تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[الطبقة الرابعة والأربعون]
سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة
[شغب الأتراك]
فيها شَغَبَ الأتراكُ، وخرجوا بالخِيَم، وتَشَكَّوا من تأخُّر
النَّفَقات ووقوع الاستيلاء على إقطاعهم. فعرفَ السُّلطان، فكاتبَ
دُبيس بن عليّ بن مَزْيَد. وأبا الفتح بن ورّام، وأبا الفوارس بن سعْدى
في الاستظهار بهم. وكتبَ إلى الأتراك رقعة يلومهم.
وحاصل الأمر أنّ النّاس ماجوا وانزعجوا، ووقع النّهب وغلت الأسعار وزاد
الخوفُ، حتى أنّ الخطيبَ يوم الجمعة صلّى صلاة الجمعة بجامع براثا وليس
وراءه إلّا ثلاثة أنفُس بدِرْهم خفارة [1] .
[زيارة جلال الدّولة المَشَاهد]
وخرج الملك جلال الدّولة لزيارة المشهدين بالحيْر والكوفة، ومعه أولاده
والوزير كمال المُلْك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحائر [2] . ومشي
حافيا من العلميّ. ثمّ زار مشهد الكوفة فمشي حافيا مَن الخندق، وقدْر
ذلك فَرْسخ [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 104، 105، (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية ببيروت)
15/ 273، 274، الكامل في التاريخ 9/ 471، وانظر: تاريخ ابن خلدون 3/
450، والبداية والنهاية 12/ 47.
[2] في الأصل: «فيهم أبا الخير» ، وهذا وهم، والتصحيح من: المنتظم 8/
105 (الطبعة الجديدة) 15/ 274.
و «الحائر» هو قبر الحسين بن علي رضي الله عنه. (معجم البلدان 2/ 208)
.
[3] المنتظم 8/ 105 (15/ 274) ، نهاية الأرب 26/ 259.
(29/319)
سنة اثنتين وثلاثين
وأربعمائة
[استيلاء الغُزُّ والسّلاجقة على خُراسان]
فيها نزلت الغُزُّ الرّيّ، وانصرف مسعود إلى غَزْنَة [1] . وعاد طغرلبك
إلى نَيْسابور.
واستولتِ الغُزُّ والسّلجوقيّة على جميع خُراسان، وظهر من خَرْقهم
الهيبة واطِّراحهم الحشْمة وقتْلهم النّاس ما جاوز الحدّ. وقصدوا
خلْقًا كثيرًا من الكُتّاب فقتلوا منهم وصادروا وبدّعوا [2] .
[الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]
وتجدّدت الفِتَنُ. ووقع القتال بين أهل الكَرْخ والسُّنّة، واستمرّ
ذلك. وقُتِل جماعة.
وسببُ ذلك انخراق الهيبة وقلّة الأعوان [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 484، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 184،
العبر 3/ 176، مرآة الجنان 3/ 54، مآثر الإنافة 1/ 8348.
[2] المنتظم 8/ 107 (15/ 277) ، العبر 3/ 176، دول الإسلام 1/ 256.
[3] المنتظم 8/ 107 (15/ 277) ، العبر 3/ 176، مرآة الجنان 3/ 54.
(29/320)
سنة ثلاث وثلاثين
وأربعمائة
[دفْع الغُزُّ عن همذان]
فيها دخل الملك أبو كاليجار ودفَعَ الغُزَّ عن هَمَذَان [1] .
[شغب الأتراك وإفسادهم]
وفيها شغبت الأتراك وتبسّطوا في أخذ ثياب النّاس، وخطف عمائمهم.
وأفسدوا إلى أن وُعِدوا بإطلاق أرزاقهم [2] .
[التعريف بالبلغر]
وقدِم رجلٌ من البَلْغَر مِن أعيان قومه، ومعه خمسون نفسًا قاصدًا
للحجّ، فأُهْدِي له شيءٌ من دار الخلافة. وكان معه رجل يقال له القاضي
عليّ [3] بن إسحاق الخوارزميّ، فَسُئل عن البَلْغَر من أيّ الأمم هم؟
قال: قوم تولّدوا بين الأتراك والصَّقَالبة، وبلادهم من أقصى بلاد
التُّرْك. وكانوا كُفَّارًا، ثمّ ظهر فيهم الإسلام. وهم على مذهب أبي
حنيفة. ولهم عُيُونٌ وأنهارٌ، ويزرعون على المطر.
وحكى أنّ اللّيل يَقْصُر عندهم حتّى يكون ستّ ساعات، وكذلك النّهار [4]
.
[موت علاء الدّولة بن كاكويه]
وفيها مات علاء الدّولة أبو جعفر بن كاكويه متولّي أصبهان [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 108، (15/ 279) ، العبر 3/ 177، دول الإسلام 1/ 256،
البداية والنهاية 12/ 49.
[2] المنتظم 8/ 108، (15/ 279) ، البداية والنهاية 12/ 49 وفيه:
«الأكراد» بدل «الأتراك» ، وهذا وهم.
[3] هكذا في الأصل. وفي «المنتظم» 8/ 108، (15/ 279) : «يعلي» .
[4] المنتظم 8/ 108، 109، (15/ 279) ، البداية والنهاية 12/ 49.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 495، المختصر في أخبار البشر 2/ 165، تاريخ
ابن الوردي 1/ 348.
(29/321)
[الدعوة لأبي
كاليجار في بلاد ابن كاكويه]
وولي بعده ابنه [أبو] منصور، فأقام الدّعوة والسّكّة للملك أَبِي
كاليجار في جميع بلاد ابن كَاكوَيْه [1] .
[نيابة ناصر الدّولة دمشق]
وفيها ولي نيابة دمشق للمستنصر الأمير ناصر الدّولة الْحَسَن بْن
الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان، فحكم بها سبع سِنين [2] .
[قراءة الاعتقاد القادريّ]
وفيها قُرئ الاعتقاد القادريّ بالدّيوان. أخرجه القائم بأمر الله،
فقُرئ وحضَره العلماء والزُّهّاد.
وحضر أبو الحسن عليّ بن عمر القزوينيّ الزّاهد، وكتب بخطّه قبْل
الفُقهاء: هذا اعتقادُ المسلمين، ومَن خالفه فقد خالف وفَسَقَ وكَفَرَ.
وهو: يجب على الإنسان أن يعلم أنّ الله وحده لا شريك له.
وفيه: كان ربُّنا [3] ولا شيء معه ولا مكان يَحْويه، فَخَلَقَ كلَّ
شيءٍ بقدْرته، وخلق العرش لا لحاجةٍ [4] إليه، واستوى عليه كيف شاء
وأراد، لا استواءَ [5] راحةٍ كما يستريح الخلْق. ولا مدبّر غيره [6] ،
والخلْق كلهم عاجزون، الملائكة والنّبيّون [7] . وهو القادر بقُدْرةٍ،
العالم بعلْمٍ [8] . وهو السّميع. البصير [9] ، متكلّم
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 495، المختصر في أخبار البشر 2/ 165، تاريخ
ابن الوردي 1/ 348.
[2] ذيل تاريخ دمشق 83، أمراء دمشق في الإسلام 26 رقم 88، زبدة الحلب
لابن العديم 1/ 263، نهاية الأرب 28/ 213.
[3] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «كان ربّنا وحده» .
[4] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «لا لحاجته» .
[5] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «لا استقرار» .
[6] في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) : «وهو مدبّر السموات والأرضين
ومدبّر ما فيهما ومن في البر والبحر ولا مدبّر غيره ولا حافظ سواه
يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم، ويميتهم ويحييهم» .
[7] في «المنتظم» 8/ 190، (15/ 280) : «والمرسلون والخلق كلّهم أجمعون»
.
[8] زاد بعدها في «المنتظم» 8/ 190، (15/ 280) : «أزلي غير مستفاد» .
[9] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «وهو السميع بسمع، والمبصر ببصر،
يعرف صفتهما من نفسه لا يبلغ كنههما أحد من خلقه» .
(29/322)
كلامٍ لا بآلةٍ [1] كآلة المخلوقين. لا
يوصف إلّا بما وصفَ به نفسَه أو وصفَه به نبيُّه. وكلّ صفةٍ وصفَ بها
نفسَه أو وصفه بها نبيّه [2] فهي صفةٌ حقيقيّة لا صفة مجاز [3] .
ونعلم [4] أنّ كلام الله غير مخلوق، تكلّم به تكليمًا، وأنزله على
رسوله على لسان جبريل [5] ، فتلاه على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه
محمد على أصحابه [6] . ولم يَصِرْ بتلاوة المخلوقين له مخلوقًا، لأنّه
ذاك الكلام بعينه الّذي تكلَّم الله به، فهو غير مخلوق بكلّ حال [7] ،
مَتْلُوًّا ومحفوظًا ومكتوبًا ومسموعًا. ومَن قال إنّه مخلوق على حال
من الأحوال فهو كافر حلال الدّم بعد الاستتابة منه.
ونعلم [8] أنّ الإيمان قول وعمل، ونيّة [9] ، يزيد وينقص [10] .
ويجب أن نحبّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فإنّ خيرهم وأفضلهم بعد رسول الله أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ
عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عليّ [11] . ومن سبّ عائشة فلا حظّ له
في الإسلام، ولا نقول [12] في معاوية إلّا خيرًا. ولا ندخل [13] في
شيءٍ شَجَرَ بينهم [14] .
إلى أن قال: ولا نكفّر [15] بترك شيءٍ من الفرائض غير الصّلاة. فإنّ
[16] من
__________
[1] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «لا بآلة مخلوقة» .
[2] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «رسوله» .
[3] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) : «لا مجازية» .
[4] في «المنتظم» : «ويعلم» .
[5] في «المنتظم» زيادة: «بعد ما سمعه جبريل منه» .
[6] في «المنتظم» زيادة: «وتلاه أصحابه على الأمّة» .
[7] في «المنتظم» : «فهو غير مخلوق بكلّ حال» .
[8] في «المنتظم» : «ويعلم» .
[9] في «المنتظم» زيادة: «وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح وتصديق
به» .
[10] أنقص المؤلّف بعدها مقدار ثمانية أسطر.
[11] في «المنتظم» زيادة: «ويشهد للعشرة بالجنة ويترحّم على أَزْوَاجِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . (8/ 110) .
و (15/ 281) .
[12] في «المنتظم» 8/ 111، (15/ 281) : «ولا يقول» .
[13] في «المنتظم» 8/ 111، (15/ 281) : «ولا يدخل» .
[14] في «المنتظم» زيادة نيّف وثلاثة أسطر.
[15] في «المنتظم» : «ولا يكفر» .
[16] في «المنتظم» : «غير الصلاة المكتوبة وحدها فإنه» .
(29/323)
تركها من غير عُذْرٍ وهو صحيح فارغ حتّى
يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يَجْحَدَها، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ
السَّلَامُ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ،
فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» [1] . ولا يزال كافرًا حتّى يندم
ويُعيدها. وإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يُضْمِر أن يعيد، لم يُصَلَّ
عليه، وحُشِرَ مع فِرْعون. وهامان، وقارون، وأُبَيّ بن خَلَف. وسائر
الأعمال لا تُكَفّر بتركها وإنْ كان يفسق حتّى يجحدها.
ثمّ قال: هذا قول أهل السُّنّة والجماعة الّذي مَن تمسَّك به كان على
الحقِّ المبين، وعلى منهاج الدّين.
في كلامٍ سوى هذا [2] . وفي ذلك كما ترى بعض ما يُنْكَر، وليس من
السُّنّة [3] . والله الموفّق.
__________
[1] رواه الترمذي في الإيمان (2753) باب: ما جاء في ترك الصلاة، عن
هنّاد، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر. وقال: هذا حديث
حسن صحيح، وأبو الزبير اسمه محمد ابن مسلم بن تدرس.
[2] انظر النص بكاملة في: المنتظم 8/ 109- 111، (15/ 279- 282) .
[3] وقال ابن كثير في «البداية والنهاية 12/ 49: «وفيه جملة جيدة من
اعتقاد السلف» .
(29/324)
سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة
[الخلاف بين الخليفة والملك جلال الدولة]
في المحرَّم انفتحت الجوالي بأمر الخليفة، فأنفذ الملك جلال الدّولة
مَن منع أصحاب الخليفة وأخذ ما استُخرج منها. وأقام من يتولّى
جِبايتها. فشقّ ذلك على الخليفة، وتردّدت منه مراسلات، فلم تنفع. فأظهر
العزم على مفارقة البلد، وأمر بإصلاح الطّيّار والزَّبازب، وروسل وجوهُ
الأطراف والقضاة والأعيان بالتّأهُّب للخروج في الصُّحْبة، وتكلَّم
بأنّه عاملٌ على غلْق الجوامع. ومنع من الجمعة في سابع المحرّم [1] .
وكاتب جلال الدّولة، فجاء كتابه: إنّه يرى الطّاعة، وإنّه نائبٌ عن
الخدمة نيابةً لا تنتظم إلّا بإطلاق العساكر. وقد التجأ جماعة من
خدمتنا إلى الحريم، ونحن معذورون للحاجة [2] .
[الزلزلة بتبريز]
وجاء كتاب أبي جعفر العلويّ النّقيب بالموصل، فيه: وردت الأخبار
الصّحيحة بوقوع زلزلةٍ عظيمة بتِبْرِيز هدمت قلعتَها وسورَها ودُورَها
وحمّامَاتِها وأكثر دار الإمارة. وسَلِم الأمير لكَوْنِه في بستانه،
وسَلِم جُنْدُهُ لأنّه كان أنفذهم إلى أخيه، وأنّه أحْصى مَن هلك تحت
الهدْم، فكانوا نحوًا من خمسين ألفًا، ولبس الأمير السّواد وجلس على
المُسُوح لعِظَم هذا المُصاب. وإنّه على الصّعود
__________
[1] المنتظم 8/ 113، (15/ 285) ، الكامل في التاريخ 9/ 511، المختصر في
أخبار البشر 2/ 166، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 336، تاريخ ابن خلدون
3/ 453، البداية والنهاية 12/ 50، تاريخ ابن الوردي 1/ 348.
[2] انظر النص الكامل للمكاتبة في:
المنتظم 8/ 114، (15/ 285، 286) .
(29/325)
إلى بعض حصونه خوفًا مِن توجّه الغُزِّ
إليه، والغُزّ هم التُّرْك [1] .
[محاربة المصريين صاحب حلب]
وفيها نفّذ المصريون من حارب ثمان بن مرداس صاحب حلب [2] .
__________
[1] المنتظم 8/ 114، (15/ 286) ، الكامل في التاريخ 9/ 513، تاريخ
الزمان لابن العبري 91، الدرّة المضيّة 354، العبر 3/ 180، دول الإسلام
1/ 256، مرآة الجنان 1/ 54، البداية والنهاية 12/ 50، تاريخ الخميس 2/
399، شذرات الذهب 3/ 253، 254.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ- نشره زعرور 325، (ونشره الدكتور سويّم- طبعة
أنقرة) ص 3، المنتظم 8/ 115، (15/ 286) ، زبدة الحلب لابن العديم 1/
263. مآثر الإنافة 1/ 344، البداية والنهاية 12/ 50 وفيه تحرّف اسم
«ثمال» إلى: «سماك» !
(29/326)
سنة خمس وثلاثين
وأربعمائة
[خروج طغرلبك إلى الحبل ومكاتبته جلال الدّولة]
فيها رُدّت الجوالي إلى وُكلاء الخدمة [1] .
وسار طغرلبك إلى الجبل [2] . ووَرَدَ كتابُهُ إلى جلال الدّولة من
الرّيّ، وكان أصحابه قد أخربوها، ولم يبق منها غير ثلاثة آلاف نفْس،
وسُدّت أبواب مساجدها. وخاطب طغرلبك جلال الدّولة في المكاتبة بالملك
الجليل، وخاطب عميد الدّولة بالشّيخ الرّئيس أبي طالب محمد بن أيّوب من
طغرلبك محمد بن ميكائيل مولى أمير المؤمنين. فخرج التّوقيع إلى أقضى
القُضاة الماورديّ، ورُوسل به طغرلبك برسالة تتضمّن تقبيح ما صنع في
البلاد، وأمرَه بالإحسان إلى الرّعيّة [3] .
فمضى الماورديّ، وخرج طغرلبك يتلقّاه على أربع فراسخ إجلالًا له
ولرسالة الخلافة [4] .
[موت جلال الدّولة]
وأُرْجِف بموت جلال الدّولة لِوَرَمٍ لحِقَهُ في كبِده، وانزعج
النّاسُ، ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة [5] .
ثمّ خرجَ فرآه النّاسُ فسكنوا، ثمّ تُوُفّي وغُلّقت الأبواب، ونظر
أولاده من
__________
[1] البداية والنهاية 12/ 51.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188.
[3] دول الإسلام 1/ 257، البداية والنهاية 12/ 51.
[4] المنتظم 8/ 116، (15/ 289) ، العبر 3/ 182، البداية والنهاية 12/
51، شذرات الذهب 3/ 254.
[5] المنتظم 8/ 116، 117، (15/ 289) .
(29/327)
الرَّوشن إلى الإصفهسِلّاريّة والأتراك،
وقالوا: أنتم أصحابنا ومشايخ دولتنا وفي مقام والدنا، فارعَوا حقوقَنا،
وصونوا حريمنا. فبكوا وقبَّلوا الآرض.
وكان ابنه الملك العزيز بواسط، فكتبوا إليه بالتَّعزِية [1] .
[دخول الغُزِّ الموصل]
وفيها دخلت الغُزّ الموصل، فأخذوا حُرَم قرواش بن المقلّد، ودُبَيْس بن
عليّ عَلَى الإيقاع بالغُزّ، فقَتَلت منهم مقتلة عظيمة [2] .
[الخطبة لأبي كاليجار]
وفيها خُطب ببغداد للملك أبي كاليجار بعد موت جلال الدّولة [3] .
[ترجمة جلال الدولة]
وكان مولد جلال الدّولة في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وكان يزور
الصّالحين، ويقصد القزوينيّ، والدّينَوَريّ.
مات من وَرَمٍ في كبِده في خامس شَعبان، وغسّله أبو القاسم بن شاهين
الواعظ، وعبد القادر بن السّمّاك ودُفِنَ بدار المملكة. ووُلي بغداد
سبْع عشرةَ سنة إلّا شهرًا [4] .
وخلّف ستّة بنين وخمس عشرة أنثى.
وعاش اثنتين وخمسين سنة [5] . وكانت دولته في غاية الوهن.
__________
[1] انظر وفاة جلال الدولة في:
تاريخ حلب للعظيميّ (نشره زعرور) ص 326، وطبعة أنقرة، ص 4، والمنتظم 8/
117، (15/ 289، 290) ، والكامل في التاريخ 19/ 516، وتاريخ مختصر الدول
لابن العبري 184، ونهاية الأرب للنويري 26/ 258، المختصر في أخبار
البشر 2/ 167، العبر 3/ 182، تاريخ ابن الوردي 1/ 349.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (نشرة زعرور) ص 326، وطبعة تركيا- ص 4، المنتظم
8/ 117، (15/ 291) ، الدرّة المضيّة 355، العبر 32/ 182، دول الإسلام
1/ 257.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 326، وطبعة تركيا 4، المنتظم 8/ 117،
(15/ 290) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 167، العبر 3/ 182، دول الإسلام
1/ 257، تاريخ ابن الوردي 1/ 349.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 516، مآثر الإنافة 1/ 336.
[5] في «المنتظم» 8/ 118 رقم 159 (15/ 291 رقم 5253) : «وكان عمره إحدى
وخمسين سنة وأشهر» ، ومثله في: البداية والنهاية 12/ 52.
(29/328)
سنة ست وثلاثين
وأربعمائة
[دفن جلال الدّولة بمقابر قريش]
فيها نُقِل تابوت جلال الدّولة إلى تُرْبتهم بمقابر قريش [1] .
[الوزارة ببغداد]
ودخل الملك أبو كاليجار بغداد [2] ، وصرف أبا المعالي بن عبد الرّحيم
عن الوزارة موقَّرًا، ووُلِّي أبو الفرج محمد بن جعفر بن العبّاس [3] .
[وفاة المرتضى]
وتُوُفّي المُرْتَضَى، وقُلِّد مكانه ابن أخيه أبو أحمد عدنان بن
الشّريف الرَّضِيّ [4] .
[وفاة الجرجرائي ووزارة أبي نصر]
وتُوُفّي بمصر الوزير الْجَرْجَرائيّ، فَوَزَرَ أبو نصر أحمد بن يوسف
الّذي أسلم [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 118، (15/ 292) ، الكامل في التاريخ 9/ 526.
[2] دول الإسلام 1/ 258، مآثر الإنافة 1/ 337.
[3] المنتظم 8/ 119، (15/ 292) .
[4] انظر عن وفاة المرتضى ومصادر ترجمته في وفيات سنة 436 هـ. برقم
(177) ، والخبر في:
البداية والنهاية 12/ 52.
[5] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 327، وطبعة تركيا ص 5، وفيه: «مات
الجرجرائي بالقاهرة بعلّة الاستسقاء، ووزّر التّستريّ لأن أمّ المستنصر
كانت جارية أبيهما سهل فقدّمتهما في الدولة، وكان ابن الأنباريّ تحت
العقوبة، واستوزر بعده أبا نصر صدقة بن يوسف الفلاحيّ» .
ومثله في: الدرّة المضيّة 356، ونهاية الأرب 28/ 215، 216، والمنتقي من
أخبار مصر 4 لابن ميسّر، والإشارة إلى من نال الوزارة 37، 38، والبداية
والنهاية 12/ 52 وفيه «أحمد بن يوسف» كما أثبته المؤلّف- رحمه الله-
وفي: اتعاظ الحنفاء 2/ 191 «صدقة بن يوسف» .
(29/329)
[ضرب الطّبل عند أوقات الصّلاة]
وضَرَب أبو كاليجار الطَّبْل في أوقات الصَّلوات الخَمْس، ولم تكن
المُلُوك يُضْرب لها الطَّبْل ببغداد إلى أيّام عضُد الدّولة فأُكرِم
بأن ضرب له ثلاث مرّات.
فأحدَث أبو كاليجار ضرب الطَّبْل في أوقات الصّلوات الخَمْس [1] .
[ولاية ابن المسلمة الكتابة للقائم]
وفيها ولي رئيس الرّؤساء أبو القاسم علي بن المسلمة كتابة القائم بأم
الله، وكان ذا منزلةٍ عالية منه [2] .
[ولادة نزار بن المستنصر العُبيديّ]
وفيها وُلِد نزار بن المستنصر العُبيديّ المصريّ الّذي قتله الأفضل ابن
أمير الجيوش. والله أعلم.
__________
[ () ] والخبر في: المنتظم 8/ 119، (15/ 293) .
[1] المنتظم 8/ 119، (15/ 293) ، العبر 3/ 185، البداية والنهاية 12/
52، شذرات الذهب 3/ 256) .
[2] المنتظم 8/ 119، (15/ 293) ، الكامل في التاريخ 9/ 530 (حوادث سنة
437 هـ.) ، البداية والنهاية 12/ 52 وفيه: «أبو القاسم بن المسلم» .
(29/330)
سنة سبع وثلاثين
وأربعمائة
[الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة]
فيها حَدَثت فتنةٌ بين أهل الكرخ وباب البصرة، وأخذ منها جماعة من
الفريقين [1] .
[إحراق كنيس اليهود]
ونفَر العامّة على اليهود وأحرقوا كنيسة العتيقية، ونهبوا [دُور]
اليهود [2] .
[الوباء بالخَيْل]
ووقع الوباء بالخيل، فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف فَرَس،
وامتلأت حافّات دجلة من جيَف الخيْل [3] .
[موت العلاء النصراني وسلْب أكفانه]
ومات العلاء بن أبي الحسين [4] النَّصْرانيّ بواسط، فجلس أقاربه في
مسجدٍ عند بيته للعزاء. وأُخْرج تابُوتُه نهارًا، ومعه جماعة من
الأتراك، فثار العوامّ وسلبوا الميّت من أكفانه وأحرقوه، ومضوا إلى
الدّير فنهبوه. وعجز الأتراك عنهم وذلّوا [5] ، أذلّهم الله.
__________
[1] المنتظم 8/ 127، (15/ 302) ، الكامل في التاريخ 9/ 531، البداية
والنهاية 12/ 54.
[2] المنتظم 8/ 127، (15/ 302) ، والإضافة منه، والبداية والنهاية 12/
54.
[3] المنتظم 8/ 128، (15/ 302، 303) ، الكامل في التاريخ 9/ 531،
المختصر في أخبار البشر 2/ 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 349، البداية
والنهاية 12/ 54، تاريخ ابن الوردي 1/ 349.
[4] هكذا في الأصل وفي «المنتظم» 8/ 128، (15/ 303) : «العلاء بن أبي
علي الحسين بن سهل» .
[5] المنتظم 8/ 128، (15/ 303) ، البداية والنهاية 12/ 54.
(29/331)
سنة ثمان وثلاثين
وأربعمائة
[حبْس صاحب الشّرطة وتغريمه الدّيات]
فيها كلّم ذو السّعادات أبو الفَرَج لرئيس الرّؤساء أبي القاسم في أبي
محمد بن النَّسَويّ صاحب الشُّرطة، وكان معزولًا، فقال: هذا رجلٌ قد
ركب العظائم، ولا سبيل إلى الإبقاء عليه. فتقدَّم الخليفة بحبْسه.
ورُفع عليه بأنّه كان يتتبَّع الغُرباء من التُّجّار ويقبض عليهم
ليلًا، ويأخذ أموالهم، ويقتلهم، ويُلْقِيهم في حفائر. فَحُفِرت فوجد
فيها رمى الموتى، فثار العَوَامّ ونشروا المَصَاحف، وآل الأمر إلى أن
حمل خمسة آلاف وخمسمائة دينار عن دِيات ثلاثة قتلهم، فقَبَض ذلك
صيرفيُّ السّلطان، وصرَفه في أفساط الْجُنْد [1] .
[حصار طغرلبك إصبهان]
وفيها حاصر طغرلبك إصبهان، وضيّق على أميرها قرامرز [2] ، بن علاء
الدّولة، ثمّ هادنه على مالٍ يُحمل إليه، وأن يُخطب له بأصبهان [3] .
[مراسلة أهل التّبت لأرسلان خان]
وفيها خرج من بلاد التُّبَّت، وهي من إقليم الصّين، خلائق عظيمة،
__________
[1] المنتظم 8/ 129، 130، (15/ 305) .
[2] في الأصل: «ورامرز» ، والتصحيح من المصادر. ووقع في «الكامل في
التاريخ 9/ 534» :
«فرامرز» ، ومثله في: نهاية الأرب 216/ 280 و 286، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 165، وتاريخ ابن الوردي 1/ 348، والعبر 3/ 188.
[3] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188، وسيعاد هذا الخبر في
الطبقة التالية، في حوادث سنة 242 هـ.، الكامل في التاريخ 9/ 534،
نهاية الأرب 26/ 286، دول الإسلام 1/ 258.
(29/332)
وراسلوا أرسلان خان ملك بلاشاغون [1]
يُثْنُون على سيرته، فراسلهم يدعوهم إلى الإسلام، فلم يُجِيبوا ولم
ينفروا منه [2] .
__________
[1] في. «الكامل» : «بلاساغون» .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 535.
(29/333)
سنة تسع وثلاثين
وأربعمائة
[غدر الأكراد بسرخاب]
فيها غدر الأكراد بسُرْخَاب بن محمد بن عنّاز [1] وحملوه إلى إبراهيم
ينال، فقلعَ عينيه [2] .
[الظَّفْر بأصفر التّغلبيّ]
وفيها ظفروا [3] بأصفر التّغلبيّ [4] الّذي خرج برأس عَيْن وتَبِعَه
خلْق، وكان قد أوغل في بلاد الرّوم، فسُلِّم إلى ابن مروان فَسَدَّ
عليه برجًا من أبراج آمد [5] .
[القحط بالموصل]
وكان القحط بالموصل حتّى أكلوا الميتة. وصُلِّيَ يَوْمَ الجمعة بها على
أربعمائة جنازة [6] . وعُدَّ مَن هلكَ يومئذٍ من أهل الذّمّة، فكانوا
مائة وعشرين نفسا [7] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي «المنتظم» : «عنان» (بالنون) .
[2] المنتظم 8/ 131، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 536، البداية
والنهاية 12/ 56 وفيه:
«فأمر بقلع إحدى عينيه» .
[3] في «المنتظم» : «وظفر بنو نمير» .
[4] في «المنتظم» : «الغازي» ، والمثبت يتفق مع: «الكامل» 9/ 540.
[5] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 540، 541، تاريخ
الزمان لابن العبري 96، البداية والنهاية 12/ 56.
[6] في: البداية والنهاية 12/ 56: «وورد كتاب الموصل بأنه لا يصلّي
الجمعة من أهلها إلّا نحو أربعمائة» .
[7] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 541، 542، تاريخ
الزمان 96، المختصر في أخبار البشر 2/ 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 350،
البداية والنهاية 12/ 56.
(29/334)
[القبض على الوزير ذي السّعادات]
وفيها قبض عَلَى الوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر [1] .
[الوباء والقحط ببغداد]
وكثُر الوباءُ ببغداد أيضا، والقحط [2] .
__________
[1] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 542.
[2] المنتظم 8/ 132، (15/ 308) ، الكامل في التاريخ 9/ 541، المختصر في
أخبار البشر 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 350، البداية والنهاية 12/ 56.
(29/335)
سنة أربعين
وأربعمائة
[قتال أهل الكرخ وباب البصرة]
فيها هاج القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة [1] .
[موت الملك أبي كاليجار]
ومرض الملك أبو كاليجار، وفُصِد في يومٍ ثلاث مرّات، ثمّ مات [2] .
وانتهب الغلمان الخزائنَ، والسّلاح، وأحرق الجواري الخِيَم، وناح
الحريم [3] .
[ولاية أبي نصر المُلْك بعد أبيه]
وولي مكانه ابنه أبو نصر ولقّبوه الملِك الرّحيم [4] . ثمّ قصد حضرة
الخليفة فقبَّل الأرض وجلس على كُرْسيّ. ثمّ أُلْبِسَ سبْع خِلَع
وعمامة سوداء والطّوْق والسِّوارَين، ووُضِع على رأسه التّاج المرصّع،
وبرز له لواءان معقودان. وأوصاه الخليفة بالتَّقْوى والعدل. وقُرِئ
صدْر تقليده. وكان يومًا مشهودًا [5] .
[التعريف بأبي كاليجار]
وكانت مدّة سلطنة أبي كاليجار ببغداد أربع سِنين [6] . وهو ابن سلطان
__________
[1] المنتظم 8/ 136، (15/ 313) .
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 329، وطبعة تركيا ص 6 وفيه وفاته سنة
439 هـ.، تاريخ الفارقيّ 1/ 7154 الكامل في التاريخ 9/ 547، المختصر في
أخبار البشر 2/ 169، تاريخ ابن الوردي 1/ 351.
[3] المنتظم 8/ 136، (15/ 313) ، الكامل في التاريخ 9/ 547، 548، العبر
3/ 191، دول الإسلام 1/ 258، البداية والنهاية 12/ 57.
[4] تاريخ حلب (زعرور) 329، التركية 6، تاريخ الفارقيّ 1/ 154، المنتظم
8/ 136، (15/ 313) ، الكامل في التاريخ 9/ 548، دول الإسلام 1/ 258،
259، البداية والنهاية 12/ 57.
[5] المنتظم 8/ 136، (15/ 313، 314) ، البداية والنهاية 12/ 57.
[6] في «المنتظم» 8/ 139 رقم 194، (15/ 317 رقم 3288) : «أربع سنين
وشهرين وأياما» ،
(29/336)
الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة.
ولد بالبصرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
واسمُهُ المَرْزُبان. وكان كثير الأموال [1] .
[سور شيراز]
وفيها دار السُّورُ على شِيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وطول حائطه
ثمانية أذرُعٍ، وعرضه ستّة أذرع، وفيه أحد عشر بابًا [2] .
[منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم]
وفيها نازلت عساكرُ مصر قلعة حلب، وبها مُعِزُّ الدّولة ثمال بن صالح
الكِلابيّ، فجمعَ جمْعًا وبرز لحربهم، فعمل معهم مصافَّيْن على الولاء،
وهابه المصريّون، فرحلوا عنه خائبين [3] .
[خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله
بالقيروان]
وفيها خطب المُعِزّ بْنُ باديس بالقيروان للقائم بأمر الله، وقطع خطبة
المستنصر، فبعث إليه المستنصر يهدّده، فلم يلتفت إليه، فبعث لحربه
عسكرًا من العرب فحاربوه، وذلك أوّل دخول عرب بني زغبة وبني رياح إلى
إفريقيّة.
فجَرَت لهم أمور طويلة [4] .
[مسير الغُزِّ مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينيّة للغزو]
وفيها قدِم كثيرٌ من الغُزِّ من وراء النّهر إلى إبراهيم ينال فقال
لهم: يَضيق عن مقامكم عندنا، والأَوْجَه [5] أن نمضي إلى غزو الرّوم
ونجاهد. فساروا وسار بعدهم حتّى بقي بينهم وبين القسطنطينيّة خمسة عشر
يومًا، فسبى وغنِم، وحصل له من السّبي فوق المائة ألف رأس، وأخذ منهم
أربعة آلاف درع، وغير ذلك.
__________
[ () ] ومثله في: الكامل 9/ 547، دول الإسلام 1/ 259.
[1] المنتظم 8/ 139 رقم 194، (15/ 317 رقم 3288) .
[2] المنتظم 8/ 137، (15/ 314) .
[3] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 328، 329، (التركية) 6، 7، تاريخ مصر
لابن ميسّر 2/ 3، الكامل في التاريخ 9/ 549، زبدة الحلب لابن العديم 1/
264، اتعاظ الحنفا 2/ 201.
[4] العبر 3/ 191، دول الإسلام 1/ 259، مرآة الجنان 3/ 60.
[5] وفي نسخة أخرى، والمنتظم 8/ 137، (15/ 314) : «والوجه» .
(29/337)
وجُرَّ ما حصل منهم على عشرة آلاف عجلة [1]
.
وحارب الرّوم، ونُصر عليهم مرّات، وغلبوه أيضًا، وكانت العاقبة
للمسلمين، وكان فتحًا عظيمًا ونصرًا مبينًا.
[عزل ناصر الدّولة عن دمشق]
وفيها عزل ناصر الدّولة وسيفها ابن حمدان عن دمشق بطارق الصَّقْلَبيّ
[2] ، وقُبِضَ على ناصر الدّولة [3] .
[عزل بهاء الدّولة]
ثمّ عُزِل بهاء الدّولة طارق بعد أشهر.
__________
[1] حتى هنا في: «المنتظم 8/ 137، (15/ 314) ، الكامل في التاريخ 9/
546، 547، نهاية الأرب 26/ 283، 284، العبر 3/ 192، دول الإسلام 1/
259، البداية والنهاية 12/ 58.
[2] في «تاريخ مصر» لابن ميسّر 2/ 3 «مظفّر الخادم الصقلبي» ، وفي
الصفحة 4 «طارق» ، وفي:
اتعاظ الحنفا 2/ 202 «مظفّر الخادم الصقلبي» ، وفي 2/ 207 «طارق» .
[3] تاريخ مصر لابن ميسّر 2/ 3 و 4، ذيل تاريخ دمشق 84، أمراء دمشق في
الإسلام 45 رقم 145، نهاية الأرب 28/ 218، اتعاظ الحنفا 2/ 202 وقد حمل
إلى صور، والخبر فيه 2/ 207 وفيه: طارق الصقلبي المستنصري.
(29/338)
بسم الله الرحمن الرحيم
المتوفون في الطّبقة الرابعة والأربعون
المتوفون سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة
- حرف الألف-
1- أحمد بن الغَمْر بن محمد بن أحمد بن عَبّاد [1] .
أبو الفضل الأبِيوَرديّ [2] القاضي.
رحل، وسمع ببغداد من: ابن ماسي، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحيّ،
وطبقتهما.
وبالكوفة من: البكّائيّ.
وتفقّه ببغداد، ولكنّه دخل في أعمال السّلطان، وغيّر الزِّيّ، واشتغل
بالشّرْب. قاله عبد الغافر [3] .
روى عنه: مسعود بن ناصر، وأبو صالح المؤذّن، والخشكانيّ [4] .
تُوُفّي في رمضان.
- حرف الباء-
2- بشرى بن مسيس [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الغمر) في: المنتخب من السياق 95 رقم 207.
[2] الأبيورديّ: بفتح الألف وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة
من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه
النسبة إلى أبيورد وهي بلدة من بلاد خراسان، وقد ينسب إليها الباوردي
(الأنساب 1/ 128) .
[3] في «المنتخب من السياق» : «تفقه ببغداد، ودخل في عمل السلطان، وكان
صاحب البريد من جهة الأمير محمود بن سبكتكين بنيسابور وعقد له مجلس
الإملاء، وكتب عنه، ثم قيل إنه ترك جميع ذلك واشتغل بالشرب وغيّر
الزّيّ الهيئة» .
[4] هكذا في الأصل، وفي «المنتخب» : «الحسكانيّ» بالحاء المهملة
والسين.
[5] انظر عن (بشرى بن مسيس) في:
(29/339)
أبو الحسن الرُّوميّ الفاتنيّ [1] . مولى
الأمير فاتن مولى المطيع للَّه.
أُسِرَ من بلد الرّوم، وهو كبير أمْرَد. قال: فأهداني بعضُ بني حمدان
لفاتن فأدَّبني وأسمعني. ووَرَدَ أبي بغداد سِرًّا ليتلطّف في أخذي،
فلمّا رآني على تلك الصِّفة من الإسلام والاشتغال بالعِلم يئس منّي
ورجع [2] .
روى عن: محمد بن بدر الحَمَاميّ، وأبي بكر بن الهيثم الأنباريّ، وعمر
ابن محمد بن حاتم التِّرْمِذيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ، وأبي يعقوب
النّجِيرَميّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، والحافظ أبي محمد بن السّقّاء،
وجماعة.
ترجمه الخطيب، وقال [3] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا صالحًا.
تُوُفّي يوم الفِطْر.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التّاجر، وهبة الله بن
أحمد المَوْصِليّ، وعليّ بن أحمد بن بيان الرّزّاز، وآخرون.
وهو أقدم شيخ لابن ماكولا [4] .
- حرف الثّاء-
3- ثابت بن محمد أبو الفتوح العَدَويّ، الْجُرْجَانيّ، الأديب
النَّحْويّ.
قال الحُمَيْديّ: قدِم الأندلس بعد الأربعمائة، فجال في أقطارها، ولقي
ملوكها. وكان إمامًا في العربيّة متمكّنًا من عِلم الأدب، متقدّمًا في
علم المنطق:
دخل بغداد.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 7/ 135، 136 رقم 3580، والمنتظم 8/ 106 رقم 134،
(15/ 274، 275 رقم 3228) ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 51، 79، 255،
والأنساب 9/ 208، واللباب 2/ 401، والعبر 3/ 173، وسير أعلام النبلاء
17/ 548- 550 رقم 365، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 491، والإعلام
بوفيات الأعلام 180، والوافي بالوفيات 10/ 159، 160، والبداية والنهاية
12/ 47، وتبصير المنتبه 3/ 1092 و 4/ 1289، وشذرات الذهب 3/ 248.
و «مسيس» بفتح الميم، وكسر السين المهملة.
[1] تحرّفت هذه النسبة إلى «القاضي» في (شذرات الذهب 3/ 248) .
[2] تاريخ بغداد 7/ 136.
[3] في تاريخه 7/ 136.
[4] ومات في عشر المائة. (سير أعلام النبلاء 17/ 549) .
(29/340)
وأملى بالأندلس شرحًا للجُمَل.
وروى عن: أبي الفتح بن جنّيّ، وعليّ بن الحارث، وعبد السّلام البصْريّ،
وعلي بن عيسى الربعي.
وتوفي لليلتين بقيتا من المحرم. قتله باديس بن حبوس أمير صنهاجة، اتهمه
بالقيام عليه مع ابن عمه بدر بن حباسة.
قال ابن خزرج: بلغني مولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
- حرف الحاء-
4- الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما [1] .
أبو علي النعالي.
بغدادي، ضعيف.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ، وأبي سعيد بن رُمَيْح النَّسَويّ، وابن
خلاد النصيبي، وأحمد بن جعفر الختلي، وخلق كثير.
قال الخطيب [2] : كتبت عنه. وكان قد ألحق لنفسه السماع في أشياء [3] .
وتوفي في ذي الحجة. ومولده سنة 346.
5- أبو الحسن بن أبي شريح المصري [4] .
قال أبو إسحاق الحبال: توفي في جمادى الآخرة عنده القاضي، يعني:
أبا الطاهر الذهلي.
حدّث، وما سمعت به.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
السابق واللاحق 80، وتاريخ بغداد 7/ 300، 301 رقم 3812، والمنتظم 8/
106 رقم 135، (15/ 275 رقم 3229) ، والعبر 3/ 173، 174، وسير أعلام
النبلاء 17/ 549 (دون ترجمة، وميزان الاعتدال 1/ 485 رقم 1833، ولسان
الميزان 2/ 201.
[2] في تاريخه 7/ 300.
[3] وقال الخطيب: ذكرت لمحمد بن علي الصوري خبرا من حديث الشافعيّ كان
حدّثنا به ابن دوما فقال الصوري: لما دخلت بغداد رأيت هذا الجزء وفيه
سماع ابن دوما الأكبر، وليس فيه سماع أبي علي، ثمّ سمّع فيه أبو علي
لنفسه، وألحق اسمه مع اسم أخيه. (تاريخ بغداد 8/ 300، 301) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/341)
- حرف السّين-
6- سَيَّار بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن إدريس [1] .
أبو عَمْرو الكِنَاني الحنفيّ القاضي الهَرَويّ. والد صاعد.
سمع: الحاكم أبا عاصم محبوب بن عبد الرحمن المحبوبيّ، وأبا جعفر محمد
بن أحمد بن محمد المقرئ بسَمَرْقَنْد، وإبراهيم بن محمد بن يزداد
الرّازيّ ببُخَاريّ، وعبد الرحمن بن محمد الإدريسيّ، وأبا محمد إسماعيل
بن الحسن البخاريّ الزّاهد.
وسماعاته قبيل الأربعمائة.
روى عنه: ابناه القاضي أبو العلاء صاعد، والقاضي أبو الفتح نصر،
وغيرهما.
ولمّا تُوُفّي والده قاضي هَرَاة أبو نصر سنة ستّ عشرة خَلَفه هو في
القضاء والتّدريس والفتوى، وزعامة أصحاب الرأي.
وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة إحدى وثلاثين، فَخَلَفه ابنه أبو الفتح إلى
أن خَلَفه لمّا قُتِل مظلومًا سنة ستٍّ وأربعين أخوه أبو العلاء، فطالت
أيّامه.
- حرف الصّاد-
7- صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله [2] .
القاضي أبو العلاء الأُسْتَوائيّ [3] النّيسابوريّ، الفقيه الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (سيّار بن يحيى) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 508 رقم 330، وذكر دون ترجمة 17/ 549، والجواهر
المضيّة 2/ 243، والطبقات السنيّة، رقم 859.
[2] انظر عن (صاعد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 344، 345، والأنساب 1/ 221، والمنتظم 8/ 108، واللباب
1/ 52، والكامل في التاريخ 9/ 494 (في وفيات سنة 432 هـ.) ، والمنتخب
من السياق للفارسي 257، 258 رقم 830، والعبر 3/ 174، وسير أعلام
النبلاء 17/ 507، 508 رقم 329، والجواهر المضيّة 2/ 265- 267، وطبقات
الفقهاء لطاش كبرى زاده 81، والنجوم الزاهرة 5/ 32، وتاج التراجم لابن
قطلوبغا 29، والطبقات السنيّة للغزيّ، رقم 987، وشذرات الذهب 3/ 248،
والفوائد البهيّة 83.
[3] الأستوائيّ: بضم الألف، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المثنّاة
الفوقية أو ضمّها، وبعدها
(29/342)
رئيس الحنفيّة وعالِمهم بنَيْسابور.
تُوُفّي بها في ذي الحجّة أيضًا. وكان على قضاء نَيْسابور مدّة.
سمع: إسماعيل بن نُجَيْد، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وسمع بالكوفة
لمّا حجّ من عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيّار الهَرَويّ،
وجماعة.
وقد تفرَّد شيخنا أبو نصر بن الشّيرازيّ بجزءٍ من حديثه، روى فيه أيضًا
عن: الحافظ ابن المظفّر، وأبي عَمْرو بن حمدان، وشافع الإسْفَرائينيّ.
وقد ورّخه الخطيب [1] سنة اثنتين وثلاثين، والأوّل أصحّ.
ووُلِد بناحية أُسْتَوا في سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة [2] .
- حرف العين-
8- عبد الله بن بكر بن قاسم [3] .
أبو محمد القُضَاعيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر، وعبد الرحمن بن
دُنَين.
وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن بن جَهْضَم، وبمصر عن أبي محمد بن النّحّاس.
وكان من الثّقات الأخيار، الزّهّاد [4] .
__________
[ () ] الواو والألف. هذه النسبة إلى أستوا وهي ناحية بنيسابور كثيرة
القرى والخير. (الأنساب 1/ 221، اللباب 1/ 52) .
[1] في تاريخه 9/ 345.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: برّز على الإخوان فضلا، وطرّز نيسابور
من جملة خراسان علما وورعا ونبلا، وشاع ذكره في الآفاق، وكان إمام
المسلمين على الإطلاق.
ولما ورد بغداد عوقب من دار الخلافة في أنه منع من اتخاذ صندوق في قبر
هارون الرشيد في مشهد طوس، وصوّر للخليفة أن السبب في منع ذلك فتواه،
وقبح صورة حاله، فاعتذر عن ذلك بأن قال: كنت مفتيا فأفتيت بما وافق
الشرع والمصلحة، رعاية أنه لو نصب الصندوق فإنه يقلع منه لاستيلاء
المتشيّعة، ويصير ذلك سبب وقوع الفتنة والتّعصّب والاضطراب، ويؤدّى ذلك
إلى فساد المملكة، فارتضاه الخليفة ولم ينجع ما سبق من التخليط.
(المنتخب من السياق 257، 258) .
[3] انظر عن (عبد الله بن بكر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 268 رقم 591.
[4] وقال ابن بشكوال: «وكان مع ذلك ورعا فاضلا عفيفا خيّرا منقبضا
متعاونا سالم الصدر، وكان
(29/343)
9- عبد الله بن يحيى [1] .
أبو محمد القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ. يقال له ابن دحّون.
أخذ عن: أبي بكر بن زَرْب، وأبي عمر بن المُكْوِيّ.
وكان من جلّة الفُقهاء المذكورين، عارفًا بالفتوى، حافظًا للمذهب.
عمَّر وأَسَنّ، وانتفع به النّاسُ [2] .
تُوُفّي في سادس المحرَّم.
10- عَبْدان [3] .
أبو محمد الْجَواليقيّ الشّرابيّ، نزيل مصر.
سمع بالعراق، وإصبهان.
وروى عن: أبي بكر القبّاب.
وانتقى عليه خَلَف الحافظ.
وسيأتي باسمه: محمد بن أحمد.
تُوُفّي في ذي الحجّة عن سبع وثمانين سنة.
11- عبد الرحمن بن الحسين بن عَلِيَّك بن الحسن [4] .
الحافظ أبو سعْد النَّيْسابوريّ.
ثقة، حافظ مشهور، نبيل. مصنِّف بصير بالفنّ، حَسَن المذاكرة [5] .
حدَّث عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد الرّازيّ، والدّارقطنيّ، وابن
__________
[ () ] لا يبيح لأحد أن يسمعه شيئا مما رواه لالتزامه الانقباض» .
[1] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 267، 268 رقم
590.
[2] وقال ابن بشكوال: وكان صاحبا للفقيه أبي محمد بن الشقاق ومختصّا
بصحبته.
[3] انظر ترجمة «عبدان» باسم: محمد بن أحمد بن عبد الله، الآتية برقم
(19) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسين) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 262، والمنتخب من السياق 307، 308 رقم 1013،
وسير أعلام النبلاء 17/ 509 رقم 331، وتبصير المنتبه 3/ 966. و «عليّك»
: بفتح العين المهملة، وكسر اللام، وتشديد الياء المفتوحة.
[5] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «كان جدّه أمين أهل نيسابور من التجار،
فاجتهد في العلم حتى صار من الحفّاظ، وصنّف الكتب، وجمع المشايخ
والأبواب، وصنّف كتابا في المختلف والمؤتلف، وكان حسن الحفظ والمذاكرة.
عقد له مجلس الإملاء غدوات الأربعاء، فأملى في مسجد المطرّز سنين» .
(29/344)
شاهين، وأبي بكر شاذان، وطبقتهم.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن، وأبو المعالي الْجُوينيّ إمام الحرمين،
وأبو سعد بن القُشَيريّ، وجماعة.
12- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ [1] .
أبو القاسم الحلبيّ السّرّاج المعروف بابن الطُّبَيْز الرّام.
سكن دمشق، وحدَّث عن: محمد بن عيسى البغداديّ العلّاف نزيل حلب، وأبي
بكر محمد بن الحسين السّبيعيّ، ومحمد بن جعفر بن السّقّاء، ومحمد بن
عمر الْجِعابيّ، وجماعة تفرّد في الدُّنيا عنهم.
وطال عمره.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتّانيّ، وعليّ بْن محمد الرَّبَعيّ،
وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبوه، وابن أبي الصَّقْر
الأنباريّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله
الكَلاعيّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وجماعة.
قال أبو الوليد الباجيّ: هو شيخ لا بأس به.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن الطُّبَيْز في جُمَادى
الأولى وكان يذكر أنّ مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثمّ سمَّى شيوخه.
قال: وكانت له أصُول حسنة، وكان يذهب إلى التَّشيُّع.
قال ابن الطُّبَيْز: أنبا محمد بن عيسى البغداديّ، أنبا أحمد بن
عُبَيْد الله النَّرْسيّ، فذكر حديثًا.
وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكَ
أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ طَاوُسٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ: أَنَا
حَمْزَةُ بْنُ كَرُّوسٍ السُّلَمِيُّ، أَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ السَّرَّاجُ بِدِمَشْقَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُعَافَى بِحَلَبَ، ثنا أبي، ثنا موسى بن
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد العزيز) في:
الإكمال لابن ماكولا 5/ 257، والعبر 3/ 174، وسير أعلام النبلاء 17/
497- 499 رقم 321، والإعلام بوفيات الأعلام 180، وتبصير المنتبه 3/
462، وشذرات الذهب 3/ 248.
(29/345)
أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لَا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ
الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ. كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ،
وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي
الْجَنَّةِ» . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ [1] .
13- عبد الرحمن بن عليّ بن أَحْمَد بن مَتّ [2] .
البُخَاريّ الإسكاف.
سمع: محمد بن صابر البُخَاريّ صاحب صالح جَزَرَة.
14- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عزيز بن محمد بن
يزيد [3] .
الحاكم أبو سعْد بن دُوَسْت. ودُوَسْت لَقَب جدّه محمد.
أحد أعيان الأئمة بخُراسان في العربيّة.
سمع الدّواوين وحصّلها، وصنّفَ التّصانيف المفيدة، وأقرأ النّاسَ الأدب
والنَّحْو. وله ديوان شِعْر.
وكان أصمَّ لا يسمع شيئا [4] .
__________
[1] يحسّنه إخراج الدارميّ له 2/ 293، والترمذي (3428) ، والحاكم في
(المستدرك 1/ 538) عن: يزيد بن هارون، أخبرنا أزهر بن سنان، حدّثنا
محمد بن واسع، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ. مع أنّ أزهر ضعيف، وباقي رجال السند ثقات. وأخرجه أحمد في
المسند 1/ 47، والترمذي (3429) ، وابن ماجة (2235) عن حمّاد بن زيد، عن
عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير.. وهو ضعيف منكر الحديث. ولكنّ هذه
الطرق تقوّي بعضها.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن محمد) في:
يتيمة الدهر 4/ 389- 394، ودمية القصر (طبعة بغداد بتحقيق د. سامي مكي
العاني) 2/ 230- 232 رقم 360، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 167، والمنتخب
من السياق لعبد الغافر الفارسيّ 309 رقم 106، وسير أعلام النبلاء 17/
509، 510 رقم 332، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 189 ب- 190- ب-، وفوات
الوفيات 2/ 297، 298، والجواهر المضيّة 2/ 403، 404، وتاج التراجم لابن
قطلوبغا 25، وبغية الوعاة 2/ 89، وعقود الجمان للزركشي 196، والطبقات
السنيّة، رقم 1201، ومعجم المؤلفين 5/ 188، وتاريخ التراث العربيّ
(طبعة السعودية) المجلد الثامن ج 2/ 444.
[4] قال الباخرزي: «ليس اليوم بخراسان أدب مسموع إلّا وهو منسوب إليه
متفق بالإجماع عليه،
(29/346)
أخذ اللُّغة والعربيّة عن الْجَوْهَريّ،
وله ردٌّ على الزَّجّاجيّ فيما استدركه على ابن السِّكِّيت في «إصلاح
المنطق» [1] .
وكان زاهدًا ورِعًا فاضلًا.
وعنه أخذ اللُّغة أبو الحسن الواحدي المفسّر.
وسمع الكثير من: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وبِشْر بن
أحمد الإسْفَرائينيّ، وجماعة.
وولد في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه جماعة.
وتُوُفّي في ذي القعدة [2] .
ومن شِعره:
ألا يا ريم أخبرني [3] ... عن التُّفّاح مَن عَضَّه
وحدَّث- بأبي- عن حُسنك ... البِكْر مَن افْتَضّه
وختْم الله بالورد ... على خدّك مَن فَضَّه
لقد أثَّرت العَضّةُ ... في وجنتك الغَضَّة
كما يُكتبُ بالعنبرِ ... في جامٍ من الفِضَّة [4]
ومن شِعره:
وشادنٍ نادمتُ في مجلسٍ ... قد مُطِرَت راحًا أباريقُه
طلبتُ وَرْدًا، فأبي خدّه ... ورمت راحا، فأبي ريقه [5]
__________
[ () ] وكان أصم أصلخ، يضع الكتاب في حجمه ويؤدّيه بلفظه، فيسمع ولا
يسمع» . (دمية القصر 2/ 230) .
[1] ذكره ابن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات) .
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «ودوست لقب جدّه محمد، الأديب الحنفي
النيسابورىّ، الثقة- الأمين، أحد أئمة العصر في الأديب ورواية كتبه
والمعتمد عليه المرجوع إليه فيه ... سمع الدواوين وحصّلها وأتقنها،
وصنّف الكتب وصحّح الأصول ... وكان كثير المشايخ، كثير الحديث، انتخب
عليه أبو سعد الحافظ المحمداباذي» . (المنتخب من السياق 309) .
[3] في: يتيمة الدهر: «خبرني» .
[4] الشعر في: يتيمة الدهر 4/ 389، 390 ويوجد بدل البيت الأخير بيتان
هما:
ولاح الدرّ إذ بض ... على جلدتك البضّة
كلون العنبر الورديّ ... إذا فضّ عن الفضّة
[5] البيتان في: يتيمة الدهر 4/ 390.
(29/347)
15- عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف [1] .
أبو عمرو المعافريّ القرطبيّ القيشطاليّ [2] ، نزيل إشبيليّة.
كان أبوه من جِلّة المحدِّثين، فسمع مع أبيه «الموطّأ» من أبي عيسى
اللّيثيّ، و «تفسير ابن نافع» وسمع من: أبي بكر بن السُّلَيْم القاضي،
وأبي بكر بن القُوطيّة، والزُّبَيْديّ، وجماعة.
وكان حضيرًا [3] لأمير الأندلس المؤيّد باللَّه.
قال ابن خزرج: كان من أهل الطّهارة والعفَاف والثّقة والرّواية،
وروايته كثيرة.
تُوُفّي في صفر، وله ثمانون سنة [4] .
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وولده أحمد، ومحمد بن
شُرَيْح، وجماعة.
وكان من الشّيوخ المُسْنِدين بقُرْطُبة.
16- عليّ بن عبد الغالب المحدّث الجوّال [5] .
أبو الحسن البغداديّ الضّرّاب.
عُرِف بابن القنيّ.
سمع: أبا الحسن المُجْبِر، وأبا أحمد العَرَضيّ، وأبا بكر الخَيْريّ،
وأبا محمد بن أبي نصر، وأبا محمد بن النّخّاس.
انتقى عليه رفيقه أبو نصر السِّجَزيّ.
وهو كان رفيق الخطيب إلى نيسابور.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 404، والعبر 3/ 174، 175، وسير أعلام النبلاء 17/
510، 511 رقم 333، وشذرات الذهب 3/ 248، وبرنامج الوادي آشي 187، ونفح
الطيب 5/ 200.
[2] قال المؤلف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 510: «بشين
مشوبة بجيم» . ووقع في المطبوع من (العبر 3/ 174) : «القسطاني» ، وهو
تحريف.
[3] أي نديما.
[4] الصلة 2/ 404.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/348)
روى عنه: أبو الوليد الباجيّ، وقال: ثقة،
له بعض الميز، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، وعبد الله بن عمر
التِّنِّيسيّ.
عاش ثمانيا وأربعين سنة. أرّخ موته ابن خيرون.
17- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر [1] .
أبو الفَرَج الرَّقّيّ الصُّوفيّ.
حدَّث عن: أبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الفتح القوّاس.
روى عنه: الكتّانيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو بكر محمد بن عبد
الله، وعدّة.
تُوُفّي في هذه السّنة، أو بعدها [2] .
- حرف القاف-
18- القاسم بن حَمُّود الحَسَنيّ [3] .
الإدريسيّ المغربيّ.
ولي إمرة قُرْطُبة بعد قتْل أخيه عليّ سنة ثمانٍ وأربعمائة.
وكان ساكنًا وادعًا أمِنَ النّاس معه، وفيه تشيُّعٌ يسير لم يظهر فخرج
عليه ابن أخيه يحيى بن عليّ سنة اثنتي عشرة. فهرب القاسم من غير قتال
إلى إشبيليّة، فاستمال البربر، وحشد وزحف إلى قُرْطُبة، فدخلها وهرب
يحيى. ثمّ اضطّرب أمر القاسم بعد أشهُر، وانهزم عنه البربر في سنة أربع
عشرة، وقويت كلُّ فِرقةٍ على بلدٍ غَلَبت عليه، وجرت له خُطُوبٌ وأمور،
ولحِق بشَرِيش [4] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد الله) في: مختصر تاريخ دمشق 19/ 76 رقم 22.
[2] قال ابن عساكر: قدم دمشق سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وحدّث بها
وبالرّقة.
[3] انظر عن (القاسم بن حمّود) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 50، 51، وجذوة المقتبس للحميدي 22- 24،
والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ق 4- مجلّد 1/ 481- 486، وبغية الملتمس
للضبيّ 28، 29، والكامل في التاريخ 9/ 273- 276، والحلّة السيراء لابن
الأبّار 2/ 26، 27، 36، والبيان المغرب لابن عذاري 3/ 124، 133، 190،
وتاريخ ابن خلدون 4/ 152، 154، ونفح الطيب 1/ 431، 432، وشرح رقم الحلل
في نظم الدول 154، 163، 164.
[4] شريش: مدينة كبيرة من كورة شذونة، وشذونة مدينة بالأندلس تتصل
بنواحيها موزور من أعمال الأندلس. (معجم البلدان 3/ 329) .
(29/349)
والتفت البربر على يحيى بن عليّ وحصروا
القاسم، فأسره ابن أخيه يحيى، وبقي في سجنه دهرًا إلى أن مات إدريس بن
عليّ، فخنقوا القاسم في هذا العام.
وعاش ثمانين سنة، وحُمل فَدُفن بالجزيرة الخضراء، وبها ابنه محمد
يومئذٍ.
- حرف الميم-
19- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله [1] .
أبو الحسن الْجَواليقيّ [2] التّميميّ، مولاهم الكوفيّ، الملقّب
بعَبْدان.
قد ذُكر.
ذكره أيضًا الخطيب في تاريخه [3] ، وقال: سمع: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد
الله بْن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحْمُسيّ، ومحمد بن العبّاس
العُصْميّ، ومحمد بن أحمد العَنْبريّ سنة بضعٍ وخمسين، وأبا بكر عبد
الله القبّاب، وخلْقًا.
قال الخطيب [4] : وحدَّث ببغداد في حدود العشْر وأربعمائة. وأجاز لي،
وكان ثقة وبَلَغَنَا أنّه تُوُفّي بمصر في حدود سنة إحدى وثلاثين.
وقال الحبّال: تُوُفّي في نصف ذي الحجّة، ووُلِد سنة خمس وأربعين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الجواليقيّ) في:
تاريخ بغداد 1/ 314 رقم 198، والمنتظم 8/ 106 رقم 137، (15/ 275 رقم
3231) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 549 (دون ترجمة) .
وقد تقدّم ذكره باسم «عبدان» برقم (10) .
وذكره ابن السمعاني مرتين في: (الأنساب 3/ 336 و 337) فقال في المرة
الأولى: «أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقيّ الكوفي، سمع
أبا بكر أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن حمزة العطشي، وغيره. مات
في حدود سنة أربعمائة أو قبلها إن شاء الله» .
وفي المرة الثانية: «أبو الحسن محمد بن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن
إِبْرَاهِيم بْن علي بن محمد الجواليقيّ مولى بني تميم من أهل الكوفة»
، ثم نقل قول الخطيب البغدادي.
[2] الجواليقيّ: بفتح الجيم والواو وكسر اللام بعد الألف وسكون الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى الجواليق،
وهي جمع جوالق، ولعلّ بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها.
(الأنساب 3/ 335) .
[3] تاريخ بغداد 1/ 314.
[4] في تاريخه 1/ 314.
(29/350)
قلت: ضيّع نفسه لسُكناه ببلد الرّافضة، فلم
ينتشر حديثه [1] .
20- محمد بن جعفر بن أبي الذّكر [2] .
أبو عبد الله المصريّ.
روى عن: أبي الطّاهر الذُّهْليّ، والحسن بن رشيق، وابن حَيَّوَيْهِ
النَّيْسابوريّ.
قال الحبّال: يُرمى بالغُلُوّ في التَّشيُّع.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
21- محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المَرْزُبان [3] .
أبو بكر الأصبهاني المقرئ، المعروف بأبي الشّيخ.
نزيل بغداد.
وكان شيخًا صالحًا عالي السَّند في القراءات.
قرأ على: أبي بكر بن فُورَك القبَّاب، وعبد الرحمن بن محمد
الحَسْنَابَاذي [4] ، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذة، ومحمد
بن أحمد بن عمر الخِرَقيّ، وأحمد بن محمد بن صافي.
روى عنه: عبد العزيز بن الحُسين، وعبد السّيّد بن عَتّاب الضّرير.
وكانت قراءة ابن عَتّاب عليه في سنة ثلاثٍ وعشرين.
وأرّخ موته أبو الفضل بن خيرون سنة 431 [5] .
__________
[1] في الهامش إلى جانب هذا القول: «ث. قد كان في عصره بالبلد المذكورة
خلق من أئمة المحدّثين وانتشر حديثهم، وستأتي ترجمة محمد بن مطرف
المصري مسند عصره في وقته»
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن أحمد) في:
إنباه الرواة للقفطي 3/ 155، ومعرفة القراء الكبار 1/ 390 رقم 327،
وغاية النهاية 2/ 175، 176 رقم 3146.
[4] الحسناباذي: بفتح الحاء المهملة، وسكون السين، وبعدهما النون
المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة،
هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 4/ 138) .
[5] وقال ابن سوّار عنه: الشيخ الثقة. (غاية النهاية 2/ 176) .
(29/351)
22- محمد بن عبد الله بن شاذان [1] .
أبو بكر الأعرج الأصبهاني اللُّغويّ.
سمع: أبا بكر عبد الله بن محمد القبّاب فأكثر، واحمد بن يوسف بن
إبراهيم الخشّاب.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الصَّيْرفيّ.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله سبعٌ، وثمانون سنة.
23- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح [2] .
أبو بكر العطّار الصُّوفيّ الأصبهاني.
روى عن: الطّبرانيّ جُزْءًا. وقع لنا من طريق السِّلَفيّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى أيضًا عن: أبي الشّيخ.
وروى عنه: الحدّاد بالإجازة، وأبو سعد المطرز، ومحمد بن عبد العزيز
العسال بالسماع.
24- محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب [3] .
أبو العلاء الواسطي المقرئ. أصله من فم الصلح [4] .
نشأ بواسط، وقرأ بالروايات على شيوخها، وكتب الحديث بها، وببغداد،
وبالكوفة، والدينور، واستوطن بغداد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن شاذان) في: سير أعلام النبلاء 17/
549، 550 (ذكره دون ترجمة) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 95 رقم 1094، والمنتظم 8/ 107، (5/ 276 رقم 3232) ،
وميزان الاعتدال 3/ 654، والعبر 3/ 175، والإعلام بوفيات الأعلام 180،
والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1297، ومعرفة القراء الكبار 1/
391، 392 رقم 328، والوافي بالوفيات 4/ 122، ومرآة الجنان 3/ 54، وغاية
النهاية 2/ 199، 200 رقم 3241، والنجوم الزاهرة 5/ 31، وشذرات الذهب 3/
249.
[4] فم الصّلح: بكسر الصاد المهملة المشدّدة، وسكون اللام. نهر كبير
فوق واسط بينها وبين جبّل عليه عدّة قرى. (معجم البلدان 4/ 276) .
(29/352)
قرأ على الحسين بن محمد بن حبش المقرئ
بالدينور، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلى أبي بكر أحمد بن
محمد بن هارون الرازي صاحب حَسْنُون بن الهيثم، وعلى أبي بكر أحمد بن
محمد الشّارب المَرْوَرُّوذِيّ، وجعفر بن عليّ الضّرير، وأبي القاسم
عبد الله بن اليَسَع الأنطاكيّ، والمُعَافى بن زكريّا الْجَريريّ، وأبي
عَوْن محمد بن أحمد بن قَحْطَبة الرّام، وأبي الحسين عُبَيْد الله بن
أحمد بن البوّاب، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد الواسطيّ الضّرير.
قرأ على يوسف في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة عن قراءته على يوسف ابن
يعقوب إمام واسط. واعتنى بالقراءات وبرع فيها، وتصدّر للإقراء، وولي
قضاء الحريم الطّاهريّ. وصنَّف وجمع.
قرأ عليه: أبو عليّ غلام الهَرَّاس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وعبد
السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل،
وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن بيان، وجماعة.
وسمع من: أبي محمد بن السّقّاء، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ،
وعليّ، بن عبد الرحمن البكّائيّ.
قال الخطيب [1] : رأيتُ له أُصُولًا عُتُقًا، سماعه فيها صحيح،
وأُصُولًا مضطّربة. ورأيتُ له أشياءً سَمَاعُه فيها مفسود، إمّا مكشوط،
أو مُصَلَّح بالقلم.
روى حديثًا مسلسلًا بأخذ اليد، رُوَاتُه أئمّة، واتُّهِم بوضْعه [2] .
قال الخطيب [3] : فأنكرت عليه. وسئل بعد إنكاري أن يُحدِّث به فامتنع.
وذكر الخطيب أشياء تُوجِبُ ضَعْفَه [4] ، ثمّ قال: وُلِد سنة تسعٍ
وأربعين
__________
[1] في تاريخه 3/ 96.
[2] انظر: تاريخ بغداد 3/ 96- 98.
[3] في تاريخه 3/ 95.
[4] ومن ذلك قال الخطيب: وسمعته يذكر أنّ عنده تاريخ شباب العصفري،
فسألته إخراج أصله لأقرأه عليه فوعدني بذلك، ثم اجتمعت مع أبي عبد الله
الصوري فتجارينا ذكره، فقال لي: لا ترد أصله بتاريخ شباب فإنه لا يصلح
لك. قلت: وكيف ذاك؟ فذكر أن أبا العلاء أخرج إليه الكتاب فرآه قد سمّع
فيه لنفسه تسميعا طريّا، مشاهدته تدلّ على فساده،
(29/353)
وثلاثمائة، ومات في جُمَادى الآخرة سنة
إحدى وثلاثين.
25- محمد بن عوْف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو الحسن المُزَنيّ [2] الدّمشقيّ.
كان يُكَنَّى قديمًا بأبي بكر، فلمّا مَنَعت الدّولةُ من التّكنّيّ
بأبي بكر تَكَنَّى بأبي الحسن.
حدَّث عن: أبي عليّ الحَسَن بن منير، وأبي عليّ بن أبي الرَّمرام،
ومحمد بن مَعْيُوف، والفضل بن جعفر، ويوسف الميَانِجِيّ، وأبي سليمان
بن زَبْر، وجماعة كثيرة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبو
القاسم بن أبي العلاء، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، والفقيه نصر
المقدسيّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وآخرون.
قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلًا مأمونًا [3] .
تُوُفّي في ربيع الآخر.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيِّ،
أَخْبَرَكَ أَبُو مُحَمَّدِ الحسن ابن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأسديّ سنة عشرين وستمائة: أنا
__________
[ () ] وذاكرت أبا العلاء يوما بحديث كتبته عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي
محمد بن السّقّاء، فقال:
قد سمعت هذا الحديث من ابن السّقّاء وكتبه عني أبو عبد الله بن بكير،
وكتاب ابن بكير عندي، فسألته إخراجه إليّ، فوعدني بذلك، ثم أخرجه إليّ
بعد أيام، وإذا جزء كبير بخط ابن بكير قد كتب فيه عن جماعة من الشيوخ،
وقد علّق عن أبي العلاء فيه الحديث، ونظرت في الجزء فإذا ضرب طريّ على
تسميع من بعض أولئك الشيوخ، ظننت أن أبا العلاء كان قد ألحق ذلك
التسميع لنفسه، ثم لما أراد إخراج الجزء إليّ خشي أن أستنكر التسميع
لطراوته فضرب عليه.
ورأيتُ له أشياءً، سَمَاعُه فيها مفسود، إمّا محكوك بالسّكّين، أو مصلح
بالقلم (تاريخ بغداد 3/ 96) .
[1] انظر عن (محمد بن عوف) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 13/ 153، رقم 178، والعبر 3/ 175، وسير
أعلام النبلاء 17/ 550، 551 رقم 366، والإعلام بوفيات الأعلام 180،
والوافي بالوفيات 4/ 294، وشذرات الذهب 3/ 249.
[2] تحرّفت هذه النسبة في (العبر 3/ 175) إلى «المزيّ» .
[3] مختصر تاريخ دمشق 23/ 153.
(29/354)
جَدِّي الْحُسَيْنُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ،
أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، أنا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ
التَّمِيمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ
الرَّوَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى:
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:
قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ
مَرْتَفِعَةٌ حيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي،
فَيَأْتِيهَا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةُ [1] .
الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ.
26- محمد بن عيسى بن عبد الغنيّ بن الصّبّاح [2] .
أبو منصور الهَمَدَانيّ الصُّوفيّ أحد مشايخ وقته.
روى عن: صالح بن أحمد الحافظ، وجبريل العدْل، وخلْق من الهَمَذانيّين،
ورحل.
وروى عن: محمد بن المظفّر، ومحمد بن إسحاق القَطِيعيّ، وسَهْل بن أحمد
الدِّيباجيّ، وعليّ بن محمد السُّكَّريّ، وأبي بكر بن المقرئ
الأصبهاني، ويوسف بن الدَّخِيل المكّيّ.
قال شِيرُوَيْه: ثنا عنه أبو طالب العلويّ، وأبو الفضل القُومِسانيّ،
ومحمد ابن الحسين، ومحمد بن طاهر، ويحيى وثابت ابنا الحسين بن شراعة،
ونصر ابن محمد المؤذّن، وعَبْدُوس بن عبد الله.
وكان صدوقًا ثقة.
وكان متواضعًا رحيمًا، يصلّي آناء اللّيل والنّهار.
حجَّ نَيِّفًا وعشرين حَجّة. ووقف الضّياع والحوانيت على الفقراء،
وأنفق أموالًا لا تُحْصَى على وجوه البِرّ.
وتُوُفّي في رمضان.
__________
[1] أخرجه الإمام مالك في الموطّأ 1/ 9 في وقوت الصلاة، والبخاري (551)
، ومسلم (621) و (193) عن: ابن شهاب، عن أنس بن مالك. وأخرجه البخاري
(550) من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري. وأخرجه مسلم (621) ،
وأبو داود (404) ، والنسائي 1/ 252 من طريق قتيبة، عن الليث، عن
الزهري.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى) في: سير أعلام النبلاء 17/ 563،. 564 رقم
371 وفيه:
«محمد بن عيسى بن عبد العزيز» .
(29/355)
وفيها أغار التُّرْكُ على هَمَدان فصودر
حتّى سلَّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيرًا محتاجًا مريضًا ذليلًا في
الخانْقاه [1] ، ثمّ مات.
وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلتُ: وروى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره.
27- محمد بن الفضل بن نظيف [2] .
أبو عبد الله المصريّ الفرّاء، مُسْنِد ديار مصر في زمانه.
سمع: أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السَّنْديّ، والعبّاس بن محمد بن نصر
الرّافقيّ [3] ، وأحمد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عُتْبة الرّازيّ،
وأحمد بن محمد بن أبي الموت المكّيّ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن
عطيّة ابن الحدّاد، وأحمد بن محمود الشَّمْعيّ، وعبد الله بن جعفر بن
الورد البغداديّ، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطّاب، وجماعة.
وتفرّد بالرّواية عن أكثر هؤلاء في الدّنيا.
روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن مَتُّوَيْه كاكو شيخ وجيه
الشَّحّاميّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وأبو عبد الله الثَّقَفيّ، وأبو
القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو القاسم سعْد بن عليّ
الزَّنْجانيّ، وأبو بكر البَيْهَقيّ محتجًّا به، وطائفة.
__________
[1] الخانقاه: أو خانكاه، أو خانكه، والجمع: خوانق وخوانك. كلمة فارسية
الأصل بمعنى بيت، دخلت اللغة العربية منذ انتشار التصوّف وإقامة دور
ينقطع فيها الصوفية للاعتكاف. والخانقاه اصطلاحا هي دار موقوفة لسكنى
الصوفية ومن إليهم من الزّهاد العبّاد، ويرتّب لهم فيها الطعام وتقدّم
الكساوي من خيرات البساتين والأسواق والعمائر الموقوفة عليها. (القاموس
الإسلامي 2/ 211) .
[2] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
السابق واللاحق 159، والعبر 3/ 175، 176، ودول الإسلام 1/ 256، وسير
أعلام النبلاء 17/ 476، 477 رقم 314، والمعين في طبقات المحدّثين 126
رقم 1398، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والوافي بالوفيات 4/ 323، وحسن
المحاضرة 1/ 373، والنجوم الزاهرة 5/ 31، 32، 78، وشذرات الذهب 3/ 249،
وتاريخ التراث العربيّ (طبعة الرياض) 1/ 478 رقم 333.
[3] تحرّفت هذه النسبة إلى «الرافعي» (بالعين المهملة) في «شذرات
الذهب» 3/ 249 و «الرافقيّ» : نسبة إلى الرافقة، بلدة كبيرة على الفرات
سمّيت فيما بعد «الرّقّة» . (الأنساب 6/ 49) .
(29/356)
قال الحبّال: تُوُفّي في ربيع الآخر.
ووُلِد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وقد وقع لي جزء آن من حديثه، وحديثه في «الثّقَفيّات» .
قال محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسحاق الحبّال يقول: كان أبو عبد الله بن
نظيف يُصلّي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعيًّا
يَقْنُتُ. فتقدَّم بعده رجلٌ مالكيٌّ، وجاء النّاسُ على عادتهم لصلاة
الصُّبْح، فلم يَقْنُتُ، فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يُحسن يُصلّي.
28- محمد بن مسعود بن يحيى [1] .
أبو عبد الله الأمويّ.
حدّث بإشبيليّة عن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبّاس بن أصْبَغ، وأبي عبد
الله.
ابن مُفَرِّج.
وكان بارعًا في العربيّة، له شِعْرٌ حَسَنٌ.
تُوُفّي في ذي القعدة، وهو في عَشْر الثّمانين.
29- المسدَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ [2] .
أبو المعمّر الأُمْلُوكيّ [3] الحمصيّ، خطيب حمص.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّحْبيّ بحمص،
ويوسف المَيَانِجِيّ، وأبا عبد الله بن خالُوَيْه، وأحمد بن عبد الكريم
الحلبيّ، وإسماعيل ابن القاسم الحلبيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو نصر بن طلّاب، والكتّانيّ، وأبو عليّ الأهْوَازيّ، وأبو
صالح أحمد بن عبد الملك النَّيْسابوريّ، وأبو الحسن بن أبي الحديد،
وابنه أبو
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 521، 522 رقم
1141.
[2] انظر عن (المسدّد بن علي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية 4/ 161 و 11/ 288، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 24/ 242 رقم 206، ودول الإسلام 1/ 176، وسير أعلام النبلاء
17/ 518 رقم 341، والإعلام بوفيات الأعلام 180، والعبر 3/ 176، وشذرات
الذهب 3/ 249، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
(تأليفنا) 5/ 63 رقم 1669.
[3] الأملوكيّ: بضم الألف، وسكون الميم، وضم اللام، وفي آخرها كاف.
نسبة إلى أملوك، وهو بطن من ردمان، وردمان بطن من رعين. وهو ردمان بن
وائل بن رعين. (الأنساب 1/ 349) .
(29/357)
عبد الله بن أبي الحسن، وسعد الله بن صاعد،
وعبد الله بن عبد الرّزّاق الكَلاعيّ [1] .
وكان في الآخر إمام مسجد سوق الأحد [2] .
تُوُفّي في ذي الحجّة.
قال الكتّانيّ: فيه تساهل [3] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ بْنُ صَصْرَى، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَسَاكِرَ الْخَشَّابُ،
أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ
وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أَنْبَا الْمُسدَّدُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ خَمْسٍ
وَعِشْرِينَ بِدِمَشْقَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ القاسم بحمص سنة
سبعين وثلاثمائة، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْغَضَائِرِيُّ [4] ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثَنَا حُصَيْنُ
بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْن قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَر، عَنِ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزُولُ قَدَمُ [5] الْعَبْدِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا
أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ
أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا
عَمِلَ فِيهِ [6] .
رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ فِي تَرْجَمَةِ
«عَلِيِّ بْنِ عَسَاكِرَ الْخَشَّابِ» [7] ، عَنْهُ، فَوَافَقْنَاهُ
بعلوّ.
__________
[1] وقد سكن المسدّد مدينة صيدا، فحدّث عنه بها أبو البركات إبراهيم بن
الحسن بن محمد بن أبي كريمة الفارسيّ الصيداوي، وقد حدّث عنه في كتابه.
(تاريخ دمشق 4/ 161) و «الكلاعي» : بفتح الكاف. نسبة إلى قبيلة يقال
لها: كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص، (الأنساب 10/ 514) .
[2] انظر عن مسجد سوق الأحد في:
الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 252.
[3] مختصر تاريخ دمشق 24/ 242.
[4] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء تحتها نقطتان وفي
آخرها راء. هذه النسبة إلى الغضار وهو الإناء الّذي يؤكل فيه (اللباب
2/ 384) .
[5] في تاريخ دمشق: «لا تزول قدما» .
[6] أخرجه الترمذي في القيامة، (2531) باب ما جاء في شأن الحساب
والقصاص، ولفظه: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى
يسأل عن خمس: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا
أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أنفقه،
وماذا عمل فيما علم» . وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن
مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا من حديث حسين بن قيس.
وحسين يضعّف في الحديث. وفي الباب عن أبي برزة، وأبي سعيد.
[7] مختصر تاريخ دمشق 18/ 135 رقم 42.
(29/358)
30- المفضل بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر
أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن إسماعيل [1] .
الإمام أبو مَعْمَر الإسماعيليّ الْجُرْجَانيّ، مفتي جُرْجَان ورئيسها
وفاضلها ومُسْنِدُها وعالمها وابن عالمها.
روى الكثير عن: جدّه [2] .
ورحل به والده [3] فأكثر عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين
ببغداد.
وعن: يوسف بن الدَّخِيل، وأبي زُرْعة محمد بن يوسف بمكّة.
وكان أحد أذكياء، زمانه، فإنّه حفظ القرآن وقطعةً من الفقه وهو ابن
سبْع سِنين في حياة جدّه.
تُوُفّي في ذي الحجّة. وقد حدَّث بالكثير وأملى [4] من بعد موت عمّه
أبي نصر [5] .
وبقي أخوه مَسْعَدة إلى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
- حرف الهاء-
31- الهيثم بن عتبَة بن خَيْثَمَة [6] .
__________
[1] انظر عن (المفضّل بن إسماعيل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 464، 465 رقم 927، والأنساب لابن السمعاني 1/ 252،
وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 240، والعبر 3/ 176، وسير أعلام النبلاء
17/ 518، 519 رقم 342، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 20، وشذرات
الذهب 3/ 249.
[2] وسمع منه كتابه «الجمع على جامع الصحيح» للبخاريّ، وغيره من
المجموعات والتصانيف والمشايخ والأمالي، وقد ضبط له والده الإمام أبو
سعد الإسماعيلي سماعه. (تاريخ جرجان 464) .
[3] إلى بغداد ومكة في سنة 384 هـ. (تاريخ جرجان 364) .
[4] في الأصل: «وأملا» .
[5] وقال السهمي: سمعت أبا بكر الإسماعيلي- رحمة الله عليه- يقول: ابني
هذا أبو معمر له سبع سنين يحفظ القرآن ويعلم الفرائض، وأصاب في مسألة
أخطأ فيها بعض قضاتنا. وقد كان وهب له ما كان عنده عن محمد بن عثمان بن
أبي شيبة لم يقرأ بعد ذلك لأحد، وآخر ما حدّث به سمع أبو معمر وأبو
العلاء ثم لم يقدر أحد على جميعه إلا أحاديث خرّجها في مواضع، وكان
إليه الفتيا منذ مات والده الشيخ الإمام أبو سعد الإسماعيلي. (تاريخ
جرجان 464، 465) .
[6] انظر عن (الهيثم بن عتبة) في: المنتخب من السياق 478 رقم 1625.
(29/359)
القاضي أبو سعيد التّميميّ النَّيْسابوريّ
الحنفيّ.
ثقة، من بيت القضاء والإمامة.
روى عن: أبيه القاضي أبي الهيثم، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وأبي
عَمْرو بن حمدان، وطبقتهم.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في رابع عشر جُمَادى الأولى.
- حرف الياء- 32- يوسف بن أصْبغ بن خَضِر [1] .
أبو عمر الأنصاريّ الطُّلَيْطُليّ الفقيه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشنيّ، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرّف ابن
ذُنَيْن.
واعتنى بالعلم وتحصيل الكُتُب [2] .
وتُوُفّي في صفر.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن أصبغ) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 676 رقم 1497.
[2] وجمع الدواوين والرواية، وجمع مسند موّطأ مالك، رواية القعنبي عنه
في سفر. قال ابن مطاهر: أخبرني الثقة قال: كنت أرى في النوم أن صومعة
مسجد سهلة تتهدّم، فتأوّل ذلك موت يوسف بن خضر، فكان كذلك، وسمع قائل
يقول وجنازته مارّة: بطن مملوءا علما يصير إلى القبر.
(29/360)
سنة اثنتين وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
33- أحمد بن أيّوب بن أبي الرّبيع [1] .
أبو العبّاس الألْبِيريّ الواعظ. نزيل قُرْطُبة روى عن: أبي عبد اللَّه
بن أبي زمنين، وسليمان بن بطّال [2] ، وسلمة بن سعيد.
وحجّ، وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وغيره.
وكان فاضلًا ورِعًا واعظًا، سُنّيًّا، أديبًا شاعرًا. ومجلسه بجامع
قُرْطُبة للوعظ في غاية الحفل. كانوا يزدحمون عليه، ونفع الله به
المسلمين.
تُوُفّي فجأةً في جُمَادى الآخرة. وكان الْجَمْع في جنازته لم يُعْهَد
مثلُه.
عاش نيِّفًا وسبعين سنة.
34- أحمد بن الحسين بن نصر العطّار [3] .
أبو بكر البغداديّ.
سمع: عليّ بن عمر الحربيّ، والدّارقطنيّ.
وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
35- أحمد بن عبد الرحمن [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أيوب) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 49 رقم 100.
[2] سمع منه: «كتاب الدليل إلى طاعة الجليل» من تأليفه، وكتاب «أدب
المهموم» من تأليفه أيضا.
[3] انظر عن (أحمد بن الحسين) في: تاريخ بغداد 4/ 111 رقم 1770.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في:
(29/361)
أبو بكر الخَوْلانيّ القَيْروانيّ، شيخ
المالكيّة بالقيروان مع صاحبه أبي عِمران الفاسيّ المذكور.
كان صالحًا عابدًا فقيهًا حافظًا للمذهب نَحْويًّا.
تفقّه بأبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ.
تخرَّج به خلْق كثير كأبي القاسم بن مُحْرِز، وأبي إسحاق التُّونسيّ
[1] .
36- أحمد بن محمد بن جعفر بن يونس [2] .
أبو الفضل الأصبهاني الأعرج، المعروف بالجوّاز.
رحل، وسمع من: ابن المقري، وابن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ، وعليّ بن عمر
الحربيّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن أبي بكر بن مَرْدُوَيْه، وسعيد بن محمد البقّال
الأصبهانيان.
مات فِي ربيع الآخر.
37- أَحْمَد بْن محمد بن خالد بن مَهْديّ [3] .
أبو عمر القُرْطُبيّ المقرئ.
روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه
الْقَاضِي، وأبي محمد بن نبوش.
وأكثر عن مَكيُّ بْنُ أَبِي طَالِب.
واعتنى بالرواية والضَّبط. وكان بارعًا في معرفة القراءات، صنّف فيها
تصانيف [4] .
__________
[ () ] ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 700- 702، وسير أعلام النبلاء 17/
519، 520 رقم 343، والوافي بالوفيات 7/ 38، والوفيات لابن قنفذ 240 رقم
432، والديباج المذهب لابن فرحون 1/ 177، 178، وبغية الوعاة 1/ 324،
وشجرة النور الزكية 1/ 107 رقم 279.
ورياض النفوس 2/ 229، 401، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 899.
[1] وقال بمحضر من الناس حين حضر ملك الموت: هذا ملك الموت قد أقبل.
سألتك باللَّه ألا ما رفقت بي. فمات بسهولة عقب كلامه من غير تراخ.
(الوفيات لابن قنفذ 240) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن خالد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 48 رقم
99، وغاية النهاية 1/ 113 رقم 519.
[4] وقال ابن بشكوال: وعني بلقاء الشيوخ وتقييد العلم وجمعه وروايته
ونقله. وقد نقلت في كتابي
(29/362)
تُوُفّي في ذي القعدة شابًا.
38- أحمد بن محمد بن يوسف بن مَرْدة [1] .
أبو العبّاس الأصبهاني المقرئ.
تُوُفّي في شَعبان.
39- إبراهيم بن ثابت بن أخْطل [2] .
أبو إسحاق الأُقْلِيشيّ [3] .
سكن مصر، وأخذ القراءة عَرْضًا عن طاهر بن غلبون، وعن عبد الجبّار ابن
أحمد.
وسمع من: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وأبي مسلم الكاتب.
أقرأ النّاس بمصر في مجلس عبد الجبّار بعد موته. قاله أبو عَمْرو
الدَّانيّ.
40- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم [4] .
أبو القاسم الأصبهاني الجلّاب، سِبْط أبي مسلم.
سمع: محمد بن عبد الله بن سيف، وابن المقري، وجماعة.
روى عنه: غانم البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد وقع لنا جزء من حديثه.
__________
[ () ] هذا من كلامه على شيوخه الّذي لقيهم ما أوردته عنه ونقلته من
خطه. وقرأت عليه كتاب:
تسمية رجاله بخط بعض أصحابه.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يوسف) في: غاية النهاية 1/ 134 رقم 625.
[2] انظر عن (إبراهيم بن ثابت) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 92 رقم 202،
وغاية النهاية 1/ 10 رقم 29.
[3] الأقليشي: بضم الهمزة وسكون القاف، وكسر اللام، وياء ساكنة، وشين
معجمة. مدينة بالأندلس من أعمال شنت بريّة.
وقال الحميدي: أقليش بليدة من أعمال طليطلة. (معجم البلدان 1/ 237) .
وانظر: نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 538، 560، والروض المعطار 51، 52.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/363)
- حرف الجيم-
41- جعفر بن محمد بن المعتزّ بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس
[1] .
الحافظ أبو العبّاس المستغفريّ النَّسَفيّ.
مؤلّف «تاريخ نسف» و «كش» ، وكتاب «معرفة الصّحابة» ، وكتاب «الدّعوات»
، وكتاب «المنامات» ، وكتابُ «خُطَب النّبيّ صلى الله عليه وسلم» ،
وكتاب «دلائل النُّبُوّة» [2] ، وكتاب «فضائل القرآن» [3] ، وكتاب
«الشّمائل» ، وغير ذلك من الكُتُب [4] .
وحدَّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، وإبراهيم بن لُقْمان، وأبي
سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وعليّ بن محمد بن سعيد
السَّرْخسيّ، وجعفر بن محمد البُخاريّ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: الحسن بن عبد الملك النَّسَفيّ، وأبو نصْر أحمد بن جعفر
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن المعتز) في:
دمية القصر (طبعة بغداد) 2/ 69 رقم 278، والأنساب ج 11 (المستغفري) ،
واللباب 3/ 208، والعبر 3/ 177، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم
1399، وتذكرة الحفاظ 3/ 1102، والإعلام بوفيات الأعلام 180، وسير أعلام
النبلاء 17/ 564، 565 رقم 372، والوافي بالوفيات 11/ 149، 150، ومرآة
الجنان 3/ 54، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 403 رقم 1055، والجواهر
المضيّة 2/ 19، 20، ولسان الميزان 6/ 100، والنجوم الزاهرة 5/ 33، وتاج
التراجم لابن قطلوبغا 21، وشذرات الذهب 3/ 249، 250، وطبقات المفسّرين
للداوديّ 1/ 125، 126، وأعلام الأخيار، رقم (245) ، والطبقات السنيّة
614، والفوائد البهيّة 57، وكشف الظنون 296 وغيرها، وهدية العارفين 1/
253، وروضات الجنات 161، والفوائد وديوان الإسلام 4/ 181، 182 رقم
1910، وأعيان الشيعة 16/ 246- 248، والرسالة المستطرفة 39، والأعلام 2/
128، ومعجم المؤلفين 3/ 150، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة السعودية) 2/
228، 229 رقم 11، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 617، وعلم التأريخ عند
المسلمين 535، 536، 542، 633، 639، 652.
[2] منه نسخة مخطوطة في مكتبة جامعة إسطنبول، وباريس.
[3] منه نسخة خطية بمكتبة أسعد باسطنبول.
[4] ومنها: تاريخ سمرقند، وله ذيل بعنوان: «القند في تاريخ علماء
سمرقند» لنجم الدين عمر بن محمد النسفي المتوفى سنة 537 هـ.، و «زيادات
في المختلف» لعبد الغني بن سعيد الأزدي.
(تاريخ التراث العربيّ 2/ 229) ورسالة صغيرة في الحديث في مكتبة حاجي
محمود باسطنبول.
(29/364)
الكاسَنيّ [1] ، والحسن بن أحمد
السَمَرْقَنْديّ الحافظ، وإسماعيل بن محمد النُّوحِيّ [2] الخطيب،
وآخرون.
وكان محدِّث ما وراء النّهر في عصره.
وُلِد بعد الخمسين بيسير، وتُوُفّي بنَسَف سنة اثنتين وثلاثين
وأربعمائة [3] .
وهو صدوق، لكنّه يروي الموضوعات ولا يكتبها [4] .
- حرف الحاء-
42- الحسن بن عُبَيْد الله البغداديّ [5] .
أبو عليّ الصّفّار المقرئ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب [6] : كتبنا عنه، وكان ثقة.
43- الحسن بن محمد بن شعيب [7] .
__________
[1] الكاسني: بفتح الكاف والسين المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى كاسن، وهي قرية من قرى نخشب، منها أبو نصر المذكور. (الأنساب 10/
321، 322) .
[2] النّوحي: بضم النون وسكون الواو وفي آخرها الحاء. هذه النسبة إلى
نوح، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 12/ 150) وفيه ترجمة
إسماعيل النوحي (12/ 151) .
[3] أنشد المستغفري لنفسه:
جزت الثمانين من عمري وأحوالي ... وفقت من العمر أعمامي وأخوالي
ما عاش ما عشت منهم واحد، فلقد ... خصصت من ربّي المسدي بأفضال
(دمية القصر 2/ 69 رقم 278) .
[4] وقال الباخرزي: هو إمام نسف وخطيبها ومفتيها، ومن لا تكاد تجد مثله
فيها. (دمية القصر 2/ 69) .
[5] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 7/ 343 رقم 3867، والمنتظم 8/ 107 رقم 139، (15/ 277 رقم
3233) وفيه: «الحسن بن عبد الله» .
[6] في تاريخه 7/ 343.
[7] انظر عن (الحسن بن محمد بن شعيب) في:
الأنساب 7/ 165، 166، ومعجم البلدان 3/ 264، واللباب 2/ 147، وتهذيب
الأسماء واللغات 2/ 261، ووفيات الأعيان 2/ 135، 136، وسير أعلام
النبلاء 17/ 526، 527 رقم 351، والوافي بالوفيات 12/ 378، ومرآة الجنان
3/ 54 وفيه: «الحسن بن علي» ، (وفيات 431 هـ.) ، وعيون التواريخ
(مخطوط) 12/ 183، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 344- 348، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 28، 29، والبداية والنهاية 12/ 57، وطبقات
الشافعية
(29/365)
أبو عليّ السَّنْجيّ [1] ، الإمام الفقيه.
تُوُفّي بمَرْو في ربيع الأوّل. كذا سمّاه وورّخه أَبُو عليّ محمد بن
الفضل ابن جُهَانْدار.
وسمّاه ابن خَلَّكان [2] : الحسين بن شُعيب بن محمد، وقال: أخذ الفقه
بخُراسان عن أبي بكر القفّال المَرْوَزِيّ، هو والقاضي حسين، والإمام
أبو محمد الْجُوَينيّ.
وصنَّف «شرح الفُروع» [3] لأبي بكر بن الحدّاد المصريّ فجاء نهايةً في
الحُسْن، وصنَّف كتاب «المجموع» [4] .
وهو أول من جمع بين طريقتي خُرَاسان والعراق.
44- حمّاد بن عمّار بن هاشم [5] .
أبو محمد القُرْطُبيّ الزّاهد.
روى عن: أبي عيسى اللّيْثيّ.
ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعن أبي القاسم الجوهريّ
بمصر.
وكان رجلًا صالحًا زاهدًا ورِعًا، شُهِر بإجابة الدّعوة. كان الخلْق
يقصدونه ويتبرّكون به ويسألونه الدّعاء.
دعاه الأمير عليّ بن حَمُّود إلى قضاء قُرْطُبة، فصرف الرّسول وانتهره،
وخرج إلى طُلَيْطُلة فاستوطنها.
وعُمّر ونيّف على مائة عام.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وجماعة من علماء الأندلس.
قال ابن حيّان: تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] لابن هداية الله 142، 143، وهدية العارفين 1/ 309، ومعجم
المؤلفين 3/ 283.
[1] السّنجيّ: بكسر السين المهملة وسكون النون. نسبة إلى سنج، وهي قرية
كبيرة من قرى مرو.
(الأنساب، معجم البلدان، اللباب) .
[2] في: وفيات الأعيان 2/ 135.
[3] وفيات الأعيان.
[4] وفيات الأعيان.
[5] انظر عن (حمّاد بن عمّار) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 156 رقم 351.
(29/366)
- حرف العين-
45- عبد الله بن سعيد [1] بن أبي عَوْن [2] الرّباحيّ الأندلسيّ.
نزيل طُلَيْطُلَة.
سمع من أبي عبد الله بن أبي زمْنِين.
وحجّ، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد.
وكان صالحًا، ديِّنًا، ورِعًا. أوّل من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه.
وكان بكّاءً عند قراءة الحديث. ويُرابط في شهر رمضان بحصن وَلْمُش.
46- عبد الله بن عُبَيْد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله
[3] .
أبو عبد الرحمن الأُمويّ، المُعَيطيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وغيره.
وكان من أهلِ السُّؤدُد والشّرف.
بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخُطِب له.
ثمّ خُلِع فصار إلى كُتَامَة. وكان مجاهد صاحب دانية قد قدّم هذا
المُعِيطيّ أن يكون أمير المؤمنين بعمله، فبقي مدّة يسيرة، ثمّ خلعه
مجاهد ونفاه، فالتجأ إلى أرض كُتَامَة، وبقي لا يرفع للدُّنيا رأسًا.
47- عبد الله بن عليّ بن سعيد [4] .
أبو محمد النَّجِيرميّ [5] .
رجلٌ صالح.
قال الحبّال: توفّي في رجب.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 268، 269 رقم
592.
[2] في (الصلة) : «عوف» .
[3] انظر عن (عبد الله بن عبيد الله) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 261،
262 رقم 592، وترتيب المدارك 4/ 745، 746، والوافي بالوفيات 17/ 203
رقم 260.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] النجيرمي: بفتح النون وكسر الجيم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم، ويقال:
نجارم، وهي محلّة بالبصرة. (الأنساب 12/ 45) .
(29/367)
48- عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريّا
[1] .
أبو القاسم الطّحّان.
بغداديّ، ثقة [2] .
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وأبا عَلِيّ بْن الصَّوّاف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو ياسر طاهر بن أسد الطّبّاخ،
وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى عن ثمانٍ وثمانين سنة.
49- عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الله [3] .
القاضي أبو عليّ النَّسَفيّ، الفقيه.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
50- عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم [4] .
أبو سهل التّميميّ الكوفيّ، ثمّ الأصبهاني الواعظ.
عن: أبي الشّيخ.
وعنه: سعيد البقّال.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
51- عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين [5] .
الإمام أبو الحسن الإسْتِراباذيّ [6] الحاكم.
كان من كبار أئمّة الحديث بسَمَرْقَنْد.
وكان مجتهدا في الخير.
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 90 رقم 5778،
والعبر 3/ 175.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] لم أجد مصدرا لترجمته.
[4] لم أجد مصدرا لترجمته.
[5] لم أقف على مصدر ترجمته.
[6] الإستراباذي: بكسر الألف، وسكون السين المهملة، وكسر التاء
المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحّدة بين الألفين،
وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى إستراباذ، وقد يلحقون فيه
ألفا أخرى بين التاء والراء فيقولون استاراباذ إلا أن الأشهر هذا، وهي
بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان. (الأنساب 1/ 214) .
(29/368)
كان ينسخ عامّة النّهار وهو يقرأ القرآن،
لا يمنعه ذا عن ذا.
وكان قد حجّ وسأل الله كمال القوّة على التّلاوة وعلى الْجِماع،
فاستجيب له.
حدَّث هذه السّنة ولا أعلم وفاته، ولا رواته. رحمه الله.
- حرف الميم-
52- محمد بن أحمد بن جعفر [1] .
أبو حسّان المزكّي المُولْقَابَاذيّ [2] الفقيه، الشّيخ الثّقة.
كان مشهورًا بالفضل والصّلاح والعِلْم. وكان إليه التَّزْكية
بنَيْسابور، والحشْمة الوافرة [3] .
حدَّث عن: والده أبي الحسن، والشّيخ أبي العبّاس محمد بن إسحاق
الصِّبْغيّ، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإسماعيل بن نُجَيْد، وجعفر
المراغيّ، وأبي عَمْرو بن مطر، وأبي الفضل عُبَيْد الله بن عبد الرحمن
الزُّهْريّ، وطبقتهم.
ثنا عنه خالي أبو سعْد القُشَيريّ.
53- محمد بن الحسن بن الفضل [4] .
أبو يعلي البصريّ الصّوفيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن المولقاباذي) في:
المنتخب من السياق لعبد الغافر 34 رقم 39، وتذكرة الحفاظ 3/ رقم 996،
وسير أعلام النبلاء 17/ 596، 597 رقم 398، والعبر 3/ 177، والإعلام
بوفيات الأعلام 180، والوافي بالوفيات 2/ 64، وشذرات الذهب 3/ 250.
[2] المولقاباذي: بضم الميم، وسكون الواو واللام، وفتح القاف والباء
المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى
مولقاباذ، وهي محلّة كبيرة على طرق الجنوب من نيسابور ويقال لها
ملقاباج. (الأنساب 11/ 527) .
[3] العبارة لعبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب من السياق 34) : «الفاضل
الثقة النبيل، المشهود بالفضل والعلم والديانة والبيت القديم. وكان
إليه التزكية بنيسابور والحشمة البسيطة من الأقران والتقدّم في مجالس
القضاة» .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 2/ 220، 221 رقم 663، والمنتظم 8/ 108 رقم 142، وفيه «محمد
بن الحسين» ، (15/ 278 رقم 3236) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/
368، ومختصر تاريخ علماء دمشق 22/ 103، 104 رقم 117، والبداية والنهاية
12/ 49 وفيه: «محمد بن الحسين» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 4/ 155، 156 رقم 1374.
(29/369)
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع بصَيْداء.
روى عنه: الخطيب [1] .
وله:
لي عجوز كأنّها ... البدْر في ليلة المطر
ناطق عن جميع ... أَعْضائها شاهدُ الكبر
غير أضراسها ففيها ... لِذي اللُّبِّ مُعْتبر
أعْظُمٌ غير أنّها ... أعْظُمٌ تَطْحَنُ الحَجَر [2]
وكان ظريفًا كثير الأسفار. حدَّث فِي هذا العام، وانقطع خبره.
54- مُحَمَّد بن الحسن بن محمد [3] .
أبو المظفّر المَرْوَزِيّ.
صدوق، نزل بغداد.
وحدَّث عن: زاهر بن أحمد، وأبي طاهر المخلّص.
روى عنه: الخطيب [4] .
55- محمد بن عبد الرحمن بن محمد [5] .
أبو الحَسَن الهَرَويّ، الدّبّاس العدل.
__________
[1] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا، وذكر لي أنّه سمع من زاهر بن أحمد
السرخسي وغيره من أهل خراسان، سألت أبا ليلى عن مولده فقال: في سنة 368
وكان قدومه علينا في سنة 432 وخرج في ذلك الوقت إلى الشام وغاب عنّا
خبره. وكان شيخا مليحا ظريفا من أهل الفضل والأدب، حسن الشعر. ومن مليح
قوله:
يا أبا القاسم الّذي قسم الرحمن ... من راحتيه رزق الأنام
أنا في الشعر مثل مولاي في الجو ... د حليفا مكارم ونظام
وإذا ما وصلتني فأمير ... الجود أعطى المنى أمير الكلام
[2] الشعر في: تاريخ بغداد، والمنتظم، وتاريخ بغداد.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن المروزي) في:
تاريخ بغداد 2/ 220 رقم 2/ 66، وفيه: «محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد
بن إسحاق» ، والمنتظم 8/ 108 رقم 141، (15/ 278 رقم 3235) وفيهما: محمد
بن الحسن بن أحمد، والمختصر في أخبار البشر 2/ 165.
[4] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا يتفقّه على مذهب الشافعيّ.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الهروي) في: التقييد لابن النقطة 79،
80 رقم 69 وفي الحاشية ذكر محقّقه إنه لم يعثر عليه.
(29/370)
سمع: حامد بن محمد الرّفّاء.
روى عنه: شيخ الإسلام، ومحمد بن عليّ المعيريّ، وأهل هَرَاة [1] .
56- محمد بن عمر [2] بن بُكَيْر [3] بن وُدّ.
أبو بكر النّجّار. جار أبي القاسم بن بِشْران.
سمع: أبا بكر بن خلّاد النَّصِيبيّ، وأبا بحر البَرْبَهَاريّ، وأبا
إسحاق المزكّيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ.
قال الخطيب [4] . كتبت عنه، وكان ثقة من أهل القرآن. قرأ علي إبراهيم
ابن أحمد البُزُوريّ. وتُوُفّي في ربيع الأوّل، وكان مولده في سنة ست
وأربعين وثلاثمائة ببغداد.
قلت: وروى عنه: أحمد بن بُنْدَار البقّال، وجماعة.
وقرأ عليه: عبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو الخطّاب بن الجرّاح، ومحمد بن
عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بُنْدَار، وغيرهم عن قراءته على
البُزُوريّ وصاحب أحمد بن فَرَح [5] .
57- محمد بن مروان بن عيسى [6] .
أبو بكر الأمويّ ابن الشّقّاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ.
روى عنه: عبّاس بن أصْبغ، وأبي محمد الأصِيليّ، وجماعة.
وكان قديم الطَّلب، نافذًا في عدّة علوم، محكمًا للنَّحْو والحساب.
__________
[1] ورّخه الحسين بن محمد الكتبي الحاكم الهروي في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 3/ 39، رقم 974، والعبر 3/ 177، والإعلام بوفيات الأعلام
180، وسير أعلام النبلاء 17/ 472، 473 رقم 311، والمعين في طبقات
المحدّثين 26 رقم 1400، وغاية النهاية 2/ 216، وشذرات الذهب 3/ 250.
[3] تحرّفت «بكير» إلى «بكر» في: تاريخ بغداد. وتصحّفت إلى «نكير» في:
شذرات الذهب.
[4] في تاريخه 3/ 39.
[5] في الأصل: «فرج» بالجيم، وكذلك في: تاريخ بغداد 3/ 39، والتصحيح
من: سير أعلام النبلاء 17/ 473، وغاية النهاية 1/ 95.
[6] انظر عن (محمد بن مروان) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 522 رقم 1143.
(29/371)
58- محمد بن يحيى بن حسن [1] .
أبو عَمْرو النَّيْسابوري.
حجّ وحدَّث ببغداد.
عن: أبي عَمْرو بن حمْدان، وعلي بن عبد الرحمن البكّائيّ، وعبد الرحمن
بن محمد محبور الدّهّان.
روى عنه: البَرْقانيّ مع تقدُّمه، وأبو صالح المؤذّن، وجماعة.
صدوق مات بعد الثّلاثين، قاله المؤذّن.
59- محمد بن يحيى بن محمد بن الرُّوزبَهَان [2] .
أبو بكر البغداديّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، ولا بأس به.
سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وابن ماسيّ.
مات في صفر.
60- مكّيّ بن بُنان [3] .
أبو القاسم المصريّ الصّوّاف.
قال الحبّال: تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
- حرف الهاء-
61- هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطْرَابُلُسيّ [4] .
أبو يزيد.
دخل الأندلس تاجرًا في هذه السّنة.
وقد سكن في شبيبته بغداد، وأخذ عن القاضي أبي بكر الأبْهريّ.
وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد.
وكان مالكيَّ المذهب، جاوز ثمانين سنة [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: تاريخ بغداد 3/ 433 رقم 1570.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في: تاريخ بغداد 3/ 434 رقم 1571.
[3] لم أجد مصدرا لترجمته.
[4] انظر عن (هاشم بن عطاء) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 659 رقم 1445.
[5] ذكره أبو محمد بن خزرج ووصفه بالثقة.
(29/372)
62- هشام بن محمد [1] .
أبو محمد التّيمليّ [2] الكوفيّ الحافظ.
عن: أبي حفص الكتّانيّ [3] ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي نصر بن
الجنديّ الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وعنه الخطيب، وقال: لم يكن ثقة [4] .
وقد اتَّهمه الصُّوريّ [5] .
__________
[1] انظر عن (هشام بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 48 رقم 7391، والأنساب 3/ 114، 115، والضعفاء
والمتروكين لابن الجوزي 1/ 175، 176 رقم 3601، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 27/ 110 رقم 52، وميزان 6/ 197، رقم 107، والكشف الحثيث 447 رقم
817 وقد أضاف محقّقا «مختصر تاريخ دمشق» السيدان: روحية النحاس ومحمد
مطيع الحافظ إلى مصادر الترجمة كتاب «تهذيب الكمال» دون الإشارة إلى
الجزء والصفحة.
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن
صاحب الترجمة لا ذكر له في «تهذيب الكمال» ، ووفاته متأخرة كثيرا عمّن
يؤرّخ لهم الحافظ المزّي في كتابه.
[2] في الأصل: «التميلي» ، وفي: الضعفاء والمتروكين «التيمي» ، وفي
لسان الميزان «التميمي» ، وكذلك في: الكشف الحثيث. وفي: ميزان
الاعتدال: «التيمي» ، وفي الحاشية «التيملي» وما أثبتناه عن: المغني في
الضعفاء، وقد كتب فوقها: «صح» . ووقع في المطبوع من تاريخ بغداد:
«السلمي» ، وأشار محقّقه في الحاشية إلى أن في «التهذيب» : «التميمي
الكوفي» .
ويقول خادم العلم «عمر تدمري» إنّ المحقّق لم يبين أيّ «التهذيب» يقصد،
ومهما يكن، فصاحب الترجمة ليس في «تهذيب الكمال» للمزّي، ولا في «تهذيب
التهذيب» لابن حجر، ولا في «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي.
[3] في: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي: «الكناني» بالنون.
[4] قال الخطيب: قدم بغداد عدّة دفعات. وآخر ما دخلها قبيل سنة عشر
وأربعمائة، وكان سمع معنا في ذلك الوقت من أبي الحسن بن الصلت، وأبي
الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، ثم خرج إلى الكوفة فأقام بها
دهرا طويلا، إلى أن علت سنّه وحدّث، وكان قد سمع الكثير وكتب، وله أدنى
فهم وتصوّر. وكنت قد سمعت منه ببغداد حديثا واحدا حدّثني به.
وذكر حديث: «إن من الشعر حكما ... » . (تاريخ بغداد 14/ 48، 49» .
[5] قال الخطيب: حدّثني الصوريّ- بلفظه- قال: حدّثنا هشام بهذا الحديث
(وذكر حديث: «إن من الشعر حكما» ) قال الصوري: فوافقته عليه وطالبته
بإخراج أصله، فوعدني بذلك، ثم طالبته بعد ذلك، فذكر أنه لم يجده، ثم
راجعته فيما بعد، فذكر أنه اجتهد في طلبه ولم يقدر عليه، فقلت له: ولا
تقدر عليه أبدا. والّذي عند البغوي، عن عليّ بن الجعد محصور مشهور
محفوظ لا يزاد فيه ولا ينقص منه، وشيخكم أبو حفص فمن الثقات، وأرى لك
أن تخطّ على هذا الحديث ولا تذكره. فقال لي: لم؟ أتظنّ بي أني وضعته أو
ركّبته؟ فقلت: هذا لا يؤمن، وإن أحسن الظنّ بك في ذلك أن يقال: إنه دخل
عليك حديث في حديث طولبت بالأصل لينظر فيه فلم تقدر عليه فتوجّه عليك
فيه الحمل. فسكت عني ثم حدّث به بعد ذلك. (تاريخ
(29/373)
63- محمد بن أبي نصر [1] .
أبو عُبَيْد النَّيْسابوري.
محدِّث جليل. وثّقه الخطيب.
واسم أبيه: محمد بن عليّ بن محمد.
قدِم بغداد حاجًّا، فروى عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وحُسَيْنَك [2]
التّميميّ، وعدة.
كتب عنه الخطيب. وأصله فارسي [3] .
مات بعد الثّلاثين وأربعمائة [4] .
__________
[ () ] بغداد 14/ 49، الموضوعات لابن الجوزي 1/ 384) وانظر: الكشف
الحثيث 447 رقم 817، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) ص
28، 29.
[1] انظر عن (محمد بن أبي نصر) في:
تاريخ بغداد 3/ 233، 234 رقم 1306، ومن حق هذه الترجمة أن تتقدّم إلى
المترجمين في حرف الميم، أبقيت عليها هنا التزاما بترتيب المؤلف- رحمه
الله-.
[2] في: تاريخ بغداد 3/ 233: «الحسين بن علي التميمي» .
[3] ولد بنيسابور في شهر ربيع الأول من سنة 367 هـ.
[4] قاله: أبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابورىّ. وقال أبو بكر محمد
بن يحيى بن إبراهيم المزكي النيسابورىّ: مات في سنة ثلاثين وأربعمائة.
(تاريخ بغداد 3/ 234) .
(29/374)
سنة ثلاث وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
64- أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان [1] .
الدّمشقيّ الغسّانيّ ابن الطيان أبو بكر.
حدث في هذه السنة عن: الحسن بن رشيق العسكريّ، ومحمد بن عليّ النّقّاش
التِّنِّيسيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ،
ومحمد بن أحمد الحندريّ [2] .
روى عنه: أبو عبد الله القُضاعيّ، ونجا بن أحمد العطّار.
وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحِنَّائيّ [3] .
65- أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك [4] .
أبو حامد النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ الواعظ.
ثقة، إمام.
حدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وطبقته.
وعنه: أحمد بن عبد الملك المقري.
توفّي في صفر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن الغسّاني) في: تاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 36/ 184، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 39 رقم 59،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 288 رقم 100.
[2] وروى عن: أبي محمد لولو بن صدقة المرعشي السمسار وقد سمعه ببيت
المقدس. (تاريخ دمشق) .
[3] كتب له الإجازة من طرابلس. (تاريخ دمشق 36/ 184) .
[4] انظر عن (أحمد بن الحسين النيسابورىّ) في: المنتخب من السياق 94
رقم 204.
(29/375)
66- أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله
بن بَوّان [1] .
القاضي أبو نصر الدِّينَوَريّ المعروف بالكسّار.
سمع «سُنَن النَّسائيّ» سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة في جُمَادى الأولى
من أبي بكر بن السُّنّيّ.
وحدَّث به في شوّال من هذا العام.
روى عنه: أبو نجم بدر بن خَلَف الفَرْكيّ [2] ، وعَبْدُوس بن عبد الله،
وعبد الرحمن بن حمْد الدّونيّ، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك
المؤذّن، وآخرون.
وكان صدوقًا، صحيح السّماع، من أهل العِلم والجلالة.
67- أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه [3] .
أبو الحسين الأصبهاني، التّانيّ [4] الرّئيس.
سمعَ الكثير من أبي القاسم الطَّبَرانيّ [5] .
قال أبو زكريّا يحيى بن مَنْدَهْ: كان صاحب ضياع كثيرة، صحيح السّماع
رديء المذهب.
جميع مسموعاته مع جدّه الحسين في سنة أربعٍ وخمسين. وحكّ أشياء
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين الكسّار) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 180، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1401،
والعبر 3/ 54، وشذرات الذهب 3/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 514 رقم
337 وفيه قال محقّقاه الشيخ شعيب الأرنئوط، والسيد محمد بن نعيم
العرقسوسي: «لم نقف له على ترجمة في المصادر» ، (بالحاشية) .
[2] الفركي: بفتح الفاء وسكون الراء كما ضبطها المؤلّف- رحمه الله- في
الأصل هنا، وفي: سير أعلام النبلاء 17/ 514. أما ابن السمعاني فضبطها
بالفتح، وقال: هذه النسبة إلى فرك، وهي قرية من قرى أصبهان. وذكر
«بدرا» هذا. (الأنساب 9/ 280) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسين) في:
التقييد لابن النقطة 172 رقم 191، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم
1402، وسير أعلام النبلاء 17/ 515، 516 رقم 339، والإعلام بوفيات
الأعلام 180، والعبر 3/ 187، والوافي بالوفيات 7/ 383، ومرآة الجنان 3/
54، وشذرات الذهب 3/ 250.
[4] التّاني: بالتاء المثنّاة من فوق. هذه النسبة إلى «التّناية» ، وهي
الدهقنة، ويقال لصاحب الضياع والعقار: التاني. (الأنساب 3/ 13) .
[5] التقييد 172.
(29/376)
ممّا رواه مسروق، عن ابن مسعود، في الصّفات
في حال القيامة. وكان ينتحل الاعتزال والتَّشَيُّع [1] .
قلتُ: روى عن الطَّبَرانيّ معجمه الكبير.
روى عنه: مَعْمر بن أحمد اللُّنْبَانيّ [2] ، ومحمد بن إسماعيل
الصَّيْرفيّ، وأبو عليّ الحدّاد، والمُحَسَّدُ بن محمد الإسكاف، وعبد
الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، وأهل أصبهان.
تُوُفّي في صَفَر، سامحه الله تعالى. وله شِعْر.
قال المطهّر بن أحمد السُّكَّريّ: أنشدنا أبو الحسين بن فاذشاه لنفسه:
أتطمع أن تدوم لك الحياةُ ... وتجمع ما تفوز به العُداةُ
فلا تخشَى الفناءَ وأنت شيخٌ ... وهل يبقى إذا ابيّضّ النَّبَاتُ
وأنشدنا أيضًا:
سِهام الشَّيْبِ نافذةٌ مُصِيبهْ ... وسائقة [3] المُلِمّة والمُصيبَهْ
ومَن نَزَلَ المَشِيبُ بعارِضَيهِ ... قدِ اسْتَوفَى من الدُّنيا
نصيبِهْ
68- أحمد بن محمد بن عليّ بن كُرْديّ [4] .
أبو عبد الله البغداديّ الأنْماطيّ البزّاز.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ.
وتُوُفّي في صفر.
قال الخطيب [5] : كتبت عنه، ولا بأسَ به.
قلت: روى عنه: الفضل بن عبد العزيز القطّان، وعبد الله بن محمد
الحارثيّ.
__________
[1] التقييد 172.
[2] اللّنباني: بضم اللام، ثم نون ساكنة، وباء موحّدة، ثم نون. نسبة
إلى محلّة كبيرة بأصبهان ولها باب يقال له: باب لنبان.
[3] في: سير أعلام النبلاء 17/ 516: «وسابقة» .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الأنماطي) في: تاريخ بغداد 5/ 70، 71، وسير
أعلام النبلاء 17/ 527 رقم 353.
[5] في تاريخه.
(29/377)
69- أحمد بن محمد الخَوْلانيّ [1] .
أبو جعفر بن الأَبّار الإشبيليّ الشَّاعِر.
من شُعراء المعتضِد عبّاد بن محمد اللَّخْميّ [2] المحسنين.
وله، وهو في ديوان شِعره:
لَمْ تَدْرِ ما خَلَّدَتْ عَيْنَاكَ في خِلْدِي ... مِنَ الغَرَامِ
وَلَا مَا كَابَدَتْ كَبِدي
أَفْدِيهِ من زائرٍ رامَ الدُّنُوءَ فلم ... يسْطَعْه من غرق في
الدَّمْع متَّقِدِ
خافَ العُيُونَ فوافاني على عَجَلٍ ... معطلًا جِيده إلّا من الجيَدِ
عاطيْتُهُ الكاسَ فاسْتَحْيَتْ مُدَامَتُهَا ... من ذلك الشَّنَب
المعسُول والبَرَدِ
حتّى إذا غازلت أجفَانَهُ سِنَةٌ ... وصيَّرَتْهُ يدُ الصَّهْباءِ طوعَ
يدي
أردتُ توسيدَه خدّي وقلَّ له ... فقال: كفُّكَ عندي أفضل الوسد
فبات في حرم لا غدرَ يذْعُرُهُ ... وبِتُّ ظمآنَ لم أصدِر ولم أرِدِ
بدرٌ أَلَمّ وبدرُ التّمّ ممحقٌ ... والأُفْقُ مُحْلَوْلَكُ الأرجاء من
حَسَدِ
تحيِّر اللّيلُ منه أين مطلعُهُ ... أما درى اللّيلُ أن البدرَ في
عَضُدي؟
70- إبراهيم بن أبي العَيْش بن يربوع.
أبو إسحاق القَيْسيّ السّبْتيّ.
دخل الأندلس، وسمع من: أبي محمد الباجيّ، وغيره.
ورّخه حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.
- أنوش تِكِين.
أبو منصور التُّرْكيّ الختنيّ. سيأتي مطوّلًا في (ن) .
- حرف الحاء-
71- الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح [3] .
أبو محمد المصريّ، يعرف بالعميد.
__________
[1] انظر عن (أحمد الخولانيّ) في: تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) ص
335، و (تحقيق على سويم) ص 3.
[2] انظر عنه في: الحلّة السيراء 2/ 39- 52 رقم 119.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/378)
ورّخه الحبّال، وقال: سمع كثيرًا وحدَّث
قليلًا.
72- الحسن بن محمد بن بِشْر [1] .
المُزَنيّ الهَرَويّ، أبو محمد.
تُوُفّي في صفر.
73- الحسين بن بكر بن عُبَيْد الله [2] .
أبو القاسم البغداديّ.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وغيره.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثقة. ناب في القضاء بالكَرْخ.
74- الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريريّ [4] .
بغداديّ.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وأبي بكر بن ماسيّ، وسهل بن أحمد
الدّيباجيّ، ومحمد بن المظفر، وطبقتهم.
قال الخطيب: كان له حفظ [5] . وسمعت عُبَيْد الله الأزهريّ يقول إنّه
كان يستعير منه أُصُولًا لا سَمَاع له فيها فينقل منها.
ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
75- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زَنْجُوَيْه [6] .
أبو عبد الله الأصبهاني.
عن: أبي بكر القبّاب.
كتب عنه اللّبّاد.
مات في رجب.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسين بن بكر) في:
تاريخ بغداد 8/ 26 رقم 4072، والمنتظم 8/ 112 رقم 144، (15/ 282 رقم
3238) .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (الحسين بن علي الحريري) في:
تاريخ بغداد 8/ 78 رقم 4162.
[5] في تاريخ بغداد: «كان له تنبّه وحفظ» .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/379)
- حرف السّين-
76- سالم بن عبد الله [1] .
أبو مِعْمر الهَرَويّ، المعروف بغُولجة [2] .
إمامٌ متفنِّن. قال فيه بعض العلماء. ما عبرَ جسرَ بغداد مثلُه.
روى عنه: الّلتّيّ.
وله تصانيف الأُصُول والفروع على مذهب الشّافعيّ [3] .
77- سعيد بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن سعيد [4] .
أبو عثمان القُرَشيّ، الهَرَويّ المزكّيّ.
سمع: أبا عليّ الرَّفّاء، وأبا حامد بن حسنُوَيْه، وأبا الفضل بن
خميرُوَيْه، ومنصور بن العبّاس البوسنْجيّ، وجماعة تفرّد بالرّواية
عنهم.
وطال عمره.
وانتخب عليه إسحاق القرّاب أجزاء كثيرة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن عليّ
العُمَيْريّ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرَّم، وله أربعٌ وثمانون سنة [5] .
وكان شريفًا سَريًّا.
__________
[1] انظر عن (سالم بن عبد الله) في:
طبقات ابن الصلاح 49، وطبقات الكبرى للسبكي 3/ 165، وكشف الظنون 1565،
ومعجم المؤلفين 4/ 203.
[2] غولجة: بضم الغين المعجمة وبالجيم. لغة هرويّة، وهو تصغير غول.
(السبكي 3/ 165) .
[3] وذكره أبو النضر في «تاريخ هراة» فقال: وكان إماما في أنواع
العلوم. صنّف كتاب «اللمع» في الردّ على أهل «البدع» في مسائل أصول
الاعتقاد وما يخالف فيه أهل السّنّة أهل الاعتزال والإلحاد. روى عنه
الحاكم. (السبكي 3/ 165) .
[4] انظر عن (سعيد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 9/ 113، 114، والأنساب 1/ 94، والمنتخب من السياق 231 رقم
726، والعبر 3/ 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 552، 553 رقم 368،
والإعلام بوفيات الأعلام 181، وشذرات الذهب 3/ 250.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: ولد سنة 349 وقدم نيسابور حاجّا سنة
اثنتي عشرة وأربعمائة فعقد له الإملاء وحضره المشايخ وسمعوا منه
وانتخبوا عليه، وعاد إلى هراة وأملى سنين وطعن في السنّ. (المنتخب من
السياق 231) .
(29/380)
سمع ببغداد ونَيْسابور.
- حرف الطّاء-
78- طاهر بن العبّاس [1] .
أبو بِشْر العَبّاديّ الهَرَويّ.
روى عن: الخليل بن أحمد القاضي، وعبد الرحمن بن أبي شُرَيْح.
- حرف العين-
79- عبد الله بن عَبْدَان بن محمد بن عَبْدَان [2] .
أبو الفضل. شيخ هَمَذَان، وعالمها ومُفتيها قال شِيرُوَيْه: روى عن:
صالح بن أحمد، وجِبريل، وعليّ بن الحسن بن الربيع، وجماعة.
وسمع ببغداد: من أبي الحسن بن أخي مَعْمَر، وابن حُبَابَة، وعثمان بن
المُنْتَاب، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلص.
ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن عمر، والحسين بن عَبْدُوس، وأبوه،
وعليّ الحَسَنيّ. وكان ثقة فقيهًا وَرِعًا جليل القدْر ممّن يشار إليه.
سمعت ابن عثمان يقول: لمّا أغار التُّرْك على هَمَذَان أسروا ابن
عَبْدَان، ثمّ إنّهم عرفوه فقال بعضهم: لا تعذّبوه، ولكنْ حلِّفوه
باللَّه ليخبرنا بماله، فإنّه لا يكذب.
فاستحلفوه فاخبرهم بمتاعه حتّى قال لهم: خرقة فيها خمسة وعشرون دينارًا
رَميْناها في هذه البئر.
فما قدروا على إخراجها. قال: فما سَلِمَ له غيرها [3] .
قال شِيرُوَيْه: رأيت بخطّ ابن عَبْدَان: رأيت ربَّ العزّة في المنام،
فقلت
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبدان) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
204، وطبقات الشافعيّة لابن قاضي شهبة 1/ 213، 214 رقم 170، وشذرات
الذهب 3/ 251، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 48، والأعلام 4/ 229.
[3] السبكي 3/ 204.
(29/381)
له: أنت خلقتَ الأرض وخلقت الخلْق ثمّ
أهلكتهم. ثمّ خلقت خلْقًا بعدهم.
وكأنّي أرى أنّه يرتضي كلامي ومدْحيّ له، فقال لي كلامًا يدلّ على أنّه
يخاف عليَّ الافتخار بما أوْلانِيهِ، فقلت له: أنا في نفسي أخسّ. ووقع
في ضميري:
أخسّ من الرَّوْث.
ثمّ قال لي: أفضل ما يُدعى به: / أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ/ [1]
.
تُوُفّي رحمه الله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين، وقبره يُزار ويُتبرَّك
به.
80- عبد الرحمن بن حمْدان بن محمد بن حمْدان [2] .
أبو سعد النّصرويي [3] النَّيْسابوريّ. منسوب إلى جدّه نَصْرُوَيْه،
بصادٍ مُهْمَلَة.
رحل وكتب الكثير.
وروى عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعُبَيْد الله بن العبّاس الشَّطَويّ،
ومحمد ابن أحمد المفيد، وابن نُجَيْد، وأبي الحسن السّرّاج، وأبي بكر
القَطِيعيّ، وأبي عبد الله العصميّ، وعبد الله بن محمد بن زياد
الدَّوْرَقيّ السّمريّ المعدّل يروي عنه «مُسْنَد إسحاق الحنْظليّ» .
روى عنه: أبو عليّ الحَسَن بن محمد بن محمد بن حمُّوَيْه، وأبو بكر
البَيْهَقيّ، وأبو بكر الخطيب، وعبد الغفّار بن محمد الشِّيرويّ،
وآخرون.
تُوُفّي في صفر.
وكان محدِّث عصره [4] .
__________
[1] سورة الأعراف، الآية 54.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن حمدان) في:
الأنساب (مادّة: النصرويي) ، والمنتخب من السياق 307 رقم 1012، واللباب
3/ 311، والعبر 3/ 178، وسير أعلام النبلاء 17/ 553، 554 رقم 369،
والإعلام بوفيات الأعلام 181، وشذرات الذهب 3/ 250، 251.
[3] النّصرويي: بالصاد المهملة وضم الراء. وقد تصحّف في المطبوع من
«العبر» إلى:
«النضرويي» (بالضاد المعجمة) .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «جليل ثقة من كبار المحدّثين بنيسابور
ومن الأمناء المعروفين من أهل العدالة، كتب الكثير، وسمع بنيسابور
والعراق والحجاز، وعقد له مجلس الإملاء في الجامع القديم بنيسابور،
وأملي سنين يوم الجمعة قبل الصلاة ... وخرّج له الفوائد، وكان محدّث
عصره مدّة» . (المنتخب من السياق 307) .
(29/382)
81- عبد السلام بن الحسن [1] .
أبو القاسم المايُوسيّ [2] الصّفّار.
شيخ بغداديّ ثقة.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه.
82- عبد الملك بْنُ الْحُسَيْن بْنُ عبدويه [3] .
أَبُو أَحْمَد الأصبهاني العطار المقرئ.
رَوَى عن: عَلِيَّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ السكري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد.
83- عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد [4] .
أبو النَّجيب الأُرْمُويّ [5] الحافظ.
رحل وطوَّف، وسمع: أبا نُعَيْم الحافظ، وأبا القاسم بن بشران، وأحمد
ابن عبد الله بن المَحَامِليّ، ومحمد بن الفضل بن نظيف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أحمد، وعبد العزيز
الكتّانيّ، وغيرهم.
وجاور بمكّة، فأكثر عن: أبي ذَرّ.
ورجع إلى الشّام قاصدًا بغداد فأدركه أَجَلُه بين دمشق والرّحبة في
شوّال شابّا [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن الحسن) في: تاريخ ببغداد 11/ 58 رقم 5740،
والأنساب 11/ 113، 114، واللباب 3/ 159.
[2] المايوسي: بفتح الميم، وضم الياء آخر الحروف بعد الألف والواو،
بعدها السين المهملة في آخرها. ولم يوضح ابن السمعاني هذا النسبة، ولا
ابن الأثير.
[3] انظر عن (عبد الملك بن الحسين) في: معرفة القراء الكبار 1/ 392،
393 رقم 330، وغاية النهاية 1/ 468 رقم 1956.
[4] انظر عن (عبد الغافر بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 11/ 117، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 164 رقم 153،
وسير أعلام النبلاء 17/ 447 رقم 300.
[5] الأرمويّ: نسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان.
[6] وقيل إنه توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة، وهو وهم. مات قبل حين
الرواية شابا. (تاريخ
(29/383)
84- عبد الوهاب بن الحسن الحربي [1] .
المؤدب. ويعرف بابن الخزري [2] .
سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا عبد الله الحسين الشماخي.
وثقه الخطيب، وحدَّث عنه [3] .
85- عُبَيْد الله بن إبراهيم الأنصاريّ [4] .
الخطيب الخيّاط الشّيعيّ.
حدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان من شيوخ الشيعة.
86- علاء الدولة [5] .
أبو جعفر شهريار بن كالويه، صاحب إصبهان.
أحد الشّجعان، حارب السَّلْجُوقيّة وتمكّن مدّة. ومات سنة ثلاثٍ، فقام
بعده ابنه ظهير الدّين أبو منصور قرامرز. فسار أخوه كرشاسف فاستولى على
هَمَذَان.
87- عليّ بن بُشْرَى [6] .
أبو الحسن اللَّيّثيّ، مولى بني اللَّيث [7] السِّجَزيّ الصّوفيّ.
__________
[ () ] بغداد 11/ 117) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 32، 33 رقم 5705، والإكمال لابن ماكولا 2/ 201،
والأنساب 4/ 112، وكنيته: أبو أحمد.
[2] في الأصل: «الحرزي» ، والمثبت عن المصادر المذكورة، خصوصا أن ابن
ماكولا قال:
الخزري: بتقديم الزاي على الراء.
[3] وقال: سألت ابن الخزري عن مولده فقال: في سنة ثمان وأربعين
وثلاثمائة. قال: وقد كنت سمعت من أبي بكر الشافعيّ مجلسين إلا أن كتابي
ضاع. (تاريخ بغداد 11/ 33) .
[4] انظر عن (عبيد الله بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 10/ 384 رقم 5556.
[5] انظر عن (علاء الدولة) في: الكامل في التاريخ 9/ 495.
[6] انظر عن (علي بن بشرى) في: الأنساب 11/ 50.
[7] مولى عمرو بن اليث. و «الليثي» : بفتح اللام وتشديدها، وسكون الياء
المنقوطة من تحتها بنقطتين في آخرها ثاء منقوطة بثلاث من فوقها. هذه
النسبة إلى ليث بن كنانة حليف بني زهرة، وإلى ليث بن بكر بن عبد مناه.
(29/384)
يروي عن: ابن حَمْدَان، ومحمد بن الحسن
الآبُرِيّ [1] .
روى عنه: عيسى بن شعيب السجزي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.
وكان مكثرا عن الحافظ ابن مَنْدَهْ [2] .
88- عليْ بْن مُحَمَّد بْن عليّ [3] .
أبو القاسم العَلَويّ الحُسَينيّ الحرّانيّ، المقرئ الحنبليّ
السُّنّيّ.
تُوُفْي في العشرين من شوّال من سنة ثلاثٍ عن سنّ عالية.
قرأ القراءات على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحَسَن النَّقّاش، وسمع
منه تفسيره.
وهو آخر مَن روى في الدُّنيا عنه.
قرأ عليه: أبو مَعْشَر عبد الكريم الطَّبَريّ، وأبو القاسم يوسف بن
جُبَارة الهُذَليّ [4] ، وأبو العبّاس أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار
المَوْصِليّ نزيل نهر [5] الملك، وشيخ المحوّل.
وكان إمامًا صالحًا كبير القدْر. لكنّ هبة الله بن الأكفانيّ قال: سمعت
عبد العزيز الكتّانيّ الحافظ، وقد أرَيْتُهُ جزءًا من كُتُب إبراهيم بن
شُكْر من مصنَّفات الآجُرِّيّ. والسّماع عليه مزوَّرٌ بَيِّنَ
التَّزوير، فقال: ما يكفي عليّ بن محمد الزَّيْديّ الحرّانيّ أن يكذب
حتّى يُكذَبَ عليه؟
__________
[1] الآبري: بفتح الألف الممدودة، وضم الباء المنقوطة بواحدة، وفي
آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى أبروهي قرية من قرى سجستان.
(الأنساب 1/ 89) .
[2] وقال ابن السمعاني: كان من أهل الفضل والعلم، وكان عارفا بطرق
الحديث مكثرا منه، له رحلة إلى العراق والحجاز.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
المعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1403، وميزان الاعتدال 3/ 155،
والمغني في الضعفاء 2/ 454، وسير أعلام النبلاء 17/ 505، 506 رقم 327،
والعبر 3/ 178، 179، وفيه: «علي بن أحمد» ، والإعلام بوفيات الأعلام
181 وفيه: «علي بن أحمد» ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 393 رقم 331،
والوافي بالوفيات 22/ 74 رقم 26، وغاية النهاية 1/ 572، 573 رقم 2326،
ولسان الميزان 4/ 259، 260، وشذرات الذهب 3/ 251.
[4] ووهم الهذلي فسمّي صاحب الترجمة «حمزة» وقال إنه قرأ على عبد الله
بن مالك، عن عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه باختياره، فوهم أيضا،
وصوابه: أحمد بن جعفر بن مالك.
ووهم أيضا في نسبه ابن الفحّام الصّقليّ فقال في «تجريده» : يقال فيه:
علي بن محمد بن زيد ابن مقسم. (غاية النهاية 1/ 673) .
[5] زاد في تاريخ بغداد بعدها: «حافظا للقرآن» .
(29/385)
وأمّا أبو عَمْرو الدَّانيّ فقال: هو آخر
من قرأ على النّقّاش، وكان ضابطًا ثقة مشهورًا. أقرأ بحرّان دهرًا
طويلًا [1] .
89- عليّ بن موسى بن الحسين [2] .
أبو الحسن بن السّمْسار [3] الدّمشقيّ.
حدَّث عن: أبيه، وأخيه أبي العبّاس محمد، وأخيه الآخر أحمد، وأبي
القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وأبي عبد الله محمد بن
إِبْرَاهِيم بن مروان، وأحمد بن أبي دُجَانَة، وأبي عليّ بن آدم، وأبي
عمر بن فَضَالة، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، والدَّارَقُطْنيّ، والمظفّر بن
حاجب الفَرَغانيّ، وخلْق كثير.
وكان مُسْنِد الشّام في وقته.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلّاب، وأبو القاسم بن أبي
العلاء، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن
عبد المنعم الكريديّ، وآخرون.
__________
[1] وقال المؤلف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 506: «وأعلى
شيء عنده القراءات والتفسير عن النقّاش، والنقاش مجمع على ضعفه في
الحديث لا في القراءات، فإن كان الزّيديّ مقدوحا فيه، فلا يفرح بعلوّ
رواياته للأمرين، وقد وثّقه أبو عمرو الداني في الجملة، كما وثّق شيخه
النّقاش، ولكنّ الجرح مقدّم، وما أدري ما أقول.
وبلغني أنّ الزّيديّ نفّذ رسولا إلى ملك الروم، فلما جلس غنّت النصارى،
وحرّكوا الأرغل، فثبت الزيديّ عند سماعه، وتعجّبوا من ثباته كثيرا،
فلما قام، وجدوا تحت كعبه الدم مما ثبّت نفسه، ولم يتحرّك» .
[2] انظر عن (علي بن موسى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 278 و 9/ 355 و 10/ 223، ومختصر
تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 182 رقم 117، ومعجم البلدان 2/ 273، والمعين
في طبقات المحدّثين 127.
رقم 1404، والإعلام بوفيات الأعلام 181، والعبر 3/ 179، وميزان
الاعتدال 3/ 158، والمغني في الضعفاء 2/ 456، وسير أعلام النبلاء 17/
506، 507 رقم 328، والوافي بالوفيات 5/ 86، 244، ولسان الميزان 4/ 264،
265، وشذرات الذهب 3/ 252، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 366، 364 رقم 1126.
[3] في ديوان ابن حيّوس 2/ 396، 465 «أبو محمد بن السمسار» وهو من
ممدوحي ابن حيوس، فلعلّه أخاه.
(29/386)
قال أبو الوليد الباجيّ: فيه تَشَيُّع
يُفْضي به إلى الرَّفض. وكان قليل المعرفة، في أُصُوله سُقْم [1] .
وقال الكتّانيّ: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التَّشَيُّع [2] .
وتُوُفّي في صفر، وقد كمّل التّسعين [3] .
90- عمر بن إبراهيم بن أحمد [4] .
أبو حفص الأصبهاني السِّمّسار.
عن: أبي الشّيخ.
وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوهّاب بن
منده.
مات في جُمَادَى الأولى.
- حرف الميم-
91- محمد بْن أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن
شَريعة اللَّخْميّ الباجيّ [4] .
أبو عبد الله الإشبيليّ.
سمع من جدّه الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق. وشاركه في
السّماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل
الضّرّاب.
حدَّث عَنِه الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم بالحديث والرَّأي
والفقه، عارفًا بمذهب مالك.
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 18/ 182.
[2] مختصر تاريخ دمشق 18/ 182.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 507: «وتفرّد
بالرواية عن ابن أبي العقب وطائفة، ولعلّ تشيّعه كان تقيّة لا سجيّة،
فإنه من بيت الحديث ولكن غلبت الشام في زمانه بالرفض، بل ومصر والمغرب
بالدولة العبيدية، بل العراق، وبعض العجم بالدولة البويهيّة، واشتدّ
البلاء دهرا، وشمخت الغلاة بأنفها، وتواخى الرفض والاعتزال حينئذ،
والناس على دين الملك، نسأل الله السلامة في الدين» .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد اللخمي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 522، 523
رقم 1144.
(29/387)
تُوُفّي لعشر بقين من المحرَّم.
وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة. وكان أجلّ
الفُقهاء عندنا دِرايةً وروايةً، بصيرًا بالعقُود وعِلَلها. صنّف فيها
كتابًا حسنًا، وكتابًا مستوعبًا في سِجلّات القُضاة إلى ما جمع من
أقوال الشّيوخ المتأخّرين، مع ما كان عليه من الطّريقة المُثْلَى من
الوقار والتّعاون والنّزاهة.
92- محمد بن إسماعيل بن عبّاد بن قُرَيْش [1] .
القاضي أبو القاسم اللَّخْميّ الإشبيليّ، مَن ذُرّيّة النُّعمان بن
المنذر ملك الحيرة. وأصله من بلد العَرِيش، البلد الّتي كانت أوّل رمل
مصر [2] . فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عبّاد الأندلس، ونشأ له أبو
القاسم، فاعتنى بالعِلم وبرع في الفِقْه، وتنقّلت به الأحوال إلى أن
ولي قضاء إشبيليّة في أيّام بني حَمُّود الإدريسيّ، فأحسن السّياسة مع
الرّعيّة والملاطفة لهم، فرَمَقَتْه العُيُون.
وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسيّ صاحب قُرْطُبة مذموم السّيرة فسار
إلى إشبيليّة وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيانُ إلى القاضي أبو
القاسم هذا، وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقُمْ بنا واخرج إلى هذا
الظّالم ونملّكك.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
جذوة المقتبس للحميدي 80، 81، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم 2،
المجلّد 1/ 13- 23، والصلة لابن بشكوال 2/ 523، وبغية الملتمس للضبيّ
117، 118، والكامل في التاريخ 9/ 275، 279، 280، 285- 287، والحلة
السيراء لابن الأبّار 2/ 34- 39 رقم 118، ووفيات الأعيان 5/ 22، 23،
والبيان المغرب 3/ 194، 314، وسير أعلام النبلاء 17/ 527- 530 رقم 354،
والعبر 3/ 179، 180، والإعلام بوفيات الأعلام 181، ودول الإسلام 1/
256، والوافي بالوفيات 2/ 212- 214، وتاريخ ابن خلدون 4/ 156، ونفح
الطيب 4/ 226، 227، وشذرات الذهب 3/ 252، 253.
[2] قال ابن الأبّار: هو أبو القاسم محمد بن ذي الوزارتين أبي الوليد
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو
بن عطاف بن نعيم. وعطاف (بكسر العين وتخفيف الطاء المهملتين) هو الداخل
منهم بالأندلس في طالعة بلج بن بشر القشيري، وقيل إن عطافا ونعيما هما
الداخلان معا إلى الأندلس، وكان عطاف من أهل حمص من صقع الشام، لخميّ
النسب، صريحا، وموضعه من حمص العريش، والعريش في آخر الجفار بين مصر
والشام، ونزل بالأندلس بقرية يومين من إقليم طشانة من أرض إشبيلية،
وعلى ضفّة نهرها الأعظم. وقيل إنهم من ولد النعمان بن المنذر بن ماء
السماء. (الحلّة السيراء 2/ 34، 35) .
(29/388)
فأجابهم وتهيّأ للقتال، وخرجوا إلى قتال
يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقُتِل يحيى وهو سَكران. وعظُم أبو القاسم
في النُّفُوس وبايعوه [1] . واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن
الزُّبَيْديّ، وعيسى بن حَجّاج الحضْرميّ وعبد الله بن عليّ
الهَوْزَنيّ، فدبّروا أمر إشبيليّة أحسن تدبير ولقّبوه الظّافر
المؤيَّد باللَّه. ثمّ إنَّهُ ملك قُرْطُبة وغيرها. واتّسع سلطانه [2]
.
وقضيّته مشهورة مع الشّخص الّذي زعم أنّه هشام المؤيّد باللَّه بن
الحَكَم الأُمويّ، الّذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه.
انقطع خبر المؤيّد باللَّه هذا أكثر من عشرين سنة، وجَرَت أحوال
وفِتَنٌ في هذه السَّنوات، فلمّا تملّك القاضي أبو القاسم بن عبّاد قيل
له إنّ هشام بن الحَكَم أمير المؤمنين بقلعة رباح في مسجد، فأحضره ابن
عَبّاد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عَبّاد نفسه كالوزير بين
يديه [3] .
قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة أربعٍ
وعشرين. وحسَدَه أمثالُه وكثُر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ
الحَسَنيّ الإدريسيّ من أهل البيت. وقتل يحيى بن ذي النُّون ظُلْمًا.
واتّسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكّرٌ فيما يفعله إذ جاءه رجلٌ من
قُرْطُبة، فقال: رأيتُ هشامًا المؤيّد باللَّه في قلعة رباح. وكان ذلك
الرجل يعرفه من مدّة، فقال: انظر ما تقول.
قال: أي واللهِ رأيته، وهو هشام بلا شكّ.
وكان عند القاضي عبدٌ اسمه تُومَرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له:
إذا رأيتَ مولاك تعرفه؟ قال: نعم، ولا أُنكره ولي فيه علامات.
فأرسل رجلًا مع الرّجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنّهما
رسولا القاضي بن عبّاد، فسار معهما إلى إشبيليّة، فلمّا رآه مولاه
تُومرت قام وقبَّل رجليه وقال: مولاي والله.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 22.
[2] وفيات الأعيان 5/ 22.
[3] وفيات الأعيان 5/ 22.
(29/389)
فقام إليه القاضي وقبّل يديه هو وأولاده
وسلّموا عليه بالخلافة. وأخرجه يوم الجمعة بإشبيليّة، ومَشَوا بين يديه
إلى الجامع، فخطب هشام للنّاس وصلّى بهم، وبايعوه: القاضي، وبنوه،
والنّاس. وتولى القاضي الخدمة بين يديه.
وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين. وجرى على طريقة
الحاجب ابن أبي عامر غير أنّه لم يخرج إلى الجمع طول مدّته. والقاضي
ابن عَبّاد في رُتْبَة وزير له [1] .
واستقام لابن عبّاد أكثر مدن الأندلس.
قال عزيز: خرج هشام هاربًا بنفسه من قُرْطُبة عام أربعمائة مستخفيا
حتّى قدِم مكّة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حراميّة مكّة، فأخذوه
منه، فبقي يومين لم يُطْعَم. فأتاه رجلٌ عند المَرْوَة، فقال: تحسِن
عملَ الطِّين؟ قال: نعم.
فمضى وأعطاه ترابًا ليجبُلَه، فلم يدرِ كيف يصنع. وشارطه على درهم
وقرص، وفقال له: عجِّل القُرص. فأتاه به فأكله. ثمّ عَمَدَ إلى التّراب
فجَبَلَه.
ثمّ خرج مع قافلة إلى الشّام على أسوأ حال، فقدِم بيت المقدس فرأى
رجلًا حُصْريًّا فوقف ينظر، فقال له الرّجل: أَتُحْسِنُ هذه الصّناعة؟
قال: لا.
قال: فتكون عندي تناولني القَشّ.
فأقام عنده مدّة، وتعلّم صنعة الحُصْر، وبقي يتقوّت منها وأقام ببيت
المقدس أعوامًا، ثمّ رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
قال عزيز: هذا نصُّ ما رواه مشايخ من أهل الأندلس. ثمّ ذكر ما قاله أبو
محمد بن حزْم في كتاب «نقط العَرُوس» ، قال: فضيحة لم يقع في الدّهر
مثلها.
أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيّام تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم أمير
المؤمنين، وخُطِب لهم بها في زمن واحد. أحدُهم: خَلَف الحُصْريّ
بإشبيليّة على أنّه هشام المؤيّد، والثّاني: محمد بن القاسم بن حَمُّود
بالجزيرة الخضراء، والثّالث:
محمد بن إدريس بن عليّ بن حَمْود بمالقة، والرّابع: إدريس بن يحيى بن
عليّ بشَنْتَرِين.
ثمّ قال أبو محمد بن حزْم: أُخْلُوقة لم يُسمع بمثلها. ظهر رجلٌ يقال
له
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 22.
(29/390)
خَلَف الحُصْريّ، بعد نيِّف وعشرين سنة من
موت هشام المؤيد باللَّه، فادّعى أنّه هشام، فبُويع وخُطِب له على
منابر الأندلس في أوقاتٍ شتّى، وسُفِكت الدّماء، وتصادمت الجيوش في
أمره. وأقام هذا الّذي أدّعى أنّه هشام في الأمر نيِّفًا وعشرين سنة،
والقاضي محمد كالوزير بين يديه [1] .
قلت: استبدَّ القاضي بالأمر، ولم يزل ملكًا مستقلًّا إلى أن تُوُفّي في
آخر جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين، ودُفِن بقصر إشبيليّة، وقام
بالأمر بعده ولده المعتضد باللَّه أبو عَمْرو عبّاد.
وقيل: إنّما كان إقامة الّذي زُعِم أنّه هشام في أيّام المعتضد. وبقي
المعتضد إلى سنة أربعٍ وستّين.
93- محمد بن جعفر [2] .
أبو الحسن الْجَهْرَميّ [3] الشّاعِر.
كان من فحُول الشُّعراء بالعراق.
وجَهْرَم قرية.
مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة [4] .
94- محمد بن حمزة [5] .
أبو عليّ البغداديّ الدّهّان.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 22.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر الجهرمي) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 335 (وبتحقيق علي سويم) 3، وتاريخ
بغداد 2/ 159، والمنتظم 8/ 112، 113 رقم 147 و (15/ 283 رقم 3241) ،
والكامل في التاريخ 9/ 503، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 260، 261.
[3] تصحّف «الجهرمي» إلى «الحميري» في: «تاريخ حلب» ، بتحقيق سويم ص 3.
[4] من شعره:
يا ويح قلبي من تقلّبه ... أبدا يحنّ إلى معذّبه
قالوا: كتمت هواه عن جلد ... لو أنّ لي رمقا لبحت به
بأبي حبيبا غير مكترث ... منّي، ويكثر من تعتّبه
حسبي رضاه من الحياة، ومات ... قلقي وموتي من تغضّبه
والأبيات في: (تاريخ بغداد 2/ 159، والمنتظم 8/ 113 (15/ 283) ،
والكامل 9/ 503) .
[5] انظر عن (محمد بن حمزة) في: تاريخ بغداد 2/ 291 رقم 775.
(29/391)
قال الخطيب: صدوق، كتبنا عنه.
سمع: أبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وعليّ بن عبد الرحمن
البكّائيّ بالكوفة، وأبا بكر القطيعيّ.
ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وسمع سنة تسعٍ وخمسين.
ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث.
95- محمد بن عبد الله بن بُندار [1] .
أبو عبد الله المَرَنْديّ [2] .
حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن
شاهين، وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وهبة الله بن الصَّقْر المرنديّ، وأبو
القاسم ابن أبي العلاء الفقيه.
96- محمد بن عليّ بن أحمد [3] .
أبو بكر البغداديّ المطرِّز.
يلقّب حريقًا.
سمع: أبا الحسين بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون.
قَالَ الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
97- محمد بن مساور بن أحمد بن طُفَيْل [4] .
أبو بكر الطليطلي.
روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سُفْيان.
وكان خيّرا متواضعا فصيحا، ذا وقار.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بندار) في: مختصر تاريخ دمشق 22/ 266
رقم 335.
[2] المرندي: بفتح الميم، والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال
المهملة، هذه النسبة إلى مرند، وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة
معروفة وسمّيت مرند بمرند الأكبر بن رواند الأصغر ابن الضحاك بيوراسف،
هو بناها. (الأنساب 11/ 250، 251) .
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في: تاريخ بغداد 3/ 99 رقم 1095.
[4] انظر عن (محمد بن مساور) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 253، 524 رقم
1146.
(29/392)
وحدَّث في هذه السّنة، وانقطع خبره.
98- مسعود بن السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين [1] .
حارب أخاه محمدًا وقلعه من السَّلْطَنة، وكحّلَه وسجنه، وحكم على
خُراسان والهند، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وجرت له حروب وخُطُوب مع
السّلْجُوقيّة أوّل ما ظهروا إلى أن قُتِل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش
أخاه محمدًا المسمول [2] ، وقتل أخاه مسعودًا وعاد إلى السَّلْطَنة.
99- مسلم بن أحمد بن أفلح [3] .
أبو بكر القُرْطُبيّ الأديب.
روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ.
وكان إمامًا في علم العربيّة، له تلامذه، وحلقة كبيرة. وكان متنسِّكًا
صالحًا من أهل السُّنّة والجماعة، رحمه الله [4] .
__________
[1] (انظر عن مسعود) في:
المنتظم 8/ 113 رقم 148 و (15/ 283) ، 284 رقم 3242) ، والكامل في
التاريخ 9/ 395، 398، 412، 414، 428، 433، 441، 442، 462، 467، 477،
478، ووفيات الأعيان 5/ 181، وآثار البلاد وأخبار العباد 367، والمختصر
في أخبار البشر 2/ 157، 164، 165، ودول الإسلام 1/ 156، وسير أعلام
النبلاء 17/ 495- 497 رقم 320، والعبر 3/ 180، وتاريخ ابن الوردي 1/
514، 524، ومرآة الجنان 3/ 54، والبداية والنهاية 12/ 50، وتاريخ ابن
خلدون 4/ 379، 380، 382- 384، ومآثر الإنافة 1/ 348، 349، وشذرات الذهب
3/ 253، ونزهة الخواطر 1/ 74- 76.
[2] انظر: تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 335، والتركية ص 3 ففيه: «وغزا
مودود بن مسعود بن محمود بلاد الهند فمات بها، وعاد الملك إلى عمه محمد
فحاربه ابن أخيه وتفرّد بالملك» .
[3] انظر عن (مسلم بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 12/ 626 رقم 1378.
[4] وقال ابن مهديّ: كان رجلا جيّد الدين، حسن العقل متصاونا، ليّن
العريكة، واسمع الخلق، مع نبله وبراعته، وتقدّمه في علم العربية
واللغة، راوية للشعر وكتاب الآداب، كان لتلاميذه كالأب الشفيق، والأخ
الشقيق، مجتهدا في تبصيرهم، متلطفا في ذلك، سنّيا ورعا. وافر الحظ من
علم الاعتقادات، سالكا فيها طريق أهل السّنّة، يقصر اللسان عن وصف
أحواله الصالحة.
وقال ابن حيّان: كان إماما مسجد السقا، وكان متنسّكا فاضلا.
(29/393)
- حرف النّون-
100- نُوشْتِكِين بن عبد الله [1] .
الأمير المظفّر سيف الخلافة عضُد الدّولة أبو منصور التُّرْكيّ. أحد
الشُّجعان المذكورين.
مولده ببلاد التُّرْك، وحُمل إلى بغداد، ثمّ إلى دمشق في سنة أربعمائة،
فاشتراه القائد تَزْبَر [2] الدَّيْلَميّ، فرأى منه شهامة مفرِطة
وصرامة، وشاع ذكره فأهداه للحاكم المصريّ. وقيل بل جاء الأمر بطلبه منه
سنة ثلاث وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (نوشتكين بن عبد الله) في:
الكامل في التاريخ 9/ 230، 392، 500، 501، وأخبار الدول المنقطعة 63،
64، وذيل تاريخ دمشق 71، والأعلاق الخطيرة 44، 167، 169، ووفيات
الأعيان 2/ 487، والمختصر في أخبار البشر 2/ 166، وزبدة الحلب 1/ 288،
231، 250، 251، 255- 257، 259- 262، 264، وسير أعلام النبلاء 17/ 511-
513 رقم 334، واتعاظ الحنفا 2/ 150- 154 و 160، 162، 168، 171، 176،
178، 180، 182، 186- 188، 191، 259، وتاريخ ابن الوردي 1/ 525، وأمراء
دمشق في الإسلام 14 رقم 46، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، 273، ومآثر
الإنافة 1/ 344، والنجوم الزاهرة 4/ 252 و 5/ 34، ومعجم الأنساب
والأسرات الحاكمة، لزامباور 45، 51، 204، ويقال: «أنوشتكين» ، بالألف
في أوله.
وقد تعرّض اسمه للتحريف والتصحيف في أكثر من مصدر، فهو «نوشتكين
البربري» في:
(تاريخ الأنطاكي) - بتحقيقنا- ص 391، وكذلك في (الكامل في التاريخ) 9/
230، وفي (الكامل أيضا) 9/ 392 «أنوشتكين البريدي» ، وفي (المختصر في
أخبار البشر) 2/ 141 «الدزبري» وضبطه بكسر الدال المهملة وسكون الزاي
المعجمة، وباء موحّدة وراء مهملة وياء مثنّاة من تحت، وهو: أنوش تكين،
وكان يلقب الدّزبري. وفي (ذيل تاريخ دمشق) 71، 72، «التزبري» ، وهو
«أنوشتكين أبو منصور الختني» ، مولى دزبر بن أوسم الديلميّ أمير الجيوش
(أمراء دمشق 14 رقم 46) ، و «أنوشتكين الدزبري» ، ينسب إلى دزبر بن
أونيم الديلميّ، (وفيات الأعيان 2/ 487) في ترجمة «صالح بن مرداس» رقم
300، و «نوشكتين بن عبد الله.
التركي أمير الجيوش المظفّر، سيف الخلافة، عضد الدولة (سير أعلام
النبلاء) 17/ 511، وفي (تاريخ ابن خلدون) 4/ 61 «الدريدي» و «الوزيري»
، و «الدزبري» في (الإشارة 36 و 37) ، و (المغرب في حلى المغرب 248) و
(اتعاظ الحنفا 2/ 156) ، وفي (عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع
السادس- ص 328) هو: «الثديري» !
[2] تزبر: بالتاء المثنّاة من فوق المكسورة، وسكون الزاي، وفتح الباء
الموحّدة، ويقال: «دزبر» بالدال المهملة، وسيأتي هكذا بعد قليل. وفي:
ذيل تاريخ دمشق 71 «تزبر بن أونيم الديلميّ» ، وانظر عنه في: تجارب
الأمم 2/ 214، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 114، وزبدة الحلب 1/ 149.
(29/394)
فجُعِل في الحُجَرَة [1] ، فقَهر مَن بها
من المماليك، وطال عليهم بالذّكاء والنَّهضة، فقرّبه متولّيهم. ثم لزِم
الخدمة وجعل يتودَّد إلى القوَّاد، فارتضاه الحاكم وأُعْجِب به، وأمّره
وبعثه إلى دمشق في سنة ستّ وأربعمائة فتلقّاه مولاه دِزْبَر، فتأدَّب
مع مولاه وترجَّل له. ثمّ أُعيد إلى مصر وجُرِّد إلى الرّيف. ثمّ عاد
وولي بَعْلَبَك، وحَسُنَت سِيَرُتُه، وانتشر ذِكْرُه [2] .
ثمّ طُلِب، فلمّا بلغ العَرِيش رُدّ إلى ولاية قيْسارية. واتّفق قتْلُ
فاتِك متولّي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك له هنديّ [3] ، وولي أمير
الجيوش فلسطين في أوّل سنة أربع عشرة [4] . فبلغ حسّان مُفَرّج ملك
العرب خبره، فقلِق وخاف [5] .
ولم يزل أمر أمير الجيوش فِي ارتفاع واشتهار، وتمّت له وقائع مع العرب
فدوّخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسّان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح،
فقبض عليه بعسقلان بحيلة دُبّرت له في سنة سبع عشرة [6] . وسألَ فيه
سعيد السُّعَداء فأجيب سؤاله إكرامًا له وأُطْلِق. ثمّ حَسُنَت حاله،
وارتفع شأنه.
وكثُرت غلمانه وخَيْله وإقطاعاته [7] .
وبَعد غيبته عن الشّام أفسدت العرب فيها، ثمّ صُرِف الوزير ووزر نجيب
الدّولة عليّ بن أحمد الْجَرْجَرائيّ، فاقتضى رأيُه تجريدَ عساكر مصر
إلى الشّام، فقدّم نوشتكين عليهم، ولقّبه بالأمير المظفّر منتخب
الدّولة [8] ، وجهّز معه سبعة آلاف فارس وراجل. فسار وقصد صالح بن
مرداس وحسّان بن مفرّج، فكان
__________
[1] الحجرة: المماليك الحجريّة، ويقال لهم: صبيان الحجر. قال ابن
خلّكان: ومعناه عندهم، أن يكون لكل واحد منهم فرس وسلاح، فإذا قيل له
عن شغل، ما يحتاج أن يتوقّف فيه، وذلك على مثال الداوية والإسبتار
(وهما منظمتان للفرنج الصليبيين) ، فإذا تميّز صبيّ من هؤلاء بعقل
وشجاعة، قدّم للإمرة. (وفيات الأعيان 3/ 418) .
[2] ذيل تاريخ دمشق 71.
[3] ذيل تاريخ دمشق 72.
[4] ذيل تاريخ دمشق 72.
[5] ذيل تاريخ دمشق 72.
[6] ذيل تاريخ دمشق 73، وانظر: تاريخ الأنطاكي 391، 392 و 395.
[7] ذيل تاريخ دمشق 73.
[8] في: ذيل تاريخ دمشق 73: «منتخب الدولة» بالجيم، والمثبت يتفق مع:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 391.
(29/395)
الملتقى في القحوانة [1] فانهزمت العرب،
وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنُفِذت الخِلَع إلى نوشتكين،
وزادوا في ألقابه [2] .
ثمّ توجّه إلى حلب ونازلها، ثمّ عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام
مدّة. ثمّ سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها وردّ المظالم وعدل
[3] .
ثمّ تغيّر وشربَ الخمر، فجاء فيه سِجِلٌّ مصريّ، فيه: أمّا بعد، فقد
عرف [4] الحاضر والبادي [5] حال نوشتكين الدِّزْبَريّ الخائن [6] ،
ولمّا تغيّرت نيّته سَلَبَه اللهُ نعمتَه. / إِنَّ اللَّهَ لا
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم/ [7] .
فضاق صدره وقلِق. ثمّ جاءه كتابٌ فيه توبيخ وتهديد [8] ، فعظُم عليه،
ورأى من الصّواب إعادة الجواب بالتَّنصُّل والتَّلطُّف، فكتب: «من عبد
الدّولة العلويّة، متبرّئًا من ذنوبه المُوبِقة، وإساءاته المرهِقة،
لائذًا [9] بعفو أمير المؤمنين، عائذًا بالكرم، صابرًا للحكم، وهو تحت
خوفٍ ورجاء، وتضرّعٍ ودُعاء. وقد ذلّت نفسه بعد غرّها، وضاقت [10] بعد
أمنها» .
إلى أن قال: «وليس مسير العبد إلى حلب يُنْجِيه من سطوات مواليه [11] »
.
__________
[1] القحوانة، أو الأقحوانة: بضم الهمزة وسكون القاف، وضم الحاء
المهملة، من أعمال دمشق وبلاد نهر الأردن على شاطئ بحيرة طبرية. (معجم
البلدان 1/ 308، 309) .
وانظر الخبر في: تاريخ الأنطاكي 411، وزبدة الحلب 1/ 231، 232، والكامل
في التاريخ 9/ 231، وذيل تاريخ دمشق 73، 74، وأخبار الدول المنقطعة 63،
64، والمختصر في أخبار البشر 2/ 141، ووفيات الأعيان 2/ 487، ونهاية
الأرب 28/ 206، والدرّة المضيّة 326، ودول الإسلام 1/ 250، والعبر 3/
250، وسير أعلام النبلاء 17/ 375، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، والنجوم
الزاهرة 4/ 252، 253، وشذرات الذهب 3/ 136.
[2] ذيل تاريخ دمشق 73، 74.
[3] ذيل تاريخ دمشق 74، نهاية الأرب 28/ 207.
[4] ذيل تاريخ دمشق 74 «علم» .
[5] وزاد في (ذيل تاريخ دمشق) : «والموالف والمعادي» .
[6] بعدها زيادة: «وأنه كان مملوكا لدزبر بن اونيم الحاكمي وأهداه إلى
أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله فنقله إلى المراتب إلى أن انتهى أمره
إلى ما انتهى إليه» .
[7] سورة الرعد، الآية 11.
[8] انظر نص الكتاب في (ذيل تاريخ دمشق 76) .
[9] في (ذيل تاريخ دمشق 77) : «لا بدّ» .
[10] في (ذيل تاريخ دمشق 77) : «وخافت» .
[11] ذيل تاريخ دمشق 78، والنصّ بطوله في (ذيل تاريخ دمشق 77، 78) .
(29/396)
ونفّذ هذا الجواب وطلع إلى قلعة حلب،
فحُمَّ وطلب طبيبًا، فوَصَف له مُسْهلًا، فلم يشربه، ولحِقَه فالج في
يده ورِجْله. ومات بعد أيّامٍ من جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين
بحلب [1] .
وخلّف من الذَّهب العَيْن ستّمائة ألف دينار ونيِّفًا.
- حرف الياء-
101- يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر [2] .
أبو بكر بن الطّوّاق القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرّج.
وسمع بمصر من: أبي بكر المهندس.
حدَّث عنه: أبو بكر الخَوْلانيّ، وقال: كان من أهل القرآن، طالبًا
للعلم مع الفَهْم والضَّبْط. وكان من أهل السُّنّة، مُجانبًا لأهل
البِدَع.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة عن سنٍّ عالية.
الكنى
102- أبو الحَسَن الرَّحبيّ [3] .
الفقيه الدّاوديّ. نزيل مصر.
رحل إلى بغداد، ولقي: القاضي أبا بكر الأبْهريّ المالكيّ، وأبا بكر
الرّازيّ الحنفيّ، وابن المَرْزُبان الشّافعيّ.
وله مصنَّفات كثيرة على مذهب أهل الظّاهر.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 500، 501، ذيل تاريخ دمشق 78.
[2] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 666 رقم 1466.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
(29/397)
سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
103- أحمد بن عليّ بن أحمد [1] .
أبو الحسين الْجَحْوانيّ [2] الكوفيّ.
سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الطّلْحيّ، وجعفر الأَحْمَسِيّ [3] .
قال الخطيب: وهو آخر من حدَّث عنهما، كتبتُ عنه، وكان ثقة حافظًا
للقرآن [4] .
تُوُفّي في شوّال. ومولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
104- أحمد بن عليّ بن الحسن [5] .
أبو نَصْر المايْمِرْغيّ [6] الضّرير المقرئ.
من أهل ما وراء النّهر. ثقة.
سمع الكثير من: أبي عَمْرو محمد بن محمد بن صابر، وأبي أحمد الحاكم،
والبخاريّين.
وعاش تسعين سنة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ بغداد 4/ 323، 324 رقم 3132.
[2] لم ترد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[3] الأحمسي: بفتح الألف وسكون الحاء المهملة، وفتح الميم وفي آخرها
السين المهملة. هذه النسبة إلى أحمس وهي طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة.
[4] وزاد الخطيب: «قليل الحديث» معتقدا للسّنّة.
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسن) في: الأنساب 11/ 110.
[6] المايمرغيّ: بسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الميمين
المفتوحتين، وسكون الراء، وفي آخرها الغين المعجمة المكسورة، هذه
النسبة إلى ما يمرغ، وهي قرية كبيرة حسنة على طريق بخارى من نواحي
نخشب. وما يمرغ موضع آخر على طرف جيحون. (الأنساب 11/ 109، 110) .
(29/398)
105- أحمد بن محمد بن أحمد بن دَلُّوَيْه
[1] .
أبو حامد الأسْتَوائيّ [2] .
سمع بنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم، وأبا سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ.
وكان أحد الفُقهاء الشّافعيّة.
ولي قضاء عُكُبَرَا [3] . وكان صدوقًا.
سمع منه: الدَّارَقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر الخطيب.
وكان في الأُصُول على مذهب الأشعريّ، وفي الفقه شافعيًّا [4] .
106- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن الحُسين بن بزدة الأصبهاني
[5] .
الفَرَضيّ المقرئ.
يُعرف بالقجّ.
روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ، والمخلّص.
وعنه: الخطيب، وغيره.
107- إسماعيل بن عليّ [6] .
أبو إبراهيم الحُسَينيّ المصريّ.
انتقى عليه أبو نصر السَّجِسْتانيّ. وحدَّث.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الأستوائي) في:
تاريخ بغداد 4/ 377، 378، والأنساب 5/ 333، 334، وتبيين كذب المفتري
247، 248، ومعجم الأدباء 5/ 38، 39، واللباب 1/ 507، وسير أعلام
النبلاء 17/ 582 رقم 387، والوافي بالوفيات 7/ 351، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 60، 61، وبغية الوعاة 1/ 358.
[2] الأستوائي: بضم الألف، وسكون السين المهملة، وفتح الثاء المثنّاة
من فوق أو ضمّها. نسبة.
إلى استوا: من قرى نيسابور.
[3] عكبرا: بضم العين وسكون الكاف، وفتح الراء المهملة.
[4] وزاد الخطيب: «له حظّ من معرفة الأدب والعربية، كتبت عنه» . (تاريخ
بغداد 4/ 377) .
[5] لم أجد مصدر ترجمة.
[6] لم أجد مصدر ترجمة.
(29/399)
- حرف الحاء-
108- الحسن بن عليّ بن سهلان [1] .
أبو سعد [2] الأصبهاني القُرْقُوبيّ [3] .
روى عن: أبي الشّيخ.
وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذَرّ الصّالحانيّ [4] .
109- الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد [5] .
أبو عبد الله الهمذانيّ الفقيه. محدّث مكّة.
سمع بغداد: ابن المظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين.
وبنَيْسابور: أبا الحسن الخفّاف.
وبهَمَذَان: جبريل بن محمد البغداديّ.
وحدَّث سِنين.
روى عنه [6] .
110- الحسين بن عمر بن محمد البغداديّ [7] .
أبو عبد الله كاتب ابن الآبنوسيّ [8] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في: الأنساب 10/ 108.
[2] في: الأنساب: أبو سعيد.
[3] القرقوبيّ: بضم القافين بينهما الراء وفي آخر هما الباء. هذه
النسبة إلى قرقوب، وهي بلدة.
قريبة من الطّيب، بين واسط وكور الأهواز. (الأنساب 10/ 107، 108) .
[4] قال ابن السمعاني: «سمع منه أبو محمد بن عبد العزيز بن محمد
النخشبي، وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو سعيد القرقوبي نزيل أصبهان،
شيخ صالح، محبّ للسّنّة. سمع من أبي الشيخ كتابه المخرّج على الصحيح،
ومات بأصبهان، وأنا بها بعد، قبل أن أخرج منها، يوم الجمعة وقت الصلاة،
السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة» .
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد بن جعفر) في: المنتخب من السياق 199 رقم
586.
[6] كتب فوق هذه الكلمة في الأصل: «كذا بخطه» .
وأقول: لم يذكر عبد الغافر الفارسيّ أيّ واحد ممّن رووا عنه، ولهذا
بيّض المؤلّف- رحمه الله- بعدها.
[7] انظر عن (الحسين بن عمر) في:
تاريخ بغداد 8/ 83، رقم 4172، والأنساب 10/ 163، والمنتظم 8/ 115 رقم
150، (15/ 286، 287 رقم 3244) .
[8] الآبنوسي: بمدّ الألف وفتح الباء الموحّدة أو سكونها وضم النون وفي
آخرها السين المهملة
(29/400)
سمع: القطيعي، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحًا [1] .
تُوُفّي في ذي الحجّة.
111- حمزة بن الحسن بن العبّاس بن الحسن بن أبي الْجِنّ [2] .
القاضي فخر الدّولة أبو يَعْلَى العَلَويّ الحسينيّ الدّمشقيّ.
ولي قضاء دمشق [3] مَن قِبَل الظّاهر العُبَيْديّ، وولي نقابة الأشراف
بمصر، وجدّد بدمشق منابر وقُنِيّ، وأجرى الفوّارة [4] .
وذُكر أنّه وُجد في تذكرته صَدَقَة كلّ سنة سبعة آلاف دينار.
وكان مولده في سنة سبع وستّين وثلاثمائة [5] .
حكى عنه الشّريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين [6] النَّسَّابة.
- حرف السّين-
112- سعيد بن أحمد بن محمد [7] .
__________
[ () ] بعد الواو. هذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب البحري يعمل
منه أشياء. (الأنساب 1/ 93) .
[1] الموجود في: تاريخ بغداد: «كتبت عنه وكان صدوقا» .
[2] انظر عن (حمزة بن الحسن) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7، 8 رقم 242، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 445،
446.
[3] بعد سلمان بن علي بن النعمان.
[4] التي في جيرون. وهو الّذي أنشأ القيسارية المعروفة بالفخرية.
[5] وكان سماعه للحديث سنة 407 هـ.
[6] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 445: «وعبد الله بن الحسن بن محمد» ، وهو
حكي فقال: أردت المسير إلى دمشق فودّعت الشريف فخر الدولة وكان إذ ذاك
بمصر، وقلت وقت توديعي له:
استودع الله مولاي الشريف وما ... تحويه من نعم تبقى ويوليها.
فإنني عند توديعي لحضرته ... ودّعت من أجله الدنيا وما فيها
فلما سمع البيتين أقسم عليّ أن أقيم، فأقمت، وأنعم عليّ، وأنشدني
أبياتا لقسّ بن ساعدة الأياديّ:
علم النجوم على العقول وبال ... وطلاب شيء ما ينال ضلال
ماذا طلابك علم شيء أغلقت ... من دونه الأبواب والأقفال
افهم، فما أحد بغامض فطنة ... يدري متى الأرزاق والآجال
إلا الّذي من فوق سبع عرشه ... فلوجهه الإكرام والإجلال
[7] انظر عن (سعيد بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 221 رقم 504.
(29/401)
أبو عثمان بن الربيع [1] الهُذَليّ
الإشبيليّ.
كان من أهل النّفاذ في الحديث والفِقْه، قويّ الفهم، محسنا للشّروط
وعِلَلها.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي الحسن
الأنطاكيّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وجماعة.
ذكره ابن خَزْرَج، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
113- سعيد بْن محمد بن أحْمَد بْن سَعِيد [2] .
أَبُو القاسم الأصبهاني البقّال.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
محدِّث حافظ. مُعْجَمُه ألف شيخ.
شيخ، رحل إلى خُراسان، والعراق، والحجاز، وهَمَذَان، وكتب الكثير، ونسخ
بالأُجَرة.
كتب عنه: أبو يعقوب التّرّاب، وأبو بكر أحمد بن عليّ الأصبهاني الحافظ.
قال ذلك يحيى بن مَنْدَهْ.
- حرف الشّين-
114- شَذْرَة بن محمد بن أحمد بن شَذْرَة [3] .
أبو العلاء المَدِينيّ.
تُوُفّي في رجب.
يروي عن: ابن المقري.
سمع منه: محمد بن عبد الواحد الكِسائيّ، وغيره.
115- شُعَيب بن عبد الله بن المنهال [4] .
__________
[1] في (الصلة) : «الربيبة»
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (شذرة بن محمد) في: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 354.
[4] انظر عن (شعيب بن عبد الله) في: سير أعلام النبلاء 51317 رقم 335.
(29/402)
أبو عبد الله المصريّ.
روى عَنْ: أحْمَد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عتبة الرازي. وغيره.
روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرّازيّ، وعليّ بن الحسن الخِلَعيّ، وجماعة.
وكان أسْنَد مَن بقي بديار مصر.
تُوُفّي في شَعبان.
قال أبو إسحاق الحبّال: يُتكلّم في مذهبه.
قلت: كأنّه يريد الرّفض، لأنّه مُلّا [1] مصر.
- حرف العين-
116- عبد الله بن غالب بن تمّام بن محمد [2] .
أبو محمد الهَمَذَانيّ المالكيّ، الفقيه.
عالم أهل سبْتة وصالحهم وشيخهم.
أخذ عن شيوخ سبْتة، ورحل إلى الأندلس فسمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي
بكر الزُّبَيْديّ.
ورحل إلى القيروان، فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد.
وإلى مصر، فسمع من: أبي بكر بن المهندس، والوشّاء.
وكان إمامًا متقنًا عارفًا بالمذهب، أديبًا بليغًا شاعرًا، حافظًا،
نظَّارًا، مدارُ الفتوى عليه ببلده في عصره.
أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد
المَسِيليّ، والقاضي بن جماح [3] .
وتُوُفّي رحمه الله في صفر.
__________
[1] أي شيخها.
[2] انظر عن (عبد الله بن غالب) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 299، والعبر 3/ 181، وسير أعلام النبلاء 17/ 523،
524 رقم 349، والوافي بالوفيات 17/ 397، 398 رقم 331، والديباج المذهب
1/ 435، 436، وشذرات الذهب 3/ 254.
[3] الصلة 1/ 299، وتصحّف في «الديباج المذهب» إلى «ابن الحجّاج» .
(29/403)
117- عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي
سعْد [1] .
الزّاهد الهَرَويّ، أبو نصر الواعظ.
تُوُفّي بنَيْسابور قاصدًا للحجّ.
عقد مجلسًا في قوله تعالى: / وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً
إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ/ [2] فمرِض عقيبَ المجلس، ومات رحمه الله في
ربيع الآخر.
118- عبد الودود بن عبد المتكبّر [3] .
أبو الحسن الهاشميّ البغداديّ.
تُوُفّي في رجب عن أربعٍ وتسعين سنة.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ.
سمع مجلسًا واحدًا.
روى عنه: الخطيب.
119- عُبَيْد الله بن هشام بن سَوّار الدّارانيّ [4] أبو الحسين.
120- عبد بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [5]
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمة.
[2] سورة النساء، الآية 100.
[3] انظر عن (عبد الودود) في:
تاريخ بغداد 11/ 140 رقم 5837، والمنتظم 8/ 115 رقم 153، (15/ 287 رقم
3247) .
[4] هكذا ذكره المؤلّف- رحمه الله- دون ترجمة.
[5] انظر عن (عبد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 141 رقم 5838، والإكمال لابن ماكولا 6/ 228، وتبيين
كذب المفتري 255، 256، والمنتظم 8/ 115، 116 رقم 154، (15/ 287، 288
رقم 3248) ، والكامل في التاريخ 9/ 514، والمنتخب من السياق 400، 401
رقم 1361، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 696- 698، والعبر 3/ 180،
181، والمعين في طبقات المحدّثين 127.
رقم 1405، وتذكرة الحفاظ 3/ 1103- 1108، ودول الإسلام 1/ 257، وسير
أعلام النبلاء 17/ 554- 563 رقم 370، والإعلام بوفيات الأعلام 181،
ومرآة الجنان 3/ 55، والبداية والنهاية 12/ 50، 51، والديباج المذهب 2/
132، 133، والعقد الثمين 5/ 539- 541، والوفيات لابن قنفذ 240 رقم 435،
والنجوم الزاهرة 5/ 36، وطبقات الحفاظ 425، وطبقات المفسّرين للداوديّ
1/ 366- 368، ونفح الطيب 2/ 70، 71، وكشف الظنون 441،
(29/404)
بن غُفَير [1] .
أبو ذَرّ الأنصاري الهَرَويّ المالكيّ الحافظ.
ويُعرف ببلده بابن السّمّاك.
وسمع بهَرَاة: أبا الفضل بن خميرُوَيْه، وبِشْر بن محمد المُزَنيّ،
وجماعة.
ورحل، فسمع: أبا محمد بن حَمُّوَيْه، وزاهر بن أحمد بسَرْخَس، وأبا
إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ، وأبا الهيثم محمد بن مكّيّ
بكُشْمِيهَن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضَّبُعيّ
بالبصرة، والدَّارَقُطْنيّ، وأبا الفضل الزُّهْريّ، وأبا عمر بن
حَيَّوَيْهِ، وطائفة ببغداد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وجماعة بدمشق،
وطائفة بمصر وبمكّة.
وجمع مُعْجَمًا لشيوخه، وجاور بمكّة دهرًا.
روى عنه: ابنه عيسى، وعليّ بن محمد بن أبي الهَوْل، وموسى بن
الصِّقِلّيّ، وعبد الله بن الحسن التِّنِّيسيّ، وعليّ بن بكّار
الصُّوريّ، وأحمد بن محمد القَزْوِينيّ، وعليّ بن عَبْد الغالب
البغداديّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسيّ الفقيه موسى
بن عيسى، وأبو الطَّاهر إسماعيل بن سعيد النَّحْويّ، وأبو الوليد
سليمان بن خَلَف الباجيّ، وعبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ [2] ،
وعبد الحقّ بن هارون السَّهْميّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ
الطُّرَيْثِيثيّ، وأبو شاكر أحمد بن عليّ العثمانيّ، وأبو الحسين محمد
بن المهتدي باللَّه، وخلْق سواهم.
وروى عنه بالإجازة: أبو بكر الخطيب، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عَمْر
بن عبد البَرّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن
محمد الخولانيّ الإشبيليّ.
__________
[ () ] 1673، 1830، وشذرات الذهب 3/ 254، وتاج العروس 3/ 453، وهدية
العارفين 1/ 437، 438، وديوان الإسلام 2/ 307، 308 رقم 968، والرسالة
المستطرفة 23، وشجرة النور الزكية 104، 105، رقم 268، والأعلام 3/ 269،
ومعجم المؤلفين 5/ 65، وفهرس الفهارس 1/ 110، وتاريخ التراث العربيّ
(طبعة الرياض) 1/ 479 رقم 333، ومعجم طبقات الحفاظ 106 رقم 962، ومدرسة
الحديث في القيروان 2/ 715.
[1] غفير: بالغين المعجمة، وقد تصحّفت إلى «عفير» بالعين المهملة في:
ترتيب المدارك، والديباج المذهب، والعقد الثمين.
[2] الشّنتجالي: بفتح الشين المعجمة، وسكون النون، وفتح التاء المثنّاة
من فوقه. نسبة إلى شنت جالة بالأندلس. (معجم البلدان 3/ 376) .
(29/405)
مولده في حدود سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وقال الخطيب [1] : قدِم بغداد أبو ذَرّ وأنا غائبٌ، فحدَّث بها وحجّ
وجاور.
ثم تزوج في العرب وسكن السروات. وكان يحج كل عام فيحدث ويرجع.
وكان ثقة ضابطا دينا.
مات بمكة في ذي القعدة [2] .
وقال أبو علي بن سكرة: توفي في عقب شوال [3] .
وقال أبو الوليد الباجي في كتاب «اختصار فرق الفقهاء» من تأليفه عند
ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذَرّ، وكان يميل إلى مذهبه،
فسألته: من أين لك هذا؟
فقال: كنتُ ماشيا ببغداد مع الدَّارَقُطْنيّ فلقينا القاضي أبا بكر،
فالتزمه الشّيخ أبو الحسن الدّارقطنيّ، وقبّل وجهه وعينيه. فلمّا
فارقناه قلت: من هذا؟
فقال: هذا إمام المسلمين والذّاب عن الدّين القاضي أبو بكر محمد بن
الطّيّب.
قال أبو ذَرّ: فمن ذلك الوقت تكرّرت عليه [4] .
وقال أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ: سمعت أبا عليّ الحسن بن بَقِي
الْجُذَاميّ المالِقيّ: حدَّثني بعض الشّيوخ قال: قيل لأبي ذَرّ: انت
من هَرَاة، فمن أين تَمَذْهَبْتَ لمالك وللأشعريّ؟
قال: قدِمتُ بغداد فلزِمت الدَّارَقُطْنيّ، فاجتاز به القاضي ابن
الطّيّب فأظهر الدَّارَقُطْنيّ ما تعجّبت منه مِن إكرامه. فلمّا ولّى
سألته فقال: هذا سيف السُّنَّة أبو بكر الأشعريّ. فلزِمْتُه مُنْذُ
ذَلِكَ، واقتديت به في مذهبه جميعا. أو كما قال [5] .
__________
[1] في تاريخه 11/ 14، وتبيين كذب المفتري 255.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «معروف مشهور، من أهل الحديث، صوفي
مالكي، من المجاورين بمكة حرسها الله، كان ورعا زاهدا عالمًا، سخيًّا
بما يجد، لا يدَّخِر شيئًا للغد، صار من كبار مشايخ الحرمين، ومشار
إليه في التصوّف. كتب الكثير بهراة، وخراسان، والجبال، وفارس، والعراق،
والكوفة، والحجاز، صنّف في الحديث وخرّج على الصحيحين تخريجا حسنا،
وكان كثير الشيوخ» . (المنتخب من السياق 401) .
[3] ووفاته في: «هدية العارفين» 1/ 437، 438 (سنة 431 هـ.) ، وفي «كشف
الظنون» 1/ 441 (سنة 436 هـ.) ، وفي «شجرة النور الزكية» 1/ 104 (سنة
435 أو 434 هـ.) .
[4] تبيين كذب المفتري 255، 256.
[5] تبيين كذب المفتري 256.
(29/406)
وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد: عبد بن
أحمد بن محمد السّمّاك الحافظ، صدوق، تكلّموا في رأيه. سمعت منه حديثًا
واحدًا عن شيبان بن محمد، عن أبي خليفة، عن ابن المَدِينيّ، حديث جابر
بطوله في الحجّ. قال لي: اقرأه عليّ حتّى تعتاد قراءة الحديث. وهو أوّل
حديث قرأته على الشّيخ، وناولته الجزءَ فقال: لستُ على وضوء فَضَعْه
[1] .
قلت: أخبرني بهذا عليّ بن أحمد بالثَّغْر: أنا عليّ بن رُوزْبَةَ،
أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، فذكره.
وقال عبد الغافر في «السّياق» [2] : كان أبو ذَرّ زاهدًا ورِعًا عالمًا
سخيًّا بما يجد، لا يدَّخِر شيئًا لغد. صار من كبار مشايخ الحَرَم،
مشارًا إليه في التَّصَوّف.
خرّج على الصّحيحين تخريجًا حسنًا. وكان حافظًا كثير الشّيوخ.
قلت: وله «مستخرَج استدركه على صحيح البخاريّ، ومسلم» في مجلّدٍ وسَط،
يدلّ على حِفظه ومعرفته.
وقال القاضي عَيّاض [3] : لأبي ذَرّ كتاب كبير مخرَّج على الصَّحيحين،
وكتاب في «السُّنَّة والصِّفات» ، وكتاب «الجامع» ، وكتاب «الدّعاء» ،
وكتاب «فضائل القرآن» ، وكتاب «دلائل النُّبُوّة» ، وكتاب «شهادة
الزُّور» ، وكتاب «فضائل مالك» ، و «فضائل العيدين» ، وغير ذلك [4] .
وأرّخ وفاته في سنة خمسٍ وثلاثين. والصّحيح سنة أربعٍ، والله أعلم [5]
.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1106، 1107.
[2] المنتخب من السياق 401.
[3] في: ترتيب المدارك 4/ 697، 698.
[4] ومن مصنّفاته: «فوائد» منه نسخة مخطوطة بمكتبة الأوقاف العراقية
ببغداد، ضمن مجموع، و «أحاديث» في دار الكتب المصرية. (انظر: تاريخ
التراث العربيّ 1/ 479) .
[5] وقال القاضي عيّاض: اشتغل في الحديث فتقدّم في إمامته، وغلب عليه
حال في بلاد خراسان والجبل، وبلاد العراق، ورحل إلى الحجاز ومصر، فسمع
من جلّة.. في عدد كثير. قد ألّف فيهم كتابين. أحدهما فيمن روى عنه
الحديث. اشتمل على نحو ثلاثمائة اسم أو أزيد من الفقهاء، والمحدّثين،
والآخر فيمن لقيه ولم يرو عنه حديثا ... وقد أدركنا غير واحد ممن سمع
منه، ولم يقدر على السماع عنه، لقصر أو بعد الدار، وآخر من حدّث عنه
بالإجازة أحمد بن محمد الإشبيلي بعد الخمسمائة، وقد أجازنا، وسمع منه
من جلّة أقرانه: أبو محمد عبد الغني الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي،
وأبو عمران القابسي، ولم يسمع هو من عبد الغني
(29/407)
121- عليْ بن جعفر [1] .
المنذريّ، القُهُنْدُزِيّ [2] ، الهَرَويّ.
سمع: العبّاس بن الفضل النّضروييّ.
روى عنه: العُمَيْريّ، وجماعة.
122- عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر [3] .
أبو الحسن البصْريّ المقرئ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وعبد العزيز، وإبراهيم
الخِرَقيّين.
قال الخطيب: كتبنا عنه، ولم يكن به بأس. ومات في ربيع الآخر.
قلت: قرأ علي صاحب ابن مجاهد أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن
البَيِّع.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سَوّار، وعبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات
الوكيل، وغيرهم.
ومن شيوخه في القراءات أيضًا: عبد العزيز بن عصام [4] ، ممّن قرأ على
ابن مجاهد، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المؤدّب البصْريّ، قرأ
على محمد بن عبد العزيز بن الصّبّاح صاحب حنبل [5] .
123- عليّ بن محمد بن عبد الرّحيم [6] .
أبو الحسين الأزْديّ.
__________
[ () ] تحرّيا لمداخلته ببني عبيد أمراء مصر الشيعة. ولا سمع من
القضاعي، لكونه قاضيا لهم.
(ترتيب المدارك 4/ 596، 697) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] القهندزي: بضم القاف والهاء، وسكون النون وضم الدال المهملة وفي
آخرها الزاء. هذه النسبة إلى قهندز بخارى فهي المدينة الداخلة.
(الأنساب 10/ 274) .
[3] انظر عن (علي بن طلحة) في: تاريخ بغداد 11/ 442 رقم 6245 وغاية
النهاية 1/ 546 رقم 2233.
[4] في نسخة أخرى: أبو نصر عبد العزيز بن عصام.
[5] هكذا في الأصل، ولم أتبيّنه.
[6] انظر عن (علي بن محمد) في: تاريخ بغداد 12/ 100 رقم 6523.
(29/408)
سمع: أباه، والقَطِيعيّ، وابن لؤلؤ
الورّاق.
وهو بغداديّ.
كتب عنه: الخطيب وصدّقه.
وتُوُفّي في المحرّم.
124- عمر بن إبراهيم بن سعيد [1] .
أبو طالب الزُّهْريّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن
حَمَامة.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وعيسى بن محمد الرُّخَّجِيّ،
وجماعة.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان ثقة.
وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة، وكان من كبار أئمّة المذهب ببغداد،
ومن ذُرّيّة سعْد بن أبي وقّاص.
- حرف الميم-
125- محمد بن أحمد [3] .
أبو الفرج العَيْن زَرْبيّ [4] الفاتوريّ.
حدَّث عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرام، ويوسف المَيَانِجِيّ.
وعنه: الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلّاب، وجماعة.
126- محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر [5] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن إبراهيم بن سعيد) في:
السابق واللاحق 177، وتاريخ بغداد 11/ 274، وطبقات الفقهاء للشيرازي
125، والكامل في التاريخ 9/ 514، وسير أعلام النبلاء 17/ 524، 525 رقم
350، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 7، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/
424.
[2] في تاريخه 11/ 274.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد العين زربي) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم 127 أ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/
308 رقم 239.
[4] العين زربيّ: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون،
والزاي المفتوحة، والراء الساكنة، والباء الموحّدة. (الأنساب 9/ 108)
نسبة إلى عين زربه وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحرّان.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين الشيبانيّ) في:
تاريخ بغداد 2/ 253 رقم 723، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 119، 120، رقم 144،
(29/409)
أبو الفتح الشَّيْبانيّ العطّار، قُطَيط.
بغداديّ تغرّب إلى مصر وإلى الشّام، والجزيرة، وفارس، والحجاز.
وحدَّث عن: أبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ، ومحمد بن المظفّر،
وجماعة.
قال الخطيب: سمعتُ منه، وكان طريفًا متصوِّفًا.
تُوُفّي بالأهواز.
127- محمد بن عبد الله بن زين القُرْطُبيّ [1] .
روى عن: ابن عَوْن الله، ومحمد بن أحمد بن مفرِّج، وعبّاس بن أصْبَغ،
وجماعة.
وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا بالحساب والشُّروط.
تُوُفّي بإشبيليّة وله أربعٌ وثمانون سنة.
128- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَوْف [2] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
أخذ عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زَمنين.
وكان إمامًا في الفقه، من بيت حشمة وجلالة.
129- محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري [3] .
أبو البركات المكي.
دخل العراق والشام ومصر والأندلس، وحدَّث عن جماعة.
روى عن: أبي زيد المَرْوَزِيّ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله
السّيرافيّ، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفي، والقاضي أبي الحسن عليّ
بن محمد
__________
[ () ] والمنتظم 8/ 116 رقم 155 (15/ 288 رقم 3249) والبداية والنهاية
12/ 51.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن زين) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 524،
525 رقم 1149،
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 524 رقم
1148.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 575، وجذوة المقتبس للحميدي 70، وبغية الملتمس
للضبيّ 106، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 30- 32 رقم 48، وفيه:
«مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله» ، ووفيات
الأعيان 5/ 328، 329، وتذكرة الحفاظ 3/ 1107، وثمرات الأوراق 474.
(29/410)
الجراحي، والقاضي أبي بهر الأبهري،
والدارقطني، وأبي بكر المهندس، وأبي الفرج الشّنبوذيّ، وأبي أحمد
السامري، وأبي الطيب بن غلبون.
ترجمه الخولاني.
وحدث عنه: أبو محمد بن حزم، والدلائي، وأبو محمد بن خزرج وقال:
كان ثقة متحريًّا فيما نقله. لقِيته بإشبيليّة في سنة أربعٍ وثلاثين
وأخبرني أنّ مولده في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وكان مُمتّعًا، يعني
بحواسه.
130- محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن إبراهيم [1] .
أبو الفضل الكاتب البغداديّ، المعروف بابن حاجب النُّعمان.
كان أبوه وزيرًا للقادر باللَّه، فلمّا مات أبوه وَزَرَ هو للقادر في
سنة إحدى وعشرين، ثمّ عُزل بعد ستة أشهر. فلمّا استخلف القائم استوزره.
وكان أديبًا شاعرًا كاتبًا.
تُوُفّي في ثامن ذي القعدة وله سبعون سنة. وقد فُلج قبل موته مدّة
أعوام.
وله في الشّمعة.
وطفلةٍ كالرّمح لاحظْتُها ... سنانها من ذَهَبٍ قد طُبِعْ
دموعها تَنْهَلُّ في نحْرها ... ورأسها يحيى إذا ما قُطِعْ
131- محمد بن المؤمّل بن الصَّقْر [2] .
أبو بكر البغداديّ الورّاق. غلام الأبْهريّ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وأبا بكر الأبْهريّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. وكان لا يحسن يكتب تُوُفّي
رحمه الله في ذي الحجّة، وله إحدى وتسعون سنة.
__________
[1] لم أقف على ترجمته في المصادر التي بين يديّ، وإنّما وجدت أباه
«علي» في: الكامل في التاريخ 9/ 128، 175، 220، والإنباء في تاريخ
الخلفاء 187، وتاريخ بغداد 12/ 31، 32 رقم 6399.
[2] انظر عن (محمد بن المؤمّل) في: تاريخ بغداد 3/ 312 رقم 1409.
(29/411)
- حرف الهاء-
132- هارون بن محمد بن أحمد بن هارون [1] .
أبو الفضل الأصبهاني الكاتب.
روى عن: سليمان الطَّبَرانيّ.
روى عن: محسن بن عليّ الفَرْقَدِيّ، وعبد الأحد بن أحمد العنْبريّ،
والحسن بن أحمد الحدّاد، وغيرهم.
تُوُفّي في رمضان.
- حرف الياء-
133- إلْيَسَعُ بن عبد الرحمن بن محمد اللَّخْميّ [2] .
أبو محمد الإشبيليّ.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرِّج، وأحمد بن خالد التّاجر.
روى عنه: الخولاني، وأثنى عليه [3] .
وقال ابن خزرج: ولد سنة ستين وثلاثمائة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (اليسع بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 690 رقم
1524.
[3] وقال: كان قديم الطلب وله حظ من الأدب مع الفهم، ولقي جماعة من
الشيوخ بقرطبة فأخذ عنهم وتكرّر عليهم.
(29/412)
سنة خمس وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
134- أحمد بن الحسن [1] .
أبو بكر ابن الحدي [2] .
سمع: علي بن محمد بن كيسان، وإسحاق بن سعد.
قال الخطيب: صدوق [3] .
135- أحمد بن سعيد [4] بن دينال [5] .
أبو القاسم الأموي القرطبي.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وابن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن
مُفَرّج، وأبي محمد القلعي، وأبي عبد الله بن الخزاز [6] .
وحج وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد [7] .
وكان صالحا، ثقة: عني بالعلم والرّواية.
توفّي سنة خمس في جُمَادَى الأولى.
136- أحمد بْن محمد بْن ملّاس [8] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن) في: تاريخ بغداد 4/ 93، 94 رقم 1740.
[2] الحدّيّ: بضم الحاء المهملة، وتشديد الدال المهملة.
[3] في تاريخ بغداد: كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا وكان صدوقا.
[4] انظر عن (أحمد بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 49، 50، رقم 101.
[5] في (الصلة) : «ذنيّل» .
[6] وأخذ عن أبي عمر بن الهندي وثائقه، النسخة الكبرى سمعها عليه مرات،
واختصرها أبو القاسم هذا في خمسة عشر جزءا، وكان بعقدها بصيرا.
[7] أخذ عنه مختصره في «المدوّنة» وغير ذلك من تواليفه.
[8] انظر عن (أحمد بن محمد بن ملّاس) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 50 رقم
102.
(29/413)
أبو القاسم الفزاريّ الإشبيليّ.
حجّ وأخذ عن أبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي جعفر الدّاوديّ.
وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عمر بن المكْوِيّ.
وكان متفنّنًا في العِلم، بصيرا بالوثائق.
مولده سنة سبعين وثلاثمائة.
137- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن [1] .
أبو منصور بن الذّهبيّ البغداديّ المالكيّ.
سمع: أبا بكر الأبْهريّ، وأبا الحسين بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا [2] .
تُوُفّي في شَعبان [3] .
138- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النُّون الهَوّاريّ.
غلب على طُلَيْطُلَة عند اضطّراب الدّول بالأندلس، وأطاعته الرّعيّة،
فضبط مملكة طُلَيْطُلَة.
ومات في هذه السَّنة، فولي بعده ولده المأمون يحيى.
139- أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذَة [4] .
أمّ سَلَمَة الأصبهانية.
عن: أبي الشّيخ.
وعنها: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
- حرف الجيم-
140- جَهْور بْن مُحَمَّد بْن جهور بْن عُبَيْد الله [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الذهبي) في: تاريخ بغداد 4/ 378 رقم 2252.
[2] في: تاريخ بغداد: «كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا مستورا» .
[3] وكان مولده سنة 357 هـ.
[4] لم أجد مصدر ترجمتها.
[5] انظر عن (جهور بن محمد) في:
(29/414)
أبو الحزّم، رئيس قُرْطُبة وأميرها
وصاحبها.
جعل نفسَه ممسِكًا للأمر إلى أن يتهيَّأْ مَن يصْلُح للخلافة.
روى عن: عبّاس بن أَصْبَغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن
القاسم، وجماعة.
وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قُرْطُبة، وانفرد برئاسة المصر إلى أن
تُوُفّي في المحرّم.
ودُفِن بداره، وصلّى عليه ابنه أَبُو الوليد محمد بن جَهْور القائم
بالأمر بعده.
عاش إحدى وسبعين سنة.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن عَتَّاب، وغيره.
وكان أبو الحزْم من وزراء الدّولة العامريّة، ومِن دُهاة العالم
وعُقلائهم ورؤسائهم. لم يزل متصوِّنًا حتّى خلا له الجو، فانتهز الفرصة
ووثب على قُرْطُبة. ولم ينتقل إلى رُتْبَة الإمارة ظاهرًا بل حفظ لغيره
الاسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحوّل من داره [1] . وجعل ارتفاع الأموال
بأيدي رجالٍ وديعة، وصيَّر أهلَ الأسواق جُنْدًا، ورزقهم من أموالٍ
تكون بأيديهم مضاربة، وفرّق عليهم السّلاح [2] .
__________
[ () ] جمهرة أنساب العرب لابن حزم 93، وجذوة المقتبس للحميدي 28، 29 و
188، ومطمح الأنفس 16، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الأول،
المجلّد الثاني 605، والصلة لابن بشكوال 1/ 131، وبغية الملتمس للضبيّ
34، 35 و 260، والكامل في التاريخ 9/ 284، 285، والحلّة السيراء لابن
الأبّار 2/ 30- 34 رقم 117، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 56، والبيان
المغرب لابن عذاري 3/ 185، ودول الإسلام 1/ 257، والعبر 3/ 183، وسير
أعلام النبلاء 17/ 139، 140 رقم 83، والإعلام بوفيات الأعلام 181،
ومرآة الجنان 3/ 55 وفيه: «جمهور بن محمد بن جمهور» ، وتاريخ ابن خلدون
4/ 159، ومآثر الإنافة 1/ 353، وشذرات الذهب 3/ 255.
[1] الحلّة السيراء 2/ 30، 31.
[2] وقال الحميدي، ونقل عنه ابن الأبار: «وصيّر أهل الأسواق جندا، وجعل
أرزاقهم رءوس أموال تكون بأيديهم محصاة عليهم، يأخذون ربحها فقط ورءوس
الأموال باقية محفوظة، يؤخذون بها ويراعون في الوقت بعد الوقت كيف
حفظهم لها وفرّق السلاح عليهم، وأمرهم بتفريقه في الدكاكين وفي البيوت،
حتى إذا دهم أمر في ليل أو نهار كان سرح كل واحد معه» . (جذوة المقتبس
28، 29، الحلّة السيراء 22/ 32، 33، الذخيرة ق 1/ مجلّد 2/ 603، الكامل
في التاريخ 9/ 285) .
(29/415)
وكان يَعُود المَرْضَى ويشهد الجنائز،
ويزور الصّالحين [1] .
- حرف الحاء-
141- الحسن بن بكر بن عُرَيْب القَيْسيّ [2] .
القُرْطُبيّ، أبو بكر السّماد.
أخذ عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكْوِيّ.
وكان ورّاقًا، نسخ الكثير، وتوسع في طلب الحديث: وتوفي في صفر عن
ثمانين سنة.
142- الحسن بن عليّ بن موسى بن السِّمسار [3] .
أبو عليّ الدّمشقيّ الأديب.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد الله بن ذَكوان البَعْلَبَكيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ [4] .
143- الحسين بن عثمان [5] .
أبو سعد العِجْليّ الفارسيّ الشّيرازيّ، المجاور بمكّة.
روى عن: زاهر السَّرْخَسِيّ، ومحمد بن مكّيّ الكشميهنيّ.
__________
[1] ومن شعره، وكتب به إلى المنصور محمد بن أبي عامر:
متّع الله سيّدي بالسرور ... وتولّاه في جميع الأمور
وهنيئا له بعزّة دهر ... تتوالى بظلّ تلك القصور
دعوة أقبل الضمير بنجواه ... عليها لصفو ما في الضمير
(الحلّة السيراء 2/ 33) .
[2] انظر عن (الحسن بن بكر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 136 رقم 310.
[3] انظر عن (الحسن بن علي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 223، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
7/ 54 رقم 18، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 233، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 119 رقم 440.
[4] وقال ابن عساكر: كانت له عناية بالحديث، وذكر أبو بكر الحدّاد أنه
أديب ثقة.
[5] انظر عن (الحسين بن عثمان) في:
السابق واللاحق 67، وتاريخ بغداد 8/ 84 رقم 4175، والمنتظم 8/ 117 رقم
157، (15/ 290 رقم 3251) ، والمنتخب من السياق 197 رقم 574، والبداية
والنهاية 12/ 51.
(29/416)
روى عنه: البغداديون.
مات في شوّال [1] .
- حرف السين-
144- سلّار بن أحمد [2] .
أبو الحسن الدَّيْلَميّ.
تُوُفّي في رجب.
- حرف العين-
145- عَبْد اللَّه بْن محمد بن زياد [3] .
أبو محمد الأنصاريّ القُرْطُبيّ، والد الخطيب زياد.
كان صالحًا، متصوِّنًا، كاتبًا مترسِّلًا بليغًا [4] .
رفض الدُّنيا وتزَّهد.
تُوُفي في رمضان.
146- عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض [5] .
أبو محمد الرّهوانيّ [6] القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وعبّاس بن أَصْبَغ، ومحمد بن خليفة،
وخَلَف بن القاسم.
قال ابن مهديّ: كان صالحًا خيِّرًا، مجوّدًا للقرآن، خاشعًا، ورعا،
بكّاء.
__________
[1] قال الخطيب: رجل في الحديث إلى أصبهان، والريّ، وبلاد خراسان، ثم
أقام عندنا ببغداد سنين كثيرة ... كتبنا عنه وكان صدوقا متنبّها،
وانتقل في آخر عمره إلى مكة فسكنها حتى مات بها ... وسمعته يقول: ولدت
في يوم الأربعاء الرابع عشر من شوال سنة اثنتين وستين وثلاثمائة» .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 270، 271 رقم
596.
[4] له في الترسيل كتاب سمّاه «البغية» وهو جمع حسن، ثم تخلّى عمّا كان
بسبيله من الكتابة ...
وكان قد اختلط في آخر عمره.
[5] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 270 رقم 595.
[6] في (الصلة) : «الرهوني» .
(29/417)
مولده سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. واختلط
في آخر عمره، فتركوا الأخذ عنه.
قلت: روى عنه أبو محمد بن حزْم في تصانيفه.
147- عُبَيْد الله بن أحمد بن عثمان [1] .
أبو القاسم الأزهريّ الصَّيرفيّ البغداديّ. المعروف أيضًا بابن
السَّوَاديّ [2] .
كنية أبيه أبو الفتح. وله أخٌ اسمه محمد تأخَّر بعده.
وُلِد أبو القاسم سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وحدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وأبي سعيد الحُرْفيّ،
والعسكريّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن المظفر، وخلق كثير.
قال الخطيب [3] : وكان أحد المعنيين بالحديث والجامعين له مع صدق
واستقامة ودوام درس للقرآن. سمعنا منه المصنفات الكبار.
وتوفي في صفر، وقد كمل ثمانين سنة، بل جاوزها بعشرة أيام.
148- علي بن أحمد بن محمد [4] .
أبو الحسن بن الآبنوسي الصيرفي. أخو محمد.
سمع: أبا عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ، وأبا حفص الزيات.
قال الخطيب: لا أحسب سمع منه غيري. كان يتمنّع.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أحمد الأزهري) في:
تاريخ بغداد 10/ 385 رقم 5559، والسابق واللاحق 56، والأنساب 1/ 206 و
7/ 108، والمنتظم 8/ 117، 118 رقم 158، (15/ 290، 291 رقم 3252) ،
والكامل في التاريخ 9/ 523، واللباب 1/ 48 و 2/ 151، والعبر 3/ 183،
وسير أعلام النبلاء 17/ 578 رقم 383، والبداية والنهاية 12/ 51، 52
وفيه: «عبد الله بن أبي الفتح» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
286، وغاية النهاية 1/ 485، والنجوم الزاهرة 5/ 37، وشذرات الذهب 3/
255.
[2] قال الخطيب: ذكر لي أنّ جدّه عثمان من أهل إسكاف، قدم بغداد،
واستوطنها، فعرف بالسواديّ. (تاريخ بغداد 10/ 385) .
[3] في تاريخه 10/ 385.
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في تاريخ بغداد 11/ 332 رقم 6161.
(29/418)
149- عمر بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه
محمد بْن أحمد بْن يحيى بن مفرِّج القُرْطُبيّ [1] .
أبو حفص.
سمع من أبيه الكثير، ومن أبي جعفر بن عون الله، وغير هما.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو مروان الطّبْنيّ وقال: تُوُفّي في رجب.
150- عيسى بن خَشْرَم [2] .
أبو عليّ البنّاء المصريّ.
توفّي في صفر.
- حرف الفاء-
151- فيروزجرد الملك جلال الدّولة [3] .
أبو طاهر ابن الملك بهاء الدّولة أبي نَصْر بن الملك عضُد الدّولة أبي
شجاع بن الملك رُكن الدّولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ.
صاحب بغداد، ملكها سبْع عشرة سنة.
وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، وخُطِب له. ثمّ ضعُف عن الأمر،
وكاتب ابن عمّه أبا كاليجار مَرْزُبان بن سلطان الدّولة بن بهاء
الدّولة وهو بالعراق الأعلى بأنّه ملتجئ إليه ومعتمد عليه، وأنّه ممتثل
أمره. فشكره أبو كاليجار، وودّعه بكل جميل. وخطب لأبي كاليجار بعده أو
قبله.
__________
[1] انظر عن (عمر بن القاضي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 397، 398 رقم
857.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (فيروز جرد) في:
المنتظم 8/ 118 رقم 159، (15/ 291 رقم 3253) ، والكامل في التاريخ 9/
361، 362، 366، 374، 408، 430، 431، 446، 453، 455، 459، 471، 489،
511، 516، والمختصر في أخبار البشر 2/ 166، 167، والعبر 3/ 183، 184،
والإعلام بوفيات الأعلام 181، وسير أعلام النبلاء 17/ 577، 578 رقم
382، وتاريخ ابن الوردي 1/ 526، والبداية والنهاية 12/ 52، ومآثر
الإنافة 1/ 336، والنجوم الزاهرة 5/ 37، وشذرات الذهب 3/ 255، ومعجم
الأنساب والأسرات الحاكمة 12/ 66.
(29/419)
وقد ذكرنا من أخبار رجال الدّولة في حوادث
السّنين ما يدلُّ على ضَعْف دولته ووهن سلطنته.
وكان شيعيًّا جبانًا، عاش نيِّفًا وخمسين سنة. وكان عسكره قليلًا،
وحدّه كليلًا، وأيّامه نَكَد.
- حرف الميم-
152- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن إسحاق العبدانيّ النَّيْسابوريّ [1]
.
عُرِف بأميرك [2] .
سمع: أبا أحمد الحاكم، وأبا بكر بن مِهْران المقرئ.
153- محمد بن أحمد بن عبد الله بن هَرْثَمَة بن ذَكْوان [3] .
أبو بكر القُرْطُبيّ.
سمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وقلّده الوزير أبو الحزْم جَهْور القضاء بإجماع من أهل قُرْطُبة، فأظهر
الحقَّ، وردّ المظالم وشُكِرَت أفعاله. ثمّ عُزِل.
وكان من أهل العلم والذّكاء، وممّن عُنِي بجمع العِلْم والحديث واقتناء
الكُتُب.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وله أربعٌ وأربعون سنة. ورثاه النَّاسُ.
154- محمد بن جعفر بن عليّ [4] .
أبو بكر المِيماسيّ [5] راوي «الموطّأ» عن محمد بن العبّاس بن وصيف
الغزّيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد العبداني) في: المنتخب من السياق 37
رقم 47.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «ختن أبي حسان المزكي علي ابنته، من
أعيان المعدّلين المستورين ... خرج إلى جرجان وحدّث بها، ثم عاد إلى
نيسابور وحدّث بها سنة خمس وثلاثين وأربع مائة، وتوفي في شهر رمضان
منها» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد القرطبي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 525 رقم
1150.
[4] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
العبر 3/ 184، والإعلام بوفيات الأعلام 181، وشذرات الذهب 3/ 255.
[5] الميماسي: نسبة إلى الميماس: بكسر أوله، وسكون ثانية، وميم أخرى،
وآخره سين، هو نهر الرستن، وهو العاصي بعينة. (معجم البلدان 5/ 244) .
(29/420)
رواه عنه: نصر المقدسيّ الفقيه، وغيره.
تُوُفّي في شوّال.
155- محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزْقة [1] .
أبو الحُسَين البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أبي بكر بن خلّاد النَّصِيبيّ، وأبي بكر بن مسلم الخُتُّليّ،
وأبي سعيد السِّيرافيّ.
قال الخطيب [2] : كتبتُ عنه، وكان صدوقًا كثير السّماع.
مات في جُمَادى الأولى. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد التّاجر، وأبو طاهر بن سَوَّار،
وطائفة من البغداديّين.
156- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة [3] .
البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أبيه، وأبي محمد بن ماسي.
وهو ضعيف. كذَّبه أبو القاسم بن برهان [4] .
157- مختار بن عبد الرحمن الرُّعَيْنيّ القُرْطُبيّ المالكيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 2/ 361 رقم 869، والعبر 3/ 184.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 337، 338 رقم 841، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/
83 رقم 3110، وميزان الاعتدال 3/ 637 رقم 7908، والمغني في الضعفاء 2/
610 رقم 5793، ولسان الميزان 5/ 274 رقم 938.
[4] قال الخطيب: رأيت في أصل أبي محمد بن ماسي سماع أبي الحسن بن حبابة
مع أبيه بالخط العتيق. ونظرت في بعض أصول أبيه أبي القاسم بن حبابة
فرأيته قد ألحق لنفسه فيها السماع منه بخط طريّ، ورأيت أيضا أصلا لأبيه
عن أبي بكر بن أبي داود، وعلى وجه الكتاب سماع لعبيد الله بن محمد بن
حبابة، وقد ألحق ابنه بخط طريّ، ولأبيه محمد. وكنت يوما مع أبي القاسم
بن برهان نمشي في سوق الكرخ، فلقينا ابن حبابة فسلّم علينا وذهب. فقال
لي ابن برهان: إن هذا الشيخ كذّاب. يقول لي سماعاتك في أصول أبي، فلم
يكتبها. قال ابن برهان: وما سمعت من أبيه ولا رأيته قط.
[5] انظر عن (مختار بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 624، 625
رقم 1374.
(29/421)
كان جامعًا لفنون العلم.
أخذ عن: يونس بن عبد الله.
وولي قضاء المَرِيّة فأحسن السِّيرة.
يقال إنّه شرب البلاذُر، فأفسد مزاجه.
تُوُفّي كَهْلًا في نصف جُمَادى الأولى، رحمه الله.
158- المهلب بن أحمد بن أبي صُفْرة أَسِيد [1] .
أبو القاسم الأسَديّ. من أهل المَرِيّة [2] .
سمع من أبي محمد الأصِيليّ.
ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن بندار
القزوينيّ، وأبي ذر الهروي.
حدث عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أذْهَن من لقِيتُه وأفصحهم
وأفهمهم.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عَبْد اللَّه بْن عابد، وحاتم بْن مُحَمَّد،
وغير هما.
وكان من أهل العلم والمعرفة والذّكاء، والعناية التّامّة بالعلوم.
صنَّف كتابًا في «شرح صحيح البخاريّ» ، أخذه النْاس عنه.
ولي قضاء المَرِيّة.
وتُوُفّي في ثالث عشر شوّال [3] .
وقد شرح «البخاريّ» أيضا ابن بطّال، وسيأتي عام 449.
__________
[1] انظر عن (المهلّب بن أحمد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 352، وترتيب المدارك 4/ 751، 752، والصلة لابن
بشكوال 2/ 626، 627، وبغية الملتمس للضبيّ 471، والعبر 3/ 184، 185،
وسير أعلام النبلاء 17/ 579 رقم 384، والوافي بالوفيات (مخطوط) 26/
117، والديباج المذهب 2/ 346، وكشف الظنون 545، وشذرات الذهب 3/ 255،
256، وهدية العارفين 2/ 485، وشجرة النور الزكية 1/ 114.
[2] المريّة: مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس، كانت هي
وبجانة بابي الشرق، منها يركب التجار، وفيها تحلّ مراكبهم، ويضرب ماء
البحر سورها. (معجم البلدان 5/ 119) .
[3] ورّخ ابن فرحون وفاته بسنة 433 هـ. (الديباج المذهب 2/ 346) ، وذكر
الحميدي والضبيّ أنه مات بعد العشرين وأربعمائة. (جذوة المقتبس 352،
وبغية الملتمس 471) .
(29/422)
سنة ست وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
159- أحمد بن محمد بن أحْيَد بن ماما [1] .
الحافظ أبو حامد الأصبهانيّ المامائيّ [2] ، صاحب التَّصانيف.
سكن بُخَارى، وذيَّل على «تاريخ غُنْجار» .
وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبي علي إسماعيل بن حاجب
الكُشَانيّ، وأبي نصر محمد بن أحمد المَلَاحميّ، وأبي عبد الله
الحَلِيميّ، وجماعة كثيرة [3] .
توفّي في شعبان [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحيد) في:
الأنساب 11/ 103، 104، واللباب 3/ 156، وتذكرة الحفاظ 3/ 1117، 1118،
وسير أعلام النبلاء 17/ 580، رقم 385، والوافي بالوفيات 7/ 361، وطبقات
الحفاظ 428، وهدية العارفين 1/ 74.
[2] المامائي، أو المامايي: بالألف بين الميمين المفتوحتين، والميم بين
الألفين، وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى ماما، وهو اسم
لبعض أجداد أبي حامد. (الأنساب) .
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله: «ولم يقدم العراق، بل ارتحل إلى ما وراء
النهر، ويعزّ وقوع حديثه إلينا، وقد ذيّل على «تاريخ بخارى» لغنجار، لم
تتّصل بنا أحواله كما يجب» . (سير أعلام النبلاء 17/ 580) .
[4] وكان من أبناء السبعين.
وقال ابن السمعاني: كان حافظا متقنا مكثرا من الحديث، حريصا على طلبه.
سكن بخارى إلى أن توفي بها. جمع وصنّف التصانيف، منها الزيادات لتاريخ
بخارى لغنجار، «والمختلف والمؤتلف في الأسماء» ... قرأت على ظهر كتاب
«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: مات أحمد بن ماما خامس شعبان سنة ست
وثلاثين وأربعمائة ببخارى، قال: ومات أبو المسهر قبله بأسبوع.
(29/423)
- حرف التّاء-
160- تمّام بن غالب بن عمر [1] .
أبو غالب بن التَّيّانيّ [2] ، القُرْطُبيّ اللُّغويّ، نزيل مُرْسِيَة
[3] .
روى عن: أبيه، وعن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبد الوارث بن سُفْيَان،
وغيرهم.
وقال الحُمَيْديّ [4] : كان إمامًا في اللُّغة، وثقةً في إيرادها.
مذكورًا بالدِّيانة والورع. له كتابٌ في اللُّغة لم يُؤلَّف مثله
اختصارا وإكثارا [5] .
وقد حدَّثنا ابن حزْم: حدَّثني أبو عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه بن
الفَرَضيّ أنّ الأمير مجاهد بن عبد الله العامريّ وجَّه إلى أبي غالب
أيّام غَلَبَتِه على مُرْسِيَة ألفَ دينارٍ أندلُسيّة، على أن يزيد في
ترجمة هذا الكتاب ممّا ألَّفه تمّام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردَّ
الدَّنانير وأَبَى من ذلك، ولم يفتح في هذا بابًا البتّة.
__________
[1] انظر عن (تمّام بن غالب) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 443، وجذوة المقتبس للحميدي 183، والصلة لابن
بشكوال 1/ 120، 121، وبغية الملتمس للضبيّ 252، ومعجم الأدباء 7/ 135-
138، ومعجم البلدان 5/ 1078، وإنباه الرواة 1/ 259، 260، والمغرب في
حلي المغرب 1/ 166، ووفيات الأعيان 1/ 300، 301، والعبر 3/ 185، وسير
أعلام النبلاء 17/ 584، 585 رقم 390، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 93،
وتلخيص ابن مكتوم 46، ومسالك الأبصار (مخطوط) 45 مجلّد 2/ 298، 299،
وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 208، والوافي بالوفيات 10/ 398، 399،
وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 285، وتوضيح المشتبه 1/ 609، 610،
وبغية الوعاة 1/ 478، 479، رقم 983، ونفح الطيب 3/ 172، وكشف الظنون 2/
207، و 481، وشذرات الذهب 3/ 256، وروضات الجنات 140، 141، وإيضاح
المكنون 2/ 607، وهدية العارفين 1/ 245، 246، وديوان الإسلام 2/ 36، 37
رقم 617، والأعلام 2/ 86، ومعجم المؤلفين 3/ 92.
[2] التّيّاني: بالمثنّاة المشدّدة من فوق.
[3] مرسية: بضم أوله، والسكون، وكسر السين المهملة، وياء مفتوحة خفيفة،
وهاء. مدينة بالأندلس من أعمال تدمير. (معجم البلدان 5/ 107) .
[4] في «جذوة المقتبس» 183.
[5] قال ابن ناصر الدين الدمشقيّ: قال ابن الجوزي في «المحتسب» : أبو
تمام غالب بن غالب، يعرف بابن التّياني، وله كتاب مصنّف في اللغة،
انتهى- وكأنه انقلب على ابن الجوزي، فهو:
أبو غالب تمام بن غالب بن عمرو، والكتاب الّذي أشار إليه هو «تلقيح
كتاب العين» لم يؤلّف مثله اختصارا وإكثارا. (توضيح المشتبه 1/ 610) .
(29/424)
وقال: والله لو بُذلت لي الدُّنيا على ذلك
ما فعلت ولا استجزت الكذِب، فإنّي لم أجمَعْه له خاصّة.
تُوُفّي بالمَرِيّة.
وكان مقدَّمًا في علم اللِّسان أجمعه، مسلَّمةً له اللُّغة.
ومات في أحد الْجُمَادَين [1] .
- حرف الحاء-
161- الحسين بن عليّ بن محمد بن جعفر [2] .
أبو عبد الله الصَّيْمَرِيّ [3] .
سكن بغداد في صِبَاه، وتفقّه لأبي حنيفة، وبرع في المذهب.
وسمع من: المفيد، وأبي الفضل الزُّهْريّ، وأبي بكر بن شاذان، وأبي حفص
بن شاهين، وجماعة.
روى عنه: الخطيب، وقال [4] : كان صدوقًا وافر العقل. قال لي: سمعتُ من
الدَّارَقُطْنيّ أجزاء من سُنَنِه، فقُرئ عليه حديث فُورَك [5]
السّعديّ، عن جعفر
__________
[1] وقع في «بغية الوعاة» 1/ 479 أنّه مات في سنة ثلاث وثلاثين
وأربعمائة.
[2] انظر عن (الحسين بن علي الصيمري) في:
تاريخ بغداد 8/ 78، 79 رقم 1463، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 91،
92، والأنساب لابن السمعاني 8/ 128، ومختصر دمشق 7/ 159 رقم 129،
والمنتظم 8/ 119 رقم 160، (15/ 293 رقم 3254) ، ومعجم البلدان 3/ 439،
والكامل في التاريخ 9/ 527، واللباب 2/ 255، والمختصر في أخبار البشر
2/ 167، والعبر 3/ 186 وفيه: «الحسن» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 615،
616 رقم 412، وتاريخ ابن الوردي 1/ 527، ومرآة الجنان 3/ 57، والبداية
والنهاية 12/ 52، والجواهر المضيّة 2/ 116- 118، والنجوم الزاهرة 5/
38، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 26، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 80،
والطبقات السنيّة، رقم 77، وكشف الظنون 2/ 1628، 1837، وشذرات الذهب 3/
256، والفوائد البهيّة 67، وهدية العارفين 1/ 309، وتهذيب تاريخ دمشق
4/ 347، 348، ومعجم المؤلفين 4/ 35، والأعلام 2/ 267.
[3] الصّيمري: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفتح الميم، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما
منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له الصيمر عليه عدّة قرى، منها
صاحب الترجمة. (الأنساب 8/ 127، 128) .
[4] في تاريخه 8/ 79.
[5] فورك: بضم الفاء وفتح الراء المهملة، وبعدها كاف.
(29/425)
ابن محمد في زكاة الخيل، فقال: فُورَك ومن
دونه ضُعفاء. فقيل له: الّذي رواه عن فُورَك هو أبو يوسف القاضي. فقال:
أَعْوَر بين عُمْيَان.
وكان الشّيخ أبو حامد الفقيه حاضرًا، فقال: ألْحِقوا هذا الكلام في
الكتاب. فكان ذلك سبب انقطاعي عن مجلس الدَّارَقُطْنيّ، فلَيْتَني لم
أفعل أيْشٍ ضرَّ أبا الحسن انصرافي؟
قلتُ: وحدَّث عن الصَّيْمَرِيّ جماعةٌ ممّن أدركهم السِّلَفيّ.
ومات في شوّال وله خمسٌ وثمانون. وقد ولي قضاء المدائن ثمّ قضاء رَبْع
الكَرْخ.
162- الحسين بن محمد بن أحمد [1] .
الأنصاريّ، الحلبيّ، الشّاهد. عُرِف بابن المُنَيْقير.
سكن دمشق، وحدَّث عن: أحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ [2] .
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، ونصر المقدسيّ، وأبو
صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، ونجا بن أحمد [3] .
وثّقه محمد بن عليّ الحدّاد [4] .
- حرف الخاء-
163- الخَضِر بْن عَبْدَان بْن أَحْمَد بْن عَبْدان [5] .
أبو القاسم الأزديّ الدّمشقيّ الصّفّار المعدّل.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد الحلبي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 186 و 37/ 382، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 7/ 165، 166 رقم 145، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 355، 356،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 173 رقم 511.
[2] وكان قد سمعه بصور.
[3] وسمعه بصور أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسدابادي الصوفي
المتوفى بالرملة سنة 467 هـ.
[4] فقال إنه ثقة مأمون.
[5] انظر عن (الخضر بن عبدان) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/
405، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 75 رقم 31.
(29/426)
حدَّث عن القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عنه: نجا بن أحمد، وقال: تُوُفّي في جُمَادى الأولى.
روى مجلسًا واحدًا [1] .
- حرف الطّاء-
164- طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يَعْقُوبَ بن البَهْلُول [2] .
روت عن: أبيها، وأبي محمد بن ماسيّ، ومخلد الباقَرْحيّ.
روى عنها: أبو بكر الخطيب.
- حرف العين-
165- عبد الله بن سعيد بن لُبَّاج [3] .
أبو محمد الشَّنْتَجاليّ [4] الأُمويّ، مولاهم.
جاور بمكّة دهرًا.
وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد بن تيريّ [5] .
وحجّ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، فسمع من: أحمد بن فِراس، وعُبَيْد
الله بن محمد السَّقَطيّ.
وصحِب أبا ذَرّ الهَرَويّ، واختصَّ به. ولقِي أبا سعيد السِّجْزيّ عمر
بن محمد، فأخذ عنه «صحيح مسلم» .
وسمع بمصر وبالحجاز من جماعة.
وكان صالحًا، خيّرًا، زاهدًا، عاقلًا، متبتّلًا.
وكان يسرد الصَّوم، وإذا أراد الحاجة خرج من الحَرَم. ولم يكن للدّنيا
عنده قيمة، وكان كثيرًا ما يكتحل بالإثْمد.
وحجّ خمسًا وثلاثين حَجَّةً. وزارَ مع كلّ حجّة زورتين.
__________
[1] توفي سنة 436، وقيل 437 هـ.
[2] انظر عن (طاهرة بنت أحمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 445 رقم 7827، والمنتظم 8/ 120 رقم 161، (15/ 263 رقم
3255) .
[3] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 271- 573 رقم
598.
[4] في (الصلة) : «الشنتجيالي» .
[5] في (الصلة) : «بتري» .
(29/427)
ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وثلاثين
وأربعمائة.
وحدَّث «بصحيح مسلم» في نحو جمعة بقُرْطُبة.
وتُوُفّي في رجب سنة ستٍّ وثلاثين رحمه الله.
روى عنه: أبو جعفر الهَوْزَنيّ.
166- عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد [1] .
أبو القاسم العطّار المقرئ.
سمع: أبا محمد بن حيّان أبو الشّيخ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد، وَأَبُو الْقَاسِمِ الهذلي.
وقد قرأ على: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وغيره.
ذكره ابن نُقْطَة، فَقَالَ: ذكره يَحْيَى بْنُ منده فقال، أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن
شيذة، بمعجمتين.
ثمّ قال: كان إمامًا في القراءات، عالمًا بالرّوايات، ثقة أمينًا
صدوقًا ورِعًا، صاحب سُنَّة. حدَّث عنه عمّي عبد الرحمن في آخرين.
167- عبد الرحمن بن أحمد بن عمر [2] .
أبو سعْد الأصبهاني الصّفّار، أخو الفقيه أبي سهل.
سمع: أبا القاسم الطَّبَرانيّ.
وعنه: الحدّاد، ومحمد بن الحسن العَلَويّ الرّسّيّ شيخ لأبي موسى
المَرِينيّ.
وروى أيضًا عن: أحمد بن بُنْدَار الشّعّار، وغيره.
وتُوُفّي ليلة عَرَفَة.
168- عبد العزيز بن عبد الرّزّاق [3] .
أبو الحسين، صاحب التّبريزيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: غاية النهاية 1/ 447 رقم 1862.
[2] انظر عَنْ (عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عُمَر) في: سير أعلام
النبلاء 17/ 585، 586 رقم 391.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرازق) في: تاريخ بغداد 10/ 468 رقم
5645.
(29/428)
حدَّث عن: القَطِيعيّ، وطيّب
المُعْتَضِديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به.
169- عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك [1] .
أبو سعد التّميميّ الهمدانيّ الشافعي، شيخ همذان.
قال شيرويه: روى عن: أبيه، وأبي سهل، وابن لال، وجماعة.
ورحل فأخذ عن: أبي أحمد الفَرَضيّ، والحفّار، وأبي عمر بن مهديّ،
وخلْق.
ثنا عنه ابن أخيه محمد بن عثمان، والحسين بن عبد الوهّاب الصُّوفيّ،
وأحمد بن عمر المؤذّن، وأحمد بن إبراهيم بن معروف.
وكان فقيهًا إمامًا، ثقة، نَحْوِيًّا، يَعِظُ النّاسَ ويتكلَّم عليهم
في علوم القوم.
وله مصنَّفات في أنواع من العلم.
ذكر أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
المنام، فألبسه قميصًا، فقال له المعبّر: إنّ الله يرزقك عِلمًا
واسعًا.
170- عبد الملك بن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الملك بْن الأصْبَغ [2]
.
أبو مروان القُرَشيّ القُرْطُبيّ.
روى عنه: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل العلم مقدَّمًا في الفَهْم،
قديم الخير والفضل، له تصنيف حسن في الفِقْه والسُّنَن.
وقال غيره: له كتاب في أصول العِلم في تسعة أجزاء، وكتاب في مناسك
الحجّ.
روى عن: القاضي ابن زَرْب، وأبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم.
ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. ومات رحمه الله بإشبيليّة.
__________
[1] انظر عن (عبد الغفار بن عبيد الله) في: طبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 3/ 237.
[2] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 360 رقم 772، والديباج المذهب 157، ومعجم
المؤلفين 6/ 179، 180.
(29/429)
171- عبد الوهاب بن منصور [1] .
أبو الحسن بن المشتري، قاضي الأهواز، ورئيس تلك النّاحية.
روى عن: أحمد بن عَبْدان الحافظ.
وعنه: الخطيب [2] .
172- عُبَيْد الله بن أحمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بن
محمد بن ميكال [3] .
أبو الفضل الخُرَاسانيّ.
من بيت حشْمة وإمرة [4] .
تُوُفّي يوم النَّحْر [5] .
173- عليّ بن أحمد بن مهران [6] .
أبو القاسم الأصبهاني الصّحّاف.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القبّاب، وأبي الشّيخ، وطائفة كبيرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن منصور) في:
المنتظم 8/ 120 رقم 162، (15/ 293، 294) رقم 3256، والكامل في التاريخ
9/ 527، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 286.
[2] وقال ابن الأثير: قاضي خوزستان وفارس، وكان شافعيّ المذهب. (الكامل
9/ 527) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد) 2/ 85- 88 رقم 292، ويتيمة الدهر 4/
354، وثمار القلوب 3، 36، واللباب 3/ 202، وعقود الجمان للزركشي 205،
والمنتخب من السياق 295 رقم 975، وفوات الوفيات 3/ 317، وهدية العارفين
1/ 684.
[4] قال الباخرزي: «لو قيل لي: من أمير الفضل؟ لقلت: الأمير أبو الفضل.
وقد صحبته بعد ما أناف على الثمانين وفارقته وهواي مع الركب اليمانيين
... » . (دمية القصر 2/ 85، 86) .
وذكر له مقطّعات من الشعر. (2/ 86- 88) .
[5] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الأمير الرئيس العالم، ابن الأمير أبي
نصر بن الأمير أبي القاسم بن الأمير أبي العباس جمال آل ميكال. سمع
الكثير بخراسان عن الحاكم أبي أحمد، وأبي عمرو ابن حمدان، وببخارى من
أبي بكر محمد بن يافث البخاري، وبمكة من أبي الحسين بن رزيق، وسمع من
أبي علي محمد بن عبد الله الرازيّ، وأبي عبد الله الجرجاني، وأبي
الحسين بن فارس، وأبي نعيم الأسفرايني، وطبقتهم. وعقد له مجلس الإملاء،
فأملى في رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وحضر مجلسه الأئمة والقضاة
والكبار والسادة، ودام ذلك مستمرا إلى أن توفي يوم الثلاثاء وهو عيد
الأضحى» . (المنتخب من السياق 295) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/430)
ورحل، وصنَّف الشّيوخ، وطال عمره.
وروى الكثير.
ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو علي الحداد.
وتوفي في جُمَادى الأولى.
174- عليّ بن أحمد [1] .
وزير الدّيار المصريّة والدّولة المستنصريّة أبو القاسم الْجَرْجرائيّ
[2] .
بقي في الوزارة بضع عشرة سنة. ومات في رمضان سنة ستٍّ وثلاثين
بالاستسقاء.
صلّى عليه المستنصر. وولي الأمر بعده الوزير أبو نصر صَدَقَة بن يوسف
الفَلاحيّ، فقبض على أبي عليّ بن الأنباريّ صديق الْجَرْجرائيّ، وعمل
على قتله، فقيل إنّه قتله بخزانة البُنُود. فلم تَطُلْ أيّام الفَلاحيّ
هذا، وحُمِل إلى خزانة البُنُود أيضًا، فقُتِل بها في أوّل سنة أربعين.
واستوزر أبو البركات ابن أخي الوزير الْجَرْجَرائيّ، وقرّت الأمور إلى
أن استوزر المستنصر قاضي القضاة أبا محمد اليازوريّ في سنة ثلاثٍ
وأربعين.
175- عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد الجرجرائي) في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 310، 379، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق
زعرور) ص 334 وفيه توفي سنة 432 هـ.، وصفحة 337 (وفيات 436 هـ.) ، و
(بتحقيق سويم) ص 2 (وفيات 432 هـ.) و 5 (وفيات 436 هـ.) ، والمنتظم 8/
119 (15/ 293) ، والإشارة إلى من نال الوزارة للصيرفي 35، والكامل في
التاريخ 9/ 525، وأخبار الدول المنقطعة 63- 5، 78، وذيل تاريخ دمشق
لابن القلانسي 84، والمغرب في حلي المغرب 37، ووفيات الأعيان 3/ 407،
408، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 434، وبغية الطلب (مخطوط) 7/
64، والولاة والقضاة للكندي 497، 499، والبيان المغرب 1/ 276، والعبر
3/ 163، وسير أعلام النبلاء 17/ 582، 583 رقم 388، والدرّة المضيّة
313، 332، 339، 342، 344، 349، 354- 357، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61،
واتعاظ الحنفا 2/ 190، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 148، والأعلام
4/ 254.
[2] الجرجرائي: بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين، وراء أخرى
بعدها هذه النسبة إلى جرجرايا وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد
وواسط. (الأنساب 3/ 223) .
[3] انظر عن (علي بن الحسن الربعي) في:
(29/431)
أبو الحسن الرَّبَعيّ الدّمشقيّ، المقرئ
الحافظ. ويُعرف بابن أبي زَرْوان [1] .
سمع: أحمد بن عُتْبَة بن مكين، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن عبد
الله بن سعيد الحمصيّ، والعبّاس بن محمد بن حِبّان، ومحمد بن عليّ بن
أبي فَرْوَة، وجماعة.
وقرأ على: عليّ بن داود الدَّارانيّ الخطيب، وعليّ بن زُهير البغداديّ.
روى عنه: أبو سعْد السّمّان، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ،
وأبو عبد الله الحسن بن أبي الحديد.
تُوُفّي فِي صَفَر، وله ثلاثٌ وسبعون سنة [2] .
وقال الكتّانيّ: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جَوْصا،
ويحفظ كتاب «غريب القرآن» لأبي عُبَيْد، وانتهت إليه الرّئاسة في قراءة
الشّاميّين.
وكان ثقة مأمونًا [3] .
176- عليّ بن الحسين بن إبراهيم [4] .
أبو الحسن العَنْسيّ، الصُّوفيّ الوكيل، نزيل مصر.
روى عن: محمد بن عبد الكريم الجوهريّ قاضي الرّملة، وأحمد بن عطاء
الرّوذباريّ.
__________
[ () ] الإكمال لابن ماكولا 4/ 193، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
29/ 30، 31، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 218، 219 رقم 112،
وتذكرة الحفاظ 3/ 1108، 1109، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم
1407، وسير أعلام النبلاء 17/ 580، 581 رقم 386، وغاية النهاية 1/ 532،
وتبصير المنتبه 2/ 646، وطبقات الحفاظ 425، ومعجم طبقات الحفاظ 130،
رقم 963.
[1] هكذا ضبطها في الأصل، وابن ماكولا في (الإكمال 1/ 193) ، وابن حجر
في (تبصير المنتبه) 2/ 646، أما في (سير أعلام النبلاء 17/ 580) فقد
ضبطها المؤلّف بكسر الزاء، وسكون الراء. وتحرّف في (غاية النهاية 1/
532) إلى «ذروان» بالذال.
[2] كان مولده سنة 363 هـ.
[3] وزاد: «صاحب أصول حسنة» . (تاريخ دمشق 29/ 31) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
(29/432)
وعنه: القُضَاعيّ، وأبو طاهر بن أبي
الصَّقْر الأنباريّ، والمشرف التّمّار ورّخه الحبّال.
177- عليّ بن الحسين بن موسى [1] .
الشّريف أبو طالب [2] العلويّ المُوسَوِيّ نقيب الطّالبيّين ببغداد،
المعروف بالشّريف المرتضى ذو المجدين.
كان شاعرًا ماهرًا، متكلِّمًا ذكيًّا. له مصنَّفات جمّة على مذهب
الشِّيعة.
حدَّث عن: سهل بن أحمد الدّيباجيّ، وأبي عُبَيْد الله المرزبانيّ، وغير
هما.
قال الخطيب [3] : كتبتُ عنه، وكان مولده في سنة خمس وخمسين
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين المرتضى) في:
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 56، 57، وفيه وفاته سنة 437 هـ. ويتيمة
الدهر 1/ 53، وتاريخ بغداد 11/ 402، 403 رقم 6288، ودمية القصر
للباخرزي (تحقيق د. سامي مكي العاني) 1/ 264 و 292- 295 رقم 106،
وتاريخ الفارقيّ 163، والمنتظم 8/ 119- 129 رقم 163، (15/ 294- 300 رقم
3257 وفيه: علي بن الحسن) ، ومعجم الأدباء 13/ 146، والكامل في التاريخ
9/ 526، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم الرابع، المجلّد الثاني/
465- 475، وإنباه الرواة 2/ 249، 250، ووفيات الأعيان 3/ 313- 316،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 167، ورجال الطوسي 484، 485 رقم 52، وفهرست
الطوسي 129، 130 رقم 433، ورجال الحلّي 94، 95 رقم 22، والرجال للنجاشي
192، 193، والعبر 3/ 186، ودول الإسلام 1/ 258، والإعلام بوفيات
الأعلام 181، وسير أعلام النبلاء 17/ 588- 590 رقم 394، وميزان
الاعتدال 3/ 124، وتلخيص ابن مكتوم 134، 135، وتاريخ ابن الوردي 1/
349، وعيون التواريخ 12/ 204- 208، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 40-
42، ومرآة الجنان 3/ 55- 57، والبداية والنهاية 12/ 53، والوفيات لابن
قنفذ 241 رقم 436، ولسان الميزان 4/ 223- 225، والنجوم الزاهرة 5/ 39،
وبغية الوعاة 2/ 162، رقم 1699، ومنهج المقال للمامقاني 231، 232،
ومنتهى المقال 214، وتنقيح المقال 2/ 284، 285، ونزهة الجليس 2/ 373،
374، وكشف الظنون 748، 794، ومجمع الرجال للقهپائي 4/ 189- 191، ومعالم
العلماء لابن شهرآشوب 60- 62، وتذكرة المتبحّرين 486، وشذرات الذهب 3/
256، 258، وروضات الجنات 383- 388، وإيضاح المكنون 1/ 5، 136، وهدية
العارفين 1/ 688، والدرجات الرفيعة 458، وديوان الإسلام 4/ 153، 154،
رقم 1870، وأعيان الشيعة 41/ 188- 197، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في
القرن الخامس) 120، 121، والذريعة 2/ 401، والأعلام 4/ 278، ومعجم
المؤلفين 7/ 81، وانظر مقدّمة كتابه «أمالي المرتضى» .
[2] ويقال: «أبو القاسم» .
[3] في تاريخه 11/ 402.
(29/433)
وثلاثمائة. وهو أخو الشّريف الرّضيّ.
قلتُ: كلٌّ منهما رافضيّ. وكان المرتضى رأسًا في الاعتزال، كثير
الاطّلاع والجِدال.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْمٍ فِي «الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ» [1] :
«ومن قول الإماميّة كلها قديمًا وحديثًا أنّ القرآن مُبَدَّلٌ، زيدَ
فيه ونقص منه [2] ، حاشى عليّ بن الحسين [3] ابن موسى، وكان إماميًّا
فيه تظاهرٌ بالإعتزال، ومع ذلك فإنّه يُنْكر هذا القول ويُكَفِّر من
قاله، وكذلك صاحباه أبو يَعْلَى الطُّوسيّ، وأبو القاسم الرّازيّ» .
قلتُ: وقد اختلف في كتاب «نهج البلاغة» المكذوب على عليّ عليه السّلام،
هل هو من وَضْعه، أو وضع أخيه الرَّضِيّ [4] .
وقد حكى عنه ابن بَرْهان النَّحْويّ أنّه سمعَه وَوجْهُهُ إلى الحائط
يُعاتب نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا
أقول ارتدّا؟
قلتُ: وفي تصانيفه سبّ الصّحابة وتكفيرهم.
- حرف الميم-
178- مجاهد بن عبد الله [5] .
السّلطان أبو الجيش الأندلسيّ العامريّ، الملقَّب بالموفّق. مولى
النَّاصر عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر وزير الأندلس.
ذكره الحُمَيْديّ [6] ، فقال: كان من أهل الأدب والشّجاعة والمحبَّة
للعلوم.
__________
[1] ج 5/ 22 (طبعة مكتبة صبيح بالأزهر) .
[2] في (الملل والنحل) : «زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير وبدّل منه
كثير» .
[3] في (الملل والنحل) : «الحسن» .
[4] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 17/ 589: «هو
جامع كتاب (نهج البلاغة) المنسوبة ألفاظه إلى الامام عليّ رضي الله
عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حقّ، ولكن فيه موضوعات حاشا
الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟ وقيل: بل جمع أخيه الشريف
الرضيّ» . وانظر: وفيات الأعيان 3/ 313.
[5] انظر عن (مجاهد بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس 352- 354 رقم 829، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 43،
47، 117، 128، وبغية الملتمس 457، 458، ومعجم الأدباء 17/ 80، 81،
ومآثر الإنافة 1/ 355 وفيه: «مجاهد بن علي» ،. ومعجم المؤلفين 8/ 177.
[6] في (جذوة المقتبس 353) .
(29/434)
نشأ بقُرْطُبة وكانت له همّة وجلادة
وجُرأة. فلمّا جاءت أيّام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب
دولة مولاه، توثّب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها.
ثمّ قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للرّوم،
سنة سبع وأربعمائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها.
ثمّ اختلفت عليه أهواء جُنْده، وجاءت نجدة الرّوم وقد عزم على الخروج
من سردانية طمعًا في أن يفرّق مَن يَشغب عليه. فدهمته الملاعين في
جَحْفَلتهم، وغلبوا على أكثر مراكبه. فحدَّثنا ابن حزْم قال: حدَّثني
ثابت بن محمد الْجُرْجَانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيّام غزو سردانية،
فدخل بالمراكب في مَرْسى نهاه عنه أبو خَرُّوب رئيس البحريّين، فلم
يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسي هبّت ريحٌ جعلت تقذِف مراكبَ
المسلمين مركبًا مركبًا إلى الرّيف، والرّومُ لا شُغْل لهم إلّا الأسر
والقتْل. فكلّما ملكوا مركبًا بكى مجاهد بأعلى [1] صوته ولا يقدر على
شيء لارتجاج البحر، وأبو خَرُّوب ينشد:
بكى دَوْبَلٌ لا أرْقَأَ الله دمعَه [2] ... ألا إنّما يبكي من الذّلّ
دوبل
ويقول: قد كنت حذّرته من الدخول هنا فأبى.
ثمّ تخلّصنا في يسير من المراكب.
قال الحُمَيْديّ [3] : ثمّ عاد مجاهد إلى الأندلس، فاختلفت به الأحوال
حتّى تملّك دانية وما يليها واستقرَّ بها.
وكان من الأجواد العلماء، باذلًا للمال في استمالة الأُدباء، فبذل لأبي
غالب تمّام بن غالب اللّغَويّ ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب
الّذي ألّفه في اللّغة ما ألّفه لأبي الجيش مجاهد، فامتنع أبو غالب
وقال: ما ألّفته له.
وفيه يقول صاعد بن الحسن اللُّغَويّ، وقد استماله على البُعْد، بمال،
قصيدته:
أتتني الخريطة والمراكب ... كما اقترن السّعد والكوكب
__________
[1] في الأصل: «بأعلى» .
[2] في (جذوة المقتبس 353) : «عينه» .
[3] في (الجذوة) 353.
(29/435)
وحُطّ بمينائه [1] قِلْعُهُ ... كما
وضَعَتَ حملها المُقْربُ
على ساعةٍ قام فيها الثّناءُ [2] ... على هامة المشتري يخطبُ
مجاهدُ رُضْتَ إبَاء الشَّمُوس ... فاصْحَبْ ما لم يكن يُصْحَبُ
فقُلْ واحتكِمْ فسميعُ الزّمانِ ... مُصيخٌ إليك بما ترغبُ
وقد ألّف مجاهد كتابًا في العَرُوض يدلّ على فضائله.
وقد وزر له أبو العبّاس أحمد رشيق.
تُوُفّي بدانية سنة ستٍّ وثلاثين.
179- محمد بن أحمد بن بكير التّنوخيّ [3] .
الخيّاط، إمام مسجد أبي صالح الّذي بظاهر باب الشرقيّ.
حدث عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا العطّار.
180- محمد بن أحمد بن أبي شُعيب [4] .
الفقيه أبو منصور الرُّويانيّ. نزيل بغداد.
سمع: ابن كَيْسان النَّحْويّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ.
وعنه: الخطيب [5] .
181- محمد بن الحسن بن محمود [6] .
أبو منصور الأصبهانيّ المعلم الصّوّاف.
__________
[1] في (جذوة المقتبس 354) : «يمينا به» .
[2] في (الجذوة) : «البناء» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن بكير) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 274، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
21/ 263 رقم 167.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي شعيب) في:
تاريخ بغداد 1/ 307 رقم 184 وفيه: «محمد بن أحمد بن شعيب» ، ومثله في:
المنتظم 8/ 126 رقم 164 (15/ 300 رقم 3258، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 3/ 38 وفيه قال السبكي: «وبخط الذهبي أبي شعيب بن عبد الله بن
المفضل بن عقبة» .
[5] وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا. (تاريخ بغداد 1/ 308) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/436)
182- محمد بن الحسين بن أحمد بن بُكَيْر
[1] .
أبو طالب التّاجر.
بغداديّ.
كان أبوه حافظًا فسمَّعه من: أبي محمد بن ماسيّ، وأبي الفتح محمد بن
الحسين الأزْديّ، وجماعة.
روى عنه: الخطيب [2] ، وأحمد بن محمد بن قيداس المقرئ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
183- محمد بْن عَبْد الله بن حسين بن هارون [3] .
أبو بكر الوضّاحيّ الحمصيّ الزّاهد المقرئ. ويلقّب أبوه بجَرَميّ.
سكن دمشق، وروى عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرَام، وأبي سليمان بن
زَبْر، وأحمد بن عُتْبَة، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر
التّميميّ.
روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتّانيّ وقال: كان يذهب مذهب أبي الحسن
الأشْعريّ. وتُوُفّي في صفر.
وروى عنه أيضًا: أبو القاسم المصِّيصيّ، وأحمد بن عبد المنعم
الكُرَيْديّ، ونجا العطّار، وعبد الله بن عبد الرّزّاق، ومحمد بن عليّ
الفرّاء، وآخرون.
قَالَ ابن عساكر [4] : سَمِعْتُ أبا الْحَسَن بْن المسلم، عن بعض
شيوخه، أنّ أبا بكر بن الْجَرَميّ صادف في بعض الأيّام أحمال خمر لأمير
دمشق «جيش بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين التاجر) في:
تاريخ بغداد 2/ 253 رقم 724، والمنتظم 8/ 126 رقم 165 (15/ 300 رقم
3259) ، والبداية والنهاية 12/ 53.
[2] وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا وسماعاته كلها بخط أبيه. وسألته عن
مولده فقال: ولدت يوم الثلاثاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين
وثلاثمائة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله الوضّاحي) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم 138، وتبيين كذب المفترى 256، 257، وتاريخ
دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 198، 199، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
22/ 270 رقم 342.
[4] في تاريخ دمشق 38/ 198.
(29/437)
الصِّمْصامة» [1] ، فأراقها أبو بكر كلَّها
عند بيت لهْيا، فبلغ جيشًا الخبر، فأحضره فسأله عَنْ أشياء من القرآن
والحديث والفِقْه، فوجده عالما، ثمّ نظر إلى ساربه وإلى أظافيره، فإذا
هي مقصوصة، فأمر أن يُنظر إلى عانته فإذا هي محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد
نجوت منّي، لم أجد ما أحتجُّ به عليك.
184- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [2] .
أبو الوليد المُرْسيّ. يُعَرف بابن مِيقُل [3] .
حدَّث عن: سهل بن إبراهيم، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد الأصِيليّ.
وسكن قُرْطُبة، وتفقّه بها مدّة.
قال أبو عَمْرو الحذّاء: ما لقيت أتمّ ورعًا ولا أحسن خلقًا ولا أكمل
علمًا منه. كان يختم القرآن على قدميه في كل يوم وليلة. ولم يأكل
اللّحم من أوّل الفتنة إلّا من طيرٍ أو حوت أو صيد.
وكان من كرام النّاس على توسُّط ماله.
وكان أحفظ النّاس لمذهب مالك وأقواهم احتجاجًا له، مع عِلمه بالحديث
الصّحيح والسّقيم، والرّجال، والعمل باللُّغة والنَّحْو والقراءات
والشِّعْر. وكان محمودًا في بلده، مطلوبًا لعِلمه وفضله.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من شوّال بمُرْسِيَة، ودُفن في قِبْلة جامعها
[4] . ووُلِد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
185- مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد
[5] .
__________
[1] هو: «جيش بن محمد بن الصمصامة» . انظر عنه في: أمراء دمشق في
الإسلام 25 رقم 84، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (عصر
الصراع العربيّ- البيزنطي والحروب الصليبية) طبعة ثانية- ص 288.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله المرسي) في:
ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 751، والصلة لابن بشكوال 2/ 527، وسير
أعلام النبلاء 17/ 586 رقم 392، والنجوم الزاهرة 5/ 39.
[3] تحرّفت في (ترتيب المدارك) إلى «مقبل» ، وفي (النجوم الزاهرة) إلى
«منقذ» .
[4] ترتيب المدارك، الصلة.
[5] انظر عن (محمد بن عبد العزيزي) في:
يتيمة الدهر 4/ 428، ودمية القصر (طبعة بغداد) 2/ 224- 226 رقم 358،
وطبقات فقهاء
(29/438)
أبو عبد الرحمن النِّيليّ الفقيه
الشّافعيّ.
من كبار أئمّة خُراسان.
كان إمامًا فقيهًا زاهدًا، صالحًا، كبير القدْر، له شِعر جيّد.
عُمّر ثمانين سنة.
وحدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وغيرهما.
وأملى مدّة.
وكان له ديوان شِعْر.
روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر، وأحمد بن عبد الملك المؤذّن [1] .
186- محمد بن عليّ بن الطّيّب [2] .
__________
[ () ] الشافعية للعباديّ 101، والمنتخب من السياق 31 رقم 33، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 75، والعبر 3/ 186، والوافي بالوفيات 3/
262، وشذرات الذهب 3/ 258.
[1] وقال الباخرزي: «كتبت عنه الحديث، ورويت عنه الشعر ... وأنشدني
أيضا في مجلس إملائه بنيسابور يوم الجمعة بعد الصلاة سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة» ، وذكر له عدّة مقطّعات. (دمية القصر 2/ 224- 226) .
وقال عبد الغافري الفارسيّ: «الفقيه الأديب الشاعر، من كبار أئمة أصحاب
الشافعيّ في عصره، أوحد الناس في العلم والزاهد والورع وقلّة الاختلاط
وكثيرة العبادة، أستاذ الجماعة» .
(المنتخب من السياق 31) .
ومن شعره:
ما حال من أسر الهوى ألبابه؟ ... ما حال من كسر التصابي بابه؟
نادى الهوى أسماعه فأجابه ... حتى إذا ما جار أغلق بابه
أهوى لتمزيق الفؤاد فلم يجد ... في صدره قلبا فشقّ ثيابه
(السبكي 3/ 75، 76) .
[2] انظر عن (محمد بن علي بن الطّيب) في:
طبقات المعتزلة 118، وتاريخ بغداد 3/ 100، والمنتظم 8/ 126، 127 رقم
166، (15/ 300، 301 رقم 3260) ، والكامل في التاريخ 9/ 527، وتاريخ
الحكماء 293، 294، ووفيات الأعيان 4/ 271، والمختصر في أخبار البشر 2/
167، 168، ودول الإسلام 1/ 258، وميزان الاعتدال 4/ 271، وسير أعلام
النبلاء 17/ 587، 588 رقم 393، والعبر 3/ 187، والإعلام بوفيات الأعلام
181، وتاريخ ابن الوردي 1/ 349، والوافي بالوفيات 4/ 125، وعيون
التواريخ 12/ 212، 213، ومرآة الجنان 3/ 57، والبداية والنهاية 12/ 53،
54، وكشف الظنون 413، 1200، 1272، وشذرات الذهب 3/ 259، وهدية العارفين
2/ 69، وروضات الجنات 178، وتراجم الرجال 35، والأعلام 6/ 275، ومعجم
المؤلفين 11/ 20.
(29/439)
أبو الحسين المعتزليّ، صاحب التَّصانيف
الكلاميّة.
كان من فُحُول المعتزلة، فصيحًا متفنِّنًا، حُلْو العبارة، بليغًا.
صنَّف «المعتمد في أُصُول الفِقْه» ، وهو كبير، وكتابًا «أصلح
الأدِلّة» في مجلَّدَتَين، وكتاب «غُرَر الأدِلَّة» في مجلَّد، وكتاب
«شرح الأُصُول الخمسة» ، وكتاب «الإمامة» ، وكتابًا في أصول الدِّين
على قواعد المعتزلة.
وتنبَّه الفُضلاء بكُتُبه واعترفوا بحِذْقة وذكائه.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ [1] : كَانَ يَرْوِي حَدِيثًا وَاحِدًا
حَدَّثَنِيهِ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا الْغَلَابِيُّ، وَأَبُو
مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ
الزُّرَيْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْمَازِنِيُّ، وَأَبُو
خَلِيفَةَ قَالُوا: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدِيثَ: «إِذَا لَمْ
تَسْتَحي [2] فَافْعَلْ مَا شِئْتَ» [3] . رَحِمَ اللَّهُ
الْمُسْلِمِينَ.
تُوُفّّي في شهر ربيع الآخر.
187- محمد بن محمد بن عليّ بن الحَسَن بن عليّ بن إبراهيم بن عليّ ابن
عُبَيْد الله بن الحسين بن زين العابدين [4] .
الشّريف أبو الحسن بن أبي جعفر العَلَويّ الحسينيّ العبيدليّ
النَّسَّابَة.
أحد شيوخ الشِّيعة.
كان علّامة في الأنساب، صنّف فيها كتابا سمّاه «كتاب الأعقاب» .
__________
[1] في تاريخه 3/ 100.
[2] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «إذا لم تستح» .
[3] الحديث بكاملة: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى: إِذَا
لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» .
رَوَاهُ البخاري في الأدب 7/ 100 باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وأبو
داود في الأدب (4797) باب في الحياء، وابن ماجة في الزهد (4183) باب
الحياء، وأحمد في المسند 4/ 121، 122 و 5/ 373.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن علي) في:
الوافي بالوفيات 1/ 118، وعمدة الطالب 311، وطبقات أعلام الشيعة
(النابس) ص 185، ولسان الميزان 5/ 366، 367، والنجوم الزاهرة 5/ 41،
والأعلام 7/ 245، 246، ومعجم المؤلفين 11/ 246 وفيه أرّخ وفاته بسنة
437 هـ.
وستعاد ترجمته في وفيات السنة التالية (437 هـ.) باسم «محمد بن محمد بن
مكي» ، برقم (211) .
(29/440)
روى عن أبيه، عن ابن عُقْدة، وعن: محمد بن
عمران المَرْزُبانيّ، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وغيرهم.
ولو سمع على قدْر عمره لسمع من أبي عَمْرو بن السّمّاك وطبقته. فإنّه
وُلِد في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، وعُمِّر دهرًا، وتلمذ
في الرَّفْض للشيخ المفيد المعروف بابن النُّعْمان.
روى عنه: أبو حرب محمد بن المُحسِّن العَلَويّ النَّسَّابَة، وأحمد بن
محمد بن الوتّار، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العُكَبْرِيّ،
وآخرون.
وقد روى عن أبي الفَرَج الأصبهاني كتاب «الدّيارات» .
وروى أيضًا عن أبي بكر أحمد بن الفضل الرَّبَعيّ سندانة، عن أبي
عُبَادة البُحْتُرِيّ عدّة قصائد من شِعْره. وهو آخر من حدَّث عن هذين.
وذكره ابن عساكر في «تاريخه» ، وقال: ذكره أبو الغنائم النَّسَّابة
وأنّه اجتمع به في دمشق ومصر. وسمع منه علما كثيرا. وذكر أنّ له
كُتُبًا كثيرة وشِعْرًا. وكان يُعرف بشيخ الشَّرَف.
وقال هلال بن المحسِّن: تُوُفّي في سابع رمضان ببغداد، ثمّ ذكر مولده
كما تقدَّم.
وضعّفه ابن خَيْرُون، وقال: حدَّث عن أبي الفَرَج الأصبهاني «بمقاتل
الطّالبيّين» من غير أصل، ولا وُجِد سماعُه في شيءٍ قطّ.
188- المحسّن بن محمد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الْجِنّ [1] .
الشّريف أبو تُراب الحُسَينيّ، نقيب العلويّين، وقاضي دمشق بعد أخيه
لأمّه فخر الدّولة أبي يَعْلَى حمزة بن الحَسَن نيابةً عن أبي محمد
القاسم بن النُّعْمان.
روى عن: يوسف الميانجيّ.
__________
[1] انظر عن (المحسّن بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 653، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
24/ 112، 113 رقم 82 وفيه: «ابن أبي الحسن» .
(29/441)
روى عنه: علي بن أحمد بن زهير، وأبو القاسم
بن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتّانيّ.
- حرف الهاء-
189- هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصريّ الصّوّاف [1] .
روى عن: عليّ بن الحسين الأنطاكيّ، وغيره.
روى عنه: أبو إسحاق الحبّال، وأبو العبّاس الرّازيّ.
- حرف الياء-
190- يحيى بن عبد الملك بن كَيْس [2] .
أبو بكر القُرْطُبيّ المتكلِّم.
كان حاذقًا بالْجَدَل والمناظرة متبحّرًا في ذلك. لم يكن بالأندلس في
وقته أبصر منه بالكلام والبحث.
عاش سبْعًا وأربعين سنة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمة.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد الملك) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 667 رقم
1467 وفيه: «يحيى ابن عبد الله» .
(29/442)
سنة سبع وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
191- أحمد بن ثابت بن أبي الْجَهْم [1] .
أبو عمر الواسطيّ الأندلسيّ.
من قرية واسط، إحدى [2] قرى قَبْرة.
روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وكان يتولّى القراءة عليه.
وكان خيِّرًا صالحًا. أمّ بمسجد بنفسج ستّين سنة. وكُفَّ بَصَرُه.
192- أحمد بن محمد بن الحسين بن يَزْدَة [3] .
أبو عبد الله المِلْنجيّ [4] الأصبهاني، الخيّاط المقرئ.
سمع: أبا الشّيخ، وأبا بكر القبّاب، وغير هما.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد.
وقرأ عليه: أبو الفتح الحدّاد، وغيره.
193- أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن ثابت) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 50، 51 رقم 103.
[2] في الأصل: «أحد» .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الملنجيّ) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 321، الأنساب 11/ 473، وسير أعلام النبلاء 17/
593 (دون ترجمة) .
[4] الملنجيّ: بكسر الميم، وفتح اللام، وسكون النون، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى قرية بأصبهان، يقال لها ملنجة قد قيل إنها محلّة
بأصبهان. (الأنساب) .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد الهاشمي) في:
المنتخب من السياق 94، 95 رقم 206، وسيعاد في وفيات السنة التالية (437
هـ.) برقم (217) .
(29/443)
أبو الفضل الهاشميّ العبّاسيّ الرّشيديّ
المَرْوَرُّوذِيّ.
قاضي سِجِسْتان.
سمع من: محمد بن منصور المَرْوَزِيّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر السِّجْزيّ، والخطيب.
وله شِعر رائق.
عاش إلى هذا العام.
194- أحمد بن يوسف [1] .
أبو نصر [2] المَنَازِيّ الكاتب الشّاعر الوزير.
وَزَرَ لأبي نصر أحمد بن مروان بن دُوستك، صاحب مَيَّافارِقين وديار
بكر.
وترسَّل إلى القسطنطينيّة مِرارًا، وجمع كُتُبًا كثيرة، ثمّ وقفها على
جَامِعَيْ آمِد ومَيَّافارِقين [3] .
واجتمع بأبي العلاء المَعَرّيّ فشكا إليه أبو العلاء أنّه منقطع عن
النّاس وهم يُؤْذُونه. فقال: ما لهم ولك، وقد تركت لهم الدُّنيا
والآخرة؟ فتألَّم أبو العلاء وأطرق مُغْضِبًا [4] .
وهو من مَنَازْجِرْد [5] من نواحي خَرْت بَرْت ليس من مَنَازْجِرْد
الّتي من عمل خلاط [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في:
معجم البلدان 5/ 202، ووفيات الأعيان 1/ 143- 145، والمختصر في الأخبار
البشر 2/ 168، والعبر 3/ 187، رقم 437، وسير أعلام النبلاء 17/ 583،
584 رقم 389، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 616، وتاريخ ابن الوردي 1/
349، والدرّة المضيّة 603، والوافي بالوفيات 8/ 285- 288، وتبصير
المنتبه 4/ 1393، وشذرات الذهب 3/ 259، 260.
[2] وفي (المشتبه) و (تبصير المنتبه) : «أبو العباس» .
[3] المختصر في أخبار البشر 2/ 168، تاريخ ابن الوردي 1/ 349، وقال ابن
خلّكان: وهي موجودة بخزائن الجامعين، ومعروفة بكتب المنازي. (وفيات
الأعيان 1/ 143) .
[4] وفيات الأعيان 1/ 143.
[5] في: «المختصر في أخبار البشر» 2/ 168 «منازجهر» ، و (المثبت يتفق
مع: تاريخ ابن الوردي 1/ 350) .
[6] وفيات الأعيان 1/ 144.
(29/444)
وللمَنَازيّ ديوان شِعر قليل الوقوع، وهو
منسوب إلى منازْكَرْد، وفيه يقول القائل:
وأفْقَر من شِعْر المَنَازِيّ المنازِلُ ومن شعره:
وافَى إليَّ كتابه فتَضوَّعَتْ ... كفّاي سَاعةَ نَشُرهِ من نَشْرِهِ
وفَضَضْتُه مُسْتَبْشرًا ورُودَه ... فعرفت فَحْوَى صدره من صدرِه
سَرَّى همومي ما حَواه وسرَّني ... أنْ مرَّ ذِكْري خاطِرًا في سِرِّه
- حرف الحاء-
195- الحسين [1] بن محمد بن أحمد بن محمد بن جُمَيْع [2] .
أبو محمد الغسّانيّ الصَّيْدَاويّ، المُلقَّب بالسَّكَن.
روى عن: أبيه أبي الحسين، وجدَّيه أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان
__________
[1] في الأصل: «الحسن» ، وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه.
[2] انظر عن (الحسين بن محمد الصيداوي) في:
المنتخب من حديث ابن جميع (مجموع مخطوط بالظاهرية رقم 17 حديث) ،
والأنساب 8/ 117 (358 ب) ، وتاريخ دمشق 10/ 25 و 11/ 177 (و 3/ 161 و
398 و 10/ 255 و 11/ 177 (و 3/ 161 و 398 و 10/ 255 و 11/ 288 و 12/
508 و 16/ 242 و 18/ 317 و 604 و 26/ 107 و 28/ 451 و 500 و 29/ 25 و
30/ 514 و 32/ 113 و 34/ 479 و 35/ 110 و 36/ 195 و 367 و 400، و 37/
585 و 38/ 269 و 39/ 319 و 40/ 73 و 41/ 531 و 43/ 572 و 597) ، ومختصر
تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 61 رقم 33، ومعجم البلدان 3/ 437، 438،
وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 441، 442 و 4/ 240، وسير أعلام النبلاء 17/ 592،
ومعرفة القراء الكبار 1/ 316 و 319، وغاية النهاية 2/ 148، وشذرات
الذهب 3/ 35، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 36، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 123 رقم 448 (الحسن) ، و 2/ 165-
172 رقم 509 (الحسين) ، وانظر: معجم الشيوخ، لأبيه أبي الحسين محمد بن
أحمد بن جميع المتوفى 402 هـ. وهو بتحقيقنا، وقد نشرت «حديث السّكن»
ملحقا به ص 414- 422 (طبعة مؤسسة الرسالة، ببيروت، ودار الإيمان
بطرابلس، طبعة أولى 1405 هـ. / 1985 م. وطبعة ثانية 1407 هـ. / 1987
م.) وانظر مقدّمة «معجم الشيوخ» ص 11، 12، وقد نسب «الألباني» المنتخب
من الحديث إلى أبيه محمد بن أحمد، وهذا غلط.
(29/445)
ابن أحمد بن ذَكْوان [1] ، ويوسف
المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ، وطائفة [2] .
وعنه: محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وحمْد بن عليّ
الرّهاويّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وجماعة.
وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو الحسن بن المَوَازِينيّ [3] .
قال المنجّا بن سُلَيْم الكاتب: قال لي أبو محمد بن جُمَيْع: مكثت ستّة
أشهُر [4] ما شربت الماء [5] . قال لي أبو السَّرِيّ الطّبيب: إنّ
معدتك تشبه الآبار،
__________
[1] هو البعلبكي، وقد سمعه بصيداء سنة 354 هـ.
[2] منهم: أبو صادق محمد بن نصر الطبري الّذي حدّث بصيداء سنة 359 هـ.
وأبو بكر أحمد بن محمد الكوفي الكندي المصّيصي الّذي حدّث بصيداء في
شهر صفر سنة 359 هـ.، وأبو عمران موسى بن عبد الرحمن البيروتي الصبّاغ
المقرئ إمام جامع بيروت، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عيسى القمّي الّذي
حدّث بصيداء في شهر ذي القعدة سنة 363 هـ، وأبو حفص عمر ابن علي بن
الحسن العتكيّ الأنطاكي الخطيب الّذي حدّث بأنطاكيّة سنة 357 هـ.،
ومحمد ابن موسى بن أبي بكر المراغي الطرسوسي أمير الساحل في سنة 362
هـ.، وأبو بكر محمد ابن مكرز القرشي الّذي حدّث بصيداء سنة 362 هـ.،
وأبو بكر محمد بن سعيد بن ياسين الكلاعي الحمصي الّذي حدّث بصيداء بعد
سنة 360 هـ، وحكى عن طلحة بن أبي السكن الصيداوي. (انظر: موسوعة علماء
المسلمين 2/ 170- 172) .
[3] وروى عنه أيضا: أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري،
وأبو عبد الله الحسين ابن علي النسوي الفقيه الّذي حدّث بدمشق سنة 440
هـ.، وأبو الفضل الحسن بن عطية الله ابن الحسن الخطيب المعدّل وقد سمعه
بصور، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد، وأبو نصر الفتح بن الحسين بن أحمد
بن سعدان الفارقيّ، والحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب القرشي، وأبو
الوليد سليمان بن خلف بن سعد الأندلسي، الباجي المتوفى 474 هـ، وأبو
حفص عمر بن الحسين بن عيسى بن إبراهيم الدوني الصوفي ساكن صور، وأبو
الحسن علي ابن أحمد بن يوسف القرشي المتوفى 489، وعلي بن الحسن بن علي
الشيرازي الصوفي، ومشرّف بن مرجّا المقدسي الفقيه، وموسى بن علي بن
محمد بن علي، وأبو عمران النحويّ الصقليّ، وأبو القاسم الخضر بن الفتح
الصوفي المزيّن المتوفى 458، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن متّويه المروزي
المعروف بكاكوا، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، وأبو
الفتح عاصم بن محمد بن أبي مسلم الدينَوَريّ، وأبو بكر عتيق بن علي بن
داود التميمي الصقلي المتوفى 464 هـ. (انظر: موسوعة علماء المسلمين 2/
166 و 170، 171) .
[4] في تاريخ دمشق 11/ 177: «وقفت سنة وخمسة أشهر» .
[5] وزاد ابن عساكر: «وأكثر أوقاتي في الصيف ما أشرب الماء وما أريده،
وإنما أشرب في الشتاء من حين إلى حين. ثم إني وصفت ذلك لأبي السّريّ
جورجس النصراني المتطبّب» .
(11/ 177) .
(29/446)
باردة [1] في الصَّيف حارّة في الشّتاء،
إنّي أنصحك فاشرب الماء، وإلّا خِفْتُ على كَبِدك [2] فأَلْزَمْتُ نفسي
شُرْبَ الماء حتّى تعوّدت [3] .
وقال: سمعتُ «الموطّأ» من جدّي سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة كذا في
النُّسْخة، ولعله سنة سبْعٍ وخمسين.
قال: ولي سبْعٌ وثمانون سنةً. وقد سردتُ الصَّوم ولي ثمان وعشرون سنة.
وسردَ أبي الصَّوم وله ثمانية عشر عامًا وإلى أن مات.
وصام جدّي وله اثنتا عشر سنة حتّى مات [4] .
تُوُفّي، رحمه الله، يوم عيد الفِطْر [5] .
196- الحسين بن محمد بن بيان [6] .
المؤذّن أبو عبد الله البغداديّ. عُرِف بابن مجوجا.
قال الخطيب [7] : كتبتُ عنه عن عبد الله بن موسى الهاشميّ.
وكان صدوقًا. ذكر لي أنّه سمع من حبيب القزّاز، والقَطِيعيّ، وأنّ
كُتُبَه ضاعت، وأنّه وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
[حرف العين]
197- عبد الرحمن بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بَقِيّ بن
مَخْلَد [8] .
أبو الحسن القُرْطُبي.
سمع من أبيه، وأجاز له جدّه.
وأخذ عن أبي بكر بن زرب كتاب «الخصال» من تأليفه.
__________
[1] في «تاريخ دمشق» : «النبع باردة» .
[2] في «تاريخ دمشق» : «وإلّا خفت على معدتك تتجلّز» .
[3] وفي «تاريخ دمشق» : «فكنت أشربه كرها، ثم تعوّدت، ثم إني صرت كثير
العلل» .
[4] تاريخ دمشق 11/ 177.
[5] وقيل له: أنت اسمك حسين والأغلب عليك «سكن» ، فقال: كانت أمي لا
يعيش لها أولاد، فلما ولدتني سمّاني أبي حسين، فرأت أمي في المنام من
أمرها بتسميتي «سكن» .
[6] انظر عن (الحسين بن محمد بن بيان) في: تاريخ بغداد 8/ 108 رقم
4225، والمنتظم 8/ 128 رقم 167، (15/ 303 رقم 3261) .
[7] في تاريخه 8/ 108.
[8] انظر عن (عبد الرحمن بن مخلد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 329 رقم
703.
(29/447)
وولي قضاء طُلَيْطُلَة مرَّتين.
وكان مليح الخطّ، دَرِبًا بالقضاء. ثمّ ولي أحكام الشُّرطة والسّوق
بقُرْطُبة إلى أن تُوُفّي في النّصف من ربيع الآخر فجأةً.
ووُلِد سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
198- عبد الصّمد بن محمد [1] .
أبو الفضل البغداديّ ابن الفُقَاعيّ.
سمع مجلسًا من أبي بكر القَطِيعيّ.
وكان خطيب قرية الرُّخَّجِيّة [2] على فَرْسَخ من بغداد [3] .
199- عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السّلام الْبَغْدَادِي [4] .
أبو الحسين [5] بن الشِّيرَجِيّ [6] المقرئ.
سمع من: القَطِيعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
مات في جُمَادى الآخرة.
200- عليّ بن عبد الصّمد بن عُبَيْد الله [7] .
أبو الحسن الهاشميّ، خطيب الجانب الغربيّ.
سمع: أبا محمد بن السّقّاء الواسطيّ، ومحمد بن أحمد المفيد، والأبهريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 45 رقم 5725، والمنتظم 8/ 128، 129 رقم 169، (15/ 303،
304 رقم 3263) ، والأنساب 6/ 96، 97.
[2] الرّخّجيّة: بضم الراء وفتح الخاء المعجمة المشدّدة وفي آخرها
الجيم، وهذه النسبة إلى الرّخّجية، وهي قرية على نحو فرسخ من بغداد
وراء باب الأزج. (الأنساب 6/ 96) .
[3] وكان صالحا صدوقا.
[4] انظر عن (علي بن أحمد بن الحسن) في: تاريخ بغداد 11/ 333 رقم 6162.
[5] في: تاريخ بغداد: «أبو الحسن» .
[6] الشيرجيّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء، وفتح الراء، وفي آخرها
الجيم، هذه النسبة إلى بيع دهن الشيرج، وهو دخن السمسم، وببغداد يقال
لمن يبيع الشيرج: الشيرجي، والشيرجاني. (الأنساب 7/ 454) .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/448)
201- عليّ بن محمد بن الحسن [1] .
أبو الحسن البغداديّ الحربيّ السِّمسار، المعروف بابن قُشَيْش.
سمع: أبا بكر القطيعيّ، وإبراهيم بن أحمد بن الحُرْفيّ، وابن لؤلؤ
الورّاق، وأبا سعيد الحُرْفيّ، ومحمد بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا يتفقّه بمذهب مالك [2] .
تُوُفّي في شعبان، وولد في سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
- حرف الميم-
202- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بن محمد بن موسى [3] .
أبو بكر الأصبهاني الصّفّار.
سمع: أبا الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الوَخْشيّ، ومسعود بن ناصر السِّجْزيّ، وأبو عليّ
الحدّاد، وآخرون.
بقي إلى سنة سبْعٍ هذه.
203- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَمْرو البجليّ ابن القمّاح [4] .
روى عن: يوسف المَيَانِجِيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ونجا بن أحمد، وجماعة.
204- محمد بن الحسين بن عمر بن برهان [5] .
أبو الحسن بن العراك. أخو عبد الوهّاب [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: السابق واللاحق 57، وتاريخ بغداد 13/
100، 101 رقم 6534.
[2] وزاد الخطيب: وكان حسن الصوت بالقرآن.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد البجلي) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، ورقة 139، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 36/ 438، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 308، 309.
وكنيته: أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين) في: تاريخ بغداد 2/ 244 رقم 710.
[6] وهو أكبر من أخيه عبد الوهاب الّذي توفي سنة 447 هـ. (الأنساب 408
ب) . وانظر ترجمة أخيه في الطبقة التالية برقم (216) .
(29/449)
حدَّث في هذه السّنة عن: إسحاق بن سعْد
النَّسَويّ.
205- محمد بن سليمان [1] .
أبو عبد الله الرُّعَينيّ القُرْطُبيّ الضّرير المعروف بابن الحنّاط،
الأديب.
قال الأبّار: كان عالمًا بالآداب، قائمًا على اللّغة والعربيّة، وشاعرا
مُفْلَقًا [2] ، شارك في الطّبّ وغيره. وله رسائل بديعة وشِعر مدوَّن.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
ذكره الحُمَيْديّ، وابن حَيَّان.
206- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [3] .
أبو بكر الأصبهاني المؤذّن التّبّان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سليمان) في: جذوة المقتبس للحميدي 57، 58 رقم 60،
وبغية الملتمس للضبيّ 77، 78، رقم 125.
[2] وقال الحميدي: وشعره كثير مجموع، مدح الملوك والوزراء والرؤساء،
وكان يناوئ أبا عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد بليغ وقته، ويعارضه،
وله معه أخبار مذكورة، ومناقضات مشهورة، فأخبرني الرئيس أبو الحسن عبد
الرحمن بن راشد الراشدي قال: لما نعيت أبا عامر ابن شهيد إلى أبي عبد
الله بن الحنّاط، وقد عرفت ما كان بينهما من المنافسة بكى، وأنشدني
لنفسه بديهة:
لما نعي الناعي أبا عامر ... أيقنت أني لست بالصابر
أودى فتى الظرف وترب النّدى ... وسيد الأوّل والآخر
ولابن الحنّاط من كلمة طويلة في مدح أبي عامر بن شهيد أولها:
أما الفراق فلي من يومه فرق ... وقد أرقت لو ينفع الأرق
أظعانهم سابقت عيني التي انهملت ... أم الدموع مع الأظعان تستبق
عاق «العقيق» عن السّلوان واتّضحت ... في «توضح» لي من نهج الهوى طرق
لولا النسيم الّذي تأتي الريح به ... إذا تضوّع من عرف الحمى الأفق
لم أدر أن بيوت الحيّ نازلة ... نجدا ولا اعتادني نحو الحمى القلق
ما في الهوادج إلّا الشمس طالعة ... وما بقلبي إلّا الشوق والأرق
ومن أخرى:
سقيا لمعهد لذّات عهدت به ... غزلان «وجرة» ترعى روضة أنفا
من كل بيضا مثل البدر مطّلعا ... هيفاء مثل قضيب البان منعطفا
إلف ألفت الضّنا من بعد فرقته ... حتى غدا بدني من دّقة ألفا
(جذوة المقتبس، بغية الملتمس) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/450)
إمام مسجد المسى [1] .
سمع من أبي الشّيخ.
وعنه: قُتَيْبَة بن سعيد، وسعيد بن محمد البقّال، واللّبّاد، وأبو عليّ
الحدّاد.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: مات في جُمَادَى الآخرة.
207- محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن جُنَيْد [2] .
أبو عبد الله اللّخْميّ الإشبيليّ، المعروف بابن الأحدب.
كان رجلًا صالحًا مقبلًا على ما يعنيه، قديم الطَّلَب، جامعًا للكُتُب.
سمع: أبا محمد الباجيّ، وأبا عبد الله بن مفرِّج، وعباس بن أصْبَغ،
وجماعة [3] .
تُوُفّي في شوّال في ثمانين سنة [4] .
208- محمد بن عبد الوهّاب بن أبي العلاء [5] .
أبو عبد الله الدّلّال، بغداديّ.
سمع «مُسْنَد أبي هريرة» ، من أبي بكر القَطِيعيّ، وحدَّث.
209- محمد بن عليّ بن نصر [6] .
أبو الحسن الكاتب البغداديّ.
صاحب «ديوان الرّسائل» في دولة جلال الدّولة أبي طاهر بن بهاء الدّولة
ابن عضُد الدّولة. وترسّل عنه إلى الملوك، ولقي جماعة من كبار
الأُدباء.
وأخذ عن: أبي الفرج الببّغاء، وأبي نصر بن نباتة.
__________
[1] هكذا في الأصل، ولعلّه «مسجد المثنّى» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله الإشبيلي) في: الصلة لابن بشكوال 2/
527، 528 رقم 1156 وفيه «خبير» بدل «جنيد» .
[3] روى عنه ابن خزرج وأثنى عليه.
[4] ومولده سنة 357 هـ.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في: تاريخ بغداد 2/ 382 رقم 898.
[6] انظر عن (محمد بن علي بن نصر) في: الوافي بالوفيات 4/ 124، وشذرات
الذهب 3/ 225، ومعجم المؤلفين 11/ 67.
(29/451)
وكان أديبًا بليغًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من أبي القاسم عيسى بن الوزير.
روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد العُكْبَرِيّ.
وله كتاب «المفاوضة» . صنَّفه للملك العزيز جلال الدّولة.
تُوُفّي بواسط في ربيع الآخر، وله خمسٌ وستّون سنة.
وهو أخو القاضي عبد الوهّاب بن عليّ المالكيّ شيخ المالكيّة.
210- محمد بن محمد بن أحمد [1] .
أبو طاهر بن سُمَيْكَة.
روى عن: محمد بن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وقال: صدوق.
مات في شوّال.
211- محمد بن محمد بن مكّيّ بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم [2] .
العلويّ الحُسَينيّ البغداديّ.
قدِم دمشق. وذكر أبو الغنائم النّسّابَة أنّه اجتمع به وسمع منه بدمشق
ومصر عِلمًا كثيرًا من تصانيفه وشِعْره. وكان يُلقَّب بشيخ الشّرف.
عُمِّر تسْعًا وتسعين سنة.
212- مكّيّ بن أبي طالب [3] حمّوش بن محمد بن مختار.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في: تاريخ بغداد 3/ 234 رقم 308.
[2] تقدّمت ترجمته ومصادرها في وفيات السّنة السابقة (436 هـ.) برقم
(187) وهو هناك «محمد ابن محمد بن علي» .
[3] انظر عن (مكي بن أبي طالب حمّوش) في:
جذوة المقتبس للحميدي 351 رقم 820، ونزهة الألباء لابن الأنباري 254،
255، وفهرسة ما رواه عن شيوخه الإشبيلي 41، 44، 51، 67، 76، 429،
والصلة لابن بشكوال 2/ 631- 171، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 313- 319،
ووفيات الأعيان 5/ 274- 277، وترتيب المدارك للقاضي عيّاض 4/ 737، 738،
والإعلام بوفيات الأعلام 182، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم
1408، ومعرفة القراء الكبار 1/ 394- 396 رقم 333، والعبر 3/ 187، 188،
ودول الإسلام 1/ 258، وسير أعلام النبلاء 17/ 591- 593 رقم 395، وتلخيص
ابن مكتوم (مخطوط) ورقة 251- 254، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 217،
ومرآة الجنان
(29/452)
الإمام أبو محمد القَيْسيّ القيروانيّ، ثمّ
القُرْطُبيّ المقرئ.
شيخ الأندلس.
حجّ، وسمع بمكّة من: أحمد بن فِراس، ومحمد بن محمد بن جبريل
العُجَيْفِيّ، وأبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ، وأبي بكر أحمد بن
إبراهيم المَرْوَزِيّ.
وقرأ القرآن على أبي الطّيّب بن غَلْبُون، وعلى ابنه طاهر.
وسمع بالقَيْروان من: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد، وأبي الحسن القَابسيّ،
وغيرهم.
قال صاحبه أبو عمر بن مَهْديّ المقرئ: كان رحِمه الله من أهل
التَّبَحُّر في علوم القرآن والعربيّة، حَسَن الفَهْم والخُلُق، جيّد
الدِّين والعقل، كثير التّأليف في علوم القرآن، محسنًا لذلك، مجوِّدًا
للقراءات السَّبْع، عالمًا بمعانيها.
ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان. فأخبرني أنّه سافر إلى مصر
وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف إلى المؤدِّبين بالحساب، وأكمل القرآن
بعد ذلك.
ثمّ رجع فأكمل القراءات على أبي الطّيّب سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة.
وقرأ القراءات بالقيروان سنة سبْعٍ وسبعين. ثمّ نهض إلى مصر وحجّ.
__________
[ () ] 3/ 57، 58، والديباج المذهب 2/ 342، 343، والوفيات لابن قنفذ
242، 3. رقم 437، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي 263، 264،
وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 309، 310 رقم 3645، وطبقات ابن قاضي شهبة
257، والنجوم الزاهرة 5/ 46، وبغية الوعاة 2/ 396، رقم 2018، وتاريخ
الخلفاء 422، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 213، وطبقات المفسّرين
للداوديّ 2/ 331، 332، 337، 338، وشذرات الذهب 3/ 260، 261، ومفتاح
السعادة 1/ 419، وكشف الظنون 2/ 33، 121، 174، 206، 210، 339، 393،
404، 459، 495، 660، 908، 909، 938، 1388، 1432، 1448، 1470، 1491،
1695، 1730، 1851، 1899، 1920، 2024، 2041، 2048، وإيضاح المكنون 1/ 85
و 2/ 554، وعقد الجوهر لجميل العظم 297- 300، وهدية العارفين 2/ 470،
471، وإيضاح المكنون 1/ 85، وديوان الإسلام 4/ 123، 124 رقم 1823،
والأعلام 7/ 286، ومعجم المؤلفين 13/ 3، ومدرسة الحديث في القيروان 2/
640، 799.
في «ترتيب المدارك» 4/ 737: «حمّوس» (بالسين المهملة) .
(29/453)
وابتدأ بالقراءات بمصر، ثمّ عاد، ثمّ رجع
إلى مصر سنة اثنتين وثمانين، وعاد إلى بلاده سنة ثلاثٍ، فأقرأ
القراءات.
ثمّ خرج سنة سبْعٍ وثمانين فحجّ وجاورَ بمكّة، فحجَّ أربع حججٍ
متوالية، ودخل إلى الأندلس في سنة ثلاثٍ وتسعين.
وجلس للإقراء بجامع قُرْطُبة وعظُم اسمه وجلَّ قدْرُه [1] .
قال ابن بشْكُوال: ثمّ قلّده أبو الحزْم جَهْوَر خَطَابة قُرْطُبة بعد
وفاة يونس ابن عبد الله القاضي.
وكان قبل ذلك ينوب عن يونس في الخطبة. وكان ضعيفًا عليها على أدبه
وفهْمه.
وله ثمانون تأليفًا.
وكان خيِّرًا، فاضلًا، متديِّنًا، متواضعًا، مشهورًا بالصّلاح وإجابة
الدّعوة.
حكى أبو عبد الله الطّرفيّ قال: كان عندنا رجلٌ فيه حِدَّة، وكان له
على الشّيخ أبي محمد مكّيّ تسلُّط. كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه
ويُحْصِي عليه سَقَطاته. وكان الشّيخ كثيرًا ما يتلعثم ويتوقَّف، فجاء
ذلك الرّجل في بعض الْجُمَع وجعل يحدّ النَّظر إلى الشّيخ ويغمزه،
فلمّا خرج ونزل معنا في موضعه، قال: أمِّنوا على دعائي.
ثمّ رفع يديه وقال: اللَّهمّ اكْفِنِيه، اللَّهمّ اكْفِنِيه، اللَّهمّ
اكفنيه. فأمَّنّا.
قال: فأُقْعِد ذلك الرّجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم.
وقال ابن حَيّان: تُوُفّي ثاني المحرَّم، وصلّى عليه ابنه أبو طالب
محمد.
__________
[1] قال القاضي عيّاض: ودخل قرطبة أيّام المظفر ابن أبي عامر سنة ثلاث
وتسعين ولا يؤبه به إلى أن تنبّه لمكانه ابن ذكوان القاضي، فأجلسه في
المسجد الجامع، فنشر علمه وعلا ذكره، ورحل إليه الناس، ثم ولي الخطبة
والصلاة مدّة، إلى أن أقعده عنها الخوف. وكان مع رسوخه في علم القرآن
وتفنّنه فيه، قراءات وتفاسير ومعاني، نحويا لغويا فقيها راويه. ولي
الشورى وصنّف تصانيف جليلة في علوم القرآن وغير ذلك. ومن أشرف تصانيفه
كتاب «الهداية» في التفسير، وكتاب «الكشف» في وجوه القراءات، «واختصار
الحجّة» للفارسي، وكتاب «إعراب القرآن» ، وكتاب «الإيضاح» في ناسخه
ومنسوخه، وهو كتاب حسن، وكل تواليفه حسنة، وكتاب «المأثور عن مالك في
الأحكام» ، و «التفسير» ، و «التبصرة» ، و «الموجز» ، و «اختصار أحكام
القرآن» ، و «الإيجاز واللمع في الإعراب» ، و «انتخاب نظر القرآن»
للجرجاني، و «الواعي» في الفرائض، وغير ذلك. (ترتيب المدارك 4/ 438) .
(29/454)
قلتُ: [تلا عليه خلْق منهم: عبد الله بن
سهل، ومحمد بن أحمد بن مطرّف، وروى عنه بالإجازة أبو محمد بن عَتَّاب]
[1] .
- حرف الياء-
213- يحيى بن هشام بن أحمد [2] .
أبو بكر بن الأصْبَغ القُرَشيّ الأندلسيّ.
كان بارعًا في الآداب، عالمًا بالعربيّة واللُّغَة، مقدَّمًا في معاني
الأشْعَار الجاهليّة، مشاركًا في العلوم.
توفّي ببَطِلْيُوس رسولًا، وله سبْعٌ وأربعون سنة.
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: سير أعلام النبلاء
17/ 592.
[2] انظر عن (يحيى بن هشام) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 677 رقم 1469.
(29/455)
سنة ثمان وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
214- أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة [1] .
أبو الحسن النّاقِد [2] ، أخو أبي طاهر البغداديّ.
سمع: أبا محمد بن ماسيّ [3] .
215- أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر [4] .
أبو يعلى ابن زوج الحُرّة.
كان أصْغر إخْوته.
روى عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الحسن الحربيّ.
وعنه: الخطيب، وصدَّقه [5] .
216- أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران [6] .
الهاشميّ العبّاسيّ، أبو العبّاس.
عن: عليّ بن محمد بن كَيْسان.
وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن عيسى) في: تاريخ بغداد 4/ 93 رقم 1739.
[2] قال الخطيب: سمعته يذكر أنه كان يكنّى أبا بكر، ثم كنّاه الناس بعد
أبا الحسن وغلبت عليه، وهو أخو أبي طاهر محمد بن الحسن وكان الأصغر.
[3] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: تاريخ بغداد 4/ 270 رقم 2015.
[5] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا ... وسألته عن مولده فقال: ولدت بعد أن
استخلف القادر باللَّه بأربعين يوما. وكان استخلاف القادر باللَّه في
يوم السبت الحادي عشر من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن العباس) في: تاريخ بغداد 5/ 72 رقم 2453.
(29/456)
تُوُفّي عن بضعٍ وسبعين سنة.
217- أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد [1] .
أبو الفضل الهاشميّ العبّاسيّ الهارونيّ الرَّشِيديّ.
نزيل سَجسْتان.
قدِم نَيْسابور، وحدَّث.
روى عن: أبي بكر المفيد، والغِطْرِيفيّ، والخليل السِّجْزيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر الحافظ، وأبو القاسم الحشكاني [2] .
218- أحمد بن محمد [3] .
أبو الحسن القنطري المقرئ.
أخذ القراءة عن: الشَّنْبُوذيّ، وعلي بن يوسف العلّاف، وعمر بن إبراهيم
الكتّابيّ.
وأقرأ النّاس دهرًا بمكّة.
قال أبو عَمْرو الدَّانيّ: لم يكن بالضَّابِط ولا بالحافظ.
تُوُفّي بمكّة سنة ثمانٍ وثلاثين.
219- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن مَنْدُوَيْه [4] .
أبو بكر الشُّرُوطيّ الأصبهاني، ويُعرف بابن الأسود.
سمع: عبد الله الصَّائِغ، وأبا الشّيخ.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
220- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عَمْر بن النّحّاس المصريّ [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الهاشمي) في: المنتخب من السياق 94، 95 رقم
206، وقد تقدّمت ترجمته في وفيات السنة السابقة (436 هـ) برقم (193) .
[2] في «المنتخب» : «الحسكانيّ» (بالسين المهملة) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد القنطري) في: فهرسة ما رواه عن شيوخه لابن
خير الإشبيلي 26، ومعرفة القراء الكبار 1/ 296 رقم 334، وميزان
الاعتدال 1/ 156، وغاية النهاية 1/ 136 رقم 641.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/457)
ولد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وسمع من أصحاب النّسائيّ. وحدَّث.
تُوُفّي في رجب.
- حرف الباء-
221- بِشْر بن محمد [1] .
أبو نصر الأصبهاني الْجُوزدَانيّ [2] .
روى عن: عُبَيْد الله بن يعقوب الأصبهاني.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
- حرف الجيم-
222- جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأُمويّ [3] .
اللُّغَويّ أبو مروان ابن الغاسلة.
من أهل إشبيليّة.
روى عن: القاضي أبي بكر بن زَرْب، وأبي جعفر بن عَوْن الله،
والزُّبَيْديّ، وابن مفرِّج، وجماعة.
وكان بارعًا في الأدب واللُّغة ومعاني الشِّعْر، ذا حظٍّ في علم
السُّنَّة.
عاش أربعًا وثمانين سنة.
- حرف الحاء-
223- الحَسَن بْن محمد بْن إبراهيم [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الجوزداني: بضم الجيم وسكون الواو والزاي وبعدها الدال المهملة وفي
آخره النون. هذه النسبة إلى جوزدان، ويقال لها كوزدان، وهي قرية على
باب أصبهان كبيرة كثيرة الخير.
(الأنساب 3/ 362، 363) .
[3] انظر عن (جعفر بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 128 رقم 291.
[4] انظر عن (الحسن بن محمد بن إبراهيم) في:
فهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 26، ومعرفة القراء الكبار 1/
296، 297 رقم 235، والعبر 3/ 188، وغاية النهاية 1/ 230 رقم 1045،
والنجوم الزاهرة 5/ 42، وحسن المحاصرة 1/ 493، وشذرات الذهب 3/ 261.
(29/458)
أبو عليّ البغداديّ، الفقيه المالكيّ،
المقرئ.
مصنِّف كتاب «الرَّوْضة في القراءات» [1] .
روى هذا الكتاب عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخيّاط،
وأبو الحسن عليّ بن محمد بن حُمَيْد الواعظ.
وقرأ عليه: أبو القاسم الهُذليّ، وإبراهيم الخيّاط المذكور المالكيّ
شيخ ابن الفحّام الصِّقِلّيّ.
وتُوُفّي في رمضان، وأسانيده في هذا الكتاب.
قرأ على: ابن أبي مسلم الفَرَضيّ، والسُّوسَنْجِرْديّ، وعبد الملك
النَّهْرَوانيّ، والحمّاميّ، وطبقتهم.
224- الحسن بن محمد بن عمر بن عُدَيْسَة [2] .
أبو عليّ النَّرْسيّ البزّاز.
سمع: أَبَا حَفْص بْن شاهين، وأبا القاسم بن الصَّيدلانيّ.
قال الخطيب: كان صدوقًا من أهل المعرفة بالقراءات.
مات في رجب.
مولده سنة ثمانين وثلاثمائة.
225- الحسين بن يحيى بن أبي عَرّابة [3] .
أبو البركات.
ورّخه الحبّال.
- حرف الطّاء-
226- طلحة بن عبد الملك بن عليّ [4] .
أبو سعْد الطّلْحيّ الأصبهانيّ التّاجر.
__________
[1] وهو في القراءات الإحدى عشرة. (غاية النهاية 1/ 230) .
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 7/ 425 رقم 3996،
والمنتظم 8/ 130 رقم 172، (15/ 306 رقم 3266) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/459)
سمع: أبا بكر بن المقرئ.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
- حرف العين-
227- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عبد الله بن إبراهيم [1] .
أبو محمد الهاشميّ العبّاسيّ المعتصميّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
228- عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حَيَّوَيْهِ [2]
.
الشّيخ أبو محمد الْجُوَيْنيّ [3] .
تُوُفّي بنَيْسابور في ذي القعدة.
وكان إمامًا فقيهًا، بارعًا في مذهب الشّافعيّ، مفسِّرًا نَحْوِيًّا
أديبا.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد الهاشمي) في: تاريخ بغداد 9/ 398 رقم
5006، والمنتظم 8/ 130 رقم 173، (15/ 306 رقم 3267) .
[2] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبادي 12، وتاريخ بغداد 10/ 198، ودمية القصر
للباخرزي 1/ 35، 36 و 441- 445 و 2/ 245، 246 رقم 264، والمنتظم 8/
130، 131 رقم 174، (15/ 306، 307 رقم 3268) ، وتبيين كذب المفترى 257،
258، والكامل في التاريخ 9/ 535، واللباب 1/ 256، والمنتخب من السياق
276، 277 رقم 906، والأنساب 3/ 385، ومعجم البلدان 2/ 193، وإنباء
الرواة 2/ 152 رقم 366، ووفيات الأعيان 3/ 47، 48 رقم 366، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 168، والعبر 3/ 188، وسير أعلام النبلاء 17/ 617، 618
رقم 413، والإعلام بوفيات الأعلام 182، وتاريخ ابن الوردي 1/ 350،
ومرآة الجنان 3/ 58، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 208- 219،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 238- 240 رقم 305، والبداية والنهاية 12/
55، والوافي بالوفيات 17/ 682- 684 رقم 581، وطبقات الشافعية لابن قاضي
شهبة 1/ 214، 215 رقم 171، وتاريخ الخميس 2/ 191، والنجوم الزاهرة 5/
42، وطبقات المفسرين للسيوطي 15، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 253-
255، ومفتاح السعادة 2/ 184، وتاريخ الخلفاء 422، وطبقات ابن هداية
الله 144، 145، وكشف الظنون 339، 385، 445، وشذرات الذهب 3/ 261، 262،
وهدية العارفين 1/ 451، وديوان الإسلام 2/ 87 رقم 679، والأعلام 4/
146، ومعجم المؤلفين 6/ 165.
[3] الجويني: بضم الجيم المعجمة، وفتح الواو، وسكون الياء المثنّاة من
تحتها، وفي آخرها النون، نسبة إلى: جوين، وهي ناحية كبيرة من نواحي
نيسابور، تشتمل على قرى كثيرة مجتمعة. (الأنساب 3/ 385، ومعجم البلدان
2/ 193، واللباب 1/ 256) .
(29/460)
تفقّه بنَيْسابور على: أبي الطّيّب
الصُّعْلُوكيّ [1] .
ثمّ خرج إلى مَرْو.
وتفقّه على أبي بكر القفّال وتخرَّج به فِقْهًا وخلافًا [2] . وعادَ
إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتّدريس والفَتْوَى.
وكان مجتهدًا في العبادة، مَهِيبًا بين التّلامذة، صاحب جدّ ووَقار.
صنف «التّبصرة» في الفقه، وصنّف «التّذكرة» ، و «التّفسير الكبير» ، و
«التّعليق» .
وسمع من: القفال، وعدنان بن محمد الضبي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن،
وابن محمش.
وببغداد من: أبي الحسين بن بشران، وجماعة.
روى عنه: ابنه إمام الحرمين أبو المعالي، وسهل بن إبراهيم المسجدي،
وعلي بن أحمد المديني.
قال أبو عثمان الصابوني: لو كان الشّيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنُقلت
إلينا شمائلُه وافتخروا به.
وقال عليّ بن أحمد المَدِينيّ: سمعته يقول إنّه من سِنْبِس، قبيلة من
العرب [3] .
وقال الحافظ أبو صالح المؤذّن: غسّلته، فلمّا لَفَفْتَهُ في الأكفان
رأيت يده اليُمْنَى إلى الإبط منيرة كلون القمر. فتحيّرت، وقلت: هذه
بركة فتاويه [4] .
__________
[1] المختصر في أخبار البشر 2/ 168.
[2] وانتقى طريقة وهذّبها. (المنتخب من السياق 276) .
[3] قال ابن الأثير: «بطن من طيِّئ» . (الكامل 9/ 535) .
[4] وقال الباخرزي: «علمه في العالم علم، والألسنة والأقلام كلها في
ذكر فضائله ونقش شمائله لسان وقلم، وكانت أوقاته على الخير مقصورة،
وراياته على العصاة منصورة، وقضي الأرب من الأدب، مملوء العكم من
العلم، اشتق كنيته شبله من معاليه، ووقّع عن الله في فتاويه، وخلّى
المساوئ لمناويه ومساويه، وقد اختلفت إليه فصارت دهم أيامي بمجالسته
غرّا، وملأت جيبي وحجري وسمعي من حسن عباراته درا. ولم يسمح لي ولغيري
من تلامذته بشيء من منظومه، ولا بمقدار يتعلّل به غيضا من فيض علومه،
غير أني عثرت في بعض تعليقاتي ببيتين له يرثي بهما واحدا من أصدقائه،
وجلب بحسن صنعته وشي الأدب من صنعائه. وهما:
رأيت العلم بكاء حزينا ... ونادي الفضل وأحزاني وبؤسي
سألتهما بذاك فقيل أودى ... أبو سهل محمد بن موسى
(دمية القصر 2/ 245، 246) .
(29/461)
229- عبد الباقي بن هبة اللَّه بْن محمد
بْن جعْفَر [1] .
أَبُو القاسم البغداديّ الحفّار.
230- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن الشَرَفيّ القُرْطُبيّ [2]
.
والد الحاكم أبي إسحاق.
ولي القضاء بعدّة كُوَر مَيُورقَة، وغيرها.
وعاش نيِّفًا وسبعين سنة.
231- عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن جَوْشَن [3] .
أبو محمد الأنصاريّ، عُرِف بابن الحصّار الطُّلَيْطُلَيّ.
خطيب طُلَيْطُلَة.
روى عن: أبي الفَرَج عَبْدُوس بن محمد، ومحمد بن عَمْرو بن عَيْشُون،
وتمّام بن عبد الله، وطائفة من شيوخ طُلَيْطُلَة.
وروى عن: أبي جعفر بن عَوْن الله، وأحمد بن خالد التّاجر، وابن مفرِّج،
ومحمد بن خليفة.
وحجّ، وسمع يسيرًا، وعُنِي بالرّواية والْجَمْع حتّى كان أوحد عصره.
وكانت الرّحلة إليه. وكان ثقة صدوقًا صبورا على النّسخ.
ذكر أنّه نسخ «مختصر ابن عُبَيْد» وعَارَضَه في يومٍ واحد.
وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وأبو الوليد الوخْشيّ، وجُمَاهر بن عبد
الرحمن، وأبو عمر بن سُمَيْق، وأبو الحسن بن الألْبيريّ ووصَفه
بالدِّين والفضل والوقار.
وضَعُفَ في آخر عُمره عن الإمامة، فلزم داره.
__________
[ () ] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «قعد للتدريس والفتوى ومجلس
المناظرة، إلى أن أصابته عين الكمال وأدركته المنيّة في حدّ الكهولة،
واحترقت قلوب أهل السّنّة» . (المنتخب من السياق 276) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 331 رقم
705.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الطليطلي) في: الصلة لابن بشكوال 2/
330 رقم 704.
(29/462)
232- عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد [1]
.
أبو طاهر الحَسْنَابَاذِيّ، يُعرف بمكشوف الرّأس.
كان من أعيان صوفيّة إصبهان وفُقهائها.
سمع من: أبي الشّيخ.
ورحل فسمع بمصر وبغداد.
روى عنه: الحدّاد.
وتوفّي في ربيع الآخر.
233- عليّ بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن شَوْذَب [2] .
أبو الحسين الواسطيّ.
حدَّث في هذه السّنة بواسط عَنْ أَبِي بكر القَطِيعيّ.
- حرف الفاء-
234- الفضل بن محمد بن سعيد [3] .
أبو نصر القاشانيّ [4] الأصبهاني.
سمع: أبا الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغانم البُرْجِيّ، وجماعة.
- حرف الميم-
235- محمد بْن إبراهيم بْن محمد [5] .
أبو الحسين البغداديّ المطرّز.
كان وكيلًا على أبواب القضاة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (علي بن عمر) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 91،
92، رقم 72.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] القاشاني أو القاساني: بفتح القاف، والسين المهملة وفي آخرها نون.
(الأنساب 10/ 17) وفي (اللباب) : بالسين المهملة أو الشين المعجمة، هذه
النسبة إلى قاسان (قاسان) ، وهي بلدة عند قمّ على ثلاثين فرسخا من
أصبهان، وأهلها من الشيعة.
[5] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 1/ 418 رقم 421،
والمنتظم 8/ 131 رقم 176، (15/ 307 رقم 3270) .
(29/463)
سمع: عليّ بن محمد بن كَيْسان، وابن نجيب.
تُوُفّي في شوّال.
236- محمد بن الحسن بن عيسى [1] .
أبو طاهر بن شرارة البغداديّ النّاقد.
سمع: القَطِيعيّ، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
تُوُفّي في ذي القعدة.
237- محمد بْن الحُسين بْن الشّيخ أبي سليمان محمد بن الحسين الحرّانيّ
[2] .
ثمّ البغداديّ. أبو الحسين الشّاهد.
سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن ماسيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
مات في صفر.
238- محمد [3] بن أبي السُّكَّريّ [4] ، واسمه عمر، بن محمد بن إبراهيم
ابن غياث.
أبو بِشْر [5] البغداديّ الوكيل.
سمعَ: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، وأبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه، وذُكر لنا عنه الاعتزال [6] .
239- محمد بن عبد الله بن أحمد [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن الناقد) في: تاريخ بغداد 2/ 221 رقم 664،
والمنتظم 8/ 131 رقم 175 (15/ 307 رقم 3269) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الشاهد) في: تاريخ بغداد 2/ 254 رقم 726،
والمنتظم 8/ 131 رقم 177، (15/ 307 رقم 3271) .
[3] انظر عن (محمد بن أبي السري) في: تاريخ بغداد 5/ 39، 40، رقم 975.
[4] في الأصل «السري» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد.
[5] في: تاريخ بغداد: أبو بشير.
[6] وزاد: وكان سماعه صحيحا.
[7] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/464)
أبو بكر الأصبهاني التّبّان المؤذّن.
سمع من: أبي الشّيخ.
روى عنه: الحدّاد، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الصّحّاف، وآخرون.
240- محمد بن عليّ بن محمد بن سَيُّوَيْه [1] .
أبو محمد الأصبهاني المؤدّب، المكفوف والده.
سمع: أبا الشّيخ بن حَيّان.
روى عنه: عبد العزيز النَّخْشَبيّ وقال: هو شيخ صالح عامّيّ، وأبو عليّ
الحدّاد، وحمزة بن العبّاس، وغيرهم.
تُوُفّي في شوّال.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْد المطرز.
وقال ابن سَمُّوَيْه: المعروف بالرِّبَاطيّ.
وأمّا أبو زكريّا بن مَنْدَهْ ففرّق بين هذا وبين المكفوف.
241- محمد بن عمر بن زاذان القَزْوينيّ [2] .
أبو الحسن.
رحل وسمع من: هلال بن محمد بالبصرة.
روى عنه إسماعيل بن عبد الجبار المالكيّ [3] .
242- محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر [4] .
أبو الحسن الخَيْشيّ البصّريّ النَّحْويّ.
قرأ العربيّة بالبصرة على أبي عبد الله الحسين بن عليّ النّمريّ صاحب
أبي باش.
وسمع من: محمد بن مُعَلَّى الأزديّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: التدوين في أخبار قزوين 1/ 479.
[3] قال القزويني: ذكره الخليل الحافظ في التاريخ، وقال في «الإرشاد» :
سنة ثمان.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن عيسى) في: الإكمال لابن ماكولا 3/ 240،
والكامل في التاريخ 9/ 535، وبغية الوعاة 1/ 232 رقم 420.
(29/465)
وأخذ أيضًا عن: أبي عليّ الحسن بن أحمد بن
عبد الغفّار الفارسيّ.
وبرع في النَّحْو.
ونزل واسطًا مدّة. وروى بها كثيرًا، وببغداد. وتخرّج به جماعة.
روى عنه: الوزير أبو الجوائز الحسن بن عليّ الكاتب، ومحمد بن عليّ ابن
أبي الصَّقْر الواسطيّان، وأبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيّوب البزّاز،
وأخوه أحمد بن عبد الملك النَّحْويّ.
قال ابن النّجّار [1] : كان من أئمة النُّحَاة المشهورين بالفضل
والنُّبْل.
ومن شِعره:
رأيت الصّدّ مذمومًا وعندي ... صِدِودُك لو ظفرتُ به حميدُ [2]
لأنّ الصّدَّ عن وصْلٍ [3] ، ومَن لي ... بوصْلٍ منك يعقُبُه [4]
الصُّدودُ
قال أبو نصر بن ماكولا [5] الحافظ: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى
الخَيْشيّ شيخنا وأستاذنا سمعته يقول: اجتاز بنا المتنبّيّ وكنّا
نتعصَّب للسّرِيّ الرّفّاء، فلم نسمع منه.
قال ابن ماكولا [6] : وكان إمامًا في حلّ التّراجِم [7] ، ولم أر أحدًا
من أهل الأدب يجري مجراه [8] .
وقال محمد بن هلال بن الصّابيء: هو من أهل البَطِيحة، لقي أبا عليّ
الفارسيّ، وأخذ عن ابن جِنّيّ وأضرابه. ولمّا حصل ببغداد أخذ عنه أبو
سعد بن
__________
[1] لم يذكره في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد) .
[2] في: بغية الوعاة: «صدود إن ظفرت به حميد» .
[3] في (البغية) : «عن وصلي» .
[4] في (البغية) : «يقطعه» .
[5] في (الإكمال 3/ 240) .
[6] في (الإكمال) .
[7] في (بغية الوعاة) : «المترجم» ، والمثبت يتفق مع (الإكمال) .
[8] وزاد: سمع «تفسير الزجّاج» من الفارسيّ، و «الموازنة بين الطائيين»
منه، وكتاب «الكامل» منه عن الأخفش، عن المبرّد ... وكتب إليّ إجازة
بخطه وذكر فيه شرح ما سمعه، ذهب بعضها وبقي بعض.
(29/466)
المُوصِلايَا المُنْشئ، وكان ملازمًا له
حتّى مات ببغداد عن إحدى وتسعين سنة [1] .
وقال ابن خَيْرُون: مات في سادس عشر ذي الحجّة.
243- مسعود بن عليّ بن مُعَاذ بن محمد بن مُعَاذ [2] .
أبو سعيد السِّجْزيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الوكيل الحافظ.
من أعيان تلامذة أبي عبد الله الحاكم، وله عنه سؤالات، وقد أكثر عنه.
سمع: أبا محمد بن الرُّوميّ، وأبا عليّ الخالديّ، وعبد الرحمن بن
المزكّيّ، وجماعة.
وروى شيئًا يسيرًا عن الحاكم لأنّه تُوُفّي كَهْلًا.
روى عنه: مسعود بن ناصر الركاب، وغيره.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وثلاثين أو سنة تسعٍ وثلاثين، على قولين ذكرهما عبد
الغافر.
- حرف الهاء-
244- هشام بن غالب بن هشام [3] .
أبو الوليد الغافِقيّ القُرْطُبيّ الوثائقيّ.
روى عن القاضي أبي بكر بن زَرْب، وابن المكْوِيّ، وأبي محمد الأصِيليّ،
وكان أقعد النّاس به، وأكثرهم لُزُومًا له.
وكان خيِّرًا إمامًا، من أهل العلم الواسع، والفَهْم الثّاقب،
متفنِّنًا وقد أخذ من كلّ علم بخطّ وافر.
وكان يميل إلى مذهب داود بن عليّ الظّاهريّ رحمه الله في باطن أمره.
خرج من قُرْطُبة في الفتنة وسكن غُرْنَاطة، ثمّ استقرّ بإشبيليّة.
وتُوُفّي في ربيع الآخر، وقد جاوز الثّمانين بأشهر، رحمه الله.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 535.
[2] انظر عن (مسعود بن علي) في: المنتخب من السياق 432 رقم 1464.
[3] انظر عن (هشام بن غالب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 652 رقم 1434.
(29/467)
- حرف الياء-
245- يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الملك [1] .
الأُمويّ العُثمانيّ، أبو بكر القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وابن مفرِّج، وعبّاس بن
أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق، وهاشم بن يحيى.
حدَّث عَنِه: الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم والتَّقدُّم في
الفَهْم للحديث والسُّنَن والرّأي والأدب.
وأثنى عليه ابن خَزْرَج ووصَفَه بالفصاحة والتَّفنُّن في العلوم، وقال:
تُوُفّي في صفر ابن ثمانٍ وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 667، 668 رقم
1470.
(29/468)
سنة تسع وثلاثين
وأربعمائة
- حرف الألف-
246- أحمد بن أحمد بْن محمد بْن عَلِيّ [1] .
أبو عبد الله القَصْريّ [2] السّيْبِيّ [3] الفقيه الشّافعيّ.
حدَّث عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وعلي
بن أبي السري البكائي.
قال الخطيب: كان فاضلا من أهل العلم والقرآن [4] ، كثير التلاوة. قيل:
كان يقرأ في كل يوم ختمة. سمعته يقول: قدِمْتُ أنا وأخي من القصر،
والقَطِيعيّ حيّ، ومقصودنا الفقه والفرائض. فأردنا السّماع منه، فلم
نذهب إليه، لكنّا سمعنا من ابن ماسي نسخة الأنصاريّ. وكان ابن اللّبّان
الفَرَضيّ قال لنا: لا تذهبوا إلى القَطِيعيّ، فإنّه قد ضَعُفَ واختلّ،
وقد منعت ابني من السّماع منه.
تُوُفّي ابن السيبيّ في رجب عن ثلاثٍ وتسعين سنة.
247- أحمد بن عبد الله بن محمد [5] .
أبو الحسن ابن اللّاعب البغداديّ الأنماطيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في: تاريخ بغداد 4/ 4، 5 رقم 1583،
والأنساب 7/ 216.
[2] القصريّ: بفتح القاف وسكون الصاد المهملة وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى القصر. وقد ذكر ابن السمعاني ستة مواضع منها، ولم يذكر صاحب
الترجمة في أحدها، (الأنساب 15/ 171) بل ذكره في (السّيبيّ) .
[3] السّيبيّ: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى سيب، قال ابن
السمعاني: وظنّي أنها قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. (الأنساب 7/ 215) .
[4] زاد بعدها: «مشهورا بالسّنّة» .
[5] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: تاريخ بغداد 4/ 238 رقم 1963.
(29/469)
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وغيره.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
248- أحمد بن عليّ بن عمر [1] .
أبو الحسن البصْريّ المالكيّ، الفقيه.
تُوُفّي في رمضان.
249- أحمد بن محمد بن الحسين [2] .
أبو نصر البخاريّ، حمو القاضي الصّيمريّ.
تفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ.
وسمع من: نصر بن أحمد البرجيّ.
وعنه: الخطيب [3] ، ووثّقه.
نزيل الكوفة وبها مات فِي ذي الحجّة.
- حرف الحاء-
250- الْحَسَن بْن داود بن بابْشَاذ [4] .
أبو سعْد المصريّ.
تُوُفّي ببغداد في ذي القعدة شابًّا.
سمع: أبا محمد بن النّحّاس، وغيره.
وكان له ذكاء باهر.
قرأ القراءات والأدب والحسان والفِقْه. وتقدَّم في مذهب أبي حنيفة.
251- الحَسَن بن عليّ بن الحسن بن شوّاش [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد البخاري) في: تاريخ بغداد 4/ 435، 436 رقم
2337، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 32، 33.
[3] وهو قال: ورد بغداد في حداثته، ودرس فقه الشافعيّ على أبي حامد
الأسفرائيني، ثم ولي قضاء الكوفة، فخرج إليها وأقام بها دهرا طويلا،
وقدم علينا بغداد، وحدّث عن أبي القاسم المرجّى الموصليّ، وعدّة من
البغداديين، كتبت عنه، وكان ثقة.
[4] انظر عن (الحسن بن داود) في: تاريخ بغداد 7/ 307 رقم 3823.
[5] انظر عن (الحسن بن علي بن الحسن) في:
(29/470)
أبو علي الكتّانيّ الدّمشقيّ، المقرئ، مشرف
الجامع [1] .
حدث عن: الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجيّ، وأبي سليمان ابن
زَبْر.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بِشْر الإسْفَرائينيّ،
وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباري، ومحمد بن الحسين
الحِنّائيّ، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة.
252- الحسن بن محمد بن الحسن بن عليّ [2] .
الحافظ أبو محمد بن أبي طالب البغداديّ الخلّال [3] .
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وأبا بكر الورّاق، وأبا سعيد الحرفيّ، وابن
المظفّر، وأبا عبد الله بن العسكريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا عمر بن
حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وخلْقًا سواهم.
قال الخطيب [4] كتبنا عنه، وكان ثقة له معرفة، نبيه. وخرَّج
«المُسْنَد» على «الصَّحيحين» ، وجمع أبوابًا وتراجم كثيرة. وقال لي:
وُلِدتُ سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ومات في جمادى الأولى.
__________
[ () ] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 37، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 6/ 353 رقم 233، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 199.
[1] قال ابن عساكر: أصله من أرتاح مدينة من أعمال حلب وتولّى الإشراف
على وقوف جامع دمشق.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن الحسن) في:
السابق واللاحق 80، وتاريخ بغداد 7/ 425 رقم 3997، والمنتظم 8/ 132،
133، رقم 179، (15/ 309 رقم 3273) ، والكامل في التاريخ 9/ 543، 544،
واللباب 1/ 473، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1409، والإعلام
بوفيات الأعلام 182، وسير أعلام النبلاء 17/ 593- 595 رقم 396، ودول
الإسلام 1/ 258، والعبر 3/ 189، وتذكرة الحفاظ 3/ 1109- 1111، ومرآة
الجنان 3/ 60، وغاية النهاية 1/ 231، وطبقات الحفاظ 426، وكشف الظنون
26، وشذرات الذهب 3/ 262، وهدية العارفين 1/ 275، ومعجم المؤلفين 3/
280، وتاريخ التراث العربيّ (طبعة الرياض) 1/ 480 رقم 335.
[3] في مرآة الجنان 3/ 60 «الحلال» بالحاء المهملة.
[4] في تاريخه 7/ 425.
(29/471)
قلتُ: روى عنه: أبو الحسين المبارك، وأبو
سعد ابنا عبد الجبّار الصَّيْرفيّ، وجعفر بن أحمد السّرّاج، والمعمّر
بن عليّ بن أبي عمامة الواعظ، وجعفر بن المحسّن السّلَمَاسيّ، وآخرون.
253- الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشْنَاس [1] .
أبو عليّ بن الحمّاميّ البغداديّ، المتوكّليّ.
كان جدّهم مولى للمتوكّل.
سمع: أبا عبد الله بن العسكريّ، وعمر بن سبَنك، وعليّ بن لؤلؤ، وطائفة
كبيرة.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان رافضيًّا خبيث المذهب، ويقرأ على الشّيعة
مَثَالب الصّحابة.
عاش ثمانين سنة.
254- الحسين بن الحسن بن عليّ بن بُنْدَار [2] .
أبو عبد الله الأنماطيّ.
بغداديّ، يُعرف بابن أحما الصَّمْصاميّ.
روى عن: ابن ماسي.
قال الخطيب: كان يدعو إلى الاعتزال والتَّشَيُّع ويناظر عليه بحمق
وجَهْل.
مات في شعبان.
255- الحسين بن عليّ بن عُبَيْد الله [3] .
أبو الفَرَج الطَّناجيريّ.
بغداديّ مشهور.
سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد الحمامي) في: تاريخ بغداد 7/ 425 رقم
3998.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن) في: تاريخ بغداد 8/ 35 رقم 4085.
[3] انظر عن (الحسين بن علي الطناجيري) في:
تاريخ بغداد 8/ 79، 80 رقم 4164، والسابق واللاحق 83، والأنساب 8/ 251،
والمنتظم 8/ 133 رقم 180، (30915 رقم 3274) ، واللباب 2/ 285، والإعلام
بوفيات الأعلام 182، وسير أعلام النبلاء 17/ 618، 619 رقم 414.
(29/472)
ابن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، وخلْقًا
سواهم.
قال الخطيب [1] : كتبنا عنه، وكان ثقة دينا. سمعته يقول: كتبتُ عن
القَطِيعيّ أمالي وضاعت.
توفّي في سلخ ذي القعدة، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
- حرف العين-
256- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عبد الله بن رُسْتَه [2] .
البغداديّ ثمّ الأصبهاني.
روى عن: عبد الرحمن بن شنبة العطّار عن أبي خليفة الْجُمَحيّ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
257- عبد الله بن ميمون الأربع [3] أبو محمد الحَسَنيّ الصُّوفيّ.
محدِّث مكثر، مصري.
رحل إلى الحافظ أبي عبد الله الحاكم. قال الحبال.
258- عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج [4] .
أبو المطرّف الإلبيريّ.
سمع: أبا عبد الله بن أبي زمنين.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ [5] ، وأحمد بن نصر الدّاوديّ.
وسكن قُرْطُبة.
قال أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل الخير والفضل، حافظًا للمسائل. له
حظٌّ من عِلْم النَّحْو، كثير الصّلاة والذّكر.
__________
[1] في تاريخه 8/ 79.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته، وورد في الأصل هكذا. ولعلّه: «الأقرع» .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 331، 332
رقم 706 وفيه:
«جرج» بدل «خزرج» .
[5] وكان يحفظ كتابه «الملخّص» ظاهرا.
(29/473)
تُوُفّي رحمه الله في ربيع الأول [1] .
259- عَبْد المُلْك بْن عَبْد القاهر بْن أسد [2] .
أبو القاسم النَّصِيبيّ.
260- عبد الواحد بن محمد بن يحيى [3] .
أبو القاسم البغداديّ المطرِّز الشّاعر المشهور.
كان سائر القول في المديح والغَزَل والهجاء.
له دِيوان.
261- عبد الوهّاب بن عليّ بن داوريد [4] .
أبو حنيفة الفارسيّ الملحميّ، الفقيه الفَرَضيّ.
قال الخطيب [5] : ثنا عن المُعَافيّ الجريريّ. وكان عارفًا بالقراءات
والفرائض، حافظًا لظاهر فِقه الشّافعيّ.
مات في ذي الحجّة.
262- عليّ بن بُنْدَار [6] .
قاضي القُضاة أبو القاسم.
حدَّث بأصبهان عن: أبي الشّيخ.
وعن: أبي القاسم بن حَبَابَة.
__________
[1] ومولده سنة 368 هـ.
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد القاهر) في:
تاريخ بغداد 10/ 433 رقم 5596، والمنتظم 8/ 133، 134 رقم 183، (15/ 310
رقم 3277) وفي الطبعتين: «عبد الملك بن عبد القاهر بن راشد بن مسلم» .
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 16 رقم 5681،
والمنتظم 8/ 134 رقم 184، (15/ 310، 311 رقم 3278) ، والكامل في
التاريخ 9/ 543، والمختصر في أخبار البشر 2/ 168، وتاريخ ابن الوردي 1/
350.
[4] انظر عن (عبد الوهاب بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 33، والمنتظم 8/ 133 رقم 128 وفيه «اللخمي» ، وكذلك في
الطبعة الجديدة (15/ 310 رقم 3276) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
285.
[5] في تاريخه.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/474)
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وأبو سعد
المطرز.
وتوفي في شوال.
263- علي بن عبيد الله بن علي [1] .
أبو طاهر البغدادي البزوري.
سمع: القطيعي، والوراق.
وعنه: الخطيب، واثنى عليه.
264- علي بن منير بن أحمد [2] .
أبو الحسن المصري الخلال الشاهد.
روى عن: أبي الطّاهر الذُّهليّ، وأبي أحمد بن النّاصح، وجماعة.
روى عنه: أبو الحسن الخِلَعيّ، وسهل بن بِشْر، وسعْد بن عليّ
الرَّيْحانيّ، وجماعة سواهم.
تُوُفّي في ذي القعدة [3] .
265- عمر بن محمد بن العبّاس بن عيسى [4] .
أبو القاسم الهاشميّ البغداديّ.
عرف بابن بكران.
سمع: ابن كيسان.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبيد الله) في: تاريخ بغداد 12/ 10 رقم 6369.
[2] انظر عن (علي بن منير) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 570، والعبر 3/ 189، وسير أعلام النبلاء 17/ 619،
620 رقم 415، وحسن المحاضرة 1/ 373، وشذرات الذهب 3/ 262، ومعالم
الإيمان للدبّاغ 3/ 198، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 714.
[3] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 619، 620) :
«قال السلفي: سمعت عبد الرحمن بن صابر، سمعت سهل بن بشر يقول: اجتمعنا
بمصر، فلم يأذن لنا علي بن منير، وصاح عبد العزيز في كوّة: «من سئل عن
علم فكتمه ألجم بلجام من نار» . ففتح لنا وقال: لا أحدّث إلّا بذهب،
ولم يأخذ من الغرباء. وكان ثقة فقيرا» .
وأقول: حديث «من سئل عن علم ... » حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند 2/
263 و 305 و 344 و 353 و 495، وأبو داود (3658) ، والترمذي (2651) ،
وابن ماجة (261) ، وابن حبّان (95) .
[4] انظر عن (عمر بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 274 رقم 6044.
(29/475)
قال الخطيب: كان صدوقًا، كتبنا عنه.
تُوُفّي فِي ذي القعْدة.
- حرف الميم-
266- مُحَمَّد بن أحمد بن موسى [1] .
أبو عبد الله الشّيرازيّ الواعظ المعروف بالنَّذير.
سمع من: إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ، وعليّ بن عمر الرّازيّ القصّار،
وأبي نصر ابن الْجُنْديّ.
وقدِم بغداد فتكلَّم بها ونَفَق سوقُه على العامّة، وشغفوا به،
وازدحموا عليه، وافتتنوا به. وصحِبَه جماعة، وهو يُظْهِر الزُّهد، ثمّ
إنّه قبل العطاء. وأقبلت عليه الدُّنيا، وكثُر عليه المال، ولبس
الثّياب الفاخرة. وكثُر مريدُوه. ثمّ حظّ [2] على الغَزْو والجهاد،
فحشد النّاس إليه من كلّ وجهٍ، وصار معه جيش، فنزل بهم بظاهر بغداد،
وضُرِب له بالطَّبْل في أوقات الصَّلوات. ثمّ سار إلى المَوْصِل
واستفحل أمرُه، فصار إلى أَذْرَبَيْجَان، وضاهى أميرَ تلك النّاحية،
فتراجع جماعاتٌ من أصحابه [3] .
ومات سنة سبْعٍ.
267- محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرّحيم [4] .
الوزير عميد الدّولة أبو سعد البغداديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الشيرازي) في:
تاريخ بغداد 1/ 359 رقم 295، والمنتظم 8/ 134، 135 رقم 186، (15/ 311،
312 رقم 3280) ، والعبر 3/ 189، 190، والبداية والنهاية 12/ 56.
[2] هكذا في الأصل.
[3] زاد الخطيب: وكتبت عنه أحاديث يسيرة وذلك في سنة عشر وأربعمائة.
وحدّثني عنه بعض أصحابنا بشيء يدلّ على ضعفه في الحديث. أنشدني أبو عبد
الله الشيرازي لبعضهم:
إذا ما أطعت الناس في لذّة ... نسبت إلى غير الحجا والتكرّم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة ... دعتك إلى الأمر القبيح المحرّم
(تاريخ بغداد 1/ 360) .
[4] انظر عن (محمد بن حسين) في:
المنتظم 8/ 134 رقم 185 (15/ 311 رقم 3279) ، والبداية والنهاية 12/
56، والوافي بالوفيات 3/ 8، 9 رقم 864.
(29/476)
صدرٌ كبير، رأس في حساب الدّيوان وشارك في
الفضائل وقال الشِّعْر [1] .
وسمع: أبا الحسين بن بِشْران.
ووَزَرَ لأبي طاهر بن بُوَيْه مدّة.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة.
268- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عابد [2] .
أبو عَبْد الله المَعَافِريّ القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: أبي عبد الله بن مفرِّج، وعبّاس بن أصبغ، والأصيليّ، وزكريا
ابن الأشجّ، وخَلَف بن القاسم، وهاشم بن يحيى.
ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد «رسالته» .
وسمع بمصر من: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.
وكان معتنيا بالآثار، ثقة، خيِّرًا، فاضلًا، متواضعًا. دُعِي إلى
الشُّورَى فأبى [3] .
حدَّث عنه خلْق منهم: أبو مروان الطَّبْنيّ، وأبو عبد الرحمن العقيليّ،
وأبو عبد الله بن عَتَّاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن
فَرَج.
قلت: رواية أبي محمد بن عتّاب، عنه بالإجازة [4] . وكان بقيَّة
المحدِّثين بقُرْطُبة.
مات في آخر جُمَادى الأولى عن نَيِّفٍ وثمانين سنة، وهو آخر من كان
يروي عن الأصِيليّ، وغيره.
__________
[1] ومن شعره:
تزاحمت عبراتي يوم بينهم ... تزاحم الدمع في أجفان متّهم
ثم انصرفت وفي قلبي لفرقتهم ... وقع الأسنّة في أعقاب منهزم
(الوافي بالوفيات 3/ 8، 9) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 530، 531 رقم 1158، وبغية الملتمس 92، والعبر 3/
190، وسير أعلام النبلاء 17/ 614، 615 رقم 411، والديباج المذهب 2/
324، وشذرات الذهب 3/ 263، ونفح الطيب 2/ 239، ومدرسة الحديث في
القيروان 2/ 641.
[3] الصلة 2/ 530.
[4] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 615) :
«والمغاربة يتسمّحون في إطلاق ذلك» .
(29/477)
269- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن
الحُسين بْن مهران [1] .
أبو بكر الأصبهاني البقّال.
سمع أبا الشّيخ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
270- محمد بن عليّ بن محمد [2] .
أبو الخطّاب البغداديّ الشّاعر المعروف بالْجَبُّليّ [3] .
سمع من: عبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق.
روى عنه: الخطيب [4] ، وأثنى عليه بمعرفة العربيّة والشِّعْر.
وقد مدَحه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِّيّ بقصيدة مكافأةً لمديحه
إيّاه، مطلعها:
أشفقتُ من عِبْء البقاء وعابهِ ... ومللتُ من أَرْيِ الزّمان وصابهِ
وأرى أبا الخطّاب نالَ من الحجى ... حظًّا زواه الدَّهْرُ عن خُطّابه
رَدّت لَطَافتُه وحدَّةُ ذِهْنهِ ... وحْشَ اللُّغَاتِ أو أنسا بخطابه
[5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي الجبليّ) في:
تاريخ بغداد 3/ 101 رقم 1098، والإكمال لابن ماكولا 3/ 227، وتاريخ
دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 5، 6، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 135 رقم
180 (15/ 312 رقم 3282) ، والكامل في التاريخ 9/ 543، والأنساب 3/ 183،
ومعجم البلدان 2/ 104، واللباب 1/ 257، 258، ولسان الميزان 5/ 303.
[3] في «المنتظم» تحرّفت إلى «الجيلي» . والجبليّ» : بفتح الجيم وضمّ
الباء المشدّدة المنقوطة بنقطة واحدة، وهذه النسبة إلى «جبل» ، وهي
بلدة على الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب 3/ 182) .
[4] تاريخ بغداد 3/ 101.
[5] ومن شعر أبي الخطّاب:
أخالف ما أهوى لمرضاة ما تهوى ... وأشكر في حبيّك ما يوجب الشكوى
ولولا حلول السّحر طرفك لم يكن ... يخيّل لي مرّ الغرام به حلوا
متى تتّقي عدوان، حبّك سلوتي ... إذا كان من قلبي عليّ له العدوي
بأيّ عزاء أحتمي منك بعد ما ... تتبّعت بالألحاظ أثاره محوا
ولم تخل لي من عبرة فيك مدمعا ... ومن حيرة فكرا ومن زفرة عضوا
أبن لي إذا ما كنت من أكؤس الهوى ... بلحظك لا أصحو فما لي لا أروى؟
(29/478)
وكان أبو الخطّاب مُفْرِط القِصَر، وهو
رَافضيّ جَلْد [1] .
271- محمد بن عمر بن [عبد] العزيز [2] .
أبو عليّ البغداديّ المؤدّب.
سمع: أبا عمر بن حيّويه، وأبا الحسن الدّارقطنيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
272- محمد بن الفُضَيْل بن الشّهيد أبي الفضل محمد بن أبي الحسين
الفُضَيْليّ [3] .
الهَرَويّ المزكّيّ.
سمع: أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خَمِيرُوَيْه، وأبا أحمد الحاكم.
روى عنه: حفيده إسماعيل بن الفُضَيْل، والهَرَويّون.
الكنى
273- أبو كاليجار [4] .
الملك والد الملك أبي نصر، المُلقَّب بالملك الرّحيم.
قرأتُ بخطّ ابن نظيف في «تاريخه» أنّه تُوُفّي سنة تسعٍ هذه.
وهو ابن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدّولة بن بُوَيْه.
مات بطريق كرْمان، وكان معه سبعمائة من التُّرْك وثلاثة آلاف من
الدَّيْلَم، فَنَهَبت الأتراك حواصله وطلبوا شيراز.
__________
[1] وقال ابن ماكولا: «ومدح فخر الملك ومن بعده، وكان من المجيدين، وله
معرفة باللغة والنحو ومدح أبي وعمّي قاضي القضاة أبا عبد الله رحمهما
الله» . (الإكمال 3/ 227) .
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: تاريخ بغداد 3/ 40 رقم 976.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (أبي كاليجار) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 338، (وتحقيق سويم) 6، وتاريخ
الفارقيّ 154، والمنتظم 8/ 319 رقم 194 (15/ 317 رقم 3288) ، والكامل
في التاريخ 9/ 547، والمختصر في أخبار البشر 2/ 169 (وفيات 439 هـ.) ،
ودول الإسلام 1/ 191، والعبر 3/ 191، وتاريخ ابن الوردي 1/ 320،
والبداية والنهاية 12/ 59، ومآثر الإنافة 1/ 737 وسيعاد في وفيات السنة
التالية، برقم (314) .
(29/479)
سنة أربعين
وأربعمائة
- حرف الألف-
274- أحمد بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد البغداديّ
الخلّال [1] .
أبو يَعْلَى.
روى عن: أبي حفص الكتّانيّ.
وعنه: الخطيب أبو بكر حديثًا واحدًا.
275- أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد [2] .
المحدِّث الواعظ خاموش الرّازيّ.
قد كان ذكرته في آخر تيك الطّبقة، وظفرتُ بأنّه بقي إلى سنة أربعين
فإنّه حدَّث في آخر سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة.
سمع: أبا محمد المَخْلَديّ، وابن مَنْدَهْ، وأبا أحمد الفَرَضيّ، وعليّ
بن محمد بن يعقوب الرّازيّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرْصَريّ [3] ،
وعدّة.
روى عنه: أبو منصور حُجْر بن مظفَّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين
التُّوَيّيّ [4] الهَمَذَانيّ، ويحيى بن الحسين الشّريف، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي محمد) في: تاريخ بغداد 4/ 94 رقم 1741.
[2] انظر عن (أبي حاتم أحمد) في: سير أعلام النبلاء 17/ 624- 626 رقم
422.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في آخر ترجمة من هذه الطبقة، في المتوفين
ظنّا بين سنتي 431 و 440 هـ. انظر رقم (342) .
[3] الصرصري: نسبة إلى صرصر، قرية على فرسخين من بغداد.
[4] التّويّيّ: بضم التاء المثنّاة من فوق، وفتح الواو، بعدها الياء
آخر الحروف المشدّدة، هذه النسبة إلى قرية من قرى همدان يقال لها:
تويّ: (الأنساب 3/ 100) .
(29/480)
وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة [1] .
276- أحمد بن عبد الله بن سهل [2] .
أبو طالب ابن البقّال. الفقيه الحنبليّ.
كانت له حلقة للفتوى ببغداد.
وروى عن: أبي بكر شاذان، وعيسى بن الجرّاح.
خلّط في بعض روايته. قاله الخطيب [3] .
277- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن عليّ [4] .
أبو منصور الصَّيْرفيّ.
سمع: ابن حَيَّوَيْهِ، والدّارقطنيّ، والمعافي.
وعنه: الخطيب، وقال [5] : كان رافضيًّا، وسماعه صحيح.
278- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بن الفتح [6] .
أبو الحسن الحكيميّ المصريّ الورّاق.
وُلِد في المحرّم سنة ستين وثلاثمائة.
وسمع من القاضي أبي الطّاهر الذُّهْليّ، وأبي بكر المهندس.
روى عنه: أبو عبد الله الرّازيّ في مشيخته.
وهو راوي الجزء التّاسع من الفوائد الجدد.
توفّي يوم النّحر.
__________
[1] انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 625.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن سهل) في: تاريخ بغداد 4/ 439 رقم
1964، وطبقات الحنابلة 2/ 189، 190 رقم 658، ولسان الميزان 1/ 198 رقم
621.
[3] في تاريخه. وقال ابن أبي يعلى: «صاحب الفتيا والنظر والمعرفة،
والبيان، والإفصاح واللسان.. ودرس الفقه على أبي عبد الله بن حامد،
وكانت له حلقة بجامع المنصور ... له المقامات المشهورة بدار الخلافة.
من ذلك قوله بالديوان والوزير ابن صاحب النعمان: «الخلافة بيضة،
والحنبليّون أحضانها. ولئن انفقشت البيضة لتنفقشنّ عن محّ فاسد.
الخلافة خيمة، والحنبليون أطنابها، ولئن سقطت الطّنب لتهوينّ الخيمة،
وغير ذلك» . (طبقات الحنابلة 2/ 189، 190) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الصيرفي) في: تاريخ بغداد 4/ 379 رقم 2253،
وميزان الاعتدال 1/ 132 رقم 531، ولسان الميزان 1/ 253 رقم 795.
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد الحكيمي) في: العبر 3/ 192.
(29/481)
279- أَمَةُ الرّحمن بنت أحمد بن عبد
الرحمن بن عبد القاهر العَبْسيّ [1] .
الزَّاهدة الأندلسيّة.
كانت صوَّامة قوَّامة، تُوُفّيت بِكْرًا عن نيِّفٍ وثمانين سنة.
قال: أبو محمد بن خَزْرَج: سمعت عليها عن والدها.
- حرف الباء-
280- بِسْطَام بن سَامَة بن لُؤَيّ [2] .
أبو أسامة القُرَشيّ السّاميّ [3] الهَرَويّ. إمام الجامع.
روى عن: أبي منصور الأزهريّ اللُّغويّ، وعليّ بن محمد بن رزين
الباسانيّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
- حرف الحاء-
281- الْحَسَن بْن أحمد بن الحسن خداواذ [4] .
أبو عليّ الكرْجيّ، ثمّ البغداديّ الباقلّانيّ.
سمع من: ابن المُثْمِر، وابن الصَّلْت الأهوازيّ.
كتب عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا ديِّنًا خيِّرًا.
مولده سنة 382.
282- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان [5] .
الأمير ناصر الدّولة وسَيْفُها أبو محمد التّغلبيّ.
__________
[1] انظر عن (أمة الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 694 رقم 1535.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] السامي: بالسين المهملة، هذه النسبة إلى سامة بن لؤيّ بن غالب.
(الأنساب 7/ 16) .
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد الكرجي) في: تاريخ بغداد 7/ 381 رقم 3777،
والمنتظم 8/ 137، 138 رقم 190، (15/ 315 رقم 3284) .
[5] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
الإشارة إلى من نال الوزارة 41، وسير أعلام النبلاء 17/ 620، 621 رقم
417، والوافي بالوفيات 11/ 419، وفيه: «الحسن بن الحسن» ، وأمراء دمشق
في الإسلام 27، والنجوم الزاهرة 5/ 45، 90، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 173،
واتعاظ الحنفا 2/ 201، 209، 210.
(29/482)
ولي إمرَة دمشق بعد أمير الجيوش سنة ثلاث
وثلاثين إلى أن قُبِضَ عليه سنة أربعين، وسُيِّرَ إلى مصر. وولي بعده
طارق الصَّقّلبيّ.
وهذا هو والد الأمير ناصر الدّولة الحسين بن الحسن الحمْدانيّ الّذي
أذلّ المستنصر العُبَيْديّ وحكم عليه كما سيأتي سنة نيِّف وستّين.
283- الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر باللَّه جعفر بن المعتضد [1] .
أبو محمد العبّاسيّ.
سمع من: مؤدّبه أحمد بن منصور اليَشْكُريّ، وأبي الأزهر عبد الوهّاب
الكاتب.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان ديِّنًا حافظًا لأخبار الخلفاء،
عارفًا بأيّام النّاس، فاضلًا.
تُوُفّي في شَعبان وله سبْعٌ وتسعون سنة.
قلت: روى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم بن الحُصَيْن.
قال: ولدت في أوّل سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وغسّله أبو الحسين بن المهتدي باللَّه.
284- الحسين بن محمد بن هارون [3] .
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ الورّاق.
ثقة، سمع: أبا الفضل الفاميّ، وأبا محمد المَخْلَديّ، والجوزقيّ،
وجماعة.
ذكره عبد الغافر.
285- الحسين بن عبد العزيز [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 7/ 354، 355، رقم 3875، والأنساب 11 (المقتدري) ، والمنتظم
8/ 137 رقم 189، (15/ 314، 315 رقم 3283) ، والكامل في التاريخ 9/ 552،
واللباب 3/ 246، والعبر 3/ 192، وسير أعلام النبلاء 621، 622 رقم 418،
والوافي بالوفيات 12/ 199، 200، والبداية والنهاية 12/ 58، وشذرات
الذهب 3/ 264.
[2] في تاريخه 7/ 354.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن هارون) في: المنتخب من السياق 198 رقم
579.
[4] انظر عن (الحسين بن عبد العزيز) في: تاريخ بغداد 8/ 61 رقم 4137.
(29/483)
أبو يَعْلَى، المعروف بالشالوسيّ.
من شعراء بغداد.
حدَّث عن ابن حَبَابة.
- حرف الدّال-
286- داجن بن أحمد بن داجن [1] .
أبو طالب السَّدُوسيّ المصريّ.
حدَّث عن: الحسن بن رشيق.
وعنه: أبو صادق مرشد المهنيّ.
لا أعلم متى تُوُفّي، لكنّه كان في هذا الوقت.
- حرف السّين-
287- سَيّد [2] بن أبان بن سيّد [3] .
أبو القاسم الخَوْلانيّ الإشبيليّ.
سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخرّاز.
ورحل فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد.
وكان فاضلًا متقدِّمًا في الفَهْم والحِفظ. وعاش سبْعًا وثمانين سنة.
- حرف العين-
288- عَبْد الصّمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن مُكْرم [4] .
أبو الخطّاب البغداديّ.
سمع: أبا بكر الأَبْهَريّ، وأبا حفص الزّيّات.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] في الأصل «سند» .
[3] انظر عن (سيد بن أبان) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 227، 228 رقم 520
والتصحيح منه.
[4] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في: تاريخ بغداد 11/ 45 رقم 5736.
(29/484)
289- عُبَيْد الله بْن الحافظ أَبِي حفص
عُمَر بْن أحمد بن عثمان بن شاهين [1] .
البغداديّ الواعظ أبو القاسم.
سمع: أباه، وأبا بحر محمد بن الحسن البربهاري، وأبا بكر القطيعي، وابن
ماسيّ، وحُسَيْنَك، النَّيْسابوريّ.
قال الخطيب [2] : كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
مات في ربيع الأول.
قلت: وروى عنه: جعفر السّرّاج، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ.
أظنّه آخر أصحاب أبي بحر.
290- عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بْن الأزرق [3] .
أبو الحسين المصريّ.
قال الحبّال: حدَّث ولزِم بيته.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
291- عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدّقّاق [4] .
أبو القاسم البغداديّ.
روى عن: القَطِيعيّ، وابن ماسيّ.
وعاش خمسًا وثمانين سنة.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان شيخًا صالحًا صدوقا، ديّنا حسن المذهب.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن عمر) في:
تاريخ بغداد 10/ 386، والمنتظم 8/ 138 رقم 191 (15/ 315 رقم 3285) ،
والكامل في التاريخ 9/ 552، وسير أعلام النبلاء 17/ 601، والبداية
والنهاية 12/ 58، وتاريخ الخميس 2/ 399، وشذرات الذهب 3/ 264.
[2] في تاريخه 10/ 386.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 390 رقم 6244، وتبيين كذب المفتري 258، 259، والمنتظم
8/ 139 رقم 192 (15/ 315، 316 رقم 3286) ، والبداية والنهاية 12/ 58.
(29/485)
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال ابن عساكر في «طبقات الأشْعريّة» [1] : ومنهم أبو القاسم بن أبي
عثمان الهمدانيّ. فذكر ترجمته.
292- علي بن ربيعة بن عليّ [2] .
أبو الحسن التّميميّ المصريّ البزّاز.
أحد المكثرين عن الحَسَن بن رشيق.
روى عنه: أبو مَعْشَر الطّبريّ، وأبو عبد الله الرّازيّ صاحب
السُّدَاسيّات.
تُوُفّي في صَفَر [3] .
293- علي بن عُبَيْد الله بن القصّاب الواسطيّ [4] .
روى عن: الحافظ أبي محمد بن السّقّاء [5] .
294- عيسى بن محمد بن عيسى الرُّعَينيّ [6] .
ابن صاحب الأحباس، الأندلسيّ.
__________
[1] هو «تبيين كذب المفتري» ص 358.
[2] انظر عن (علي بن ربيعة) في:
العبر 3/ 192، وسير أعلام النبلاء 17/ 626.، 627 رقم 423، والإعلام
بوفيات الأعلام 182، وحسن المحاضرة 1/ 373، وشذرات الذهب 3/ 264،
ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 715.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 17/ 626) : «أجاز
لأبي عبد الله بن الخطّاب الرازيّ مرويّاته في سنة تسع وثلاثين
وأربعمائة، وقال هذا ثبت ما عندي عنه بالسماع: نسخة سَعِيدُ بْنُ أَبِي
مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أيوب جزء كبير رواه ابن رشيق، عن أحمد بن
حمّاد التجيبي ابن زغبة عنه. نسخة إبراهيم بن سعد، رواية ابن رشيق، عن
ابن أبي السّوار، عن أبي صالح عنه. الجزء الثاني من مسند مالك للنسائي،
رواية ابن رشيق، عنه. والثالث منه، والجزء الرابع انتخاب الدارقطنيّ
علي ابن رشيق. كتاب الطلاق من «السنن» للنسائي، الفرائض من «الموطأ»
رواية يحيى بن بكير، عن مالك» .
[4] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 64 رقم 24.
[5] قال الحوزي: رحل به أبوه إلى أبي بكر المفيد الجرجرائي فسمع منه.
وكان ثقة موسرا حسن المواساة لأهل العلم، حدّثني سبطه أبو عبد الله بن
السّوادي أنه مات فجأة بعد عوده من صلاة العصر، وكان صلّاها في الجامع
فاتّكأ إلى حائط فمات. وأصحابنا قد قالوا: سمع ابن السّقّاء وما أحقّ
ذلك.
[6] انظر عن (عيسى بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 437 رقم 939.
(29/486)
ولي قضاء المَرُيّة. وكان من جِلَّة
العلماء وكبار الأئمّة الأذكياء.
روى عن: أبي عِمْران الفاسيّ، وجماعة من المتأخّرين.
ومات كَهْلًا [1] .
- حرف الفاء-
295- فخر الملك [2] .
وزير صاحب الدّيار المصريّة المستنصر باللَّه العُبَيْديّ، واسمه
صَدَقَة [3] بن يوسف الإسرائيليّ المسلمانيّ. أسلم بالشّام، وخدم بعض
الدّولة، ودخل مصر، وخدم الوزير الْجَرْجَرَائيّ. فلمّا مات
الْجَرْجَرَائيّ استوزره المستنصر مدّةً، ثمّ قتله في هذا العام
واستوزر بعده القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن.
296- الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد [4] .
أبو سعيد المِيهَنيّ [5] العارف. صاحب الأحوال والمناقب.
تُوُفّي بقريته مِيهنة من خُراسان. ومنهم من يسمّيه: فضل الله.
__________
[1] قال ابن بشكوال: «استقضي بالمريّة وتوفّي بها سنة سبعين وأربعمائة!
وقال ابن مدير: في شعبان سنة تسع وستين وأربعمائة. وقال: مولده سنة خمس
وتسعين وثلاثمائة» .
ويقول خادم العلم «عمر تدمري» : من حقّ هذه الترجمة- إذن- أن تؤخّر إلى
الطبقة السابعة والأربعين (وفيات 461- 470 هـ.) ، وقد أخطأ المؤلّف-
رحمه الله- بذكره هنا، وجلّ من لا يخطئ.
[2] انظر عن (فخر الملك) في:
المنتقي من أخبار مصر لابن ميسّر 4، والإشارة إلى من نال الوزارة 37،
38، ونهاية الأرب 28/ 215، 216، والدرّة المضيّة 356، 357، والبداية
والنهاية 12/ 52، وفيه: «أحمد بن يوسف» ، واتعاظ الحنفا 2/ 191.
[3] ذكره المؤلّف- رحمه الله- في حوادث سنة 436 هـ. باسم «أحمد بن
يوسف» .
[4] انظر عن (الفضل بن أبي الخير) في:
الأنساب 11 (الميهني) ، واللباب 3/ 285، والمنتخب من السياق 409 رقم
1394، وفيه:
«فضل الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم» ، وسير أعلام النبلاء 17/ 622
رقم 419، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 10 وفيه: «فضل الله بن أحمد
بن محمد الميهني» ، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 272، 273 رقم 55،
والنجوم الزاهرة 5/ 46، وكشف المحجوب 164- 166، ودائرة المعارف
الإسلامية 1/ 145- 147، وجامع كرامات الأولياء 2/ 235.
[5] الميهني: بكسر الميم، وسكون الياء، وفتح الهاء، وفي آخرها نون.
نسبة إلى مدينة ميهنة، وهي إحدى قرى خابران، ناحية بين سرخس وأبيورد.
(الأنساب، اللباب 3/ 285) .
(29/487)
مات في رمضان وله تسعٌ وسبعون سنة [1] .
وحدّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ.
ولكن في اعتقاده شيء. تكلّم فيه أبو محمد بن حزْم.
روى عنه: الحسن بن أبي طاهر الخُتُّليّ، وعبد الغفّار الشّيرُويّيّ [2]
.
- حرف الميم-
297- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن جعفر [3] .
أبو عبد الرحمن الشّاذياخيّ [4] ، الحاكم المزكّيّ الفاميّ.
أملى مدّة عن زاهر السَّرْخَسِيّ، وأبي الحسن الصِّبْغيّ، ومحمد بن
الفضل ابن محمد بن خُزَيّمَة، وغيرهم [5] .
298- محمد بن أحمد [6] .
__________
[1] مولده سنة 357 هـ.
[2] قال فيه عبد الغافر الفارسيّ: «مقدّم شيوخ الصوفية وأهل المعرفة في
وقته، سنّي الحال، عجيب الشأن، أوحد الزمان، لم نر في طريقته مثله
مجاهدة في الشباب، وإقبالا على العمل، وتجرّدا عن الأسباب، وإيثارا
للخلوة، ثم انفرادا عن الأقران في الكهولة والمشيب، واشتهارا بالإصابة
في الفراسة، وظهور الكرامات والعجائب في المشيب، سمع من زاهر بن أحمد
السرخسي، وغيره، ثم اشتغل بالمعاملة، وترك الاشتغال، وهجر الأضراب
والأمثال والأشكال، حتى صار بحيث يضرب به الأمثال» (المنتخب من السياق
409) .
وقال ابن السمعاني: كان صاحب كرامات وآثار.
وقال السبكي: «ومع صحّة اعتقاده لم يسلم من كلام الشيخ ابن حزم بل
تكلّم فيه بغير حق، وتبعه شيخنا الذهبي تقليدا فقال: في اعتقاده شيء
تكلّم فيه ابن حزم. انتهى. قلت: لم يظهر لنا ولم يثبت عنه إلا حجّة
الاعتقاد ولكنه أشعريّ صوفي، فمن نال منه الرجلان وباء بإثمه ومما يؤثر
من كراماته ومن فوائده، ومن الرواية عنه قال أبو سعيد: التصوّف طرح
النفس في العبوديّة، وتعلّق القلب بالربوبية، والنظر إلى الله بالكلية»
.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الشاذياخي) في: المنتخب من السياق 39 رقم
53.
[4] الشاذياخي: بفتح الشين المعجمة، والذال المعجمة الساكنة، والياء
المفتوحة المنقوطة باثنتين من تحتها بين الألفين، وفي آخرها الخاء
المعجمة. هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما إلى باب نيسابور، مثل قرية
متصلة بالبلد، بها دار السلطان. (الأنساب 7/ 241) .
[5] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «جليل ثقة، عدل، من وجوه المشايخ
بنيسابور. سمع بخراسان ومكة ... أملي قريبا من عشر سنين في مسجد عقيل
... روى صحيح البخاري ومتفق الجوزقي وكثيرا من الأصول» . (المنتخب من
السياق 39) .
[6] انظر عن (محمد بن أحمد بن المصري) في:
تاريخ بغداد 1/ 354، 355 رقم 283، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/
420،
(29/488)
أبو الفتح المصريّ [1] .
سمع: أبا الحسن الحلبيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ.
وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: تكلَّموا فيه [2] .
299- محمد بن إبراهيم بن عليّ [3] .
أبو ذَرّ الصّالحانيّ الأصبهاني الواعظ.
سمع: أبا الشّيخ، وغيره.
روى عنه: الحدّاد، وأحمد بن بِشْرُوَيْه.
مات في ربيع الأوّل.
300- محمد بن جعفر بن محمد بن فُسانْجس [4] .
الوزير الكبير أبو الفَرَج ذو السَّعادات.
__________
[ () ] 421، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 311 رقم 243، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 102، 103، رقم 1307.
وهو: «مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن، أبو الفتح
المصري الصوّاب» .
[1] له سماع بصيداء، ودمشق، ومصر.
[2] قال الخطيب: سمع القاضي أبا الحسن عليّ بن محمد بن يزيد الحلبيّ،
ومن بعده بمصر، وأبا الحسين بن جميع يصيدا، وقدم بغداد قبل سنة
أربعمائة، فأقام بها وكتب عن عامّة شيوخها حديثا كثيرا، واحترقت كتبه
دفعات، وروى شيئا يسيرا، فكتبت عنه على سبيل التذكرة ...
سمعت أبا علي الحسن بن أحمد الباقلّاني وغيره يذكرون: أن المصري كان
يشترى من الورّاقين الكتب التي لم يكن سمعها ويسمّع فيها لنفسه ...
وقال الباقلّاني: جاءني المصريّ بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه سماعي
لأشتريه منه، ولم يكن عليه سماعه، وقال: لو كان هذا سماعي لم أبعه،
فمكث عندي مدّة ثم رددته عليه، فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إليّ ذلك
الأصل بعينه، وقد سمّع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إليّ قبل
التسميع، فرددته عليه. قال أبو الفضل: وأنا رأيت الأصل عند خالي وعليه
تسميع المصري لنفسه بخطه. سألت أبا الفتح المصري عن مولده فقال: في سنة
أربع وسبعين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 1/ 354، 355) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الإعلام بوفيات الأعلام 182، والعبر
3/ 193، وشذرات الذهب 3/ 264.
[4] انظر عن (محمد بن جعفر الوزير) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد بتحقيق د. سامي مكي العاني) 1/ 287
رقم 103، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 99، والمنتظم، له 8/
138، 139 رقم 193 (15/ 316 رقم 3287) ، والكامل في التاريخ 5429، 543،
وسير أعلام النبلاء 17/ 620 رقم 416، والوافي بالوفيات 2/ 304،
والبداية والنهاية 12/ 58، والنجوم الزاهرة 5/ 45.
(29/489)
وَزَر لأبي كاليجار، وعُزِل سنة تسعٍ
وثلاثين وأربعمائة.
وحكم على العراق. وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللُّغة [1] .
وكان مُحبَّبًا إلى الْجُنْد.
عاش ستّين سنة.
مات في رمضان.
301- محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام [2] .
أبو عبد الله الكارَزِينيّ [3] الفارسيّ المقرئ. نزيل مكّة.
كان أعلى أهل عصره إسنادًا في القراءات.
قرأ على: الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ بفارس، وبالبصرة على: الشّذَائيّ
أبي بكر أحمد بن منصور، وببغداد على: أبي القاسم عبد الله بن الحسن
النّحّاس.
قرأ عليه بالعَشْرة: الشّريف عبد القاهر بن عبد السّلام العبّاسيّ
النّقيب، وأبو القاسم يوسف بن عليّ الهّذَليّ، وأبو معشر الطّبريّ،
وأبو إسحاق إبراهيم ابن إسماعيل بن غالب المصريّ المالكيّ، وأبو القاسم
بن عبد الوهّاب، وأبو بكر بن الفَرَج، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام
الهراس، وآخرون.
ولا أعلم متى مات، إلّا أنّ الشّريف عبد القاهر قرأ عليه في هذه
السّنة.
وكان هذا الوقت في عشر المائة [4] .
__________
[1] انظر عن شعره في: دمية القصر 1/ 287، والمنتظم 8/ 138، 139 (15/
316) ، والكامل في التاريخ 9/ 542، 543، والنجوم الزاهرة 5/ 45.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الكارزيني) في:
العبر 3/ 193، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/
600 (ذكره دون ترجمة) ، وغاية النهاية 2/ 132، 133، رقم 2969، والوافي
بالوفيات 3/ 10 رقم 867.
[3] الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاي، بعدها الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد
فارس بنواحيها مما يلي البحر. (الأنساب 10/ 316) .
[4] وقال ابن الجزري: سألت الإمام أبا حيّان عنه، فكتب إليّ: إمام
مشهور لا يسأل عن مثله.
وكان الأستاذ أبو علي عمر بن عبد المجيد الزيدي يصحّف فيه فيقول
«الكازريني» ، بتقديم الزاي، قلت: وكتاب «المبهج» لسبط الخياط مشتمل
على ما قرأ به عبد القاهر عليه وهو من أعلى ما وقع لنا في القراءات
قرأت بمضمنه على من قرأت من أصحاب الصايغ بسنده ...
(غاية النهاية 2/ 133) .
(29/490)
302- محمد بن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن
إِبْرَاهِيم بْن إسحاق بن زياد [1] .
أبو بكر الأصبهاني التّانيّ النّاصر، المعروف بابن ريذَة [2] .
روى عن الطّبرانيّ (معجمه الكبير) و (معجمه الصّغير) ، و (الفتن) لنعيم
بن حماد [3] .
وطال عمره وسار ذكره، وتفرد في وقته.
ذكره أبو زكريا بن مندة فنسبه كما نسبناه، وقال: الثّقة الأمين. كان
أحد وجوه النّاس وافر العقل كامل الفضل، مكرّمًا لأهل العِلْم، عارفًا
بمقادير النّاس، حَسَن الخطّ، يعرف طرفًا من النَّحْو واللُّغَة [4] .
تُوُفّي في رمضان.
وقيل إنّ مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قُرئ عليه الحديث مرّات لا أحصيها في البلد والرّساتيق [5] .
قلتُ: روى عنه: محمد بن إبراهيم بن شَذْرَة، وإبراهيم ويحيى ابنا عبد
الوهّاب بن مَنْدَهْ، وعبد الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، ومَعْمَر بن
أحمد اللُّنْبَانيّ، وهادي بن الحسن العَلَويّ، وأبو عليّ الحدّاد،
ومحمد بن إبراهيم أبو عدنان العَبْديّ، ومحمد بن الفضل القصّار
الزّاهد، وأبو الرّجاء أحمد بن عبد الله بن ماجه، ونوشروان بن شيرزاذ
الدَّيْلِميّ، ونصر بن أبي القاسم الصّبّاغ، وإبراهيم ابن محمد الخبّاز
سِبْط الصّالحانيّ، وطلْحة بن الحسين بن أبي ذَرّ، وأبو عدنان محمد بن
أحمد بن نِزَار، وحَمْد، بن عليّ المعلّم، والهَيْثَم بن محمد
المَعْدانيّ، وخلْق آخرهم موتًا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانيّة،
تُوُفّيت سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الأصبهاني التاني) في:
السابق واللاحق 218، والإكمال لابن ماكولا 4/ 175، والتقييد لابن
النقطة 72، 73 رقم 58، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1410،
والأعلام بوفيات الأعلام 182، وسير أعلام النبلاء 17/ 595، 596 رقم
397، ودول الإسلام 1/ 259، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 332، والعبر 3/
193، والوافي بالوفيات 3/ 323، وتبصير المنتبه 2/ 617، والنجوم الزاهرة
5/ 46، وشذرات الذهب 3/ 265، وتاج العروس 2/ 564.
[2] ريذة: بكسر الراء المهملة وسكون الياء المثنّاة، وفتح الذال
المعجمة.
[3] التقييد 73.
[4] التقييد 73.
[5] التقييد 73.
(29/491)
303- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن
الْحُسَيْن بْن مِهران بن شاذان [1] .
أبو بكر الصّالْحانيّ البقّال الفاميّ [2] .
سمع: أبا الشّيخ، وغيره.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
ورّخه ابن السَّمَعانيّ.
304- محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل [3] .
أبو الحسن التّكَكيّ [4] الكاتب البغداديّ.
سمع: أبَوَيْ بكر القَطِيعيّ، والورّاق.
وثّقه الخطيب وروى عنه.
305- محمد بن عمر بن إبراهيم [5] .
أبو الحسين الأصبهاني المقري.
سمع: محمد بن أحمد بن جِشْنِس [6] .
روى عنه: الحدّاد.
306- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غَيْلان بن عبد الله
بن غَيْلان بن حكيم [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الصالحاني) في: الأنساب 8/ 13.
[2] الفامي: بالفاء، وهو البقّال.
[3] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: تاريخ بغداد 2/ 254 رقم 861،
والأنساب 3/ 48.
[4] التككيّ: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف، وفي
آخرها كاف أخرى، هذه النسبة إلى تكك، وهي جمع تكّة. (الأنساب 3/ 68) .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] جشنس: بجيم مكسورة وبمعجمة ثم نون مهملة. (المشتبه في أسماء الرجال
1/ 265) .
[7] انظر عن (محمد بن محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 3/ 234، 235، والأنساب 9/ 204، والمنتظم 8/ 139، 140 رقم
195 (15/ 317، 318 رقم 3289) ، والكامل في التاريخ 9/ 552، واللباب 2/
389، والمختصر في أخبار البشر 2/ 169، والعبر 3/ 193، 194، وسير أعلام
النبلاء 17/ 598- 600 رقم 400، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم
1411، والإعلام بوفيات الأعلام 182، ودول الإسلام 1/ 259، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 351، والوافي بالوفيات 1/ 119، والبداية والنهاية 12/ 58،
59، والنجوم الزاهرة 5/ 47، وشذرات الذهب 3/ 265، وديوان الإسلام 3/
399 رقم 1587، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 481 رقم 336، والأعلام 7/ 21.
(29/492)
أبو طالب الهمذانيّ البغداديّ البزّاز [1]
. أخو غَيْلان الّذي تقدَّم.
سمع من: أبي بكر الشّافعيّ أحد عشر جزءًا معروفة بالغَيْلانيّات [2] ،
وتفرّد في الدُّنيا عنه.
وسمع من: أبي إسحاق المزكّيّ.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه. وكان صدوقًا ديِّنًا صالحًا. سمعته يقول:
وُلِدتُ في أوّل سنة ثمانٍ وأربعين.
ثمّ سمعته يقول: كنتُ أغلط في مولدي، حتّى رأيت بخطّ جدّي أنّي وُلِدت
في المحرَّم سنة سبْعٍ وأربعين.
قال: ومات في سادس شوّال، ودُفِن بداره، وصلّى عليه أبو الحسين ابن
المهتدي باللَّه.
وقال أبو سعْد السَّمْعانيّ [4] : قرأتُ بخطّ أبي قال: سمعتُ محمد بن
محمود الرّشِيديّ يقول: لمّا أردتُ الحجّ أوصاني أبو عثمان الصّابونيّ
وغيره بسماع «مسند أحمد» و «فوائد أبي بكر الشّافعيّ» . فدخلتُ بغداد
واجتمعت بابن المُذْهِب، فرَاودْتُهُ على سَمَاع «المُسْنَد» فقال:
أريد مائَتْي دينار. فقلت: كلّ نَفَقَتي سبعون دينارًا، فإنْ كان ولا
بُدَّ فأجِزْ لي.
قال: أريد عشرين دينارًا على الإجازة.
فتركته وقلتُ لأبي منصور بن حيدر: أُريدُ السَّماع من ابن غَيّلان.
قال: إنّه مبطون، وهو ابن مائة.
قلتُ: فأعْجلُ فأسمع منه؟
قال: لا، حتّى تَحُجّ.
فقلت: كيف يسمح قلبي بذلك وهو ابن مائة سنة ومبطون؟
قال: إنّ له ألف دينار يُجَاءُ بها كلّ يومٍ، فتصبّ في حجره، فيقلّبها
ويتقوّى بذلك.
__________
[1] في: (المختصر في أخبار البشر، وتاريخ ابن الوردي) : «البزّار»
بالراء المهملة في آخره.
[2] خرّجها الدارقطنيّ له، وهي من أعلى الحديث وأحسنه. (الكامل في
التاريخ 9/ 552) .
[3] في تاريخه 3/ 235.
[4] في (الأنساب 9/ 204) .
(29/493)
فاستخرت الله وحججت، فلمّا رجعتُ استقبلني
شيخ، فقلت: ابن غَيْلان حيّ؟ قال: نعم. ففرحت، وقرأ لي عليه أبو بكر
الخطيب.
قلت: وروى عنه: أبو عليّ أحمد بن محمد البَرَدَانيّ، وأبو طاهر بن
سَوّار المقرئ، وأحمد بن الحسين بن قريش البنّاء، وأبو البركات أحمد بن
عبد الله ابن طاوس، وجعفر السّرّاج، وجعفر بن المحسّن السَّلَمَاسيّ،
وخالد بن عبد الواحد الأصبهاني، وعُبَيْد الله بن عمر بن البقّال،
والمعمّر بن عليّ بن أبي عمامة، وأبو منصور عليّ بن محمد بن الأنباريّ،
وأبو منصور محمد بن عليّ الفرّاء، وأبو المعالي أحمد بن محمد البخاريّ
التّاجر، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهْديّ، وأبو سعْد أحمد بن عبد
الجبّار الصَّيْرفيّ، وخلْق آخرهم موتّا أبو القاسم هبة الله بن
الحُصَين المُتَوَفّي سنة خمسٍ وعشرين وخمسمائة [1] .
307- محمد بن محمد بن عثمان [2] .
أبو منصور بن السّوّاق [3] البغداديّ البُنْدَار.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، ومَخْلَد بن جعفر، وابن لؤلؤ
الورّاق.
قال الخطيب [4] : كتبتُ عنه، وكان ثقة.
ولد سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. وتُوُفّي في آخر يومٍ من ذي الحجّة.
قلت: وروى عنه: ثابت بن بُنْدَار، وأخوه ياسر، وجماعة.
308- محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف [5] .
__________
[1] انظر أسماء أخرى في: سير أعلام النبلاء 17/ 599.
[2] انظر عن (محمد بن محمد السّواق) في:
السابق واللاحق 97، وتاريخ بغداد 3/ 235، والأنساب 7/ 181، 182،
واللباب 2/ 152، والعبر 3/ 194، والإعلام بوفيات الأعلام 182، وسير
أعلام النبلاء 17/ 622، 623 رقم 420، وشذرات الذهب 3/ 265، وتاريخ
التراث العربيّ (طبعة الرياض) 1/ 481 رقم 337.
[3] السّوّاق: نسبة إلى بيع السّويق.
[4] في تاريخه 3/ 235.
[5] انظر عن (محمود بن الحسن) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 109، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 260،
والتدوين في أخبار قزوين 4/ 70، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 207، وآثار
البلاد وأخبار العباد للقزويني 436،
(29/494)
أبو حاتم القَزْوينيّ الفقيه المناظر، من
ساكني آمُل وطَبَرِسْتان.
قدِم جُرْجَان، وسمع من: أبي نصر الإسماعيليّ.
وتفقّه ببغداد عند الشّيخ أبي حامد.
وسمع بالرّيّ من: حمْد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير.
وسمع ببغداد. وذهب إلى وطنه، وصار شيخ آمُل في العلم والفقه. وبها
تُوُفّي سنة أربعين [1] .
وهو والد شيخ السَّلَفيّ [2] .
309- مفرِّج بن محمد [3] .
أبو القاسم الصَّدَفيّ السَّرَقُسْطيّ.
رحل وسمع بمصر من: أبي القاسم الْجَوْهَريّ «مُسْنَد الموطّأ» .
ومن: أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ.
وكان شيخًا صالحا.
__________
[ () ] وطبقات الشافعية لابن الصلاح (مخطوط) الورقة 75 أ، وسير أعلام
النبلاء 18/ 128 رقم 66، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 312- 314،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 300، 301 رقم 921، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 1/ 222، 223 رقم 179، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 145،
146، وهدية العارفين 2/ 402، وديوان الإسلام 2/ 148، 149 رقم 760،
وتاريخ الأدب العربيّ 3861، وذيله 1/ 668، والأعلام 7/ 167، ومعجم
المؤلفين 12/ 158.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في آخر الطبقة السادسة والأربعين
(451- 460 هـ.) .
[1] وقيل توفي سنة 460 هـ.
[2] وقال الشيرازي: وكان أبو حاتم حافظا للمذهب والخلاف، صنّف كتبا
كثيرة فيها وفي الأصول والجدل ودرس ببغداد، وآمل، ولم أنتفع بأحد في
الرحلة كما انتفعت به وبالقاضي أبي الطيب الطبري. (طبقات الفقهاء 109،
التدوين في أخبار قزوين 4/ 70) .
وذكر القزويني من مؤلّفاته: «شرح مختصر المزني» ، و «كتاب الحيل» ،
(التدوين 70) ، وذكر السبكي، له كتاب «تجريد التجريد» .
وقال زكريا بن محمد بن محمود القزويني: كان فقيها أصوليا، وكان من
أصحاب القاضي أبي الطّيب طاهر الطبري، له كتاب في حيل الفقه مشهور.
وكان من أولاد أنس بن مالك، وابن عمّي. (آثار البلاد 437) .
[3] انظر عن (مفرّج بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 619 رقم 1260.
(29/495)
310- منصور بن القاضي أبي منصور محمد بن
محمد الأزْديّ الهَرَويّ [1] .
قاضي هَرَاة أبو أحمد الفقيه الشّاعر [2] .
قدِم بغداد وتفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ، ومدح أمير المؤمنين
القادر باللَّه. وكان عجبًا في الشِّعْر [3] .
وسمع: العبّاس بن الفَضْل النَّضْرَوِيّ، وأبا الفضل بن خَمِيرُوَيْه.
وناهز الثّمانين. وكان يختم القرآن في كلّ يومٍ وليلة حتّى مات رحمه
الله.
- حرف الهاء-
311- هبة الله بْن أبي عمر محمد بن الحُسَين [4] .
أبو الشّيخ أبو محمد الْجُرْجَانيّ، المُلقَّب بالموفق.
سمعَ: جدّه لأمّه أبا الطّيّب سهل بن محمد الصُّعْلُوكيّ، ووالدَه أبا
عمر محمد بن الحسين البِسْطَاميّ، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفّاف.
وكان فقيهًا مناظرًا رئيس الشّافعيّة بنيسابور [5] .
__________
[1] انظر عن (منصور بن أبي منصور) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد) 2/ 89- 99 رقم 293، ويتيمة الدهر 4/
348- 350، وتتمّة اليتيمة 2/ 46، ومعجم الأدباء 19/ 191- 194، وسير
أعلام النبلاء 17/ 275 رقم 167، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 346،
347، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 154.
[2] قال الباخرزي: «أفضل من بخراسان على الإطلاق، وأطبعهم بالاتفاق،
يرجع إلى نظم أحسن من انتظام الأحوال، ونثر كما يهى الدرّ عن اللآل.
وديوان شعره يبلغ أربعين ألف بيت» . (دمية القصر 2/ 89) «وقد أوتى حظا
وافرا من حياته، وبلغ أرذل العمر من وفاته» . (2/ 90) .
[3] ذكر الباخرزي قطعا منه في «دمية القصر» .
[4] انظر عن (هبة الله بن أبي عمر) في: المنتخب من السياق 474، 475 رقم
1612.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «سلاك أئمّة الإسلام واحد الأنام أصلا
ونسبا وأدبا وحسبا وحشمة وهمّة ومروءة ونعمة وثروة. ولد هو وأبو
المعالي عمر في أيام الإمام سهل، لقّبهما بالموفق والمؤيّد لعزّهما
عنده، وربّاهما أحسن تربية، وتفرّس في هذا ما بلّغه الله من المحلّ
علما وحشمة ورفعة، فنشأ في أتم عزّ، وأثبت دولة، حتى صار في عنفوان
شبابه مقدّم أصحاب الشافعيّ، ورئيس الطائفة لما له قديما من بيت العلم
والإمامة والزعامة والرئاسة والسيادة، وكان
(29/496)
- حرف الياء-
312- يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح [1] .
أبو محمد البصْريّ المعدّل.
رحل مع والده.
وسمع: أبا بكر بن المهندس، وعليّ بن الحسين الأدنى بمصر، وابن حبابة،
وأبا طاهر المخلّص، وابن أخي ميمي ببغداد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ
بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو طاهر الباقِلّانيّ.
قال الخطيب [2] : كان سماعه صحيحًا.
ولي قضاء الأهواز فمات بالأهواز.
قال: وقيل كان معتزليًّا.
الكنى
313- أبو القاسم بن محمد [3] الحضرميّ [4] .
الفقيه المالكيّ المعروف باللَّبِيديّ [5] . ولَبِيدَة قرية من قرى
ساحل المغرب.
__________
[ () ] إذ ذاك من أتباع أبي إسحاق الأسفراييني، والزيادي، وسائر الأئمة
والمشايخ الذين غدوا من أتباع أسلافه» .
[1] انظر عن (يوسف بن رباح) في:
تاريخ بغداد 14/ 328، رقم 7654، والسابق واللاحق 131، والإكمال لابن
ماكولا 4/ 7، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 38، ومختصر تاريخ
دمشق لابن منظور 28/ 81، 82 رقم 62.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (أبي القاسم بن محمد) في:
الأنساب لابن السمعاني 11/ 12، واللباب 3/ 66، ومعالم الإيمان للدبّاغ
3/ 175، والديباج المذهب 152، وهدية العارفين 1/ 516، وشجرة النور
الزكية 109 رقم 287، ومعجم المؤلفين 5/ 173، ومدرسة الحديث في القيروان
2/ 671.
[4] وهو: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحضرميّ
اللبيدي. (الأنساب 11/ 12) .
[5] اللّبيديّ: بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها
الدال المهملة. (الأنساب) .
(29/497)
كان من مشاهير علماء إفريقيا ومُصَنِّفيها
وعُبَّادها.
صحِب الزَّاهد أبا [1] إسحاق الجنبيانيّ، وانتفع به، وصنَّف أخباره.
وصنَّف كتابًا كبيرًا بليغًا في مذهب مالك أَزْيَد من مائتي جزء،
وكتابًا آخر في «مسائل المدوّنة» وبسطها، وكتاب «التّفريع» على
المدوّنة، «وزيادات الأمّهات» ، و «نوادر الرّوايات» .
وكان أيضًا شاعرًا محسنًا مليح القَول.
روى عنه: ابن سعدون، وغيره [2] .
314- أبو كاليجار [3] .
السّلطان البُوَيْهيّ صاحب بغداد. واسمه مَرْزُبان بن سلطان الدولة بْن
بهاء الدولة بْن عضد الدّولة.
تملك بعد ابن عمّه جلال الدّولة فدامت أيّامه خمسة أعوام. ومات.
وقد مرّ ذكره في الحوادث غير مرّةٍ، وعاش إحدى وأربعين سنة، وتسلطن
بعده ابنه الملك الرّحيم أبو نصر.
__________
[1] في الأصل: «أبو» .
[2] في شجرة النور الزكية 109/ رقم 287 قال: أبو القاسم عبد الرحمن بن
محمد المصريّ المعروف باللبيدي القيرواني. وقال: توفي بالقيروان في
شوال سنة 446 وسنة ثمانون عاما.
وفي (الأنساب 11/ 12) : توفي قريبا من سنة ثلاثين وأربع مائة. وفي
(معجم المؤلفين 5/ 173) أرّخ وفاته بسنة 440 هـ.
[3] تقدّمت ترجمته في آخر وفيات سنة 439 هـ. برقم (283) .
(29/498)
وممّن كان في هذا القرب من هذه الطّبقة
- حرف الألف-
315- أحمد بن سليمان بن أحمد [1] .
أبو جعفر الكُتاميّ الطّنْجيّ الأندلسيّ. ويُعرف بابن أبي الربيع.
رحل إلى المشرق، وأخذ القراءة عن: أبي أحمد السّامرّيّ، وأبي بكر
الأُدْفُويّ، وأبي الطّيّب بن غَلْبُون.
وأقرأ النّاسَ ببَجّانَة والمَرِية. وعُمّر حتّى قارب التّسعين.
وقيل: توفّي قبل الأربعين وأربعمائة. قاله ابن بشكُوال.
316- أحمد بن عمّار [2] .
أبو العبّاس المَهْدَويّ المقرئ المجوّد.
من أهل المهديّة، مدينة من مدن القيروان بناها المهديّ والد خلفاء مصر.
قدم المهدويّ بلاد الأندلس، وروى عن: أبي الحسن القَابسيّ.
وقرأ القراءات على أبي عبد الله محمد بن سُفيان، وعلى أبي بكر أحمد ابن
محمد البراثي.
وكان مقدمًا في فن القراءات والعربية، وصنف كتبًا مفيدة.
أخذ عنه: أبو محمد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرئ،
وغيرهما.
في حدود الثلاثين أخذوا عنه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 87 رقم 189.
[2] انظر عن (أحمد بن عمّار) في:
إنباه الرواة 1/ 91، 92، وغاية النهاية 1/ 92 رقم 417، وطبقات
المفسّرين للسيوطي 5، وبغية الوعاة 1/ 152، ومفتاح السعادة 1/ 419،
420، كشف الظنون 459، 462، 520، 2040، وفهرست المكتبة الخديوية 1/ 136،
137، ومعجم المؤلفين 2/ 27.
(29/499)
317- أحمد بن محمد بن عبد الواحد [1] .
أبو بكر المنكدري [2] الشريف.
رحل وسمع، وقرأ الحديث على: أحمد بن محمد المُجْبِر، وأبي عمر
الهاشميّ، ومحمد بن محمد ابن أخي أبي رَوْق الهِزَّانيّ، وأبي عبد الله
الحاكم، وأبي أحمد الفَرَضيّ.
وله جزءان انتقاهما له الصُّوريّ [3] ، وسمعهما منه ابن بيان الرّزّاز
في سنة سبْعٍ وثلاثين.
318- إبراهيم بن طلحة بن غسّان [4] .
أبو إسحاق البصْريّ المطَّوِّعيّ.
سمع: يوسف بن يعقوب النَّجِيرَميّ، وعبد الرحمن بن محمد بن شيبة
المقرئ، وأحمد بن محمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ، وجماعة.
وأملى بالبصرة مجالس.
روى عنه: محمد بن إدريس القَرَتّائيّ [5] ، وأبو أحمد إبراهيم بن عليّ
النَّجِيرَميّ، وغيرهما.
من شيوخ السِّلَفيّ.
319- إسماعيل بن عليّ بن المُثَنَّى [6] .
أبو سعْد الأسْتِرَابَاذيّ الواعظ الصُّوفيّ العَنْبَريّ.
قدِم نَيْسابور قديمًا، وبني بها مدرسةً لأصحاب الشّافعيّ، تُنْسَبُ
إليه.
وكان له سوق ونَفَاق عند العامّة. وكان صاحب غرائب وعجائب.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد المنكدري) في: تاريخ بغداد 5/ 95 رقم 2428.
[2] المنكدري: بضم الميم وسكون النون، وفتح الكاف، وكسر الدال والراء
المهملتين، هذه النسبة إلى المنكدر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
(الأنساب 11/ 505) .
[3] هو الحافظ محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 هـ.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] القرتّائي: بفتح القاف والراء والتاء المشدّدة ثالث الحروف وفي
آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى قرتّا. قال ابن السمعاني:
وظنّي أنها من قرى البحر من عمان. (الأنساب 10/ 89) .
[6] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: تاريخ بغداد 6/ 315 رقم 3362.
(29/500)
روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن
حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: محمد بن أحمد بن أبي جعفر القاضي، وأبو بكر الخطيب البغداديّ،
وأحمد المُوسياباذيّ.
320- أَصْبَغُ بن راشد بن أصبغ [1] .
أبو القاسم الإشبيليّ اللُّخْميّ.
رحل، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد وتفقّه عليه.
وسمع من: أبي الحسن القابسيّ.
قال أبو عبد الله الحُمَيْديّ [2] : كنتُ أحمَل للسّماع على الكَتِف
سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة. وأوّل ما سمعتُ من الفقيه أَصْبَغ بن راشد،
وكنتُ أفهم ما يُقرأ عليه. وكان قد لقي ابن أبي زيد وتفقَّه، وروى عنه
رسالته، فسمعتُ الرّسالةَ منه، وسمعته يقول: سمعت على أبي محمد عبد
الله بن أبي زيد عبد الرحمن فقيه القيروان «الرّسالة» و «المختصر»
بالقيروان قبل الأربعمائة.
وقال ابن بَشْكُوال [3] : تُوُفّي أَصْبَغ رحمه الله قبل الأربعين
وأربعمائة.
- حرف الحاء-
321- الحسن بن محمد بن مفرِّج [4] .
أبو بكر المَعَافِريّ القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد الله بن مفرّج،
وأبي عبد الله ابن أبي زمْنِين، وعبّاس بن أَصْبَغ، وعبد الرحمن بن
فُطَيْس.
وعُني بالرّواية والتّقييد والسّماع والتّاريخ، وجمع كتابًا سمّاه
«بكتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرّجال» في أخبار الخُلفاء والقُضاة
والفُقهاء.
وكان مولده سنة 348 وتوفّي بعد سنة 435 [5] .
__________
[1] انظر عن (أصبغ بن راشد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 173، 174 رقم 324، والصلة لابن بشكوال 1/ 109 رقم
255، وبغية الملتمس للضبيّ 240، 241 رقم 573.
[2] قوله: «كنت أحمل للسماع على الكتف» ليس في (جذوة المقتبس) .
[3] في (الصلة 1/ 109) .
[4] انظر عن (الحسن بن محمد بن مفرّج) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 136،
137 رقم 311.
[5] هكذا في الأصل. وفي (الصلة) : وتوفي بعد الثلاثين وأربعمائة.
(29/501)
322- الحسين بن حاتم [1] .
أبو عبد الله الأذَريّ [2] الأُصُوليّ المتكلِّم الأشعريّ [3] الواعظ.
صاحب ابن الباقِلّانيّ.
سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره.
وعقد مجالس الوعظ. وكان كثير الصِّيام والعبادة إلّا أنّه كان ينالُ من
أهل الأثر.
قال ابن عساكر: سمعتُ أبا الحسن عليّ بن المسلم الفقيه، عن بعض شيوخه
إنّ أبا الحسن عليّ بن داود إمام جامع دمشق ومُقْرئها تكلّم فيه بعض
الحَشَويّة إذا كان يَؤُم. فكتب إلى القاضي أبي بكر بن الباقِلّانيّ
إلى بغداد يسأله أن يرسلَ إلى دمشق من أصحابه مَن يوضّح لهم الحقّ
بالحُجَّة، فبعث تلميذه الحسين بن حاتم الأذَرِيّ، فعقد مجلسَ التّذكير
في الجامع في حلقة ابن داود، وذكر التّوحيد، ونزَّه المعبود، ونفى عنه
التّشبيه والتّحديد، فقاموا من مجلسه وهم يقولون: أحدٌ أحد.
وأقام بدمشق مدّة، ثمّ توجّه إلى المغرب، ونَشَرَ العِلْمَ بالقيروان
[4] .
- حرف الرّاء-
323- الرِّضَى بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن حاتم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/
431، 432، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 292، 293.
[2] في «تهذيب تاريخ دمشق» 4/ 292: «الأزدي» .
[3] لم يترجم له ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» .
[4] وقال ابن عساكر: «وكان يكثر الصيام، فأضافه بعض أصحابه ليلة في
أيام الرطب فقدّم إليه طبقا منه فأكثر من الأكل، فقال له صاحب المنزل:
يا سيّدنا أنا أخشى عليك من حرارته، فقال: أنا منذ كنت أرد على أصحاب
الطبائخ أخشى من حرارة الرطب. وكان لا يستقضي أحدا ممن يقرأ عليه علم
الكلام حاجة بل كان يتولّى حوائجه بنفسه، فقال له بعض تلامذته: يا
سيّدنا، أنت تعلم أننا نودّ أن نقضي لك حاجة، فلم لا تستقضينا ما يعرض
لك من الحوائج، فقال: إنّ أوثق أعمالى في نفسي نشر هذا العلم فلا أحبّ
أن أتعجّل عليه أجرا في الدنيا ليكون الأجر موفورا لي في الدار الآخرة»
.
[5] انظر عن (الرضي بن إسحاق) في: الجواهر المضيّة 2/ 204 رقم 592،
والطبقات السنية، رقم 883.
(29/502)
أبو الفضل النَّصريّ [1] الْجُرْجَانيّ.
كان والده [2] كبير الحنفيّة بجُرْجَان. وكان زاهدًا.
سمع: أباه، وأبا أحمد الغَطْريفيّ.
وببغداد من أصحاب البَغَويّ.
وتُوُفّي قبل الأربعين.
- حرف العين-
324- عبد الله بن جعفر [3] .
أبو محمد الخبازيّ [4] ، الحافظ الجوّال. من أهل طَبَرِسْتان.
روى عن: المُعَافى الجريريّ، ونصْر بن أحمد المُرَجَّى، وعبد الوهّاب
الكِلابيّ [5] .
روى عنه: أبو المحاسن الرُّويانيّ، وبُنْدَار بن عمر الرُّويانيّ، وأهل
تلك الدّيار.
325- عثمان بن عيسى [6] .
أبو بكر التُّجَيْبيّ الطُّلَيْطُليّ المالكيّ، المعروف بابن ارفع
رأسه.
__________
[1] في الطبقات السنية: «البصري» .
[2] انظر عن أبيه (إسحاق بن عبد الله) في: تاريخ جرجان 165 رقم 194،
والجواهر المضية 1/ 367 رقم 297، والطبقات السنية، رقم 455.
[3] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
تاريخ دمشق (تراجم عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) ص 79، 80، رقم
217، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 12/ 93 رقم 64، وتهذيب تاريخ دمشق
7/ 347، 348، ومعجم البلدان (مادّة: رويان) ، ولسان الميزان 5/ 436،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 174، 175 رقم 856.
[4] تحرّفت هذه النسبة في (تهذيب تاريخ دمشق) إلي: «الجناري» . وفي
(معجم البلدان) إلى «الجبّاري» ، وفي (لسان الميزان) إلى: «الخبائري» ،
وفي (تاريخ دمشق) و (الموسوعة) إلى «الجنازي» .
[5] وممّن روى عنهم أيضا: الحسن بن عبد الله بن سعيد ببعلبكّ، وأبو بكر
أحمد الطبراني بجبل لبنان، وتمّام بن محمد الرازيّ، ولم يذكر السيد
الفهيد الدوسرى صاحب الترجمة بين تلاميذه. (انظر مقدّمة الروض البسّام
1/ 49) وسمع بصيداء محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي المتوفى سنة 383 هـ.
(انظر: موسوعة علماء المسلمين 3/ 174، 175) .
[6] انظر عن (عثمان بن عيسى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 405 رقم 876.
(29/503)
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وغيره.
وكان من أهل العلم البارع والذّهن الثّاقب، حافظًا لرأي مالك رحمه
الله، رأسًا فيه.
ولي قضاء طَلْبِيرة.
326- عليّ بن الحسن بن محمد بن فِهْر [1] .
الإمام أبو الحسن الفِهْريّ المصريّ المالكيّ، من كبار الفُقهاء.
صنَّف «فضائل مالك» في مجلَّد، وسمع بالمشرق من جماعة.
سمع منه: أبو العبّاس بن دِلْهَاث، والمُهَلَّب بن أبي صفرة وقال:
لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.
327- عليّ بن شُعيب بن عليّ بن عبد الوهّاب [2] .
أبو الحَسَن الهَمَذَانيّ الدّهّان.
محدِّث رحّال، زاهد كبير القدْر.
روى عن: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وأَوْس الخطيب، ومحمد بن جعفر
النهاوندي، وإسحاق بن سعد النسوي، وابن المقرئ، وخلق.
وعنه: علي بن الحسين، وعبد الملك، وابن ممّان، وأحمد بن عمر، وناصر بن
المشطب الهمذانيون.
وكان ثقة خيرا قانعا باليسير.
وآخر من روى عنه ناصر.
بقي ناصر إلى حدود عشر وخمسمائة.
- حرف الميم-
328- محمد بن أحمد بن القاسم [3] .
أبو منصور الأصبهانيّ المقرئ. نزيل آمد.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في: الوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 35، ومعجم
المؤلفين 7/ 69.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن القاسم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 36/ 371، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 296 رقم 220.
(29/504)
حدث بدمشق وبآمد عن: محمد بن عَدِيّ
المِنْقَريّ، وجماعة من البصريّين.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وشيخ الإسلام أبو الحسن
الهِكّاريّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وغيرهم.
329- محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه [1] .
أبو العلاء الصُّغْديّ الأصبهاني الخطيب.
سمع: أبا محمد بن حَيَّان، وغيره.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
330- محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فَيْض [2] .
أبو عبد الله بن السّرّاج الشَّذُونيّ.
روى بقُرْطُبة عن: عبّاس بن أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق الطّحّان.
وكان متفننا فاضلا، له بصر بالمعتقدات والجدل والكلام.
روى عنه ابن خزرج، وقال: تُوُفّي في حدود سنة أربعين وأربعمائة وقد
نيّف على السّبعين.
331- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الهَرَويّ المقرئ [3] .
قرأ بتلقين أبيه حديثًا على القاضي أبي منصور الأزْديّ وله من العُمر
ثلاث سِنين. وهذا من أغرب ما بَلَغَنَا.
وتُوُفّي شابًّا.
332- محمد بن الحسن بن عمر [4] .
أبو عبد الله المصريّ البزّاز، ويُعرف بابن عين الغزال.
روى عن: ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ.
وعنه: أبو طاهر بن أبي الصّقر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن أبان) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 532 رقم 1160.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(29/505)
قال ابن ماكولا: تُوُفّي سنة نيِّفٍ
وثلاثين.
333- محمد بن عبد الرّحيم بن حسن [1] .
أبو الحارث الخَبُوشانيّ [2] ، وخَبُوشان بُلَيْدَة من أعمال نَيْسابور
[3] ، الأثريّ [4] الحافظ.
رحل، وكتب الكثير، ونسخ الكتب المُطَوَّلة.
سمع من: زاهر بن أحمد، ومحمد بن مكّيّ الكُشْمِيهنيّ، وأبي نُعَيْم عبد
الملك بن الحسن.
روى عنه: إسماعيل بن عبد القاهر الْجُرجَانيّ، وظَفَر بن إبراهيم
الخلّال.
تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين.
334- محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين بن مهر هرمز [5] .
أبو بكر الأصبهاني الحُلَليّ.
سمع: أبا الشّيخ أيضًا.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
335- محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى بن سَلّام [6] .
أبو نصر السّلامي النَّسَفيّ المحدِّث الثّقة.
وبُرْجُ السَّلَاميّ في رَبَض نَسَف منسوبٌ إليه، وهو بناه.
سمِع: أباه، وبكر بن محمد النَّسَفيّ، وأبا سعيد بن عبد الوهّاب
الرّازيّ، وزاهر السَّرْخَسِيّ، وطبقتهم.
وعنه: جعفر المُسْتَغْفِريْ وهو من أقرانه، وأبو بكر محمد بن أحمد
البلديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في: معجم البلدان 2/ 344، 345.
[2] الخبوشانيّ: بفتح أوله، وضمّ ثانيه، وبعد الواو الساكنة شين معجمة،
وآخره نون. نسبة إلى خبوشان.
[3] وهي قصبة كورة أستوا.
[4] هكذا في الأصل، وفي (معجم البلدان) : «الأستوايّ» .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (محمد بن يعقوب) في: الأنساب 7/ 210.
(29/506)
وحدَّث «بصحيح البُجَيْريّ» ، عن أبي نصر
بن حَسْنُوَيْه، عن المؤلِّف [1] .
336- مروان بن عليّ الأسَديّ القُرْطُبيّ [2] .
أبو عبد الملك، المعروف بالبُونيّ [3] .
روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي المطرِّف عبد الرحمن بن فُطَيْس.
ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن نصر الدّاوديّ وصحبه خمسة
أعوام وأكثر.
وله «مختصر في تفسير الموطأ» .
روى عنه: حاتم بن محمد [4] وقال: كان حافظًا نافذًا في الفِقْه
والحديث.
وروى عنه: أبو عمر بن الحذّاء، وقال: كان صالحًا عفيفًا عاقلًا، حَسَن
اللّسان والبيان.
وقال الحُمَيْديّ [5] : كان فقيهًا محدِّثًا.
مات قبل الأربعين وأربعمائة ببونة.
337- مصعب ابن الحافظ المؤرخ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ابن
الفَرَضيّ [6] .
أبو بكر الأَزّديّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، وأبي محمد بن أسد، وأحمد بن هشام.
واستجازَ له أبوه جماعةً سمّى بعضهم في «تاريخ الأندلس» له.
__________
[1] وقال ابن السمعاني: كان شيخا ثقة صدوقا عالما مكثرا من الحديث.
[2] انظر عن (مروان بن علي) في:
جذوة المقتبس للحميدي 342 رقم 798، وفيه: «مروان بن محمد» ، والصلة
لابن بشكوال 2/ 616، 617 رقم 1349، وبغية الملتمس للضبيّ 461 رقم 1341
وفيه: «مروان بن محمد» ، والديباج المذهب 245، وإيضاح المكنون 1/ 320،
ومعجم المؤلفين 12/ 221 وفيها كلها: «مروان بن محمد» ، ما عدا «الصلة»
.
[3] البوني: بضم الباء الموحّدة، ونون. نسبة إلى بونة من بلاد إفريقية.
[4] هو: حاتم بن محمد الطرابلسي، من طرابلس الشام.
[5] في جذوة المقتبس 342.
[6] انظر عن (مصعب بن أبي الوليد) في: جذوة المقتبس للحميدي 352 رقم
828، والصلة لابن بشكوال 2/ 627، 628 رقم 1380، وبغية الملتمس للضبيّ
471 رقم 1379.
(29/507)
وذكره الحُمَيْديّ [1] فقال: أديب، محدث،
إخباريّ، شاعر ولي الحكم بالجزيرة.
ثمّ روى عنه الحميديّ، وقال: كان حيّا قبل الأربعين وأربعمائة.
338- مُعْتَمد بْن محمد بْن محمد بْن مكحول [2] .
أبو المعالي النَّسَفيّ المَكْحُوليّ.
يروي عن: جدّه أبي المعين محمد بن مكحول [3] ، وأبي سهل هارون بن أحمد
الأسْتِراباذيّ الرّاوي عن أبي خليفة [4] .
وتُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين [5] .
339- مفضَّل بن محمد بن مِسْعَر [6] .
القاضي أبو المحاسن التُّنُوخيّ المَعَرِّيّ الحنفيّ المعتزليّ
الشِّيعيّ.
رحل إلى بغداد وسمع من: أبي عمر بن مَهْدِيّ، وغيره.
وتفقّه على القُدُوريّ. وأخذ الرَّفْضَ والاعتزال عن غير واحد.
وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر.
قال ابن عساكر [7] : كان ينوب بالقضاء بدمشق لابن أبي الْجِنّ. وولي
قضاء بَعْلَبَك. وصنَّف «تاريخ النَّحْويّين» . وكأنّه كان معتزليّا
شيعيّا.
__________
[1] في (جذوة المقتبس) .
[2] انظر عن (معتمد بن محمد) في: الأنساب 11/ 460.
[3] روى عنه كتاب «اللؤلؤيّات» .
[4] روى عنه كتاب «أخبار مكة» .
[5] وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
[6] انظر عن (مفضّل بن محمد) في:
ديوان بن أبي حصينة- بتحقيق محمد أسعد طلس- طبعة المجمع العلمي بدمشق
1956- ج 1/ 122، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 208، 209، ومعجم
الأدباء 19/ 164، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 25/ 192، 193 رقم 55،
والنجوم الزاهرة 5/ 25، وبغية الوعاة 2/ 396، وقضاة دمشق لابن طولون
38، 40، 41، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 54، 55، وكشف الظنون 263، 492،
493، 789، 1107، 1108، والجواهر المضية 2/ 179، وهدية العارفين 2/ 468،
469، ومعجم المؤلفين 12/ 315، 316، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 5/ 86- 88 رقم 1696.
[7] في تاريخ دمشق 43/ 208.
(29/508)
أنا النّسيب، أنا المفضل سنة ثمانٍ
وثلاثين، فذكر حديثًا.
وقال غَيْث الأرمنازيّ: ذُكِر عنه أنّه كان يضع من الشّافعيّ. وصنَّف
كتابًا ذكر فيه الرّدّ على الشّافعيّ خالفَ فيه الكتاب والسُّنَّة.
وحدَّثني النّسيب أنّه بلغ أباه أنّه ارتشى فعزله عن بَعْلَبَك [1] .
- حرف الهاء-
340- هشام بن سعيد الخير بن فَتْحون [2] .
أبو الوليد القَيْسيّ الوَشْقيّ [3] .
سمع من: القاضي خَلَف بن عيسى. وهو في هذه الطّبقة.
ثمّ إنّ هشامًا حجّ وأخذ عن: أبي العبّاس عليّ بن منير، وأبي عمران
الفاسيّ، والحسن بن أحمد بن فِراس.
حدَّث عنه الحُمَيْديّ [4] وقال: محدِّث جليل، جميل الطّريقة. تُوُفّي
بعد الثّلاثين وأربعمائة.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عمر بن عبد البرّ، والقاضي أبو زيد الحشّاء.
حرف الياء-
341- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن يحيى [5] .
__________
[1] وزاد ابن عساكر: «وحدّثني الأمين أبو محمد الأكفاني أنّ لأبي
المحاسن رسالة في وجوب المسح على الرجلين» .
وذكره ابن أبي حصينة في شعره فقال:
ومفضّل سبغت عليه لفاتك دون الملوك مواهب ورغاب (ديوان ابن أبي حصينة
1/ 122) .
وقال ابن عساكر: توفي سنة 2 أو 443 هـ. ويقتضي أن يكون مولده بعد سنة
370 بالمعرّة وبها مات.
[2] انظر عن (هشام بن سعيد الخير) في:
جذوة المقتبس للحميدي 364، 365 رقم 866، والصلة لابن بشكوال 2/ 651 رقم
1430، وبغية الملتمس للضبيّ 485، 486 رقم 1430.
[3] الوشقي: بفتح أوله وسكون ثانية، والقاف. نسبة إلى وشقة، بليدة
بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 377) .
[4] في (جذوة المقتبس) .
[5] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 666 رقم
1464.
(29/509)
أبو بكر القُرَشيّ الْجُمَحيّ الوَهْرانيّ.
حدَّث عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وجماعة.
كان متصرفا في العلوم، قوي الحفظ، غلب عليه علم الحديث.
توفي في حدود سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة.
الكنى
342- أبو حاتم [1] .
أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الواعظ.
سمع السلفي من أصحابه. واجتمع به شيخ الإسلام الهروي.
ويروي عنه الخطيب بالإجازة.
بعون الله وتوفيقه، تم تحقيق هذه الطبقة من «تاريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأعلام» للحافظ المؤرّخ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي
المتوفى سنة 748 هـ.، ومعارضتها، وضبط نصّها، وتوثيق مادّتها، والإحالة
إلى مصادرها، والعناية بها، على يد طالب العلم وخادمه الحاجّ الأستاذ
الدكتور أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا ووطنا،
الحنفيّ مذهبا، أستاذ التاريخ الإسلامي والمشرف على رسائل الماجستير
والدكتوراه في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة
كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرخين العرب، بعد ظهر يوم السبت الواقع
في السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة 1412 هـ، الموافق للسادس عشر من
شهر أيار سنة 1992 م. وذلك بمنزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام
الفيحاء المحروسة بعناية الله وحفظه.
__________
[1] تقدّم في المتوفين سنة 440 هـ. برقم (275) .
(29/510)
|