسم الطبَرانيّ،
وغيرهما.
وعنه: الرّئيس الثّقفيّ في أربعينه.
459- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم [3] .
أبو أسامة الهَرَويّ، المقرئ.
نزيل مكّة.
رحل وطوّف، وسمع: أبا عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، وابن زَبْر بدمشق،
والقاضي أبا الطّاهر الذُّهْليّ، وابن رشيق.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد الهروي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 409، وميزان الاعتدال 3/ 464، وسير
أعلام النبلاء 17/ 364، 365 رقم 228، والعقد الثمين 1/ 382، وغاية
النهاية 2/ 86، 87، ولسان الميزان 5/ 55، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 105 رقم 1311.
وهو نفسه المذكور في الترجمة التالية.
(28/504)
روى عَنْه: أبو عليّ الأهوازي، وعلي بْن
الخَضِر السُّلَميّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وجماعة كبيرة.
460- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم [1] .
الإمام المقرئ المحدث الرحّال أبو أسامة الهَرَويّ، نزيل مكّة.
سَمِعَ: أبا الطّاهر الذُّهْليّ، وطبقته بمصر.
وأبا عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، والفضل بْن جعفر بدمشق.
والحافظ محمد بْن عليّ النّقّاش بتِنّيس، ومحمد بْن العبّاس بْن وَصِيف
بغزّة، وأحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد المؤمن بمكّة.
حدَّث عَنْهُ: ابنه عَبْد السّلام، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو بَكْر
البَيْهَقيّ، وأبو الغنائم بْن الفرّاء، ومحمد بْن عليّ المطرّز.
حدَّث: بدمشق وبمكّة، وغير ذَلِكَ.
وسماع طلحة بْن عبيد الله الجيرفتيّ [2] منه بمكّة في سنة أربع عشرة
وأربعمائة.
461- محمد بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي [3] .
الشرابي.
عن: جده، وخيثمة بن سليمان.
وعنه: عَبْد العزيز الكتّانيّ.
462- محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن منصور [4] .
أبو بَكْر النَّوْقانيّ [5] .
حدَّث بنَوْقان عَنْ: الأصمّ.
وعنه: البيهقيّ.
__________
[1] هو الّذي قبله.
[2] الجيرفتيّ: بالجيم المكسورة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وضمّ
الراء المهملة- حسب ابن السمعاني في (الأنساب) - وفتحها- حسب ياقوت
الحموي- في (معجم البلدان) .
وهي نسبة إلى: جيرفت، إحدى بلاد كرمان.
[3] تقدّم قبل قليل باسم «عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن عليّ الدمشقيّ» ،
برقم (451) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
(28/505)
463- محمد بْن إبراهيم [1] .
أبو بَكْر الفارسيّ، المشّاط.
حدث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن
الحسن السراج، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.
464- محمد بن إبراهيم بن عبيد الله [2] .
أبو عبد الله البجاني.
روى عنه: أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بن عبد البر [3] .
465- محمد بْن الْحُسَن [4] .
أبو عبد الله بْن الكتّانيّ الأندلسيّ القرطبيّ الطيب.
أخذ عَنْ عمّه محمد بْن الحسين الطّبّ. وخَدَم الوزير المنصور محمد بْن
أَبِي عامر وابنه المظفَّر. وانتقل في الفِتْنة إلى سَرَقُسْطَة.
وكان بارعًا في الطّبّ، عارفًا بالمنطق والنّجوم، وكثير مِن دين
الأوائل.
وكان مِن الأذكياء الموصوفين.
أخذ المنطق عَنْ: محمد بْن عَبْدُون، وعمر بْن يونس الحّرانيّ، وجماعة.
وتوفي قريبا من سنة عشرين، وله بضع وسبعون سنة.
أخذ عنه: أبو محمد بن حزم، والمصحفي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم الفارسيّ) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 429 رقم 286.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 507 رقم 1104.
[3] وحدّث عنه ابن عبد السلام الحافظ وقال: قدم علينا طليطلة مجاهدا.
[4] انظر عن (محمد بن الحسن الكتّاني) في:
جذوة المقتبس للحميدي 49/ 50 رقم 35، وتكملة الصلة لابن الأبّار 118،
وبغية الملتمس للضبّي 67، 68 رقم 81، ومعجم الأدباء 18/ 184، 185،
والوافي بالوفيات 2/ 348، 349، ومعجم المؤلفين 9/ 187، 188.
(28/506)
وله مصنفات فائقة مشكورة [1] .
466- محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه [2] .
أبو عبد الله الإسفرائيني.
نزيل غزنة.
قدم نيسابور حاجا، فحدَّث بها سنة أربع عشرة عَنْ: الغِطْريفيّ، وطبقته
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
467- محمد بْن أحمد بْن الحسين [3] .
أبو نصر الزّعفرانيّ الصّيدلانيّ العابد.
من صالحي نيسابور.
حدّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السَّلِيطيّ، وأبي عُمَرو بْن نُجَيْد. وعاش
نيَّفًا وثمانين سنة.
قَالَ الجكّانيّ: قرأتُ عَليْهِ سنة ستٌّ عشرة.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
468- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن عَبْد الله
بْن غَلْبُون [4] .
أبو بَكْر الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ، يعرف بالعوّاد.
روى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، ويحيى بْن هلال، وأبي عَبْد الله بْن
الخزاز، وأحمد بْن خَالِد التّاجر، وأبي جعفر بن عون الله.
وحج فسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد المكّيّ، وغيره.
حدث عنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمّة لا تُحصى، قديم
الطّلب.
__________
[1] قال الحميدي: له مشاركة قويّة في علم الأدب والشعر، وله تقدّم في
علوم الطب والمنطق، وكلام في الحكم، ورسائل في كل ذلك، وكتب معروفة ...
وله كتاب سمّاه: «محمد وسعدى» مليح في معناه، وعاش بعد الأربعمائة
بمدّة.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 504، 505 رقم 1100.
(28/507)
وحدَّث عَنْهُ أيضًا: أبو محمد بْن خَزْرج،
وقال: كَانَ حافظًا ثقة [1] . خرج مِن إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة
إلى المشرق، وعمره نحو السّبعين.
وتُوُفّي بعسقلان.
وحدَّث عَنْهُ: القاضي أبو بَكْر بْن منظور، وأبو حفص الهُوزَنيّ [2] .
469- محمد بْن عثمان بْن مسبّح [3] .
أبو بَكْر المعروف بالْجَعْد الشَّيْبانيّ.
أحد العلماء.
أخذ العربيّة عَنْ ابن كَيْسان النَّحْويّ، وصنَّف كتاب «النّاسخ
والمنسوخ» فجوّده، وكتاب «غريب القرآن» ، وكتاب «الهجاء» ، وكتاب
«المقصور والممدود» ، وكتاب «العِلَل في النَّحْو» ، وكتاب «العَرُوض»
، وغير ذَلِكَ.
470- محمد بن عبد الواحد بن محمد [4] .
أبو البركات الزُّبَيْريّ الْمَكيّ.
رحل، وسمع ببغداد: أبا سَعِيد السيرافيّ، وبمصر: أبا بَكْر المهندس،
وبدمشق.
ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عَنْهُ: أبو محمد بْن حَزْم، وأحمد بْن
عُمَر بن أنس العذريّ.
ذكره الحميديّ.
__________
[1] الموجود في (الصلة) : «كان فاضلا، حافظا للحديث، حسن الفهم، ضابطا
لما روى منه، ثقة ثبتا فيه» .
[2] الهوزنيّ: بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى هوزن، وهو بطن من ذي الكلاع من حمير نزلت الشام. والهوزن في
العربية الغبار، وقيل: نوع من الطير.
(الأنساب 12/ 355) .
[3] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 3/ 47، والفهرست لابن النديم 1/ 82، ومعجم الأدباء 18/
250، 251، وإنباه الرواة 1/ 269، والأنساب 2/ 55، ونزهة الألبّاء 182،
والوافي بالوفيات 4/ 82، وبغية الوعاة 1/ 72، وكشف الظنون 1457، 1461،
1920، وإيضاح المكنون 2/ 448، وهدية العارفين 2/ 29، ومعجم المؤلفين
10/ 287.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 70- 73 رقم 104، وبغية الملتمس للضبيّ 96.
(28/508)
471- محمد بن عبد الواحد بن عُبَيْد الله
بْن أحمد بْن الفضل بْن شَهْرَيار [1] .
الحافظ الفقيه أبو الحَسَن الأَرْدَسْتانيّ، الإصبهانيّ.
مصنَّف كتاب «الدّلائل السَّمْعيّة عَلَى المسائل الشّرعيّة» ، في ثلاث
مجلَّدات.
روى فيها عَنْ: عَبْد الله بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن جميل مِن
«مُسْنَد أحمد بْن منيع» . وهذا أكبر شيخ لَهُ.
وعن: الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد البغداديّ، وأحمد بْن إبراهيم
العَبْقَسي [2] الْمَكيّ، وأبي عَبْد الله بْن خُرْشِيد قُولَه، وأبي
الطّاهر إبراهيم بْن محمد الذّهنيّ صاحب ابن الأعرابي، ومحمد بْن أحمد
بْن جِشْنِس، وأحمد بْن محمد بْن الصَّلْت المُجّبر، وأبي أحمد الفرضي،
وإسماعيل بن الحسن الصرصري [3] ، وأبي بكر بن مردويه، وخلق.
وتنزل إلى أبي نعيم الحافظ، وأبي ذر محمد بن الطبراني.
ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أَبِي حاتم.
وينصب الخلاف، في هذا الكتاب مَعَ أَبِي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه
الشّافعيّ، ولكنّه لا يتكلَّم عَلَى الإسناد.
وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبئ ببراعة حِفْظه.
رواه عَنْهُ: الحافظ أبو مسعود سليمان بْن إبراهيم الإصبهاني سماعًا.
وقد قُرئ عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن ماشاذه بإجازته مِن
سُلَيْمَان،
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 530، 531 رقم 355، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 4/ 180- 182، وكشف الظنون 760، وهدية العارفين 2/ 61، وديوان
الإسلام 1018 رقم 129، ومعجم المؤلّفين 10/ 265.
[2] العبقسيّ: بفتح العين المهملة، وكسر الباء الموحّدة أو فتحها، وفي
آخرها القاف. هذه النسبة إلى «عبق» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
(الأنساب 8/ 371) .
[3] الصّرصريّ: بفتح الصادين، بينهما الراء الساكنة، وهي قرية على
فرسخين من بغداد، تعرف ب «صرصر الدّير» . (الأنساب 8/ 56) .
(28/509)
والنّسخة في آخرها: فرغ الشَّيْخ مِن
تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
ورأيت في «مُعْجَم الحدّاد» : أَنَا أَبُو الْحَسَنِ محمد بن عبد
الواحد بن عُبَيْد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَهْرَيَارَ
الإِمَامُ: أَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ
وثلاثمائة.
نا عَبْدَانُ، نا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، نا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ
هُدْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَحَصَّنَتْ
فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ
الْجَنَّةِ شَاءَتْ» [1] .
قَرَأْتُهُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، أنا ابن
خَلِيلٍ، أنا مَسْعُودٌ الْجَمَّالُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادِ،
فَذَكَرَهُ. 472- محمد بْن عليّ بن خشيش [2] .
أبو الحسين التّميميّ المقرئ بالكوفة.
روى عَنْ: محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
473- محمد بْن عُمَر بْن زِيلة [3] .
أبو بَكْر المَدِينيّ الإصبهانيّ.
سَمِعَ: عَبْد الله بن الحسن بن بندار، والطّبرانيّ، وعدّة.
لَهُ فوائد رواها عَنْ أحمد بْن عَبْد الغفّار بْن أشْتة.
سَمِعَ منه سنة أربع عشرة.
474- محمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه النَّيْسابوريّ [4] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة 1/ 191 من طريق: ابن لهيعة، عن عبيد
الله بن أبي جعفر أن ابن قارظ أخبره عن عبد الرحمن بن عوف قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «إذا صلّت المرأة خمسها،
وصلّت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: أدخلي الجنة من أيّ
أبواب الجنة شئت» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
(28/510)
أملي عَنْ: محمد بْن صالح بْن هانئ، وغيره.
وعنه: البَيْهَقيّ.
475- محمود بْن المُثَنَّى بْن المغيرة [1] .
أبو القاسم الشّيرازيّ الدّاوديّ، المعروف بالضّرّاب.
نزيل جَرْجَرَايا [2] .
سَمِعَ: المفيد، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، ومَخْلَد بْن جعفر
الباقَرْحِيّ.
وعنه: عَبْد الكريم بْن محمد بْن هارون الشّيرازيّ، وحمد بْن الحَسَن
الديَنَوريّ، وهَنّاد بْن إبراهيم النَّسَفيّ، وسليمان بْن إبراهيم
الحافظ.
لَقِيَه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة.
الكنى
476- أبو محمد بْن الكَرّانيّ [3] .
القيروانيّ، الفقيه المالكيّ.
ورِع، عالم. ذكره القاضي عِياض في «طبقات المالكيّة» ، فقال: سُئِل
عمّن أكرهه بنو عُبَيْد، يعني خُلفاء مصر، عَلَى الدّخول في دعوتهم أو
يقتل؟
قال: يختار القتل ولا يُعذر أحد بهذا الأمر، [إلا مِن] [4] كان أوّل
دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأمّا بعد فقد وَجَب الفرار، فلا يُعذر أحد
بالخوف بعد إقامته، لأنّ المُقام في موضع يُطلبُ مِن أهله تعطيل
الشّرائع لا يجوز. وإنّما أقام مِن أقام مِن الفقهاء عَلَى المباينة
لهم، لئلا تخلو للمسلمين حدودهم [5] فيفتنوهم عن دينهم.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] جرجرايا: بفتح الجيم وسكون الراء الأولى، بلد من أعمال النهروان
الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي، كانت مدينة وخربت مع ما خرب
من النهروانات. (معجم البلدان 2/ 123) .
[3] انظر عن (أبي محمد بن الكراني) في:
ترتيب المدارك 2/ 719، 720.
[4] إضافة من: ترتيب المدارك.
[5] في: ترتيب المدارك: «لئلا يخلو بالمسلمين عدوهم» .
(28/511)
وقال يوسف الرُّعَيْنيّ: أجمع العلماء
بالقَيْروان على أنّ حال بني عُبَيْد حال المرتدّين والزّنادقة، لما
أظهروا مِن خلاف الشّريعة.
477- أبو هلال العسكريّ [1] .
الحَسَن بْن عَبْد الله بْن سهل بْن سَعِيد بْن يحيى بْن مِهْران
اللُّغَويّ، الأديب، صاحب المصنَّفات الأدبيّة.
أتوهّم أنّه بقي إلى هذا العصر.
تلمذ للعلامة أَبِي أحمد العسكريّ، وحمل عَنْهُ وعن أبي القاسم بْن
شيران، وغير واحد. وما أظنّه رحل مِن عسكر مُكْرَم.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو سعْد السّمّان، وأبو الغنائم حمّاد المقرئ
الأهوازيّ، وأبو حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فَضْلان العسكريّ، ومظفّر
بن طاهر الآستريّ، وآخرون.
أخبرني أبو عليّ بْن الخلال، أَنَا جعفر، أَنَا السلَفيّ: سألت أبا
المظفَّر الأَبِيوَرْدِيّ [2] رحمه الله عَنْ أَبِي هلال العسكريّ،
فأثنى عَليْهِ ووصفه بالعِلْم والعفة معًا، وقال: كَانَ يتبزّز
احترازًا مِن الطَّمَع والدَّناءة والتَّبذُّل [3] .
قَالَ السّلفيّ: وكان الغالب عليه الأدب والشّعر، وله مؤلّف في اللّغة
وسمه «بالتّلخيص» ، و «كتاب صناعتي النّثر والنّظم» مفيد جدّا [4] .
__________
[1] انظر عن (أبي هلال العسكري) في:
دمية القصر 101، ومعجم الأدباء 8/ 233- 258 رقم 15، ومعجم البلدان
(مادة عسكر مكرم) ، وإنباه الرواة 4/ 183 رقم 965، وطبقات النحويين
واللغويين لابن قاضي شهبة (مخطوط) 253، 254، والأعلام 2/ 211، 212،
ومعجم المؤلفين 3/ 240، وتاريخ التراث العربيّ (المجلّد الثامن) 1/
327- 332، وطبقات المفسّرين للسيوطي 10، وأعيان الشيعة 22/ 154، وتاريخ
الأدب العربيّ 2/ 253، 254، وكشف الظنون 167، 199، 233، 453، 479، 605،
691، 1082، 1460، 1468، 1548، 1823، 1890، وشذرات الذهب 3/ 102، 103.
[2] الآبيورديّ: بفتح الألف وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة
من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه
النسبة إلى آبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان، وقد ينسب إليها الباوردي.
(الأنساب 1/ 128) .
[3] ديوان المعاني، للعسكريّ- ص 2.
[4] ديوان المعاني.
(28/512)
قلتُ: ولأبي هلال كتاب «الأمثال» [1] ،
وكتاب «معاني الأدب» ، وكتاب «مِن احتكم مِن الخلفاء إلى القُضاة» ،
وكتاب «التبْصِرة» ، وكتاب «شرح الحماسة» ، وكتاب «الدّرهم والدّينار»
، وكتاب «التّفسير» في خمس مجلّدات، وكتاب «فضل العطاء» ، وكتاب «لحن
الخاصّة» ، وكتاب «معاني الشّعر» ، وكتاب «الأوائل» [2] ، وذكر أنّه
فرغ مِن تصنيف هذا الكتاب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة [3] .
وله ديوان شِعْر. ويقال: إنّه ابن أخت أَبِي أحمد شيخه.
أخبرنا ابن الخلال، أَنَا جعفر، أَنَا السلَفيّ: أنشدنا محمد بْن عليّ
المقرئ في آخرين بالأهواز قَالُوا: أنشدنا أبو الغنائم الحَسَن بْن
عليّ بْن حمّاد:
أنشدني أبو هلال لنفسه:
قد تعاطاكَ شبابٌ ... وتغشّاكَ مَشِيبٌ
فأتى ما لَيْسَ يَمْضي ... ومضى ما لا يؤوب
فَتَأهَّبْ لسقامٍ ... لَيْسَ يَشْفِيهِ طبيبُ
لا توهّمه بعيدا ... إنّما الآتي قريب [4] .
__________
[1] نشر في القاهرة بالمؤسسة العربية سنة 1964.
[2] طبع عدّة طبعات.
[3] قال أبو عامر غالب بن علي بن غالب الأستراباذي: رأيت بخطّ أبي حكيم
أحْمَد بن إسماعيل بن فضلان اللغويّ العسكري مكتوبا: توفي أَبُو أحْمَد
الْحَسَن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري يوم الجمعة لسبعٍ خَلَوْن من
ذي الحجّة، سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
[4] ديوان المعاني- ص 2.
(28/513)
|