تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد التاسع والعشرون (سنة 421- 440) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[الطبقة الثالثة والأربعون]
سنة إحدى وعشرين وأربعمائة
[فتنة أهل الكرْخ بعاشوراء]
في عاشوراء أغلقَ أهل الكرْخ أسواقهم، وعلّقوا عليها المُسُوح وناحوا، وذلك لأنّ السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنَّة [1] . ثمّ أُنزِل المُسُوح وقُتل جماعة من الفريقين، وخرِّبت عدة دكاكين [2] .
وكَثُرت العملات من البرجميّ مقدّم العيّارين وأخذ أموالًا عظيمة [3] .
[انتهاب الأهواز]
وفيها دخل جلال الدّولة وعسكره إلى الأهواز ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الّذي أخذ منها على خمسة آلاف ألف دينار، وأُحرقت عدّة أماكن، بل ما يمكن ضبطه [4] .
[ولاية عهد القادر باللَّه]
وفي جُمَادى الأولى جلس القادر باللَّه، وأذِن للخاصّة والعامّة، وذلك عقِيب شَكاةٍ عرضت له. وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّى الناسُ أبا جعفر ودَعوا للَّه، وذكر في السّكّة والخطبة [5] .
__________
[1] الدّرّة المضيّة 327، النجوم الزاهرة 4/ 272.
[2] المنتظم 8/ 46، 47، و 50، (الطبعة الجديدة) 15/ 204 و 208، العبر 3/ 139، دول الإسلام 1/ 250، البداية والنهاية 12/ 28.
[3] المنتظم 8/ 47، (الطبعة الجديدة) 15/ 204.
[4] المنتظم 8/ 47، (الطبعة الجديدة) 15/ 204، 205، العبر 3/ 139، 140، دول الإسلام 1/ 250.
[5] المنتظم 8/ 47، 48، (الطبعة الجديدة) 15/ 205، 206، الكامل في التاريخ 9/ 409، 410، نهاية الأرب 23/ 215، مختصر تاريخ الدول 183. البداية والنهاية 12/ 28.

(29/5)


[غزو الخَزَر]
وجاء الخبر أنّ مطلوب [1] الكُرديّ غزا الخَزَر فقَتَل وسبي وغنِم وعاد، فاتّبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسَّبْي، وقتلوا من الأكراد والمطّوعة أكثر من عشرة آلاف، واستباحوا أموالهم [2] .
[انهزام ملك الروم عند حلب]
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قَصَد حلب في ثلاثمائة ألف [3] ، ومعه أموال على سبعين جمّازة [4] ، فأشرف على عسكره مائة فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنّها كبْسة، فلبس ملكهم خُفًّا أسودَ [5] حتّى يخفي، فهرب. وأخذوا من خاصّة أربعمائة بغْل [6] بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة [7] .
[الفتنة بين الهاشميّين والأتراك]
وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا النّاس، فاجتمع لهم الفُقَهاء، وخلقٌ من الكَرْخ وغيرها، وضجوّا بالاستعْفاء من الأتراك، فلمّا رَأَوْهم قد رفعوا أوراق القرآن على القَصَب رفعوا
__________
[1] هكذا في الأصل والعبر 3/ 140، أما في: المنتظم: «فضلون» .
[2] المنتظم 8/ 49، 50، (الطبعة الجديدة) 15/ 207، 208، العبر 3/ 140، دول الإسلام 1/ 250، البداية والنهاية 12/ 27، 28.
[3] هكذا في جميع المصادر، أما في (البداية والنهاية 12/ 28) أقبل في مائة ألف!
[4] الجمّازة: الإبل.
[5] كان من عادة ملوك الروم أن يلبسوا خفّا أحمر في أرجلهم، ولا يلبسه غيره عندهم. (زبدة الحلب 1/ 242) .
[6] في (البداية والنهاية 12/ 28) «أربعمائة فحل محجّل» .
[7] راجع خبر انهزام ملك الروم في:
تاريخ حلب للعظيميّ 329، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 50، وتاريخ الزمان لابن العبري 83، والكامل في التاريخ 9/ 404، 405، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 238- 243، والعبر 3/ 40، ودول الإسلام 1/ 250، 251، والبداية والنهاية 12/ 28، ومرآة الجنان لليافعي 3/ 37، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 179، والنجوم الزاهرة 4/ 254.
وهو بالتفصيل المسهب في: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 413- 417، وانظر أيضا: تاريخ ابن الوردي 1/ 341، حيث ينقل عن تاريخ ابن المهذب المعرّي (حوادث سنة 426 هـ) .

(29/6)


لهم قناةً عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجُرّ والنشّاب وقُتِل طائفة، ثمّ أُصلح الحال [1] .
وكَثُرت العَمْلات والكَبْسات من البرجميّ ورجاله، وأخذ المخازن الكِبار وفتح الدّكاكين، وتجدّ [2] دخول الأكراد المتلصِّصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات [1] .
[امتناع الركْب من العِرَاقِ]
ولم يخرج رَكْبٌ من العراق في هذه السنة [3] .
[وفاة ابن حاجب النعمان]
وتُوُفّي ابن حاجب، النُّعمان الكاتب [4] .
[شراء ملك الروم نصف الرُّها]
وفيها اشترى ملك الروم الَّنْصرانيّ نصف مدينة الرُّها بعشرين ألف دينار من عُطَيْر النُّمَيريّ، فهدمَ الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 50، (الطبعة الجديدة) 15/ 208، العبر 3/ 140، 141، دول الإسلام 1/ 251، الدرّة المضيّة 327، 328، مرآة الجنان 3/ 37، البداية والنهاية 12/ 28، 29.
[2] المنتظم 8/ 50، 51، (الطبعة الجديدة) 15/ 209، الكامل في التاريخ 9/ 410، العبر 3/ 141، دول الإسلام 1/ 251، مرآة الجنان 3/ 37، البداية والنهاية 12/ 28.
[3] في المنتظم 8/ 51، و (الطبعة الجديدة) 15/ 209: «وتأخّر الحاج من خراسان في هذه السنة، ولم يخرج من العراق إلّا قوم ركبوا من الكوفة على جمال البادية، وتخفّروا من قبيلة إلى قبيلة، وبلغت أجرة الراكب إلى قيد أربعة دنانير» ، البداية والنهاية 2/ 29، النجوم الزاهرة 4/ 272.
[4] انظر عن (ابن حاجب النعمان) في:
الفهرست لابن النديم 193 (طبعة مصر) 236، وتاريخ بغداد 12/ 31، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 200، 201، وخلاصة الذهب المسبوك 263، ومجمع الآداب، رقم 1400، والإنباء في تاريخ الخلفاء 187، ومعجم الأدباء 5/ 259، والكامل في التاريخ 9/ 410، ونهاية الأرب 23/ 215.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 413 (حوادث سنة 422 هـ) ، نهاية الأرب 23/ 216 (حوادث سنة 422 هـ) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 157. 158، مختصر تاريخ الدول 183 وفيه: «نصير الدولة بن مروان» بدل «ابن عطير النميري» ، وفي: تاريخ الزمان 84 «ابن حطير» ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 339، والدرّة المضيّة 333 وفيه إن الروم تسلموا الرها في سنة 423 هـ.، النجوم الزاهرة 4/ 275.

(29/7)


[استرجاع الرّها]
ثمّ أخذها السّلطان ملك شاه سنة تسعٍ وسبعين [1] ، وسلّمها إلى الأمير توران.
ثمّ أخذتها الفرنج في أوّل ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين [2] ، وبقيت بأيديهم إلى أن افتتحها زنْكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 149.
[2] في: كنز الدرر (4506) كان ذلك سنة 490 هـ. وفي التاريخ المظفّري (ميكروفيلم رقم 966 تاريخ) في حوادث سنة 491 هـ. وسيأتي تحقيق ذلك في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
[3] ذيل تاريخ دمشق 279، الكامل في التاريخ 11/ 98، كتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 94.

(29/8)


سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة
[سرقة دار المملكة]
في المحرّم نقب اللُّصوص دار المملكة وأخذوا قماشًا وهربوا [1] ، وأقام التّجّار على المبيت في الأسواق، وأمْر العيّارين يتفاقم لأنّ أمور الدّولة مُنحلّة، فلا قوّة إلا باللَّه [2] .
[عزْل أبي الفضل ابن حاجب النعمان]
وفيها عُزِل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النُّعْمان عن كتابة الإنشاء للقادر باللَّه، وكانت مباشرته سبعة أشهر، لأنه لمّا تُوُفّي أبوه أبو الحسن وأُقيم مقامه لم تكن له دِرْبَةٌ بالعمل [3] .
[فتنة الصّوفيّ]
وفيها عزم الحرميّ [4] الصُّوفيّ الملقّب بالمذكور على الغزو، واستأذن السّلطان، فأذِن له وكتب له منشورًا، وأُعطي منْجُوقًا [5] . واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصّلاة ولقراء المنشور، ومرّ بطاق الحرّانيّ وعلى رأسه المَنْجُوق [5] وقُدّامه الرّجال بالسّلاح، وصاحوا بذِكْر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا يوم معاويّ [6] .
__________
[1] العبر 3/ 146.
[2] المنتظم 8/ 54، (الطبعة الجديدة) 15/ 213، دول الإسلام 1/ 251.
[3] المنتظم 8/ 54، 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 213، وانظر عن (أبي الفضل) في:
نهاية الأرب 23/ 218، والدرّة المضيّة 329.
[4] هكذا في الأصل. وفي (المنتظم) : «الخزلجي» .
[5] المنجوق: كلمة فارسية معناها: علم أو راية. (انظر: تكملة المعاجم لدوزي 2/ 617) ، وفي (المنتظم 8/ 55) «منحوق» بالحاء المهملة، وهو تحريف.
[6] هكذا في الأصل، ومثله في نسخة من: الكامل لابن الأثير، والعبر 3/ 146، ومرآة الجنان 3/ 40، وفي: المنتظم «مغازي» ، وفي المطبوع من الكامل 9/ 418 «معاوية» .

(29/9)


فرماهم أهل الكَرْخ، وثارت الفتنة، ومُنعت الصّلاة، ونُهِبت دار الشّريف المرتضى، فخرج مُرَوَّعًا، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرَمه.
وأُحرقت إحدى سَرِيّاته [1] . ونُهبت دُور اليهود وطُلبوا لأنهم أعانوا اهل الكَرْخ فيما قيل [2] .
ومن الغد اجتمع عامّة السُّنَّة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكَرْخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكَرْخ على خطّة عظيمة [3] .
وركب الخليفة إلى الملك والإسْفَهسلاريّة [4] يُنْكر ذلك، وأمر بإقامة الحدّ على الْجُنَاة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجُرّة وسقطت عمامته، وقُتِل من أهل الكَرْخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأُحرق وخُرِّب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصّفّارين، وسوق الأنماط، وسوق الزّيّاتين [5] ، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفُرْقة [6] .
وعبرَ سَكْرانٌ بالكَرْخ فضُرِب بالسّيف فقُتِل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السُّلطان لسقوط هيبته [7] .
[مقتل الكلالكيّ ناظر المعونة]
ثمّ قتلت العامّة الكلالكيّ، وكان ينظر في المعونة، وتبسّط العوامّ وأثاروا الفِتَن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدّولة، وشكوا إطّراحَهم واطّراح تدبيرهم، وأشاعوا أنّهم يقطعون
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي العبر 3/ 146 «سرية» بدون تنقيط. أما في (المنتظم 8/ 55) :
«وأحرقت إحدى سميرتيه» ، وفي: مرآة الجنان 3/ 40: «سرية» .
[2] جاء على هامش الأصل: «ث. إن صحّ فقد دافعوا عن حميرهم، على رأى من قال: الرافضيّ حمار اليهوديّ. وهذا الحاشية من لطافة مؤلّفه رحمه الله» .
والخبر في:
المنتظم 8/ 55، و (الطبعة الجديدة) 15/ 213، 214، والكامل في التاريخ 9/ 418، والعبر 3/ 146، ومرآة الجنان 3/ 40، والبداية والنهاية 12/ 31.
[3] مرآة الجنان 3/ 40.
[4] يقال: «الإسفهسلارية» و «الإصفهسلارية» (بالصاد) كما في (المنتظم) ، وغيره.
[5] في: المنتظم، والكمال: «سوق الدقّاقين» ، وفي: العبر «سوق الزيت» .
[6] المنتظم 8/ 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 214، الكامل في التاريخ 9/ 419، العبر 3/ 146، 147، دول الإسلام 1/ 251، مرآة الجنان 3/ 40، 41.
[7] المنتظم 8/ 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 214.

(29/10)


خطبته. وعلم الملك فقلق، وفرَّق مالًا في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم [1] .
ثم عادوا للخوض في قطع خطبته وقالوا: قد وقف أمورنا وانقطعت موَادُّنا ويئسنا [2] من خير ذا [3] . ودافع عنه الخليفة.
هذا، والعامّة في هرْج وبلاء، وكبْسَات وويل [4] .
[أخْذ الروم قلعة فامية]
وأقبلت النّصارى الرُّوم، فأخذوا من الشّام قلعة فامية [5] .
[وفاة القادر باللَّه]
ومات في آخر السّنة القادر باللَّه [6] .
__________
[1] العبر 3/ 147، دول الإسلام 1/ 251، مرآة الجنان 3/ 41.
[2] في الأصل والمنتظم بطبعتيه 8/ 56 و 15/ 215: «يأسنا» .
[3] في المنتظم 8/ 56 و 15/ 215: «وانقطعت موادنا ويأسنا من أن يجري لنا على يد هذا الملك خير» .
[4] المنتظم 8/ 56، 57، (الطبعة الجديدة) 15/ 214- 216، الكامل في التاريخ 9/ 419، 420، البداية والنهاية 12/ 13.
[5] انظر عن خبر أفامية في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 426، والكامل في التاريخ لابن الأثير 9/ 420، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 158، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340.
[6] انظر عن الخليفة القادر باللَّه العباسي في:
تاريخ الأنطاكي 425، وتاريخ بغداد 4/ 37، 38، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، تاريخ البيهقي 327، 328، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 183- 187، والمنتظم 7/ 160- 165 و 8/ 60، 61، والكامل في التاريخ 9/ 80 وما بعدها، وتاريخ الفارقيّ 132، والنبراس 127- 136، ومختصر تاريخ الدول 181، وتاريخ الزمان 84، والفخري 254، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 196- 201، وخلاصة الذهب المسبوك 261- 263، ونهاية الأرب 23/ 217، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، والعبر 3/ 148، وسير أعلام النبلاء 15/ 127- 137، ودول الإسلام 1/ 252، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، ومرآة الجنان 3/ 41، وفوات الوفيات 1/ 58، ومحاضرة الأبرار ومسامرة الأخبار 1/ 84، 85، والنزهة السنية 107، وشرح رقم الحلل 119، والوافي بالوفيات 6/ 239- 241، والبداية والنهاية 12/ 31، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436 و 447، 448، والجوهر الثمين 1/ 190، 191، ومآثر الإنافة 1/ 38- 334، والنجوم الزاهرة 4/ 160 وما بعدها، وتاريخ الخلفاء 411- 417، وشذرات الذهب 3/ 221- 223، وأخبار الدول 171، (الطبعة الجديدة بتحقيق د. حطيط، د. سعد) 2/ 158، 159.

(29/11)


[خلافة القائم بأمر الله]
واستخلف القائم بأمر الله [1] ، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمّه أمّ ولد أرمنيّة اسمها بدرُ الدُّجى [2] ، أدركت خلافته.
فأوّل من بايعه الشّريف المرتضي، وقال:
إذا ما مضي [3] جبلٌ وانْقَضَى ... فمنك لنا جبلٌ قد رسى [4]
وإنّا [5] فُجِعْنا ببدْر التّمامِ ... وعنه لنا نابَ بدْرُ الدُّجى [6]
لنا [7] حَزَنٌ في [8] محل السُّرور ... وكم [9] ضحك في خلال البكا [10]
__________
[1] انظر عن (خلافة القائم بأمر الله) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 425، وتاريخ بغداد 9/ 399- 404 رقم 5007، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، وتاريخ الفارقيّ 134- 136، والإنباء في تاريخ الخلفاء 188، والكامل في التاريخ 9/ 417، والمنتظم 8/ 58، و (الطبعة الجديدة) 15/ 217، والنبراس 136، والفخري 292، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 202، وتاريخ الزمان 84، وتاريخ مختصر الدول 183، وخلاصة الذهب المسبوك 264، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، ونهاية الأرب 23/ 219، والوافي بالوفيات 17/ 20، 21 رقم 18، ومعجم الألقاب ج 4 ق 3/ 566، 567 رقم 2711، وسير أعلام النبلاء 15/ 138، رقم 64، والعبر 3/ 264، ودول الإسلام 1/ 252، وفوات الوفيات 2/ 157 رقم 213، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، ومرآة الجنان 3/ 94، والبداية والنهاية 12/ 31، والنجوم الزاهرة 4/ 275، 276، وتاريخ الخلفاء 417، وشذرات الذهب 3/ 326، وأخبار الدول 171، 172 (الطبعة الجديدة) 2/ 160، ومحاضرة الأبرار 1/ 85، وتاريخ الخميس 2/ 357، والنزهة السنية 109.
[2] وقيل «قطر الندى» . (تاريخ بغداد 9/ 399) وفي: (تاريخ الخميس 2/ 399) اسمها «قطن»
[3] في «المنتظم» 8/ 58، و (الطبعة الجديدة) 15/ 218، ونهاية الأرب 23/ 219، والكامل في التاريخ 9/ 417: «فإمّا مضى» . وفي: خلاصة الذهب المسبوك 264: «فلمّا مضى» . والمثبت يتّفق مع: مختصر التاريخ لابن الكازروني 203.
[4] كذا في الأصل ونهاية الأرب، وخلاصة الذهب. والصواب «رسا» كما في: المنتظم، ومختصر التاريخ، والكامل.
[5] في: الكامل، ونهاية الأرب: «وإمّا» .
[6] في: المنتظم ورد هذا الشطر: «فقد بعثت منه شمس الضحى» .
وفي: الكامل، ومختصر التاريخ، ونهاية الأرب: «فقد بقيت منه شمس الضحى» وفي خلاصة الذهب المسبوك: «فقد عقبت منه شمس الضحى»
[7] في: نهاية الأرب: «فكم» .
[8] في: مختصر التاريخ، وخلاصة الذهب: «من» .
[9] في: المختصر، والخلاصة: «فكم» .
[10] في: المنتظم: «خلال الرجا» . وفي: البداية والنهاية 12/ 32:
«فكم ضحك في محلّ البكا» .

(29/12)


فيا صارما [1] أغمدته يد ... لنا بعدك الصّارمُ المُنْتَضَى
ولمّا حضرناك عند [2] البياع ... عَرفنا بهداك طُرُقَ الهُدَى
فقَابَلْتَنا بوَقَار المَشِيب ... كمالًا وسِنُّك سِنُّ الفتى [3]
وصلّى بالنّاس في دار الخلافة المغرب، ثمّ بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر [4] .
[شغب الأتراك للحصول على رسْم البيعة]
ولم يركب السّلطان للبيعة غضبًا للأتراك وذلك لأنّهم همُّوا بالشَّغب، لأجل رسْمهم على البيعة، فتكلّم تركّيٌّ بما لا يصلُح في حقّ الخليفة، فقتله هاشميّ، فثار الأتراك وقالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يكن فيسلّم إلينا القاتل.
فخرج توقيع الخليفة: لم يجرِ ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حدّ الله.
ثمّ ألحّوا في طلب رسْم البَيْعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلّف مالًا. ثم صولحوا على ثلاثة آلاف دينار. فعَرَضَ الخليفة خانًا بالقطيعة وبستانًا وشيئًا من أنقاض الدُّور [5] على البيع [6] .
[وزراء القائم بأمر الله]
ووَزَرَ له: أبو طالب محمد بن أيّوب [7] ثمّ جماعة منهم: أبو الفتح بن
__________
[1] في: الكامل: «فيا صارم» ، والمثبت يتفق مع بقية المصادر.
[2] هكذا في الأصل: ومختصر التاريخ، وخلاصة الذهب: أما في (المنتظم) : «عقد» (بالقاف) .
[3] الأبيات في: المنتظم 8/ 58، و (الطبعة الجديدة) 15/ 218، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 203، وخلاصة الذهب المسبوك 264، والبداية والنهاية 12/ 32.
وفي: الكامل في التاريخ 9/ 417، 418، ونهاية الأرب 23/ 219، الأبيات الأربعة الأولى فقط.
[4] المنتظم 8/ 58، (15/ 218) ، مرآة الجنان 3/ 41.
[5] المنتظم 8/ 59، (15/ 218) وفيه: «من أنقاض الدار» .
[6] قال ابن العبري: إن الأمراء الأعاجم كانوا متولّين البلاد كلها حتى بغداد عينها، ولم يدعوا للخليفة سوى أرزاقه لا غير، فاضطرّ أن يبيع الفندق والحدائق وبعض أمتعة داره ويؤدّي للأتراك ما طلبوه. (تاريخ الزمان 84) ، العبر 3/ 147، دول الإسلام 1/ 252، مرآة الجنان 3/ 41 شذرات الذهب 3/ 223.
[7] الإنباء في تاريخ الخلفاء 187، المنتظم 5/ 175، معجم الأدباء 5/ 145، مجمع الآداب

(29/13)


دارْست [1] ، وأبو القاسم بن المسلمة [2] ، وأبو نصر بن جُهَيْر [3] .
[قُضاة القائم]
وكان قاضيه: أبو عبد الله بن ماكولا [4] ، ثمّ أبو عبد الله الدّامغاني [5] .
[عناية القائم بالأدب]
وكان للقائم عناية بالأدب [6] .
[الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار]
وفي ثامن عشر ذي الحجّة عملت الشّيعة، «يوم الغدير» ، وعمل بعدهم أهل السُّنَّة الذي يسمونه «يوم الغار» . وهذا هَذَيانٌ وفُشَار [7] .
[سرِقات العيّارين وكبْساتهم]
ثمّ إن العيّارين ألْهبوا النّاسَ بالسَّرِقَة والكبْسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطّّيب [8] وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا.
[امتناع الحجّ العراقي]
ولم يحجّ أحدٌ من العراق لاضطّراب الوقت [9] .
__________
[ () ] للفوطي، رقم 1400، زبدة النصرة 12، مطالع البدور ومنازل السرور 2/ 118، الوافي بالوفيات 2/ 234، البداية والنهاية 12/ 32، الدّرّة المضيّة 329.
[1] المنتظم 8/ 59، (15/ 218) .
[2] المصدر نفسه، وهو: عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن المسلمة. انظر عنه في: الفخري 295.
[3] المصدر نفسه، وهو: محمد بن محمد بن جهير الملقّب بفخر الدولة. انظر عنه في: الفخري 293- 295.
[4] المنتظم 8/ 59، (15/ 218) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء 188، البداية والنهاية 12/ 32.
[5] الإنباء في تاريخ الخلفاء 190، المنتظم 9/ 22- 24، زبدة النصرة للاصفهاني 11، 82، مختصر التاريخ لابن الكازروني 214، البداية والنهاية 12/ 67، 214.
[6] المنتظم 8/ 59، مختصر التاريخ لابن الكازروني 204، خلاصة الذهب المسبوك 265، الدّرة المضيّة 331، وله شعر في «دمية القصر» للباخرزي.
[7] المنتظم 8/ 59، 60 (15/ 219) .
[8] هو: أبو الطّيب ابن كمارويه، كما في: المنتظم 8/ 60، (15/ 219) .
[9] في: المنتظم 8/ 60، (15/ 220) : «ولم يحجّ الناس في هذه السنة من خراسان

(29/14)


[انحلال أمر الخلافة]
وخرجت السُّنَّة ومملكة جلال الدّولة ما بين بغداد وواسط والبَطَائح [1] ، وليس له من ذلك إلا الخطْبة. فأمّا الأموال والأعمال فمُنْقَسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المُقْطَعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظرٍ فيها [2] . والخِلافة مسْتَضْعَفة، والناس بلا رأس [3] . فلله الأمر.
__________
[ () ] والعراق ... » ، البداية والنهاية 12/ 32 وفيه: «ولم يحجّ أحد من أهل المشرق سوى شرذمة خرجوا من الكوفة مع العرب فحجّوا» .
[1] في المنتظم 8/ 60، (15/ 219) : «والبطيحة» .
[2] حتى هنا في: المنتظم 8/ 60، (15/ 219، 220) .
[3] العبر 3/ 147، 148.

(29/15)


سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
[الاستسقاء ببغداد]
في المحرّم خرجوا ببغداد للاستسقاء [1] .
[تعليق المُسُوح في عاشوراء]
وفي عاشوراء عُلِّقت المُسُوح، وناحوا. أقام ذلك العيَّارون [2] .
[ثورة أهل الكَرْخ بالعيّارين]
وفيها ثار أهل الكرخ بالعيَّارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحَهم، وطلبوا من السلطان المعاونة، لأن العيّارين نهبوا تاجرًا فغضب له أهلُ سوقِهِ، فردَّ العيَّارون بعضَ ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفَلْو [3] الواعظ وأخذوا ماله.
وأخذوا في الكبْسات، وانضاف إليهم مُوَلّدَو الأتراك وحاشيتهم [4] .
ثمّ إنّ الغلمان صمّموا على عزل جلال الدّولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بُدَّ أن يروح عنّا إلى واسط [5] .
[إرغام الملك جلال الدولة على النزوح]
ثمّ قطعوا خطبته، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة، وخيّر الباقيات
__________
[1] المنتظم 8/ 62، (15/ 222) ، الكامل في التاريخ 9/ 426، تاريخ الزمان 85، البداية والنهاية 12/ 33، النجوم الزاهرة 3/ 278 (حوادث سنة 424 هـ) .
[2] المنتظم 8/ 62، (15/ 22) ، الدّرة المضيّة 333، البداية والنهاية 12/ 33.
[3] في: المنتظم: ابن الفلواء، وفي: النجوم الزاهرة 4/ 278 «ابن العلواء» . (حوادث سنة 424 هـ) .
[4] النجوم الزاهرة 4/ 278 (حوادث سنة 424 هـ) .
[5] المنتظم 8/ 62، 63، (15/ 222، 223) ، الكامل في التاريخ 9/ 431، المختصر في أخبار البشر 2/ 158، العبر 3/ 151، تاريخ ابن الوردي 1/ 340، مرآة الجنان 3/ 42، البداية والنهاية 12/ 33، تاريخ ابن خلدون 3/ 448، مآثر الإنافة 1/ 336.

(29/16)


في أن يُعْتِقُهُنَّ. وطلب من الغلمان أن يخْفُرُوه، وقال: لا أخرج على غير قاعدة.
وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وتردّدت الرسل إلى الملك بالنُّزُوح، وقال:
ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني.
فقالوا: بل عشرون.
فقال: أريد سفينةً تحملني، ونفقة تُوصِلُني [1] .
فقرّروا بينهم إطلاق ستّين دينارًا نَفَقَة، فالتزم بعض القوّاد منها بثلاثة دنانير [2] ، فلمّا كان اللّيل خرج نفرٌ من غلمانه إلى عُكْبِرا على وجه المخاطرة، فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها [3] .
[تردّد أبي كاليجار في التّجاوب مع الثائرين]
وكَتَب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه مَن ينوب عنه. فلمّا بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يَصْدُقون. فإنْ كانوا مُحِقِّين في طاعتهم فليُظهروا شعارنا ولْيُخرجوا مَن عندهم. ولا أقلّ من أن يسيّروا إليّ منهم خمسمائة غلام لأتوجّه معهم.
[الوزير ابن فنة]
وكان وزيره ابن فنة [4] الّذي وقفَ الكُتُب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلَّد، فيها أربعة آلاف بخطّ ابن مُقْلَة [5] .
[افتقار جلال الدولة]
ثمّ اختلّت المملكة، وقُطِع عن جلال الدّولة المادّة حتّى باع من ثيابه
__________
[1] في: المنتظم 8/ 63، (15/ 224) : «فقال: أريد شفيقا يحملني، ونفقة تتخصصني» ، وفي رواية: «تنهضني» .
[2] في: المنتظم 8/ 64، (15/ 224) «ثلاثة دنانير ونصفا» .
[3] العبر 3/ 151، مرآة الجنان 3/ 42، البداية والنهاية 12/ 33.
[4] في الأصل: «ابن قبة» والتصحيح من: المنتظم 8/ 64، (15/ 224) وهو: «أبو منصور» وفي:
الكامل في التاريخ 9/ 423: «العادل بن مافنّة» .
[5] المنتظم 8/ 64، (15/ 224، 225) ، وفيه: «فيها أربعة آلاف ورقة بخط بني مقلة» .

(29/17)


الملبوسة في الأسواق [1] ، وخَلَت دارُه من حاجب وفرّاش. وقُطع ضرب الطَّبل لانقطاع الطّبّالين [2] .
[تخبُّط الأمر ببغداد]
وتخبّط أمر بغداد، ومدَّ الأتراك أيديهم إلى النَّهْب [3] .
[التشاور في الخطبة لأبي كاليجار]
وتشاور القُوّاد أن يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقّفوا [4] .
[خروج جلال الدولة إلى عُكْبَرا وزواجه]
وخرج جلال الدّولة إلى عُكْبَرا [5] وقَصَد كمال الدّولة أبا سِنان، فاستقبله أبو سِنان وقبّل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسط بينك وبين جُنْدك.
وزوّجه ابنته [6] .
ثمّ جاءه جماعة من الْجُنْد معتذرين، وأُعِيدت خُطبته. وجاءته رُسُل الخليفة وهو يستوحش له [7] .
[سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار]
ثمّ بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوَرْديّ والطُّواشِيّ مبشِّرًا إلى الأهواز إلى أبي كاليجار [8] .
قال الماوردي: قدِمْنا عليه فأنْزَلنا، وحُمِلَت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد فُرِشت دار الإمارة، ووقف الخواصّ على مراتبهم من جانبي سريره. وفي
__________
[1] العبر 3/ 151، البداية والنهاية 12/ 33.
[2] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، وانظر: تاريخ ابن خلدون 3/ 448.
[3] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، الكامل في التاريخ 9/ 423 (حوادث سنة 424 هـ) .
[4] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، الكامل في التاريخ 9/ 423، 431 (حوادث سنة 424 هـ) .
[5] الكامل في التاريخ 9/ 423 (حوادث سنة 424 هـ) ، تاريخ ابن الوردي 1/ 340.
[6] العبر 3/ 151، 152، دول الإسلام 1/ 252.
[7] المنتظم 8/ 64، (15/ 225) ، الكامل في التاريخ 9/ 432 (حوادث سنة 424 هـ) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 158، العبر 3/ 152، تاريخ ابن الوردي 1/ 340، البداية والنهاية 12/ 33، مآثر الإنافة 1/ 336.
[8] المختصر في أخبار البشر 2/ 158، البداية والنهاية 12/ 33.

(29/18)


آخر الصَّفَّين ستّمائة غلام داغريّة بالبِزَّة الحَسَنة الملوَّنة، فخدمنا وسلَّمنا عليه وأوصلْنا الكتاب.
[تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة]
وتردّد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا.
ثمّ جرى القول فيما طلب من اللّقب، واقترح أن يكون اللّقب: «السلطان الأعظم، مالك الأمم» قلنا: هذا لا يمكن لأنّ السّلطان المعظّم الخليفة، وكذلك مالك الأمم.
فعدلوا إلى: «ملك الدولة» .
فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بأَلطافٍ.
وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب.
قلت: الأوْلى أن يُقدَّم. ففعلوا.
[هدايا أبي كاليجار للخليفة]
وحمَّلوا معي ألفَيْ دينار، وثلاثين ألف درهم نَقْرَة، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين منًّا عُود، وعشرة أَمْناء كافور، وألف مثقال عنْبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صينيّ.
[إقطاع وكيل الخدمة]
ووقّع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار من معاملة البصرة. وأن يُسلَّم إليه ثلاثة آلاف قَوْصَرة تمرٍ كلَّ سنة.
[مرتَّب عميد الرؤساء]
وأُفرِد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيّوب بخمسمائة دينار وعشرة آلاف درهم، وعشرة أثواب.
وعُدنا إلى بغداد، فَرُسِم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه

(29/19)


حديث اللّقب، وما سأله الملك. فثقُل عليه، واقتضى وقوف الأمر [1] .
[تأخُّر المطر]
واستمرّ تأخُّر الأمطار، واستسقوا مرَّتين وما سُقوا. وكان الّذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدَبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلِفَ أكثر الثمار [2] .
[كبْسات رئيس العيّارين البرجميّ]
وكبس رئيس العيّارين البُرْجميّ خانًا فأخذ ما فيه، فقوتلَ، فقتل جماعة [3] .
وكان يأخذ كلّ مُصَعِّدٍ ومُنحَدِر. وكبسَ دارًا وأخذ ما فيها وأحرقها.
هذا والعسكر ببغداد [4] .
[منع الخطبة للخليفة]
واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخُّر رسْم البيعة، فلم تُصَلّ الْجُمُعة، ثمّ تُلُطِّف في الأمر في الجمعة الآتية [5] .
[تحليف الملك للخليفة يمينًا]
وفيها حلف الملكُ للخليفةِ يمينًا حضرها المرتضي وقاضي القُضاة، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضي والقاضي، فحلف للملك وهي:
أقسمَ عبد الله أبو جعفر القائم بأمر الله باللَّه الّذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرِك المهلِك، عالم السِّر والعلانية، وحق رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَقٌّ القرآن الكريم، لأُقِيمنَّ لركن الدّين [6] . جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة أبي
__________
[1] المنتظم 8/ 65، 66، (15/ 226) .
[2] المنتظم 8/ 66، (15/ 226) ، الكامل في التاريخ 9/ 426، تاريخ الزمان 85، الدرّة المضيّة 333، البداية والنهاية 12/ 33، النجوم الزاهرة 4/ 277، وانظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 438 (حوادث سنة 424 هـ) .
[3] العبر 3/ 152، دول الإسلام 1/ 252، الدّرة المضيّة 333.
[4] المنتظم 8/ 66، (15/ 226) .
[5] المنتظم 8/ 66، (15/ 226) ، البداية والنهاية 12/ 34.
[6] في: المنتظم 8/ 66، (15/ 227) : «الركن الدولة» .

(29/20)


نصر على إخلاص النّيّة والصّفاء بما يُصْلِح حاله، ويحفظ عليه مكانه، ولأكوننَّ له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رُتْبَته. له بذلك عليَّ عهدُ الله وميثَاقُه، وما أخذ على ملائكته المُقرَّبين، وأنبيائه المرسَلين، والله يشهد عليَّ. وهذه اليمين منّي والنّيّة فيها بنيّة جلال الدّولة [1] .
[انقضاض كوكب]
وفي جُمَادى الأولى عند تصويب الشّمس للغروب انقضّ كوكب كبير كثير الضّوء [2] .
[ازدياد شرّ العيّارين]
وزاد شرُّ العيّارين حتّى ولي ابن النّسويّ فردعهم وانكفؤا [3] .
[هياج ريح عظيمة]
وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيّام احتجبت منها السّماء والشّمس، ورمت تُرابًا أحمر، ورملًا [4] .
[الغلاء وتلف الغلات]
وغَلَت الأسعار، وتَلِفت غلات الموصل، ولم تردّ البِذار، وكذلك الأهواز وواسط [5] .
[أكل الأولاد في الإحساء]
ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأنّ الأقوات عدمت.
__________
[1] راجع نصّ اليمين في: المنتظم 8/ 66، (15/ 227) ففيه بعض الزيادات الطفيفة، والخبر باختصار في: البداية والنهاية 12/ 34.
[2] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) .
[3] المنتظم 8/ 66، 67، (15/ 227) .
[4] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) ، تاريخ الزمان 85.
[5] المنتظم 8/ 76، (15/ 227) ، وانظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 438 (حوادث سنة 424 هـ) ، والكامل في التاريخ 9/ 426 (حوادث سنة 424 هـ) ، وتاريخ الزمان 85، والدرّة المضيّة 333، والبداية والنهاية 12/ 34.

(29/21)


واضطّرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثمّ أولادهم، حتّى كان الواحد يعاوض بولده ولدَ غيره لئلا تدركه رِقّة إذا ذبحه [1] .
[انقضاض كوكب آخر]
وفي شوّال انقضّ ليلة الإثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل التّرس، ولم يزل يقلّ حتّى اضمحلّ [2] .
[سُكْر جلال الدّولة]
وفي شوّال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سُميريه متنكّرًا إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعِد إلى بستان، ورمى بعض معيناته القصب، ودخل منه، وجلس تحت شجرة، واستدعى نبيذًا يشربه، وزمّر الزَّامر. فعرف الخليفة ذلك، فشُق عليه وأزعجه. ثمّ خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو منصور بن بكران، فحدّثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سُرَّ الخليفة بقُرب مولانا وانبساطه، وأمّا النّبيذ والزّمْر فلا ينبغي.
فلم يقبل ولا امتنع وقال: قُلْ لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأريد أن أتسلَّمه.
وأخذوا يدارونه حتّى نزل في زَبْزَبه، وأُصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.
[تهديد الخليفة بالانتقال]
فلمّا كان من غدٍ استدعى الخليفة المختصّ أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنّا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنّه أمرٌ زاد عن الحدّ وتناهى في القُبْح واحتملناه. وكان الأوْلَى لجلال الدّولة أن يتنزّه عن فِعْله وينزّهنا عن مثله. في كلام طويل. فإن سلك معنا الطّريقة المُثْلى، وإلا فارقْنا هذا البلد ودَبَّرنا أمرنا.
فقبّلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك في زبزبه، وأُشْعِر الخليفة بحضوره للاعتذار، فنزل إليه عميد الرّؤساء وخدم، وقال: تذكّر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر.
__________
[1] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) ، تاريخ الزمان 85.
[2] المنتظم 8/ 67، (15/ 227) وفيه: «لم يزل يتقلّب» .

(29/22)


ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصَّوْلجان [1] .
[امتناع الحجّ من العِرَاقِ]
ولم يحجّ ركْب العراق لفساد الطريق [2] .
[ورود كسوة الكعبة]
وورد من مصر كِسْوة الكعبة، وأموال للصدقة [وصِلات] لأمير مكة [3] .
[الوباء الْعَظِيمِ]
وورد الخبر بوباءٍ عظيم بالهند، وغَزْنَة، وأصبهان، وجُرْجان، والّريّ، [ونواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد] على مجاري العادة.
وخرج من أصبهان فيه أربعون ألف جنازة [4] .
[ومات في المو] صل بالجدريّ أربعة آلاف صبي [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 67، 68، (15/ 228، 229) ، البداية والنهاية 12/ 34 باختصار شديد.
[2] في: المنتظم 8/ 69، (15/ 229) : «وصحّ عند الناس عدم المياه في طريق مكة والعلوفة فتأخّروا. وحجّ الناس من الأمصار إلّا من بغداد وخراسان» ، الكامل في التاريخ 9/ 427، البداية والنهاية 12/ 34، النجوم الزاهرة 4/ 276.
[3] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) ، والإضافة منه، النجوم الزاهرة 4/ 276.
[4] المنتظم 8/ 69، (15/ 229) ، والإضافة منه، النجوم الزاهرة 4/ 277.
[5] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) ، والإضافة منه، ففي الأصل بياض. وجاء في (المنتظم) : «وكان ببغداد من ذلك طرف قويّ، ومات من الصبيان والرجال والنساء بالجدريّ ما زاد على حدّ الإحصاء، حتى لم تخل دار من مصاب، واستمر هذا الجدري في حزيران وتموز وآب وأيلول وتشرين الأول والثاني، وكان في الصيف أكثر منه في الخريف» .
وقال ابن الأثير في (الكامل 9/ 426) : «وفيها كان بالبلاء غلاء شديد، واستسقى الناس فلم يسقوا، وتبعه وباء عظيم، وكان عامّا في جميع البلاد بالعراق، والموصل، والشام، وبلد الجبل، وخراسان، وغزنة، والهند، وغير ذلك. وكثر الموت، فدفن في أصبهان في عدّة أيام، أربعون ألف ميّت، وكثر الجدري في الناس، فأحصى بالموصل أنه مات به أربعة آلاف صبيّ، ولم تخل دار من مصيبة لعموم المصائب، وكثرة الموت» .
وقال ابن العبري في (تاريخ الزمان 85) :
«وفي تلك السنة جمدت المياه في بغداد، وثار رمل أحمر وهبط كالمطر وأتلف الأشجار ولم تثمر ثمرا. وحدث غلاء فظيع في البريّة حتى أكل المعديّون جمالهم وخيلهم وأولادهم. وكان كل رجل يبدّل ولده بولد جاره ويذبحه لئلا يتأثّر. وما عدا الغلاء فقد ضايق الناس العطش

(29/23)


[خروج المملكة من جلال الدولة]
وخرجت السّنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الاسم [1] .
[خُلُوّ الوزارة]
وأمّا الوزارة فخالية عن آمرٍ فيها [2] .
[انتهاب ابن سبكتكين لإصبهان]
وجاء إلى أصبهان مسعود بن محمود بن سُبُكتكِين فنهب البلد وقتل عالمًا لا يحصى [3] .
__________
[ () ] بسبب قلّة المطر. فقصدوا الأنهر القريبة من المدن والقرى وأقاموا هناك. وحدث طاعون في الهند وفي العجم كلها حتى شيّعوا في أصبهان مدّة أسبوع واحد أربعين ألف نعش. ولم يبق بيت من بغداد دون حداد. ومات في الموصل بداء الجرب أربعة آلاف صبيّ» .
وقال الدواداريّ في (الدّرة المضيّة 33) :
«وكانت سنة شديدة على الناس من الغلاء والقحط» .
[1] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) .
[2] المنتظم 8/ 69، (15/ 230) .
[3] المنتظم 8/ 69، 70، (15/ 230) ، الكامل في التاريخ 9/ 424، 425، العبر 3/ 152، دول الإسلام 1/ 253، مرآة الجنان 3/ 42، البداية والنهاية 12/ 34، النجوم الزاهرة 4/ 277، شذرات الذهب 3/ 226.

(29/24)


سنة أربع وعشرين وأربعمائة
[معافاة الخليفة من الجدري]
فيها هُنِّي الخليفة بالعافية من جُدَري أصابه، وكتم ذلك إلى أن عُوفي [1] .
[كبْسة البرجميّ]
وكبس البرجميُّ دربًا وأخذ أموالًا. وتفاوض الناسُ أنَّ جماعةً من الْجُنْد خرجوا إليه وواكلوه، فخاف الناس ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة. وواصلوا المبيت في الأسواق والدُّروب، فقُتِل صاحب الشُّرطة بباب الأزج، واتصلت العَمْلات [2] .
وأُخِذ من دار تاجر ما [قيمته] [3] عشرة آلاف دينار. وبقي الناس لا يتجاسرون على تسميته إلا أن يقولوا القائد أبو عليّ [4] .
وشاع عنه أنّه لا يتعرض لامرأة، ولا يمكِّن أحدًا من أخذ شيء عليها أو معها [5] . فخرج جماعة من القُوّاد والجند، وطلبوه لمّا تعاظَمَ خطره وزاد بلاؤه.
فنزلوا الأَجَمَة التي يأوي إليها، وهي أجَمَة ذات قصب كثير تمتدّ خمسة فراسخ، وفي وسطها تلّ اتّخذه معقلًا، ووقفوا على طُرُقها. فخرج البُرْجميّ وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إليّ وأنا كلّ ليلة عندكم، فإن شئتم أن ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم أن تدخلوا فافعلوا [6] .
__________
[1] المنتظم 8/ 71، (15/ 233) .
[2] دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 35، شذرات الذهب 3/ 226.
[3] في الأصل اضطراب: «وأخذ من دار ياجر ما عشرة» ، والتصحيح من: المنتظم.
[4] العبر 3/ 153، دول الإسلام 1/ 253، مرآة الجنان 3/ 43، 44، شذرات الذهب 3/ 226، 227.
[5] البداية والنهاية 12/ 35.
[6] العبر 3/ 153، دول الإسلام 1/ 253.

(29/25)


ثم زادت العَمْلات والكبْسات، ووقع القتال في القلايين وفي القنطرتين، وأُحرقت أماكن وأسواق ومساجد [1] ، ونُهب درب عَوْن وقُلعت أبوابه، ودَرْب القراطيس، وغير ذلك [2] .
[إخراج السلطان ورجمه]
ثمّ ثارت الجند ووقعوا في السّلطلان، وأنهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه أن ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سُمَيْريّة وابتلّت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسَه [3] فرَكبها. وواجهوه بالشَّتم، ثم أنزلوه فوقف على العَتَبة طويلًا، ثمّ أُدخل المسجد.
ثمّ تآمروا على نقله إلى دار المهلّبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلامًا وحاشية الدَّار والعوّام ومن [تا] [4] ب من العيَّارين وهجموا على الأتراك فتفرَّقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان [5] .
ثمّ عبرَ في آخر الليل إلى الكَرْخ فتلقّاه أهلُها بالدّعاء، فنزل في الدَّار التي للشّريف المرتضى [6] .
[مكاتبة الأتراك للملك جلال الدّولة]
ثمّ اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكَرْخ ليأخذوا الملك. ثمّ وقع بينهم الخُلْف وقالوا: ما بقي من بني بُويه إلّا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد سلَّم الأمر إليه ومضى إلى فارس.
ثمّ كتبوا إليه رُقْعة [7] : نحن عبيدك وقد ملَّكْناك أمورنا مِن الآن، وقد تعدَّينا عليك، ولكنْ نكلّمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثرا، ولك
__________
[1] العبر 3/ 153، 154، مرآة الجنان 3/ 44.
[2] المنتظم 8/ 72، (15/ 233، 234) .
[3] في (العبر 3/ 154) : «وأركبوه فرسا ضعيفة» ، وفي (دول الإسلام 1/ 253) : «أركبوه إكديشا» .
[4] في الأصل بياض، والإضافة من: المنتظم 8/ 73 (15/ 235) .
[5] العبر 3/ 154، دول الإسلام 1/ 253، مرآة الجنان 3/ 44.
[6] العبر 3/ 154، دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 35.
[7] في «العبر 3/ 154) : «ورقة» ، ومثله في: مرآة الجنان 3/ 44.

(29/26)


ممالك كثيرة فيجوز أن تطرح ذلك مدّة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادّة، والصواب أن لا تخالفنا.
وأنفَذوا الرُّقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم، وما يحصل لنا نصرفه إليكم.
فلمّا وصل القول نَفَروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة.
ثمّ حلّفوه على صلاح النِّيَّة. وبعد ذلك دخلوا وقبَّلوا الأرضَ بين يديه، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصَّفْح. وركب معهم إلى دار المملكة [1] .
[زيادة العَمْلات والكبْسات]
ثمّ زاد أمر العَمْلات والكبْسات. وتعدَّوا إلى الجانب الشَّرقيّ فأفسدوا.
ووقع القتال. وحمل العيَّارون السِّلاح، وكُثر الهرج [2] .
[منع الخطبة في جامع الرصافة]
ثم ثار العوّام إلى جامع الرّصافة ببغداد فمُنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق [3] ، وقالوا: إن خطبت للبرجميّ، وإلّا فلا تخطب لخليفة ولا لملك [4] .
[ولاية أبي الغنائم المعونة]
ثم أُقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وفتك، فوقعت الرَّهْبة [5] .
ثم إنّ بعض القُوّاد أخذ أربعةً من أصحاب البرجميّ فاعتقلهم، فاحتدّ البرجميّ وأخذ أربعةً من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق
__________
[1] المنتظم 8/ 73- 75، (15/ 235، 236) ، الكامل في التاريخ 9/ 431، 432، مرآة الجنان 3/ 44، البداية والنهاية 12/ 35.
[2] المنتظم 8/ 75، (15/ 236، 237) ، الكامل في التاريخ 9/ 432، البداية والنهاية 12/ 35، النجوم الزاهرة 4/ 278.
[3] هكذا في الأصل، والعبر 3/ 154، أما في (المنتظم 8/ 75) : «ابن العريف» .
[4] المنتظم 8/ 75، (15/ 237) ، العبر 3/ 154.
[5] المنتظم 8/ 75، (15/ 237) .

(29/27)


عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذتُ أربعةً من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له. [1] وممّا يشاكل هذا الوهْن أنّ بعض أعيان الأتراك أراد أن يطهّر ولده، فأهدى إلى البرجميّ حُمْلانًا وفاكهةً وشرابًا، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي.
يُداريه بذلك [2] .
[امتناع العراقيّين والمصريّين عن الحجِّ]
ولم يحجّ العراقيّون ولا المصريّون أيضًا خوفًا مِن البادية [3] .
[الغدر بحجّاج البصرة]
وحجّ أهل البصرة مَعَ مَن يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم [4] ، فالأمر للَّه.
__________
[1] المنتظم 8/ 75، 76، (15/ 237) .
[2] المنتظم 8/ 76، (15/ 237) .
[3] وفي: الكامل 9/ 432: «وفيها تأخّر الحاجّ من خراسان» ، وفي: (البداية والنهاية 12/ 35) :
«ولم يحج أحد من أهل العراق وخراسان لفساد البلاد» .
[4] المنتظم 8/ 76، (15/ 237) ، الكامل في التاريخ 9/ 432.

(29/28)


سنة خمس وعشرين وأربعمائة
[مواصلة العيّارين لعملاتهم]
كان العيّارون مواصلين للعَمْلات باللّيل والنّهار، ومضى البرجميّ إلى العامل الذي على الماصر الأعلى، فقرّر معه أن يعطيه كلَّ شهر [عشرة] دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدّة عَمْلات كِبار.
هذا والناس يبيتون في الأسواق.
ثم جدّ السّلطان والخليفة في طلب العيّارين [1] .
[هبوب ريح بنصيبين]
وورد كتاب من نصيبين أنّ ريحًا سوداء هبّت فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة [2] .
وأنّ البحر جَزَرَ في تلك النّاحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السّمك والصَّدَف، فردّ البحر ففرّق بعضهم [3] .
[الزلازل بفلسطين]
وكان بالرّملة زلازل خرج النّاس منها إلى البرِّ، فأقاموا ثمانية أشهر.
وهدمتِ الزلازل ثُلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بُنْيانها، وهلك ثلاثمائة نفس. وخسِف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزّة [4]
__________
[1] المنتظم 8/ 77، (15/ 239) .
[2] المنتظم 8/ 77، (15/ 239) ، الكامل في التاريخ 9/ 439، تاريخ الزمان 85، البداية والنهاية 12/ 36، النجوم الزاهرة 4/ 279، شذرات الذهب 3/ 228.
[3] المنتظم 8/ 77 (15/ 239) ، تاريخ الزمان 85، البداية والنهاية 12/ 36، النجوم الزاهرة 4/ 279، شذرات الذهب 3/ 228.
[4] تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 439 وفيه: «وسقط منها نصف أبنية مدينة الرملة وعدّة مواضع

(29/29)


[الخانوق ببغداد والموصل]
وكُثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره في النّساء [1] .
[الوباء بفارس]
واتّصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتّى كانت الدُّور تُسَدّ على أصحابها [2] .
[إسقاط ضريبة الملح]
وفيها أُسقِط ما كان على الملح من الضّريبة، وكان ارتفاعه في السّنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدّينَوَري الزّاهد [3] .
[الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة]
ثمّ عاد العيّارون وانتشروا واتّصلت الفتنة بأهل الكَرْخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانتشرت العرب ببادرايا [4]
__________
[ () ] نابلس، وقرى قريبة منها، وسقطت قطعة من جامع بيت المقدس، وديارة وكنائس في عملها، وسقط أيضا أبنية في مدينة عكا، ومات فيها جماعة، وغاب ماء البحر من ميناها ساعة، ثم رجع إلى حاله» .
وفي (تاريخ الزمان لابن العبري ص 85) :
«وحدثت زلزلة في مصر وفلسطين، وانهزم الناس من بيوتهم، وظلّوا تحت الفضاء ثمانية أيام.
وهبط نصف بلد بالس، وابتلعت الأرض عدّة قرى في سورية مع أهاليها، وهدمت أساسات كنيسة أورشليم، ومئذنة العرب في عسقلان، ورأس مئذنة غزّة، ونصف عكا، وجزر البحر نحو ثلاثة فراسخ، ودخل الناس ليلتقطوا السمك والحلزون، فرجعت المياه وابتلعت بعضهم» .
وانظر خبر الزلازل في:
تاريخ حلب للعظيميّ 331، والكامل في التاريخ 9/ 438، والدرّة المضيّة 337، والبداية والنهاية 12/ 36، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 181، والنجوم الزاهرة 4/ 279، وكشف الصلصلة عن وصف الزلزلة للسيوطي 177، وشذرات الذهب 3/ 228.
[1] المنتظم 8/ 77، (15/ 240) ، الكامل في التاريخ 9/ 439، تاريخ الزمان 86، البداية والنهاية 12/ 36.
[2] المنتظم 8/ 77، (15/ 240) ، النجوم الزاهرة 4/ 281 وفيه: «وقع الطاعون بشيراز، فكانت الأبواب تسدّ على الموتى، ثم انتقل إلى واسط وبغداد والبصرة والأهواز وغيرها» .
[3] المنتظم 8/ 77، (15/ 240) .
[4] هكذا في الأصل، وهي: بادرايا: ياء بين الألفين، طسّوج بالنهروان، وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط. (معجم البلدان 1/ 316) .

(29/30)


وقطربُّل [1] ، ونهبوا النّواحي، وقطعوا السُّبُل. ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر [2] .
[شغب الْجُنْد] وعاد الْجُند إلى الشَّغب، وقَوِيَت أيديهم على خاصّ السّلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضَّرْب [3] .
[غَرَقُ البرجميّ]
وفي رمضان غرِّق البرجميّ بفم الدُّجَيلْ، أخذه معتمد الدّولة فغرَّقَه [4] ، فبذل له مالًا كثيرًا على أن يتركه، فلم يقبل [5] .
[مقتل أخي البرجمي]
ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخًا له من سوق يحيى، وخرج فتُبع وقُتل [6] .
[قبول العيّارين بالخروج من بغداد]
وفي شوّال رُوسل المرتضى بإحضار العيّارين إلى داره، وأن يقول لهم:
__________
[ () ] والموجود في: المنتظم 8/ 78 (15/ 240) : «بادرويا» ، وهو غلط. وفي (معجم البلدان 1/ 317) : «بادوريا» : بالواو، والراء، وياء، وألف، طسوج من كورة الأستان بالجانب الغربي بن بغداد، وهو اليوم محسوب من كورة نهر عيسى بن علي، منها النّحّاسيّة والحارثية ونهر أرما، وفي طرفه بني بعض بغداد، منه: القريّة، النّجمى، والرّقّة، قالوا: كل ما كان من شرقيّ السّراة فهو بادوريا، وما كان من غربيّها فهو «قطربُّل» .
[1] قطربُّل: بالضمّ، ثم السكون، ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام، وقد روي بفتح أوله وطائه. وأما الباء فمشدّة: مضمومة في الروايتين. وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر. وقيل: هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقيّ الصّراة فهو بادوريا، وما كان من غربيّها فهو قطربُّل. (معجم البلدان 4/ 371) .
[2] المنتظم 8/ 78، (15/ 240، 241) .
[3] المنتظم 8/ 78، (15/ 241) ، اتعاظ الحنفا 2/ 181.
[4] في الأصل والمنتظم: «فعرفه» ، والتصحيح من: الكامل في التاريخ 9/ 438 و «معتمد الدولة» هو: «قرواش» .
[5] المنتظم 8/ 79، (15/ 241) ، الكامل في التاريخ 9/ 438، 439، العبر 3/ 156، دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 36.
[6] المنتظم 8/ 79، (15/ 241) ، البداية والنهاية 12/ 36.

(29/31)


مَن أراد منكم التوبة قُبِلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استُخْدِم مع صاحب المعونة [1] ، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمنًا على نفسه ثلاثة أيّام.
فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدّد الفساد والاستيفاء [2] .
[انقضاض شهاب]
وفي ذي القعدة انقضّ شهابٌ كبير مُهَوِّل، ثم بعد جمعة انقض شهابٌ ملأ ضوؤه الأرض، وغلب على ضوء المشاغل، وروّع مَن رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتّى قيل انفرجت السّماء لَعِظَمِ ما شوهد منه [3] .
[الفَنَاء ببغداد]
وفي ذي الحجّة وقع الفناء ببغداد، فذُكِر أنّه مات فيها سبعون ألفا [4] .
__________
[1] في المنتظم 8/ 79 (15/ 241) : «صاحب البلد» .
[2] في المنتظم 8/ 79 (15/ 241، 242) : «وتجدّد الاستقفاء والفساد» .
[3] المنتظم 8/ 79 (15/ 242) ، الكامل في التاريخ 4399، تاريخ الزمان 85، 86.
[4] المنتظم 8/ 79 (15/ 242) ، الكامل في التاريخ 9/ 439، تاريخ الزمان 86 وفيه أخبار نكبات أخرى، «وهبّت بعد سنة رياح قويّة في بحر فارس أغرقت أكثر من خمسين سفينة وأهلكت أكثر من ألف وخمسمائة إنسان. وفاض البحر والأنهار وتفجّرت ميازيب السماء، واجتاحت المياه كثيرا من القرى. قيل: إن بعض الناس أفلتوا من الغرق بدفوف السفن وألواحها وما كادوا يصلون إلى البرّ حتى دهمهم الغمر وردّهم ثانية إلى البحر وأغرقهم» ، العبر 3/ 156، دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 36.

(29/32)


سنة ستّ وعشرين وأربعمائة
[مقاتلة أبي الغنائم للعيّارين]
تجدّد في المحرّم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربيّ، فعاثوا ونهبوا [1] .
ثمّ ظهر قومٌ من العيّارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولّي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم.
وتتابعت العَمْلات، فنهض أبو الغنائم ومَسَك وقتل. ثم عاد الفساد والعيّارون يكمنون في دُور الأتراك، ويخرجون ليلًا [2] .
وكتب العيّارون رقاعًا يقولون فيها: إنْ صُرِف أبو الغنائم عنّا حفظْنا البلد، وإن لم يُصرف ما نترك الفساد [3] .
[نهْب ثمر الخليفة]
وكبسَ غلامٌ قراحًا للخليفة ونهبَ من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضَعْف الهيبة.
فزاد حنق الخليفة، فأمر القُضاة بالامتناع من الحكم، والفُقَهاء من الفتوى، والخُطَباء من القعود. وعمل على غلْق الجوامع، فحمل الغلام ورسم عليه ثمّ أطلق [4] .
__________
[1] البداية والنهاية 12/ 37.
[2] الكامل 9/ 440، المختصر في أخبار البشر 2/ 159، مآثر الإنافة 1/ 336، النجوم الزاهرة 4/ 281.
[3] المنتظم 8/ 82 (15/ 245) .
[4] المنتظم 8/ 82 (15/ 245، 246) ، الكامل 9/ 440.

(29/33)


[خُذلان الترك والسلطان]
وزادت الِفَتن، وكثُر القتل، ومُنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطّاق والرّصافة. وخُذل الأتراك والسّلطان في هذه الأمور حتّى لو حاولوا دفعَ فسادٍ لزاد، وتملّك العيّارون البلد [1] .
[فتح بلاد بالهند وجُرجَان وطبرستان]
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتحٍ فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفًا، وسبى سبعين ألفًا، وغنِم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغُزّ بلاده، فأوقع بهم، وفتح جُرجان وطَبَرِستان [2] .
[الجهر بالمعاصي]
واشتدّ البلاء بالعيّارين، وتجهرموا [3] بالإفطار في رمضان [4] ، وشُرْب الخمور، والزّنا. وعاد القتال بين أهلِ المحَالّ. وكثُرت العَمْلات، واتّسع الخَرْق على الرّاقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر: فما التفتوا له، وتحيّر النّاس، وعظُم الخَطْب [5] .
وهاجت العرب، وقطعوا الطُّرُق [6] .
[وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم] وعلمت الرّومُ بوهْن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها،
__________
[1] المنتظم 8/ 82 (15/ 246) ، العبر 3/ 159، دول الإسلام 1/ 254، تاريخ ابن الوردي 1/ 341، مرآة الجنان 3/ 45، مآثر الإنافة 1/ 336.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 332، المنتظم 8/ 83 (15/ 246) ، الكامل في التاريخ 9/ 442، العبر 3/ 159، دول الإسلام 1/ 254، مرآة الجنان 3/ 45، البداية والنهاية 12/ 37، النجوم الزاهرة 4/ 281.
[3] هكذا في الأصل. وفي: المنتظم: «وكاشفوا» .
[4] النجوم الزاهرة 4/ 281.
[5] المنتظم 8/ 83 (15/ 246) ، البداية والنهاية 12/ 37، شذرات الذهب 3/ 229، 230.
[6] المختصر في أخبار البشر 2/ 159، تاريخ ابن الوردي 1/ 341.

(29/34)


فالتقاهم شبل الدّولة ابن مِرْداس فهزمهم [1]
[انتهاب الكوفة]
ونَهَبت عربُ خَفَاجة الكوفة [2] ، فلا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 444، المختصر في أخبار البشر 2/ 159، تاريخ ابن الوردي 1/ 341.
[2] في (المنتظم 8/ 83 15/ 246) : «ووثب أبو الحسن بن أبي البركات بن ثمال الخفاجي على عمّه فقتله، وأقام بإمارة بني خفاجة» والخبر في: الكامل 9/ 44، والمختصر في أخبار البشر 2/ 159، وتاريخ ابن الوردي 1/ 342.

(29/35)


سنة سبع وعشرين وأربعمائة
[ثورة الهاشميّين على ابن النّسويّ]
في المحرّم كبَس العيّارون دارًا فأخذوا ما فيها [1] .
وردّ أبو محمد بن النَّسويّ لكشف العمْلَة، فأخذ هَاشميًّا فقتله، فثار أهل النّاحية ورفعوا المصاحف على القَصَب، ومَضَوا إلى دار الخلافة، وجرى خَطْبٌ طويل [2] .
[إحراق دار ابن النّسويّ]
وفي ربيع الآخر دخل العيّارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النّسويّ [3] ، وفتحوا خانًا وأخذوا ما فيه، وخرجوا بالكارات على رءوسهم، والنّاسُ ينظرون [4] .
[شغب الْجُنْد على جلال الدولة]
وشغب الْجُند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإيّاك، فاخرج فإنّه أَوْلَى بك.
قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصوّرة؟ أمهِلوني ثلاثة أيام حتّى آخذ حُرِمي وولدي وأمضي.
فقالوا: لا تفعل.
ورَمَوْه بآجِرَّةٍ، فتلقّاها بيده، وأُخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية
__________
[1] البداية والنهاية 12/ 39.
[2] المنتظم 8/ 88 (15/ 253) .
[3] في الأصل: «السنوي» وهو غلط.
[4] المنتظم 8/ 88 (15/ 253) ، العبر 3/ 161، مرآة الجنان 3/ 45.

(29/36)


والعامّة. وكان عنده المرتضى، والزَّيْنبيّ، والماوَرْديّ، فاستشارهم في العبور إلى الكرْخ كما فعل تلك المرَّة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا. وحوّل الغلمان خيامهم إلى حول الدّار وأحاطوا بها.
وبات النّاس على أصعب خطّة، فخرج الملك في نصف اللّيل إلى زُقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سُمَيْريّة فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حُرَمه إلى دار الخلافة. ونَهب الأجناد دار الملك حتّى الأبواب وساجَها. وراسلوا الخليفة أن تُقطع خطبة. جلال الدّولة، فقيل لهم: سننظر.
وخرج الملك إلى أَوَانا [1] ، ثمّ إلى كرْخ سامرّاء. ثمّ خرجوا إليه واعتذروا، ومشي الحال [2] .
[الظُّلمة ببغداد]
وفي جُمَادى الآخرة وردت ظُلْمة طبّقت البلد، حتّى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتّى لو تأخَّّر انكشافها لهلكوا [3] .
[انقضاض كوكب]
وفي رجب ضَحْوَة نهارٍ انقضّ كوكبٌ غلب ضوؤه ضوء الشّمس، وشوهد في آخره شيء مثل التِّنين بلون الدُّخان. وبقي نحو ساعةٍ [4] . فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق.
__________
[1] أوانا: بالفتح، والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر، نزهة. من نواحي دجيل بغداد، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت، وكثيرا ما يذكرها الشعراء الخلعاء في أشعارهم.
(معجم البلدان 1/ 274) .
[2] المنتظم 8/ 9 (15/ 254) ، الكامل في التاريخ 9/ 446، العبر 3/ 161، مرآة الجنان 3/ 45، تاريخ ابن خلدون 3/ 448.
[3] المنتظم 8/ 9 (15/ 254) ، الكامل في التاريخ 9/ 451، تاريخ الخميس 2/ 399.
[4] المنتظم 8/ 90 (15/ 255) ، الكامل في التاريخ 9/ 451، تاريخ الخميس 2/ 399.

(29/37)


سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
[تقلّد الزّينبيّ نقابة العبّاسيّين]
فيها قلّة أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزَّيْنبيّ نقابة العبّاسيّين، وعُزِل أبوه [1] .
[شغب الْجُنْد على جلال الدّولة مجدّدًا]
ثمّ عاد شَغَبُ الْجُنْد على جلال الدّولة المعثّر [2] ، وآل الأمرُ إلى أن قطعوا خطْبته وخطبوا للملك أبي كاليجار، ثمَّ عادوا وخطبوا لهما. ثمّ صلُحَت حال جلال الدّولة، وحلف الخليفة القائم له [3] .
[القبض على ابن ماكولا]
وقبض على الوزير ابن ماكولا [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، البداية والنهاية 12/ 40، النجوم الزاهرة 5/ 24، وانظر عنه في الأنساب 6/ 346.
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن قوله: «وعزل أبوه» يفهم منه أن أباه كان لا يزال حيّا إلى هذه السنة، وهذا لا يتفق مع ما ذكره في تراجم وفيات هذه الطبقة حيث أدرج أباه «محمد بن علي الزينبيّ» في المتوفين سنة 426 هـ. انظر ما يلي من التراجم، رقم (209) .
والعبارة الصحيحة هي التي وردت عند ابن الجوزي في «المنتظم» حيث قال: «إن الخليفة خلع على أبي تمام محمد بن محمد بن علي الزينبي وقلّده ما كان إلى أبيه أبي الحسن من نقابة العباسيين والصلاة» . (8/ 91) .
[2] وفي (دول الإسلام 1/ 254) : «المعتز وهو وهم» .
[3] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، الكامل في التاريخ 9/ 453، العبر 3/ 163، 164، دول الإسلام 1/ 254، البداية والنهاية 12/ 40.
[4] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) .

(29/38)


[وزارة أبي المعالي]
ووزر أبو المعالي بن عبد الرّحيم [1] .
[مطر فيه سمك بفم الصِّلْح]
وفيها ورد كتاب من فم الصِّلح فيه: إنَّ قومًا من أهلِ الجبل ورَدوا فحكوا أنهم مُطِروا مطرًا كثيرًا في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رِطْلًا وَرِطْلَين [2] ، يعني بالعراقيّ.
[ثورة العيارين بالشرطة]
وفيها ثار العيّارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجّالة الشّرطة، وانبسطوا انبساطا زائدا [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، البداية والنهاية 12/ 40.
[2] المنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، البداية والنهاية 12/ 40.
[3] المنتظم 8/ 91 (15/ 256، 257) ، العبر 3/ 164، البداية والنهاية 12/ 40.

(29/39)


سنة تسع وعشرين وأربعمائة
[هلاك جماعة تحت الرّدم]
في ليلة الميلادة أوقدوا النّيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلةٌ في سطْحٍ كبير بعُكَبْرا، فوقع بهم، فهلك تحت الرَّدْم ثلاثةٌ وأربعون نفسًا [1] .
[إلزام أهل الذّمة باللّباس]
وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النَّصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغيار والزم أهل الذّمّة به، فامتثلوا [2] .
[تلقيب جلال الدّولة بشاهنشاه]
وفي رمضان استقرّ أن يزاد في ألقاب جلال الدولة: «شاهنشاه الأعظم ملك الملوك» . وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفَر العامّة ورموا الخُطَباء بالآجُرّ، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفُقَهاء في ذلك.
[كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه]
فكتب الصّيمُريّ: أنّ هذه الأسماء يُعتبر فيها القصْد والنّيّة [3] .
وكتب الطّبريّ أبو الطَّيّب: إنّ إطلاق «ملك الملوك» جائز، يكون معناه:
«ملك ملوك الأرض» . وإذا جاز أن يقال: قاضي القُضاة، وكافي الكُفاة، جاز أن يُقال ملك الملوك [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 96 (15/ 263) .
[2] المنتظم 8/ 96، 97 (15/ 264) ، البداية والنهاية 12/ 43.
[3] انظر بقيّة قوله في: المنتظم 8/ 97 (15/ 264، 265) ، والبداية والنهاية 12/ 43.
[4] انظر بقيّة قوله في: المنتظم 8/ 97 (15/ 265) ، والبداية والنهاية 12/ 43.

(29/40)


وكتب التَّميميّ نحو ذلك.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمْدانيّ [1] أن الماورديّ منع من جواز ذلك، وكان مختصًّا بجلال الدّولة، فلمّا امتنع عن الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمض على وجلٍ شديد، فلمّا دخل قال الملك: أنا أتحقق أنّك لو حابيت أحدًا لَحَابَيْتني لِما بيني وبينك، وما حملكَ إلّا الدِّين فزاد بذلك محلك في قلبي [2] .
قال ابن الجوزيّ [3] : والّذي ذكره الأكثرون هو القياس، وإذا قصَد به ملوك الدُّنيا. إلّا أنّي لا أرى إلّا ما رآه الماورديّ، لأنّه قد صحّ في الحديث ما يدلُّ على المنع، ولكنّهم عن النَّقْل بمعْزلٍ.
ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ مِنَ «الْمُسْنَدِ» [4] عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ» .
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ [5] : سَأَلْتُ أبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ أَخْنَعَ فَقَالَ: أَوْضَعُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [6] .
ثُمَّ سَاقَ مِنَ «الْمُسْنَدِ» مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْمُلُوكِ. لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى [7] . قلتُ: وهي بالعجمي شاهان شاه.
__________
[1] هو صاحب كتاب: «عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر» . انظر: بغية الطلب- تراجم السلاجقة 91) .
[2] انظر بقيّة قوله في: المنتظم 8/ 97، 98 (15/ 265) ، والكامل في التاريخ 9/ 459، 460، والبداية والنهاية 12/ 43، 44.
[3] في: المنتظم 8/ 98 (15/ 265) .
[4] مسند أحمد 2/ 244.
[5] في مسندة 2/ 244.
[6] في الأدب 67/ 119 باب: أبغض الأسماء إلى الله، من طريق سفيان، عن أبي الزناد، به، ورواه بلفظ: «أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمّى ملك الأملاك» من طريق شعيب، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه أبو داود في الأدب (4961) باب: في تغيير الاسم القبيح.
وأخرجه الترمذي في الأدب (2993) باب: ما جاء ما يكره من الأسماء. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخنع يعني: أقبح.
وانظر: البداية والنهاية 12/ 44.
[7] البداية والنهاية 12/ 44.

(29/41)


سنة ثلاثين وأربعمائة
[تملُّك السَّلاجقة البلاد]
فيها، في جُمَادى الآخرة، تملَّك بنو [1] سُلْجُوق خُرَاسان والجبل، وهرب مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِين، وأخذوا المُلْك منه، وتملّك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود.
واستولى أولاد ميكائيل بن سُلْجُوق على البلاد [2] .
[مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز]
وفي هذه السّنة خوطب أبو منصور بن السلطان جلال الدّولة أبي طاهر بالملك العزيز [3] .
قلتُ: وهذا أوّل مَن لُقِّب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفّر.
[انقراض ملك بني بُوَيْه]
قَالَ: وَكَانَ مقيما بواسط، وبه انقرض ملك بني بويه [4] .
__________
[1] في الأصل: «بنوا» وهو غلط.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 333، المنتظم 8/ 99 (15/ 267) ، وانظر عن السلاجقة وحربهم مع الملك مسعود في: تاريخ البيهقي 646 وما بعدها، والكامل في التاريخ 9/ 457 وما بعدها (حوادث سنة 429 هـ) ، ومختصر تاريخ الدول 183، وتاريخ الزمان لابن العبري 90، والفخري 293، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 204، وخلاصة الذهب المسبوك 265، والعبر 3/ 169، ودول الإسلام 1/ 255، والدرّة المضيّة 337 وهو يؤرخ ذلك في سنة 431 هـ.، وانظر: ص 345 حوادث سنة 429 هـ. وص 346 (حوادث سنة 430 هـ.) ، والبداية والنهاية 12/ 44، 45، والنجوم الزاهرة 5/ 29، 30، وشذرات الذهب 3/ 244.
[3] المنتظم 8/ 99 (15/ 268) ، العبر 3/ 170، دول الإسلام 1/ 255، البداية والنهاية 12/ 45، النجوم الزاهرة 5/ 29، شذرات الذهب 3/ 244.
[4] المنتظم 8/ 99، 100 (15/ 268) ، البداية والنهاية 12/ 45.

(29/42)


[امتناع الحجّ هذا الموسم]
ولم يحجّ في هذه السّنة من العراق، ومصر، والشام كثيرُ أحد [1] .
[الثلج ببغداد]
وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيّام في الدُّروب [2] .
وقد جاء الثّلج ببغداد مرةً في خلافة الرّشيد، ومرةً في خلافة المعتمد، ومرّات أُخَر قليلة.
__________
[1] المنتظم 8/ 100 (15/ 268) ، البداية والنهاية 12/ 45.
[2] المنتظم 8/ 99 (15/ 267) ، الكامل في التاريخ 9/ 466 وفيه: «وجمد الماء ستة أيام متوالية» . ومثله في: تاريخ الزمان 90، البداية والنهاية 12/ 45.

(29/43)


بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ومَن تُوُفّي فيها
- حرف الألف-
1- أحمد بن الحسن بن أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن حفص بن مسلم ابن يزيد [1] .
القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدِّث أبي عَمْرو الحِيريّ [2] .
وأبو عَمْرو هو سِبْط أحمد بن عَمْرو الحَرَشِيّ [3] شيخ نيسابور في العدالة والثروة [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن أحمد الحميري) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 302، والبعث والنشور، له 191، 279، 285، والزهد الكبير، له، رقم 358 و 641 و 699، والأنساب المتّفقة 58، والأنساب لابن السمعاني 4/ 108- 110 (الحرشيّ) و 4/ 289 (الحيريّ) ، وزيادات الحافظ محمد بن أبى بكر عمر الأصبهاني (ملحق) بكتاب (الأنساب المتفقة) 168 رقم 45، ومعجم البلدان 2/ 331، والمنتخب من السياق 80، 81، رقم 174، والتقييد لابن النقطة 133 رقم 149، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 32، والعبر 3/ 141، 142، والمعين في طبقات المحدّثين 123 رقم 1376 وفيه: «أحمد بن محمد بن الحسن» ، والإعلام بوفيات الأعلام 176، ودول الإسلام 1/ 251، وسير أعلام النبلاء 17/ 356- 358 رقم 221، والوافي بالوفيات 6/ 306، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 6، 7، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 422، 423، وشذرات الذهب 3/ 217.
[2] الحيريّ: بكسر الحاء المهملة وسكون الياء والمنقوطة باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحيرة وهي بالعراق عند الكوفة. (الأنساب 4/ 287) .
[3] الحرشيّ: بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس، وأكثرهم نزلوا البصرة، ومنها تفرّقت إلى البلاد. وفي الأزد الحريش بن جزيمة بن زهران بن الحجر بن عمران. (الأنساب 4/ 108) .
[4] قال ابن السمعاني: «وكان من أعيان الفقهاء والمزكّين» . (الأنساب 4/ 111) .

(29/44)


روى أبو عَمْرو عن: محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج، وهذه الطبقة.
وروى ابنه الحسن عنه، وعن: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ. وعاش إلى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة [1] .
وأمّا القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خُراسان عِلمًا ورئاسةً وعُلُوِّ إسنادٍ.
سمع: أبا عليّ محمد بن أحمد المَيْدانيّ، وحاجب بن أحمد، ومحمد ابن يعقوب الأصمّ، وجماعة بنيسابور.
وبمكّة: أبا بكر الفاكهيّ، وبكر بن أحمد الحدّاد.
وببغداد: أبا سهل بن زياد.
وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم.
وبجُرجان: أبا أحمد بن عَدِيّ.
وقرأ بالرّوايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشْنَانيّ.
ودرس الفِقْه على أبي الوليد حسّان بن محمد.
ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري.
وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد [2] .
وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة [3] ، وقُلِّدَ قضاءَ نَيْسابور [4] .
وكان إمامًا عارفًا بمذهبِ الشافعيِّ.
وكان مولده في سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة [5] . كذا ورَّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السَّمْعَانيّ [5] ، وقال: هو ثقة في الحديث [6] .
قلتُ: روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأبوا بكر البيهقيّ، [7]
__________
[1] الأنساب 4/ 110.
[2] وذلك في سنة 372 هـ. (المنتخب 81) و (الأنساب 4/ 109) ومات الحاكم قبله بست عشرة سنة.
[3] المنتخب 81.
[4] المنتخب 81، التقييد 133، الأنساب 4/ 109 وحمدت سيرته فيه، وكانت إليه التزكية قبل ذلك بسنين ولم يل القضاء أحد من أصحاب الشافعيّ رحمه الله بعده بنيسابور.
[5] في المنتخب من السياق 81: «وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة» .
[6] ترك ابن السمعاني مكان وفاته بياضا في (الأنساب 4/ 110) .
[7] التقييد 133.

(29/45)


والخطيب، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصّفّار، ومحمد بن إسماعيل المقرئ، ومحمد بن مأمون المُتَوليّ، ومحمد بن عبد الملك المُظفَّريّ، وأحمد بن عبد الرحمن الكتَّانيّ، وقاضي القُضاة أبو بكر محمد بن عبد الله النّاصحيّ مفتي الحنفيّة، ومحمد بن إسماعيل بن حَسْنَويه، ولعله المقرئ، ومحمد بن عليّ العُمَريّ الهَرَويّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومكّيّ ابن منصور الكُرْجيّ، وأسعد بن مسعود العُتْبيّ، ومحمد بن أحمد الكامخيّ، ونصر الله بن أحمد الخُشْناميّ، وخلق كثير آخرهم موتًا عبد الغفّار بن محمد الشّيرويّ [1] .
تُوُفّي في رمضان من السّنة [2] .
قال عبد الغافر [3] : أصابه وقْرٌ في أُذُنه في آخر عُمره. وكان يُقرأ عليه مع ذلك [4] إلى أن اشتدّ ذلك قريبًا من سنتين أو ثلاث، فما كان يُحسن أن يسمع [5] .
وكان من أصحّ أقرانه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأتمّهم ديانة واعتقادًا، صنّف في الأصول والحديث [6] .
2- أحمد بن عبد الله بن أحمد [7] .
__________
[1] قال ابن السمعاني: وآخر من روى عنه بقيّة المشايخ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي، وأحضرت مجلسه، وسمعت منه عنه. (الأنساب 4/ 289) .
[2] وقبره بالحيرة على يسار الطريق إذا خرجت إلى مرو، مشهور يزار. (الأنساب) .
[3] في المنتخب من السياق 81.
[4] زاد بعدها: «ويحتاط في السماع»
[5] وزاد بعدها: «وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدّة احتياطه» .
[6] المنتخب من السياق 80، وفيه أيضا:
ذكره الحاكم أبو عبد الله بذكر أسلافه ولم يأل جهدا في تعريف بيته ونسبه وحاله وسيره، إلّا أنه عاش بعد الحاكم إلى نيّف وعشرين وأربعمائة. وظهرت بامتداد عمره بركة إسناد الأصمّ حتى أفاد الخلق الكثير والجمّ الغفير بالسماع منه، وصارت حياته تاريخا في إسناده ... وببيته بيت العلم والتزكية. تفقّه على الأستاذ أبي الوليد القرشي وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ، وقرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري، وصنّف في الأصول والحديث. وكان نظيف النفس، ونقيّ الطهارة، مبالغا في الاحتياط، مائلا من شدّة الاحتياط إلى الوسوسة. قلّد التزكية بنيسابور مدّة، ثم قلّد القضاء بعده. وخرّج له الحاكم أبو عبد الله الفوائد سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة. ثم خرّج له أبو عمرو البحيري، وعقد مجلس الإملاء سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فحدّث نحوا من خمسين سنة، وأملى أربعين سنة.
[7] انظر عن (أحمد بن عبد الله الدمشقيّ) في: البداية والنهاية 12/ 29، والنجوم الزاهرة 3/ 272.

(29/46)


أبو الحسن الدّمشقيّ الواعظ.
أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان [1] .
كان رجلًا صالحًا عارفًا، له مصنَّفات في الوعظ.
وكان يَعِظ في الجامع.
قال عبد العزيز الكتّانيّ: لم أر أحسن وعْظًا منه رحمه الله تعالى [2] .
3- أحمد بن عليّ بن عثمان بن الْجُنَيْد [3] .
أبو الحسين البغداديّ، المعروف بابن السَّوادي.
مؤلّف الخُطَب.
سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.
4- أحمد بن عيسى بن زيد [4] .
أبو عقيل السُّلَميّ البغداديّ القزّاز.
سمع: أبا بكر النّجّاد، والشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة [5] . مات في شوّال [6] .
5- أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان [7] .
أبو الحسن السَّليطيّ [8] النَّيْسَابوريّ العدل النَّحويّ.
__________
[1] في (البداية والنهاية) : «ابن الكرات» ، وفي (النجوم الزاهرة) : «ابن الدّان» .
[2] لم يذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشق) .
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ بغداد 4/ 322، 323 رقم 2130.
[4] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 4/ 284 رقم 2037.
[5] قوله: «وكان ثقة» ليس في المطبوع من: تاريخ بغداد.
[6] وذكر أبو عقيل أنه ولد في صفر من سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
[7] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسين السليطي) في:
إنباه الرواة للقفطي 1/ 129، 130 رقم 71، والمنتخب من السياق لعبد الغافر الفارسيّ 81، 82، رقم 175، وتلخيص ابن مكتوم 21، وسير أعلام النبلاء 17/ 389 رقم 251.
[8] السّليطيّ: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى سليط، وهو اسم الجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 119) .

(29/47)


روى عن: أبي العباس الأصمّ، وغيره.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بن يحيى المزكّيّ، وأبو صالح المؤذّن.
وثّقه عبد الغافر [1] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى [2] .
6- أحمد بْن محمد بْن الحسن [3] .
أبو عليّ الأصبهاني المرزوقيّ النَّحْويّ.
من كبار أئمة العربية.
أخذ النّاس عنه، وخبّئوا إليه آباط المطِيّ [4] .
له: «شرح الحماسة» وهو في غاية الحسْن. وكتاب «شرح الفصيح» .
وتُوُفّي في ذي الحجّة.
تخرَّج به خلقٌ، وطال عمره.
حدّث عن: عبد الله بن جعفر بن فارس.
وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزّجّاج.
قال السِّلَفيّ: ما روي لنا عن المرزوقيّ سوى الزّجّاج.
7- أحمد بن محمد بن محمد [5] .
أبو العباس الطّبريّ، ثمّ البصريّ.
ورد جرجان.
__________
[1] فقال: «العدل الأديب، شيخ مشهود ثقة، من البيت المعروف» .
[2] وقال القفطي: «العدل الأديب، إمام في العربية، فاضل فيها، متقن لها، معروف بها، انتفع به أهل ذلك العصر، وهو من أهل البيت المعروف. روى الحديث عن الأصمّ وطبقته، وتصدّر لإفادة علم العربية وتوفّي بناحية أستوا، وحمل إلى نيسابور» . (إنباه الرواة 1/ 129، 130) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد المرزوقي) في:
معجم الأدباء 5/ 34، 35، وإنباه الرواة 1/ 106 رقم 55، وتلخيص ابن مكتوم 18، وسير أعلام النبلاء 17/ 475، 476 رقم 313، والوافي بالوفيات 8/ 5، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 239، وبغية الوعاة 1/ 365، وسلّم الوصول 123، وكشف الظنون 2/ 1273، وروضات الجنات 67، 68، وإيضاح المكنون 1/ 191، وهدية العارفين 1/ 73، 74، وأعيان الشيعة 9/ 351- 353.
[4] في (إنباه الرواة) : «وحثّوا إليه آباط الرحال، وكان الحجّة في وقته» .
[5] لم أقف على مصدر لترجمته.

(29/48)


وسمع: أبا أحمد بن عَدِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو مسعود البَجليّ.
تُوُفْي بآمل في شوّال.
8- أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج [1] .
أبو عمر القَسْطَلِّيّ [2] الأديب، الشاعر البليغ.
قال أبو محمد بن حزْم: كان عالمًا بنقْد الشِّعْر. لو قلت إنّه لم يكن بالأندلس أشْعَرَ من ابن درّاج لم أُبْعَد.
وقال ابن حزْم أيضًا: ولو لم يكن لنا من فُحُول الشّعراء إلّا أحمد بن درّاج لما تأخّر عن شأوِ حبيب والمتنبّيّ [3] .
قلتُ: وهو من مدينة قَسْطَلَّة درّاج. وقيل: هو اسم ناحية. وكان من كتّاب
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن العاص) في:
يتيمة الدهر للثعالبي 2/ 90- 102، وجذوة المقتبس للحميدي 110- 114 رقم 186، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، القسم الأول، المجلّد الأول 59- 96، والصلة لابن بشكوال 1/ 40، رقم 77، وبغية الملتمس للضبي 158- 161، رقم 342، ومعجم البلدان 4/ 347، والمطرب، ورقة 120، والمغرب في حلى المغرب 2/ 60، 61، ووفيات الأعيان 1/ 135- 139 رقم 56، والعبر 3/ 142، وسير أعلام النبلاء 17/ 315 رقم 229، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والوافي بالوفيات 8/ 49- 52، ومرآة الجنان 3/ 38- 40، ومسالك الأبصار لابن فضل الله العمري 11/ 201، والروض المعطار للحميري 479، 480، والنجوم الزاهرة 4/ 272، 273، وصفة جزيرة الأندلس 160، ونفح الطيب 3/ 178، 195، 196، 231، 341، 342، 441، والرايات 73، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 121، وملحقه 1/ 478، وتاريخ الأدب الأندلسي للدكتور إحسان عباس 191- 213، والأعلام 1/ 204، ومعجم المؤلفين 2/ 101 و 114، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الثاني، الجزء الخامس 77، 78.
وانظر مقدّمة ديوانه بتحقيق الدكتور محمود علي مكي 19- 80، طبعة دمشق 1961.
[2] القسطليّ: بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة وتشديد اللام. هذه النسبة إلى قسطلة، وهي مدينة بالأندلس يقال لها قسطلة دراج، قال ابن خلّكان: ولا أعلم أهي منسوبة إلى (جدّه دراج المذكور أم غيره. (وفيات الأعيان 1/ 139) ، وانظر: جذوة المقتبس 110، ومعجم البلدان 4/ 347.
(أقول) : هو منسوب إلى غير مدينة القسطل بفلسطين المذكورة في (الأنساب) .
[3] جذوة المقتبس 113، 114، بغية الملتمس 161، نفح الطيب 3/ 178.

(29/49)


الإنشاء في أيّام المنصور [1] بن أبي عامر.
وقال الثَّعالبيّ [2] : كان بِصُقْع الأندلس كالمتنبّي بِصُقْع الشام.
ومن شعره:
أضاء لها فجر النُّهى فنهاها ... عن الدَّنِفِ [3] المُضْنَى بحرِّ هواها
وضلّلها صُبح جلا ليلِهُ الدُّجا [4] ... وقد كان يهديها إليَّ دُجاهَا [5]
وفي أوّل شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور. فتكلّموا فيه واتهموه بسرِّقة الشِّعر، فقال في المجلس لوقته:
حسْبي رِضاكَ من الدَّهرِ الّذي عَتَبَا ... وعَطْفُ نُعْماكَ للحظِّ الذي انقلبا
ولستُ أوّلُ من أَعْيَتْ بدائَعهُ ... فاستدْعتِ القولَ ممّن ظنَّ أو حسبا
إنّ إمرأ القيسِ في بعضٍ لَمُتَّهَمٌ ... وفي يديهِ لواءُ الشِعرِ «إنْ ركِبا» [6]
والشِّعر قد أَسَرَ الأعشى وقيَّدَهُ ... دهرًا، وقد قِيلَ: «والأعشى إذا شَرِبا» [7]
وكيف أظمأ وبحري زاخر قطنا [8] ... إلى خيالٍ من الضّحْضَاحِ قد نَضَبَا
عبدٌ لِنُعماكَ فكّيه نجم هُدى ... سار بمدْحِكَ [9] يجْلُو الشَّكَّ والرِّيَبَا
إنْ شئتَ أملَى بديعَ الشِّعرِ أو كَتَبَا ... أو شئتَ خاطبَ بالمنثورِ أو خطبا
__________
[1] هو: محمد بن أبي عامر المعافري. (انظر عنه: المغرب 199 رقم 128) .
[2] في (يتيمة الدهر 2/ 90) .
[3] في (النجوم الزاهرة) : «المدنف» .
[4] هكذا في الأصل.
[5] البيتان قالهما القسطليّ معارضا قصيدة أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي. قال الحميدي:
وهي طويلة مستحسنة، فساء الظنّ بجودة ما أتى به من الشعر وأتّهم فيه، وكان للشعراء في أيام المنصور [بن] أبي عامر ديوان يرزقون منه على مراتبهم، ولا يخلون بالخدمة بالشعر في مظانّها، فسعى به إلى المنصور، وأنه مستحلّ سارق لا يستحق أن يثّبت في ديوان العطاء، فاستحضره المنصور عشيّ يوم الخميس لثلاث خلون من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة واختبره، واقترح عليه، فبرّز وسبق، وزالت التهمة عنه، فوصله بمائة دينار، وأجرى عليه الرزق، وأثبته في جملة الشعراء. ثم لم يزل يشهر ويجوّد شعره فيما بعد. (جذوة المقتبس 111) وانظر: (بغية الملتمس 159، والنجوم الزاهرة 3/ 273) .
[6] انظر (العمدة لابن رشيق القيرواني 1/ 78) .
[7] انظر (العمدة) ، وفي (بغية الملتمس 159) : «إذا سربا» بالسين المهملة.
[8] في بغية الملتمس 159: «وظما» .
[9] في: جذوة المقتبس 112: «لمدحك» ، والمثبت يتفق مع (بغية الملتمس 160) .

(29/50)


كروضةِ الحُزنِ أهدى الوشي منظرها ... والماءَ والزَّهرَ والأنواء والعشبا
أو سابق الخيل أعطى الحضر متّئدا ... والشّدّ والكرَّ والتقريبَ والخَبَبا [1] .
وله في ذي الرئاستين منذر بن يحيى صاحب سَرَقُسْطَة:
قُلْ للرَّبيعِ: اسحب مُلاء سَحائبي ... واجرُر ذُيولك في مَجَرّ ذَوَائبي
لا تكذِبنّ ومن ورائك أدْمُعي ... مَدَدًا إليكَ بفيضِ دمعٍ ساكبِ
وامزُج بطِيبِ تحيّتي [2] غدْق الحَيَا ... فاجعله سقي أحِبّتي وحبائبي
واجْنَح لقُرْطُبَةَ فعانِقْ تُربهَا ... عنّي بمثل جوانحي وتَرَائبي
وانْشُر على تلك الأباطِح والرُّبا [3] ... زهرًا يخبّر عنك أنكَ كاتبي [4]
وهي طويلة.
وله فيه:
يا عاكفين على المُدامِ تنبّهوا ... وسَلوا لساني عن مكارم مُنْذر
ملكٌ لو استوهبتُ حبَّةَ قلبهِ ... كَرَمًا لجَادَ بها ولم يتعذَّرِ [5]
وله ديوان مشهور.
وقد تُوُفّي في سادس عشر جُمَادَى الآخرة، وله أربع وسبعون سنة [6] .
9- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عليّ [7] .
أبو محمد العامريّ [8] المصريّ.
__________
[1] جذوة المقتبس 111، 112، بغية الملتمس 159، 160.
[2] في: بغية الملتمس 161 «تخيني» ، وهذا غلط.
[3] هكذا في الأصل والجذوة. وفي: البغية «الربى» .
[4] جذوة المقتبس 112، 113، بغية الملتمس 161.
[5] جذوة المقتبس 113، بغية الملتمس 161.
[6] وقال الحميدي: «مات أبو عمر بن درّاج قريبا من العشرين وأربعمائة» . (جذوة المقتبس 114) . ونقله ابن بشكوال في: الصلة 40، والضّبي في: البغية 161، وعاد ابن بشكوال فقال: قال غيره: وتوفي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ومولده في المحرّم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وبها ورّخه ابن خلّكان، وغيره.
[7] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في:
جذوة المقتبس 163، 164، رقم 302، والصلة لابن بشكوال 1/ 105 رقم 246، وبغية الملتمس للضبيّ 230، 231، رقم 545.
[8] من ولد عامر بن لؤيّ، فخذ من الرّقيّات.

(29/51)


روى عن: أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ [1] .
ودخل إلى الأندلس سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
وكان من أهل الدّين والتّعاون والعناية بعلم الفِقْه.
ثقة، محدِّث.
حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ [2] ، والخَوْلانيّ.
وُلِد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي بإشبيلية يوم عيد الفِطْر فجأةً [3] .
وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضًا.
10- إسماعيل بن محمد بن خَزْرج بن محمد [4] .
أبو القاسم الإشبيليّ.
روى عن: أبيه، وعن: خاله إبراهيم بن سليمان. ورحل إلى المشرق.
وحجّ سنة إحدى عشر وأربعمائة. وكتب الكثير.
وكان من أهل الدّين والعلم والعمل والزُّهْد في الدّنيا، مشاركًا في عدّة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال [5] .
تُوُفيّ في المحرّم عن بضع وخمسين [6] سنة [7] .
11- إسماعيل بن يَنَال [8] .
__________
[1] في: بغية الملتمس 230 «الحلي» .
[2] وهو قال: «سكن إشبيلية سنين كثيرة قبل موت المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، ثم إلى صدر من «الفتنة، وسمع من إبراهيم بن بكر الموصلي القادم إشبيلية، ومات بها بعد الأربعمائة» . (جذوة المقتبس 164) .
[3] الصلة 1/ 105.
[4] انظر عن (إسماعيل بن محمد بن خزرج) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 103 رقم 237.
[5] وقال ابن بشكوال: ووضع كتابا سمّاه «الإنتقاء» في أربعة أسفار ذكر فيه أسماء شيوخه وعددهم مائة وسبعون رجلا دوّنهم فيه، وأضاف إلى كل رجل منهم ما انتقاه من حديثه.
[6] كتب فوق «وخمسين» في الأصل: «أربعين» .
[7] وكان مولده لعشر بقين من صفر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، كما يقول ابن بشكول. وعلى هذا تكون وفاته عن بضع وأربعين سنة، وليس عن بضع وخمسين سنة.
[8] انظر عن (إسماعيل بن ينال) في:

(29/52)


أبو إبراهيم المَرْوَزيّ المحبوبيّ.
سمع من المحبوبيّ مولاه [1] «جامع التِّرمذِيّ» .
وسمع من: أبي بكر الدّار برديّ [2] ، وغيرهما.
قال الحافظ أبو بكر السّمَعَانيّ: كان ثقة عالمًا. أدركتُ بحمد الله نفرًا من أصحابه.
ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
قال: وتُوُفْي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر.
وهو آخر من حدَّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ.
12- إسحاق بن عليّ [3] .
الأمير أبو قدامة القُرشيّ. أمير الغزاة بخُراسان.
- حرف الحاء-
13- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن فارس البغداديّ البزّاز [4] .
وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس.
سمع هذا بإفادة أخيه من: أبي علي بن الصواف، وأبي بكر الشّافعيّ، وإسحاق النّعّال.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
تُوُفّي في صفر [5] ، وكنيته أبو الفوارس.
__________
[ () ] التقييد لابن النقطة 204 رقم 237، والعبر 3/ 142، 143، وسير اعلام النبلاء 17/ 376، 377 رقم 237، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1378، والإعلام بوفيات الأعلام 176، والوافي بالوفيات 9/ 244، وشذرات الذهب 3/ 219.
[1] هو: أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي التاجر، من أهل مرو، رواية كتاب الجامع. (الأنساب 11/ 159) .
[2] لم أجد هذه النسبة في (الأنساب) وغيره.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته. ومن حقّ هذه الترجمة أن تقدّم على من اسمه «إسماعيل» .
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد البزّاز) في:
تاريخ بغداد 7/ 278 رقم 3770، والمنتظم 8/ 51 رقم 73 (الطبعة الجديدة) 15/ 209 رقم 3167.
[5] وكان مولده في سحر يوم الخميس لاثنتي عشر بقين من شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
(تاريخ بغداد) .

(29/53)


14- الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن [1] .
أبو عليّ.
تُوُفّي في شعبان.
كأنّه أصبهانيّ.
يروي عن: أبي الشيخ.
15- الحسن بن محمد [2] .
أبو عليّ بن أبي الطَّيّب الدّمشقيّ الورّاق.
حدَّث في هذه السّنة عن: أبي القاسم بن أبي العَقِب.
روى عنه: الكتّانيّ، وعلي بن محمد المَصِّيصيّ [3] .
16- الحسين بن أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى [4] .
أبو عبد الله المُعاذِي [5] النَّيْسابوريّ، الأصمّ.
روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصمّ.
روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ.
ورّخه ابن جبرون.
وقال الفارسيّ [6] : تُوُفي في جُمَادي الأولى. وسمع من الأصمّ في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة.
17- الحسين بن إبراهيم بن محمد [7] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد الورّاق) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 273، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 67 رقم 43.
[3] لم يؤرّخ ابن عساكر لوفاته، بل ذكر أنه حدّث في سنة 421 هـ.
[4] انظر عن (الحسين بن أحمد المعاذي) في:
المنتخب من السياق 194 رقم 557 وفيه «الحسين بن محمد بن يحيى» ، والعبر 3/ 143، وسير أعلام النبلاء 17/ 390 رقم 252، وشذرات الذهب 3/ 219.
[5] المعاذي: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى آل معاذ، وهو بيت كبير بمرو. (الأنساب 11/ 379) .
[6] في: المنتخب من السياق 194.
[7] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في:
التقييد لابن النقطة 243- 244 رقم 291، والعبر 3/ 143، وسير أعلام النبلاء 17/ 377 رقم.

(29/54)


أبو عبد الله الأصبهاني الحمّال [1] .
سمع: عبد الله بن فارس [2] ، ومحمد بن أحمد الثقفيّ، وجماعة.
وله جزء معروف سمعناه.
روى عنه: أبو بكر أَحْمَد بن محمد بن مردوَيْه، وعليّ بن الفضل بن عبد الرزاق اليَزْديّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومحمد بن عليّ الخبّاز، وآخرون.
مات في ربيع الأول [3] .
18- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن يعقوب [4] .
أبو عليّ البَجّانيّ، من مدينة بَجّانة بالأندلس [5] .
روى عن: أبي عثمان سعيد بن مَخْلُوف صاحب يوسف المُغاميّ [6] كتاب «الواضحة» لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون.
__________
[ () ] 238، وشذرات الذهب 3/ 219.
[1] هكذا في الأصل وغيره. أما في: العبر 3/ 143 «الجمال» (بالجيم) .
[2] حدّث عنه بمسند أبي داود الطيالسي، وكان سماعه منه في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. قاله يحيى بن مندة. (التقييد 243) .
[3] وقال ابن مندة: «وكان شيخا فاضلا» . (التقييد 244) .
وقال أبو بكر السمعاني في أماليه: «هو شيخ ثقة من أهل أصبهان» .
وقال ابن النقطة: «حدّث عنه بالمسند أبو سعد محمد بن محمد بن المطرز الأصبهاني» .
[4] انظر عن (الحسين بن عبد الله البجّاني) في:
جذوة المقتبس للحميدي 1/ 193 رقم 372 وفيه: «الحسين بن عبد الله بن يعقوب بن الحسين» ، والصلة لابن بشكوال 1/ 141، 142 رقم 125، وبغية الملتمس للضبيّ 266 رقم 647 وفيه «الحسين بن عبد الله بن يعقوب بن الحسين» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 377- 379 رقم 239، والعبر 3/ 143، 144، وشذرات الذهب 3/ 219. وانظر الأنساب 2/ 81.
[5] وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 377: وبجّانة بليدة بالأندلس، مستفاد مع بجاية المدينة الناصرية التي أنشأها الأمير الناصر بن علناس بغربي إفريقية، وهي بلد كبير عامرة.
وبجاية: بكسر الباء وتخفيف الجيم، وألف وباء.
[6] المغاميّ: قال ابن السمعاني: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها ميم أخرى بعد الألف هذه النسبة إلى مغامة، وهي مدينة بالأندلس من بلاد المغرب. (الأنساب 11/ 418) وتابعه ابن الأثير في: اللباب 3/ 240.
وفي (معجم الأدباء 5/ 161) : «مغام: ويقال مغامة، بالفتح فيهما، بلد بالأندلس» .
وفي (الروض المعطار 555) : «مغام: في جهة طليطلة» .
وفي (نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 552) : «وعلى مقربة مدينة طليطلة قرية تسمّى بمغام» .

(29/55)


كما أنّ فَحْلُون آخر مَن روى عن المغاميّ صاحب ابن حبيب.
وقد تُوُفّي ابن فَحْلُون سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه: الخَوْلانيّ وقال: كان قديم الطلب، كثير السماع من أهل العلم أسنَّ وعمّر طويلًا وقارب المائة، واحْتيج إليه [1] .
روى عنه أيضًا: أبو عبد الله محمد بن عتاب، وأبو عمر بن عبد البَرّ، والمُصْحَفيّ أبو بكر، والمحدِّث أبو العباس العُذْريّ.
وكان مولده في سند ستّ وعشرين وثلاثمائة [2] .
19- الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف [3] .
أبو عليّ النَّيْسابوريّ السَّخْتيانيّ [4] ، المعدّل ثقة.
ثقة، ثَبْت، مشهور. سماعه في كُتُب أبي عبد الرحمن السُّلَميّ عن:
يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصِّبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء [5] .
تُوُفّي في رمضان وله تسعون سنة [6] .
روى عنه: أبو صالح المؤذّن [7] .
20- حُمَام بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم [8] .
__________
[1] في الصلة 1/ 141.
[2] الصلة 1/ 142.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد السختياني) في:
التقييد لابن النقطة 250 رقم 302، ووقع فيه «يونس» بدل «يوسف» ، وفيه قال محقّقه بالحاشية: لم نعثر عليه، والمنتخب من السياق 195 رقم 563.
[4] السّختياني: بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة بواحدة، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى عمل السختيان وبيعها، وهي الجلود الضأنية ليست بأدم. (الأنساب 7/ 53) .
ووقع في (التقييد) : «السجستاني» هكذا نسبه أبو بكر محمد بن منصور السمعاني في أماليه.
والمثبت عن الأصل ويتفق مع: المنتخب من السياق.
[5] هو: حامد بن محمد الرفّاء. وقد وقع في: المنتخب من السياق 195 «الرضيّ» وهو غلط.
[6] وكان مولده سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. (التقييد 250) وكانت وفاته بعد القاضي أبي بكر الحيريّ. (المنتخب من السياق 195) .
[7] قال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: شيخ ثقة. (التقييد) .
ووصفه عبد الغافر الفارسيّ: العدل الرضا المعروف المشهور، صحيح السماع، حسن الرواية، ثقة أمين.
[8] انظر عن (حمام بن أحمد) في:

(29/56)


القاضي أبو بكر القُرطُبيّ.
قال أبو محمد بن حزْم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابِطًا لِمَا قيّده [1] .
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي عبد الله بن مفرّج فأكثر. وكان شديد الانقباض. مَا أرى أحدًا سلِم من الفتنة سلامته مع طول مدّته فيها [2] . وكان حَسَن الخطّ، قويًّا على النّسخ، ينسخُ في نهارِه نيّفًا وعشرين ورقة. حسن الشّعر، حسن الخُلُق، فَكِه المُحادثة.
ولي قضاءَ يابُرَة [3] ، وشَنْتَرين [4] ، والأُشْبُونة [5] [6] .
وتُوُفْي في رجب بقُرْطُبة. ووُلِد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وروى عنه ابن حزْم في تصانيفه.
- حرف الخاء-
21- خَلَف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم.
__________
[ () ] جذوة المقتبس للحميدي 1/ 199 رقم 395، والصلة لابن بشكوال 155، 156، وبغية الملتمس للضبيّ 275 رقم 677، ومعجم البلدان 5/ 424، والعبر 3/ 144 و «حمام» بضم الحاء في الأصل وغيره. أما في «معجم البلدان» ، فضبط «حمّام» بفتح الحاء وتشديد الميم.
[1] الصلة 1/ 155.
[2] وزاد ابن حزم: «فما شارك قطّ فيها بمحضر، ولا بيد، ولا بلسان، مع ذكائه وحزمه وقيامه بكل ما يتولّى» .
[3] يابرة: (بضم الباء الموحّدة وفتح الراء) بلد في غربيّ الأندلس. (معجم البلدان 5/ 424) .
[4] شنترين: كلمتان مركّبة من «شنت» كلمة، و «رين» كلمة. ورين، بكسر الراء، وياء مثنّاة من تحت، ونون. مدينة متصلة الأعمال بأعمال باجة في غربيّ الأندلس ثم غربيّ قرطبة وعلى نهر تاجه قريب من انصبابه في البحر المحيط، وهي حصينة، بينها وبين قرطبة خمسة عشر يوما.
(معجم البلدان 3/ 367) .
[5] الأشبونة: بالضم، ثم السكون، وضمّ الباء الموحّدة، وواو ساكنة، ونون. مدينة بالأندلس يقال لها: لشبونة، وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط، يوجد على ساحلها العنبر الفائق.
قال ابن حوقل: هي على مصبّ نهر شنترين إلى البحر. (معجم البلدان 1/ 195) .
وزاد ابن حزم: وسائر الغرب أيام المظفّر وأخيه، ودولة المهديّ، وسليمان، والمؤيد. (الصلة 1/ 155) .
[6] انظر عن (خلف بن عيسى) في:
جذوة المقتبس للحميدي 207، 208 رقم 418، والصلة لابن بشكوال 1/ 167 رقم 376، وبغية الملتمس للضبيّ 284، 285 رقم 711.

(29/57)


أبو الحزم التُّجَيْبيّ الوَشْقيّ [1] . قاضي وشْقة.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن القُوطِيّة.
ورحل [2] ، فسمع من: الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد.
حدَّث عَنْهُ: القاضي أَبُو عُمَر بْن الحَذَّاء، وقَالَ: كان فاضل جهته وعاقلها [3] ، فهِمًا [4] .
- حرف السين-
22- سعيد بن سليمان [5] .
أبو عثمان الهمداني [6] الأندلسي، المقرئ المجود، المعروف بنافع.
أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكي، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية [7] .
وتُوُفْي بدانِية [8] . ذكره أبو عَمْرو.
- حرف العين-
23- عُبَادة بن عبد الله بن ماء السّماء [9] .
__________
[1] الوشقيّ: بفتح أوله، وسكون ثانية، وقاف، بليدة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 377) .
وذكر ابن السمعاني هذه النسبة في: «الوشيقي» . (الأنساب 12/ 272، 273) .
[2] كانت رحلته إلى المشرق قبل سنة سبعين وثلاثمائة. (الصلة 1/ 167) .
[3] الصلة 1/ 167.
[4] وكان مولده سنة ستّ، وقيل: ثمان وثلاثين وثلاثمائة. (الصلة 1/ 167) .
[5] انظر عن (سعيد بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 216، 217 رقم 487، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 306 رقم 1344.
[6] هكذا في الأصل والصلة. أما في: غاية النهاية فوقع «الهذلي» وهو غلط.
[7] قال ابن بشكوال: «وكان من أهل العلم بالقرآن والعربية، ومن أهل الضبط والإتقان والستر الظاهر» .
[8] دانية: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثنّاة من تحت مفتوحة. مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفّة البحر شرقا، مرساها عجيب يسمّى السّمّان، ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز، وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مجاهد العامري، وأهلها أقرأ أهل الأندلس.
(معجم البلدان 3/ 434) .
[9] انظر عن (عبادة بن عبد الله) في:

(29/58)


أبو بكر، شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامريّة.
صنّف كتاب «شعراء الأندلس» .
وبقي إلى هذه السّنة [1] ، فإنه جاء فيها بَرَدٌ مَهُولٌ كالحجارة، فقال:
يا عِبرةً أُهْدِيَت لمُعتَبِر ... عشيّة الأربعاء من صَفَر
أقبلنا اللهُ بأسَ منتقمٍ ... فيها وثَنَى بعفوِ مُقتدرِ
أرسلَ مِلءَ الأَكُفِّ من بَرَدٍ ... جلامدًا تَنْهَمي على البشرِ
فيا لها آيةٌ وموعظةٌ ... فيها نذيرٌ لكلِّ مُزْدَجَرِ
كاد [2] يُذيب القلوبَ منظرُها ... ولو أُعيرت قساوةَ الحجرِ
لا قدْر الله في مشيئته ... أن يبتلينا بسيءِ القدرِ
وخصّنا بالتُّقى ليجعلنا ... من بأسه المتَّقى على حذرِ [3] .
24- عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله بن حمديّة [4] .
__________
[ () ] جذوة المقتبس للحميدي 293، 294 رقم 662، والصلة لابن بشكوال 2/ 450 رقم 966، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج 1 ق 1/ 468، والوافي بالوفيات 16/ 621- 628 رقم 677، وبغية الملتمس للضبيّ 396- 398 رقم 1123، ومطمح الأنفس لابن خاقان 84، وأزهار الرياض للمقّري 2/ 253، ونفح الطيب، له 4/ 52، وانظر فهرس الأعلام، والتشبيهات من أشعار أهل الأندلس لابن الكتاني 293، وهدية العارفين 1/ 436، ومعجم المؤلفين 5/ 85، والأعلام 4/ 30، وتاريخ التراث العرابي، مجلّد 2 ج 5/ 76، 77.
[1] هكذا قال ابن حزم، والحميدي، ونقله الضبيّ. أما أبو عامر بن شهيد فقال: إن عبادة مات في شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة بمالقة، ضاعت منه مائة دينار، فاغتمّ عليها غمّا كان سبب منيّته. قال الحميدي: فلا أدري على من تمّ الوهم منهما في هذا. وأبو محمد (بن حزم) أعلم بالتواريخ، والله أعلم. (جذوة المقتبس 293) وقد أخذ ابن بشكوال بقول ابن حيّان إنه توفي في شوّال سنة تسع عشرة وأربعمائة بمالقة. (الصلة 2/ 450) ولم يذكر قول ابن حزم، والحميدي.
أما الضبيّ فنقل قول ابن حزم في أنه كان حيّا في سنة 421 هـ، ثم عاد وذكر قول أبي عامر بن شهيد، ولكن وقع في المطبوع أنه مات سنة ست عشرة، بدل: «تسع عشرة» ، وقال: «وكنّا نغلّب ما قاله أبو محمد لعلمه بالتأريخ وغيره لولا ما قاله أبو عامر، وقد تابعه عليه غيره، فاللَّه أعلم» . (بغية الملتمس 397) .
[2] في الأصل: «كادت» .
[3] الأبيات في: جذوة المقتبس 293، وبغية الملتمس 397.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 398 رقم 5004، وميزان الاعتدال 2/ 391 رقم 4202، ولسان الميزان 3/ 249 رقم 1090.

(29/59)


أخو الحسن [1] .
سمع من: أبي بكر النّجاد، وعبد الباقي بن قانع، فيما ذُكِر.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفًا. سمّع لنفسه في «أمالي النّجّاد» .
وقعت له [2] .
25- عَبْد الله بْن إبراهيم بْن عَبْد الله بن سيما الدّمشقيّ [3] .
أبو محمد المؤدِّب، إمام مسجد نُعَيم.
روى عن: أبي عبد الله محمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأبي علي بن آدم.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ [4] ، وإسماعيل السمان.
26- عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار [5] .
سبط فاذويه.
توفي في ربيع الأول، أو في صفر.
27- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ [6] .
أبو محمد المحفوظيّ الملقاباذيّ [7] المعدّل.
__________
[1] كنّاه الخطيب: أبا محمد، وقال: أخو الحسن وهو الأكبر، أصبهانيّ الأصل.
[2] وقال إنّ ذلك في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، فحكّ التاريخ وجعله سنة سبع وأربعين، وسمّع منها لنفسه: وقال لي الصوريّ وقد أراني بعضها، دفعها إليّ ابن حمديه فقابلتها بأجزاء أخر فيها أمالي مسموعة من ابن سلمان في سنة أربع وأربعين، فوافقتها حرفا بحرف، قال: فرددتها على ابن حمديه ولم أكتب عنه منها شيئا.
[3] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 360 رقم 173، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 293، ومختصر تاريخ دمشق 12/ 27 رقم 35.
[4] وهو قال: «حدّث ببلاغ وجد له عن محمد بن إبراهيم بن مروان، ومحمد بن محمد بن آدم.
لم يكن الحديث من شأنه. سمعت منه» .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 302 رقم 399.
[7] الملقاباذىّ: بالضم ثم السكون، والقاف، وآخره ذال معجمة. نسبة إلى: ملقاباذ: محلّة بأصبهان، وقيل: بنيسابور. (معجم البلدان 5/ 193) .

(29/60)


ثقة مشهور [1] .
حدث عن: أبي العبّاس الصِّبْغيّ، وهارون الأسْتِرَابَاذيّ، وأبي عمرو بن مطر.
روى عنه: محمد بن يحيى المزكي.
وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة [2] .
28- عبد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] .
الشَّيْخ أبو بَكْر الباطِرْقانيّ [4] الأصبهاني المقرئ.
إمامٌ في القراءات، حافظٌ للرّوايات. قُتِل في الجامع في جُمَادى الآخرة.
وقيل: قتل في داره [5] .
يروي عن: الطّبرانيّ، وأبي الشّيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ.
وعنه: أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور أحمد بن محمد بن علي شيخا السلفي، وجماعة.
29- عبد الواحد بن الحسين بن الحسن [6] .
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من أهل بيت التزكية والعدالة» .
[2] ولد يوم الأضحى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في:
الأنساب 2/ 40، 41، ومعجم البلدان 1/ 324، واللباب 1/ 110.
[4] الباطرقاني: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باطرقان، وهي إحدى قرى أصبهان.
[5] وهو ساجد في فتنة الخراسانية. قال يحيى بن أبي عمرو بن مندة في «كتاب أصبهان» : وكانت هذه فتنة عظيمة بأصبهان قتل فيها جماعة من العلماء والصلحاء وأهل الخير مثل ما كانت بخراسان في فتنة الغزّ. وسمعت الأديب أبا عبد الله الخلّال بأصبهان في داره مذاكرة يقول:
رأى بعض الصالحين في المنام أن رجلا صعد المنارة بجامع جورجير أحد الجوامع بأصبهان ونادى بأعلى صوته ثلاث مرات: سكت، نطق، فلما انتبه فزعا سأل أهل العلم، فما عبّر أحد هذه الرؤيا، فوصل هذا الخبر إلى بلد الكرج، فقال بعض العلماء بها: ينبغي أن يصيب أهل أصبهان بلاء وفتنة فإن هذه اللفظة في شعر أبي العتاهية:
سكت الدهر زمانا عنهم ... ثم أبكاهم دما حين نطق
قال: فلم يكن بعد إلا القليل حتى وافى مسعود أصبهان وأغار عليها وقتل الناس، ومن جملتهم عبد الواحد الباطرقاني إمام جامع جورجير. (الأنساب 2/ 40، 41) .
[6] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في: مختصر تاريخ دمشق 15/ 248 رقم 237.

(29/61)


أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الوراق.
سمع: أبا عبد الله بن مروان.
وعنه: عبد العزيز الكتاني.
30- علي بن أحمد بن مندويه [1] .
أبو الحسن الأصبهانيّ المقرئ.
في شعبان.
31- علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان [2] .
بغدادي [3] .
روى عن النَّجّاد.
وذكر أنّه سمع أيضًا من: ابن مِقْسَم، وأبي بكر الشّافعيّ.
روى عنه: الخطيب [4] ، وقال: كان رئيسًا له لسنٌ وبلاغة [5] . ولم يكن في دِينه بذاك. مات في عَشْر التّسعين.
قلتُ: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النَّظْم والنّثر [6] .
32- عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل [7] .
أبو الحسن الصّيرفيّ. ولد أبي سعيد.
__________
[1] لم أجد مصدرا لترجمته.
[2] انظر عن (علي بن عبد العزيز) في:
الفهرست لابن النديم (طبعة مصر) 236، وتاريخ بغداد 12/ 31، 32 رقم 6399، والمنتظم 8/ 51، 52 رقم 75 (15/ 210 رقم 3169) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء 187، ومعجم الأدباء 5/ 259، والكامل في التاريخ 9/ 410، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 200، 201، وخلاصة الذهب المسبوك 263، ومجمع الآداب رقم 1400، ونهاية الأرب 23/ 215.
[3] كنيته: أبو الحسن.
[4] في تاريخه 12/ 31.
[5] في: تاريخ بغداد: «وكان له لسان وعارضه وبلاغة» .
[6] وقال ابن الأثير: ولد سنة أربعين وثلاثمائة، وكان خصّيصا بالقادر باللَّه حاكما في دولته كلها وكتب له وللطائع أربعين سنة. (الكامل 9/ 410) .
[7] لم أجد مصدرا لترجمته، وستأتي ترجمة أبيه «محمد بن موسى» برقم (48) .

(29/62)


33- عليّ بن محمد بن عُمَير بن محمد بن عُمَيْر [1] .
أبو الحسن، والد الزّاهد أبي عبد الله العُمَيْريّ [2] الهَرَويّ.
روى عن: العبّاس بن الفضل بن زكرّيا الهَرَويّ.
روى عنه: ابنه.
34- عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذَّكوانيّ [3] .
المعدّل، أبو حفص. أخو أبي بكر بن أبي عليّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
35- عمر بن عيَيْنة بن أحمد [4] .
أبو حفص الضَّبيّ [5] العدْل.
يروى عن: المُعافى الجريريّ.
روى عنه: شيخ الإسلام الهَرَويّ.
36- عَمْرو بن طِراد بن عَمْرو [6] .
أبو القاسم الأسديّ الدّمشقيّ الخلّاد.
حدَّث عن: يوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر.
__________
[1] لم أجد ترجمته، وذكر ابن السمعاني ترجمة ابنه أبي عبد الله محمد بن عليّ بن محمد بن عمير في (الأنساب 9/ 61) .
[2] العميريّ: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى الجدّ.
[3] لم أجد ترجمته، وذكر ابن السمعاني ترجمة أخيه أَبِي بَكْر بْن أَبِي عليّ- مُحَمَّد بْن أحمد بن عبد الرحمن. (الأنساب 6/ 15) .
و «الذّكواني» : بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذكوان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[4] لم أجد مصدر ترجمته، ولم يذكره المرحوم الدكتور محمد مرسي الخولي بين تلامذة المعافي الجريريّ في مقدّمة كتابة (الجليس الصالح) انظر 1/ 48- 852
[5] الضبيّ: بفتح الضاد المعجمة، والباء المكسورة المشدّدة المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى بني ضبّة، وهم جماعة، منهم في مضر، ومنهم في هذيل. وضبة: قرية بالحجاز على ساحل البحر على طريق الشام. (الأنساب 8/ 144) .
[6] انظر عن (عمرو بن طراد) في:
مختصر تاريخ دمشق 19/ 230 رقم 150.

(29/63)


روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: كان ثقة [1] من أهل السُّنّة.
- حرف القاف-
37- القاسم بن عبد الواحد [2] .
أبو أحمد الشّيرازيّ.
قال أبو إسحاق الحبّال: تُوُفّي في عاشر ربيع الأوّل، وحضرتُ جنازَتَه.
حدَّث أبوه وأهل بيته الكثير.
- حرف الميم-
38- محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد [3] .
أبو الفرج الزَّمْلكانيّ [4] الإمام.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيره.
روى عنه: عليّ بن الخِضِر السُّلَميّ، ومحمد بن أحمد بن ورقاء [5] .
39- مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن جعفر [6] .
أبو الفضل الأصبهانيّ، الخطيب.
في رجب.
__________
[1] زاد بعدها: «مأمونا» .
[2] لم أجد ترجمته، وذكر ابن السمعاني أخاه أبا نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي، في (الأنساب 7/ 454) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الزّملكاني) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، الورقة 132، ومختصر تاريخ دمشق 21/ 287 رقم 204، ومعجم البلدان 3/ 150.
[4] الزّملكانيّ: بفتح الزّاي واللام والكاف، بينهما الميم الساكنة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قريتين إحداهما بدمشق والثانية ببلخ. (الأنساب) .
وقال ياقوت: وأما أهل الشام فإنّهم يقولون: زملكا، بفتح أوله وثانيه، وضمّ لامه، والقصر، لا يلحقون به النون. قرية بغوطة دمشق. (معجم البلدان) .
(أقول) : وهي الآن تلفظ: «زملكا» ، وهكذا ضبطها في: تالي تاريخ مولد العلماء.
[5] وقال عبد العزيز بن أحمد الكتّاني في (تالي تاريخ مولد العلماء) : «كتب الكثير» .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.

(29/64)


40- محمد بن أحمد بن أبي عون النّهروانيّ [1] .
حدَّث في هذا الوقت عن: محمد بن محمد الإسكافيّ، وعمر بن جعفر ابن سَلْم.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا [2] .
41- محمد بن جعفر بن عِلّان [3] .
أبو الفَرَج الطَّوَابيقيّ [4] الورّاق.
بغداديّ، صدوق.
من شيوخ الخطيب [5] .
حدَّث عن: أبي بكر بن خلاد، ومَخْلَد الباقِرْحِيّ.
وقرأ القراءات.
42- محمد بن الحسين بن أبي أيوب [6] .
الأستاذ حجة الدين أبو منصور، المتكلم تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد النهرواني) في:
تاريخ بغداد 1/ 307 رقم 183.
و «النهروانيّ» : بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدّجلة يقال لها النهروان. (الأنساب 12/ 174) .
[2] وقال: توفي ابن أبي عون بعد سنة عشرين وأربعمائة.
[3] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 2/ 159 رقم 584، والمنتظم 8/ 52 رقم 77 (15/ 210، 211 رقم 3171) ، والأنساب 8/ 259، واللباب 2/ 287، وغاية النهاية 2/ 110 رقم 2894.
[4] الطّوابيقيّ: بفتح الطاء والواو، وكسر الباء، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى «الطوابيق» وهي الآجرّ الكبير الّذي يفرش في صحن الدار، وعملها.
(الأنساب 8/ 259) .
[5] وهو قال: «كان شيخا مستورا من أهل القرآن، ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه. كتبت عنه وكان صدوقا. ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب الدير، وحين توفّي كنت غائبا عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان» . (تاريخ بغداد 2/ 159) .
[6] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تبيين كذب المفترى لابن عساكر 249، وطبقات الشافعية للسبكى 3/ 62، والوافي بالوفيات 3/ 10 رقم 866، ومعجم المؤلّفين 9/ 235.

(29/65)


له مصنفات مشهورة، منها: «تلخيص الدلائل» .
تُوُفّي في ذي الحجة [1] .
43- محمد بن عبد الله بن الحسين [2] .
أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري.
روى عن: أبي عبد الله بن مروان، وعليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وأبي علي بن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة.
وكتب الكثير بخط حسن.
روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتّهمونه في دينه.
44- محمد بن عليّ بن حَيْد [3] .
يُقال: تُوُفّي فيها. وقد مرّ سنة تسع عشرة.
45- محمد بْن محمد بْن عَبْد الله [4] .
أبو أحمد الهَرَويّ المعلّم.
روى عن: أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العُصْميّ [5] .
__________
[1] ورّخه فيها ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري 249) ، والسبكي في (طبقات الشافعية 3/ 62) .
أما الصفدي فقال: توفي سنة عشرين وأربعمائة، وقيل قبلها. (الوافي بالوفيات 3/ 10) ونحوه قال كحّالة في (معجم المؤلّفين 9/ 235) انظر المتن والحاشية رقم (2) .
وقال ابن عساكر في ترجمته إنه «انظر من كان من عصره ومن تقدّمه ومن بعده على مذهب الأشعري، واتفق له أعداد من التصانيف المشهورة المقبولة عند أئمة الأصول مثل (تلخيص الدلائل) ، تلمذ للأستاذ أبي بكر بن فورك في صباه وتخرّج به ولزم طريقته وجدّ واجتهد في فقر وقلّة من ذات اليد حتى كان يعلّق دروسه ويطالعها في القمر تضيق يده عن تحصيل دهن السراج، وهو مع ذلك يكابد الفقر ويلازم الورع ولا يأخذ من مال الشبهة شيئا إلى أن نشأ في ذلك، وصار من منظوري أصحاب الإمام، وظهرت بركة خدمته عليه، فأدّى الحال إلى أن زوّج منه ابنته الكبرى، وكان أنفذ من الأستاذ وأشجع منه» . (تبيين كذب المفتري 249) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، الورقة 132، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 269 رقم 340.
[3] انظر ترجمته ومصادرها في الطبقة السابقة.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] العصميّ: بضم العين وسكون الصاد المهملتين. هذه النسبة إلى «عصم» وهو اسم رجل من

(29/66)


روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ [1] .
46- محمد بن أبي المظفّر [2] .
أبو الفتح البغدادي الخيّاط.
صدوق.
حدَّث عن: القَطِيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سَلْم.
قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري [3] .
47- محمد بن المنتصر بن الحسين [4] .
أبو عبد الله الهَرَويّ الباهليّ.
من ولد أَمِيرُ خُراسان قُتَيْبة بن مسلم.
سمع: أبا عَلِيَّ الرّفاء، وأبا منصور الأزهريّ اللُّغويّ.
وروى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ، ومحمد بن علي العميريّ، وجعفر ابن مسلم العُقَيليّ.
48- محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان [5] .
أبو سعيد بن أبي عَمْرو النّيسابوريّ الصّيرفيّ. أحد الثّقات، والمشاهير بنيسابور.
__________
[ () ] أجداد المنتسب إليه، وهو ينسب لبيت كبير مشهور من أهل العلم بهراة. (الأنساب 8/ 471) .
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة قبل قليل.
[2] هكذا في الأصل. وهو في: تاريخ بغداد 3/ 265، 266، رقم 1358: «محمد بن المظفّر بن إبراهيم» .
[3] وقال: «كتبت عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وهو شيخ صدوق» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن موسى) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 44، 109، 247، و 2/ 154، 178، والبعث والنشور، له 66، 84، 183، 299، 332، والزهد الكبير، له، رقم 459 و 503 و 567 و 716 و 775 و 789 و 799 وغيره، والسابق واللاحق 55، وتقييد العلم 36، 84، 98. وغيرها، وذم الكلام للهروي 62، والمنتخب من السياق 24/ 17، والعبر 3/ 144، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1377، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 350 رقم 218، ودول الإسلام 1/ 251، والوافي بالوفيات 875 رقم 2092، وشذرات الذهب 3/ 220.
وقد تقدّم ذكر ابنه «علي» برقم (32) دون ترجمة.

(29/67)


سمع الكثير من: أبي العبّاس الأصمّ، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبا حامد أَحْمَد بن محمد بن شعيب، وجماعة.
وكان أبوه ينفق على الأصمّ، فكان الأصمّ لا يحدِّث حتّى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزءٍ أعاده له.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، والخطيب، وشيخ الإسلام، وأبو زاهر طاهر ابن محمد الشّحّاميّ، وخلق آخرهم موتًا عبد الغفار الشّيروييّ المتوفّى سنة عشر وخمسمائة [1] .
تُوُفّي، رحمه الله، في ذي الحجّة [2] .
49- محمود بن سبكتكين [3] .
__________
[1] السابق واللاحق 55.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الثقة الرضا، المشهور بالصدق والإسناد العالي، الصوفيّ حالا ...
كانت عنده تذكرة مسموعاته مع والده أبي عمر لأكثر كتبه إلّا أنّ أصوله قد ضاعت، ولم يبق من الأصول إلّا قليل، وكان يروي مما وقع في أيدي الناس من أصول سماعه، وهو كثير الاحتياط فيه» . (المنتخب من السياق 24) .
[2] وقال الصفدي: توفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. (الوافي بالوفيات 5/ 87) .
[3] انظر عن (محمد بن سبكتكين) في:
تاريخ البيهقي انظر فهرس الأعلام 778، 779، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، والإنباء في تاريخ الخلفاء 184- 186، وتاريخ كزيدة (مع تاريخ بخارى للنرشخي) 146- 149، وتاريخ الفارقيّ 137، والمنتظم 8/ 52- 54 رقم 78 (15/ 211، 212 رقم 3172) ، والكامل في التاريخ 9/ 139، 398- 401، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 181، والمنتخب من السياق 207 (في ترجمة: حمزة بن يوسف السهمي) و 446 رقم 1506، ووفيات الأعيان 5/ 175- 182، رقم 713، وأيضا 5/ 64، 160، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 158، 159، وقال محقّقه في فهرس الأعلام (ج 3 ق 2/ 734) : «ولم أقف على ترجمة له» !، والفخري 16، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 96، 100، 300، 415، 429، 526، والمختصر في أخبار البشر 2/ 134، 157، والروض المعطار 428، 445، 474، 598، 609، والعبر 3/ 145، وسير أعلام النبلاء 15/ 132- 135 في ترجمة القادر، و 17/ 483- 495 رقم 319، والإعلام بوفيات الأعلام 177، ودول الإسلام 1/ 251، وتاريخ ابن الوردي 1/ 339، والدرّة المضيّة 328، 336، 337، 338، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 314- 327، والبداية والنهاية 12/ 27، 28 و 29- 31 (ترجم له مرتين) ، ومرآة الجنان 3/ 37، 38، والجوهر الثمين 1/ 190، واتعاظ الحنفا 1/ 48 و 2/ 137، 215، والجواهر المضيّة 2/ 157، 158، وتاريخ ابن خلدون 4/ 333، 357، 358، 361، 362، 375،

(29/68)


السّلطان الكبير أبو القاسم يمين الدّولة ابن الأمير ناصر الدّولة أبي منصور.
وقد كان قبل السّلطنة يُلقَّب بسيف الدّولة.
قدِم سُبُكْتِكِين بُخارى في أيّام الأمير نوح بن منصور السّاماني [1] ، فوردها في صُحْبة ابن السُّكَيْن [2] ، فعرفه أركان تلك الدّولة بالشّهامة والشّجاعة، وتوسَّموا فيه الرّفْعَة.
فلمّا خرج ابن السُّكَيْن إلى غَزْنَةَ أميرًا عليها خرج في خدمته سُبُكْتكين، فلم يلبث ابن السُّكِين أن مات، واحتاج النّاسُ إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعا عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست [3] .
واتصل به أبو الفتح علي بن محمد البستي [4] الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره [5] .
وكان سبكتكين على رأى الكرّاميّة [6] .
__________
[ () ] 376، وتاريخ الخميس 2/ 399، ومآثر الإنافة 1/ 329، 330، 342، وآثار الأول في ترتيب الدول 101، 155، والنجوم الزاهرة 4/ 373، 374، ومعاهد التنصيص 3/ 213، 214، وكشف الظنون 426، وشذرات الذهب 3/ 220، 221، وأخبار الدول وآثار الأول (تحقيق د.
أحمد حطيط ود. فهمي سعد) 3/ 270، 328، وهدية العارفين 2/ 401، ونزهة الخواطر لعبد الحي الحسيني 1/ 69- 74، وظهر الإسلام لأحمد أمين 1/ 283. وسبكتكين: بضم السين المهملة والباء الموحّدة وسكون الكاف وكسر التاء المثنّاة من فوقها والكاف الثانية وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون. (وفيات الأعيان 5/ 182) .
[1] تاريخ كزيدة 146.
[2] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 484، وأما في: تاريخ البيهقي 742، والكامل في التاريخ 8/ 683، ووفيات الأعيان 5/ 175 «ابن آلب تكين» .
[3] وفيات الأعيان 5/ 175.
[4] توفي سنة 401 هـ. وقد تقدّمت ترجمته ومصادرها في الطبقة الواحدة والأربعين (حوادث ووفيات 401- 410 هـ.) .
[5] وفيات الأعيان 5/ 176.
[6] الكرّاميّة: فئة من المرجئة، تنسب إلى شيخ الطائفة أبي عبد الله محمد بن كرّام السجستاني الزاهد. كان يدعو أتباعه إلى تجسيم معبوده، وزعم أنه جسم له حدّ ونهاية من تحته والجهة التي منها يلاقي عرشه. (انظر عنهم في: الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي 215 وما بعدها) .

(29/69)


قال جعفر المستغفري: كان أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النضري المروزي قاضي نسف صلب المذهب، فلما دخل سبكتكين صاحب غزنة بلخ دعاهم إلى مناظرة الكَراميّة- وكان النَّضْري يومئذٍ قاضيا ببلْخ- فَقَالَ سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد والأولياء؟.
فقال النَّضْريّ: هؤلاء عندنا كَفَرة.
فقال: ما تقولون فيّ؟
قال: إن كنت تعتقدُ مذهبهم فقَولُنا فيك كقولنا فيهم.
فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطَّبَرزين [1] حتّى أدماهم، وشجّ القاضي، وأمر بهم فقيّدوا وحبسوا.
ثمّ خاف الملامةَ فأطلقهم.
ثمّ إنّه مرِض ببلْخ، فاشتاق إلى غَزْنَة، فسافر إليها ومات في الطّريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة [2] ، وجعل وليّ عهدِه ولده إسماعيل.
وكان محمود غائبًا ببلْخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتَب إلى أخيه ولاطَفَه على أن يكون بغَزْنَة، وأن يكون محمود بخُراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة [3] وعدم شهامة، فطمع فيه الْجُنْد وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعَطَاء، فأنفق فيهم الخزائن. فدعا محمود عمَّهُ إلى موافقته، فأجابه. فقويّ بعمِّه وبأخيه، وقَصَد غَزْنَة في جيشٍ عظيم، وحاصرها إلى أن افتتحها بعد أن عمل هو وأخوه مَصّافًا هائلًا، وقُتِل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصَّن. فنازل حينئذٍ محمود البلَد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثمّ رجع إلى بَلْخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبْسًا خفيفًا، ووسَّع عليه الدّنيا والخدم [4] .
__________
[1] في: سير أعلام النبلاء 17/ 484: «بالدّبوس» . و «الطّبر» بالتحريك، البلطة، ذات رأس شبه دائري تثبّت في قائم إمّا من المعدن أو من الخشب، يحملها أفراد فرقة الطبردارية. (الملابس المملوكية 85) .
[2] وفيات الأعيان 5/ 176.
[3] في: وفيات الأعيان 5/ 177: «لين ورخاوة» .
وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 485: «وكان في إسماعيل خلّة» .
[4] وفيات الأعيان 5/ 177.

(29/70)


وكان في خُراسان نوّابٌ لصاحب ما وراء النَّهر من الملوك السَّامانية، فحاربهم محمود ونُصِر عليهم، واستولى على ممالك خُراسان، وانقطعت الدّولة السّامانية في سنة تسعٍ وثمانين. فسيَّر إليه القادر باللَّه أمير المؤمنين خلعة السّلطان [1] .
وعظُم ملكُه، وفرض على نفسه كلَّ عامٍ غَزْوَ الهند، فافتتح منها بلادًا واسعة، وكسر الصَّنم المعروف بسُومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يُحيي ويُميت، ويقصدونه مِن البلاد، وافتتن به أممٌ لا يُحصيهم إلّا الله. ولم يبقَ ملك ولا محتشم إلّا وقد قرَّب له قُرْبانًا من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرةَ آلاف قرية، وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال والجواهر.
وكان في خدمة هذا الصّنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رءوس الحُجَّاج إليه ولِحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنّون ويرقصون عند بابه.
وكان بين الإسلام وبين القلعة الّتي فيها هذا الوَثن مسيرة شهرٍ، في مَفَازةٍ صَعْبَةٍ، فسار إليها السّلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدةً [2] . وأنفق عليهم أموالًا لا تُحصى، فأتوا القلعةَ فوجدوها منيعةً، فسهّل الله تعالى بفتحها في ثلاثة أيّامٍ، ودخلوا هيكلِ الصّنمِ، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذَّهب والفضة المُرصَّعة بالجواهر شيءٌ كثير [3] ، محيطون بعَرْشه، يزعمون أنّها الملائكة.
فأحرقوا الصَّنم الأعظم ووجدوا في أُذُنيه نيِّفًا وثلاثين حلْقةً، فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلُّ حلْقةٍ عبادة ألف سنة [4] .
ومن مناقب محمود بن سُبُكْتِكِين ما رواه أبو النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفاميّ قال: لمّا وردَ التَّاهَرْتيّ الداعي من مصر على السلطان محمود يدعوه سرا إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 177.
[2] جريدة: جماعة فرسان تخرج للغزو لا رجّالة فيها.
[3] قال ابن الجوزي: «وقيمة ذلك تزيد على عشرين ألف ألف دينار» (المنتظم 8/ 53) .
[4] وفيات الأعيان 5/ 179، وزاد فيه: «وكانوا يقولون بقدم العالم، ويزعمون أنّ هذا الصنم يعبد منذ أكثر من ثلاثين ألف سنة، وكلّما عبدوه ألف، سنة علّقوا في أذنه حلقة» .

(29/71)


يتلون كل ساعة من كل لون. ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد ابن محمد الأزدي الشافعي شيخ هراة. وقال السّلطان: كان هذا البغْل يركبه رأس الملحدين، فلْيَرْكَبْه رأسُ الموحّدين [1] .
ولولا ما في السّلطان محمود من البِدْعة لَعُدَّ من ملوك العدْل [2] .
وذكر إمام الحَرَميْن الْجُوَينيّ [3] أنّ السّلطان محمود كان حنفيّ المذهب مولعًا بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها [4] أكثرها موافقًا لمذهب الشّافعيّ، فوقع في نفسه. فجمع الفُقَهاء في مرو، وطلبَ منهم الكلام في ترجيح أحد المَذْهَبَين. فوقع الاتفاق على أن يُصَلُّوا بين يديه على مذهب الإمامين ليختار هو. فصلّى أبو بكر القفّال بطهارةٍ مُسْبِغةٍ، وشرائطَ مُعْتَبرةٍ من السُّتْرَة والقِبْلَةِ، والإتيان بالأركان والفرائض صلاةً لا يجوّز الشّافعي دونها. ثمّ صلّى صلاةً على ما يجوّز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس بدْلة كلبٍ مدبوغًا قد لُطِّخ رُبْعُهُ بالنَّجاسة، وتوضّأ بنبيذ التّمر، وكان في الحرِّ، فوقع عليه البَعُوض والذُّباب، وتوضَّأ منكِّسًا، ثمّ أحرم، وكبّر بالفارسيّة: «دو برگ سَبْز» [5] ثمّ نقر نقرتين كنقرات الدِّيك من غير فصْلٍ ولا رُكُوع ولا تَشَهُّد، ثمّ ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنفية.
فقال: أن لم تكن هذه الصّلاة صلاة أبي حنيفة لَقَتَلْتُكَ.
قال: فأنكرتِ الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمرَ القفّال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السّلطان بإحضار نصرانيّ كاتبا يقرأ المذهبين جميعا،
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 319، 320.
[2] جاء في هامش الأصل: «ث. قد عدّه الكافّة من ملوك العدل ولم يبدّعوه» .
[3] هو: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، إمام وقته، وشيخ الإمام الغزالي، وغيره.
المتوفى سنة 478 هـ.
و «الجوينيّ» : بضم الجيم وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى جوين وهي إلى ناحية كثيرة مشتملة على قرى مجتمعة يقال لها: كوبان، فعرّب وجعل جوين، وهذه الناحية متصلة بحدود بيهق، ولها قرى كثيرة متّصلة بعضها ببعض. (الأنساب 3/ 385) .
[4] في: وفيات الأعيان 5/ 180 «فوجد» .
[5] قال ابن خلّكان: «وتفسير دو برگ سبز: ورقتان خضراوان، وهو معنى قوله تعالى في سورة الرحمن مُدْهامَّتانِ 55: 64. (وفيات الأعيان 5/ 182) .

(29/72)


فوُجِدت كذلك. فأعرض السّلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسّك بمذهب الشّافعيّ. هكذا ذكر إمامُ الحرمين بأطول من هذه العبارة [1] .
وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ في ترجمة محمود السّلطان [2] : كان صادقَ النّيّة في إعلاء كلمة الله، مظفَّرًا في الغزوات [3] ، ما خَلَتْ سنةٌ من سِنِيّ مُلكه عن غزوةٍ وسَفْرةٍ. وكان ذكيا بعيد الغَوْرِ، موفَّقُ الرأي. وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغَزْنَة يُدْعى عنده [4] .
وقال أبو عليّ بن البنّاء: حكى عليّ بن الحُسين العُكْبَريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البَجَليّ قال: دخل ابن فُورَك على السُّلطان محمود فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفَوْقيّة، لأنه يلزمك أن تَصِفَه بالتَّحْتيّة، لأن من جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.
فقال السّلطان: ليس أنا وصفته حتّى تُلْزِمَني. هو وصف نفسه.
فبُهِت ابن فُورَك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقّت مرارته [5] .
وقال عبد الغافر [6] : قد صُنِّف في أيّام محمود وغزواته تواريخ [7] ، وحُفِظَت حركاتُه وسكناتُه وأحواله لحظةً لحظة. وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 180، 181.
[2] في (المنتخب من السياق 446) .
[3] في (المنتخب) : «المظفّر في الغزوات والفتوح» .
[4] في (المنتخب) : «رجل عليّ الجدّ، ميمون الاسم، مبارك الدولة والنوبة على الرعية، ... قد صنّف في أيامه ومبادي أموره وأمور أبيه وغزواته وأسفاره تواريخ وتصانيف، وحفظت حركاته وسكناته وأيامه وأحواله لحظةً لحظة، وكانت مستغرقة في الخيرات، ومصالح الرعية ... يسّر الله له من الأسباب والأمور، والعساكر والجنود، والهيبة والحشْمة في القلوب ما لم يره أحد، قدم نيسابور قدمات، وظهرت بيمنه آثار حسنة ورسوم مرضيّة. وكان مجلسه مورد العلماء، ومقصد الأئمة والقضاة، يعرف لكل واحد حقّه، ويخاطبه بما يستحقّه، ويستدعي الأكابر والصدور والعلماء من كل فن إلى حضرة غزنة، ويبوّئهم من ظلّه وإنعامه وإكرامه المحلّ الرفيع، ويصلهم بالصّلات السّنيّة. ولست أشكّ أنه قد توسّل المتوسّلون إلى مجلسه وتقرّبوا إليه بالحديث وسمعوا الروايات» .
[5] جاء في هامش الأصل: «ث. زعم ابن حزم أن السلطان قتله» .
[6] في: المنتخب من السياق 446.
[7] عبارته في (المنتخب) : «قد صنّف في أيامه ومبادي أموره وأمور أبيه وغزواته وأسفاره تواريخ وتصانيف» .

(29/73)


الرِّعية [1] . وكان متيقّظًا، ذكي القلب، بعيد الغَوْر، يسَّرَ الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحده.
كان مجلسه مورد العلماء.
قلتُ: وقال أبو النَّضْر محمد بن عبد الجبَّار العُتْبيّ الأديب في كتاب «اليمينيّ» في سيرة هذا السّلطان: رحم الله أبا الفضل الهمداني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الله محمود:
تعالى الله ما شاءَ ... وزاد اللهُ إيماني
أَأَفْريدون في التّاج ... أَم الإسكندر الثّاني؟
أم الرَّجْعَة قد عادت ... إلينا بسُليمان؟
أَظَلَّت شمسُ محمود ... على أنْجُمِ سامانِ
وأمسى آل بهرامٍ ... عبيدًا لابن خاقانِ
إذا مَا ركب الفِيل ... لحرب أو لِمَيدانِ [2]
رأت عيناك سُلطانًا ... على مَنْكبِ شيطانِ [3]
فمن واسطة الهند ... إلى ساحة جُرجَان
ومن قاصية السَّند ... إلى أقصى خُراسان
فيومًا رُسُل الشاه ... وبعده رُسُل الخانِ
لك السَّرجُ إذا شئت ... على كاهل كيوانِ [4] .
قلتُ: ومناقب محمود كثيرة وسيرته من أحسن السِّير. وكان مولده في سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. ومات بغَزْنَة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين [5] . وقام بالسّلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكًا في اللَّهو واللَّعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقرّ الملك لمسعود.
__________
[1] زاد بعدها: «وما خلت سنة من سنّي ملكه عن سفر وغزوة» .
[2] لم يذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النّبلاء.
[3] لم يذكره.
[4] لم يذكره.
[5] ورّخه بها الفارقيّ في تاريخه 137.

(29/74)


ثمّ جرت خُطُوب وحروب لمسعود مع بني سُلْجوق، إلي أن قُتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة [1] ، وتملَّك آلُ سُلْجوق، وامتدَّت أيّامُهم، وبقي منهم بقيّةٌ إلى أيّام السّلطان الملك الظَّاهر بَيْبَرس، وهم ملوك بلد الرّوم.
قال عبد الغافر [2] : تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة إحدى بغَزْنَة [3] .
__________
[1] ستأتي أخباره في الطبقة التالية.
[2] في: المنتخب من السياق 446.
[3] وذكر ابن أيبك الدواداريّ وفاته في سنة 426 هـ. (الدّرّة المضيّة 338) .
وقال الحسن العباسي: «وسبّ رجل لصاحب طبرستان في مجلس السلطان محمود وكان معاديه، فأمر بضربه وعقوبته، وقال: الملوك بعضهم لبعض أقارب وإن تباعدت الأسباب، وكما يسبّ في مجالسنا الملوك نسبّ في مجالسهم» . (آثار الأول 101) ، وانظر عنه حكاية أخرى. (155) .

(29/75)


سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
50- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد [1] .
أبو حامد الأندلسيّ النَّيْسابوريّ.
شيخٌ، ثقة.
تُوُفْي في نصف رجب عن ثمانٍ وسبعين سنة.
روى عن: أبي عَمْرو بن مطر، وغيره.
وعنه: أبو صالح المؤذِّن [2] .
51- أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن أبي أحمد طلحة ابن المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد [3]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
المنتخب من السياق 84 رقم 184.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «صحيح السماع، ثقة في الرواية. ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة» .
[3] انظر عن (الخليفة القادر باللَّه العبّاسى) في:
تاريخ البيهقي 17، 42، 192، 311، 317، 327، 328، 393، والهفوات النادرة 377، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 425، وتاريخ بغداد 4/ 37، 38، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 183- 187، والمنتظم 7/ 160- 165 و 8/ 60، 61 (15/ 220، 221 رقم 3173) ، والحلّة السّيراء 1/ 197، 198، والكامل في التاريخ 9/ 80 وما بعدها و 9/ 414- 417، وتاريخ الفارقيّ 132، والنبراس 127- 132، وتاريخ مختصر الدول 181، وتاريخ الزمان 84، والفخري 254، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 351 وج 3 ق 2/ 548، ووفيات الأعيان 2/ 175، 176 و 4/ 415 و 5/ 175، 177، 181، 261، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 196- 201، وخلاصة الذهب المسبوك 261- 263، ونهاية الأرب 23/ 217- 219، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، والروض المعطار 428، 474، 609، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والعبر 3/ 148، ودول الإسلام 1/ 252، وسير أعلام النبلاء 15/ 127- 137، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، ومرآة الجنان

(29/76)


أبو العبّاس، الخليفة القادر باللَّه أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد ابن المقتدر باللَّه الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ.
بويع بالخلافة عند القبض على الطّائع للَّه في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومولده في سنة ستٍّ وثلاثين.
وأمُّه تمني [1] مولاة عبد الواحد ابن المقتدر، كانت ديّنة خيّرة معمّرة تُوُفِّيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة [2] .
وكان أبيض كثّ اللَّحية طويلها، يَخْضِبُ شَيْبَه.
وكان من أهل السِّتر والصِّيانة، وإدامة التّهجُّد [3] .
تفقّه على العلّامة أبي بِشْر أحمد بن محمد الهَرَويّ الشّافعيّ، وعدَّه ابن الصّلاح في الفُقَهاء الشّافعيّة.
قال الخطيب [4] . كان من الدَّيانة وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات على صفةٍ اشتهرت عنه. وصنَّف كتابًا في الأُصُول ذكر فيه فضل [5] الصّحابة وإكفار المعتزلة والقائلين. بخلْق القرآن.
وكان ذلك الكتاب يُقرأ كلّ جُمُعةٍ في حلْقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره النّاسُ مدّة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر [6] .
__________
[3] / 41، والوافي بالوفيات 6/ 239- 241، وفوات الوفيات 1/ 58، والبداية والنهاية 12/ 31، والدرّة المضيّة 329، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 2، ومحاضرة الأبرار ومسافرة الأخبار 1/ 84، 85، والنزهة السّنّية 107، وشرح رقم الحلل 119، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، 447، 448، والجوهر الثمين 1/ 190، 191، ومآثر الإنافة 1/ 318- 334، والنجوم الزاهرة 4/ 160 وما بعدها، وتاريخ الخلفاء 411- 417، وشذرات الذهب 3/ 221- 223، وأخبار الدول 171 (تحقيق د. حطيط وسعد) 2/ 158، 159، وتاريخ الخميس 2/ 399، والأعلام 1/ 91.
[1] في: تاريخ بغداد 4/ 37 «يمنى» ، وفي: الكامل في التاريخ 9/ 80 «دمنة» ، وقيل: «تمنى» ، والمثبت يتفق مع: مختصر التاريخ لابن الكازروني 196، وغيره، وقد تصحّف إلى «يمن» في: خلاصة الذهب المسبوك 261.
[2] تاريخ بغداد 4/ 37.
[3] تاريخ بغداد 4/ 37.
[4] في تاريخه 4/ 37.
[5] في: تاريخ بغداد 4/ 37 «فضائل» .
[6] تاريخ بغداد 4/ 38.

(29/77)


تُوُفّي ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجّة.
ودُفِن بدار الخلافة فصلّى عليه ولده الخليفة بعده القائم بأمر الله ظاهرًا، والخلْقُ وراءه، وكبَّر عليه أرْبَعًا. فلم يزل مدفونًا في الدّار حتّى نُقِل تابوته في المركب ليلًا إلى الرّصافة، ودُفِن بعدها بعد عشرة أشهر [1] .
وعاش سبْعًا وثمانين سنة إلّا شهرًا وثمانين أيّام، رحمه الله.
52- أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشميّ [2] .
أبو الفضل بن دودان.
بغداديّ، سمع: ابنَ خلّاد الضّبّي.
وكتب الكثير بخطّه [3] .
قال الخطيب [4] : لم يزل يسمع معنا ويكتب إلى حين وفاته. كتب عنه، وكان صدوقًا [5] .
وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
53- أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هارون [6] .
أبو الحسين الأصبهاني الفقيه الواعِظ، المعروف بابن رَرَا [7] . والد أبي الخير إمام جامع أصبهان.
روى عن: أبي القاسم الطّبرانيّ.
وكان غاليا في الاعتزال.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 38.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 4/ 109، 110 رقم 1768 وقد ساق نسبه مطوّلا.
[3] في: تاريخ بغداد: «كتب المصنّفات الطوال، والكتب الكبار، من كل نوع بخطه» .
[4] في تاريخه.
[5] زاد الخطيب: «مع خلوّه من المعرفة والبصر بالعلم» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته، وذكر المؤلّف- رحمه الله- ابنه.
[7] ررا: براءين مهملتين قيّده المؤلّف- رحمه الله- في: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 312، وهو: أبو الخير محمد بن أحمد بن ررا.

(29/78)


54- أحمد بن محمد بن إبراهيم [1] .
أبو عليّ الأصبهاني الصّيدلانيّ.
سمع من الطَّبْرانيّ «مُسنَد الثَّوريّ» ، جمعه.
وعنه: سعد بن محمد النّعّال، ومحمد بن إبراهيم العطّار.
55- أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجه [2] .
أبو عبد الله الأصبهاني، الزاهد، الساماني.
روى عن: أبي أحمد العسال، وجماعة.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأحمد بن بُنْدار، وخلق كثير.
وله رحلة.
وكان زاهدًا.
قُرئ عليه ما لم يسمعه، فلم ينتبه لذلك.
روى عنه: عبد الرحمن بن منده، وأخوه.
56- إبراهيم بن عليّ بن زقازق [3] .
أبو إسحاق الصَّيْرفيّ المصريّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف الحاء-
57- الحسن بن أحمد بن السّلّال [4] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد) في:
طبقات الحنابلة 2/ 181 رقم 645 وفيه: «الحسين» . وقد ذكر ابن السمعاني أحد أحفاده في (الأنساب 7/ 206) وقال: «السّلّال» : بفتح السين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى عمل السّلّة وبيعها، وهو شيء يعمل من الحلفاء والخصوص، ولعلّ بعض أجداد المنتسب إليه كان يعملها.

(29/79)


الحنبليّ، المؤدّب.
يروي عن: عبد الباقي [1] بن قانع.
58- الحسين بن الضَّحّاك [2] .
أبو عبد الله الطِّيبيّ [3] الأنماطيّ.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
59- الحسين بن محمد بن جعفر [4] .
أبو عبد الله البغداديّ الشّاعر. ويُعْرف بالخالع [5] .
حدّث عن: أحمد بن خُزَيْمَة، وأحمد بن كامل، وأبي عُمَر الزّاهد.
وعنه: الخطيب [6] ، وغيره.
قال أبو الفتح محمد بن أحمد المصريّ الصّواف: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق فيه الكَذِب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع [7] .
__________
[1] في طبقات الحنابلة: «عبد الله» .
[2] انظر عن (الحسين بن الضحّاك) في:
تاريخ بغداد 8/ 55 رقم 4121، والإكمال 5/ 258، والأنساب 8/ 289.
[3] الطّيبيّ: بالطاء المكسورة والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين، والباء المنقوطة من تحتها بنقطة. هذه النسبة إلى «طيب» ، وهي بلدة بين واسط وكور الأهواز، مشهورة. (الأنساب) .
[4] انظر عن (الحسين بن محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 8/ 105، 106 رقم 4222، والمنتظم 8/ 51 رقم 74 (15/ 210 رقم 3168) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217 رقم 912، وميزان الاعتدال 1/ 547 رقم 2048، والمغني في الضعفاء 1/ 175 رقم 1568، والبداية والنهاية 12/ 29، ولسان الميزان 2/ 310، 311 رقم 1274.
[5] في: البداية والنهاية: «الخليع» .
[6] وقال: كتبت عنه. (تاريخ بغداد 8/ 105) .
[7] وقال الخطيب: «سمعت أبا بكر أحمد بن محمد الغزّال ذكر الحسين بن محمد الخالع فحكى عنه أنه قال: سمعت كتب أبي بكر بن أبي الدنيا المصنّفة من أبي بكر الشافعيّ، عنه. وحكى لي عنه أيضا أنه قال: سمعت من محمد بن علي بن سهل الإمام كتاب الموطّأ، وحدّثنا به عن أحمد بن ملاعب، عن يحيى بن بكير، عن مالك. قال الغزّال: فذكرت ذلك لأبي الفتح بن أبي الفوارس، فتعجّب وقال: قد سمعت من ابن سهل الإمام عظم ما كان عنده، وما لقيت

(29/80)


مات في شعبان، وقد قارب التّسعين [1] .
60- حَمْد بن محمد بن أحمد بن سلامة [2] .
أبو شُكْر الأصبهاني.
- حرف السين-
61- سعيد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس [3] .
أبو عثمان القُرَشيّ الورّاق.
حدث عن: أبيه، ومحمد بن العباس بن كَوْذَك، وأبي عمر بن فَضَالة روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن عليّ الحدّاد، وجماعة.
ولم يكن الحديث من صنعته.
62- سليمان بن رستم [4] .
إمام الجامع بمصر.
ورّخه الحبّال، وقال: كان عنده الكثير.
- حرف الطّاء-
63- طلْحة بن عليّ بن الصّقر البغداديّ الكتّانيّ [5] .
أبو القاسم.
__________
[ () ] أحدا سمع من أحمد بن ملاعب- أو كما قال- رأيت بخط الخالع جزءا ذكر أنه سمعه من أبي بكر الشافعيّ وفيه أحاديث عن الشافعيّ، عن أبوي العباس: ثعلب والمبرّد، وعن الحسين ابن فهم، وعن يموت بن المزرّع، ولا تعلم أن الشافعيّ روى عن واحد من هؤلاء شيئا» .
[1] وكان يذكر أنه ولد في يوم السبت مستهل جمادى الأولى من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
(تاريخ بغداد 8/ 106) .
وقد ذكر ابن الجوزي وفاته في سنة 421 هـ. (المنتظم 8/ 51 و 15/ 210) .
[2] لم أقف على مصدر لترجمته.
[3] انظر عن (سعيد بن عبيد الله) في:
لسان الميزان 3/ 37، 38 رقم 134.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (طلحة بن علي) في:
تاريخ بغداد 9/ 352، 353، رقم 4912، والأنساب 10/ 354، والمنتظم 8/ 61 رقم 81 (15/ 221 رقم 3175) ، والعبر 3/ 148، وسير أعلام النبلاء 17/ 479- 481 رقم 317، وشذرات الذهب 3/ 223.

(29/81)


سمع: أحمد بن عثمان الأدَميّ، وأبا بكر النّجاد، ودعْلَج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [1] ، وقال: كان ثقة صالحًا [2] ، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المَصِّيصيّ، وخلْق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرّزّاز [3] .
ومات في ذي القعدة وله ستٌّ وثمانون سنة [4] .
- حرف العين-
64- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن ميلَة الأصبهاني [5] .
أخو الفقيه عليّ بن ماشَاذَه. أبو محمد.
تُوُفّي في المحرَّم.
حدَّث عن: الطَّبْرانيّ.
وعنه: سعيد بن محمد المَعْدانيّ [6] .
65- عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بِشر بن غِرْسِيَّة [7] .
أبو المطِّرف القُرْطُبيّ، قاضي الجماعة ابن الحصّار، مولى بني فُطَيْس.
روى عن: أبيه.
__________
[1] في تاريخه 9/ 353.
[2] وزاد: «ستيرا ديّنا» .
[3] هو: عليّ بْن أحمد بن محمد بْن بَيَان الرزّاز المتوفّى سنة 510 هـ. و «الرّزّاز» : بفتح الراء وتشديد الزاي المفتوحة والألف بين الزايين المعجمتين. نسبة إلى الرزّ وهو الأرز. (الأنساب 6/ 105) .
[4] وقال الخطيب: «وحدّثت أنّ مولده كان في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة» .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته، وقد تقدّمت ترجمة أخيه «علي بن ماشاذة» في سنة 414 هـ. من رجال الطبقة الماضية.
[6] المعدانيّ: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى معدان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 393) .
[7] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 270 رقم 588، والصلة لابن بشكوال 2/ 326- 328 رقم 698، وترتيب المدارك 4/ 736، وبغية الملتمس 359 رقم 993، والعبر 3/ 148، 149، وسير أعلام النبلاء 17/ 473- 475 رقم 312، والديباج المهذب 1/ 475، 476، وشذرات الذهب 3/ 223، وشجرة النور الزكية 1/ 113.

(29/82)


وصَحِب أبا عمر الإشبيليّ وتفقّه به.
وأخذ أيضًا عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان من أهل العلم والتّفنّن والذّكاء. ولّاه عليّ بن محمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلمّا توفّى عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقرّه أيضا على القضاء، مضافا إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات [1] .
روى عنه: أبو عبد الله بن عتّاب، وقال: كان لا يفتح على نفسِهِ بابَ رواية ولا مدارسة [2] . وصَحِبته عشرين سنة. وذهَب في أوّل أمره إلى التّكلُّم على «الموطّأ» ، وقراءته في أربعة أَنْفُس [3] . فلمّا عُرِف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع. وكنّا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاوَر في المسألة، فيخالفونه [4] فيها، فلا يزال يُحاجّهم ويستظهر عليهم بالرّوايات والكُتُب حتّى ينصرفوا ويقولوا بقوله [5] .
قال ابن بَشْكُوال [6] : سمعت أبا محمد بن عتّاب: نا أبي مِرارًا قال: كنت أرى القاضي ابن بِشر في المنام [7] في هيئته [8] وهو مقبل من داره، فأسلّم عليه، وأدري أنه ميت، وأسأله عن حاله وعمّا صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويُسْر بعد شدّة [9] .
فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟
فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يشير إلى علم الرّأي،
__________
[1] الصلة 2/ 326، 327.
[2] وزاد: «لا قبل القضاء ولا بعده» . (الصلة) .
[3] العبارة في (الصلة) : «وقرأته في أربعة نفر أنا أحدهم» .
[4] في (الصلة) : «فيختلفون» .
[5] الصلة 2/ 327.
[6] في (الصلة 2/ 327) .
[7] زاد بعدها: «بعد موته» .
[8] زاد بعدها: «التي كنت أعهده فيها» .
[9] في (الصلة 2/ 327) : «إلى خير. ويشير بيده بعد شدّة» ، والعبارة مضطربة، والمثبت أعلاه هو الأقرب.

(29/83)


ويذهب إلى أنّ الّذي انتفع به من ذلك ما كان عنده من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تُوُفيّ يوم نصف شعبان، ولم يأتِ بعده قاض مثله [1] .
وولد سنة أربع وثلاثمائة.
قال أبو محمد بن حزم في آخر كتاب «الإجماع» : ما لقيتُ أشدّ إنصافًا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم مَن لقيت بمذهب مالك، مع قُوتّه في علم اللُّغة والنَّحو ودقَّة فَهْمِه، رحمه الله [2] .
66- عبد الرحمن بن أحمد [3] .
أبو سعيد السّرخسيّ [4] .
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «وقرأت بخط أبي القاسم عبد لعزيز بن محمد بن عتّاب قال: كان أبي يحلّه من الفقه بمحلّ كبير، ومن علم الشروط والوثائق بمنزلة عالية، ومرتبة سامية، ويصفه بالعلم البارع والفضل والدين واليقظة والذكاء والتفنّن في العلوم، ويرفع به ترفيعا عظيما، ويذهب به كل مذهب، ويقول: إنه آخر القضاة والجلّة من العلماء» . (الصلة 2/ 326) .
وقال أيضا: «دفن بمقبرة ابن عباس، وشهده الخليفة هشام بن محمد شانئه كالشامت بتقديمه إيّاه، يبدو السرور في وجهه، وقلّ متاعه بالحياة بعده، وصلّى عليه القاضي يونس بن عبد الله، وكان الجمع في جنازته كثيرا، والحزن لفقده شديدا. وكانت علّته من قرحة طلعت بين كتفيه قضى نحبه منها، فلم يأت بعده مثله في الكمال لمعاني القضاء» . (الصلة 2/ 328) .
[2] وقال الحميدي: «فقيه عالم أديب، ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه. وهو الّذي خاطبه أبو محمد بالقصيدة البائية التي يفخر فيها بنفسه وعلومه، وفيها:
ولو أنني خاطبت في الناس جاهلا ... لقيل دعا ولا يقوم لها صلب
ولكنني خاطبت أعلم من مشى ... ومن كل علم فهو فيه لنا حسب
وناهيك بمثل هذا الوصف فيه من مثل أبي محمد» . (جذوة المقتبس 270) وقال القاضي عياض: «وكان أبو المطرّف هذا من أجلّ علماء وقته علما وعقلا وفقها، وسمتا وعفّة وهديا ... قال ابن حيّان: لم يكن في وقته بقرطبة مثله حفظا للفقه، وحذقا بالحكم، وبصرا بالشروط، ومشاركة في الأدب، مع العفّة والصيانة، وبعد الهمّة. وكان شديد التعسّف على الفقهاء والتقويم لميلهم. فلما ولي المعتمد اجتمعوا عليه وطلبوه حتى عزله. وولّى مسرّة ابن الصّفّار، وعهد إليه بالتزام داره، وسدّ بابه، فأدركه خمول كثير ثم أبيح له الخروج، فمات بقرب ذلك. وقال ابن حيّان في موضع آخر: كان علما فطنا. وكان من الفقه والعلم بالشروط بمحلّ كبير. أخذ عن أبيه، وبه تفقّه أبو عبد الله بن عتّاب، ركب بين يديه، وكان يفخر ابن عتاب بذلك ويثنى عليه» . (ترتيب المدارك 4/ 736) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] السّرخسيّ: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس، وهو

(29/84)


سمع: محمد بن إسحاق القُرشيّ صاحب عثمان بن سعيد الدّارميّ.
روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاريّ.
67- عَبْد الوهاب بْنُ عَلِيَّ بْنُ نصر بْنُ أَحْمَد [1] .
القاضي أبو محمد البغداديّ المالكيّ الفقيه.
سمع: الحسين بن محمد بن عُبَيْد العسْكريّ، وعمر بن سَبَنْك [2] ، وأبا حفص بن شاهين. وكان شيخ المالكيّة في عصره وعالمهم.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه وكان ثقة، لم ألقَ من المالكيّين أفقه منه [4] ، ولي القضاء ببادَرَايا [5] ونحوها [6] . وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان [7] .
__________
[ () ] اسم رجل من الذّعّار في زمن كيكاوس، سكن هذا الموضع وعمره وأتمّ بناءه ومدينته ذو القرنين. (الأنساب 7/ 69) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 31، 32 رقم 5703، وطبقات الفقهاء للشيرازي 168، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ق 4 ج 2/ 515- 529، وترتيب المدارك 4/ 691- 695، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 305 أ- 306 أ، و (مخطوطة التيمورية) 25/ 193، 194، وتبيين كذب المفتري 249، 250، والمنتظم 8/ 61، 62 رقم 82 (15/ 221 رقم 3176) ، والكامل في التاريخ 9/ 422، ووفيات الأعيان 3/ 219- 222 رقم 400، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 283 رقم 279، والعبر 3/ 149، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 429- 432 رقم 287، وفوات الوفيات 2/ 419- 421، ومرآة الجنان 3/ 41، 42، والبداية والنهاية 12/ 32، 33، والمرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا للنباهي 400، والديباج المذهب 2/ 26- 29، والوفيات لابن قنفذ 233، 234، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 213، وهدية العارفين 1/ 637، وديوان الإسلام لابن الغزّى 3/ 282، 283 رقم 1435، وشجرة النور الزكية 1/ 103، 104 رقم 266، وإيضاح المكنون 2/ 134، والأعلام 4/ 184، ومعجم المؤلفين 6/ 226، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 964.
[2] سبنك: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة المفتوحة والنون الساكنة. (تبصير المنتبه 2/ 674) .
[3] في تاريخه.
[4] وزاد: «وكان حسن النظر، جيّد العبارة» .
[5] بادرايا: ياء بين الألفين، طسّوج بالنهروان، وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط، منها يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة واليبس، ويقال: إنها أول قرية جمع منها الحطب لنار إبراهيم، عليه السلام. (معجم البلدان 1/ 316، 317) .
[6] في: تاريخ بغداد: بادرايا وباكسايا. (ضم الكاف، وبين الألفين ياء) انظر عنها في: معجم البلدان 1/ 327) .
[7] كان قدومه إلى دمشق في سنة 419 وخرج في جمادى الأولى من سنة عشرين وأربعمائة.

(29/85)


وقال القاضي ابن خَلِّكان [1] : هو عبد الوهّاب بن عليّ بن نصر بن أحمد ابن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طَوْق التَّغلبيّ، من أولاد صاحب الرَّحْبَة [2] . كان شيخ المالكيَّة. صنَّف كتاب «التّلقين» ، وهو مع صِغَره من خيار الكُتُب. وله كتاب «المعونة» [3] و «شرح الرِّسالة» ، وغير ذلك.
وقد اجتاز بالمَعَرَّة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِيّ، وفيه يقول:
والمالكيُّ ابنُ نصْر زارَ في سَفَرٍ ... بلادَنا فحمدْنا النَّأْيَ والسَّفَرا
إذا تفقَّه أحيا [4] مالِكًا جَدَلًا ... وينشر الملك الضِّلّيل إن شعرا [5]
وقال أبو إسحاق في «الطّبقات» [6] : أدركته وسمعت كلامه في النَّظر. وكان قد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، إلْا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهًا متأدِّبًا شاعرًا، وله كُتُبٌ، كثيرةٌ في كلّ فنٍّ من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حالٌ من الدّنيا بالمَغَارِبَة.
وله في خروجه من بغداد:
سلامٌ على بغدادَ في كلِّ موطِنٍ ... وحقّ لها منّي سلام مضاعف
فو الله ما فارقتها عن قِلى [7] لها [8] ... وإنّي بشَطَّيْ جانبيها لعَارِفُ
__________
[ () ] (تاريخ دمشق 10/ 306 أ، مختصر تاريخ دمشق 15/ 283) .
[1] في: وفيات الأعيان 3/ 219.
[2] زاد بعدها: «كان فقيها أديبا شاعرا» .
[3] في الأصل: «وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة» ، وهو وهم، والصواب ما أثبتناه، فقد فصل القاضي عياض، وابن خلكان، وغير هما الكتابين، فقال القاضي عياض: «كتاب المعونة لدرس مذهب عالم المدينة» . (ترتيب المدارك 4/ 692) وذكر كتاب (شرح الرسالة) لوحده، ومثله ابن خلكان في (وفيات الأعيان 3/ 219) . وقد وقع في: مرآة الجنان 3/ 41: «كتاب المعرفة» ، وهو تصحيف، ومع ذلك فصل بينه وبين «شرح الرسالة» .
[4] في شروح سقط الزند: «أعيا» .
[5] البيتان في: شرح سقط الزند 1740، والذخيرة ق 4 ج 2/ 518، وفوات الوفيات 2/ 420، وسير أعلام النبلاء 17/ 430، 431.
والملك الضّليل: هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، سمّي بذلك لأنه أضلّ ملك أبيه.
[6] طبقات الفقهاء للشيرازي 168، 169.
[7] في: البداية والنهاية: «عن ملالة» ، وفي الأصل: «قلا» .
[8] في: ترتيب المدارك: «لعمرك ما فارقتها عن ملالة» .

(29/86)


ولكنّها ضاقتْ عليّ بأسْرِها [1] ... ولم تكنِ الأرزاقُ فيها تُساعفُ
وكانت كخِلٍّ كنتُ أهوى دُنُوَّه ... وأخلاقُهُ تَنْأى به وتخالِفُ [2] [3]
قلت: وله:
ونائمةٍ قبَّلتُها فتَنَبَّهَتْ ... وقالتْ: تعالَوْا فاطْلُبوا اللِّصَّ بالحدِّ
فقلت لها: إنّي لثمتُك [4] غاصبٌ [5] ... وما حكموا في غاصب بسِوى الرّدِّ
خُذيها وفُكِّي [6] عن أثيمٍ ظُلامةً [7] ... وإن أنتِ لم تَرْضَيْ فألفًا من [8] العدِّ
فقالت: قِصاصٌ يشهدُ العقلُ أنّهُ ... على كَبِدِ الجاني ألذُّ من [9] الشَّهْدِ
وكانت [10] يميني وهي [11] هِميان خصْرها [12] ... وباتت [13] يساري وهي [14] واسطةُ العِقْدِ
وقالت: ألم أُخْبِرْ [15] بأنّك زاهِدٌ؟ ... فقلت: بلى [16] ، ما زلت أزهد في الزّهد [17]
__________
[1] في: ترتيب المدارك: «برجها» .
[2] في: ترتيب المدارك: «وتجانف» .
[3] الأبيات في: طبقات الفقهاء 169، وترتيب المدارك 4/ 693، وتاريخ دمشق 10/ 1306، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 283، وتبيين كذب المفتري 250، والمنتظم 8/ 61 (15/ 221) ، ووفيات الأعيان 3/ 220، والبداية والنهاية 12/ 32، وفوات الوفيات 2/ 420، ومرآة الجنان 3/ 42.
[4] هكذا في الأصل. وفي: الذخيرة، ووفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء، وفوات الوفيات، ومرآة الجنان، والبداية والنهاية، وبدائع الزهور: «فديتك» .
[5] في الأصل: «غاصبا» ، والتصحيح من مصادر التخريج.
[6] هكذا في الأصل، وفي المصادر: «وكفّي» ، وفي (الذخيرة) : «وخطّي» .
[7] في البداية والنهاية: «طلابة» وهو غلط.
[8] في المصادر: «على» بدل «من» .
[9] تصحّف في: مرآة الجنان: «الجاني الدين» .
[10] هكذا في الأصل. وفي: سير أعلام النبلاء: «وبانت» ، وفي فوات الوفيات، ووفيات الأعيان، والبداية والنهاية: «فباتت» .
[11] في الذخيرة: «رهن» .
[12] في الأصل: «بخصرها» ، والتصويب من مصادر التخريج.
[13] في: سير أعلام النبلاء: «وبانت» ، والمثبت أعلاه يتفق مع بقيّة مصادر التخريج.
[14] في الذخيرة: «رهف» .
[15] في البداية والنهاية: «تخبر» .
[16] هكذا في الأصل، والذخيرة، وسير أعلام النبلاء، ووفيات الأعيان. أما في: فوات الوفيات:
«فقلت لها» .
[17] الأبيات في: الذخيرة ق 4 ج 2/ 518، ووفيات الأعيان 3/ 220، 221، وسير أعلام النبلاء

(29/87)


وذكره القاضي عياض فقال [1] : ولي قضاء الدّينَوَر وغيرها. وقد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، وتفقّه على كبار أصحابه ابن القصّار، وابن الجلْاب. ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر بن الباقِلانيّ. وصنَّف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح «المدوّنة» [2] وكتاب «الأدلّة في مسائل الخلاف» ، وكتاب «النُّصْرة لمذهب مالك» [3] ، وكتاب «عيون المسائل» .
وخرج من بغداد لإملاقٍ أصابه [4] .
وقيل: إنّه قال في الشّافعيّ شيئًا، فخاف على نفسه فخرج.
حدَّثني بكتاب «التّلقين له أبو عليّ الصَّدَفيّ، ثنا مهديّ بن يوسف الورّاق، عنه.
قلتُ: وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة [5] .
وأخوه.
__________
[ () ] 17/ 431، وفوات الوفيات 2/ 420، 421، والبداية والنهاية 12/ 33، وشذرات الذهب 3/ 224، ووردت الأبيات الأربعة الأولى في: مرآة الجنان 3/ 42، والبيتان الأولان فقط في:
بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 214.
[1] ترتيب المدارك 4/ 692.
[2] وقال: لم يتم.
[3] في ترتيب المدارك: «النصرة لمذهب إمام دار الهجرة» .
[4] قال ابن بسّام: «نبت به بغداد كعادة البلاد بذوي فضلها، وعلى حكم الأيام في محسني أهلها، فخلع أهلها، وودّع ماءها وظلّها، وحدثت أنه شيّعه يوم فصل عنها من أكابرها وأصحاب محابرها جملة موفورة وطوائف كثيرة، وأنه قال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشيّة، ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية» . (الذخيرة ق 4 ج 2/ 526) .
وقال: «ثم توجّه إلى مصر فحمل لواءها، وملأ أرضها وسماءها، واستتبع سادتها وكبراءها، وتناهت إليه الغرائب، وانثالت في يديه الرغائب، فمات لأول ما وصلها من أكلة اشتهاها فأكلها» وزعموا أنه قال وهو يتقلّب، ونفسه يتصعّد ويتصوّب: «لا إله إلّا الله، إذا عشنا متنا» .
[5] انظر له مقطّعات وأبياتا في: الذخيرة، ووفيات الأعيان، وغيره، ومن شعره:
يزرع وردا ناضرا ناظري ... في وجنة كالقمر الطالع
فلم منعتم شفتي قطفها ... والحلّ أنّ الزّرع للزارع
وقوله في الغزل:
وتفّاحة من كفّ ظبي أخذتها ... جناها من الغصن الّذي مثل قدّه
لها لعس خدّيه وطيب نسيمه ... وطعم ثناياه وحمرة خدّه
(بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 213 و 214) .

(29/88)


- أبو الحسن محمد [1] .
كان أديبًا شاعرًا، تُوُفّي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة [2] .
وتوفّي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. قاله ابن خَلِّكان [3] 68- علي بن أحمد الْجُرجَانيّ الزّاهد [4] .
عُرِف بابن عَرَفَة.
يروي عن: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
69- عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان [5] .
أبو الحسن البغدادي الطِّرازي [6] الحنبليّ [7] الأديب.
وسمع ابنه هذا من: الأصمّ، وأبي حامد أحمد بْن علي بْن حَسْنَوية المقرئ، وأبي بكر محمد بن المؤمّل، وأبي عِمْرو بن مطر، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [8] ، وأبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحِيريّ، وصاعد بن سَيّار الهَرَويّ، وآخرون.
وهو آخر من حدّث عن الأصمّ في الدّنيا.
تُوُفّي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة.
70- علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه [9] .
__________
[1] هو: أبو الحسن محمد بن علي. انظر عنه في:
وفيات الأعيان 3/ 222 رقم (104) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 432 (في آخر ترجمة أخيه «عبد الوهاب» ، والديباج المذهب 2/ 29، وشذرات الذهب 3/ 225.
[2] وقع في: الديباج المذهب أنه توفي سنة 430 هـ.
[3] في: وفيات الأعيان 3/ 222 رقم (105) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (علي بن محمد بن محمد) في:
الأنساب 8/ 225، (دون ترجمة) ، والعبر 3/ 150، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 409، رقم 269، وشذرات الذهب 3/ 225.
[6] الطّرازيّ: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد الألف. هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرّزة، أو يستعملها. (الأنساب 8/ 224) .
[7] لم يذكره ابن أبي يعلى في: (طبقات الحنابلة) .
[8] ولم يذكره في تاريخه.
[9] انظر عن (علي بن يحيى) في:

(29/89)


أبو الحسن الأصبهاني. إمام جامع أصبهان.
سمع: محمد بن أحمد بن الحسن الكِسائيّ، وأحمد بن بُنْدَار الشعار، وَعَبُدَ الله بْنُ الْحَسَنُ بْنُ بندار السَّدُوسيّ [1] ، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطّبرانيّ، وابن حمزة، وجماعة بأصبهان.
والفارق الخطّابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، وأحمد بن القاسم بن الرّيّان بالبصرة.
وإبراهيم بن محمد الدَّيْبُليّ [2] بمكّة.
وأملى [3] عدّة مجالس وقع لنا منها [4] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب [5] ، ومحمد بن عبد الجبار الفِرْسانيّ [6] ، ورَوْح ابن محمد الدّارانيّ الصُّوفيّ، وفضلان بن عثمان القَيْسيّ، وآخرون.
توفّي في المحرّم [7] .
__________
[ () ] العبر 3/ 150، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 478، 479 رقم 316، وشذرات الذهب 3/ 225، وتاريخ التراث العربيّ، المجلد الأول، الجزء الأول 472 رقم 320.
[1] السّدوسيّ: بضم الدال المهملة والواو بين السينين المهملتين أولاهما مفتوحة. هذه النسبة إلى جماعة قبائل، منها: سدوس بن شيبان وهو في ربيعة، وهو سدوس بن ذهل. وقال ابن حبيب:
في تميم سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة. منها: بشير بن معبد بن الخصاصية السدوسي سدوس شيبان بن بكر بن وائل من الصحابة المهاجرين. (الأنساب 7/ 57) .
[2] الدّيبليّ: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وضم الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى ديبل، وهي بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند، ويجتمع المياه العذبة من مولتان ولوهور والسند وكشمير بديبل ومن ثم تنصبّ إلى البحر الكبير. (الأنساب 5/ 393) .
[3] في الأصل: «أملا» .
[4] منها مجلس ضمن مجموع في الحديث بالمكتبة الظاهرية، رقم 66 (انظر: تاريخ التراث العربيّ 1/ 472) .
[5] ولم يذكره في تاريخه.
[6] الفرسانيّ: بكسر الفاء أو ضمّها، والله أعلم، وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان. قال ابن السمعاني: وكنت أظنّ أنها بضمّ الفاء إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا: بكسر الفاء. (الأنساب 9/ 270) وانظر: الإكمال لابن ماكولا 7/ 84.
[7] قال فؤاد سزكين في (تاريخ التراث العربيّ، مجلّد 1 ج 1/ 472) : «وكان يعيش حتى حوالي سنة 420 هـ» .

(29/90)


- حرف الميم-
71- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله بن جعفر بن خرْجُوش [1] .
أبو الفَرَج الشِّيرازيّ الخرْجوشيّ [2] .
حدَّث ببغداد ودمشق عن: أبيه، والحسن بن سعيد المّطّوعيّ المقرئ، ومحمد بن خفيف الزاهد، والطيب بن علي التميمي، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال [3] : كتبنا عنه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان صالحًا فاضلًا، ثقة أديبًا [4] .
تُوُفيَ ببغداد فِي آخر العام.
وروى عنه: عليّ بن محمد بن شجاع، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو إسحاق الشّيرازيّ الفقيه، وأبو سعْد السّمّان.
حدَّثه المّطّوعيّ عن: أبي مسلم الكّجّي، وأبي عبد الرحمن النّسائي.
72- محمد بن علي بن مخلد الوراق [5] .
أبو الحسين.
بغدادي صدوق.
روى قليلا عن: أبي بكر القطيعيّ، وغيره.
وعنه: الخطيب [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 336، 33 رقم 839، والأنساب 5/ 79، 80، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني 48، ومعجم البلدان 2/ 258، ومختصر تاريخ دمشق 23/ 38 رقم 63.
[2] الخرجوشى: بفتح الخاء وسكون الراء وضم الجيم وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى خرجوش. وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 5/ 79) .
[3] في تاريخه 2/ 336.
[4] في: تاريخ بغداد: «وكان شيخا صالحا ديّنا فاضلا ثقة» .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن مخلد) في:
تاريخ بغداد 3/ 94، 95 رقم 1092.
[6] وهو قال: «وكان صدوقا كثير الكتاب، ولم يحدّث إلّا بشيء يسير، كتبت عنه. وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو الحسين بن مخلد ثقة، مات ابن مخلد وأنا غائب عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان» .

(29/91)


73- محمد بن عليّ بن موسى [1] .
أبو الحسن الجرجانيّ الطّبريّ.
روى عن: عبد الله بن عَدِيّ، والإسماعيليّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة. قاله حمزة السَّهْمي.
74- محمد بن عليّ بن الطّبيّب [2] .
أبو الحسن المعدّل.
مات ببغداد عن ستٍّ وثمانين سنة.
له عن: أبي الفضل الزُّهريّ.
وعنه: أبو بكر الخطيب [3] ، وقال: ثقة [4] .
75- محمد بن القاسم بن أحمد [5] .
الأستاذ أبو الحسن النَّيْسابوري الماوَرْديّ، المعروف بالقُلُوسيّ [6] . مصنّف كتاب «المصباح» ، وغيره.
كان فقيهًا متكلّمًا أُصُوليًّا واعظًا، مصنِّفًا.
حدَّث عن: أبي عَمْرو بن مطر، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الحسن
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن موسى) في:
تاريخ جرجان 461، 462 رقم 913 وقية: «محمد بن موسى ابن الطبري الجرجاني، ذكر أنه من أولاد محمد بن مسلم بن وارة» .
[2] انظر عن (محمد بن علي بن الطبيب) في:
تاريخ بغداد 3/ 94 رقم 1091 وفيه: «محمد بن علي بن محمد» .
[3] وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا.
[4] وقال الخطيب: سمعت أبا الحسن بن الطبيب يقول: ولدت يوم الأحد لست خلون من صفر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ومات في ليلة الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وكنت وقت وفاته بأصبهان.
[5] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
المنتخب من السياق 35، 36 رقم 43، والوافي بالوفيات 4/ 339، ومعجم المؤلّفين 11/ 136.
[6] القلوسي: بضم القاف واللام بعدهما الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى القلوس، وهو جمع قلس، وهو الحبل الّذي يكون في السفينة. (الأنساب 10/ 219) .
أقول: وقع في (المنتخب من السياق 35) : «الفلوسي» بالفاء، وهذا غلط.

(29/92)


السّرّاج، وأبي الحسن محمد بن عبد الله السّليطيّ، وجماعة فأكثر.
قال عبد الغافر بن إسماعيل [1] : أنبأ عنه خالي أبو سعد عبد الله.
76- محمد بن مروان بن زُهْر [2] .
أبو بكر الإياديّ [3] الإشبيليّ.
حدَّث بقُرطُبة عن: أبي بكر محمد بن معاوية القُرشيّ، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عليّ القاليّ، ومحمد بن حارث القيروانيّ [4] .
وكان فقيهًا حافظًا لمذهب مالك، حاذقًا في الفتوى، مقدّمًا في الشُّورى.
أكثرَ النّاسُ عنه.
روى عنه: أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وأبو محمد بن خَزْرَج، وعبد الرحمن بن محمد الطُّلَيْطُليّ، وأبو حفص الزَّهْراويّ، وحاتم بن محمد [5] ، وجُمَاهِر بن عبد الرحمن، وأبو المطِّرف بن سَلَمة.
وكان واسع الرّواية. عُمّر ستًّا وثمانين سنة [6] .
__________
[1] في: المنتخب 36.
[2] انظر عن (محمد بن مروان) في:
ترتيب المدارك 4/ 747، والصلة لابن بشكوال 2/ 514، 515 رقم 1122، وبغية الملتمس 130 رقم 280 وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 513، 435، ووفيات الأعيان 4/ 437 رقم (200) ، والعبر 2/ 150، وسير أعلام النبلاء 17/ 422، 423 رقم 278، والوافي بالوفيات 5/ 16 رقم 1974، ونفح الطيب 2/ 244، 245، وشذرات الذهب 3/ 225، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 74 (في ترجمة: حاتم بن محمد الطرابلسي) . و «زهر» : بضم الزاي وسكون الهاء وبعدها راء (وفيات الأعيان 4/ 437) .
[3] الإياديّ: بكسر الألف وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان وتشعّبت منه القبائل. (الأنساب 1/ 394) .
[4] في الأصل: «القرولي» ، والتصحيح من: سير أعلام النبلاء 17/ 422.
[5] هو: حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم أبو القاسم التميمي الطرابلسي الأندلسي القرطبي. أصله من طرابلس الشام، توفي سنة 469 هـ. (انظر ترجمته ومصادرها في:
موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا- ج 2/ 67- 74 رقم 385) .
[6] قال القاضي عياض: «وبه تفقّه أهل طليطلة» . قال محمد بن الحصار الخولانيّ: «كان فقيها مشاورا من أهل العلم، والحفظ للمسائل، قائما بها، مطبوعا في الفتيا على الأصول ... ولما قام أبو القاسم بن عبّاد في الفتنة بإشبيليّة واقتنصها ملكا لنفسه واحتاط لحاله، فنكب كل من خشي على نفسه من كبرائها منه، وكان الرجل حيث كان جلالة وعلما، فخاف على نفسه

(29/93)


وهو والد الطّبيب الماهر.
- أبي مروان عبد الملك [1] .
وجدَّ الطبيب الكبير الرئيس.
- أبي العلاء زهر بن عبد الملك [2] .
__________
[ () ] وسكن طليطلة مدّة، فعندها أخذ الطليطليون عنه، وتفقّهوا معه، ثم ردّ بالثغور الشرقية، إلى أن مات، واقتطع بنو عبّاد عند مغيبه أمواله واستصفوها، وكانت واسعة» . (ترتيب المدارك 4/ 747) . وقال ابن دحية: كان عالما بالرأي، حافظا للأدب، فقيها حاذقا بالفتوى، مقدّما في الشورى متفنّنا في الفنون، وسيما، فاضلا، جمع الرواية والدراية، وتوفي بطلبيرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وهو ابن ست وثمانين سنة، وحدّث عنه جماعة من العلماء الأندلسيين، ووصفوه بالدين والفضل والجود والبذل. (المطرب 203، وفيات الأعيان 4/ 437 رقم (200)) .
وقال أبو عبد الله الخولانيّ: كان من أهل العلم والحفظ للمسائل، قائما بها، مطبوع الفتيا على الأصول. وقال ابن خزرج: كان فقيها عالما بالحديث والرأي، واقفا على المسائل، مطبوع الفتيا، معتنيا بطلب العلم قديما، واسع الرواية عن علماء الأندلس.
وقال أبو المطرّف الطليطلي: قدم علينا من إشبيلية سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكان شيخا وسيما فاضلا، عالما بالمسائل والآثار، متفنّنا في العلوم وقورا أصيلا، يألم في جلوسه، فقيل له في ذلك، فأنشأ يقول:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا- لا أبا لك- يسأم
(الصلة 2/ 515) والشعر لزهير بن أبي سلمى.
[1] انظر عن (أبي مروان عبد الملك) في:
ترتيب المدارك 4/ 747، ووفيات الأعيان 4/ 436، 437 رقم (199) ، والمغرب في حلي المغرب 1/ 270، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 64، والتكملة لابن الأبّار 616 رقم 1691، والمطرب لابن دحية 203، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي، السفر الخامس، ق 1/ 37 رقم 90، وطبقات الأمم لصاعد 84، وسير أعلام النبلاء 17/ 422، 423 (في ترجمة أبيه) ، ومثله في: العبر 3/ 150، والوافي بالوفيات 5/ 16، ونفح الطيب 2/ 244.
قال القاضي عياض: «بنو أزهر النّجباء، منهم ابنه عبد الملك بن أبي بكر. ثم مال إلى الطب ففاق، ورأس أهل وقته» . (ترتيب المدارك 4/ 747) .
وقال ابن دحية: إنه رحل إلى المشرق، وبه تطبّب زمانا طويلا، وتولّى رياسة الطبّ ببغداد، ثم بمصر، ثم بالقيروان، ثم استوطن مدينة دانية، وطار ذكره منها إلى أقطار الأندلس والمغرب، واشتهر بالتقدّم في علم الطب حتى بذّ أهل زمانه، مات بمدينة دانية. (المطرب 203، وفيات الأعيان 4/ 436، 437 رقم (199)) .
[2] انظر عن (زهر بن عبد الملك) في:
ترتيب المدارك 4/ 747، 748، والمطرب 203، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 64، والتكملة لابن الأبار 344، وسير أعلام النبلاء 17/ 422، 423، ونفح الطيب 2/ 245.
قال القاضي عياض إنه فاق أهل وقته جلالة وعلما وجاها ومكانة عند الرؤساء، والخاصة والعامّة. مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. (ترتيب المدارك) .

(29/94)


وجدُّ جدَ.
- أبي بكر محمد بن عبد الملك [1] .
المتوفّى سنة خمس وتسعين وخمسمائة [2] .
77- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ بن مَخْلَد [3] .
أبو عبد الله المَخْلَديّ [4] النَّيْسابوريّ المعدّل.
من بيت التّزكية والحديث. ثقة، نبيل.
حدّث عن: إسماعيل بن نُجيد، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، ومحمد بن الحسن السراج، وجماعة.
وخرجت له فوائد.
روى عنه: أبو سعد عبد الله بن القشيري، ومحمد بن يحيى بن المزكي.
78- محمد بن يوسف بن أحمد [5] .
__________
[ () ] وقد جاء في الحاشية رقم (1) ص 748 أنه توفي ودفن بطلبيرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وذكر محقّقه الدكتور أحمد بكير محمد إلى جانب ذلك كتاب «الصلة» .
«وأقول» : إن الموجود في «الصلة» لابن بشكوال هو: «محمد بن مروان بن زهر» جدّ أبي العلاء هذا، وهو الّذي توفي بطلبيرة سنة 422 هـ. فليراجع.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
معجم الأدباء 18/ 216- 225، والتكملة لابن الأبار 555، والمطرب لابن دحية 203، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 67، ووفيات الأعيان 4/ 434- 436 رقم 2، 6، وزاد المسافر لأبي بحر المرسي 71، والذيل والتكملة 6/ 160 (نسخة باريس) ، والمعجب 145، والمغرب في حلي المغرب 1/ 266، والعبر 4/ 288، وسير أعلام النبلاء 17/ 423، والوافي بالوفيات 4/ 39، ونفح الطيب 2/ 247- 253 و 3/ 434، وشذرات الذهب 4/ 320.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 423: «بقي إلى سنة خمس وتسعين وخمس مائة» وقد أكّد ابن دحية وفاته في آخر هذه السنة (المطرب 204) .
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
المنتخب من السياق 35 رقم 42.
[4] المخلديّ: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الدالة المهملة. هذه النسبة إلى مخلد، وهو اسم لجدّ بعض المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 187) وفيه ترجمة والد صاحب هذه الترجمة (11/ 188) .
[5] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 3/ 411 رقم 1544، ومختصر تاريخ دمشق 23/ 365 رقم 391، والعبر 3/ 150، وسير أعلام النبلاء 17/ 423، وشذرات الذهب 3/ 225.

(29/95)


أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج، الحافظ.
توفي كهلا ولم يمتع بسماعه.
روى عن: أبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، وأبي عمر الهاشميّ البصْريّ، وعبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس، وطبقتهم.
ورحل إلى العراق، والشّام، ومصر.
حدَّث عنه: الخطيب [1] ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وتُوُفّي ببغداد.
79- المبارك بن سعيد بن إبراهيم [2] .
أبو الحسين التّميميّ [3] النَّصيبيّ [4] ، قاضي دمشق وخطيبها.
روى عن: المظفّر بن أحمد بن سليمان، والحسن بن خالُوَيْه النَّحْويّ، والقاضي أبي بكر الأبْهَريّ.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ، [5] ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وجماعة.
تُوُفّي في رجب بدمشق.
80- مكّيّ بن عليّ بن عبد الرّزّاق [6] .
أبو طالب البغدادي الحريريّ، المؤذّن.
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبا سليمان
__________
[1] وقال: «وكتبت عنه شيئا يسيرا.... وكان صدوقا له معرفة بالحديث. وقد درس شيئا من فقه الشافعيّ، وله مذهب مستقيم وطريقة جميلة» . (تاريخ بغداد 3/ 411) .
وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 423: «وقلّ ما خرّج عنه» .
[2] انظر عن (المبارك بن سعيد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 486، ومختصر تاريخ دمشق 24/ 81 رقم 40.
[3] في: مختصر تاريخ دمشق «التيمي» .
[4] النّصيبيّ: بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحّدة، هذه النسبة إلى نصيبين، وهي بلدة عند آمد وميّافارقين من ناحية ديار بكر.
(الأنساب 12/ 96) .
[5] وهو قال: «حدّث عن ابن أبي شيخ النصيبي وغيره، وحدّث بكتاب «شرح الأبهريّ» عنه، وبكتاب «القراءات» عن ابن خالويه، كان يخطب بدمشق للمغاربة ويقضي لهم»
[6] انظر عن (مكي بن علي) في:
تاريخ بغداد 13/ 121 رقم 7103.

(29/96)


الحرّانيّ، وأبا إسحاق المزكّيّ، وجماعة.
روى عنه: الخطيب، ووثّقه، ونصر بن البَطِر، وجماعة.
81- منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد [1] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ المفسِّر.
تُوُفّي في هذه السّنة قبل الطِّرازِيّ.
روى عن: أبي العبّاس الأصمّ [2] .
سمع منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وروى عنه في عدّة مواضع، وعبد الواحد بن القشيريّ. وكان مولده في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
وسمع أيضًا من: أبي الحسن الكارَزَيّ، وأبي عليّ الحافظ، وجماعة.
وطال عمره.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
- حرف الياء-
82- يحيى بْن عمّار بن يحيى بن عمّار بن العَنْبَس [3] .
الإمام الواعظ أبو زكريّا الشّيبانيّ النّيهيّ [4] السِّجِستانيّ [5] .
انتقل من سِجِسْتان إلى هَرَاة، عندَ جَوْر الأمراء، فعظُم شأنُه بهَرَاة، وكثُر أتباعه، واقتدوا به.
__________
[1] انظر عن (منصور بن الحسين) في:
العبر 3/ 151، وسير أعلام النبلاء 17/ 441، 442 رقم 295، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 338.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 441: «وسمع من أبي العباس الأصمّ، وكاد أن ينفرد به»
[3] انظر عن (يحيى بن عمّار) في:
العبر 3/ 151، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 481- 483 رقم 318، ومرآة الجنان 3/ 42، وشذرات الذهب 3/ 226.
[4] النّيهيّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار صغيرة. (الأنساب 12/ 188) .
[5] السّجستاني: بكسر السين المهملة والجيم، وسكون السين الأخرى، بعدها ناء منقوطة بنقطتين من فوق. نسبة إلى سجستان، وهي إحدى البلاد المعروفة بكابل. (الأنساب 7/ 45) .

(29/97)


روى عن: أبيه، وأبي عليّ حامد بن محمد الرّفّاء، وعبد الله بن عدي بن حمدويه الصابوني لا الْجُرْجَانيّ، وأخيه محمد بن عَدِيّ، ومحمد بن إبراهيم بن جَناح.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ وتخرّج به، وأبو نصر الطَّبْسيّ، وأبو محمد عبد الواحد الهَرَويّ، وغيرهم.
وكان متصلِّبًا على المُبْتدعة والْجَهْمية. وله قبولٌ زائد عند الكافّة لفصاحته وحسن موعظته. عملوا له المنبر وكان يعِظ. وقد فسَّر القرآن من أوّله إلى آخره للنّاس، وختمه سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثمّ افتتحه ثانيا فتُوُفِّيَ يُفسِّر في سورة القيامة [1] . وصلّى عليه الإمام أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد.
تُوُفّي في ذي القِعْدة، وله تسعون سنة.
وفيه يقول جمال الإسلام الدّاوديّ:
وسائلٍ: ما دهاك اليوم؟ قلتُ لَهُ: ... أنكرتِ حالي وأَنى وقتُ إنكارِ
أما ترى الأرضَ من أقطارِها نَقَصَتْ ... وصار أقطارُها يبكي لأقطارِ
لموتِ أفضلِ أهلِ العصرِ قاطِبةً ... عمّارِ دينِ الهُدى يحيى بن عمّار
قرأتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخَلالِ [2] : أَخْبَرَكُمْ ابْنُ اللُّتِّيُّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، أَنَا دَعْلَجٌ.
(ح) [3] قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ إِمْلَاءً، أَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عَمْرٍو، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟
فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ... » الْحَدِيثَ [4] .
__________
[1] رقمها (75) .
[2] في الهامش: «ث. قرأته على عليّ بن عبد الهادي، أنا أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللّتّي» .
[3] رمز بمعنى تحويلة.
[4] وتتمّته: «وإن أمّر عليكم عبد حبشيّ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي

(29/98)


وذكر السّلَفيّ في «معجم بغداد» له قال: قال أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْد اللَّهِ بْن محمد الأَنْصَارِيُّ: كَانَ يحيى بن عمّار مَلِكًا في زِيِّ عالمٍ. كان له مُحِبٌّ مُثْري يحمل إليه كلَّ عامٍ مائة ألف دينار هَرَوِيّة.
ولمّا تُوُفْي يحيى وجدوا في ترِكته أربعين بِدْرةً لم يُنفق منها شيئًا، ولم يكسر عنها الخَتْم [1] .
قال شيخ الإسلام الأنصاريّ: سمعتُ يحيى بن عمّار يقول: العلوم خمسة: علمٌ هو حياة الدّين وهو علم التّوحيد، وعلمٌ هو قُوت الدّين وهو علم العِظَة والذِّكْرِ، وعلمٌ هو دواء الدّين وهو الفِقْه، وعلمٌ هو داء الدّين وهو أخبار فِتَن السَّلف [2] ، وعلمٌ هو هلاك الدّين وهو علم الكلام.
وأراه ذكر النّجوم [3] .
83- يحيى بن نجاح [4] .
أبو الحسين بن الفلاس [5] الأمويّ، مولاهم القرطبيّ.
__________
[ () ] وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» .
وهو حديث صحيح ليس له علّة، كما قال الحاكم في (المستدرك على الصحيحين 1/ 96) ووافقه المؤلّف- رحمه الله- في تلخيصه 1/ 96، وأخرجه ابن أبي عاصم (55) من طريق:
الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الله بن العلاء، حدّثني يحيى بن أبي المطاع، سمعت العرباض بن سارية ... ، والدارميّ في سننه 1/ 44، 45 من طريق أبي عاصم النبيل، وابن حبّان في صحيحه (1021) ، والترمذي (2676) ، وأخرجه ابن أبي عاصم من طرق أخرى (27) و (32) و (57) ، وابن ماجة (42) .
[1] وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 482: «وكان يحيى بن عمّار من كبار المذكّرين، لكن ما أقبح بالعالم الداعي إلى الله الحرص وجمع المال!» .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 482: «وهو أخبار ما وقع بين السلف» .
[3] ذكر المؤلف في (سير أعلام النبلاء 17/ 482) : «قلت: وعلم الأوائل» .
[4] انظر عن (يحيى بن نجاح) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 665 رقم 1462، ومعجم البلدان 3/ 367، وملء العيبة للفهري 2/ 230، وفهرسة ابن خير 495، وسير أعلام النبلاء 17/ 423، 424 رقم 280، والنجوم الزاهرة 4/ 276، وكشف الظنون 977، وهدية العارفين 2/ 518، وإيضاح المكنون 2/ 4، ومعجم المؤلفين 13/ 234.
وقد سبق أن ذكره المؤلّف- رحمه الله- في المتوفّين سنة 410 هـ. تخمينا.
[5] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء. أما في: الصلة، والنجوم الزاهرة، ومعجم المؤلّفين، وملء العيبة: «القلّاس» (بالقاف) .

(29/99)


رحل وحجّ، واستوطن مصر. وكان عالمًا زاهدًا ورِعًا.
وهو مُصنِّف كتاب «سُبُل الخيرات في المواعظ والرّقائق» . وهو كثير بأيدي النّاس. وقد رواه بمكة.
أخذه عنه: أبو محمد عبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ [1] ، وأبو يعقوب بن حمّاد.
__________
[1] الشّنتجاليّ: نسبة إلى شنت جالة، مدينة بالأندلس. (معجم البلدان 3/ 367) في طرف كورة تدمير مما يلي الجوف، ويقال لها أيضا: «جنجالة» ، وإليها ينسب الوطاء الجنجالي لعمله بها.
(الروض المعطار 347) وانظر: «جنجالة» : حصن في شمال مرسية. (الروض 174) وانظر:
«جنجالة» في: نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 538 و 560 وفيه: جنجالة مدينة متوسطة القدر، حصينة القلعة، منيعة الرقعة.
وقد جاء في: الصلة 2/ 665، وملء العيبة 2/ 230: «الشنتجيالي» (بالياء بعد الجيم) .

(29/100)


سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
84- أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس [1] .
أبو الحسين البغداديّ الصَّيْدلانيّ [2] المقرئ.
سمع: أبا طاهر المخلّص.
وكان أحد [3] القرّاء المذكورين بإتقان السَّبْع. له في ذلك تصانيف. تُوُفّي شابًّا.
وقد كان النّاس يقرءون عليه في حياة الحمّاميّ لِعلمه.
قال الخطيب [4] : حضرته ليلة في الجامع، فقرأ في تلك الليلة ختمتين.
قبل أن يطلع الفجر.
قلت: صنَّف كتاب «الواضح في القراءات العَشر» . قرأ به عليه: عبد السّيّد بن عتّاب في سنة اثنتين وعشرين، عن قراءته على عليّ بن محمد بن يوسف العلاف، وعبد الملك بن بكران النَّهْروانيّ، وطبقتهما.
85- أحمد بن عليّ بن عبدوس [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن رضوان) في:
تاريخ بغداد 4/ 161 رقم 1836، ومعرفة القراء الكبار 1/ 387، 388 رقم 323، وغاية النهاية 1/ 54 رقم 230، وإيضاح المكنون 2/ 699، ومعجم المؤلفين 1/ 223.
[2] الصيدلاني: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الدال المهملة، وبعدها اللام ألف، والنون. هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير. (الأنساب 8/ 122) .
[3] هكذا في الأصل ومعرفة القراء 1/ 387، أما في: تاريخ بغداد 4/ 161: «وكان آخر» .
[4] في تاريخه. ووصفه بحسن الحفظ، وإتقان الروايات، وضبط الحروف. وقال: نقلت عنه، ولم يحدّث لأنّ المنيّة عاجلته ... وحضرته ليلة في مسجد الجامع بمدينة المنصور وهو يقرأ في حلقة الإدارة، فختم في تلك الليلة ختمتين ... » ،
[5] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ بغداد 4/ 323 رقم 2131.

(29/101)


أبو نصر الأهوازيّ الجصّاص المعدّل.
سمع من: أبي عليّ بن الصّوّاف، وابن خلّاد النَّصِيبيّ ببغداد، وأبي القاسم الطّبْرانيّ، وأبي الشيخ بأصبهان.
قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان ثقة ثَبْتًا.
ثمّ رجع إلى الأهواز، وبقي إلى سنة ثلاثٍ وعشرين.
86- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد [1] بن خشكان [2] .
أبو نصر الْجُدَاميّ [3] النَّيْسَابوريّ.
سمع: إسماعيل بن نُجَيْد، ومحمد بن جعفر بن محمد المزكّيّ.
وعنه: حفيده الحاكم عُبَيْد الله بن عبد الله الخُشْكانيّ.
مات فِي ربيع الآخر [4] .
87- أَحْمَد بْن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللُّنْبانيّ [5] .
الصُّوفيّ الأصبهاني.
سمع: أبا الشّيخ.
وله تصانيف [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق 85 رقم 187.
[2] في الأصل: «خشكان» ، وفي (المنتخب) «حسكان» .
[3] في (المنتخب) : «الحذاء الحنفي أبو نصر جدّ الحاكم» .
[4] في (المنتخب) : «ذكر حافده (كذا) أنه ولد تخمينا سنة نيّف وعشرين وثلاثمائة لأنه ذكر أنه استقبل به أبوه لما انصرف من الغزو في صحبة الإمام أبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، وكان تاريخ ذلك القفول سنة ثلاثين وثلاثمائة. وذكر أنه سمع جماعة قبل الأصمّ فمن دونه، وضاعت كتبه في حجّته الأولى مع أبي القاسم النصرآباذيّ سنة خمس وستين على أيدي العيّارين، فاقتصر في الرواية على الأصمّ فمن دونه.
قال أبو صالح: سمعت منه في شهور سنة ست عشرة وأربع مائة، وكان يغلط في حديثه، ويأتي بما لا يتابع عليه» .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد اللنباني) في:
معجم البلدان 5/ 23، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 559. و «اللّنبانيّ» : بضم اللام وسكون النون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلّة، يقال لها: باب لنبان. (الأنساب 11/ 32) .
[6] وصفه ياقوت بأنه راوي كتب ابن أبي الدنيا. (معجم البلدان 5/ 23) .

(29/102)


88- إسماعيل بن إبراهيم بن عُرْوة [1] .
أبو القاسم البُنْدار.
حدَّث عن: أبي بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في المحرّم.
قلت: وروى عنه: البيهقيّ في النّكاح، فقال: ثنا أبو سهل بن زياد القطّان.
عاش خمسًا وثمانين سنة [2] .
89- أحمد بن محمد بن أحمد بن زنْجُوِيه [3] .
أبو الحسن المزكّيّ.
روى عن: أبي بكر القبّاب.
وله رحلة إلى العراق.
مات في شوّال.
90- إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عُبَيْد الله [4] .
أبو محمد العسقلانيّ الأديب.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد الحندريّ [5] العسقلانيّ، ومحمد بن
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في:
البعث والنشور للبيهقي 234، وتاريخ بغداد 6/ 313 رقم 3359، والمنتظم 8/ 780 رقم 83 (15/ 230، 231 رقم 3177) .
[2] قال محمد بن علي الصوري: قال لي ابن عروة: ولدت في النصف من رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته. ومن حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم على سابقتها، أبقيت عليها هنا حسب سياق المؤلّف- رحمه الله-.
[4] انظر عن (إسماعيل بن رجاء) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 512، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 349، 350 رقم 363، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 22، 23، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 164 رقم 764، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 470، 471 رقم 308.
وسيعاد في وفيات سنة 428 هـ. برقم (258) وقد ورد في (تهذيب تاريخ دمشق، والموسوعة) «عبد الله» بدل «عبيد الله» اسم جدّه الأعلى.
[5] الحندري: بضم الحاء والدال المهملتين بينهما النون الساكنة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى حندر، قال ابن السمعاني: وظنّي أنها من قرى عسقلان بالشام. (الأنساب 4/ 249) وقد

(29/103)


محمد بن عبد الرّحيم القيسرانيّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
وقرأ بصيداء على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدّيْنَوَريّ.
روى عنه: أبو نصر بن طلّاب [1] ، وأبو عبد الله القُضَاعيّ، وأبو عَمْرو الدّانيّ، ومحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ.
ومات بالرّملة في رمضان.
- حرف الجيم-
91- جعفر بن أحمد بن جعفر بن لُقمان [2] .
أبو الفَرَج.
حدَّث في هذا العام بمصر عن: حمزة الكِنَانيّ، وأبي الطّاهِر الذُّهْليّ.
وعنه: سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ [3] ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر.
- حرف الحاء-
92- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسْنَويه [4] .
أبو سعيد المؤدِّب، الأصبهاني، الكاتب.
سمع: أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفْرُجَة، وأحمد بن معبد، وغير هما.
__________
[ () ] جزم ياقوت في (معجم البلدان) بأنها من قرى عسقلان.
[1] وهو قال: «كان إسماعيل بن رجاء العسقلاني قدم صيدا وأنا بها وهو طالب لقراءة القرآن، وكان أديبا، على الشيخ أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدينَوَريّ المقرئ، فاجتمعت معه دفعات للمجاورة والمؤانسة، فأنشدني الأبيات المنسوبة لهارون الرشيد الخليفة:
ملك الثّلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكلّ مكان
ما لي تطاوعني البريّة كلّها ... وأطيعهنّ وهنّ في عصياني؟
ما ذاك إلّا أنّ سلطان الهوى ... - ويه قوين- أعزّ من سلطاني
(والأبيات في: العقد الفريد (طبعة دار الكتاب العربيّ 1411 هـ. / 1991 م. - بتقديمنا) ج 6/ 48، والأغاني 16/ 345، وفوات الوفيات 4/ 226، وتاريخ دمشق، ومختصره، وتهذيبه، والموسوعة) .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الزّنجانيّ: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل، منها يتفرّق القوافل إلى الري وقزوين وهمذان وأصبهان. (الأنساب 6/ 306) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.

(29/104)


روى عنه: أبو المعالي عبد الملك بن منصور الكاتب، ولامعة بنت سعيد البقّال، وأبو الفتح الحدّاد، ومحمد بن عمر الواعِظ.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
93- الحسين بن شجاع ابن المَوْصِليّ [1] .
الصُّوفيّ البغداديّ.
ثقة، سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وأبا بكر بن مِقْسَم، وأبا بكر الشّافعيّ.
قال أبو بكر الخطيب [2] : كتبنا عنه [3] .
94- الحسين بن محمد بن الحسن بن مَتُّوَيْه [4] .
أبو عليّ الرّسانيّ [5] الأصبهاني.
قال يحيى بن مَنْده: عارف بالحديث والأسانيد.
روى عن: أبي الشّيخ، وعبد الله بن محمد الصّائغ.
وعنه: أحمد بن محمد بن مردويه، وأبو الفتح الحداد.
مات في رجب.
95- الحسين بن محمد بن علي بن جعفر [6] .
أبو عبد الله بن البزريّ [7] الصّيرفيّ.
بغداديّ كذّاب.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن شجاع) في:
تاريخ بغداد 8/ 53 رقم 4117، والتقييد لابن النقطة 244، 245 رقم 294، والرد على الخطيب 13/ 134 وكنيته: أبو عبد الله.
[2] في تاريخه، وزاد: «وكان صدوقا» .
[3] وقال ابن النقطة: «له رواية في مسند الحارث بن أبي أسامة التميمي» (التقييد 245) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في (الأنساب) .
[6] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 106، 107 رقم 4223، والأنساب 2/ 194، 195، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217، 218 رقم 913، والمغني في الضعفاء 1/ 175 رقم 1569، وميزان الاعتدال 1/ 547 رقم 2049، ولسان الميزان 2/ 311 رقم 1276، وتوضيح المشتبه 1/ 423.
[7] البزريّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاء بعدها راء، هذه النسبة إلى البزر وهو حبّ يعصر ويخرج منه الدهن للسراج ويقال لمن يبيع هذا الدهن: البزري. (الأنساب 2/ 194) .

(29/105)


روى عن: أبي الفرج صاحب «الأغانيّ» ، وأحمد بن نصر الذّارع.
قال الصوري [1] : قدم ابن البزري مصر [2] وادعى أشياء وبان كذبه، واشتهر بالفسق [3] .
- حرف الراء-
96- روح بن محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن السني الدينوري [4] .
أبو زرعة.
سمع: إسحاق بن سعد النسوي [5] ، وجعفر بن فناكي.
روى عنه: الخطيب، ووثّقه [6] .
__________
[1] قوله في: تاريخ بغداد 8/ 107، والأنساب 2/ 195.
[2] زاد الصوريّ بعدها: «فخلّط تخليطا قبيحا» .
[3] وقال الخطيب: «كتبت عنه، وكان أصمّ شديد الصمم ... حدّثني عيسى بن أحمد الهمذاني أن الحسين بن محمد البزري حضر عند أبي الحسن بن الحمّامي المقرئ يوما، فذكر أبو طاهر بن أبي هاشم، فقال ابن البزري: سمعت منه كذا، وسمعت منه كذا، فقال ابن الحمّامي: انظروا إلى هذا الشيخ! والله ما رأيته عند أبي طاهر قطّ، وسنّه لا يحتمل أن يكون أدركه- أو كما قال-، قال لي أبو الفتح المصري: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، منهم: الحسين بن محمد البزري» . (تاريخ بغداد 8/ 107) .
وزاد ابن السمعاني في قول الصوريّ: «واشتهر بمصر بالتّهتّك في الدين والدخول في الفساد» . (الأنساب 2/ 95) .
[4] انظر عن (روح بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 410 رقم 4513، والمنتظم 8/ 70 رقم 84 (و 15/ 231 رقم 3178) ، وطبقات ابن الصلاح، الورقة 48، وتذكرة الحفاظ 3/ 1000، وسير أعلام النبلاء 17/ 51، 52 رقم 20، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 379، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 581 رقم 532، والبداية والنهاية 12/ 34.
[5] النّسويّ: بفتح النون والسين المهملة، والواو. نسبة إلى نسا. (الأنساب 12/ 82) .
[6] وقال: وقدم علينا بغداد حاجّا وحدّث بها، فكتبنا عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ولقيته أيضا بالكرج في سنة إحدى وعشرين فكتبت عنه هناك، وكان صدوقا فهما أديبا، يتفقّه على مذهب الشافعيّ، وولي قضاء أصبهان، وبلغني أنه مات بالكرج في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. (تاريخ بغداد 8/ 410) .

(29/106)


- حرف الطاء-
97- طاهر بن أحمد بن الحسن [1] أبو منصور الإمام الهمذاني. حفيد عبد الرحمن الإمام.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وصالح بن أحمد، وأبي بكر بن المقرئ، والدّار الدّارقطنيّ، وخلْق.
ورحل وطوّف.
روى عنه: محمد بن الحسين الخطيب، ويوسف، ويوسف، وعليّ الحَسَنيّ الهَمْدانيون.
وكان ثقة غازيا مجاهدًا.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف العين-
98- عبد الرحمن بن محمد بن مَعْمر [2] .
أبو الوليد الأندلسيّ. اللُّغويّ.
مؤلّف «التّاريخ في الدّولة العامريّة» .
كان رحمه الله واسع الأدب والمعرفة. قاله ابن حيّان [3] .
99- عَبْد الرَّحْمَن بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد [4] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 328 رقم 699، وإنباه الرواة 2/ 166، ومعجم المؤلفين 5/ 193.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في هذا الجزء باسم «محمد بن عبد الرحمن بن معمر» برقم 113.
[3] الصلة 2/ 328 نقلا عنه. وقد وقع في (معجم المؤلفين 5/ 193) أن وفاته سنة 453 هـ. وهذا غلط.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبيد الله) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 161، 179، 214، 266، 296 و 2/ 138، 172، والبعث والنشور، له 163، 185، 246، 275 وهنا «عبد الرحمن بن عبد الله» ، والزهد الكبير له رقم 509. وتاريخ بغداد 10/ 303، 304 رقم 5451، والإكمال لابن ماكولا 3/ 282، والأنساب 4/ 112، واللباب 1/ 357، والعبر 3/ 152، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والمعين في

(29/107)


أبو القاسم البغداديّ الحَربيّ الحُرْفيّ [1] .
سمع: أبا بكر النّجّاد، وحمزة بن محمد الدِّهْقان، وعليّ بن محمد بن الزُّبَيْريّ الكوفيّ، وأبا بكر الشّافعيّ، وأبا بكر النّقّاش، وجماعة.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا. غير أنّ سماعه في بعض ما رواه عن النّجّاد كان مضطربا. وولد سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شوّال [3] .
قلتُ: روى عنه أيضًا: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، ومحمد بن عبد السّلام الأنصاريّ، والحسين بن محمد بن السّرّاج، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن قنْداس، وثابت بن بُنْدار البقّال [4] .
100- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ [5] بن محمد بن عبد الله [6] بن الحسين [7] بن حفص الذَّكْوانيّ [8] .
الأصبهاني المعدّل.
روى عن: الطّبرانيّ، وأبي الشّيخ.
__________
[ () ] طبقات المحدّثين 124 رقم 1379، وسير أعلام النبلاء 17/ 411، 412 رقم 270، ولسان الميزان 3/ 422 رقم 1658، والنجوم الزاهرة 3/ 277، وشذرات الذهب 3/ 226، وتاريخ التراث العربيّ، مجلّد 1/ 472، 473 رقم 321.
[1] الحرفيّ: بضم الحاء وسكون الراء وكسر الفاء. نسبة للبقّال ببغداد، ومن يبيع الأشياء التي تتعلّق بالبزور والبقّالين. (الأنساب 4/ 112) .
[2] في تاريخه 10/ 303، 304، ونقله عنه ابن السمعاني في (الأنساب 4/ 112) .
[3] زاد الخطيب: وكان يذكر أن أسلافه من أهل أبيورد، وكانوا من شيعة المنصور.
[4] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 17/ 411: «أملى عدّة مجالس، وقع لنا منها» . وانظر عنها في: تاريخ التراث العربيّ 1/ 472، 473.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته. وهو غير: أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الهمدانيّ الذكوانيّ الأصبهاني المعدّل، المتوفى في ربيع الأول سنة 443 هـ. (سير أعلام النبلاء 17/ 608، 609 رقم 408) . وهو يروي أيضا عن: الطبراني، وأبي الشيخ!.
[6] جاء في (ذكر أخبار أصبهان 2/ 310) : «محمد بن عمر بن عبد الله» .
[7] في (أخبار أصبهان) «الحسن» : ويتّضح من (الأنساب لابن السمعاني 6/ 16) أن هناك:
«حسن» و «حسين» وهما أبناء عم.
[8] الذّكواني: بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ذكوان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 6/ 15) .

(29/108)


وعنه: عبد الرحمن بن مَنْدَهْ، وأحمد بن الفضل العنْبريّ.
من رؤساء البلد.
تُوُفّي في شعبان.
101- عبد السّلام بن الفَرَج [1] .
أبو القاسم المَزْرَفيّ [2] الفقيه.
صاحب ابن حامد الحنبليّ.
له حلْقة أشغال بجامع المدينة من بغداد، ومصنّفات.
102- عبد الواسع بن محمد بن حسن [3] .
أبو الحسن الجرجانيّ.
حدّث عن: جده لأمّه أبي بكر الإسماعيليّ، وعبد الله بن عَدِيّ الحافظ.
وتُوُفْي في ذي القعدة [4] .
103- عثمان بن أحمد بن شَذْرة [5] .
الخطيب أبو عمرو المَدِينيّ.
مات في شعبان.
104- عليّ بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن الفرج) في:
طبقات الحنابلة 2/ 181 رقم 647.
[2] المزرفيّ: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء، وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربيّ بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 11/ 275) .
[3] انظر عن (عبد الواسع بن محمد) في:
تاريخ جرجان 261 رقم 428.
[4] وكان روى عن جماعة من أهل نيسابور ومن أهل بغداد، وكتب بها في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته. و «شذرة» بالشين المعجمة، والذال الساكنة المعجمة أيضا.
(انظر: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 354) .
[6] انظر عن (علي بن أحمد النعيمي) في:
تتمة يتيمة الدهر 78 رقم 55، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي، بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 19، وتاريخ بغداد 11/ 331، 332 رقم 6160، وطبقات الفقهاء للشيرازي

(29/109)


أبو الحسن البصْريّ، الحافظ، المعروف بالنُّعَيميّ [1] .
نزيل بغداد.
حدَّث عن: أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي [2] ، وأحمد بن عبيد الله النهرديري [3] ، ومحمد بن عَدِيّ بن زُحْر [4] ، وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب [5] : كتبتُ عنه، وكان حافظًا، عارفًا، متكلّمًا، شاعرًا. وقد ثنا عنه أبو بكر البَرْقانيّ بحديث.
وسمعت الزُّهْريّ يقول: وضع النُّعَيْميّ على ابن المظفّر حديثًا [6] ، ثمّ تنبّه أصحاب الحديث له، فخرج عن بغداد لهذا السّبب، فغاب حتّى مات ابن المظفّر، ومات مَن عرف قصته في الحديث ووَضْعه، ثمّ عاد إلى بغداد [7] .
سمعت أبا عبد الله الصُّوريّ يقول: لم أَرَ ببغداد أكمل من النّعيميّ. كان
__________
[ () ] 131، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 141، والأنساب 12/ 118- 120، والمنتظم 8/ 70، 71 رقم 85، و (15/ 231، 232 رقم 3179) ، وتبيين كذب المفتري 250- 252، واللباب 3/ 318، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 65 ب، والكامل في التاريخ 9/ 427، والعبر 3/ 152، وسير أعلام النبلاء 17/ 445- 447 رقم 299، وميزان الاعتدال 3/ 114 رقم 5783، والمغني في الضعفاء 2/ 443 رقم 4213، وتذكرة الحفاظ 3/ 1112، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 237- 239، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 488، 489 رقم 1179، ومرآة الجنان 3/ 42، والبداية والنهاية 12/ 34، 35 وفيه: «علي بن محمد بن الحسن» ، والكشف الحثيث 293، 294 رقم 498، ولسان الميزان 4/ 202، 203، رقم 530، والنجوم الزاهرة 4/ 277، و 391، وطبقات الحفاظ 426، 527، وشذرات الذهب 3/ 226، ومعجم طبقات الحفاظ 129 رقم 966.
[1] النّعيميّ: بضم النون وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى نعيم، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[2] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في أنسابه.
[3] النّهرديري: بفتح النون وسكون الهاء والراء وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى نهر الدّير، وهي قرية كبيرة على اثنى عشر فرسخا من البصرة. ذكر ابن السمعاني منها: أحمد بن عبيد الله هذا. (الأنساب 12/ 173) .
[4] زحر: أوله زاي بعدها جاء مهملة ساكنة.
[5] في تاريخ بغداد 11/ 331.
[6] الحديث لشعبة، كما في: تاريخ بغداد 11/ 332.
[7] ولأجل الحديث الموضوع أدرجه برهان الدين الحلبي في «الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث» (293، 294 رقم 498) ثم قال: «وينبغي أن لا يذكر مع هؤلاء، لأنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له» .

(29/110)


قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب [1] .
قال: وَكَانَ البرقاني يَقُولُ: هُوَ كامل فِي كُلَّ شيء لولا بأو فيه [2] .
قلت: ومن شعره السّائر:
إذا أظمأتك [3] أكفّ اللّئامَ ... كَفَتْك القناعةُ شِبْعًا وَرِيّا
فكُن رجُلًا رِجْلُهُ في الثّرى ... وهامةُ هِمَّتَه [4] في الثُّريّا
أبِيًّا لِنائلِ ذي ثروةٍ [5] ... تراه [6] بما في يديه أبيّا
فإنّ إراقَةَ ماءِ الحياة ... دون إراقةِ ماءِ المُحيّا [7]
مات النُّعيميّ في عَشْر الثمانين، وكان يحدِّث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب [8] .
__________
[1] وزاد: «ودرس شيئا من فقه الشافعيّ» .
[2] تاريخ بغداد 11/ 332.
[3] في (النجوم الزاهرة) : «إذا أعطشتك» .
[4] في (البداية والنهاية) : «وهامته همّه» .
[5] في (البداية والنهاية) : «نعمة» .
[6] في (الأنساب المتفقة) : «يكون» .
[7] الأبيات في: الفوائد العوالي المؤرّخة 19، وتتمة يتيمة الدهر 78، وفيه البيتان الأولان والبيت الأخير، وأنقص البيت الثالث، وتاريخ بغداد 11/ 332، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني.
141، والأنساب 12/ 191، وتبيين كذب المفتري 251، 252، وطبقات الفقهاء للشيرازي 131، والمنتظم 8/ 71 (15/ 232) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 447، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 338، 339، ولسان الميزان 4/ 203، وورد البيتان الأولان فقط في: النجوم الزاهرة 4/ 396.
[8] وقال الخطيب: قال لي البرقاني: قد كان شديد العصبيّة في السّنّة، وكان يعرف من كل علم شيئا» . (تاريخ بغداد 11/ 332) و (الأنساب 12/ 120) .
وقال الشيرازي: كان فقيها عالما بالحديث، متأدّبا، متكلّما. (طبقات الفقهاء 131) وقال مكي ابن البغدادي: أنشدني النعيمي وكان شيخا قد نالت الأيام من جسمه وحاله:
أخلت النائبات كأسى من الرّاح ... كما قد خلا من المال كيسي
وغزانا الشتاء من بلد الروم ... على غفلة بلا ناقوس
فتحامى الألى لباسهم من ... صوف مصر ومن خزوز السّوس
ومضى حكمه من الأسر والقهر ... على كل مدبّر منحوس
ما له جنة سوى النار بالليل ... ولا بالنهار غير الشموس
فهو في السّرّ مسلم وعلى الظاهر ... مستمسك بدين مجوس
قال: وكان يجلس في الجامع الشرقي ببغداد أيام البرد، فسمعته يوما وهو جالس فيه والسماء

(29/111)


105- عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين [1] .
أبو الحسين الباشانيّ [2] الهَرَويّ المزكّيّ.
روى عن: أبي عَمْرو بن حمدان النَّيْسابوريّ، وأقرانه.
وانتقى عليه أبو الفضل الجاروديّ.
روى عنه: أبو العباس الصَّيْدلانيّ، ومحمد بن عليّ العُمَيريّ.
- حرف الميم-
106- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن مَزْدين [3] .
أبو منصور القُومَسَانيّ [4] الهَمْدانيّ.
روى عن: أبيه، وعبد الرحمن الجلّاب، وعبد الرحمن بن عبيد، وعمرو ابن الحسين الصّرّام، وأَوْس بن أحمد، وحامد بن محمد الرّفّاء، وأبي جعفر بن بَرْزَة الرُّوذْرَاوَرِيّ [5] ، والفضل الكِنديّ، وجماعة.
روى عنه: حُمَيد بن المأمون، وابن أخيه أبو الفضل محمد بن عثمان،
__________
[ () ] متغيّمة يقول: قد سرقت إحدى الجنتين يعني احتجاب الشمس. قال: وسمعته في اجتماع قوم لا خلاق لهم ولا خير فيهم: كسير وعوير ومفتاح الدير وآخر ليس فيه خير. قال: وسمعته يقول في قوم شرار نزلوا شرّ منزل وتجعله مثلا: ركب زنبور عقربا إلى حجر حيّة فقيل: أبصر من الحامل والمحمول وفي أيّ خان نزلوا. قال: وأنشدني لنفسه، وذكر الأبيات التي أولها: «إذا أظمأتك أكفّ اللئام» . (تتمة يتيمة الدهر 78) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الباشاني: بفتح الباء الموحّدة والشين المعجمة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باشان وهي قرية من قرى هراة. (الأنساب 2/ 38) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
معجم البلدان 4/ 414 وفيه: «مردين» (الراء المهملة) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 442 رقم 296.
[4] القومساني: ضبطت في (معجم البلدان 4/ 414) بفتح الميم، وقال: «قومسان» : من نواحي همذان، وذكر صاحب الترجمة منها، وقال إنه كان يسكن قرية فارسجين من كورة همذان.
وضبط في: سير أعلام النبلاء 17/ 442 «القومساني» بكسر الميم، وذكر محقّقه في الحاشية أن هذه النسبة إلى قومسان التي ذكرها ياقوت.
[5] في الأصل: «الرودراوزي» ، وهو تحريف. والرّوذراوريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة والألف والواو بين الراءين المهملتين، هذه النسبة إلى بلدة بنواحي همذان يقال لها «روذراور» . (الأنساب 6/ 182) .

(29/112)


وحفيده أبو عليّ أحمد بن طاهر بن محمد القُومَسَانيّان، وأبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن الرُّوذْبَاريّ [1] ، وآخرون كثيرون.
قال شيروَيْه: هو صدوق ثقة.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة، وصلّى عليه ابنه طاهر.
107- محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان [2] .
أبو عبد الله الأصبهاني الخانيّ من قرية خان لَنْجَان [3] .
سمع: الطّبرانيّ، وأبا الشّيخ، وجماعة.
ويعرف بالعجل.
ورّخه يحيى بن مندة.
وورّخ فيها أيضًا:
108- عثمان بن فهد الخانيّ الأصبهاني [4] .
حدث عن: أبي حفص، وغيره.
وعنه: أبو الحسين بن رَرَا [5] ، وعبد الرحمن بن مَنْدَهْ.
109- محمد بن إبراهيم بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [6] .
أبو بكر الأصبهاني المقرئ، الضّرير. ويعرف بالبقّار [7] ، بباء لا بنون.
__________
[1] الرّوذباريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة، وفتح الباء الموحّدة، وفي آخرها الراء بعد الألف. هذه اللفظة لمواضع عند الأنهار الكبيرة يقال لها: «الروذبار» وهي في بلاد متفرقة منها موضع على باب الطابران بطوس يقال لها الروذبار. (الأنساب 6/ 180) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الخاني) في:
معجم البلدان 2/ 341 وفيه: «محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بن يحيى بن حمدان المعروف بالعجلي» .
وقد ذكر يحيى بن مندة في (كتاب أصبهان) عدّة تراجم نسبتهم «الخاني» ، ونقلها عنه ابن السمعاني في (الأنساب 5/ 31، 32) ، ولكنه لم ينقل صاحب هذه الترجمة ولا الّذي بعده.
[3] الخاني: بفتح الخاء المعجمة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مدينة بنواحي أصبهان يقال لها: خان لنجان. (الأنساب) . و «لنجان» : بفتح اللام. (معجم البلدان 2/ 341) .
[4] انظر الحاشية الأسبق.
[5] ررا: براءين مفتوحتين مهملتين.
[6] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن أحمد) في: غاية النهاية 2/ 43 رقم 2666.
[7] في (غاية النهاية) : «بالنقار» (بالنون) .

(29/113)


ذكره يحيى بن مَنْدَهْ، وإنّه مات في المحرّم، وقال: هو أحد الأئمة في القراءات.
حدّث عن: أبي بكر القَطِيعي، وأبي بكر القبّاب الأصبهانيّ، وعدة.
وسمع منه: أبو علي اللباد.
قلت: لم يذكر على من قرأ [1] .
110- محمد بن سليمان بن محمود [2] .
أبو سالم [3] الحرّانيّ [4] الظّاهريّ.
دخل الأندلس للتّجارة [5] . وكان ذكيا عالمًا شاعرًا متفنّنًا.
قرأ القراءات على: أبي أحمد السّامريّ.
وكان معتقدًا مذهب داود بن عليّ، مناظرًا عليه.
أجاز لأبي الحسن بن عَبَادِل في شعبان سنة ثلاثٍ وعشرين.
111- محمد بن الطّيب بن سعيد [6] .
أبو بكر الصّباغ.
سمع: أبا بكر النّجّاد، وأبا بكر الشّافعيّ، وغيرهما.
وهو بغداديّ عاش خمسًا وسبعين سنة، وتزوّج زيادة على تسعمائة امرأة! رواه أبو بكر الخطيب [7] عن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن [8] .
__________
[1] قال ابن الجزري: «قرأ على أحمد بن محمد بن بشر بن الشارب، والحسين بن محمد بن حبش. روى القراءة عنه عرضا: محمد بن محمد بن عبد الرحمن المديني، ومحمد بن محمد ابن محمد المطرّز. وسمع منه الحروف: يحيى بن عبد الوهاب بن مندة» . ووصفه بالمقرئ والنحويّ.
[2] انظر عن (محمد بن سليمان) في: غاية النهاية 2/ 149 رقم 3046.
[3] ويقال: «أبو عبد الله» .
[4] في (غاية النهاية) : «الأبي» .
[5] في هذه السنة (423 هـ.) .
[6] انظر عن (محمد بن الطيب) في:
تاريخ بغداد 5/ 383 رقم 2907، والمنتظم 8/ 71 رقم 87، و (15/ 232 رقم 3181) ، والبداية والنهاية 12/ 35.
[7] في تاريخه 5/ 383 ولا أظنّ أن الرواية صحيحة.
[8] وقال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقًا.

(29/114)


وتُوُفّي في ربيع الْأوّل [1] .
112- محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيار [2] .
أبو الفَرَج الأصبهاني.
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى عن: أبي القاسم الطَّبرانيّ، وطبقته.
روى عنه: الخطيب، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن بِشْرُوَيْه.
113- محمد بن عبد الرحمن بن مَعْمَر [3] .
أبو الوليد اللُّغويّ القُرْطُبيّ. صاحب «التّاريخ» .
كان بهاء للدّولة العامريّة [4] . سكن النّاحية الشّرقيّة في كَنَف الأمير مجاهد العامريّ. وولي القضاء هناك.
وتُوُفّي في شوّال. ورّخه الأبّار.
114- محمد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد [5] .
أبو بكر الأصبهانيّ الطّيرانيّ [6] . من قرية طيرا.
روى عن: عليّ بن أحمد الباقطائيّ [7] ، ومحمد بن عليّ بن عُمَر.
__________
[1] وقع في (تاريخ بغداد) : «ومات في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة» .
وفي (المنتظم 8/ 71) : في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] تقدّمت ترجمته باسم: «عبد الرحمن بن محمد بن معمر» برقم (98) .
[4] هكذا في الأصل، وقد سبق في ترجمته أنه كان واسع الأدب والمعرفة، وهو مؤلّف التاريخ في الدولة العامرية.
[5] انظر عن (محمد بن عبيد الله بن أحمد) في:
معجم البلدان 4/ 54.
[6] الطّيرائي: بكسر الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف، بعدها الراء المفتوحة، وفي آخرها ياء أخرى، هذه النسبة إلى طراي، وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 8/ 290، معجم البلدان 4/ 54) .
[7] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في أنسابه.
وفي (معجم البلدان 1/ 327) : باقطايا، بفتح القاف والطاء. من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربُّل. فلعلّه منسوب إليها.

(29/115)


ورّخه يحيى بن مندة وقال: ثقة، حسن التّصنيف، صاحب سنّة، مُكْثر.
115- محمد بن عبد العزيز بن جعفر [1] .
أبو الحسن البغدادي المعروف بمكّيّ البَرْذعيّ [2] .
سمع: القاضي أبا بكر الأبْهَريّ، وغيره.
وقال الخطيب: فيه نظر [3] .
116- محمد بن عليّ بن محمد بن دُلّيْر الهَمَدانيّ العدل [4] .
أبو بكر والد مكّيّ.
روى عن: عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن علّوَيْه الهَمَدانيّ، وعبد الله بن حُبابة البغداديّ.
روى عنه: ابنه أبو القاسم مكّيّ، وأحمد بن عبد الرحمن الصّائغ.
صدَّقه شِيرُوَيه.
117- محمد بن محمد بن سهل [5] .
أبو الفَرَج الشِّلْحيّ [6] العُكْبَريّ [7] الكاتب.
أحد الفضلاء الكبار، له كتاب «الخراج» ، وكتاب «النّساء الشّواعر» ،
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 2/ 353، 354 رقم 859، والأنساب 2/ 144، 145.
[2] البرذعي: بفتح الباء الموحّدة وسكون الراء وفتح الذال المعجمة، وفي آخرها العين. قال ابن السمعاني: ظنّي أن هذه النسبة إلى براذ الحمير وعملها، وإلى بلدة بأقصى أذربيجان (الأنساب 2/ 143) .
[3] وقال: كتبت عنه، مع أنه لم يخرّج عنه من الحديث كبير شيء. وحدّثني أخوه عبيد الله بن عبد العزيز قال: ولد أخي ببرزعة في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وجيء به إلى بغداد وله سنتان.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن سهل) في:
الوافي بالوفيات 1/ 116 رقم 19، والأعلام 7/ 245، ومعجم المؤلفين 11/ 222.
[6] الشّلحيّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى «شلح» وهي قرية من عكبرا، من نواحي بغداد. (الأنساب 7/ 378) .
[7] العكبريّ: بضم العين، وفتح الباء الموحّدة، وقيل: بضم الباء أيضا، والصحيح بفتحها. نسبة إلى «عكبرا» بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي، وهي أقدم من بغداد. (الأنساب 9/ 27، 28) .

(29/116)


وكتاب «المجالسات» ، و «أخبار ابن قُرَيْعة القاضي» في جزء، وكتاب «الرّياضة» ، وغير ذلك.
روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد بن العُكْبَريّ.
وعُمّر تسعين سنة.
توفّي في سلخ ربيع الأوّل. أو الشّلح: قرية من قُرى عُكْبَرا.
118- محمد بن يحيى بن الحسن [1] .
أبو بكر الأصبهاني الصّفّار [2] الأديب.
تُوُفّي في رمضان.
119- مسعود بن محمد بن موسى [3] .
الإمام أبو القاسم الخوارزميّ الحنفيّ.
كان أبوه أبو بكر شيخ الحنفيّة بالعراق في زمانه.
ومسعود روى عن: أبي الحسين بن المظفّر بالإجازة.
وتُوُفّي في شعبان.
120- منذر بن منذر بن علي بن يوسف [4] .
أبو الحكم الكِنَانيّ الأندلسيّ.
من أهل مدينة الفَرَج.
روى ببلده عن: عليّ بن معاوية بن مُصْلح، وأحمد بن موسى، وأحمد ابن خلف المديونيّ، وعبد الله بن القاسم بن مسعدة.
وحج فأخذ عن جماعة كأبي بكر المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد.
وكان رجلًا صالحا محدّثا ثقة [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الصّفّار: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الفاء، وفي آخرها الراء المهملة، يقال لمن يبيع الأواني الصّفرية: «الصّفّار» . (الأنساب 8/ 74) .
[3] انظر عن (مسعود بن محمد) في:
الفوائد البهيّة 213.
[4] انظر عن (منذر بن منذر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 624 رقم 1373
[5] قال ابن بشكوال: وكان رجلا صالحا قديم الطلب للعلم كثير الكتب، راويا لها. موّثقا فيها.

(29/117)


ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
121- منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مَتّ [1] .
أبو الفضل السَّمَرقَنْدِيّ، الكاغَدِيّ [2] .
وإليه يُنسَبُ الورق المنصوريّ.
روى عن: الهيثم بن كُلَيب الشّاشيّ، وأبي جعفر محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حمزة البغداديّ نزيل مَا وراء النَّهر.
وتفرّد بالرّواية في عصره عنهما.
روى عنه: أبو الحسن بن خِذام [3] ، وأبو إسحاق الأصبهاني، وأبو بكر الحسن بن الحسين البخاري، وأبو بكر الشاشيّ [4] الفقيه، وآخرون.
تُوُفّي بسَمَرْقند في ذي القعدة. وقد قارب المائة.
__________
[ () ] وكان ينسب إلى غفلة كثيرة.
[1] انظر عن (منصور بن نصر) في:
الأنساب 10/ 327، واللباب 3/ 76، والعبر 3/ 152، 153، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 136، والإعلام بوفيات الأعلام 177، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1380، وسير أعلام النبلاء 17/ 468 رقم 231، والنجوم الزاهرة 3/ 277، وشذرات الذهب 3/ 226.
[2] هكذا في الأصل وغيره، وفي (الأنساب 10/ 326، 327) : «الكاغذي» : بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين. هذه النسبة إلى عمل الكاغذ الّذي يكتب عليه وبيعه، وهو لا يعمل في المشرق إلّا بسمرقند.
[3] هكذا في الأصل. وفي (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 146 للمؤلّف) ذكر «الجذاميّ» . ثم قال بعدها: «وبخاء معجمة (الخذامي) علي بن محمد الخذامي في أجداده خذام، روى عن منصور الكاغدي وجماعة، وذكر بعده أكثر من خذاميّ. ويفهم من قول المؤلّف- رحمه الله- «وخاء معجمة» أنّ الآتي كالذي قبله (أي بالذال المعجمة) ، والصحيح ليس كذلك، بل الصواب بالدال المهملة، وهو ما نصّ عليه الأمير ابن ماكولا في (الإكمال 3/ 7) ، وابن السمعاني في (الأنساب 5/ 75) وتابعه ابن الأثير في (اللباب 1/ 425) .
وقد علّق ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه- المخطوط- ج 1/ 126) فقال: وجدت المصنّف نقط الدال فوقه. بخطه في الموضعين، والصواب إهمالهما، وقبلها خاء معجمة مكسورة، وهكذا قيّده الأمير، وابن السمعاني، وغير هما، وكأنّ المصنّف تبع ابن نقطة [في الإستدراك] ، فإنه عطفه على الجذامي بالجيم والذال المعجمة، فقال: وأما الخذامي بكسر الخاء المعجمة والباقي مثله، وذكره.
[4] الشّاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين. هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها «الشاش» وهي من ثغور الترك. (الأنساب 7/ 244) .

(29/118)


- حرف الهاء-
122- هشام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الوليد ابن الصّابونيّ، القرطبيّ.
حجّ وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن منصور الدّاوديّ، وجماعة.
وكان خيّرا صالحا دؤوبا على النّسْخ [2] . له كتاب في «تفسير البخاري» على حروف المُعْجَم، كثير الفائدة.
تُوُفّي في ذي القعدة بعد مرضٍ طويل.
الكُنى
123- أبو يعقوب [3] النَّجِيرَميّ [4] .
يوسف بن يعقوب بن خُرَّزَاذ [5] .
__________
[1] انظر عن (هشام بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 650 رقم 1228، ومعجم المؤلفين 13/ 149.
[2] في (الصلة) : «وكان خيّرا فاضلا، عفيفا، طيب الطعمة، مخزون اللسان، جيّد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث، دؤوبا على النّسخ، جمّاعة للكتب، جيّد الخط» .
[3] ترجمة (أبي يعقوب النجيرميّ) هذه تحتاج إلى وقفه طويلة، وسأعلّق عليها وعلى مصادرها في آخرها.
[4] و «النّجيرميّ» : بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم، ويقال: نجارم، وهي محلّة بالبصرة. (الأنساب 12/ 45) وقال غيره: هي قرية في برّ البصرة في طريق فارس عند سيراف، والله أعلم بالصواب. وكذا هي في كتب «المسالك والممالك» .، وهي على بحر فارس، وظاهر الحال أن جماعة من أهلها دخلوا البصرة وسكنوا هذه المحلّة، فسمّيت باسم بلدهم، والله أعلم.
(وفيات الأعيان 7/ 77) وانظر: (معجم البلدان 5/ 274) وفيه بعد أن نقل قول ابن السمعاني، قال: «قال عبيد الله الفقير إليه مؤلّف هذا الكتاب: نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلّة» .
وقد وقع في (جذوة المقتبس 288) : «النجومى» وهو غلط، وفي (الصلة 2/ 370) :
«النجرمي» وهو غلط أيضا. ووردت النسبة الصحيحة في: «بغية الملتمس 384» .
[5] خرّزاذ: بضم الخاء المعجمة، والراء المشدّدة، وبعدها زاي، وبعد الألف ذال معجمة قال ابن خلّكان: هكذا يضبط أهل الحديث هذا الاسم، وهو لفظ أعجميّ، وتفسير (زاذ) بالعربي:

(29/119)


أبو يعقوب النَّجِيرميّ، البصْريّ، اللُّغويّ. نزيل مصر.
من بيت العلم والأدب.
وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة. وله خطّ في غاية الإتقان، يرغب فيه الفُضلاء حتّى بلغ «ديوان جرير» بخطّه عشرة دنانير. وليس هو خطّا منسوبا.
وقد روى كثيرا من اللُّغة بمصر [1] .
رآه محمد بن بركات السّعيديّ [2] فيما قيل [3] .
__________
[ () ] (ابن. وأمّا (خرّ) ، بتشديد الراء فليس له معنى، إلا أن يكون أهل العربية قد غيّروه كما جرت عادتهم في ذلك، فيكون أصله (خار) بالألف، وهو: الشوك، فيكون: خارزاذ معناه ابن الشوك، و (خرشيذ) أيضا: الشمس، فإن كانوا أرادوا هذا وحذفوا «شيذ» فيحتمل، وعلى الجملة، فإنّهم يتلاعبون بالأسماء العجمية، والله أعلم بالصواب.
ثم وجدت في كتاب (البلدان) تأليف البلاذري (ص 476) في الفصل المتضمّن حديث بلاد فارس وأعمالها أرض أردشيرخره ثم قال: ومعنى أردشيرخره ولد أردشير بها. قلت: وأردشير بن بابك بن ساسان أول ملوك الفرس كما هو مشهور بين الناس، وعلى هذا يكون معنى خرّزاذ:
بها ولد، كما هو عادتهم في التقديم والتأخير، وتقديم الكلام ولد بها أي بالناحية أو غير ذلك، والله أعلم. (وفيات الأعيان 5/ 76، 77) .
[1] قال ابن خلّكان: «وكان يوسف أمثل أهل بيته، وله خط ليس بالجيّد في الصورة، وهو في غاية الصحة، وكذلك خطوط جماعته قريبة منه، ولأهل مصر رغبة وتنافس كثير في خطّه، حتى بلغت نسخة من «ديوان جرير» بخطه عشرة دنانير، وأكثر ما ترى الكتب القديمة في اللغة والأشعار العربية وأيام العرب في الديار المصرية من طريقة، فإنه كان راوية عارفا بها. وكان أهل بيته يرتزقون بمصر من التجارة في الخشب» . (وفيات الأعيان 7/ 75) .
[2] انظر عن (السعيدي) في:
إنباه الرواة 3/ 78، وخريدة القصر (قسم مصر) 2/ 156، ومعجم الأدباء 18/ 39، والمحمّدون من الشعراء 167، والوافي بالوفيات 2/ 247، والعبر 4/ 47، وسير أعلام النبلاء 19/ 455 رقم 263، وتذكرة الحفاظ 4/ 1271، ومرآة الجنان 3/ 225، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 28، 29، وحسن المحاضرة 1/ 532، وبغية الوعاة 1/ 59- 61، وكشف الظنون 715، وشذرات الذهب 4/ 62.
[3] قال ابن خلّكان: «وكان أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدي النحويّ المصري قد أخذ اللغة من أصحاب أبي يعقوب المذكور، وأدرك أبا يعقوب ولم يأخذ عنه شيئا لأنه رآه وهو صبيّ. قال الموفّق أبو الحجّاج يوسف بن الخلّال المصري كاتب الإنشاء. قال لي ابن بركات: رأيت أبا يعقوب وهو ماش في طريق القرافة، وهو شيخ أسمر اللون، كثّ اللّحية، مدوّر العمامة، بيده كتاب وهو يطالع فيه في مشيته. وهذا الّذي ذكره ابن بركات فيه نظر، فإنّ الحافظ أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله المعروف بالحبّال ذكره في كتاب (الوفيات) الّذي جمعه، فقال: توفي أبو يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي يوم الثلاثاء رابع المحرّم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وقال غيره: ولد أبو يعقوب يوسف النجيرمي يوم عرفة من سنة خمس

(29/120)


وأخذ العربية عن أصحابه.
ذكر الحبّال وفاته في المحرّم في رابعة سنة 423 [1] .
__________
[ () ] وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى، وابن بركات المذكور ولد بمصر في سنة عشرين وأربعمائة، وتوفي بها في سنة عشرين وخمسمائة، وكان نحويّ مصر، هكذا قاله الموفّق ابن الخلّال المذكور، فكيف يمكن أن يرى أبا يعقوب، وقد كان ابن بركات في تاريخ وفاة النجيرمي في السنة الثالثة من عمره، لكن لعلّه رأى ولده، والله أعلم» . (وفيات الأعيان 7/ 75، 76) .
وقال ابن القفطي، نقلا عن ابن الخلّال: وأدرك ابن خرّزاذ ورآه وهو صبيّ فلم يهتد الأخذ عنه لصبوته. (إنباه الرواة 3/ 78) .
[1] هكذا في الأصل.
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد وقع خلط ووهم في المصادر فيما يتعلّق بهذه الترجمة، لم يتنبّه إليه الدكتور «إحسان عباس» في تحقيقه لكتاب (وفيات الأعيان 7/ 75 بالمتن والحاشية رقم 839) .
فهو يقول إن الترجمة في: بغية الوعاة 425، والأنساب، واللباب (النجيرمي) ، وعبر الذهبي 2/ 358، والشذرات 3/ 75، وأضاف: «وفي المصدرين الأخيرين أدرج في وفيات 370 وهو بعيد عما أثبته المؤلف» (انتهى) .
كما لم يتنبّه إلى الخلط والوهم: «الشيخ شعيب الأرنئوط» و «محمد نعيم العرقسوسى» في تحقيقهما لكتاب (سير أعلام النبلاء 17/ 441) حيث ذكرا المصادر السابقة، بإضافة (معجم البلدان) و (وفيات الأعيان) إليها.
وقبل أن أعلّق على تلك المصادر وما فيها من تخليط، أضيف إليها مصدرين مكرّرين هما:
(الأنساب) و (اللباب) في مادّة (السّعتري) . وهنا أذكر نصّ ما جاء فيهما.
قال ابن السمعاني في (الأنساب 7/ 81 مادّة: السعتري) :
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي المعروف بالسعتري، من أهل البصرة. حدّث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، ومحمد بن حيّان المازني. روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي ساكن مصر، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي نزيل مكة، وهما بصريّان» . (انتهى) .
ووافقه ابن الأثير في (اللباب 2/ 116 مادّة السّعتري) فقال:
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري، بصريّ. حدّث عن أبي مسلم الكجّي.
روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي، وغيره» . (انتهى) .
فالمحقّقون الأفاضل لم يشيروا إلى مادّة «السعترى» في (الأنساب) و (اللباب) مع أنّ صاحب الترجمة ذكر فيهما، بل أشاروا إلى مادّة «النجيرمي» في المصدرين السابقين على أن صاحب الترجمة هو المذكور فيهما، وهو ليس كذلك. وللتوضيح أذكر نصّ ابن السمعاني في (الأنساب 12/ 45 مادّة: النجيرمي) ، وهو يقول:
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري البصري، من أهل البصرة. يروي عن أبي يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي المقرئ» . (انتهى) .
ووافقه ابن الأثير في (اللباب 1/ 300 مادّة: النجيرمي) فقال: «أبو يعقوب يوسف بن يعقوب

(29/121)


__________
[ () ] النجيرمي البصري. روى عن زكريا بن يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي» . (انتهى) .
هنا أتوقّف لتحقيق هذه الترجمة ومدى مطابقتها لصاحب الترجمة المتوفى سنة 423 هـ.
فأقول:
إن النجيرمي في (الأنساب) و (اللباب) يروي عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي.
والمعروف أنّ زكريا السّاجي توفي سنة 307 هـ. (العبر 2/ 134) فكيف يروي عنه صاحب الترجمة قبل أن يولد، وقد جاء أنه ولد سنة 345 هـ.؟! إذن، فيوسف بن يعقوب النجيرمي المذكور في (مادّة: النجيرميّ) هو غير صاحب الترجمة «يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ» ، مع أنهما يتفقان في الاسم، والكنية، والبلد، ولكنهما يختلفان في تاريخ الوفاة.
ولقد أصاب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- حيث فرّق بين الاثنين، فجعل الأول في المتوفين سنة 370 هـ. (انظر: العبر 2/ 358، وتاريخ الإسلام 467 حوادث ووفيات 351- 380 هـ.
بتحقيقنا، وشذرات الذهب 3/ 75) والثاني هو صاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ.
والّذي يؤكّد أنهما اثنان ما ذكره ابن السمعاني في (مادّة السعتري) ووافقه ابن الأثير، من أن «يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري» روى عنه: «يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي» .
وبان من هذا أنّ الأول كان شيخا للثاني.
وقال في (تاريخ الإسلام 467 وفيات 370 هـ.) :
«يوسف بن يعقوب النجيرمي، أبو يعقوب، بصري مشهور، عالي الإسناد. سمع: أبا مسلم الكجّي، والحسن بن المثنّى العنبري، والمفضّل بن الحباب الجمحيّ، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن حيّان المازني، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسان المصوّعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي. وقد حدّث في سنة خمس وثلاثمائة» .
(انتهى) هكذا وقع، والصواب: حدّث في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وقال ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب 3/ 75) :
«والنجيرمي، أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البصري. حدّث في سنة خمس وستين عن: أبي مسلم، ومحمد بن حيان المازني» .
والمعروف أيضا أن أبا مسلم الكجّي توفى سنة 292 هـ. (انظر: العبر 2/ 92، 93 وفيات 292 هـ.) فالنجيرمي الّذي سمعه وروى عنه هو المتوفى سنة 370 هـ. وليس صاحب الترجمة الّذي ولد سنة 345 وتوفي 423 هـ.
وقد خلط ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 7/ 75) بين المتوفى سنة 390 هـ. والمتوفى 423 هـ. فقال في الترجمة رقم (839) :
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي، اللغوي، البصري، نزيل مصر، هو من أهل بيت فيه جماعة من الفضلاء الأدباء ما منهم إلّا من هو ماهر في اللغة، كامل الأدوات، متقن لها. روى أبو يعقوب المذكور عن أبي يحيى زكريا بن يحيى بن خلّاد الساجي، وطبقته وروى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وغيره.
ثم نقل ابن خلّكان أن أبا يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي توفي يوم الثلاثاء رابع المحرّم سنة ثلاث

(29/122)


__________
[ () ] وعشرين وأربعمائة، وأنّ مولده كان يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة (7/ 76) .
ولم يتنبّه محقّقه الدكتور «إحسان عباس» لهذا الخلط، إذ كيف يروي أبو يعقوب النجيرمي المولود سنة 345 عن زكريا الساجي الّذي توفي قبل مولده بنحو 38 عاما؟
ولقد تنبّه إلى هذا الخلط السيد «أكرم البوشي» في تحقيقه للجزء (16) من: سير أعلام النبلاء، فقال في حاشيته على ترجمة النجيرمي المتوفى سنة 370 هـ. ص 259 ما نصّه:
«وقد التبس النجيرمي- صاحب هذه الترجمة- مع سميّه يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي البصري اللغوي نزيل مصر والّذي سترة ترجمته في الجزء السابع عشر من السير برقم (293) على محقق «وفيات الأعيان» فجعلهما واحدا حيث جمع بين مصادر ترجمتيهما» .
وأقول: لقد أصاب السيد «أكرم البوشي» . وأخطأ زميله السيد «محمد نعيم العرقسوسي» وهما يحقّقان (سير أعلام النبلاء) بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط.
وكذلك خلط السيوطي بين المتوفى سنة 370 هـ. وصاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ. ولم يتنبّه السيد «محمد أبو الفضل إبراهيم» إلى هذا الخلط في تحقيقه لكتاب (بغية الوعاة 2/ 364 رقم 2203) ، حيث يقول السيوطي:
«يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي أبو يعقوب، ويعرف أيضا بالسعتري، النحويّ، اللغوي، الحافظ، العلّامة. أخذ عن علي بن أحمد المهلّبيّ، وروى عن زكريا بن يحيى الساجي. وعنه ابن بابشاذ، وعبد العزيز بن أحمد بن مغلّس الأندلسي. وكان مقيما بمصر. روى عنه محمد بن جعفر الخزاعي المقرئ. ومات في المحرّم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بعد ابنه بهزاد بثلاثة أشهر» .
وقد عاد «ابن خلكان» في ترجمة «ابن مغلّس» (وفيات الأعيان 3/ 193، 194 رقم 387) فذكر أن ابن مغلّس المتوفى سنة 427 هـ. قرأ على أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي بمصر.
وكذا فعل «الحميدي» في: (جذوة المقتبس 288 رقم 645) ، وابن بشكوال في: (الصلة 2/ 369، 370 رقم 788) ، والضبّي في (بغية الملتمس 384 رقم 1088) والسيوطي في:
(بغية الوعاة 2/ 98 رقم 1535) ، والمقري في (نفح الطيب 2/ 132) .
فمن هو «النجيرمي» المقصود هنا؟ أهو المتوفى سنة 370 هـ؟ أم هو المتوفى سنة 423 هـ؟
هذا ما لم تفصح عنه المصادر المذكورة.

(29/123)


سنة أربع وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
124- أحمد بن إبراهيم [1] .
الفقيه أبو طاهر القطّان الحنبليّ. صاحب التّعليقة [2] .
كان من كبار أصحاب ابن حامد.
125- أحمد بن الحسين بن أحمد البغدادي الواعظ [3] .
أبو الحسين [4] بن السّمّاك.
حدّث عن: جعفر الخُلْديّ [5] ، والحسن بن رشيق المصْريّ.
قال الخطيب [6] : كتبتُ عنه [7] ، وكان ضعيفا متّهما [8] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
طبقات الحنابلة 2/ 182 رقم 650.
[2] في طبقات الحنابلة: «صاحب التعليق والتحقيق، والفرائض والأصول» .
[3] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 1/ 331، 332 (في ترجمة أبي علي الروذبارى محمد بن أحمد رقم 238) ، و 4/ 110، 11 رقم 1769، والإكمال لابن ماكولا 4/ 252، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 69 رقم 170. والمنتظم 8/ 76 رقم 88 و 15/ 237، 238 رقم 3182، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 46، 47 رقم 70، والكامل في التاريخ 9/ 432، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، وميزان الاعتدال 1/ 93 رقم 345، والمغني في الضعفاء 1/ 37 رقم 271، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، والبداية والنهاية 12/ 135، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 291 رقم 106.
[4] في: الكامل: «أبو الحسن» ، والمثبت يتفق مع المصادر ولسان الميزان 1/ 156 رقم 500، والنجوم الزاهرة 4/ 278.
[5] في: تاريخ بغداد 4/ 110، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 47: «الخالديّ» ، والمثبت يتفق مع:
المنتظم، وغيره.
[6] في: تاريخ بغداد 4/ 110، وقد وقع في (مختصر تاريخ دمشق 3/ 47) : «قال الحافظ ابن عساكر: كتبت عنه شيئا يسيرا ... » . وهذا وهم لم يتنبّه إليه محقّقه السيد: «رياض عبد الحميد مراد» ولا مراجعته السيدة «روحية النحاس» فابن السمّاك توفي قبل أن يولد ابن عساكر!
[7] وزاد: «شيئا يسيرا» .
[8] قوله: «وكان ضعيفا متّهما» ليس في تاريخ بغداد، وهو من قول المؤلف الذهبي- رحمه الله-

(29/124)


عاش نيِّفًا وتسعين سنة [1] .
وقال أبو محمد رزق الله التّميميّ [2] : كان أبو الحسين بن السّمّاك يتكلّم على النّاس بجامع المنصور. وكان لا يُحسن من العلوم شيئًا إلّا ما شاء الله.
وكان مطبوعًا يتكلّم على مذهب الصُّوفيّة، فكُتِبَت إليه رُقْعة: ما تقول في رجل مات؟ فلمّا رآها [3] في الفرائض رماها وقال: أنا أتكلّم على مذهب قوم إذا ماتوا لم يخلّفوا شيئا. فأعجب الحاضرين [4] .
__________
[1] قال ابن الأثير: مات في شوّال عن خمس وتسعين سنة. (الكامل 9/ 432) . وفي البداية والنهاية 12/ 35 عن 94 سنة.
[2] لسان الميزان 1/ 156، 157.
[3] وقع في: لسان الميزان 1/ 157: «ما تقول في رجل مات فلمّا رآها في الفرائض رماها» . وقال محقّقه في الحاشية (1) : «كذا في الأصل» .
[4] وقال الخطيب: «كان له في جامع المنصور مجلس وعظ يتكلّم فيه على طريقة أهل التصوّف ... وقد حدّثنا عن أبي بكر بن السمّاك حديثا مظلم الإسناد، منكر المتن، فذكرت روايته عن ابن السمّاك لأبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، فقال: لم يدرك أبا عمرو بن السمّاك، هو أصغر من ذاك، لكنّه وجد جزءا فيه سماع أبي الحسين بن أبي عمرو ابن السمّاك من أبيه، وكان لأبي عمرو بن السمّاك ابن يسمّى محمدا ويكنّى أبا الحسين، فوثب على ذلك السماع وادّعاه لنفسه. قال الصيرفي: ولم يدرك الخالديّ أيضا، ولا عرف بطلب العلم، إنما كان يبيع السمك في السوق إلى أن صار رجلا كبيرا، ثم سافر وصحب الصوفية بعد ذلك. قال لي أبو الفتح محمد بن أحمد المصري: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، أحدهم أبو الحسين بن السمّاك. مات ابن السمّاك في يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجّة سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب بعد أن صلّي عليه في جامع المدينة، وكان يذكر أنه ولد في مستهل المحرّم سنة ثلاثين وثلاثمائة» . (تاريخ بغداد 4/ 110، 111) .
وذكره الخطيب في موضع آخر من تاريخه (1/ 331، 331) في ترجمة الروذباري، فقال:
«أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري بصور الساحل» .
وقال الخطيب أيضا: أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قال: «أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي» ، وذكر من طريقه شعرا أنشده الروذباري.
وقال ابن ماكولا: «وأما سمّاك- بفتح السين وتشديد الميم وآخره كاف- فهو أبو الحسين أحمد ابن الحسين بن أحمد ابن السمّاك الواعظ، كان جوّالا كثير الأسفار. حدّث عن جماعة ولم

(29/125)


126- أحمد بن علي بن أحمد بن سعدُوَيْه الحاكم [1] .
أبو عبد الله النَّسويّ [2] .
حدَّث في رجب عن: ابن نُجَيْد، وأبي القاسم إبراهيم النّصراباذيّ [3] ، وأبي محمد السمذي [4] ، وأبي أحمد الجلودي [5] ، وأبي عبد الله بن أبي ذهل [6] ، وخلق.
روى عنه: مسعود بن ناصر.
ووثقه عبد الغافر [7] .
- حرف الجيم-
127- جهور بن حيدر بن محمد بن منجويه [8] .
__________
[ () ] أرهم يرتضونه» . (الإكمال 4/ 352) .
وقال ابن عساكر: «سمع بدمشق وبصور وبمكة» . (مختصر تاريخ دمشق 3/ 46) وذكر ابن الجوزي حكاية لأبي محمد التميمي في (المنتظم 8/ 76) قال: إن أبا الحسين بن السمّاك الواعظ دخل عليهم بوما وهم يتكلّمون في (أبابيل) ، فقال في أيّ شيء أنتم؟ فقالوا: نحن في ألف أبابيل، هل هي ألف وصل أو ألف قطع؟ فقال: لا ألف وصل ولا ألف قطع، وإنما هو ألف سخط. ألا ترى أنه بلبل عليهم عيشهم؟ فضحك القوم من ذلك.
[1] انظر عن (أحمد بن على) في:
المنتخب من السياق 92 رقم 199.
[2] النّسويّ: بفتح النون والسين المهملة والواو. هذه النسبة إلى نسا. فالنسبة إليها: النّسائي، ومنهم من قال بالواو وجعل النسبة إليها: النّسويّ. (الأنساب 12/ 82) .
[3] النّصراباذي: بفتح النون وسكون الصاد وفتح الراء المهملتين والباء الموحّدة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى محلّتين: إحداهما بنيسابور وهي من أعالي البلد، منها أبو القاسم إبراهيم هذا. والمحلّة الثانية هي نصراباذ: محلّة بالري، في أعلى البلد. (الأنساب 12/ 88 و 89 و 91) .
[4] في الأصل: «السمري» ، والمثبت عن (الأنساب 7/ 135) . قال ابن السمعاني: السّمّذيّ:
بكسر السين المهملة وكسر الميم المشدّدة، وقيل بفتحها، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى السّمّذ، وهو نوع من الخبز. الأبيض الّذي تعمله الأكاسرة والملوك.
[5] الجلوديّ: بضم الجيم واللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الجلود، وهي جمع جلد وهو من يبيعها أو يعملها. (الأنساب 3/ 282) .
[6] في (المنتخب) : «وأبي عبد الله أبي ذهل» بإسقاط «بن» وهو غلط.
[7] فقال: «جليل ثقة فقيه من أصحاب الشافعيّ، حدّث بنيسابور وجرجان» . وهو قال: «قدم نيسابور في رجب سنة أربع وعشرين وأربع مائة» ، ولم يذكر إن كان توفي فيها أو بعدها.
ومولده سنة نيّف و 340 هـ.
[8] انظر عن (جهور بن حيدر) في:

(29/126)


أبو الفضل القرشي الكريزي [1] النيسابوري الأديب.
روى عن: أبي سهل محمد بن سليمان الصُعْلُوكيّ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وطبقتهما.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة [2] .
- حرف الحاء-
128- الحسين بن إبراهيم بن عبد الله [3] .
أبو عبد الله الأنباريّ المقرئ [4] .
129- الحسين بن الخَضِر بن محمد [5] .
أبو عليّ البخاريّ الفَشيدَيْزَجِيُّ [6] ، الفقيه الحنفيّ، قاضي بُخَارى.
__________
[ () ] المنتخب من السياق 174 رقم 450 وفيه: «فتحويه» وهذا من التصحيف الشائع في مثل هذه الأسماء. قال ابن السمعاني في (المنجويي) : بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى منجويه، وهو اسم ... (الأنساب 11/ 493) .
[1] الكريزيّ: بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى كريز، وهو بطن من عبد شمس، وهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، (الأنساب 10/ 410، 411) .
[2] قال عبد الغافر: «الأديب، مشهور سمع الحديث الكثير» .
[3] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في:
غاية النهاية 1/ 237 رقم 1081.
[4] قال ابن الجزري: «الحسين بن إبراهيم بن عبد الله الأنباري أبو عبد الله نزيل مصر. قرأ عليه بها الحسن بن القاسم غلام الهرّاس، عن قراءته على عمر بن محمد بن عراك رواية ورش، وقرأ أيضا على أبي أحمد السامري» .
و «الأنباري» : بفتح الألف وسكون النون بعده وفتح الباء المنقوطة بنقطة من تحتها والراء بعد الألف. هذه النسبة إلى بلدة قديمة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. وكان السفاح أول خليفة من بني العباس يجلس بها ويسكنها وبها مات. (الأنساب 1/ 354) .
[5] انظر عن (الحسين بن الخضر) في:
الأنساب 9/ 309- 311، واللباب 2/ 433، والعبر 3/ 154، 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 424- 426 رقم 282، والوافي بالوفيات 12/ 361، والجواهر المضيّة 2/ 109، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 69، وكتائب أعلام الأخبار، رقم 209، والطبقات السنية، رقم 754، وكشف الظنون 1227، وشذرات الذهب 3/ 227، والفوائد البهيّة للّكنوي 66، وهدية العارفين 1/ 309، وإيضاح المكنون 2/ 157، ومعجم المؤلفين 4/ 6 وفيه نسبته:
«النسفي» .
[6] هكذا ضبطت في الأصل بفتح الفاء وكسر الشين، وسكون الياء، وفتح الدال المهملة، وسكون

(29/127)


إمام عصره بلا مدافعة [1] .
قدِم بغداد وتفقّه بها، وناظَرَ وبرع.
وسمع بها من: أبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ [2] .
وببُخَارى: محمد بن محمد بن جابر.
وحدّث، وظهر له أصحاب وتلامذة.
وآخر من حدّث عنه ابن بنته عليّ بن محمد البُخَاريّ [3] .
تُوُفّي في شعبان [4] .
وقد ناظَرَ مرّةً الشّريف المُرْتَضى شيخ الرَّفَضَة، وقطعه في حديث: «ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» [5] . وَقَالَ لِلْمُرْتَضَى: إِذَا جَعَلْتَ «مَا» نافية، خلاف الحديث من فائدة،
__________
[ () ] الياء الثانية، وفتح الزاي.، وكسر الجيم. وهكذا ضبطت في (الأنساب 9/ 309) وقال ابن السمعاني: «هذه النسبة إلى فشيديزه» ، وذكر صاحب الترجمة. ووافقه ابن الأثير في (اللباب 2/ 433) .
أما ياقوت فضبطها بكسر الذال المعجمة، فقال: «فشيذيزه» : بفتح أوله، وكسر ثانية، وياء مثنّاة من تحت، وذال معجمة مكسورة، وياء مثنّاة من تحت أخرى، وزاي: من قرى بخارى» .
(معجم البلدان 4/ 267) .
[1] الأنساب 9/ 310 وفيها إنه استقضى على بخارى بعد موت أبي جعفر الأسروشني.
[2] لم يترجم له الخطيب في (تاريخ بغداد) ، ولم يذكره فيمن روى عن: عبيد الله الزهري. (انظر:
تاريخ بغداد 10/ 323، 345 رقم 5466) .
[3] الأنساب 9/ 311.
[4] يوم الثلاثاء الثالث والعشرين منه. (الأنساب) . ووقع في (معجم المؤلّفين 4/ 6) أن وفاته سنة 425 هـ. ووقع في (كشف الظنون 1227) أن وفاته سنة 428 هـ.
[5] حديث: «لا نورث ما تركناه صدقة» صحيح مشهور، رواه غير واحد من الصحابة، وأخرجه البخاري في: الفرائض 8/ 3 باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركنا صدقة» ، وفي: الوصايا 3/ 197 باب نفقة القيّم للوقف، وفي: فضائل الصحابة 4/ 209، 210 باب: مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنقبة فاطمة عليها السلام ... ، وفي: المغازي 5/ 23 باب حديث بني النضير.
وأخرجه مسلم في: الجهاد والسير، رقم (1758) باب: قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة» ، ورقم (1759) و (1761) .
وأخرجه أبو داود في: الخراج والامارة، برقم (2975) باب: في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال.
وأخرجه الترمذي في: (السّير 3/ 81 رقم (1658) باب: ما جاء في تركة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائي، في: الفيء 7/ 132 باب: في كتاب قسم الفيء.
وأخرجه مالك في: الموطأ 702 رقم (1823) باب: ما جاء في تركة النبيّ.

(29/128)


فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَنَّ الْمَيِّتَ يَرِثُهُ أَقْرِبَاؤُهُ، وَلَا تَكُونُ تَرِكَتُهُ صَدَقَةً. وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخِلَافِ الْمُسْلِمِينَ، بَيَّنَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ» [1] . وقد سمع أبو علي هذا من: ابن شَبُّوَيْه المَرْوَزيّ بمَرْو، ومن جعفر بن فنّاكيّ بالرّيّ [2] . وتخرّج به الأصحاب.
130- حمزة بن محمد بن طاهر [3] .
الحافظ أبو طاهر البغداديّ الدّقّاق، مولى المِهْديّ.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، فمن بعدهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، فهْمًا، عارفا. ولد سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.
وقال البَرْقانيّ: ما اجتمعتُ قطّ مع أبي طاهر حمزة ففارقته إلّا بفائدة علم [5] .
__________
[ () ] وأخرجه أحمد في: المسند 1/ 4 و 6 و 9 و 10 و 25 و 47 و 48 و 49 و 60 و 164 و 179 و 191 و 6/ 145 و 262.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 315.
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في: معجم الشيوخ 374 رقم (365) بتحقيقنا.
وأخرجه الخطيب في: تاريخ بغداد 12/ 377.
[1] قال ابن السمعاني: إنّ أبا عليّ تمسّك بهذا الحديث، فاعترض عليه المرتضى الموسوي وقال: كيف يقول إعراب الصدقة بالرفع أو النصب؟ إن قلت بالرفع فليس كذلك، وإن قلت بالنصب فهو حجّتى لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تركنا صدقة» يعني: لم نتركه صدقة. فدخل أبو علي وقال: فيما ذهبت إليه إبطال فائدة الحديث، فإن أحدا لا يخفى عليه أنّ الإنسان إذا مات يرثه قريبه وأقرب الناس إليه ولا يكون صدقة ولا يقع فيه الإشكال، فبيّن النبيّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ما تركه صدقة، بخلاف سائر الناس.
[2] وذكر ابن السمعاني جماعة ممن روى عنهم ابن الخضر في:
بخارى، وبغداد، والكوفة، ومكة، وهمذان، وساوة، والري، ومرو. (الأنساب 9/ 310، 311) .
[3] انظر عن (حمزة بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 184، 185 رقم 431، والسابق واللاحق 65، وتقييد العلم 103، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 443 رقم 297، وشذرات الذهب 3/ 227.
[4] في تاريخه 8/ 184.
[5] تاريخ بغداد 8/ 184، وفيه أيضا: «قال الحسين (بن محمد بن طاهر) : وسمعت محمد بن أبي

(29/129)


وقد نقل الخطيب [1] عن محمد بن يحيى الكرْمانيّ، وابن جدّا العُكْبَريّ [2] أنّهما رأياه في النَّوم، فأخبرهما أن الله رضي عنه.
حرف السين
131- سُفْيان بن محمد بن حَسَنْكُوَيْه [3] .
أبو عبد الله الأصبهاني: بقّالٌ.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
روى عن: أبي الشّيخ.
وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد قال: أنبا سنة خمسٍ.
وروى عنه الرّئيس الثّقَفيّ في «الأربعين» ، له.
حرف العين
132- عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن بن شُجاع [4] .
أبو بكر المَرْوَزيّ الفقيه الحنبليّ [5] .
كان فقيهًا متفنِّنًا واسع الرّواية، نَحْويًّا، له مصنَّف في النَّحْو على مذهب الكوفيّين [6] ، وله كتاب «المغني» في مذهب أبي حنيفة [7] في سبعة أجزاء.
__________
[ () ] الفوارس يقول مثل ذلك» .
[1] في تاريخه 8/ 184 و 185.
[2] هو: علي بن الحسن بن جدّا العكبريّ، كما في: تاريخ بغداد. وقد ورد في الأصل: «حدا» بالحاء المهملة.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته. وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- ثانية في وفيات السنة التالية 425 هـ. برقم (166) .
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 97، 298 رقم 655، والوافي بالوفيات 17/ 128 رقم 111، وبغية الوعاة 2/ 38 رقم 1374، ومعجم المؤلفين 6/ 43.
[5] هكذا في الأصل وبقيّة المصادر، وقد كتب فوقها في الأصل: «كذا بخطه» . ولم يذكره ابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة) .
[6] سمّاه «الابتداء» .
[7] كتب فوقها في الأصل: «كذا بخطه» ، ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : من الواضح أن الّذي وضع الإشارتين على الأصل ظنّ أنّ هناك تناقضا بين كون صاحب الترجمة «حنبليّا» ، ويؤلّف كتابا في مذهب أبي حنيفة.

(29/130)


ولد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودخل الأندلس فَحَمَل عنه أهلها، وأجاز لهم في هذا العام [1] .
133- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد [2] بْن ذُنّين [3] بْن عاصم.
أبو محمد الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن أبيه، وعن: عَبْدُوس بن محمد، وأبي عبد الله بن عيشون، وتمّام ابن عبد الله، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مفرّج، وحلق كثير.
وحجّ فأخذ بمصر عن: أحمد بن محمد المهندس، وعبد المنعم بن غَلْبُون، ومحمد بن أحمد بن عُبَيْد الوشّاء.
وبمكّة عن: عُبَيْد الله السَّقَطيّ.
ولقي بالقَيْروان أبا محمد ابن أبي زيد، فأكثر عنه.
__________
[1] قال ابن بشكوال: «كان فاضلا ديّنا، حنبليّ المذهب، متفنّنا، واسع الرواية، قديم الطلب ... » وقال: «نبّهنا عليه أبو بكر بن الميراثي، فسمعنا منه وأجاز لنا في صفر سنة أربع وعشرين وأربعمائة ... وكان ممتّعا بذهنه وجميع جوارحه» . (الصلة 1/ 297 و 298) .
قلت: لم يذكر ابن بشكوال وفاته في هذه السنة. ويبدو أنّ الصفدي نقل الترجمة عن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في تاريخه هذا، ولذا قال: مات في حدود أربع وعشرين وأربعمائة.
(الوافي بالوفيات 17/ 128) ومثله فعل السيوطي في (بغية الوعاة 2/ 38) وانظر: معجم المؤلّفين 6/ 43 المتن والحاشية.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 264- 266 رقم 586، وبغية الملتمس 346 رقم 929، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 426، 427 رقم 283، والوافي بالوفيات 17/ 250، 251 رقم 235، وشذرات الذهب 3/ 227، وهدية العارفين 1/ 450، ومعجم المؤلفين 6/ 70، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الأول، الجزء الرابع 188 رقم 59، وتاريخ الأدب العربيّ 2/ 972 (في الأصل الألماني) .
[3] في الأصل: «دنين» بالدال المهملة، ومثله في: العبر، وشذرات الذهب، وحرّكت النون بالفتح في: الوافي بالوفيات، وتاريخ التراث العربيّ، وخفّفت.
وفي (الصلة) : «ذنين» ، ومثله في (بغية الملتمس) ، (بالذال المعجمة) ، وقد ضبطه «ذنين» ، بضم الذال المعجمة، وفتح النون المخفّفة وسكون الياء المثنّاة من تحتها. وقال محقّقه في الحاشية (2) ص 346: «كذا ضبطه المؤلّف مجوّدا» .
أما في (سير أعلام النبلاء 17/ 426) فضبطت: «دنين» ، وقال محقّقه في الحاشية: وكلمة «ذنّين» ضبطت في الأصل بضم الذال المعجمة، وكسر النون المشدّدة، وسكون الياء والله أعلم بالصحيح.

(29/131)


ورجع إلى طُلَيْطُلَة، فأكثر عنه أهلها، ورحل النّاس إليه من البلدان [1] .
وكان زاهدًا عابدًا متبتِّلًا، عالمًا عاملًا سُنِّيا.
يُقال إنّه كان مُجاب الدَّعوة. وكان الأغلب عليه الرّواية والأثر، والعمل بالحديث [2] . وكان ثقةً متحرّيا، قد التزم الأمرَ بالمعروف والنَّهيّ عن المنكر بنفسه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم. صنّف في ذلك كتابًا [3] .
وكان مَهِيبًا مُطاعًا محبوبًا، لا يختلف اثنان في فضله. وكان يتولّى عملَ عِنَبِ كَرْمِه بنفسه. ولم يُرَ بطُلَيْطُلَة أكثرَ جَمْعًا من جنازته [4] .
134- عبد الرّحيم بْن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن إسحاق بن مَنْدَهْ [5] .
تُوُفّي بطريق إِيذَج [6] بين العِيدَين.
أظنّه كان يتعانى التّجارة.
__________
[1] الصلة 1/ 265.
[2] الصلة 1/ 265.
[3] هو كتاب «الأمر والنهي» كما في: الصلة 1/ 265، ومنه نسخة في مكتبة غاريت بالولايات المتحدة الأمريكية، برقم 2053/ 1، تاريخ نسخها سنة 757 هـ. ذكرها فؤاد سزكين باسم «كتاب الأمر بأداء الفرائض واجتناب المحارم» . (تاريخ التراث العربيّ 188 رقم 59) .
[4] وقال ابن بشكوال: «وكانت جلّ كتبه قد نسخها بيده ... وكان مهيبا مطاعا، محبوبا من جميع الناس لم يختلف اثنان في فضله. وكان الناس يتبرّكون بلقائه. وكان مواظبا على الصلاة بالجامع، ولقد خرج إليه في بعض الليالي لصلاة العشاء حافيا في ليلة مصر، وكان يقرأ خلف الإمام فيما جهر فيه. وذكر عنه أنه كان يحصى ما كان يسوقه من كرمه ولو كان عنقودا واحدا لإحصاء الزكاة ... وسمع عن بعض أصحابه الذين يختلفون إليه أنه يروي ديوان كذا بسند قريب، فقال له: أريد أن أسمعه منك فأحضر الديوان وصار الشيخ بين يديه وسمعه منه ...
وقال أبو المطرّف عبد الرحمن بن محمد بن البيروله: كان أبو محمد بن ذونين (كذا) هذا شيخا فاضلا، ورعا صليبا في الدين، كثير الصدقة، يبايع الناس إذا ابتاع أعطى دراهم طيبة لا دلسة فيها ولا زائفة، وإذا بايع اشترط مثل ذلك، وإذا خدع فيها وردّت عليه صرّها في خرقة ثم واسط بها القنطرة وألقاها في غدير الوادي، ويقول: هي أفضل من الصدقة بمثلها لو أنها طيّبة لقطع الردى والغش من أيدي المسلمين. وكانت جلّ بضاعته قراءته كتب الزهد وروايتها وشيء من كتب الحديث، ولم يكن له بالمسائل كبير علم» . (الصلة 1/ 265، 266) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] إيذج: الذال معجمة مفتوحة، وجيم. وكسر الهمزة في أولها. كورة وبلدة بين خوزستان وأصبهان، وهي أجلّ مدن هذه الكورة، وسلطانها يقوم بنفسه، وهي وسط الجبال، يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الأهواز والنواحي. وقال أبو سعد: إيذج في موضعين، أحدهما بلدة من كور الأهواز وبلاد الخوز، والثاني: إيذج من قرى سمرقند. (معجم البلدان 1/ 288) .

(29/132)


وسمع من: أبيه.
135- عُبَيْد الله بن هارون بن محمد [1] .
أبو القاسم القطّان الواسطيّ، ويعرف بكاتب ابن قنطر [2] .
سمع من: عبد الغفّار الحُضَيْنيّ [3] ، وأبا بكر المفيد، وجماعة.
روى عنه: محمد بن عليّ بن أبي الصَّقْر الواسطيّ [4] .
قال خميس الحَوْزِيّ: مات سنة 424.
136- عُصْم بن محمد بن عُصْم بن العبّاس [5] .
أبو منصور العُصْميّ [6] ، رئيس هَرَاة.
روى عن: أبي عَمْرو الجوهريّ، وغيره.
روى عنه: محمد بن عليّ العميريّ [7] .
137- عليّ بن طلحة [8] .
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن هارون) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط 48، 49 رقم 6 وصفحة 70.
[2] زاد في: سؤالات السلفي: «البيّع» .
[3] في الأصل: «الحصيني» (بالصاد المهملة) ، والمثبت عن (الأنساب 4/ 165) وفيه:
«الحضينيّ» : بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
ولم يذكر ابن السمعاني النسبة، وكذا فعل ابن الأثير في (اللباب 1/ 372) .
وقال محقّق (الأنساب) الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني- رحمه الله- في الحاشية (4) «والظاهر أنها نسبة إلى حضين» والمعروف بحضين هو: الحضين بن المنذر الرقاشيّ، لم يذكر له سمّي إلّا حفيده حضين بن يحيى بن الحضين، فلعلّ للرجل الآتي علاقة به» .
[4] سؤالات السلفي 49 و 70.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] العصميّ: بضم العين وسكون الصاد المهملتين. هذه النسبة إلى «عصم» وهو اسم رجل من أجداد المنتسب إليه، وهو ينسب لبيت كبير مشهور من أهل العلم بهراة.
[7] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[8] انظر عن (علي بن طلحة) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 54، 55 رقم 11، وصفحة 53 و 59، ومعجم الأدباء 13/ 259- 264 رقم 38، وإنباه الرواة 2/ 284، 285، وبغية الوعاة 2/ 170 رقم 1715.

(29/133)


العلّامة أبو القاسم بن كُرْدان [1] الواسطيّ النَّحْويّ.
صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما «كتاب» سيبَويه.
وأهل واسط يتغالَون في ابن كُرْدان ويفضّلونه على ابن جِنِّيّ [2] .
صنَّف كتابًا نحو خمسة عشر مجلَّد في إعراب القرآن. ثمّ بدا له فغَسَلَه قبل موته.
وكان ديِّنًا نَزِهًا مصوّنًا [3] .
أخذ عنه: أبو الفتح بن مختار [4] ، ومحمد بن عبد السّلام.
ومات في هذا العام. قاله كلّه خميس الحوزيّ [5] .
__________
[1] هكذا في الأصل ضبط بضم الكاف، ومثله في: سير أعلام النبلاء، وسؤالات السلفي. وفي (معجم الأدباء) : «كردان» بكسر الكاف.
[2] سؤالات السلفي 54، وفيه زيادة: «والرّبعي» .
[3] سؤالات السلفي 54، وقد تصحّفت في (بغية الوعاة) إلى «متصوفا» .
[4] ترجم له السلفي في سؤالاته 53 رقم 10 وهو: «محمد بن محمد بن المختار» .
[5] وزاد أيضا: «ركب إليه فخر الملك أبو غالب محمد بن علي بن خلف وزير بهاء الدولة، وهو سلطان الوقت، وبذل له فلم يقبل. وكانت قد جرت بينه وبين القاضي أبي تغلب أحمد بن عبيد الله العاقولي صديق الوزير المغربيّ وخليفة السلطان والحكّام على واسط في وقته- وكان معظّما مفخّما- خصومة، فقال له ابن كردان: إن صلت علينا بمالك صلنا عليك بقناعتنا.
حكى ذلك لنا عنه أبو نعيم أحمد بن علي ابن أخي سكّرة المقرئ في الجامع بواسط» .
(سؤالات السلفي) .
وقال أبو غالب بن بشران: كان ابن كردان يعرف بابن الصّحنانيّ ولم يبع قطّ الصّحناة، وإنما كان أعداؤه يلقّبونه بذلك فغلب عليه، قال: وهذا الشيخ أول الشيوخ الّذي قرأت عليهم الأدب.
(قال المرحوم عبد الخالق حسّونة في تحقيقه لمعجم الأدباء 13/ 259 في الحاشية (1) :
«الصحنة والصحناة: نبّه على هذا اللفظ في القاموس، وكأنه ما نسمّيه «السردين» ، وفي الأصل بالسين، ولعلّه محرّف فأصلحته إلى ما ترى) .
وذكره أبو عبد الله محمد بن سعيد الدّبيثي في نحاة واسط فقال: كان شاعرا، ومن شعره في ذمّ واسط:
سئم الأديب من المقام بواسط ... إنّ الأديب بواسط مهجور
يا بلدة فيها الغنيّ مكرّم ... والعلم فيها ميّت مقبور
لا جادك الغيث الهطول ولا اجتلى ... فيك الربيع ولا علاك حبور
شرّ البلاد أرى فعالك ساترا ... عنّي الجميل، وشرّك المشهور

(29/134)


138- عُمَيْر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عُمَيْر [1] .
أبو القاسم الْجُهَنيّ.
روى عن جدّه، وعن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان.
وروى عنه: عليّ الحِنَّائيّ، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وهو قليل السَّماع.
- حرف الفاء-
139- الفضل بن محمد بن محمد بن جِهان دار [2] أبو العبّاس الهَرَويّ.
والد محمد الحافظ.
- حرف الميم-
140- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن حسن [3] .
أبو رشيد الحِيريّ الأدَميّ [4] المقرئ، العدل.
__________
[ () ] حدّث أبو الجوائز الحسن بن علي بن باري الكاتب الواسطي قال: اجتمع معنا في حلقة شيخنا أبي القاسم علي بن كردان النحويّ سيدوك الشاعر ونحن في الجامع بواسط بعد صلاة الجمعة، وجرى في عرض المذاكرات ذكر من أحال على قلبه بالعشق، ومن أحال على ناظره به أيضا ومضت أناشيد في ذلك، فقال أبو طاهر سيدوك: قد حضرني في هذا المعنى شيء وأنشدنا، (وذكر أبياتا) وسمعت أذان العصر فقلت لشيخنا: أكتبها قبل إقامة الصلاة أو إذا صلّينا؟ قال: اكتبها ولو أنّ الإمام على المنبر، وأنشدنا حينئذ لنفسه:
أبصرت في المأتم مقدودة ... تقضي ذماما بتكاليفها
تشير باللّطم إلى وجنة ... ضرّجها مبدع تأليفها
إذا تبدّى الصّبح من وجهها ... جمّشه ليل تطاريفها
(جمشه: ستره) و (التطريف: خضاب الأصابع) . (معجم الأدباء 13/ 260- 263) .
[1] انظر عن (عمير بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 234، ومختصر تاريخ دمشق 19/ 335 رقم 226.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الأدمي: بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى من يبيع الآدم.

(29/135)


حدّث عن: الأستاذ أبي سهل الصُّعْلُوكيّ [1] ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ الحسين بن محمد بن محمد الصَّفّار.
141- محمد بن إبراهيم بن أحمد [2] .
أبو بكر الأرْدَستانيّ [3] ، الرجل الصّالح.
حدَّث «بصحيح البخاريّ» عن: إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ [4] .
وحدَّث عن: القاسم بن علْقَمَة الأبْهَريّ [5] ، وأبي الفتح يوسف القوّاس، وأبي حفص بن شاهين، وأبي الشّيخ بن حيّان، وأبي بكر المقرئ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
__________
[1] الصّعلوكي: بضم الصاد، وسكون العين المهملتين، وضمّ اللام، وفي آخرها الكاف بعد الواو. هذه النسبة إلى «الصّعلوك» . (الأنساب 8/ 62) .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم الأردستاني) في:
تاريخ بغداد 1/ 417 رقم 419، والأنساب 1/ 178، والمنتظم 8/ 90 رقم 104 (15/ 255 رقم 3198) ، والتقييد لابن النقطة 28 رقم 2، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 428، 429 رقم 285، والإعلام بوفيات الأعلام 177، ومرآة الجنان 3/ 44، والنجوم الزاهرة 4/ 279، وشذرات الذهب 3/ 227.
وسيعاد مختصرا في وفيات سنة 427 هـ. برقم (237) .
[3] الأردستانيّ: بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرّية عند أزوارة بينهما، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان. قال ابن السمعاني: ورأيت بخط والدي رحمه الله وكان ضبطها عن الحافظ الدّقاق بكسر الألف والدال. (الأنساب 1/ 177) .
وقال ياقوت الحموي: «أردستان» : بالفتح ثم السكون، وكسر الدال المهملة، وسكون السين المهملة، وتاء مثنّاة من فوقها وألف ونون. قال الإصطخري: أردستان مدينة بين قاشان وأصبهان. (معجم البلدان 1/ 146) .
وذكرها ابن الأثير بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال ... وقيل: بكسر الألف والدال.
(اللباب 1/ 41) .
[4] الكشاني: بضم الكاف والشين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الكشانيّة، وهي بلدة من بلاد السّغد، بنواحي سمرقند. على اثنى عشر فرسخا منها. (الأنساب 10/ 431) .
[5] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى موضعين أحد هما إلى أبهر وهي بلدة بالقرب من زنجان. والثاني منسوب إلى قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 1/ 124 و 126) .

(29/136)


وروى عنه في سنة ثلاثٍ وتسعين «صحيح البخاريّ» : عبد الغفّار بن طاهر الهَمَدانيّ [1] .
وروى عنه: أبو نصر الشّيرازيّ المقرئ.
وهو أحد من لم يذكره «ابن عساكر» في «تاريخه» . وقد سمع بدمشق من الكِلابيّ، وأجزاء من أبي زُرْعة المقرئ.
وكان مع بصره بالحديث قيّمًا بكتاب الله، كبير القدْر، سامي الذِّكْر، واسع الرِّحلة. لقي بالبصرة أحمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ [2] ، وأحمد بن عُبَيْد الله النَّهْردَيْريّ [3] .
وكنّاه بعضهم: أبا جعفر، وهو بأبي بكر أشهر.
وقد ذكرناه في سنة خمس عشرة [4] على ما ورّخه بعضهم، وهو في هذا العام أرجح [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 428.
[2] الأسفاطي: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الفاء وبعد الألف الساكنة طاء مهملة.
هذه النسبة إلى بيع الأسفاط وعملها. (اللباب 1/ 54) .
[3] النّهرديري: بفتح النون وسكون الهاء والراء، وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى نهر دير، وهي قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة.
(الأنساب 12/ 173) .
[4] انظر عنه في الطبقة السابقة من الجزء السابق.
[5] ولكن الخطيب قال: إن أبا بكر الأردستاني مات بهمدان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
وتاريخ بغداد 1/ 417، المنتظم 8/ 90 (15/ 255) .
وقال ابن النقطة: توفي في دار ابن حميد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة. (التقييد 28) .
وقال الخطيب: «كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحجّ ماشيا، وحدّث ببغداد ...
كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث» : (تاريخ بغداد) .
وقال ابن السمعاني: «كان حافظا متديّنا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر، وخرج إلى خراسان، وبلغ إلى ما وراء النهر، وكتب الكثير ... ذكره أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وقال: شاب مفيد حسن العشرة، كان جهد في تتبّع الآثار، وجدّ في جمع الأخبار بالعراق وبخراسان وما وراء النهر، وأقام ببخارا سنين يكتب معنا، فحصّل أكثر حديث بخارا، ثم رجع، فوجدت خبره في سنة أربع وأربعمائة عند الحافظ الجليل أبي عبيد الله ابن البيّع بنيسابور، ثم خرج إلى مصر، فلم أسمع بخبره بعد ذلك ... وذكره أبو زكريا يحيى ابن أبي عمرو بن مندة في كتاب أصبهان فقال: أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أحد الحفّاظ، كان متّقيا متديّنا، سافر إلى خراسان وبغداد، ومات بهمدان يوم عاشوراء سنة سبع وعشرين وأربعمائة يوم الثلاثاء» . (الأنساب 9/ 178، 179) .

(29/137)


142- محمد بن إبراهيم أبو بكر الفارسيّ [1] ، قد مرّ في حدود سنة عشرين وأربعمائة.
وجماعة كبيرة.
قال شيرُوَيْه: ثنا عنه [2] محمد بن عفّان، وابن ممّان، وظَفْرُ بن هبة الله، وكان ثقة يُحسن هذا الشّأن. سمعتُ عدّة من المشايخ يقولون: ما من رجلٍ له حاجة من أمر الدّنيا والآخرة فيزور قبره ويدعو الله عزّ وجلّ إلّا استجاب له. وجرَّبت أنا ذلك فكان كذلك.
قلت: وروى عنه البَيْهَقيّ [3] في تصانيفه ووصفه بالحِفْظ.
143- محمد بن إبراهيم بن عليّ بن غالب [4] .
القاضي أبو الحسين المصريّ التّمّار.
هو آخر من حدَّث عن: أحمد بن إبراهيم بن جامع العطّار، وابن إسحاق، وغير هما.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى. قاله الحبّال.
144- محمد بن جُمَاهِر بن محمد [5] .
أبو عبد الله الحَجْرِيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعَبْدُوس بن محمد، وأبي محمد الأصيليّ.
__________
[1] انظر عنه وعن مصادره في الجزء السابق، و (الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 31) وسيعاد برقم (276) .
[2] في هامش الأصل: «ث. يعني أبي بكر الأردستاني» . وأكّد المؤلّف- رحمه الله- ذلك في:
سير أعلام النبلاء 17/ 428.
[3] هكذا في الأصل. وبعد مراجعتي لعدّة مصادر من تصانيف البيهقي وجدته يروي عن «محمد ابن إبراهيم الفارسيّ» وليس «الأردستاني، فليراجع.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن جماهر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 516 رقم 1125.

(29/138)


وكان فقيهًا مشاوَرًا، نبيلًا. رحمه اللَّه [1] .
145- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [2] البَيْضَاويّ [3] البغداديّ.
الفقيه المفتي أبو عبد الله.
ولي قضاء رُبْع الكَرْخ.
وحدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ.
روى عنه الخطيب، ووثقه [4] .
وقال أبو إسحاق الشيرازي [5] : تفقه على الداركي. وحضرت مجلسه وعلقت عنه. وكان حافظًا [6] للمذهب والخلاف، موفقًا في الفتاوى [7] .
146- محمد بن عبد العزيز بن شنبويه [8] .
أبو نصر الإصبهاني.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد الفباب.
147- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن حسن [9] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «وكانت له رحلة روى فيها علما كثيرا، وكان من أهل العلم والتقدّم فيه، والبصر بالحجّة، كامل المروّة، جميل الأخلاق، وكان مشاورا ببلده» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله البيضاوي) في:
تاريخ بغداد 5/ 47 رقم 3029، وطبقات الفقهاء للشيرازي 126، وتاريخ الفارقيّ 145، والأنساب 2/ 368، ومعجم البلدان 2/ 335، والكامل في التاريخ 9/ 432، واللباب 1/ 162، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 13، 14، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 63، 64، وطبقات الشافعية الوسطى، له، ورقة 84، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 229 رقم 200، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 220، 221 رقم 176.
[3] البيضاويّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنيتن من تحتها، وفتح الضاد المعجمة، وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. (الأنساب 2/ 368) .
[4] قال: «كان يدرس الفقه ويفتي على مذهب الشافعيّ، وولي القضاء بربع الكرخ، وحدّث شيئا يسيرا عن أبي بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري. كتبت عنه وكان ثقة صدوقا ديّنا، سديدا» . (تاريخ بغداد 5/ 476) .
[5] في طبقات الفقهاء 126.
[6] في الطبقات: «وكان ورعا حافظا» .
[7] قال ابن الأثير: توفي عن نيّف وثمانين سنة. (الكامل في التاريخ 9/ 432) .
[8] لم أقف على مصدر ترجمته.
[9] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 517 رقم 1128.

(29/139)


أبو القاسم البَيّانيّ [1] الإشبيلي، المعمَّر.
أخذ عن: وهْب بن مَسَرّة، وأبي بكر بن الأحمر القُرشيّ، وجماعة.
وكان ذكيا، رئيسا، ضابطا.
وقد أخذ أيضا عن: أبي عليّ القاليّ.
وكان مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي فِي جُمَادَى الآخره.
روى عَنْهُ: أَبُو عبد الله الخولانيّ [2] .
وهو آخر من حدَّث عن وهْب [3] .
148- محمد بن عليّ بن هشام بن عبد الرّؤوف [4] .
أبو عبد الله الأنصاريّ القُرْطُبيّ، صاحب المظالم.
كان واسع العلوم، حاذقا بالفتوى، عارفا بمذهب مالك، بصيرا بالأحكام، نزه النفس [5] .
توفي في رمضان.
149- مكي بن نظيف [6] .
أبو القاسم الزجاج.
__________
[1] البيّاني: بتشديد ثانيه. نسبة إلى «بيّان» : إقليم بيّان من أعمال بطليوس بالأندلس، ويقال له:
منت بيّان. (معجم البلدان 1/ 518) .
وقال ابن ناصر الدين الدمشقيّ: البيّاني، بالفتح وياء ثقيلة مثنّاة من تحت. وذكر «قاسم بن أصبغ البيّاني» الحافظ مسند الأندلس، وقال: هو من قرية بيّانة. وبيّانة هذه بالأندلس، وهي قصبة كورة قبرة. وبالأندلس أيضا قرية من ناحية بطليوس يقال لها: بيّان. (توضيح المشتبه 1/ 608) فالمترجم له منسوب إلى واحدة منهما أو إلى الاثنتين معا. وانظر: (المشترك وضعا لياقوت 74) و (نزهة المشتاق 738 و 740 و 741) . وقد ورد في (الصلة) : «البناني» ، وهو تصحيف.
[2] وهو قال: كان ذكيّا عاقلا من ذوي الهيئات، ومن أهل الثبات في أموره، جزلا في الرجال، قديم الطلب، ثابت الأدب.
[3] وقال ابن خزرج: كان شيخا فاضلا عاقلا ذكيّا، قديم الصلاح والعناية بطلب العلم، ثابت الأدب، ضابطا لما نقل. (الصلة) .
[4] انظر عن (محمد بن علي بن هشام) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 516، 517 رقم 1126.
[5] زاد ابن بشكوال: «صليبا في الحكم، شديدا على أهل الاستطالة، عالما باللسان، ورعا عفّا، جوادا على الإضافة، كريم العناية، مؤيّدا للحق، طيب الطعمة» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.

(29/140)


توفي بمصر في رجب.
- حرف الياء-
150- يحيى بن عبد الملك بن مهنا [1] .
أبو زكريا القرطبي، صاحب الصّلاة بقُرْطُبة.
روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ [2] رواية نافع. وكان حاذقًا بها مجوِّدًا لها [3] .
وعاش ثمانين سنة [4] .
روى عنه: محمد بن عتّاب الفقيه، وغيره.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الملك) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 665، 666 رقم 1463.
[2] في الأصل: «الأنماطي» وهو وهم، والصحيح ما أثبتناه، فهو: أبو الحسن علي بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن بشر الأنطاكي التميمي نزيل الأندلس وشيخها، ولد بأنطاكيّة سنة 299، ودخل قرطبة في سنة 352 فأدخل معه علما جمّا إلى الأندلس، وتوفي سنة 377 هـ. (انظر عنه في: غاية النهاية 2/ 564، 565 رقم 2308) .
[3] قال ابن شكوال: «قال ابن مهدي: كان رجلا صالحا، خيّرا، صحيح المذهب، حافظا للقرآن، مجوّدا لحرف نافع، من أمثل تلاميذ أبي الحسن الأنطاكي وأضبطهم لما قرأ به عليه، غير متكلّف في قراءته، ولم يكن الرجل ذا علم إلّا أنه كان روى عن أبي الحسن الأنطاكي شيخه كتبا في القرآن وقيّدها عليه» .
[4] وكان مولده سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.

(29/141)


سنة خمس وعشرين وأربعمائة
- حرف الألِف-
151- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن غالب [1] .
أبو بكر الخَوَارِزْميّ البَرْقَانيّ [2] ، الحافظ، الفقيه، الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة 21، تاريخ جرجان للسهمي 111 (في ترجمة أبي بكر الإسماعيلي رقم 98) ، والأسماء والصفات للبيهقي 1/ 320 و 2/ 7، 120، 178، والبعث والنشور، له 21، وتاريخ بغداد 4/ 373- 376 رقم 2247، وتقييد العلم، للخطيب 82، 86، والسابق واللاحق، له 91، وطبقات الفقهاء للشيرازي 127، والأنساب 2/ 156، 157، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 168- 172 رقم 104، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 225، 226، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 446، والمنتظم 8/ 79، 80 رقم 89 (15/ 242، 243 رقم 3183) ، والحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 86، والمشترك وضعا لياقوت 46، ومعجم البلدان 1/ 387، واللباب 1/ 140، والكامل في التاريخ 9/ 439 وفيه:
«محمد بن أحمد بن غالب» (بإسقاط «أحمد» في أوله) ، والتقييد لابن النقطة 167، 168 رقم 185، ووفيات الأعيان 1/ 29، 4/ 298، وطبقات ابن الصلاح، الورقة 35، والأعلام بوفيات الأعلام 178، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1381 وفيه: «أحمد بن غالب البرقاني» (بإسقاط اسمه واسم أبيه: «أحمد بن محمد» ) ، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1075، وسير أعلام النبلاء 17/ 264- 468 رقم 306، ودول الإسلام 1/ 253، والعبر 3/ 156، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 66، والوافي بالوفيات 7/ 331 رقم 3326، وعيون التواريخ 12/ 138، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 19، وطبقات الشافعية الوسطى، له، الورقة 38، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 231، 232 رقم 203، ومرآة الجنان 3/ 44 وفيه: «محمد بن محمد بن أحمد بن غالب» ، والبداية والنهاية 12/ 36، 37، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 208 رقم 165، وتوضيح المشتبه 1/ 458، والنجوم الزاهرة 4/ 280، وطبقات الحفاظ 418، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 228، وكشف الظنون 1682، وهدية العارفين 1/ 74، وتاريخ الأدب العربيّ (الملحق) 1/ 259، والأعلام 1/ 205، ومعجم المؤلّفين 2/ 74، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 474 رقم 324، ومعجم طبقات الحفاظ 58 رقم 945، وديوان الإسلام لابن الغزّي 1/ 266 رقم 411، والرسالة المستطرفة 24.
[2] البرقاني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء المهملة، وفتح القاف. هذه النسبة إلى

(29/142)


سمع بخَوَارِزْم من أبي العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان الحِيريّ [1] ، نزيل خَوَارِزم، ومن: محمد بن علي الحسّانيّ [2] ، وأحمد بن إبراهيم بن جَنَاب الخَوَارِزْمِيّين.
وبهَرَاة: محمد بن عبد الله بن خَميرُويْه.
وببغداد: أبا عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأحمد بن جعفر الخُتّليّ [3] ، وأبا بحر البَرْبَهاريّ [4] ، والقَطِيعيّ [5] .
وبجُرجَان: أبا بكر الإسماعيلي.
وبنَيْسابور: أبا عَمْرو بن حمدان.
__________
[ () ] قرية من قرى كاث بنواحي خوارزم وخربت أكثرها وصارت مزرعة. (الأنساب 2/ 156) وذكر صاحب الترجمة منها. ثم ذكر ابن السمعاني «البرقاني» مرة أخرى بدون ضبط للحركات (2/ 158) وقال: هذه صورته رأيته في تاريخ جرجان ولم يكن مقيّدا ولا مضبوطا. قال حمزة ابن يوسف السهمي: داود بن قتيبة البرقاني، وهي قرية من قرى جرجان.
وقال ياقوت: برقان: بفتح أوله، وبعضهم يقول بكسره، من قرى كاث شرقيّ جيحون على شاطئه، بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم يومان. ونسب إليها صاحب الترجمة. ثم قال:
وبرقان أيضا: من قرى جرجان، نسب إليها حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها على ثقة. (معجم البلدان 1/ 387، والمشترك وضعا 46) .
وانظر أيضا: اللباب 1/ 140، والمشتبه 1/ 66، وتوضيح المشتبه 1/ 458.
وقيّده ابن نقطة بالكسر (برقان) وذكر أنه نقله كذلك من خط الحافظ أبي الفضل بن ناصر.
(المشتبه 1/ 66 بالحاشية، وتوضيح المشتبه 1/ 458) .
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في أول ترجمة بهذه الطبقة.
[2] الحسّاني: بفتح الحاء والسين المشدّدة المهملتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «حسّان» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 4/ 135) .
[3] الختّليّ: قال ابن السمعاني: اختلف مشايخنا في هذه النسبة، بعضهم كان يقول هي إلى ختلان، بلاد مجتمعة وراء بلخ، وبعضهم يقول: هي بضم الخاء والتاء المنقوطة باثنتين مشدّدة، حتى رأيت أن الختّليّ: بضم الخاء والتاء المشدّدة: قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة. (الأنساب 5/ 44) .
[4] البربهاري: بفتح الباء الموحّدة وسكون الراء المهملة وفتح الباء والثانية أيضا والراء المهملة أيضا بعد الهاء والألف. هذه النسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تجلب من الهند من الحشيش والعقاقير والفلوس (أو القلوس) وغيرها، يقول البحرية وأهل البصرة لها: البربهار، ومن يجلبها يقال له: البربهاري. (الأنساب 2/ 152) .
[5] القطيعي: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محالّ متفرقة ببغداد.
(الأنساب 10/ 202) .

(29/143)


وبدمشق: أبا بكر بن أبي الحديد.
وبمصر: عبد الغنيّ الحافظ.
وخلْقًا سواهم، حتّى إنّه روى عن أبي بكر الخطيب تلميذه.
روى عنه: الصُّوريّ [1] ، والخطيب، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو إسحاق الشّيرازيّ الفقيه، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ [2] ، وسليمان بن إبراهيم الأصبهاني العبْدِيّ المالكيّ شيخ البصرة، وأبو يحيى بْن بُنْدار، ومحمد بْن عَبْد السّلام الأنصاريّ، وآخرون.
واستوطن بغداد.
قال الخطيب [3] : كان ثقة، ورِعًا ثَبْتًا [4] . لم نر [5] في شيوخنا أثبت منه [6] .
__________
[1] هو أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، المتوفى سنة 441 هـ. من مدينة صور بساحل الشام.
[2] المصّيصيّ: قال ابن السمعاني: بكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصادين المهملتين، الأولى مشدّدة. هذه النسبة إلى بلد كبيرة على ساحل بحر الشام يقال لها المصيصة، واختلف في اسمها. والصحيح الصواب المشدّدة بكسر الميم. ولما أمليت ببخارى: حدّثنا عن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصّيصي ثم الدمشقيّ، حضر المجلس الأديب الفاضل أبو تراب علي بن طاهر الكرميني التميمي، فلما فرغت من الإملاء قال لي: «المصيصي» بفتح الميم من غير تشديد. فقلت: كان شيخنا وأستاذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يروي لنا كذا كما تقول في هذه النسبة، ولكن ما وافقه أحد على هذا. ورأيت في كتب القدماء بالتشديد والكسر. وكذلك سمعت شيوخي بالشام، خصوصا فقيه أهل الشام أبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصيصي، فأخرج الأديب الكرميني «ديوان الآداب» للفارابي، وفيه: المصيصة بلاد، فقلت: لا أقبل منه، فإنّ الفارابيّ من أهل بلادكم والمصيصة بساحل الشام ولعلّه غلط. وأهل تلك البلاد لا يذكرونها إلا بالتشديد وكسر الميم. وكنت قد سمعت أبا المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي المعيد (أو المقيد) بنيسابور مذاكرة يقول: سمعت الإمام أبا علي الحسن بن محمد بن تقي المالقي الأندلسي الحافظ يقول في هذه النسبة: إني دخلت هذه البلدة وسمعت أهلها يقولون بالفتح والتخفيف والكسر والتشديد، ولما سمع ذلك أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ ببغداد منّى أنكر غاية الإنكار وقال: هذه البلدة لا تعرف إلا بالتشديد وكسر الميم، وهكذا رأيناه في غير موضع بخط أبي بكر الخطيب الحافظ. وأبو علي المالقي لما دخلها كان قد استولى الفرنج عليها ولم يبق فيها أحد من المسلمين، فعن من سأل، ومن ذكر له هذا فالأكثرون على الكسر والتشديد.
(الأنساب 11/ 351، 352) .
[3] في تاريخه 4/ 374.
[4] في: تاريخ بغداد: «متقنا متثبّتا فهما» .
[5] في تاريخ بغداد «لم ير» ، والمثبت يتفق مع: التقييد لابن النقطة 168.
[6] زاد في تاريخ بغداد بعدها: «حافظا للقرآن» .

(29/144)


عارفًا بالفقه، له حظٌ من عِلم العربيّة، كثير الحديث [1] . صنّف مُسندًا ضمَّنه ما اشتمل عليه «صحيح البخاريّ» و «مسلم» [2] . وجمع حديث الثَّوريّ، وشُعْبَة [3] ، وعُبَيْد الله بن عمر، وعبد الملك بن عُمَيْر، وبيان بن بشر، ومطر الورّاق، وعيرهم. ولم يقطع التّصنيف حتّى مات [4] .
وكان حريصًا على العِلم، مُنْصَرف الهمَّه إليه. سمعته يقول لرجلٍ من الفُقَهاء الصُّلحاء: أدعُ اللهَ أن ينزع شهْوة الحديث من قلبي، فإنّ حُبَّه قد غلب عليَّ، فليس لي اهتمام في اللّيل والنّهار إلّا به. أو نحو هذا.
وكنتُ كثيرًا أُذاكره الأحاديث، فيكتبها عنّي، ويُضَمِّنُهَا جُمُوعَه [5] .
وسمعتُ الأزهريّ يقول: البَرْقانيّ إمامٌ إذا مات ذهبَ هذا الشّأن [6] .
وسمعتُ محمد بن يحيى الكرْماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البَرْقانيّ [7] .
وسألت الأزهريّ: هل رأيت شيخًا أتقن من البَرْقانيّ؟ قال: لا [8] .
وسمعتُ أبا محمد الخلّال ذكر البَرْقانيّ فقال: كان نسيجَ وحده [9] .
وقال الخطيب [10] وأنا ما رأيت شيخًا أثبت منه.
وقال أبو الوليد الباجيّ: أبو بكر البَرْقانيّ ثقة حافظ [11] .
قلت: وذكره أبو إسحاق في «طبقات الشّافعية» [12] فقال: ولد سنة ستّ
__________
[1] زاد بعدها: «حسن الفهم له، والبصيرة فيه» .
[2] منه نسخة في تركيا بمكتبة آصفية، رقمها 1/ 670 حديث 595 كتبت سنة 1131 هـ. (انظر تاريخ التراث العربيّ 1/ 474) .
[3] زاد: «وأيّوب» .
[4] زاد: «وهو يجمع حديث مسعر» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 374، الأنساب 2/ 157، 158، تاريخ دمشق 7/ 170.
[6] تاريخ بغداد 4/ 375، تاريخ دمشق 7/ 170 وفيها زيادة: «يعني الحديث» ، المنتظم 8/ 80.
[7] تاريخ بغداد 4/ 375، المنتظم 8/ 80، تاريخ دمشق 7/ 170.
[8] تاريخ بغداد 4/ 375، المنتظم 8/ 80، تاريخ دمشق 7/ 170.
[9] تاريخ بغداد 4/ 375، المنتظم 8/ 80، تاريخ دمشق 7/ 170.
[10] تقدّم قوله قبل قليل.
[11] تاريخ دمشق 7/ 171.
[12] طبقات الفقهاء 127.

(29/145)


وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد ومات بها في أوّل يومٍ من رجب [1] . تفقّه في حداثته، وصنَّف في الفِقْه، ثمّ اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إمامًا [2] .
وقال الخطيب [3] : حدَّثني أحمد بن غانم الحمّاميّ، وكان صالحًا، أنّه نقل البَرْقانيّ من بيته، فكان معه ثلاثةٌ وستُّون سفْطًا وصندوقًا، كلُّ ذلك مملوء كُتُبًا [4] .
وقال البَرْقانيّ: دخلت إسْفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم، فضاعت الدّنانير وبقي الدِّرْهم، فدفعته إلى خبّازٍ [5] ، وكنت آخذ منه في كلّ يومٍ رغيفين، وآخُذُ من بِشْر بن أحمد جُزْءًا [6] فأكتبه وأفرغ منه بالعَشِيَّ، فكتبتُ [7] ثلاثين جزءًا، ثمّ نفذ ما كان عند الخبَّاز [8] ، فسافرتُ [9] .
قلتُ: كتاب «المصافحة» له من عالي ما يُسمع اليوم. تفرّد بها بَيْبَرس العَدِيميّ بحلب. وعند أبي بكر بن عبد الدّائم قطعةٌ من الكتاب يرويها عن النّاصح، عن شُهْدَة، عن ابن العرب، عنه.
وقال الخطيب [10] في ترجمة البَرْقانيّ: حدَّثني عيسى بن أحمد الهَمْدانيّ، أنا البَرْقانيّ سنة عشرين قال: حدَّثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، نا محمد بن موسى الصَّيْرفيّ، نا الأصمّ، نا الصّغانيّ [11] ، نا أبو زيد [12] الهَرَويّ، نا
__________
[1] وذكر السنة بعد ذلك.
[2] تاريخ دمشق 7/ 172.
[3] وروايته في تاريخه 4/ 375: «حدّثني أحمد بن غانم الحمّامي- وكان شيخا صالحا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث- قال: انتقل أبو بكر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشعير، فسألني أن أشرف على حمّالي كتبه وقال: إن سئلت عنها في الكرخ فعرّفهم أنها دفاتر لئلّا يظنّ أنها إبريسم» . ثم ذكر الباقي كما هو أعلاه.
[4] انظر: تاريخ دمشق 7/ 171.
[5] في تاريخ بغداد: «بقال» ، ومثله في: تاريخ دمشق.
[6] وزاد: «من حديثه، وأدخل مسجد الجامع» .
[7] في تاريخ بغداد: «فكتبت في مدة شهر» .
[8] في تاريخ بغداد: «ما كان لي عند البقال فخرجت عن البلد» .
[9] تاريخ بغداد 4/ 375، تاريخ دمشق 7/ 171.
[10] في تاريخه 4/ 374.
[11] كذا، وفي تاريخ بغداد: «الصاغاني» .
[12] في تاريخ بغداد: «أبو يزيد» .

(29/146)


شُعْبَه، عن محمد بن أبي النَّوّار: سمعتُ رجلًا من بني سُلَيْم يقال له خفّاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثلاثةٍ في الحجِّ وسبعةٍ إذا رَجَعْتُمْ [1] . قال: إذا رجعتَ إلى أهلك. تفرّد به أبو زيد [2] .
152- أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد البغداديّ [3] .
__________
[1] يشير إلى الآية 196 من سورة البقرة.
[2] في تاريخ بغداد: «أبو زيد» .
وزاد الخطيب بعد ذلك: «ثم سمعت أنا أبا بكر البرقاني يرويه عني بعد أن حدّثنيه عيسى عنه، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة، وقال لي: لم أكتب هذا الحديث إلا عنك. وكتب عني بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث التوزيّ، ومسعر، وغيرهما مما كنت أذاكره به» . (تاريخ بغداد 4/ 374) .
وقال الخطيب: وقال لي عيسى بن أحمد الهمذاني: لم ينظر في كتب البرقاني كلها من أصحاب الحديث غير أبي الحسن النعيمي، فإنه نظر في جميعها وعلّق منها.
وحدّث محمد الكرماني عن البرقاني أنه قال: كان أبو بكر الإسماعيلي يقرأ لكل واحد ممن يحضره ورقة بلفظه، ثم يقرأ عليه، وكان يقرأ لي ورقتين، ويقول للحاضرين: إنما أفضّله عليكم لأنه فقيه.
وقال الخطيب: أنشدنا البرقاني لنفسه:
أعلّل نفسي بكتب الحديث ... وأحمل فيه لها الموعدا
وأشغل نفسي بتصنيفه ... وتخريجه دائما سرمدا
فطورا أصنّفه في الشيوخ ... وطورا أصنفه مسندا
وأقفو البخاريّ فيما نحاه ... وصنّفه جاهدا مجدا
ومسلم، إذا كان زين الأنام ... بتصنيفه مسلما مرشا
وما لي فيه سوى أننى ... أراه هوى صادف المقصدا
وأرجو الثواب بكتب الصلاة ... على السيد المصطفى أحمدا
وأسأل ربّي إله العباد ... جريا على ما به عوّدا
وقال محمد بن علي الصوري: دخلت على البرقاني قبل وفاته بأربعة أيام أعوده، فقال لي.
هذا اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة، وقد سألت الله تعالى أن يؤخّر وفاتي حتى يهلّ رجب، فقد روى أن للَّه فيه عتقاء من النار، عسى أن أكون منهم. قال الصوري: وكان هذا القول يوم السبت، فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهلّ رجب. (تاريخ بغداد 4/ 375، 376، تاريخ دمشق 7/ 171، 172، المنتظم 8/ 80) .
وحكى أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ عن جودة مجلس أبي بكر الإسماعيلي فقال: إنه لم يكن يتفوّه بشيء إلا ويبادر جماعة من الغرباء عن جرجان وأهل البلد للتعليق والكتابة «خصوصا أبو بكر البرقاني أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي فإنه فلمّا كان يترك شيئا يجري إلا هو يكتب» ، وأضاف ابن المظفّر أنه كان ينسخ مما علّق عنه أبو بكر البرقاني، وعنده بخطه ما كتبه له. (تاريخ جرجان 110، 11) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد البغدادي) في: تاريخ بغداد 5/ 49، 50 رقم 2408.

(29/147)


أبو عبد الله الكاتب.
سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وعمر بن سَلْم [1] ، ومَخْلَد بن جعفر البَاقَرْحيّ [2] .
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صحيحَ السّماع، كثيره.
مات في المحرّم، وله تسعٌ وثمانون سنة [3] .
153- أحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بن عَبْد الرَّحْمَن [5] بن سعيد.
أبو العبّاس الأبِيوَرْديّ [6] ، القاضيّ الشّافعيّ صاحب الشّيخ أبي حامد.
سكن بغداد، وبرع في الفقيه. وولي القضاء ببغداد على الجانب الشَّرقيّ.
ومدينة المنصور أيّام ابن الأكْفَانيّ.
ثمّ عُزِل، وَرُدَّ ابن الأكْفانيّ إلى عمله.
وكان له حلقة للتّدريس والفتوى بجامع المنصور. وكان عنده شيء عن عليّ بن القاسم بن شاذان القاضي، وغيره.
كتب بالرّيّ وهَمَدَان. وكان حَسَنَ الاعتقاد، جميلَ الطَّريقة [7] ، فصيحًا، له شعرٌ.
وقيل: إنّه كان يصوم الدَّهر [8] . وكان فقيرًا يتحمّل، ومكث شتوة لا يملك
__________
[1] في تاريخ بغداد 5/ 49: «أحمد بن جعفر بن سلم» .
[2] الباقرحى: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى باقرح، وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب 2/ 48) .
[3] وقيل إنّ مولده كان في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الأبيوردي) في:
تاريخ بغداد 4/ 51، 52 رقم 2411، وطبقات الفقهاء للشيرازي 108، والأنساب 1/ 128، 129، والمنتظم 8/ 80، 81 رقم 90 (15/ 243 رقم 3184) ، واللباب 1/ 27، والكامل في التاريخ 9/ 439، وطبقات ابن الصلاح، الورقة 28 أ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 33، والبداية والنهاية 12/ 37، وطبقات الشافعية للأسنوي 1/ 86، 87 رقم 72، والنجوم الزاهرة 4/ 279.
[5] في الأصل: «عبد الرحيم» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6] الأبيورديّ: بفتح الألف وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أبيورد وهي بلدة من بلاد خراسان، وقد ينسب إليها «الباوردي» . (الأنساب 1/ 128) .
[7] في تاريخ بغداد: «ثابت القدم في العلم» .
[8] في تاريخ بغداد: «وإن غالب إفطاره كان على الخبز والملح، وكان فقيرا يظهر المروءة»

(29/148)


جبَّة يلبسها. وكان يقول لأصحابه: بي علّة تمنعني من لبْس المحشُوّ [1] .
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة، وله ثمان وستُّون سنة [2] .
154- أحمد بن محمد بن عليّ بن الجهْم [3] .
أبو العبّاس الأصبهاني، مستملي ابن مَنْدَهْ.
سمع: أبا الشّيخ.
وعنه: الوحشيّ، وأبو الفتح الحدّاد.
تُوُفّي في ذي القعدة.
155- أحمد بن محمد بن الفضل [4] .
القاضي أبو بكر الصّدَفيّ، الفقيه.
بمَرْو.
156- أحمد بن أبي سعْد البغداديّ [5] .
الأصبهاني الواعظ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
157- إبراهيم بن الخِضر بن زكرّيا [6] .
أبو محمد الدّمشقيّ الصّائغ [7] .
روى عن: أبي عليّ الحسن بن عبد الله الكِنْديّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وجماعة.
__________
[1] في تاريخ بغداد زيادة: «فكانوا يظنّونه- يعني المرض، وإنما كان يعني بذلك الفقر، ولا يظهره تصوّنا ومروءة. (تاريخ بغداد، المنتظم) .
[2] وقال محمد بن علي الصوريّ إنه سأل الأبيوردي عن مولده فقال: في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 5/ 51) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (إبراهيم بن الخضر) في:
مختصر تاريخ دمشق 4/ 49 رقم 47، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 210.
[7] قال ابن عساكر: وكان أبوه أبو القاسم من أهل العلم، سمع الأشراف كابن المنذر.

(29/149)


روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بْن شجاع، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
توفي يوم عاشوراء.
قال الكتّانيّ [1] : كان فيه تساهل في الحديث [2] .
158- إبراهيم بن عليّ بن محمد بن عثمان بن المورّق [3] .
أبو إسحاق العَبْديّ الأصبهاني الخيّاط، المعلّم.
سمع: الطَّبْرانيّ.
كتب عنه جماعة.
مات فِي ربيع الأوّل.
حرف الجيم
159- جعْفَر بْن أحمد بن لقمان [4] .
البزّاز.
مصريٌّ.
ذكر الحبّال موته في المحرّم.
حرف الحاء
160- الحسن بن أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان [5] .
__________
[1] زاد أيضا: كتب الكثير، وحدّث بشيء يسير.
[2] وذكر أبو بكر الحدّاد أنه ثقة. وذكر الأهوازي أنه دفن بباب توما.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (الحسن بن أحمد بن إبراهيم) في:
البعث والنشور للبيهقي 168، 287 وفيه: «الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شاذان» ، 303، وتاريخ بغداد 7/ 279، 280 رقم 3772، وفيه: «الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن الحسن» ، والسابق واللاحق 85، وتبيين كذب المفتري 245، 246، وتاريخ حلب للعظيميّ 331، 332، والمنتظم 8/ 86، 87 رقم 95 (15/ 250 رقم 3189) ، والكامل في التاريخ 9/ 445 وفيه: «الحسين بن أحمد بن شاذان» ، والتقييد لابن النقطة 229 رقم 274، والعبر 3/ 157، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1382، وتذكرة الحفاظ 3/ 1075، وسير أعلام النبلاء 17/ 415- 418 رقم 273، ودول الإسلام 1/ 253،

(29/150)


أبو عليّ بن أبي بكر البغداديّ، البزّاز.
وُلِد في ربيع الأوّل سنة تسعٍ [1] وثلاثين، وسمّعه أبوه من: أبي عَمْرو بن السّمّاك، وأحمد بن سليمان العَبَّادانيّ [2] ، وميمون بن إسحاق، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النّجاد، وحمزة الدّهْقان، وجعفر بن محمد الخُلْديّ [3] ، وعبد الصّمد الطَّسْتيّ [4] ، ومُكَرَّم بن أحمد، وأبي عمر غلام ثعلب، وعبد الله بن جعفر بن درستُوَيْه، وعليّ بن عبد الرحمن بن ماتي [5] ، وعليّ بن محمد بن الزُّبَيْر القُرشيّ، وأحمد بن عثمان الأدَميّ، وعبد الله بْنُ إسحاق الخُراسانيّ، ومحمد بن جعفر القارئ، وجماعة.
روى عنه: أبَوَا بكر الخطيب، والبَيْهَقيّ، والإمام أبو إسحاق الشّيرازيّ، وعليّ بن أبي الغنائم بن المأمون الهاشميّ، وأبو الفضل بن خَيْرون، والحسن ابن أحمد بن سلمان الدّقّاق، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخيّاط، والحسين ابن الحُسين الفانيذيّ [6] ، وثابت بن بُنْدار البقّال، وجعفر بن أحمد السّرّاج، والمبارك بن عبد الجبّار بن الطُّيُوريّ [7] ، وَأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السَّمْنَانِيُّ [8] ، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلّانيّ [9] ، وأبو سعد محمد بن عبد
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 11/ 394، ومرآة الجنان 3/ 44، والبداية والنهاية 12/ 39، والجواهر المضيّة 2/ 38، 39، والنجوم الزاهرة 4/ 280، و 282، والطبقات السنيّة رقم 647، وشذرات الذهب 3/ 228، 229، والرد على الخطيب لأبي المظفّر 13/ 155، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 475، 476 رقم 326.
[1] وقع في المطبوع من: الكامل في التاريخ: «سنة سبع» .
[2] العبّادائي: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، والدال المهملة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «عبّادان» وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر.
(الأنساب 8/ 335) .
[3] الخلدي: بضم الحاء المعجمة وسكون اللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى المخلّد وهي محلة ببغداد. (الأنساب 5/ 161) .
[4] الطّستي: بفتح الطاي المهملة، وسكون السين المهملة أيضا، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين. هذه النسبة إلى «الطّست» وعمله. (الأنساب 8/ 241) .
[5] ماتي: بالميم والألف، والتاء المثنّاة من فوقها، وفي آخرها ياء (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 563) .
[6] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في (الأنساب) .
[7] لم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة، وهي نسبة إلى الطيور.
[8] السّمناني: بكسر السين المهملة، وفتح الميم، والنون: نسبة إلى بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري، يقال لها: سمنان، وسمنان أيضا قرية من قرى نسا. (الأنساب 7/ 148) .
[9] الباقلاني: بفتح الباء الموحدة وكسر القاف بعد الألف واللام ألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باقلاء وبيعه. (الأنساب 2/ 51) .

(29/151)


الملك الأسَديّّ، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن خشيش، وأبو القاسم عليّ ابن أحمد بن محمد بن بَيَان، وأبو عليّ بن نبْهان الكاتب، وغيرهم.
قال الخطيب [1] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، صحيح السّماع [2] ، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعريّ، وكان يشرب النّبيذ على مذهب الكوفيّين، ثمّ تركه بأخرة.
وكتب عنه جماعةٌ من شيوخنا كالبَرْقانيّ، وأبي محمد الخلّال.
وسمعتُ أبا الحسن بن رزقُويه يقول: أبو عليّ بن شاذان ثقة [3] .
وسمعتُ أبا القاسم الأزهريّ يقول: أبو عليّ أوثق [4] من بَرَأَ الله في الحديث [5] .
وحدَّثني محمد بن يحيى الكرْمانيّ قال: كنتُ يومًا بحضرة أبي عليّ بن شاذان، فدخل شابٌ فسلّم ثمّ قال: أيُّكم أبو عليّ بن شاذان؟ فأشرنا إليه، فقال له: أيّها الشّيخ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فقال لي: سَلْ عن أبي عليّ ابن شاذان فإذا لقِيتَهُ فأقْره منّي السّلام.
قال: ثمّ انصرف الشّابُّ، فبكى أبو عليّ وقال: ما أعرف لي عملًا أستحقُ به هذا، اللَّهمّ إلّا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلّما جاء ذكرُهُ [6] .
قال الكرْمانيّ: ولم يلبث أبو عليّ بعد ذلك إلّا شهرين أو ثلاثة حتّى مات [7] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 7/ 279.
[2] في تاريخ بغداد 279 و (التقييد 229) : «صحيح الكتاب» .
[3] تاريخ بغداد 7/ 279.
[4] هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد: «من أوثق» .
[5] وزاد: «وسماعي منه أحبّ إليّ من السماع من غيره» .
[6] تاريخ بغداد 7/ 279.
[7] تاريخ بغداد 7/ 280.

(29/152)


تُوُفّي أبو عليّ آخر يومٍ من سنة خمسٍ، ودُفن في أوّل يومٍ من سنة ستٍّ وعشرين.
161- الحسن بن عُبَيْد الله [1] .
الفقيه أبو عليّ البَنْدنيجيّ [2] الشّافعيّ، صاحب الشّيخ أبي حامد.
له عنه تعليقة مشهورة، وله مصنَّفات كثيرة [3] .
درس الفقه ببغداد مدَّة وأفتى، وكان ديِّنًا صالحًا ورِعًا [4] .
ثمّ رجع إلى البنْدنيجين رحمه الله [5] .
162- الحسن بن أيّوب بن محمد بن أيّوب [6] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 7/ 343 رقم 3866، وطبقات الفقهاء للشيرازي 129 وفيه: «الحسن بن عبد الله» .
والأنساب 2/ 338، والمنتظم 8/ 83 رقم 91 (15/ 243، 244 رقم 3185) ، واللباب 1/ 147، والكامل في التاريخ 9/ 439، وفيه: «الحسين بن عبد الله بن يحيى» .، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 133، وطبقات الشافعية الوسطى، له ورقة 165، وفيه:
«الحسن بن عبد الله، وقيل: عبيد الله مصغّرا» ، والبداية والنهاية 12/ 37 وفيه: «الحسن بن عبد الله» ، والوافي بالوفيات 12/ 96 رقم 83، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبه 1/ 211 رقم 168، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 138 وفيه: «الحسن بن عبد الله» .
[2] البندنيجيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بندنيجين: وهي بلدة قريبة من بغداد بينهما دون عشرين فرسخا. (الأنساب 2/ 313) .
وقال ياقوت في: البندنيجين: لفظه لفظ التثنية، ولا أدري ما بندنيج مفردة، إلّا أن حمزة الأصبهاني قال: بناحية العراق موضع يسمّى وندنيكان وعرّب على البندنيجين، ولم يفسّر معناه. وهي بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد، يشبه أن تعدّ في نواحي مهرجان قذق. وحدّثني العماد بن كامل البندنيجي الفقيه قال: البندنيجين اسم يطلق على عدّه محالّ متفرّقة غير متصلة البنيان، بل كل واحدة منفردة لا ترى الأخرى لكن نخل الجميع متّصلة، وأكبر محلّة فيها يقال لها باقطنايا. (معجم البلدان 1/ 499) .
وقد ضبطت في المطبوع من تاريخ بغداد بفتح الجيم، مثل: معجم البلدان.
[3] طبقات الفقهاء 129 وزاد الشيرازي: «في المذهب والخلاف» .
[4] تاريخ بغداد 7/ 343.
[5] وقال الخطيب: سمعت أبا عبد الله عبد الكريم بن علي القصري. يقول: لم أر فيمن صحب أبا حامد أدين من أبي علي البندنيجيّ.
[6] انظر عن (الحسن بن أيوب) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 136 رقم 309.

(29/153)


أبو عليّ الأنصاريّ القُرْطُبيّ الحدّاد.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي علي القالي، وأحمد بن ثابت التغلبي.
وتفقه على القاضي أبي بكر بن زرب [1] .
روى عنه جماعة من العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي وقال: كان مقدّما في الشّورى لسنّه [2] ، رواية للحديث واللُّغة [3] ، ذا دِين وفضل.
تُوُفّي في رمضان، وله سبعٌ وثمانون سنة [4] .
163- الحُسين بن جعفر بن القاسم [5] .
أبو عبد الله الكِلَليّ [6] المصريّ.
سمع: الحسن بن رشيق، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن هارون الأسْوَانيّ [7] ، وإبراهيم بن محمد النَّسائيّ العدْل، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السَّجْزيّ.
روى عنه: أبو الحسن الخِلَعيّ، وجماعة من المصريّين.
وهو ابن بنت أبي بكر الأُدْفويّ [8] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «وجمع مسائله في أربعة أجزاء» .
[2] في الصلة: «كان من أهل العلم بالمسائل والحديث، ومقدّما في الشورى على جميع أصحابه لسنّه» .
[3] في الصلة: «اللغات» ، وزاد بعدها: «وافر الحظ من الأدب، حسن الشعر في الزهد والرثاء وشبهه» .
[4] كان مولده في المحرّم سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] لم يذكر الأمير ابن ماكولا هذه النسبة في إكماله، ولا ابن السمعاني في أنسابه.
[7] توفي سنة 364 هـ. وترجمته في: الطالع السعيد للأدفوي 143- 145 رقم 73، وقيل توفي سنة 374 هـ. و «الأسواني» : بفتح الألف وسكون السين المهملة وفي آخرها النون. نسبة إلى أسوان وهي بلدة بصعيد مصر. (الأنساب 1/ 260) .
[8] الأدفويّ: بضم الهمزة، وسكون الدال، وضم الفاء، وسكون الواو. نسبة إلى قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص.
قال ابن زولاق: منها أبو بكر محمد بن علي الأدفوي: الأديب المقرئ صاحب النّحاس، له كتاب في تفسير القرآن المجيد في خمسة مجلّدات كبار، وله غير ذلك من كتب الأدب.

(29/154)


تُوُفّي بالرِّيف في المحرّم.
164- الحَسَن بْن محمد بْن الحُسَيْن بْن دَاوُد بْن عليّ بن عيسى [1] .
أبو محمد العلويّ، السّيّد أبو محمد النّقيب بن السّيّد أبي الحسن.
شيخ العِتْرة بنَيْسابور.
روى عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وغيره.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة عن نيِّفٍ وسبعين سنة.
- حرف السّين-
165- سعيد بن أحمد بن يحيى [2] .
أبو عثمان المُراديّ الإشبيليّ، الشّقاق.
كان من أهل الذّكاء والطَّلَب، ومعرفة التَّواريخ والأخبار.
سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخرّاز، والرّياحيّ، وابن السّليم القاضي، ومَسْلمة بن القاسم، وغيرهم.
166- سُفْيان بن محمد بن الحسن بن حسنكويه [3]
__________
[ () ] (معجم البلدان 1/ 126) وهو جدّ صاحب هذه الترجمة لأمّه. (انظر ترجمته ومصادرها في:
الطالع السعيد 552- 556 رقم 557) .
وقال ياقوت أيضا: وأدفو أيضا قرية بمصر من كورة البحيرة. ويقال: أتفو، بالتاء المثنّاة فيهما.
(معجم البلدان 1/ 126) .
وقال أبو الفضل الأدفوي: و «أدفو» : بدال مهملة، لا يعرف غير هذا، تلقّيته من أهلها قاطبة، ورأيته كذا في مكاتيبهم الحديثة والقديمة جدا والمتوسّطة، لا يختلفون في ذلك. ونقل الرشاطي عن اليعقوبي أنها بالتاء المنقوطة نقطتين من فوق، وبعضهم قال بالذال المعجمة، وكل ذلك عندي لا يعتدّ به لما وصفت لك، وأهل البلاد أعرف ببلادهم من البعيد الدار، والموجود في الكتب في النسبة إليها: «أدفويّ» . وقال الوخشيّ: أهل الحديث ينسبون إليها «أدفويّ» . والقياس: «أدفيي» . وما ذكره من القياس صحيح. وقال الرشاطيّ: فيما قاله نظر.
وسألت شيخنا العلّامة أثير الدين أبا حيّان محمد بن يوسف بن الغرناطي أبقاه الله عن نظر الرشاطي، فصوّب ما قاله الوخشيّ، والله أعلم.
(الطالع السعيد 555، 556) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (سعيد بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 218، 219 رقم 496.
[3] تقدّم ذكره في السنة الماضية برقم (131) .

(29/155)


أبو عبد الله الأصبهاني.
تُوُفّي في هذه السَّنة على الصَّحيح في أحد الْجُمَادَين.
روى عنه: أبو عبد الله الثّقَفيّ، وأبو عليّ الحداد، وجماعة.
يروي عن: أبي الشّيخ، وابن المظفّر الحافظ، ومنصور بن جعفر البغْداديّ.
- حرف الضّاد-
167- ضُمام بن محمد [1] .
أبو يَعْلَى الشَّعْرَانيّ الهَرَويّ الصُّوفيّ.
روى عن: بِشْر بن محمد المُزَنيّ المغفّليّ، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهريّ البَغَويّ [2] .
روى عنه: محمد بن عليّ العُمَيريّ الزّاهد، وغيره.
- حرف الطّاء-
168- طاهر بن عبد العزيز بن سيّار البغداديّ [3] الحُصَريّ [4] .
الدّعّاء.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وإسحاق بن سعْد النَّسَويّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عبدا صالحا [5] رحمه الله.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته. و «ضمام» : بضم الضاد المعجمة، كما في: الإكمال لابن ماكولا 5/ 225.
[2] البغوي: نسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها: بغ وبغشور. (الأنساب 2/ 254) .
[3] انظر عن (طاهر بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 9/ 358 رقم 4925.
[4] الحصريّ: بضم الحاء وسكون الصاد المهملتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الحصر وهي جميع الحصير. (الأنساب 4/ 152) .
[5] زاد الخطيب: «مستورا صدوقا. سمعت طاهر بن عبد العزيز يقول: مولدي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة» .

(29/156)


- حرف الظّاء-
169- ظفْرُ بنُ إبراهيم [1] النَّيْسابوريّ الأبْريسَمِيّ [2] أبو سعيد.
قال الخطيب: ثنا عن محمد بن أحمد بن عَبْدُوس، عن مكّيّ بن عَبْدَان [3] ، وكان صدوقًا. قدِم علينا ليحُجّ.
- حرف العين-
170- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ [4] السُّوذَرْجَانِيُّ [5] الأصبهاني.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى.
والد محمد وأحمد.
روى عن: أبي الشّيخ، وابن المقرئ.
وكان يحفظ.
171- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بُندار بن شُبَانَة [6] .
أبو سعيد الهَمَذانيّ.
روى عن: أبي القاسم بن عُبَيْد، والفضل بن الفضل الكِنْديّ، ومحمد بن
__________
[1] انظر عن (ظفر بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 9/ 368 رقم 4941 وفيه: «ظفر بن أحمد بن إبراهيم» .
[2] الأبريسميّ: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم.
هذه اللفظة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (الأنساب 1/ 116) .
[3] وذكر حديثا من طريقه.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته. بل ذكر ابن السمعاني أحد أحفاده في (الأنساب) .
[5] السّوذرجانيّ: بضم السين المهملة، والذال المفتوحة المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 7/ 185) وذكر ابن السمعاني منها: أبا سعيد محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن علي ابن عباس المؤذّن السوذرجاني.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 5/ 12، 13، والعبر 3/ 157، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 432، 433 رقم 288، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 387، والنجوم الزاهرة 4/ 280، وشذرات الذهب 3/ 229.

(29/157)


عبد الله بن برزة، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وأبي بكر بن مالك القطيعيّ، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عنه عبد الملك بن عبد الغفّار، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر العابد، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وسعد بن الحسن القصري، وأحمد بن طاهر القومساني [1] ، وأبو غالب أحمد بن محمد القارئ العدل.
قال شيرويه: وكان صدوقا من أهل الشهادات ومن تناء [2] البلد.
قلت: وقع لنا الجزء الثاني من حديثه.
172- عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر [3] .
أبو الحسن التميمي الجوبري [4] الغوطي.
حدث عن: أبي القاسم عليّ بن أَبِي العقِب، وأبي عَبْد الله بْن مرْوان، ويحيى بن عبد الله الزّجّاج، وإبراهيم بن محمد بن سِنَان.
روى عنه: حَيْدَرة المالكيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وسعْد بن عليّ الزَّنجانيّ [5] ، وأبو العبّاس بن قُبَيْس المالكيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ، وجماعة.
ووثّقه محمد بن عليّ الحدّاد، ولم يكن يُحْسِن الخطَّ.
قال الحافظ عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا في صفر، وكان أبوه قد
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (106) وقد ضبطها ياقوت بفتح الميم.
[2] تنّاء البلد: المقيمون فيه، والذين لا يخرجون مع الغزاة للغزو. مفردها: تانيء.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
الأنساب 3/ 344، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 33 رقم 26، والعبر 3/ 157، 158، وسير أعلام النبلاء 17/ 415 رقم 272، وشذرات الذهب 3/ 229، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 473 رقم 323.
[4] الجوبري: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى قرية من قرى دمشق يقال لها جوبر. (الأنساب 3/ 344) .
[5] الزّنجاني: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى زنجان، وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل، منها يتفرّق القوافل إلى الري وقزوين وهمذان وأصبهان. (الأنساب 6/ 306) .

(29/158)


سمّعه وضبط له، وكان يحفظ متون الحديث. ولمّا مضيت لأسمعَ منه قال: قد سمّعني والدي الكثير، وكان محدثا، ولكن ما أحدثك حتى أدري إيش مذهبك في معاوية.
قلت: صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحمه الله.
فأخرج إليَّ كُتُبَ أبيه جميعها. وكان لا يقرأ ولا يكتب [1] .
173- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يعقوب [2] .
أبو مسلم الأصبهاني المؤدِّب.
سمع: الطَّبْرانيّ.
وعنه: أبو عليّ الوخشيّ [3] ، وبِشْر بن محمد الحنفيّ.
مات في جُمَادى الأولى.
174- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] الحَسْنَاباذيّ [5] .
الرُّسْتَميّ [6] الأصبهانيّ أَبُو القاسم الزَّاهد.
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.
وكان واعظًا مذكّرًا.
روى عن: أحمد بن بُندار، والطَّبْرانيّ.
175- عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيّوب [7] .
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 15/ 33.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] الوخشي: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المنقوطة. هذه النسبة إلى وخش، وهي بليدة بنواحي بلخ من ختّلان وهي كورة واسعة كثيرة الخير، طيّبة الهواء، بها منازل الملوك. (الأنساب 12/ 228) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] الحسناباذي: بفتح الحاء المهملة وسكون السين، وبعدهما النون المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 4/ 138) .
[6] الرّستمي: بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى رستم وهو اسم بعض أجداد المنتسب. (الأنساب 6/ 115) .
[7] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الله) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 314، والأنساب 11/ 268، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 279، 280

(29/159)


أبو نصر المُّرِّيّ [1] الدِّمشقيّ الشُّرُوطيّ [2] .
الحافظ المعروف بابن الْجَبَّان [3] وبابن الأذْرَعيّ [4] .
روى عن خلْقٍ كثير، منهم: الحسين بن أبي الرَّمْرام [5] ، وأبو عمر بن فَضَالَة، والمظفَّر بن حاجب الفَرْغَانيّ، وجُمَح بن القاسم، والفضل بن جعفر، وطبقتهم.
ولم يرحل.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، والسّمّان، وأبو القاسم المِصِّيصيّ، وأبو العبّاس بن قُبَيْس، وآخرون.
قال الكتّانيّ [6] : تُوُفّي شيخنا وأستاذنا أبو نصْر بن الْجَبَّان في شوَّال. صنّف
__________
[ () ] رقم 274، ومعجم البلدان 1/ 131، والعبر 3/ 158، ومرآة الجنان 3/ 44 وفيه: «عبد الله بن عبد الوهاب بن عبد الله المزني» ، وهو غلط ووهم، والنجوم الزاهرة 4/ 281، وشذرات الذهب 3/ 229، ومعجم المؤلّفين، 6/ 224، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 473 رقم 322.
[1] هكذا جوّدها في الأصل والإكمال، ومختصر تاريخ دمشق. ووقع في (العبر 3/ 158) بتحقيق الأستاذ «فؤاد السيد» : «المزّي» وضبطها بكسر الميم، والزاي المشدّدة وقال في الحاشية (1) إنها نسبة إلى «المزّة» ، قرية من قرى دمشق. وهذا غلط: والصواب: «المري» بضم الميم، وراء مشدّدة مكسورة. وهي نسبة إلى جماعة بطون من قبائل شتّى. قال ابن السمعاني:
وبدمشق موضع يقال له مرّة، هكذا قال أبو الفضل المقدسي الحافظ فيما حدّثني به عنه أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان. (الأنساب 11/ 267) ثم ذكر ابن السمعاني صاحب الترجمة. (11/ 268) .
ووقع في (مرآة الجنان 3/ 44) : «المزني» وهو تحريف.
[2] الشروطي: بضم الشين المعجمة، والراء، وبعدها الواو، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة لمن يكتب الصّكاك والسّجلّات لأنها مشتملة على «الشروط» ، فقيل لمن يكتبها:
«الشروطي» . (الأنساب 7/ 321) .
[3] قال ابن السمعاني: الجبّان: بفتح الجيم والباء المشدّدة الموحّدة، وفي آخرها النون بعد الألف. هذه اللفظة لمن يحفظ في الصحراء الغلّة وغيرها. أخذت من الجبّانة وهي الصحراء.
(الأنساب 3/ 174) ووقع في (شذرات الذهب 3/ 229) : «الحبان» بالحاء المهملة.
[4] الأذرعيّ: بفتح الألف وسكون الذال المعجمة وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى أذرعات، وهي ناحية بالشام. (الأنساب 1/ 166) .
وقال ياقوت: «أذرعات» : بالفتح، ثم بالسكون، وكسر الراء، وعين مهملة، وألف وتاء. كأنه جمع أذرعة، جمع ذراع جمع قلّة، وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان، ينسب إليه الخمر. (معجم البلدان 1/ 131) وذكر منها صاحب الترجمة.
[5] في معجم البلدان 1/ 131 «الزمام» .
[6] وقع في: معجم البلدان: «الكنّاني» و «الكناني» (بالنون) في الموضعين، وهو تصحيف.

(29/160)


كُتبًا كثيرة، وكان يحفظ شيئًا من علم الحديث رحمه الله [1] .
ووثّقه محمد بن عليّ الحدّاد [2] .
176- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن الحارث [3] .
أبو الفَرَج [4] التّميميّ، أخو أبي الفضل عبد الواحد.
كان له حلقة بجامع المنصور للوعظ والفَتْوَى على مذهب أحمد.
حدَّث عن: أبيه، وأبي الحسين العتكيّ [5] ، وناجية بن النّديم.
روى عنه: الخطيب [6] ، وابنه رزق الله التّميميّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
177- عبد الوهّاب بن محمد بن عليّ بن مهرة الأصبهانيّ [7] .
حدّث عن: الطَّبْرانيّ، وغيره.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
__________
[1] معجم البلدان، مختصر تاريخ دمشق 15/ 280.
[2] وقال ابن السمعاني: توفي بعد سنة عشر وأربعمائة. (الأنساب 11/ 268) هكذا وقع في المطبوع، ولعلّه أراد: بعد سنة عشرين وأربعمائة.
وتوثيق الحدّاد له ذكره ابن عساكر. (مختصر تاريخ دمشق 15/ 279) .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 11/ 32 رقم 5704، والمنتظم 8/ 81 رقم 92 (15/ 244 رقم 3186) ، وطبقات الحنابلة 2/ 182 رقم 651، والكامل في التاريخ 9/ 439، والبداية والنهاية 12/ 37، والنجوم الزاهرة 4/ 280.
[4] هكذا في الأصل والمصادر، إلّا في: البداية والنهاية، ففيه «أبو الصباح» . وهو غلط.
[5] العتكيّ: بفتح العين المهملة، والتاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وكسر الكاف. هذه النسبة إلى «عتيك» وهو بطن من الأزد، وهو: عتيك بن النضر بن الأزد بن الغوث بن تبت بن مالك ابن كهلان ... (الأنساب 8/ 387) .
[6] فقال: «حدّثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود ابن سفيان بن يزيد بن أكينة ابن عبد الله التميمي- من لفظه- قال: سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت أبي يقول، سمعت عليّ بن أبي طالب وقد سئل عن الحنّان المنّان، فقال: الحنّان:
الّذي يقبل على من أعرض عنه، والمنّان: الّذي يبدأ بالنوال قبل السؤال.
قلت: بين أبي الفرج وبين علي في هذا الإسناد تسعة آباء آخرهم أكينة بن عبد الله، وهو الّذي ذكر أنه سمع عليّا رضي الله عنه» . (تاريخ بغداد 11/ 32) .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.

(29/161)


مات في ذي الحجّة.
ورّخه ابن نُقْطَة [1] وكنّاه أبا عَمْرو.
178- عليّ بن أحمد الزّاهد [2] .
أبو الحسن الخَرَقانيّ [3] . وخَرَقَان: قرية بجبال بِسْطام [4] .
ذكره أبو سعد بن السَّمَعانيّ فقال: شيخ العصر [5] ، له الكرامات والأحوال.
أجْهد نفسه ورَاضَهَا. وكان أوّل أمره خَرْبَندَج [6] يكري الحمار، ثمّ فُتِح عليه.
وقد قصده السّلطان محمود بن سُبُكْتِكين [7] وزاره، فوعظه ولم يقبل منه شيئًا [8] .
__________
[1] في (الإستدراك) ولم يصلنا.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في:
الأنساب 5/ 86، واللباب 1/ 434، ومعجم البلدان 2/ 360، والمشترك وضعا 154.
[3] الخرقاني: بفتح الخاء المعجمة، والراء والقاف المفتوحة بعدها الألف ثم النون. هكذا ضبطها ابن السمعاني في الأنساب، والأصل، ووافقه ابن الأثير في اللباب، وياقوت في: معجم البلدان، أما في: المشترك وضعا 154 فقيّدها ياقوت: «خرّقان» : بفتح الخاء وتشديد الراء وقاف وألف ونون. الأول خرّقان من قرى بسطام في لحف الجبل رأيتها. ينسب إليها أبو الحسن علي بن أحمد الخرّقاني الزاهد ... ورواها بعضهم بتخفيف الراء» . وقال الحازمي:
هو خرّقان، بالتشديد (معجم البلدان 2/ 360) .
[4] قال ابن السمعاني: كبيرة كثيرة الخير علي طريق أستراباذ.
[5] في الأنساب: «شيخ عصره وفريد وقته» .
[6] في الأنساب: «خربنده جا» .
وفي: آثار البلاد وأخبار العباد 363 ضبطت «خرقان» بضم الخاء وسكون الراء، وقال: مدينة بقرب بسطام، بينهما أربعة فراسخ.
[7] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 421 هـ. من هذا الجزء.
[8] قال ابن السمعاني: «وكان ابتداء أمره أنه كان خربنده جا يكري الحمار ويحمل الأثقال عليه، وكان يقول: وجدت الله في صحبة حمار- يعني: كنت خربنده جا لما فتح لي هذا الأمر وسلك لي في هذا الطريق. قصده السلطان محمود وجرت بينه وبينه حكايات عجيبة، وهو أنه لما أراد أن يدخل عليه مسجده قدّم بعض أقربائه ليتقدّم إلى الشيخ وهل يعرف الشيخ أنه محمود أم لا؟ فلما رآه الشيخ أبو الحسن نادى: يا محمود! قدّم من قدّمه الله- قال بالعجمية: آن را كه خداى فراپيش كرده است بگويدت كه فراپيش آيد- ثم جلس محمود بين يديه ووعظه ونصحه، وكان على باب المسجد غلام هندي ينظر إلى الشيخ فقال الشيخ له: تقدّم يا غلام فتقدّم فقال: يا محمود؟ تعرف هذا الغلام؟ فقال: لا، ثم قال: كم يكون في عسكرك مثل هذا الأسود؟ قال: لعلّ يبلغ عددهم عشرة آلاف، فقال: ليس فيهم من الله تعالى نظر إلى قلبه إلّا هذا، فقام محمود وعانقه وقال: آخ بيني وبينه، ثم قدّم إليه صررا من الدنانير فما قبلها، فقال محمود: فرّقها على أصحابك، فقال: - ما لشكر را بيستكاني داده ايم وتو اين به لشكر خويش ده- يعنى أرزاق عسكرنا وأصحابنا أعدت لهم ووصلت إليهم، فأعد أنت هذا لعسكرك» .
(الأنساب 5/ 87) .

(29/162)


توفّي يوم عاشورا، وله ثلاثٌ وسبعون سنة رحمه الله تعالى.
179- عليّ بن الحسن [1] .
أبو الفَرَج النَّهْروانيّ [2] ، خطيب النَّهْروان.
روى عن: أبي إسحاق المزكّيّ، وأحمد بن نصر الذّارع [3] .
روى عنه: الخطيب، وقال: لا بأس به. وورّخه [4] .
180- عليّ بن سليمان بن الرّبيع [5] .
القاضي أبو الحسن البِسْطاميّ [6] .
سمع بنَيْسابور من: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 390 رقم 6265 وفيه: «عليّ بن الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر» .
[2] النّهرواني: بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة يقال لها: النهروان، وقد خرب أكثرها.
ولها نواح كثيرة وقرى يتّصل بعضها ببعض. (الأنساب 12/ 174) .
[3] الذّارع: بفتح الذال المشدّدة المنقوطة والراء المهملة بعد الألف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى الذرع للثياب والأرض. (الأنساب 5/ 7) .
[4] وقال الخطيب: سمعت منه بالنهروان في رحلتي إلى نيسابور وذلك سنة خمس عشرة وأربعمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] البسطامي: قال ابن السمعاني: بالباء المفتوحة المنقوطة بواحدة، وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة. هذه النسبة إلى بسطام وهي بلدة بقومس، مشهورة أقمت بها ليلة في توجّهي إلى العراق. (الأنساب 2/ 213) .
وذكر «البسطامي» : بكسر الباء الموحّدة والسين الساكنة والطاء المفتوحة المهملتين بعدها الألف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بسطام وهو اسم رجل. (الأنساب 2/ 216) .
وقال ياقوت: «بسطام» : بالكسر ثم السكون، بلدة كبيرة بقومس على جادّة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين، قال مسعر بن مهلهل: بسطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة.
(معجم البلدان 1/ 421) .
وقد ذكر ابن الأثير: «البسطامي» بفتح أوله، و «البسطامي» بكسر أوله وقال: قد ذكر بسطام في هذه الترجمة اسم رجل بالكسر، وذكره أيضا في الترجمة قبلها بالفتح، فيا ليت شعري أيّ فرق بين الاسمين حتى يجعل أحدهما مفتوحا والآخر مكسورا؟ إنما الجميع مكسور لأنه اسم أعجميّ عرّب بكسر الباء، وكان ينبغي أن تثقل الأسماء التي في الترجمة المتقدّمة المنسوبة إلى الأجداد إلى هذه الترجمة. وإنما اتّبعناه على ما شرطنا. (اللباب 1/ 153) .
وقد ذكر المؤلف- رحمه الله- «البسطامي» بالفتح ثم بالكسر ولم يذكر صاحب الترجمة.
وانظر: توضيح المشتبه 1/ 507، 508 وتبصير المنتبه 1/ 154.

(29/163)


وتُوُفّي بِبِسْطام عن اثنتين وسبعين سنة.
181- عمر بن أبي سعْد إبراهيم بن إسماعيل [1] .
الفقيه أبو الفضل الزّاهد الهَرَويّ، خال أبي عثمان الصَّابونيّ.
سمع: أبا بكر الإسماعيليّ، وأبا عَمْرو بن حمدان، وبِشْر بن أحمد الإسْفرائينيّ، وعبد الله بن عمر بن عَلَّك [2] الجوهريّ، والحسين بن محمد بن عُبيد العسكريّ، والبكّائيّ [3] الكوفيّ، وطبقتهم.
وكان إمامًا، قُدْوة في الزُّهد، والورع، والعبادة، والعلم.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو عثمان الصَّابونيّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأبو عطاء عبد الأعلى المَلِيحيّ [4] ، وغيرهم.
تُوُفّي في آخر سنة خمس وعشرين [5] .
وكان أبوه حافظًا صالحًا خيِّرًا، مات سنة تسعين وثلاثمائة [6] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أبي سعد) في:
تاريخ بغداد 11/ 273، 274 رقم 6042، والأنساب 6/ 227، 228، والمنتظم 8/ 88 رقم 101/ 252 رقم 3195) ، والمنتخب من السياق 367 رقم 1217، والعبر 3/ 158، وسير أعلام النبلاء 17/ 448 رقم 301، ومرآة الجنان 3/ 44، والنجوم الزاهرة 4/ 281، وشذرات الذهب 3/ 229.
[2] في: المنتخب من السياق: «عليك» وهو غلط.
[3] وهو: علي بن عبد الرحمن البكّائي الكوفي. (سير أعلام النبلاء 17/ 448) .
[4] المليحي: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة بعد اللام وفي آخرها الحاء المهملة. (الأنساب 11/ 475) وفيه بياض بعد ذلك.
وقال ياقوت: مليح: بالفتح ثم الكسر، ماء باليمامة لبني التيم. ومليح أيضا: قرية من قرى هراة. (معجم البلدان 5/ 196) وذكر منها والد «عبد الأعلى المليحي» .
[5] وورّخه بعضهم في سنة 426 هـ. وولد سنة 348 هـ. وقد وثّقه الخطيب. (تاريخ بغداد 11/ 274) .
[6] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ الحنابلة بهراة، وهو خال شيخ الإسلام أبي عثمان إسماعيل الصابوني. شيخ ثقة معروف كثير الحديث» .

(29/164)


- حرف الميم-
182- محمد بن إبراهيم بن عليّ [1] .
أبو هريرة أخو أبي ذَرّ الصّالْحانيّ [2] الأصبهاني النّجّار.
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب [3] .
183- محمد بن الحسن بن عليّ بن ثابت [4] .
أبو بكر النُّعْمانيّ [5] البغداديّ.
قال الخطيب [6] : ثنا عن عبد الخالق بن الحسن المعدّل، وكان صحيح السّماع.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
184- محمد بْن عُبَيْد الله بن أحمد بن عبيد [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الأنساب 8/ 13.
[2] الصّالحاني: بفتح الصاد المهملة وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «صالحان» ، وهي محلّة كبيرة بأصبهان. (الأنساب واللباب) .
[3] وقد ذكر ابن السمعاني في مادّة «الصالحاني» : أبا ذرّ محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني، المتوفى سنة 440 هـ. ثم ذكر بعده ترجمتين قبل أن يذكر صاحب الترجمة: أبا هريرة محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحانيّ، وقال: وأظنّه أخا السابق ذكره.
(الأنساب 8/ 13) .
ولقد أخذ المؤلّف- رحمه الله- بقول ابن السمعاني في هذا، فقال إن صاحب الترجمة أبو هريرة هو أخو أبي ذرّ.
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن ابن السمعاني (ظنّ) ولم يجزم، وأميل إلى عدم الجزم بأنهما أخوين، إذ أنّهما يحملان اسما واحدا «محمد ابن إبراهيم بن علي بن إبراهيم» وهذا احتمال ضعيف رغم اختلاف الكنية. والله أعلم.
[4] انظر عن (محمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 2/ 217 رقم 658، والأنساب 12/ 115، والمنتظم 8/ 81، 82 رقم 93 (15/ 244 رقم 3187) .
[5] النعماني: بضم النون وسكون العين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدة على شط الدجلة يقال لها النعمانية بين بغداد وواسط. (الأنساب 12/ 114) قال ياقوت: كأنها منسوبة إلى رجل اسمه النعمان، وأهلها شيعة غالية. (معجم البلدان 5/ 294) .
[6] في تاريخه 2/ 217.
[7] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: تاريخ بغداد 2/ 337 رقم 840.

(29/165)


أبو الفتح بن الأخوة البغدادي الصَّيْرفيّ.
سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ الكوفيّ بها، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسين بن البّواب، وجماعة.
قال الخطيب: كان صدوقًا [1] من أهل القرآن والسُّنَّة [2] . كتبتُ عنه. ومات في ذي الحجّة وله سبعون سنة.
185- محمد بن عليّ بن إبراهيم بن محمد بن مُصْعَب [3] بن عُبَيْد الله بن مُصْعَب بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التّيميّ الطَّلْحيّ [4] .
أبو بكر الأصبهاني التّاجر.
سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس، وغيره.
روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن محمد بن بشرُوَيْه، وأحمد بن محمد بن شَهْرَيار، وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحدّاد، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون.
وقد سمع أيضًا من: محمد بن أحمد بن أحسن الكِسائيّ [5] ، وأحمد بن جعفر بن مَعْبَد السِّمْسار، وشاكر بن عمر المعدّل، وسليمان بن أحمد الطَّبرانيّ، وغيرهم.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وكان من وجوه أهل بلده.
__________
[1] زاد بعدها: «مستورا» .
[2] وزاد بعدها: «ولم يحدّث إلا بشيء يسير ... وسألته عن مولده فقال: في سنة ست وخمسين وثلاثمائة» .
[3] انظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 178، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1385 وفيه: «محمد ابن علي بن مصعب» ، والعبر 3/ 158، وسير أعلام النبلاء 17/ 449، 450 رقم 302، وتذكرة الحفاظ 3/ 1076، والنجوم الزاهرة 4/ 281، وشذرات الذهب 3/ 229.
[4] الطّلحيّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى «طلحة» بن عبيد الله رضي الله عنه. (الأنساب 8/ 246) .
[5] الكسائي: بكسر الكاف وفتح السين المهملة وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء أو نسجه، أو الاشتمال به ولبسه. (الأنساب 10/ 418، 419) .

(29/166)


له أوقاف كثيرة. وهو عمّ والدة الحافظ إسماعيل [1] .
186- محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بن إبراهيم بن مهْران [2] .
أبو عبد الله الثَّقفيّ الكِسائيّ النَّيْسابوريّ السّرّاج.
الفقيه.
روى عن: أبيه، وأبي عَمْرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد حسينك التّميميّ، وأبي الحسين الحجاجي.
وثقه أبو الحسن عبد الغافر الفارسي، وقال [3] : أخبرنا عنه: أبو صالح بن أبي سعد المقرئ، وعُبَيْد الله بن أبي محمد الكُرَيْزيّ.
187- محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة [4] .
أبو بكر القُرَشيّ.
من أهل قُرْطُبة. سكن إشبيلية.
روى عن: أبي بكر ابن القُوطِيّة، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وابن عَوْن الله.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وابن فِراس العَبْقَسيّ، وجماعة.
وكان من أهل العلم بالحديث، والفقه. ثقة [5] .
__________
[1] هو: إسماعيل بن محمد التيمي. مصنّف «الترغيب والترهيب» . (سير أعلام النبلاء 17/ 450) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في:
المنتخب من السياق 33/ 36 و 50/ 91.
[3] قوله ليس في المطبوع من (المنتخب من السياق 33) وفيه: «أبو عبد الله الفقيه. ابن عم أبي العباس السّراج، فاضل ثقة ورع، ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. حدّث عن أبيه أبي بكر الكسائي، وأبوي عمرو بن نجيد وابن مطر، والحجّاجي، والعصمي، وأبي أحمد التميمي.
توفي سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الحسين. وخرّج أبو حازم الحافظ الفوائد. أنبأنا عنه أبو صالح المؤذّن» .
وقد أعاد «عبد الغافر الفارسي» ذكر صاحب الترجمة، وكرّر النصّ نفسه تقريبا، وليس فيه ما ذكره المؤلّف- رحمه الله- أعلاه.
[4] انظر من (محمد بن مغيرة) في:
الصاة لابن بشكوال 2/ 517 رقم 1127.
[5] زادا ابن بشكوال: «وممن يقول الشعر الحسن متقدّما في الفهم، معروفا بالثقة والخير، قديم الطلب للعلم» .

(29/167)


ذكره ابن خزرج [1] . روى عنه: هو، وأبو عبد الله الخولاني [2] .
وتوفي في رجب.
- حرف الواو-
188- وشاح [3] .
مولى أبي تمام، الزينبي.
بغدادي، صدوق، مسن [4] .
قال الخطيب [5] : قيل عنه شيء من الاعتزال. وهو كثير التلاوة، صدوق.
ثنا عن عثمان بن محمد بن سَنَقَة [6] ، عن إسماعيل القاضي.
__________
[1] وهو قال: ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وتوفي في رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة، فبلغ من السن ستا وسبعين سنة، وحجّ سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
[2] وهو أثنى عليه.
[3] انظر عن (وشاح) في:
تاريخ بغداد 13/ 492، 493 رقم 7344 وفيه: «وشاح بن عبد الله» وكنيته: أبو الحسن، ومثله في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 394.
[4] قال الخطيب: مات وشاح في ليلة الأربعاء الرابع من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في داره بالكرخ، وحدّثني من سمعه قبل أن يموت بشهر يذكر أنه بلغ تسعين سنة» .
[5] في تاريخه 13/ 492.
[6] سنقة: بالسين المهملة، والنون، والقاف، وهو بالتحريك. (الإكمال 4/ 257) و (67/ 394) .

(29/168)


سنة ستّ وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
189- أحمد بن محمد بْنُ المقرّب [1] .
أبو بكر الكرابيسيّ [2] .
خُرَاسانيّ.
مات في رجب.
190- أحمد بن أبي مروان عبد الملك [3] بن مروان بن ذي الوزارتين الأعلى [4] أحمد بن عبد الملك بن عمر بن شُهَيْد.
الأشجعيّ [5] أبو عامر الأندلسيّ القرطبيّ، الشّاعر الأديب.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] هذه النسبة إلى بيع الثياب.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي مروان) في:
يتيمة الدهر 2/ 30- 44 وفيه، «الوزير أبو عمرو أحمد بن عبد الملك بن شهيد» ، والإكمال لابن ماكولا 5/ 90، وجذوة المقتبس للحميدي 133- 136 رقم 232، ومطمح الأنفس 19، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الأول، المجلّد الأول 191- 236، وبغية الملتمس للضبى 191- 195 رقم 440، وفيه: «أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد» ، ومعجم الأدباء 3/ 220- 223 رقم 32، والمطرب 174، والمغرب في حلي المغرب 1/ 78- 85، والكامل في التاريخ 9/ 445 وفيه:
«أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن شهيد» ، ووفيات الأعيان 1/ 116- 118 رقم 48، وإعتاب الكتّاب 74، وبدائع البدائه 83، 302، 303، 354- 358، ومسالك الأبصار 11/ 280، والعبر 3/ 159، والإعلام بوفيات الأعلام 178 وفيه: «أحمد بن عبد الملك بن شهيد» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 501، 502 رقم 323، وخريدة القصر (قسم شعراء مصر وصقلّيّة والمغرب والأندلس) 2/ 555، ومرآة الجنان 3/ 45، والوافي بالوفيات 7/ 144- 148، ونفح الطيب 1/ 626- 623 و 3/ 244- 246 و 358- 363 وغيرها، وشذرات الذهب 3/ 230، وهدية العارفين 1/ 74، وكشف الظنون 503، 624، 1490، ومعجم المؤلفين 1/ 302، والنثر الفني لزكي مبارك 2/ 302- 318، وديوانه، نشره شارل بلا.
[4] في الأصل: «الأعلا» .
[5] قال ابن خلّكان: هو من ولد الوضّاح بن رزاح الّذي كان مع الضحّاك بن قيس الفهري يوم

(29/169)


قال الحُمَيديّ [1] : كان من العلماء بالأدب ومعاني الشّعر وأقسام البلاغة.
وله حظٌ من ذلك بَسَق فيه، ولم يَرَ لنفسِهِ في البلاغة أحدًا يُجاريه.
وله كتاب «حانوت «عطّار» [2] ، وسائر رسائله وكُتُبه نافعة الجدّ، كثيرة الهزْل.
وقال أبو محمد بن حزم: ولنا من البُلَغاء أحمد بن عبد الملك بن شُهَيد.
وله من التّصرّف في وجوه البلاغة وشِعابِها مقدارٌ ينطق فيه بلسان مركَّب من [لساني] [3] عَمْرو وسهل [4] .
يعني عَمْرو بنَ بحر الجاحِظ، وسَهْلَ بنَ هارون.
وكتب إليّ في علّته بهذه الأبيات:
ولمّا رأيتُ العَيْشَ لَوَّى برأسِهِ ... وأيقنتُ أنَّ الموتَ لا شكّ لا حقي
تمنَّيتُ أنّي ساكنٌ في عَبَاءةٍ [5] ... بأعلى [6] مَهَبّ الرِّيحِ في رأس شاهِقِ
كأنّي وقد حانَ ارتحاليَ لم أفُزْ ... قديمًا من الدّنْيا بِلَمْحَةِ بارِقِ
فمن مُبلغٌ عنّي ابنَ حزمٍ وكان لي ... يدًا في مُلِمَّاتي وعندَ مضايقي
عليك سلامُ الله إنّي مُفَارقٌ ... وحَسْبُكَ زادًا من حبيبٍ مُفارقِ
في أبيات [7] .
وقال ابن بسّام في كتاب «الذَّخيرة» [8] من شِعر أبي عامر:
وكأنّ النُّجُومَ في اللّيل جَيْشٌ ... دخلوا لِلْكُمُون [9] في جوف غاب
__________
[ () ] مرج راهط.
[1] في جذوة المقتبس 133.
[2] في سير أعلام النبلاء 17/ 501 «جونة عطار» والمثبت يتفق مع المصادر.
[3] إضافة من: جذوة المقتبس.
[4] جذوة المقتبس 133.
[5] في الصلة 133: «غيابه» .
[6] في الأصل: «بأعلى» .
[7] انظر أبياتا أخرى في: الصلة 1/ 133، 134.
[8] القسم الأول، المجلّد الأول 257.
[9] في: المغرب في حليّ المغرب: «للكمين» .

(29/170)


وكأنّ الصُّبْحَ [1] قَانِصُ طيرٍ ... قَبَضَتْ كَفُّهُ بِرجلِ غُرابِ [2]
وله يصف ثعلبًا: أدهَى من عَمْرو، وأفْتَكَ من قاتل حُذَيفَة بن بدر، كثير الوقائع في المسلمين، مُغرى بإراقة دماء المؤذنين [3] ، إذا رأى الفرصة انتهزها، وإذا [4] طَلَبَتْه الكُماةُ أعْجَزَهَا، وهو مع ذلك بقْراط في أدَامِه، وجالينوس في اعتدال طعامه، غذاؤه حمامٌ أو دجاجْ [5] ، وعشاه تدْرج أو درّاجْ [6] .
قال أبو محمد بن حزْم: تُوُفّي في جُمَادى الأولى، وصلّى [7] عليه أبو الحزْم جَهْور بن محمد. وكان حين وفاته حامل لواء الشِّعر والبلاغة، لم يخلّفْ له نظيرًا في هذين العِلْمَين [8] . وولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانقرض عقِبُ الوزير والدِه بموته. وكان سمْحًا جوادًا [9] . وكانت علّته ضيق النَّفَس والنَّفْخة [10] .
قال ابن ماكولا [11] : يقال إنّه جاحظ الأندلس [12] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي المصادر: «الصباح» .
[2] البيتان في: الذخيرة، ق 1 ج 1/ 257، والمغرب 1/ 81، والبيت الثاني فقط في: يتيمة الدهر 2/ 34.
[3] في اليتيمة: «مغرى بإقامة ذم المؤمنين» .
[4] في اليتيمة: «وإن» .
[5] في اليتيمة: «حمام ودراج» .
[6] في اليتيمة 2/ 41: «وعشاؤه بذرح ودجاج» .
وله شعر يصف فيه الذئب، ونثر يصف فيه: البرد والنار والحطب، ونثر يصف فيه: البرد والحمام، ووصف البرغوث، ووصف بعوضة، ووصف الماء، ووصف الحلوى، ووصف جارية. (انظر اليتيمة 2/ 37- 43) .
[7] في الأصل: «وعلى» .
[8] زاد: «جملة» .
[9] وزاد: «لا يليق شيئا، ولا يأس على فائت، عزيز النفس، مائلا إلى الهزل، وكان له من علم الطب نصيب وافر» . (يقال: فلان ما يليق درهما من جوده) .
[10] وزاد: «ومات في ذهنه وهو يدعو الله عزّ وجلّ، ويشهد شهادة التوحيد والإسلام، وكان أوصى أن يصلّي عليه أبو عمر الحصار الرجل الصالح، فتغيب إذ دعي، وأوصى أن يسنّ عليه التراب دون لبن ولا خشب، فأغفل ذلك» . (الصلة 1/ 136) (بغية الملتمس 193، 194) .
[11] في الإكمال 5/ 90) .
[12] وحدّث أبو بكر محمد بن أحمد بن جعفر بن عثمان قال: دخلت يوما على أبي عامر وقد ابتدأت به علّته التي مات بها، فأنس بي، وجرى الحديث إلى أن شكوت إليه تجنّي بعض أصحابي عليّ ونفاره مني، فقال لي: سأسعى في إصلاح ذات البين. فخرجت عنه، فلقيت ذلك المتجني عليّ مع بعض إخواني وأعزّهم عليّ، فتجنّبتهما، فسأله عن السبب الموجب

(29/171)


191- إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرّام [1] .
أبو إسحاق المصريّ.
أخو محسن.
سمع من: الرّازيّ فَمَنْ دونه. الرّازيّ هو أحمد بن إسحاق بن عُتْبَة.
وسمع منه: خَلَف الحَوْفيّ [2] ، والخِلَعيّ.
192- أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السّمح [3] .
__________
[ () ] فأخبره. فمشى حتى أدركنى وعزم عليّ في مكالمته، وتعاتبنا عتابا أرقّ من الهوى، وأشهى من الماء على الظماء، حتى جئنا دار أبي عامر، فلما رآنا جميعا ضحك وقال: من كان هذا الّذي تولّى إصلاح ما كنّا سررنا بفساده؟ قلنا: قد كان ما كان. ثم أطرق قليلا وأنشد:
من لا أسمّي ولا أبوح به ... أصلح بيني وبين من أهوى
أرسلت من كان الهوى فدرى ... كيف يداوي مواقع البلوى
ولي حقوق، في الحب ظاهرة ... لكنّ ألفي يعدّها دعوى
يا ربّ إنّ الرسول أحسن بي ... يا ربّ فاحفظني من الأسوا
(الذخيرة لابن بسام ق 1 ج 1/ 198، بدائع البدائه 356، 357، نفح الطيب 3/ 262) وقال ابن خلكان: وكان من أعلم أهل الأندلس، متفنّنا بارعا في فنونه، وبينه وبين ابن حزم الظاهري مكاتبات ومداعبات، وله التصانيف الغريبة البديعة، منها كتاب «كشف الدك وإيضاح الشك» ، ومنها: «التوابع والزوابع» ، ومنها «حانوت عطار» وغير ذلك. وكان فيه مع هذه الفضائل كرم مفرط، وله في ذلك حكايات ونوادر.
و «شهيد» : بضم الشين المثلّثة وفتح الهاء وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها دال مهملة.
و «الأشجعي» : بفتح الهمزة وسكون الشين المثلّثة، وفتح الجيم وبعدها عين مهملة. هذه النسبة إلى أشجع (وفيات الأعيان 1/ 116، 117 و 118) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الحوفيّ: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى حوف. قال ابن السمعاني: وظنّي أنها قرية بمصر، حتى قرأت في تاريخ البخاري: الحوفي: ناحية عمان. ثم ذكر أبا القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي، وقال ابن ماكولا: هو شيخ لقيته بمصر.
(الأنساب 4/ 272، 273) .
وقال ياقوت: والحوف بمصر حوفان: الشرقي والغربي، وهما متّصلان، أول الشرقي من جهة الشام وآخر الغربي قرب دمياط يشتملان على بلدان وقرى كثيرة. (معجم البلدان 2/ 322) .
[3] انظر عن (أصبغ بن محمد) في:
التكملة لابن الأبّار (انظر: فهرس الأعلام) ، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 39، 40، والإحاطة في أخبار غرناطة 1/ 264، والوفيات لابن قنفذ 234 رقم 426، وكشف الظنون 523، 965، 1390، 1472، 1642، وإيضاح المكنون 1/ 583، وتراث العرب العلمي لقدري طوقان 299، ومعجم المؤلفين 2/ 302.

(29/172)


أبو القاسم المَهْريّ [1] القُرْطُبيّ، صاحب الهندسة.
كان من أهل البراعة في الهندسة والعدد والنِّجامة والطّبّ، وهذه الأشياء.
أخذ عن: مَسْلَمة بن أحمد المرجيطيّ.
وسكن غُرْناطة، وقدَّم عند صاحبها وتموّل.
وله تصانيف. تُوُفّي في رجب كَهْلًا.
أخذ عنه: سليمان بن محمد بن الفاسيّ المهندس، وغيره.
وله مصنَّفات [2] .
- حرف الثّاء-
193- ثابت بن محمد بن وهب بن عيّاش [3] .
أبو القاسم الأُمويّ الإشبيليّ.
روى عن: أبي عيسى اللَّيُثيّ، والقاضي بن السُّلَيم، وابن القُوطِيَّة، ومحمد بن حارث، وجماعة.
وكان من أهل الطَّهارة والعفاف [4] والجهاد [5] .
وُلِد سنة ثمان وثلاثين، يعني وثلاثمائة.
- حرف الحاء-
194- الحسن بن عثمان بن سَوْرة البغداديّ [6] .
__________
[1] المهريّ: بفتح الميم وسكون الهاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو ابن الحاف بن قضاعة، قبيلة كبيرة. (اللباب 3/ 275) وقال ياقوت: «مهرة: بالفتح ثم السكون، هكذا يرويه عامّة الناس، والصحيح: مهرة بالتحريك، وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه. قال العمراني: مهرة بلاد تنسب إليها الإبل. قلت: هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وهي مهرة بن حيدان. تنسب إليهم الإبل المهرية، وباليمن لهم مخلاف.
(معجم البلدان 5/ 234) .
[2] ومنها: «المدخل إلى الهندسة في تفسير كتاب إقليدس» ، و «ثمار العدد المعروف بالمهمات» ، و «كتاب الهندسة» ، و «رماية العرض وحماية الجوهر عن العرض» ، و «كتاب الأسطرلاب» ، و «زيج» .
[3] انظر عن (ثابت بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 122 رقم 286.
[4] زاد ابن بشكوال: «والثقة» .
[5] وزاد: «وكان حافظا للأخبار، حسن الفهم» .
[6] انظر عن (الحسن بن عثمان) في:

(29/173)


أبو عمر الواعظ.
عرف بابن الفلو.
سمع: أباه، والقَطِيعيّ.
قال الخطيب [1] : له لسان وعارضة [2] .
ومن شعره.
دخلتُ على السُّلطان في دارِ عزِّهِ ... بفقْري [3] ولم أُجْلَبْ بخيلٍ ولا رِجْلِ
وقلت: انْظُرُوا ما بين فَقْري ومُلْكِكُم ... بمقادر ما بين الولاية والعزْلِ [4] .
195- الحسين بن أحمد بن عثمان [5] بن شِيطَا [6] .
أبو القاسم البغداديّ البزّاز [7] .
حدث عن: عليّ الشُّونِيزيّ [8] ، وأحمد بن جعفر الخُتّليّ [9] .
قال الخطيب [10] . كتبتُ عنه، وكان ثقة.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 7/ 362، 363 رقم 3881، والإكمال لابن ماكولا 7/ 71، والمنتظم 8/ 87 رقم 96 (15/ 250، 251 رقم 3190) ، والبداية والنهاية 12/ 36، والنجوم الزاهرة 4/ 282.
[1] في تاريخه 7/ 362.
[2] وزاد: «وبلاغة» . وقال «أيضا: «كتبت عنه وكان لا بأس به. وكان سمحا كريما» .
[3] في: المنتظم، والبداية والنهاية: «بفقر» .
[4] البيتان في: تاريخ بغداد 7/ 362، والمنتظم 8/ 87 (15/ 250) ، والبداية والنهاية 12/ 36، والنجوم الزاهرة 3/ 282.
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 15، 16 رقم 4056، والمنتظم 8/ 87 رقم 97 (15/ 251 رقم 3191) .
[6] هكذا في الأصل والمنتظم في طبعتيه الباكستانية واللبنانية. وفي: تاريخ بغداد: «نشيطا» (بالنون في أوله) ، والله أعلم بالصواب.
[7] وقع في تاريخ بغداد: «البزار» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، والله أعلم بالصواب.
[8] الشونيزيّ: بضم الشين المعجمة، وكسر النون، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما: الموضع المعروف ببغداد وهو «الشونيزيّة» به المقبرة المشهورة التي بها مشايخ الطريقة ومسجدهم، مثل «رويم» و «الجنيد» ، وأستاذهما «السّريّ» ، و «جعفر الخلدي» ، و «سمنون المحبّ» ، وطبقتهم، والمشهور بالنسبة إليها: «على الشونيزيّ» هذا.
وثمّ من نسب إلى «بيع الشونيز» وهي الحبّة السوداء المعروفة. (الأنساب 7/ 413- 415) .
[9] تقدّم التعريف بهذه النسبة قبل قليل.
[10] في تاريخه 8/ 15، 16.

(29/174)


وسمعته يقول: كتبتُ بخطيّ إملاءً عَنْ أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصَّوّاف [1] .
196- الحسين بن عمر بن محمد [2] .
أبو عبد الله البغداديّ العلّاف.
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وإسحاق النقّال.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثقة.
روى عنه: جعفر السّرّاج [4] .
197- الحَسَن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم [5] .
القاضي أبو القاسم الأنباريّ، نزيل مصر.
مسند جليل.
سمع: أبا العبّاس بن عُتْبة الرَّازِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن المسوّر، والحسن بن رشيق.
وعنه: أبو نصر السِّجْزيّ، وأبو الوليد الدَّرْبَنْديّ [6] ، والحبَّال، وغيرهم.
مات في ربيع الأوّل.
- حرف الرّاء-
198- رضوان [7] بن محمد بن حسن [8]
__________
[1] وقال أيضا: وسمعت من أبي بكر بن خلّاد وذكر شيوخا أخر غير هؤلاء. وسألته عن مولده فقال: ولدت قبل سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. فقال له بعض الحاضرين: في سنة أربع وأربعين؟
فقال: نحو ذلك. وكانت وفاته يوم الأحد مستهل صفر. (تاريخ بغداد 8/ 16) .
[2] انظر عن (الحسين بن عمر) في:
تاريخ بغداد 8/ 83 رقم 4171، والمنتظم 8/ 87 رقم 98 (15/ 251 رقم 3192) .
[3] في تاريخه.
[4] وقال العلّاف: ولدت في يوم الخميس الثالث من شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] الدّربنديّ: نسبة إلى حاجز الطريق.
[7] وردت هذه الترجمة في الأصل بين: «الحسين بن عمر بن محمد» (196) و «الحسن بن محمد ابن أحمد بن إبراهيم» (197) ، ووضعناها هنا انسجاما مع الترتيب الألفبائي.
[8] انظر عن (رضوان بن محمد) في: تاريخ بغداد 8/ 432 رقم 4539.

(29/175)


أبو القاسم الدّينَوَري.
حدث عن: محمد بن عِجْل الدّينَوَريّ صاحب الفِرْيابيّ [1] ، وأبي حفص الكتّانيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [2] .
- حرف السّين-
199- سعيد بن يحيى بن محمد بن سَلَمة [3] .
أبو عثمان التَّنُوخيّ، إمام جامع إشبيلية.
عن: ابن أبي زَمنين، وغيره.
وله تصانيف في القراءات وغيرها. وكان من مجوّدي القرّاء [4] .
روى عنه: ابن خَزْرَج.
- حرف العين-
200- عبد الله بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان [5] .
أبو محمد الصَّيرفيّ، أخو أبي عليّ.
تُوُفّي بعد أخيه بسبعة أشهر.
سمع من: أبي بكر القطيعيّ، ومن بعده.
__________
[1] الفريابيّ: بكسر الفاء وسكون الراء ثم الياء المفتوحة آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحّدة.
هذه النسبة إلى «فارياب» بليدة بنواحي بلخ. (الأنساب 9/ 290) .
[2] وهو قال: «قدم بغداد وكتبنا عنه بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وكتبت عنه أيضا بالدينور في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وما علمت منه إلّا خيرا» .
[3] انظر عن (سعيد بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 219 رقم 497.
[4] قال ابن بشكوال: «وكان من خيار المسلمين وفضلائهم وعقلائهم وأعلامهم، مجوّدا للقرآن حافظا لقراءاته، قويّ الفهم في الفقه وغيره. وعمّر نحو سبعين عاما» .
[5] انظر عن (عبد الله بن أبي بكر) في:
تاريخ بغداد 9/ 398 رقم 5005،: والمنتظم 8/ 88 رقم 100 (15/ 251، 252 رقم 3194) .
وأقول: يحتمل أنّ «ابن تغري بردي» كان يريد أن يذكر صاحب الترجمة في وفيات هذه السنة، فسبقه القلم وذكر ترجمة أخيه «أبي علي الحسن» (3/ 282) مع أنه ذكره في وفيات السنة الماضية (4/ 280) ، والله أعلم.

(29/176)


روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقًا [1] .
201- عبد الله بن سعيد بن عبد الله [2] .
أبو محمد بن الشّقّاق [3] القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ.
كبير المُفْتِين بقُرْطُبة.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قاسم القَلَعِيّ [4] ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي [5] ، وأبي محمد الأصيليّ [6] .
قال أبو عُمَر بن مَهْديّ: كان فقيهًا جليلًا، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقْد الوثائق. وحاز الرّئاسة بقُرْطُبة في الشُّورى والفُتْيَا. وولي قضاء الرّدِّ [7] والوزارة، وكان يقرئ الناس بالقراءات، ويضْبطها ضبطًا عجيبًا. أخبرني أنّه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النُّعْمَان المقرئ. وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة. وكان بصيرا بالحساب والنّحو [8] وغير ذلك [9] .
__________
[1] وأضاف: «روى شيئا يسيرا» .
[2] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكول 1/ 266، 267 رقم 587، وبغية الملتمس للضبيّ 345 رقم 926، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والعبر 3/ 159، 160، ومرآة الجنان 3/ 45، والديباج المذهب 139، 140، وغاية النهاية 1/ 420 رقم 1778، وشذرات الذهب 3/ 230، وشجرة النور الزكية 113 رقم 304.
[3] الشّقّاق: بفتح الشين المعجمة، والألف بين القافين، أولاهما مشدّدة، هذه اللفظة لمن يشقّ الخشب. (الأنساب 7/ 359) .
[4] القلعي: بفتح القاف واللام وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: قلعة.
(الأنساب 10/ 217) .
[5] هكذا ضبط في بعض المصادر بضم الميم في أوله. ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[6] الأصيليّ: ياء ساكنة، ولام. نسبة إلى بلد بالأندلس. قال سعد الخير: ربما كان من أعمال طليطلة. وقال أبو عبيد البكري في كتابه «المسالك» عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبرّ الأعظم:
ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب، وهي في سهلة من الأرض حولها رواب لطاف والبحر بغربيّها وجنوبيّها.. وهي بغربي طنجة. (معجم البلدان 1/ 212 و 213) ويقال: أصيلة وأزيلة (بالزاي) ، وتكتب أيضا: أصيلا أو أزيلا. (انظر: الاستبصار 139، والبكري 111، والروس المعطار 42) وكلّهم ذكروا منها: أبا محمد الأصيلي هذا.
[7] في: الصلة: «وولي قضاء الكور والرد بقرطبة والوزارة» .
[8] في الصلة: «بالحساب والفرض والنحو» .
[9] زاد في الصلة: «مقدّما في ذلك أجمع، إلّا أنّ الفقه والفتيا فيه وعقد الوثائق كان أغلب عليه»

(29/177)


ولد سنة ستّ [1] وأربعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في ثامن عشر رمضان [2] .
202- عبد الرحمن بن محمد بن رزْق [3] .
أبو مُعَاذ السِّجِسْتانيّ المزكّيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي حاتم محمد بن حِبَّان البُسْتيّ، وأبي سعيد عبد الله ابن محمد الرّازيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه [4] ، وما علمت من حاله إلّا خيرًا [5] .
203- عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن المَرْزُبان [6] .
أبو طاهر الأصبهاني، سِبْط فادُوَيْه.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
204- عليّ بن الحُسين بن أحمد بن عبد الله بن بُكَيْر [7] .
أبو طاهر البغداديّ.
سمع: القَطِيعي، وجماعة.
وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقا [8] .
__________
[1] في: غاية النهاية: «ولد بقرطبة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وتصدّر وهو أمرد» . (1/ 420) .
[2] في: غاية النهاية: «وتوفي بها في شوّال» .
وقال ابن بشكوال: «وكانت سنّة إحدى وثمانين سنة وشهرين. وزعموا أنّ سبب موته أنّه عينه رمدت فأشير عليه بالفصد ففصد والوقت حمارّة القيظ، فانهدّت قوّته، وفنيت رطوبته، وتكسّع في علّته ثلاثا، ثم قضى نحبه» . (الصلة 1/ 267) .
وذكر الضبيّ أن «حاتم بن محمد الطرابلسي» روى عنه. (بغية الملتمس 345) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 304 رقم 5452.
[4] في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بعد صدوره من الحج.
[5] وقال الخطيب: «سألت لامع بن عبد الرحمن السجستاني في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة عن وفاة أبي معاذ فقال: مات منذ ست سنين» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (علي بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 401، 402 رقم 6286.
[8] وقال أبو طاهر بن بكير: ولدت في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. وقال الخطيب: سمعت أبا

(29/178)


- حرف الميم-
205- محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مَرْدُويَه [1] .
الأصبهاني، أبو الحسين.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
206- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمّار [2] .
أبو الفضل الهَرَويّ.
207- محمد بن رِزق الله بن عُبَيْد الله بن أبي عَمْرو [3] .
المَنينيّ [4] ، الأسود، خطيب مَنين.
سمع بدمشق من: أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، ومحمد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عليّ بن آدم، والحسين بن أحمد ابن أبي ثابت، وجماعة.
روى عنه: أبو الوليد الحسن الدَّرْبَنْديّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم المِصِّيصيّ، وغيرهم.
قال الدَّرْبَنْديّ: ولم يكن في جميع الشّام مَن يكتني بأبي بكر غيره [5] .
وكان من الثّقات.
__________
[ () ] طالب محمد بن الحسين بن بكير يقول: توفي أخي وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وكذلك كان سنّ أبي حين توفي.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمة.
[3] انظر عن (محمد بن رزق الله) في:
الأنساب 11/ 511، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 160، 161، رقم 204، ومعجم البلدان 5/ 218، واللباب 3/ 266، والعبر 3/ 160.
[4] المنينيّ: بفتح الميم، وكسر النونين، والياء المنقوطة من تحتها باثنتين الساكنة بينهما. هذه النسبة إلى منين، وهي قرية من قرى جبل سنير، وهذا الجبل من أعمال دمشق. (الأنساب 11/ 511) وقال ابن الأثير: منين، قرية من أعمال دمشق. (اللباب 3/ 266) .
[5] الأنساب 11/ 511، وقد عقّب على ذلك ياقوت الحموي بقوله: «خوفا من المصريين» .
(معجم البلدان 5/ 218) وهو يقصد: الفاطميّين الّذي كانوا يغلبون في ذلك الوقت على مصر وبلاد الشام.

(29/179)


وقال الكتّانيّ: تُوُفّي في جُمَادى الأولى، وكان يحفظ القرآن بأحرُفٍ حِفظًا حسنًا [1] .
يُذْكر أنّ مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة [2] . سمعه أبوه [3] .
208- محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين [4] .
أبو عَمْرو الرَّزْجاهيّ [5] البَسْطاميّ [6] الفقيه الشّافعيّ الأديب المحدِّث.
تفقّه على الأستاذ سهل الصُّعْلُوكيّ مدّة، وكتب الكثير عَنْ: عَبْد الله بْن عديّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ [7] ، وأبي عليّ بن المغيرة، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وطبقتهم.
ووُلِد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وكان يجلس لإسماع الحديث والأديب. وله حلقة بنيسابور.
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 22/ 161.
[2] ذكر ابن السمعاني أنه توفي بعد سنة عشر وأربعمائة. (الأنساب 11/ 511) . وكذلك نقله ابن الأثير في: (اللباب 3/ 266) .
[3] وقال محمد بن رزق الله: «كان أبي قد سمّعني كتبا كثيرة، وكتب حمل كتبا ولكن احترق، ولم يبق إلا ما وجد فيه سماعي مع الناس» . (مختصر تاريخ دمشق 22/ 161) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 462 رقم 917 وص 431، والأنساب 6/ 110، واللباب 2/ 23، والتقييد لابن النقطة 76 رقم 64، والعبر 3/ 160، وسير أعلام النبلاء 17/ 504 رقم 326، وطبقات الشافعية الكبرى 3/ 63، ومرآة الجنان 3/ 45، وشذرات الذهب 3/ 230.
[5] هكذا قيّدها في الأصل وجوّدها بفتح الراء وسكون الزاي بعدها. وسيأتي بعد قليل في آخر الترجمة أنها بفتح الراء وضمّها. وهكذا ورد في الأصل من (سير أعلام النبلاء) 17/ 504 بالحاشية (1) .
أما ياقوت فقال: رزجاه: بفتح أوله، وسكون ثانية ثم جيم: قرية من نواحي بسطام من قومس.
(معجم البلدان 3/ 42) .
[6] هكذا ضبطها في الأصل بفتح الباء. وبذلك قال ابن السمعاني في (الأنساب 2/ 213) ونسبها إلى «بسطام» بلدة بقومس. ثم ذكر «البسطامي» ، بكسر الباء الموحّدة، وقال إنها نسبة إلى «بسطام» وهو رجل. (الأنساب 2/ 216) .
وقد جعلها ياقوت بالكسر، (معجم البلدان 1/ 421) وجزم بذلك ابن الأثير في (اللباب 1/ 153) وانظر الحاشية التي وضعها لترجمة «علي بن سليمان بن الربيع» التي تقدّمت برقم (180) .
أما في (مرآة الجنان 3/ 45) فقد وقع تصحيف. فقيّدها في المطبوع «الزرجاهي» بفتح الزاى وسكون الراء قبل الجيم!
[7] ولوالده أبي محمد عبد الله بن أحمد الرزجاهي مرثيّة في وفاة أبي بكر الإسماعيلي ذكرها السهمي في: (تاريخ جرجان 112، 113) .

(29/180)


روى عنه: البَيْهَقيّ، وأبو عبد الله الّثَقَفيّ، وأبو سعد بن أبي صادق، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد الفُقَاعيّ [1] ، وآخرون.
وانتقل في آخر عمره إلى بِسْطام ومات بها في هذه السّنة في ربيع الأوّل [2] .
ورَزْجَاه: بفتح الرّاء، وقيل: بضمها، وهي من قرى بِسْطام.
وبِسطام: بلدة بقُومِس.
209- محمد بن أبي تمام عليّ بن الحسن [3] .
نقيب النُّقباء، نور الهدى [4] العبّاسي الزّينبيّ [5] . ونقيب العبّاسيّين.
__________
[1] الفقاعي: يضم الفاء، وفتح القاف، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بيع الفقاع وعمله. (الأنساب 9/ 222) .
وقال ابن منظور في (لسان العرب) : الفقاع: شراب يتّخذ من الشعير، سمّي به لما يعلوه من الزبد.
[2] وقال ابن السمعاني: أقام بنيسابور مدّة وحدّث بها بالكتب، وقرأ الأدب عليه بها جماعة إلى سنة خمس وأربعمائة. (الأنساب 6/ 110) .
[3] انظر عن (محمد بن أبي تمام) في:
الأنساب 6/ 346 (ضمن ترجمة ابنه: محمد بن محمد بن علي) ، والمنتظم 8/ 91 (15/ 256) ، والبداية والنهاية 12/ 40.
وانظر أول خبر في حوادث سنة 428 هـ. من هذا الجزء، وفيه ما يفهم منه أنّ صاحب هذه الترجمة كان لا يزال حيّا إلى تلك السنة. وقد علّقت على هذا الخبر في موضعه.
[4] في: الأنساب 6/ 346 شخص آخر يلقّب بنور الهدى هو: أبو طالب الحسين بن محمد بن على الزينبي، يروي عن ابن المقتدر باللَّه، وأبي علي الشافعيّ. قال ابن السمعاني: روى لنا عنه جماعة بالشام والعراق وخراسان.
أقول: الأقرب أن أبا طالب هذا هو ابن صاحب الترجمة. وقد ذكر ابن السمعاني أنهم أربعة إخوة، هم:
«أبو منصور محمد بن محمد بن علي بن أبي تمّام (!) الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الزينبي» .
وأخوه: «أبو نصر محمد بن محمد بن علي بن تمام الحسن (!) بن محمد بن عبد الوهاب ...
توفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة» .
وأخوهما: «أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي نقيب النقباء يلقّب بالكامل، كان مولده سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة» .
والرابع: «نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي» .
[5] الزّينبيّ: بفتح الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى زينب بنت سليمان بن علي. قال ابن السمعاني: وظنّي أنها

(29/181)


والد طرّاد الزّيْنبيّ وإخوته.
210- محمد بن عمر بن القاسم بن بِشْر [1] .
أبو بكر النَّرْسيّ [2] ، ويُعرف بابن عُدَيْسَة [3] .
قال الخطيب: ثنا عن أبي بكر الشّافعيّ، وكان صدوقًا من أهل السّنّة [4] .
ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
211- محمد بن الفضل بن عمّار [5] .
أبو الفضل الهَرَويّ الفقيه المزكّيّ.
روى الكثير عن: أبي الفضل بن خميرويه، وطبقته [6] .
212- محمد بن موسى [7] .
أبو عبد الله بن الفحّام الدّمشقيّ.
روى عن: أبي عليّ الحسين بن إبراهيم بن أبي الرَّمْرام. سمع منه في سنة ثلاثٍ وستِّين.
وحدَّث عنه في سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة [8] .
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، واحمد بن أبي الحديد، وولده.
__________
[ () ] زوجة إبراهيم الإمام أم محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن عليّ، والمنتسب إليها بيت قديم ببغداد. (الأنساب 6/ 345، 346) .
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 37 رقم 969.
[2] النّرسيّ: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. هذه النسبة إلى النّرس، وهو نهر من أنهار الكوفة، عليه عدّة قرى ينتسب إليها جماعة من مشاهير المحدّثين بالكوفة. (الأنساب 12/ 69) .
[3] هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد 3/ 367: «عدسيه» .
[4] في تاريخ بغداد: «كتبنا عنه وكان شيخا صالحا صدوقا من أهل السّنّة، معروفا بالخير» .
[5] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
المنتخب من السياق 27/ 28 وفيه: «محمد بن الفضيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمار الفقيه، أبو الفضل المروزي المزكّي» .
[6] قال عبد الغافر الفارسيّ: «قدم نيسابور حاجّا سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، فسمع منه أهل البلد، وكان ثقة عدلا، من مشهوري أهل الفضل بهراة، كثير الشيوخ، كثير الحديث. خرّج له الفوائد، وقرئت عليه» . (في المطبوع: وقرأت عليه) وهو غلط.
[7] انظر عن (محمد بن موسى) في:
مختصر تاريخ دمشق 23/ 270 رقم 291.
[8] ولم يجزم ابن عساكر بوفاته في هذه السنة.

(29/182)


213- محمد بن ياسين بن محمد [1] .
أبو طاهر البغداديّ البزّاز المقرئ، المعروف بالحلبيّ.
من أعيان المقرءين.
قرأ على: أبي حفص الكتّانيّ، وأبي الفَرَج الشَّنَبُوديّ [2] ، وعلي بن محمد العلّاف. وصنّف في القراءات.
أخذ عنه: عبد السّيّد بن عتّاب، وعليّ بن الحسين الطُّرَيْثيثيّ [3] ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وبقي يومين لا يُعلم به. رحمه الله.
الكنى
214- أبو الحسن بن الحدّاد المصريّ [4] .
القاضي الشّافعيّ المصاحفيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
قاله أبو إسحاق الحبّال.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ياسين) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 382 رقم 315، والوافي بالوفيات 5/ 181 رقم 2224، وغاية النهاية 2/ 276 رقم 3523، ومعجم المؤلفين 12/ 97.
[2] الشنبوذيّ: بفتح الشين المعجمة، والنون، وضم الباء الموحّدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى «شنبوذ» وهو اسم جدّ لبعض القرّاء. ذكر ابن السمعاني: أبا الفرج هذا منهم.
وأقول: لقد نصّ ابن السمعاني على أن «الشنبودي» بالدال المهملة، وذلك في جميع الأصول من كتابه (الأنساب) لكن ضرب في مصوّرة «ليدن» على كلمة «المهملة» وكتب بجانبها في الحاشية: «المعجمة» ، وجاءت فيها الدال معجمة في جميع مواضع ورودها في هذه النسبة وكتب أيضا في حاشية نسخة الظاهرية: «وفي نسخة بالذال المعجمة في مواضع» .
وقد صرّح ابن الأثير، والسيوطي في (لبّ اللباب) بأنها «ذال معجمة» ، وأوردها الفيروزآبادي صاحب «القاموس المحيط» في باب الذال المعجمة. وهكذا فعل المؤلّف- رحمه الله- هنا، وفي معرفة القراء، وكذا فعل ابن الجزري في: غاية النهاية.
[3] في الأصل: «الطريثي» ، وهو تصحيف. والتصحيح من (الأنساب 8/ 238) وفيه: «الطّريثيثيّ» :
بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الثاء المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى. هذه النسبة إلى «طريثيث» وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة، ويقال لها بالعجمية «ترشيز» .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.

(29/183)


215- أبو الخيار الأندلسيّ الظَّاهريّ [1] .
واسمه مسعود بن سليمان بن مفلت الشَّنْتَرينيّ [2] القُرْطُبيّ الأديب. زاهد، خيّر، متواضع، كبير القدْر. كان لا يرى التقليد [3] .
وقد ذكره أبو محمد بن حزْم، وأثنى عليه فقال في كتاب «إرشاد المسترشد» : لقد كان لأهل العلم وابتغاء الخير في الشّيخ أبي الخيار معتقد قويّ ومقصد كاف، نفعه الله بفضله وبعلمه وصدعه بالحقّ، ورفع بذلك درجته [4] .
__________
[1] انظر عن (أبي الخيار الأندلسي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 350 رقم 814، والصلة لابن بشكوال 2/ 217، 618 رقم 1352.
[2] الشّنترينيّ: كلمة مركّبة من «شنت» و «رين» . أمّا «شنت» بفتح أوله وسكون ثانية فلفظة يعنى بها البلدة أو الناحية لأنها تضاف إلى عدّة أسماء. و «رين» بكسر الراء، وياء مثنّاة من تحت، ونون. مدينة متّصلة الأعمال بأعمال باجة في غربي الأندلس ثم غربي قرطبة وعلى مهر تاجه قريب من أنصابه في البحر المحيط، وهي حصينة. (معجم البلدان 3/ 366 و 367) انظر:
«شنت أولالية» ، و «شنترين» ، وصاحب الترجمة ينسب إليها. وانظر: الروض المعطار 346، ونزهة المشتاق 2/ 550.
[3] في: الصلة 2/ 618: قال ابن حيّان: وكان داوديّ المذهب لا يرى التقليد» . وقال الحميدي:
«فقيه عالم زاهد، يميل إلى الاختيار والقول بالظاهر» . (جذوة المقتبس 350) .
[4] وقال ابن بشكوال: «حدّث عنه أبو مروان الطبني وقال: كان صاحبي عند جماعة من شيوخي وقال: أنشدني هذا البيت وهو عدل أبيات، كثيرة نفعا:
نافس المحسن في إحسانه ... فسيكفيك مسيئا عمله

(29/184)


سنة سبع وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
216- أحمد بن الحَسَن بن علي بن محمد [1] .
أبو الأشعث الشّاشيّ [2] ، رحمه الله.
217- أحمد بن محمد بن إبراهيم [3] .
أبو إسحاق النّيسابوريّ الثّعلبيّ [4] ، صاحب «التّفسير» .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الشاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين. هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها «الشاش» ، وهي من ثغور الترك. (الأنساب 7/ 244) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الثعلبي) في:
معجم الأدباء 5/ 36- 39، وإنباه الرواة 1/ 119، 120 رقم 59، واللباب 1/ 238، والمنتخب من السياق 91 رقم 197، ووفيات الأعيان 1/ 79، 80 رقم 31، وانظر 1/ 206 و 3/ 304 و 4/ 141 و 7/ 309، والمختصر في أخبار البشر 2/ 160، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1483، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 435- 437 رقم 291، ودول الإسلام 1/ 254، وتذكرة الحفاظ 3/ 1090، والعبر 3/ 161، وتلخيص ابن مكتوم 19، وتاريخ ابن الوردي 1/ 343، والوافي بالوفيات 7/ 307، 308 رقم 3299، ومرآة الجنان 3/ 46، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 23، 24، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 329، 330 رقم 298، والبداية والنهاية 12/ 40، والوفيات لابن قنفذ 237، 238 رقم 429 وفيه وهم وخلط، وغاية النهاية 1/ 100 رقم 462، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 207، 208 رقم 164، والنجوم الزاهرة 4/ 283، وسلّم الوصول رقم 7، وتاريخ الخلفاء، له 422، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 65، 66 رقم 59، وطبقات المفسّرين للأدنة وي، ورقة 30 ب (ميكروفيلم بدار الكتب المصرية رقم 3466) ، ومفتاح السعادة 2/ 67، وكشف الظنون 1131، و 1496، وشذرات الذهب 3/ 230، وروضات الجنات 68، وهدية العارفين 1/ 75، وديوان الإسلام لابن الغزّي 2/ 58 رقم 639، والرسالة المستطرفة 58، والأعلام 1/ 212، ومعجم المؤلفين 2/ 60، ومعجم طبقات الحفاظ 214 رقم 59.
[4] الثعلبي: بفتح الثاء المنقوطة بثلاث وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.

(29/185)


كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب «العرائس في قصص الأنبياء» [1] .
قال السَّمَعانيّ [2] : يقال له الثَّعْلبيّ والثَّعالبيّ، وهو لقبٌ لا نَسَب.
روى عن: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبي محمد المَخْلَديّ [3] ، وأبي بكر بن هانئ، وأبي محمد بن الرّوميّ، والخفّاف [4] ، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وجماعة.
وكان واعظا حافظا عالما، بارعا في العربية، موثقا.
أخذ عنه: أبو الحسن الواحدي.
وقد جاء عن أبي القاسم القُشَيْريّ قال: رأيت ربّ العزَّة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناه ذلك أن قال الرّبُّ جلَّ اسمه: أقبلَ الرّجل الصّالح. فالتفتّ فإذا أحمد الثّعلبيّ مقبل [5] .
قال عبد الغافر بن إسماعيل [6] : تُوُفّي في المحرّم. ثمّ ذكر المنام [7] .
__________
[ () ] هذه النسبة إلى القبائل وإلى الصنعة (الأنساب 3/ 127، 128) . وقال ابن الأثير في (اللباب 1/ 238) : الثعلبي لقب له وليس بنسب، قاله بعض العلماء.
وقد وقع خلط في ترجمته في كتاب «الوفيات» لابن قنفذ (237، 238 رقم 429) فقال: «أبو منصور الثعالبي صاحب التفسير» (مات) سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
فأبو منصور الثعالبي هو صاحب «يتيمة الدهر» وهو المتوفى سنة 429 هـ. أما صاحب التفسير فهو أبو إسحاق الثعلبي صاحب الترجمة هنا.
[1] وهو مطبوع.
[2] قوله ليس في (الأنساب) ، بل القول لابن الأثير في (اللباب) .
[3] المخلديّ: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مخلد، وهو اسم لجد بعض المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 187) .
[4] الخفّاف: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الفاء الأولى، هذه الحرفة لعمل الخفاف التي تلبس.
(الأنساب 5/ 155) .
والمقصود بالخفّاف هنا: «أبو الحسين» كما في: (سير أعلام النبلاء 17/ 436) وهو: أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد الخفّاف، المتوفى سنة 395 هـ. (الأنساب 5/ 156، 157) .
[5] إنباه الرواة 1/ 120، وفيات الأعيان 1/ 80.
[6] في (المنتخب 91) .
[7] وهو قال: «المقرئ، المفسّر، الواعظ، الأديب، الثقة، الحافظ، صاحب التصانيف الجليلة من التفسير الحاوي لأنواع الفوائد من المعاني والإشارات وكلمات أرباب الحقائق ووجوه الإعراب والقراءات، ثم كتاب العرائس والقصص وغير ذلك مما يحتاج إلى ذكره لشهرته

(29/186)


218- أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الْجُرْجَانيّ البيِّع [1] .
المعروف بالسني.
روى عن: أبي بكر الإسماعيليّ [2] .
روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ [3] .
219- أحمد بْن محمد بْن عَبْد الله [4] .
أبو سعد المحمّداباذيّ [5] ، الحافظ.
كهل، فاضل، معتني بالحديث مجتهد في تكثير السّماع.
روى عن: أبي الفضل الفامِيّ [6] ، وأبي محمد المَخْلَديّ، والحورميّ [7] ،
__________
[ () ] وهو صحيح النقل، موثوق به ... كثير الحديث، كثير الشيوخ ... سمع منه الواحدي التفسير وأخذ عنه وأثنى عليه وأجاز لنا بما سمعه عنه في تصانيفه» . (المنتخب 91، وفيات الأعيان 1/ 80، معجم الأدباء 5/ 37، 38) .
وقد ذكر بعضهم أنه توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرّم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
(وفيات الأعيان 1/ 80) .
ومن شعره:
وإنّي لأدعو الله والأمر ضيّق ... عليّ فما ينفكّ أن ينفرجا
وربّ فتى سدّت عليه وجوهه ... أصاب له في دعوة مخرجا
(طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 66» .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] هو أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإسماعيلي، المتوفى سنة 371 هـ.
(تاريخ جرجان 108- 116 رقم 98) .
[3] هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي بكر بن شاذان البجلي الرازيّ. قال السهمي إنه ورد جرجان سنة تسع وثمانين فكتب عن مشايخها ثم رجع دفعات كثيرة إلى أن حدّث بها وكتب عنه جماعة من أهل جرجان والغرباء. (تاريخ جرجان 127 رقم 126) ولم يذكر السهميّ صاحب الترجمة بين شيوخه، أما السنة التي دخل فيها جرجان فهي سنة 389 هـ.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] المحمّداباذيّ: بضم الميم، وفتح الثانية، بينهما الحاء المهملة، وبعدها الدال المهملة، ثم الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى محمداباذ وهي محلّة خارج نيسابور وبها آثار الظاهرية، وهي على ميلين من البلد. (الأنساب 11/ 167) .
وقال ياقوت: محمداباذ: قرية على باب نيسابور بينهما فرسخ. (معجم البلدان 5/ 64) .
[6] هو عباس بن حميد الفامي الكوفي، والسبة إلى بيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له:
البقال. (الأنساب 9/ 234) .
[7] لم أتبيّن حقيقة هذه النسبة.

(29/187)


وأبي الحسن عليّ بن عمر الحربيّ، وموسى بن عيسى السّرّاج، وابن لال، وطبقتهم.
تُوُفّي في سلْخ رجب.
220- أحمد بن عليّ [1] .
أبو جعفر الأزْديّ القَيْروانيّ، الشّافعيّ المقرئ.
رحل [2] ، وقرأ القراءات على أبي الطّيّب بن غلْبُون [3] .
وأقرأ الناس.
221- أحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مَخْلَد [4] .
أبو نصر المَخْلَديّ [5] النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في شعبان.
سمع: ابن نُجَيْد، وأبا عَمْرو بن مطر، وأبا القاسم النَّصْراباذيّ، وأبا سهل الصُّعْلُوكيّ.
وببغداد: أبا الفضل الزُّهْريّ.
أخذ عنه خلْقٌ.
222- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن موسى القَزْوينيّ [6] .
أبو القاسم.
روى عن: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وجدّه أبي مسلم بن أبي صالح.
سمع منه: أبو الفتح الحدّاد، وجماعة بأصبهان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن على) في:
غاية النهاية 1/ 91 رقم 411.
[2] إلى مصر.
[3] قرأ عليه ابن سهل.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته، وقد ذكر ابن السمعاني عمّه «الحسن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي بن مخلد» في (الأنساب 11/ 187) .
[5] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته، ولم يترجم له الرافعي القزويني في (التدوين في أخبار قزوين) .

(29/188)


223- إسماعيل بن سعيد بْن محمد بن أحمد بْن شُعيب [1] .
أبو سعيد الشّعَيْبيّ [2] النَّيْسابوريّ، المحدِّث.
سمّعه أبوه الكثير، ولم يُعمَّر [3] .
وحدَّث بهَراة.
وانتخب عليه: أبو الفضل الجاروديّ.
وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وطبقتهما.
روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الفقيه، وغيره.
تُوُفّي في أواخر رمضان، وقد كتب الكثير بخطّه [4] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن سعيد) في:
مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 25 أ (رقم 614 حسب ترقيمي للتراجم) والإكمال لابن ماكولا 5/ 133، والأنساب 7/ 347 و 8/ 34، 349، والمنتخب من السياق 130 رقم 304.
[2] الشّعيبيّ: بضم الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وسكون الياء، بعدها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجدّ، وهو شعيب. (الأنساب 7/ 347) .
[3] أي لم يعمّر أبوه، حيث لم يرزق الرواية الكثيرة. أما هو فقد أدركته المنيّة كهلا. (المنتخب) .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «وله ثبت (في المطبوع: «بيت» !) مملوّ من المسموعات والمسانيد والتواريخ» .
وذكره ابن السمعاني مرتين، فقال في المرة الأولى:
«أبو سعيد الشعيبي، من المتأخّرين بنيسابور، كان ينتخب على الشيوخ» . (انتهى) (الأنساب 7/ 347) .
وقال في المرّة الثانية:
«المحدّث ابن المحدّث، شيخ ثقة مشهور، مفيد، سمّعه أبوه أبو سعد الكثير، ورزق الأسانيد العالية الكثيرة، ولم يرزق الرواية الكثيرة. انتخب عليه أبو الفضل الجارودي، وسمع منه ذلك بهراة ونيسابور، وأدركته المنيّة كهلا، وله ثبت مملوء من المسموعات والمسانيد، والتواريخ والمجموعات. حدّث عن أبي عمرو بن محمد بن أحمد بن حمدان الحيريّ، والحاكم أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ. وله خط يليق بالمحدّثين، وفي أيدي المحدّثين من الأجزاء بخطه الرديء ما لا يحصى ... » . (7/ 348، 349) .
وذكر ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» ، وقال: «ولم يرو فيما أعلم، والله أعلم» . قال المعلمي في تحقيقه للإكمال (5/ 133 بالحاشية رقم 4) : «في الأنساب ما يبيّن أنه روى قليلا فراجعه» . وهو الصحيح.

(29/189)


- حرف التّاء-
224- تُرَاب بن عُمَر بن عُبَيْد [1] .
أبو النُّعْمَان المصريّ الكاتب.
روى عن: أبي أحمد بن النّاصح، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وله خمسٌ وثمانون سنة.
- حرف الحاء-
225- حمزة بْن يوسف بْن إبْرَاهِيم [2] بْن مُوسَى بْن إبراهيم بْن محمد بْن أحمد بْن عبد الله.
القُرشيّ السَّهّميّ [3] ، من ولد هشام بن العاص.
أبو القاسم بن أبي يعقوب الْجُرْجَانيّ الحافظ، المحدِّث ابن المحِّدث.
أوّل سماعة بجرجان في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد ابن أحمد بن إسماعيل الصّرّام [4] ، وأوّل رحلته سنة ثمان وستّين. رحل إلى
__________
[1] انظر عن (تراب بن عمر) في:
العبر 3/ 161، وسير أعلام النبلاء 17/ 502 رقم 324، وحسن المحاضرة 1/ 373، وشذرات الذهب 3/ 231.
[2] انظر عن (حمزة بن يوسف) في:
الأنساب 7/ 202، والمنتظم 8/ 87، 88 رقم 99 (15/ 251 رقم 3193) ، والحمقى والمغفّلين 89، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 270، 271 رقم 262، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 456، واللباب 2/ 158، 159، ووفيات الأعيان 1/ 45 و 6/ 394، والمنتخب من السياق 207 رقم 625، والتقييد لابن النقطة 256، 257 رقم 313، والعبر 3/ 161، وسير أعلام النبلاء 17/ 469- 471 رقم 308، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1386، وتذكرة الحفاظ 3/ 1089، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والوافي بالوفيات 13/ 176 رقم 202، والنجوم الزاهرة 4/ 283، وطبقات الحفّاظ 422، وشذرات الذهب 3/ 231، وكشف الظنون 55، 281، 290، 1843، وهدية العارفين 1/ 336، والرسالة المستطرفة 137، ومعجم طبقات الحفّاظ 81 رقم 955، ومعجم المؤلفين 4/ 82، وعلم التأريخ عند المسلمين 219، 582، 599، 615، 626، 715.
[3] السّهميّ: بفتح السين المهملة، وسكون الهاء، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى سهم، وهو سهمان، سهم جمح، وسهم قريش. (الأنساب 7/ 200) وصاحب الترجمة من: سهم قريش.
[4] الصّرّام: بفتح الصاد المهملة وتشديد الراء. هذه النسبة إلى بيع «الصّرم» ، وهو الّذي ينعل به

(29/190)


إصبهان، والرّيّ، وهَمَدان، وبغداد، والبصرة، ومصر، والشّام، والحجاز، والكوفة، وواسط، والأهواز.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن عدي، وأبي بَكْر الإسماعيلي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي حفص الزَّيّات، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي بكر أحمد بن عَبْدان الشِّيرازيّ، وأبي محمد بن غلام الزُّهْريّ، والوزير أبي الفضل جعفر بن حِنْزَابة، وأبي زُرْعة محمد بن يوسف الكشّيّ [1] ، وأبي بكر محمد بن إسماعيل الورّاق، وأبي زُرْعة أحمد بن الحسين الحافظ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ الدّمشقيّ، وميمون بن حمزة المصريّ، وآخرين.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وأحمد بن عبد الملك المؤذّن، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وإسماعيل بن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وإبراهيم بن عثمان الْجُرجَانيّ، وأبو بَكْر أحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بن محمد الزّبحيّ [2] ، وغيرهم.
وصنِّف التّصانيف [3] ، وتكلّم في الجرح والتّعديل.
وقيل: توفّي سنة ثمان [4] .
__________
[ () ] الخفاف واللوالك. (الأنساب 8/ 54) .
[1] الكشّي: بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة. هذه النسبة إلى كشّ، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل. (الأنساب 10/ 440) ومنها أبو زرعة المذكور.
[2] لم تضبط في الأصل، ووردت «الربحي» (بالراء المهملة) . والتصحيح من: (الأنساب 6/ 240) ، فقال ابن السمعاني: «الزّبحيّ» : بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة وكسر الحاء المهملة. هذه النسبة إلى الزّبح، وظنّي أنها قرية من قرى جرجان.
[3] وذكر منها: علي بن محمد الزَبَحي.
منها: «تاريخ جرجان» و «سؤالات في الجرح» وقد طبقات بحيدرآباد بالهند 1950، ومنها:
«تاريخ أستراباذ» ، و «الأربعين في فضائل العباس» . (انظر: كشف الظنون 1/ 55، 57، 281) .
[4] وقال ابن النقطة: «طاف البلاد وسمع بها، وصنّف تاريخ جرجان، ولقي الحفّاظ في عصره.
وسأل أبا الحسن الدارقطنيّ وغيره من الحفّاظ عن أحوال الشيوخ وكتب جوابهم في جزء له، وله كلام حسن في الجرح والتعديل ومعرفة المتون والأسانيد» . (التقييد 256) .
وقال: «نقلت من خط أبي عبد الله الحميدي الحافظ- رحمه الله- فيمن توفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة: أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي الجرجاني بالري، ولم يذكر الشهر. وقال ابن الأخوّة عبد الرحيم إنه نقل من خط أبي محمد السهمي أنه توفي حمزة بن يوسف سنة سبع وعشرين» . (التقييد 256، 257) .

(29/191)


- حرف الظّاء-
الظّاهر [1] .
الخليفة صاحب مصر ابن الحاكم.
فيها تُوُفّي كما يأتي.
اسمه عليّ.
- حرف العين-
226- عبد الرّحيم بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [2] .
القاضي المختار أبو سعد الإسماعيليّ السّرّاج الحنفيّ.
ولي القضاء باختيار المشايخ له، فلَذا قيل له: المختار.
روى عن: أبي الحسن السّرّاج، وأحمد بن محمد بن شاهُوَيْه القاضي، وأبي الفتح القواس، والبغداديين.
وعنه: أبو صالح المؤذن [3] .
227- عبد العزيز بن عليّ [4] .
أبو عبد الله الشّهرزوريّ [5] .
__________
[ () ] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الحافظ شيخ جليل مشهور في الآفاق قدم نيسابور مع الرئيس الجولكي والقاضي الشالنجي في وفد الرئيس الأمير منوچهر بن قابوس إلى الأمير محمود بن سبكتكين سنة ست وأربعمائة ... وكتب الكثير، وصنّف المشايخ والأبواب، وجمع التصانيف الحسان، ونعي إلى نيسابور في رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة» . (المنتخب 207) .
[1] انظر ترجمة ومصادرها برقم (234) .
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 321 رقم 1058.
[3] قال عبد الغافر الفارسي: «معروف مشهور حسن السيرة» .
ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (عبد العزيز بن علي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 375، 376 رقم 805.
[5] الشّهرزوريّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الهاء، وضم الراء والزاي، وفي آخرها راء. هذه النسبة إلى «شهرزور» وهي بلدة بين الموصل وزنجان بناها «زور بن الضّحّاك» فقيل:
«شهرزور» يعني: بلد زور. (الأنساب 7/ 417) ومثله في (اللباب 2/ 216) و (وفيات الأعيان 4/ 70) .
أما ياقوت الحموي فضبطها بفتح الراء، وقال: هي كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان.

(29/192)


قدم الأندلس في آخر عمره، وكان شيخا جليلا، آخذا من كل علم بأوفر نصيب، وكانت علوم القرآن، وتعبير الرؤيا أغلب عليه.
روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي بكر الأَبْهريّ، والحسن بن رشيق، وابن الورد، وأبي بكر الأُدْفُويّ [1] ، وأبي أحمد السّامرّيّ.
وركب البحر منصرفا إلى المشرق، فقتلته الرّوم في البحر في سنة سبع وعشرين، وقد قارب المائة سنة.
قال ابن خزرج،: أجاز لي ما رواه بخطّه بدانية [2] .
228- عبد العزيز بن أحمد بن السّيّد [3] بن مُغَلِّس [4] .
أبو محمد الأندلسيّ اللُّغَويّ النَّحْويّ، نزيل مصر.
قرأ على: صاعد بن الحسن الرَّبعِيّ.
ودخل بغداد. وكان بينه وبين إسماعيل بن خَلَف [5] مصنَّف «العُنْوان» [6] معارضات في قصائد موجودة في ديوانيهما [7] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى، وصلّى عليه ابن إبراهيم [8] الحوفيّ [9] صاحب «التّفسير.» .
__________
[ () ] وأهل هذه النواحي كلّهم أكراد. (معجم البلدان 3/ 375) .
[1] الأدفويّ: (بضم الهمزة والفاء، وسكون الدال المهملة بينهما. نسبة إلى «أدفو» مدينة بصعيد مصر. وفد تقدّم التعريف بها في هذا الجزء.
[2] دانية: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثنّاة من تحت مفتوحة. مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقا. (معجم البلدان) .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد بن السيد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 288 رقم 645، والصلة لابن بكشوال 2/ 369، 370 رقم 788، وبغية الملتمس للضبيّ 384 رقم 1088، ووفيات الأعيان 3/ 193، 194 رقم 387، وسير أعلام النبلاء 17/ 541 رقم 361، وبغية الوعاة 2/ 98 رقم 1535، ونفح الطيب 2/ 132.
[4] مغلّس: بضم الميم وفتح الغين المعجمة وتشديد اللام وكسرها وبعدها سين مهملة. (وفيات الأعيان 3/ 194) .
[5] هو أبو الطاهر السرقسطي المتوفى سنة 455 هـ. (وفيات الأعيان 1/ 233 رقم 97) .
[6] وقع في: معجم المؤلفين 2/ 268 «العيون» وهو غلط. والكتاب في القراءات. (وفيات الأعيان 1/ 233) .
[7] وفيات الأعيان 3/ 194.
[8] هكذا في الأصل. وهو: أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي. (وفيات الأعيان 3/ 194) .
[9] الحوفي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى حوف. قال ابن

(29/193)


ومن شعره:
مريضُ الْجُفُونِ بلا علَّةٍ ... ولكنّ قلبي به مُمرضُ
أعاد السّهامَ [1] على مُقْلَتي ... بِفَيْضِ الدُّمُوعِ فما تُغْمَضُ [2]
229- عبد القاهر بن طاهر [3] .
أبو منصور البغداديّ، أحد الأئمة.
سكن خُرَاسان، وتفنَّن في العلوم حتّى قيل إنّه كان يعرف تسعة عشر علمًا.
مات رحمه الله بأسفرايين [4] .
__________
[ () ] السمعاني: ظني أنها قرية بمصر، حتى قرأت في تاريخ البخاري أنها من عمان، منها الجوفي هذا. قال ابن خلّكان: قوله قرية بمصر، ليس كذلك، بل الناحية المعروفة بالشرقية التي قصبتها مدينة بلبيس جميع ريفها يسمّونه الحوف، ولا أعلم ثمّ قرية يقال لها حوف، والله أعلم، وأبو الحسن من حوف مصر. وبعد أن فرغت من ترجمة أبي الحسن الحوفي على هذه الصورة ظفرت بترجمته مفصلة وذلك أنه من قرية يقال لها: شبرا اللبخة من أعمال الشرقية المذكورة. (وفيات الأعيان 3/ 300) .
[1] هكذا في الأصل، وفي المصادر: «أعان السّهاد» .
[2] زاد في: وفيات الأعيان، وغيره:
وما زار شوقا ولكن أتى ... يعرّض لي أنه معرض
(وفيات الأعيان 3/ 194، وبغية الوعاة 2/ 98، ونفح الطيب 2/ 132) وفي سير أعلام النبلاء 17/ 541 البيت الأول والبيت الثالث.
[3] انظر عن (عبد القاهر بن طاهر) في:
الزهد الكبير للبيهقي، رقم 6704، والبعث والنشور، له 22، 79، 84، و 185، 186، والمنتخب من السياق 360 رقم 1190، وطبقات ابن الصلاح، رقم 59 ب، ووفيات الأعيان 3/ 203، وتلخيص ابن مكتوم 11، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1100، وسير أعلام النبلاء 17/ 572، 573 رقم 377، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1392، وجاء في الحاشية أنه مات سنة 430 هـ. وعيون التواريخ 12/ 105 أ- 106 ب، وفوات الوفيات 2/ 370- 372، ومرآة الجنان 3/ 52، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 238، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 194- 196، والبداية والنهاية 12/ 44، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 216، 217 رقم 172، وبغية الوعاة 2/ 105، ومفتاح السعادة 2/ 185، 186، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 139، 140، وكشف الظنون 254، 335، 398، 441، 462، 471، 1039، 1252، 1274، 1392، 1401، 1418، 1432، 1769، 1820، 1839، 1921، 1970، وهدية العارفين 1/ 606، وإيضاح المكنون 2/ 234، 375، والأعلام 4/ 173، ومعجم المؤلفين 5/ 309، وتراث العرب العلمي 304. وسيعاد في وفيات سنة 429 هـ. برقم (315) بأطول مما هنا.
[4] في الأصل: «أسفراين» .

(29/194)


ورّخه القِفْطيّ [1] .
230- عقيل بن الحسين بن محمد بن عليّ السّيّد الفَرْغانيّ [2] .
أبو العبّاس.
محتشم ذو مال. نَسَوي المَوْلِد، فرغانيّ المنشأ.
حدّث عن: أبي المفضّل محمد بن عبد الله [3] الشَّيبانيّ.
وحجّ مراتٍ [4] .
وتُوُفّي بزَنْجان [5] .
231- عليّ بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن [6] .
قال [7] شيرُوَيه: سمع عامّة مشايخ هَمَدان، ومشايخ العراق، وخُراسان.
روى عن: أبي الحسن محمد بْن أحمد بْن رزقوَيْه، وأبي الحُسين بْن بشران، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيريّ، وطبقتهم.
ثنا عنه الحسنيّ، والميدانيّ.
__________
[1] في: إنباه الرواة 2/ 185، 186.
[2] انظر عن (عقيل بن الحسين) في:
المنتخب من السياق 400 رقم 1356.
[3] في المنتخب: «عبيد الله» .
[4] قال عبد الغافر الفارسيّ: «ورد خراسان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وحجّ حجّات، وقدم نيسابور للحجّة الخامسة سنة ست وعشرين، وخرج» . (المنتخب) .
[5] زنجان: بفتح أوله وسكون ثانية ثم جيم، وآخره نون. بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها، وهي قريبة من أبهر وقزوين، والعجم يقولون: «زنكان» بالكاف. (معجم البلدان 3/ 152) .
[6] انظر عن (علي بن الحسين الفلكي) في:
السابق واللاحق للخطيب 55، والأنساب 9/ 330، واللباب 2/ 440. والمنتخب من السياق 377، 378 رقم 1263، وطبقات ابن الصلاح، ورقة 66 ب، والعبر 3/ 162، وسير أعلام النبلاء 17/ 502- 504 رقم 325، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1125، وعيون التواريخ 12/ 127 أ، والوافي بالوفيات (المخطوط) 12/ 48، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 268، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 218، 219 رقم 174، وتاريخ الخلفاء 422، وطبقات الحفّاظ 431، 432، وكشف الظنون 1858، وشذرات الذهب 3/ 185 و 321، وهدية العارفين 1/ 687، والرسالة المستطرفة 121، والأعلام 5/ 79، ومعجم المؤلّفين 7/ 72، ومعجم طبقات الحفاظ 130، 131 رقم 975.
[7] في الأصل: «مات» وهو سهو.

(29/195)


وكان حافظا متقنا، يحسن هذا الشأن جيدا جيدا. جمع الكثير وصنف الكتب. وصنف كتاب الطبقات الموسوم «بالمنتهى [1] في الكمال في معرفة الرجال» [2] ، ألف جزء.
ومات بنيسابور قديما. وما متع بعلمه [3] .
قال شيرويه: سمعتُ حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام الأنصاريّ يقول: ما رأت عيناي من البشر أحدًا أحفظ من أبي الفضل الفلكيّ.
وكان صوفيًّا مشمّرًا [4] .
قلت: تُوُفْي بنَيْسابور في شعبان، وقيل: تُوُفّي سنة ثمان.
وأمّا نسبته إلى الفَلَكيّ فكان جدُّه بارعًا في علم الحساب والفَلَك، فقيل له الفَلَكيّ.
وكان هَيُوبًا مُحتَشمًا، ذكرنا وفاته في سنة 384 [5] .
232- عليّ بن عيسى [6] .
أبو الحسن الهَمَدانيّ الكاتب.
حدَّث بمصر بانتقاء أبي نصر السِّجَزيّ.
233- عليّ بن محارب بن عليّ [7] .
أبو الحسن الأنطاكيّ. المقرئ المعروف بالسّاكت.
__________
[1] في الأصل: «بالمنتها» .
[2] في: سير أعلام النبلاء «المنتهى في معرفة الرجال» ، والمثبت يتفق مع (العبر 3/ 162) .
[3] قال عبد الغافر الفارسي: «أبو الفضل الفلكي الحافظ من المعروفين بالطلب ... واظب على التحصيل نسخا وسماعا، وجمع الكثير والتواريخ حتى اشتهر وعدّ من كبار الحفّاظ ... ولم يحدّث إلّا بشيء يسير، وما انتفع لا هو ولا أحد بالكثير من علمه» . (المنتخب) .
[4] سير أعلام النبلاء 17/ 503، تذكرة الحفاظ 3/ 1125، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 268.
[5] انظر ترجمة جدّه: «أحمد بن الحسن بن القاسم» في:
معجم الأدباء 3/ 10، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 381- 400 هـ.) ص 73، وبغية.
الوعاة 1/ 303 رقم 558.
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.

(29/196)


قرأ القرآن على: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وأبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكيّ.
قرأ عليه: المحسّن بن طاهر المالكيّ، وغيره.
وكان خيِّرًا صالحًا.
234- عليّ بن منصور بن نزار بن مَعَدّ بن إسماعيل بن محمد بن عُبَيْد الله العُبَيْديّ [1] صاحب مصر المُلقَّب بالظّاهر لإعزاز دين الله. أبو هاشم [2] أمير المؤمنين ابن الحاكم بن العزيز بن المعزّ، الّذين يدّعون أنهم فاطميّون ليربطوا عليهم بذلك الرّافضة.
بايعوا الظّاهر بمصر لمّا قُتِل أبوه في شوّال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهي والشّام وإفريقيّة في حُكْم أبيه. فلمّا قام الظّاهر طمع مَن طمع في أطراف بلاده، فقصد صالح بن مرداس الكِلابيّ حلب وبها مرتضى الدّولة بن لؤلؤ
__________
[1] انظر عن (علي بن منصور الظاهر الفاطمي) في:
تاريخ القضاعي (مخطوطة إسطنبول) الورقة 145 أ، ب، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 326، 335، 365، 366، 368، 370، 372، 374، 375، 378، 387، 390، 392، 398، 402، 410، 430، 431، 434، 435، 436، 437، 438، 439، وتاريخ حلب للعظيميّ 332، والمنتظم 8/ 90 رقم 103 (15/ 255 رقم 3197) ، والإشارة إلى من نال الوزارة 33، 34، 36، والمغرب في حلي المغرب 76، وتاريخ الفارقيّ 141، رقم 141، والكامل في التاريخ 9/ 447، وتاريخ مختصر الدول 183، وتاريخ الزمان 88، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 352، وزبدة الحلب، 1/ 92، 215، 219، 221- 223، 228، 231، 247، 248، وذيل تاريخ دمشق 83، ووفيات الأعيان 2/ 407، 408 و 281 و 3/ 384 و 4/ 212، 418 و 5/ 229، 294 و 7/ 158، والمختصر في أخبار البشر 2/ 159، ونهاية الأرب 23/ 220، ودول الإسلام 1/ 254، والعبر 3/ 162، 163، وسير أعلام النبلاء 15/ 184- 186 رقم 71، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 342، والدرّة المضيّة 339، وشرح رقم الحلل في نظم الدول 129، 141، والبداية والنهاية 12/ 39، والجوهر الثمين 253، والمؤنس 69 وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، 62، والمواعظ والاعتبار 1/ 354، 355، واتعاظ الحنفا 2/ 124، وما بعدها، وانظر فهرس الأعلام 3/ 397، 398، والنجوم الزاهرة 4/ 247- 255، وعيون الأخبار في الفنون والآثار (السبع السادس) 304- 321، وحسن المحاضرة 2/ 14، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 211- 214، وشذرات الذهب 3/ 231، 232، وأخبار الدول 19 (الطبعة الجديدة 2/ 241، 242) ، والأعلام 5/ 177.
[2] هكذا في الأصل. وفي المصادر: «أبو الحسن» .

(29/197)


الحمدانيّ نيابة عن الظّاهر المذكور، فحاصرها صالح وأخذها [1] .
وتغلّب حسّان بن مفرّج البَدَويّ صاحبُ الرَّمْلة على أكثر الشّام [2] .
وتضعضعت دولة الظّاهر.
واستوزر الوزير نجيب الدّولة [3] عليّ بن أحمد الْجَرْجرائيّ [4] ، كما استوزره فيما بعد ابنه المستنصر إلى أن مات سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة. وكان من بيت حشْمة ووزارة. وكان أقْطعَ اليَدَين من المِرْفَقين، قطعهما الحاكم لكونه خان في سنة أربع وأربعمائة [5] . وكان يكتب عنه العلّامة الْقَاضِي أبو عبد الله القُضاعيّ، وهي: «الحمد للَّه شُكرًا لنعمته» [6] .
- حرف الفاء-
235- فاطمة بنت زكريّا بن عبد الله [7] الكاتب المعروف بالشّبلاريّ [8] مولى بني أميّة.
__________
[1] انظر تفاصيل ذلك في: (زبدة الحلب من تاريخ حلب) لابن العديم 1/ 227 وما بعدها، وتاريخ الأنطاكي 390.
[2] وكان ذلك في سنة 415 هـ. انظر: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 389، وأخبار مصر للمسبّحي 166- 168، وزبدة الحلب 1/ 234، واتعاظ الحنفا 2/ 154، ومدينة الرملة 152، 153.
[3] ولقّبه بالوزير الأجلّ، صفيّ الدولة وأمير المؤمنين وخالصته. (تاريخ الأنطاكي 379) وانظر عنه في:
كتاب الولاة والقضاة للكندي 497 و 499، وتاريخ دمشق (مخطوطة دار الكتب) 5/ 434، وبغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 7/ 64، والمغرب في حليّ المغرب 63، ذيل تاريخ دمشق 73، 75، 80، 83، 84، والكامل في التاريخ 9/ 525، ووفيات الأعيان 3/ 407، 408، والإشارة إلى من نال الوزارة 35، وسير أعلام النبلاء 15/ 185 و 17/ 582، 583 رقم 388، والعبر 3/ 163، والدرّة المضيّة 313، 322، 339، 342، 344، 347، 349، 354- 357، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، واتعاظ الحنفا 2/ 101 وما بعدها، والنجوم الزاهرة 4/ 260.
[4] الجرجرائي: نسبة إلى جرجرايا، قرية من أرض العراق.
[5] تاريخ الأنطاكي 310، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 434، بغية الطلب (مخطوطة معهد المخطوطات) 7/ 64، ذيل تاريخ دمشق 73، وفيات الأعيان 3/ 407، 408، الولاة والقضاة 497، 499، المغرب في حلي المغرب 63، وغيره.
[6] الإشارة إلى من نال الوزارة 36.
[7] انظر عن (فاطمة بنت زكريا) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 694 رقم 1536.
[8] لم أقف على هذه النسبة في المصادر.

(29/198)


كانت جِزْلة متخلّصة، استكملت أربعًا وتسعين سنة.
نَسَخت كُتُبًا كِبارًا [1] ، وماتت بِكْرًا، ودُفِنَتْ بمقبرة أمّ سَلِمَة بقُرْطُبة.
- حرف الميم-
236- محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سخْتَوْيه بن عبد الله [2] .
المحدِّث أبو عبد الله [3] ابن المحدّث المزكّيّ [4] أبي إسحاق النَّيْسابوريّ.
أحد الإخوة الخمسة، وأصغرهم.
حدَّث عن: والده أبي إسحاق المزكّيّ، وأبي عليّ الرّفّاء، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس محمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، وأبي عَمْرو بن مطر، وأبي بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبي بحر البَرْبِهاريّ، وأبي بكر الطّلحيّ الكوفيّ، وطبقتهم.
خرَّج له الحافظ أحمد بن عليّ بن منجويه، وأبو حازم العبدوييّ [5] .
وكان صحيح السّماع [6] .
قال عبد الغافر الفارسيّ [7] : كان والدي يتأسّف على فوات السّماع منه.
وقد أنبأ عنه: أخوالي أبو سعْد، وأبو سعيد، وأبو منصور، ونافع بن محمد الأبِيَوَرديّ [8] ، والشَّقَّانيّ [9] ، وأبو بكر محمد ابن أخيه يحيى، وعليّ بن عبد الرحمن العثمانيّ.
__________
[1] في (الصلة) زيادة: «وتجيد الخط وتحسن القول» .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن محمد) في:
المنتخب من السياق 32 رقم 34، والعبر 3/ 163، وتذكرة الحافظ 3/ 990، وسير أعلام النبلاء 17/ 551، 552 رقم 376، والوافي بالوفيات 1/ 350، وشذرات الذهب 3/ 233.
[3] في (الوافي بالوفيات) : «أبو إسحاق» .
[4] المزكّي: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف المشدّدة. هذا اسم لمن يزكّي الشهود ويبحث عن حالهم ويبلّغ القاضي حالهم. (الأنساب 11/ 278) .
[5] المنتخب من السياق.
[6] زاد في (المنتخب) : «حسن الأصول» .
[7] قوله ليس في المطبوع من (المنتخب من السياق) .
[8] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[9] الشّقّانيّ: بفتح الشين المعجمة، وتشديد القاف، وفي آخرها النون. قال ابن السمعاني:
وسمعت صاحبي أبا بكر محمد بن علي بن عمر البروجرديّ يقول: سمعت الإمام محمد الشّقاني يقول: بلدنا «شقّان» بكسر الشين، ثم قال: ثمّ جبلان، وفي كل واحد منهما شقّ

(29/199)


قلت: وأبو سعْد علي بن عبد الله بن أبي صادق، وعبد الغفّار بن محمد الشّيرُويِيّ [1] ، وآخرون.
237- محمد بن إبراهيم بن أحمد [2] .
أبو بكر الأرْدَستانيّ الحافظ.
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأصحاب البَغِويّ، وابن صاعد.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ.
وقيل: إنّه تُوُفّي سنة أربعَ وعشرين كما تقدَّم.
238- محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله بن حمدون [3] .
أبو يَعْلَى بن السّرّاج الصَّيْرَفيّ.
سمع: أبا الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ.
وثّقه الخطيب، وقال [4] . كان أحد القرّاء بالقراءات والنُّحاة. له مصنّف في القراءات. وُلِد سنة 383.
239- محمد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن سهل بن طالب [5] .
أبو عبد الله النّصيبيّ [6] ، ثمّ الدّمشقيّ المؤدّب.
__________
[ () ] يخرج منه ماء الناحية، فقيل لها: الشقّان، والنسبة الصحيحة إليها بالكسر، واشتهر بالفتح.
(الأنساب 7/ 359) .
[1] الشّيروييّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضمّ الراء، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى «شيرويه» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 466) .
[2] تقدّمت ترجمته في هذه الجزء برقم (141) .
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تارخ بغداد 2/ 251 رقم 720.
[4] قوله في (تاريخ بغداد) : «كتبت عنه وكان ثقة، وهو أحد الحفّاظ لحروف القرآن، ومذاهب القرّاء، وعلم النحو، يشار إليه في ذلك» .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن عبد الله) في:
مختصر تاريخ دمشق 23/ 113 رقم 129.
[6] النّصيبيّ: بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نصيبين، وهي بلدة عند آمد وميّافارقين من ناحية ديار بكر.
(الأنساب 12/ 96) .

(29/200)


روى عن: الفضل بن جعفر المؤذن، والمَيَانِجِيّ [1] .
روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وقال: كان ثقة، كتب الكثير ولم يكن يفهم شيئًا.
240- محمد بن عمر بن يونس الجصّاص [2] .
سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وأبا بكر بن خلْاد النَّصِيبيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة دَيِّنًا. تُوُفّي في المحرّم ببغداد [3] .
روى عنه: أبو ياسر محمد بن عبد العزيز.
يُكنَّى: أبا الفَرَج.
241- محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب [4] .
النّقيب أبو الحسن بن أبي تمّام الهاشميّ العبّاسيّ الزَّيْنبيّ، والد أبي تمّام محمد، وأبي منصور محمد، وأبي نصر محمد، وأبي الفوارس طراد، ونور الهدى الحسين.
وُلِد سنة أربع وستّين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وغيره.
وولي نقابة السّادة الهاشميّين بالعراق فِي سنة أربعٍ وثمانين في ذي الحجّة، وله عشرون سنة بعد وفاة والده.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهديّ في مشيخته، وقال: سمعته يقول: لم يكن لأبي ولدٌ غيري.
242- محمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زكريّا [5] .
__________
[1] الميانجيّ: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح النون، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى موضعين، الأول منسوب إلى موضع بالشام (منه الميانجي المذكور هذا، وهو أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف) ، والثاني منسوب إلى ميانه أذربيجان. (الأنساب 11/ 554 و 55) .
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 3/ 37، 38 رقم 970.
[3] وذكر أنّ مولده في يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
[4] لم أقف على ترجمته، بل ذكر ابن السمعاني تراجم أبنائه الأربعة الواردين في ترجمته، وقد تقدّم ذكر واحد من أبناء هذه الأسرة في هذا الجزء.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الجوزقي) في: المنتخب من السياق 33/ 37.

(29/201)


أبو نصر بن الْجَوْزقيّ [1] .
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
سمع: أبَوي عَمْرو: ابن مطر، وابن نُجَيْد.
روى عنه: أبو سعيد بن القُشَيريّ، وأبو صالح المؤذّن [2] .
243- محمد بن يحيى بْن الحسن بْن أحمد بْن عليّ بْن عاصم [3] أبو عَمْرو الجوريّ [4] المحتسِب.
تُوُفّي في رمضان بخُراسان [5] .
244- منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد [6]
__________
[1] الجوزقيّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى جوزقين، أحدهما إلى جوزق نيسابور. منها صاحب هذه الترجمة، حيث ذكر ابن السمعاني أباه «محمد ابن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب «المتفق» ، في (الأنساب 3/ 365) .
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «العدل ابن العدل، والمحدّث ابن المحدّث.. ولد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة» .
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
المنتخب من السياق 41، 42 رقم 63، وقد ذكر محقّقه السيد «محمد أحمد عبد العزيز» في الحاشية رقم (63) : تاريخ بغداد، رقم (1570) ، إشارة إلى أن صاحب الترجمة مذكور هناك.
ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : إن المذكور في (تاريخ بغداد 3/ 433، 434 رقم 1570) غير هذا، فهو «محمد بن يحيى بن الحسن بن أبي بكر أبو عمرو النيسابورىّ. ورد بغداد حاجا وحدّث بها سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، عن أبي بكر محمد بن سعيد بن حمزة السرخسي، وعبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهّان، وأبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي. حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وكان صدوقا ناسكا ورعا، وعاد بعد حجّته هذه إلى نيسابور فعاش بها دهرا طويلا. حدّثني أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابورىّ أن أبا عمرو بن يحيى مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة» .
[4] وقع في (المنتخب) : «الخوري» وهو غلط. والجوري: بضم الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجور، وهي بلدة من بلاد فارس، وإليها نسب الماورد جوري. (الأنساب 3/ 358) .
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو عمرو المحتسب من عباد الله الصالحين، ثقة، محبّ للحديث وأهله، معظّم للشريعة، حسن الأخلاق، مرضيّ السيرة، عارف برسوم الحديث وسننه، صحيح النسخ، كثير الأصول، قليل الخلاف مع المخالف والموافق، مفيد أصحاب أبي حنيفة» . (المنتخب 41، 42) .
[6] انظر عن (منصور بن رامش) في:

(29/202)


أبو عبد الله [1] النَّيْسابوريّ.
حدَّث بخُراسان، وبغداد، ودمشق.
عن: عُبَيْد الله بن محمد الفاميّ، وأبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الطّيّب محمد بن الحسين التَّيملِيّ [2] الكوفيّ، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [3] ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، ومحمد بن عليّ المطرّز، وأبو الفضل بن الفُرات، وجماعة.
وكان صدرًا نبيلًا محدِّثًا ثقة.
قال أحمد بن عليّ الأصبهاني: وجّه الرّئيس منصور بن رامش وقَرأ من مسموعاته بالعراق انفرد برواية أكثرها.
وقال عبد الغافر الفارسيّ [4] : منصور بن رامش، أبو نصر السّلار الرّئيس الغازي، رجلٌ من الرّجال، وداهٍ [5] من الدُّهاة. ولي رئاسة نَيْسابور في أيّام محمود، وتزَيَّنَتْ نَيْسابور بعدله وإنصافه [6] . ثمّ خرج حاجًّا وجاورَ بمكّة سنتين [7] .
ثمّ عاد فولي أيضًا الرّئاسة، فلم يتمكن من العدل، فاستعفي ولزم العبادة [8] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 3/ 86 رقم 7069، والمنتخب من السياق 438، 439 رقم 1485، وسير أعلام النبلاء 17/ 540 رقم 360.
[1] هكذا أثبته المؤلّف هنا وفي سير أعلام النبلاء. أما في: تاريخ بغداد، والمنتخب، فكنيته: «أبو نصر» .
[2] التّيمليّ: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الميم وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى «تيم الله بن ثعلبة» ، وهذه قبيلة مشهورة. (الأنساب 3/ 114) .
[3] وهو قال: «قدم بغداد غير مرة، وآخر ما قدمها حاجّا وحدّث بها في سنة أربع عشرة وأربعمائة» . (تاريخ بغداد 13/ 86) .
[4] في (المنتخب 438) .
[5] في (المنتخب) : «داهية» .
[6] في (المنتخب) : «بعدله وسيرته وإنصافه وانتصافه للرعايا والفقراء من الظلمة وأصحاب الديوان وغيرهم» .
[7] في (المنتخب) : «سنين» .
[8] هذه العبارة ليست في المطبوع من (المنتخب) ، والموجود:
«ثم عاد إلى خراسان في أيام الأمير مسعود بن محمد النسفي في إرضاء خصومه وردّ المظالم

(29/203)


كان ثقة.
تُوُفّي في رجب.
- حرف الهاء-
245- هشام بن محمد بن عبد الملك بن النّاصر لدين الله عبد الرحمن ابن محمد المعتدّ باللَّه [1] .
أبو بكر الأُمويّ المَرْوانيّ الأندلسيّ.
لمّا قُطِعت دعوة يحيى بن عليّ بن حَمُّود الإدريسيّ ثاني مرّة من قُرْطُبة أجمعوا على ردّ الأمر إلى بني أُمَيّة لأنهم ملوك الأندلس من أوّل ما فُتحت الأندلس.
وكان عميد قُرْطُبة هو الوزير جَهْوَر بن محمد بن جَهْوَر [2] ، فاتّفق مع الأعيان على مبايعة هشام. وكان مقيمًا بالبُونت [3] عند المتغلِّب عليها محمد بن عبد الله بن قاسم [4] . فبايعوه في ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة، ولقّب بالمعتدّ باللَّه [5] .
__________
[ () ] إلى أهلها إتماما للتوبة ... وهو ثقة حسن الأداء، صحيح الأصول. خرج له أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني: العوالي الصحاح والغرائب، وحدّث قريبا من ثلاثين سنة قراءة وإملاء» .
(المنتخب 438، 439) .
[1] انظر عن (هشام بن محمد الأموي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 27- 30، وبغية الملتمس للضبيّ 34، والحلّة السيراء لابن الأبار 2/ 26، 30، والكامل في التاريخ 9/ 282، ونهاية الأرب 9/ 436- 438، والمعجب للمراكشي 38- 40، والبيان المغرب 3/ 145- 152، وسير أعلام النبلاء 17/ 139، (في ترجمة: يحيى بن علي بن حمّود، رقم 82) ، وشرح رقم الحلل في نظم الدول 155، 165، 171، ونفح الطيب 1/ 438، وأخبار الدول للقرماني 145 (الطبعة الجديدة 2/ 67) .
[2] توفي سنة 435 هـ. وستأتي ترجمته ومصادرها في الجزء التالي.
[3] البونت: بالضم، والواو والنون ساكنان، والتاء فوقها نقطتان، حصن بالأندلس، وربّما قالوا:
«البنت» . (معجم البلدان 1/ 511) وقال الحميري: هي قرية من أعمال بلنسية. (الروض المعطار 115) .
[4] وقع في (البيان المغرب 3/ 145) «بحصن البنت عند عبد الله بن قاسم الفهري» ، (بإسقاط:
محمد بن) .
[5] جذوة المقتبس 27، 28، ووقع في (بغية الملتمس) : «المعتمد» ، وفي (نهاية الأرب) :
«المعتمد على الله» ، وفي (أخبار الدول- في طبعتيه) : «المقتدر باللَّه» .

(29/204)


وكان كهلا، ولد سنة أربع وستّين وثلاثمائة، فبقي متردّدًا في الثُّغُور سنتين وعشرة أشهر، وثارت هناك فِتَنٌ كثيرة واضطرابٌ شديد، فاتّفق رأي الرّؤساء على تسييره إلى قَصَبة المُلْك قُرْطُبة، فدخلها في ليلة عَرَفَة. ولم يقم إلّا يسيرًا حتّى قامت عليه طائفة من الْجُنْد، فخُلع [1] . وجرت أمورٌ طويلة، وأُخرج من القصر هو وحاشيته وحريمه، والنِّساء حاسرات عن وجوههنّ، حافيةً أقدامهنّ، إلى أن دخلوا الجامع، فبقوا هنالك أيّامًا، ثمّ أُخرجوا عن قُرْطُبة. ولحِق المعتدّ باللَّه بابن هود المتغلب على سرقسطة [2] ، ولاردة [3] ، وطرطوشة [4] ، فأقام في كنفه إلى أن مات سنة سبْعٍ وعشرين وأربعمائة [5] .
وهو آخر ملوك بنى أُميّة بالأندلس.
246- الهيثم بن محمد بن عبد الله [6] .
أبو أحمد الأصبهاني الخرّاط. سِبْط المذكّر.
روى عنه: أبي القاسم الطَّبْرانيّ.
روى عنه: ابن بِشْرُوَيْه، وجماعة.
__________
[1] جذوة المقتبس 28، وذكر ابن عذاري المرّاكشي سبب خلعه فقال: «وكان سبب خلعه أنّ المتولّي لأمره والقائم بسلطانه والمنفرد بمشورته وزير له لم تكن له سالفة بشرف ولا جاه متقدّم، يعرف بحكم بن سعيد القزّاز، ويكنى بأبي العاصي، وكان يخالف الوزراء المتقدّمين بقرطبة ويأخذ أموال التجار فيتكرّم بها على البربر ويجزل لهم العطاء، فبغضه أهل قرطبة لذلك فدسّ إليه من مثل بين يديه وقال له: عندي نصيحة أريد أن أسرّها إليك- وكان أبو العاصي المذكور أطرش لا يسمع إلّا يسيرا- فلما أعطاه أذنه رمى به عن فرسه في بعض أزقّة المدينة فقتله، وكان الّذي قتله يعرف بابن الحصّار، وخلع المعتدّ باللَّه بسببه إذ كان مائلا إليه وقائلا بقوله» . (البيان المغرب 3/ 146) .
[2] سرقسطة: في شرق الأندلس، وهي المدينة البيضاء، وهي قاعدة من قواعد الأندلس، كبيرة القطر، آهلة ممتدّة الأطناب، واسعة الشوارع. (الروض المعطار 317) .
[3] لازدة: في ثغر الأندلس الشرقي، بشرقىّ مدينة وشقة. (الروض المعطار 507) .
[4] طرطوشة: من بلنسية إلى طرطوشة مائة ميل وعشرة أميال. وهي في سفح جبل، بينها وبين البحر الشامي عشرون ميلا، وهي باب من أبواب البحر ومرفأ من مرافئه. (الروض المعطار (39) .
[5] جذوة المقتبس 29.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.

(29/205)


- حرف الياء-
247- يحيى بن عليّ بن حَمُّود [1] .
العلويّ الإدريسيّ الأمير، الملقَّب بالمعتلي [2] .
توثّب على عمّه القاسم بن حَمُّود، وزحف بالْجُنود من مالقة وملك قُرْطُبة.
ثمّ اجتمع للقاسم أمره وحشد واستمال البربر، وزحف بهم، ودخل قُرْطُبة سنة ثلاث عشرة. فهرب المعتلي إلى مالَقَه [3] .
ثمّ اضطربَ أمرُ القاسم بعد قليل، وتغلّب المعتلي على الجزيرة الخضراء.
وأُمّه علويّةٌ أيضًا [4] .
وتَسَمّى بالخلافة وقوي أمره، وملك قُرْطُبة مرّةً ثانيةً، وتسلَّم الحُصُون والقِلاع قبل سنة عشرين وأربعمائة.
ثمّ إنّه سار إلى إشبيلية فنازلها وحاصرها، ومدبِّرْ أمرها حينئذٍ القاضي أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عَبّاد اللَّخْميّ. فخرج عدّة فرسان من إشبيلية للقتال، فساق لقتالهم المعتلي بنفسه وهو مخمورٌ فقتله. وذلك في المحرّم [5] .
وقام بعده ابنه إدريس.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 24، 25، وتاريخ حلب للعظيميّ 332، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الأول 316- 318، وبغية الملتمس للضبيّ 30، والكامل في التاريخ 2749- 279، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 26 (في ترجمة ابنه: إدريس، رقم 116) و 50، والمعجب للمراكشي 50- 54، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 131- 133.
و143- 145، والمختصر في أخبار البشر 2/ 159، وسير أعلام النبلاء 17/ 137- 139 رقم 82، وتاريخ ابن الوردي 1/ 342، وشرح رقم الحلل في نظم الدول 154، 155، 163، 167، وتاريخ ابن خلدون 4/ 153، وأعمال الأعلام 136، وبلغة الظرفاء 42، ونفح الطيب 1/ 431، وأخبار الدول للقرماني 145، (الطبعة الجديدة 2/ 67) .
[2] اختلف في كنيته، فقيل: أبو زكريا، وقيل: أبو إسحاق، وقيل: أبو القاسم، وقيل: أبو محمد.
[3] مالقة: بفتح اللام والقاف، كلمة عجمية، مدينة بالأندلس عامرة، من أعمال ريّة، سورها على شاطئ البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية. قال الحميدي: هي على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق، والقولان متقاربان. (معجم البلدان 5/ 43) .
[4] قال الحميدي: «وأمّه لبّونة بنت محمد بن الحسن بن القاسم المعروف بقنون ... » . (جذوة المقتبس 24) .
[5] جذوة المقتبس 25.

(29/206)


سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
248- أحمد بن حَرِيز بن أحمد حريز [1] .
القاضي أبو بكر السَّلَمَاسِيّ [2] .
قدِم دمشق للحجّ، وحدَّث عن: أبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وكوهيّ بن الحسن، والحسن بن أحمد اللِّحْيَانيّ.
روى عنه: أبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ.
وسمعوا منه في هذه السّنة.
249- أحمد بن أبي عليّ الحسن بن أحمد [3] .
أبو الحسين الأصبهاني الأهوازيّ الجصّاص.
نزيل بغداد.
روى «تاريخ البُخَاريّ» عن أحمد بن عَبْدان الحافظ. وسماعه له صحيح فقط، وما عداه ففيه شيء.
والصّحيح أنّ اسمه «محمد» كما سيأتي.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته. وقد ذكر ابن السمعاني أباه «حريز بن أحمد بن حريز» في (الأنساب 7/ 107) والمؤلّف- رحمه الله- في (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 151) و «حريز» بفتح الحاء المهملة، وراء مكسورة، وآخره زاي. (الإكمال لابن ماكولا 2/ 85) .
[2] السّلماسيّ: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي آخرها سين أخرى مهملة، هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى. (الأنساب 7/ 107) .
[3] انظر ترجمته الآتية في وفيات هذه السنة باسم «محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي» رقم (278) .

(29/207)


250- أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل [1] .
أبو القاسم الأُمويّ الإشبيليّ المُكْتِب.
سمع من: أبي محمد الباجيّ.
وصحِب المقرئ أبا الحسن الأنطاكيّ.
واعتنى بالعلم. وكان رجلًا صالحًا يعقد الوثائق.
تُوُفّي في رجب [2] .
251- أحمد بن سعيد بن عليّ [3] .
أبو عَمْرو [4] الأنصاريّ القناطِريّ القُرْطُبيّ [5] .
رحل وأخذَ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي جعفر الدّاوديّ. وكان منقبضًا متصونًا.
حدث عنه: ابن خزرج.
وتوفي بأشبيليه.
252- أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم [6] بن منجويه [7]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 42 رقم 87.
[2] ومولده سنة 352 هـ.
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد بن عليّ) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 43 رقم 88.
[4] هكذا في الأصل. وفي (الصلة) : «أبو عمر» .
[5] يعرف بابن الحجّال، من أهل قادس.
[6] انظر عن (أحمد بن علي بن محمد) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 329، والبعث والنشور، له 23، والأنساب 11/ 494، واللباب 3/ 261، والمنتخب من السياق 88، 89 رقم 192، والعبر 3/ 164، وسير أعلام النبلاء 17/ 438- 441 رقم 293، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1085- 1087، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1387، ودول الإسلام 1/ 255، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 501، والوافي بالوفيات 7/ 217، ومرآة الجنان 4/ 47، وفيه: «أحمد ابن منجويه» ، وتبصير المنتبه 3/ 1085، وطبقات الحفاظ 420، 421، وشذرات الذهب 3/ 233، وكشف الظنون 88، وهدية العارفين 1/ 74، وديوان الإسلام لابن الغزّي 4/ 272 رقم 1032، والأعلام 1/ 165، ومعجم المؤلفين 2/ 18، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 476، 477 رقم 327، ومعجم طبقات الحفّاظ 55 رقم 952، وانظر مقدّمة كتابه: رجال صحيح مسلم، بتحقيق عبد الله الليثي- طبعة دار المعرفة، بيروت 1407 هـ. / 1987 م.
[7] تحرّف: «منجويه» إلى «فنجويه» (بالفاء) في: المنتخب من السياق 88، وهدية العارفين

(29/208)


الحافظ أبو بكر الإصبهاني اليزدي [1] . نزيل نيسابور.
إمام كبير، وحافظ مشهور، وثقة صدوق.
صنف كتبًا كثيرة.
وروى عن: أبي بكر الإسماعيليّ، وإبراهيم بن عبد الله النَّيْسابوريّ الأصبهاني، وابن نجيد، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شَهْدَل، وأبي عبد الله بن مَنْدَهْ، وخلْق كثير.
ورحل إلى بُخَارى، وسَمَرْقَنْد، وهَرَاة، وجُرْجَان، وإلى بلدته أصبهان وإلى الرِّيّ.
روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاريّ كبير هَرَاة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مَنْدَهْ، والحسن بن تَغْلِب [2] الشّيرازيّ، وسعيد البقّال، وعليّ بن أحمد الأَخْرم المؤذّن، وخلْق مِنَ النَّيْسابوريّين كالبَيْهَقيّ، والمؤذّن، والحافظ أبو بكر الخطيب.
قال أبو إسماعيل الأنصاريّ: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم أحفظ مَن رأيت مِن البشر [3] .
وقال: رأيت في حَضَري وسَفَري حافِظًا ونصف حافظ. أمّا الحافظ فأحمد بن عليّ، وأمّا نصف حافظ فالجاروديّ [4] .
__________
[ () ] 1/ 74، وهو: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم، (الأنساب 11/ 493) .
[1] اليزديّ: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الدال المهملة. ويزد مدينة من كور إصطخر بين أصبهان وكرمان. (الأنساب 12/ 399) .
[2] وقع في (تذكرة الحفاظ 3/ 1085) : «ثعلب» بدل «تغلب» .
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1085، سير أعلام النبلاء 17/ 439.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «أحد حفّاظ زمانه وفرسان أهل الحديث من أقرانه. كتب الكثير وصنّف على الصحيحين وعلى جامع أبي عيسى الترمذي، وجمع الأبواب، وخرّج الفوائد للمشايخ وانتخب عليهم.
دخل نيسابور تاجرا في أيام شبابه وحياة أَبِي عَمْرو بْن نُجَيْد، وأبي الحَسَن السَّرَّاج، ولم يكن قصده طلب الحديث، فكتب لأهل بلده عنهم الأمالي ولم يكتب لنفسه، وعاد إلى أصبهان فنشط لطلب الحديث ... وظهرت بركة علمه وإتقانه وحفظه وحسن نصيحته ووفور ديانته، وبقي كذلك إلى ان توفي ...
وقرأت بخط الحسكانيّ. إن مولده كان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وما أدرك إسناد صباه لاشتغاله بالتجارة. وقد ذكره الحاكم وأثنى عليه، ولكنه بقي مدّة بعده واشتهر اشتهارا ظاهرا.
وقد فات والدي السماع منه مع إمكانه ... » .

(29/209)


وقال يحيى بن مَنْدَهْ: كتب عنده عمُّنا عبد الرحمن بن مَنْدَهْ الإمام كتاب «السُّنَّة [1] » له، على كتاب أبي داود السِّجِسْتاني، وغيره. وكان يُثني عليه ثناءً كثيرًا.
وقال: سمعت منه المُسْنَدات الثّلاثة للحَسَن بن سُفْيَان [2] .
قلت: تُوُفّي يوم الخميس خامس المحرّم بنَيْسابور، وله إحدى وثمانون سنة. صنّف على البخاريّ، ومسلم، والتِّرْمِذيّ، وأبي داود [3] .
253- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى [4] .
أَبُو بَكْر البَلَويّ [5] القُرْطُبيّ. ويُعرف بابن المِيراثيّ [6] .
محدِّث حافظ.
روى عن: سعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم البزّاز.
__________
[1] في تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء: «كتاب السنن» .
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1085، 1086، سير أعلام النبلاء 17/ 440.
[3] وله: «رجال صحيح الإمام مسلم» ، منه نسخة مخطوطة في بلدية الإسكندرية، رقم 124 ب.
وحقّقه «عبد الله الليثي» ونشره في جزءين، وصدر عن «دار المعرفة» في بيروت 1407 هـ. / 1987 م.، وقد جمع «محمد بن طاهر القيسراني» المتوفى سنة 507 هـ. هذا الكتاب مع كتاب الرجال عند البخاري لأبي نصر الكلاباذي المتوفى سنة 398 هـ. بعنوان: «الجمع بين رجال الصحيحين بخارى ومسلم» ، وطبع في مطبعة حيدرآباد بالهند 1323 هـ. وصوّرته:
دار الكتب العلمية ببيروت 1405 هـ.
وقال الحاكم النيسابورىّ: «من المقبولين في طلب العلم، رحل في طلب الحديث وجمع الصحيح والتراجم والأبواب بفهم ودراية. طلب الحديث بعد الستين والثلاثمائة، ورحل إلى الشيخ أبي بكر الإسماعيلي، وأكثر عن أقرانه بخراسان بعد أن سمعه في بلده وأدرك إسناد وقته» . (الأنساب 11/ 494) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عيسى) في:
جذوة المقتبس للحميدي 114 رقم 188.، والصلة لابن بشكوال 1/ 43 رقم 89، وبغية الملتمس للضبيّ 162، 163 رقم 348، وسير أعلام النبلاء 17/ 574 رقم 379، والوافي بالوفيات 8/ 75.
[5] البلويّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي أخرها الواو. هذه النسبة إلى «بلي» وهي قبيلة من قضاعة. (الأنساب 2/ 300) .
[6] هكذا في جميع المصادر، ما عدا (بغية الملتمس 163) ففيه «اليراثي» (من غير الميم) وجاء في حاشية المطبوع (1) : «اليراثي» : كذا ضبطه المؤلّف مبيّنا.

(29/210)


وحج فسمع من: أبي يعقوب يوسف بن الدخيل، وأبي القاسم عبيد الله السقطي. [1] وبمصر من: أبي مسلم الكاتب، وأبي الفتح بن سيبخت [2] .
ولمّا رأى عبد الغني بن سعيد الحافظ حذفه واجتهاده لقبه غندارا [3] .
وانصرف إلى الأندلس، وروى بها.
حدث عنه: ابن عبد الله الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي، وأبو محمد بن خزرج [4] وقال: تُوُفّي في حدود سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وكان مولده في سنة خمسٍ وستّين.
254- أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان [5] .
__________
[1] السّقطيّ: بفتح السين المهملة، وفتح القاف، وكسر الطاء المهملة هذه النسبة إلى بيع السّقط، وهي الأشياء الخسيسة، كالخرز، والملاعق، وخواتيم الشّبة، والحديد، وغيرها.
(الأنساب 7/ 91) .
[2] في الأصل: «سيخت» ، والتصحيح من: (تبصير المنتبه 2/ 696) ضبطه بكسر السين المهملة ثم ياء ساكنة وضم الموحّدة وسكون الخاء المعجمة. وقد ضبط في (الصلة 1/ 43) «سيخت» بفتح السين المهملة.
[3] غندر: بضم الغين المعجمة، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وفي آخره راء. وهو لقب للحافظ محمد بن جعفر المتوفى سنة 193 هـ. وقد شبّه ابن الميراثيّ به (الصلة 1/ 43) .
[4] وهو ذكره في شيوخه وأثنى عليه.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد القدوري) في:
تاريخ بغداد 4/ 377 رقم 2249، والأنساب 10/ 76، والمنتظم 8/ 91 رقم 106، (15/ 257 رقم 3200) ، واللباب 3/ 19، 20، والكامل في التاريخ 9/ 456، ووفيات الأعيان 1/ 78، 79، والمختصر في أخبار البشر 2/ 161، والعبر 3/ 164، ودول الإسلام 1/ 255، وتذكرة الحفاظ 3/ 1086، وسير أعلام النبلاء 17/ 574، 575، والإعلام بوفيات الأعلام 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 343، والوافي بالوفيات 7/ 320، 321، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 159، ومرآة الجنان 3/ 47، والبداية والنهاية 12/ 40، والجواهر المضيّة 1/ 247- 250، وتاريخ الخميس 2/ 399، والنجوم الزاهرة 5/ 24، 25، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 7، وتاريخ الخلفاء 422، ومفتاح السعادة 2/ 280، 281، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 243، والطبقات السنية، رقم 94، وكشف الظنون 1/ 46، 155، وشذرات الذهب 3/ 233، والفوائد البهيّة 30، 31، وهدية العارفين 1/ 74، وديوان الإسلام 4/ 27، 28، رقم 1693، وروضات الجنات 1/ 240، 241، والأعلام 1/ 212، ومعجم المؤلفين 2/ 66، وتاريخ التراث العربيّ، المجلّد الأول، ج 3/ 115- 124 رقم 26.

(29/211)


الإمام أبو الحسين الحنفيّ، الفقيه البغداديّ المشهور بالقُدُورِيّ [1] .
قال الخطيب [2] : لم يحدِّث إلّا بشيءٍ يسير. كتب عنه، وكان صدوقًا [3] .
وانتهت إليه بالعراق رئاسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وعظُمَ قدره، وارتفع جاهه. وكان حَسَن العبارة في النَّظَر، جريء اللّسان، مُدِيمًا للتّلاوة.
قلت: روى عن: عُبَيْد الله بن محمد الحَوْشبيّ [4] صاحب ابن المجدّر، ومحمد بن عليّ بن سُوَيْد المؤدِّب.
روى عنه: الخطيب، وقاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدامغاني [5] .
وصنّف «المختصر» المشهور في مذهبه [6] .
وكان يناظر الشيخ أبا حامد الأسفرائينيّ.
ولد سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة [7] .
__________
[1] القدوريّ: بضم القاف والدال المهملة والراء بعد الواو. هذه النسبة إلى القدور. (الأنساب 10/ 76، اللباب 3/ 19) قال ابن خلّكان: ولا أعلم سبب نسبته إليها، بل هكذا ذكره السمعاني في كتاب الأنساب. (وفيات الأعيان 1/ 79) .
[2] في تاريخه 4/ 377.
[3] وزاد بعدها: «وكان ممن أنجب في الفقه لذكائه» .
[4] الحوشبي: بفتح الحاء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى حوشب وهو جدّ أبي الصلت شهاب بن خراش بن حوشب الشيبانيّ. (الأنساب 4/ 269) .
[5] الدّامغانيّ: بالدال المفتوحة المشدّدة المهملة والميم المفتوحة والغين المنقوطة. بلدة من بلاد قومس. (الأنساب 5/ 259) .
[6] منه نسخ عدّة في المكتبات، منها: برلين، وباريس، وجوتا، والجزائر، والمتحف البريطاني، وجاريت، وأياصوفية، وقليج علي، وسليم آغا، وغيرها. انظر عن النسخ المخطوطة في:
تاريخ التراث العربيّ، المجلد الأول، ج 1 (قسم الفقه) ص 116.
وقد طبع الكتاب في: دلهي 1847 م، ولاهور 1870 م. وقازان 1890- 1909 م، وبومباي 1303 هـ، واستنبول 1310 هـ.، و 1317- 1318 هـ. والقاهرة 1957 م. وترجم إلى الفرنسية ونشر في باريس 1829 م. ثم في تونس.
وله تكملات وشروح كثيرة ذكرها فؤاد سزكين في (تاريخ التراث العربيّ 117- 124) .
وكتابه «المختصر في فروع الحنفية، هو من الكتب المعتمدة في فقه الأحناف. وقد اشتهر عندهم باسم «الكتاب» ، مثل شهرة «الكتاب» لسيبويه عند النحاة.
[7] تاريخ بغداد 4/ 377.

(29/212)


وتوفي في خامس رجب ببغداد، ودفن في داره رحمه الله، ولا أدري سبب نسبته إلى القدور [1] .
255- إبراهيم بن محمد بن الحسن [2] .
أبو إسحاق الأرموي [3] .
محدث كبير. خرج على «الصحيح» [4] .
وسمع من: أبي الغطريفي، وعبد الله بن أحمد الفقيه صاحب الحسن بن سُفْيَان، وأبي طاهر بن خُزَيْمَة، والْجَوْزَقيّ [5] .
وكان أُصُوليًّا متفنِّنًا، طاف وجدّ، وجمع كثيرًا من الأصول والمسانيد والتّواريخ. ولم يروِ إلّا القليل.
تُوُفّي بنَيْسابور في شوّال كَهْلًا.
روى عنه: أبو القاسم القُشَيريّ، وابنه عبد الله.
256- إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر [6] الباقَرْحيّ [7] .
أبو الفضل.
__________
[1] قاله أيضا ابن خلّكان.
وفي (تاريخ ابن الوردي 1/ 343) بعد ترجمة القدوري، قال ابن الوردي: وما أحسن قول بعض المتأخّرين في مليح طبّاخ:
ربّ طبّاخ مليح ... أهيف القدّ غرير
مالكيّ أصبح لكن ... شغلوه بالقدوري
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الحسن) في:
المنتخب من السياق 122 رقم 271.
[3] الأرمويّ: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان.
[4] في (المنتخب) : «خرّج على الصحيحين» .
[5] الجوزقيّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى جوزقين، أحد هما إلى جوزق نيسابور. (الأنساب 3/ 365) .
[6] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
السابق واللاحق للخطيب 94، وتاريخ بغداد 6/ 404 رقم 3465، والأنساب 2/ 49، 50، والكامل في التاريخ 9/ 461.
[7] الباقرحي: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب 2/ 48) .

(29/213)


سمع: إسحاق بن سعْد النَّسَويّ، والقاضي الأبْهَريّ.
وعنه: أبو بكر الخطيب.
وقال: [1] صدوق [2] .
257- إسماعيل بن الشّيخ أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن مَحْمُوَيْه [3] .
أبو إبراهيم النَّصْرَاباذيّ النيْسابوريّ، الصُّوفيّ الواعظ.
خلف أباه، وسمع: أباه، وأبا عَمْرو بن نُجَيْد، وأبا بكر الإسماعيليّ، وعبد الله بن عمر بن عَلّك [4] الجوهريّ، وأبا بكر القَطِيعيّ، وأبا محمد بن السّقّاء [5] الواسطيّ، وخلْقًا.
وأملى مدّةً بنَيّسابور، وانتشر حديثه.
روى عنه: عبد الله، وعبد الواحد ابنا القُشَيريّ، وجماعة.
وتُوُفّي في المحرّم [6] .
258- إسماعيل بن رجاء بن سعيد [7] .
أبو محمد العَسْقَلانيّ المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن أحمد الملطيّ [8] ، وأبي عليّ
__________
[1] في تاريخه 6/ 404، وزاد: «كتبنا عنه شيئا يسيرا» .
[2] وكان مولده سنة 365 هـ. وذكره ابن الأثير في المتوفين سنة 429 هـ. (الكامل في التاريخ 9/ 461) .
[3] انظر عن (إسماعيل بن أبي القاسم إبراهيم) في:
المنتخب من السياق 129 رقم 300.
[4] في (المنتخب) : «عليك» .
[5] في الأصل: «السقي» .
[6] وثّقه عبد الغافر الفارسي وقال: الواعظ، الصوفي، ابن الصوفي، الثقة، المحدّث، ابن المحدّث، أبوه شيخ خراسان أبو القاسم النصرآباذيّ، وهذا إسماعيل خلف أباه» .
[7] انظر عن (إسماعيل بن رجاء) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 512، ومختصر تاريخ دمشق 4/ 349، 350 رقم 363، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 19، 20، وغاية النهاية 1/ 164 رقم 764، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 470، 471 رقم 308 وقد سبق، أن ذكره المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 423 هـ. (رقم (90) ولا أدري لماذا أعاده هنا!
[8] الملطيّ: بفتح الميم واللام، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى الملطية، وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان. (الأنساب 11/ 468) .

(29/214)


الأصبهاني، وفارس بن أحمد.
وسمع من جماعة منهم: محمد بن أحمد الحُنْدُريّ [1] .
روى عنه الخِلَعيّ كثيرًا.
- حرف الجيم-
259- جعفر بن محمد بن الحسين [2] .
أبو محمد الأَبْهَريّ [3] ، ثمّ الهَمَذانيّ الزّاهد.
قال شِيرُوَيْه: وحيد عصره في عِلم المعرفة والطّريقة، والزّهد في الدّنيا.
حَسَن الكلام في المعرفة، بعيد الإشارة، مراعيا لشرائط المذهب، دقيق النَّظر في علوم الحقائق.
روى عن: صالح بن أحمد، وجبريل، وابن بشّار، وعليّ بن الحسن بن الرّبيع، الهمذانيين، وعلي بن أحمد بن صالح القزويني، ومحمد بن إسحاق بن كيسان القزويني، ومحمد بن أحمد المفيد الجرجرائي، ومحمد بن المظفر الحافظ.
رحل وطوف.
ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن طاهر القومساني، وأحمد بن عمر، وعبدوس، ونجيد [4] بن منصور خادمه، وعامة المشايخ بهمذان.
وكان ثقة، صدوقا، عارفا، له شأن وخطر، وآيات وكرامات ظاهرة [5] .
وصنف أبو سعيد بن زكريا كتابا في كراماته ما رأى منه وما سمع منه.
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة التي تقدّمت برقم (90) .
[2] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 576، 577 رقم 381.
[3] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى أبهر، وهي بلدة بالقرب من زنجان. (الأنساب 1/ 124) والثاني منسوب إلى قرية من قرى أصبهان اسمها أبهر أيضا. (الأنساب المتّفقة 26، معجم البلدان 1/ 83) .
[4] هكذا في الأصل. وفي (سير أعلام النبلاء 17/ 576) : «ينجير» .
[5] سير أعلام النبلاء 17/ 576.

(29/215)


سمعتُ أبا طالب عليّ الحَسَنيّ: سمعت حسّان بن محمد بن زيد بقَرمِيسين: سمعتُ نصر بن عبد الله قال: اجتمعت أنا وجعفر الأبهريّ ورجل بزّاز عند الشّيخ بدران بن جشمين، فسألناه أن يُرِينَا أَنْفُسَنَا.
فأَصْعَدَنا إلى غرفة وشرط علينا أن لا يخدم بعضنا بعضا. وكان يناول كلَّ واحدٍ منّا كُوزًا، فبقينا سبعةَ عشر يوما، فشكا البزّاز الجوعَ، فقال له: انزِل، فقد رأيت نفسك.
فلمّا كان اثنين وعشرين يومًا سقطتُ أنا ولم أدْرِ، فقال: هذا صفْرا مُرْ، اشتغل فقد رأيت نفسك.
وبقي جعفر أربعين يومًا، فجمع له الشّيخ بدران النَّاسَ لإفطاره، فلمّا وَضَعَ المائدة قام جعفر وقال: اعْفِني من الطَّعام فما بي جوع.
وصَعِد إلى الغُرفة أيضًا عشرة أيّامٍ، ثمّ شكا الجوع فجمع النّاس لإفطاره، ثمّ قال: من أين علمت أنّك لم تكن جائعًا في الأوّل؟
قال: لأنّي لمّا رأيت الخُبز الحواريّ والخُشْكار على الخِوان فكنت أفرّق بينهما، فلو كان بِيَ جُوعٌ لَمَا ميّزتُ بين الطّعامين.
قال أبو طالب: فذكرت هذه الحكاية لجعفر، فكان يُلبّس عليَّ أمرَها ويضرب الحديث بعضه ببعضٍ إلى أن تحقّقت صدَق الحكاية في تضاعيف كلامه.
قال شِيرُوَيْه: وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت جعفر يَقُولُ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام تسع عشرة مرّة في مسجدي هذا، فكان يوصيني كلَّ مرةٍ بوصيّة، فقال لي في الكرَّة الأولى: يا جعفر، لا تكن رأس، أي لا تمش قدّم النّاس.
سمعتُ أبا يعقوب الورّاق: سمعتُ عبد الغفّار بن عُبَيْد الله الإمام يقول:
قال جعفر الأَبْهَريّ: كان شيخ لنا بأَبْهَر يقرأ شيئًا على كلّ مريض فيبرأ، فإذا سأله النّاس عنه لم يخبرهم. فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّوم فقال: إنّ الّذي يقرأ شيخك على النّاس: / وَمَا لَنَا أَلّا نَتَوَكَّلَ عَلَى الله ... / إلى آخر الآية [1] .
__________
[1] سورة إبراهيم، الآية 12.

(29/216)


فأخبرتُ شيخي بذلك فقال: مُرْ، فإنّك أهلٌ لذلك.
تُوُفّي في شوّال عن ثمانٍ وسبعين سنة، وقبره يُزار ويُبجَّل غاية التَّبجيل.
- حرف الحاء-
260- الحسن بن شهاب بن الحسن بن عليّ [1] .
أبو عليّ العُكْبَريّ الحنبليّ [2] .
شيخٌ معمَّر جليل القدر. ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وطلب الحديث وهو كبير.
فسمع من: أبي عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبي بكر بن خلّاد، وأحمد بن جعفر القَطِيعيّ، وحبيب القزّاز، فمن بعدهم.
وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان عارفًا بالمذهب وبالعربية والشِّعر.
وثّقه أبو بكر البَرْقانيّ [3] .
وقد نسخ الخطَّ المليح الكثير، وكان بارعَ الكتابة بمرَّة.
روى عنه الخطيب وغيره.
ثمّ قال الخطيب [4] : ثنا عيسى بن أحمد الهَمَذانيّ قال: وقال لي أبو عليّ ابن شهاب يومًا: أرِني خطَّك، فقد ذُكر لي أنّك سريع الكتابة.
فنظر فيه فلم يرضه ثمّ قال: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضيَّة. وكنتُ أشتري كاغَدًا بخمسة دراهم، فأكتب فيه «ديوان المتنبيّ» في ثلاث ليالٍ، وأبيعه بمائتي درهم، وأقلّه بمائة وخمسين درهما، وكذلك كتب الأدب المطلوبة.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن شهاب) في:
تاريخ بغداد 7/ 329، 330 رقم 3844، وطبقات الحنابلة 2/ 186- 188 رقم 653، والمنتظم 8/ 92 رقم 107 (15/ 257، 258 رقم 3201) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 542، 543 رقم 362، ومختصر طبقات الحنابلة 370، والبداية والنهاية 12/ 40، 41، وشذرات الذهب 3/ 241، 242.
[2] في الأصل: «الحنفي» وهو سهو، والتصويب من المصادر.
[3] فقال: ثقة أمين.
[4] في تاريخه 7/ 329، 330.

(29/217)


تُوُفّي ابن شهاب في رجب.
وقال الأزهريُّ: أوصى بثُلث ماله لفُقهاء الحنابلة، فلم يُعْطَوا شيئًا أخذ السّلطان من ترِكَتِه ألف دينار سوى العقار [1] .
261- الحسين بن الحسن بن سِبَاع [2] .
أبو عبد الله الرّمليّ المؤدِّب الشّاهد.
إمام جامع دمشق، وخطيبها.
سمع بالرَّملة من: سَلْم بن الفضل البغداديّ أبي قُتَيبة.
وحدَّث عنه بأربعة أحاديث كان يحفظها.
روى عنه: أبو سعْد إسماعيل السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة.
قال الكتّانيّ: أمَّ بالجامع عشرين سنة أو نحوها لا تؤخذ عليه غلطة في التّلاوة ولا سهْو.
ووثّقه الحدّاد محمد بن عليّ.
وهو آخر من حدَّث بدمشق عن ابن قُتَيْبَة.
262- الحُسَيْن بن عبد الله بن الحسن بن سينا [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 330.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
مختصر تاريخ دمشق 7/ 97 رقم 97، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 294.
[3] انظر عن (الحسين بن عبد الله بن سينا) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 483، وتاريخ حكماء الإسلام للبيهقي 52- 72، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 187، وتاريخ الزمان، له 88، 89، وفيه وفاته سنة 427 هـ. والكامل في التاريخ 9/ 456، وعيون الأنباء في طبقات الأطبّاء 2/ 7 وما بعدها، والأنساب 2/ 162، وتاريخ الحكماء لابن القفطي 413- 426، ووفيات الأعيان 2/ 157- 162 و 4/ 251 و 5/ 153، و 363 و 6/ 75، 270 و 7/ 315، وإغاثة اللهفان لابن قيّم الجوزيّة 2/ 266، والمختصر في أخبار البشر 2/ 161، 162، ودول الإسلام 1/ 255، وسير أعلام النبلاء 17/ 531- 537 رقم 356، والإعلام بوفيات الأعلام 178، والعبر 3/ 165، وميزان الاعتدال 1/ 539، وتاريخ ابن الوردي 1/ 344، 345، وتاريخ الحكماء للشهرستاني 413- 426، وعيون التواريخ 12/ 159 أ، 166 ب، والوافي بالوفيات 12/ 391- 412، ومرآة الجنان 3/ 47- 51، والبداية والنهاية 12/ 42، 43، والجواهر المضيّة 2/ 63، 64، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 70، والوفيات لابن قنفذ 235، 236 رقم 428، وتاريخ الخميس 2/ 399، والردّ على المنطقيّين 141- 144، والشقائق النعمانية

(29/218)


الرّئيس أبو عليّ، صاحب الفلسفة والتّصانيف.
حكى عن نفسه، قال: كان أبي رجلًا من أهل بَلْخ، فسكن بُخَارى في دولة نوح بن منصور. وتوّلى العمل والتَّصرُّف بقرية كبيرة. وتزوَّج بأمي فأولدها أنا وأخي، ثمّ انتقلنا إلى بُخَارى. وأُحْضِرتُ معلِّم القرآن ومعلِّم الأدب، وأكملت عشْرًا من العُمر، وقد أتيتُ على القرآن وعلى كثير من الأدب، حتّى كان يُقضى منّي العجب [1] .
وكان أبي ممّن أجابَ دعوة المصريّين، ويُعدُّ من الإسماعيليّة، وقد سمع منهم ذِكْرَ النّفس والعقل، وكذلك أخي. فربّما تذاكروا وأنا أسمعهم وأدرك ما
__________
[ () ] 1/ 475- 478، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 185- 189، ولسان الميزان 2/ 291، 293، والنجوم الزاهرة 5/ 25، 26، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 19، والطبقات السنية، رقم 761، وشذرات الذهب 3/ 234- 237، وخزانة الأدب للبغدادي 4/ 466، وتاريخ الخلفاء 422، وروضات الجنات 3/ 170- 185، وإيضاح المكنون 2/ 555، 672، وهدية العارفين 1/ 308، 309، والفهرس التمهيدي 453- 464 و 516- 566، وأعيان الشيعة 26/ 287- 337، وهدية العارفين 1/ 308، 309، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 2/ 48- 96 و 7/ 184، وتاريخ فلاسفة الإسلام للطفي جمعة 53- 66، وتاريخ الفلسفة في الإسلام 164- 188، والخالدون 101- 116، وكشف الظنون 12/ 36، 51، 63، 94، 183، 201، 238، 377، 380، 449، 451، 463، 624، 685، 736، 757، 766، 841، 843، 846، 852، 861، 862، 870، 876- 880، 889، 891، 894، 896، 897، 900، 953، 1055، 1186، 1311، 1327، 1341، 1389، 1408، 1430، 1440، 1454، 1466، 1520، 1533، 1550، 1621، 1783، 1793، 1900، 2031، وتراث العرب العلمي لطوقان 286- 297، وعقود الجوهر لجميل العظم 133- 141، وفهرس مخطوطات الموصل 166، 237، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 128، 199، 202- 222، 226، 228، 229، 233، 235، وفهرس دار الكتب المصرية 2/ 2، وفهرست الخديوية 6/ 2، 3، 15، 27، 46، 89، وسيرة الشيخ الرئيس لعبد الواحد الجوزجاني، والعلماء المسلمون لفهمي إسحاق 53- 64، والشيخ الرئيس ابن سينا للعقّاد، وتاريخ الأدب في إيران من الفردوسي إلى السعدي لبراون، ترجمة الشواربي 121، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 103- 210، ومؤلّفات ابن سينا للأب قنواتي 26، والكتاب الذهبي للمهرجان الألفي لابن سينا، طبعة بغداد 1952، ومؤلفات ابن سينا لأمين مرسي قنديل 1950، ومعجم المؤلفين 4/ 20- 23 وفيه أسماء مصادر ومراجع أخرى، وديوان الإسلام 3/ 123، 124 رقم 1211، والأعلام 2/ 241، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 63، ومعجم المطبوعات لسركيس 127- 132.
[1] تاريخ مختصر الدول 187.

(29/219)


يقولانه ولا تقبله نفسي. وأخذوا يدعونني إليه ويُجرون على ألسنتهم ذِكْر الفلسفة والهندسة والحساب، وأَخَذ يوجّهني إلى مَن يُعلّمني الحساب.
ثمّ قدِم بُخَارى أبو عبد الله النّاتِلّيّ [1] الفيلسوف، فأنزله أبي دارَنا. وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتّردّد فيه إلى الشّيخ إسماعيل الزّاهد [2] .
وكنتُ من أجود السّالكين. وقد ألِفْتُ المناظرةَ والبحثَ. ثمّ ابتدأت على النّاتِلّيّ، بكتاب «إيساغوجي» [3] . ولمّا ذكرَ لي أنّ حدَّ الجنس هو القول على كثيرين مختلفين بالنّوع، وأخذته في تحقيق هذا الحدّ ما لم يسمع بمثله، تعجَّب منّي كلَّ التَّعجُّب، وحذَّر والدي من شغْلي بغير العلم [4] .
وكان أيّ مسألة قالها لي أتصورها خيرًا منه، حتّى قرأت ظواهر المنطق عليه، وأمّا دقائقه فلم يكن عنده منها خبر [5] .
ثمّ أخذتُ أقرأ الكُتُب على نفسي، وأطالع الشُّروح حتّى أحكمتُ عِلمَ المنطق. وكذلك كتب إقليدس، فقرأتُ من أوّله إلى خمسة أشكال أو ستة عليه، ثمّ تولّيت بنفسي حلَّ باقيه [6] .
وانتقلت إلى «المجَسْطيّ» ، ولمّا فَرَغْتُ من مقدِّماته وانتهيت إلى الأشكال الهندسيّة قال لي النّاتِلّيّ: حُلَّها وحدَك، ثمّ أعْرِضها لأبيَّن لك. فكم من شكلٍ ما عَرَفَه الرّجلُ إلّا وقتَ عَرَضْتُهُ عليه وفهّمته إيّاه. ثمّ سافر.
وأخذت في الطّبيعي والإلهيّ. فصارت الأبواب تنفتح عليّ، ورغبتُ في
__________
[1] النّاتلي: بفتح النون وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى ناتيل، وهي بليدة بنواحي آمل طبرستان، كثيرة الخضرة والمياه. (الأنساب 12/ 9) .
[2] وفيات الأعيان 2/ 158.
[3] وفيات الأعيان 2/ 158.
[4] قال ابن العبري: ولما وصل إلى تحديد الجنس الّذي يطلق على أنواع كثيرة قال لمعلّمه: هل يطلق الجنس على كلّ من الأنواع فردا فردا؟ قال المعلّم: نعم. اعترض الفتى فقال: إذا سألني سائل: من هو الإنسان؟ وقلت له: حيوان فقط، فهل يكون جوابي صائبا؟ قال المعلّم:
نعم. ناقضه التلميذ وقال: لست أواقفك، إذ لست بلا رويّة حتى إذا سألني سائل عن الحيوان الناطق من هو؟ أكتفي بالقول: إنه حيوان، وأسكت. ومنذئذ ترك المعلّم وجعل يطالع على حدة ويتفهّم ما يقرأ. (تاريخ الزمان 88) .
[5] في تاريخ مختصر الدول 187 «خبرة» .
[6] تاريخ مختصر الدول 187.

(29/220)


الطّبّ وبرَّزْتُ فيه في مُدَيْدَة حتّى بدأ الأطباء يقرءون عليّ، وتعهَّدت المَرْضَى، فانفتح عليَّ من أبواب المعالجات النّفسيّة من التّجربة ما لا يوصف [1] .
وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأُناظر فيه، وعمري ستّ عشرة سنة. ثمّ أَعَدْتُ قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة.
ولازَمْتُ العلم سنةً ونصفًا. وفي هذه المدّة ما نمتُ ليلةً واحدةً بطولها.
ولا اشتغلت في النّهار بغيره. وجمعتُ بين يديّ ظُهُورًا، فكلّ حُجَّة أنظر فيها أُثْبتُ مقدّمات قياسيّة، ورتبتُها في تلك الظُّهُور، ثمّ نظرتُ فيما عساها تُنْتج.
وراعيت شروط مقدّماته، حتّى تحقّق لي حقيقة الحقّ في تلك المسألة.
وكلّما كنت أتحيَّر في مسألة، أو لم أظفَرْ بالحدّ الأوْسَط في قياسٍ، تردَّدت إلى الجامع، وصلَّيتُ وابتهلت إلى مبدِع الكلِّ، حتّى فتح لي المُنْغَلِق منه، وتيسَّر المتعسِّر [2] .
وكنتُ أرجع باللّيل إلى دارِي وأشتغل بالكتابة والقراءة، فمهما غلبني النّوم أو شعرت بضعف عدلْت إلى شرْب قَدَحٍ من الشَّراب رَيث ما تعود إليّ قُوَّتي.
ثمّ أرجع إلى القراءة. ومهما غلبني أدنى نومٌ أحلُمُ بتلك المسائل بأعيانها. حتّى إنّ كثيرًا من المسائل اتّضح لي وجوهُها في المنام [3] . وكذلك حتّى استحكم معي جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنسانيّ. وكلّما علِمْتُه في ذلك الوقت فهو كما علمته ولم أزْدَد فيه إلى اليوم. حتّى أحْكمتُ علم المنطق والطّبيعيّ والرّياضيّ، ثمّ عدلت إلى الإلهيّ. وقرأت كتاب «ما بعد الطّبيعة» فما كنتُ أفهم ما فيه، والتبس عليَّ غرضُ واضعه، حتّى أعدت قراءته أربعين مرّة، وصار لي محفوظًا، وأنا مع ذلك لا أفهم ولا المقصود به. وأيست من نفسي وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فَهْمه. وإذا أنا في يوم من الأيّام حضرتُ وقت العصر في الورّاقين وبيد دلّالٍ مجلَّد ينادي عليه، فَعَرَضه عليَّ فردَدْتُه ردَّ مُتَبرِّمٍ [4] ، فقال: إنّه رخيص، بثلاثة دراهم.
__________
[1] زاد ابن العبري: «وأنا في هذا الوقت من أبناء ستّ عشرة سنة» . (تاريخ مختصر الدول 187) .
[2] تاريخ مختصر الدول 187، وفيات الأعيان 2/ 158.
[3] تاريخ مختصر الدول 187.
[4] زاد ابن العبري: «معتقد أن لا فائدة في هذا العلم» . (تاريخ مختصر الدول 187) .

(29/221)


فاشتريته فإذا هو كتابٌ لأبي نصر الفارابيّ في أغراض كتاب ما بعد الحكمة الطّبيعيّة [1] . ورجعتُ إلى بيتي وأسرعتُ قراءته، فانفتح عليَّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب [2] . ففرحتُ وتصدَّقتُ بشيءٍ كثير شكرًا للَّه تَعَالَى [3] .
واتْفق لسّلطان بُخَارى نوح بن منصور مرضٌ صعبٌ، فأجرى الأطبّاء ذِكْري بين يديه، فأُحْضِرتُ وشاركتهم في مداواته، وسألته الإذْنَ في دخول خزانة كُتُبهم ومطالعتها وقراءة ما فيها من الكُتُب وكَتْبها. فأذن لي فدخلتُ، فإذا كُتُبٌ لا تُحصى في كلّ فنٍّ. ورأيتُ كُتُبًا لم تقع أسماؤُها إلى كثير من النّاس، فقرأت تلك الكُتُب وظفرت بفوائدها، وعرفتُ مرتبة كلّ رجلٍ في علمه [4] . فلمّا بلغتُ ثمانيةَ عشرَ عامًا من العُمر فرغت من هذه العلوم كلّها. وكنتُ إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنّه معي اليوم أنضج، وإلّا فالعلم واحد لم يتجدّد لي بعدَه شيء [5] .
وسألني جارنا أبو الحسين [6] العروضيّ أن أصنّف له كتابا جامعا في هذا العلم، فصنّفتُ له «المجموع» وسمّيتُه به، وأتيتُ فيه على سائر العلوم سوى الرّياضيّ، ولي إذ ذاك إحدى وعشرون سنة.
وسألني جارنا الفقيه أبو بكر البَرَقيّ [7] الخوارزميّ [8] ، وكان مائلًا إلى الفقه والتّفسير والزّهد، فسألني شرح الكُتُب له، فصنّفت له كتاب «الحاصل والمحصول» في عشرين مجلّدة أو نحوها. وصنّفت له كتاب «البِرّ والإثّم» ، وهذان الكتابان لا يوجدان إلّا عنده، ولم يعرهما أحدا.
__________
[1] في: تاريخ مختصر الدول، وعيون الأنباء، والوافي بالوفيات: «ما بعد الطبيعة» .
[2] زاد ابن العبري: «بسبب أنه قد صار لي على ظهر القلب» . (تاريخ مختصر الدول 188) .
[3] تاريخ مختصر الدولة 187، 188.
[4] وفيات الأعيان 2/ 158.
[5] تاريخ مختصر الدول 188.
[6] هكذا في الأصل (وعيون الأنباء) . وفي: الوافي بالوفيات 12/ 394: «أبو الحسن» .
[7] البرقيّ: بفتح الباء والراء، والقاف بعدهما، هذه النسبة إلى برق وهو بيت كبير من خوارزم انتقلوا إلى بخارى وسكنوها. وهذه النسبة إلى برق يعني بالفارسية: بره ولد الشاة، لأنه كان في آبائه من يبيع الحملان، فعرّب بالفارسيّ. (الإكمال لابن ماكولا 1/ 483، الأنساب 2/ 161) .
[8] ترجم له ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 483) ، وابن السمعاني في (الأنساب 2/ 161، 162) ، وقال ابن ماكولا: ورأيت ديوان شعره وأكثره. بخط تلميذه ابن سينا الفيلسوف.

(29/222)


ثمّ مات والدي، وتصرَّفت بي الأحوال، وتقلَّدْت شيئًا من أعمال السّلطان، ودعتني الضّرورة إلى الإحلال ببُخَارى [1] والانتقال إلى كُرْكانْج [2] ، وكان أبو الحسن السَّهْليّ المحبّ لهذه العلوم بها وزيرًا. وقدِمت إلى الأمير بها عليّ بن المأمون، وكنتُ على زِيّ الفُقهاء إذ ذاك بطَيْلَسان تحت الحَنَك، وأثبتوا لي مشاهَرةً دارّة تكفيني [3] .
ثمّ انتقلت إلى نَسَا [4] ، ومنها إلى باوَرْد [5] ، وإلى طُوس، ثمّ إلى جاجَرْم [6] راس حدّ خراسان، ومنها جُرْجَان، وكان قصدي الأمير قابوس. فاتّفق في أثناء هذا أخد قابوسَ وحبْسه، فمضيت إلى دِهِستان [7] ، فمرضت بها ورجعت إلى جُرْجَان [8] ، فاتّصل بي أبو عُبَيْد الجوزجانيّ [9] .
__________
[1] في: (تاريخ الحكماء) : «إلى الارتحال عن بخارى» ، وفي (الوافي بالوفيات) : «إلى الإخلال ببخارى» .
[2] كركانج: بالضم ثم السكون، وكاف أخرى، وبعد الألف نون ساكنة يلتقي بها ساكنان ثم جيم. اسم القصبة بلاد خوارزم ومدينتها العظمى، وقد عرّبت فقيل: الجرجانيّة، فأما أهل خوارزم فيسمّونها كركانج، وليس خوارزم اسما لمدينة بعينها إنما هو اسم للناحية بأسرها، وهما كركانجان: فهذه الكبرى، وبينها وبين كركانج الصغرى ثلاثة فراسخ. (معجم البلدان 4/ 452) .
وفي: (تاريخ مختصر الدول 188) : «جرجان» ، والمثبت يتفق مع: (وفيات الأعيان 2/ 159) .
[3] وفيات الأعيان 2/ 159.
[4] نسا: بفتح أوله، مقصور بلفظ عرق النّسا. وهي مدينة بخراسان، بينها وبين سرخس يومان وبينها وبين مرو خمسة أيام، وبين أبيورد يوم، وبين نيسابور ستة أو سبعة، وهي مدينة وبئة جدّا. (معجم البلدان 5/ 282) .
[5] باورد: بفتح الواو، وسكون الراء، وهي أبيورد. بلد بخراسان بين سرخس ونسا. (معجم البلدان 1/ 333) .
[6] جاجرم: بعد الألف جيم أخرى مفتوحة، وراء ساكنة، وميم، بلدة لها كورة واقعة بين نيسابور وجوين وجرجان، تشتمل على قرى كثيرة، وبلد حسن. (معجم البلدان 2/ 92) .
[7] دهستان: بكسر أوله وثانيه. بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان. (معجم البلدان 2/ 492) .
[8] تاريخ مختصر الدول 188، وفيه زاد ابن العبري: «وأنشأت في حالي قصيدة فيها البيت القائل» :
لما عظمت فليس مصر واسعي لما غلا ثمني عدمت المشتري وقال ابن خلّكان إنه صنّف في جرجان «الكتاب الأوسط» ، ولهذا يقال له «الأوسط الجرجاني» .
(وفيات الأعيان 2/ 159) .
[9] الجوزجاني: بضم أوله وسكون الواو والزاي: نسبة لاسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان،

(29/223)


ثمّ قال أبو عُبَيْد [1] الْجُوزْجَانيّ: فهذا ما حكاه لي الشّيخ من لفظه [2] .
وصنّف ابن سِيَنا [3] بأرض الجبل كُتُبًا كثيرة. وهذا فهرس كُتُبه:
كتاب «المجموع» ، مجلّد، «الحاصل والمحصول» ، عشرون مجلّدة، «الإنصاف» ، عشرون مجلدة، «البِرّ والإثم» ، مجلّدان، «الشّفاء» ، ثمانية عشر مجلّدًا، «القانون» ، أربعة عشر مجلّدًا [4] ، «الأرصاد الكليّة» ، مجلّد، كتاب «النَّجَاة» ، ثلاث مجلّدات، «الهداية» ، مجلّد، «الإشارات» ، مجلّد، «المختَصَر» ، مجلّد، «العلائيّ» ، مجلّد، «القُولَنْج» ، مجلّد، «لسان العرب» [5] ، عشر مجلّدات، «الأدوية القلبية» [6] ، مجلّد، «الموجَز» ، مجلّد، «بعض الحكمة الشّرقيّة» ، مجلّد: «بيان ذوات الجهة» ، مجلّد، كتاب «المَعَاد» ، مجلّد، كتاب «المبتدأ والمَعَاد» ، مجلّد.
ومن رسائله: «القضاء والقدر» ، «الآلة الرصدّية» ، «غرض قاطيغورياس» ، «المنطق بالشِّعر» ، «قصيدة في العِظة والحكمة» ، «تعقُّب المواضع الجدليّة» ، «مختصرا أوقليدس» ، «مختصر في النّبض» بالعجميّة، «في النّهاية وأنْ لا نهاية» ، «عهدٌ» كتبه لنفسه، «حيّ بن يَقْظان» ، «في أنّ أبعاد الجسم غير ذاتيّة له» ، «خطب الكلام في الهِنْدباء» ، «في أنّ الشيء الواحد لا يكون جوهريًّا عَرَضيًّا» ، «في أنّ عِلم زيد غير علم عَمْرو» ، «رسائل له إخوانيّة وسلطانيّة» ، «مسائل جرت بينه وبين بعض الفضلاء» [7] .
__________
[ () ] وهي بين مروالروذ وبلخ، ويقال لقصبتها اليهودية، ومن مدنها: الأنبار، وفارياب، وكلّار.
(معجم البلدان 2/ 182) .
[1] قال ابن خلكان: «واسمه عبد الواحد» . (وفيات الأعيان 2/ 159) .
[2] تاريخ مختصر الدول 188.
[3] في الأصل: «ابن كينا» ! وهو سهو.
[4] في: سير أعلام النبلاء 17/ 533: «القانون، مجلّدات» ، وقال ابن العبري: ولما بلغ الثامنة عشرة صنّف كتابه الكبير المشهور بالقانون وأردفه بكتاب «الشفاء» الضخم في علوم الفلسفة الأربعين، وأتى عليه في عشرين يوما، وضمّنه علوم الطبيعيات والإلهيّات» (تاريخ الزمان 89) .
[5] في: سير أعلام النبلاء 17/ 533: «اللغة» .
[6] في: سير أعلام النبلاء 17/ 533: «أدوية القلب» .
[7] راجع أسماء مؤلّفاته ورسائله في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 457- 459، والوافي بالوفيات 12/ 604- 606، وكشف الظنون (راجع قائمة المصادر التي وضعناها لترجمته) ، وهدية العرافين 1/ 308، 309، وتراث العرب العلمي لطوقان 286- 297، وعقود الجوهر

(29/224)


ثمّ انتقل إلى الرِّيّ، وخدم السّيّدة وابنها مجد الدّولة [1] ، وداواه من السَّوداء، وأقام إلى أن قصد شمس الدّولة بعد قتل هلال بن بدر وهزيمة جيش بغداد.
ثمّ خرج إلى قَزْوين، وإلى هَمَذان.
ثمّ عالج شمس الدّولة من القُولَنْج، وصار من نُدَمائه، وخرج في خدمته.
ثمّ ردّ إلى هَمَذان [2] .
ثمّ سألوه يُقلَّد الوزارة فتقلَّدها. ثمّ اتّفق تشويش العسكر عليه واتّفاقهم عليه خوفًا منه، فكبسوا داره ونهبوها، وسألوا الأمير قتله، فامتنع وأرضا هم بنفْيه، فتوارى في دار الشّيخ أبي سعد أربعين يومًا. فعاود شمس الدّولة القُولَنْج، فطلب الشّيخ فحضر، فاعتذر إليه الأمير بكلّ وجهٍ، فعالجه، وأعاد إليه الوزارة ثانيا [3] .
قال أبو عبيد الجوزجانيّ: ثمّ سألته شرح كتاب أرسطوطاليس [4] فقال: لا فراغ لي، ولكنْ إنْ رضِيت منّي بتصنيف كتاب أُورد في ما صحّ عندي من هذه العلوم بلا مناظرة ولا ردًّ فعلت.
فرضيت منه، فبدأ بالطّبيعيّات من كتاب «الشّفاء» . وكان يجتمع كلّ ليلةٍ في داره طَلَبَةُ العِلمِ [5] ، وكنتُ أقرأ من «الشّفاء» نوبة، وكان يقرأ غبري من
__________
[ () ] لجميل العظم 133- 141، ومؤلّفات ابن سينا للأب جورج قنواتي، والكتاب الذهبي للمهرجان الألفي لابن سينا، صدر ببغداد 1952، ومؤلفات ابن سينا لأمين مرسي قنديل، طبعة 1950، ومعجم المطبوعات لسركيس 127- 132، وغيره.
وقال ابن العبري: «وبلغت تآليفه المشهورة المتداولة اثنين وتسعين كتابا وضع أغلبها وهو في السجن، ونقلت أنا الحقير عن العربية إلى السريانية كتابه البديع «الإشارة والتنبيه» . (تاريخ الزمان 89) .
[1] تاريخ مختصر الدول 188.
[2] زاد ابن العبري: «فاتّصل بخدمه كدبانويه وتولّى النظر في أسبابها» . (تاريخ مختصر الدول 188) .
[3] وفيات الأعيان 2/ 159، تاريخ مختصر الدول 188.
[4] في: (عيون الأنباء) و (تاريخ الحكماء) و (الوافي بالوفيات) : «كتب أرسطو» .
[5] في: (عيون الأنباء) و (تاريخ الحكماء) و (الوافي بالوفيات) : «في دار طلبة العلم» .

(29/225)


«القانون» نوبة، فإذا فرغنا حصر المغنّون، وهيّئ مجلس الشّراب بآلاته، فكنّا نشتغل به. فقضينا على ذلك زمنًا. وكان يشتغل بالنّهار في خدمة الأمير.
ثمّ مات الأمير، وبايعوا ولده، وطلبوا الشّيخ لوزارته فأبى، وكَاتَبَ علاءَ الدّولة [1] سرًّا يطلب المصير إليه، واختفى في دار أبي غالب العطّار [2] فكان يكتب كلّ يومٍ خمسين ورقة تصنيفا في كتاب «الشّفاء» حتّى أتى منه على جميع كُتب الطّبيعيّ والإلهيّ، ما خلا كتابيّ «الحيوان» و «النّبات» [3] .
ثمّ اتّهمه تاج المُلْك بمكاتبة علاء الدّولة، وأنكر عليه ذلك، وحثّ على طلبه، وظفروا به وسجنوه بقلعة فَرْدَجَان [4] . وفي ذلك يقول قصيدة منها:
دخولي باليقين كما تراه وكلُّ الشّكّ في أمر الخروج [5] فبقي فيها أربعةَ أشْهُرٍ. ثمّ قصد علاء الدّولة هَمَذان فأخذها، وهرب تاج المُلْك وأتى تلك القلعة.
ثمّ رجع تاج المُلْك وابن شمس الدّولة إلى هَمَذان لمّا انصرف عنها علاء الدّولة، وحملوا معهما الشّيخ إلى هَمَذان [6] ، ونزل في دار العلويّ، وأخذ يصنّف المنطق من كتاب «الشّفاء» .
وكان قد صنّف بالقلعة: رسالة «حيّ بن يَقْظان» ، وكتاب «الهدايات» [7] ، وكتاب «القُولَنْج» .
ثمّ إنّه خرج نحو أصبهان متنكرًا، وأنا وأخوه وغلامان له في زِيّ الصُّوفيّة، إلى أن وصلنا طَبَرَان [8] ، وهي على باب إصبهان، وقاسينا شديدًا، فاستقبلنا
__________
[1] هو: أبو جعفر بن كاكويه.
[2] تاريخ مختصر الدول 188.
[3] تاريخ مختصر الدول 188.
[4] فردجان: قلعة مشهورة من نواحي همذان من ناحية جرّ، ويقال لها: براهان. (معجم البلدان 4/ 247) وفي: (تاريخ مختصر الدول 188) : «بردجان» .
[5] تاريخ مختصر الدول 188، عيون الأنباء 3/ 9، تاريخ الحكماء 421، الوافي بالوفيات 12/ 397.
[6] تاريخ مختصر الدول 188.
[7] في: تاريخ الحكماء: «كتاب الهداية» .
[8] طبران: بالتحريك، وآخره نون، بلفظ تثنية طبر، وهي فارسيّة. والطّبر: هو الّذي يشقّق به

(29/226)


أصدقاءُ الشّيخ ونُدَماءُ الأمير علاء الدّولة وخَوَاصّه، وحملوا إليه الثّياب والمراكب، وأُنْزِل في محلّة كون كبير. وبالغ علاء الدّولة في إكرامه وصار من خاصّته [1] . وقد خدمتُ الشّيخ وصَحِبْتُه خمسًا وعشرين سنة.
وجرت مناظرة فقال له بعضُ اللُّغَويّين: إنَّكَ لا تعرف اللّغة. فأنِف الشّيخ وتوفرَّ على درس اللُّغة ثلاث سِنين، فبلغ طبقة «عظيمة» من اللُّغة، وصنّف بعد ذلك كتاب «لسان العرب» ولم يُبيّضْه [2] .
قال: وكان الشّيخ قويُّ القُوَى كلّها، وكان قوّة المجامَعَة من قواه الشّّهْوانيّة أقوى وأغلب. وكان كثيرًا ما يشتغل به، فأثَّر في مزاجه. وكان يعتمد على قوّة مزاجه حتّى صار أمره إلى أن أخذه القُولَنْج. وحرص على بُرئِه حتّى حقن نفسه في يومٍ ثمان مرّات، فتقرَّح بعض أمعائه وظهر به سَحْج [3] . وسار مع علاء الدّولة، فأسرعوا نحو ابينع [4] ، فظهر به هناك الصَّرَع الّذي قد يتبع علّة القُولَنْج.
ومع ذلك كان يدبِّر نفسه ويحقن نفسه لأجل السَّحْج [5] . فأمر يومًا باتّخاذ دانِقَيْن مِن بِزْرِ الكَرَفْس في جُملة ما يحتقن به طلبًا لكسر الرّياح، فقصد بعض الأطبّاء الّذي كان هو يتقدّم إليه بمعالجته فطرح من بِزر الكَرَفْس خمسةَ دراهم. لستُ أدري عَمْدًا فعله أم خطأً، لأنّني لم أكن معه. فازداد السَّحْج به من حدَّة البِزْر [6] .
وكان يتناول المثروديطوس [7] لأجل الصَّرَع، فقام بعض غلمانه وطرح شيئا
__________
[ () ] الأحطاب وما شاكله بلغة الفرس. وهي مدينة في تخوم قومس. (معجم البلدان 4/ 13) .
[1] تاريخ مختصر الدولة 189.
وقال ابن الأثير إن ابن سينا: «كان يخدم علاء الدولة أبا جعفر بن كاكويه ولا شك أن أبا جعفر كان فاسد الاعتقاد، فلهذا أقدم ابن سينا على تصانيفه في الإلحاد والردّ على الشرائع في بلده» . (الكامل في التاريخ 9/ 456) .
[2] عيون الأنباء 3/ 10، تاريخ الحكماء 422.
[3] السّحج: التّقشّر.
[4] لم أتبيّن المقصود منها.
[5] تاريخ مختصر الدول 189.
[6] وفيات الأعيان 2/ 159، عيون الأنباء 440.
[7] هكذا في الأصل والوافي بالوفيات. وفي: سير أعلام النبلاء 17/ 534 «مثرود يطوس» ومثله في: تاريخ الحكماء وفي: عيون الأنباء: «المثرود بطوس» .

(29/227)


كثيرًا من الأفيون فيه وناوله، فأكله. وكان سبب لك خيانتهم في مالٍ كثير من خزائنه، فتمنَّوا هلاكه ليأمنوا. فنُقِل الشّيخ إلى أصبهان وبقي يدبّر نفسه. واشتدّ ضَعْفُه. ثمّ عالج نفسه حتّى قدر على المشْي، لكنّه مع ذلك يُكثر المجامعة، فكان ينتكس.
ثمّ قصد علاء الدّولة هَمَذان، فسار الشّيخ معه فعاودته تلك العلّة في الطّريق إلى أن وصل إلى همذان، وعلم أنّه قد سقطت قوّته، وأنّها لا تفي بدفع المرض، فأهمل مداوة نفسه، وأخذ يقول: المدبّر الّذي كان يدبّر بدني قد عجز عن التّدبير، والآن فلا تنفع المعالجة. وبقي على هذا أيّامًا، ومات عن ثلاثٍ وخمسين سنة [1] .
انتهى قول أبي عُبَيْد [2] .
وقبره تحت سُور هَمَذان، وقيل: إنّه نُقِل إلى إصبهان بعد ذلك.
قال ابن خِلِّكان [3] في ترجمة ابن سِينَا: ثمّ اغتسل وتاب وتصدّق بما معه على الفقراء، وردّ المظالم على مَن عَرَفه، وأعتق مماليكه. وجعل يختم كلّ ثلاثة أيّام ختمة، ثمّ مات بهَمَذان يوم الجمعة في رمضان [4] .
وولد في صفر سنة سبعين وثلاثمائة.
قال: وكان الشّيخ كمال الدّين بن يونس يقول إنّ مخدومه سخط عليه ومات في سجنه.
وكان ينشد:
رأيتُ ابن سِينَا يعادي الرّجالَ ... وفي السّجنِ [5] مات أخسَّ المماتِ
فلم يَشْفِ ما نابَهُ «بالشّفا» ... ولم يَنْجُ من موته «بالنّجاة» [6]
__________
[1] في: تاريخ مختصر الدول 189: وكان عمره ثمانيا وخمسين سنة ومثله في: تاريخ الزمان 89.
[2] وفيات الأعيان 2/ 159، 160، عيون الأنباء 440، 441، وفي: الكامل في التاريخ 9/ 456 أنه توفي بأصبهان.
[3] في: وفيات الأعيان 2/ 160.
[4] وفيه قال بعضهم:
ما نفع الرئيس من حكمه الطبّ ... ولا حكمه على النّيّرات
ما شفاه «الشفاء» من ألم الموت ... ولا نجّاه كتاب «النّجاة»
(تاريخ مختصر الدول 189) .
[5] في: الوافي بالوفيات: «وبالحبس» .
[6] هكذا في الأصل. والبيتان في: وفيات الأعيان 2/ 162، والوافي بالوفيات 12/ 407.

(29/228)


وصيَّه ابن سينا لأبي سعيد بن أبي الخير الصُّوفيّ الميهَنيّ [1] ، قال: لِيكنِ اللهِ تعالى أوّل فَكْرٍ له وآخِرَه، وباطِن كلِّ اعتبار وظاهِرَه، ولْتَكُنْ عَينُ نفسِك مكْحولةً [2] بالنَّظَر إليه، وقَدَمُها [3] موقوفةً على المُثُول بين يديه، مسافِرًا بعقله في المَلَكُوت الأعلى وما فيه من آيات ربّه الكُبْرى، وإذا انْحَطّ إلى قراره، فلْيُنَزِّهِ الله في آثاره، فإنّه باطِنٌ ظاهِرٌ، تجلّى لكلّ شيءٍ بكلّ شيءٍ، ففي كلّ شيءٍ له آيةٌ تَدُلُّ على أنّه واحد. فإذا صارت هذه الحال له مَلَكة انْطَبَعَ فيها نقْشُ المَلَكُوت، وتجلّى له قُدْسُ اللّاهُوت، فأَلِف الأُنْسَ الأعلى، وذاق اللَّذَّة القُصْوَى، وأخذه عن نفسه مَن هو بها أوْلَى، وفاضت عليه السّكينة، وحقّت له الطُّمَأْنِينة. وتطلّع على العالَم الأدنى اطّلاع راحمٍ لأهله، مُستوهِن لِحبْلِه، مُستخفٍّ لثقله، مستخْشٍ به لعُلْقه، مُستضل لطرقه، وتذكَّر نفسه وهي بها بهِجة، وببهجتها بهجة، فيعجب منها ومنهم تعجُّبَهُم منه، وقد وَدَعها، وكان معها كأنْ ليس معها، ولْيَعْلم أنّ أفضلّ الحركاتِ الصّلاةُ، وأمثَلَ السّكَنَاتِ الصِّيامِ، وأنْفَعَ البِرّ الصَّدَقَة، وأزْكى السّرّ الاحتمالُ، وأبْطَلَ السَّعْي [4] المراءاة [5] ، وأن تخلُص النَّفْسُ عن الدَّرَن [6] ، ما التفتت إلى قيلٍ وقال، ومنافسة وجدالٍ، وانفعلت بحالٍ من الأحوال، وخيرُ العمل ما صَدَر عن خالص نيّة، وخيرُ النّيّة ما ينفرج عن جَنَابِ علْم [7] ، والحكمة أمُّ الفضائل، ومعرفة الله أوّل الأوائل إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ 35: 10 [8] .
إلى أن قال: وأمّا المشروب فيُهْجَرُ شربُه تلهّيا لا تشفّيا وتداويا، ويعاشر
__________
[1] الميهنيّ: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 535 «ولتكن عينه مكحولة» .
[3] في: السير: «وقدمه» .
[4] في (عيون الأنباء 45) : «السهي» ، وهي تحريف.
[5] في (عيون الأنباء، وسير أعلام النبلاء) : «الرياء» .
[6] في: العيون والسير: «الدون» .
[7] في: العيون والسير: «ما انفرج عن علم» .
[8] سورة فاطر، الآية 10.

(29/229)


كل فِرْقَةٍ بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتّقدير من المال، ويركب لمساعدة النّاس كثيرًا ممّا هو خلاف طبْعه. ثمّ لا يقصّر في الأوضاع الشّرعيّة، ويعظِّم السُّنَنَ الإلهيّة، والمُواظَبَة على التَّعَبُّدات البدنيّة.
إلى أن قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السِّيرة ويدِين بهذه الدِّيانة، والله ولي الّذين آمنوا [1] .
وله شِعْرٌ يَرُوق، فمنه قصيدته في النّفْس:
هبَطَتْ إليكَ من المحلّ [2] الأرْفِعِ ... وَرْقاءُ ذات تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّعِ
محجوبةٌ عن كلّ مُقْلَة عارِفٍ ... وهي الّتي سَفَرَتْ فلم تَتَبَرْقِعِ
وصلَتْ على كُرهٍ إليكَ وربّما ... كرهتْ فراقَك وهي ذات تَفَجُّعِ
أنِفَتْ وما أنِسْتُ [3] فلمّا واصلتْ ... ألِفْتُ مجاورةَ الخراب البَلْقَعِ
وأَظُنُّها نسيِتْ عُهُودًا بالحِمَى ... ومنازلًا بِفراقها لم تَقنعِ
حتّى إذا اتّصَلَتْ بهاءِ هُبُوطها ... من ميم مَركزِها بذات الأجْرعِ
عَلِقَتْ بها ثاء الثَّقيل فأصبحت [4] ... بين المعالم والظُّلُول الخُضَّع
تبكي إذا ذَكَرتْ ديارًا بالحِمَى [5] ... بمدامع تَهْمى ولمّا تُقطعِ [6]
وتظلُّ ساجعةً على الدِّمَنِ الّتي ... دُرِسَتْ بتكرار الرّياح الأرْبعِ
إذ عاقَها الشَّرَكُ الكثيف وصدَّها ... قَفَصٌ عن الأوْجِ الفسيح الأرفع
حتّى إذا قُربَ المسيرُ من الحِمَى ... ودنا الرّحِيلُ إلى الفضاء الأوسعِ
هجَعت وقد كشِفَ الغطاء فأبصرت ... ما ليس يُدرك بالعيون الهُجَّع
وغَدَتْ مفارقةً لكلّ مخالفٍ ... عنها حليف التّرْب غير مشيّع
__________
[1] قارن النصّ في: (عيون الأنباء 445، 446) .
[2] في البداية والنهاية: «من المقام» .
[3] في: وفيات الأعيان: «وما ألفت» . والمثبت عن الأصل، وهو يتفق مع: عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[4] في الهامش: ث. بخطه: هاء هبوطها رمز عن الهيولي، وميم مركزها اختراعها ومبدؤها الأول، وثاء الثقيل أي الهيكل الإنسانيّ.
[5] في: وفيات الأعيان: «تبكي وقد نسيت عهودا بالحمى» ، وفي: شذرات الذهب، وأعيان الشيعة: «تبكي وقد ذكرت عهودا» .
[6] في: وفيات الأعيان: «تقلع» ، ومثله في: «الوافي بالوفيات 12/ 408، والمثبت يتفق مع:
عيون الأنباء، وشذرات الذهب.

(29/230)


وبدت [1] تُغرِّدْ فوقَ ذِرْوَةِ شاهقٍ ... والعِلْمُ يرفع كلَّ من لم يُرْفَعِ
فلأيِّ شيءٍ أهبطتُ من شاهق ... سام إلى قعر الحضيض الأوْضَعِ
إنْ كان أرسلها [2] الإلهُ لِحِكْمَةٍ ... طُوِيَتْ عن الفطِنِ اللّبيبِ الأروَعِ
فهُبُوُطها إنْ [3] كان، ضَرْبَةُ لازِبٍ [4] ... لتكون سامعةً بما لم تسْمَعِ
وتعودَ عالمةً بكلّ خَفِيّةٍ ... في العالمين فَخَرْقُها لم يُرْقَعِ
وهي الّتي قطع الزّمان طريقَها ... حتّى لقد غَرُبَتْ بغير المَطْلَعِ
فكأنّها بَرْقٌ تألّق بالحِمَى ... ثمّ انْطَوى فكأنّه لم يَلْمَعِ [5]
وهي عشرون بيتًا.
وله:
قُمْ فاسْقِنيهَا قَهْوَةً كَدَمِ الطُّلا ... يا صاحِ بالقدحِ الملا بين الملا [6]
خَمْرًا تَظَلّ لها النَّصَارى سُجَّدًا ... ولها بنو عِمران أخلصتِ الولا
لَو أنَّها يومًا وقد لَعِبَتْ [7] بهم ... قالت: ألَسْتُ [8] بربِّكُم؟ قالوا: بلا [9]
وله وهو يجود بنفسه، فيما أنشدني المُسْنِد بهاء الدّين القاسم بن محمود الطّبيب:
أقام رِجالًا في معارجه مَلكًا ... وأقْعدَ قومًا في غوايتهم هلكا
__________
[1] في: وفيات الأعيان: «وغدت» ، ومثله في: الوافي بالوفيات. والمثبت يتفق مع: عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[2] في: وفيات الأعيان: «أهبطها» ، ومثله في: الوافي بالوفيات 12/ 408، والمثبت يتفق مع:
عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[3] هكذا في الأصل وعيون الأنباء. وفي: الوافي بالوفيات 12/ 408: «فهبوطها لا شك» .
[4] في: وفيات الأعيان، وأعيان الشيعة: «ضربة لازم» .
[5] الأبيات بتقديم وتأخير في: وفيات الأعيان 2/ 160، 161، وعيون الأنباء 3/ 15، 16، والوافي بالوفيات 12/ 407، 408، وشذرات الذهب 3/ 236، 237، وأعيان الشيعة 26/ 329، 330، ومنها الأبيات الثلاثة الأولى فقط في: البداية والنهاية 12/ 43.
[6] في: الوافي بالوفيات 12/ 409:
هات اسقني كأس الطّلا كدم الطّلى ... يا صاحب الكأس الملا بين الملا
[7] في المصادر: «ولعت» .
[8] في: الوافي بالوفيات:
«لو أنّها قالت وقد مالت بهم ... سكرا: ألست بربّكم؟ قالوا: بلى
[9] الأبيات في: عيون الأنباء 3/ 22، والوافي بالوفيات 12/ 409، 410، وأعيان الشيعة 26/ 334.

(29/231)


نعوذُ بك اللَّهمّ من شرِّ فتْنَةٍ ... تطوّقُ من حلّت به عيشة ضَنْكًا
رجعنا إليك الآن فاقْبَلْ رُجُوعَنا ... وقلِّبْ قُلُوبًا طال إعراضها عنْكا
فإنْ أنت لم تُبْدِ سِقَام نفوسِنا ... وتشْفي عَمَاياها، إذا، فلمن يُشْكا
فقد آثَرَتْ نفسي لِقَاكَ وقَطَعَتْ ... عليك جُفُوني من مدامعها سِلْكا
وقد طالت هذه التّرجمة، وقد كان ابن سينا آيةً في الذّكاء وهو رأس الفلاسفة الإسلاميّين الّذين مَشَوا خلْف العُقُول، وخالفوا الرّسولْ.
263- الحسين بن عليّ بن بطْحا [1] القاضي أَبُو عَبْد اللَّه.
تُوُفِّي فِي جُمَادى الْأولى ببغداد.
سمع: أبا سليمان الحَرَّانيّ، وأبا بكر الشّافعيّ.
وعنه: شيوخ شُهْدَة، والسِّلَفيّ.
264- الحسين بن محمد [2] بن الحسين [3] بن عامر.
أبو طاهر الأنصاريّ الخَزْرَجيّ الْجَزَريّ المعروف بابن خُرَاشة.
إمام جامع دمشق.
قرأ على: أبي الفتح بن برهان الأصبهاني.
وحدَّث عن: الحسين بن أبي الرَّمْرام [4] الفرائضيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو سعد السّمّان، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وابن أبي الصَّقْر الأنباريّ، والكتّانيّ، وقال: كان ثقة، نبيلًا، يذهب مذهب الأشعريّ.
توفّي في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي بن بطحا) في:
المنتظم 8/ 92 رقم 108 (15/ 258 رقم 3202) .
[2] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تبيين كذب المفتري 252، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 170 رقم 154، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 359.
[3] هكذا في الأصل. وفي: المختصر، والتهذيب: «الحسن» .
[4] هكذا في الأصل. وفي تبيين كذب المفتري: «الزمزام» .

(29/232)


265- حمزة بْنُ الْحُسَيْن بْنُ أَحْمَد بْنُ الْقَاسِمِ [1] .
أبو طالب بن الكوفيّ الدّلّال.
شيخ بغداديّ، ضعيف. سماعهُ صحيح من أبي بكر بن خلّاد فلمّا كان بآخره حدَّث عن: أبي عَمْرو بن السَّمَّاك، وَأَحْمَد بن كامل، وجماعة.
وقال الخطيب [2] : ذكر لي أبو عبد الله الصُّوريّ أنّه كتب عنه جزءًا لطيفًا عن أبي عَمْرو بْنُ السّمّاك، رأى سماعه فيه صحيحًا.
تُوُفّي في ربيع الآخر. ووُلِد سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة. وحكى الخطيب عن محمد بن محمد الحَدِيثيّ أنّه، أعني حمزة، أخرج له جزءًا قد كُشِط فيه وأُلْحِق وغُيّر [3] .
- حرف الذّال-
266- ذُو القرنين [4] .
__________
[1] انظر عن (حمزة بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 8/ 185، 186 رقم 4311، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 236، 237 رقم 1017، والمغني في الضعفاء 1/ 192 رقم 1747، وميزان الاعتدال 1/ 606 رقم 2298، ولسان الميزان 2/ 359 رقم 1459.
[2] في تاريخه 8/ 185.
[3] في: تاريخ بغداد: «وحدّثني محمد بن محمد الحديثي قال: أخرج إليّ حمزة بن الكوفي جزءا عن أحمد بن عثمان بن الأدمي، فرأيت فيه سماعه مع أبيه، ففرحت به، ثم أخرج إليّ جزءا غيره وجدت فيه سماعا ملحقا بين الأسطر، ثم نظرت فإذا الجزء الّذي كان فيه سماعه مع أبيه مع ابن الأدمي، قد كان التسميع بخط أبيه، سمعت وابني فلان- يعني أخا لحمزة- وقد شدّد حمزة الياء، من «ابني» ، فصار يقرأ: «وابنيّ» ، وألحق اسمه مع اسم أخيه بعد أن حكّ موضع اسمه وأصلحه، وطرح على الجزء دهنا وترابا حتى اصفر ليظنّ أنه تسميع عتيق! قال:
فرددت الجزء عليه وانصرفت» . (تاريخ بغداد 8/ 185) .
[4] انظر عن (ذي القرنين) في:
دمية القصر للباخرزي 1/ 221 رقم 57، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية 36/ 193 و 195) ، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 230، 231 رقم 112، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، 263، ومعجم الأدباء 11/ 119- 121 رقم 30، وأخبار مصر في سنتين للمسبّحي 34، 52، 58، 100، 172، ويتيمة الدهر 1/ 74، 75 وتتمة اليتيمة 1/ 3 رقم 1، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 69- 71، ووفيات الأعيان 2/ 279- 281 وانظر: 1/ 129 و 3/ 207 و 7/ 315، والعبر 3/ 165، 166، وسير أعلام النبلاء 17، 516، 517، و 537، 538،

(29/233)


أبو المطاع وجيه الدّولة ابن ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلبيّ، الشَّاعِر الأمير.
ولي إمرة دمشق بعد لؤلؤ البشراويّ سنة إحدى وأربعمائة، وجاءته الخلْعة مِن الحكام [1] . ثمّ عزله الحاكم بعد أشهر بمحمد بن بزّال [2] .
ثمّ ولي أبو المُطاع دمشقَ في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة للظّاهر صاحب مصر [3] ، ثمّ عزله بعد أربعة أشهر بسختكين [4] .
ثمّ وَلِيَها مرَّةً ثالثةً سنة خمس عشرة، فبقى إلى سنة تسع عشرة، فعُزل بالدّزبَرِيّ [5] .
وله شِعرٌ رائق:
أفدي الّذي زُرْتُهُ بالسّيف مُشْتَمِلًا ... ولَحْظُ عيْنيه أمضى من مضاربه
فما خلعتُ نِجَادي للعِناق له ... حتّى لبِسْتُ نجادًا من ذَوائبه
فبات [6] أسْعَدُنا في نَيْلِ بُغْيَتِهِ [7] ... مَن كان في الحُبِّ أشقانا بصاحبه [8] .
__________
[ () ] رقم 340، ودول الإسلام 1/ 255، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 114- 116 رقم 76، ومرآة الجنان 3/ 51، وأمراء دمشق في الإسلام 33 رقم 107، والوافي بالوفيات 14/ 42- 46 رقم 41، واتعاظ الحنفا 2/ 135، 141، 156، والنجوم الزاهرة 5/ 27، وشذرات الذهب 3/ 328.
[1] ذيل تاريخ دمشق 69، مختصر تاريخ دمشق 8/ 230، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، أمراء دمشق في الإسلام 33.
[2] المصادر المذكورة.
[3] ذيل تاريخ دمشق 70.
[4] في: ذيل تاريخ دمشق 70: «شحتكين» . والمثبت يتفق مع: الوافي بالوفيات 14/ 42، وأمراء دمشق 37 رقم 120.
[5] ذيل تاريخ دمشق 71 وفيه «التزبري» .
[6] ورد بدل هذا البيت في (أخبار مصر) بيت آخر:
يفديك بالنفس صبّ لو يكون له ... - أعزّ من نفسه- شيء فداك به
[7] ورد هذا الشطر في (يتيمة الدهر) على هذا النحو:
فكان أنعمنا عيشا بصاحبه
[8] الأبيات في: يتيمة الدهر 1/ 74، وأخبار مصر للمسبّحي 102، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 230، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، ومعجم الأدباء 11/ 121، ووفيات الأعيان 2/ 279، والبيتان الأولان في: الوافي بالوفيات 14/ 45، 46، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 115، وسير أعلام النبلاء 17/ 537، 538.

(29/234)


وقد روى عنه أبو محمد الجوهريّ مقطَّعات رائقة. وكان ابنه أميرًا.
وله:
لو كنتُ أمْلِكُ صبرًا أنت تملكُه ... عنّي لجَازَيْتُ [1] منك التِّيهَ بالصِّلَفِ
أَوْ بِتَّ تُضْمِرُ [2] وجْدًا بِتُّ أُضْمِرُه ... جَزَيتني كلفًا عن شدّة الكلفِ
تعمّد الرّفْق بي يا حِبُّ محتسِبًا ... فليس يَبْعُد ما تَهْواه من تَلَفِي [3]
وله:
لو كنتَ ساعةَ بَيْننا ما بَيْنَنَا ... وشَهِدْتَ حين نكررّ التَّوْديعا
أيقنتَ أنّ من الدّموعِ محدِّثًا ... وعلمتَ أنّ من الحديث دُمُوعًا [4]
وله:
ومفارقٍ ودَّعتُ عند فراقِهِ [5] ... ودَّعتُ صبري عنه في توديعه
ورأيت منه مثل [6] مثلَ لُؤْلؤ عقْدهِ ... من ثغرِه وحدِيثه ودُموعِهِ [7]
تُوُفّي ذو القَرْنَين في صَفَر.
وقيل: إنّه وصل إلى مصر، وولي الإسكندريّة للظّاهر سنة [8] ، ثمّ رجع إلى دمشق [9] .
__________
[1] في: المستفاد: «تجازيت» .
[2] في: المستفاد: «أويت نظمي» .
[3] الأبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، والوافي بالوفيات 14/ 43، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 114.
[4] البيتان في: تتمة يتيمة الدهر 5، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 262، ومعجم الأدباء 11/ 7120، ووفيات الأعيان 2/ 280، والوافي بالوفيات 14/ 42، وسير أعلام النبلاء 17/ 537.
[5] في: تتمة اليتيمة:
«ومفارق نفسي الفداء لنفسه» .
[6] في: المستفاد: «فعل» .
[7] البيتان في: تتمة اليتيمة 5، والوافي بالوفيات 14/ 42، 43، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 114، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 230.
[8] قال المسبّحي: «قلّد ذو القرنين بن الحسن بن حمدان ناصر الدولة الإسكندرية وأعمالها حربا، وسأل في أن يجعل ولده فاضل عوضه والي البلد، فأجيب إلى ذلك وأمرّ ولده ولقّب بعظيم الدولة» . (أخبار مصر 34، اتعاظ الحنفا 2/ 135) .
[9] أخبار مصر 52، اتعاظ الحنفا 2/ 141، وفيات الأعيان 2/ 281.

(29/235)


- حرف السّين-
267- سعيد بن أحمد بن يحيى [1] .
أبو الطّيّب الحديديّ التُّجَيْبيّ، الطُّلَيْطُلِيّ.
أحد الأئمة الأعلام.
روى عن: أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل. وناظر على: محمد بن الفخار.
وجمع كتبا لا تُحصَى. وكان مُعظَّمًا في النُّفوس.
حجَّ سنة خمسٍ وتسعين، ولقي جماعة.
وسمع بمكة من: أبي القاسم سليمان بن عليّ المالكيّ، وأحمد بن عبّاس ابن أصْبَغ.
ولقي بمصر الحافظ عبد الغنيّ.
وأخذ بالقيروان عن: أبي الحسن القابِسيّ.
وكان أهل المشرق يقولون: ما مرَّ علينا قطٌّ مثله.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وغيره.
وتوفي رحمه الله فِي ربيع الأول.
- حرف الصاد-
268- صالح بْن أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي [2] .
أبو مسعود، ابن أخي القاضي أبي بكر يوسف.
سكن صيدا.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 219، 220 رقم 498 وفيه: «سعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد» .
[2] انظر عن (صالح بن أحمد) في:
الأنساب 11/ 55، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 347، وانظر: 3/ 161، 369 و 4/ 197 و 10/ 11 و 11/ 228 و 12/ 288 و 12/ 508 و 17/ 178 و 18/ 614 و 25/ 48 و 28/ 500 و 37/ 588، 601 و 38/ 333، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 441 و 4/ 356 و 6/ 361، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 149، وشذرات الذهب 2/ 35، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 352- 354 رقم 685.
وقد تقدّم التعريف بنسبة «الميانجي» في هذا الجزء.

(29/236)


وحدّث عن: أبيه [1] ، وعمّه، ومحمد بن سليمان بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ [2] ، وموسى بن عبد الرحمن البَيْروتيّ، والفضل بن جعفر التَّيميّ، وجماعة.
روى عنه: عبد الله بن عليّ بن أبي عَقيل القاضي، وولده محمد بْن عَبْد الله، وأحمد بْن محمد بن مَتَّوَيْه شيخ لوجيه الشَّحّاميّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وأبو نصر بن طلّاب، وإبراهيم بن شكر العفّانيّ [3] ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين [4] .
- حرف العين-
269- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيَّك [5] .
أبو سعد النَّيْسابوريّ، والد عليّ.
يقال: مات هذه السّنة.
وهو مذكورٌ في سنة إحدى وثلاثين.
270- عبد الرحمن بن محمد بن حُسَين [6] .
أبو عَمْرو الفارسيّ ثمّ الْجُرْجَانيّ، سِبْط الإمام أبي بكر الإسماعيليّ.
فقيه ثقة.
سمع من: جدّه.
__________
[1] وكان تحديثه عن أبيه في شهور سنة 428 هـ. (تاريخ دمشق 17/ 347) .
[2] البعلبكّيّ: بفتح الباء الموحّدة واللّام، بينهما عين ساكنة، وباء أخرى وفي أخرها الكاف. هذه النسبة إلى بعلبكّ مدينة من مدن الشام. (الأنساب 2/ 247) وهي مدينة معروفة بآثارها في لبنان الآن.
[3] في الأصل: «الخامي» ، والتصحيح من: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 197، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 251.
[4] في: تاريخ دمشق: توفي صالح وكان قاضيا بصيداء في 19 من شهر ربيع الأول سنة 429 هـ.
وسار القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض والصّوريّون إلى صيدا للصلاة عليه.
قال غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور: ذكرت هذا للقاضي ابن وضّاح قاضي صيدا، فقال: ما أظنّ أنّ القاضي جاء للصلاة عليه ونحو ذلك. (17/ 347) .
[5] لم أقف على مصدر ترجمته. وسيعاد في الجزء التالي.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ جرجان 261 رقم 427 وفيه: «عبد الرحمن بن محمد بن الحسن» .

(29/237)


روى عنه عليّ بن محمد الزّبحيّ الْجُرْجَانيّ في تاريخه، وقال: ثقة.
تُوُفّي في صَفَر.
271- عبد الغفّار بن محمد بن جعفر [1] .
أبو طاهر المؤدِّب، بغداديّ.
ضعّفه أبو عبد الله الصُّوريّ لشيءٍ ما.
روى عن: أبي عليّ الصّوّاف، وأبي بكر الشّافعيّ، ومحمد بن محرّم، وأبي الفتح الأزْديّ.
روى عنه: الخطيب [2] ، وعليّ بن الحسين بن أيّوب البزّاز، وأبو منصور محمد بن أحمد الخيّاط سمع منه «مُسْنَد الحُمَيْديّ» .
تُوُفّي في ربيع الأوّل، ووُلِد سنة خمسٍ وأربعين.
272- عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوَسْت [3] .
أبو عَمْرو البغداديّ العلّاف، أخو أحمد.
سمع: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ، وعمر بن سِلْم، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقا [5] .
مات في صفر [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الغفار بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 116، 117 رقم 5811، والتقييد لابن النقطة 376، رقم 483، والعبر 3/ 259، ولسان الميزان 4/ 43 رقم 124، وشذرات الذهب 3/ 238.
[2] وقال: كتبت عنه، وسمعت أبا عبد الله الصوري يغمزه ويذكره بما يوجب ضعفه.
[3] انظر عن (عثمان بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 314 رقم 6116، والإكمال لابن ماكولا 3/ 324، والأنساب 9/ 98، والمنتظم 8/ 92 رقم 109 (15/ 258 رقم 3203) ، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1388، والعبر 3/ 166، وسير أعلام النبلاء 17/ 471 رقم 309، وشذرات الذهب 3/ 238.
[4] في تاريخه 11/ 314.
[5] وزاد: وسألته عن مولده فقال: كانت أميّ تقول: ولدت في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وكان أخي يقول لي: ولدت في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
[6] ذكر المؤلّف- رحمه الله- وفاته في سنة 429 هـ. (الإعلام بوفيات الأعلام 179) .

(29/238)


قلت: وروى عنه: أحمد بن عبد القادر بن يوسف «مُوَطّأ القَعْنَبيّ» [1] .
273- عليّ بن محمد بن إبراهيم بن الحسين المحدِّث [2] .
الحافظ أبو الحسن الحِنّائيّ الدّمشقيّ، الزّاهد المقرئ.
سمع الكثير، وخرّج لنفسه «المعجم» في مجلد.
وروى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبي بكر بن أبي الحديد، وابن جُمَيْع [3] ، وأحمد بن إبراهيم بن فِراس المكّيّ، واحمد بن عبد العزيز بن ثَرثال، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
روى عنه: أبو سعد السّمّان، وسعْد بن عليّ الزّنْجانيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وسعد الله بن صاعد الرّحْبيّ، وجماعة.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا وأستاذنا أبو الحسن الحِنائيّ، الشّيخ الصّالح، في ربيع الأوّل.
كتب الكثير، وكان من العُبَّاد. وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها. وَلَمْ يزل يحمل من بَعْدَ صَلَاةٍ الجمعة إلى قريب العصر. وانحلّ كفنه.
وذكر أنّ مولده في سنة سبعين وثلاثمائة رحمه الله [4] .
قال الأهْوَازيّ: دُفِنَ بباب كَيْسان.
__________
[1] القعنبيّ: بفتح القاف وسكون العين المهملة وفتح النون بعدها باء منقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجدّ.
[2] انظر عن (علي بن محمد الحنّائيّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 185، وانظر: 4/ 470، و 25/ 50 و 29/ 185، و 35/ 339 و 37/ 357، ومعجم البلدان 2/ 95 و 4/ 177، والعبر 3/ 166، 167، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1389، وتذكرة الحفّاظ 3/ 86، وسير أعلام النبلاء 17/ 565، 566 رقم 373، وشذرات الذهب 3/ 238، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 354، 355 رقم 1112.
[3] هو الحافظ محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي صاحب «معجم الشيوخ» المتوفى سنة 402 هـ.
[4] تاريخ دمشق 29/ 185.

(29/239)


- حرف الميم-
274- محمد بْن أحمد بْن أَبِي موسى [1] .
الشّريف أبو عليّ الهاشميّ البغداديّ. شيخ الحنابلة وعالمهم، وصاحب التّصانيف المشهورة.
سمع: محمد بن المظفّر، وأبا الحسين بن سمعون، وغير هما.
وهو كبيرٌ، فإنّ مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، وكان يمكنه السّماع بعد الخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو يَعْلَى بن الفرّاء وتفقّه به، وأبو الحسين بن الطُّيُوريّ، وآخرون.
وكان سامي الذّكْر، عديم النّظير. له وجاهة عند الخليفتين القادر والقائم [2] .
صنّف كتاب «الإرشاد» [3] ، وكانت له حلقة بجامع المنصور [4] .
وقد صَحِبَ أبا الحسن التَّميميّ، وغيره من الكبار.
قال رزق الله التّميميّ: زرتُ قبرَ الإمام أحمد بن حنبل مع الشّريف أبي عليّ بن أبي موسى، فرأيته قَبَّلَ رِجْلَ القبْرِ. فقلتُ له: في هذا أثرٌ؟ فقال لي:
أحمد في نفسي عظيم، وما أظنُّ الله تعالى يؤاخذني بهذا الفِعْل. أو كما قال [5] .
وَقَالَ الخطيب [6] : تُوُفّي في ربيع الآخر [7] . وكان ثقة، له التّصانيف على مذهب أحمد [8] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي موسى) في:
تاريخ بغداد 1/ 354 رقم 282، وطبقات الحنابلة 2/ 182- 186 رقم 652، والمنتظم 8/ 93 رقم 111 (15/ 259 رقم 3205) ، والعبر 3/ 167، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والبداية والنهاية 12/ 41، والنجوم الزاهرة 5/ 26، وشذرات الذهب 3/ 238- 241.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 182.
[3] وزاد ابن يعلى: «وشاهدت أجزاء بخطّه من شرحه لكتاب الخرقي» . (طبقات الحنابلة 2/ 182) .
[4] وزاد: «يفتي ويشهد» .
[5] طبقات الحنابلة 2/ 186.
[6] في تاريخه 1/ 354.
[7] وكان مولده في ذي القعدة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 1/ 354) .
[8] وذكر أبو علي بن شوكة قال: اجتمعنا جماعة من الفقهاء. فدخلنا على القاضي أبي على بن

(29/240)


275- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مأمون [1] .
أبو عَبْد الله المصريّ، المحدِّث.
قال الحبّال: تُكلِّم في حديثه ومذهبه، عنده عن بُكَيْر الرّازيّ، عن بكّار ابن قُتَيْبَة، وغيره. توفي في ربيع الأول.
قلت: ذكره في تاريخه الحافظ قطب الدين وقال: محمد بن أحمد بن الحسين مأمون بن محمد بن داود بن سليمان بن حيّان، أبو عبد الله القيسيّ المصريّ.
روى عن: أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم الرّازيّ، وعبد الله بن الحسن بن عمر بن رذّاذ، وأبو معشر الطّبريّ، وسعد بن عليّ الزّنْجانيّ، وآخرون.
قال الحبّال أيضا: هو محدّث بن محدِّث.
قلتُ: يقع حديثه في «جزء سعْد الزَّنْجانيّ» ، ومن «فوائد العثمانيّ» .
بنزول.
276- محمد بن إبراهيم المشّاط [2] .
أبو بكر الفارسيّ.
__________
[ () ] أبي موسى الهاشمي. فذكرنا له فقرنا وشدّة ضرّنا، فقال لنا: اصبروا. فإنّ الله سيرزقكم ويوسّع عليكم. وأحدّثكم في مثل هذا بما تطيب به قلوبكم: أذكر سنة من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم، حتى بعت رجل داري، ونفد جميعه، ونقضت الطبقة الوسطى من داري، وبعت أخشابها وتقوّت بثمنها، وقعدت في البيت فلم أخرج، وبقيت سنة.، فلما كان بعد سنة قالت لي المرأة: الباب يدقّ، فقلت لها: افتحي الباب، ففعلت، فدخل رجل فسلّم عليّ، فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم:
ليس من شدّة تصيبك إلّا سوف تمضي وسوف تكشف كشفا لا يضيق ذرعك الرحيب فإن النار يعلو لهيبها، ثم تطفأ قد رأينا من كان أشفى على الهلاك، فوافقت نجاته حين أشفى ثم خرج عني ولم يقعد، فتفاءلت بقوله، فلم يخرج اليوم عني حتى جاءني رسول القادر باللَّه ومعه ثياب، ودنانير، وبغلة بمركب. ثم قال لي: أجب أمير المؤمنين، وسلّم إليّ الدنانير والثياب والبغلة، فغيّرت عن حالي ودخلت الحمّام، وصرت إلى القادر باللَّه. فردّ إليّ قضاء الكوفة وأعمالها، وأثري حالي، أو كما قال. (طبقات الحنابلة 2/ 185، 186) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] تقدّمت ترجمة (محمد بن إبراهيم المشّاط) في هذا الجزء برقم (142) ، وسيعاد أيضا في آخر هذا الجزء برقم (387) .

(29/241)


حدث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.
277- محمد بن إبراهيم بن عبدان [1] .
أبو بكر الكرماني السيرجاني [2] ، الحافظ الرحال.
طوف، وسمع: أبا عبد الله بن مَنْدَهْ، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليميّ، وأبا الحسن محمد بن عليّ الهَمَذانيّ، وأبا نصر أحمد بن محمد الكَلَاباذيّ [3] .
روى عنه: جعفر بن محمد المستغفريّ وهو من أقرانه [4] .
وآخر من حدَّث عنه: عبد الغفّار الشِّيرُوِييّ [5] .
تُوُفّي بسَمَرْقِنْد.
278- محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن عبدان) في:
الأنساب 7/ 220، 221، واللباب 2/ 166.
[2] السّيرجانيّ: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الراء وفتح الجيم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سيرجان. وهي بلدة من بلاد كرمان مما يلي فارس. (الأنساب) .
[3] الكلاباذيّ: بفتح الكاف والباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى محلّتين، إحداهما محلّة كبيرة بأعلى البلد من بخارى، يقال لها: كلاباذ. (الأنساب 10/ 506) منها أبو نصر هذا. والأخرى: محلّة بنيسابور. (10/ 509) .
[4] وهو قال: قدم علينا مرارا وأقام معنا سنين وكتب عن شيوخنا وعنّي كثيرا، وكتبت عنه، كان ممن يفهم ويحفظ، (الأنساب 7/ 221) .
[5] الشّيروييّ: بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الراء، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى «شيرويه» ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 466) .
[6] انظر عن (محمد بن الحسن الأهوازي) في:
تاريخ بغداد 2/ 218، 219، رقم 660، والأنساب 1/ 392، 393، والمنتظم 8/ 93، 94 رقم 112 (15/ 259، 260 رقم 3206، والمغني في الضعفاء 2/ 567 رقم 5399، وميزان الاعتدال 3/ 516 رقم 7388، والبداية والنهاية 12/ 41، ولسان الميزان 5/ 124، 125 رقم 420، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 477 رقم 328. وقد تقدّمت ترجمته باسم «أحمد» برقم (249) .

(29/242)


أبو الحسين الأهْوَازيّ، المعروف بابن أبي عليّ الأصبهاني.
سكن بغداد، وحدث عن جماعة من شيوخ الأهواز.
وكان مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة.
حدَّث عن: أحمد بن عبدان الشَّيرازيّ الحافظ «بتاريخ البخاريّ» .
قال الخطيب [1] : سمعنا منه وفيه شيء. وحدَّثني أبو الوليد الدَّرْبَنْديّ قال:
سمعت أحمد بن عليّ الجصّاص بالأهواز قال: كنّا نسمّي ابن أبي عليّ الأصبهاني: «جراب الكذِب» [2] .
تُوُفّي بالأهواز.
279- محمد بن الحسن بن أحمد بن اللّيث [3] .
أبو بكر الشّيرازيّ الصّفّار.
__________
[1] في تاريخه 2/ 219، وفي (الأنساب 1/ 393) : «خزان الكذب» .
[2] وقال الخطيب: «خرّج له أبو الحسين النعيمي أجزاء من حديثه، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقاني، وسمعنا منه ... وكان قد أخرج إلينا فروعا بخطّه قد كتبها من حديث شيوخه المتأخّرين عن متقدّمي البغداديين الذين في طبقة عبّاس الدوري ونحوه، فظننت أن الغفلة غلبت عليه فإنه لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث، حتى حدّثني عبد السلام بن الحسين الدباس- وكان لا بأس به معروفا بالستر والصيانة- قال: دخلت على الأهوازي يوما وبين يديه كتاب فيه أخبار مجموعة وهو صحيفة لا يوجد فيها سماع. فرأيت الأهوازي قد نقل منه أخبارا عدة إلى مواضع متفرّقة من كتبه، وأنشأ لكل خبر منها إسنادا، أو كما قال.
وقال الخطيب: وقد رأينا للأهوازي أصولا كثيرة وسماعة فيها صحيح بخط محمد بن أبي الفوارس عن محمد بن الطّيب البلّوطي، وغيره. وكان سماعه أيضا صحيحا لكتاب تاريخ البخاري» فقرئ عليه ببغداد عن أحمد بن عبدان الشيرازي، ومن أصل ابن أبي الفوارس قرئ وفيه سماع الأهوازي. وكان عند أبي جعفر الطوابيقي عن أبي علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي حديث مسند عند الجاحظ فحضرت الأهواز وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه ذلك الحديث بخط حدث كان يقال له: ابن الصقر مكتوبا.
حدّثنا أبو جعفر الطوابيقي وأبو الحسين الأهوازي قالا: نبأنا الصولي. فقال له: أسمعت هذا الحديث من الصولي؟ قال: نعم! قرأه عليّ، فقرأه ثم قال: أكتبه لي. فكتبه له. وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازي ولا أظنّ تركت عنده شيئا لم أطالعه، ولم يكن الحديث في كتبه. وابن الصقر الّذي ذكرت أن الحديث بخطه كان كذّابا يسرق الأحاديث ويركّبها ويضعها على الشيوخ. قد عثرت له وغير واحد من أصحابنا على ذلك» . (تاريخ بغداد 2/ 218، 219) .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.

(29/243)


روى عن: أبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ، والعبّاس ابن الفضل النَّصْرويّ، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي محمد بن حَمُّوَيْه السَّرْخسيّ.
وقع لنا مجلسان من حديثه.
روى عنه: القاضي أبو طاهر محمد بن عبد الله بن أبي بردة الفَزَاريّ، وعبد الرّحيم بن محمد بن الشّيرازيّ شيخ أبي سعيد الصّائغ، وجماعة.
وكان خطيب شيراز.
رحل به أبوه الحافظ الكبير أبو عليّ.
وكان مولده في سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة.
280- محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ باكُوَيْه [1] .
أبو عبد الله الشّيرازيّ، أحد مشايخ الصُّوفيّة الكبار.
سمع: محمد بن خفيف الزّاهد، ومحمد بن القاسم بن ناصح الكَرْجيّ [2] بشيراز، وأبا بكر القَطِيعيّ ببغداد، وأبا أحمد بن عديّ بجُرْجَان، وأبا يعقوب النُّجَّيرميّ [3] بالبصرة، وأبا الفضل بن خميرُوَيْه بهَرَاة، وعلي بن عبد الرحمن البكّائيّ بالكوفة، ومغيرة بن عمرو بمكّة، وإسماعيل بن محمد الفرّاء ببَلْخ، وأبا بكر بن المقرئ بأصبهان، وأبا بكر محمد بن القاسم الفارسيّ ببُخَاري، وأبا بكر المَيَانِجِيّ بدمشق.
وعنه: أبو القاسم القُشَيريّ، وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيريّ، وأبو
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن عبيد الله) في:
الأنساب 7/ 452، واللباب 1/ 113، والمنتخب من السياق 32، 33 رقم 35، وفيه: «محمد ابن عبد الله بن عبد الله» ، والعبر 3/ 167، وسير أعلام النبلاء 17/ 544 رقم 363، وتذكرة الحفاظ 3/ 987، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والوافي بالوفيات 3/ 322، ولسان الميزان رقم 809، وشذرات الذهب 3/ 242، وهدية العارفين 2/ 65.
[2] الكرجي: بفتح الكاف والراء، والجيم في آخرها. هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمدان. (الأنساب 10/ 379) .
وقد وردت في الأصل: «الكرحي» (بالحاء المهملة) .
[3] في الأصل: «البجيرمي» (بالباء الموحّدة) ، والتصحيح من الترجمة التي تقدّمت «يوسف بن يعقوب» في وفيات سنة 423 هـ.

(29/244)


بكر بن خَلَف الشّيرازيّ، وعبد الوهّاب بن أحمد الثّقفيّ، والشّيروييّ، وعليّ بن عبد الله بن أبي صادق، وآخرون.
وقع لنا جزء من حديثه.
وقال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ: سمعت أبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن يقول: نظرتُ في أجزاء أبي عبد الله بن باكُوَيْه، فلم أجد عليها آثار السِّماع. وأحسن ما سمعت عليه الحكايات [1] .
ورّخه الحسين بن محمد الكُتُبيّ الهَرَويّ [2] .
281- محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد السّلام [3] .
أبو جعفر الأبْهَريّ، الفقيه.
سمع ببغداد: أبا بكر القَطِيعيّ، والقاضي أبا بكر الأبهريّ، وجماعة.
وله جزء معروف، سمعه منه حفيده عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد شيخ السِلَفيّ. كتبه السّلفيّ سنة خمسمائة بأبْهَر عن حفيده.
282- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر [4] .
أبو عبد الله البغداديّ البزّاز ابن زوج الحرّة.
مُكثر، سمع: أبا عليّ الفارسيّ النَّحْويّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن ابن لؤلؤ، وأبا حفص الزّيّات.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ الصوفية في وقته، العالم بطرقهم، الجامع لحكاياتهم وسيرهم، لقي المشايخ وأخذ منهم، وأقام بنيسابور وسكن دويرة السلمي، وله مجالسات حسنة مع المشايخ، وسمع الحديث وروي، إلّا أن الثقات توقفوا في سماعاته للأحاديث، وذكروا أنّ خير ما يروي عنه الحكايات.، ويحكي عنه أنه أدرك المتنبّي بشيراز وسمع منه ديوانه. وقد سمع منه ديوانه الإمام زين الإسلام جدّي والأئمة أخوالي، والله أعلم بذلك، وقد فات والدي السماع منه، وكان يذكره ويتحسّر عليه» . (المنتخب من السياق 32) .
[2] وقال ابن السمعاني: «وآخر من روى عنه أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الخيريّ، ثم بعده أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وختم بموته حديثه، وتوفي في سنة نيّف وعشرين وأربعمائة» . (الأنساب 7/ 452) .
ووقع في المطبوع من (الإعلام بوفيات الأعلام 179) وفاته في سنة 429 هـ.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
السابق واللاحق 108، وتاريخ بغداد 2/ 360، 361 رقم 868.

(29/245)


روى عنه الخطيب، ووثّقه [1] .
283- مِهْيار بن مَرْزُوَيْه الدَّيْلَميّ [2] .
أبو الحسن الكاتب الشّاعر المشهور.
كان مجوسيًّا فأسلم على يد الشّريف الرّضيّ أبي الحسن الموسَويّ [3] ، وهو أستاذه في الأدب والنَّظْم، وبه تخرَّج.
وكان رافضيًّا.
حدَّث بديوان شِعْره، وقد تعرَّض للصّحابة في شعره، وديوانه في نَحْو أربع مجلّدات. وكان مقدَّمًا على شعراء عصره.
ومن سائر قوله:
بكّر العارضُ تحدوه النُّعَامَى ... فسقاك الرّيّ يا دارَ أُماما
منها:
وبجرعاء الحِمَى قلبي فعُجْ ... بالحِمَى فاقرأ على قلبي السّلاما
__________
[1] وقال: وكان كثير السماع إلّا أنه باع كتبه قديما واشترينا بعضها فسمعناه منه.
[2] انظر عن (مهيار الدّيلميّ) في:
تاريخ بغداد 13/ 276 رقم 7239، ودمية القصر للباخرزي 1/ 303- 309، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الثاني 549- 560، وتاريخ حلب للعظيميّ 332، والمنتظم 8/ 94، 95 رقم 114 (15/ 260، 261 رقم 3208) ، والكامل في التاريخ 9/ 456، وخريدة القصر ق 4 ج 2/ 641، ووفيات الأعيان 5/ 359- 363 رقم 755، وانظر: 4/ 245، 381 و 5/ 125 و 7/ 335، والمختصر في أخبار البشر 2/ 160، 161، والعبر 3/ 167، وسير أعلام النبلاء 17/ 472 رقم 310، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وتاريخ ابن الوردي 1/ 343، والوافي بالوفيات (المخطوط) 26/ 121- 125، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 166 ب- 171 أ، ومرآة الجنان 3/ 47، والبداية والنهاية 12/ 41، 42، والروض المعطار 272، والنجوم الزاهرة 5/ 26، 27، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 242، 243، وتاج العروس 3/ 551، وكشف الظنون 816، 1683، وتاريخ الأدب العربيّ 3/ 405، والفوائد الرضوية 688، 689، ومعجم المؤلفين 13/ 32، 33.
[3] قال ابن الأثير: أسلم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، قال له أبو القاسم بن برهان: يا مهيار، قد انتقلت بإسلامك في النار من زاوية إلى زاوية. قال: كيف؟ قال: لأنك كنت مجوسيّا فصرت تسبّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في شعرك. (الكامل 9/ 456) و: (المنتظم 8/ 94 15/ 26) ، و (وفيات الأعيان 5/ 359) .

(29/246)


قل لجيران الغضا: آهٌ [1] على ... طِيب عَيْشٍ بالغضا [2] لو كان داما
حَمَّلُوا ريحَ الصَّبَا نَشْركُمُ ... قبل أنْ تحمل شَيحًا وتماما
وابعثوا أشْباهَ حلم [3] لي في الكرَى ... إنّ أذِنْتُم لجُفُوني أن تناما [4]
وله:
ظنَّ غداة البَيْنِ أن قد سَلِما ... لمّا رأى سهْمًا لم تجرِ دمًا
وعاد يسْتَقْري حشاهُ فإذا ... فؤاده من بينها قد عُدِما
لم يدْرِ من أين أُصِيب قلْبُهُ ... وإنّما الرّامي دَرَى كيف رما
يا قاتَلَ الله العيونَ خُلِقَتْ ... جَوَارِحًا، فكيف عادت أسْهُمًا؟
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة [5] .
284- ميمون بن سهل [6] .
أبو نجيب الواسطيّ، ثمّ الهرويّ. الفقيه.
مات في رمضان.
وروى عن: أبي بكر محمد بن أحمد المفيد، وأبي القاسم بكر بن أحمد، وجماعة.
روى عنه: ابنه نجيب، وأبو عليّ جُهَانْدار.
- حرف الياء-
285- يوسف بن حمّود بن خلف [7] .
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي ديوانه ووفيات الأعيان: «آها» .
[2] هكذا في الموضعين. وفي الديوان والوفيات: «الغضي» .
[3] هكذا في الأصل. وفي الديوان والوفيات: «وابعثوا أشباحكم» .
[4] الأبيات في: ديوان مهيار 3/ 327، ووفيات الأعيان 5/ 361، 362.
[5] وقال الخطيب: «كان شاعرا جزل القول، مقدّما على أهل وقته. وكنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات ويقرأ عليه ديوان شعره، فلم يقدّر لي أن أسمع منه شيئا» . (تاريخ بغداد 13/ 276) .
وقال أبو الحسن الباخرزي: هو شاعر، له في مناسك الفضل مشاعر، وكاتب، تجلّي تحت كل كلمة من كلماته كاعب وما في قصيدة من قصائده بيت، يتحكّم عليه لو وليت، وهي مصبوبة في قوالب القلوب، وبمثلها يعتذر الزمان المذنب عن الذنوب» . (دمية القصر 1/ 303) .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (يوسف بن حمود) في:

(29/247)


أبو الحجّاج الصَّدفيّ [1] السِّبْتيّ [2] الفقيه المالكيّ. قاضي سبْته نَيِّفًا وعشرين سنة [3] .
سمع بالأندلس من: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وأبي محمد الأصيليّ، وخَطَّاب ابن مَسْلَمة، وعبد الله بن محمد الباجيّ.
وكان صالحًا متواضعًا، أديبًا شاعرًا، رحمه الله تعالى.
__________
[ () ] الصلة لابن بشكوال 2/ 683 رقم 158، وترتيب المدارك 4/ 721- 723، وبغية الملتمس للضبي 489 رقم 1439، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 227، 228 رقم 1867. وسيعاد في أخر هذا الجزء برقم (397) .
[1] في: ترتيب المدارك: «الصفي» ، والمثبت يتفق مع: الصلة، والبغية.
[2] السّبتي: قال ياقوت: الفعلة الواحدة من الإسبات. أعني التزام اليهود بفريضة السبت المشهور، بفتح أوله.
وضبطه الحازمي: بكسر أوله. وهي بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر، وهي على برّ البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق الّذي هو أقرب ما بين البرّ والجزيرة. (معجم البلدان 3/ 182) .
[3] قال ابن بشكوال: «كان آخر قضاة بني أميّة بسبتة، قدّمه المستعين سليمان بن حكم، لقضائها، فاستمرّ على ذلك نيّفا وعشرين سنة، وخرج إلى الحج تخلّصا منها فلم يحلّ، وأمر بالاستخلاف فسمع في رحلته من أبي ذرّ الهروي، وأبي عبد الله الصوري، وغيرهما، وانصرف فرجع إلى خطته. وكان له سماع قديم بالأندلس ... وكان رجلا صالحا متواضعا، وكانت له جنان يحفرها بيده، وكان أديبا شاعرا. ومولده سنة سبع وخمسين وثلاثمائة» . (الصلة 2/ 683) .
وقال القاضي عياض: وكان على مكانه من الجلالة، كثير التواضع، يمتهن نفسه في تناول أسبابه وفلاحته جنّته. ويمتطى حمارا في تصرّفاته ... ولم يزل ابن أبي مسلم يتردّد في الاستعفاء من القضاء إلى آخر أيام إدريس، فصرفه وألحقه غضاضته، وسبّب عليه من يطلبه بما تولّاه من الأحباس والأوقاف. فوقاه الله شرّهم. توفي إثر ذلك في نحو ثلاثين وأربعمائة.
(ترتيب المدارك 4/ 722 و 723) .

(29/248)


سنة تسع وعشرين وأربعمائة
- حرف الألف-
286- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين بن إسماعيل [1] .
أبو عبد الله المَحَامليّ [2] .
سمع: أبا بكر النّجّاد، وأبا سهل بن زياد، ودَعْلَج بن أحمد، والشّافعيّ.
ووُلِد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة [3] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خَيْرُون، وأبو غالب الباقِلّانيّ، وجماعة من مشيخة السِّلَفيّ الّذين ببغداد.
وقال الخطيب [4] : كان سماعه صحيحًا [5] . وحدث له صممٌ في أوّل سنة ثمانٍ وعشرين [6] .
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قال: عاش ستًّا وثمانين سنة رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 238 رقم 1962، والأنساب 11/ 154، 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 538 رقم 357.
[2] المحامليّ: بفتح الميم، والحاء المهملة، والميم بعد الألف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة وهذا بيت كبير ببغداد لجماعة من أهل الحديث والفقه، (الأنساب 11/ 152) .
[3] تاريخ بغداد، الأنساب.
[4] في تاريخه 4/ 238.
[5] وزاد: «في كتب أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي. وأما هو فلم يكن له كتاب» .
[6] وقال الخطيب: وآخر ما حدّث في أول سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ولم يرو بعد ذلك شيئا لأنه صار أصمّ لا يسمع ما يقرأ عليه.

(29/249)


287- أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خُشْنَام [1] .
أبو مسعود الخُشْنَاميّ [2] النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي يوم النَّحر [3] .
288- أحمد بن عليّ بن منصور بن شعيب [4] .
القاضي أبو نصر البُخَاريّ.
سمع: أبا عِمْرو بن صابر البخاريّ، وغيره.
289- أحمد بن عمر بن عليّ [5] .
قاضي دَرْزنْجان [6] .
سمع: ابن المظفّر، وأبا حفص الزّيّات، وعدّة.
سكن درزنجان [6] .
روى عنه: الخطيب [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
الأنساب 5/ 131، والمنتخب من السياق 101 رقم 226.
[2] الخشنامي: بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح النون، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى اسم بعض أجداده وهو خشنام. (الأنساب) .
[3] قال ابن السمعاني: «كان أديبا شاعرا معروفا فاضلا، له الشعر الأنيق السائر والتصرّفات الحسنة في كل فن» . (الأنساب) .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الأديب الشاعر، معروف فاضل، من أبناء البلد وأرباب الصنعة والكفاية. كان من المخصوصين بخدمة أبي عثمان الصابوني» . (المنتخب) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 295 رقم 2061.
[6] في الأصل: «درزنجان» في الموضعين. وفي (تاريخ بغداد) : «درزنجان» بنونين. وفي معجم البلدان 2/ 450:
«درزيجان» : بفتح أوله، وسكون ثانية، وزاي مكسورة، وياء مثنّاة من تحت، وجيم، وآخره نون، قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي، منها كان والد أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي، وكان أبوه يخطب بها، ورأيتها أنا. وقال حمزة: كانت درزيجان إحدى المدن السبع التي كانت للأسرة، وبها سمّيت المدائن: المدائن، وأصلها: درزيندان، فعرّبت على درزيجان.
قال خادم العلم «عمر» : ولا فرق بين: «درزنجان» و «درزيندان» فهذا يحتمله التعريب.
[7] وقال: ولي القضاء بدرزيجان وانتقل إليها فسكنها، وكان أبوه أحد المقرءين للقرآن ببغداد.

(29/250)


290- أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون [1] .
أبو نصر بْنُ الوتّار [2] .
شيعيّ ببغداد.
سمع منه: الخطيب [3] .
يروى عن: ابن المظفّر، وأبي بكر بن شاذان.
ضعيف [4] .
291- أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لبّ بن يحيى [5] .
__________
[ () ] سمعت منه ولم يكن له كتاب، وإنما وقع إليّ بعض أصول من المظفّر وغيره وفيه سماعه فقرأته عليه، ولا أعلم سمع منه غيري، وذكر لي أنه سمع من ابن مالك القطيعي، فسألت عن مولده، فقال: في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 377 رقم 2250، وميزان الاعتدال 1/ 130 رقم 527، ولسان الميزان 1/ 252 رقم 792.
[2] في الأصل: «الفربار» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد، وميزان الاعتدال. ووقع في: لسان الميزان، «الوبار» .
[3] وقال: كتبت عنه ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية، ولا أعلم سمع منه غيري، وكان يتشيّع.
[4] ذكره المؤلّف- رحمه الله- باسم:
«أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن ميمون، أبو نصر السلمي الغزّال، عرف بابن الوتّار» .
وذكر قول الخطيب فيه، ثم قال:
وقال شجاع الذّهليّ: روى عن ابن المظفّر. كتبت عنه مشيخة يعقوب الفسويّ، فكان إذا مرّ به فضيلة لأبي بكر وعمر تركها.
قال الذهبي: هذا خطأ، لم يدركه شجاع، ذا آخر، (ميزان الاعتدال 1/ 130) .
وقد تعقبه الحافظ ابن حجر فقال:
«والخطأ ممن جمعهما، كان ينبغي أن يفردهما، فأما الأول، قال الخطيب: كتبت عنه ولا أعلم سمع منه غيري. توفي سنة تسع وعشرين وأربع مائة وأما الّذي روى عنه شجاع الذهلي فلا أتحقق الآن من هو» . (لسان الميزان 1/ 252) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 114 رقم 187، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 749- 751، والصلة لابن بشكوال 1/ 44، 45 رقم 92، وبغية الملتمس للضبّي 162 رقم 347، ومعجم البلدان 4/ 39، وملء العيبة للفهري 2/ 74، 366، والروض المعطار 393، والعبر 3/ 168، وتذكرة الحفاظ 3/ 1098- 1100، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1390، وسير أعلام النبلاء 17/ 566- 569 رقم 374، والإعلام بوفيات الأعلام 179، ومعرفة القراء الكبار 1/ 385- 387 رقم 322، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 173 أ،

(29/251)


أبو عمر المعافريّ الأندلسيّ، الطلمنكيّ [1] ، المقرئ.
نزيل قُرْطُبة. وأصله من طَلَمَنْكَة.
أوّل سماعه سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
روى عَنْ: أَبِي عيسى يحيى بْن عَبْد اللَّه الَّلْيثيّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وأحمد بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مفرج، وأبي محمد الباجيّ، وخَلَف بن محمد الخَوْلانيّ، وأبي الحسن الأنطاكيّ المقرئ.
وحجّ فلقي بمكّة: أبا الطّاهر محمد بن محمد العُجَيْفيّ، وعمر بن عِرَاك المصريّ، وبالمدينة: يحيى بن الحسين المُطَّلبيّ [2] ، وبمصر: أبا بكر محمد بن عليّ الأُدْفُويّ [3] ، وأبا الطّيّب بن غَلْبُون، وأبا بكر المهندس، وأبا القاسم الْجَوْهَريّ، وأبا العلاء بن ماهان، وبدِمْيَاط: محمد بن يحيى بن عمّار، وبإفريقيّة: أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر أحمد بن رحمون.
ورجع بعِلمٍ كثير.
روى عنه: أبو عمر بن عبد البَرّ، وأبو محمد بن حزم، وعبد الله سهل الأندلسيّ.
وكان خبرا في علم القرآن، قراءاته، وإعرابه، وناسخه، ومنسوخه،
__________
[ () ] وفهرسة ما رواه عن شيوخه 44، 45، والوافي بالوفيات 8/ 32، 33، والديباج المذهب 1/ 178- 180، وغاية النهاية 1/ 120 رقم 554، والمقفّى للمقريزي (مخطوط) ورقة 128، والنجوم الزاهرة 5/ 28، وطبقات الحفاظ 423، 424، وطبقات المفسّرين للسيوطي 17، 18 رقم 8، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 77- 79، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوط) ورقة 30 ب، وصفة جزيرة الأندلس 128، وشذرات الذهب 3/ 243، 244، وشجرة النور الزكية 1/ 113، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 69 (في ترجمة:
حاتم بن محمد الطرابلسي رقم 385) ، ومعجم طبقات الحفّاظ 60 رقم 959 وفيه: «أحمد بن محمد بن عبد الله بن غالب بن يحيى» ، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 851، 852.
[1] الطّلمنكيّ: بفتح أوله وثانيه، وبعد الميم نون ساكنة، وكاف. مدينة بالأندلس من أعمال الإفرنج اختطّها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام. (معجم البلدان 4/ 39) بينها وبين وادي الحجارة عشرون ميلا. (الروض المعطار 393) .
[2] المطّلبي: هذه النسبة إلى: المطّلب بن عبد مناف، وهو بضم الميم وتشديد الطاء المهملة وفتحها، وكسر اللام.
[3] الأدفوي: بضم الهمزة والفاء وسكون الدال المهملة.

(29/252)


وأحكامه، ومعانيه. صنّف كُتُبًا حِسَانًا نافعةً على مذاهب السّنّة، ظهر فيها عِلْمه، واستبان فهمه. وكان ذا عناية تامّة بالأثر ومعرفة الرّجال، حافظًا للسُّنَن، إمامًا عارفًا بأصول الدّيانات. قديم الطّلب، عالي الإسناد، ذا هَدْيٍ وسُنَّةٍ واستقامة [1] .
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ: أبي الحسن الأنطاكي، وابن غَلْبُون، ومحمد بن الحسين بن النُّعْمَان.
وسمع من محمد بن عليّ الأُدْفُويّ ولم يقرأ عليه.
وكان فاضلًا ضابطًا، شديدًا في السُّنَّة رحمه الله.
قال ابن بَشْكُوَال [2] : كان سيفًا مجرّدًا على أهل الأهواء والبِدَع، قامِعًا لهم، غَيُورًا على الشّريعة، شديدًا في ذات الله. أقرأ النّاس محتسِبًا، وأسمع الحديث، والتزم الإمامة بمسجد مُنْعَة [3] . ثمّ خرج إلى الثَّغْر، فتجوّل فيه. وانتفع النّاس بعلمه، وقصد بلده في آخر عمرو فتُوُفّي بها.
أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقيّ الحجازيّ، عن أبيه قال: خرج إلينا أبو عمر الطَّلَمَنْكيّ يومًا ونحن نقرأ عليه فقال: اقرأوا وأَكْثِرُوا، فإنّي لا أتجاوز هذا العام.
فقلنا له: ولِمَ يرحمك الله؟
فقال: رأيتُ البارحة في منامي مَن يُنشدني:
اغْتَنِمُوا البرَّ بشيخٍ ثَوَى ... تَرْحَمُه السَّوقَةُ والصِّيدُ
قد خَتَمَ العُمْرَ بعيدٍ مضى ... ليس له من بعده عِيدُ
فتُوُفّي في ذلك العام [4] .
وُلِد سنه أربعين وثلاثمائة، وتوفّي في ذي الحجّة [5] .
__________
[1] الصلة 1/ 45.
[2] في الصلة 1/ 45.
[3] في: الصلة: «متعة» (بالتاء) ، ومثله في: تذكرة الحفاظ 3/ 1099، والمثبت يتّفق مع: معرفة القراء الكبار 1/ 347، وسير أعلام النبلاء 17/ 568.
[4] الصلة 1/ 45.
[5] الصلة 1/ 45، وفي: جذوة المقتبس 114: مات بعد العشرين وأربعمائة. وفي: بغية

(29/253)


روى عنه جماعة كثيرة. وقد امتُحِن بفَرْط إنكاره. وقام عليه طائفة من المخالفين، وشهدوا عليه بأنّه حَرُورِيّ يرى وضع السَّيف في صالحي المسلمين.
وكانوا خمسة عشر شاهدًا من الفقهاء والنّبهاء، فنصره قاضي سَرَقُسْطَة في سنة خمسٍ وعشرين. وأشهد على نفسه بإسقاط الشُّهود. وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فَرْتُون [1] رحمه الله [2] .
292- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل [3] .
أبو بَكْر القَيْسيّ المعروف بابن السَّبْتيّ.
حجّ بعد السبعين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، والدّاوديّ، وعطيّة بن سعيد.
وسمع بقُرْطُبة من ابن مفرّج القاضي.
وكان زاهدا عالما فاضلًا.
تُوُفّي بسَنْبَتَه وقد شاخ.
293- أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر [4] .
__________
[ () ] الملتمس 151 توفي في ذي الحجة سنة 428 وله تسع وثمانون سنة. وذكر القاضي عياض التاريخين في: (ترتيب المدارك 4/ 750) .
[1] هكذا في الأصل. وفي: تذكرة الحفاظ 3/ 1100 «فربون» ، وفي: سير أعلام النبلاء 17/ 568 «قرنون» .
[2] وقال القاضي عياض: «سمع منه وحدّث عنه الجلّة، وسماعا وإجازة. منهم: حاتم الطرابلسي، وأبو عبد الله بن عتاب، وابن المرابط، وابن فوريش، والموفشي، وأبو عمرو بن الحرار، واتسعت روايته. وتعيّن في علوم الشريعة. وغلب عليه القرآن والحديث، وألف تواليف نافعة كثيرة كبارا ومختصرة، احتسابا. ككتاب «الدليل إلى معرفة الجليل» نحو مائة جزء. وكتابه في «تفسير القرآن» ، نحو هذا. وكتاب «البيان في إعراب القرآن» ، و «فضائل مالك» ، و «رجال الموطّأ» ، وكتاب «الردّ على ابن مسرّة» ، وكتاب «الوصول إلى معرفة الأصول» ، وغير ذلك من تواليفه. قال حاتم [بن محمد الطرابلسي] : كان أبو عمر من أهل الإقامة بالعلم والضبط له، وله علوم ما شاء حسنة.
قال ابن الحصار الخولانيّ: كان من الفضلاء الصالحين، على هدى وسنّة، قديم الطلب والعلم، مقدّما في الفهم مجوّدا للقرآن، حسن اللفظ، فضائله جمّة أكثر من أن تحصى قال أبو معمر عمر المقرئ: وكان خيّرا فاضلا، ضابطا لما روى. قال ابن الحذّاء: وكان فاضلا شديدا في كتاب الله تعالى، سيفا على أهل البدع، سكن قرطبة وأقرأبها، ثم سكن المرية، ثم إلبيرة ثم سرقسطة، ثم عاد إلى بلده طلمنكة مرابطا» . (ترتيب المدارك 4/ 750) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 45، 46 رقم 93.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: الأنساب 12/ 400.

(29/254)


أبو بكر اليَزْديّ [1] الحافظ.
حافظ رحّال، مصنِّف كبير، وهو خال أبي بكر أحمد بن منجويه الحافظ.
روى عن: أبي الشّيخ [2] ، وهو غيره.
سمع منه: أبو عليّ الحدّاد في هذه السّنة [3] .
294- أحمد بن محمد بن عُبَيْد الله بن محمد [4] .
أبو بكر البُسْتيّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان من كبار الأئمة بنَيْسابور، ومن أُولي الرئاسة والحشمة.
سمع الكثير، وأملى مدّة عن الدَّارَقُطْنيّ، وطبقته.
روى عنه: مسعود السِّجَزيّ.
وتُوُفّي في ثالث عشر رجب [5] .
295- إسحاق بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن [6] .
__________
[1] اليزدي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي، وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى يزد مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. (الأنساب 12/ 399) .
[2] هو: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن حيان الأصفهاني، صاحب كتاب: طبقات المحدّثين بأصبهان.
[3] وقال ابن السمعاني: روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ. قال خادم العلم «عمر» : لم يترجم له الخطيب في تاريخه.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبيد الله) في:
المنتخب من السياق 93 رقم 201، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 33.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «من كبار فقهاء أصحاب الشافعيّ والمدرّسين المناظرين بنيسابور.
وكانت له المروءة الظاهرة والثروة الوافرة. بني لأهل العلم مدرسة على باب داره برأس سكة ووقف عليها جملة من ماله، وهو معروف بأوقاف أبي بكر بشتيان ... سمع الكثير بنيسابور والعراق، وعقد له الإملاء فأملى مدّة في دار السّنّة مدرسة الصبغي بباب الجامع القديم» .
[6] انظر عن (إسحاق بن أبي إسحاق) في:
المنتخب من السياق 157، 158 رقم 351، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) 41 ب، والعبر 3/ 168، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100- 1102، وسير أعلام النبلاء 17/ 570- 572 رقم 376، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 125 رقم 1391، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 172 ب، والوافي بالوفيات 8/ 394، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 264، 265، ومرآة الجنان 3/ 52، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 311، وتبصير المنتبه 3/ 1068، وطبقات الحفاظ 244، وكشف الظنون 1059، والأعلام 1/ 293، ومعجم المؤلفين 2/ 228، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 297، 298 رقم 4، ومعجم طبقات الحفاظ 63 رقم 960.

(29/255)


الحافظ أبو يعقوب السَّرْخَسيّ [1] ، ثمّ الهَرَويّ القرّاب [2] .
الإمام الجليل، محدِّث هَرَاة.
له مصنّفات كثيرة.
ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وطلب الحديث فأكثر.
قال أبو النَّضْر الفَامِيّ: حتّى أنّ عدد شيوخه زاد على ألف ومائتي نفس، وله «تاريخ السِّنين» [3] الّذي صنّفّه في وفاة أهل العلم، من زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سنة وفاته سنة تسعٍ وعشرين. ومنها: «كتاب المُهَج» ، وكتاب «الأُنْس والسَّلْوَة» ، وكتاب «شمائل العُبّاد» [4] .
قال: وكان زاهدًا مُقِلًّا من الدّنيا.
قلت: سمع: العبّاس بن الفضل النّضرويي، وجدّه محمد بن عمر بن حَفْصُوَيْه، وأبا الفضل محمد بن عبد الله السّيّاريّ [5] ، وعبد الله بن أحمد بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسِيّ، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن عبد الله النُّعَيْميّ، والخليل بن أحمد القاضي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة، والحسين بن أحمد الشّمَّاخِيّ [6] الصّفّار، وأبا منصور محمد بن عبد الله البزّاز، وهذه الطّبقة فمن بعدهم، حتّى كتب عمّن هو أصغر منه.
وحدَّث عن: الحافظ أبي عليّ الحسن بن عليّ الوخشيّ وهو من أصحابه.
__________
[1] السّرخسيّ: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس، وهو اسم رجل من الذّعار في زمن كيكاوس، سكن هذا الموضع وعمره وأتمّ بناءه، ومدينته ذو القرنين. (الأنساب 7/ 69) .
[2] القرّاب: بفتح القاف وتشديد الراء وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة لمن يعمل القرّابة، وهي آنية زجاجيّة. (الأنساب 10/ 80، 81) .
[3] في الأصل: «تاريخ السنن» ، والتصويب من المصادر.
[4] وله أيضا: «فضائل الرمي في سبيل الله» ، وهو يتضمّن أحاديث حول رمي القوس. منه نسخة في مكتبة كوبريلي باستنبول، رقمها 384 (الأوراق 1/ 10) من القرن السابع الهجريّ، ونسخة في جامعة ميتشجان، بالولايات، المتحدة الأمريكية، رقمها 479، كتبت سنة 600 هـ. وقد طبع مع ترجمة إنكليزية أعدّها فضل الرحمن بافي. (انظر: تاريخ التراث العربيّ 2/ 298) .
[5] السّيّاريّ: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها راء مهملة. هذه النسبة إلى الأجداد. (الأنساب 7/ 212) .
[6] الشّماخي: بفتح الشين المعجمة، والميم، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى «الشمّاخ» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 380) .

(29/256)


روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصَّيْدلانيّ، والحسين بن محمد بن مَتّ، والهَرَويّون.
وقد احتجّ به شيخ الإسلام في الجرْح والتَّعديل [1] .
296- إسماعيل بن عمرو الحدّاد المقرئ ابن إسماعيل بن راشد [2] .
أبو محمد المصريّ.
رجلٌ صالح جليل القدر.
روى عن: الحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، والعباس بن أحمد الهاشمي.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الخلعي، والمصريون، وسعد الزنجاني.
توفي في صفر.
وقد قرأ بالرّوايات وأقراها.
أخذ عن: أبي محمد غزوان بن القاسم المازنيّ، وأبي عديّ عبد العزيز ابن عليّ الإمام، وقُسَيْم [3] بن مُطَيّر، وحمدان بن عَوْن الخَوْلانيّ، وغيرهم.
قرأ عليه أبو القاسم الهُذَليّ، وجماعة.
عُمِّر دهرًا.
297- إسماعيل بن محمد بن مؤمن [4] .
أبو القاسم الحَضْرميّ الإشبيليّ.
حجّ [5] وقرأ بمصر على: طاهر بن غَلْبُون.
وسمع من: أبي الحسن القابسيّ.
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «كتب الكثير وجمع وسافر وصنّف الأبواب والتواريخ، قدم نيسابور واجتازها ورجع إلى بلدته» . (المنتخب) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن عمرو) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 385 رقم 321، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100، وغاية النهاية 1/ 167 رقم 775، وحسن المحاضرة 1/ 493.
[3] في الأصل: «يحيى» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 103، 104 رقم 238.
[5] في سنة 373 هـ.

(29/257)


وكان مُتفنّنًا في العلوم جامعًا لها.
تُوُفّي في صَفَر، وقد نَيّف على السّبعين.
- حرف الحاء-
298- حَجّاج بن محمد بن عبد الله [1] .
أبو الوليد اللَّخْميّ، الأسيليّ [2] .
رحل وسمع من: أبي الحسن القابِسيّ الدّاوديّ.
وكان معتنيا بالعلم [3] .
ذكره أبو محمد بن خَزْرَج.
299- حجّاج بن يوسف [4] .
أبو محمد اللّخْميّ الإشبيليّ، ويُعرف بابن الزّاهد.
سمع من: أبي محمد الباجِيّ، وأبي بكر بن السّليم القاضي، وابن القُوطِيّة، وجماعة قدماء.
وكان مقدَّمًا في العلم والفَهْم والشِّعْر.
تُوُفّي عن نحو ثمانين سنة.
300- الحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حمديه [5] .
أبو عليّ البغداديّ. أخو عبد الله.
حدَّث بمجلسٍ واحدٍ عن أبي بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب: لم أسمع منه، وكان صدوقًا.
مات في رمضان.
301- الحسن بن عليّ بن الصّقر [6] .
__________
[1] انظر عن (حجّاج بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 152 رقم 342 وفيه «عبد الملك» بدل «عبد الله» .
[2] هكذا في الأصل، وفي (الصلة) : «المرليشبيّ» ، والله أعلم بالصواب.
[3] وزاد: «والبحث عن رواياته، واكتساب كتبه» .
[4] انظر عن (حجّاج بن يوسف) في الصلة لابن بشكوال 1/ 152 رقم 341.
[5] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: تاريخ بغداد 7/ 280 رقم 3774.
[6] انظر عن (الحسن بن علي) في:

(29/258)


أبو محمد البغداديّ، المقرئ، الكاتب.
كان كثير التّلاوة، عالي الإسناد.
قرأ لأبي عَمْرو على زيد بن أبي بلال الكوفيّ، وهو آخر من تلا عليه.
تلا عليه القرآن: عبد السيد بن عتاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بُنْدَار، وأبو الخطّاب عليّ بن عبد الرحمن بن الجرّاح، وأبو الفضل بن خَيْرُون، وغيرهم.
وكان رئيسًا جليلًا مُعمَّرًا.
وُلِد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة. وكان يمكنه السّماع من إسماعيل الصّفّار، وطبقته.
تُوُفّي ثالث عشر جُمَادى الأولى رحمه الله تعالى.
302- الحسين بن أحمد بن سَلَمَة [1] .
القاضي أبو عبد الله الرَّبَعيّ الدّمشقيّ. الفقيه المالكيّ.
قاضي ديار بكر.
سمع من: يوسف المَيَانَجِيّ، وأبي حفص بن الزّيّات، والقاضي أبي بكر الأبْهَريّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وعمرو بن أحمد الآمِديّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وآخرون.
حدَّث في هذا العام بصور [2] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 6/ 390 رقم 3926، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100، ومعرفة القراء الكبار 1/ 394 رقم 332، وغاية النهاية 1/ 224 رقم 1016، والنجوم الزاهرة 5/ 28.
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ الفارقيّ 127، 146، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 394، ومختصر تاريخ دمشق 7/ 81، 89 رقم 75، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 284، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 135 رقم 469.
[2] قال الفارقيّ: توفي سنة 429، وقيل 428 هـ. وكان إليه قضاء ميّافارقين وآمد يحكم في كل بلد شهرا واحدا ويعود إلى الآخر، وكان له قرار مليح، وذلك أنه كان يخرج من ميّافارقين ليلة الرابع عشرة من الشهر عند كمال القمر، ويخرج كل الشهود [في المطبوع: الشهور (بالراء) وهو غلط] من ميّافارقين والمغنّين ومعهم كل ما يحتاج إليه من المأكول والشمع والطيب وغيره. فيصل إلى القاسمية في وسط الطريق، فيصادف قد خرج عدول آمد بأسرهم ومعهم

(29/259)


303- الحسين بن أحمد بن عبد الله [1] .
الإمام أبو عبد الله بن الحربيّ [2] المقرئ.
قرأ على: عمر بن محمد بن عبد الصّمد، والحسن بن عثمان البُرْزَاطيّ [3] ، وأبي العبّاس عبد الله بن محمد أصحاب ابن مجاهد.
تلا عليه عبد السّيّد بن عتّاب [4] .
وقد حدَّث عن النّجّاد.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون، ومحمد بن محمد المُسْلِمَة.
وكان ظاهر الصّلاح.
قال لنا ابن البنّاء: كان من أولياء الله، يُقرئ النّاس ويُلقي عليهم ما ينفعهم من الفقه والأحاديث، وله كرامات كثيرة.
مات في جُمَادى الأولى.
304- الحسين بن ميمون بن حسنون [5] .
__________
[ () ] المغنّون وما يحتاجون إليه، فيجتمعون ليلتهم في أطيب عيش إلى عدوة، ثم يسير مع عدول آمد، ويرجع الفارقيّون، ويبقى في آمد إلى مثل هذا الوقت، ويخرج من آمد ومعه جميع مقدّمي آمد ومعهم ما يحتاجون إليه، فيصادفون الفارقية قد خرجوا إلى القاسمية، فيجتمعون ليلتهم في أطيب عيش إلى غدوة، ثم يعود أهل آمد ويسير مع الفاروقية. وكان هذا قانونه في مدّة ولايته قضاء البلدين. (تاريخ الفارقيّ 127) .
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
غاية النهاية 1/ 238 رقم 1086.
[2] الحربي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى محلة، وإلى رجل. فأما النسبة إلى المحلّة فهي الحربية، محلّة معروفة بغربي بغداد، بها جامع وسوق. قال ابن السمعاني: وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد يقول: إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحالّ يقال لها الحربية مثل النصرية والشارسوك ودار البطيخ والعتابيين، وغيرها، قال: كلها من الحربية. (الأنساب 4/ 99) .
[3] هكذا في الأصل. وفي (غاية النهاية) : «البرصاطي» .
قال خادم العلم «عمر» : إنهما لا يبعدان.
و «البرزاطيّ» : بضم الباء الموحّدة وسكون الرّاء وفتح الزاي بعدها الألف وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى برزاط. قال ابن السمعاني: وظنّي بها من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 146) . وانظر: معجم البلدان 1/ 381.
[4] في سنة 421 هـ.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.

(29/260)


أبو عليّ المصريّ.
رجل صالح، ورّخه الحبّال.
- حرف الخاء-
305- خَلَف، مولى جعفر الفتى [1] .
المقرئ أبو سعيد [2] : مولى بني أُمية الأندلسيّ.
حجّ وسمع من: أبي بكر الأدفُويّ، وأبي القاسم الْجَوْهَريّ، وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ.
قال الخَوْلانيّ: كان نبيلًا من أهل القرآن والعلم، مائلًا إلى الزّهد والانقباض.
روى عنه: أبو عبد الله بن عتّاب وأثنى عليه.
قال أبو عَمْرو الدَّانيّ: تُوُفّي في ربيع الآخر. وقرأ القرآن على: أبي أحمد السّامرّيّ، والأُدْفُويّ.
حدَّث بقُرْطُبة، وغيرها [3] .
- حرف السين-
306- سعيد بن إدريس [4] .
أبو عثمان السُّلَميّ الإشبيليّ، المقرئ.
رحل وحجّ، ولقي بمصر أبا الطّيّب بن غَلْبُون، وكانت له عنده حظوة ومنزلة. وسمع تصانيفه.
__________
[1] انظر عن (خلف مولى جعفر الفتى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 166 رقم 373.
[2] في (الصلة) كنيته: «أبو القاسم» .
[3] وقال ابن بشكوال: أقام بالمشرق سبعة عشر عاما، وحجّ ثلاث حجج، وقرأ القرآن بمصر على أبي الطيب بن غلبون المقرئ، ودخل بغداد، والبصرة، والكوفة. قرأت خبره كلّه بخط أبي بكر المصحفي، وذكر أنه لقيه بطلبيرة وقال: كان رجلا صالحا متبتّلا، دائم الصيام دهره، عابدا، وكان يسكن المسجد ويقرأ عليه، ويحاول عجن خبزه وقوته بيده. وكان قصيرا مفرط القصر، وكان فقيها يقظا. وذكر أنه أخذ عنه سنة ثمان وأربعمائة.
[4] انظر عن (سعيد بن إدريس) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 220 رقم 499، وغاية النهاية 1/ 304 رقم 1337.

(29/261)


ولقي أبا بكر الأُدْفُويّ، وأخذ عنه.
وسمع من عبد العزيز بن عبد الله الشُّعَيْريّ كتاب «الوقف والابتداء» بسماعه من ابن الأنباريّ.
ورجع إلى الأندلس، وقد برع في علم القراءات.
وكان حَسَنَ الحِفْظ، مجوِّدًا، فصيحًا، طيّب الصّوت، معدوم المِثْل. وكان إمامًا للمؤيّد باللَّه هشام بن الحَكَم بقُرْطُبة. فلمّا وقعت الفتنة خرج إلى إشبيليّة فسكنها، وبها تُوُفّي وله سبعٌ وثمانون سنة.
ورّخه أبو عَمْرو الدَّانيّ، وترجمه الخَوْلانيّ.
وقال أبو محمد بن خَزْرج: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وعشرين، وقد كمّل الثمانين.
307- سعيد بن عبد الله بن دُحَيْم [1] .
أبو عثمان الأزْديّ القُرَيْشيّ النَّحْويّ نزيل إشبيليّة.
كان إمامًا في معرفة «كتاب سيبويه» ، بارعا في اللّغة والشّعر، إخباريّا.
أخذ عن: أبي نصر هارون بن موسى، ومحمد بن عاصم، ومحمد بن خطّاب.
ذكره ابن خَزْرَج.
308- سفيان بن الحسين [2] .
أبو العزّ الغيسقانيّ [3] الهرويّ.
روى عن: بِشْر بن محمد المُزَنيّ.
روى عنه: الحسين بن محمد الكُتُبيّ، وأبي بكر القبّاب.
سمع منه: عليّ بن أحمد بن مهران، وابن مادُوَيْه.
من بيت العدالة والصّلاح بإصبهان.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 220، 221 رقم 501.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] لم أقف على هذه النسبة في كتب الأنساب والبلدان.

(29/262)


- حرف الصّاد-
309- صلة بن المؤمّل بن خَلَف [1] .
أَبُو القاسم البغداديّ، نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: القَطِيعيّ، وأبي محمد بن ماسي، ونحوهما.
وحدَّث بالكثير.
روى عنه: ابن أبي الصّقر الأنباريّ [2] .
- حرف الظّاء-
310- ظَفْرُ بن مُظَفَّر [3] بن عبد الله بن كِتنّة [4] .
الفقيه أبو الحسين الحلبيّ الشافعيّ.
سمع: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبيد الله بن الورّاق.
روى عنه: السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ.
مات رحمه الله في الكُهُولة [5] .
- حرف العين-
311- عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رِضا [6] .
أبو محمد اليابُرِيّ [7] المغربيّ، من رهْط الأخطل [8] الشّاعر.
__________
[1] انظر عن (صلة بن المؤمّل) في: تاريخ بغداد 9/ 337 رقم 4883.
[2] وقال الخطيب: ذكر لي أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الإمام بالأنبار أنه كتب عنه بمصر في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وكان صدوقا.
[3] انظر عن (ظفر بن مظفّر) في:
مختصر تاريخ دمشق 1/ 233 رقم 129، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 121، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 52، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 423، 424 رقم 379.
[4] في: تهذيب تاريخ دمشق: «كتبه» وهو تصحيف.
[5] وذكر أبو بكر الحداد أنه كان فقيها شافعيا ثقة. (التهذيب 7/ 121) .
[6] انظر عن (عبد الله بن رضا) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 267 رقم 589.
[7] اليابري: بياء مثناة من تحتها، والباء الموحّدة المضمومة، وراء مهملة. نسبة إلى: يابرة، بلد في غربي الأندلس، (معجم البلدان 5/ 424) .
وقد وقع في (الصلة) : «يابره» (بياءين) وهو تصحيف.
[8] وقع في المطبوع من (الصلة) : «الأخطال» .

(29/263)


كان بارعًا في الأدب والبلاغة والنَّظْم والإنشاء، له ذِكْر وتُوُفّي بإشبيليّة في ذي الحجّة عن بضعٍ وسبعين سنة [1] .
312- عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن بِشْران [2] .
البغداديّ الشّاهد.
أبو محمد بن الشّيخ أبي الحسين.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا.
وتُوُفّي في شوّال [3] .
313- عبد الرحمن بن أحمد بن أشجّ [4] .
أبو زيد القرطبيّ.
روى عن: أحمد بن عبد الله بن العَنان، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وابن مُفَرِّج القاضي.
قال ابن حيّان: كان من أهل العدالة والمروءة، وكان قليل العلم.
تُوُفّي في رجب هو والقاضي يونس في يوم.
314- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عبد الرحمن بن سعيد بن خالد ابن حُمَيْد بن أبي العجائز [5] .
الأزْديّ الدّمشقيّ، المعدّل.
سمع من: أبيه، وأبي بكر المَيَانِجِيّ، والرَّبَعيّ.
روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وقال: مات في محرّم.
__________
[1] مولده سنة 354 هـ.
[2] انظر عن (عبد الله بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 14 رقم 5130.
[3] وكان مولده سنة 355 هـ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 238 رقم 700.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
مختصر تاريخ دمشق 14/ 291 رقم 202.

(29/264)


315- عبد القاهر بن طاهر [1] .
الأستاذ أبو منصور البغداديّ.
مات بإسْفَرايين، وكان أحد الفُقهاء.
سمع: أبا عَمْرو بن نُجَيْد، وأبا عَمْرو محمد بن جعفر بن مطر.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن شِيرُوَيْه، وأبو القاسم عبد الكريم القُشَيريّ.
وكان أبو منصور تلميذ الأستاذ أبي إسحاق الإسْفَرائينيّ. وكان يدرّس في سبعة عشر فنًّا، وكان محتشمًا متموِّلًا. صنّف كتاب «التَّكملة» في الحساب.
وقال أبو عثمان شيخ الإسلام الصّابونيّ: كان الأستاذ أبو منصور من أئمّة الأصول، وصدور الإسلام، بإجماع أهل الفضل والتّحصيل. بديع التّرتيب، غريب التّأليف والتّهذيب. تراهُ الْجِلَّةُ صدْرًا مقدَّمًا، ويدعوه الأئمّة إمامًا مُضَخَّمًا.
ومن خراب نَيْسابور أنِ اضطُّرَّ مثلُه إلى مفارقتها [2] .
وقيل: إنّه لمّا حصَل بإسْفَرايين ابتهجوا بمَقْدِمِهِ إلى الغاية، ودُفِنَ إلى جانب الأستاذ أبي إسحاق [3] .
وقد أفردتُ له ترجمةً، ووقع لي من عواليه [4] .
__________
[1] انظر مصادر ترجمة (عبد القاهر بن طاهر) في ترجمته المختصرة التي تقدّمت برقم (229) في وفيات سنة 427 هـ. من هذا الجزء.
[2] تبيين كذب المفتري 253.
[3] تبيين كذب المفتري 253.
[4] وقال ابن عساكر: حدّثني الشيخ أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي، عن أبيه القاضي أبي طاهر قال: قال أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه في ذكر أبي عثمان الصابوني أنه ذكر أبا منصور المتكلّم. قال أبو علي: وكنت قد أهملت ذكر اسمه ونسبه اعتمادا على شهرته، فقال لي أبو عثمان: قيّد ذكره بإثبات اسمه، وأزل الشبهة عن فضله، وأثبت فوق الكنية «عبد القاهر بن طاهر» ، لئلّا يظنّ أنك أردت أبا منصور الآخر، فكأنه أشار إلى خلاف في الاعتقاد كان بينهما، ومهما نفيت الاحتمال والشركة ورفعت الظنّ والشبهة بأن إني أردت ببياني أبا منصور البغدادي.
وقال: كتب إليّ الشيخ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل النيسابورىّ قال في: «ذيل تاريخ نيسابور» : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور الأستاذ الإمام الكامل ذو الفنون الفقيه الأصولي الأديب الشاعر النحويّ، الماهر في علم الحساب، العارف بالعروض، ورد بنيسابور مع أبيه أبي عبد الله طاهر وكان ذا مال وثروة ومروءة، وتفقّه على أهل العلم والحديث،

(29/265)


- عبد الملك بن محمد [1] .
أبو منصور الثّعالبيّ.
الأصحّ موته في سنة ثلاثين.
316- عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز [2] .
أبو الوليد الإشبيليّ ابن القُوطِيّة.
كان متصرِّفًا في الفقه والحساب والآداب، بارعًا في عقْد الوثائق، راويةً للأخبار.
روى عن: أبي بكر بن السّليم القاضي. وأبان بن السّرّاج، وجماعة.
وأوّل ما سمع سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
317- عليّ بن الحسن [3] .
الأديب أبو طاهر بن الحَمَاميّ [4] الشّاعر.
خَدَم بني بُوَيْه، وترسّل إلى الأطراف.
روى عنه: القاضي أبو تمام الواسطيّ، والحسين بن الصّابيء.
__________
[ () ] وابنه أنفق ماله على أهل العلم حتى افتقر. صنّف في العلوم، وأربي على أقرانه في الفنون، ودرس في سبعة عشر نوعا من العلوم، وكان درس على الأستاذ أبي إسحاق الأسفرايني وأقعده بعده في مسجد عقيل للإملاء مكانه، وأملى سنين. واختلف إليه الأئمّة، فقرءوا عليه، مثل الإمام ناصر المروزي، وأبي القاسم القشيري، وغيرهما ... أنشدنا الشيخ أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الفاضلي بنوقان قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذّن بنيسابور، قال: أنشدنا الأستاذ الإمام أبو منصور البغدادي لنفسه:
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته (إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) (تبيين كذب المفتري 253 و 254) .
[1] انظر ترجمة (عبد الملك بن محمد الثعالبي) ومصادرها في وفيات سنة 430 هـ. برقم (349) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 359 رقم 770.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] الحمامي: بتخفيف الميم. هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما إلى الحمام التي هي الطيور واقتنائها، وببغداد جماعة يقال لهم أصحاب الحمام التي يطيّرونها ويرسلونها إلى البلاد.
(الأنساب 4/ 208) .

(29/266)


- حرف الميم-
318- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن إسحاق [1] .
أبو الفضل الدَّنْدَانْقانيّ [2] ، الفقيه المعروف بالزّاهريّ. وهي نسبة إلى زاهر ابن أحمد السَّرْخَسِيّ [3] ، لكونه رحلَ إليه، وتفقَّه عليه.
روى عنه، وعن: أحمد بن سعيد ... [4] ، وأبي القاسم بن حبيب المفسِّر، وغيرهم.
روى عنه: ابنه إسماعيل، وأبو حامد أحمد بن محمد الشّجاعيّ، ومحمد ابن أحمد الطَّبَسيّ [5] .
وتُوُفّي بقريته عن نَيِّفٍ وتسعين سنة.
319- محمد بن سعيد بن محمد بن نَبَات [6] .
أبو عبد الله الأُمويّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ.
وكان ثقة صالحا، معتنيا بالعلم، جيد المشاركة، من أهل السّنّة [7] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] في الأصل: «الدنداتفاني» ، والتصويب من (الأنساب 5/ 344) وفيه:
«الدّندانقانيّ» بفتح الدّالين المهملتين، بينهما النون، ونون أخرى بعد الألف وبعدها القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الدندانقان، وهي بليدة على عشرة فراسخ من مرو في الرمل.
[3] انظر: الأنساب 7/ 69.
[4] في الأصل بياض، ولم تسعفني المصادر لأسوّده.
[5] الطّبسيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة. هذه النسبة إلى «طبس» وهي بلدة في برّيّة، إذا خرجت منها إلى أيّ صوب منها سلكت وقصدت لا بدّ من ركوب البرّيّة، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (الأنساب 8/ 209) ومنها: محمد بن أحمد الطبسي المذكور، وهو أيضا كتب عن: أبي القاسم بن حبيب المفسّر. وكانت وفاته في حدود سنة 480 هـ.
[6] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 519، 520 رقم 1136.
[7] قال ابن بشكوال: «وكان معتنيا بالآثار، جامعا للسنن، ثقة في روايته، ضابطا لكتبه، وكان شيخا فاضلا، صالحا ديّنا ورعا، منقبضا عن الناس، مقبلا على ما يعنيه. وذكره أبو عمر ابن مهدي المقرئ في كتاب رجاله الذين لقيهم فقال: كان رجلا صالحا مسنّا، كثير الرواية، ثقة فيما نقله، ضابطا له، يؤدّب بالقرآن، وكانت عنايته بنقل العلم عظيمة. ونسخ أكثر روايته بخطه.
وذكره الخولانيّ وقال: كان شيخا صالحا من أهل العناية بالعلم، حافظا للحديث مع الفهم،

(29/267)


توفي في المحرم عن ثلاثٍ وتسعين سنة، رحمه الله.
320- محمد بن سعيد الخطّابيّ الهَرَويّ [1] .
عاش نَيِّفًا وتسعين سنة.
كنيته: أبو عبد الله.
روى عن: حامد الرّفّاء.
روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ، وأهل هَرَاة.
321- محمد بن عليّ بن محمد [2] .
أبو بكر السَّقَطيّ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وغيره.
روى عنه: الخطيب. وصدَّقه.
تُوُفّي في ذي الحجّة [3] .
322- محمد بن عمر بن محمد القاضي [4] .
أبو بكر بن الأخضر الدّاوديّ الفقيه.
بغداديّ ثقة، إمام.
سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن المظفَّر، وجماعة.
وثّقه الخطيب وروى عنه.
عاش ستًّا وسبعين سنة [5] .
__________
[ () ] قديم الطلب، متكرّرا على الشيوخ وسمع منهم، وكتب عنهم محتسبا متسنّنا مجانبا لأهل البدع والأهواء. سيفا مجرّدا عليهم. كتب بخطه علما كثيرا ما علمت أحدا ممن أدركنا بلغ مبلغه في فنون العلم وضروبه» .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته. و «الخطّابي» بفتح الخاء المنقوطة وتشديد الطاء المهملة وكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. (الأنساب 5/ 144) .
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 95 رقم 1093.
[3] وكان مولده سنة 357 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 38 رقم 972، والمنتظم 8/ 99 رقم 119 (15/ 266 رقم 3213) .
[5] وكان مولده سنة 353 هـ.

(29/268)


323- محمد بن محمد بن محمد [1] .
أبو الموفَّق النَّيْسَابوري.
محدِّث رحّال.
سمع ببغداد أبا الحسين بن الجنديّ [2] ، وبدمشق عبد الوهّاب الكِلابيّ، وبمصر الحافظ عبد الغنيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم بن الفرّات، والخطيب [3] .
324- محمد بن يوسف بْن محمد [4] .
أبو عَبْد الله [5] الأُمويّ القُرْطُبيّ النّجّاد.
خال الحافظ أبي عَمْرو الدَّانيّ.
أخذ القراءة عَرْضًا عن: أبي أحمد السّامريّ بمصر، وأبي الحسن الأنطاكيّ بقُرْطُبة.
وكان صدوقًا، متقنًا، عارفًا بالقراءات والعربيّة والحساب. أقرأ النّاسَ بقُرْطُبة، ثمّ استوطن الثَّغْر، وأقرأ الناسَ به دهرا [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 27 رقم 19، وتاريخ بغداد 3/ 233 رقم 1305، والمقفّى للمقريزي (المخطوط) 4/ 81، ومختصر تاريخ دمشق 23/ 196 رقم 238.
[2] هكذا في الأصل دون تحريك أو ضبط. ويشكل فيها بين: «الجندي» بفتح الجيم وسكون النون، و «الجندي» بفتح الجيم والنون معا، وفي آخرها الدال المهملة. والأولى: بلد يقال لها: الجند، من حدود الترك على طرف سيحون. والأخرى: بلدة من بلاد اليمن مشهورة.
(انظر: الأنساب 3/ 319 و 320) .
[3] وقال الخطيب: قدم بغداد بعد سنة تسعين وثلاثمائة، فكتب عنه جماعة من شيوخها ... ، ورجع إلى بغداد فأقام، بها مدّة وحدّث، وعلّقت عنه شيئا يسيرا، وخرج من بغداد إلى نيسابور في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وحدّثني أبو القاسم الأزهري عنه أنه لما قدم بغداد في الابتداء ادّعى أنه هاشمي النسب، فطلبه النقيب فهرب خوفا منه، ولم يعد إلى البلد إلّا بعد سنين كثيرة. (تاريخ بغداد 3/ 233) .
[4] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 520، 521 رقم 1137، ومعرفة القراء الكبار 1/ 388، و 389 رقم 325، وغاية النهاية 2/ 287 رقم 3560.
[5] في: غاية النهاية: «أبو الفرج» .
[6] الصلة 2/ 521.

(29/269)


وتُوُفّي في ذي القعدة وقد قارب الثّمانين [1] .
- حرف النّون-
325- نصر بن شعيب [2] .
أبو الفتح الدِّمياطيّ.
قدِم الأندلس تاجرًا [3] ، وكانت له رواية واسعة عن جماعة [4] .
روى عن أبي بكر الأُدْفُويّ كثيرًا.
وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا للعربية.
قدم الأندلس في هذا العالم [5] .
- حرف الياء-
326- يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله [6] .
قاضي القضاة بقرطبة أبو الوليد بن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها.
ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وحدث عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشيّ صاحب النّسائيّ، وأبي
__________
[1] وكان مولده بعد سنة 350 هـ. بيسير.
[2] انظر عن (نصر بن شعيب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 639 رقم 1400.
[3] في سنة 429 هـ.
[4] من المصريين، والحجازيين، والشاميّين.
[5] وكان مولده سنة 353 هـ.
[6] انظر عن (يونس بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 384، 385، رقم 910، وترتيب المدارك 4/ 739- 741، ومطمح الأنفس 59، 60، والصلة لابن بشكوال 2/ 684- 686 رقم 1512، وتاريخ قضاة الأندلس 95، 96، وبغية الملتمس للضبّي 512، 513، ووفيات الأعيان 5/ 275، والعبر 3/ 169، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1393، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وسير أعلام النبلاء 17/ 569، 570 رقم 375، ودول الإسلام 1/ 255، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100، ومرآة الجنان 3/ 52، والديباج المذهب 2/ 374- 376، والمغرب في حلي المغرب 1/ 159، والوفيات لابن قنفذ 238، وكشف الظنون 495، 1707، وشذرات الذهب 3/ 244، وإيضاح المكنون 1/ 285- 287، وهدية العارفين 2/ 572، وشجرة النور الزكية 1/ 133، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 845، ومعجم المؤلّفين 13/ 348، 349.

(29/270)


عيسى اللّيْثيّ، وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التَّغْلبيّ، وتميم بن محمد القروي، والقاضي محمد بن إسحاق بن السليم.
وتفقه مع القاضي أبي بكر بن زرب، وجمع مسائله.
وروى أيضا عن: أبي بكر بن القُوطِيّة، واحمد بن خالد [التّاجر] [1] ، ويحيي بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وابن م [جلس الكبير] [2] ، وأبي زكريا بن عائذ، والزبيدي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي محمد عبد المؤمن، وأبي عبد الله بن أبي دليم.
وسمع منهم وأكثر عنهم، وقد أجاز له من المشرق: الحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني [3] .
وولي أولا قضاء بطليوس، ثم صرف.
وولي خطابة مدينة الزهراء [4] .
ثم ولي القضاء والخطبة بقرطبة مع الوزارة. ثم صرف عن جميع ذلك ولزِم بيته.
ثمّ ولي قضاء الجماعة والخطبة سنة تسع عشرة وأربعمائة [5] ، فبقي قاضيا إلى أن مات [6] .
قال صاحبه أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالحديث والفقه، كثير الرّواية، وافر الحظّ من العربيّة واللّغة، قائلًا للشِّعر النَّفيس، بليغًا في خُطَبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزُّهد والفضل والقنوع باليسير. ما لقيت في شيوخنا مَن يُضاهيه في جميع أحواله.
كنتُ إذا ذاكَرْتُهُ شيئًا من أمر الآخرة يصفرُّ وجهه ويدافع البكاء، وربّما غلبه. وكان الدَّمْع قد أثّر في عينيه وغيّرها لكثرة بكائه. وكان النّور باديا على
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: الصلة 2/ 684.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: ترتيب المدارك 4/ 739.
[3] الصلة 2/ 684.
[4] زاد ابن بشكوال: «مضافة له إلى خطّته في الشورى، ثم ولي خطّة الرد مكان ابن ذكوان بعهد العامرية والخطبة بجامع الزهرة» . (الصلة 2/ 684) .
[5] قلّده إيّاها «المعتدّ» .
[6] الصلة 2/ 684، 685.

(29/271)


وجهه. وصَحِب الصّالحين، وما رأيتُ أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم. صنّف كتاب «المنقطعين إلى الله» ، وكتاب «التّسليّ عن الدّنيا» ، وكتاب «فضل المتهجّدين» ، وكتاب «التّسبّب والتّيسير» [1] ، وكتاب «محبّة الله والابتهاج بها» ، وكتاب «فضل المستصرخين باللَّه عند نزول البلاء» [2] .
روى عنه: مكّيّ بن أبي طالب القيسيّ، وأبو عبد الله بن عائد، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عَمْر بن عبد البَرّ، ومحمد بن عتّاب، وأبو عمر بن الحذّاء، وأبو محمد بن حزْم، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطّلّاع، وخلْق سواهم.
ودُفِنَ يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيّعه خلق عظيم.
وكان وقت دفنه غيث وابل [3] رحمه الله.
ومن شِعره:
فررتُ إليكَ من ظُلمي لنفسي ... وأوحَشَني العِبادُ فأنتَ أُنْسي
رِضاكَ هو المُنى، وبكَ [4] افتخارِي ... وذِكْرُكَ في الدُّجَى قَمَري وشمسي
قصدتُ إليكَ منقطِعًا غريبًا ... لتُؤْنِسَ وحْدَتي في قَعْر رمسي
وللعُظْمى من الحاجات عندي ... قصدت وأنت تعلم سرّ نفسي [5]
__________
[1] في (ترتيب المدارك 4/ 741) : «التسبيب والتقريب» .
[2] الصلة 2/ 685، ومن مؤلّفاته الأخرى: «الموعب في تفسير الموطّأ» ، وكتاب «المنقطعين إلى الله عزّ وجلّ» ، وكتاب «فضائل الأنصار» ، وكتاب «التسلّي عن حبّ المدينة» ، و «تكملة كتاب العبادة» ، وكتاب «الموجز الكافي ودعاء الصالحين» ، وكتاب «المراقب والمحاضر» ، وكتاب «المعمرين» ، وكتاب «الحكايات» ، وكتاب «فضائل السّير في الزهد» (ترتيب المدارك 4/ 741) .
[3] الصلة 2/ 686.
[4] في (الجذوة) : «وبه» ، والمثبت يتفق مع (بغية الملتمس) .
[5] الأبيات في: جذوة المقتبس 385، وبغية الملتمس 513.
وقال القاضي عياض في ترجمته: كان أولا يتولّى بني أميّة، فلما انقرضت دولتهم انتمى في الأمصار ... قال محمد بن عبد الله الخولانيّ: كان رجلا صالحا قديم الخير والطلب مع الأدب، مقدّما في الفقهاء والأدباء، مشاركا في كل فنّ، قدّمه ابن زرب للشورى، وسمع منه الناس ... قال ابن حيّان: كان يونس من أكابر أصحاب ابن زرب، المقدمين في بسط العلم وسعة الرواية وجودة الخطابة، وبراعة الشعر. أخر الخطباء المعدودين، وأسند من بقي من المحدّثين، وأوسعهم جمعا وأعلاهم سندا، وكان خاتمة قضاة بني أميّة في الفتنة، وتولى

(29/272)


__________
[ () ] للسلطان أعمالا كثيرة من القضاء بالكور والعمل بخطة الرد والشورى، وولي الشورى بقرطبة والزهراء الزاهرة، وولي قضاء الجماعة أيام المعتمد [كذا، والصواب: المعتدّ] وهو ابن نيّف وثمانين، وكان يقال بقرطبة: إن مات يونس ولم يل القضاء الجماعة مات شهيدا. وكان يميل مع هذا إلى التصرّف والعبادة والنسك. مع هذا كله. وكان مقدّما في علم اللسان والأدب، حسن البلاغة، سريع الدمعة، ولم يكن بالبارع في فقهه، وتوالي مرضه فاستخلف على الصلاة والخطبة مكي بن أبي طالب، ولازم الحكم متحاملا إلى أن مات. وأشهد على عهده بالقضاء لحفيده مغيث بن محمد بن يونس، فلم ينفّذ فيه عهده بعد موته. فكانت مدّته في قضاء قرطبة تسع سنين ونصفا. وذكره الأمير أبو نصر في كتابه فقال: مختلف فيه. قال الباجي: هو مشهور بالعلم. قال ابن الحصّار: وكان في سيرة يونس أيام قضائه إباحته المقصورة لجميع الناس، ومنع المارّة في صحن الجامع. قال أبو مروان الطبني: شهدت يوما شيخا جاء إلى القاضي يونس يرغب إليه أن يجيز له ما رواه، ولم يرو بعد هذا، فلم يجبه، فغضب السائل. فنظر إلى يونس فقال: يا هذا نعطيك ما لم نأخذ؟ هذا محال محال. فقال يونس: هذا جوابي.
وأنشد له ابن حيّان:
أدافع أيامي بقصد وبلغة ... والزم نفسي العبر عند الشدائد
وأعلم أني في مكابدة البلاء ... بعين الّذي يرجوه كل مكابد
وله أيضا رحمه الله:
سارع إلى الخير وبادر به ... فإنّ من خلفك ما تعلم
لا تسأم الكدّ وطول السري ... فطالب الفردوس لا يسلم
وله أيضا رحمه الله.
النوم من مرسلة رحمة ... وراحة للبدن المتعب
فخذ النوم بحظّ فإن ... قضيت منه وطرا فانصب
(ترتيب المدارك 4/ 739- 741) .

(29/273)


سنة ثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
327- أحمد بن الحسن بن فُورك بن محمد بن فُورك بن شَهْريار [1] .
روى عن: الطَّبْرانيّ، وأبي الشّيخ.
روى عنه: سعيد بن محمد البقّال.
حدَّث في هذه السَّنة في آخرها.
328- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مِهْران [2] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن أحمد أبي نعيم الأصبهاني) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 35 رقم 3، وتقييد العلم للخطيب 32، 84، 91، وتبيين كذب المفتري 246، 247، والمنتظم 8/ 100 رقم 120 (15/ 268 رقم 3214) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 73 رقم 205، ومعجم البلدان 1/ 201، والكامل في التاريخ 9/ 466، والمنتخب من السياق 91، 92 رقم 198، والتقييد، لابن النقطة 144- 146 رقم 165، (وانظر 45 في ترجمة: محمد بن أحمد الصواف) ، والمبهمات للنووي (مخطوط) 35 أ، ووفيات الأعيان 1/ 91، 92، وانظر: 1/ 77 و 2/ 372، 407، 486، 499 و 3/ 168، 275، 297 و 4/ 292 و 5/ 368 و 7/ 309، وعيون الأنباء 108، والمختصر في أخبار البشر 2/ 162، والعبر 3/ 170، ودول الإسلام 1/ 255، 256، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1394، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وميزان الاعتدال 1/ 111 رقم 438، وتذكرة الحفاظ 3/ 1092- 1098، وسير أعلام النبلاء 17/ 453- 464 رقم 305، والرواة الثقات 49 رقم 5، وتاريخ ابن الوردي 1/ 345، والوافي بالوفيات 7/ 81- 84، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 176 ب، ومرآة الجنان 3/ 52، 53، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 7، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 474، 475، والبداية والنهاية 12/ 45، والوفيات لابن قنفذ 239، وغاية النهاية 1/ 71 رقم 311، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 206، 207 رقم 163، وتاريخ الخميس 2/ 399، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطيّ 49- 52 رقم 35، ولسان الميزان 1/ 201 رقم 637، والنجوم الزاهرة 5/ 30، وطبقات الحفاظ 432 رقم 960، وتاريخ الخلفاء 422، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 141، 142، ومنهج المقال 37، وتنقيح المقال 1/ 65، ومنتهى المقال 36،

(29/274)


أبو نُعَيْم الأصبهاني الصُّوفيّ الأحْوَل، سِبْط الزّاهد محمد بن يوسف البنّاء.
كان أحد الأعلام ومَن جمع الله له بين العُلُوّ في الرّواية والمعرفة التّامة والدّراية.
رحلَ الحفّاظ إليه من الأقطار، وأَلحقَ الصِّغار بالكبار.
ولد سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة بأصبهان. واستجاز له أبوه طائفةً من شيوخ العصر تفرّد في الدّنيا عنهم.
أجاز له خَيْثَمة بن سُليمان [1] وجماعة من الشّام، وجعفر الخُلْديّ وجماعة من بغداد، وعبد الله بن عمر بن شَوْذَب من واسط، والأصَمّ من نيسابور، وأحمد ابن عبد الرّحيم القَيْسرانيّ.
وسمع سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة من: عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس، والقاضي أبي أحمد محمد بن أحمد العسّال، وأحمد بن مَعْبَد السِّمسار، وأحمد بن محمد القصّار، وأحمد بن بُنْدَار الشّعّار، وعبد الله بن الحسين بن بُنْدَار، والطَّبْرانيّ، وأبي الشّيخ، والجِعَابيّ [2] .
ورحلَ سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة، فسمع ببغداد: أبا عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبا بحر البَرْبَهَاريّ، وعيسى بن محمد الطُّوماريّ [3] ، وعبد الرحمن والد المخلّص، وابن خلّاد النَّصِيبيّ، وحبيبًا القزّاز، وطائفة كبيرة.
__________
[ () ] وشذرات الذهب 3/ 245، وديوان الإسلام 4/ 311، 312 رقم 2087، وروضات الجنات 75، وهدية العارفين 1/ 74، 75، وأعيان الشيعة 9/ 5- 13، والأعلام 1/ 15، ومعجم المؤلفين 1/ 282، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 88، 101، 104، 117، 140، 197، 200، 203، 214 و 2/ 286 و 3/ 415، 635، 664، 665، ومعجم طبقات الحفّاظ 53 رقم 958.
[1] وهو الأطرابلسي المتوفى سنة 343 هـ. انظر: من حديث خيثمة (بتحقيقنا) ص 35.
[2] الجعابيّ: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة. وهو: أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن الجعابيّ قاضي الموصل، المتوفى سنة 355 هـ. (الأنساب 3/ 263، 264) .
[3] الطّوماريّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون الواو، وفتح الميم، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى «طومار» وهو لقب رجل. (الأنساب 8/ 276) وقد اشتهر عيسى بن محمد بصحبة أبي الفضل بن طومار الهاشمي، فقيل له: الطوماريّ، وهو من أهل بغداد.

(29/275)


وسمع بمكة: أبا بكر الآجُرِّيّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْديّ.
وبالبصرة: فاروق بن عبد الكبير الخطّابيّ، ومحمد بن عليّ بن مُسْلم العامريّ، وأحمد بن جعفر السَّقَطيّ، وأحمد بن الحسن اللّكّيّ، وعبد الله بن جعفر الجابريّ، وشَيْبان بن محمد الضُّبَعيّ [1] ، وجماعة.
وبالكوفة: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، وأبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وجماعة.
وبنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم، وحُسَيْنك التّميميّ، وأصحاب السّرّاج، فَمَن بعدهم.
وصنّف مُعْجمًا لشيوخه، وصنَّف كتاب «حِلْية الأولياء» ، وكتاب «معرفة الصّحابة» ، وكتاب «دلائل النُّبُوَّة» ، وكتاب «المستخرج على البخاري والمستخرج على مسلم» ، وكتاب «تاريخ بلده» ، وكتاب «صفة الجنَّة» ، وكتاب «فضائل الصحابة» .
وصنّف شيئًا كثيرًا من المصنَّفات الصِّغار. وحدَّث بجميع ذلك.
روى عنه: كوشيار بن لياليزور الجيليّ [2] وأبو سعْد المالِينيّ وتُوُفّي قبله بثماني عشرة، وتُوُفّي كوشيار قبله ببضع وثلاثين سنة، وأبو بكر بن أبي عليّ الذَّكْوَانيّ وتُوُفّي قبله بإحدى عشرة سنة، والحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو صالح المؤذّن، والقاضي أبو عليّ الوَخْشيّ، ومستمليه أبو بكر محمد بن إبراهيم العطّار، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وهبة الله بن محمد الشّيرازيّ، ويوسف ابن الحَسَن التَّفَكُّريّ، وعبد السّلام بن أحمد القاضي، ومحمد بن عبد الجبّار بن ييّا [3] ، وأبو الفضل حمد، وأبو عليّ الحسن ابنا أحمد الحدّاد، وأبو سعد محمد
__________
[1] الضّبعيّ: بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخره العين المهملة. هذه النسبة إلى «ضبيعة» بن قيس بن ثعلبة بن عكّابة بن صعب ... نزل أكثرهم البصرة، وكانت بها محلّة تنسب إليهم يقال لهم: بنو ضبيعة. (الأنساب 8/ 140) .
[2] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 456، وفي (الأنساب 3/ 414) : «لياليروز» (بتقديم الراء وتأخير الزاي) . و «الجيليّ» : بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرّقة وراء طبرستان ويقال لها: كيل وكيلان، فعرّب ونسب إليها، وقيل:
جيلي وجيلاني.
[3] بياءين، الثانية ثقيلة. انظر: تبصير المنتبه 1/ 221، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 122.

(29/276)


ابن محمد المطرِّز، وأبو منصور محمد بن عبد الله الشُّرُوطيّ، وغانم البُرْجيّ، وخلْق كثير، آخرهم وفاة أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدَّشْتيّ [1] الذَّهَبيّ.
قال أبو محمد بن السَّمَرْقَنْديّ: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه أسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهانيّ، وأبو حازم العبدوييّ [2] .
وقال ابن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السِّلفيّ أخبار أبي نُعَيْم وذَكَرَ من حدَّث عنه وهُم نحو ثمانين رجلًا.
وقال: لم يُصنَّف مثل كتابه «حِلْية الأولياء» ، سمعناه على ابن المظفّر القاشانيّ [3] عنه سوى فوتٍ يسير [4] .
وقال أحمد بن محمد بن مَرْدَوَيْه: كان أبو نُعَيْم في وقته مَرْحولًا إليه، ولم يكن في أُفُقٍ من الآفاق أسْنَدُ ولا أحْفَظُ منه. كان حُفَّاظ الدّنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كلِّ يومٍ نَوْبة واحدٍ منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظُّهْر، فإذا قام إلى داره ربّما كان يُقرأ عَلَيْهِ في الطّريق جزء، وكان لا يضْجَر لم يكن له غذاء سوى التّصنيف أو التّسميع [5] .
وقال حمزة بن العبّاس العلويّ: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو
__________
[1] في: سير أعلام النبلاء 17/ 458 «الدّشتج» .
و «الدّشتيّ» : بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى الجدّ وإلى قرية. فالجدّ هو: أبو سهل عبد الملك بن عبد الله بن محمد ابن أحمد الدشتي من أهل نيسابور. وأما القرية فهي دشتي من قرى أصبهان. (الأنساب 5/ 314 و 315) .
[2] التقييد 145، وقد قال الحافظ السبكي عن عدم ذكر الخطيب لأبي نعيم في تاريخه: «والحافظ أبو بكر الخطيب وهو من أخصّ تلامذته، وقد رحل إليه، وأكثر عنه، ومع ذلك لم يذكره في «تاريخ بغداد» ، ولا يخفى عليه أنه دخلها، ولكن النسيان طبيعة الإنسان، وكذلك أغفله الحافظ أبو سعد ابن السمعاني، فلم يذكره في «الذيل» . (طبقات الشافعية الكبرى 4/ 20) .
[3] هكذا في الأصل بالشين المعجمة، ومثله في: تذكرة الحفاظ 3/ 1093، ويقال لها «قاساني» بالسين المهملة، كما في (سير أعلام النبلاء) 17/ 458) ، نسبة إلى «قاسان» وهي بلدة عند قمّ على ثلاثين فرسخا من أصبهان. (الأنساب 10/ 17) وفي (طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21) تصحّفت إلى «الفاشاني» (بالفاء) .
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1093، سير أعلام النبلاء 17/ 458، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21.
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1094، سير أعلام النبلاء 17/ 459، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21.

(29/277)


نُعَيْم أربعَ عشرةَ سنةٍ بلا نظير، لا يوجد شرقًا ولا غربًا أعلا [1] إسنادًا منه ولا أحفظ منه. وكانوا يقولون لمّا صنَّف كتاب «الحِلْية» : حُمِل إلى نَيْسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار [2] .
وقد روى أبو عبد الرّحمن السُّلَميّ مع تقدّمه عن رجلٍ عن أبي نُعَيْم، فقال في كتاب «طبقات الصُّوفيّة» [3] : ثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشميّ، حدّثنا أبو نُعَيْم أحمد بْن عَبْد اللَّه، أَنَا محمد بْن عليّ بن حُبَيْش المقرئ ببغداد، أنا أحمد بن محمد بن سهل الأَدَميّ، فذكر حديثًا [4] .
وقال السُّلَميّ: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبّار الفِرْسانيّ [5] يقول:
صرتُ إلى مجلس أبي بكر بن أبي عليّ المعدَّل في صِغَري مع أبي، فلمّا فرغ من إملائه قال إنسان: مَن أراد أن يحضر مجلس أبي نُعَيْم فلْيَقُمْ- وكان أبو نُعَيْم في ذلك الوقت مهجورًا بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشْعَريّة تعصُّبٌ زائدٌ يؤديّ إلى فتنةٍ وقال وقيل، وصراعٍ طويل- فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكاد يُقْتَل [6] .
وقال أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ: ذكر الشّيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمّن أدرك من شيوخ أصبهان أنّ السّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين لمّا استولى على إصبهان أمرَّ عليها واليا من قِبَله ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه. فردّ السّلطان محمود إليها، وأمّنهم حتّى اطمأنوا. ثمّ قصدهم يوم جمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة. وكانوا قبل ذلك قد منعوا أبا
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1094، سير أعلام النبلاء 17/ 459، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21.
[3] ص 266.
[4] الحديث عن أبي واقد الليثي قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، والناس يجبّون أسمة الإبل، ويقطعون أليات الغنم، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما قطع من البهيمة- وهي حيّة- فهو ميتة» . (طبقات الصوفية 266، 267) .
[5] الفرساني: بكسر الفاء أو ضمّها، وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان، وهي قرية من قرى أصبهان. قال ابن السمعاني: وكنت أظن أنها بضمّ الفاء إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا بكسر الفاء. ومنها محمد بن عبد الجبار المذكور. (الأنساب 9/ 270) ،
[6] تذكرة الحفاظ 3/ 1095، سير أعلام النبلاء 17/ 459، 460.

(29/278)


نُعَيْم الْحَافِظُ من الجلوس في الجامع، فَسَلِم ممّا جرى عليهم. وكان ذلك من كرامته [1] .
وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسيّ: سمعت عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول:
رأيت بخطّ أبي بكر الخطيب: سألت محمد بن إبراهيم العطّار مستملي أبي نُعَيْم [2] ، عن «جزء محمد بن عاصم» كيف قرأتَه على أبي نُعَيْم؟ وكيف رأيت سماعَه؟
فقال: فأخرج إليَّ كُتُبًا وقال: هو سَمَاعيّ.
فقرأتُ عليه.
قال الخطيب: وقد رأيت لأبي نُعَيْم أشياء يتساهل فيها منها أن يقول في الإجازة: «أخبرنا» ، من غير أن يُبَيْن [3] .
قال الحافظ أبو عبد الله بن النّجّار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نُعَيْم. والحافظ الصّادق إذا قال: هذا الكتاب سماعي، جاز أخْذُهُ عنه بإجماعهم [4] .
قلتُ: وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره، فهذا يفعله نادرًا. فإنه كثيرًا ما يقول: كتب إليَّ جعفر الخُلْديّ، كتب إليّ أبو العبّاس الأصمّ، أنبا عبد الله بن جعفر فيما قُرئ عليه، والظّاهر أنّ هذا إجازة. وقد حدَّثني الحافظ أبو الحجّاج القُضَاعيّ قال: رأيت بخطّ ضياء الدّين المقدسيّ الحافظ أنّه وجد بخطّ أبي الحجّاج يوسف بن خليل أنّه قال: رأيت أصل سماع الحافظ أبي نُعَيْم لجزء محمد بن عاصم فبطل ما تخيّله الخطيب [5] .
__________
[1] تبيين كذب المفتري 247، تذكرة الحفاظ 3/ 1095، سير أعلام النبلاء 17/ 460، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 21، 22.
[2] ترجم له الخطيب في (تاريخ بغداد 1/ 417 رقم 420) ولم يذكر فيها هذا الخبر.
[3] انظر: المنتظم 8/ 100 (15/ 268) ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1095، 1096، وسير أعلام النبلاء 17/ 460، والوافي بالوفيات 7/ 83، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 23.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1096، سير أعلام النبلاء 17/ 461، الوافي بالوفيات 7/ 83، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 24.
[5] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 461) : «وما أبو نعيم بمتّهم، بل هو صدوق عالم بهذا الفنّ، ما أعلم له ذنبا- والله يعفو عنه- أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه، ثم يسكت عن توهيتها» .

(29/279)


وقال يحيى بن مَنْدَهْ الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيزي النَّخْشَبيّ يقول: لم يسمع أبو نُعَيْم «مُسْنَد الحارث بن أبي أُسَامة» بتمامه من أبي بكر بن خلّاد، فحدَّث به كله [1] .
قال الحافظ ابن النّجّار: وَهِم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خطّ أبي نُعَيْم يقول: سمع منّي فلان إلى آخر سماعي من هذا المُسْنَد من ابن خلّاد، فلعلّه روى الباقي بالإجازة، والله أعلم.
لو رَجَمَ النَّجْمَ جميعُ الوَرَى ... لم يصِل الرَّجْمُ إلى النَّجْم [2]
تُوُفّي أبو نُعَيْم، رحمه الله، في العشرين من المحرَّم سنة ثلاثين، وله أربعٌ وتسعون سنة.
329- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصْبَغ البَيّانيّ [3] .
أبو عَمْرو القُرْطُبيّ.
روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جدّه قاسم بن أصْبَغ جميع ما رواه.
حدّث عنه: أبو محمد بن حزْم، والطّبْنيّ.
وكان عفيفًا طاهرًا، شديد الانقباض [4] .
أصابه فالج قبل موته [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 100 (15/ 268) .
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1096، 1097، سير أعلام النبلاء 17/ 462، الوافي بالوفيات 7/ 83، 84، وزاد المؤلّف- رحمه الله- في: السّير:
«قد كان أبو عبد الله بن مندة يقذع في المقال في أبي نعيم لمكان الاعتقاد المتنازع فيه بين الحنابلة وأصحاب أبي الحسن، ونال أبو نعيم أيضا من أبي عبد الله في تاريخه، وقد عرف وهن كلام، الأقران المتنافسين بعضهم في بعض. نسأل الله السماح. وقد نقل الحافظان: ابن خليل والضياء جملة صالحة إلى الشام من تواليف أبي نعيم ورواياته، أخذها عنهما شيوخنا، وعند شيخنا أبي الحجّاج من ذلك شيء كثير بالإجازة العالية كالحلية، والمستدرك على صحيح مسلم» .
[3] انظر عن (أحمد بن قاسم) في:
جذوة المقتبس للحميدي 142، 143، رقم 243، والصلة لابن بشكوال 1/ 47، 48، رقم 98، وبغية الملتمس للضبيّ 20 رقم 461.
[4] الصلة 1/ 48.
[5] قال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: أنشدني أبو عمرو البيّاني:
إذا القرشيّ لم يشبه قريشا ... بفعلهم الّذي بذّ الفعالا

(29/280)


330- أحمد بن الغمْر بن محمد [1] .
أبو الفضل الأبِيوَرْديّ.
سمع من: أبي أحمد بن ماسيّ، وغيره.
ومن: مَخْلَد بن جعفر البَاقَرْحيّ.
روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري.
331- أحمد بن محمد بن هشام بن جَهْوَر بن إدريس [2] .
أبو عَمْرو المَرْشَانيّ، من أهل مَرْشَانة [3] .
سكن قُرْطُبة.
روى عن: أبيه، وعمّه، وأبي محمد الباجيّ.
وحجّ سنة خمسٍ وتسعين، وجاور.
وسمع من: أبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ، وابن جَهْضَم.
وأجاز له أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّي من مكّة قديمًا في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
حدَّث عنه: القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو مروان الطُّبْنيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وأبو عمر بن عبد البَرّ.
وكان رجلًا صالحًا على سُنَّةٍ واستقامة، ومعرفة بالشّروط وعِلَلها.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة وله خمسٌ وسبعون سنة.
332- أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بْنُ الحارث [4] .
أبو بكر التّميميّ الأصبهاني الزّاهد، المقرئ، النَّحْويّ، المحدِّث.
نزيل نيسابور.
__________
[ () ]
فتيس من تيوس بني تميم ... بذي العبلات أحسن منه حالا
(جذوة المقتبس 143، الصلة 1/ 48، البغية 202) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن هشام) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 47 رقم 97.
[3] مرشانة: بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، وبعد الألف نون. مدينة من أعمال قرمونة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 107) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: العبر 3/ 170، وشذرات الذهب 3/ 245.

(29/281)


روى عن: أبي الشّيخ بن حبّان، وأبي الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وعبد الله بن محمد القرّاب، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعبد الغفّار بن محمد الشّيرُوِييّ، ومنصور بن بكر بن حَيْد، ومحمد بن يحيى المُزَكّيّ، وغيرهم.
وكان إمامًا في العربيّة. تخرَّج به أهل نَيْسابور.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل وله إحدى وثمانون سنة.
333- أحمد بن محمد بن يوسف [1] .
أبو نصر الدُّوغيّ [2] الْجُرْجَانيّ.
سمع: عبد الله بن عَدِيّ.
تُوُفّي قريبًا من سنة ثلاثين.
334- أحمد بن محمد بن إسحاق [3] .
أبو منصور المقرئ البغدادي. عُرِف بالحبّال.
قرأ على: أبي حفص الكتّانيّ.
قال الخطيب: ثقة، كتبتُ عنه، وكنتُ أتلقنُ عليه.
مات في ذي الحجّة.
335- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الدّوغيّ: بضم الدال المهملة بعدها الواو وفي آخرها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى الدّوغ وهو اللبن الحامض نزع منه السمن. (الأنساب) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 4/ 393 رقم 2285.
[4] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في:
السابق واللاحق 67، وتاريخ بغداد 6/ 313، 314 رقم 3360، والأنساب 4/ 289، والمنتظم 8/ 105 رقم 133 (15/ 274 رقم 3227) ، ومعجم الأدباء 6/ 128، 129، والتقييد لابن النقطة 202، 203 رقم 233، والمنتخب من السياق 129، 130 رقم 301، والعبر 3/ 171، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وسير أعلام النبلاء 17/ 539، 540 رقم 359، والوافي بالوفيات 9/ 84، ونكت الهميان 119، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 115، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 210، 211 رقم 167، والبداية والنهاية 12/ 47، وطبقات الشافعية الواسطي (مخطوط) 147 أ، وطبقات المفسرين للسيوطي 7، وطبقات

(29/282)


أبو عبد الرحمن الحِيريّ [1] ، النَّيْسابوريّ الضّرير، المفسِّر.
حدَّث عن: أبي الفضل محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد الحسن ابن أحمد المَخْلَديّ، وزاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، وأبي الحسين الخَفّاف، ومحمد بن مكّيّ الكُشْمِيهَنيّ [2] .
قال الخطيب [3] : قدِم علينا حاجًا سنة ثلاثٍ وعشرين، ونِعْم الشّيخ عِلْمًا وأمانة وصدقًا وخُلُقًا [4] .
وُلِد سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. ولمّا حجّ كان معه حمْل كُتُب ليُجاور، فرجع النّاس لفساد الطّريق، فعاد إلى نَيْسابور، وكان في جملة كُتُبه «البُخَاري» ، قد سمعه من الكشْمِيهني [5] . فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس [6] ، اثنان منها في ليلتين، كنتُ أبتدئ بالقراءة وقت المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر.
وقبل أنْ أقرأ الثّالث عبر الشّيخ إلى الجانب الشّرقيّ مع القافلة، فمضيت إليه مع طائفة كانوا حضروا اللّيلتين الماضيتين، فقرأتُ عليه من ضَحْوَة نهارٍ إلى المغرب، ثمّ من المغرب إلى طُلُوع الفجر، ففرغ الكتاب، ورحل الشّيخ صبيحتئذٍ [7] .
وقال عبد الغافر [8] : أبو عبد الرحمن الحبري المفسّر المقرئ الزّاهد،
__________
[ () ] المفسّرين للداوديّ 1/ 104، 105، وكشف الظنون 442، وشذرات الذهب 3/ 245، وهدية العارفين 1/ 209، 210، وديوان الإسلام 4/ 322 رقم 2101، والأعلام 1/ 303، ومعجم المؤلفين 2/ 260.
[1] تصحّفت في (شذرات الذهب 3/ 245) إلى «الجيزي» بالجيم والزاي.
[2] الكشميهنيّ: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء، وفي آخرها النون هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل إذا خرجت إلى ما وراء النهر، وكانت قرية قديمة استولى عليها الخراب. (الأنساب 10/ 436) .
[3] في تاريخه 6/ 313 و 314.
[4] في: تاريخ بغداد: كان فضلا وعلما ومعرفة وفهما وأمانة وصدقا وديانة وخلقا.
[5] عن الفربري.
[6] المنتظم 8/ 105.
[7] تاريخ بغداد 6/ 314.
[8] في (المنتخب من السياق 129) .

(29/283)


أحد أئمة المسلمين، كان من العلماء العالمين [1] . له التّصانيف المشهورة في [علوم] [2] ، القرآن، والقراءات، والحديث، والوعظ [3] رحل في طلب الحديث كثيرًا [4] .
وكان نفّاعًا للخلق، مفيدًا مباركًا في علمه وسماعه [5] . أنبا عنه مسعود بن ناصر [6] .
قلت: ذكر ابن خَيْرُون وفاتَه في سنة ثلاثين. وله تفسير مشهور. رحمه الله [7] .
336- إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر [8] .
أبو عليّ المصريّ، الأديب البزّاز.
دخل الأندلس تاجرًا في هذه السّنة.
وقد سافر إلى العراق، وخُراسان، واليمن، ولقي: أبا بكر الأبْهَريّ، وغيره.
واستكثر من الرّواية. وبرع في اللُّغة والعربيّة.
وكان من أهل الدّين والفضل [9] .
وُلِد بعد سنة خمسين وثلاثمائة.
- حرف الحاء-
337- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد [10] .
__________
[1] وزاد: «بالعلم» .
[2] إضافة من (المنتخب)
[3] زاد بعدها: «والتذكير، وله حفظ الحديث ومعرفة» .
[4] وزاد بعدها: «وسمع الصحيح للبخاريّ من أبي الهيثم، وسمع منه ببغداد» .
[5] كلمة (وسماعه) ليست في (المنتخب 130) .
[6] وهو قال: مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة بنيسابور. (التقييد 203) .
[7] أرّخ ابن الجوزي وفاته بسنة 431 هـ. (المنتظم 8/ 105) .
[8] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 106 رقم 247.
[9] وكان يقول الشعر.
[10] انظر عن (الحسن بن أحمد البلخي) في:
تاريخ بغداد 7/ 280 رقم 3779، والمنتظم 8/ 100 رقم 122 15/ 268، 269 رقم 3216، والمنتخب من السياق 181، 182 رقم 492.

(29/284)


الخطيب أبو عليّ البَلْخيّ.
قدِم بغداد حاجًّا، فحدَّث عن: محمد بن أحمد بن شاذان البلْخيّ، وغيره.
قال الخطيب أبو بكر [1] . كان ثقة.
عاش ستًّا وتسعين سنة [2] .
338- الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر [3] .
الشّيخ أبو محمد بن المسلِمة المعدّل.
حدَّث عن: محمد بن المظفّر.
قال الخطيب: صدوق.
مات في صفر، رحمه الله.
339- الحسين بن شُعَيْب [4] .
أبو عليّ المَرْوَزيّ السِّنْجِيّ [5] ، الفقيه الشّافعيّ.
عالم أهل مَرْو في وقته.
تفقّه بأبي بكر القفّال المَرْوَزيّ، وصَحِبه حتّى برع. ورحل وسمع من:
__________
[1] في تاريخه.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: ولد سنة 334 ووصفه بالخطيب الزاهد.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن المسلمة) في:
تاريخ بغداد 7/ 280 رقم 3775، والمنتظم 8/ 100، رقم 121 (15/ 268 رقم 3215) .
[4] انظر عن (الحسين بن شعيب) في:
الأنساب 7/ 165، 166، ومعجم البلدان 3/ 264، واللباب 2/ 147، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 261، ووفيات الأعيان 2/ 135، 136، وسير أعلام النبلاء 17/ 526، 527 رقم 351 وفيه: «الحسن بن محمد بن شعيب، ويقال اسمه الحسين بن شعيب» ، والوافي بالوفيات 12/ 378، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 183، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 150، وطبقات الشافعية الواسطي (المخطوط) 176 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 28، 29، رقم 602، والبداية والنهاية 12/ 57، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 212، 213 رقم 169، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 48، وكشف الظنون 479، وهدية العارفين 1/ 309، وديوان الإسلام 3/ 108 رقم 1190، والأعلام 2/ 258، ومعجم المؤلفين 4/ 11.
[5] السّنجيّ: هذه النسبة إلى سنج، بكسر السين المهملة، وسكون النون وفي آخرها جيم، وهي قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها، بها الجامع والسوق. (الأنساب 7/ 165) .

(29/285)


السّيّد أبي الحسن العلويّ، وأصحاب المَحَامليّ.
وهو أوّل من جمع في المذهب بين طريقتي الخُراسانيّين والعراقيّين [1] . وله وجه في المذهب.
وتفقّه ببغداد على الشّيخ أبي حامد [2] ، رحمه الله [3] .
340- الحسين بن محمد بن الحسن [4] .
أبو عبد الله البغداديّ الخلّال المؤدِّب.
سمع: أبا حفص بن الزّيّات، وجماعة.
ودخل إلى ما وراء النّهر. وسمع في طريقه بجُرجَان وهَمَذَان.
وسمع «صحيح البخاري» بكشمير من إسماعيل صاحب الكُشَانيّ [5] .
ورواه ببغداد.
قال الخطيب [6] : كتبنا عنه ولا بأس به. وهو أخو الحافظ أبي محمد الخلّال.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون.
341- الحسين بن محمد بن عليّ [7] .
__________
[1] الأنساب 7/ 165.
[2] وقال ابن خلّكان: وشرح الفروع التي لأبي بكر ابن الحدّاد المصري شرحا لم يقاربه فيه أحد، مع كثرة شروحها، فإنّ القفّال شيخه شرحها، والقاضي أبو الطّيب الطبري شرحها، وغير هما، وشرح أيضا كتاب التلخيص لأبي العباس ابن القاصّ شرحا كبيرا، وهو قليل الوجود، وله كتاب «المجموع» ، وقد نقل منه أبو حامد الغزالي في كتاب «الوسيط» .
وكان يقال في عصره: الأئمّة بخراسان ثلاثة: مكثر محقّق ومقلّ محقّق ومكثر غير محقّق، فالمكثر المحقّق أبو علي السنجي، والمقلّ المحقّق أبو محمد الجويني، والمكثر غير المحقّق ناصر المروزي. (وفيات الأعيان 2/ 135، 136) .
[3] وقع في (البداية والنهاية 12/ 157) أن وفاته في سنة 439 هـ.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
السابق واللاحق 67، وتاريخ بغداد 8/ 108 رقم 4224، والمنتظم 8/ 102 رقم 125 (15/ 270 رقم 3219) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 597 رقم 399، والبداية والنهاية 12/ 45.
[5] الكشانيّ: بضم الكاف والشين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الكشانيّة، وهي بلدة من بلاد السّغد بنواحي سمرقند على اثني عشر فرسخا منها. (الأنساب 10/ 431) .
[6] في تاريخه 8/ 108.
[7] انظر عن (الحسين بن محمد بن على) في:
والتقييد لابن النقطة 249 رقم 301، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 494.

(29/286)


أبو عبد الله الباسانيّ [1] .
روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي.
وحدَّث بصحيح الإسماعيليّ.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأبو العلاء صاعد بن سَيَّار، وإسماعيل بن حمزة بن فَضَالة، والهَرَويّون.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة [2] .
- حرف الزاي-
342- زياد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن زياد بن أحمد بن زياد [3] .
أبو عبد الله، قرطبيّ.
روى عن: أبيه، وأبي محمد الباجيّ وأجاز له.
روى عنه: أبو إسحاق بن شنْظِير مع تقدُّمه، وأبو عبد الله بن عَتّاب.
وعاش خمسًا وثمانين سنة [4] . ولم يكن له كبير عِلْم [5] .
- أبو زيد الدَّبُّوسيّ [6] .
هو عبد الله، يأتي.
343- زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الجذاميّ [7] .
__________
[1] هكذا في الأصل والتقييد 249 (بالسين المهملة) . وفي (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 494) :
«الفاشاني» (بالفاء والشين المعجمة) .
يقول خادم العلم «عمر» : الفاء تقلب (باء) في الفارسية. وفي (الأنساب 2/ 38) : «الباشاني» ، نسبة إلى باشان وهي قرية من قرى هراة.
[2] ورّخ وفاته: الحسين بن محمد بن الحسين بن الجنيد الجنيدي الكتبي، في تاريخه. (التقييد 249) .
[3] انظر عن (زياد بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 188 رقم 429.
[4] وكان مولده في سنة 347 هـ.
[5] وقال ابن بشكوال: وتولّى القضاء في الفتنة في بعض الكور، وكان الثغ.
[6] هو: عبد الله بن عمر، وستأتي ترجمته برقم (347) .
[7] انظر عن (زياد بن عبد العزيز) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 188، 189 رقم 430، ومعجم المؤلفين 4/ 188.

(29/287)


أبو مروان الشّاعر.
كان بارعًا في الآداب، بليغًا إخباريا.
له تصانيف في فُنُون.
عاش اثنتين وثمانين سنة وأشْهُرًا. وهو من أدباء الأندلس [1] .
- حرف السّين-
344- السّرِيّ بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيليّ [2] .
أبو العلاء الْجُرْجَانيّ.
عالم عصره في الفقه والأدب.
كان متواضعا، ومحبّا للعلماء والفقراء.
رحل، وسمع بالرِّيّ، وهَمَذَان، والكوفة، وبغداد.
وروى عن: جدّه أبي بكر [3] ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
وكان مفتي جُرْجَان بعد والده العلّامة أبي سعْد [4] .
تفقّه به جماعة، وتفرّد عن جدّه ببعض الكتب [5] . واستكمل سبعين سنة [6] .
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «حسن الشعر، روضة من رياض الأدب، وله تواليف في الاعتقادات، وشرح لبعض الأشعار، وله كتاب «منار السراج» في الردّ على القبري، وردّ علي منذر القاضي بأرجوزة مطوّلة» .
[2] انظر عن (السريّ بن إسماعيل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 226 رقم 360، وسير أعلام النبلاء 17/ 520 رقم 344، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 381.
[3] سمع منه أحاديث محمد بن عثمان بن أبي شيبة وتفسير شبل في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
(تاريخ جرجان) .
[4] تاريخ جرجان.
[5] كان جدّه قد خصّه بسماع تفسير شبل ولم يقرأ لأجد بعده.
[6] وكان مولده سنة 360 هـ.

(29/288)


- حرف الطّاء-
345- طاهر بن محمد بن دُوَسْت بن حسن القُهُسْتانيّ [1] .
تُوُفّي بنَيْسابور.
- حرف الْعَيْنِ-
346- عبد الله بن ربيعة بن عمر [2] أبو سهل الكِنْديّ البُسْتيّ [3] .
قدِم دمشق [4] ، وحدَّث بها.
عن: أبي سليمان الخطّابيّ، وغيره.
روى عنه: نجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن عليّ الفرّاء، وأبو القاسم بن أبي العلاء.
سمعوا منه في هذه السّنة.
347- عبد الله بن عمر بن عيسى [5] .
__________
[1] انظر عن (طاهر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 265 رقم 857 وفيه:
«طاهر بن محمد بن دوست نام بن الحسن القهستاني التاجر أبو الحسن القاني ثم النيسابورىّ.
أمين، معروف، ثقة.
سمع الكثير ببغداد مع أبي عبد الرحمن السلمي، وأبي سعد بن عليك الحافظ من ابن شاهين، والدارقطنيّ، والقوّاس، والحربي، وطبقتهم.
روى عنه مسعود بن ناصر.
[2] انظر عن (عبد الله بن ربيعة) في:
تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 298- 300 رقم 282، ومختصر تاريخ دمشق 12/ 147 رقم 108، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 389، 390.
[3] البستي: هذه النسبة إلى بست بضم الباء المعجمة الموحّدة وسكون السين المهملة والتاء المنقوطة بنقطتين في آخرها، وهي بلدة من بلاد كائل بين هراة وغزنة. (الأنساب 2/ 208) .
[4] قدمها حاجّا سنة 340 هـ.
[5] انظر عن (عبد الله بن عمر) في:
الأنساب 5/ 273، ومعجم البلدان 2/ 437، واللباب 1/ 490، ووفيات الأعيان 3/ 48، رقم 333، والعبر 3/ 171، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وسير أعلام النبلاء 17/ 521 رقم 345، والبداية والنهاية 12/ 46، 47، والجواهر المضيّة 2/ 499، 500، وفيه: «عبيد الله» ، والنجوم الزاهرة 5/ 76، 77 (في وفيات سنة 457 هـ) ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا، رقم

(29/289)


القاضي أبو زيد الدَّبُّوسيّ الفقيه الحنفيّ.
ودبُّوسيّة بلدة صغيرة بين بُخَارَى وسَمَرْقَنْد [1] .
كان ممّن يضرب به المثل في النّظر واستخراج الحج. وهو أوّل من وضع علم الخلاف وأبرَزَه إلى الوجود.
صنَّف كتاب «الأسرار» ، وكتاب «تقويم الأدِلّة» [2] ، وكتاب «الأمد الأقصى» [3] ، وغير ذلك [4] .
وكان شيخ تلك الدّيار [5] .
تُوُفّي ببُخَارَى رحمه الله.
348- عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد الله بن بِشْرَان بن مِهْرَان [6] .
مولى بني أُميّة.
__________
[ () ] 107، ومفتاح السعادة 1/ 307، 308، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 71، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 242، والطبقات السنية، رقم 1079، وكشف الظنون 84، 168، 196، 334، 352، 467، 568، 703، وشذرات الذهب 3/ 245، 246، والفوائد البهية 109، وهدية العارفين 1/ 648، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 175 رقم 13، والأعلام 4/ 248، ومعجم المؤلفين 6/ 96، وتاريخ التراث العربيّ 3/ 124- 126 رقم 27.
[1] الأنساب 5/ 273، معجم البلدان 2/ 437، اللباب 1/ 490.
[2] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 17/ 521، أما في (وفيات الأعيان 3/ 48) فجاء: «وله كتاب «الأسرار والتقويم للأدلّة» ، مما يفهم معه أنهما كتاب واحد. وهما كذلك فعلا» انظر:
تاريخ التراث العربيّ 3/ 125.
[3] انظر عن نسخه المخطوطة في: تاريخ التراث العربيّ 3/ 124، 125.
[4] وله: «تأسيس النظر» أو «النظائر» في الخلافات الفقهية. وكتاب «التعليقة في مسائل الخلاف بين الأئمّة» . (تاريخ التراث 3/ 125 و 126) .
[5] وروى أنه ناظر بعض الفقهاء فكان كلّما ألزمه أبو زيد إلزاما تبسّم أو ضحك، فأنشد أبو زيد:
ما لي إذا ألزمته حجّة ... قابلني بالضحك والقهقهه
إن كان ضحّك المرء من فقهه ... فالدّبّ في الصحراء ما أفقهه
(وفيات الأعيان 3/ 48) .
[6] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
تقييد العلم للخطيب 43، 79، وتاريخ بغداد 10/ 432، 433 رقم 5595، والمنتظم 8/ 102 رقم 127 (15/ 270، 271 رقم 3221) ، والمنتخب من السياق 328 رقم 1078، والعبر 3/ 171، 172، ودول الإسلام 1/ 256، وسير أعلام النبلاء 17/ 450- 452 رقم 303، وتذكرة الحفاظ 3/ 1097، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1395، والبداية والنهاية 12/ 46، ومرآة الجنان 3/ 54، والنجوم الزاهرة 5/ 30، وشذرات الذهب 3/ 246، وكشف الظنون 1/ 123، وإيضاح المكنون 1/ 123،

(29/290)


أبو القاسم البغداديّ الواعظ [1] . مُسْنِد العراق في زمانه.
سمع: أبا سهل بن زياد القطّان، وأبا بكر النّجّاد، وحمزة الدِّهْقان، وأحمد بن خُزَيْمَة، ودَعْلَج بن أحمد، وأبا بكر الشّافعيّ، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، وأبا بكر الآجُرِّيّ، وعبد الله الفاكِهيّ، وعمر بن محمد الْجُمَحيّ المكينيّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان ثقة ثَبْتًا صالحًا [3] .
وُلِد في شوّال سنة تسعٍ وثلاثين.
قلت: روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن سليمان بن لُوَيْن، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفقيرة، وأبو غالب محمد بن عبد العزيز. وإمام جامع الرَّصافة، ومحمد بن المنذر بن طيْبان، وأبو نصْر أحمد بن الحسن المُزَرِّر، وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن الخَلّ، وأبو منصور محمد بن أحمد الخيّاط المقرئ، وأبو الخطّاب عليّ بن الجرّاح، وأبو سعيد الأسَديّ، وأبو غالب الباقِلّانيّ، وعليّ بن أحمد بن فَتْحان الشَّهْرُزُورِيّ، وعدّة.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
قال الخطيب [4] : وأوصى أن يُدْفَن بجنب أبي طالب المكّي. وكان الْجَمْع في جنازته يتجاوز الحَدّ ويفوق الإحصاء.
349- عبد الملك بن محمد بن إسماعيل [5] .
__________
[ () ] وهدية العارفين 1/ 625، ومعجم المؤلفين 6/ 190، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 478 رقم 331.
[1] في (المنتخب من السياق) : «عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد الله الواعظ الزاهد أبو القاسم ابن أبي الحسين القصار ابن أخت أبي نصر أحمد بن محمد بن حسكان الحذّاء، فاضل سمع الكثير» .
[2] في تاريخه 10/ 432.
[3] وزاد الخطيب: «وكان يشهد قديما عند الحكام ثم ترك الشهادة رغبة عنها» . (تاريخ بغداد 10/ 432) .
[4] في تاريخه 10/ 433.
[5] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
طبقات النحويين واللغويين 387- 389، ودمية القصر للباخرزي 2/ 966، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الثاني 556- 583، والحلّة السيراء 1/ 28، 210، 263، 2/ 36، ونزهة الألباء 365، وأخبار الحمقى والمغفلين 45، ووفيات الأعيان 3/ 178- 180، وانظر فهرس الأعلام 8/ 80، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 257،

(29/291)


أبو منصور الثَّعَالبيّ النَّيْسابوريّ، الأديب الشَّاعر، صاحب التَّصانيف الأدبية. منها: كتاب «المُبْهِج» ، وكتاب «يتيمة الدّهر» ، وكتاب «فقه اللُّغة» ، وكتاب «ثمار القلوب» ، وكتاب «التّمثيل والمحاضرة» ، وكتاب «غُرَر المَضَاحك» ، وكتاب «الفرائد والقلائد» ، وكُتُبه كثيرة جدًا. وكان يُلقَّب بجاحظ أوانه.
وفيه يقول يعقوب الشّاعر:
سحرتَ النّاسَ في تأليف سِحْركْ ... فجاء قِلادةً في جَيد دهركْ
وكم لك من مقالٍ في مَعَانٍ ... شواهد عندنا بعُلُوّ قدْركْ
وُقِيتَ نَوائبَ الدُّنيا جميعًا ... فأنت اليوم جاحظ أهل عصركْ
وقد سارت مصنَّفاته سَيْر المثلْ، وضُرِبت إليه آباط الإبل [1] .
ومن شِعْره في الأمير أبي الفضل الميكاليّ:
لك في المَفَاخِرِ مُعْجِزاتٌ جَمَّةٌ ... أيْدًا لغَيرك في الورى لم تُجْمَع
بحران: بحرٌ [2] في البلاغة شأنُهُ ... شِعر الوليد [3] وحُسْنُ لَفْظ الأصمعيّ
كالنُّور أو كالسِّحْرِ أو كالبدر أو ... كالوشي في برد عليه مُوَسَّعِ
شُكْرًا فكم من فقرةٍ لكم كالغني ... وافى الكريمَ بُعَيْدَ فَقْرٍ مُدْقِع
وإذا تفتّق نَوْرُ شِعرك ناظرًا ... فالحُسْنُ بين مُرصَّع ومُصرَّعِ [4] .
__________
[ () ] 275، والمختصر في أخبار البشر 2/ 162، والعبر 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 17/ 437، 438 رقم 292، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وتاريخ ابن الوردي 1/ 345، وعيون التواريخ (المخطوط) 12/ 179 ب- 181 ب، والبداية والنهاية 12/ 44، ومرآة الجنان 3/ 53 و 54، والوفيات لابن قنفذ 237، 238 رقم 429، ومعاهد التنصيص 3/ 266- 271 رقم 170، ومفتاح السعادة 1/ 187، 213، وشذرات الذهب 3/ 246، 247، وروضات الجنات 462، 463، وهدية العارفين 1/ 625، وإيضاح المكنون 1/ 138 وغيرها، وكشف الظنون 14، 120، وغيرها، وديوان الإسلام 2/ 55 رقم 636، والأعلام 4/ 163، ومعجم المؤلفين 6/ 189.
[1] وفيات الأعيان 3/ 178.
[2] في (مرآة الجنان) : «يجرب» ، وهو وهم.
[3] يقصد: أبا عبادة البحتري.
[4] الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 178، ومرآة الجنان 3/ 53، 54 وأنقص البيت الرابع.

(29/292)


ولد سنة خمسين وثلاثمائة. وتُوُفّي على الصّحيح سنة ثلاثين، وقيل:
تسعٍ وعشرين [1] .
350- عُبَيْد الله بن منصور [2] .
أبو القاسم البغداديّ المقرئ الغزّال.
سمع أبا بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صالحًا ثقة خاشعًا. أُقْعَد في آخر عمره.
وتُوُفّي في صفر.
351- عدنان بن محمد بن الحسين [3] .
أبو أحمد الهَرَويّ.
روى عن: أبي الحسن الخيّاط، وغيره.
روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ، والمليحيّ عبد الأعلى.
352- عليّ بن إبراهيم بن سعيد [4] .
__________
[1] وممّن ورّخ وفاته في سنة 429 هـ. «ابن قنفذ» (الوفيات 337، 338) وهو قد خلط بينه وبين الثعلبي صاحب التفسير المتوفى سنة 427 هـ.
وقال الباخرزي في (دمية القصر) : «وكان هو ووالدي بنيسابور لصيقي دار وقريني جوار، فكم حملت كتبا تدور بينهما في الإخوانيات، وقصائد يتقارضان بها في المجاوبات، وما زال بي رءوفا وعليّ حانيا، حتى ظننته أبا ثانيا» . (2/ 966) .
[2] انظر عن (عبيد الله بن منصور) في:
تاريخ بغداد 10/ 383 رقم 5555، والمنتظم 8/ 102 رقم 126 (15/ 270 رقم 220) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
الأنساب 4/ 273، ومعجم الأدباء 12/ 221، 222، ومعجم البلدان 2/ 322، وإنباه الرواة 2/ 219، واللباب 1/ 402، ووفيات الأعيان 3/ 300، 301، والعبر 3/ 172، وسير أعلام النبلاء 17/ 521، 522 رقم 346، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وتلخيص ابن مكتوم 124، والبداية والنهاية 12/ 47، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 132، وطبقات المفسّرين للسيوطي 25، وحسن المحاضرة 1/ 532، وبغية الوعاة 2/ 140، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 381، 382، ومفتاح السعادة 2/ 107، وكشف الظنون 241، 1905، وشذرات الذهب 3/ 247، وهدية العارفين 1/ 687، وديوان الإسلام 2/ 179 رقم 802، وإيضاح المكنون 1/ 62 و 2/ 598، ومعجم المؤلفين 7/ 5، ومعجم طبقات الحفاظ 254 رقم 332.

(29/293)


أبو الحسن الحَوْفيّ [1] المصريّ النَّحْويّ الأوحد.
له تفسيرٌ جيّد، وكتاب «إعراب القرآن» في عشر مجلّدات، وكُتُب أُخَر.
واشتغل عليه خلق من المصريّين.
أخذ عن محمد بن عليّ الأُدْفُويّ.
353- علي بن أيوب بن الحسين القُمّيّ [2] .
أبو الحسن بن الساربان الكاتب.
روى عن المتنبيّ ديوانه بقوله.
وعن: أبي سعيد السِّيرافيّ، وجماعة.
قال الخطيب: قرأت عليه شِعْر المتنبيّ، وكان رافضيًّا [3] .
مات ببغداد.
وذكر أنّ مولده سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
- حرف القاف-
354- القاسم بن محمد بن القاسم بن حمّاد [4] .
أبو يَعْلَى القُرَشيّ الخطيب، الهَرَويّ.
من علماء هَرَاة وأعيانها.
355- القاسم بن محمد بن إسماعيل [5] .
أبو محمد القُرَشيّ المَروانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي بكر بن القُوطِيّة.
وكان فصيحًا مفوَّهًا، أديبًا نبيلا.
عاش ستًا وثمانين سنة.
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[2] انظر عن (علي بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 11/ 351 رقم 6199.
[3] وقال أيضا: كتبنا عنه ولم يكن له كتاب وإنما وجدنا سماعاته في كتاب غيره، وحدّثنا من حفظه ... وذكر لنا أنه سمع من المتنبّي ديوان شعره سوى القصائد الشيرازيات.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (القاسم بن محمد القرشي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 469 رقم 1014.

(29/294)


- حرف الميم-
356- محمد بن الحسين بن محمد بن خلف [1] .
أبو خازم بن الفراء، البغدادي.
سمع: أبا الحسن الدارقطني، وأبا عمر بن حيّويه، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسين الحربي.
وحدث بمصر، والشام.
روى عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن المشرف التمار، وأبو الحسن علي بن الحسين الخلعي.
قال الخطيب [2] : لا بأس به. ثمّ بَلَغَنَا أنّه خلّط بمصر، واشترى صُحُفًا فحدَّث منها. وكان يذهب إلى الاعتزال.
وقال الحبّال: مات في المحرَّم.
357- محمد بن سليمان [3] .
أبو عبد الله بن الحنّاط الرُّعَينيّ.
الأديب، شاعر أهل الأندلس. كان يناوئ أبا عامر أحمد بن شهيد ويعارضه.
وله في ابن شُهَيْد قصيدة، وهي:
أمّا الفِراق فلي من يومِهِ فَرَقٌ ... وقد أَرِقْتُ له لو ينفعِ الأرِقُ
أظعانُهم سابَقَتْ عيني الّتي انْهَمَلَتْ ... أُمُّ الدّموعِ مع الأظْعان تسْتَبِقُ
عاق «العقيقُ» [4] عن السُّلْوان واتّضَحَتْ ... في «تُوضح» لي من نَهْج الهوى طرق [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين بن محمد) في:
تاريخ بغداد 2/ 252 رقم 722، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 18 و 19 رقم 143، والمنتظم 8/ 102، 103 رقم 128 (15/ 271 رقم 3222) ، والبداية والنهاية 12/ 26.
[2] في تاريخه 2/ 252.
[3] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
جذوة المقتبس للحميدي 57، 58 رقم 60، وبغية الملتمس للضبيّ 77، 78، رقم 125.
[4] العقيق: عقيق المدينة: انظر: معجم ما استعجم 3/ 952.
[5] توضح: بضم أوله، وبالضاد المعجمة المكسورة والحاء المهملة. من الحمى بالحرم. وفي:
بغية الملتمس 78 «الطرق» بدل «طرق» .

(29/295)


لولا النّسيم الّذي تأتي الرّياحُ به ... إذا تضوّع مِن عَرْفِ الحِمَى الأفق
لم أدْرِ أنّ بُيُوتَ الحيّ نازلة ... نَجْدًا ولا اعْتادَني نحو الحِمَى القَلَقُ
ما في الهوادجِ إلّا الشمس طالعةً ... وما بقلبي إلّا الشَّوْق والحُرَقُ [1]
358- محمد بن العبّاس بن حسين [2] .
أبو بكر البغداديّ القاصّ.
فقيرٌ يقصُّ في الطُّرُقات.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، ومحمد بن أحمد المفيد.
روى عنه: الخطيب.
359- محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن حيان [3] .
أبو الفتح الأصبهاني.
سمع من جده.
روى عنه: أبو علي الحداد، وغانم البرجي، وجماعة.
360- مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن أحمد [4] .
أبو الوليد ابن المعلم الخشني القرطبي.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الأحمر، وأبي محمد الباجيّ.
وكان إمامًا في فنون الأدب، وفكّ المعمّى، ونظْم الشِّعْر. ثاقب الذّهن، فحْل النَّظْم.
لَهُ تصانيف فِي الأدب.
روى عنه: ابن خزرج، وقال: عاش تسعا وسبعين سنة.
361- محمد بن عليّ [5] .
__________
[1] في: جذوة المقتبس 58، وبغية الملتمس 78: «والأرق» .
[2] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 3/ 123 رقم 1141.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 521 رقم 1140.
[5] انظر عن (محمد بن علي) في:

(29/296)


أبو بكر الدَّيْنَوَرِيّ الزّاهد. نزيل بغداد.
كان عابدًا قانتًا، خشن العيش، منقبضًا عن النّاس.
قال ابن النّجّار: كان أبو الحسن القَزْوينيّ الزّاهد يقول: عبرَ الدَّيْنَوَرِيّ قنطرةً خَلَّف مَن بعدَه وراءه [1] .
وروى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاريّ، عن أبي بكر الدَّيْنَوَرِيّ أربعين حديثًا لسَلْمان الفارسيّ.
قلت: موضوعةٌ هي.
تُوُفّي لتسعٍ بقيت من شهر شَعبان، واجتمع الناس في جنازته من سائر أقطار بغداد. وكان كثير الدخول، فيما بلغنا، على القادر باللَّه [2] .
362- محمد بن عمر بن جعفر [3] .
أبو بكر الخرقي. بغدادي معروف بابن درهم.
سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، والقطيعي، وابن سلم الختلي.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا. عاش سبعًا وثمانين سنة.
363- محمد بن عيسى [4] .
أبو عبد الله الرُّعَيْنيّ.
ابن صاحب الأحباس.
روى بقُرْطُبة عن: أبي عيسى اللّيْثيّ، وأبي محمد الباجيّ، وهارون بن موسى النّحويّ.
وكان نحويّا لغويّا.
__________
[ () ] المنتظم 8/ 103 رقم 130 (15/ 271، 272 رقم 3224) وفيه: «محمد بن عبيد الله» ، والبداية والنهاية 12/ 46 وفيه: «محمد بن عبد الله» .
[1] في: المنتظم: «وكان أبو الحسن القزويني يقول عند الدينَوَريّ فنظرة خلف من بعده وراءه» .
والعبارة مضطربة. وقال محقّقه في الحاشية (2) : «لعله» عبر ... قنطرة» . وهو الصحيح.
[2] وقال ابن الجوزي: «وكان السلطان جلال الدولة يأتيه فيزوره، وسأله يوما في ضريبة الملح كانت كل سنة ألفي دينار، فتركها السلطان» .
[3] انظر عن (محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 3/ 38 رقم 973.
[4] انظر عن (محمد بن عيسى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 521 رقم 1139.

(29/297)


حدث عنه: ابنه الحافظ أبو بكر عيسى.
364- محمد بن عيسى [1] .
أبو منصور الهمذاني.
من كبار المشايخ [2] ، يقال: قتل في هذه السنة في شعبان، رواه الخطيب عن عيسى بن أحمد الهَمَذَانيّ.
وسيأتي سنة إحدى وثلاثين.
365- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عليّ [3] .
أبو بكر المُولْقَابَاذِيّ [4] السُّورِينيّ [5] النَّيْسابوريّ.
وسُورِين: قرية على نصف فَرْسَخ من نَيْسابور.
وهو ابن عمّ أبي حسّان المزكّيّ.
سمع. أَبَوَيْ عَمْرو: ابن مطر وابن نُجَيْد.
وتُوُفّي في رجب [6] .
366- محمد بن المغلّس بن جعفر بن المغلّس [7] .
الفقيه أبو الحسن المصريّ الدّاوديّ.
سمع: المحسن بن رشيق، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى الهمذاني) في:
تاريخ بغداد 2/ 406 رقم 938.
[2] قال الخطيب: كان صديقا، قدم بغداد، وخرّج له محمد بن أبي الفوارس عدّة من الأجزاء.
فحدّثني محمد بن علي القاري أنه كتب عنه ببغداد مجلسا أملاه، وكتبت أنا عنه بهمذان في رحلتي جميعا إلى خراسان وإلى أصبهان.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 34، 35 رقم 40.
[4] المولقاباذيّ: بضم الميم وسكون الواو واللام، وفتح القاف والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى مولقاباذ وهي محلّة كبيرة على طرف الجنوب من نيسابور، ويقال لها ملقاباج. (الأنساب 11/ 527) .
[5] السّوريني: بضم السين المهملة بعدها الواو ثم الراء المكسورة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون هذه نسبة إلى سورين.
[6] وثقه عبد الغافر الفارسيّ فقال: «صالح ثقة» .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.

(29/298)


367- المحسن بن أحمد [1] .
القاضي أبو نصر.
مات بمَرْو في رمضان.
368- موسى بن عيسى [2] بن أبي حاجّ [3] ، واسمه يَحُجّ [4] .
الإمام أبو عمران الفاسيّ الدّار، الغُفْجُوميّ [5] النَّسب. وغُفْجُوم قبيلة من زَنَاتَة.
البربريّ، الفقيه المالكيّ، نزيل القيروان. وإليه انتهت بها رئاسة العلم.
تفقّه على أبي الحسن القابسيّ، وهو أجلُّ أصحابه. ودخل إلى الأندلس، فتفقّه على أبي محمد الأصيليّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (موسى بن عيسى) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 80، 81 و 189، وجذوة المقتبس للحميدي 338 رقم 791، وترتيب المدارك 4/ 702- 706، ومشارق الأنوار للقاضي عياض 1/ 38، والأنساب 9/ 224، والصلة لابن بشكوال 2/ 611، 612 رقم 1337، وبغية الملتمس للضبيّ 457 رقم 1333، ومعجم البلدان 4/ 207، واللباب 2/ 407، وسير أعلام النبلاء 17/ 545- 548 رقم 364، والإعلام بوفيات الأعلام 179، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1396، ومعرفة القراء الكبار 1/ 312، والعبر 3/ 172، 173، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 159، والديباج المذهب 2/ 337، 338، وغاية النهاية 1/ 321، 322 رقم 3691، والوفيات لابن قنفذ 239 رقم 430، والبيان المغرب 1/ 275، والإحاطة في أخبار غرناطة 4/ 348، والحلل السندسية للأندلسي ج 1 ق 1/ 272، وتبصير المنتبه 4/ 1410، والنجوم الزاهرة 5/ 30، وشذرات الذهب 3/ 247، 248، وشجرة النور الزكية 1/ 106 رقم 276، ودليل مؤرّخ المغرب، رقم 1010، والفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي للحجوي 1/ 203، وفهرس الفهارس 1/ 159، وتاريخ معالم التوحيد لابن الخوجة 124، وأعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربيّ لابن عاشور 7، وأعلام المغرب العربيّ لعبد الوهاب بن منصور 2/ 96، ومدرسة البخاري في المغرب للكتاني 225، والأعلام 7/ 278، وألف سنة من الوفيات 54، وتراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ 4/ 8، والقراءات بإفريقية لهند شلبي 329، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 762- 771 رقم 7.
[3] تحرّف في (الوفيات لابن قنفذ) و (الديباج المذهب) إلى: «حجّاج» .
[4] يحجّ: بفتح الياء وضم الحاء المهملة، ثم جيم مشدّدة. (الإكمال 7/ 189، تبصير المنتبه 4/ 1410) .
[5] هكذا جوّزها في الأصل. وهي بفتح الغين المعجمة والفاء كما في: ترتيب المدارك 4/ 792، والديباج المذهب 2/ 337.

(29/299)


وسمع من: عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم التّاهَرْتيّ.
قال ابن عبد البَرّ: كان صاحبي عندهم، وأنا دلَلْتُه عليهم [1] .
قلت: وحجَّ حججًا. وأخذ القراءات [2] عَرْضًا ببغداد عن أَبِي الْحَسَن الحمّاميّ وغيره.
وسمع من أَبِي الفتح بن أبي الفوارس. ودرس علم الأصول على القاضي أبي بكر الباقِلّانيّ.
وكان ذَهابه إلى بغداد في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة [3] .
قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسيّ من أعلم النّاس وأحفظهم.
جمع الفقه إلى الحديث ومعرفة معانيه. وكان يقرأ القراءات ويجوّدها مع معرفته بالرّجال، والجرح والتّعديل.
أخذ عنه النّاسُ من أقطار المغرب. ولم ألقَ أحدًا أوسع منه علمًا ولا أكثر رواية [4] .
وقال ابن بَشْكُوال [5] : أقرأ النّاسَ مدّة بالقَيْروان. ثمّ ترك الإقراء ودرّس الفقه وروى الحديث.
وقال ابن عبد البَرّ: وُلدت مع أبي عمران في عام واحد سنة ثمانٍ وستّين وثلاثمائة [6] .
وقال أبو عمْرو الدَّانيّ: تُوُفّي في ثالث عشر رمضان سنة ثلاثين [7] .
قلت: تخرَّج به خلْق من المغاربة في الفقه.
وذكر القاضي عيّاض [8] أنّه حَدَثَ في القيروان مسألة: الكُفّار هل يعرفون
__________
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 611.
[2] في الأصل: «القراءاة» .
[3] ترتيب المدارك 4/ 702.
[4] الصلة 2/ 612، ترتيب المدارك 4/ 703، 704.
[5] في (الصلة 2/ 611) .
[6] الصلة 2/ 612.
[7] الصلة 2/ 612.
[8] في (ترتيب المدارك 4/ 705) .

(29/300)


الله تعالى أم لا؟ فوقع فيها اختلاف العلماء، ووقعت في أَلْسِنة العامّة، وكثر المراء، واقتتلوا في الأسواق إلى أن ذهبوا إلى أبي عمران الفاسيّ فقال: إنْ أنْصَتُّم علّمتكم؟
قالوا: نعم.
قال: لا يكلّمني إلّا رجلٌ ويسمع الباقون.
فنصبوا واحدًا منهم، فقال له: أرأيتَ لو لقيتَ رجلًا فقلت له: أتعرف أبا عِمران الفاسيّ؟
فقال: نعم.
فَقُلْتُ: صفه لِي.
فقال: هو بقّال بسوق كذا، ويسكن سَبْتَه. أكان يعرفني؟
قال: لا.
فقال: لو لقيتَ آخر فسألته كما سألت الأوّل فقال: أعرفه يدرّس العلم ويُفْتي، ويسكن بغرب الشّماط [1] . أكان يعرفني؟
قال: نعم.
قال: كذلك الكافر، قال: لربِّه صاحبةٌ وولد، وأنّه جسمٌ لم يعرف الله، ولا وصَفَه بصفته، بخلاف المؤمن.
قالوا: شَفَيْتَنَا.
ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعدها [2] .
__________
[1] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 547، أما في (ترتيب المدارك 4/ 705) : «بقرب السماط» .
[2] وقال سليمان بن خلف بن سعد الباجي: أخبرني أبي رضي الله عنه أن الفقيه أبا عمران الفاسي مضى إلى مكة، وكان قرأ على أبي ذرّ شيئا فوافق أبا ذرّ في السّراة موضع سكناه. فقال لخازن كتبه: أخرج إليّ من كتبه كتاب كذا وكذا أنتسخه ما دام هو غير حاضر، فإذا حضر قرأته عليه، فقال الخازن: أما أنا فلا أجترئ على مثل هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذها وافعل ذلك، فأخذها الفقيه أبو عمران وفتح وأخرج ما أراد، فسمع الشيخ أبو ذرّ بالسّراة بالأمر، فركب وطرّق إلى مكة وأخذ كتبه وأقسم ألّا يحدّثه. فلقد أخبرت أنّ أبا عمران كان بعد ذلك إذا حدّث عن أبي ذرّ شيئا مما كان حدّثه قبل يوري عن اسمه ويقول: أخبرني أبو عيسى.
وذلك أن أبا ذرّ كان تكنّيه العرب بأبي عيسى، لأنه كان له ابن يسمّى عيسى، والعرب إنما تكنّي الرجل باسم ابنه.

(29/301)


- حرف النّون-
369- نصر بن محمد [1] .
أبو منصور العُبَيْديّ الهَرَويّ.
روى عن: المفتي أبي حامد أحمد بن محمد الشّارِكيّ.
روى عنه: الحسين بن محمد الكتبيّ.
__________
[ () ] ذكره أبو القاسم حاتم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان في رحلتي سنة اثنتين وأربعمائة، وكان من أحفظ الناس وأعلمهم، وكان قد جمع حفظ المذهب المالكي، وحفظ حديث النبي عليه السلام والمعرفة بمعانيه. وكان يقرئ القرآن بالسبعة ويجوّدها مع المعرفة بالرجال والمعدّلين منهم والمجرّحين. رحل إلى بغداد وحجّ حججا. تركته حيّا، وعاش بعدي إلى أن توفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة. (الصلة 2/ 611، 612) .
وقال الحميديّ إنه توفي بعد سنة عشرين وأربعمائة. (جذوة المقتبس 338) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.

(29/302)


وممّن كان في هذا الوقت
- حرف الألِف-
370- أَحْمَد بن الحسين بن عليّ [1] التّرّاسيّ [2] .
أبو الحسن.
حدَّث بالمراغة عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وأحمد بن طاهر بن النّجم الميانجيّ، وغير هما.
روى عنه: أبو علّان سعْد بن حُمَيْد، وعليّ بن هبة الله التّرّاسيّ شيخا السِّلَفيّ.
371- أحمد بن الحسين بن محمد [3] .
المحدِّث الأمام أبو حاتم بن خاموش الرّازي البزّاز.
من علماء السُّنَّة.
يروي عن: أبي عبد الله الحسين بن عليّ القطّان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ الفقيه، والحسين بن محمد المهلّبيّ، والحافظ ابن مَنْدَهْ، وخلْق.
روى عنه: أبو منصور حجر بن المظفّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التُّوَبيّ [4] .
بقي إلى حدود سنة ثلاثين، بل أربعين.
__________
[1] لم أجد مصدرا لترجمته.
[2] التّرّاسي: بفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها وتشديد الراء المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضا. هذه النسبة إلى عمل الترسة وهي الحجفة والدرق وبيعها. (الأنساب 3/ 37) .
[3] لم أجد مصدرا لترجمته.
[4] لم أجد هذه النسبة.

(29/303)


وحكاية شيخ الإسلام الأنصاريّ معه مشهورة. وقوله: مَن لم يكن حنبليًّا فليس بمسلم. يريد في النِّحْلة.
وذلك في ترجمة الأنصاريّ.
وقع لنا حديثه في أربعين الطّائيّ.
372- أحمد بن إبراهيم بن أحمد [1] .
أبو الحسن الأصبهاني، الشّافعيّ، النّجّار.
شيخ نبيل، ثقة، عالي الإسناد.
عنده عن الطَّبْرانيّ.
سكن نَيْسابور، وسمع من بِشْر بن أحمد أيضًا.
روى عنه: مسعود بن ناصر، وأحمد بن عبد الملك الإسكاف.
373- أحمد بن عليّ [2] .
الحافظ أبو بكر الرّازيّ، ثمّ الإسْفرائينيّ الزّاهد.
ثقة، حافظ. مفيد، كثير الحديث.
أملى بجامع إسْفرايين.
وحدَّث عن: زاهر السَّرْخَسِيّ، وشافع بن محمد بن أبي عَوَانَة، وأبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الفضل محمد بن أحمد الخطيب المَرْوَزِيّ، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الغِطْرِيف، وطائفة.
وكان يخرّج للشّيوخ. ومات كَهْلًا.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن.
ومرَّ سميّه سنة ثمان وعشرين وأربعمائة [3] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن علي الرازيّ) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 1087، وسير أعلام النبلاء 17/ 522 رقم 347، وطبقات الحفاظ 421، والأعلام 1/ 171، ومعجم طبقات الحفاظ 54 رقم 953.
[3] يشير إلى: «أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن منجويه، أبي بكر الحافظ الأصبهاني اليزدي نزيل نيسابور» ، تقدّم برقم (252) .

(29/304)


374- أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزداد [1] .
أبو منصور الصَّيْرِفيّ.
عن: أبي الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، والوخْشيّ.
375- إسماعيل بن أبي أحمد الحسين بن عليّ بن محمد [2] .
أبو المظفّر ابن حُسَيْنَك التّميميّ النَّيْسابوريّ.
وُلِد سنة سبْعٍ وخمسين وثلاثمائة.
وسمع من: أبيه، وبِشْر بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن إسماعيل السّرّاج، وأبي عَمْرو بن نُجَيْد.
روى عنه: أولاد القُشَيْريّ.
- حرف الثّاء-
376- ثابت بن يوسف بن إبراهيم [3] .
أبو الفضل القُرَشيّ السَّهْميّ. أخو الحافظ حمزة الْجُرْجَانيّ. شيخٌ نبيل.
حدَّث بنَيْسابور في سنة إحدى وعشرين، وردّ إلى جُرجان.
روى عن: أبي بكر الإسماعيليّ، وأبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وأبي العبّاس الهاشميّ.
وحدث بالكثير.
- حرف الخاء-
377- خلف بن أبي القاسم [4] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (ثابت بن يوسف) في: تاريخ جرجان للسهمي 173 رقم 220.
[4] انظر عن (خلف بن أبي القاسم) في:
ترتيب المدارك 4/ 708، 709، ومختصر تاريخ دمشق 8/ 82 رقم 44، وسير أعلام النبلاء 17/ 523 رقم 348، والديباج المذهب 1/ 349- 351، ومعالم الإيمان 3/ 183، وهدية العارفين 1/ 347، وشجرة النور الزكية 1/ 105 رقم 270، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 170،

(29/305)


العلّامة أبو سعيد الأزْديّ القَيْروانيّ المغربيّ، المشهور بالبَرَاذِعيّ [1] .
قال القاضي عيّاض [2] : كان من كبار أصحاب ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ.
ألّف كتاب «التّهذيب في اختصار المدوَّنة» [3] ، فظهرت بَرَكة هذا الكتاب على الفُقهاء، وعليه المعوَّل في المغرب. وله تصانيف جمّة.
سكن صِقِلّية وتقدَّم عند صاحبها، واشتهرت كُتُبه بِصِقِلّية.
وكان يَصْحَبُ السّلاطين.
ويقال لَحِقَه دُعاء شيخه أبي محمد بن أبي زيد لأنّه كان ينتقصه ويطلب مَثَالبَه، فدَعَا عَلَيْهِ، فَلَفَظَتْه القيروان.
وله اختصار «الواضحة» لابن حبيب [4] ، رحمه الله.
378- خَلَف بن أحمد بن خَلَف [5] .
أبو بكر الأنصاريّ الرّحويّ.
من أهل طُلَيْطُلة.
رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد.
وكان إماما ورعا. دعي إلى قضاء طليطلة فامتنع، وهرب.
وله حظّ وافر من الصّلاة والصّيام [6] .
__________
[ () ] والأعلام 2/ 359، 360، وتاريخ الأدب العربيّ (الملحق) 1/ 362 رقم 4، ومعجم المؤلفين 4/ 106، وتاريخ التراث العربيّ 3/ 178 رقم 34.
[1] في (ترتيب المدارك) : «البرادعي» بالدال المهملة.
[2] في (ترتيب المدارك 4/ 708) .
[3] انظر: تاريخ التراث العربيّ 3/ 178.
[4] ترتيب المدارك 4/ 709.
[5] انظر عن (خلف بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 168 رقم 378، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 68 (في ترجمة حاتم بن محمد الطرابلسي) رقم 385.
[6] وقال ابن بشكوال: «وكان كثير الصدقة. أخرج طائفة من حمامه، تحبيسا على أن يبتاع من الغلّة خيلا يجاهد عليها في سبيل الله كان. عارفا بالأحكام، ناهضا، عالما بالمسائل، كان أكثر دهره صائما» .
وقال ابن بشكوال: وتوفي بعد سنة عشرين وأربعمائة.

(29/306)


حدّث عنه: حاتم بن محمد الطّرابلسيّ، وأبو الوليد الباجيّ، وجماعة.
- حرف الراء-
379- رافع بن محمد بن رافع بن القاسم بن أيوب [1] .
أبو العلاء، قاضي همذان.
روى عن: إبراهيم بن محمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد بن جعفر الفامي، وابن برزة، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عنه: عَبْدُوس، ومحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأحمد بن عمر البزّاز، ومهديّ بن نصر.
وهو صدوق، من أصحاب الرّأي.
380- الرّشيقيّ [2] .
هو عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
أبو أحمد بن الشّيرازيّ.
محدِّث فاضل. رحل إلى خُراسان، وبُخَارى.
وسمع الكثير. سمع بفارس من القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الرَّامَهُرْمُزِيّ [3] ، وببُخَارى من إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ النَّخْشَبيّ [4] ، ومحمد بن إبراهيم بن فارس.
تُوُفّي بعد العشرين.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الرشيقي) في:
الأنساب 6/ 128، 129، واللباب 2/ 28، 29.
[3] الرامهرمزي: بفتح الراء والميم، بينهما الألف، وضم الهاء وسكون الراء الأخرى وضم الميم وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى رامهرمز وهي إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان.
(الأنساب 6/ 52) .
[4] النخشبي: بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نخشب، وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر عرّبت فقيل لها: «النخسبي» . (الأنساب 12/ 59، 60) .

(29/307)


- حرف الشّين-
381- شريك بن عبد الملك بن حسن [1] .
أبو سعْد المِهْرجانيّ [2] الإسْفَرائينيّ.
روى عن: بِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وغيره.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ.
382- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فَضَالَة [3] .
أبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ. نزيل الرِّيّ ومحدَّثها.
كتب الكثير، وطوّف وجمع، وحدَّث عن: أبي أحمد الغطريفيّ، وأبي بكر بن المقري، وطبقتهما.
روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ، وأبو بكر الخطيب، وغيرهما.
ذكره أبو الحسن الرّيحيّ في تاريخه فقال: رحل إلى العراق، وخُرَاسان، وما وراء النّهر، وإصبهان. إلّا أنّه كان يُخالط المعتزلة ويغلو في التَّشيُّع [4] .
383- عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حَمُّوَيْه [5] .
أبو الحسن الأزْديّ الشّيرازيّ، ثمّ المصريّ.
سمع: الحسن بن رشيق، وأبا الطّاهر الذُّهْليّ، وأبا يعقوب النَّجِيرميّ، وأبا القاسم الْجَوْهَريّ، وأبا أحمد السّامرّيّ، وأبا بكر أحمد بن نَصْر الشَّذَائيّ، وأبا بكر محمد بن عليّ الأدفويّ.
__________
[1] انظر عن (شريك بن عبد الملك) في:
البعث والنشور للبيهقي 213.
[2] المهرجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وفتح الجيم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى شيئين. أحدهما: بلدة أسفرايين ويقال لها المهرجان. (الأنساب 11/ 535) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
ميزان الاعتدال 2/ 587 رقم 4962، والمغني في الضعفاء 2/ 386 رقم 3627، ولسان الميزان 3/ 433 رقم 1696.
[4] في: المغني في الضعفاء: «مقلّ» . وفي (ميزان الاعتدال) وضع محقّقه بين حاصرتين [جبل] بدل «مقلّ» .
[5] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 430، 431 رقم 921.

(29/308)


وأجاز له الفقيه أبو إسحاق بن شَعبان وهو ابن خمسة أعوام. وحجّ مع والده.
ودخل إلى بغداد سنة سبْعٍ وستّين فلقي علماءها. ودخل البصرة.
ترجمَه ابن خزرج وقال: كان من أهل الثّقة والفضْل والسُّنَّة.
وُلِد بمصر سنة سبْعٍ وأربعين.
وقال غيره: وُلِد سنة خمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو عَمْرو المَرْشَانيّ، وأبو عمر بن عبد البَرّ.
وتُوُفّي بإشبيليّة بعد سنة ستٍّ وعشرين.
384- عليّ بن القاسم بن محمد [1] .
الإمام أبو الحسن البصْريّ، الطّابِثيّ، المالكيّ.
وطابِث: من قرى البصرة [2] .
أخذ عن ابن الجلّاب، وعبد الله الضّرير.
نزل مصر، وحمل عنه الفقهاء.
385- علي بن إبراهيم بن حامد [3] .
أبو القاسم الهمذاني البزاز. يعرف بابن جولاه.
روى عن: أبي القاسم بن عُبَيْد، والزُّبَيْر بن عبد الواحد، وابن أبي زكريّا، وغيرهم.
قال شيرويه: توفي سنة نيف وعشرين. وثنا عنه: محمد بن الحسين، وأحمد بن طاهر القُومَسَانيّ، وسعْد القَصْريّ.
وروى عنه: ابن عزو بنهاوند، وسليمان بن إبراهيم الحافظ.
وكان صدوقًا، رحمه الله.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] قال ياقوت: طابث: بكسر الباء الموحّدة: بليدة قرب شهرابان من أعمال الخالص من نواحي بغداد. (معجم البلدان 4/ 3) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.

(29/309)


- حرف الفاء-
386- الفضل بن سهل [1] .
أبو العبّاس المَرْوَزِيّ الصّفّار.
حدَّث بدمشق عن: لاحق بن الحسين، ومنصور بن محمد الحاكم، وجماعة.
وعنه: الكتّانيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن بن أبي الحديد.
- حرف الميم-
387- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد [2] .
القاضي أبو بكر الفارسيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ المشّاط.
سمع: أبا عَمْرو بن مطر، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإبراهيم بن عبد الله، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعليّ بن أحمد المؤذّن، وعليّ بن عبد الله ابن أبي صادق، وأبو صالح المؤذّن.
واسْتُشْهِد بإسْفَرايين على أيدي التُّركُمان. قتلوه، رحمه الله، ظُلمًا سنة ثمانٍ وعشرين.
388- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بن علي بن الحسن [3] .
أبو الحسين الأصبهاني الكِسائيّ المقرئ.
سمع: أبا الشّيخ، وغيره.
وعنه: أبو سعْد محمد بن محمد المطّرز.
389- محمد بن أحمد بن عمر [4] .
__________
[1] انظر عن (الفضل بن سهل) في: مختصر تاريخ دمشق 20/ 277 رقم 110.
[2] تقدّمت ترجمة (محمد بن إبراهيم المشّاط) في وفيات سنة 424 هـ. برقم (142) ، وفي وفيات سنة 428 هـ. برقم (276) ، وهو في الجزء السابق أيضا.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عمر) في: غاية النهاية 2/ 77، 78 رقم 2766.

(29/310)


أبو عمر الأصفهانيّ الخِرَقيّ المقرئ.
شيخ معمّر. قرأ بالرّوايات على محمد بن أحمد بن عبد الوهّاب السُّلَميّ، وهو آخر أصحابه موتًا.
قرأ عليه، وقرأ على خاله محمد بن جعفر الأشْنانيّ.
قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن المَرْزُبان، ومحمد بن محمد بن عبد الوهّاب، وأبو الفتح الحدّاد الأصبهانيون [1] .
390- محمد بن الحسن بن يوسف [2] .
أبو عبد الله الصَّنَعانيّ.
روى بمكّة عن: أبي عبد الله النَّقَويّ [3] صاحب إسحاق الدَّبَريّ.
روى عنه: عيسى بن أبي ذَرّ، وسماعُه منه بعد العشرين وأربعمائة.
391- محمد بن الحسن بن الهيثم [4] .
أبو عليّ الفيلسوف.
صاحبُ المصنَّفات الكثيرة في علوم الأوائل لا رحمهم الله.
__________
[1] قال ابن الجزري: وعمّر دهرا طويلا، أظنّه بقي إلى حدود العشرين وأربعمائة.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] النّقوي: بفتح النون والقاف بعدها الواو. هذه النسبة إلى نقو، وهي من قرى صنعاء اليمن.
منها: أبو عبد الله النقويّ هذا. (الأنساب 12/ 133) .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن الهيثم) في:
تاريخ الزمان لابن العبري 81، وتاريخ مختصر الدول 182، 183، 238، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 90- 98، وكشف الظنون 1389، وإيضاح المكنون 1/ 23، 93، 226، 292، 311، 315، 318 و 2/ 285، 320، 331، 337، 431، 559، 675، وتاريخ فلاسفة الإسلام للطفي جمعة 267- 274، وتاريخ فلاسفة الإسلام لدي بور 189- 195، وعقود الجوهر لجميل العظم 154- 161، وفي أدب مصر الفاطمية لكامل حسين 78- 82، والخالدون العرب لقدري طوقان 117- 126، والأعلام 6/ 314، وهدية العارفين 2/ 66، 67، ومعجم المؤلفين 9/ 225، 226، ودراسات في حضارة الإسلام لدي بور 189- 195، ودراسات في حضارة الإسلام لهاملتون جب 25، وحضارة الإسلام لجوستاف جروينبام 347، 348، والعرب والعلم للدكتور توفيق الطويل 33- 37، وشمس الله على الغرب لسيغريد هونكه 107- 113.

(29/311)


أصله بصْريّ، سكن الدّيار المصريّة إلى أن مات في حدود الثّلاثين وأربعمائة.
كان من أذكياء بني آدم، عديم النَّظير في عصره في العلم الرّياضيّ. وكان متزهِّدًا زُهْدَ الفلاسفة. لخّص كثيرًا من كُتُب جالينوس، وكثيرا من كتب أرسطوطاليس. وكان رأسًا في أُصول الطِّبّ وكُلِّيّاته.
وكان قد وَزَرَ في أوّل أمره، ثمّ تزهّد وأظهر الجنون، وانْمَلَس إلى ديار مصر.
وكان مليح الخطّ فنسخ في بعض السّنة ما يكفيه لعامه من إقليدس والمَجِسّطيّ. وكان مقيمًا بالجامع الأزهر. وكان على اعتقاد الأوائل. صرّح بذلك نسأل الله العافية.
وقد سَرَدَ ابنُ أبي أُصَيْبَعَة [1] مصنّفات هذا في نحو من كرّاس، وأكثرها في الرّياضيّ والهندسة، وباقيها في الإلهي. وعامّتها مقالاتٌ صِغَار.
392- محمد بن عبد الملك بن مسعود بن أحمد [2] .
الإمام أبو عبد الله المسْعوديّ المَرْوَزِيّ الشّافعيّ.
صاحب أبي بكر القفّال المَرْوَزِيّ. إمام مبرّز، وزاهد ورع.
صنَّف «شرح مختصر المُزَنيّ» ، فأحسن فيه [3] .
له ذكر في «الوسيط» ، وفي «الرّوضة النّواويّة» [4] .
__________
[1] في: عيون الأنباء 2/ 90- 98.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
الأنساب 11/ 308 وفيه: «محمد بن عبد الله» ، ومثله في: وفيات الأعيان 4/ 213، 214 رقم 585، وفي: تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 286 رقم 493، «عبد الملك» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 72، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 414 رقم 1030، ومرآة الجنان 3/ 40، والوافي بالوفيات 3/ 321، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 221، 22 رقم 177، وكشف الظنون 1635، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 46، وديوان الإسلام 4/ 183 رقم 1914، ومعجم المؤلفين 10/ 224.
وهو يقال فيه: «محمد بن عبد الملك» و «محمد بن عبد الله» .
[3] الأنساب 11/ 308، وزاد فيه: «سمع الحديث القليل من أستاذه أبي بكر عبد الله بن أحمد القفّال» .
[4] ذكر الإمام النووي في «الروضة» جلالة المسعودي، فإن الفوراني رفيقه في صحبة القفّال

(29/312)


تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وعشرين.
393- محمد بن أبي عَمْرو محمد بن يحيى [1] .
المحدِّث أبو عبد الله النَّيْسابوريّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي محمد المَخْلَديّ [2] ، وأبي بكر الْجَوزقيّ.
روى عنه: الخطيب [3] .
394- أبو الرّيْحان محمد بن أحمد البيرُونيّ [4] .
وبيرُون: من بلاد السّند.
__________
[ () ] فحكايته عنه في تصنيفه دليل على عظم جلالته، ومنها أن صاحب «البيان» يقول فيه: قال المسعودي، ويكثر من هذا ويريد به صاحب «الإبانة» وهذا غلط فاحش فأعرفه واجتنبه، وسببه أن «الإبانة» وقعت في اليمن واختلفوا لبعد الديار في نسبتها فنسبها بعضهم إلى المسعودي وبعضهم إلى الفوراني. هكذا ذكره شارح «الإبانة» وهو: أبو عبد الله الطبري صاحب «العدّة في خطبة العدّة» ، ومن طرف المسعودي ما حكاه في «الوسيط» عنه في مسألة: من حلف على البيض. (تهذيب الأسماء واللغات 2/ 286) ومسألة الحلف على البيض ذكرها ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 4/ 213، 214) .
[1] انظر عن (محمد بن أبي عمرو) في:
تاريخ بغداد 3/ 232، 233 رقم 1304.
[2] في الأصل: «المخلد» والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[3] وقال: قدم بغداد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة. كتبت عنه وما علمت من حاله إلّا خيرا.
[4] انظر عن (أبي الريحان البيروني) في:
الأنساب 2/ 363، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 2/ 20، 21، والمشترك وضعا 101، ومعجم الأدباء 17/ 180- 190، واللباب 1/ 160- 161، وتاريخ مختصر الدول 186، 187، وتاريخ حكماء الإسلام للبيهقي 72- 74، وكشف الظنون 9، 70، 79، 81، 345، 403، 424، 463، 488، 594، 771، 907، 1065، 1126، 1314، 1385، 1434، 1437، 1594، 1622، 1784، وروضات الجنات 179، 180، وهدية العارفين 2/ 65، 66، وبغية الوعاة 1/ 20، 21، وكنوز الأجداد 238- 240 (لكرد علي) ، وتراث العرب العلمي لطوقان 275- 285، والعرب والعلم للدكتور توفيق الطويل 26، 34، 37، 38، 42، 54، 58، 62، 69، 70، 97، 99، وحضارة الإسلام لجرينباوم 271، 312، 459، وشمس الله على الغرب 114، والخالدون لطوقان 127- 137، وفهرس المخطوطات المصورة 3/ 13، 21، 22، 79، وأعيان الشيعة 43/ 232- 244، ومعجم المؤلفين 8/ 241، 242، وتاريخ التراث العربيّ 4/ 56.
«والبيرونيّ» : بكسر الباء الموحّدة وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خارج خوارزم، فإن بها من يكون من خارج البلد ولا يكون من نفسها يقال له: فلان بيروني هست، ويقال بلغتهم: انبيذك هست. والمشهور بهذه النسبة أبو ريحان المنجّم البيروني. (الأنساب 2/ 363) .

(29/313)


من أعيان الفلاسفة. وكان معاصرا لل [شيخ الرّئيس] [1] ابن سينا، فاضلًا في الهيئة والنّجوم، خبيرًا بالطّبّ.
صنّف كتاب «الجماهر في الجواهر» ، وكتاب «الصَّيْدلة في الطّبّ» ، وكتاب «مقاليد الهيئة» ، وكتاب «تسطيح الهيئة» مقالة في استعمال الأصْطِرْلاب الكُرِيّ، كتاب «الزّيج المسعوديّ» ، صنّفه للملك مسعود بن السّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين، وتصانيف أُخَر ذكرها ابن أبي أُصَيْبَعَة في تاريخه [2] .
وينقل من كلامه صاحب حماة الملك المؤيّد.
- حرف النّون-
395- نعيْم بن حمّاد بن محمد بن عيسى بن الحسن بن نُعَيْم بن حمّاد ابن معاوية بن الحارث [3] .
أبو عبد الله [4] الخُزَاعِيّ.
قال الخطيب: قدِم علينا من الدّينَوَر، وثنا عن أصحاب ابن أبي حاتم [5] .
- حرف الياء-
396- يحيى بن عليّ بن محمد بن الطّيّب [6] .
أبو طالب الدّسكريّ [7] الصّوفيّ.
__________
[1] بياض في الأصل.
[2] عيون الأنباء 2/ 20، 21.
[3] انظر عن (نعيم بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 13/ 314 رقم 7286.
[4] هكذا في الأصل، وفي: تاريخ بغداد: «أبو القاسم» . ويقول خادم العلم «عمر» : لعلّ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- قد وهم في سمّي صاحب هذه الترجمة «نعيم بن حمّاد بن معاوية» وهو خزاعيّ أيضا، كنيته: أبو عبد الله، وترجمته مطوّلة في تاريخ بغداد 13/ 306- 314 رقم 7285 قبل هذه الترجمة مباشرة. وهو توفي سنة 229 هـ. أي أن بين وفاة الاثنين نحو مائتي سنة.
[5] قال الخطيب: أحسبه من أهل الدينور، قدم بغداد، وحدّث بها عن: عيسى بن علي بن زيد الدينَوَريّ، وأحمد بن محمد بن خالد القاضي. كتبنا عنه في مسجد أبي عمر بن مهدي في سنة تسع وأربعمائة.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] الدّسكري: بفتح الدال وسكون السين المهملتين، وفتح الكاف وفي آخرها الراء، هذه النسبة

(29/314)


نزيل حُلْوان.
سمع بجُرْجَان من: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وعليّ بن الحسن بن الأسْتِراباذيّ، وأبا نصر بن الإسماعيليّ، وغيرهم.
روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ، وعبد الكريم بن محمد الشّيرازيّ.
397- يوسف بن حمود بن خلف [1] .
أبو الحجاج الصَّدَفيّ القاضي المالكيّ.
من أعيان مالكيّة المغرب.
كان خيِّرًا، صالحًا، زاهدًا، فقيهًا، أديبًا، شاعرًا. ولي قضاء سَبْتَة بعد قتْل القاضي بن زوبع. ولّاه المستعين.
أخذ عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ.
روى عنه: ابنه حَمُّود، وابن أخيه إبراهيم بن الفضل، وقاسم بن عليّ، وأبو محمد المَسيليّ، وغيرهم.
قال القاضي عياض: تُوُفّي في حدود الثّلاثين وأربعمائة.
انتهت الطبقة للَّه الحمد
__________
[ () ] إلى الدسكرة، وهي قريتان، إحداهما على طريق خراسان، يقال لها: دسكرة الملك، وهي قرية كبيرة تنزلها القوافل. وقرية أخرى من أعمال نهر الملك ببغداد، على خمسة فراسخ، يقال لها: الدسكرة أيضا. (الأنساب 5/ 311، 312) .
[1] تقدّمت ترجمة (يوسف بن حمّود) في وفيات سنة 428 هـ. من هذا الجزء، برقم (285) .

(29/315)


بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء المتضمّن للطبقة الثالثة والأربعين، من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للمؤرّخ الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 هـ. وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه وأشعاره، وتوثيق مادّته، والإحالة إلى مصادره، على يد طالب العلم وخادمه الحاج الأستاذ الدكتور «أبو غازي عمر عبد السلام تدمري» أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة، الطرابلسيّ مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، وذلك عند تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم السبت الواقع في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1412 هـ. الموافق للثامن والعشرين من آذار (مارس) 1992 م، وكان الفراغ منه في منزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام المحروسة. والحمد للَّه ربّ العالمين.

(29/316)


تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للحافظ المؤرّخ شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ.
المتوفى سنة 748 هـ حوادث وفيات 431- 440 هـ تحقيق الدّكتور عمر عبد السّلام تدمري استاد التاريخ الإسلاميّ في الجامعة اللبنانية عضو الهيئة الاستشاريّة للمنشورات التاريخية في اتحاد المؤرخين العرب الناشر دار الكتاب العربيّ

(29/317)