تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد الثلاثون (سنة 441- 460) ]
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الطبقة الخامسة والَأربعون
سنة إحدى وأربعين وأربعمائة
[اشتداد الخلاف بين السنّة والشيعة]
تُقدّم إلى أهل الكرخ أن لّا يعملوا مأتمًا- يوم عاشوراء، فأخلفوا وجرى
بين أهل السُنة والشيعة ما زاد على الحد من القتل والجراحات [1] .
[انهزام الملك الرحيم]
وفيها ذهب الملك الرحيم إلى الْأهواز وفارس، فلقيه عسكر فارس واقتتلوا،
فانهزم هو وجيشه إلى أن قدم واسط [2] .
[أمتلاك عسكر فارس الأهواز]
وسار عسكر فارس إلى الأهواز فملكوها وخيموا بظاهرها [3] .
[انهزام صاحب حلب]
وفيها قدم عسكر من مصر فقصدوا حلب، فانهزم منها صاحبها ثمال، فملكها
المصريون [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 140، (15/ 319) ، الكامل في التاريخ 9/ 561، العبر 3/
194، دول الإسلام 1/ 259، البداية والنهاية 12/ 59.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 560، تاريخ ابن خلدون 3/ 454.
[3] تاريخ ابن خلدون 3/ 454.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 560، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 265، 266،
المختصر في أخبار البشر 2/ 170، تاريخ ابن الوردي 1/ 352، البداية
والنهاية 12/ 59.
(30/5)
[إمرة الْأمراء بدمشق]
وفيها ولي دمشق أمير الأمراء عدّة الدّولة رفق المستنصري [1] ، ثم عزل
بعد أيام بطارق المستنصري، وولي إمرة حلب [2] . وولي وزارة دمشق معه
سديد الدولة ذو الكفايتين أبو محمد الحسين الماشُكيّ [3] .
[الحرب بين أهل الكرخ وأهل القلّايين]
وفيها اهتم أهل الكرخ وعملوا عليهم سورًا، وكذا فعل أهل نهر القلّايين،
وأنفق على ذلك العوام أموالًا عظيمة، وبقي مع كل فرقة طائفة من
الْأتراك تشد منهم. ثم في يوم عيد الفطر ثارت الحرب بينهم، وجرت أمور
مزعجة يطول تفصيلها. وأذّنوا في منابر الكرخ ب «حيّ على خير العمل» [4]
.
[الريح الغبراء]
وفي ذي الحجّة عصفت ريح ترابيّة أظلمت منها الدنيا حتى لم ير أحدٌ
أحدًا.
وكان الناس في أسواقهم فحاروا ودُهشوا، ودامت ساعة، فقلعت رواشن دار
الخليفة ودار المملكة. ووقع شيء كثير من النّخل [5] .
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 4، ذيل تاريخ دمشق 85، أمراء دمشق في
الإسلام 34 رقم 109، اتعاظ الحنفاء 2/ 209.
[2] ذيل تاريخ دمشق 85، اتعاظ الحنفا 2/ 209.
[3] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 5 وفيه، «الماسل» بدل «الماشكي» ، ذيل
تاريخ دمشق 85، اتعاظ الحنفا 2/ 209.
[4] انظر تفاصيل الخبر في: المنتظم 8/ 141، 142، (15/ 319، 320) ،
والكامل في التاريخ 9/ 561، والمختصر في أخبار البشر 2/ 170، والعبر 3/
194، ودول الإسلام 1/ 259، وتاريخ ابن الوردي 1/ 351.
[5] المنتظم 8/ 142، (15/ 321) ، الكامل في التاريخ 9/ 560، البداية
والنهاية 12/ 59، تاريخ الخميس 2/ 399، 400.
(30/6)
سنة اثنتين وأربعين
وأربعمائة
[الصلح بين السنة والشيعة]
نُدب أبو محمد بن النّسويّ لضبط بغداد، واجتمع العامة من الشيعة
والسُنة على كلمةٍ واحدة، على أنه متى ولي ابن النسويّ أحرقوا أسواقهم
ونزحوا عن البلد. ووقع الصلح بين السُّنة والشيعة، وصار أهل الكرخ إلى
نهر القلّايين فصلّوا فيه، وخرجوا كلهم إلى الزيارة بالمشاهد.
وصار أهل الكرخ يترحّمون على الصحابة في الكرخ، وهذا أمرٌ لم يتَّفق
مثله [1] .
[وقوع صاعقة بالحلّة]
وفي ليلة الجمعة ثاني رمضان وقعت صاعقة بالحِلّة [2] على خيمةٍ لبعض
العرب كان فيها رجلان، فأُحرِقت نصف الخيمة ورأس أحد الرّجُلين، وقدّت
نصف بدنه، وبقي نصفه الْآخر. وسقط الْآخر مغشيًّا عليه ما أفاق إِلَّا
بعد يومين [3] .
[الرُّخص ببغداد]
ورخص السعر ببغداد حتّى أبيع كرّ الحنطة بسبعة دنانير [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 145، (15/ 325) ، الكامل في التاريخ 9/ 561 (حوادث سنة
441 هـ.) ، العبر 3/ 199، دول الإسلام 1/ 260، البداية والنهاية 12/
61، شذرات الذهب 3/ 267، 268.
[2] في «المنتظم» : «حلّة نور الدين» .
وفي «تاريخ حلب» للعظيميّ (زعرور) 340، والطبعة التركية 8: «ووقعت
صاعقة بقسيان أنطاكية سكت السلاسل» .
[3] المنتظم 8/ 146، (15/ 325) .
[4] المنتظم 8/ 146، (15/ 326) وفيه: «بسبع دنانير» ، البداية والنهاية
12/ 61.
(30/7)
[استيلاء ألْبُ رسلان على فَسَا]
وفيها سار الملك ألْبُ رسلان السلجوقي من مرو وقصد فارس في المفازة،
فلم يعلم أحد ولا عمّه طغرلبك، فوصل إلى فسا واستولى عليها، وقتل من
جندها الديلم نحو الْألف وطائفة من العامّة، ونهب وأسر وفتك، وعاد إلى
مرو مسرعًا [1] .
[الاحتفال بزيارة مشهد الحسين]
واستهل ذو الحجة فتهيّأ أهل بغداد السُّنة والشّيعة لزيارة مشهد الحسين
وأظهروا الزينة والفرح، وخرجوا بالبوقات ومعهم الْأتراك [2] .
[أخذ طغرلبك أصبهان صلحا]
وفيها نازل طغرلبك أصبهان، وحاصر ابن علاء الدولة نحو السّنة، وقاسى
العامة شدائد. ثم أخذها صُلحًا وأحسن إلى أميرها، وأقطعه يزد وأبرقوه،
وأقطع أجنادها في بلاد الجبل. وسكن أصبهان [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 564، 565، نهاية الأرب 26/ 287، تاريخ ابن
خلدون 3/ 455.
[2] المنتظم 8/ 146، (15/ 325، 326) .
[3] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188، تاريخ الفارقيّ 1/
155، الكامل في التاريخ 9/ 562، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 184،
المختصر في أخبار البشر 2/ 170، تاريخ ابن الوردي 1/ 351، البداية
والنهاية 12/ 61، تاريخ ابن خلدون 3/ 455.
(30/8)
سنة ثلاث وأربعين
وأربعمائة
[تجدّد الفتنة بين السُّنة والشيعة]
في صفر تجدّدت الفتنة بين الشّيعة والسُّنة، وزال الاتّفاق الذي كان
عام أول. وشرع أهل الكرخ في بناء باب السّمّاكين، وأهل القلّايين في
عمل ما بقي من بابهم. وفرغ أهل الكرخ من بنيانهم وعملوا أبراجًا وكتبوا
بالذهب: محمّدٌ وعليٌّ خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر
[1] .
وثارت الفتنة وآلت إلى أخذ ثياب النّاس في الطّرق، وعقت الْأسواق،
ووقفت المعايش. وبعد أيام اجتمع للسُّنة عددٌ يفوق الْإِحصاء، وعبروا
إلى دار الخلافة وملئوا الشّوارع، واخترقوا الدهاليز، وزاد اللغط، فقيل
لهم: سنبحث عن هذا. فهاج أهل الكرخ ووقع القتال، وقُتل جماعة منهم
واحدٌ هاشمي.
ونُهب مشهد باب التِّبن ونبشت عدّة قبور وأُحرقوا، مثل: العوفي،
والناشئ، والْجُذوعي، وطرحوا النار في المقابر والتُّرب، وجرى على أهل
الكرخ خزيٌّ عظيم، وقُتل منهم جماعة، فصاروا إلى خان الفقهاء الحنفيين،
فأخذوا ما وجدوا، وأحرقوا الخان [2] ، وقتلوا مُدرِّس الحنفيّة أبا سعد
السرخسيّ [3] ، وكبسوا دور الفقهاء، فاستُّدعي أبو محمد بن النسويّ
وأُمر بالعبور فقال: قد جرى ما لم يجرِ مثله، فإن عبر معي الوزيرُ
عبرتُ. فقويت يده. وأظهر أهل الكرخ الحزن،
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 576، دول الإسلام 1/ 260، 261، البداية
والنهاية 12/ 62، شذرات الذهب 3/ 270.
[2] شذرات الذهب 3/ 270.
[3] لم يذكره ابن الجوزي في «المنتظم» ضمن الخبر (58/ 150) (15/ 330،
331) ، وهو في:
الكامل في التاريخ (9/ 577) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 171، وتاريخ
ابن الوردي 1/ 352، والعبر 3/ 201، ودول الإسلام 1/ 261، ومرآة الجنان
3/ 61، وشذرات الذهب 3/ 270.
(30/9)
وقعدوا في الْأسواق للعزاء على المقتولين.
فقال الوزير: إن واخذنا الكُلّ هرب البلد، والَأولى التغاضي.
فلما كان في ربيع الْآخر خُطب بجامع براثا مأوى الشّيعة، وأُسقط من
الْأذان «حي على خير العمل» ، ودقّ الخطيب المنبر بالسيف، وذكر في
خطبته العبّاس [1] .
[كبس العيّارين دار النسوي]
وفي ذي الحجة كبس العيّارون دار أبي محمد بن النسوي وجرحوه جراحات عدّة
[2] .
[عمارة الريّ]
وفيها أخذ السلطان طغرلبك أصبهان في المحرّم، فجعلها دار ملكه، ونقل
خزائنه من الري إليها. وكان قد عمّر الريّ عمارة جيدة [3] .
[إحراق الْأهواز]
وفيها كبس منصور بن الحسين بالغز الْأهواز وقتل بها خلقًا من الديلم
والَأتراك والعامّة، فأُحرِقت ونُهِبت [4] .
[الوقعة بين المغاربة والمصريين]
وفيها كانت وقعة هائلة بين المغاربة والمصريين بإفريقيّة، وقُتل فيها
من المغاربة ثلاثون ألفا [5] .
__________
[1] المنتظم 8/ 149- 151، (15/ 329- 331) ، الكامل في التاريخ 9/ 576-
578.
[2] المنتظم 8/ 151، (15/ 331) .
[3] المنتظم 8/ 151، (15/ 331) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 170 و 171،
الدرّة المضيّة 362، العبر 3/ 201، دول الإسلام 1/ 261، تاريخ ابن
الوردي 1/ 351، 352، البداية والنهاية 12/ 63.
[4] المنتظم 8/ 151، (15/ 331) ، العبر 3/ 202، دول الإسلام 1/ 261.
[5] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 6، نهاية الأرب 24/ 210، 211، المختصر في
أخبار البشر 2/ 170، العبر 3/ 202، دول الإسلام 1/ 261، تاريخ ابن
الوردي 1/ 352.
(30/10)
سنة أربع وأربعين
وأربعمائة
[عودة الفتن ببغداد]
في ذي القعدة عادت الفتن ببغداد، وأحرقت جماعة دكاكين، وكتبوا، أعني
أهل الكرخ- على مساجدهم: «محمد وعلي خير البشر» . وأذّنوا بحيّ على خير
العمل. فتجمّع أهل القلّايين وحملوا حملةً على أهل الكرخ، فهرب
النظّارة، وازدحموا في مسلك ضيّق، فهلك من النساء نيف وثلاثون امرأة
وستة رجال وصبيان، وطُرحت النار في الكرخ، وعادوا في بناء الْأبواب
والقتال.
فلمّا كان في سادس ذي الحجة جرى بينهم قتال، فجمع الطقطقي قومًا من
الْأعوان، وكبس نهر طابق من الكرخ، وقتل رجلين، ونصب الرأسين على حائط
مسجد القلّايين [1] .
[الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة]
وفيها جرت حروب كبيرة بين عسكر خراسان وعسكر غزنة، وكلّهم مسلمون. وتم
ما لَا يليق من القتال على الملك، نسأل اللَّه العافية [2] .
[فتح الملك الرحيم البصرة]
وفيها سيّر الملك الرّحيم جيشًا مع وزيره والبساسيري إلى البصرة،
وعليها أخوه أبو عليّ بن أبي كاليجار، فحاصروه بها، واقتتلوا أيّامًا
في السّفن [3] . ثمّ
__________
[1] المنتظم 8/ 154، (15/ 335، 336) ، الكامل في التاريخ 9/ 591، 592،
المختصر في أخبار البشر 2/ 172، العبر 3/ 203، 204، تاريخ ابن الوردي
1/ 354، مرآة الجنان 3/ 62 وفيه «مسجد العلائين» وهو تصحيف، البداية
والنهاية 12/ 63.
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في: الكامل في التاريخ 9/ 582- 585، والعبر
3/ 204، ودول الإسلام 1/ 261.
[3] العبر 3/ 204.
(30/11)
افتتحوا البصرة، وهرب أبو عليّ فتحصّن بشط
عثمان وحفر الخندق. فمضى إليه الملك الرحيم وحاربه، فتقهقر إلى عبّادان
وركب البحر. ثم طلع منه وسار إلى أرجان، وقدم على السلطان طغرلبك
بأصبهان، فأكرمه وصاهره [1] .
وسلم الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري، ومضى إلى الأهواز [2] .
[نهب أطراف العراق]
وفيها قدم طائفة من جيش طغرلبك إلى أطراف العراق، فنهبوا واستباحوا
الحريم وفتكوا. ورجف أهل بغداد [3] .
[القدح في نسب صاحب مصر]
وفيها عُمل محضر كبير ببغداد في القدح في نسب صاحب مصر، وأنّه أصله من
اليهود [4] .
__________
[1] العبر 3/ 205، تاريخ ابن خلدون 3/ 456.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 588، 589، دول الإسلام 1/ 261.
[3] انظر الخبر مفصّلا في: الكامل في التاريخ 9/ 589، 590، والعبر 3/
205، ودول الإسلام 1/ 261.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 340، (التركية) 8 (في حوادث سنة 443
هـ.) ، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 6، المنتظم 8/ 154، 155، (15/ 336) ،
الكامل في التاريخ 9/ 591، العبر 3/ 204، مرآة الجنان 3/ 62، البداية
والنهاية 12/ 63، اتعاظ الحنفا 2/ 223.
(30/12)
سنة خمس وأربعين
وأربعمائة
[إحراق الكرخ]
فيها أحضر ابن النسويّ فقُوّيت يده، فضرب وقتل وخرّب ما كتبوا من محمد
وعلي خير البشر، وطرحت النار في الكرخ ليلًا ونهارًا [1] .
[وصول الغُّز إلى حلوان]
ثم وردت الأخبار بأن الغُّز قد وصلوا إلى حلوان، وأنهم على قصد العراق،
ففزع الناس [2] .
[لعن الْأشعري بنيسابور]
وفيها أعلن بنيسابور بلعن أبي الحسن الْأشعري، فضج من ذلك الشيخ أبو
القاسم القشيري، وصنّف رسالة «شكاية السنة لما نالهم من المحنة» .
وكان قد رُفع إلى السلطان طغرلبك شيء من مقالات الْأشعري، فقال أصحاب
الْأشعري: هذا محال وليس هذا مذهبه.
فقال السلطان: إنّما نأمر بلعن الْأشعري الذي قال هذه المقالة فإن لم
تدينوا بها ولم يقل الْأشعري شيئًا منها فلا عليكم مما نقول.
قال القشيري: فأخذنا في الاستعطاف، فلم تُسمع لنا حُجّة، ولم تُقض لنا
حاجة. فأغضينا على قذى الاحتمال. وأُحلنا على بعض العلماء، فحضرنا
وظننا أنه يصلح الحال، فقال: الْأشعري عندي مبتدع يزيد على المعتزلة.
__________
[1] المنتظم 8/ 157، (15/ 340) ، الكامل في التاريخ 9/ 593، البداية
والنهاية 12/ 64.
[2] المنتظم 8/ 157، (15/ 340) ، العبر 3/ 208، دول الإسلام 1/ 262،
البداية والنهاية 12/ 64.
(30/13)
يقول القشيري: يا معشر المسلمين، الغيَاث
الغيَاث [1] .
[استيلاء الملك الرحيم على أرجان]
وفيها استولى الملك الرحيم على أرجان ونواحيها، وأطاعه من بها من
العسكر ومقدّمهم فولاذ الدّيلميّ [2] .
__________
[1] علّق ابن الجوزي على ذلك قائلا: «لو أنّ القشيري لم يعمل في هذا
رسالة كان أستر للحال، لأنه إنما ذكر فيها أنه وقع اللعن وأنه سئل
السلطان أن يتقدّم بترك ذلك فلم يجب، ثم لم يذكر حجّة له ولا دفع شبهة
للخصم، وذكر مثل هذا نوع تغفيل» . (المنتظم 8/ 158، (15/ 341) ، وانظر:
البداية والنهاية 12/ 64) .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 594.
(30/14)
سنة ست وأربعين
وأربعمائة
[شغب الْأتراك على وزير السلطان]
فيها تفاوض الْأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب،
فبرَّزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الْأراجيف، وغُّلقت الدروب
ببغداد، ولم يُصلِّ أحدٌ جُمُعة إِلَّا القليل في جامع القصر. ونقل
الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وُجد الوزير عند أحدٍ حَلّ ماله
ودمُه. وركبت الْأتراك فنهبوا دورًا للنصارى، وأخذوا أموالًا من البيعة
وأحرقوها.
ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الْأتراك وأرضاهم [1] .
[وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم]
ثم إن الوزير ظهر فطُولب، فجرح نفسه بسكّين، فتسلّمه البساسيري، وتقلّد
الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم [2] .
[أخذ ابن بدران الْأنبار]
وقصد قريش بن بدران الْأنبار فأخذها [3] .
[عودة البساسيري إلى بغداد]
وردّ أبو الحارث البساسيري إلى بغداد [4] من الوقعة مع بني خفاجة، فسار
__________
[1] المنتظم 8/ 159، 160، (15/ 343، 344) ، الكامل في التاريخ 9/ 597،
598، تاريخ ابن خلدون 3/ 457.
[2] المنتظم 8/ 160، (15/ 344) .
[3] المنتظم 8/ 160، (15/ 344) ، الكامل في التاريخ 9/ 600، ابن خلدون
3/ 457، البداية والنهاية 12/ 65.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 342، (التركية) 9 (حوادث سنة 445 هـ) .
(30/15)
إلى داره بالجانب الغربي ولم يُلم بدار
الخلافة على رسْمه، وتأخر عن الخدمة، وبانت فيه آثار النّفرة. فراسله
الخليفة بما طيّب قلبه فقال: ما أشكو إِلَّا من النائب في الديوان. ثم
توجه إلى الْأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دُبيس
بن علي [1] .
[انكسار جيش المعُز إلى القيروان]
وفي سنة ست ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المُعز بن باديس، وهم
بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب. فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا
وأفسدوا، وأمّروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي. وحاصروا المُدن وخرّبوا
القرى، وحل بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يعهد مثله قط. فاحتفل ابن
باديس وجمع عساكره، فكانوا ثلاثين ألف فارس [2] ، وكانت العرب ثلاثة
آلاف فارس [3] . فأرادت العرب الفرار، فقال لهم مؤنس: ما هذا يوم فرار.
قالوا:
فأين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات [4] والمغافر [5] ؟ قال: في
أعينهم. فسُمّي:
«أبا العينين» . فالتحم الحرب، فانكسر جيش المُعز، واستحر القتل بجنده،
ورُدّ إلى القيروان مهزومًا. وأخذت العرب الخيل والخيام بما حوت [6] .
وفي ذلك يقول بعضهم [7] :
__________
[1] المنتظم 8/ 160، 161، (15/ 344، 345) ، الكامل في التاريخ 9/ 601،
602، البداية والنهاية 12/ 65، اتعاظ الحنفا 2/ 232.
[2] في: نهاية الأرب 24/ 214: «ثلاثين ألف فارس ومثلهم رجّالة» . وفي:
المختصر لأبي الفداء 2/ 170: «ما يزيد على ثلاثين ألف فارس» . وفي:
البيان المغرب 1/ 290: «وكان عدد العسكر المهزوم ثمانين ألف فارس ومن
الرجّالة ما يليق بذلك» . وفي: تاريخ ابن خلدون 4/ 131:
«نحو من ثلاثين ألفا» ، وفي «اتعاظ الحنفا» 2/ 215: «جمع ثمانين ألفا»
.
[3] في: البيان المغرب: «وكانت خيل العرب ثلاثين ألف فارس، ومن
الرّجالة ما يليق بذلك» .
[4] في: نهاية الأرب 24/ 215: «الكازغندات» ، وفي: الكامل في التاريخ
لابن الأثير 8/ 56:
«الكذاغندات» . وهي أردية محشوّة من القطن أو الحرير يتدرّع بها في
الحرب.
[5] المغافر: الخوذات الواقية للرأس.
[6] اتعاظ الحنفا 2/ 214، 215.
[7] هو: علي بن رزق الرياحي، أو ابن شدّاد. (البيان المغرب 1/ 290،
تاريخ ابن خلدون 6/ 33) .
(30/16)
وإن ابن باديسٍ لَأفضل مالكٍ [1] ... ولكن
لعمري [2] ما لديه رجالُ
ثلاثون ألفًا منهم غلبتهم ... ثلاثة ألف إنّ ذا المحال [3]
[انهزام المُعز للمرة الثانية]
ثم جمع المُعز سبعة وعشرين ألف فارس، وسار يوم عيد النحر، وهجم على
العرب [4] بغتةً، فانكسر أيضًا، وفتل من جنده عالم عظيم، وكانت العرب
يومئذٍ سبعة آلاف. وثبت المُعز ثباتًا لم يُعهد بمثله [5] . ثم ساق على
حميّة.
وحاصرت العرب القيروان [6] . وانجفل الناس في المهديّة لعجزهم.
وشرعت العرب في هدم الحصون، وقطع الْأشجار، وإفساد المياه. وعمّ
البلاء، وانتقل المُعز إلى المهديّة، فالتقاه ابنه تميم والبهاء [7] .
[انتهاب القيروان]
وفي سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان [8] .
__________
[1] في: تاريخ الفتح العربيّ في ليبيا للظاهر الزاوي- ص 200: «لأحزم
مالك» .
[2] في: تاريخ ابن خلدون: «لعمري ولكن» .
[3] في: تاريخ ابن خلدون: «وذاك ضلال» .
وفي: تاريخ الفتح للزاوي:
ثلاثة آلاف لنا غلبت له ... ثلاثين ألفا إن ذا لنكال
وفي: البيان المغرب لابن عذاري:
ثمانون ألفا منكم هزمتهم ... ثلاثون ألفا إنّ ذا لنكال
وفي المطبوع منه: «ثلاثون ألفا» . (1/ 290) .
والبيتان في:
نهاية الأرب للنويري 24/ 215، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 290،
وتاريخ ابن خلدون 6/ 33، وتاريخ الفتح العربيّ في ليبيا 200.
[4] وهم: زعبة وعديّ. (نهاية الأرب 24/ 216) .
[5] البيان المغرب 1/ 289.
[6] البيان المغرب 1/ 290.
[7] الخبر باختصار شديد في: العبر 3/ 210، ودول الإسلام 1/ 262.
وهو في: نهارية الأرب 24/ 216 وفيه أن المعزّ رجع إلى المنصورية،
والبيان المغرب 1/ 292، وتاريخ ابن خلدون 6/ 159، واتعاظ الحنفا 2/
215.
[8] نهاية الأرب 24/ 216 و 217، والكامل 8/ 56، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 171، والمؤنس-
(30/17)
[انهزام زنانة أمام
بلكين]
وفي سنة خمسين خرج بُلُكِّين ومعه العرب لحرب زناتة، فقاتلهم فانهزمت
زناتة وقُتل منهم خلق [1] .
[قتل أهل نقيوس للعرب]
وفي سنة ثلاث وخمسين [2] قتل أهل نقيوس [3] من العرب مائتين وخمسين
رجلًا. وسبب ذلك أن العرب دخلت المدينة تتسوّق [4] فقتل رجل من العرب
رجلًا محتشمًا مقدّمًا لكونه سمعه يُثني على ابن باديس، فغضب له أهل
البلد، وقتلوا في العرب وهم على غفلة.
[نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء]
وقال المختار بن بطلان: نقص النيل في هذه السنة [5] وتزايد الغلاء،
وتبعه وباء شديد.
وعظم الوباء في سنة سبع وأربعين [6] .
__________
[ (-) ] في تاريخ إفريقية والأندلس لابن أبي دينار 83، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 352، وتاريخ ابن خلدون 6/ 159، والبيان المغرب 1/ 293 و 294،
واتعاظ الحنفا 2/ 215 و 217.
[1] نهاية الأرب 24/ 217، البيان المغرب 1/ 294 وفيه «بلقّين» .
[2] يستطرد المؤلّف- رحمه الله- هنا بسرد الأحداث حتى سنة 453 هـ. ومن
حقّها أن تذكر في أحداث الطبقة التالية.
[3] نقيوس: قرية بين الفسطاط والإسكندرية: (معجم البلدان 5/ 303) .
[4] في: البيان المغرب 1/ 285 «إن العرب دخلت إلى نقيوس متشوّقة» .
[5] الموجود في: الدرّة المضيّة لابن يبك الدواداريّ خلاف هذا، وهو:
«الماء القديم خمسة أذرع فقط، مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وأربعة عشر
إصبعا» . (ص 364) .
[6] في «اتعاظ الحنفا» 2/ 226، في حوادث سنة 446 هـ: «فيها أيضا قصر
مدّ النيل، ونزع السعر، ووقع الوباء، ولم يكن في المخازن السلطانية
إلّا ما ينصرف في جرايات من في القصور ومطبخ الخليفة وحواشيه لا غير،
فورد على الوزير من ذلك ما أهمه، وصار سعر التلّيس ثمانية دنانير،
واشتد الأمر على الناس» ، وفي (حوادث سنة 447 هـ) 2/ 230 قال: «وفيها
تزايد الغلاء، وكثر الوباء، وعمّ الموتان بديار مصر» .
(30/18)
[تكفين السلطان
ثمانين ألف نفس]
ثم ذكر أن السلطان كفّن من ماله ثمانين ألف نفس، وأنّه هلك ثمانمائة
قائد. وحصل للسلطان من المواريث مال جليل.
[تخريب الْأعراب سواد العراق]
وفيها عاثت الْأعراب وأخربوا أكثر سواد العراق، ونهبوا. وذلك لاضطراب
الْأمور وانحلال الدولة.
[استيلاء طغرلبك على أذربيجان]
وفيها استولى طغرلبك على أذربيجان بالصُلح، وسار بجيوشه فسبى من الرّوم
وغنم وغزا [1] .
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 342، (التركية) 10، الكامل في التاريخ
9/ 598، 599، تاريخ مختصر الدول 84 أ، المختصر في أخبار البشر 2/ 172،
العبر 3/ 210، دول الإسلام 1/ 262، تاريخ ابن الوردي 1/ 354، البداية
والنهاية 12/ 65.
(30/19)
سنة سبع وأربعين
وأربعمائة
[استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز]
فيها استولى أعوان الملك الرحيم على شيراز بعد حصار طويل وبلاء شديد من
القحط والوباء، حتّى قيل لم يبق بها إِلَّا نحو ألف إنسان، فما أمهله
اللَّه في الملك بعدها [1] .
ابتداء الدولة السلجوقية [2]
وفيها كان ابتداء الدولة السلجوقية بالعراق. وكان من قصة ذلك أن أبا
المظفّر أبا الحارث أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظم شأنه
بالعراق، واستفحل أمره، وبعُد صيته، وعظُمت هيْبته في النفوس، وخُطب له
على المنابر. وصار هو الكلّ، ولم يبقى للملك الرَّحيم بن بُوَيْه معه
إِلَّا مجرَّد الاسم [3] .
ثم إنهُ بلغ أمير المؤمنين القائم أنّ البساسيريّ قد عزم على نهب دار
الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفةُ القائمُ السلطان طغرلبك بن
ميكائيل بن سلجوق يستنجد به، ويعده بالسلطنة، ويحضّه على القدوم [4] .
وكان طغرلبك بالريّ، وكان قد استولى على الممالك الخراسانيّة وغيرها.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 605، مآثر الإنافة 1/ 337.
[2] انظر: تاريخ دولة آل سلجوق 7 وما بعدها.
[3] نهاية الأرب 26/ 288، العبر 3/ 212، دول الإسلام 1/ 263، مآثر
الإنافة 1/ 338، تاريخ الخلفاء 417.
[4] المنتظم 8/ 163، (15/ 348) ، ذيل تاريخ دمشق 87، بغية الطلب (تراجم
السلاجقة) 5، مختصر التاريخ لابن الكازروني 204، 205، نهاية الأرب 26/
288، الجوهر الثمين لابن دقماق 193، البداية والنهاية 12/ 66.
(30/20)
وكان البساسيري يومئذٍ بواسط ومعه أصحابه،
ففارقه طائفه منهم ورجعوا إلى بغداد، فوثبوا على دار البساسيري فنهبوها
وأحرقوها. وذلك برأي رئيس الرؤساء وسعيه. ثم اتجه عند القائم بأنه
يكاتب المصريّين، وكاتب الملك الرّحيم يأمره بإبعاد البساسيريّ فأبعده.
وكانت هذه الحركة من أعظم الأسباب في استيلاء طغرلبك على العراق [1] .
فقدم السلطان طغرلبك في شهر رمضان بجيوشه، فذهب البساسيري من العراق
وقصد الشام [2] ، ووصل إلى الرحبة [3] . وكاتب المستنصر باللَّه
العُبيْديّ الشيعي صاحب مصر، واستولى على الرحبة وخطب للمستنصر بها
فأمدّه المستنصر بالَأموال [4] .
وأمّا بغداد فخُطِب بها للسلطان طغرلبك بعد القائم [5] ، ثم ذُكر بعده
الملك الرحيم وذلك بشفاعة القائم فيه إلى السلطان.
انقراض بني بويه
ثُمّ إنّ السلطان قبض على الملك الرحيم بعد أيّام، وقُطعت خطبته في سلخ
رمضان، وانقرضت دولة بني بويه [6] ، وكانت مدّتها مائة وسبعًا وعشرين
سنة.
وقامت دولة بني سلجوق. فسبحان مُبدئ الْأمم ومُبيدها، ومردي المُلوك
ومُعيدها.
ودخل طغرلبك بغداد في تجمُّلٍ عظيم، وكان يوما مشهودا دخل معه
__________
[1] مختصر التاريخ لابن الكازروني 205، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي
265، العبر 3/ 212.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188.
[3] زبدة الحلب لابن العديم 1/ 270، بغية الطلب 6، الجوهر الثمين 193،
تاريخ الخلفاء 418.
[4] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 7، ذيل تاريخ دمشق 87، بغية الطلب 6،
مختصر التاريخ لابن الكازروني 205.
[5] تاريخ مختصر الدول 184.
[6] المنتظم 8/ 164، (15/ 349) ، العبر 3/ 212، دول الإسلام 1/ 263،
تاريخ دولة آل سلجوق 12.
(30/21)
ثمانية عشر فيلا. ونزل بدار المملكة [1] .
وكان قدومه على صورة غريبة. وذلك أنّه أتى من غزو الرّوم إلى همذان،
فأظهر أنّه يريد الحج، وإصلاح طريق مكّة، والمُضيّ إلى الشام من الحج
ليأخذها ويأخذ مصر، ويُزيل دولة الشّيعة عنها. فراج هذا على عموم الناس
[2] .
وكان رئيس الرؤساء يُؤْثِر تملّكه وزوال دولة بني بُوَيْه، فقدِم الملك
الرحيم من واسط، وراسلوا طغرلبك بالطاعة.
[وفاة ذخيرة الدين]
وفيها تُوُفيّ ذخيرة الدّين وليّ العهد أبو العبّاس محمد بن أمير
المؤمنين القائم، فعظُمت على القائم الرزيّة بوفاته، فإنه كان عضُده،
وخلّف ولدًا وهو الذي ولي الخلافة بعد القائم، ولُقّب بالمُقتدي
باللَّه [3] .
[عيْث جيوش طغرلبك بالسواد]
وفيها عاثت جيوش طغرلبك بالسواد ونهبت وفتكت، حتّى أبيع الثَّور بعشرة
دراهم، والحمار بدرهمين [4] .
[الفتنة ببغداد]
وجرت ببغداد فتنة عظيمة قُتِل فيها خلْق. وبسببها قُبض على الملك
__________
[1] المنتظم 8/ 165، (25/ 349) ، الكامل في التاريخ 9/ 610.
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 189، المنتظم 8/ 164، (15/
348) ، تاريخ الزمان لابن العبري 98 و 102، نهارية الأرب 26/ 288،
تاريخ ابن خلدون 3/ 459.
[3] انظر عن وفاة (ذخيرة الدين) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 342، (التركية) ص 10، وتاريخ الفارقيّ 1/
174، والمنتظم 8/ 165، (15/ 350) ، والكامل في التاريخ 9/ 615، وتاريخ
ابن خلدون 3/ 460، والبداية والنهاية 12/ 67.
[4] في «المنتظم» 8/ 166، (15/ 350) : «حتى بلغ الثور خمسة قراريط إلى
عشرة، والحمار قيراطين إلى خمسة» ، ومثله في: الكامل في التاريخ 9/
613، ونهاية الأرب 26/ 291، وفي:
تاريخ الزمان لابن العبري 99: «بيع ثور الفدّان بعشرين درهما والجحش
بعشرة دراهم» .
وانظر: العبر 3/ 212، والبداية والنهاية 12/ 67.
(30/22)
الرّحيم وسُجنَ في قلعة [1] .
[ثورة الحنابلة ببغداد]
وفيها ثارت الحنابلة ببغداد ومقدمهم أبو يعلى، وابن التميمي، وأنكروا
الجهر بالبسملة ومنعوا من الْجَهْر والترجيع في الْأذان والقُنُوت.
ونهوا إمام مسجد باب الشعير عن الجهر بالبسملة، فأخرج مُصحفًا وقال:
أزيلوها من المُصْحَف حتّى لَا أتلوها [2] .
[موت الملك الرحيم بالحبس]
وبقي الملك الرحيم محبوسًا إلى أن مات سنة خمسين وأربعمائة بقلعة
الرّيّ [3] ، سامحه الله.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 612 وفيه: «قلعة السّيروان» ، نهاية الأرب
26/ 265 و 290، تاريخ ابن خلدون 3/ 460، اتعاظ الحنفا 2/ 233، تاريخ
دولة آل سلجوق 22.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 614، المختصر في أخبار البشر 2/ 174، تاريخ
ابن الوردي 1/ 355، البداية والنهاية 12/ 66.
[3] الكامل في التاريخ 9/ 650، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 265، تاريخ
دولة آل سلجوق 12.
(30/23)
سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة
[زواج القائم بأمر اللَّه]
فيها تزوّج الخليفة القائم بأمر اللَّه بخديجة أخت السلطان طغرلبك.
وقيل: خديجة بنت داود أخي طغرلبك [1] .
وكان الصّداق مائة ألف دينار [2] .
[محاصرة تكريت]
وفيها سار السلطان بالجيش وآلات الحصار والمجانيق قاصدًا الموصل، فنازل
تكريت وحاصرَها.
[الخطبة للعُبيدي بالكوفة وواسط]
وفيها وقعت فِتَنٌ كِبار بالعراق، وذلك بتأليب البساسيري ومكاتباته.
وحاصل الْأمر أن الكوفة وواسط وغيرهما خطب بها لصاحب مصر المستنصر
باللَّه
__________
[1] في «الإنباء في تاريخ الخلفاء» لابن العمراني 190 «عقد الخليفة
عقدا على خديجة المدعوّة أرسلان خاتون بنت الأمير جفري بك والي خراسان،
وهو أخو ركن الدولة، وكانت خديجة هذه مسمّاة لابن الخليفة ذخيرة الدين»
.
وبعد وفاة القائم تزوّجها علي بن قرامرز بن كاكويه الديلميّ، فقال
العماد الأصفهاني في «زبدة النّصرة» ص 52: «فاستبدلت عن القرشيّ
ديلميّا، وعن الإمام أميّا» .
وفي «المنتظم» 8/ 169، 170، (16/ 4) : «خديجة بنت أخي السلطان طغرلبك»
. وهي:
«خديجة ابنة داود أخي السلطان طغرلبك» كما في: الكامل في التاريخ 9/
617، وذيل تاريخ دمشق 86، وتاريخ الزمان 99، والمختصر في أخبار البشر
2/ 174، والعبر 3/ 215، ودول الإسلام 1/ 263، وتاريخ ابن الوردي 1/
355، وتاريخ ابن خلدون 3/ 460، والبداية والنهاية 12/ 67، وشذرات
الذهب، 3/ 277، وتاريخ دولة آل سلجوق 13.
[2] المنتظم 8/ 169، 170، (16/ 4) .
(30/24)
العُبَيْديّ، وسُرَّت الرافضة بذلك سرورًا
زائدًا [1] .
[القحط والوباء بديار مصر]
وفيها كان القحط شديدًا بديار مصر [2] ، وشأنه يتجاوز الحد والوصف.
وأمْر الوباء عظيم بحيث أنّه ورد كتاب- فيما قيل- من مصر بأن ثلاثة من
اللصوص نقبوا دارًا ودخلوا، فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب
النقب، والَآخر على رأس الدرجة، والثالث في الدار [3] .
[عام الجوع الكبير بالَأندلس]
وفيها كان القحط العظيم بالَأندلس والوباء. ومات الخلق بإشبيلية، بحيث
أن المساجد بقيت مُغلقة ما لها من يصلي بها. ويُسمّى عام الجوع الكبير
[4] .
[الخطبة للمستنصر بالموصل]
وفيها خطب قريش بن بدران بالموصل للمُستنصِر [5] .
وقويت شوكة البساسيري.
[وصول الخِلَع من مصر لنور الدولة]
وجاءت الخِلَع والتقاليد من مصر لنور الدولة دُبيس بن مزيد الْأسدي،
وهو أمير عرب الفُرات، ولقُريش، وغيرهما [6] .
__________
[1] دول الإسلام 1/ 263، مرآة الجنان 3/ 66.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 343، (التركية) 11 (حوادث سنة 447
هـ) ، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 7 (حوادث سنة 447 هـ) ، الكامل في
التاريخ 9/ 631، ذيل تاريخ دمشق 86، المغرب في حلى المغرب 79، الدرّة
المضيّة 369، العبر 3/ 215.
[3] وانظر: الدرّة المضيّة 371 (حوادث سنة 450 هـ) ، والخبر في:
البداية والنهاية 12/ 68، وشذرات الذهب 3/ 277.
[4] وقد عمّ الوباء سائر بلاد الشام، والجزيرة، والموصل، والحجاز،
واليمن، وغيرها، (الكامل في التاريخ 9/ 631) ، وانظر: تاريخ الزمان
لابن العبري 100، والدرّة المضيّة 369، والبداية والنهاية 12/ 68.
[5] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 190، العبر 3/ 215.
[6] العبر 3/ 215.
(30/25)
[إضرار عسكر طغرلبك
بأهل العراق]
وعّم الخلْقَ الضَّرر بالعراق بعسكر طغرلبك، وفعلوا كل قبيح. فسار بهم
نحو الموصل وديار بكر، فأطاعوه بها [1] .
__________
[1] تاريخ الزمان 100، المختصر في أخبار البشر 2/ 175، تاريخ ابن
الوردي 1/ 356، 357، البداية والنهاية 12/ 69.
(30/26)
سنة تسع وأربعين
وأربعمائة
[خلعة القائم بأمر اللَّه على طغرلبك بالعهد]
فيها خلع القائم بأمر اللَّه على السلطان طغرلبك السلجوقي سبع خِلَع
[1] وسوّره وطوّقه وتوّجه [2] ، وكتب له عهدًا مُطلقًا بما وراء بابه،
واستوسق مُلكه، ولم يبق له منازع بالعراق ولا بخراسان [3] .
[مخاطبة الخليفة بملك المشرق والمغرب]
وفيها سلّم طغرلبك الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد [4] ،
فلم يمكّن جنده من النزول في دور الناس. ولمّا شافهه الخليفة بالسلطنة
خاطبه بملك المشرق والمغرب [5] .
ومن جملة تقدمته للخليفة خمسون ألف دينار وخمسون مملوكًا من التُّرك
الخاص بخيلهم وسلاحهم وعدّتهم، إلى غير ذلك من النّفائس [6] .
__________
[1] وهي سبعة أقبية سود بزيق واحد، وعمامة مسكيّة، وتاج مرصّع فيه
قطعتان ياقوت كبار، حول كل قطعة خمس عشرة حبّة كبار. (الإنباء في تاريخ
الخلفاء لابن العمراني 192) ، وانظر: تاريخ الزمان لابن العبري 102،
103.
[2] وكان شيخا قد بلغ السبعين، وكان أقرع فأثقله الطوق والسّواران وكان
يعانيهما بجهد جهيد.
(الإنباء 192) ، العبر 3/ 218.
[3] بغية الطلب لابن العديم (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 5.
[4] المنتظم 8/ 181، (16/ 19) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 176، تاريخ
ابن الوردي 1/ 357.
[5] تاريخ الزمان 103، العبر 3/ 218.
[6] الإنباء في تاريخ الخلفاء 192، المنتظم 8/ 183، (16/ 21) ، الكامل
في التاريخ 9/ 633، 634، المختصر في أخبار البشر 2/ 176، العبر 3/ 218،
تاريخ ابن الوردي 1/ 357، مآثر الإنافة 1/ 339.
(30/27)
[تسليم حَلب لنواب المُستنصر]
وفيها سلّم الْأمير مُعز ثمال بن صالح بن مرداس حلَب إلى نوّاب
المُستنصِر صاحب مصر، وذلك لعجزه عن حفظها. وذلك في ذي القعدة [1] .
[الجهد والجوع ببغداد]
وفيها كان الْجَهدْ والجوع ببغداد حتّى أكلوا الكلاب والجيَف، وعظُم
الوباء، فكانوا يحفرون الحفائر ويُلقون فيها الموتى ويَطُمُّونهم [2] .
[الفناء الكبير ببخارى وسمرقند]
وأمّا بُخارى وسَمَرْقنْد وتلك الديار، فكان الوباء بها لَا يُحدُّ ولا
يُوصف، بل يُستحى من ذِكره حتّى قيل إنه مات ببُخارى وأعمالها في
الوباء ألف ألف وستّمائة ألف نسمة [3] .
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 8، ذيل تاريخ دمشق 86، زبدة الحلب لابن
العديم 1/ 273 العبر 3/ 218، دول الإسلام 1/ 264.
[2] انظر عن الغلاء والوباء في: المنتظم 8/ 179، (16/ 16) ، والكامل في
التاريخ 9/ 636، وتاريخ الزمان 100 (حوادث سنة 448 هـ) ، الدرّة
المضيّة 370، البداية والنهاية 12/ 70، شذرات الذهب 3/ 279.
[3] انظر: المنتظم 8/ 179، 180، (16/ 17، 18) ، والكامل في التاريخ 9/
637 وفيه: «ألف ألف وستمائة ألف وخمسون ألفا» ، ومثله في: تاريخ الزمان
لابن العبري 100، والمثبت يتفق مع: العبر 3/ 218، ودول الإسلام 1/ 264،
وتاريخ الخميس 2/ 400، وفي: اتعاظ الحنفا 2/ 235: «ألف ألف وستمائة ألف
وخمسون ألف إنسان» ، ومثله في: شذرات الذهب 3/ 279.
(30/28)
سنة خمسين وأربعمائة
[خلع القائم بأمر اللَّه والخطبة للمستنصر بالعراق]
فيها خُطب للمستنصر باللَّه العُبيْديّ على منابر العراق [1] ، وخُلِع
القائم بأمر اللَّه.
وكان من قصة ذلك أنّ السّلطان طغرلبك اشتغل بحصار تلك النواحي ونازل
الموصل. ثم توجه إلى نصيبين لفتح الجزيرة وتمهيدها. وراسل البساسيريُّ
إبراهيم ينال أخا السُّلطان يعِدهُ ويُمنّيه ويُطمعه في المُلك. فأصغى
إليه وخالف أخاه، وساق في طائفةٍ من العسكر إلى الرّيّ. فانزعج
السُّلطان وسار وراءه، وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد
المُلْك الكُنْدُريّ [2] وربيبه أنوشروان. فتفرّقت العساكر وعادت زوجته
الخاتون بالعسكر إلى بغداد [3] .
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 10 تاريخ الفارقيّ 1/ 153، الكامل في
التاريخ 9/ 641، تاريخ الخلفاء 418.
[2] الكندري: بضم أوله وسكون النون وضم الدال وفي آخره راء. نسبة إلى
بيع الكندر الّذي يمضغه الإنسان. (اللباب) .
وعميد الملك الكندريّ، اسمه: منصور بن محمد، وقيل: محمد بن منصور،
والأول أرجح.
انظر: (معجم البلدان) مادّة: كندر، و (المختصر المحتاج إليه للدبيثي 2/
284) وفيه قال محقّقه الدكتور مصطفى جواد: «المشهور في تسميته منصور بن
محمد لا محمد بن منصور، كما ذكر ياقوت وبعده ابن خلّكان. وقد ذكره ابن
الدبيثي على الوجه الصحيح، وتأيّد وروده كذلك في مرآة الزمان نقلا عن
(تاريخ غرس النعمة محمد بن هلال ابن الصابي، نسخة دار الكتب الوطنية
بباريس 606) ، ورقة 87» .
وقد ورد الاسم بالصّيغتين في: «الإنباء في تاريخ الخلفاء» لابن
العمراني، انظر، فهرس الأعلام 352، وانظر ترجمته في: «دمية القصر
للباخرزي 140» وفيه: أبو نصر منصور بن محمد الكندري» ، و «معجم الآداب»
لابن الفوطي 1430، والبداية والنهاية 12/ 92.
[3] ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 6، خلاصة الذهب المسبوك 265، والعبر
3/ 220، 221، -
(30/29)
وأمّا السلطان فالتقى هو وأخوه فظهر عليه
أخوه [1] ، فدخل السّلطان همدان، فنازله أخوه وحاصره. فعزمت الخاتون
على إنجاد زوجها، واختبطت بغداد، واستفحل البلاء، وقامت الفتنة على
ساق. وتمّ للبساسيريّ ما دبّر من المكر. وأرجف الناس بمجيء البساسيري
إلى بغداد، ونفر الوزير الكُندري وأنوشروان إلى الجانب الغربيّ وقطعا
الجسر، ونهبت الغّزّ دار الخاتون. وأكل القويُّ الضعيف، وجرت أمور
هائلة [2] .
[دخول البساسيري بغداد]
ثم دخل البساسيريّ بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصريّة عليها
ألقاب المستنصر [3] ، فمال إليه أهلُ باب الكرْخ وفرحوا به، وتشفّوا
بأهل السُّنة.
وشمخت أنوف المُنافقين، وأعلنوا بالَأذان بحيّ على خير العمل [4] .
واجتمع خلْقُ من أهل السُّنة إلى القائم بأمر اللَّه، وقاتلوا معه.
ونشبت الحرب بين الفريقين في السُّفن أربعة أيّام. وخُطِب يوم الجمعة
ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمُستنصر العُبيْديّ بجامع المنصور [5] ،
وأذّنوا بحيّ على خير العمل [6] . وعُقد الْجِسر، وعبرت عساكر
البساسيري إلى الجانب الشرقي،
__________
[ (-) ] تاريخ ابن خلدون 3/ 463، البداية والنهاية 12/ 76، اتعاظ
الحنفا 2/ 237 و 252، النجوم الزاهرة 5/ 5.
[1] تاريخ الفارقيّ 1/ 156، ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 6، 7،
البداية والنهاية 12/ 76، 77.
[2] انظر: المنتظم 8/ 190- 192، (16/ 30، 31) ، والكامل في التاريخ 9/
640، وذيل تاريخ دمشق 87، و 88، بغية الطلب 7، مختصر التاريخ لابن
الكازروني 206، 207، خلاصة الذهب المسبوك 265، البداية والنهاية 12/
77، اتعاظ الحنفا 2/ 252، النجوم الزاهرة 5/ 5.
[3] المنتظم 8/ 192، (16/ 32) ، ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 8،
النجوم الزاهرة 5/ 5، 6.
[4] المنتظم 8/ 191، (16/ 32) ، الكامل في التاريخ 9/ 641، بغية الطلب
8، المختصر في أخبار البشر 2/ 177، العبر 3/ 221، دول الإسلام 1/ 264،
تاريخ ابن الوردي 1/ 363، تاريخ ابن خلدون 3/ 449، النجوم الزاهرة 5/
6.
[5] تاريخ الفارقيّ 1/ 156، المنتظم 7/ 192، (16/ 32) ، الكامل في
التاريخ 9/ 641، ذيل تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 8، الإشارة إلى من نال
الوزارة 45، العبر 3/ 221، مآثر الإنافة 1/ 340، اتعاظ الحنفا 2/ 252.
[6] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص 342، (التركية) 11، الكامل في
التاريخ 9/ 641، ذيل-
(30/30)
فخندق القائم على نفسه حول داره وحوّل نهر
المُعَلّى. وأحرقت الغَوغاء نهر المُعَلّى ونُهِب ما فيه [1] .
وقوي البساسيريّ، وتقلّل عن القائم أكثر الناس، فاستجار بقُريش بن
بدران أمير العرب، وكان مع البساسيريّ، فأجاره ومن معه، وأخرجه إلى
مخيّمه [2] .
[القبض على وزير القائم وموته]
وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة،
وقيّده وشهَّره على جملٍ عليه طرطور وعباءة، وجعل في رقبته قلائد
كالمسخرة، وطيف به في الشوارع وخلفه من يصفعه. ثُمَّ سُلِخ لهُ ثور
وأُلبِس جلده وضُبِط عليه، وجعلت قرون الثّور بجلدها في رأسه. ثُمَّ
عُلّق على خشبة وعُمِل في فكيه كلوبين، فلم يزل يضطرب حتى مات رحمه
الله [3] .
__________
[ (-) ] تاريخ دمشق 88، بغية الطلب 8، المختصر في أخبار البشر 2/ 177.
[1] بغية الطلب 9، مختصر التاريخ لابن الكازروني 206، الجوهر الثمين
194، النجوم الزاهرة 5/ 6.
[2] المنتظم 8/ 192، 193، (16/ 33) ، الكامل في التاريخ 9/ 642، بغية
الطلب 9، خلاصة الذهب المسبوك 265، العبر 3/ 221، الجوهر الثمين 194،
النجوم الزاهرة 5/ 6.
[3] انظر عن مقتل رئيس الرؤساء في:
الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 194، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/
210، والمنتظم 8/ 193، (16/ 33 و 37، 38) ، والكامل في التاريخ 9/ 644،
وأخبار الدول المنقطعة 67، وذيل تاريخ دمشق 89، وتاريخ الزمان لابن
العبري 104، وبغية الطلب 10، والفخري 295، ومختصر التاريخ لابن
الكازروني 209، والإشارة إلى من نال الوزارة 45، وخلاصة الذهب المسبوك
267، 268، والمختصر في أخبار البشر 2/ 178، والعبر 3/ 221، ودول
الإسلام 1/ 264، ومختصر التاريخ لابن الساعي 88، وتاريخ ابن الوردي 1/
364، وتاريخ ابن خلدون 3/ 449، والبداية والنهاية 12/ 77، 78، اتعاظ
الحنفا 2/ 254، والنجوم الزاهرة 5/ 7.
وفيه يقول ابن نحرير الشاعر:
أقبلت الرايات مبيضة ... يقدمهنّ الأسد الباسل
وولّت السوداء منكوسة ... ليس لها من ذلّة شائل
انظر إلى الباغي على جذعه ... والدم من أوداجه سائل
والأبيات في: دمية القصر للباخرزي 84، والإنباء لابن العمراني 194.
(30/31)
[انتهاب دار
الخلافة]
ونُصِب للقائم خيمةُ صغيرة بالجانب الشرقيّ في المُعسكر، ونهبت العامّة
دار الخلافة، وأخذوا منها ما لا يُحصى ولا يُوصف [1] .
[انقطاع الخطبة العبّاسية بالعراق]
فلمّا كان يوم الجمعة رابع ذي الحجّة لم تُصلَّ الجمعة بجامع الخليفة،
وخُطَب بسائر الجوامع للمُستنصَر، وقُطَعت الخطبة العبّاسية بالعراق
[2] .
[اعتقال القائم بأمر اللَّه]
ثُمّ حُمَلَ القائم بأمر اللَّه إلى حديثة عانة، فاعتُقَل بها وسُلّم
إلى صاحبها مُهارش [3] . وذلك لَأن البساسيريّ وقُريش بن بدران اختلفا
في أمره، ثم وقع اتفاقهما على أن يكون عند مهارش إلى أن يتّفِقا على ما
يفعلان به [4] .
[البيعة للمُستنصر]
ثم جمع البساسيريّ القُضاة والَأشراف، وأخذ عليهم البيعة للمستنصر صاحب
مصر، فبايعوا قهرًا [5] ، فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] تاريخ الفارقيّ 1/ 156 و 157، الكامل في التاريخ 9/ 643، ذيل تاريخ
دمشق 89، العبر 3/ 221، البداية والنهاية 12/ 78، النجوم الزاهرة 5/ 7.
[2] تاريخ الفارقيّ 1/ 153 و 156، المنتظم 8/ 196، (16/ 37) ، الكامل
في التاريخ 9/ 643، ذيل تاريخ دمشق 89، تاريخ الزمان 104، بغية الطلب
10، المغرب في حلى المغرب 80، العبر 3/ 221، دول الإسلام 1/ 264،
الجوهر الثمين 194، اتعاظ الحنفا 2/ 233، النجوم الزاهرة 5/ 7.
[3] تاريخ الفارقيّ 1/ 157، وهو مهارش بن المجلّي. (الكامل 9/ 643) ،
بغية الطلب 10، مختصر التاريخ لابن الكازروني 206، خلاصة الذهب المسبوك
266، العبر 3/ 221، دول الإسلام 1/ 264، 265، الجوهر الثمين 194،
ووفيات الأعيان 1/ 192 (في ترجمة البساسيري) ، البداية والنهاية 12/
78، النجوم الزاهرة 5/ 7.
[4] المنتظم 8/ 194، (16/ 35) ، الكامل في التاريخ 9/ 643، الإشارة إلى
من نال الوزارة 45، المختصر في أخبار البشر 2/ 178، تاريخ ابن الوردي
1/ 164.
[5] المنتظم 8/ 196، (16/ 37) ، تاريخ الزمان 104، العبر 3/ 221،
النجوم الزاهرة 5/ 7.
(30/32)
[رواية ابن الْأثير عن قصد البساسيري
الموصِل]
وقال عز الدين بن الْأثير في تاريخه [1] إنّ إبراهيم ينال كان أخوه
السّلطان طغرلبك قد ولّاه الموصَل عام أول، وأنّه في سنة خمسين فارق
الموصِل ورحل نحو بلاد الجبل، فنسب السُلطان رحيله إلى العصيان، فبعث
وراءه رسولًا معه الفرجيّة الّتي خلعها عليه الخليفة. فلما فارق
الموصِل قصدها البساسيريّ وقريش بن بدران وحاصراها. فأخذا البلد ليومه،
وبقيت القلعة فحاصراها أربعة أشهُر حتّى أكل أهلها دوابّهم ثُمّ
سلّموها بالَأمان، فهدمها البساسيريّ وعفى أثرها [2] .
وصار طغرلبك جريدةً في ألفين إلى الموصل، فوجد البساسيري وقريشًا قد
فارقاها، فساق وراءهم، ففارقه أخوه وطلب همذان، فوصلها في رمضان [3]
قال: وقد قيل إن المصريين كاتبوه، وأنّ البساسيري استماله وأطمعه في
السَّلْطَنة، فسار طغرلبك في أثره [4] .
قال: وأما البساسيري فوصل إلى بغداد في ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة
فارس على غاية الضر والفَقْر، فنزل بمُشرعة الرّوايا، ونزل قريش في
مائتي فارس عند مُشْرعة باب البصرة [5] .
ومالت العامة إلى البساسيري، أمّا الشّيعة فللمذهب، وأمّا السُّنة
فلِما فعل بهم الْأتراك [6] .
وكان رئيس الرؤساء لقلّة معرفته بالحرب، ولما عنده من البساسيريّ يرى
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 639 وما بعدها.
[2] الكامل 9/ 639، اتعاظ الحنفا 2/ 234، النجوم الزاهرة 5/ 7، 8.
[3] مختصر التاريخ لابن الكازروني 206، 207، النجوم الزاهرة 5/ 8،
تاريخ دولة آل سلجوق 17.
[4] الكامل 9/ 639، 640، النجوم الزاهرة 5/ 8.
[5] الكامل 9/ 641، المختصر في أخبار البشر 2/ 177، تاريخ ابن الوردي
1/ 363، البداية والنهاية 12/ 77، النجوم الزاهرة 5/ 8.
[6] الكامل 9/ 641، النجوم الزاهرة 5/ 8.
(30/33)
المبادرة إلى الحرب. فاتّفقّ أنّ في بعض
الأيّام التي تحاربوا فيها حضر القاضي الهمذانيّ عند رئيس الرؤساء، ثم
استأذن في الحرب وضمن له قتل البساسيريّ من غير أن يعلم عميد العراق.
وكان رأي عميد العراق المطاولة رجاء أن ينجدهم طغرلبك. فخرج الهمذاني
بالهاشميين والخَدَم والعوامّ إلى الحلبة وأبعدوا، والبساسيريّ
يستجرّهم، فلما أبعدوا حمل عليهم، فانهزموا وقُتل جماعة وهلك آخرون في
الزحمة، ووقع النهب بباب الْأزْج [1] .
وكان رئيس الرؤساء واقفًا، فدخل داره وهرب كل من في الحريم، ولطم
العميد على وجهه كيف استبد رئيس الرؤساء بالَأمر ولا معرفة له بالحرب.
فاستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على سور الحريم، فلم
يرُعْهُمْ إِلَّا والزَّعْقَات، وقد نُهِب الحريم، ودخلوا من باب
النُّوبي، فركب الخليفة لابسًا السواد، وعلى كتفه البردة، وعلى رأسه
اللواء، وبيده سيف، وحوله زمرة من العبّاسيين والخدم بالسيوف المسلولة
[2] ، فرأى النهب إلى باب الفردوس من داره. فرجع إلى ورائه نحو عميد
العراق، فوجده قد استأمن إلى قريش، فعاد وصعد إلى المَنْظَرة، وصاح
رئيس الرؤساء: يا علم الدين، (يعني قريشًا، أمير المؤمنين يستدنيك [3]
. فدنا منه، فقال: قد أنالك اللَّه منزِلةً لم يُنَلها أمثالك، أمير
المؤمنين يستذمُّ منك على نفسه وأصحابه بذِمام اللَّه وذِمام رسوله
وذِمام العربيّة [4] .
قال: نعم. وخلع قَلَنْسُوَتَهُ فأعطاها للخليفة وأعطى رئيس الرؤساء
مِخصرةً ذِمامًا، فنزل إليه الخليفة ورئيس الرؤساء وسارا معه [5] .
فأرسل إليه البساسيريّ:
أتُخالِفُ ما استقرّ بيننا؟
__________
[1] الكامل 9/ 641، 642، نهاية الأرب 26/ 290، تاريخ ابن خلدون 3/ 449،
النجوم الزاهرة 5/ 8.
[2] البداية والنهاية 12/ 77.
[3] في «الإنباء في تاريخ الخلفاء» لابن العمراني 293 «يستدعيك» ،
والمثبت يتفق مع: الكامل 9/ 642، واتعاظ الحنفا 2/ 253.
[4] انظر: «الإنباء» 193، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 363، ومآثر الإنافة 1/ 340، والنجوم الزاهرة 5/ 9.
[5] الإنباء 193.
(30/34)
فقال قريش: لَا.
ثُمَّ اتفقا على أن يُسلَّم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده،
فسلّمه إليه [1] فلما مثل بين يديه قال: مرحبا بمهلك الدول ومُخرّب
البلاد [2] .
فقال: العفو عند المقدرة.
قال: قد قدرت أنت فما عَفَوْت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الْأفعال
الشنيعة مع حُرَمي وأطفالي، فكيف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف [3] ؟
وأمّا الخليفة فحمله قريش إلى مخيّمه، وعليه البُرْدة وبيده السيف،
وعلى رأسه اللِّواء، وأنزله في خيمه، وسلّم زوجته بنت أخي السلطان
طغرلبك إلى أبي عبد اللَّه بن جردة ليقوم بخدمتها.
ونُهِبت دار الخلافة [وحريمها] [4] أيّامًا.
وسلّم قريش الخليفة إلى ابن عمّه مهارش بن مجلّي [5] ، وهو دينٌ ذو
مروءة، فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة، فنزل بها [6] .
وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك مستنفرين له [7] .
ولمّا وصل الخليفة إلى الأنبار شكى البرد، فبعث يطلب من متولّيها ما
يلبس، فأرسل إليه جبّة ولحافا [8] .
__________
[1] مآثر الإنافة 1/ 340، اتعاظ الحنفا 2/ 253.
[2] في «الإنباء» 193: «مرحبا بمدمّر الدولة ومهلك الأمم، ومخرّب
البلاد ومبيد العباد..» .
[3] الإنباء 193، 194، اتعاظ الحنفا 2/ 253، النجوم الزاهرة 5/ 9، 10.
[4] في الأصل: «وما ولاها» ، والمثبت بين الحاصرتين، عن: الكامل في
التاريخ 9/ 643، ومآثر الإنافة 1/ 340، وتاريخ ابن خلدون 3/ 449، اتعاظ
الحنفا 2/ 253.
[5] هو أمير العرب والمستحفظ بقلعة حديثة عانة، توفي سنة 499 هـ.
(الإنباء في تاريخ الخلفاء 195، مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 422) وهو العقيلي
البدوي. (أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 10) .
[6] الإنباء 195، تاريخ الفارقيّ 1/ 153 و 157، الكامل في التاريخ 9/
643 وفيه: «فتركه بها» ، أخبار الدول المنقطعة 67، ذيل تاريخ دمشق 89،
تاريخ الزمان 104، بغية الطلب 10.
الفخري في الآداب السلطانية 293، المغرب في حلى المغرب 80، خلاصة الذهب
المسبوك 266، المختصر في أخبار البشر 2/ 178، تاريخ ابن الوردي 1/ 364،
مآثر الإنافة 1/ 340، تاريخ ابن خلدون 3/ 449، اتعاظ الحنفا 2/ 253،
النجوم الزاهرة 5/ 10.
[7] النجوم الزاهرة 5/ 10.
[8] النجوم الزاهرة 5/ 10.
(30/35)
وركب البساسيري يوم الْأضحى، وعلى رأسه
الْألوية المصريّة، وعبر إلى المصلّى بالجانب الشرقي، وأحسن إلى
النّاس، وأجرى الجرايات على الفقهاء [1] ، ولم يتعصّب لمذهب. وأفرد
لوالدة الخليفة دارًا وراتبًا، وكانت قد قاربت التسعين [2] .
[صلب رئيس الرؤساء]
وفي آخر ذي الحجّة أخرج رئيس الرؤساء مقيّدًا وعليه طرطور، وفي رقبته
مِخنقة جُلُود وهو يقرأ: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ 3: 26 [3]
.. الْآية. فبصق أهل الكرخ في وجهه لَأنه كان يتعصّب للسُّنة، ثُمَّ
صُلِبَ كما تقدّم [4] .
[مقتل عميد العراق]
وأمّا عميد العراق فقتله البساسيريّ أيضًا. وكان شُجاعًا شَهْمًا فيه
فُتُوّة.
وهو الذي بنى رباط شيخ الشيوخ [5] .
[ذم الوزير المغربي لِفِعل البساسيريّ]
ثُمّ بعث البساسيريّ بالبشارة إلى مصر [6] . وكان وزيرها الفرج ابن أخي
أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب من البساسيري، فذمّ فِعْله، وخوّف من
سوء عاقبته. فتُرِكت أجوبته مُدّة، ثمّ عادت بغير الّذي أمّله [7] .
وسار البساسيري إلى واسط والبصرة فملكها وخطب لها للمصريّين [8] .
__________
[1] مآثر الإنافة 1/ 340، 341، اتعاظ الحنفا 2/ 254.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 643، المختصر في أخبار البشر 2/ 178، تاريخ
ابن الوردي 1/ 364، العبر 3/ 222، النجوم الزاهرة 5/ 10.
[3] سورة آل عمران- الآية 26، والخبر في: الفخري 295، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 364، والبداية والنهاية 12/
78، 79.
[4] تقدّم خبر صلب رئيس الرؤساء قبل قليل. وهو في: النجوم الزاهرة 5/
11.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 644، النجوم الزاهرة 5/ 11.
[6] اتعاظ الحنفا 2/ 254.
[7] الكامل في التاريخ 9/ 644، تاريخ ابن خلدون 3/ 449، النجوم الزاهرة
5/ 11.
[8] الكامل في التاريخ 9/ 644، 645، المختصر في أخبار البشر 2/ 178،
تاريخ ابن الوردي 1/ 364، مآثر الإنافة 1/ 341.
(30/36)
[اهتمام طغرلبك
بإعادة الخليفة]
وأمّا طغرلبك فإنه انتصر على أخيه وقتله [1] ، وكرّ راجعًا إلى العراق
ليس له همّ إِلَّا إعادة الخليفة إلى رتبته وعزّه [2] .
[إحصاء ما وصل للبساسيري من المصريين]
وحكى الحسن بن محمد القيلوييّ في تاريخه أن الذي وصل إلى البساسيريّ من
جهة المصريّين من المال خمسمائة ألف دينار، [3] ومن الثياب ما قيمته
مثل ذلك، وخمسمائة فَرَس وعشرة آلاف قوس، ومن السيوف ألوف، ومن
الرِّماح والنِّشاب شيء كثير. وصل كل ذلك إليه إلى الرحبة [4] .
[إمرة ناصر الدولة بن حمدان على دمشق]
وفيها قدم على إمرة دمشق الْأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد الحسين
بن حمدان دفعة ثانية في رجب [5] . والله أعلم.
آخر حوادث هذه المجلّدة، وعلّقتها من خطّ مؤلّفها الحافظ العلّامة شمس
الدّين الذّهبيّ
__________
[1] في «تاريخ حلب» للعظيميّ (زعرور) 344، و (التركية) : «انكسر طغرلبك
على باب همدان، كسره أخوه إبراهيم» .
والخبر في: مرآة الزمان 26، والإنباء في تاريخ الخلفاء 7195 7196
وتاريخ الفارقيّ 1/ 156، والمنتظم 8/ 197، (16/ 38) ، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 364، تاريخ الخلفاء 418.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 646، تاريخ الزمان 105، النجوم الزاهرة 5/
11.
[3] في «دول الإسلام» 1/ 265: «وأمدّ صاحب مصر للبساسيري بنحو من ألف
ألف دينار» .
[4] في اتعاظ الحنفا 2/ 232 (حوادث سنة 448 هـ) : «فيها جهّزت الأموال
لأبي الحارث البساسيري، فخرج بها المؤيّد في الله عبد الله بن موسى،
وجملتها ألف ألف وثلاثمائة ألف دينار، العين ألف ألف وتسعمائة ألف
دينار، والعروض أربعمائة ألف دينار» ، النجوم الزاهرة 5/ 11، 12.
[5] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 10، ذيل تاريخ دمشق 86، أمراء دمشق في
الإسلام 27 رقم 91، نهاية الأرب 28/ 223، اتعاظ الحنفاء 2/ 255.
(30/37)
بسم الله الرحمن الرحيم
الموتى في هذه الطبقة
عام أحد وأربعين وأربعمائة
- حرف الْألف-
1- أَحْمَد بن حمزة بن محمد بن حمزة [1] .
أبو إسماعيل الهرويّ الحدّاد، الصوفيّ، المُلقّب بعُّمَويّه [2] .
كان كبير الصُّوفيّة بهَرَاة. سافر الكثير ولقي المشايخ.
وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابيّ، وببعلبك الحسن بن عبد اللَّه بن
سعيد الكِنْديّ، وبهرَاةَ أبا معاذ الهَرَويّ وجماعة [3] .
روى عنه: خَلَف بن أبي بِشْر القُهُنْدزيّ [4] ، ومسعود بن ناصر
السِّجْزيّ، وجماعة.
توفيّ في رجب، وقد جاوز التّسعين [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حمزة الهروي) في:
مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 551 تاريخ)
ج 12 ق 1/ 3، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 59، 60 رقم 297، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- من تأليفنا- ج 1/ 296، 297،
رقم 112.
[2] في مرآة الزمان «عمومه» .
[3] وله سماع بطرابلس، وصور، ونهاوند ونيسابور. (تاريخ دمشق) .
[4] القهندزي: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي
آخرها الزاي. هذه النسبة إلى قهندز بخارى، بلاد شتّى، وهي المدينة
الداخلة المسوّرة. (الأنساب 10/ 274) .
[5] وكان مولده سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. (تاريخ دمشق) وفي «مرآة
الزمان» : ولد سنة 347 هـ.
ونزل طرابلس فأنشد فيها أحد رجالاتها ويدعى «المرشدي» هذين البيتين:
يعيّرني قومي على الملبس الدون ... وما أنا فيما قد لبست بمغبون
إذا كنت مولى للقناعة مالكا ... فإن ملوك الأرض كلهم دوني
(30/38)
2- أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان
بْن أَبِي نصر قاسم التميمي [1] .
أبو عليّ الدّمشقيّ المُعدّل، ولد الشّيخ العفيف.
حدّث عن: يوسف المَيَانجيّ، وأبي سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر،
وعبد المحسن الصفّار، وغيرهم.
روى عنه: الكتّّاني، وأبو الوليد الدّربَنْديّ، ونجا العطّار، وسهل بن
بِشْر الْإِسْفرائينيّ، ومحمد بن الحسين الحنّائيّ، والحسن بن سعيد
العطّار.
قال الكتّاني: توفّي شيخنا أبو عليّ في شعبان، وكان ثقة مأمونّا صاحب
أصول لم أر أحسن منها [2] . وكان سماعه وسماع أخيه بخطّ والدهما [3] .
وكانت له جنازة عظيمة حضرها أمير البلد.
3- أَحْمَد بن عبد الرحمن بن محمد بن خُرجة.
القاضي العلّامة أبو عبد اللَّه النهاونديّ.
سمع من: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، وغيره.
روى عنه: العفيف محمد بن المظفّر، وأبو القاسم عُبَيْد اللَّه بن محمد
بن خُرْجة، وأخوه الخطيب أبو محمد الحسن، ومحمد بن عزّ، والنهاونديّون.
سمعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات.
4- أحمد بن عمر بن أحمد البرمكيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 152 رقم 173، والعبر 3/ 195، والإعلام
بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 649، رقم 439، ومرآة
الجنان 3/ 69 وقال الشيخ شعيب الأرنئوط، والسيد محمد نعيم العرقسوسي،
في تحقيقهما لكتاب «سير أعلام النبلاء» (17/ 649) بالحاشية: «لم نقف له
على ترجمة في المصادر المتيسّرة لنا» .
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 649: «لم أر أحسن منه» .
[3] ووالدهما: عبد الرحمن بن عثمان.. المعروف بالشيخ العفيف: كان يكتب
إلى الخطيب البغدادي بما أخبره به خيثمة الأطرابلسي، انظر عنه في
كتابنا: «من حديث خيثمة الأطرابلسي ص 39، طبعة دار الكتاب العربيّ 1400
هـ/ 1980 م» .
[4] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 295، 296 رقم 2063، وأخبار الحمقى والمغفّلين 145،
وطبقات الحنابلة 2/ 190 رقم 659.
(30/39)
البغداديّ، أخو أبي إسحاق.
سمع: أبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب [1] : كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في جُمَادَى الْآخرة.
5- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن منصور [2] .
أبو الحسن العَتيَقِيّ [3] المجهِز [4] . بغداديّ مشهور.
سمع: علي بن محمد بن سعيد الرّزّاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن
سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزُّهْريّ، والحسين بن أَحْمَد بن
فهد الموصِليّ، ومحمد بن سُفيان، وتمّام بن محمد الرّازيّ الدمشقيّ،
وأبا الحسين بن المُظفّر، وطائفة كبيرة.
روى عنه: ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد اللَّه بن أبي الحديد، وعبد
المحسن بن محمد الشّيحيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلقٌ كثير آخرهم
أبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ.
وقال الخطيب [5] : كان صدوقًا، ولد في أول سنة سبع وستّين وثلاثمائة.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد العتيقي) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 49، والسابق واللاحق 61، وتاريخ بغداد 4/ 379
رقم 2254 و 11/ 148، وتاريخ دمشق 7/ 173- 176 رقم 105 والإكمال لابن
ماكولا 7 ج 150، والمنتظم 8/ 142 رقم 196، (15/ 321 رقم 3290) ،
والأنساب 8/ 393، واللباب 2/ 323 و 3/ 170، والكامل في التاريخ 9/ 561،
ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 226، 227 رقم 274، والعبر 3/ 195،
والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 602 رقم 403،
والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1412، والمشتبه في أسماء الرجال 2/
465، والوافي بالوفيات 7/ 358، 359، والبداية والنهاية 12/ 60، وتبصير
المنتبه 3/ 996 و 1014، وشذرات الذهب 3/ 265، وتهذيب تاريخ دمشق 1/
449.
[3] العتيقيّ: بفتح العين المهملة، وكسر التاء المنقوطة من فوقها
باثنتين، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى «عتيق» وهو اسم لبعض أجداد
المنتسب إليه. (الأنساب 8/ 393) .
[4] المجهّز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الهاء المكسورة، وفي آخرها
الزاي. هذا لمن يحمل مال البحّار من بلد إلى بلد، ويسلّمه إلى شريكه،
ويردّ مثله إليه.
[5] في تاريخه 4/ 379.
(30/40)
وذكر لي أن بعض أجداده كان يُسمّى عتيقًا،
وإليه يُنسب.
وقال ابن ماكولا: [1] قال لي شيخنا العتيقيّ إنّه رُوَيّاني الأصل.
خرّج على الصحيحين، وكان ثقة متقنًا يفهم ما عنده. وكان الخطيب ربّمّا
دلّسه [2] يقول:
أنبا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ [3] .
قال الخطيب [4] : توفي في صفر [5] .
6- أَحْمَد بن المظفّر بن أَحْمَد بن يزداد [6] .
أبو الحسن الواسطيّ العطّار.
روى عن: أبي محمد بن السقّاء «مُسْنَد مُسدَّد» .
رواه عنه: أبو نُعيْم محمد بن إبراهيم الْجُمّاري.
تُوُفِّي فِي شعبان.
7- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن زكريّا بن زكريّا بن مفرّج بن يحيى
بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد بن سعد بن أبي وقّاص [7] .
__________
[1] في الإكمال 7/ 150، واقتبسه ابن عساكر في: تاريخ دمشق 7/ 157.
[2] وزاد: «وروى عنه وهو في الحياة» .
[3] وزاد: «لسكناه في قطعية بغداد» .
[4] في تاريخه.
[5] وقال الخطيب: سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا الحسن العتيقي فأثنى
عليه خيرا ووثّقه.
(تاريخ بغداد 4/ 379) .
وقال سليمان بن خلف الباجي: أبو الحسن العتيقي: بغداديّ تاجر لا بأس
به. (تاريخ دمشق 7/ 275) .
وقال ابن السمعاني: كان أحد الثقات المكثرين من الحديث. (الأنساب 8/
393) .
[6] انظر عن (أحمد بن المظفّر) في:
العبر 3/ 195.
[7] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 93، وجذوة المقتبس للحميدي 151، وبغية الملتمس
للضبّي 213، وإنباه الرواة 1/ 183، ومعجم الأدباء 2/ 4، ووفيات الأعيان
1/ 5، والإعلام بوفيات الأعلام 183، والعبر 3/ 195، 196، وبغية الوعاة
1/ 426، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 266، وديوان الإسلام 1/
140 رقم 197، وهدية العارفين 1/ 8.
(30/41)
أبو القاسم الزُّهْريّ الْإِفليليّ ثُمّ
القُرْطُبيّ. وإفليل التي والده منها قرية من قرى الشّام.
روى عن: أبيه، وأبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي محمد الفاسي، وأبي زكريا بن
عائذ، وأبي بكر الزُّبيديّ، وأحمد بن أبّان بن سيّد، وجماعة.
ولي الوزارة للمستكفي باللَّه. وكان حافظًا للّغة والأشعار، قائما
عليها، لا سيما شِعر أبي تمّام، وأبي الطيّب المُتَنبيّ. وكان ذاكِرًا
للَأخبار وأيّام النّاس، بارعًا في اللُّغة، صادق اللَّهجة.
وُلِد في شوّال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو مروان الطّبنيّ، وأبو سراج، وآخرون.
وأقرأ الْأدب مُدّة.
وله مصنّف في «شرح معاني شعر المُتنبّي» ، وغير ذلك.
وتوُفّي في ذي القعدة بقُرطُبة.
- حرف الباء-
8- بِشْروَيْه بن محمد بن إبراهيم.
الرئيس أبو نُعَيْم الْجُرْجانيّ الزاهد.
سمع من: بِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وأجاز له إسماعيل بن نُجيد.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل بنيسابور.
- حرف الحاء-
9- الحسين بن يعقوب [1] .
أبو عبد اللَّه بن الدبّاس الواسطيّ، المُلقّب بجدَيرة [2] ، بالجيم.
__________
[1] ستعاد ترجمته في وفيات سنة 443 هـ. برقم (74) .
[2] في ترجمته التالية «جريرة» بالراءين.
(30/42)
سمع: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص، وأحمد
بن عُبَيْد بن بيْريّ، وابن جَهْضم، وجماعة.
سمع منه: عليّ بن محمد الجلّابيّ، وورَّخه.
10- الحسين بن عُقْبَةَ [1] .
أبو عبد اللَّه البصْريّ الضّرير. من أعيان الشّيعة.
قرأ على الشريف المُرتضى كتاب «الذّخيرة» وحفظه، وله سبع عشرة سنة.
وكان من أذكياء بني آدم، وَرَدَ أنّه قال: أقدر أحكي مجالس المرتضى وما
جرى فيها من أول يوم حضرتُها. ثم أخذ يسردها مجلسًا مجلسًا، والنّاس
يتعجّبون.
- حرف الرّاء-
11- رفق المستنصريّ [2] .
أمير دمشق عدّة الدّولة.
ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين بعد طارق المستنصريّ، وعُزِلَ بعد
أيّام، وولي إمرة حلب.
- حرف العين-
12- الملك العزيز [3]
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عقبة) في:
لسان الميزان 2/ 299 رقم 1240، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 6/ 90.
[2] انظر عن (رفق المستنصري) في:
أخبار مصر للمسبّحي 4، 5، وزبدة الحلب 1/ 265- 267، وأمراء دمشق في
الإسلام 34 رقم 109.
[3] انظر عن (الملك العزيز) في:
دمية القصر للباخرزي 1/ 283، 284 رقم 99، والكامل في التاريخ 9/ 561،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 170، والعبر 3/ 184، وسير أعلام النبلاء
17/ 632 رقم 426، ودول الإسلام 1/ 260، وتاريخ ابن الوردي 1/ 531،
وشذرات الذهب 3/ 268.
وستعاد ترجمته برقم (30) .
(30/43)
أبو منصور [1] خسرو [2] فيروز بن الملِك
جلال الدّولة أبي طاهر فيروز بن الملك بهاء الدّولة خُرّة فيروز
الدَّيلميِّ بن الملك عَضُد الدّولة فناخسْرو بن رُكن الدّين الحسين بن
بويه.
ولد بالبصرة سنة سبع وأربعمائة. وولي إمرة واسط لَأبيه وبرع في الأدب
والَأخبار والعربية، وأكبَّ على اللَّهو والخلاعة.
وله شِعرٌ رائق. فمن ذلك وأجاد:
وأرقصٍ يستحثُّ الكفَّ بالقدم ... مُسْتَمْلِح الشَّكْل والأعطاف
والّشَيمِ
يُرى لهُ نَبَرَاتٌ من أنامله ... كأنّها نبضات البرْق في الظُّلَمِ
يُراجِعُ الحثّ في الْإِيقاع من طربٍ ... تَرَاجُعَ الرَّجُلِ
الفأْفاءِ في الكلِمِ
وله:
من ملّني فلْينأَ عنّي راشدًا ... فمتى عرضتُ لهُ فلستُ براشِدِ
ما ضاقت الدُّنيا عليَّ بأسرِها ... حتّى تراني راغبًا في زاهدِ
ولمّا مات أبوه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فارق العزيز واسطًا وأقام
عند أمير العرب دُبَيْس بن مَزْيَد، ثمّ توجّه إلى ديار بكر منتجعًا
للملوك، فمات في ربيع الأوّل بمَيَّافارِقين.
13- العبّاس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى بن الحسين بن الفُرات.
أبو أحمد ابن الوزير.
من بيت حشمة ورئاسة بمصر.
روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وغيره.
وعنه الرّازيّ في مشيخته.
14- عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن.
__________
[1] في: المختصر في أخبار البشر، وتاريخ ابن الوردي: «أبو بكر منصور» .
[2] في الأصل: «خسر» .
(30/44)
أبو نصر بن الصّابونيّ النَّيْسابوريّ.
سافر للحج فدخل بلاد الروم، وعقد مجلسًا في قوله تعالى: وَمن يَخْرُجْ
مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ.. 4: 100 [1] الْآيَةُ. فمرض
ومات رحمه اللَّه، وحُمِل تابوته إلى نيسابور.
15- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن عوْن اللَّه بن جُدَيْر
القُرطُبيّ [2] .
رجل كبير القدْر، طويل العُمر. رحل سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فقرأ
بمصر على أبي الطيّب بن غلْبُون.
ولقي بمكّة: الدّينوريّ، وبالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد. ورجع.
وكان فاضلًا ناسكًا، زاهدًا، ورِعًا، صدوقًا من بيت علمٍ وشرف. وقد
جُرّبت له دعوات مُستجابات.
وكان إمام مسجد عبد اللَّه البَلَنْسيّ.
توُّفي رحمه اللَّه فِي جُمَادَى الْأولى عن أربعٍ وثمانين سنة.
16- علي بن أَحْمَد الحاكم.
أبو أَحْمَد الْإِستِرَابَاذيّ.
تُوُفّي بسمرقند.
17- عَبْد الصّمد بْن أَبِي نصر العاصميّ.
الْبُخَارِيّ.
حدّث عن: أبي عمْرو محمد بن محمد بن جابر، وغيره.
روى عنه: القاضي أبو المحاسن الرُّويانيّ.
18- علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة [3]
__________
[1] سورة النساء، الآية 100.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 332 رقم 707.
[3] انظر عن (علي بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 11/ 342، والأنساب 5/ 152، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
28/ 462-
(30/45)
الفقيه أبو الحسن الغزِّيّ
السَّمَرْقَنْديّ، الحنفيّ المفتي.
رحل ليحج، فحدّث في الطريق ببغداد، وبدمشق عن: أبيه، وأخيه إسحاق،
ومحمد بن أَحْمَد بن متّ الإشتيخنيّ [1] ، وإبراهيم بن عبد اللَّه
الرازي نزيل بُخارى، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الْإِدريسي، ومنصور
بن نصر الكاغديّ، ومحمد بن يحيى الغيّاثي، وغيرهم.
روى عنه: أبو عليّ الْأهوازيّ، وهو أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، ومنصور
بن عبد الجبّار السمعاني، والفقيه نصر المقدسيّ، وفَيد بن عبد الرحمن
الهمذانيّ. وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن الحسين الحِنائيّ.
قال الخطيب [2] : كان من أهل العلم والتّقدُّم في مذهب أبي حنيفة. قال
لي: وُلِدت في شعبان سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة. وكان أبي يذكر أنّه من
العرب وأدركه أجَلُهُ في الطريق.
قلت: قد حدّث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة، وذلك في سنة إحدى وأربعين [3]
.
__________
[ (- 464،) ] واللباب 1/ 454 ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 196 رقم
82، والعبر 3/ 196، والمعين في طبقات المحدّثين 127، 1413، وسير أعلام
النبلاء 17/ 604، 605 رقم 404، والجواهر المضيّة 2/ 533، 534، والطبقات
السنية، رقم 1438، وشذرات الذهب 3/ 266، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 296، 297 رقم 1027.
[1] الإشتيخني بالكسر الألف وسكون الشين المعجمة وكسر التاء المنقوطة
بنقطتين من فوقها بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها ساكنة وفتح الخاء
المنقوطة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى إشتيخن، وهي قرية من قرى
السغد بسمرقند على سبعة فراسخ منها. (الأنساب 1/ 268) .
[2] في تاريخه 11/ 342.
[3] وقال ابن عساكر: قرأت بخط غيث (الأرمنازي) قال: قال لي عبد الرحمن
بن علي الكاملي لما قدم نصرويه صور تذاكر هو والفقيه سليم بن أيوب
الرازيّ في الفقه، وكان فقيها جيدا وغنيّا موسرا، وذكر أنه معه شيء
كثير من النقار والفضّة، وأنه سافر إلى بلاد الروم فمات بها. قال غيث:
وسألت الفقيه أبا الفتح نصر عن ابن نصرويه: أكان فقيها؟ فقال: نعم كان
فقيها كبيرا إماما على مذهب أبي حنيفة. وحدّثني أنه لما قدم خرج إليه
إلى باب الدار وقد نزل فيه ومعه دوابّ فسأله عن مسألة فتكلّم فيها عدّة
أبواب كلاما حسنا، ولم يمض إلى الفقيه سليم لما دخل صور، ولا مضى
الفقيه سليم إليه، قال: وكان ورود ابن نصرويه للحج ورجع ولم يحجّ ومات
بآمد. كل هذا كلام الفقيه نصر، وهو أثبت فيما يحدّث به من الكاملي لا
سيما وهو ملازم الفقيه سليم، فلو اجتمعا لم يخف عليه حالهما، ويجوز أن
يكون أدرك عبد الرحمن سهو في ذلك.
(30/46)
19- علي بن عبد اللَّه بن حسين بن الشبيه
[1] .
أبو القاسم العلويّ البغداديّ الناسخ.
سمع: محمد بن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وقال: [2] كان صدوقًا ديّنًا يورِّق بالَأجرة.
20- عليّ بن عمر بن محمد [3] .
أبو الحسن الحرّاني، ثُمّ المصريّ الصُوّاف المعروف بابن حمِّصَة [4] .
لم يرو شيئًا سوى «مجلس البطاقة» ، لكنّه تفرّد به مدّة سنين. وكان آخر
من حدَّث عن حمزة الحافظ، سمعه وهو مُراهق، فإن شيخنا الدِّمياطيّ أنبأ
أنه سمع ابن رواح قال: أنا السِّلَفيّ قال: قال أبو عبد اللَّه
الرّازيّ: سمعنا ابن حِمِّصة يقول: وُلِدت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وبالسّند إلى السّلَفيّ: أنا أبو صادق، والرّازي قالا: قال لنا أبو
الحسن:
لمّا أملى علينا حمزة «حديث البطاقة» صاح غريبٌ من الحلقة صَيْحةً فاظت
نفسه معها، وأنا ممّن حضر جنازته وصلّى عليه.
روى عنه: هبة اللَّه بن محمد الشيرازيّ، وأبو النّجيب عبد الغفّار
الْأرمويّ [5] ، وأبو العبّاس أَحْمَد بن إبراهيم الرّازيّ، وولده أبو
عبد الله محمد
__________
[ (-) ] (تاريخ دمشق 28/ 464) .
[1] انظر عن (علي بن عبد الله العلويّ) في:
تاريخ بغداد 12/ 9 رقم 6365، والمنتظم 8/ 142، 143 رقم 197، (15/ 321،
322 رقم 3291) ، والبداية والنهاية 12/ 10 وفيه: «ابن أبي شيبة» وهو
غلط.
[2] في تاريخه 12/ 9: «كتبت عنه، وكان صدوقا ديّنا، حسن الاعتقاد،
يورّق بالأجرة ويأكل من كسب يده، ويواسي الفقراء من كسبه» .
[3] انظر عن (علي بن عمر) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 508، 509، والأنساب 4/ 224، واللباب 1/ 390،
والعبر 3/ 196، والمعين في طبقات المحدّثين 127 رقم 1414، والإعلام
بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 601، 602 رقم 402، وحسن
المحاضرة 1/ 373، 374، وشذرات الذهب 3/ 266، وتاج العروس 4/ 383.
[4] حمّصة: بكسر الحاء المهملة، وتشديد الميم المكسورة، ويجوز فتحها،
وفي آخرها الصاد المهملة.
[5] الأرمويّ: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو. هذه
النسبة إلى أرمية، وهي-
(30/47)
الرّازيّ، وهو آخر أصحابه، وأحمد بن عبد
القادر اليوسُفيّ، وأبو صادق مُرشد بن يحيى، وآخرون.
وكان سماعه من حمزة الكِنانيّ في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وتُوفّي في ثالث رجب وصلّى عليه الفقيه أبو محمد عبد اللَّه بن الوليد
المالكي.
- حرف الفاء-
21- فارس بن نصر [1] .
أبو القاسم البغدادي الخبّاز.
سمع: أبا الحسين بن سمعون.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا. ثمّ ذكر وفاته.
22- الفضل بن أَحْمَد بن أَحْمَد بن محمود.
أبو القاسم الثقفيّ الْأصبهانيّ، والد الرئيس.
أملى عن: الحسن بن داود الْأصبهاني، وغيره.
وسمع بعد السّبعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
- حرف القاف-
23- قِرْواش بن مُقَلِّد بن المُسَيِّب بن رافع العقيليّ [2] .
__________
[ (-) ] من بلاد أذربيجان. (الأنساب 1/ 190) .
[1] انظر عن (فارس بن نصر) في:
تاريخ بغداد 12/ 391 رقم 6853.
[2] انظر عن (قراوش بن مقلّد) في:
دمية القصر للباخرزي (طبعة بغداد) 1/ 130، 131 رقم 2، وديوان التهامي
166، 195.
224، والهفوات النادرة 6، 7، وتاريخ حلب للعظيميّ 320، وذيل تاريخ دمشق
لابن القلانسي 64، والمنتظم 8/ 147 رقم 203 (15/ 327 رقم 3297) حوادث
سنة 442 هـ، والكامل في التاريخ 9/ 553، 554، 564، 587، ووفيات الأعيان
5/ 263، والمختصر في أخبار البشر 2/ 170 و 2، 1 (حوادث سنة 444 هـ) ،
ودول الإسلام 1/ 259، 260، 197، وسير أعلام النبلاء 17/ 633، 634، رقم
427، وتاريخ ابن الوردي 1/ 353-
(30/48)
الَأمير أبو المنيع معتمد الدّولة ابن
الْأمير حسام الدّولة أبي حسّان صاحب الموصل.
ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين وأنّ قرواشًا وليَ الموصِل بعده، فطالت
أيامه واتسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات،
وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب لخليفة
الْإِسلام القادر باللَّه. فجهّز صاحب مصر جيشًا لحربه، ووصلت الغُزُّ
إلى الموصل ونهبوا دار قِرْواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار،
فاستنجد عليهم بدُبَيْس بن صدقة الْأَسَديّ، واجتمعا على حرب الغُزّ
فنُصِرا عليهم وقتلا منهم خلقًا.
وكان قِرواش ظريفًا أديبًا شاعرًا نهّابًا وهّابًا جوّادًا.
ومِن شِعرهِ:
من كان يحمَدُ أو يذمّ مُوَرِّثًّا ... للمال من آبائه وجدوده
فأنا [1] امرؤٌ للَّه أشكر وحده ... شكرًا كثيرًا جالبًا لمزيده
لي أشقرٌ ملء [2] العِنانِ مُغَاوِرٌ [3] ... يُعطيك ما يُرْضيك من
محموده [4]
ومُهَنّدٌ غَضِبٌ إذا جرّدْتُهُ ... خلت البروقَ تموج في تجريده [5]
وبذا حويت المال، إِلَّا أنني ... سلّطتُ فيه [6] يدي على تبديده [7]
وكان على سنن العرب، فورد أنّه جمع بين أختين فلاموه، فقال: خبّروني
__________
[ (-) ] (حوادث سنة 444 هـ) ، وفوات الوفيات 3/ 198، والبداية والنهاية
12/ 62، والنجوم الزاهرة 5/ 49، 50، وشذرات الذهب 3/ 266.
وسيذكر في وفيات سنة 444 هـ.
[1] في «دمية القصر» : «إنّي» ، ومثله في «الكامل في التاريخ» .
[2] في «دمية القصر» ، «سمح» ، ومثله في «الكامل» .
[3] المغاور: الكثير الغارات.
[4] في «دمية القصر» : «مجهوده» ، ومثله في «الكامل في التاريخ» .
[5] زاد في «دمية القصر» بيتا بعده:
ومثقّف لدن السنان كأنّما ... أمّ المنايا ركّبت في عوده
[6] في «دمية القصر» : «سلّطت جود يدي» ، ومثله في «الكامل» .
[7] الأبيات في: دمية القصر- تحقيق د. العاني 10/ 131، والكامل في
التاريخ 9/ 588.
(30/49)
ما الذي نستعمل من الشَّرع حتّى تتكلّموا
في هذا [1] .
وقال مرّةً: ما في رقبتي غير دمٍ خمسةٍ أو ستةٍ من العرب قتلْتُهم،
فأمّا الحاضرة فما يعبأ اللَّه بهم [2] ثم إنه وقع بينه وبين بركة ابن
أخيه، فقبض عليه بركة وحبسه وتلقَّب:
زعيم الدّولة، وذلك في سنة إحدى وأربعين هذه، فلم تطُل دولته ومات في
أواخر سنة ثلاثٍ وأربعين، فقام بعده أبو المعالي قُريش بن بدران بن
مقلّد ابن أخيه فأوّل ما ملك عمد إلى عمّه قراوش أخرجه من السجن وقتله
صبرًا بين يديه. وذلك في رجب سنة أربعٍ وأربعين.
وقيل: بل مات في سجنه. وقوي أمر قريش وعظُم شأنه.
- حرف الميم-
24- محمد بن إسحاق بن محمد.
القاضي أبو الحسن القُهُستانيّ [3] ، الذي روى «مُسند عليّ» لمُطيّن في
اثني عشر جزء بمصر، عن علي بن حسّان الذمميّ، فحدّث به في هذا العام في
ذي الحجّة.
وسمعه منه: أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرازيّ، فهذا الرجل ليس في
مشيخة الرّازيّ.
وسمعه منه: أبو صادق مرشد المدينيّ، فسمعه السِّلفيّ، من مرشد.
وقد حدَّث يحيى بن محمد بن أَحْمَد الرّازيّ بالمُسْنَد عن والده، عن
القهستانيّ.
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 588،
[2] المنتظم 8/ 147، وفيات الأعيان 5/ 267.
[3] القهستاني: والقوهستاني: بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة
وفتح التاء المنقوطة من تحتها باثنين والنون في آخرها. هذه النسبة إلى
قوهستان، يعني إلى الجبال وفي كل إقليم ولاية يقال لها: قوهستان،
وقهستان المعروفة أحد أطرافها متّصل بنواحي هراة وبالعراق وهمذان
ونهاوند وبروجرد وما يتصل بها. (الأنساب 10/ 264) .
(30/50)
25- محمد بن أَحْمَد بن عليّ بن حمدان [1]
.
الحافظ أبو طاهر. محدِّث مكثر، رحّال.
تخرّج بالحاكم، وسمع من: زاهر بن أَحْمَد بِسَرْخَس.
ومن: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان الطرّازيّ، ومحمد بن
عبد اللَّه الجوزقي الحافظ، وطَبقتهما بنَيْسابور.
ومن: محمد بن أَحْمَد غُنْجَار البخاري ببُخارى.
ومن: أبي سعد الْإِدريسيّ بسَمَرْقَند.
ومن: عَلَى بْن محمد بْن عُمَر الفقيه بالرِّيّ.
ومن: ابن الصَّلْت الْأهوازيّ ببغداد.
ومن: عليّ بن أَحْمَد الخُزاعيّ، ببُخارى.
ومن: أبي الفضل محمد بن الحسين الحدّاديّ بَمْرو.
عرفتُ سماعه منهم من جَمْعِهِ طُرُق «حديث الطير» ومن جَمْعِهِ «مُسند
بُهْز بن حكيم» ، كتبه عَنْهُ أبو سعْد [2] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن
حسين النَّيْسابوريِّ في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة [3] .
26- محمد بن أَحْمَد بن عيسى بْن عَبْد اللَّه [4] .
القاضي أبو عَبْد اللَّه، أبو الفضل السَّعْديّ البغداديّ، الفقيه
الشافعيّ.
راوي «معجم الصّحابة» للبغويّ، عن ابن بطّة العكبريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 1111، 1112، وسير أعلام النبلاء 17/ 663، 664 رقم 455،
وطبقات الحفّاظ 426، ومعجم طبقات الحفّاظ 149 رقم 965.
[2] في: سير أعلام النبلاء 17/ 663، وتذكرة الحفاظ 3/ 112: «أبو سعيد»
.
[3] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء 17/ 663» :
«لم أقع بوفاته» .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عيسى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 413 و 34/ 314، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 21/ 295 رقم 218، والعبر 3/ 197، وسير أعلام النبلاء 18/ 5،
6 رقم 1، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
3/ 42، والوافي بالوفيات 2/ 65، وحسن المحاضرة 1/ 403، وشذرات الذهب 3/
267، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 4/ 80
رقم 1291.
(30/51)
سمع: موسى بن محمد بن جعفر السِّمسار، وأبا
الفضل عُبْيد اللَّه الزُّهريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا طاهر المخلّص،
وابن بطَّة، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا الحسن بن الجنديّ ببغداد،
وأبا عبد اللَّه الْجُعْفيّ بالكوفة، وابن جُمَيْع بصيداء، وحامد بن
إدريس بالموصِل، وأبا مسلم الكاتب بمصر [1] .
وسكن مصر وأملى وأفاد. وكان من تلامذة أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
روى عنه: سهل بن بشِر الْإِسفرائينيّ، وعليّ بن مكّيّ الْأزديّ، وأبو
نصر الطُّريْثيثيّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون [2] .
وقد كتب عنه شيخه الحافظ عبد الغني، ومات قبله بنيّفٍ وثلاثين سنة.
تُوُفِّي أبو الفضل السعديّ في شعبان.
وقيل: في شوّال، فيُحَرّر.
27- محمد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن رحيم [3] .
__________
[1] وروى عن: أبي القاسم غرير بن علي البغدادي الّذي حدّثه بطرابلس،
وحدّث عن أبي الحسن عبيد الله بن القاسم بن زيد بن إسماعيل المراغي
قاضي طرابلس الهمدانيّ المتوفى سنة 404 هـ.
[2] وروى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الأبهري بصور.
(تاريخ دمشق 25/ 413 و 34/ 314) .
[3] انظر عن (محمد بن علي الصوري) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 196 و 197، وأسماء التابعين ومن بعدهم ممّن
صحّت روايته من الثقات عند البخاري ومسلم، تخريج الدار الدّارقطنيّ
(مجلّة المجمع العلمي العراقي المجلّد 32 ج 1 و 2 بغداد 1401 هـ. /
1981) ص 410، ومصارع العشّاق للسرّاج 14 و 55، ونشوار المحاضرة للتنوخي
5/ 17، وتاريخ بغداد 3/ 103 رقم 1099، وله ذكر في مواضع كثيرة منه،
والكفاية في علم الرواية 445، وتقييد العلم 127 و 231 و 132 و 144 و
145، والبخلاء للخطيب 73، 74، 177، 178، والفقيه والمتفقه 2/ 73،
وتلخيص المتشابه في الرسم 2/ 506، 606، وديوان عبد المحسن الصوري 1/ 84
رقم 29 و 2/ 129 رقم 603، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا)
25- 27 رقم 18، والإكمال لابن ماكولا 4/ 39، و 110، وتاريخ دمشق
(مخطوطة الظاهرية) 38/ 651- 656، والمنتظم 8/ 143- 145، رقم 199 (15/
322- 324 رقم 3293) ، ومعجم البلدان 3/ 433، ومعجم الأدباء 1/ 249،
والكامل في التاريخ 9/ 561، واللباب 2/ 250، 251، والإلماع إلى معرفة
أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض 38، وبغية الطلب في تاريخ حلب
(مصوّرة معهد المخطوطات) 1/ 159، والأنساب 8/ 106، وتبيين كذب المفتري
251، 252، وصفة الصفوة 2/ 308، -
(30/52)
أبو عبد اللَّه الصوريّ الحافظ، أحد أعلام
الحديث.
سمع الحديث على كِبَر، وعُنِيَ به أتمّ عناية إلى أن صار فيه رأسًا.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وأبا عبد اللَّه بن أبي كامل
الْأطرابُلُسيّ، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ، ومحمد بن جعفر
الكلاعيّ، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وأبا محمد بن النحّاس،
وعبد اللَّه بن محمد بن بُنْدار، وطائفة كبيرة بمصر.
وتخرَّج بعبد الغنيّ، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفّار أبا
الحسن بن مَخْلد، وطبقته.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد اللَّه الدّامغانيّ،
__________
[ (-) ] والقصّاص والمذكّرين لابن الجوزي 284، والموضوعات، له 1/ 384،
وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 99 وفيه: «عبد الله بن محمد الصوري» ،
وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 204، والمختصر المحتاج إليه للدبيثي
3/ 113، 114، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 400، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 23/ 113، 114 رقم 130، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني
(مجلّة معهد المخطوطات بالكويت- المجلّد 28/ ج 1 ق 3/ 74) ، وأوراق
تشتمل على حلّ رموز القصيدة في ذكر مدّة الخلفاء الراشدين فمن بعدهم،
وفيه: «محمد بن عبد الله بن علي» وهو خطأ، وفيه «دحيم» بالدال، والعبر
4/ 197، 198، ودول الإسلام 1/ 260، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم
1415، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 627- 631
رقم 424، وميزان الاعتدال 4/ 305، ومعرفة القراء الكبار 1/ 265، ومعجم
شيوخ الذهبي (المخطوط 1/ 80 ب) ، ومشيخة شرف الدين اليونيني بتخريج
البعلبكي (مخطوطة الظاهرية) مجموع 73 حديث ج 8/ 42، والبداية والنهاية
12/ 60، 61، والوافي بالوفيات 7/ 173 و 8/ 181، والكشف الحثيث 447 رقم
817، ومرآة الجنان 3/ 60، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 338، 339،
وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 118 و 224 و 3/ 60 و 98- 101، 293،
والإصابة 1/ 510، و 2/ 537، ولسان الميزان 2/ 305، و 5/ 9 والنجوم
الزاهرة 396 و 5/ 48، وطبقات الحفاظ 428، وطبقات المفسّرين للسيوطي 35،
وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 203، وشذرات الذهب 3/ 267، وذخائر القصر
في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (مخطوطة التيمورية) 38 ب، والخطيب
البغدادي ليوسف العش 156، 157، وتاريخ الأدب العرب 3/ 231، وتاريخ
التراث العربيّ 1/ 567، وموارد الخطيب البغدادي للدكتور أكرم ضياء
العمري 56، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 275-
293 رقم 1539، ومعجم طبقات الحفاظ 163 رقم 967 وفيه «دحيم» بالدال،
والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 11- 42 وقد أفردت ترجمته
في 32 صفحة لم أسبق إليها، وفيه مصادر أخرى عنه، والفوائد المنتقاة
للعلوي (بتحقيقنا) 17، 18 رقم 8، ومعجم المؤلفين 11/ 24.
(30/53)
وجعفر السّّراج، والمبارك بن الطيوريّ،
وسعد اللَّه بن صاعد الرّحبي، وآخرون.
قال: وُلِدت في سنة ستّ أو سبع وسبعين وثلاثمائة.
قال الخطيب [1] : وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كُتُبًا له،
وأحسنهم معرِفةً به. لم يَقدِم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق
الخطّ، صحيح النقل حدّثني أنّه كان يكتب في الوجهة من ثُمْن الكاغد
الخُراسانيّ ثمانين سطْرًا. وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه.
ربّما كرّر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرَّات. وكان- رحمه اللَّه-
يسرد الصَّوم لَا يُفطِر إِلَّا في الْأعياد.
وذكر لي أن عبد الغنيّ كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرّح باسمه في
بعضها، وقال في بعضها: حدَّثني الورد بن عليّ [2] .
قال الخطيب [3] : وكان صدوقًا، كتب عنّي وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد
حتّى توفّي بها في جمادى الْآخرة، وقد نيّف على السِّتين.
وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: الصوريُّ أحفظ من رأيناه [4] وقال: غيث
بن عليّ الْأرمنازيّ: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما
__________
[1] في تاريخ بغداد 3/ 103.
[2] وقال ابن السمعاني: إنّ أبا بكر الخطيب البغداديّ كان إذا روى عنه
قال في بعض الأوقات: «أبو محمد بن أبي الحسن الساحلي» . (الأنساب 8/
106) .
ويقول خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» محقّق هذا الكتاب: لقد فرّق
الأستاذ الفاضل الدكتور أكرم ضياء العمري بين: «ابن أبي الحسن الساحلي»
و «محمد بن علي الصوري» فاعتبرهما اثنين. وهما واحد كما أكّد ابن
السمعاني. (انظر: كتاب موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 465 و 487
و 519 و 522) .
ومن جهة أخرى فقد ذكره ابن العماد الحنبلي مرّتين في «شذرات الذهب» ،
الأولى باسم:
«محمد بْن علي بْن عَبْد اللَّه بْن محمد، أبو عبد الله الصوري» ،
والثانية باسم: «أبي عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن
رحيم الساحلي» ، ولا شك في أنه اعتبرهما اثنين، وهما واحد، وذكر
ترجمتهما في وفيات سنة 441 هـ. ووضع ترجمة موحّدة بالنّصّ في الموضعين.
(شذرات الذهب 3/ 267) .
[3] في تاريخه 3/ 103.
[4] تاريخ بغداد 3/ 103.
(30/54)
رأينا أحفظ من الصُّوريّ [1] .
وقال عبد المحسن البغداديّ الشيميّ: ما رأينا مثله، كان كأنّه شُعْلة
نارٍ بلسانٍ كالحسام القاطع [2] .
وقال السِّلفيّ: كتب الصُّوريّ «صحيح البُخاريّ» في سبعة أطباقٍ من
الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة.
قال: وذكر أبو الوليد الباجيّ في كتاب «فِرق الفُقهاء» قال: حدَّثني
أبو عبد اللَّه محمد بن عليّ الورّاق، وكان ثِقةً متقنًا، أنّه شاهد
أبا عبد اللَّه الصُّوريّ، وكان فيِهِ حُسْنُ خُلقٍ ومِزاحٍ وضحِك، لم
يكن وراءه إِلَّا الدّين والخير، لكنّه كان شيئًا جُبِل عليه، ولم يكُن
في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السَّمت.
فقرأ يوما جزء على أبي العبّاس الرّازيّ وعنَّ لهُ أمرٌ أضحكهُ، وكان
بالحضرة جماعة من أهل بلدنا فأنكروا عليه ضِحكَهُ وقالوا: هذا لَا
يصلُح ولا يليق بعلمِك وتقدُّمِك أن تقرأ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنت تضحك. وأكثروا عليه وقالوا:
شيوخ بلدنا لا يرضون هذا.
فقال: ما في بلدكم شيخٌ إِلَّا يجب أن يقعد بين يديّ ويقتدي بي. ودليل
ذلك أنّي قد صرتُ معكُم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديثٍ شئتم مِنْ
حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اقرأوا
إسناده لَأقرأ متنه، أو اقرأوا متنه حتّى أخبركم بإسناده [3] .
قال الباجيّ: لزمتُ الصوريُّ ثلاثة أعوام، فما رأيتهُ تعرّض لفتوى.
وقال أبو الحسن بن الطُّيوريّ: كتبتُ عن خلْقٍ فما رأيت فيهم أحفظ من
الصُّوريّ كان يكتب بفرد عين، وكان متفنّنًا، يعرف من كل علم، وقوله
حجّة.
قال: وعنه أخذ الخطيب علم الحديث [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 103.
[2] تاريخ بغداد 3/ 103.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1115، 1116، سير أعلام النبلاء 17/ 629.
[4] تاريخ بغداد 3/ 103.
(30/55)
قلت: وشعره ممّا رواه عنه الخطيب:
فيَّ جِدٌّ وفيَّ هَزلٌ إذا شئتُ ... وجِدّي أضعاف أضعاف هزلي
عاب قومٌ عليَّ [1] هذا ولجّوا ... في عِتابي وأكثروا فيه عذْلي
قلتُ: مهلًا، لَا تُفرِطوا في ملامي ... واحكموا لي فيكم [2] بغالب
فِعْلي
أنا [3] راضٍ بِحُكمُكم إن عدَلتم ... رُبَّ حُكمٍ يمضي على غير عدْلِ
[4]
وللصُّوريّ أيضًا:
قُل لمن عاند الحديث وأضَحى ... عائِبًا أهله ومن يدّعيه
أبعلم تقول هذا؟ أبن لي، ... أم بجهلٍ فالجهلُ خُلُقُ السفيه
أيُعابُ الّذين هم حفظوا الدّين ... من التُّرِّهاتِ والتمويه
وإلى قولهم وما قد رَوَوْهُ ... راجِعٌ كلُّ عالمٍ وفقيه [5]
28- مزيد بن محمد السُّلمّي.
الطُّوسيّ الفقيه.
روى عن: زاهر بن أَحْمَد الفقيه.
روى عنه: أبو الحسن عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ.
29- مودود بن مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكين [6] .
__________
[1] في تاريخ دمشق: «علمي» .
[2] في تاريخ دمشق: «واحكموا أيّكم» .
[3] في تاريخ دمشق: «إنّي» .
[4] في تاريخ دمشق: «عزل» .
وانظر أبياتا أخرى (38/ 656) .
[5] الفوائد العوالي المؤرّخة 26، 27، المنتظم 8/ 145 (15/ 324) ، سير
أعلام النبلاء 17/ 631، البداية والنهاية 12/ 61.
[6] انظر عن (مودود بن مسعود) في:
تاريخ حلب 344، 345، 374، 375، والمنتظم 8/ 148 رقم 207 (15/ 328 رقم
3301) حوادث سنة 442 هـ.، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني
188، والكامل في التاريخ 9/ 558، 559، والمختصر في أخبار البشر 2/ 169،
170، ودول الإسلام 1/ 260، والعبر 3/ 198، وسير أعلام النبلاء 17/ 634
رقم 428، وتاريخ ابن الوردي 1/ 531، والبداية والنهاية 12/ 62، ومآثر
الإنافة 1/ 349، وشذرات الذهب 3/ 267، وأخبار الدول وآثار الأول (طبعة
عالم الكتب) 2/ 427.
(30/56)
أبو الفتح.
تُوُفّي بغَزْنَة في رجب عن تسعٍ وعشرين سنة. تملّك غَزَنة عشر سنين.
قال ابن الْأثير [1] : كان قد كاتب أصحاب الْأطراف ودعاهم إلى نُصْرته،
وبذل لهم الأموال والْإِمرة على بلاد خُراسان. فأجابوه منهم أبو
كاليجار صاحب أصبهان، فإنّه سار بجيوشه في المفازة فهلك كثير من عسكره،
ومرض هو ورجع، ومنهم خاقان التُّرْك فإنّهُ أتى ترمذ فنهب وخرّبَ
وصادر.
وسار مودود من غَزَنة فاعتراه قُولنج، فرجع وبعث وزيره لَأَخْذ
سِجِستان من الغُزّ، فمات مودود، وملّكوا بعده ابنه وخلعوه بعد خمسة
أيّام، وملّكوا عم مودود، وهو عبد الرّشيد بن السّلطان محمود ولُقِّب
شمس دين اللَّه.
30- الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه [2] .
تُوُفّي بظاهر ميّافارِقين، وله شِعرٌ رائق.
ورخّه ابن نظيف، وقد كان قرأ العربيّة مُدّة بواسط على أبي الحسن
الحسيني النّحْويّ المُتوفّى سنة ثمانٍ وثلاثين، وكانت مُدّة مملكته
سبع سنين.
وهو أوَّل من تلقّب بألقاب ملوك زماننا. وكانت دولته ضعيفة.
__________
[1] في الكامل 9/ 558، 559.
[2] تقدّمت ترجمته برقم (12) .
(30/57)
سنة اثنتين وأربعين
وأربعمائة
- حرف الْألف-
31- أَحْمَد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن مهران.
أبو بكر الفقيه الْأصبهانيّ الحافظ.
تُوُفّي في شوَّال.
يروي عن: أبي مسلم بن شهدل، وطبقته.
وعنه: الحدّاد.
32- أَحْمَد بن عليّ بن الحسين [1] .
أبو الحسين التُّوزِيّ المُحتسِب البغداديّ.
سمع: عليّ بن لؤلؤ الورّاق، ومحمد بن المظفّر الحافظ، ويوسف القوّاس.
قال الخطيب: [2] كان صدوقا مديما للسّماع معنا. كتبتُ عنه.
ومات في ربيع الْأوّل ولهُ سبعٌ وسبعون سنة.
قلت: روى عنه: جعفر السّّراج.
33- أَحْمَد بن مسرور بن عبد الوهّاب بن مسرور بن أَحْمَد الْأسدّي
البلديّ [3]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسين) في:
السابق واللاحق 78، وبغداد 4/ 324 رقم 2133، والعبر 3/ 199، ولسان
الميزان 1/ 233.
[2] في تاريخه 4/ 324.
[3] انظر عن (أحمد بن مسرور) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 414 رقم 352، وغاية النهاية 1/ 137، 138 رقم
651، ولسان الميزان 1/ 310، وكشف الظنون 1778، ومعجم المؤلفين 2/ 175.
(30/58)
ثم البغدادي، أبو نصر الخبّاز المقرئ.
قرأ على: منصور بن محمد القزّاز صاحب بن مجاهد برواية الدُّوريّ.
وعلى: عمر بن إبراهيم الكتّاني صاحب ابن مجاهد، برواية عاصم.
وعلى: المعافى بن زكريّا الجريريّ، وبراوية قُنْبُل.
وقرأ المُعَافى على ابن شَنَبُوذ، وغيره.
وقد قرأ أبو نصر أيضًا على: إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبريّ، وعلى عليّ
بن محمد العلّاف، وعلى الحماميّ، وأبي الحسن علي بن إسماعيل القطّان
المعروف بالخاشع، وغيرهم.
قرأ عليه: الزّاهد أبو منصور محمد بن أَحْمَد الخيّاط، وأبو طاهر بن
سَوّار، وأبو البركات عبد الملك بن أَحْمَد.
وقد سمعتُ من طريقه جزء في ترتيب التنزيل.
ومِمّن قرأ عليه أبو نصر: الحسن بن أَحْمَد الشَّهْرُزُوريّ والد أبي
الكرم، وعبد السّيّد بن عَتَاب، وعلي بن الفَرَج الدِّينوريّ ابن
الحارس، وأحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم.
وكان قد سمع ببلده من: المطهّر بن إسماعيل القاضي صاحب أبي يعلى
الموصلي. وببغداد من: ابن سمعون، وعيسى بن الوزير، وطائفة.
وصنّف كتاب «المفيد في القراءات السَّبْع» .
روى عنه: أبو منصور الخيّاط، وعبد الملك بن أَحْمَد الشَّهْرزُوريّ،
وعلي بن أَحْمَد بن غنجان الشَّهْرُزُوريّ.
قال ابن خَيْرُون: مات سنة اثنتين وأربعين، وخلّط في بعض سماعه.
ومولده سنة إحدى وستّين وثلاثمائة.
34- أَحْمَد بْن محمد بن عَبْد الواحد بْن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد
بن عمر المنكدريّ [1] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد المنكدري) في: -
(30/59)
التّيميّ، الإمام أبو بكر المرورّوذيّ
الفقيه الشافعيّ قدِم بغداد. وتفقّه على: أبي حامد الْإِسْفرائينيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الفرضيّ، وابن مهديّ.
وبنيسابور: الحاكم، وطائفة.
ولهُ شِعرٌ وفضائل.
حدّث عنه: أبو بكر الخطيب [1] .
ومات رحمه الله بمروالرّوذ، وقد قارب السَّبعين [2] .
- حرف الحاء-
35- الحسين بن الحسين بن يحيى بن زكريّا بن أَحْمَد البلخيّ [3] .
ثم الدّمشقيّ، أبو محمد.
روى عن جدّه يحيى عن ابن أبي ثابت.
روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.
36- الحسن بن خلَف بن يعقوب.
أبو القاسم البغداديّ المقرئ، المُلقّب بالحكيم.
سكن مصر، وأدَّبَ صاحب مصر.
وروى عن: ابن ماسي، وعليّ بن محمد بن كيسان، وابن لؤلؤ.
روى عنه: مشرف بن علي، والحبال، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وجماعة.
قال الحبال: كان ثقة، لكنّه ابتلي [4] .
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد رقم 1428، والمنتخب من السياق 95، 96 رقم 209،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي تاريخ بغداد 3/ 33.
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «خرّج له أبو عبد الله الصوري قراءته
وقرأ عليه وكتب عليه. بعثه أمير المؤمنين القائم بأمر الله رسولا إلى
الخان ببخارا، فدخل نيسابور سنة إحدى وأربعين وأربع مائة وروى الحديث»
.
[2] وكانت ولادته سنة 374 هـ.
[3] انظر عن (الحسن بن الحسين) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 6/ 334 رقم 209، وتهذيب تاريخ دمشق 4/
174.
[4] في الهامش: ث. يعني ابتلي بالدخول في أمر السلطان.
(30/60)
37- الحسن بن عبد الواحد النجيرمي [1] .
ثم المصري.
روى عن: المهندس، وغيره.
38- الحسن بن الشريف المُرْتَضي عليّ الموسويّ الرّافضيّ.
كان يُلقّب بالَأظهر. شيعيّ جلْد، معتزليٌّ لهُ تواليف.
مات كهْلا.
39- الحسن بن محمد بن ناقة [2] .
أبو يَعْلى البغدادي الرّزّاز.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي، وأبا الحسن
الجراحيّ.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان يتشيّع. مولده سنة ستّ وخمسين
وثلاثمائة وسماعه صحيح.
تُوُفّيّ في ربيع الْآخر.
40- حمد بن عليّ بن محمّد.
أبو القاسم اللّاسلكيّ الرّوُيانيّ [4] العدْل.
من التّجّار المعروفين.
سكن الرّيّ. وسمع من حَمْد بن عبد اللَّه. ومن: عليّ بن محمد القصّار.
ورحل فسمع «السُّنن» بالبصرة من الهاشميّ.
وسمع من أصحاب الْأصمّ بنَيسابور. وأنفق على أهل الحديث أموالًا كثيرة.
__________
[1] النّجيرمي: بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم- ويقال:
نجارم- وهي محلّة بالبصرة. (الأنساب 12/ 45) .
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن ناقة) في:
تاريخ بغداد 7/ 426، والمنتظم 8/ 146 رقم 200 (15/ 326 رقم 3294) وفيه
«باقة» .
[3] في تاريخه.
[4] الروياني: بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى رويان وهي بلدة بنواحي طبرستان.
(الأنساب 6/ 189) .
(30/61)
ثمّ رحل إلى ما وراء النّهر فسمع من منصور
الكاغَديّ. وكان البلد محصورًا.
قال: فأخذت الجواز لجماعة معي حتى دخلوا البلد وسمعوا من الكاغدي، يعني
بلد سَمرَقْند، فلمّا فتح على تكين سمرقند قصدته وأخذت منه خطًا بأن
لَا يؤذي ذلك الشيخ ومن في سكّته، وبذلت على ذلك مالًا.
تُوُفّي حمْد رحمه اللَّه بالريّ. وذكر ترجمته عليّ بن محمد
الْجُرْجَانيّ.
- حرف الخاء-
41- الخليل بن هبة اللَّه [1] .
أبو بكر التّميميّ البزّاز، الدّمشقي.
سمع: عبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن درسْتُوَيْه.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ، وأبو طاهر
الحنّائيّ.
قال الكتّاني: كان ثقة.
- حرف الدال-
42- داود بن محمد بن الحسين بن داود.
أبو عليّ الحَسَنيّ العلويّ.
- حرف السين-
43- سعيد بن وهْب.
أبو القاسم الكوفيّ، الدِّهْقان.
ثقة، روى عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الطّيّب بن النّحّاس.
__________
[1] انظر عن (الخليل بن هبة الله) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 87، 88 رقم 56، وتهذيب تاريخ دمشق 5/
178.
(30/62)
44- سَلَمة بن أُميّة بن وديع [1] .
أبو القاسم التُّجَيْبيّ، الْإِمام الأندلُسيّ، نزيل إشبيلية.
رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الطيب بن غلبون، وابي أحمد
السامري، وغيرهم.
وأسرته الروم حال رجوعه، ثم أنقذه الله بعد سنين.
وكان مولده سنة خمس وستين وثلاثمائة. وتوفي في صفر بإشبيلية رحمه الله.
قال ابن خزرج: كان ثقة فاضلا.
- حرف العين-
45- عبد الله بن محمد بن حسين الإصبهاني.
أبو محمد الكتاني.
حدث عن: ابن المقريّ.
مات في ذي الحِجّة.
46- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فادويْه.
أبو القاسم الْأصبهاني التاجر.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وكان مُتَشَدِّدّا على المبتدعة.
روى عن: أبي الشيخ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن الحسين بن أبي ذرٍّ الصّالْحانيّ، وغيره.
47- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان.
أبو الحسن بن أبي عبد اللَّه الخَوْلانيّ المصريّ.
سمع: محمد بن الحسين الدّقّاق عن محمد بن الربيع الجيزيّ.
روى عنه: محمد بن أَحْمَد الرّازي في مشيخته.
وتوفّي في شوّال.
__________
[1] انظر عن (سلمة بن أمية) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 225 رقم 515.
(30/63)
48- عليّ بن عمر بن محمد [1] .
أبو الحسن بن القزوينيّ الحربيّ الزاهد.
سمع: أبا حفْص بن الزيّات، والقاضي أبا الحسن الجراحيّ، وأبا عمر بن
حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر بن شاذان، وطبقتهم.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان أحد الزُّهاد المذكورين، ومن عباد
اللَّه الصالحين، يُقرئ [3] القُرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته
إِلَّا للصلاة رحمةُ [4] اللَّه عليه [5] .
قال: ولِدتُ سنة ستّين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في شعبان، وغُلّقت جميع بغداد يوم دفْنهِ. ولم أرَ جمْعًا على
جنازة أعظم منه.
قلت: وله مجالس مشهورة يرويها النّجيبُ الحرّانيُّ [6] .
روى عنه: أبو عليّ أَحْمَد بن محمّد البَرَدانيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن
محمد بن شاكر الطَّرَسُوسيّ شيخ ذاكر بن كامل، وجعفر بن أحمد السّرّاج،
__________
[1] انظر عن (علي بن عمر القزويني) في:
تاريخ بغداد 12/ 43 رقم 6411، والسابق واللاحق 47، والأنساب 451 ب،
والمنتظم 8/ 146، 147 رقم 202، (15/ 326، 327 رقم 3296) ، والكامل في
التاريخ 9/ 570، واللباب 3/ 35، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 387، 388
وفيه: «علي بن عمر بن الحسن» ، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 68-
71، والإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 609- 613 رقم
409، والعبر 3/ 199، 200، ودول الإسلام 1/ 260، والمعين في طبقات
المحدّثين 128 رقم 1416، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 299- 303،
والبداية والنهاية 12/ 62، ومرآة الجنان 3/ 61، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 1/ 235 رقم 191، والنجوم الزاهرة 5/ 49، وشذرات الذهب 3/
268، 269، وهدية العارفين 1/ 689، ومعجم المؤلفين 7/ 160، وتاريخ
التراث العربيّ 1/ 483، 484 رقم 341.
[2] في تاريخ بغداد 12/ 43.
[3] في تاريخ بغداد: «يقرأ» .
[4] في الأصل: «رحمت» .
[5] زاد في تاريخ بغداد: «وكان وافر العقل، صحيح الرأي» .
[6] وقال ابن الأثير: روى الحديث، والحكايات، والأشعار، وروى عن ابن
نباتة شيئا من شعره.
(الكامل في التاريخ 9/ 570) .
(30/64)
والحسن بن محمد بن إسحاق الباقَرْحِيّ [1]
. وأبو العزّ محمد بن المختار، وهبة اللَّه بن أَحْمَد الرَّحْبيّ،
وأبو منصور أَحْمَد بن محمد الصَّيَرَفيّ، وعليّ بن عبد الواحد
الدينوري، وآخرون.
قال أبو نصر هبة اللَّه بن عليّ بن المُجلّى: حدّثني أبو بكر محمد بن
أَحْمَد بن طلحة بن المنقّي الحربيّ قال: حضَرَت والدي الوفاةُ، فأوصى
إلي بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزوينيّ وتقول لَهُ: رَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَقَالَ
لي: اقرأ على القزوينيّ مني السلام، وقُل لهُ: العلامة أنّك كنت
بالموقف في هذه السنة. فلمّا مات أبي جئت إلى القزويني، فقال لي
ابتداءً: مات أبوك؟
قلت: نعم.
فقال: رحمه اللَّه وصدق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وصدق أبوك.
وأقسم عليّ أن لَا أحدّث به في حياته، ففعلت [2] .
أَنَا ابن الخلّال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السّلَفيّ سألته، يعني شجاعًا
الذُّهْليّ، عن أبي الحسن القزويني فقال: كان علَم الزُّهاد والصالحين
وإمام الْأتقياء الورعين.
له كرامات ظاهرة ومعروفة يتداولها الناس عنه. لم يزل يُقرئ ويُحدّث إلى
أن مات [3] .
وقال أبو صالح المؤذّن في «مُعْجَمِهِ» : أبو الحسن بن القزويني
الشافعيّ المُشار إليه في زمانه ببغداد في الزُّهد والورع وكثرة
القراءة، ومعرفة الفقه والحديث.
قرأ القرآن على أبي حفص الكتّانيّ. وقرأ القراءات. ولم يكن يعطي من
يقرأ عليه إسنادًا بها.
وقال هبة اللَّه بن المُجلْي في كتاب «مناقب ابن القزوينيّ» ما معناه:
إنّ
__________
[1] الباقر حيّ: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء
المهملة. هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب 2/
48) .
[2] سير أعلام النبلاء 17/ 610.
[3] سير أعلام النبلاء 17/ 610.
(30/65)
ابن القزوينيّ كان كلمة إجماعٍ في الخير،
وكان ممّن جُمِعت له القلوب فحدّثني أَحْمَد بن محمد الأمين قال: كتبت
عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزءٍ وقع بيده خرّج به وأملى [1]
منه عن شيخٍ واحد جميع المجلس، ويقول: حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُنتقى [2] .
قال: وكان أكثر أُصوله بخطّه.
قال: وسمعت عبد اللَّه بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزوينيّ
ثقة ثَبْت، وما رأيت أعقل منه [3] .
وحدّث أبو الحسن البيضاويّ، عن أبيه أبي عبد اللَّه قال: كان أبو الحسن
يتفقّه معنا على الدّارِكيّ وهو شابّ، وكان مُلازمًا للصمت قلّ أن
يتكلّم.
وقال: قال لنا أبو محمد المالكيّ: خرج في كتب القزوينيّ تعليق بخطّه
على أبي القاسم الدّاركيّ، وتعليق في النحو عن ابن جِنّيِّ.
سمعت أبا العبّاس المؤدِّب وغيره يقولان أن أبا الحسن سمع الشاة تذكر
اللَّه تعالى [4] .
حدّثني هبة اللَّه بن أَحْمَد الكاتب أنّه زار قبر الشّيخ ابن
القزوينيّ، ففتح ختمةً هناك وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك: وَجِيهاً فِي
الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمن الْمُقَرَّبِينَ 3: 45 [5] .
وعن أبي الحسن الماوردي القاضي قال: صلَّيتُ خَلْفَ أبي الحسن
القزوينيّ، فرأيت عليه قميصًا نقيا مطرّزًا، فقلت في نفسي: أين الطُّرز
من الزُّهد؟ فلمّا سلّم قال: سبحان اللَّه الطّرز لا [ينتقض] [6] أحكام
الزّهد [7] .
__________
[1] في الأصل: «وأملا» .
[2] في سير أعلام النبلاء 17/ 611 «لا ينفى» ، والمثبت يتفق مع: طبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 300.
[3] سير أعلام النبلاء 17/ 611.
[4] سير أعلام النبلاء 17/ 611.
[5] سورة آل عمران، الآية 45.
[6] في الأصل، بياض، الإضافة من: سير أعلام النبلاء 17/ 611.
[7] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 302.
(30/66)
حدّثني محمد بن الحسين القزّاز قال: كان
ببغداد زاهدٌ خشِن العيْش، وكان يبلغه أنّ ابن القزوينيّ يأكل الطيّب،
ويلبس الرّقيق، فقال: سبحان اللَّه رجلٌ مُجمَعٌ على زهده وهذا حاله
أشتهي أن أراه.
فجاء إلى الحربية، قال: فرآه، فقال الشّيخ: سبحان اللَّه، رجلٌ يُومأ
إليه بالزُّهد يعارض اللَّه في أفعاله، وما هُنا مُحرّمٌ ولا مُنكَر.
فطفق ذلك الرّجل يشهق ويبكي. وذكر الحكاية [1] .
سمعت أبا نَصْر عبد السيّد بن الصبّاغ يقول: حضرت عند القزوينيّ فدخل
عليه أبو بكر بن الرّحبيّ فقال: أيّها الشّيح أيُّ شيءٍ أمرتني نفسي
أخالفها؟
قال: إن كنت مريدا، فنعم، وإن كنت عارفًا، فلا.
فانصرفت وأنا مُفكّر وكأنني لم أُصوّبُه. فرأيت في النوم ليلتي شيئًا
أزعجني، وكأنّ من يقول لي: هذا بسبب ابن القزوينيّ، يعني لمّا أخذت
عليه [2] .
وحدّثني أبو القاسم عبد السّميع الهاشميّ عن الزّاهد عبد الصّمد
الصّحراويّ قال: كنت أقرأ على القزوينيّ، فجاء رجلٌ مُغطّى الوجه، فوثب
الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بين يديه ساعة، ثمّ قام وشيّعه. فاشتدّ
عجبي وسألت صاحبي: من هذا؟ فقال: أوَمَا تعرِفه؟ هذا أمير المؤمنين
القادر باللَّه.
وحدّثنا أَحْمَد بن محمد الْأمين قال: رأيت الملك أبا كالَيْجَار
قائمًا يشير إليه أبو الحسن بالجلوس فلا يفعل.
وحدّثني عليّ بن محمد الطرّاح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن
بُوَيْه قائمًا بين يديّ أبي الحسن يومئ إليه ليجلس فيأبَى [3] .
ثم حكى ابن المُجْلي لهُ عدّة كرامات منها شهود عرَفَة وهو ببغداد،
ومنها
__________
[1] الخبر بأطول مما هنا في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 302.
[2] سير أعلام النبلاء 17/ 612.
[3] سير أعلام النبلاء 17/ 612.
(30/67)
ذهب إلى مكّة فطاف ورجع من ليلته [1] .
وقد أَنَا ابن الخلّال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السّلَفيّ: سمعت جعفر بن
أحمد السرّاج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزوينيّ الزاهد ثوبًا رفيعًا
ليّنًا، فخطر ببالي كيف مثله في زُهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال
بعد أن نظر إليَّ:
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ
وَالطَّيِّباتِ من الرِّزْقِ 7: 32 [2] .
وحضرنا عنده يوما في السّماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذّينا
بحرِّها، فقلت في نفسي: لو تحوّل الشّيخ إلى الظّلّ. فقال لي في الحال:
قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا 9: 81 [3] .
49- علي بن محمد بن علي.
أبو الحسن المقرئ الرّازيّ الحافظ الصّالح.
حدّث بدمشق عن: أبي عليّ حمْد بن عبد اللَّه الْأصبهاني الرّازّي، وأبي
سعد المالينيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ.
50- عمر بن ثابت [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 612.
[2] سورة الأعراف، الآية 32.
[3] سورة التوبة، الآية 81.
وقال القزويني الرافعي: شيخ من الزّهّاد المذكورين وعباد الله الصالحين
أصله من قزوين ولا أدري أولد هو بقزوين، ورأت بعضهم صنّف في فضائله
كتابا. (التدوين 3/ 387) .
وحدّث محمد بن عامر الوكيل، قال: حدّثني ريحان القادري، قال: كان أمير
المؤمنين القادر باللَّه يصلّي الفجر من دارين من أبنية المعتضد وابنه
المكتفي، وكانتا خاليتين إذ ذاك من ساكن ليخلو بنفسه في الدعاء وكان
فيهما نمل كثير، وكان يحمل كل يوم شيئا من الطعام فتأتي النمل عليه،
فلما كان يوم عاشوراء فتت القرن والنمل منبسط كثير، فلم يتناول منه
شيئا، فعجب.
قال عيسى: يكون في هذا الطعام شبهة، فنفذ إلى وكيل خزانة البر فذكر أنه
من أحل أملاكه وأطيبها، فازداد عجبا، ثم إنه استدعى الشيخ الزاهد
القزويني، فلما حضر أعلمه ذلك، فتبسّم، وقال: يا أمير المؤمنين هذا يوم
عاشوراء والوحش والطير والذئب صائم كله فتركه ووكّل بالموضع، من شاهد
النمل إلى الليل، فلما غربت الشمس خرجت وأتت على جميعه. (التدوين 3/
288) .
[4] انظر عن (عمر بن ثابت) في:
(30/68)
أبو القاسم الثمانينيّ الموْصِليّ النحويّ
الضرير.
من كبار أئِمّة العربيّة.
أخذ عن: أبي الفتح بن جنّيّ، وغيره.
وعنه أخذ: أبو المعمّر بن طباطبا العلويّ.
وكان هو وأبو القاسم بن برهَان يقرئان العربيّة بالعراق، فكان الرؤساء
يقرءون على ابن برهان، وكان العوامّ يقرءون على الثمانينيّ.
وثمانين بُلَيْدَة كقرية من جزيرة ابن عمر، يُقال أنّها أول قريةٍ
بُنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السّفينة، فسُميت بهم [1] .
وله من التصانيف كتاب «شرح اللُّمَع» ، وكتاب «المُفيد» في النَّحو،
وكتاب «شرح التّصريف الملوكيّ» .
توفّي في هذه السّنة في ذي القعدة.
- حرف القاف-
51- القاسم بن أَحْمَد بن القاسم بن أبان.
حدَّث بأصبهان عن: عليّ بن محمد بن عمر الفقيه الرّازيّ.
روى عنه: أبو علي الحدّاد.
- حرف الميم-
52- محمد بن أحمد بن الحسين [2] .
__________
[ (-) ] المنتظم 8/ 146 رقم 201 (15/ 326 رقم 3295) ، ومعجم الأدباء
16/ 57، ومعجم البلدان 2/ 74، والكامل في التاريخ 9/ 571، ونزهة
الألبّاء 423، ووفيات الأعيان 1/ 479، والعبر 3/ 200، ومرآة الجنان 3/
61، والبداية والنهاية 12/ 62، والوافي بالوفيات 22/ 443، 444 رقم 317،
ونكت الهميان 220، والبلغة في أئمّة اللغة 171، وتاريخ الخلفاء 423،
وبغية الوعاة، رقم 1830، وشذرات الذهب 3/ 269، وكشف الظنون 1563،
وديوان الإسلام 2/ 59 رقم 640، وإيضاح المكنون 2/ 211، وهدية العارفين
1/ 781، والأعلام 5/ 43، ومعجم المؤلفين 7/ 279.
[1] الأنساب 3/ 143.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد المحاملي) في:
(30/69)
أبو الحسن بن المَحَاملّي.
تُوُفّي في ربيع الْآخر [1] .
53- محمد بن إسماعيل.
أبو بكر الجوهري.
حدّث بمصر عن: ابن محمِش الزّياديّ، وأبي عمر بن مَهديّ.
روى عنه: الرّازي في مشيخته، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ.
54- محمد بن طلحة بن عليّ بن الصّقر الكتّانّي [2] .
البغداديّ. من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبيه، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبي القاسم بن حبابة،
والمخلّص.
قال الخطيب: كُتب عنه، وكان صدوقًا ديّنًا.
55- محمد بن عبد اللَّه بن فَضلَويَهْ.
أبو منصور الأصبهانيّ الوكيل.
روى عن: عبد الرحمن بن طلحة الطّلْحيّ، شيخ، روى عن: الفضل بن الخصيب،
وابن الجارود.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
56- محمد بن عبد المؤمن [3] .
أبو إسحاق الإسكافيّ.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 1/ 291 رقم 147، والمنتظم 8/ 147، 148 رقم 204،
(15/ 327، 328 رقم 3298) .
[1] قال الخطيب: كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا من أهل القرآن، حسن
التلاوة، جميل الطريقة.
[2] انظر عن (محمد بن طلحة) في:
تاريخ بغداد 5/ 384 رقم 2910.
[3] انظر عن (محمد بن عبد المؤمن) في:
تاريخ بغداد 2/ 385 رقم 903.
(30/70)
ولد سنة ستّين وثلاثمائة ببغداد.
وسمع: أبا عبد اللَّه بن عُبيْد العسكري، ومحمد بن المُظفّر،
والَأْبهريّ.
وكان فقيهًا مالكيا ثقةً.
وثّقه الخطيب، وروى عنه.
57- محمد بن عبد الواحد بن زوج الحُرّة محمد البغداديّ [1] .
الَأوسط من الْإِخوة. وهو أبو الحسن أخو أبي عبد اللَّه وأبي يَعْلَى.
سمع من أصحاب البَغَوِيّ.
وسمع من: أبي عليّ الفارسيّ النحويّ، وعليّ بن لؤلؤ الورّاق، وابن
المظفّر، وهؤلاء.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا. وُلِد سنة إحدى وسبعين، ومات
في جُمادى الْآخرة.
58- محمد بْن عليّ بْن محمد بْن يوسف [3] .
أبو طاهر بن العلّاف البغداديّ الواعظ.
سمع: أَحْمَد بن جعفر القطيعيّ، وأحمد بن جعفر الختّليّ، ومخلد بن جعفر
الباقر حيّ، وغيرهم.
قال الخطيب: [4] كتبتُ عنه، وكان صدوقًا ظاهر الوقار، له حلقة في جامع
المنصور ومجلس وعظ.
مات في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
السابق واللاحق 99، وتاريخ بغداد 2/ 361 رقم 870، وتهذيب مستمر الأوهام
لابن ماكولا 91 رقم 14، والعبر 3/ 200، وشذرات الذهب 3/ 269.
[2] في تاريخه 2/ 361.
[3] انظر عن (محمد بن علي العلّاف) في:
تاريخ بغداد 3/ 103، 104، والأنساب 9/ 98، والمنتظم 8/ 148 رقم 206
(15/ 328 رقم 3300) ، والعبر 3/ 200، والإعلام بوفيات الأعلام 183،
وسير أعلام النبلاء 17/ 608 رقم 407، ومرآة الجنان 3/ 61 وفيه اسمه:
«محمود» ، وشذرات الذهب 3/ 269.
[4] في تاريخه 3/ 104.
(30/71)
قلت: روى عنه أيضًا: الحسن بن محمد
الباقرجيّ، وأبو الحسين المبارك بن الطُّيُوريّ، وجماعة.
59- محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن الحسين بن بهرام [1] .
أبو بكر الجوزدانيّ [2] ثم الأصبهانيّ.
وجوزدان مدينة ممّا يلي بلْخ، غير جوزدان التّي منها أبو بكر. والّتي
هذا منها قرية على باب أصبهان.
كان مقرئًا مجوّدًا، طيّب الصَّوت، مُحّدثًا صاحب أصول.
قرأ القرآن على: الشّيخ محمد بن أَحْمَد بن عبد الْأعلى الأندلسيّ.
وسمع من: أبي بكر بن المقري.
ورحل إلى بغداد فسمع من: أبي حفص بن شاهين، والمخلّص.
روى عنه: يحيى بن مَنْدَه الحافظ، ويحيى بن حسين الرّازيّ الحافظ،
وغيرهما.
وتوفّي في ذي القعدة، وكان إمام الجامع العتيق بأصبهان.
60- محمد بن محمد بن إسماعيل [3] أبو بكر البغداديّ الطاهريّ.
كان من أهل القرآن والعبادة والصّلاح والحجّ.
قال الخطيب: بلغني أنّه حجّ على قدميه أربعين حَجّة، وكان يصحب
الفقراء. ثنا عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي الحسين بن سمعون. وكان ثقة.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
الأنساب 3/ 363، وغاية النهاية 2/ 198 رقم 3239.
[2] الجوزدانيّ: بضم الجيم وسكون الواو والزاي وبعدها الدال المهملة،
وفي آخره النون. هذه النسبة إلى جوزدان، ويقال لها: كوزدان. (الأنساب)
.
وقد تحرّفت النسبة في «غاية النهاية» إلى «الجوزواني» .
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 3/ 235 رقم 1311.
(30/72)
61- محمد بن محمد بن أبي عبد الرحمن محمد
بن يوسف [1] .
أبو بكر بن أبي نصر الشّحّام النَّيسابوريّ المقرئ الشُّرُوطيّ
الزّاهد، الصّالح. والد طاهر، وجدّ زاهر.
روى عن الحافظ أَحْمَد بن محمد الحيريّ، و [فائق الخاصّة، وصحيفة
همّام، عن أبي القاسم النضر بن محمد المحميّ، عن أبي بكر القطّان] [2]
.
62- محمد بن مَهْرَان بن أَحْمَد بن محمد بن مهران [3] .
أبو عبد الله الخوييّ [4] . يعرف بشيخ الإسلام.
حدّث بدمشق، وحدّث بأصبهان في هذه السنة، وانقطع خبره.
روى عن: المخلّص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبي الحسن بن الْجُنْديّ.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصِّي، وعبد الرزّاق بن عبد
اللَّه المَعَرّيّ، ومشرِّف بن المرجّى، وأبو علي الحسن بن أحمد
الحداد، وآخرون.
63- منصور بن محمد بن عبد اللَّه [5] .
أبو الفتح الْأصبهانيّ، ويُعرف بابن المُقدّر.
سكن بغداد، وحدّث بها عن: أبي بكر عبد اللَّه بن محمد القبّاب.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الشحام) في:
المنتخب من السياق 46 رقم 76.
[2] في الأصل بياض مقدار سطر، والمثبت بين الحاصرتين عن (المنتخب من
السياق) . وفيه:
«فاضل، مشهور، ثقة، من الزّهّاد والعبّاد، كثير القراءة للقرآن، حسن
الصلاة، ممّن يتبرّك بدعائه، كان يختم القرآن في ركعة أو ركعتين أيام
الجمع ويداوم على ذلك. عزيز الحديث» .
[3] انظر عن (محمد بن مهران) في:
مختصر تاريخ دمشق 23/ 274 رقم 297.
[4] الخويّيّ: بضم الخاء المنقوطة وفتح الواو وتشديد الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى خويّ وهي إحدى بلاد آذربيجان.
(الأنساب 5/ 213) ويرد في بعض المصادر: «الخويّيّ» بياءين مشدّدتين
الأولى هي التي في المنسوب إليه، وهو كما نصّوا عليه «خويّ» بضم ففتح
فتشديد. (الإكمال 2/ 228 بالحاشية) .
[5] انظر عن (منصور بن محمد) في:
تاريخ بغداد 13/ 86 رقم 7070.
(30/73)
قال الخطيب: كان داعية إلى الاعتدال يستهزئ
بالَآثار. ثنا من لفظه فذكر حديثًا.
64- ماجة بن عليّ بن أَحْمَد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ.
سمع: عليّ بن أَحْمَد بن صالح، والدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين.
65- مهديّ بن أَحْمَد بن محمد بن شبيب.
الفقيه أبو الوفاء القانتيّ، نزيل أصبهان.
سمع بنيسابور: عبد اللَّه بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السُّلَميّ.
وببغداد: هبة اللَّه بن سلامة.
روى عنه: أبو الفتح الحدّاد، وأبو عليّ الحدّاد، وأبو طاهر عبد الواحد
الوشيح الذّهبي.
وكان أشعريًّا واعظًا، صنّف تفسيرًا.
وتُوُفّي في ذي الحجّة بأصبهان.
- حرف الياء-
66- يونس بن أَحْمَد بن يونس بن عَيْشُون [1] .
أبو سهل الجذاميّ ابن الحرّاني القُرْطُبيّ اللُّغَويّ.
أخذ عن: عمر بن أبي الحُباب، وابن سيّد.
وكان بصيرًا باللسان، حافظًا للُّغة والعَرُوض، قيّمًا بالَأشعار، مليح
الخطّ متقنًا. أقرأ النَّاس مُدّةً. وكان عظيم اللّحية جدًّا.
روى عنه: أبو مروان بن سرّاج، وأبو مروان الطّبنيّ.
توفّي في ذي الحجّة عن تسع وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (يونس بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 686 رقم 1513.
(30/74)
سنة ثلاث وأربعين
وأربعمائة
- حرف الألف-
67- أَحْمَد بن عثمان [1] .
أبو نصْر الجلّاب.
سمع: محمد بن إسماعيل الورّاق، وابن أخي ميمي.
وعنه: الخطيب، وقال: ثقة صالح.
مات في المحرّم، وقد نيَّف على الثمانين.
68- أَحْمَد بن عليّ بن أحمد [2] .
أبو الحسين البغداديّ المؤدّب.
أخو أبي طاهر ابن الأنباري الفارض.
سمع: أبا بكر الورّاق.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
69- أحمد بن عليّ بن محمّد بن سَلَمَة.
أبو العبّاس الفهميّ الأنماطيّ.
تُوُفّي بمصر في شعبان.
سمع قطعةً من «الموطأ» على عتيق بن موسى، عن أبي الرَّقْراق، عن يحيى
بن بُكَيْر.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 301 رقم 208.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 324 رقم 2134.
(30/75)
وسمع منه جماعة أجزاء.
70- أَحْمَد بن قاسم بن محمد [1] .
أبو جعفر التُجَيْبيّ الطُّلَيْطليّ. ويُعرف بابن ارفع رأسه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعبد اللَّه بن دُنيْن.
وكان من كبار الفقهاء، شاعر شُرُوطيّ، وكان بصيرًا بالحديث وعِللِه، له
حلقة اشتغال.
تُوُفّي يوم عاشوراء.
قال ابن مظاهر: سمعت النّاس يقولون يوم وفاته: اليوم مات العِلمْ.
71- إسماعيل بن صاعد [2] .
أبو الحسن القاضي.
تُوُفّي بنيسابور في شهر رجب.
ذكره الفارسيّ، فقال: إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد قاضي القضاة أبو
الحسن ابن عماد الْإِسلام أبي العلاء أكبر أولاد أبيه سنًا وأوسطهم
حشمةً وجاهًا.
ولي قضاء الرّيّ، ثم قضاء نَيْسابور ونواحيها، وكان من الرجال
الدُّهاة.
ولم يشتهر بشيءٍ من العلوم، إِلَّا أنّه كان دقيق النّظر كيّس الطّبْع،
عارفًا برسوم القضاء وتربية الحشمة. كان قصير اليد عن الأموال، نقيّ
الجانب.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وسمّعه أبوه في سنة ثلاثٍ وثمانين،
وبعدها.
وحدَّث عن: أبي الحسين الخفّاف، والمخلَّديّ، وظفر بن محمد السيد.
وحجّ سنة اثنتين وأربعمائة فسمع من: أبي أَحْمَد الفَرَضيّ وغيره. وعقد
__________
[1] انظر عن (أحمد بن قاسم) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53 رقم 111
[2] انظر عن (إسماعيل بن صاعد) في:
المنتخب من السياق 136 رقم 308.
(30/76)
للإملاء بعد الثّلاثين وأربعمائة، وبُعِث
رسولًا في أيّام طُغْرُلْبَك إلى فارس.
وتُوُفيّ بأيذَج، ونُقِل تابوته إلى نَيْسابور. أنا عنه الوالد، ومسعود
بن ناصر، وجماعة.
- حرف الباء-
72- بركة بن مقلّد [1] .
زعيم الدّولة أبو كامل العُقَيْليّ.
كان قد غلب على مملكة الموصل، وغيرها. وقهر أخاه قِرْواشًا. وعاث وأفسد
وعسَفَ، وانحدر في هذا العام إلى تكريت ليستولي على العراق أو ينهب
البلاد، فانتقض عليه جُرْحُهُ الّذي أصابه من الغُزّ فمات، فاجتمع جيشه
العربُ على تأمير علَم الدّين قريش بن بدران بن مقلّد، فعاد إلى
الموصل، وبعث إلى عمّه قِرْواش وهو محبوس يُعرّفه بوفاة بركة. ثمّ
تقرّر الأمر لقُريش، ودانت له تلك النّاحية، وردّ عمه إلى الحبْس لكونه
نازعًا.
- حرف الحاء-
73- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد [2] .
أبو عليّ الشاموخيّ المقرئ بالبصرة.
له جُزء معروف.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن العبّاس صاحب أبي خليفة، ونحوه.
روى عنه: محمد بن الحسن بن باكير الفارسيّ.
74- الحسين بن الحسن بن يعقوب بن الحسين بن بيان [3] .
أبو عبد اللَّه الواسطيّ، الدّبّاس المعروف بجريرة [4] .
__________
[1] انظر عن (بركة بن مقلّد) في:
المنتظم 8/ 151 رقم 218 (15/ 332 رقم 3302) .
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في:
العبر 3/ 202، وشذرات الذهب 3/ 270، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 484 رقم
342.
[3] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 441 هـ. برقم (9) .
[4] في الترجمة الأولى «جديرة» بالدال المهملة والراء.
(30/77)
تُوُفّي في صفر.
- حرف الخاء-
75- خلف [1] .
أبو القاسم البَلَنْسيّ، مولى يوسف بن بُهْلُول.
كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك. له مُختصر في «المُدوَّنة» جمع فيه
أقوال أصحاب مالك. وهو كثير الفائدة.
روى عن: أبي بكر عمر بن المكويّ، وابن العطّار.
وأخذ عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان مُقدَّمًا في علم الوثائق، وكان يعرف بالبربليّ [2] . وكان أبو
الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيهًا من ليلته
فعليه بكتاب البربليّ [2] .
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف العين-
76- عبد اللَّه بن الحسين بن عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عبْدان [3]
.
الَأزديّ الدِّمشقيّ الصفّار، المقرئ.
سمع: عبد الوهّاب الكلابيّ، وغيره.
روى عنه: ابن بنته أبو طاهر محمد بن الحسين الحنَّائيّ، وجماعة [4] 77-
عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن حسن [5] .
__________
[1] انظر عن (خلف البلنسي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 169 رقم 383، والديباج المذهب 113، 114، ومعجم
المؤلّفين 4/ 104.
[2] في الأصل: «اليربلي» . وفي «الصلة» : «البربل» .
[3] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم للكتاني (مخطوطة الظاهرية) ورقة 140،
وتاريخ دمشق (تراجم:
عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 186، 187 رقم 249.
[4] ولد سنة 362 هـ. وقال الكتّاني: وكان ثقة مأمونا، (تاريخ مولد
العلماء) .
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
(30/78)
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ الشّافعيّ.
حدّث بمصر عن: عبد الوهّاب الكلابيّ.
روى عنه: عبد المحسن البغداديّ.
وأثنى عليه أبو إسحاق الحبّال.
78- عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي عليّ أَحْمَد بن عبد الرحمن [1]
.
أبو القاسم الهمدانيّ الذّكوانيّ الْأصبهانيّ المعدّل.
من بيت حشمة ورواية، وعلم.
وروى عن: أبي الشّيخ بن حيّان، وأبي بكر عبد الله بن محمد القبّاب،
وجماعة.
وروى بالإجازة عن أبي القاسم الطَّبرانيّ، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا
عَنِ الطَّبَرانيّ.
وقد أملى عدّة مجالس. وحدَّث في هذا العام. ولا أعلم متى توفّي.
روى عنه: هادي بن الحسن العَلَويّ، وجعفر بن عبد الواحد بن محمد
الثّقفيّ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وبُنْدار بن محمد الخلقانيّ،
وأبو سعْد المطرّز، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
وتوفّي في عَشْر السبعين سنة ثلاث.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: تكلّموا فيه، أَلْحَقَ في [بعض] [2] سماعه،
وسماعه [كثير] [2] بخطّ أبيه.
وقال يحيى أيضًا: مات في ربيع الآخر.
79- عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عبد الأعلى [3]
__________
[ () ] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 276 رقم 195.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي بكر) في:
الإعلام بوفيات الأعلام 183، وسير أعلام النبلاء 17/ 608، 609 رقم 408.
[2] إضافة من: سير أعلام النبلاء 17/ 609.
[3] انظر عن عبيد الله بن أحمد) في: -
(30/79)
أبو القاسم ابن الرَّقّيّ المعروف بابن
الحرَّانيّ.
حدّث عن: نصر بن أَحْمَد المُرَجَّى، وأبي نصر الملاحميّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
ووثقه الخطيب، وقال [1] : مات بالرحبة، وكان قد سكنها. وقد تفقه على
أبي حامد الإسفرائيني.
80- عبد الرّزّاق بن القاضي أبي بكر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
أحمد بْن جعفر.
أبو منصور اليرذيّ، ثمّ الأصبهانيّ الخطيب.
روى عن: أبي الشّيخ، وجماعة.
وعنه: أبو سعد المطرز.
قال أبو موسى المديني: توفي في سنة ثلاث وأربعين.
81- عبيد الله بن محمد بن قزعة النجار [2] .
أبو القاسم بن الدلو.
سمع: أبا عبد الله بن عبيد الدّقّاق العسكريّ.
وحدّث وتوفّي في رمضان.
قال الخطيب: صدوق.
82- عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ [3] .
أبو القاسم أمين القضاة.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 10/ 387 رقم 5564، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
15/ 301 رقم 300.
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 286.
[1] في تاريخه، وقال: كتبت عنه ببغداد في سنة ست وعشرين وأربعمائة ...
وكان دخولي بغداد في سنة ست وثمانين.
[2] انظر عن (عبيد الله بن محمد النجار) في:
تاريخ بغداد 10/ 386 رقم 5562، وفيه «قرعة» بالراء المهملة، والمنتظم
8/ 152 رقم 210، (15/ 332 رقم 3304) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن محمد بن لؤلؤ) في:
تاريخ بغداد 10/ 386 رقم 5563، والمنتظم 8/ 151 رقم 209، (15/ 332 رقم
3303) ،
(30/80)
ولد سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.
وروى عن: القطيعي وأبي محمد بن ماسي [1] .
83- عليّ بن شجاع [2] .
أبو الحسن المصقلي الْأصبهاني، الصُّوفيّ.
رحل إلى العراق، وإلى فارس وخُراسان. وسمع، ثمّ سمّع ولديه من الحافظ
ابن مَنْدَهْ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وكان من أفاضل أهل أصبهان [3] .
حدّث عن: الدّار الدَّارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبي بكر بن جِشْنِش.
وهو شيبانيّ صريح النّسَب. سمع أبو طاهر السِّلفيّ من جماعةٍ من
أصحابه.
84- عليّ بن محمد بن إبراهيم.
أبو القاسم الْأصبهانيّ القطّان الدّلّال.
سمع: عبد الرحمن بن طلحة الطلحيّ بعد الثّمانين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو علي الحدّاد.
85- عليّ بن محمد بن زيدان.
كان فاضلًا صالحًا ورعًا.
روى عن: قاضي الكوفة أبي القاسم بن أبي عابد.
روى عنه: أُبيّ النَّرْسِيّ.
86- عليّ بن محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن عيسى [4] .
__________
[1] قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة.
[2] انظر عن (علي بن شجاع) في:
المنتخب من السياق 380 قم 1273، والعبر 3/ 202.
[3] المنتخب من السياق 380.
[4] انظر عن (علي بن محمد الفارسيّ) في:
المعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1417، والإعلام بوفيات الأعلام 183،
184، وسير-
(30/81)
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ المصري. مُسنَد
وقته بمصر.
سمع الكثير من: أبي أَحْمَد بن النّاصح، والقاضي الذُّهليّ، وابن
حَيَّوَيْهِ النَّيْسَابوريّ، والحسن بن رشيق، وعليّ بن عبد اللَّه بن
العبّاس البغداديّ، وغيرهم.
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المدينيّ،
وأبو عبد اللَّه الرّازيّ وقال: سمعتُ عليه ستّين جُزءًا أو أزيد.
تُوُفّي في شوّال.
- حرف الميم-
87- محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر.
القاضي أبو جعفر العَلَويّ الحُسينيّ النّقيب بواسط.
تُوُفّي في شوَّال.
حدّث عن الحافظ أبي محمد بن السّقّاء.
88- محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عُبَيْد بن سعدان [1] .
أبو عبد اللَّه الْجُذَاميّ الزِّنْبَاعيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
كان أسنَد من بقي بدمشق.
سمع: جمح بن القاسم، والحسن بن منير، وأبا عمر بن فَضَالة، ومحمد بن
سليمان الرَّبَعيّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، ويوسف بن القاسم
المَيَانِجِيّ، وغيرهم.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، والفقيه نصر المقدسيّ،
وسهل الْإِسْفَرائينيّ، ونجا العطّار، وأبو طاهر محمد بن الحسين
الحنّائيّ،
__________
[ (-) ] أعلام النبلاء 17/ 613، 614 رقم 410، ومرآة الجنان 3/ 61 وفيه
«علي بن أحمد» ، وحسن المحاضرة 1/ 374.
[1] انظر عن (محمد بن عبد السلام) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 19 رقم 29، والمعين في طبقات
المحدّثين 128 رقم 1418، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام
النبلاء 17/ 635، 636 رقم 429، والعبر 3/ 202، 203، وشذرات الذهب 3/
270.
(30/82)
وعليّ بن الموازينيّ وهو آخر من حدّث عنه.
قال الكتّانيّ: توفّي يوم عرفة، وعنده ستّة أجزاء أو نحوها [1] .
قلت: وأخطأ من قال إن عبد الكريم بن حمزة سمع منه.
89- محمد بن عليّ بن عَمْرَوُيَهْ [2] .
أبو سعد الوكيل النَّيْسَابُوريّ.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وغيرهما.
وحدث.
90- محمد بن علي بن محمد بن صخر [3] .
أبو الحسن القاضي الأزدي البصري الضرير.
كان كبير القدر، عالي الْإِسناد. حدّث بمصر والحجاز، وانتقى عليه
الحافظ أبو نصر السِّجْزي. وأملى [4] عدّة مجالس وقع لنا منها خمسة.
روى عن: أبي بكر أَحْمَد بن جعفر السَّقْطي، وفهد بن إبراهيم بن فهد
السَّاجيّ، ويوسف بن يعقوب النَّجِيرميّ، وأبي العبّاس أَحْمَد بن عبد
الرحمن الخاركيّ، وأبي محمد الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن بْن عمرو
الحافظ ابن غلام الزُّهريّ، وأبي أَحْمَد محمد بن محمد بن مكِّي
الْجُرْجانيّ، وعمر بن محمد بن سيف، وأحمد بن محمد بن أبي غسَّان
الدَّقيقيّ، وطائفة سواهم.
روى عنه: جعفر بن يحيى الحكّاك، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الوهّاب
القَرَويّ، وأبو خَلَف عبد الرّحيم بن محمد الآمليّ الصّوفيّ، والمطهّر
بن
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 23/ 19.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن عمرويه) في:
المنتخب من السياق 48 رقم 82.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في:
العبر 3/ 203، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1419، والإعلام
بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 638، 639 رقم 432، والوافي
بالوفيات 4/ 129، 130، وشذرات الذهب 3/ 271.
[4] في الأصل: «وأملا» .
(30/83)
علي المَيْبُذيّ [1] ، والقاضي أبو زيد عبد
الرحمن بن عيسى القُرْطُبيّ جدّ الطَّرْطُوشيِّ لَأُّمِهِ، وإسماعيل بن
الحسن العلوي، وأبو الوليد سليمان بن خلَفَ الباجيّ، وغيرهم.
قال أبو إسحاق الحبّال: تُوُفّي بزَبِيد في جُمادى الآخرة رحمه اللَّه.
قلتُ: وقد روى البيهقيّ في «الطّلاق» عن الحسن بن أَحْمَد
السَّمَرْقَنْديّ قال: كتب إلينا ابن صخر من مكّة. فذكر حديثًا.
91- محمد بن محمد بن خلف [2] .
أبو الحسن البصرويّ الشّاعر.
مدج الأكابر. وبُصرى الّذي هو منها قرية دون عُكْبرا [3] .
92- مُسافر بن الطَّيِّب بن عبَّاد [4] .
الزاهد المقرئ أبو القاسم، صاحب قراءة يعقوب.
__________
[1] الميبذيّ: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وضم
الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى ميبذ
وهي بلدة بنواحي أصبهان من كور إصطخر فارس قريبة من يزد. (الأنساب 11/
557) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن خلف في:
تاريخ بغداد 3/ 231، والمنتظم 8/ 152 رقم 211، (15/ 332، 333 رقم 3305)
، وفيه:
«محمد بن محمد بن أحمد» ، والكامل في التاريخ 9/ 580، 581، والبداية
والنهاية 12/ 63.
[3] قال ابن الأثير: «وكان صاحب نادرة، قال له رجل: شربت البارحة ماء
كثيرا، فاحتجت إلى القيام كل ساعة كأنّي جدي، فقال له: لم تصغّر نفسك؟»
.
ومن شعره:
ترى الدنيا وزينتها، فتصبو ... وما يخلو من الشهوات قلب
فضول العيش أكثرها هموم ... وأكثر ما يضرّك ما تحبّ
فلا يغررك زخرف ما تراه، ... وعيش ليّن الأعطاف رطب
إذا ما بلغة جاءتك عفوا، ... فخذها، فالغنى مرعى وشرب
إذا اتّفق القليل وفيه سلم، ... فلا ترد الكثير وفيه حرب
الأبيات في: تاريخ بغداد 3/ 231، والمنتظم 8/ 152 (15/ 333) ، والكامل
في التاريخ 9/ 580، 581.
[4] انظر عن (مسافر بن الطيب) في:
تاريخ بغداد 13/ 231 رقم 7201، ومعرفة القراء الكبار 1/ 401 رقم 341،
وغاية النهاية 2/ 293، 294 رقم 3589.
(30/84)
شيخٌ مُعَمِّر، عارف بقراءة يعقوب
الحَضْرميّ.
قرأ بها على الْإِمام أَبِي الحسن عليَّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم
بن خُشنام المالكيّ بالبصرة.
وسمع الحديث من أبي إسحاق الهُجَيْميّ، لكنْ ضاع سماعه.
قال الخطيب: [1] كان شيخًا صالحًا. تُوُفّي في شوَّال. وقال لي أَحْمَد
بن خيرون: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة.
قلت: قرأ عليه أبو الفضل أَحْمَد بن خيْرون، وعَبْدُ السّيّد بن عتّاب،
وعليّ بن الجرّاح، وثابت بن بُنْدار، وأحمد بن عبد القادر يوسف.
93- مَسْعَدَة بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم
الْإِسماعيليّ [2] .
أبو الفضل الْجُرْجَانيّ.
سمع: أباه، وعمّه أبا نصر، وأحمد بن موسى الباغشيّ [3] ، ويوسف بن
إبراهيم السَّهْميّ [4] ، وأبا بكر الآبَنْدُونيّ [5] .
وأملى الكثير.
تُوُفيّ في شوّال [6] .
وهو والد الشّيخ أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة.
__________
[1] في تاريخ بغداد 13/ 231.
[2] انظر عن (مسعدة بن إسماعيل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 465 رقم 928 (وانظر صفحات: 148 و 452 و 465 و 506)
.
[3] الباغشي: بفتح الباء الموحّدة والغين المعجمة المفتوحة بينهما
الألف وفي آخرها الشين المعجمة هذه النسبة إلى باغش، وهي قرية من قرى
جرجان. منها أحمد بن موسى المذكور. (الأنساب 2/ 44) .
[4] كان سماعه منه في سنة 384 هـ.
[5] الابندوني: بفتح الألف الممدودة والباء الموحّدة وسكون النون وضم
الدال المهملة وفي آخرها النون- هذه النسبة إلى آبندون وهي قرية من قرى
جرجان. (الأنساب 1/ 91) .
[6] جاء في حاشية (تاريخ جرجان) ص 465: «في هامش الأصل ما لفظه: حاشية
ليست من الأصل: قال المؤتمن قال شيخنا يعني ابن مسعدة (راوي هذا الكتاب
عن مؤلّفه وابن صاحب الترجمة) كان (أبي) يقول عند الاحتضار: آمنت
باللَّه وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشرّه، رافعا بها صوته، ثم
قضى رحمه الله في شهر رمضان ليلة القدر سنة أربع وأربعين وأربعمائة» .
(30/85)
- حرف الهاء-
94- هبة اللَّه بن الحسين بن عليّ.
كمال الملك أبو المعالي، أخو الوزير عميد المُلْك محمد.
وَزَر لجلال الدّولة أبي طاهر بن أبي نصر بن بُوَيْه مرَّتين الأخيرة
سبع سنين.
ووزر لَأبي كالَيْجار ولولده. وفتح له ممالك وظلم وسفك وعسف وصَادَرَ.
هلك في المصاف بين أبي نصر، وأخيه أبي منصور.
وقد مدحه الشَّريف المُرتضى، فسُرَّ بذلك.
هلك في ربيع الآخر كهلًا.
(30/86)
سنة أربع وأربعين
وأربعمائة
- حرف الألف-
95- أَحْمَد بن عليّ بن الحسين [1] .
أبو غانم المَرْوَزِيّ الكُرَاعيّ [2] ، نسبة إلى بيع الأكارع.
كان مُسْنِد مَرْو في زمانه.
روى عن: أبي العبّاس عبد اللَّه بن الحسين النَضْريّ صاحب الحارث بن
أبي أُسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدّادي، وغيرهما.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن أَحْمَد الطَّبَسيّ، وأبو المُظَفَّر منصور
بن السَّمْعانيّ، وطائفة آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن عليّ
الكُراعيّ.
وروى عنه أيضًا أبو المحاسن الرُّويَانيّ.
وحديثه في بلد الرّيّ من أربعي البلدان.
96- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث [3] .
أبو نصر الكشّاني [4] السّمرقنديّ القاضي.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسين) في:
الأنساب 10/ 374، والعبر 3/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 607 رقم 406،
والإعلام بوفيات الأعلام 184، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم
1420، ومرآة الحنان 3/ 62، وشذرات الذهب 3/ 271.
[2] الكراعي: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه
النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس، (الأنساب 10/ 373، 374) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في:
الأنساب 10/ 432.
[4] الكشّاني: بضم الكاف، والشين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى الكشانيّة، وهي بلدة من بلاد السّغد، بنواحي سمرقند، على اثني عشر
فرسخا منها. (الأنساب 10/ 431) .
(30/87)
توفي في هذه السنة، أو بعدها بقليل.
وكان مُعمّرًا طاعنًا في السِّن، عاش مائة وعشرين سنة فيما بَلَغَنا.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
- حرف الحاء-
97- الْحَسَن بْن عليّ بْن محمد بْن عَلِيّ بن أَحْمَد بن وهب [1] .
التميميّ الواعظ أبو عليّ بن المُذْهِب [2] البغداديّ.
راوي المُسْنَد.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي، وأبا سعيد
الحُرْفيّ، وأبا الحسن بن لُؤلُؤ، وأبا بكر الورّاق، وأبا بكر بن
شاذان، وجماعة كثيرة.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعيّ «مُسْنَد أَحْمَد»
بأسره. وكان سماعه صحيحًا إِلَّا في أجزاءٍ منه فإنه أُلحِق اسمَه
فيها. وكان يروي كتاب «الزَّهْد» لَأحمد ولم يكن له به أصل، وإنّما
كانت النُّسخة بخطِّه.
وليس بمحلٍّ للحجّة.
حدَّث عن أبي سعيد الحُرْفيّ، وابن مالك، عن أبي شُعَيْب، ثنا
البابْلُتّي [4] ، ثنا الأوزاعيّ، ثنا هارون بن رياب قال: «من تبرّأ من
نسبٍ لدقّته أو ادّعاه فهو كفر» [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي المذهب) في:
تاريخ بغداد 7/ 390- 392 رقم 3927، والمنتظم 8/ 155، 156 رقم 212، (15/
336، 337 رقم 3306) ، والأنساب 11/ 217، والكامل في التاريخ 9/ 592،
واللباب 3/ 187، والعبر 3/ 205، ودول الإسلام 1/ 261، 262، والمعين في
طبقات المحدّثين 128 رقم 1421، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير
أعلام النبلاء 17/ 640- 643 رقم 434، وميزان الاعتدال 1/ 510- 512،
والوافي بالوفيات 12/ 121، 122، والبداية والنهاية 12/ 63، 64، ولسان
الميزان 2/ 236، والنجوم الزاهرة 5/ 53، وشذرات الذهب 3/ 271، وديوان
الإسلام 4/ 266، 267 رقم 2023، والأعلام 2/ 201.
[2] المذهب: بضم الميم (وقد وقع في المطبوع من «الأنساب 11/ 217» :
«بفتح الميم» وهو غلط) ، وسكون الذال المعجمة، وكسر الهاء، وفي آخرها
الباء الموحّدة.
[3] في تاريخه 7/ 390، 391.
[4] البابلتّيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الباء الثانية وضم
اللام وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها في الآخر مع التشديد. نسبة
إلى بابلت، موضع بالجزيرة. (الأنساب 2/ 14) .
[5] تاريخ بغداد 7/ 391.
(30/88)
قال الخطيب [1] : وجميع ما كان عنده عن ابن
مالك جزء وليس هذا فيه.
وكان كثيرًا يعرض عليّ أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين
ويسألني عنهم فأنسبهم له. فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالَأسماء،
فأنهاه فلا ينتهي.
وسألته عن مولده فقال: سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: أبو الحسين المبارك بن الطُّيوري، وأبو طالب عبد القادر
بن محمد اليوسفيّ. وابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أَحْمَد اليوسفيّ،
وأبو غالب عُبَيْد اللَّه بن عبد الملك الشَّهْرُزُوريّ، وأبو المعالي
أَحْمَد بن محمد بن عليّ ابن البُخاريّ الذي كان يُبَخِّر في الْجُمَع،
وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن وهو آخر من حدَّث في الدُّنيا عن
ابن المُّذهِب.
وقال أبو بكر بن نقطة: [2] قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا إِلَّا في
أجزاء. ولم يُنبّه الخطيب في أيّ مُسْندٍ هي، ولو فعل لَأتى بالفائدة.
وقد ذكرنا أنّ مُسْنَدَيْ فَضَالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في
كتاب ابن المُذَهِب، وكذلك أحاديث من «مُسْنَد جابر» لم توجد في نسخته،
رواها الحرَّانيّ عن القطيعيَّ، ولو كان يُلْحِق اسمه كما زعم لَألحق
ما ذكرناه أيضًا. والعجب من الخطيب يُردّ قوله بِفِعْلِهِ، وهو أنّه
قال: روي «الزُّهْد» من غير أصل، وليس بمحلّ للحجّة، ثمّ روى عنه من
«الزُّهد» في مصنفاته [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا
السِّلفيّ: سألتُ شجاعًا الذُّهَليّ، عن ابن المُّذْهِب فقال: كان
شيخًا عسرًا في الرّواية، وسمع حديثًا كثيرًا، ولم يكُن ممّن يُعتمد
عليه في الرّواية، كأنّه خلط شيئًا من سماعه [4] .
قال لنا السِّلَفيّ: كان مع عُسْره متكلِّمًا فيه، لَأنَّهُ حدَّث
بكتاب «الزّهد» لأحمد بعد ما عُدِمَ أصله، من غير أصل، فتُكُلِّم فيه
لذلك.
__________
[1] في تاريخه.
[2] في «الاستدارك» ،
[3] ميزان الاعتدال 1/ 511، سير أعلام النبلاء 17/ 642، لسان الميزان
2/ 236، 237.
[4] ميزان الاعتدال 1/ 511، سير أعلام النبلاء 17/ 642، 643.
(30/89)
وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: تُوُفّي
ابن المذهب ليلة الجمعة، ودفن يوم الْجُمعة تاسع عشر شهر ربيع الآخر.
حدَّث عن ابن مالك «بمسند أَحْمَد» ، وعن ابن ماسي، وعن جماعة.
وحدّث أيضًا بزُهْد أَحْمَد.
سمعت منه الجميع، وسمع ابن أخي منه «زُهْد أَحْمَد» [1] .
98- الحسن بن عليِّ بن زيد بن الهَيْثَم.
أبو عليِّ الدِّهقان الصوفيّ.
تُوُفّي بالكوفة.
روى عن: أبي الطَّيّب بن النّحّاس.
روى عنه: أبو الغنائم النَّرسيّ.
99- الحسن بن عليِّ بن عَمْرو [2] أبو محمد المصحِّحِّ التّميميّ
الدِّمشقيّ النُّحْويّ.
سمع: عبد اللَّه بن محمد الحِنّائي، وابن أبي الحديد.
روى عنه: أبو القاسم النّسيب ووثَّقه، وأبو سعد السَّمّان [3] .
100- الحسين بن عليّ بن الدبَّاغ.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 643 وفيه زاد المؤلّف الذهبي- رحمه الله-:
«وقد مرّ في ترجمة ابن غيلان أنّ الرشيديّ استجاز أبا علي مسند الإمام
أحمد، فأبى أن يكتب له الإجازة إلّا بعشرين دينارا- سامحه الله-. وأما
قول ابن نقطة: ولو كان ممن يلحق اسمه: لا شيء، فإنّ إلحاق اسمه من باب
نقل ما في بيته إلى النسخة، لا من قبيل الكذب في ادّعاء السماع، وفي
ذلك نزاع، وما الرجل بمتّهم» .
وقال في «ميزان الاعتدال» 1/ 512: «الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس
بالمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثم وقع في «المسند» أشياء غير محكمة
المتن ولا الإسناد، والله أعلم» .
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن عمرو) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 50 رقم 8 وفيه: «الحسن بن علي بن عمر»
، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 232، 233 وفيه: «الحسن بن عمر ويقال: ابن علي
بن عمّار» .
[3] وقال ابن عساكر: «كانت له عناية بالحديث: وسئل عنه علي بن إبراهيم
فقال: ما علمت إلّا خيرا ما علمت إلّا أنه ثقة» . توفي المترجم سنة
أربع وأربعين وأربعمائة، وقيل سنة ثلاث وأربعين» .
(30/90)
أبو عبد اللَّه الطائيِّ الكوفيّ الخزّاز.
روى عن: أبي هشام التيْمُليّ.
روى عنه: النَّرسيّ.
101- حمزة بن عليّ الزُّبَيْرِيّ المصريّ.
تُوُفّي في رمضان. قاله الحبّال.
- حرف الرَّاء-
102- رشأ بن نظيف بن ما شاء اللَّه [1] .
أبو الحسن الدِّمشقيِّ المقرئ.
قرأ بحرف ابن عامر على أبي الحسن بن داود الدَّارانيّ.
وقرأ بمصر والعراق بالرِّوايات.
قرأ عليه جماعة آخرهم موتًا أبو الوحش.
وسمع الحديث من عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن محمد بن سرام، وأبي
مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الفتح بن سيخت، والحسن بن إسماعيل
الضّرّاب، وطلحة بن أُسد، وأبي عمر بن مهديّ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: رفيقه أبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعليّ بن
الحسين بن صصرى، وسهل بن بِشر، وأحمد بن عبد الملك المؤذِّن، وأبو
القاسم عليِّ بْن إِبْرَاهِيم النسيّب، وأبو الوحش سبيع.
ووُلِد في حدود سنة سبعين وثلاثمائة.
وله دارٌ موقوفة على القُرَّاء بباب النّاطفانّيين [2] .
__________
[1] انظر عن (رشأ بن نظيف) في:
تبيين كذب المفتري 260، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 324 رقم 170،
والإعلام بوفيات الأعلام 184، والعبر 3/ 206، ومعرفة القراء الكبار 1/
401، 402 رقم 342، وغاية النهاية 1/ 284 رقم 1271، وشذرات الذهب 3/
271، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 324، 325.
[2] قال الشيخ عبد القادر بدران في تهذيبه لتاريخ دمشق 5/ 325: «هو
صاحب دار القرآن الرشائية التي كانت بدمشق شمالي الخانقاه السميساطية
بباب الناظفيين، وهو باب الجامع الأموي الشمالي أنشأها في حدود
الأربعمائة، وكانت وفاته سنة أربعمائة وأربع وأربعين. قال الشيخ عبد
الباسط-
(30/91)
قال الكتّانيّ: تُوُفّي في المحرّم، وكان
ثقةً مأمونًا، انتهت إليه الرِّئاسة في قراءة ابن عامر [1] .
- حرف الزَّاي-
103- زيد بن أَحْمَد بن الصَّيْقَل النَّسّاج.
سمع: أبا خازم الوشَّاء، وأبا طالب بن الصبَّاغ.
وعنه: أبي النُّرْسِيّ.
- حرف السين-
104- سعيد بن محمد بن البغونش الطّليطليّ.
الطّبيب.
أخذ الطّبّ عن: سليمان بن جُلْجُل، ومحمد بن عَبْدُون.
وأخذ الهندسة والعدد عن: مسلمه بن أَحْمَد بقُرْطُبَة.
واتّصل بأمير طُلَيِطُلَة الظافر إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن ذي
النَّون وحظي عنده، ثم لزِم بيته وأقبل على تلاوة القرآن.
وله تصانيف.
تُوُفّي في رجب، وله خمسٌ وسبعون سنة.
105- سوار بن محمد بن عبد اللَّه بن مطرِّف بن سوار بن دحون.
أبو القاسم القُرْطُبيّ.
كان من أهل العِلم والذَّكاء، حافظًا للمسائل، عارفًا بعقد الشّروط،
حافظا لأخبار قرطبة وسير ملوكها.
__________
[ (-) ] العلموي في «مختصر الدارس» : والظاهر أنها الأخنائية التي
عمّرها تاج الدين الأخنائي الشافعيّ، ودفن بها سنة اثنتي عشرة
وثمانمائة. قلت: الظاهر أن باب السلسلة المعروف بالناظفيين منسوب إلى
نظيف المذكور، والظاهر أن ما شاء الله هو الفلكي صاحب الأحكام» .
وانظر: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال للشيخ بدران- ص 16، 17، والدارس
في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 9، 10 رقم 4.
[1] مختصر تاريخ دمشق 8/ 324.
(30/92)
وكان حليمًا وقورًا فصيحًا بليغًا
متودّدًا.
عاش خمسًا وسبعين سنة، وتوفّي في جُمَادى الآخرة.
106- سيف بن محمد العلويّ.
أبو القاسم.
قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن عبد اللَّه العُطّارَديّ
النجَّار، وكان صحيح السَّمَاع.
- حرف العين-
107- عبد الله بن محمد بن مكِّيّ [1] .
أبو محمد بن ماردة المقرئ السوّاق.
قرأ برواية أبي عمرو عليّ بن الفرج الشّنُبوذي.
وسمع من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وعليّ بن كَيْسان.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، ديِّنًا.
مات في ذي القعدة.
قلت: روى عنه أبو منصور بْن أَحْمَد بْن ... [3] .
108- عَبْد اللَّه بْن محمد الْجَدَليّ [4] .
أبو محمد بن الزَّفت الأندلسيِّ، خطيب المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي الحسن القابِسي، وأحمد بن فراس المكِّيّ.
توفّي في جمادى الأولى.
109- عبد الرَّشيد بن الملك محمود بن سبكتكين [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن مكي) في:
تاريخ بغداد 10/ 143 رقم 5288، والمنتظم 8/ 156 رقم 213، (15/ 337، 338
رقم 3307) .
[2] في تاريخه.
[3] بياض في الأصل.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد الجدلي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 274، 275 رقم 603.
[5] انظر عن (عبد الرشيد بن محمود) في:
(30/93)
صاحب غزنة، تملّك بعد موت ابن أخيه نحو
ثلاثة أعوام.
وكان مقدّم جيشه طُغْرُل أحد الأبطال فجهَّزه، فافتتح فتوحًا، وحدَّث
نفسه بالمُلك، وأطاعه الجيش وجاء بهم. فأحسَّ عبد الرَّشيد بالغدر،
فالتجأ إلى قلعة وتحصَّن، فعمل عليه نُوّاب القلعة، وأسلموه إلى
طُغْرُل، فقتله وتملَّك في هذا العام. ثم قتله بعض الأمراء ولم
يُمْهِله اللَّه.
110- عبد العزيز عليِّ بن أَحْمَد بن الفضل بن شَكَر [1] .
أبو القاسم البغداديِّ الأزجيّ [2] الخيَّاط المفيد.
سمع الكثير من: ابن كَيْسان، وأبي عبد اللَّه العسكريّ، وأبي سعيد
الحُرْفيّ [3] ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورّاق، ومحمد بن
أَحْمَد المفيد، فمن بعدهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقا كثير الكتاب.
ولد سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة، وتُوُفّي في شعبان. قلت: وله مصنَّف في
الصفات.
روى عنه: القاضي أبو يعلي الحنبليّ، وعبد اللَّه بن سبعون القيروانيّ،
والحسين بن الألمعيِّ الكاشْغَريّ [5] ، وحمد بن إسماعيل الهمذاني.
111- عبد الكريم بن إبراهيم [6] .
__________
[ () ] الكامل في التاريخ 9/ 582- 584، والمختصر في أخبار البشر 2/
171، 172، وتاريخ ابن الوردي 1/ 353، ومآثر الإنافة 1/ 349.
[1] انظر عن (عبد العزيز بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 468، والأنساب 1/ 197، واللباب 1/ 46، والعبر 3/ 206،
وسير أعلام النبلاء 18/ 18، 19 رقم 12، والإعلام بوفيات الأعلام 184،
وشذرات الذهب 3/ 271، ومعجم المؤلفين 5/ 253، وتاريخ التراث العربيّ 1/
482 رقم 338.
[2] الأزجي: بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة للبقّال
ببغداد ومن يبيع الأشياء التي تتعلّق بالبزور والبقّالين. (الأنساب) .
[3] وقد تحرّفت نسبته إلى «الحزفي» في (تاريخ بغداد 10/ 468) .
[4] في تاريخه 10/ 468.
[5] الكاشغريّ: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين وفي آخرها
الراء. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها: كاشغر. (الأنساب)
.
[6] انظر عن (عبد الكريم بن إبراهيم) في:
(30/94)
أبو منصور الْأصبهانيّ، ابن المطرِّز.
روى عن: أبي الحسن بن كَيْسان.
وعنه: الخطيب، وقال [1] : كان صدوقًا.
112- عبْد الوَهّاب بن أَحْمَد بن إبراهيم [2] .
المقرئ البغداديّ أبو محمد المعروف بابن بُكَيْر العطَّار.
سمع: السَّوسنِجْرديّ، وابن الصّلت المحبّر.
روى عنه: أبو طاهر بن سوار شيئًا من القراءات.
وورَّخه ابن خَيْرون [3] .
113- عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن مَعْمَر [4] .
أبو بكر التميميّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عُمَر بن المكْويّ، وعبّاس بن أصْبَغ.
وكان عالمًا بمذهب مالك، قائمًا بحُجَجِه حسن الاستنباط، بارعًا في
الأدب.
تُوُفّي رحمه اللَّه في المحرّم، وقد ناهز الثمانين.
114- عُبَيْد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن محمد بن عَلَّوَيْه [5] .
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 11/ 80 رقم 5759، والمنتظم 8/ 156 رقم 214، (15/
338) .
[1] في تاريخه 11/ 0..
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في:
ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار 15/ 313- 315 رقم 189.
[3] وهو ذكر أنه سمع الكثير من أبي الحسن ابن الصلت ومن بعده، وحدّث
باليسير. (ذيل تاريخ بغداد 15/ 315) .
[4] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 302 رقم 667.
[5] انظر عن (عبيد الله بن سعيد) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 397، 398، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني
164، والأنساب لابن السمعاني 12/ 217، 218، ومعجم البلدان 5/ 356،
واللباب 3/ 352، والعبر 3/ 206، 207، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 354،
والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1422، -
(30/95)
الحافظ أبو نصْر الوائليّ [1] البكريّ
السِّجْزيّ. نزيل مصر، ومُصنِّف كتاب «الْإِبانة الكبرى عن مذهب
السَّلف في القرآن» ، وهو كتاب طويل جليل في معناه يدلُّ على إمامة
المُصنِّف رحمه اللَّه.
وهو راوي الحديث المسلسل بالَأوَّليَّة.
روى عن: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس العَبْقَسِيّ، وأبي عبد الله محمد
بْن عَبْد الله الحاكم، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وحمزة المهلّبيّ،
وأحمد بن محمد بن موسى المُجْبِر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر
الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد اللَّه بن محمد الأسديِّ بن
الاكفانيِّ، وابن مهديِّ، وأبي العلاء عليِّ بن عبد الرَّحيم
السُّوسيّ، وأبي محمد بن محمد بن البيِّع سمعوا من المحامليِّ أربعتهم،
وأبي عبد الرحمن السُّلميِّ، وأبي محمد عبد الرّحمن بن عمر بن
النَّحّاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القصَّار، وعبد الصَّمد بن زُهير بن
أبي جرادة الحلبيِّ وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد بن الأعرابي.
ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعين، فسمع بنَيْسابور، وببغداد،
وبالبصرة، وواسط، ومكّة، وحلب، ومصر.
وقد سمع قبل أن يرحل بسِجِسْتان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمُّويْه،
أنا محمد بن أَحْمَد بن الغَوْث بِبُسْت: ثنا الهيثم بن سهل
التستُّريّ، ثنا حمَّاد بن زيد، فذكر حديثًا.
روى عنه: أبو إسحاق الحبَّال، وجعفر بن أَحْمَد السّرّاج، وسهل بن بشر
الْإِسْفرَائينيّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو معشر الطّبريّ،
__________
[ (-) ] والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 654- 657
رقم 445، ودول الإسلام 1/ 262، وتذكرة الحفاظ 3/ 1118- 1120، والجواهر
المضيّة 2/ 495، والعقد الثمين 5/ 307، 308، وتبصير المنتبه 2/ 727،
وتاج التراجم لابن قطلوبغا 29، وطبقات الحفاظ 429، والطبقات السنيّة،
رقم 1367، وكشف الظنون 1/ 2، وشذرات الذهب 3/ 271، 272، وهدية العارفين
1/ 648، وديوان الإسلام 3/ 90 رقم 1170، والرسالة المستطرفة 30، ومعجم
المؤلفين 6/ 239، ومعجم طبقات الحفاظ 124 رقم 970.
[1] الوائلي: بفتح الواو وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها
لام. هذه النسبة إلى عدّة من القبائل، (الأنساب 12/ 215) .
(30/96)
وإسماعيل بن الحسن العَلَويّ، وعبد الباقي
بمكَّة.
قال ابن طاهر في «المنثور» : سألت الحافظ أبا إسحاق الحبّال، عن أبي
نصر السِّجزيّ، وأبي عبد الله الصّوريّ أيهما أحفظ؟
فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين أو ستين مثل الصوري [1] .
وسمعت الحبال قال: كنت يومًا عند أبي نصر فدقّ الباب، فقمتُ ففتحت،
فرأيت امرأةً، فدَخَلَت وأخرجت كيسا فيه ألف دينار، فوضعتها بين يدي
الشّيخ وقالت: أنفِقْهَا كما ترى.
قال: ما المقصود؟
قالت: تزوَّجني ولا لي حاجة في الزَّوج، ولكنْ لَأخدمك.
فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجت من سِجِسْتان
بنّية طلب العلم، ومتى تزوّجت سقط عنِّي هذا الاسم، وما أُوثِرُ على
طلب العلم شيئًا [2] .
تُوُفّي رحمه اللَّه بمكّة في المحرَّم [3] .
115- عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر [4] .
__________
[1] الأنساب 357 أ، العبر 3/ 206، سير أعلام النبلاء 17/ 655، وانظر:
الفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 27، 28.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1119، سير أعلام النبلاء 17/ 655، 656.
[3] وذكر عبد العزيز النخشبي في «معجم شيوخه» فقال: أبو نصر الوائلي
كان من بكر بن وائل السجستاني العالم الحافظ، شيخ متقن ثقة ثبت من أهل
السّنّة. وكان أبوه فقيها على مذهب الكوفيّين وجماعة بسجستان، ورحل إلى
غزنة قبل الأربعمائة، ودخل نيسابور، ورحل إلى مكة حاجّا سنة أربع
وأربعمائة فسمع من أبي الحسن بن فراس بها، وأقام عليها، وسمع منه إلى
أن مات في صفر سنة خمس وأربعمائة، ودخل بغداد فسمع من جماعة ثم دخل
الشام ومصر، حسن المعرفة بالحديث، حسن السيرة. مات بعد الأربعين
وأربعمائة. (الأنساب 12/ 218) .
[4] انظر عن (عثمان بن سعيد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 305 رقم 752، والصلة لابن بشكوال 2/ 405- 407 رقم
876، وبغية الملتمس للضبيّ 411، 412، رقم 399، ومعجم البلدان 2/ 434،
ومعجم الأدباء 12/ 124- 128، والإستدراك لابن النقطة (مخطوط) 1/ ورقة
213 ب، وإنباه الرواة 2/ 341، 342، وصفة جزيرة الأندلس 76، والعبر 3/
207، ومعرفة القراء الكبار 1/ 325- 328، -
(30/97)
الْإِمام أبو عَمْرو الأُمَويّ، مولاهم
القُرْطُبيّ المُقرئ الحافظ، المعروف في وقته بابن الصَّيْرَفيّ، وفي
وقتنا بأبي عمرو الدّانيّ، صاحب التّصانيف.
قال: أخبرني أبي أنّي ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب
العلم في أوَّل سنة ستٍّ وثمانين، ورحلت إلى المشرق سنة سبعٍ وتسعين
ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجّهت إلى مصر، فدخلتها في شوَّال من
السَّنة، ومكثت بها سنةً، وحَجَجت.
قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت
إلى الثّغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سَرَقُسْطة سبعة أعوام، ثم رجعت
إلى قُرْطُبَة. وقدِمْتُ دانيةً [1] سنة سبع عشرة [2] .
قلت: واستوطنها حتّى تُوُفّي بها، ونُسِبَ إليها لطول سكناه بها.
وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز
بن جعفر بن خُوَاشتيّ [3] الفارسيّ ثم البغداديّ نزيل الأندلس، وعلى
__________
[ (-) ] وتذكرة الحفاظ 3/ 1120- 1121، ودول الإسلام 1/ 262، وسير أعلام
النبلاء 18/ 77- 83 رقم 36، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1423،
والإعلام بوفيات الأعلام 184، وتلخيص ابن مكتوم 166، 167، ومرآة الجنان
2/ 62، والوفيات لابن قنفذ 243، والديباج المذهب 2/ 84، 85، وغاية
النهاية 1/ 503- 505، رقم 2091، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 127،
وتبصير المنتبه 2/ 621، وطبقات المفسرين للسيوطي 159، وتاريخ الخلفاء
423، والنجوم الزاهرة 5/ 54، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 373- 376،
ومفتاح السعادة 2/ 47، 48، ونفح الطيب 2/ 135، 136، وكشف الظنون 1/
135، 355، 520، وشذرات الذهب 3/ 272، وديوان الإسلام 2/ 274، 275 رقم
927، وروضات الجنات 467، وهدية العارفين 1/ 653، والرسالة المستطرفة
139، وشجرة النور الزكية 1/ 115 رقم 315، والأعلام 4/ 206، ومعجم
المؤلفين 6/ 254، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 253، 254 رقم 326،
ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 830.
[1] دانية: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثنّاة من تحت مفتوحة.
مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقا، مرساها عجيب يسمّى
السّمّان، ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز، وكانت قاعدة
ملك أبي الجيش مجاهد العامري، وأهلها أقرأ أهل الأندلس لأن مجاهدا كان
يستجلب القرّاء ويفضل عليهم وينفق عليهم الأموال، فكانوا يقصدونه
ويقيمون عنده فكثروا في بلاده. (معجم البلدان 2/ 434) .
[2] الصلة 2/ 407، معجم الأدباء 12/ 125- 127، إنباه الرواة 2/ 342.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «معرفة القراء الكبار» : «خواست. وهي
كلمة فارسية. وفي-
(30/98)
جماعة بالَأندلس.
وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن الطّيّب بن غَلْبُون، وعلى
أبي الفتح فارس بن أحمد الضّرير.
وقرأ لورْش على أبي القاسم خَلَف بن إبراهيم بن خاقان المصريّ.
وسمع كتاب «السَّبعة» لابن مجاهد، على أبي مسلم محمد بن أَحْمَد بن
عليّ الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسيّ،
وعبد الرَّحمن بن عثمان القُشَيِريّ الزَّاهِد، وحاتم بن عبد اللَّه
البزَّاز، وأحمد بن فتح بن الرَّسَّان، ومحمد بن خليفة بن عبد
الجبَّار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزيّ لقاضي، وسَلَمَة بن سعيد
الْإِمام، وسَلَمُون بن داود القرويّ صاحب أبي عليّ بن الصّوّاف، وعبد
الرَّحمن بن عمر بن محمد بن النحّاس المعدّل، وعليّ بن محمد بن بشير
الرَّبَعيّ، وعبد الوهَّاب بن أَحْمَد بن منير المصريّ، ومحمد بن عبد
اللَّه بن عيسى المُرّيّ الأندلُسيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنِين،
والفقيه أبي الحسن عليّ بن محمد القابسيّ، وغيرهم.
قرأ عليه القراءات: أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذّوّاد [1] مفرِّج قنيّ
إقبال الدّولة، وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد، وأبو داود، وسليمان بن
أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن الدّوش [2] ،
وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل
الأندلس، لا سيّما أهل دانية.
قال بعض الشّيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يُضاهيه في حِفظِه
وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئًا قطّ إِلَّا كتبته، ولا كتبته إِلَّا
حفَظْتُه ولا حفِظُتْه فنسيته.
وكان يُسأل عن المسألة مِمّا يتعلّق بالَآثار وكلام السَّلف فيوردها
بجميع ما
__________
[ (-) ] الفارسية إذا وقعت الواو بين الخاء والألف فإنّها لا تلفظ،
وتضم الخاء، فتقول: خاستى.
(1/ 326) .
[1] في «تذكرة الحفاظ» : «الدؤاد» .
[2] في «سير أعلام النبلاء» 18/ 79 «الدّش» .
(30/99)
فيها مُسندةً من شيوخه إلى قائلها [1] .
قال ابن بَشْكُوال [2] : كان أحد الأئِمة في علم القرآن ورواياته
وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه. وجمع في ذلك كلّه تواليف حِسانًا
مفيدة يطول تعدادها.
وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخطّ، جيِّد
الضّبط، من أهل الحِفظ والذّكاء والتفنُّن في العلم. وكان ديّنًا
فاضلًا، ورِعًا، سُنّيًّا.
وقال المُغاميّ: كان أبو عمرو مُجاب الدّعوة، مالكيِّ المذهب [3] .
وذكره الحُمَيْدِي فقال [4] : محدّث مكثر ومقريء مُتَقدِّم. سمع
بالَأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألّف فيها تواليف معروفة،
ونظمها في أرجوزة مشهورة.
قلت: وما زال القُرَّاء مُعترفين ببراعة أبي عمرو الدَّانيّ وتحقيقه
وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرَّسم والتَّجويد والوجوه.
لهُ كتاب «جامع البيان في القراءات السّبع وطُرُقها المشهورة والغريبة»
، في ثلاثة أسفار، وكتاب «إيجاز البيان في أصول قراءة ورْش» ، في
مُجلَّد كبير، وكتاب «التلخيص في قراءة ورش» ، في مجلّد متوسّط، وكتاب
«التّيسير» ، وكتاب «المقنع» ، وكتاب «المحتوي في القراءات الشواذ» ،
في مُجلَّد كبير، وكتاب «الأرجوزة في أصول السُّنّة» ، نحو ثلاثة آلاف
بيت، وكتاب «معرفة القُرَّاء» ، في ثلاثة أسفار، وكتاب «الوقف
والابتداء» .
وبلغني أنَّ مصنّفاته مائةٌ وعشرون تصنيفًا.
ومن نظمه في «عُقُود السُّنّة» :
كلَّم موسى عبده تكليما ... ولم يزل مدبّرا حكيما
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 80.
[2] في «الصلة» 2/ 406.
[3] الصلة 2/ 406.
[4] في «جذوة المقتبس» 305.
(30/100)
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ ... وهُوَ فَوْقَ
عرشِهِ العظيمُ
والقولُ في كتابه المُفَصَّل ... بأنَّهُ كلامُهُ المُنُزَّل
على رسوله النّبيّ الصادق ... ليس بمخلوقٍ ولا بخالق
من قال فيه أنّه مخلوقُ ... أو مُحْدَثٌ فقولُهُ مُرُوقُ
والوقفُ فيه بدعةٌ مُضلة ... ومثل ذلك اللَّفظ عند الجلَّة
كلا الفَريقيّْن مِن الجهميَّة ... الواقفون فيه واللَّفْظيهْ
أَهْوِنْ بقَوْل جَهْمٍ [1] الخَسيسِ ... وواصِلٍ [2] وبِشْرِ المريسي
[3]
ثم ساق سائرها [4] .
وقد روى عنه أيضًا: الأستاذ أبو القاسم بن العربيّ، وأبو عليّ الحسين
بن محمد بن مبشّر المقرئ، وأبو القاسم خَلَف بن إبراهيم
الطُّلَيْطُليّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن فرج المَغَامِيّ، وأبو عبد
اللَّه محمد بن مُزَاحم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو
إسحاق إبراهيم بن عليّ نزيل الْإِسكندرية، وخلقٌ سواهم. حملوا عنه
تلاوةً وسماعًا.
وروى عنه بالْإِجازة: أَحْمَد بن محمد بن عبد اللَّه الخَوْلانيّ.
وآخر من روى عنه بالْإِجازة أبو العبّاس أحمد بن عبد الملك بن أبي
حَمْزَة المُرْسيّ والد القاضي أبي بكر محمد.
وتُوُفّي أبو عَمْرو بدانية يوم الْإِثنين نصف شوّال، ودُفِن يومئِذٍ
بعد العصر، ومشى السُّلطان أمامَ نَعْشِه. وكان الجمع في جنازته
عظيمًا.
وتُوُفّي أبو العبّاس بن أبي حمزة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
116- عليّ بن محمد بن صافي بن شُجاع [5] .
__________
[1] هو: جهم بن صفوان.
[2] هو: واصل بن عطاء.
[3] توفي سنة 218 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في: تاريخ الإسلام (حوادث
ووفيات 211- 220 هـ) ص 85- 88 رقم 55.
[4] انظر: معرفة القراء 1/ 409، وسير أعلام النبلاء 18/ 82، 83.
[5] انظر عن (علي بن محمد بن صافي) في:
(30/101)
أبو الحسن الدّمشقيّ.
عّرِف بابن أبي الهَوْل الرَّبَعيّ.
حدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد اللَّه بن بكر الطَّبرانيّ،
وأبي بكر بن أبي الحديد، وتمّام، وأبي الحسن بن جهضم، وطائفة كبيرة.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشرْ، وعليّ بن أَحْمَد
بن زهير، ومحمد بن الحسين الحنّائيّ.
قيل إنّه اتُّهِمَ في سماعه كتاب «هواتف الجانّ» .
تُوُفّي في ذي القعدة [1] .
117- عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن جعفر البغداديّ [2] .
ابن الجبّان.
سمع: أبا الحسين محمد بن المُظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرّم.
- حرف الفاء-
118- الفضل بن إسحاق بن إبراهيم.
أبو زيد الأزْديّ الهرويّ، الخطيب المفتيّ ناظر أوقاف هراة، وابن عمّ
قاضيها محمد بن الأزديّ.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حمُّوَيْه السَّرْخَسِي، وعبد
الرّحمن بن أبي شُرَيْح.
119- الفضل بن محمد بن عليّ [3] .
__________
[ (-) ] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 158 رقم 75، وميزان الاعتدال
3/ 155 رقم 5934، والمغني في الضعفاء 2/ 455 رقم 4336، ولسان الميزان
4/ 259 رقم 713.
[1] وقيل: توفي سنة ثلاث وأربعين وكان كذّابا.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 102 رقم 6537 وكنيته: أبو الحسن.
[3] انظر عن (الفضل بن محمد) في:
معجم الأدباء 16/ 218، ونزهة الألبّاء 424، 425، وبغية الوعاة 373،
وكشف الظنون 165، 1072، وهدية العارفين 1/ 819، ومعجم المؤلفين 8/ 71.
(30/102)
أبو القاسم القصبانيّ البصْريّ النّحويّ.
أحد أئِمة العربيّة.
وعنه أَخَذَ: أبو زكريّا يحيى بن عليّ التبريزيّ، وأبو محمد القاسم بن
عليّ الحريري.
وله كتاب «الصَّفوة في مُخَتار أشعار العرب» ، وهو كبير، وكتاب
«الأمالي» ، و «مقدّمة في النحو» .
ومن شعره:
في الناسِ منْ لَا يُرَتجَى نفعُه ... إِلَّا إذا مُسَّ بإضْرَارِ
كالعُود لَا مَطْمَع في ريِحِهِ ... إِلَّا إذا أحرق بالنّار [1]
- حرف القاف-
قراوش.
صاحب الموصِل.
ذُبِح في هذه السّنة، وقد مرَّ عام أَحَد [2] .
- حرف الميم-
120- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن أَحْمَد [3] .
أبو جعفر السّمنانيّ [4] قاضي الموصِل وشيخ الحنفيّة.
سكن بغداد، وحدّث عن: نصر بن أَحْمَد المَرْجيّ، والدَّارقُطْنيّ،
__________
[1] معجم الأدباء 16/ 218.
[2] برقم (23) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد السمناني) في:
تاريخ بغداد 1/ 355، والأنساب 7/ 149، وتبيين كذب المفتري 259،
والمنتظم 8/ 156 رقم 215 (15/ 338 رقم 3309) ، والكامل في التاريخ 9/
592، واللباب 2/ 141، وسير أعلام النبلاء 17/ 651، 652 رقم 441،
والوافي بالوفيات 2/ 65، ونكت الهميان 237، والبداية والنهاية 12/ 64،
والجواهر المضيّة 2/ 21، وتاج التراجم 45، والفوائد البهيّة 159، 160.
[4] السّمنانيّ: بكسر السين وفتح الميم، نسبة إلى سمنان، وهي قرية من
قرى نسا في العراق.
(الأنساب 7/ 149) وفي الأصل بسكون الميم.
(30/103)
وعليّ بن عمر الحربيّ، وجماعة غيرهم.
قال الخطيب [1] : كتبت عنه وكان صدوقًا فاضلًا حنفيا يعتقد مذهب
الأشعريّ، ولهُ تصانيف.
قلت: توفّي بالموصِل وله ثلاثٌ وثمانون سنة.
وقد ذكره ابن حزم فقال: أبو جعفر السِّمْناني المكفوف قاضي الموصِل هو
أكبر أصحاب الباقِلانيّ ومقدِّم الأشعرية في وقتنا قال: من سمَّى
اللَّه جسمًا من أجل أنّه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ
في النِّسبة فقط.
ثُمّ أخذ ابن حزم يُشنِّع على السِّمْنَانيّ ويسبّهُ لهذه المقالة
المبتدعة ولنحوها. فنعوذ باللَّه من البِدَع، فليت ابن حزم سكت رأسًا
برأسٍ فله أوابد في الأصول والفُروع [2] .
121- محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه [3] .
أبو عبد اللَّه بن أبي حَبّة الأُمَويّ، مولاهم القُرُطبِيّ.
روى عن: أبي عبد اللَّه من مفرّج، وعبّاس بن أَصْبَع، وابن أبي
الحُبَاب، وأبي محمد الأصيليّ.
وكان متفنّنا في العلوم ثاقب الذّهن حافظا للَأخبار.
تُوُفّي في آخر السَّنة وقد نيف على الثمانين.
122- محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سَبَنَك [4] .
أبو الحسين البَجَليّ البغداديّ المعدّل.
__________
[1] في تاريخه 1/ 355.
[2] في الهامش: ث. لم يعطف المؤلف على هذا السمناني إلا لقوله بالجسم
من وجه. ولم يقل ما قاله عن ابن حزم إلا أنه نفى الجسمية عن الله تعالى
من كل وجه.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 533 رقم 1164.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 2/ 55 رقم 453، والمنتظم 8/ 156، 157 رقم 217، (15/ 338
رقم 3310) .
(30/104)
روى عن: جدِّه عمر، وأبي عبد اللَّه
العسكري، وأبي سعيد الحرفيّ، والدّار الدّارقطنيّ.
وتُوُفّي في رمضان.
123- محمد بن عبد العزيز بن العبّاس بن المهديّ الهاشميّ العبّاسيّ [1]
.
أبو الفضل، خطيب الحربيّة.
سمع: أبا الحسين بن سمعون، والحسن بن محمد المخزوميّ، وأبا بكر بن أبي
موسى الهاشميّ، وجماعة.
قال الخطيب: [2] كتبت عنه، وكان صدوقًا خيّرًا فاضلًا معدّلًا.
تُوُفّي في المحرَّم. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: ولده أبو عليّ محمد بن محمد.
124- محمد بن أبي عَدِيّ بن الفضل.
أبو صالح السَّمَرْقَنْديّ، ثُمّ المصري.
روى عن: القاضي أبي الحسَن الحلبيّ، وأحمد بن محمد بن الأزهر
السّمناويّ.
روى عنه الرّازيّ في مشيخته.
125- محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن محمد بن داود [3] .
أبو نصر البغداديّ ابن الرّزّاز.
سمع: ابن حُبابَة، وأبا طاهر المخلّص.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
126- محمد بن محمد بن أخي سعاد الأسديّ الكوفيّ.
قال أبي النَّرْسيّ: ثنا عن أبي الطِّيب بن النّحّاس، وسماعه صحيح.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
تاريخ بغداد 2/ 354 رقم 862، والمنتظم 8/ 157 رقم 218، (15/ 339 رقم
3312) .
[2] في تاريخه 2/ 354.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 14 رقم 1101.
(30/105)
127- محمد بن محمد بن مغيث بن أَحْمَد بن
مغيث [1] .
أبو بكر الصدفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد اللَّه بن
أبي زَمَنين.
وكان من جِلّة الفقهاء وكبار العُلماء. مُقدَّمًا في الشُّورَى.
قال ابن مظاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر بن الفخَّار مرَّات يقول:
ليس بالَأندلُس أبصَر من محمد بن محمد بن مغيث بالَأحكام.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
128- المطهِّر بن محمد النَّهشِليّ.
كوفيّ وثَّقه أُبيّ النَّرسِيّ، وقال: حدّثنا عن أبي الطِّيب بن
النّحّاس.
129- مكِّي بن عمر.
أبو عبد اللَّه المُحتَسِب الهمذانيّ، العبد الصّالح.
روى عن: أَحْمَد بن جانجان، وأبي طاهر بن سَلَمَة، وأبي مسعود
البَجَليّ.
قال شِيرَوَيْه: لم أُدرِكه، وثنا عنه الميدانيّ. وكان صدوقًا مُكثِرًا
زاهدًا.
كان يقرأ على المشايخ رحمه اللَّه تعالى.
- حرف النون-
130- ناصر بن الحسين بن محمد بن عليّ القرشيّ العمريّ [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن مغيث) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 533 رقم 1165 وفيه: «محمد بن مغيث» .
[2] انظر عن (ناصر بن الحسين) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 112، والمنتخب من السياق 461 رقم 1570،
وطبقات الشافعية للنووي (مخطوط) ورقة 75، والعبر 3/ 208، والإعلام
بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 643، 644 رقم 435، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 350، 351، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 188،
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 242، 243 رقم 199، وطبقات الشافعية
لابن هداية الله 146، 147، وشذرات الذهب 3/ 272، وهدية العارفين 2/
487، 488، والأعلام 8/ 310.
(30/106)
أبو الفتح المَرْوَزيّ الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أبا العبّاس السَّرْخَسيّ بمرو، وأبا محمد المخلديّ، وأبا سعيد
ابن عبد الوهاب الرّازيّ بنْيَسابُور، وأبا محمد عبد الرّحمن بن أبي
شُريْح الأنصاريّ بهراة.
وتفقه بمرْو على: القفَّال، وبنيسابور على: أبي طاهر بن مَحْمِش، وأبي
الطيِّب الصُّعلُوكيّ، ودرس في حياتهما.
وتفقّه به خلقٌ مثل: أبي بكر البَيْهقيّ، وأبي إسحاق الجيليّ.
وتُوُفّي بنيسابور في ذي القعدة.
وكان عليه مدار الفتوى والمناظرة. وكان فقيرًا قانعًا باليسير،
متواضعًا خيِّرًا.
وقد تفقّه بمرو على القفَّال وغيره.
وكان من أفراد الأئِمة. وقد أملى مُدّة سنين [1] .
وروى عنه: مسعود بن ناصر السّجْزيّ، وأبو صالح المؤذِّن، وإسماعيل بن
عبد الغافر الفارسيّ، وطائفة.
__________
[1] وزاد عبد الغافر الفارسيّ: «من وجوه فقهاء أصحاب الشافعيّ بنيسابور
ومناظريهم والمنظورين منهم نسبا وفضلا وورعا وتواضعا وعفّة وظرفا
وخفّة» . (المنتخب من السياق 461) .
(30/107)
سنة خمس وأربعين
وأربعمائة
- حرف الألف-
131- أَحْمَد بن عليّ بن هاشم [1] .
أبو العبّاس المصريّ المقرئ المجوّد، المُلقّب بتاج الأئمة.
قرأ على: أبي حفص عمر بن عِرَاك، وأبي عديّ عبد العزيز بن عليّ بن محمد
بن إسحاق، وأبي الطيّب عبد المنعم بن غَلْبُون، وعليّ بن سليمان
الأنطاكيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن إسحاق الحلبيّ.
ثمّ رحل إلى العراق فقرأ بالروايات على أبي الحسن الحماميّ.
وتصدّر للإقراء بمصر.
قرأ عَلَيْهِ: أبو القاسم الهُذليّ، وغيره.
ودخل الأندلس في سنة عشرين وأربعمائة مجاهدًا فأتى سَرَقُسْطَة وأقام
بها دهرًا.
وكان رجُلًا ساكنًا عفيفًا، فيه بعض الغَفْلَة.
وذكره أبو عمر بن الحذّاء وقال: كان أحفظ من لقيتُ لاختلاف القُرّاء،
وأخبارهم. وانصرف إلى مصر واتّصل بنا موتُه.
قلت: وقال ابن بشكوال [2] : سمع منه: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو
عُمَر بْن الحذّاء، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 86، والعبر 3/ 208، ومعرفة القراء الكبار 1/ 405،
406 رقم 344، والوافي بالوفيات 7/ 217، 218، ومرآة الجنان 3/ 62، وفيه
«هشيم» بدل «هاشم» ، وغاية النهاية 1/ 89، 90 رقم 403، وحسن المحاضرة
1/ 493، وشذرات الذهب 3/ 272، 273.
[2] في الصلة 1/ 86.
(30/108)
قلت: وقد سمع من أبي الحسن الحلبيّ،
والميمون بن حمزة الحُسَيْنيّ، وأحمد بن عبد اللَّه بن زريق المخزوميّ،
وأبي محمد الضرّاب.
روى عنه: الرّازي.
وقال الحبّال: تُوُفّي في شوّال.
132- أَحْمَد بن عمر بن رَوْح [1] .
أبو الحسين النّهْروانيّ.
سمع: أبا حفص بن الزيّات، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والحسن بن جعفر
الخِرَقيّ، والدّار الدّارقطنيّ.
قال الخطيب [2] : كتبت عنه، وكان صدوقًا أديبًا حسن المذاكرة معتزليا.
توفّي في ربيع الآخر.
قلت: روى عنه: أبو منصور بن النَّقُّور، وجماعة.
133- أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل.
أبو عبد اللَّه العبّاسيّ، مولاهم.
قال ابن النَّرسِيّ: كان صالحًا صحيح السَّماع. سمعته يقول: وُلِدت في
ذي الحِجّة سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
مات في ربيع الأوَّل.
134- إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 4/ 296 رقم 2064، والمنتظم 8/ 158 رقم 219، (15/ 341 رقم
3313) ، والبداية والنهاية 12/ 64.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عمر) في:
تاريخ بغداد 6/ 139 رقم 3180، والمنتظم 8/ 158 رقم 220، (15/ 341، 342
رقم 3314) ، والكامل في التاريخ 9/ 596 وفيه: «إبراهيم بن محمد» ،
وطبقات الحنابلة 2/ 190، 191 رقم 660، والأنساب 2/ 168، واللباب 1/
142، والعبر 3/ 208، 209، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1424،
وسير أعلام النبلاء 17/ 605، 606 رقم 405، والإعلام بوفيات الأعلام
184، ودول الإسلام 1/ 262، والوافي بالوفيات 6/ 73، ومرآة الجنان 3/
62، والنجوم الزاهرة 5/ 55، وشذرات الذهب 3/ 273.
(30/109)
أبو إسحاق البرمكيّ البغداديّ، الفقيه
الحنبليّ.
كان أسلافه يسكنون محلَّةً تُعرَف بالبرامكة. وقيل: بل كانوا يسكنون
قريةً تُسمّى البرمكيّة [1] ، وإلّا فليس هو من ذريّة البرامكة.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسيّ، وعبد اللَّه بن
إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزْديّ، وابن بخيت
الدّقاق، وإسحاق بن سعْد النسويّ، وطائفة سواهم.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديّنًا فقيهًا على مذهب
أَحْمَد بن حنبل، وله حلقة للفتوى. وُلِد سنة إحدى وستين وثلاثمائة،
وتُوُفّي يوم التَّروِية.
قلت: وكان إمامًا في الفرائض، صالحًا زاهدًا. أجاز له أبو بكر عبد
العزيز غلام الخلّال.
وتفقّه على: أبي عبد اللَّه بن بُطَّة، وعلى: ابن حامد.
روى عنه: أبو غالب محمد بن عبد الواحد الشيبانيّ، وأبو منصور محمد بن
عليّ القزوينيّ الفرّاء، وعبد القادر بن محمد بن يوسف، وهبة اللَّه بن
أَحْمَد بن الطَّبر الحريري، وجماعة.
وآخر من حدَّث عنه: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري [3] .
135- إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز [4] .
أبو إسحاق الدّمشقيّ المقرئ القصّار.
كهل، سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيره.
روى عنه: عبد المنعم بن عليّ الكِلابيّ.
وكان ثقة [5] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 190.
[2] في تاريخه 6/ 139.
[3] وكانت له حلقة بجامع المنصور. (طبقات الحنابلة 2/ 191) .
[4] انظر عن (إبراهيم بن عمر) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 100، 101 رقم 113، وتهذيب تاريخ دمشق
2/ 246.
[5] عني بالحديث ووثّقه أبو بكر محمد الحدّاد.
(30/110)
136- إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن
زَنْجَوَيْهِ [1] .
أبو سعْد بن السّمّان الرّازيّ الحافظ.
سمع: عبد الرّحمن بن محمد بن فضالة بالرّي، ومحمد بن عبد الرّحمن
المخلّص ببغداد، وبمكّة: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس. وبمصر: عبد
الرحمن بن عمر النّحّاس، وبدمشق: عبد الرّحمن بن أبي نصر، وخَلقًا
كثيرّا.
روى عنه: الخطيب، والكتّانيّ، وابن أخته ظاهر بن الحسين الرّازيّ، وأبو
عليّ الحدّاد، وغيرهم.
قال المرتضى أبو الحسن المطهِّر بن عليّ العلويّ الرّازيّ: سمعت أبا
سعد السّمّان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة
الْإِسلام [2] .
وقال عمر العُلَيْميّ: وجدت على ظهر جُزء: مات الزَّاهد أبو سعد
إسماعيل بن عليّ السمّان في شعبان سنة خمسٍ وأربعين شيخ العدليّة [3]
وعالمهم وفقيههم ومُحدّثهم. وكان إمامًا بلا مدافعة في القراءات،
والحديث،
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عليّ بن السّمّان) في:
الأنساب 7/ 130، 131، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 359 و 22/
221، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 1/ 160، ومعجم البلدان 5/ 109،
ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 368- 370 رقم 388، والعبر 3/ 209،
وميزان الاعتدال 1/ 239، وتذكرة الحفاظ 3/ 1121- 1123، والمعين في
طبقات المحدّثين 128 رقم 1425، والإعلام بوفيات الأعلام 184، ودول
الإسلام 1/ 262، وسير أعلام النبلاء 18/ 55- 60 رقم 26، ومرآة الجنان
3/ 63، والوافي بالوفيات 5/ 208 والبداية والنهاية 12/ 12/ 65،
والجواهر المضيّة 1/ 424- 427، ولسان الميزان 1/ 421، 422، والنجوم
الزاهرة 5/ 51، وطبقات الحفاظ 430، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 109،
والطبقات السنيّة للغزّيّ، رقم 514، ومنتهى المقال للمامقاني 57، وكشف
الظنون 2/ 1890، وشذرات الذهب 3/ 273، وإيضاح المكنون 1/ 181، 602 و 2/
18، وهدية العارفين 1/ 210، وديوان الإسلام 3/ 92 رقم 1173، والرسالة
المستطرفة 59، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 37، 38، وأعيان الشيعة 12/ 61، 62،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 476، 477 رقم 315،
ومعجم طبقات الحفاظ 65 رقم 972.
[2] تاريخ دمشق 33/ 27، مختصر تاريخ دمشق 4/ 369، تهذيب تاريخ دمشق 3/
38.
[3] العدليّة: المعتزلة.
(30/111)
والرجال، والفرائض، والشّروط، عالِمًا بفقه
أبي حنيفة، وبالخلاف بين أبي حنيفة والشّافعيّ، وفقه الزَّيْديّة.
وكان يذهب مذهب الشّيخ أبي هاشم، ودخل الشّام، والحجاز، والمغرب. وقرأ
على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد أصبهان في آخر عمره لطلب الحديث. وكان يُقال
في مدحه إنّه ما شهد مثل نفسه، كان تاريخ الزّمان وشيخ الإسلام، ثمّ
ذكر فصلا في مدحه [1] .
وقال الحافظ ابن عساكر [2] : سألتُ أبا منصور عبد الرّحيم بن المُظفّر
بالرّيّ عن أبي سعد السّمّان، فقال: سنة ثلاثٍ وأربعين.
قال: وكان عدليّ المذهب، يعنيّ معتزليا، وكان له ثلاثة آلاف وستّمائة
شيخ، وصنّف كتبًا كثيرة ولم يتأهل قطّ.
وقال الكتّانيّ: كان من الحُفّاظ الكِبار، زاهدًا عابدًا يذهب إلى
الاعتزال [3] .
قلت: وقع لنا من تأليفه «المسلسلات» ، «الموافقة بين أهل البيت» ، و
«الصحابة» .
ومع براعته بالحديث ما نفعه اللَّه به، فالَأمرُ للَّه.
- حرف الطّاء-
137- طَرَفَة بن أَحْمَد بن الكميت [4] .
__________
[1] وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا مجتهدا قوّاما، قانعا
راضيا. لم يتحرّم في مدّة عمره، وقد أتى عليه أربع وسبعون سنة بطعام
واحد، ولم يدخل يده في قصعة إنسان، ولم يكن لأحد عليه منّة ولا يد في
حضره ولا في سفره. مات رحمه الله ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا
لسان. كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية
والدراية، والإرشاد والهداية، والوراقة والقراءة. خلّف ما جمعه في طول
عمره من الكتب وجعلها وقفا على المسلمين. (تاريخ دمشق 22/ 221) .
[2] في تاريخ دمشق 22/ 222.
[3] تاريخ دمشق 22/ 222.
[4] انظر عن (طرفة بن أحمد) في:
(30/112)
الحَرَسْتَانيّ الدّمشقيّ، أبو صالح
الماسح.
روى عن: عبد الوهّاب الكلابيّ [1] ، وغيره.
روى عنه: ابنه صالح، ونجا بن أَحْمَد، وسهْل بن بشر، والشّريف
النَّسيب.
وكان ثقة.
تُوُفّي رحمه اللَّه في شعبان، وسماعه قليل.
- حرف العين-
138- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
أبو القاسم الْأصبهاني الرّفاعيّ. حافظ.
قال الخطيب: ثنا عن أَحْمَد بن موسى بن مردَوْيه. ومات ببغداد. وكنت إذ
ذاك في برّيّة السَّماوة قاصدًا دمشق.
ويروي عن أبي عمر الهاشميّ.
139- عبد الوهّاب بن محمد بن محمد.
أبو القاسم الخطّابيّ الهرويّ.
سمع: أبا الفضل بن خَميروَيْه، وأبا سليمان الخطّابيّ.
روى عنه: الحسين بن محمد الكتبي.
140- عتبة بن عبد الملك بن عاصم [2] .
أبو الوليد الأندلسي المقرئ.
رحل في صباه، وقرأ بالروايات على: أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك،
وابن غلبون أبي الطيب، وأبي بكر محمد بن عليّ الأدفويّ [3] .
__________
[ (-) ] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 11/ 174، 175 رقم 108، وتهذيب
تاريخ دمشق 7/ 55.
[1] قال عبد العزيز الكتّاني: وجد (لطرفة) جزءان فيهما سماعه من عبد
الوهاب الكلابي. وحدّث عن ابن عطيّة، وذكر أنه كتب شيئا كثيرا ونهبت
كتبه.
[2] انظر عن (عتبة بن عبد الملك) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 450، 451، ومعرفة القراء الكبار 1/ 409، 410 رقم
346، وغاية النهاية 1/ 499 رقم 4075.
[3] توفي سنة 488 هـ. ولم يذكر صاحب «الطالع السعيد» صاحب الترجمة بين
تلاميذ الأدفوي-
(30/113)
قال ابن النجار: سمع من والده عبد الملك بن
عاصم بن الوليد الأمويّ بالَأندلس سنة خمسٍ وسبعين، وأبوه فيروي عن أبي
العبّاس أَحْمَد بن يحيى المليانيّ، لقِيَه بِتِنَّيْس يروي عن يحيى بن
بُكَيْر.
وذكر أنّهُ قرأ على أبي حفص سنة ثمانين وثلاثمائة [1] .
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو بكر أَحْمَد بن الحسين القطّان.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن عليّ
الطُّرَيثيثيّ، والمُبارك بن الطُّيُوريّ، وغيرهم.
وقال أبو الفضل بن خَيْرون: كان رجلًا صالحًا، قد كتبت عنه.
ومات في رجب ببغداد [2] .
141- عطيّة [اللَّه] بن الحسين بن محمد بن زهير [3] .
الخطيب أبو محمَّد الصَّوريّ.
سمع: أبا الحسين بن جُميْع [4] ، وحمدان بن عليّ الموصليّ [5] .
__________
[ (-) ] المذكور. انظر ترجمة «محمد بن علي الأدفوي» ص 552- 556 رقم
457.
[1] وفيها كانت بداية رحلته.
[2] وقال أبو عبد الله الحافظ: وكان موصوفا بالدين والصلاح ومعرفة
القراءات، عالي الإسناد، عديم النظير.
قال ابن الجزري: إلّا أنه اضطرب في رواية ورش إسنادا واختلافا خصوصا من
طريق الأزرق فأسندها فيما قاله عنه أبو طاهر بن سوّار، عن أبي الحسن
الأنطاكي، عن أبي الحسن إسماعيل النحاس تلاوة، وهذا منقطع، فإنّ
الأنطاكي لم يدرك النحاس بل مات النحاس بمصر قبل مولد الأنطاكي
بأنطاكيّة، فمولده سنة تسع وتسعين ومائتين، ووفاة النحاس سنة بضع
وثمانين ومائتين، ولكن لما دخل الأنطاكي مصر سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة كان جماعة من أصحاب النحاس موجودين مثل أحمد بن أسامة
التجيبي وغيره، فلا يبعد أن يكون قرأ عليهم. قال ابن سوّار:
وزادني أبو الوليد الأندلسي قال: قرأتها بمصر على أبي بكر الأذفوي،
وقرأ الأذفوي على أبي بكر أحمد بن هلال، فأسقط أيضا في هذا السند رجلا
وهو أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان عن ابن هلال، وأما في الاختلاف
فقد ذكر ابن سوّار عنه غرائب لا نعرفها للأزرق من إمالات» .
(غاية النهاية 1/ 499) .
[3] انظر عن (عطية الله بن الحسين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 111، 112، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 17/ 85 رقم 22، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
3/ 286 رقم 1016.
[4] هو المسند الحافظ محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي صاحب «معجم
الشيوخ» .
[5] سمعه بصور.
(30/114)
روى عنه: ابنه حسن، وأبو نصر
الطُّرَيْثِيثيّ، وسهل بن بشرْ.
وكان ينوب في القضاء ببلده.
وكان أحد الخُطباء البُلَغاء، ذا عناية بالعلوم والَآداب [1] .
142- عليّ بْن سَعِيد بْن عليّ.
أَبُو نصر، الفقيه المعدل.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن السقاء.
وتُوُفِّي بواسط في شعبان.
143- عليّ بن عُبَيْد اللَّه بن محمد [2] .
أبو الحسن الهمذانيّ الكسائيّ الصُّوفيّ، المُحدِّث بمصر.
سمع: أَحْمَد بن عبدان الشّيرازيّ الحافظ بالَأهواز ونَصْر بن أَحْمَد،
وعبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق، وأبا الفتح محمد بن أَحْمَد النّحوي
بالرَّمْلَة، ومنير بن عطيّة بقِيّْساريّة، وإسماعيل بن الحسن الضّرّاب
بمصر.
روى عنه: عبد المحسن بن محمد الشّيحيّ، وسهل بن بشر الأسفرايينيّ،
ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
وقد كتب عنه: عبد العزيز النّخشبيّ، وأبو نصر السَّجْزِيّ.
وتُوُفّي في جُمَادى الأولى.
144- عمر بن أَحْمَد بن محمد [3] .
أبو حفص البوصيريّ [4] المصريّ. الفقيه المالكيّ.
__________
[1] وقال أبو الفرج غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور: «كان أحد الخطباء
البلغاء والنجباء الفصحاء، اعتنى بالأدب والعلوم ومحبّة الوارد
والمقيم، حسن الخلق، حلو المنطق، وكان يخلف القاضي أبا محمد عبد الله
بن أبي عقيل على الحكم في قضاء صور» .
[2] انظر عن (علي بن عبيد الله) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 134 رقم 39، وسير أعلام النبلاء 17/
652، 653 رقم 443.
[3] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
الأنساب 2/ 334.
[4] البوصيري: بضم الباء الموحّدة بعدها الواو والصاد المهملة المكسورة
بعدها الياء آخر الحروف-
(30/115)
حدّث عن: قاضي أَذَنَة عليّ بن الحسين.
145- عمر بن الواعظ أبي طالب محمد بن عليّ بن عطيّة المكيّ [1] .
أبو حفص.
روى عن والده كتاب «القوت» ببغداد.
وروى عن: أبي حفص بن شاهين.
- حرف الميم-
146- محمد بن أَحْمَد بن عثمان [2] .
أبو طالب بن السّواديّ، أخو أبي القاسم الأزهري.
سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن
المظفر.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه وكان صدوقا. توفي بواسط في ذي الحجة.
وقال السلفي: سألت خميسا الحوزي عن أبي طالب بن الصيرفيّ أخي الأزهريّ
فقال: سمع بإفادة أخيه، وكان يُتّهم بالرفض. نزل واسط مُدّة.
147- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرّحيم [4] .
أبو طاهر الْأصبهانيّ الكاتب.
حدَّث عن: أبي الشّيخ، وأبي بكر القبّاب، وأبي بكر بن المقرئ،
__________
[ (-) ] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بوصير، وهي بلدة بصعيد مصر.
[1] انظر عن (عمر بن الواعظ محمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 275 رقم 6045، والمنتظم 8/ 159 رقم 221، (15/ 342 رقم
3315) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عثمان) في، تاريخ بغداد 1/ 319 رقم 212،
والمنتظم 8/ 159 رقم 222، (15/ 342 رقم 3316) ، وسؤالات الحافظ السلفي
لخميس الحوزي 48 رقم 5، والمغني في الضعفاء، 2/ رقم 5236، وميزان
الاعتدال 3/ 456، والبداية والنهاية 12/ 65، ولسان الميزان 5/ 37.
[3] في تاريخه 1/ 319.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني) في:
التقييد لابن النقطة 52، 53 رقم 27، والمعين في طبقات المحدّثين 129
رقم 1426، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 639،
640 رقم 433، والعبر 3/ 209، ودول الإسلام 1/ 362، ومرآة الجنان 3/ 63،
وشذرات الذهب 1/ 362.
(30/116)
والدّارَقُطْنيّ حدَّث عنه بسُنَنِه [1] ،
وأبي الفضل الزُّهريّ، وابن شاهين، وغيرهم.
وولِدَ في أوّل سنة ثلاثٍ وستّين.
قال عبد الغنيّ النّخشبيّ: سمعته يقول: أوّل ما سمعت الحديث من أبي
محمد بن حيَّان في صَفر سنة ثمانٍ وستين. مات يوم الجمعة الحادي عشر من
ربيع الآخر.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: ولم يحدّث في وقته أوثق مِنْهُ وأكثر حديثًا.
صاحب الكُتُب والَأُصول الصِحاح. وهو آخر من حدَّث عَن أبي الشّيخ
والقَبَّاب.
قلت: روى عنه: أبو نصر الشيرازيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن نَصْرَويْه
الصوفيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن شيرويه النَّيَسابُوريّ، وهبة اللَّه
بن حسن الأَبَرْقُوهيّ، وأبو زكريّا يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن
مَنْدَهْ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وأبو الرّجاء محمد بن أبي زيد
أَحْمَد بن محمد الْجُرْجَانيّ، وأبو منصور أَحْمَد بن محمد بن إدريس
الكرمانيّ، وأبو الطِّيب حبيب بن أبي مُسلِم الطُّهرانيّ، وأبو الفتح
رجاء بن إبراهيم الخبَّاز، وأبو الفتح سعيد بن إبراهيم الصفَّار، وآخر
من حدَّث عنه أبو بكر محمد بن عليّ بن أبي ذرّ الصّالحانيّ، عاش بعده
خمسًا وثمانين سنة.
148- محمد بن إدريس بن يحيى الحَسَنيّ الأندلُسيّ [2] .
صاحب مالقة.
تُوُفّي في هذه السّنة، وولي مالقة بعده إدريس بن يحيى بن عليّ
المُلقّب بالعالي.
149- محمد بن إسحاق بن مَذُّوَيْه الكوفيُّ [3] .
ثقة، جليل، فيها مات. قاله أبيّ.
__________
[1] التقييد 52.
[2] انظر عن (محمد بن إدريس) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (طبعة زعرور) 342، (طبعة سويّم) 10.
[3] انظر عن (محمد بن إسحاق بن فدّويه) في:
تاريخ بغداد 1/ 263، وسير أعلام النبلاء 17/ 637، 638 رقم 431.
(30/117)
لقبه أبو الحسن المُعدّل.
روى عن: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، وغيره.
روى عنه: أُبَيُّ النّرسيّ، وجماعة.
قال الخطيب [1] : كان ثقة ذا وقار. قال لي الصّوريُّ: ليت كُلّ مَن
كتبت عنه بالكوفة مثله.
مات في شوّال.
وسمع ابن النحّاس، ووُلِدَ سنة ستين وثلاثمائة.
150- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن عَبْد الرّحمن العلويّ الكوفيّ
[2] .
أبو عبد اللَّه، مُسْنَد الكوفة في وقته.
انتَقَى عليه الحافظ الصُّوريُّ [3] .
وحدّث عن: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ، وأبي الفضل محمد بن الحسن بن
حُطَيْط الأَسَديّ، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبي الطّيِّب محمد بن
الحُسَين التَّيمُّلّيّ ومحمد بن عبد اللَّه بن المُّطّلِب الشيبانيّ،
ومحمد بن عليّ بن أبي الجرَّاح، وأبي طاهر المُخلِّص، وأبي حفص
الكتّانيّ، وغيرهم.
وهو من كبار شيوخ أُبَيِّ النَّرسيّ.
تُوُفّي بالكُوفَة في ربيع الأوَّل. أرَّخه أَبِي ووثَّقه، وقال: مولده
في رجب سنة سبع وستّين وثلاثمائة. ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث
مثله. وكان
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن علي العلويّ) في:
المنتظم 8/ 8، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 187 رقم 91، و 1/ 312 رقم
9، والعبر 3/ 210، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1427، والإعلام
بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 636، 637 رقم 430، وشذرات
الذهب 3/ 274، والمنتخب من مخطوطات الحديث (فهرس مخطوطات الظاهرية) ص
220 رقم 1037.
[3] قمنا بتحقيق ما انتقاه الصوريّ على العلويّ بعنوان «الفوائد
المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيّين» ، وقد صدر عن (دار
الكتاب العربيّ بيروت) 1407 هـ. / 1987 م.، وهو في الأصل مخطوط
بالظاهرية بدمشق ضمن مجموع رقم 83، الأوراق 127- 138.
وله أيضا: «فضل الكوفة وفضل أهلها» ، وفيه كما كتب عليه بعض المحدّثين
عجائب وأكاذيب.
وهو مخطوط بالظاهرية، ضمن مجموع رقم 93، الأوراق 282- 308.
(30/118)
حافظًا خرَّج عليه الصُّوريّ وأفاد عنه.
وكان يفتخر به.
قلت: روى عنه من شيوخ السِّلفيّ: أبو منصور أَحْمَد بن عبد اللَّه
العلويّ الكوفيّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الشُّعيريّ، وأبو الحارث عليّ
بن مُحَمّد الجابريّ، وعليّ بن قطر الهَمَذانيّ، وعليّ بن عليّ بن
الرّطاب، وعبد المنعم بن يحيى بن الهِقل الكوفيّون.
151- محمد بن عَليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن بشْرَان.
أبو نصر بن العدل المُسْنِد أبي الحسين.
تُوُفّي في شعبان، وقد روى الحديث.
152- محمد بن عيسى بْن محمد [1] .
أبو عَبْد اللَّه الأُمويّ القُرْطُبيّ، المؤدّب المعمّر.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد اللَّه بن
مفرِّج القاضي، وأبي بكر الزُّبَيْدِيّ.
وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكيّ. وكان شيخًا صالحًا.
حدَّث عنه الخولانيّ وقال: سألته عن مولده، فذكر أنّه في النصف من
جُمَادى الآخرة سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة.
وقال ابن خَزْرَج: كان شيخًا فاضلًا ورِعًا من أهل القرآن. ذا حظٍّ
صالح من علم الحديث، قديم العناية بطلبه. ثقة ثبت تُوُفّي في ربيع
الأوّل.
قلتُ: هذا آخر من قرأ على الأنطاكيّ، وأحسبه آخر من سمع من المذكورين.
153- المهلَّب بن أبي صُفْرَة.
مرَّ سنة خمسٍ وثلاثين.
وقال أبو الوليد بن الدّبّاغ: سنة خمس وأربعين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 533، 534 رقم 1166.
(30/119)
154- محمد بن محمد بن علي بن الحَسَن [1] .
النّقيب الأفضل أبو تمَّام الهاشميّ الزّينبيّ، أخو طراد، وأبي نصر
وأبي منصور، والحسين.
ولي نقابة الهاشميين بعد أبيه.
وروى عن: المخلّص، وعيسى بن الوزير، وغيرهما.
ولم يسمع منه إِلَّا بعض النّاس.
وتُوُفّي في الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمس.
155- محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد.
أبو الفرج القاسانيّ الْأصبهانيّ.
سمع: إبراهيم بن خُرشيد قُوَله.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد في مُعْجَمِهِ.
وتُوُفّي في المحرَّم.
- حرف الهاء-
156- هبة اللَّه بْن محمد [2] .
أبو رجاء الشيرازيّ.
تُوُفيّ بمصر في سلْخ صَفَر.
وقد سمع بخراسان أصحاب الأصَمّ، وببغداد أصحاب ابن البُخْتُريّ.
قال الخطيب: علَّقت عنه، وكان ثقة يفهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الزينبي) في:
تاريخ بغداد 3/ 337 رقم 1307، والمنتظم 8/ 159 رقم 223، (15/ 342 رقم
3317) ، والكامل في التاريخ 9/ 596، والبداية والنهاية 12/ 65.
[2] انظر عن (هبة الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 72 رقم 7420.
(30/120)
سنة ست وأربعين
وأربعمائة
- حرف الألف-
157- أَحْمَد بن أبي الربيع الأندلُسيّ البجانيّ [1] .
أبو عُمر المُقرئ.
قال ابن مدبّر: كان من أهل القراءات والَآثار.
قرأ على: أبي أَحْمَد السّامريّ وجماعة سواه.
وتصدَّر للإقراء.
وتوفّي بالمريّة سنة ستٍّ وأربعين.
158- أَحْمَد بن رشيق [2] .
أبو عُمر الثَّعْلَبيّ [3] ، مولاهم البَجَّانيّ.
قرأ القُرآن على: أَحْمَد بن أبي الحصن الحدلي.
وسمع من: المُهلّب بن أبي صُفْرة.
وجلس إلى أبي الوليد مِيقُل وشُووِرَ بالمريَّة، ونظر عليه في الفقه،
وكان له حافظًا.
سمع منه: أبو إسحاق بن ورْدون.
ومن طبقته:
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي ربيع) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53 رقم 112.
[2] انظر عن (أحمد بن رشيق الثعلبي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53 رقم 114.
[3] في «الصلة» : «التغلبي» .
(30/121)
- أَحْمَد بن رشيق.
الكاتب الأندلسيّ سيأتي تقريبًا [1] .
159- أَحْمَد بن عَليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن حَمَش [2] .
القاضي أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ، حفيد قاضي الحَرَمَيْن.
من بيت الحشمة والسّيادة والثّروة. ولي قضاء نَيْسابور في اختلاف
العساكر التُّرْكُمانيّة. ولم يزل مُحتَرمًا مُكرَّمًا [3] .
حدَّث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وأبي سعيد عبد الله بن
محمد الرازي، والمعافى بن زكريا، والبغاددة.
وخرج له الخشكاني [4] «الفوائد» ، وأملى سنين في داره.
وعاش اثنتين وثمانين سنة.
160- أَحْمَد بن محمد.
أبو العبَّاس الْجُرْجَانيّ الحنيفيِّ الناطفيِّ [5] .
تُوُفّي بالرّيّ.
حدَّث عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي حفص الكتّانيّ.
161- أَحْمَد بن محمد بن الأستاذ أبي عَمْرو أحمد بن أبيّ بن أحمد [6]
.
__________
[1] برقم (369) .
[2] انظر عن (أحمد بن علي النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق، 97، 98 رقم 214.
[3] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «وجّه قاضي الحرمين من مكة إلى نيسابور
أموالا على أيدي التجار وأكرم مورد من دخل مكة من المعارف والبلديين
والأصدقاء، وأقام مدّة بالحرمين، ثم عاد إلى نيسابور. وهذا القاضي أبو
الحسن ربيب تلك النعمة، المشهور بين الصدور والمشايخ. تولى عمل
الأوقاف» .
[4] الخشكاني: بضم الخاء المعجمة وسكون الشين المعجمة.
[5] الناطفي: بفتح النون وكسر الطاء المهملة والفاء. هذه النسبة إلى
بيع الناطف وعمله. (الأنساب 12/ 18) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد الفراتي) في:
تاريخ دمشق (تراجم: أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 7/ 176، 177
رقم 106، والمنتخب من السياق 98، 99 رقم 218، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 3/ 227 رقم-
(30/122)
الرّئيس أبو الفضل الفُراتيّ الخُراسانيّ.
رئيس مُحتشم وصدر مُبَجّل، اتّصل بالتركمانيَّة وولي رئاسة نيسابور
مُدَّة.
وبعد ذلك حجَّ ودخل الشّام ومصر، وطوَّف، ورُدّ إلى بغداد فأُكرِم في
دار الخلافة إكرامًا لم تجرِ العادة بمثله، ولُقِّب برئيس الرّؤساء.
وعقد الْإِملاء، وكان حسن العِشرة، محبّ للصوفيّة [1] ، وله مصاهرة مع
شيخ الْإِسلام أبي عثمان الصّابونيّ. ثم صاهر بيت الصّاعديّة، وجرى
بسبب تعصب المذهب معه وحشة، وأخذ بسببه غيره من الأئمة، وقصد الرّئيس
بما لم يقصد به أحد قبله مثله. وصار حديثًا وسمرًا، وكلّ ذلك من تعنتٍ
واستهزاءٍ وقِلّة مُبالاة كانت غالبةً عليه، واستبدادٍ برأيٍ غير
مُصيب.
حدَّث عن: جدِّه، وأبي يَعْلَى بن حمزة المُهلّبيّ، وعبد اللَّه بن
يوسف الْأصبهانيّ، وطبقتهم. وابن مَحْمِش، والسُّلميّ.
روى عنه: أبو القاسم عليّ بن محمد المصّيصيّ، وأبو الفتح نصر المقدسيّ،
وعليّ بن محمد بن شُجاع، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، وأبو الحسن بن
المَوَازينيّ، وعبد اللَّه بن الحسن بن هلال الدّمشقيّون، وأبو سعْد
عبد اللَّه بن القُشيْريّ، وإسماعيل بن عبد الغافر.
وتُوُفّي في شَعْبَان قبل وصوله إلى بيته [2] . وهو من أهل أُسْتُوا
[3] .
162- إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصّوّاف المصريّ.
أبو إسحاق.
توفّي في المحرّم.
__________
[ (- 275،) ] وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 449، 450، وتذكرة الحفاظ 3/ 1124.
[1] تاريخ دمشق 7/ 177.
[2] المنتخب من السياق 99 وفيه: «ولم يكن في علوّ الإسناد بذلك ولكنّ
حشمة الرئاسة نوّهت بدرجته في الحديث» .
[3] أستوا: بضم أوله وسكون السين المهملة، وضم التاء المثنّاة من
فوقها، ناحية من نواحي نيسابور.
(30/123)
163- إبراهيم بن محمد بن عمر [1] .
أبو طاهر العَلَويّ.
سمع: محمد بن عبد اللَّه الشّيبَانيّ.
روى عنه: الخطيب البغداديّ.
وعاش سبعًا وسبعين سنة.
- حرف الحاء-
164- الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن يَزْداد بن هُرْمز [2] .
الَأستاذ أبو عليّ الأهوازيّ المُقرئ، نزيل دمشق.
قدِمها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أوّل سنة
اثنتين وستّين وثلاثمائة.
عني بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد العلويّ) في:
تاريخ بغداد 6/ 174 رقم 3229، والمنتظم 8/ 161 رقم 224، (15/ 345 رقم
3318) .
[2] انظر عن (الحسن بن علي الأهوازي) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي 189، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 40 و
531 و 22/ 672 و 28/ 112، وتبيين كذب المفتري 364، ومرآة الزمان لسبط
ابن الجوزي (مخطوط) ج 11 ق 2/ 211، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن
الجوزي 86، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 37، 38، ومعجم
الأدباء 3/ 152، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 2/ 28، ومختصر تاريخ
دمشق لابن منظور 6/ 351، 352 رقم 230، ودول الإسلام 1/ 262، ومعرفة
القراء الكبار 1/ 402- 405 رقم 343، والمعين في طبقات المحدّثين 129
رقم 1428، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 18/ 13- 18
رقم 11، والعبر 3/ 210، 211، والمغني في الضعفاء 1/ 162 رقم 1532،
وميزان الاعتدال 1/ 512، ومرآة الجنان 3/ 63، وغاية النهاية 1/ 220-
222 رقم 1006، والكشف الحثيث 138 رقم 221، ولسان الميزان 2/ 237- 240،
والنجوم الزاهرة 5/ 56، والتحفة اللطيفة للسخاوي 1/ 477، 478، وشذرات
الذهب 3/ 274، وكشف الظنون 1/ 140، 211 و 2/ 1303، والأعلام 2/ 245،
وهدية العارفين 1/ 275، وديوان الإسلام 1/ 156 رقم 227، ومعجم المؤلفين
3/ 247، وفهرست الحديث بالظاهرية 179، ودائرة المعارف للأعلمي 16/ 72،
وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 194، 295، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 2/ 110- 113 رقم 429.
(30/124)
وقرأ للدُّوريّ على أبي الحسن عليّ بن حسين
بن عثمان الغَضَائريّ، عن القاسم بن زكريّا، عنه.
وقرأ لحفص، على الغَضَائريّ، عن ابن سهل الأُشْنَانيّ، عن عُبَيدٍ،
عنه.
وقرأ للّيث صاحب الكسائيّ، على أبي الفرج الشَّنْبُوذيّ.
وقرأ لَأبي بكر، على أبي حفص الكتّانيّ، عن ابن مجاهد.
وقرأ للبزّيّ بالَأهواز على أبي عُبَيْد اللَّه محمد بن محمد بن فيروز
صاحب الحسين بن الْجُباب.
وقرأ لِوِرْش على أبي بكر محمد بن عُبَيْد اللَّه بن القاسم الخِرقيّ.
وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشّام، والعراق، والَأهواز.
وصنّف «الموجز» «والوجيز» و «الإيجاز» ، وغير ذَلِكَ في القراءات. ورحل
إليه القُّراء لِعُلُوِّ سنده وإتقانه.
قرأ عليه: أبو عليّ غلام الهرّاس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وأبو بكر
أَحْمَد بن عمر بن أبي الأشعث السَّمَرْقَنْديّ، وأبو نَصْر أَحْمَد بن
عليّ بن محمد الزّينبيّ البغداديّ، وأبو الحسَن عليّ بن أَحْمَد
الأبهريّ المصّيصيّ الضّرير، وأبو الوحش سُبيْع بن المُسلِم، وأبو بكر
محمد بن المُفرِّج البَطَلْيُوسيّ، وأبو بكر عَتِيق بن محمد الرّدائيّ،
ومؤلّف «المفتاح» أبو القاسم عبد الوهّاب بن محمد القُرْطُبيّ.
وقد روى الحديث عن: نصر بن أَحْمَد بن الخليل المرْجئ، وعبد الوهّاب بن
محمد الطّلْحيّ، وأبي حفص الكتّانيّ، وهبة اللَّه بن موسى الموصِليّ،
والمعافى بن زكريّا النهروانيّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ،
وتمَّام بن محمد الرّازيّ [1] ، وأبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب،
وخلق يطول ذكرهم [2] .
__________
[1] الروض البسّام 2/ 49 رقم 5.
[2] ومنهم: أحمد بن علي بن أبي السند الأطرابلسي، وأبو الحسن علي بن
عبيد الله بن قدامة الملطي المؤدّب بطرابلس، وأبو نصر أحمد بن يوسف بن
عبد الله الشعراني العرقي الأديب بطرابلس في شهر ربيع الأول من سنة 391
هـ، وعمر بْن دَاوُد بْن سلمون أَبُو حفص الْأنْطَرَطُوسي الطرابلسي-
(30/125)
وله تواليف في الحديث.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السّمّان، وعبد الرّحيم البخاريّ،
وعبد العزيز الكتّاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسيّ، وأبو ظاهر
محمد بن الحسين الحنّانيّ، وأبو القاسم النّسيب.
ووثّقه النّسيب.
ولكن من غُلاة السُّنّة. صنَّف كتابًا في الصفات [1] ، وروى فيه
الموضوعات ولم يضعِّفْها، فما كأنّهُ عرف بوضعها، فتكلّم فيه الأشاعرة
لذلك، ولَأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعريّ.
قال أبو القاسم بن عساكر [2] : كان مذهبه مذهب السّالمية، يقول
بالظّاهر ويتمسّك بالَأحاديث الضّعيفة التي تُقوّي له رأيه.
سألتُ [3] شيخنا ابن تيميّة عن مذهب السّالمية فقال: هم قومٌ من أهل
السّنّة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة
وعُبَّادها، وهو أبو الحسن أَحْمَد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل بن
عبد اللَّه التَّسَتُّريّ، خالفوا في مسائلٍ فَبُدِّعُوا.
ثم قال ابن عساكر [4] : سمعت أبا الحسن عليّ بن أَحْمَد بن منصور، يعني
أبي قُبَيْس، يحكي عن أبيه قال: لمّا ظهر من أبي عليّ الأهوازيّ
الْإِكثار من الروايات في القراءات اتُّهِم في ذلك، فسار رشأ بْن نظيف،
وأبو القاسم بْن الفُرات، ووصلوا إلى بغداد.
__________
[ (-) ] المتوفى سنة 390 هـ، وأبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين
بن أبي بكر بن عبد الله الأطرابلسي، وأبو شجاع فاتك بن عبد الله
المزاحمي في صور، وأبو الحسين عطيّة الله بن عطاء بن محمد بن أبي غياث
القاضي الصيداوي. (انظر: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي- تأليفنا- ج 2/ 110- 113) .
[1] هو كتاب: «البيان في شرح عقود أهل الإيمان» . (تبيين كذب المفتري
369) .
[2] في «تاريخ دمشق» 10/ 29.
[3] أي المؤلّف- رحمه الله-.
[4] في «تاريخ دمشق» 10/ 29.
(30/126)
وقرءوا على الشّيوخ الّذين روى عنهم
الأهوازيّ، وجاءوا بالْإِجازات، فمضى الأهوازيّ إليهم وسألهم أن يروه
تلك الخطوط، فأخذها وغيّر أسماء مَن سمّى ليستُر دعواه، فعادت عليه
بَرَكَة القرآن فلم يفتضح. فحدّثني والدي أبو العبّاس قال: عُوتِبَ، أو
قال عاتبتُ، أبا طاهر الواسطيّ في القراءة على الأهوازيّ، فقال: أقرأ
عليه للعِلم ولا أُصدّقه في حرفٍ واحد.
وقال ابن عساكر في «تبيين كذِب المفتري» [1] : لَا يستبعدنّ جاهلٌ
كذِبَ الأهوازيّ فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب النّاس
فيما يدّعي من الرّوايات في القراءات.
وقال أبو طاهر محمد بن الحسن المِلَحيّ: كنت عند رشأ بن نظيف في داره
عَلَى باب الجامع وله طاقة إلى الطريق، فاطّلَع منها وقال: قد عَبَرَ
رجل كذَّاب. فاطَّلعت فوجدته الأهوازيّ [2] .
وقال الحافظ عبد اللَّه بن أَحْمَد بن السَّمَرْقَنْديّ: قال لنا
الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو عليّ الأهوازيّ كذّاب في الحديث والقراءات
جميعًا [3] .
وقال الكتّانيّ: اجتمعت بالحافظ هبة اللَّه بن الحسن الطّبريّ ببغداد،
فسألني عن عمّن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو عليّ
الأهوازيّ فقال: لو سَلِمَ من الرّوايات في القراءات [4] .
قلت: أمّا القراءات فتلقّوا ما رواه من القراءة وصدّقوه في اللّقاء.
وكان مقرئ أهل الشّام بلا مدافعة معرفة وضبطا وعلوّ إسناد.
قال أبو عمرو الدّانيّ: أخذ أبو عليِّ القراءة عَرْضًا وسماعًا عن
جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شَنَبوذ. وكان واسع الرِّواية كثير
الطُّرق حافظًا ضابطا. أقرأ النّاس بدمشق دهرا.
__________
[1] ص 415.
[2] تبيين كذب المفتري 416.
[3] تبيين كذب المفتري 416.
[4] تبيين كذب المفتري 368.
(30/127)
قلت: وقد زعم أنّ شيخه الغَضَائريّ قرأ
القرآن على أبي محمد عبد اللَّه بن هاشم الزّعفرانيّ، عند قراءته على
خَلَف بن هشام البزَّار، ودَحَيْم الدِّمشقيّ، وأن شيخه العِجْليّ قرأ
على الخَضر بن الهيثم الطّوسيّ سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبَّة.
وفي النَّفس شيء من قرب هذه الأسانيد. ويكفي من ضعفها أن رواتها
مجاهيل.
وذكر أن الغَضَائريّ قرأ على المطِّرز، عن قراءته على أبي حمدون
الطِّيّب بن إسماعيل، وهذا قول مُنكَر.
قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي عليِّ الأهوازيّ:
هو مُتَّهَم.
قلتُ: رَوَاهُ الأَهْوَازِيُّ فِي الصِّفَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيِّ الأَطْرَابُلُسِيِّ، عَنِ الْقَاضِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، عَنْ
هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ وَكِيعِ
بْنِ عُدُسٍ، عَنْ أَبِي زِرٍّ، عَنْ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ رَبِّي
بِمِنًى عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جُبَّةٌ. هَذَا كَذِبٌ عَلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَقَدِ اتَّهَمَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَبَا عَلِيٍّ
الأَهْوَازِيَّ كَمَا تَرَى. وَهُوَ عِنْدِي آثِمٌ ظَالِمٌ
لِرِوَايَتِهِ مِثْلُ هَذَا الْبَاطِلِ، وَلِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي
زُرْعَةَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: نا جَدِّي لِأُمِّي الْحَسَنُ بْنُ
سَعِيدٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسَتُّريُّ، نا حَمَّادُ
بْنُ دَلِيلٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَفَعَهُ:
إِذَا كَانَ عِشِيَّةَ عَرَفَةَ هَبَطَ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ
الدُّنْيَا وَيَكُونُ إِمَامَهُمْ إِلَى الْمَزْدَلِفَةِ، وَلا
يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ، تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَإِذَا أَسْفَرَ
غَفَرَ لَهُمْ حَتَّى الْمَظَالِمِ. ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ.
وَأَطِمَ مَا للأَهْوَازِيِّ فِي كِتَابِ «الصِّفَاتِ» لَهُ حَدِيثٌ:
إِنَّ اللَّه لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ نَفْسَهُ خَلَقَ الْخَيْلَ
فَأَجْرَاهَا حَتَّى عَرِقَتْ، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ
العرق.
وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنّه شيء مستحيل في
العقول بالبديهة.
(30/128)
قال ابن عساكر: [1] قرأت بخطِّ الأهوازيّ
قال: رأيت رب العزّة في النّوم وأنا بالَأهواز، وكأنّه يوم القيامة
فقال لي: بقي علينا شيء اذهب.
فمضيت في ضوء أشدّ بياضًا من الشّمس وأَنْوَر من القمر، حتى انتهيت إلى
طاقة أمام بيتٍ، فلم أزل أمشي عليه ثمّ انتبهت.
قال ابن عساكر [2] : وأنبأنا أبو الفضائل الحَسَن بن الحَسَن الكِلابيّ
قال:
حدَّثني أخي عليِّ بن الخِضر العثمانيّ قال: أبو عليِّ الأهوازيِّ
تكلّموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنّهُ كذب فيها.
وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْحِنَّائِيُّ، أنا الأَهْوَازِيُّ، نا
أَبُو حَفْصِ بْنِ سَلَمُونٍ [3] ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نا
أَحْمَدُ بْنُ محمد بن يوسف الأصبهانيّ، ثنا شعيب بن بَيَانٍ
الصَّفَّارِ، نا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا
كَانَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ يَنْزِلُ اللَّهُ فِي قِبْلَةِ كُلِّ
مُؤْمِنٍ مُقبِلا عَلَيْهِ، فَإِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ صَعَدَ إِلَى
السَّمَاءِ» . وَبِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَلَمُونٍ، بِإِسْنَادٍ
ذَكَرَهُ، عَنْ أَسْمَاءَ، مَرْفُوعًا: رَأَيْتُ رَبِّي بِعَرَفَاتٍ
عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ إِزَارٌ.
وَهَذَانِ وَاللَّهِ مَوْضُوعَانِ. وَحَدُّ السُّوفِسْطَائِيِّ أَنْ
يُشَكَّ فِي وَضْعِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ.
قال الكتّانيّ: وكان الأهوازيّ مُكثرًا من الحديث، وصنَّف الكثير في
القراءات، وكان حسن التّصنيف. وفي أسانيد القراءات لهُ غرائب يُذكَر
أنّهُ أخذها روايةً وتلاوةً. وتُوُفِّي في ذي الحجّة.
وزاد غيره: في رابع ذي الحجّة.
وقد وهّاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذِب غير مرّة في كتابه
«تبيين
__________
[1] في «تاريخ دمشق» 10/ 30.
[2] في «تاريخ دمشق» 10/ 30.
[3] هو أبو حفص عمر بن داود بن سلمون الطرابلسي.
(30/129)
كذِب المُفتري» ، وقال: رماه اللَّه
بالدَّاء الأكبر.
165- الحسين بن جعفر [1] .
أبو عبد اللَّه السَّلمَاسيّ [2] ، ثُمّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، وأبا سعيد الحُرفيّ، وعليّ
بن لؤلؤ، وجماعة.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثِقةً أمينًا كثير البرّ والخير.
قلت: أخذ السِّلَفيّ عن أصحابه.
- حرف الخاء-
166- الخليل بن عبد اللَّه بن أَحْمَد [4] .
أبو يَعْلَى الخليليّ القزوينيّ الحافظ.
مُصنِّف «الْإِرشاد في معرفة المحدثين» .
كان ثقةً حافظًا عارفًا بالعِلل والرِّجال، عالي الإسناد [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 8/ 29 رقم 4078، والأنساب 7/ 107، 108، والمنتظم 8/ 161،
162 رقم 225، (15/ 345، 346 رقم 3319) ، والبداية والنهاية 12/ 65.
[2] السلماسي: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي
آخرها سين أخرى مهملة.
هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خويّ.
(الأنساب 7/ 107) .
[3] في تاريخه، وعبارته فيه:
«كتبنا عنه، وكان ثقة، أمينا، مشهورا باصطناع البر، وفعل الخير،
وافتقاد الفقراء، وكثرة الصدقة، وكان قد أريد للشهادة فامتنع من ذلك،
ومات في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وأربعمائة. وكنت إذ ذاك بالشام
راجعا من الحج» .
[4] انظر عن (الخليل بن عبد الله) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 174، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 501- 504،
واللباب 1/ 458، والتقييد لابن النقطة 262، والعبر 3/ 211، ودول
الإسلام 1/ 262، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1429، وسير أعلام
النبلاء 17/ 666- 668 رقم 458، والإعلام بوفيات الأعلام 185، ومرآة
الجنان 3/ 63، وطبقات الحفاظ 431، وتاريخ الخلفاء 423، وكشف الظنون 70،
وشذرات الذهب 3/ 275، وهدية العارفين 1/ 350، 351، والرسالة المستطرفة
97، ومعجم المؤلفين 4/ 121، ومعجم طبقات الحفاظ 84 رقم 973، وتاريخ
الأدب العربيّ 6/ 228.
[5] وقال شيرويه: «كان حافظا فهما ذكيا، فريد عصره في الفهم والذكاء» .
(التقييد 262) .
(30/130)
سمع من: عليّ بن يزيد بن أَحْمَد بن صالح
القزوينيّ المقرئ، ومحمد بن إسحاق الكَيْسَاني، ومحمد بن سليمان بن
يزيد الفاميّ، والقاسم بن علْقَمة، وجدُّه محمد بن عليِّ بن عمر، وعليّ
بن عمر القصّار، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتّانيّ، ومحمّد بن الحسن
بن الفتح الصفّار، ومحمد بن أَحْمَد بن ميمون الكاتب، وأبي الحسين
أَحْمَد بن محمد النّيسابُوريّ. الخفّاف، وأبي بكر محمد بن أَحْمَد بن
عبدوس المزكّي، وأبي عبد اللَّه الحاكم.
وسأل الحاكم عن أشياء من العِلَل.
وروى بالإجازة عن: أبي بكر بن المقرئ الْأصبهانيّ، وعن: أبي حفص بن
شاهين.
روى عنه: أبو بكر بن لال مع تقدمه وهو من شيوخه، وولده أبو زيد واقد بن
الخليل، وإسماعيل بن عبد الجبّار بن ماك.
مات رحمه اللَّه في آخر العام [1] .
__________
[1] قال الرافعي القزويني: « ... أبو يعلى القزويني الحافظ إمام مشهور
كثير الجمع والرواية والتأليف وصنّف كتاب «الإرشاد» و «تاريخ قزوين
وفضائلها» و «معجم شيوخه» ، وكان حافظا بطرق الحديث، معتنيا بجمعها،
عارفا بالرجال، ذكره الأمير أبو نصر ابن ماكولا في «الإكمال» فقال:
حافظ جليل، كان يحدّث كثيرا من حفظه، سمع أصحاب البغوي وغيرهم، وكتب
إليّ بالإجازة، وروى أبو بكر الخطيب في «تاريخ بغداد» عنه بالإجازة» .
قال الكيا شيرويه في «تاريخ همدان» : كان الخليل حافظا فريد عصره في
الفهم، والّذي روى عنه الإمام أبو بكر بن لال حكاية في «معجم شيوخه» ،
وسمع هو من ابن لال الكثير. وقال الخليل في الإرشاد» عند ذكر الحاكم
أبي عبد الله الحافظ: سألني الحاكم في اليوم الثاني من دخولي عليه وكان
يقرأ عليه في فوائد العراقيين: سفيان الثوري، عن أبي سلمة، عن الزهري،
عن سهل بن سعد، حديث الاستيذان، فقال لي: من أبو سلمة هذا؟ فقلت في
الوقت: قد أمهلتك أسبوعا حتى تتفكر منه، فمن الليلة تفكّرت في أصحاب
الزهري، فلما انتهيت إلى أهل الجزيرة من أصحابه تذكّرت محمد بن أبي
حفصة وكنيته أبو سلمة، ولما أصبحت حضرت مجلسه ولم أذكر شيئا وقرأت عليه
مما انتخبت قريبا من مائة حديث، فقال لي: هل تفكرت فيما جرى؟
فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة، فتعجّب، وقال: لعلّك نظرت في حديث
سفيان لأبي عمرو البحيري، فقلت: والله ما رأيته فتحيّر وأثنى عليّ.
وفي «معجم شيوخه» ما يطلع على كثرة شيوخه. (التدوين 2/ 501، 502) .
(30/131)
167- عبد اللَّه بن الحسين بن عثمان
الهَمدانيّ الخبّاز [1] .
روى عن: الدَّارقُطْنيّ.
روى عنه: أبو الغنائم النّرْسِيّ [2] .
168- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أحمد
بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن النعمان بن عبد السّلام الْأصبهانيّ [3] .
أبو محمد اللبان.
قال الخطيب [4] : كان أحد أوعية العلم. سمع: أبا بكر بن المقرئ،
وإبراهيم بن خرشيد قوله، وأبا طاهر المخلّص، وأحمد بن فِراس العبْقسيّ.
وكان ثِقةً، صحِب القاضي أبا بكْر بن الباقِلّانيّ ودرس عليه الأُصُول.
ودرس الفقه على أبي حامد الأسفرائينيّ.
وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيْذَج [5] . ولهُ مُصنّفات كثيرة. وكان من
أحسن النّاس تلاوةً.
كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المُناظرة مع تديُّن وعِبَادةُ وورع
بيّن وحسن خلق وتقشّف ظاهر.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 9/ 444 رقم 507.
[2] قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد الأصبهاني) في:
تاريخ بغداد 10/ 144، 145، رقم 5290، والأنساب (مادّة: اللّبّان) ،
وتبيين كذب المفتري 261، 262، والمنتظم 8/ 162، رقم 226 (15/ 346 رقم
3320) ، واللباب 3/ 927، والكامل في التاريخ 9/ 604 وفيه كنيته: أبو
عبد الله، والعبر 3/ 211، وسير أعلام النبلاء 17/ 653، 654 رقم 444،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 207، 208، وطبقات الشافعية للإسنويّ
1/ 90، 91 رقم 76، والوافي بالوفيات 17/ 503 رقم 433، والبداية
والنهاية 12/ 66، وغاية النهاية 1/ 449، والنجوم الزاهرة 5/ 38، وكشف
الظنون 931، وشذرات الذهب 3/ 274، وهدية العارفين 1/ 451، 452.
[4] في تاريخه.
[5] إيذج: بكسر الألف وسكون الياء المثنّاة من تحتها، وفتح الذال
المعجمة. كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان، وهي أجلّ مدن هذه الكورة.
(معجم البلدان 1/ 288) .
(30/132)
أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة
ببغداد، فصلَّى بالنّاس التّراويح في جميع الشّهر، فكان إذا فَرَغَها
لا يزال يُصلّي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلَّى درَّس أصحابه.
وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنّوم في هذا الشّهر ليلًا ولا نهارًا. وكان
ورده لنفسه سبعًا مُرَتّلًا.
قال ابن عساكر [1] : سمعت ببغداد من يحكي أن أبا يَعْلَى بن الفرّاء،
وأبا محمد التميميّ شيخَيِ الحنابلة كانا يقرءان على أبي محمد بن
اللّبّان في الأصول سِرًّا، فاجتمعا يومًا في دِهليزه فقال أحدهما
لصاحبه: ما جاء بك؟ قال:
الّذي جاء بك. وقال: أكتُم عليّ، وأكتُم عليك.
ثُمّ اتفقا على أن لَا يعودا إليه خوفًا أن يطّلع عوامّهم عليهما.
وقال الخطيب [2] : سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سِنين، وأحضرت مجلس
أبي بكر بن المقرئ ولي أربع سِنين، فتحدّثوا في سماعي، فقال ابن
المقرئ: اقرأ و «المرسلات» . فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمِّعوا لهُ
والعهدة عليَّ.
قال الخطيب: [3] ولم أرَ أجود ولا أحسن قِراءةً منه.
قلت: روى عنه أبو عليّ الحدَّاد. وقرأ عليه بالرّوايات غَيْرُ واحد.
ومات بأصبهان في جُمادى الآخرة.
169- عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد [4] .
أبو القاسم الخزرجيّ القرطبيّ.
__________
[1] في تبيين كذب المفتري 261.
[2] في: تاريخ بغداد 10/ 144.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 333، 334، وبغية الملتمس للضبيّ 362، ومعرفة
القراء الكبار 1/ 410، 411 رقم 347، وتذكرة الحفاظ 3/ 1124، 1125،
وغاية النهاية 1/ 367 رقم 1561.
(30/133)
رحل إلى المشرِق في جُمادى الأولى سنة
ثمانين وثلاثمائة، فحجّ أربع حجج.
قال أبو عليّ الغسّانيّ: سمعته غير مرّة يقول: من شيوخي في القرآن: أبو
أَحْمَد السَّامريّ، وأبو الطِّيّب بن غَلْبُون، وأبو بكر محمد بن عليّ
الأُدْفُويّ.
ومن شيوخه في الحديث: أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب،
وأبو مسلم الكاتب.
قال: لقيتُ كُلَّ هؤلاء بمصر.
ولقيَ بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد.
وقرأ بالَأندلُس على: أبي الحسن الأنطاكيّ.
وأقرأ النّاس في مسجِدِهِ بَقُرْطُبَةِ زمانًا. ثُمّ نقله يونس بن عبد
اللَّه القاضي إلى الجامع، فواظب على الْإِقراء، وأمَّ في الفريضة إلى
أن تُوُفّي لستٍّ بقين في المُحرّم فجأة.
وقال أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظًا للخُلْف
بين القرّاء، مُجَوِّدًا للقُرآن، بصيرا بالنحو، مع الحجّ والخير
والأحوال المُستحسَنَة.
أُجلِس للإقراء بجامع قُرْطُبة.
170- عبد الّرحمن بن عبد الوهّاب بن محمد بن حُمَيْد الدّمشقيّ.
حدّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وتمّام [1] .
روى عنه: نجا بن أَحْمَد.
171- عبد الرحمن بن مَسْلَمة بن عبد الملك بن الوليد [2] .
أبو المطرّف القرشيّ المالقيّ.
__________
[1] لم يذكر السيد الفهيد الدوسري صاحب الترجمة بين تلاميذ «تمّام» في
«الروض البسّام» . انظر المقدّمة- ج 1/ 49.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن مسلمة) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 334، 335 رقم 711.
(30/134)
سكن إشبيليّة.
كان مُقَدَّمًا في الفهم، بصيرًا بالعلوم الكبيرة قرآنٍ وأصول وحديثٍ
وفِقه وعربيّة. قد أخذ من كلِّ عِلمٍ بحظٍّ وافِر.
أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخَلَف بن قاسم، وجماعة.
تُوُفّي في شوَّال، وكان مولده سنة تسعٍ وستّين.
172- عبد السّلام بن الحسين بن بكّار.
أبو القاسم البغداديّ.
حدَّث عن: عيسى بن الوزير.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ.
173- عليّ بن الفضل بن أَحْمَد بن محمد بن الفُرات [1] .
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ. إمام جامع دِمشق.
سمع: عبد الوهّاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد البَعَلْبَكيّ.
ورحل إلى بغداد فقرأ بها القراءات.
وسمع من: أبي عمر بن مهديّ.
وبالكوفة من: القاضي محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ.
وبمصر من: عبد الجبّار بن أَحْمَد الطَّرَسُوسيّ.
روى عنه: ابنه أبو الفضل، وأبو بكر الخطيب، وعبد المنعم بن الغمر،
ومحمد بن الموازينيّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو طاهر الحِنّائيّ، وأبو
الحسن بن المَوَازِينيّ.
ووثّقه النسيب.
تُوُفّي في رجب. ويقال في شعبان.
__________
[1] انظر عن (علي بن الفضل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 317، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
18/ 146 رقم 50.
(30/135)
174- عليّ بن ميمون بن حمْدان الأَسَديّ
المؤذّن.
كوفيّ.
روى عن: ابن غزال.
روى عنه: أُبيُّ النُّرسيّ.
175- عمر بن محمد بن أَحْمَد بن جعفر [1] .
أبو عبد الرحمن البَحيريّ النّيسابوريّ المُزكّيّ.
شيخ من كبار العُدُول، ومن بيت الحديث والرّواية.
سمع من: جدّه، وأبيه، وأبي الحسن الحجّاجيّ، وأبي عمرو بن حمدان، وزاهر
السَّرْخَسيّ، وأبي طاهر بن خُزَيمة.
وحدَّث سنين، وأملى مُدّةً في الجامع.
قال أبو صالح المُؤذِن: خلط في سماعه في آخر عمره، وتُوُفّي في ربيع
الأوّل [2] .
176- عُمَر بن محمد بن قزعة المؤدّب [3] .
بغداديّ، يعرف بابن الدِّلْو.
روى عن: أبي عمر بن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: أبو بكر بن الخاضبة، وغيره.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
- حرف القاف-
177- القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاريّ [4]
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 401، 402 رقم 1364، ولسان الميزان 4/ 326.
[2] المنتخب من السياق 402.
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في.
تاريخ بغداد 11/ 275، 276 رقم 6046.
[4] انظر عن (القاسم بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 469، 470 رقم 1015، ومعجم المؤلفين 8/ 92.
(30/136)
من ولد الأمير عبد الله بن رواحة صَاحِبِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَبُو محمد القُرْطُبيّ المعروف بابن الصّابونيّ. نزيل إشبيليّة روى
عن: أَحْمَد بن فتح الرّسّان، وسعيد بن سَلَمَة، ومخلد بن عبد الرّحمن،
وابن الجسور، ويونس بن عبد اللَّه.
وقال ابن خَزْرَج: كان من أهل العِلم بالقراءات والحديث. ذا حظٍّ وافر
من الفقه والَأدب، صدوقًا [1] تُوُفّي بمدينة لَبْلَة. وكان خطيبها
وقاضيها في شعبان. ووُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين.
- حرف الميم-
178- محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة.
أبو الحسن اليَشْكُريّ الكُوفيّ.
حدَّث عن: عليّ البكّائيّ، وأبي زُرعة أَحْمَد بن الحُسين الرّازيّ.
قال أُبَيّ النَّرْسيُّ: سماعه صحيح. سمعته يقول: وُلِدتُ سنة 352.
179- محمد بن عبد الرحمن [2] أبو الفضل النَّيْسَابُوريّ الحُرَيْضِيّ
[3] ، تصغير الحُرْضيّ، يعني الأُشْنَانيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي الحسين الخفّاف، والعَلَويّ، وابن فُوَرك.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
توفّي بهمذان.
__________
[1] وقال الخولانيّ: «كان من أهل القرآن والعلم والطلب للحديث، مع
الفهم والتقدّم في ذلك والعناية بهذا الفنّ قديما وحديثا، حسن الخطّ
والأدوات، يشبه النقّاد، وله تواليف حسان في الزهد منها: كتاب الخمول
والتواضع، وكتاب اختيار الجليس والصاحب، وفضل العلم، وفضل الأذان،
وفضائل عاشوراء، وكتاب في المناولة، والإجازة في نقل الحديث، إلى غير
ذلك من تواليفه» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 2/ 324 رقم 814، والأنساب 4/ 124، 125.
[3] الحريضيّ: بضم الحاء المهملة وفتح الراء وسكون الياء وآخر الحروف
وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى الحرض.
(30/137)
180- محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن
القاسم [1] .
أبو الحسين بْن أبي محمد بن أبي نصر التميميّ الدّمشقيّ المعدّل.
سمع: أباه، وأبا بكر المَيَانِجِيّ، وأبا سليمان بن زَبْر، وهو آخر من
حدَّث عنهما [2] .
وروى عنه: سهل بن بِشْر، وموسى الصِّقليّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو
الحسن بن المَوَازينيّ، وأبو طاهر الحِنَّائيّ [3] .
وكانت له جنازة عظيمة، غُلِق له البلد، وحضره النّائب.
تُوُفّي في رجب [4] .
181- محمد بْن عليّ بن إبراهيم [5] .
أبو طالب البيضاويّ [6] .
تُوُفّي في رمضان. وكان مكثرّا.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وابن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وكان صدوقا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 39 و 38/ 326، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 23/ 9 رقم 10، والعبر 3/ 311، والمعين في طبقات المحدّثين
129 رقم 1430، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 17/
648، 649 رقم 438، وشذرات الذهب 3/ 274، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 224، 225 رقم 1470.
[2] وسمع أيضا: أبا عبد الله الحسين بن عبد الله المعروف بابن أبي كامل
الأطرابلسي المتوفى سنة 441 هـ.
[3] وسمعه بدمشق: أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق الحميري
القاضي المتوفى بحصن المنيطرة في جبل لبنان سنة 468 هـ.
[4] وكان يكتب للخطيب البغدادي الّذي أكثر من ذكره في «تاريخ بغداد» ،
وخاصّة ما حدّث به خيثمة الأطرابلسي.
[5] انظر عن (محمد بن عليّ البيضاوي) في:
تاريخ بغداد 3/ 104 رقم 1102، والأنساب 2/ 369.
[6] البيضاوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى
بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. (الأنساب 2/ 368) .
(30/138)
182- محمد بن الفضل بن محمد.
أبو بكر النَّيْسابوريّ اللّبّاد.
روى الكثير عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي الحسين محمد بن المظفّر،
وطبقتهما.
183- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.
أبو الحسين البكريّ الكوفيّ المعروف بابن نَفِّطْ.
سمع إفادة أبيه من: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ.
وكان أُميًّا لَا يكتُب.
روى عنه: أُبيّ النَّرسيّ.
184- محبوب بن محبوب بن محمد [1] .
أبو القاسم الخشنيّ الطُلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وأبي إسحاق بن شَنْظِير، وأبي جعفر
بن ميمون.
وكان من أعلم أهل زمانه باللّغة والعربيّة، بصيرا بالحديث وعليه،
فهِمًا فطِنًا صالحًا.
تُوُفّي في المحرَّم.
ترجمه ابنُ مظاهر.
- حرف النون-
185- نصر بن سيّار بن يحيى.
أبو الفتح الهَرَويّ القاضي، رئيس بلده.
روى عن: جدّه، وعن: خاله أبي القاسم الدّاوديّ.
وخرَّج له شيخ الْإِسلام أمالي.
وَقُتِلَ مظلومًا.
__________
[1] انظر عن (محبوب بن محبوب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 628 رقم 381.
(30/139)
186- بنت فايز القرطبيّ.
امرأة أبي عبد اللَّه بن عتّاب.
عالمة فاضلة مُتَفنِّنَة في العلوم، أخذت عِلم الآداب عن أبيها،
والفِقه عن زوجها.
وقدِمت على أبي عمرو الدّانيّ ليقرأ عليها، فوجدتهُ مريضًا فمات، فذهبت
إلى بَلَنْسِية وقرأت بالرِّوايات السبع على أبي داود صاحب الدّانيّ.
ثم حجّت سنة خمسٍ، وتُوُفّيت راجعةً بمصر سنة ستٍّ.
(30/140)
سنة سبع وأربعين
وأربعمائة
- حرف الألِف-
187- أَحْمَد بن بابشاذ بن داود بن سليمان [1] .
أبو الفتح المصريّ الجوهريّ الواعظ.
روى عن: أبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الحسن طاهر بن عبد
المنعم بن غلبون.
قال أبو طاهر السَّلفيّ: وفيه على ما قيل ليْنٌ.
قلت: وروى عنه: ابنه طاهر صاحب العربيّة، وأبو الحسين يحيى بن عليّ
الخشّاب المقرئ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وغيرهم.
وتوفي في رمضان [2] .
188- أحمد بن سلامة.
أبو زيد الأصبهاني.
عن: أبي بكر بن المقري.
وعنه: يحيى بن منده.
مات في جمادى الأولى.
189- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يابشاذ) في:
المغني في الضعفاء 1/ 346 رقم 246، وميزان الاعتدال 1/ 84 رقم 302،
ولسان الميزان 1/ 139 رقم 437.
[2] ورّخ ابن حجر وفاته بسنة 444 هـ. (لسان الميزان) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله الثابتي) في: -
(30/141)
الإمام أبو نصر الثابتي البخاري، الفقيه
الشافعي.
وروى عن: أبي القاسم بن جُبَارة، وأبي طاهر المخلّص.
وتفقّه على: أبي حامد الْإِسفرائينيّ.
ودرَّس وأفتى.
قال الخطيب [1] . كتبت عنه، وكان ليّنًا في الرّواية.
قال الذُّهَليّ: كان يُدرّس ويفتي، وله حلقة في جامع المدينة.
وقال: النّرسيّ: نا عن زاهر السَّرْخَسيّ.
وتُوُفّي في رجَب.
190- أَحْمَد بن عليّ بن عبد اللَّه [2] .
أبو بكر البغداديّ الزَّجّاجيّ المؤدِّب.
سمع: أبا القاسم بن حُبابة، وأبا حفْص الكتّانيّ.
قال الخطيب [3] : كان ديّنًا فقيهًا شافعيا. كتبت عنه، وذكر لي أنّه
سمع من: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، إِلَّا أن كتابه ببلده
بطَبْرستان.
وأرَّخ ابن خَيْروُن وفاته في ذي الحجّة، وأنّهُ كان صالحًا.
191- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن عبدوس [4] .
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 4/ 239، 240 رقم 1965، وطبقات الفقهاء للشيرازي
109، والكامل في التاريخ 9/ 616 وفيه: «أحمد بن محمد الثابتي» ،
والمنتخب من السياق 98 رقم 216، وميزان الاعتدال 1/ 111، ولسان الميزان
1/ 201.
[1] في تاريخه، وقال: ودرس فقه الشافعيّ على أبي حامد الأسفراييني ولم
يزل قاطنا ببغداد إلى آخر عمره يدرّس الفقه ويفتي، وله حلقة في جامع
المنصور. وحدّث شيئا يسيرا عن زاهر بن أحمد السرخسي.
[2] انظر عن (أحمد بن علي الزجّاجي) في:
تاريخ بغداد 4/ 325 رقم 2135، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 17.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الزعفرانيّ) في:
تاريخ بغداد 4/ 380 رقم 2256.
(30/142)
أبو الحسن البغداديّ الزَّعفرانيّ،
المؤدِّب.
سمع: أبا بكر القَطيعيّ، وابن ماسيّ، وابن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه من سماعه الصّحيح، ومات في صفر.
وقد ولد في سنة ثمان وخمسين.
وقال ابن خيرون في الوفيَّات. كان في كلامه وسماعه تخليط.
- حرف التّاء-
192- التّقي بن نجم بن عُبَيْد اللَّه [1] .
أبو الصّلاح الحَلَبيّ، شيخ الشّيعة وعالِم الرّافضة بالشّام.
قال يحيى بن أبي طيِّئ في تاريخه: هو عين علماء الشّام والمُشار إليه
بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان، وعلوم الأبدان.
وُلِدَ في سنة أربعٍ وسبعين بِحَلَبْ، ورحل إلى العراق ثلاث مرّات.
وقرأ على: الشّريف المُرتضى.
وقال ابن أبي رَوْح [2] : تُوُفّي بعد عوده من الحجّ بالرّملة في
المُحرَّم، وكان أبو الصّلاح علّامةً في فقه أهل البيت.
وقال غيره: لهُ مُصنّفات في الأصول والفروع، منها كتاب «الكافي» ،
وكتاب «التقريب» ، وكتاب «المُرشِد إلى طريق التّعبُّد» ، وكتاب
«العُمْدة في الفقه» ، وكتاب «تدبير الصّحة» صنّفه لصاحب حلب نصر بن
صالح، وكتاب «شُبَه الملاحدة» . وكتبه مشهورة بين أئمّة القوم.
__________
[1] انظر عن (التقيّ بن نجم) في:
رجال الطوسي 457 رقم، ولسان الميزان 2/ 71 رقم 271 وفيه: «تقي بن عمر
بن عبيد الله» ، ومجمع الرجال للقهبائي 1/ 27، وطبقات أعلام الشيعة
(النابس في القرن الخامس) 39، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 3/ 634،
635.
[2] هو: أسعد بن أحمد بن أبي روح، أبو الفضل الطرابلسي، من أكابر قضاة
طرابلس وعلمائها الشيعة، تولّى النظر على دار العلم بها، وله تصانيف
كثيرة. توفي قبل سنة 520 هـ. ذكرت له ترجمة مطوّلة في كتابي: «موسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» ج 6/ 388- 392 رقم 261، وفيه
مصادر ترجمته.
(30/143)
وذُكِر عنهُ صلاح وزُهْد وتقشُّف زائد
وقناعة مع الحُرمة العظيمة.
والجلالة. وأنّه كان يُرغِّب في حضور الجماعة. وكان لا يُصلّي في
المسجد غير الفريضة، ويتنفّل في بيته، ولا يقبل ممّن يقرأ عليه هديّة.
وكان من أذكياء النّاس وأَفْقههم وأكثرهم تفنُّنًا.
وطوّل ابن أبي طيِّئ ترجمته.
193- تمّام بن محمد بن هارون [1] .
الخطيب أبو بكر الهاشميّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن حسّان الحدليّ صاحب مطيّن.
وكان صدوقًا مُعظّمًا.
كتب عنه أبو بكر الخطيب [2] ، والكِبار.
- حرف الجيم-
194- جعفر بن محمد بن عفّان [3] .
الفقيه أبو الخير المِرْوَزيّ الشافعيّ.
قدِمَ معرّة النّعْمَان، وأقرأ بها الفقه. وصنّف في المُذهَّب كتاب
«الذّخيرة» وكان قدومه المعرَّة في سنة 418، ودرَّس بها. وأخذ عنه
أهلها.
__________
[1] انظر عن (تمّام بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 141 رقم 3588، والمنتظم 8/ 166 رقم 268، (15/ 351 رقم
3322) .
[2] وهو قال: «كتبت عنه وكان صدوقا، شهد عند قاضي القُضاة أَبِي عَبْد
اللَّه بن ماكولا فقبل شهادته، وتقلّد الخطابة بجامع الرصافة في سنة ست
وثلاثين وثلاثمائة، ثم أضيف إلى ذلك تقليد الخطابة في جامع قصر
الخلافة، فكان يتناوب هو وأبو الحسين بن المهتدي الصلاة في جامع
الرصافة وجامع القصر، إلى أن ترك ابن المهتدي الصلاة في جامع الرصافة،
واقتصر على مناوبة تمّام في جامع القصر فحسب» .
[3] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 131 وفيه: «جعفر بن محمد بن عثمان» .
(30/144)
- حرف الحاء-
195- الحسن بن رجاء البغداديّ [1] .
الدَّهان النَّحْويّ.
أقرأ العربية مُدّة.
196- الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه [2] .
أبو عليّ العطَّار المقرئ البغداديّ، المؤدِّب.
ويعرف بالقَرِع [3] ، والد فاطمة صاحبة الخطّ المنسوب.
سمع من: عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلّص.
وقرأ بالرّوايات على: أبي الفَرَج عبد الملك بن بكران النَّهْرَوانيّ،
وأبي إسحاق إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبَرِيّ، وأبي الحسن الحمَّاميّ،
وجماعة.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو طالب القزَّاز.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب وقال [4] : لم يكن به بأس.
197- الحسين بن أَحْمَد بْن محمد بْن حبيب [5] .
أبو عبد الله القادسيّ البزّاز.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن رجاء) في:
الكامل في التاريخ 9/ 616.
[2] انظر عن (الحسن بن علي العطار) في:
تاريخ بغداد 7/ 392 رقم 3928، والمنتظم 8/ 166 رقم 229، (15/ 351 رقم
3323) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 413 رقم 350، وغاية النهاية 1/ 224
رقم 1018.
[3] كذا في الأصل، وفي المصادر «الأقرع» .
[4] في تاريخ 7/ 392.
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 16 رقم 4059، والأنساب 10/ 10، 11، والمغني في الضعفاء
1/ 170 رقم 508، وميزان الاعتدال 1/ 529، رقم 1976، والعبر 3/ 212،
ومرآة الجنان 3/ 63، ولسان الميزان 2/ 264، 265 رقم 1102.
(30/145)
كان يُملي في جامع المنصور مُدّة عن: أبي
بكر القَطيعيّ، والورَّاق، وأبي بكر بن شاذان.
قال الخطيب [1] : حضرته يومًا وطالبته بأُصول، فدفع إليِّ عند ابن
شاذان وغيره أصولًا صحيحة.
فقلت: أرني أصلك عن القطيعيّ.
فقال: أنا لَا يُشكُّ في سَمَاعي منه. سمَّعني خالي هبة اللَّه
المُفسِّر منه المسند كلّه.
فقلت: لا تروينّ هاهنا شيئًا إِلَّا بعد أن تُحضِر أصولك وتُوقِف عليها
أصحاب الحديث. فانقطع ومضى إلى مسجد براثًا [2] فأملى فيه. وكانت
الرَّافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منَعَتني النَّواصِب أن أروي في جامع
المنصور فضائل أهل البيت.
ثم جلس في مسجد الشَّرقيّة، واجتمعت إليه الرَّافضة، ولهم إذ ذاك قوَّة
وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطَّعن على
السَّلَف.
وقال لي: يحيى بن حسين العلويّ: أخرج إليّ ابن القادسيّ أجزاء كثيرة عن
القَطِيعيّ، فلم أرَ في شيءٍ منها له سماعًا صحيحًا إِلَّا في جزءٍ
واحد.
وكانت أجزاءً عُتقًا قد غيَّر أوائلها وكتَبَهُ بخطِّه، وأثبت فيها
سماعه.
وقال أُبيِّ النَّرْسيِّ: كان ابن القادسيّ يسمّع لنفسه، وكان له سماع
صحيح، منه حديث الكُديْميّ، وجزء من حديث القَعْنَبِيّ، وأجزاء من
«مُسنَد أحمد» . سمعنا منه.
__________
[1] في تاريخه 8/ 16.
[2] براثا: محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبيّ باب محوّل،
وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره، وكذلك المحلّة
لم يبق لها أثر. (معجم البلدان 1/ 362) .
(30/146)
قلتُ: حديث الكُدَيْميّ وقع لنا، كان قد
تفرَّد به ابن المَوَازينيّ، عن البهاء.
ومات ابن القادسيّ في ذي القعدة.
198- الحسين بن عليِّ بن جعفر بن علّكان ابن الأمير أبي دُلَف
العِجْليّ الفقيه [1] .
قاضي القُضاة أبو عبد اللَّه الجرباذقانيّ [2] ، المعروف بابن ماكولا
[3] .
ولي قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.
قال الخطيب [4] . ولم نرَ قاضيا أعظم نزاهةً منه. سمعته يقول: سمعت من
أبي عبد اللَّه بن منده بأصبهان.
تُوُفِّي في شوَّال وهو حينئِذٍ قاضي القُضاة، وكان عارفًا بمذهب
الشافعيّ [5] .
وقيل إنّهُ وُلِدَ سنة 368، وهو عمّ الحافظ أبي نصر الأمير.
199- الحُسَيْن بن عليّ بن محمد بن أبي المضاء [6] .
أبو عليِّ البعلبكّيّ، القاضي.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي الجرباذقاني) في:
تاريخ بغداد 7/ 392، والمنتظم 8/ 167 رقم 231، (15/ 351، 352 رقم 3325)
، والكامل في التاريخ 9/ 615، وتاريخ دولة آل سلجوق 13، والعبر 3/ 213،
ودول الإسلام 1/ 263، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 152 ومرآة
الجنان 3/ 64، وتاريخ الخميس 2/ 400.
[2] الجرباذقاني: فتح الجيم وسكون الراء والباء الموحّدة المفتوحة،
بعدها الألف وسكون الذال المعجمة والقاف المفتوحة، وفي آخرها النون.
نسبة إلى جرباذقان أصبهان.
[3] في تاريخ دولة آل سلجوق: «ماكولة» .
[4] في تاريخه.
[5] وقال ابن الأثير: «وكان شافعيا، ورعا، نزها، أمينا» . (الكامل 9/
615) .
[6] انظر عن (الحسين بن علي البعلبكي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 161، 162، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 7/ 160 رقم 131، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 345، 346، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 154 رقم 495، وانظر: شجرة نسب بني
أبي المضاء البعلبكي في «الموسوعة» 2/ 155 من وضعنا.
(30/147)
حدَّث عن: الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد
الكِنْديّ الحِمصي، والحسين بن أَحْمَد البَعَلْبَكيّ [1] .
روى عنه: أبو المضاء محمد بن عليّ المعروف بالشّيخ الدَّيِّن، وسماعه
منه بِبَعَلْبَك في سنة ستٍّ وأربعين.
وتُوُفّي بعدها بسنة [2] .
200- حَكَمُ بن محمد بن حَكَم [3] .
أبو العاص الْجُذّاميِّ القُرْطُبيّ، ويُعرف بابن إفْرانْك.
روى عن: عبَّاس بن أَصبَغ، وخلف بن القاسم، وعبد اللَّه بن إسماعيل بن
حرب، وهاشم بن يحيى، وجماعة كبيرة.
ولقي بطُلَيطُلَة: عبدوس بن محمد، وغيره.
ورحل سنة إحدى وثمانين وحجّ، فأخذ عَن: أبي يعقوب بن الدّخيل، وأبي بكر
أحمد بن محمد المهندس، وإبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن أبي زيد
الفقيه.
وقرأ القرآن على: أبي الطيب بن غلبون.
وكان مسند أهل الأندلس في عصره.
روى عنه الكبار: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغساني وقال: كان رجلًا
صالحًا ثقةً، مُسنِدًا. عَلَت روايته لِتأخُّر وفاته. وكان صليبًا في
السُّنّة، مُشَدِّدًا على أهل البِدَع، عفيفًا ورِعًا، صبورًا على
القِلّة، متين الدّيانة، رافضا للدّنيا،
__________
[1] قرأ عليه ببعلبكّ في المسجد الجامع سنة 387.
[2] ورّخه ابن ابن ابنه أبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن
الحسين بن أبي المضاء، (تاريخ دمشق 11/ 162) .
[3] انظر عن (حكم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 149، 150، والعبر 3/ 213، والمعين في طبقات
المحدّثين 129 رقم 1431، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام
النبلاء 17/ 659، 660 رقم 449، ومرآة الجنان 3/ 64، وشذرات الذهب 3/
275.
(30/148)
مُهينًا لَأهلِها، مُنقبضًا عن السُّلطان،
يتمعَّش من بُضَيْعَةِ حِلٍّ ببلده، يُضارب لهُ بِها بعضُ إخوانه
المُسافرين.
تُوُفّي في صدْر ربيع [1] الآخر عن سنٍّ عالية [عن] بِضعٍ وتسعين سنة
[2] .
وقال عبد الرَّحمن بن خَلَف أنَّهُ رأى على نَعْش حَكَم هذا يوم دفنه
طيورًا لم تُعهَد بعد كانت تُرفرِف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن دُفِنَ
كالَّذي رُئيَ على نَعْش أبي عبد اللَّه بن الفخَّار [3] ، رحمهما
اللَّه تعالى.
201- حمزة بْن مُحَمَّدِ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الحسين [5] .
أبو طالب الهاشميِّ الجعفريِّ الطوسيّ الصُّوفيّ، وكان كثير الأسفار.
سمع بدمشق: عبد الوهاب الكِلابيّ، وطلحة بن أسد.
وسمع بأصبهان: الحافظ ابن مردَويْه.
وبأماكن.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن سهل السرَّاج،
وأبو المحاسن الرُّويَّانيّ، وغيرهم.
وسكن نُوقان [6] ، وسمع منه بها خلق.
وبها توفّي رحمه الله في شعبان [7] .
__________
[1] في الأصل: «في صدر في ربيع» .
[2] الصلة 1/ 150.
[3] الصلة 1/ 150.
[4] انظر عن (حمزة بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 541، 542، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 7/ 269 رقم 259، والمنتخب من السياق 208 رقم 267، وتهذيب تاريخ
دمشق 4/ 454 وسيعاد في وفيات سنة 448 هـ. برقم (260) .
[5] في «المنتخب من السياق» : «الحسن» .
[6] وكان شيخ الصوفية بها. و «نوقان» : بالضم، والقاف وآخره نون، إحدى
قصبتي طوس، لأن طوس ولاية، ولها مدينتان إحداهما طابران والأخرى نوقان،
وفيها تنحت القدور البرام. (معجم البلدان 5/ 311) .
[7] في «تاريخ دمشق» : «توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة» . -
(30/149)
202- حمزة بن القاسم بن عفيف.
أبو القاسم المصريِّ الورَّاق.
تُوُفِّي أيضًا في شعبان.
- حرف الذَّال-
203- ذو النُّون بن أَحْمَد بن محمد.
أبو الفَيْض المصريّ العصَّار.
سمع: القاضي أبا الحسن الحلبيّ، وغيره.
وروى عنه: أبو عبد اللَّه الرَّازيّ.
- حرف الرّاء-
204- رافع بْن نصر [1] .
أبو الحسن البغداديّ الشّافعيّ، الزَّاهد الفقيه المُفتي.
المعروف بالحمَّال.
روى عن: أبي عمر بن مهديِّ الفارسيّ.
وحكى عن: أبي بكر بن الباقلّانيّ، وعن: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
وكان يعرف الأُصُول.
أخذ عنه عبد العزيز الكتَّانيّ، ولهُ شِعرٌ حَسَن.
وتُوُفّي بِمَكَّة.
وقال محمد بن طاهر: سمعتُ هيَّاج بن عُبَيْد يقول: كان لرافع الحمَّال
في الزُّهد قِدَم. وإنَّما تَفقَّه أبو إسحاق الشِّيرازيّ والقاضي أبو
يعلى الفرَّاء بمعاونة رافع لهما. كان يحمل ويُنفِق عليهما.
__________
[ (-) ] أقول: لهذا سيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته برقم (264) .
وهو يروي بسنده إلى الشافعيّ ببيتين من الشعر، وينشد لبعض الصوفية،
وذكر الشعر ابن عساكر في تاريخه.
[1] انظر عن (رافع بن نصر) في:
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 164، 165.
(30/150)
ومن شِعر رافع الحمَّال:
كر كَرّ العَبْدِ إن ... أحبَبْتَ أن تُحسَبَ حُرَّا
واقطع الآمال عن فضلِ ... بني آدم طُرّا
أنتَ ما استغنيت عن مثلك ... أعلى النّاس قدرا [1]
وكان عارفًا بمذهب الشَّافعيّ. كان يُفتي بِمكَّة.
قال ابن النَّجّار: قرأ شيئًا من الأصول على ابن الباقِلّانيّ، وتفقَّه
على أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
حدَّث عنه: سهل بن بِشر الْإِسْفَرَائِينيّ، وجعفر السرّاج.
وكان موصوفًا بالزُّهْد والعبادة والمعرفة رحمه اللَّه.
- حرف السين-
205- سُلَيْم بن أيوب بن سُلَيْم [2] .
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى 3/ 165.
[2] انظر عن (سليم بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 2/ 159، وطبقات الفقهاء للشيرازي 132، وتبيين كذب المفتري
262، 263، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 258 و 401 و 23/ 117 و
26/ 107 و 44/ 429 و 46/ 345، ومعجم البلدان 5/ 171، وإنباه الرواة 1/
95 و 2/ 69، واللباب 1/ 206، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ج 1 ق 1/
231، 232، ووفيات الأعيان 2/ 133 و 6/ 191، والتكملة لوفيات النقلة 1/
66، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 195، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 10/ 197- 199 رقم 98، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 284 و 4/ 24 و 284،
والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 127- 130 رقم 86، وطبقات ابن الصلاح
(مخطوط) ورقة 48 ب، والعبر 3/ 213، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير
أعلام النبلاء 17/ 545- 647 رقم 436، ودول الإسلام 1/ 263، والمعين في
طبقات المحدّثين 129 رقم 1433، وتلخيص ابن مكتوم 81، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 388- 391، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوطة رام
فور) 189 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 562- 564 رقم 515، ومرآة
الجنان 3/ 64، 66 و 172، والوافي بالوفيات 15/ 334، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 230، 231 رقم 188، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات
المفسّرين للداوديّ 1/ 196، 197، والتاج المكلّل للقنوجيّ 148، وكشف
الظنون 98، 466، 915، وشذرات الذهب-
(30/151)
أبو الفتح الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ.
المُفسَّر الأديب سكن الشَّام مُرابِطًا مُحتَسِبًا لِنَشْرِ العِلْمِ
والسُّنّة والتصانيف. حدَّث عن: محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ، ومحمد
بن جعفر التميميّ الكُوفيّيّْن، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد
الله الرّازيّيْن، وأبي حامد الْإِسْفَرائينيّ، وأحمد بن محمد
المُجْبَر، وأحمد بن فارس اللُّغَويّ، وجماعة.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو بكر الخطيب [1] ، والفقيه نصر المقدِسيّ [2]
، وأبو نَصْر الطُّرَيثِيثيّ، وعليّ بن طاهر الأديب، وعبد الرَّحمن بن
عليِّ الكامليّ، وسهل بن بِشْر الْإِسْفَرائينيّ، وأبو القاسم عليّ بن
إبراهيم النّسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقرئ مُحدِّث.
وقال سهل الْإِسْفَرائينيّ: حدَّثني سُلَيْم أنَّهُ كان في صِغَره
بالرّي، ولهُ نحو عشر سنين، فحضر بعض الشّيوخ وهو يلقّن فقال لي:
تقدَّم فاقرأ. فجَهِد أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.
فقال: لك والدة؟ قلت: نعم. قال: قل لها تدعو لكَ أن يرزقك اللَّه قراءة
القُران والعِلم. قلت: نعم.
فرجعت فسألتها الدُّعاء، فَدَعَت لي. ثُمَّ إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت
بها العربية والفِقْه، ثُمَّ عُدت إلى الرّيّ، فبينا أنا في الجامع
أقرأ ب «مُختَصَر المُزنيّ» وإذا الشّيخ قد حضر وسلَّم علينا وهو لَا
يعرفني. فسمع مُقابلتنا وهو لَا يعلم ما نقول، ثُمَّ قال: متى
يُتَعلَّم مثل هذا؟
__________
[ (- 3] / 275، 276، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 147، وهدية
العارفين 1/ 406، وروضات الجنات 4/ 73، 74، وديوان الإسلام 3/ 17 رقم
1121، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 730، والأعلام 3/ 116، ومعجم
المؤلفين 4/ 243، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/
322- 327 رقم 662.
[1] وقد صحبه في طريق الحجّ سنة 446 هـ.
[2] وكان قد خرج إلى صور فدرس الفقه على سليم نحو أربع سنين من سنة 437
إلى سنة 440 هـ. وسئل نصر: كم في ضمن التعليقة التي صنفها وعلّقها عن
سليم من جزء؟ فقال: نحو ثلاثمائة جزء. (تاريخ دمشق 44/ 429، معجم
البلدان 5/ 171) .
(30/152)
فأردت أن أقول له: إن كانت لك والدة قل لها
تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال [1] .
وقال أبو نصر الطُّرَيثِيثيِّ: سمعتُ سُلَيْمًا يقول: علَّقتُ عن شيخنا
أبي حامد جميع التّعليق، وسمعته يقول: وَضَعَتْ منِّي صُور، ورفعت
بغداد من أبي الحسن بن المَحَامليّ [2] .
قال ابن عساكر [3] : بلغني أنّ سليما تفقَّه بعد أن جاز الأربعين،
وقرأت بخطّ غيث الأرمنازيِّ: غرق سُلَيمُ الفقيه في بحر القُلْزُم عند
ساحل جُدّة بعد الحجّ في صَفَر سنة سبعٍ وأربعين. وقد نيَّف على
الثمانين.
وكان رحمه اللَّه فقيهًا مُشارًا إِلَيْهِ. صنَّف الكثير في الفقه
وغيره، ودرَّس.
وهو أوَّل من نشر هذا العِلم بصُور، وانتفع به جماعة، منهم الفقيه نصر
[4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 645، 646، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/
390، 391.
[2] وسأله شخص: ما الفرق بين مصنّفاتك ومصنّفات رفيقك المحامليّ؟
معرّضا بأنّ تلك أشهر، فقال: الفرق أنّ تلك صنّفت بالعراق، ومصنّفاتي
صنّفت بالشام، (طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 563) .
[3] في «تبيين كذب المفتري» 262.
[4] وحكي عن سبب انتقاله إلى صور فقيل إنه عند ما توفي الشيخ أبو حامد
الأسفرائيني جلس سليم فدرّس مكانه، وكان أبوه أيوب لا يزال حيّا، فحضر
إلى بغداد، فرآه يوما وقد فرغ من التدريس لكبار الطلبة وجلس لإقراء
المبتدءين، فلم يفرّق بينه وبين مؤدّب الصبيان، فقال: يا سليم، إذا كنت
تقرئ الصبيان في بغداد، فارجع إلى بلدك، وأنا أجمع عليك صبيان القرية
لتقرئهم، فأدخل والده إلى بيته ليأكل شيئا، وأعطى مفتاح البيت إلى بعض
الطلبة وقال له: إذا فرغ والدي من أكله فأعطه مفتاح البيت ليأخذ ما
فيه، ثم سافر سليم إلى الشام ونزل ثغر صور مرابطا ينشر العلم، فتخرّج
عليه فيها غير الفقيه نصر المقدسي: أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد
الكرماني السرجاني نزيل بغداد، وأبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن
الحسن بن بسطام الشيبانيّ التبريزي الخطيب الأديب اللغوي، وأبو القاسم
يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي البشكري المقرئ الجوّال المتوفى
سنة 465 هـ، وأبو علي الحسين بن أحمد بن عبد الواحد الصوري التاجر
الوكيل، والقاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الصوري الكتاني، وهو قال:
إنّ سليما قدم علينا صور سنة 440 م فسمع عليه جميع كتاب «المجمل» في
اللغة بقراءته على مصنّفه، وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن القاسم
الصوري المعدّل المعروف بابن-
(30/153)
وحُدِّثت عنهُ أنّهُ كان يُحاسب نفسهُ على
الأنفاس، لَا يدع وقتًا يمضي بغير فائدة، إمَّا ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ
[1] .
وحُدِّثت عَنْه أنَّهُ كان يُحرِّك شفتيه إلى أن يقطّ القلم رضي اللَّه
عنه [2] .
206- سُتَيْتَة بنت عبد الواحد بن محمد بن سَبَنَك البجليّ [3] .
امرأة صادقة فاضلة بغداديّة.
سمعت من عمر بن سَبنك. وحدَّثت.
روى عنها الخطيب.
207- سهل بن طَلْحة.
قال الحبَّال: ذكر أنَّهُ سمع من ابن المقرئ بأصبهان.
208- سهل بن محمد بن الحسن [4] .
__________
[ (-) ] الكاملي المتوفى 490 هـ. وأبو بكر عتيق بن علي بن داود بن علي
بن يحيى الصقلّي الزاهد المتوفى سنة 464 هـ. (انظر: موسوعة علماء
المسلمين 2/ 324- 327) .
[1] مرآة الجنان 3/ 64، وقال ابن عساكر: حدّثني عنه شيخنا أبو الفرج
الأسفرائيني أنه نزل يوما إلى داره ورجع فقال: قد قرأت جزءا في طريقي.
(تبيين كذب المفتري 262) .
[2] تبيين كذب المفتري 262، وكان سليم وهو ببغداد ترد عليه الكتب من
الريّ فلا يقرأها إلى أن استكمل ما أراد من أنواع العلم، ثم فتحها فوجد
فيها موت أهله وحدوث ما يشغل خاطره أمرا لو قرأه لاشتغل به عن الطلب.
(إنباء الرواة 2/ 70) .
وله من المصنّفات: «ضياء القلوب» في التفسير، و «المجرّد» وهو في أربع
مجلّدات عار عن الأدلّة غالبا، جرّده من تعليق شيخه، و «الفروع» في
الفقه، وهو دون «المهذب» ، و «رءوس المسائل في الخلاف» وهو مجلّد ضخم،
و «الكافي» وهو مختصر قريب من كتاب «التنبيه» ، و «الإشارة في الفروع»
، وشرح متوسط، و «غرائب الحديث» ، و «تقريب الغريبين» لأبي عبيد وابن
قتيبة. (فهرست الإشبيلي 195) .
[3] انظر عن (ستيتة بنت عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 14/ 446 رقم 7830، والمنتظم 8/ 168 رقم 235، (15/ 353 رقم
3329) .
[4] انظر عن (سهل بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 592، 593، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 10/ 225 رقم 130، والنجوم الزاهرة 5/ 53، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 329 رقم 667.
(30/154)
أبو الحسن القائنيّ [1] الصُّوفيُّ، عُرِفَ
بالخشَّاب [2] .
سكن دمشق [3] ، وحدَّث عن: أبي جعفر محمد بن عبد الله القائنيّ الحافظ،
والقاضي أبي القاسم حسين بن عليّ.
روى عنه: أَحْمَد بن أبي الفتح الشَهْرَزُوريِّ، ونصر بن إبراهيم
المقدسيّ، وجماعة [4] .
توفّي بمصر في صَفَر [5] .
تَمَنَّاهُ طَرْفي في الكَرى فتَجَنَّبا ... وقبَّلتُ يومًا ظِلَّهُ
فتغضَّبا
وخُبِّرَ أنِّي قد عبرت بابه ... لأخلس منه نظرة فتحجّبا
ولو هَبَّت الرِّيحُ الصَّبا نَحْوَ أُذْنِهِ ... بِذِكْرى لسَبَّ
الرِّيحَ أو لَتَعَتَّبا
وما زادَهُ عندي قَبِيحُ فِعَالِهِ ... ولا الصَّدُ والهِجْرانُ إِلَّا
تَحَبُّبَا [6]
- حرف الطّاء-
209- طلحة بْن عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد الأصبهانيّ.
__________
[1] في «النجوم الزاهرة» : «الفاسي» . وقال محقّقه في الحاشية (3) ج 5/
53: «وفي مرآة الزمان:
أبو الحسن القائني، وقد بحثنا عنه في الكتب التي بين أيدينا فلم نوفق
إلى وجه الصواب فيه» .
و «القائني» : بفتح القاف، والياء المنقوطة باثنتين بعد الألف من
تحتها، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قاين، وهي بلدة قريبة من طبس
بين نيسابور وأصبهان والأنساب 10/ 36) .
[2] في «مختصر تاريخ دمشق» 10/ 225 «الحسّاب» (بالسين المهملة) .
[3] وحدّث بها وبصور والعراق.
[4] وكان أديبا شاعرا على طريق القوم، فمن شعره:
إذا كنت في دار يهينك أهلها ... ولم تك محبوسا بها فتحوّل
وأيقن بأنّ الرزق يأتيك أينما ... تكون ولو في قفر بيت مقفل
ولا تك في شكّ من الرزق إنّ من ... تكفّل بالأرزاق فهو بها ملي
[5] تاريخ دمشق 16/ 593، المختصر 10/ 225.
[6] تاريخ دمشق 16/ 593، المختصر 10/ 225.
وسمع يقول قبل موته بأيام: إنّ له سبعا وسبعين سنة. حدّث بكتاب «المدخل
إلى الإكليل» من تصنيف الحاكم أبي عبد الله بن البيّع، كان يذهب إلى
التشيّع.
(30/155)
رحل وسمع من: أبي طاهر المخلّص.
روى عنه: أبو علي الحداد.
وتوفي في جمادى الآخرة.
وأبوه هو أخو أبي نعيم الحافظ، وله سماع من ابن المقرئ.
- حرف العين-
210- عبد اللَّه بن الحسين [1] .
قاضي القُضاة أبو محمد النّاصحيّ، الفقيه الحنفيّ.
ولي [قاضي] القُضاة للسُلطان الكبير محمود بن سُبُكْتِكِين.
وروى عن: بشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وطال عمره وعظم قَدْره [2] .
211- عبد اللَّه بن عليّ بن محمد بن حَمُّوَيْه الْأصبهانيّ الجمَّال.
روى عن: ابن المقرئ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
212- عبد الرَّحيم بن الحسين [3] .
الوزير الأوحد أبو عبد اللَّه الكاتب. ويُلقَّب بالعادل.
وَزَرَ للملك الرَّحيم أبي نصر بن أبي كالَيْجَار، وخلع عليه الخليفة.
وكان سمحا جوادا، ظالما سفّاكا للدّماء.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
المنتخب من السياق 277 رقم 907.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «قاضي القضاة، شيخ الحنفية في عصره
والمقدّم على الأكابر من القضاة والأئمّة في دهره، له مجلس التدريس
والنظر والفتوى والتصنيف، وله الطريقة الحسنة في الفقه المرضية عند
الفقهاء من أصحابهم، وكان ورعا مجتهدا، قصير اليد.. وعقد له مجلس
الإملاء سنين» .
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن الحسين) في:
الكامل في التاريخ 9/ 615، وسير أعلام النبلاء 17/ 665 رقم 457، ومعجم
الأنساب والأسرات الحاكمة لزامباور 326.
(30/156)
غضب عليه أبو نصر وطلبه، وقد غطُّوا على
حُفيْرة في دار المَلِك بحصيرة، فلما مرَّ نزل فيها وطُمَّ عليه في
الحال. وذلك في شهر رمضان سنة سبعٍ.
213- عبد الغفّار بن محمد الأمديّ [1] .
أبو طاهر.
سمع: إسحاق بن سَعْد النَّسويّ، وغيره.
قال أُبَيّ النَّرسيّ: كان ثقة، حدَّثنا ببغداد.
214- عبد الملك بن عبد اللَّه بن محمود بن صُهَيْب بن مِسْكين [2] .
أبو الحسن المصريّ الفقيه الشّافعيّ.
روى عن: أبيض بن محمد الفِهْريّ صاحب النِّسائي، وعُبَيْد اللَّه بْن
محمد بْن أَبِي غالب البزّار، وأبي بكر بن المُهندِس، وأبي بكر محمد بن
القاسم بن أبي هُريرة، وعليّ بن الحسين الأنطاكيّ قاضي أَذَنَة،
وغيرهم.
ويعرف أيضًا بالزجاج.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
215- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سَلْمان [3] .
أبو محمد البغداديّ.
روى عن: القاضي أبي بكر الأبهريّ، وعليّ بن لؤلؤ، وغيرهما.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (عبد الغفار بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 117 رقم 5813، والمنتظم 8/ 167، 168 رقم 232، (15/ 352
رقم 3326) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في:
سير أعلام النبلاء 17/ 661 رقم 451، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
249، وحسن المحاضرة 1/ 403.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 434 رقم 5598.
(30/157)
216- عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن
بُرهان [1] .
أبو الفَرَج البغداديّ، المحدّث الغزَّال. أخو محمد [2] .
سمع: أبا عبد اللَّه العسكريّ، وإسحاق بن سعد النّسويّ، وعليّ بن لؤلؤ،
ومحمد بن عبد اللَّه بن بَخِيت، وابن الزّيَّات، وأبا بكر الأبهريّ،
وابن المُظفّر [3] .
وسكن صور وحدَّث بها.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثّقه [4] ، والفقيه نصر المقدسيّ، وآخرون
[5] .
وُلِدَ سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة. وتوفّي بصور في شوّال.
__________
[1] انظر (عبد الوهاب بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 1/ 409 و 8/ 55 و 11/ 34، والفقيه والمتفقّه للخطيب 1/ 10،
وموضح أوهام الجمع والتفريق، له 1/ 123 و 2/ 48 و 137 و 192 و 249 و
347، والأنساب لابن السمعاني 110 ب، و 408 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 3/ 117 و 367 و 4/ 43 و 14/ 340 و 18/ 15 و 20/ 212 و 21/
543 و 24/ 366 و 28/ 451 و 37/ 382 و 40/ 278 و 41/ 530 و 46/ 19، و
(الجزء المصوّر عن مخطوطة موسكو) ورقة 169، ومعجم البلدان 2/ 490 و 4/
302، وبغية الطلب (المخطوط) 1/ 95، والعبر 3/ 214، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 463، ومرآة الجنان 3/ 66، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 446، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 251- 253 رقم 960.
[2] وقال السمعاني إن عبد الوهاب كان أصغر من أخيه أبي الحسن محمد بن
الحسين بن عمر المتوفى بعد سنة 437 هـ. (الأنساب 408 ب) . وقد تقدّم
أخوه في الطبقة السابقة برقم 204.
[3] وقال عبد الوهاب للخطيب البغدادي بصور إنه سمع مؤدّبه أبا الحسين
محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي في سنة 380 هـ. (تاريخ بغداد 8/
55) .
[4] وسمعه بصور، وهو قال: انتقل عن بغداد إلى الشام فسكن بالساحل من
مدينة صور، وبها لقيته، وسمعت منه عند رجوعي من الحج وذلك في سنة 446
وكان ثقة، (تاريخ بغداد 11/ 34) .
[5] ومنهم: أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وذكره في «معجم
شيوخه» وقال: أبو الفرج بن هاني الغزّال بغداديّ المولد، سكن صور،
يتّجر إلى مصر، لا بأس به، صحيح الأصول، (الأنساب 408 ب، تاريخ دمشق
21/ 543، الفقيه والمتفقه 1/ 10) وسمعه بصور أيضا: أبو منصور عبد
المحسن بن محمد بن علي بن أبي بكر البغدادي المتوفى 487 هـ، وأبو الحفص
عمر بن الحسين بن عيسى الدوني الصوفي المتوفى 481، وأبو الوحش سبيع بن
المسلم بن علي بن هارون المقرئ، وأبو الحسن صمدون بن الحسين بن علي
الصوري، وأبو روح لابس ابن سهل العاني الصوفي، وأبو المعالي مشرّف بن
مرجّا المقدسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن-
(30/158)
217- عبد الوهّاب بن محمد بن موسى [1] .
أبو أَحْمَد الغَنْدَجانيّ [2] .
قال الخطيب: سمع من: أَحْمَد بن عبدان الحافظ، ومن: أبي طاهر المخلّص،
وحدَّثنا بتاريخ البخاري عن ابن عبدان بعضه بقوله، وأرجو أن يكون
صدوقًا.
مات في جُمَادى الأُولى.
قلت: روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو
الغنائم النّرسي.
218- عُبَيْد اللَّه بن عليّ بن أبي قربة أبو القاسم العَجْليّ الحذّاء
الكوفيّ.
قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن بكّار، وغيره.
وهو ثقة.
219- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن زمناتة.
__________
[ (-) ] محمد بن عقيل الشهرزوريّ الفقيه، وأحمد بن الحسن بن الحسين
الشيرازي، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الحسين القبائي الصوفي المقيم
بصور والمتوفى بها 471 هـ، وأبو الحسن علي بن عبد الملك الدبيقي، وعبد
الله بن الحسن بن أحمد الديباجي العثماني الّذي قتل عند الجبّة في طريق
بيروت، وأبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الأموي الهكاري، وأبو
الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسدابادي الصوفي، وأبو العلاء يزيد بن
أحمد بن علي الصوري، وأبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن الحسين الهروي
المقرئ الضرير. (انظر:
موسوعة علماء المسلمين 3/ 252، 253) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 33، 34، والأنساب 9/ 179، 180، واللباب 2/ 390، 391،
والعبر 3/ 212، وسير أعلام النبلاء 17/ 661 رقم 452، وشذرات الذهب 3/
276.
[2] الغندجانيّ: بفتح الغين المعجمة. (حسب الأنساب لابن المسعاني 9/
179) ، وضبطها ياقوت الحموي في (معجم البلدان) بضم الغين المعجمة،
وسكون النون، وفتح الدال المهملة، كما ضبطها بكسر الدال المهملة وبعدها
جيم، وفي آخرها النون، وهي نسبة إلى غندجان: بلدة من كور الأهواز من
بلاد الخوز.
(30/159)
أبو القاسم الشّيبانيّ، سبط ابن النَّحّاس
الكوفيّ.
قال أُبيٌّ أبو الغنائم: ثنا عَن جدِّه، والكهبُليّ.
220- عُبَيْد اللَّه بن المعتز بن منصور بن عبد اللَّه بن حمزة [1] .
أبو الحسن النَّيْسَابوريّ، من بيت الحشمة والثروة بنيسابور [2] .
سمع من: أبي الفضل بن خُزَيْمة، وأبي بكر الْجَوْزَقيّ، وأبي الفضل
الفاميّ، وأبي محمد المخلّديّ.
وحدَّث بأصبهان والرّيّ.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وغيره.
وتُوُفّي في أواخر السّنة.
وروى عنه أيضا: أبو بكر محمد بن يحيى المزكّيّ، ومحمد بن عبد اللَّه
خوروست، وإسحاق بن أَحْمَد الرَّاشتيانيّ.
ولهذا أخٌ اسمه:
221- منصور المُعْتَزّ يروي عن أبي الحسن العلويّ.
وعنه: إسماعيل بن المؤذِّن.
222- عليّ بن أحْمَد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل القلانسيّ.
الرَّئيس النَّسَفيّ.
روى عن: أبي بكر الإسماعيليّ. كذا قال صاحب القند.
__________
[1] انظر (عبيد الله بن المعتز) في:
المنتخب من السياق 296 رقم 980، وسير أعلام النبلاء 17/ 662 رقم 453.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من قرية قنديشتن من ربع الشامات أبو
الحسن من أولاد الأغنياء والمياسير والدهاقين المعروفين بنيسابور،
وبيتهم بيت المروة والثروة والإنفاق والبرّ، وهم أربعة إخوة من أولاد
المعتز بن منصور، وهذا أكبرهم» .
(30/160)
وعن: جدِّه أبي بكر محمد بن إبراهيم،
والحسن بن صدِّيق النَّسَفيّ، وفائق الخاصَّة، وجماعة.
كنيته أبو الحسن.
توفِّي في رجب وقد قارب التِّسعين.
223- عليّ بن المحسّن بن عليّ [1] .
أبو القاسم بن أبي عليِّ التّنُوخيّ، القاضي، صاحب «الطِّوالات» .
سمع: ابن سعيد الرّزّاز، وعليّ بن محمد بن كيسان، وأبا سعيد الحُرَفيّ،
وأبا عبد اللَّه الحسين بن محمد العَسْكريّ، وعبد اللَّه بن إبراهيم
الزّينبيّ، وإبراهيم بن أَحْمَد الخِرقيّ، وعَبْد العزيز بْن جعفر
الخرقي، وخلقًا.
قال الخطيب [2] : سمعته يقول: وُلِدْتُ بالبصرة في النّصف من شعبان سنة
خمس وستّين. وأوّل سماعي في شعبان سنة سبعين.
قال: وكان مُتحفّظًا في الشّهادة عند الحُكَّام، صدوقًا في الحديث.
تقلَّد قضاء المدائن، وقِرْمَيسْين، والبَرَدان، وغيرها من النواحي.
ومات في ثاني المُحرّم سنة سبع.
وكذا ورّخه ابن خيرون وقال: قيل كان رأيه الرّفض والاعتزال.
__________
[1] انظر عن (علي بن المحسّن) في:
السابق واللاحق 94، وتاريخ بغداد 12/ 115، والأنساب 3/ 94 والمنتظم 8/
168 رقم 233 (15/ 353 رقم 3327) ، والأذكياء لابن الحوزي 99، 100، 110،
وأخبار الحمقى 53، وتاريخ حلب للعظيميّ (طبعة زعرور) 343 (طبعة سويّم)
11، والكامل في التاريخ 9/ 615، واللباب 1/ 225، 17/ 649 651 رقم 440،
وميزان الاعتدال 3/ 152، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1434،
وفوات الوفيات 3/ 60 ج 62، والبداية والنهاية 12/ 67، والنجوم الزاهرة
5/ 58، وشروح سقط الزند 1593، وشذرات الذهب 3/ 276، وديوان الإسلام 2/
29 رقم 602، والأعلام 4/ 323، ومعجم المؤلفين 7/ 175.
[2] في تاريخه 12/ 115.
(30/161)
قلت: وقد انتَخَبَ عليه الخطيب، وغيره [1]
.
وحدَّث عنه خلق، منهم: أبيّ النّرسيّ، والحسن بن محمد الباقر حيّ، ونور
الهُدَى أبو طالب الحسين بن محمد الزّيْنَبِيّ، وأبو عليّ محمد بن محمد
بن المهديّ، وأبو شُجَاع بهرام بن بهرام، وأبو منصور محمد بن أَحْمَد
بن النَّقُّور، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن، وخلق سواهم.
قال شجاع الذُّهليّ: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال.
- حرف الفاء-
224- الفضل بن صالح بن عليّ.
أبو عليّ الرّوذباريّ، ثُمَّ المصريّ.
روى عن: عليّ ابن الحافظ أبي سعيد بن يونس.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
- حرف القاف-
225- القاسم بن سعيد بن العبَّاس.
أبو أَحْمَد ابن المحدِّث أبي عثمان القُرَشيّ الهَرَويّ.
سمع: أباه، وعبد اللَّه بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسيّ، وعبد الرَّحمن بن
أبي شُرَيْح.
وحدَّث.
- حرف الميم-
226- محمد بن أحمد بن بدر [2] .
__________
[1] خرّج له الحافظ أبو عبد الله محمد بن عليّ الصوري: «الفوائد
العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرائب» ، وقد قمت بتحقيق الجزء الخامس
منها- ولم يصلنا غيره- وصدر عن: دار الإيمان بطرابلس، ومؤسسة الرسالة
ببيروت 1406 هـ/ 1985 م، وأعيد طبعه ثانية 1408 هـ. / 1988 م.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن بدر) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 534 رقم 1167.
(30/162)
أبو عبد اللَّه الطُّلَيطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حُسين، وعبد اللَّه بن دُنِّين،
والمنذر بن المنذر، وأبي جعفر بن ميمون.
وكان فقيهًا مفتيا جامعًا للعلم، كثير العناية به، عاقلًا وقورًا
خيِّرًا. كان يتخيّر للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته.
قرأ «الموطَّأ» في يومٍ على المنذر بن المنذر.
وتُوُفّي رحمه اللَّه في رجب.
227- محمد بن إسحاق بن أبي حُصَيْن.
القاضي أبو الحسن تُوُفّي بمصر.
قال الحبَّال: عنده إسناد العراق.
228- محمد بن الحسن بن أَحْمَد بن محمد بن الليَّث.
أبو بكر الكَشّيّ [1] ، ثُمَّ الشيرازيّ، ابن الْإِمام أبي عليّ.
سمع: ابن المقرئ، وابن منَدَه بأصبهان.
ومات في السّنة.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ.
والكَشيّ بالمُعجَّمة. ومات أبوه سنة خمس وأربعين.
229- محمد ذخيرة الدّين [2] .
__________
[1] الكشّي: بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة. هذا النسبة إلى كشّ،
قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل، (الأنساب 10/ 440) .
[2] انظر عن (محمد ذخيرة الدين) في:
تاريخ بغداد 12/ 115، والمنتظم 8/ 168 رقم 234، (15/ 353 رقم 3328) ،
وتاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 342، (تحقيق سويم) 10، والكامل في
التاريخ 9/ 615، وتاريخ الفارقيّ 174، والعبر 3/ 214، 215.
(30/163)
ولي عهد أمير المؤمنين أبو العبَّاس ابن
أمير المؤمنين القائم بأمر اللَّه عبد اللَّه بن القادر باللَّه
أَحْمَد.
قال ابن خَيْرُون: ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وخُطِب له بولاية
العهد سنة أربعين، ولُقِّب ذخيرة الدّين، فأدركه أجله في ثامن عشر ذي
القعدة.
وكان قد ختم القُرآن وحفظ الفقه والعربية والفرائض.
وقال ابن النّجار: خلّفَ جاريةً حاملًا، فولدت ابنًا وهو أمير المؤمنين
أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد المقتدي بأمر اللَّه.
230- محمد بن عليّ بن يحيى بن سِلْوان المازنيّ [1] .
أبو عبد اللَّه بن القمَّاح الدّمشقيّ.
سمع نسخة أبي مُسْهِر وما معها من الفضل بن جعفر، وليس عنده سواهما.
روى عنه: الكتّانيّ، والخطيب، والفقيه نصر، وسهل بن بِشْر، ونجا بن
أَحْمَد، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، والنَّسيب وقال: هو ثقة، وأبو الحسن
عليّ، وأبو الفضل محمد ابنا الموازينيّ، والحسن بن أَحْمَد بن أبي
الحديد، وعبد المنعم بن الغمر الكِلابيّ.
وتُوُفِّي في ذي الحجّة.
وولد في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
230 (مكرر) - محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام.
أبو عبد اللَّه الأموي المروانيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن يحيى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 23، 24، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 23/ 121، 122 رقم 147، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1435،
والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 17/ 647، 648 رقم
437، والعبر 3/ 215، ودول الإسلام 1/ 263، وشذرات الذهب 3/ 277.
(30/164)
من أولاد أمير الأندلُس.
روى عن: أبيه.
وكان صاحب ديوان الْإِنشاء بطُلَيِطُلَة، لهُ يدٌ طولى في الرّسائل
والَآداب، وشُهرة تامّة.
روى عنه: أبو بكر المُصْحفيّ.
231- محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة بن الحُسين بن محمد.
أبو الحسن العلويّ الحُسيْنيّ المصريّ.
أخو أبي إبراهيم أَحْمَد، من كبراء المصريين.
وجدّهما ميمون يروي عن أَحْمَد بن عبد الوارث العسَّال.
تُوُفّي محمد في ذي القعدة.
232- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.
أبو طاهر البكريّ الكوفيّ. عُرِفَ بابن نفِّط.
قال أُبيُّ النَّرْسيّ: روى لنا كأخيه عن البكَّائيّ.
233- محمد بن محمد [1] .
أبو الفضل الْإِسْفَرَائينيّ الرّافعيّ القاضي.
سمع: أبا الحسن بن جهضم بمكّة، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ [2] صاحب
خيثمة [3] بأطرابلس، وتمّام بن محمد [4] بدمشق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الأسفرائيني) في:
مختصر تاريخ دمشق رقم 235، والمنتخب من السياق 49 رقم 89.
[2] هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الصمد بن محمد بن لاوي الزرافي
الأطرابلسي، أحد أحفاد البحّار المسلم العظيم «ليو الطرابلسي» المعروف
بغلام زرافة صاحب طرابلس، (انظر ترجمته في: تاريخ دمشق- مخطوطة
التيمورية- 38/ 357، 358، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي- تأليفنا- 4/ 230، 231 رقم 1478) .
[3] هو: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي المسند الحافظ (250- 343 هـ) ،
انظر عنه كتابنا: «من حديث خيثمة الأطرابلسي» ، طبعة دار الكتاب
العربيّ، 1980 م.
[4] فات السيد جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري أن يذكر صاحب الترجمة بين
تلاميذ «تمّام بن-
(30/165)
وولي قضاء إسفراين، وبها مات.
روى عنه: أبو الحسن عليّ بن محمد الْجُرْجانيّ [1] .
234- محمد بن يحيى الكَرْمانيّ.
أبو عبد اللَّه، نزيل بغداد.
روى عنه: الخطيب.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
سمع من: أبي الحسن أَحْمَد بن محمد بن الصَّلت القُرَشيّ، وابن
رَزْقُوَيْه، وابن بِشران، وخلق.
وقرأ الكثير.
وروى عنه أيضًا: طاهر بن محمد النيسابوريّ.
235- منصور بن عمر بن عليّ [2] .
الْإِمام أبو القاسم البغداديّ الكَرْخيّ [3] الفقيه الشّافعيّ.
ذكره أبو إسحاق في «الطَّبقات» [4] ، فقال: ومنهم شيخنا أبو القاسم
منصور الكَرْخيّ.
تفقّه على: أبي أَحْمَد الْإِسفرائينيّ. وله عنه تعليقة.
__________
[ (-) ] محمد» في مقدّمة: «الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام» -
18/ 49، طبعة دار البشائر الإسلامية، بيروت 1408 هـ/ 1987 م.
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «نبيل من أبناء النّعم، كثير الحديث،
كثير الشيوخ، أنفق جملة على الحديث وأهله، وكتب الكثير بخراسان
والعراق، وسمع سنن أبي داود من القاضي أبي عمر الهاشمي» . (المنتخب 49)
.
[2] انظر عن (منصور بن عمر) في:
تاريخ بغداد 13/ 87 رقم 7071، وطبقات الفقهاء للشيرازي 108، والأنساب
479 وفيه «منصور بن عمرو» ، والكامل في التاريخ 9/ 616 وفيه: «منصور بن
حمزة» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 20، 21، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 241، 242 رقم 198.
[3] قال ابن الأثير: «من كرخ جدّان» . (الكامل 9/ 616) .
[4] طبقات الفقهاء 108.
(30/166)
وصنَّف في المذهب كتاب «الغُنيّة» .
ودرس ببغداد.
قُلْتُ: تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وسمع: أبا طاهر المُخلّص، وأبا
القاسم الصيدلانيّ.
وحدَّث.
روى عنه: الخطيب، وقال [1] : هو من أهل كَرْخ جدّان.
- حرف الهاء-
236- هاشم بن عُبَيْد الجابريّ.
ثمّ المصريّ.
سمع كثيرًا، وحدَّث. قاله الحبّال.
الكنى
237- أبو بكر بن أَحْمَد.
عُرِف بابن الخيّاط المنجّم.
من تلامذة مسلمة المرجيطيّ.
برع في أحكام النُّجوم، وهو عِلمُ باطل.
وخدم الأمير المأمون يحيى بن ذي النّون.
وكان عارفًا أيضًا بالطّب.
عاش ثمانين سنة، وتوفّي بطليطلة.
__________
[1] في تاريخه 13/ 87.
(30/167)
سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة من أعوام الوباء بمصر
- حرف الألف-
238- أحمد بن الحَسَن بن علي.
أبو سعد الْأصبهانيّ الشَطَرَنْجيّ، الواعظ المعروف بابن البغداديّ.
أخو الحسن وعليّ.
روى عن أبيه الحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن سُليمان التَّاجر عن
جدِّه عليِّ بن أَحْمَد صاحب أبي حاتم الرَّازيّ.
وعن أبيه، عن الفضل بن الخصيب، وابن أخي أبي زرعة، وجماعة.
وعن عبيد الله بن يعقوب راوي «مسند أحمد بن منيع» .
وروى عنه: إسماعيل بن الفضل الإخشيد، وغيره.
وقع لنا من مجالسه.
توفي في جمادى الأولى.
239- أحمد بن الحسين بن الشيخ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه
بْن بخيت [1] .
أبو الحسين المصري البغدادي.
سمع: جده.
قال الخطيب: كتبنا عنه. وسمّع لنفسِه في بعض الأجزاء. مات في المحرّم
وهو في عشر التّسعين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 111 رقم 771.
(30/168)
وحدَّث عنه: شُجاع الذَهليّ.
240- أَحْمَد بن الحسين [1] .
أبو الحسين الفَناكيّ الرّازيّ، الفقيه الشّافعيّ.
تفقه على: أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
ورحل إلى الْإِمام أبي عبد اللَّه الحليميّ إلى بُخارى فدرس عليه،
وتصدَّر ببروجِرْد يفيد ويُعلّم. وعُمّر دهرًا.
241- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن قَفَرْجل [2] .
أبو الحسين البغداديّ الوزَّان.
سمع: جدّه لَأُمِه أبا بكر بن قَفَرْجَل، وعليّ بن لؤلؤ، وعمر بن
شاهين.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
مات في ربيع الآخر.
242- أَحْمَد بن أبي عليّ محمد بْن الحُسين بْن داود بْن عليّ السّيِّد
[3] .
أبو الفضل العلويّ الزّاهد المقرئ الحنفيّ، الفقيه.
كان عديم النّظير في العلويّة، وأفضل أهل بيته.
روى عن: عمِّه أبي الحسن العلويّ، والخفَّاف، وأبي زكريا الحربيّ،
والطبقة.
روى عنه جماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين الفنكي) في:
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 7، وطبقات الشافعية الوسطى (مخطوط) ،
له، ورقة 26 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ رقم 355، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 227 رقم 183، وهدية العارفين 1/ 77، ومعجم المؤلفين
1/ 207.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الوزّان) في:
تاريخ بغداد 4/ 380، 381 رقم 2257.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي علي محمد) في:
المنتخب من السياق 96 رقم 212، والجواهر المضية 1/ 266، 267 رقم 197،
والطبقات السنية، رقم 314.
(30/169)
وتُوُفّي في ذي الحجَّة.
243- أَحْمَد بن محمد بن عليّ بن نُمَيْر [1] .
أبو سعيد الخوارزميّ الضرير الفقيه، العلامة الشافعيّ.
تلميذ الشّيخ أبي حامد.
قال الخطيب [2] : درس وأفتى، ولم يكُن بعد أبي الطّيّب الطّبريّ أحدُ
أفقه منه كتبت عنه، عن عبد اللَّه بن أَحْمَد بن الصَيْدَلانيّ.
تُوُفّي في صَفَر. وكان يُقدَّم على أبي القاسم الكَرْخيّ، وعلى أبي
نصر الثابتيّ [3] .
244- أَحْمَد بن محمد بن عبد الوهّاب بن طاوان [4] .
أبو بكر الواسطيّ.
يعرف بشرارة [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الخوارزمي) في:
تاريخ بغداد 5/ 71 رقم 2450، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 33، 34.
[2] في تاريخه.
[3] وذكر ابن عقيل في «الفنون» قال: قال الشيخ الإمام أبو الفضل
الهمدانيّ شيخنا في الفرائض:
ذاكرت بهذه المسألة- يعني قول الرجل لامرأته: أنت طالق لا كنت لي
بمرّة- حيث كثر الاستفتاء فيها، الشيخ أبا سعيد الضرير، فقال: هي على
ثلاثة أقسام الأول: أن يعني: لا كنت لي بمرّة لوقوع الطلاق عليك، فيقع
ما نواه من الطلاق، وإن لم ينو عددا وقعت واحدة. والثاني: أن يعني: لا
كنت لي بمرّة، أي لا استمتعت بك، فيكون طلاقا معلّقا بوطئها، فإن وطئها
وقعت طلقة. الثالث: أن يريد: أنت طالق لا استدمت نكاحك، فإذا مضى زمان
يمكنه فيه الإبانة فلم يبنها وقعت طلقة. (السبكي 3/ 34) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الوهاب) في:
سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 103 رقم 90، والأنساب 8/ 280
واللباب 2/ 270، وتبصير المنتبه 3/ 868.
[5] وقال الحوزي: «سمعت أبي، وأبا الغنائم بن بختويه، وأستاذنا أبا علي
بن غراب، يقولون: رأينا شرارة جالسا على حجر عال بين يدي أبي الحسين بن
كماري وهو يصيح بأعلى صوته بعد صلاة الجمعة: اللَّهمّ صلّ على محمد
المختار، وعلى أبي بكر صاحب الغار، وعلى عمر ممصّر الأمصار، وعلى عثمان
شهيد الدار، وعلى عليّ قاتل الكفّار، وعلى جميع الصحابة من-
(30/170)
245- أَحْمَد بْن محمد بن عَبْد الواحد بْن
بابشاذ.
أبو الخطَّاب المقرئ البغداديّ البزَّاز.
قرأ القُرآن على الحماميّ، وسمع منه ومن: عبد القاهر بن عترة.
روى عنه: أبو طاهر بن سوَّار، والمُبارك بن عبد الجبّار الصَّيْرفيّ.
وثَّقه أبو الفضل بن خَيْرون، وقال: مات في ربيع الأوّل.
246- إبراهيم بن محمد [1] .
أبو إسحاق الفهميّ الطُّليطُليّ.
روى عن: أبي محمد بن القشّاريّ، ويوسف بن أصْبَغ.
وكان مُتَفَنِنًا في العلوم لُغَةً وعربيّةً وفرائض وحساب، ومُشوَّرًا
في الأحكام.
وتُوُفّي في شعبان.
247- إبراهيم بن سُليمان بن إبراهيم بن حمزة [2] .
أبو إسحاق البَلَويّ المالقيّ، صهر أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، فأكثر عن
أبي عمر.
وكان مُقدَّمًا في التّعبير.
248- إسماعيل بْن الحَسَن بْن محمد بْن الحُسَيْن بْن داود بْن عليّ
[3] .
النقيب أبو المعالي العلويّ النّيسابوريّ.
__________
[ (-) ] المهاجرين والأنصار، خذوا الإملاء رحمكم الله، فيكتب الناس
حينئذ.
سمع أبا الفرج الخيوطي، وأبا بكر بن بيري، والناس، إلّا أنه كان لا
يميّز، يسأله الإنسان إخراج حديث فيترك أن يحدّثه عن الخيوطي وهو
متقدّم الإسناد فيه، ويحدّثه عن ابن القصّاب وهو حاضر معه. أكثر عنه
شيخنا أبو الحسن بن الصفار. مات بعد الأربعين وأربعمائة.
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 94 رقم 208.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 94 رقم 209.
[3] انظر عن (إسماعيل بن الحسن العلويّ) في:
المنتخب من السياق 136، 137 رقم 309.
(30/171)
سمع: جدّه، وأبا الحسين الخفّاف، وجماعة.
وأملى، وله حشمة وجلالة.
توفّي في ربيع الأوّل عن تِسْعٍ وخمسين سنة [1] .
249- إسماعيل بن عليّ بن الحسن بن بُنْدار بن المُثنَّى [2] .
أبو سعد الْإِستِراباذيّ الواعِظ.
حدَّث عنه: الحاكم، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، ومكّيّ الرُّمَيْليّ، وشيخ الإسلام
الهكّاريّ، وآخرون.
قال الخطيب [3] : ليس بثقة.
وقال ابن طاهر: بان كذبه ومزّقوا حديثه [4] .
مات بالقدس.
__________
[1] وكان مولده سنة 390 هـ. وقال عبد الغافر الفارسيّ: «ولي النقابة
بخراسان بعد أخيه أبي القاسم فبقي نقيبا ثمان سنين، وكان ظريفا حسن
المعاشرة، كريم الصحبة، بهيّ المنظر، لا تخلو مائدته كل يوم عن جماعة
من الصلحاء والظرفاء المعاشرين ممن ينادمونه. وكان عفيف النفس مع
المواظبة على العشرة وسماع الأغاني» . سمع في صباه من الخفّاف، وعن
جدّه أبي الحسن، ثم عن الطبقة من أصحاب الأصمّ، فمن بعدهم من مشايخ
نيسابور ثم خراسان والعراق في طريق الحج. وخرج مع أخيه إلى غزنة، وعقد
له مجلس الإملاء، فحدّث على الصحة الأمالي» .
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي) في:
السابق واللاحق 54، وتاريخ بغداد 6/ 315، 316 رقم 3362، ومختصر تاريخ
دمشق 4/ 367، 368 رقم 387، والمنتخب من السياق 130، 131 رقم 305،
وميزان الاعتدال 1/ 239 رقم 920، والمغني في الضعفاء 1/ 85 رقم 693،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 293 رقم 368، ولسان الميزان 1/ 422،
423 رقم 1316، وشذرات الذهب 3/ 273، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 37، 38.
[3] في تاريخه 6/ 316 وهو قال: قدم علينا بغداد حاجّا وسمعت منه بها
حديثا واحدا مسندا منكرا، وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين
وأربعمائة ... ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحج في سنة ست
وأربعين وأربعمائة. (تاريخ بغداد 6/ 315 و 316) .
[4] بين يديه ببيت المقدس. (لسان الميزان 1/ 422) .
وقال غيث بن عليّ الصوري: حدّثني سهل بن بشر بلفظه غير مرة قال: كان
إسماعيل يعظ بدمشق فقام إليه رجل فسأله عن حديث: «أنا مدينة العلم
وعليّ بابها» فقال: هذا مختصر وإنما-
(30/172)
- حرف الجيم-
250- جعفر بن محمد بن الظفّر [1] .
أبو إبراهيم النّيسابوريّ.
حدّث ببغداد عن: الحسين الخفَّاف، والحاكم أبي عبد اللَّه.
قال الخطيب [2] : ثنا وكان إماميّا [3] .
__________
[ (-) ] هو: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان
سقفها وعليّ بابها. قال: فسألوه أن يخرج لهم إسناده فوعدهم به.
وقال حمد الرهاوي: لما ظهر لأصحابنا كذب إسماعيل أحضروا جميع ما كتبوا
عنه وشقّقوه ورموا به بين يديه. (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 38) .
وقال ابن السمعاني: يقال له كذّاب ابن كذّاب. ثم نقل عن عبد العزيز
النخشبي قال: وحدّث عن رافع بن أبي عوانة، وأبي سعد بن أبي بكر
الإسماعيلي، والحاكم، والسلمي، وأبي الفضل الخزاعي، وغيرهم. وكان يقص
ويكذب، ولم يكن على وجهه سيماء المتّقين. قال النخشبي:
دخلت على أبي نصر عبيد الله بن سعيد السجزيّ بمكة فسألته، فقال: هذا
كذاب ابن كذّاب لا يكتب عنه ولا كرامة. قال: وبيّنت ذلك في حديثه وحديث
أبيه، يركّب المتون الموضوعة على الأسانيد الصحيحة، ولم يكن موثقا به
في الرواية. (لسان الميزان 1/ 423) .
[1] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 236 رقم 3728، والمنتخب من السياق 175 رقم 456، وفهرست
أسماء علماء الشيعة لابن بابويه 39 رقم 69، وتاريخ بيهق لعلي بن زيد
البيهقي 310 رقم 62، ولسان الميزان 2/ 124 رقم 527 و 2/ 125 رقم 535،
وطبقات أعلام الشيعة 44.
وقد ورد اسم جدّه «المظفّر» بالميم في: تاريخ بغداد، وفهرست أسماء
علماء الشيعة، ولسان الميزان في الموضعين. وورد كما في المتن «الظفر»
في: تاريخ بيهق، والمنتخب من السياق، وطبقات أعلام الشيعة.
[2] في تاريخه 7/ 236 وقال: قدم علينا بغداد في سنة أربعين وأربعمائة..
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان يعتقد مذهب الرافضة الإمامية، ولقيته
بمكة في آخر سنة خمس وأربعين، فسمعت منه أيضا هناك.
[3] وقال عبد الغافر: سمع وحج وعقد له مجلس الإملاء فأملى على الصحة.
(المنتخب من السياق 175) وقد أرّخ وفاته بسنة 449 هـ.
وذكره ابن حجر مرتين في (لسان الميزان) برقم (527) و (535) .
وقال ابن بابويه: ثقة ورع. (فهرست أسماء علماء الشيعة 39) .
وذكره علي بن زيد البيهقي في (تاريخ بيهق 310 رقم 62) وسمّى جدّه ظفرا،
وقال: رثاه السيد أبو الحسن محمد بن علي العلويّ قائلا:
أبى الدهر إلا أن يعود لنا حربا ... فيسلب ما أسدى وينقص ما أربى-
(30/173)
- حرف الحاء-
251- الحسن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن جابر [1] .
العلّامة أبو محمد الدّهان، اللّغَويُّ النُّحَويّ.
أحد الأعلام ببغداد.
قرأ بالرّوايات الكثيرة، ودرس فقه أبي حنيفة.
وقرأ النحو على الرّمّانيّ، وغيره. وروى عن أبي الحسين بن بشْران.
وكان مُعتزليا.
روى عنه: عزيزيّ الجيليّ، وأبو زكريا يحيى التّبريزي، وعثمان بن عليّ
الأديب.
مات في جمادى الأولى.
252- الحسن بن الحسين.
أبو عليّ الخلعيّ الفقيه الشّافعيّ.
توفي بمصر في شوّال.
وبإفادته سمع ابنُه القاضي أبو الحسن.
253- الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خَلَف [2] .
أبو محمد البغداديّ.
__________
[ (-) ]
فوا أسفا وا جعفر بن محمد ... وهل ينفعن وا لهف نفسا ووا قلبا
أبيت إذا ما أسبل الدمع منشدا ... فديناه مفقودا وإن زادنا كربا
فلا رمقت عين امرئ لم تفض دما ... على ابن رسول الله إذ جاور التّربا
ولا تربت أيدي التّرّاب فقد حوت ... به معقلا للعزّ بل للعلى تربا
ولا زال من نوء السّماكين عارض ... يصبّ على ذاك الثرى لؤلؤا رطبا
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
بغية الوعاة 1/ 523، 524 رقم 1083.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 7/ 344 رقم 3868، والمنتظم 8/ 173 رقم 236، (16/ 8، 9 رقم
333) .
(30/174)
تُوُفّي في ربيع الآخر.
سمع: الحربيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وعيسى بن الوزير.
روى عنه: الخطيب [1] ، وغيره.
254- الحسن بن محمد بن الحسن [2] .
أبو محمد الصفَّار.
تُوُفّي بخراسان في سَلْخ شَوّال.
روى عن: أبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي محمد الخلديّ، والْجَوْزَقيّ،
وأبيه عبد الله الصفار التاجر.
255- الحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن حمشاذ [3] .
أبو علي السابوري.
شيخ، ثقة. سمع: أبا طاهر بن خُزيْمَة، وأبا الحسن الماسَرْجِسيّ، وأبا
الْجُوزقيّ، وأبا محمد المخلديّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
256- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه
بن أَحْمَد [4] .
الَأنصاريّ البغداديّ أبو عبد اللَّه.
257- الحسين بن عثمان [5] .
أبو عبد اللَّه البرداني الفقيه الحنبليّ، نزيل ميّافارقين.
__________
[1] وقال: كتبت عنه وكان صدوقا مقبول الشهادة عند الحكام.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد الصفّار) في:
المنتخب من السياق 184 رقم 507.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد السابوري) في:
المنتخب من السياق 183 رقم 502.
[4] هكذا من غير ترجمة.
[5] انظر عن (الحسين بن عثمان) في:
طبقات الحنابلة 2/ 191 رقم 661
(30/175)
كان إمامًا مُفتيا عالِمًا [1] .
258- الحسين بن عليّ بن عمرويه [2] .
الرمحاريّ [3] الحنفيّ أبو القاسم الحاكم.
روى عن: أبي محمد المخلديّ، وأبي زكريا الحربيّ.
مات في شعبان.
259- الحسين بن عليّ بن محمد بن الفرحان.
أبو طالب.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
260- حمزة بن محمد [4] .
أبو طالب الجعفريّ الطُّوسيّ الصُّوفيّ.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وطُلْحة بن أسد، وأبي بكر بن
مَرْدَوَيْه، وجماعته.
وعنه: شيخ الْإِسلام الأنصاريّ، وغيره.
ورخّه ابن عساكر في هذه السّنة. وقد مرّ.
261- حُمَيْد بن المأمون بن حُمَيْد بن رافع.
أبو غانم القَيْسيّ الهمذانيّ الأديب.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وأبي بكر الشّيرازيّ روى عنه
الألقاب له، وعلي بن أحمد البيع، وأبي الحسن بن جهضم، وعلي بن أحمد بن
عبدان الأهوازي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وأبي الحسن بن
__________
[1] قال ابن أبي يعلى: صاحب الوالد السعيد، وكان له التحقيق، وأنهى
معظم التعليق، وله المعرفة بالأدب، وخرج إلى ميّافارقين وجلس مدرّسا
ومفتيا، وتوفي في جمادى الآخرة.
[2] انظر عن (الحسين بن عليّ بن عمرويه) في:
المنتخب من السياق 198 رقم 581.
[3] في «المنتخب» : «الرمجاري» (بالجيم) .
[4] تقدّمت ترجمة (حمزة بن محمد) في وفيات السنة السابقة برقم (201) .
(30/176)
رزقويه، وأحمد بن محمد البصير الرازي،
وجماعة.
وقال شيرويه: ما أدركته. وثنا عنه: أبو الفضل القومِسّانيّ، وابن
مَمَّان، والبزَّاز، وأحمد بن عمر البَيِّع، وعامة مشايخي. وسمع منه
كهولنا، وهو صدوق.
تُوُفّي في ذي القعدة.
- حرف الدَّال-
262- داود بن الحسين بن غانم.
أبو الحسن البغداديّ. أصله من حلب.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
263- داود بن سليمان.
أبو عمر الوكيل.
تُوُفّي في جمادى الأولى.
- حرف السِّين-
264- سعيد بن محمد بن جعفر [1] .
أبو عثمان الأمويّ، الطُلَيطُليّ الزَّاهد.
روى عن: محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شَنْظير.
وكان ديِّنًا ثِقةً، فاضلًا مُنقبِضًا، كثير الصّلاة والصِّيام، قد نبذ
الدُّنيا وأقبل على العبادة.
- حرف العين-
265- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد الملك بن هاشم [2] .
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 22 رقم 505.
[2] انظر عن (عبد اللَّه بن أَحْمَد بن عبد الملك) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 276، 277 رقم 607.
(30/177)
أبو محمد بن أبي عمر الْإِشبيليّ المكويّ.
سمع من أبي محمد بن أسد «صحيح البُخاريّ» ، واستقضاه الأمير أبو الحزْم
جهور بقُرْطُبَة بعد أبي بكر بن ذَكْوان، ولم يكُن من القضاء في وردٍ
ولا صَدَر لقلة علمه. ثُمَّ عزله أبو الوليد محمد بن أبي حزم سنة خمس
وثلاثين وأربعمائة. وبقي خاملًا إلى أن تُوُفّي في جُمَادَى الأُولى،
وقد قارب السّبعين.
266- عبد اللَّه بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رَزْقُوَيْه [1] .
البغداديّ أبو بكر.
سمّعه أبوه من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وابن المُظفر، وعليّ بن لؤلؤ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. سكن بقرية بحذاء النعمانيّة.
267- عبد اللَّه بن الوليد [2] بن سعيد بن بكر [3] .
أبو محمد الأندلُسيّ الأنصاريّ، نزيل مصر أحد الفُقَهَاء المالكيّة.
سمع بقُرْطُبَة قديمًا من إسماعيل بن إسحاق القطّان، ورحل سنة أربعٍ
وثمانين، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد كتاب «السيرة» بروايته عن ابن
الورد البغداديّ، وكتاب «الرسالة» ، وغير ذلك.
وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي جعفر أَحْمَد بن دَحْمُون.
وحجّ، فأخذ عن: أبي العبَّاس أَحْمَد بن بُنْدار الرّازيّ، وأبي ذرّ.
وولد سنة ستّين وثلاثمائة، وكان من سادات الأندلسيّين وفضلائهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي الحسن) في:
تاريخ بغداد 10/ 145 رقم 5291.
[2] انظر عن (عبد الله بن الوليد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 266، والصلة لابن بشكوال 1/ 275، 276، وبغية
الملتمس للضبيّ 352، والعبر 3/ 216، والإعلام بوفيات الأعلام 185، وسير
أعلام النبلاء 17/ 658، 659 رقم 447، ومرآة الجنان 3/ 66، وحسن
المحاضرة 1/ 451، وشذرات الذهب 3/ 277.
[3] هكذا في الأصل، ومثله في «سير أعلام النبلاء، وفي بقية المصادر:
«سعد» .
(30/178)
روى عنه: أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن
خَلَف الأنصاريّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
قال أبو مروان الطَّبْنيّ الأندلُسيّ. روى عنهُ جماعة من أهل الأندلُس،
وطال عمره، وخرج من مصر إلى الشّام في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وأربعين
فتُوفّي بالشّام في شهر رمضان سنة ثمانٍ.
268- عبد الرزّاق بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله [1] .
أبو الفضل الْأصبهانيّ البقّال.
سمع: أبا بكر بن المقري، وغيره.
وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وإسماعيل الْإِخشيد [2] .
269- عبد العزيز بن بُنْدار بن عليّ بن الحسن [3] .
أبو القاسم الشِيرازيّ، نزيل حَرَم اللَّه.
كان شيخًا صالحًا جليلًا صدوقًا مُكثِرًا، جاوَرَ مُدَّةً طويلة.
وحدَّث عن: عبد الكريم بن أبي جدار المصريّ، وأبي بكر بن لال
الهَمَذَانيّ، وأحمد بن فِراس العَبْقَسيّ.
روى عنه: عبد العزيز النَّخْشَبيّ وقال: ثقة صاحب حديث، ثُمّ ورَّخه.
روى عنه أيضًا: أبو شاكر أَحْمَد بن محمد العثمانيّ.
270- عبد العزيز بن أَحْمَد الحلوائيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرزاق بن أحمد) في:
التقييد لابن النقطة 350 رقم 435.
[2] وقال يحيى بن مندة: «حدّث عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ،
وكان رجلا صالحا مستورا» . (التقييد 350) .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن بندار) في:
الأنساب 7/ 353.
[4] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 30 و 111، وتعليم المتعلّم 17، 39، والأنساب،
ورقة 173 ب، واللباب 1/ 311، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 244،
والجواهر المضيّة 2/ 429، 430 رقم-
(30/179)
شمس الأئِمّة الحنفيّ.
قيل: مات سنة ثمانٍ أو تِسعٍ وأربعين. وسيأتي سنة ستٍ وخمسين.
271- عَبْد الغافر بْن محمد بْن عَبْد الغافر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن سَعِيد [1] .
أَبُو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيسَابُوريّ.
قال في ترجمته حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: الشّيخ الجد الثِقة
الأمين الصَّالح الصيِّن الدَّيِّن المحظوظ من الدُّنيا والدِّين،
الملحوظ من اللَّه تعالى بكل نُعْمَى. كان يُذكَر أيام أبي سهل
الصُّعلوكيُّ، ويذكره وما سمع منه شيئًا. وكذلك لم يسمع من أبي عَمْرو
بن مطر، وابن نُجَيْد مع إمكان السَّماع منهم.
وسمع «صحيح مُسلِم» من ابن عَمْرُويْه، وسمع «غريب الحديث» للخطَّابي
بسبب نزول الخطَّابي عندهم حين حضر إلى نيْسابور.
ولم تكن مسموعاته إِلَّا ملء كُمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعدادٍ
قليلة من المُتفرِّقات من الأجزاء. ولكن كان محظوظًا مجدودًا في
الرّواية. روى قريبًا من خمسين سنة منفردًا عن أقرانه، مذكورًا مشهورًا
في الدُّنيا، مقصودًا من الآفاق.
__________
[ (- 821،) ] والقاموس المحيط (مادّة: حلو) ، وتبصير المنتبه 2/ 511،
وتاج التراجم 35، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 70، وكتائب أعلام
الأخيار، رقم 241، والطبقات السنية، رقم 253، وكشف الظنون 1/ 46، 568 و
2/ 1224، 1580، 1999، وتاج العروس (مادّة: ح ل و) ، 10/ 96، والفوائد
البهيّة 95- 97، وهدية العارفين 1/ 577، 578.
[1] انظر عن (عبد الغافر بن محمد) في:
التقييد لابن نقطة 346، 347 رقم 429، والمنتخب من السياق 361، 362 رقم
1192، والمعين في طبقات المحدّثين 129 رقم 1436، والإعلام بوفيات
الأعلام 185، وسير أعلام النبلاء 18/ 19- 21 رقم 13، ودول الإسلام 1/
263، والعبر 3/ 216، ومرآة الجنان 3/ 66، وشذرات الذهب 3/ 277، 278.
(30/180)
سمع من الأئمّة والصّدور [1] .
وقد قرأ عليه الحسن السَّمَرْقَنْديّ الحافظ «صحيح مسلم» نيّفًا
وثلاثين مرّة.
وقرأه عليه الشّيخ أبو سعْد البحيريّ نيِّفًا وعشرين مرّة. هذا سوى ما
قرأه عليه المشاهير من الأئِمّة.
استكمل رحمه اللَّه خمسا وتسعين سنة، وطعن في السّادسة والتّسعين،
وألحق الأحفاد بالَأجداد، وعاش في النّعمة عزيزًا مُكرّمًا في مروءةٍ
وحشمة إلى أن تُوُفّي.
قلتُ: تُوُفّي في خامس شوَّال.
وحدَّث عن: ابن عَمْرُوَيْه الْجُلُوديّ، وإسماعيل بن عبد اللَّه بن
ميكال، وبِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي سليمان حمد بن محمد
الخطَّابيّ.
روى عنه: نصر بن الحسن التُّنَكتيّ [2] ، والحُسين بن عليّ الطَّبَريّ
المُجَاور، وعبيد اللَّه بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وعبد الرّحمن بن
أبي عثمان الصَّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القاريّ، ومحمد بن الفضل
الفراويّ، وفاطمة بنت زَعْبَل العالمة، وآخرون.
وسماعه صحيح من الْجُلُوديّ في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة.
__________
[1] وقال عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر: «هو محدّث عصره،
المشهور برواية صحيح مسلم، وغريب الخطابي. سمع من بشر بن أحمد
الأسفرائيني، وأبي العباس الميكائيلي، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي إسحاق
الأصفهاني، وغيرهم. وبارك الله في سماعه وروايته مع قلّة مسموعاته حتى
ألحق الأحفاد بالأجداد، وسمع منه أئمّة الدنيا من الغرباء والطارئين
والبلديين» .
(التقييد 347) .
[2] التّنكتي: بضم التاء وسكون النون، وفتح الكاف. (كما عند ابن
السمعاني، وابن الأثير) ، أما ياقوت الحموي، وابن حجر فقالا بضمّ
الكاف. نسبة إلى «تنكت» : مدينة من الشاش من وراء نهر جيحون وسيحون.
(30/181)
272- عبد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
بْن القاسم بْن إسماعيل المحامليّ [1] .
أبو الفتح، أخو الفقيه أبي الحسن.
سمع: أبا بكر بن شاذان، والدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر
السُّكَّريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة.
مات في المحرّم.
273- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغداديّ [2] .
سمع: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأَبْهَريّ.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان صدوقًا. مات في ذي الحجّة.
قلت: روى عَنْهُ وعن الذي قبله: النَّرْسيّ، وابن الطُّيوريّ، وعدّة.
274- عبد الملك بن عَمْر بن خَلَف [4] .
أبو الفتح الرّزّاز.
حدَّث عن: إسحاق بن سعد النَّسويّ، ومحمد بن إسماعيل الورّاق،
والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
قال الخطيب [5] : كتبنا عنه، وكان صالحًا، لكن رأينا له أصولا محككة
وسماعاته ملحقة.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 80 رقم 5760.
[2] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 434 رقم 5598، والمنتظم 8/ 174 رقم 239، (16/ 9 رقم
3333) .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (عبد الملك بن عمر) في:
السابق واللاحق 60، وتاريخ بغداد 10/ 433 رقم 5597، وميزان الاعتدال 2/
660 رقم 5232، ولسان الميزان 4/ 76.
[5] في تاريخ بغداد 10/ 433.
(30/182)
وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن
خَيْرُون قَالَ: كان عندي كتاب «المُدبّج» للدّارَقُطْنيّ، وفي بعضه
سماع أبي الفتح الرّزاز، فاستعار الكتاب مِنِي ثُمّ ردّه عليّ وقد
سمَّع لنفسِه في ما ليس هو سماعه.
تُوُفّي في صَفَر.
275- عليّ بن أَحْمَد بن عليّ بن سلَّك الفاليّ [1] .
أبو الحسن المؤدّب. وقال بليدة قريبة من إيذَج [2] .
أقام بالبصرة، وسمع، القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان
النهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت.
ثم استوطن بغداد.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان ثقة.
مات في ذي القعدة.
قلت: روى عن ابن خربان كتاب «المحدّث الفاصل» للرّامَهُرمُزيّ.
رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصيريّ.
ومن شعره:
تصدَّرَ للتدريس كُلُّ مُهوَّسِ ... بَليدٍ تَسَمّى بالفَقِيهِ
المُدرِّسِ
فَحَقُّ لَأهلِ العلْمِ أن يتمثَّلوا ... ببيتٍ قديمٍ شَاعَ في كُلِّ
مجلِسِ
لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هُزَالِها ... كُلاها، وحتّى استامها [4] كُل
مُفْلِسِ
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد الفالي) في:
تاريخ بغداد 11/ 334 رقم 6164، والمنتظم 8/ 174، 175 رقم 240، (16/ 9،
10 رقم 3334) ، والكامل في التاريخ 9/ 632، والأنساب 9/ 233، والعبر 3/
216، ومرآة الجنان 3/ 66 وفيه «علي بن محمد» ، والبداية والنهاية 12/
69، وشذرات الذهب 3/ 278.
[2] الكامل 9/ 632.
[3] في تاريخه.
[4] الأبيات في «الكامل في التاريخ» 9/ 932، وفيه «وحتى سامها» ، ومثله
في: تاريخ بغداد 11/ 334، والمنتظم 8/ 174 (16/ 10) .
(30/183)
276- عليّ بن إبراهيم بن عيسى [1] .
أبو الحسن البغداديّ، المقرئ الباقلّانيّ.
سمع: أبا بكر القطيعيّ، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وحُسَيْنَك بن عليّ
التميميّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان لَا بأس به.
قلتُ: وروى عنه: أُبيُّ النَّرْسيّ، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد
الباقي الْأَنْصَارِي، وهو آخر من حدَّث عنهُ.
وهو راوي «أمالي القطيعيّ» .
277- عليّ بن عبد الواحد بن عيسى.
أبو القاسم النَّجِيرَميّ الكاتب.
بصريّ، روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المُهندِس.
روى عنه: الرّازيّ في المشيخة.
وتُوُفّي في ذي الحجّة. وكان من بيت حشمة.
يروي أيضًا عن أبي الحسن الحَلَبيّ.
278- عليّ بن القاسم بن إبراهيم [3] .
أبو الحسن الأصبهانيّ المقري الخيّاط.
سمع: عُبَيْد اللَّه بن إسحاق بن جميل، وابن المقرئ، وأبا عبد اللَّه
بن منده، وأبا الحسين بن فارس اللُّغَوي.
روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصَّيْرَفيّ، وعبد الله بن محمد
النّيليّ،
__________
[1] انظر عن علي بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 11/ 342، 343، والعبر 3/ 216، والإعلام بوفيات الأعلام
185، 186، وسير أعلام النبلاء 17/ 662، 663 رقم 454، وشذرات الذهب 3/
278.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (علي بن القاسم) في:
غاية النهاية 1/ 561 رقم 2292.
(30/184)
والحافظ أبو مسعود سُليمان بن إبراهيم،
وهادي بن إسماعيل العلويّ، وغيرهم.
وتُوُفّي في جمادى الأولى.
279- عمر بن أَحْمَد بن عمر بن محمد بن مسرور [1] .
أبو حفص النَّيْسَابُوريّ الزَّاهِد.
سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الْإِسْفَرائينيّ، وأبا سهل بن
سليمان الصُّعْلُوكيّ، والحسين بن عليّ التّميميّ حُسَيْنَك، ومحمد بن
أَحْمَد بن حمدان، وأبا أَحْمَد محمد بن محمد الحاكم، وأحمد بن محمد بن
أَحْمَد البالويّ، وأبا سعيد محمد بن الحسين السِّمْسار، ومحمد بن
أَحْمَد المحموديّ، وأبا نصر بن أبي مروان الضّبيّ، ومحمد بن عُبَيْد
اللَّه بن إبراهيم بن بالوَيْه، وأبا بكر أَحْمَد بن الحسين بن مِهران
المقرئ، وأحمد بن محمد البحيريّ، وأحمد بن إبراهيم العبدويّ، ومحمد بن
الفضل بن محمد بن خُزَيْمَة، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أَحْمَد بن
حمدُوَيْه، وأبا منصور محمد بن محمد بن سمعان، وجماعة سواهم.
روى عنه: عبيد اللَّه بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وأحمد بن عليّ بن
سلمُوَيْه الصُّوفيّ، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، ومحمد بن الفضل
الغراويّ، وإسماعيل بن أبي بكر القارئ، وتميم بن أبي سعد الْجُرجَانيّ،
وهبة اللَّه بن سَهْل السّيديّ، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة.
وكان أسند من بقي بنَيْسابور مع زُهْدٍ وتصوُّف.
ذكره عبد الغافر [2] فقال: أبو حفص الفاميّ الماورديّ الشّيخ الزّاهد
الفقيه،
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 368 رقم 1219، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم
1437، والعبر 3/ 216، 217، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام
النبلاء 17/ 10، 11 رقم 8، ومرآة الجنان 3/ 66، وشذرات الذهب 3/ 278.
[2] في «المنتخب من السياق 368» .
(30/185)
كان كثير العبادة والمجاهدة، وكان المشايخ
يتبرَّكون بدعائه.
وعاش تسعين سنة.
- حرف الفاء-
280- فرج بن أبي الحَكَم [1] .
أبو الحسن اليَحصُبيّ الطُلَيطُليّ.
روى عن: عبد اللَّه بن دُنِّين، وعبد اللَّه بن يعيش، ومحمد بن عمر بن
الفخّار.
وكان قد فاق أهل زمانه في العلم والعقل والفضل. وكان يحفظ المستخرجة
الكبيرة حفظًا جيّدًا ونُوظِر عليه. وكان حفيل المجلس.
تُوُفي في ذي الحجّة.
- حرف القاف-
281- قاسم بن محمد بن هشام الرُّعَيْنيّ [2] .
أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلُسيّ.
من أهل المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وعبد
الوهّاب بن أَحْمَد بن مُنير.
روى عنه: ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبْنيّ، وأبو المطرّف الشّعبيّ،
وغيرهم.
أصله من سبتة.
__________
[1] انظر عن (فرج بن أبي الحكم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 461 رقم 986.
[2] انظر عن (قاسم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 470 رقم 1016، وترتيب المدارك 4/ 784.
(30/186)
وزاد القاضي عيّاض أنّه أخذ عن: عبد
الرّحيم الكتاميّ ابن العجوز، وأبي عبد اللَّه بن الشيخ.
ورحل فسمع من أبي محمد الباجيّ بالَأندلُس.
وجلس بالمَرِيّة للإقراء والتّفقُّه.
روى عنه: الشّعبيّ فقيه مالقة، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس قاضي
المَرِيّة، وأبو محمد بن غانم المالقيّ الأديب.
قلت: وكان من كبار المالكيّة.
- حرف الميم-
282- محمد بن أيّوب بن سليمان [1] .
الوزير، عميد الرؤساء أبو طالب الكاتب البغداديّ.
أديب بليغ مُترسِّل، مُتَفَنِّن. صنَّف كتاب «الخراج» .
وزر للقائم قبل الخلافة، وعاش ثمانيا وسبعين سنةً.
283- محمد بْن الحُسَيْن بن محمد بْن الحُسين بن أحمد بن السَّرِيّ [2]
.
أبو الحسن النَّيْسَابُوريّ، ثُمَّ المصريّ. المقرئ البزَّاز، التاجر
المعروف بابن الطّفّال [3] .
وُلِدَ سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أيوب) في:
ديوان مهيار 1/ 256، 276، 309 و 2/ 200، 204، والمنتظم 8/ 175 رقم 242
(16/ 11 رقم 3336) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
الأنساب 8/ 243، واللباب 2/ 282، 283، والمعين في طبقات المحدّثين 130
رقم 1438، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 17/ 664،
665 رقم 456، والعبر 3/ 217، وحسن المحاضرة 1/ 374، وشذرات الذهب 3/
278، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 715.
[3] الطّفّال: نسبة إلى بيع الطّفل. وهو الطين الّذي يؤكل. (الأنساب 8/
243) .
(30/187)
قال السَّلفيّ: كان بمصر من مشاهير
الرُّواة ومن الثقات الأثبات.
روى عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ، وأبي
الطاهر محمد بن أَحْمَد الذُّهَليّ، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن
سَلَمَة الخيَّاش، وعبد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن
قُتَيِبَة، وأحمد بن محمد بن هارون الأُسْوانيّ، وأبي الطِّيب العبَّاس
بن أَحْمَد الهاشميّ الشّافعيّ، وغيرهم.
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المديني،
وأبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
وآخر من حدَّث عنه الخَفِرة بنت مبشّر بن فاتك، وتوفّيت سنة ثمان
وعشرين وخمسمائة.
تُوُفّي في صَفَرْ.
284- محمد بن الحسين بن عليّ بن التُّرْجُمان [1] .
أبو الحسين الغَزّيّ الصُّوفيّ، شيخ الصُّوفية بديار مصر في وقته.
روى عن: أبي بكر محمد بن أَحْمَد الْجُنَدِريّ المقرئ، وبكير بن محمد
الطَّرِسُوسيّ المنذريّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ، والحسن بن
إسماعيل الضَّرّاب، وأبي سعْد المالينيّ، وعليّ بن أَحْمَد بن يوسف
الجندريّ، وجماعة [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين الغزّي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 115- 117 و (4/ 154، و 12/ 17
والعبر 3/ 217، و 36/ 387 و 37/ 398 و 46/ 19، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 22/ 117 رقم 139، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 4/ 164، 165 رقم 1384.
[2] له سماع ببيت المقدس، ودمشق، والرملة، ومنبج، وطرابلس، ومصر. وممّن
سمعهم بطرابلس:
أبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العرقي الأطرابلسي، وأبو حفص عمر بن
داود بن سلمون، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ، وعلي بن
سعيد بن عبد الله الأزدي، وعثمان بن أحمد بن شنبك الدينَوَريّ، وحيدرة
بن الحسن بن أحمد بن حيدرة الأطرابلسي، (انظر: موسوعة علماء المسلمين
4/ 164، 165) .
(30/188)
روى عنه: أبو عبد اللَّه القُضاعيّ، ومحمد
بن عمر بن [أبي] عقيل، وأحمد بن أسد الكَرَجيّان، وعبد الباقي بن جامع
الدّمشقيّ، وسهل بن بِشْر الْإِسْفَرَائينيّ [1] .
وبالْإِجازة: أبو الحسن بن الموازينيّ، وغيره.
وآخر من حدَّث عنه بالسماع أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
مات في جُمَادَى الأولى بمصر عند ذي النّون المصريّ بالقرافة.
وقد حدَّث بمصر والشَّام، وعاش خمسّا وتسعين سنة.
285- محمد بن الحسين بن سَعْدون [2] أبو طاهر الموصليّ التاجر
السّفّار.
نشأ ببغداد، وسمع بها: أبا عمر بن حَيَّوَيْهِ [3] ، وأبا عبد اللَّه
بن بطَّة، والدَّارَقَطْنيّ، وأبا الفضل الزهريّ، وأبا بكر بن شاذان،
وجماعة.
قال الخطيب: كتبتُ عنهُ، وكان صدوقًا.
وتُوُفّي بمصر في ربيع الأوّل.
قلت: روى عنه: الرّازيّ في «مشيخته» ، والخفرة بنت مبشّر، وغيرها.
286- محمد بن الحسين بن بقاء.
أبو الحسن المصريّ، سِبْط الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
روى عن: جدّه.
وتُوُفّي في المحرًّم.
287- محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله.
__________
[1] وسمعه بصور: أبو روح لابس بن سهل بن محمد الصوفي المعروف بالخشاب.
(تاريخ دمشق 46/ 19) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن سعدون) في:
تاريخ بغداد 2/ 255 رقم 728، والكامل في التاريخ 9/ 932.
[3] تحرّف في «الكامل في التاريخ» 9/ 632 إلى «ابن حبابة» .
(30/189)
أبو الفضل البرجيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أبي بكر بن المقري.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
288- محمد بن عبد اللَّه [1] .
أبو عبد اللَّه بن الصَّنَّاع القُرْطُبيّ المقرئ.
قرأ القرآن وجوّده على أبي الحسن الأنطاكيّ. وأقرأ النّاس عنه.
وروى عنه كتاب «قراءة ورش» .
قال ابن بشكوال [2] : أنبا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتّاب عنه، ووصفه
لي بالفضل والصَّلاح وكثرة التّلاوة.
وتوفي في المحرم. وأجمعوا أنَّهُ آخر من قرأ بقُرْطُبة على الأنطاكيّ.
وعُمِّر إحدى وتسعين سنة.
289- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان
بن سعيد غلبون [3] .
أبو عبد اللَّه الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، وعمّه أبي بكر محمد، وأبي عمر أحمد بن هشام بن بُكيْر،
وأبي عمر بن الجسر، وأحمد بن قاسم التّاهَرْتيّ، وأبي محمد بن أسد،
وأبي عمر أَحْمَد بن عبد اللَّه النّاجيّ، وأبي الوليد بن الفَرَضيّ،
وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي المطرِّف بن فُطَيْس، وأبي المطرِّف
القَنَازِعيّ، وخلْق كثير.
وكان معنيًّا بالحديث وجمعه، وتقييده. ثقة ثبتا ديّنا مُتصاوِنًا.
تُوُفّي بإشبيليَّة في ذي الحجّة، وهو ابن ستّ وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الصّنّاج) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 534، 535، ومعرفة القراء الكبار 1/ 411 رقم 348،
والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 407، وغاية النهاية 2/ 189 رقم 3194.
[2] في الصلة 2/ 535.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله الخولانيّ) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 535، 536 رقم 1173.
(30/190)
روى عنه ولده أحمد بن محمد الخَوْلانيّ.
290- محمد بن عبد اللَّه بن مرثد.
أبو القاسم، مولى الوزير ابن كلَّس.
خبير بالحساب والهندسة والتنجيم والَأخبار. عُمِّر دهرًا.
مات وقد نيَّف على التِّسعين بقُرْطُبة.
291- محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم [1] .
أبو بكر الأنصاريّ البغداديّ.
قال الخطيب: كان صدوقًا، ثنا عن أبي الحسن بن الْجُنْديّ.
292- محمد بن عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بن بشْران [2] .
أبو بكر الأُمويّ البغداديّ.
سمع: أبا الفضل الزُّهْريّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن بن
المُظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وطائفة كبيرة.
وكان أحد الثقات، كأبيه.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأُبيّ النَّرْسيّ، وأبو طالب عبد القادر بن
يوسف، وآخرون.
وروى عنه «سنن الدارقطني» أبو طاهر عبد الرَّحْمَن بن أحمد بن عبد
القادر بن يوسف.
قال السِّلفيّ: سألتُ عنهُ شُجاعًا الذُّهليّ فقال: كان شيخًا جيِّد
السَّماع، حسن الأُصول، صدوقًا فيما يرويه من الحديث. قد سمعتُ منه [3]
.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الباقي) في:
تاريخ بغداد 2/ 394 رقم 915.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
تاريخ بغداد 2/ 348، 349، والمنتظم 8/ 176 رقم 247 (16/ 12 رقم 3341) ،
والتقييد لابن نقطة 83، 84 رقم 78، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير
أعلام النبلاء 18/ 60 رقم 27، والعبر 3/ 217، وشذرات الذهب 3/ 278.
[3] التقييد 84.
(30/191)
قال الخطيب [1] : وُلِدَ في جمادى الآخرة
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وتوفّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وأربعين.
293- محمد بن عبد الملك [2] .
أبو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيْسَابوريّ التّاجر.
أكثر عن أبي أَحْمَد الحاكم [3] .
294- محمد بن عبد الواحد بن محمد [4] .
أبو طاهر البيّع البغداديّ، المعروف بابن الصبّاغ.
الفقيه الشافعيّ.
سمع: ابن شاهين، وعليّ بن عبد العزيز بن مروان، وأبا القاسم بن حبابة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. درس الفقه على أبي حامد
الأسفرائينيّ، وكانت له حلقة للفتوى. ومات في ذي القعدة ببغداد.
وقال أبيّ النّرسيّ: ثنا عن ابن طرارا، وهو والد أبي نصر صاحب
«الشّمائل» .
295- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن ميمون [5]
.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك الفارسيّ) في: المنتخب من السياق 39،
40 رقم 56
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: «محمد بن عبد الملك بن محمد بن يوسف
التاجر الفارسيّ أبو الحسين الشيخ الفاضل الثقة، خال عمّتي، المداخل مع
الأسلاف. كان من أصحاب خان الفرس، وقد أذّن في مسجد خان الفرس سنين،
وصلّى فيه بالناس، وما فارق جدّي أبا الحسين عبد الغافر في سرّاء ولا
ضراء وكانا كالقرينين. سمع الكثير عن الحاكم أبي أحمد وطبقته، وببغداد
عن ابن الصلت وغيرهم، وحدّث.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 2/ 362 رقم 872.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
تاريخ بغداد 2/ 361، 362، وطبقات الفقهاء للشيرازي 107، والأنساب 5/
278، وتاريخ-
(30/192)
أبو الفَرَج الدّارِميّ [1] . البغداديّ،
الفقيه الشافعيّ، نزيل دمشق.
سمع: أبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسين بن المُظفّر، وأبا بكر بن
شاذان، والدّارَقُطْنيّ، وجماعة قد حدَّث عنهم.
وسمع من أبي محمد بن ماسيّ، ولم نظفر بسماعه منه.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال [2] : هو أحد الفقهاء، موصوف بالذَّكاء
وحُسن الفِقْه، والحساب والكلام في دقائق المسائل. ولهٍ شِعرٌ حسن.
كتبتُ عنه بدمشق، وقال لي: كتبتُ عن ابن ماسيّ، وأبي بكر الورَّاق،
وجماعة، وَوُلِدْتُ في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
سكن الرَّحبة مُدَّة ثُمّ دمشق.
قال الخطيب [3] : حدَّثني أبو الفرج الدّارِميّ: سمعتُ أبا عمر بن
حَيَّوَيْهِ:
سمعت أبا العبَّاس بن سُريْج وقد سُئِل عن القرد فقال: هو طاهر، هو
طاهر.
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو عليّ الأهوازيّ وهو من أقرانه، وعبد العزيز
الكتّانيّ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ.
__________
[ (-) ] دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 387، 388، والكامل في التاريخ 9/
632، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 23 رقم 50، والذخيرة في محاسن
أهل الجزيرة 4 ق 1/ 87، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) ورقة 18 أ، وسير
أعلام النبلاء 18/ 52- 54 رقم 24، والوافي بالوفيات 4/ 63، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 77، 78، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 510
رقم 466، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 240، 241 رقم 196، ونفح
الطيب 3/ 111، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 51، وكشف الظنون 1/ 78،
وهدية العارفين 2/ 70، 71، وديوان الإسلام 2/ 272، 273 رقم 925،
والأعلام 7/ 133، ومعجم المؤلفين 10/ 266.
[1] الدارميّ: بفتح الدال المهملة وكسر الراء. هذه النسبة إلى بني
دارم، وهو دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. (الأنساب 5/
279) .
[2] في تاريخه 2/ 361، 362.
[3] في تاريخه 2/ 362.
(30/193)
وقال أبو إسحاق في «الطَّبقات» [1] : كان
فقيهًا، حاسبًا، شاعرًا، متصرّفًا، ما رأيت أفصح منه لهجة. قال لي:
مرضت فعادني الشّيخ أبو حامد الْإِسفرائينيّ، فقلت:
مرضتُ فارتحتُ إلى عائدٍ ... فعاودني العالم في واحدِ
ذاك الْإِمامُ ابن أبي طاهرٍ ... أَحْمَد ذو الفضل أبو حامدِ [2]
وروى عنه من شعره: أبو عليّ بن البنّاء، وأبو الحسين بن النّقور، وأبو
عبد اللَّه الحسن بن أَحْمَد بن أبي الحديد [3] .
تُوُفّي ليلة الْجُمعة مُستَهَلّ ذي القعدة أيضًا. وشهده خلقٌ عظيم.
ودُفِن بمقبرة باب الفراديس.
وتفقَّه أيضًا على أبي الحُسين الأردَبِيليّ.
وله كتاب الاستذكار في المذهب كبيرٌ [4] 296- محمد بن عُبَيْد الله بن
أحمد [5] .
__________
[1] طبقات الفقهاء 107.
[2] البيتان في: طبقات الفقهاء للشيرازي 107، وتهذيب الأسماء واللغات
للنووي 2/ 208، وطبقات الشافعية للإسنويّ 183، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 1/ 240، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 77، وسير أعلام النبلاء
18/ 53.
[3] ومن شعره:
أعراض قلبي غدت معرّفة ... فاجتمعت في الحبيب أعراضي
لا بدّ منه ومن هواه ولو ... قرّضني سيّدي بمقراض
تودّه مهجتي فإن تلفت ... تودّه في التراب أبعاضي
وقال السبكي: ومن شعره ما رأيته بخطّه على كتابه «الدور الحكمي» :
في الشرح دوران غير وهم ... دور حساب ودور حكمي
وقد شرحت الحكميّ منه ... فاستمعوه استماع فهم
فللفتى الدارميّ فيه ... صحّة معنى وحسن وسم
(طبقات الشافعية الكبرى 3/ 78) .
[4] قال السبكي: وهذا الكتاب عندي فيه أصل صحيح على خطّه، وهو كما قال
ابن الصلاح:
نفيس كثير الفوائد، ذو نوادر وغرائب، لا تصلح مطالعته إلّا لعارف
بالمذهب، (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 77) .
[5] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: -
(30/194)
أبو طالب البغداديّ الرّزّاز.
سمع: عليِّ بن عمر الحربيّ، وابن فهد المَوْصليّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحًا.
قلت: روى عنه جماعة.
297- محمد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن إسماعيل.
أبو طاهر بن الأنباريّ الواعظ.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمَّاد الموصليّ، والحسن بن
العبَّاس الشّيرازيّ. ووُلِدَ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
298- محمد بن عليّ بن يعقوب [1] .
أبو الحسين الْإِياديّ البغداديّ، من أولاد الشّيوخ.
سمع: أبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن حبّابة، والسُّكَّريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في ذي القعدة.
299- محمد بن محمد بن المظفّر [2] .
أبو الحسين البغداديّ الدّقّاق ابن السّرّاج.
سمع: موسى بن جعفر السِّمْسار، وأبناء الفضل الزُّهْريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في ربيع الأوَّل.
300- محمد بْن محمد بْن عَمْرو الحاكم.
أبو بكر الزَّواهيّ الفقيه.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 9/ 339 رقم 843.
[1] انظر عن (محمد بن علي بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 3/ 106 رقم 1104.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن المظفّر) في:
تاريخ بغداد 3/ 236، 237 رقم 1313.
(30/195)
حدَّث بنيسابور غير مرَّة عن: ابن فراس
العَبْقَسيّ، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ البغداديّ، وغيرهما.
301- المسلم بن عليّ بن طَبَاطَبَا.
أبو جعفر العلويّ الحَسَنيّ المِصريّ.
- حرف الهاء-
302- هلال بن المُحسِّن [1] :
أبو الحسين بن الصّابيء، البغداديّ الكاتب.
أخذ عن: أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ، وغيرهما.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقا. أسلم بآخره، وسمع من العلماء
في حال كُفْره لَأنه كان يطلب الأدب. قال لي: وُلِدْتُ سنة تسعٍ وخمسين
وثلاثمائة. وجدّه هو أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابئ صاحب
«الرّسائل» ، ومات هو وابنه المحسِّن على الكفر.
وتوفي هلال في رمضان. وهو والد غرس النّعمة محمد.
__________
[1] انظر عن (هلال بن المحسّن) في:
تاريخ بغداد 14/ 76 رقم 7428، والمنتظم 8/ 176- 179 رقم 248 (16/ 13-
15 رقم 3343) ، وأخبار الحمقى والمغفّلين 71، ونزهة الألباء 423،
ووفيات الأعيان 6/ 101- 105، وديوان الشريف المرتضى 3/ 66- 68، ومعجم
الأدباء 19 294- 297، والبداية والنهاية 12/ 70، والنجوم الزاهرة 5/
60، وشذرات الذهب 3/ 278، 279، وكشف الظنون 1394، وإيضاح المكنون 1/
261 و 2/ 271، والأعلام 9/ 94، وهدية العارفين 2/ 510، وتاريخ آداب
اللغة العربية 2/ 1223، ومعجم المطبوعات 1179، ومعجم المؤلفين 13/ 151،
ورسوم دار الخلافة لميخائيل عوّاد 7/ 39، وانظر مقدّمة: الهفوات
النادرة لغرس النعمة 14- 18 رقم 4، ومقدّمة كتاب الوزراء أو تحفة
الأمراء في تاريخ الوزراء بتحقيق عبد الستار فراج، طبعة دار إحياء
الكتب العربية، مصر 1958.
[2] في تاريخه 14/ 76.
(30/196)
- حرف الياء-
303- يوسف بن سليمان بن مروان [1] .
أبو عمر الأنصاري الأندلسي المعروف بالرباحي.
أصله من قلعة رباح.
كان فقيها، إماما، ورعا، زاهدا، متقللا، جماعة للعلم، طويل اللسان.
فقيه البدن، نحويا عروضيا، شاعرا، نسابة، يسرد الصيام، ويديم القيام،
وينعزل عن النّاس، وتأسَّ باللَّه. له مُصَنَّف في الرَّد على
القبْريّ.
حدَّث عنه: أبو المطرّف بن البيْروله، وأبو محمد بن خَزْرَج وقال: كان
مُجاب الدّعوة، بصيرًا بالحجاج والاستنباط. سكن إشبيلية، وله ردٌ على
أبي محمد الأصيليّ. وكان صاحبّا لَأبي عمر بن عبد البَرّ.
وتُوُفّي بمرسية في آخر سنة ثمان وأربعين.
وولد في سنة سبع وستّين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 676، 677 رقم 1499.
(30/197)
سنة تسع وأربعين
وأربعمائة
- حرف الألف-
304- أَحْمَد بن الحسن بن عنان.
أبو العبّاس الكنكشيّ الزَّاهِد.
كان من كبار مشايخ الطّريق بالدِّيَنَور. له معارف وتصانيف.
وعاش تسعين سنة. ولقى الكبار وحكى عنهم.
روى عنه ابنه سعيد، أحد شيوخ السِّلفيّ، جزءًا فيه حكايات.
وقد صَحِبَ أبا العبّاس أَحْمَد الأسود مُريد الشّيخ عيسى القصَّار.
وعيسى من كبار تلامذة ممشاذ الدَّيَنَورِيّ. وذكر أن شيخه أبا العبّاس
الأسود عاش مائة سنة.
قال السّلفيّ: صنّف أبو العبَّاس الكنكشيّ سِتّين مُصنَّفًا. وقد رأيت
بعضها فوجدت كلامه في غاية الحُسن، وكان غزير الفضل، مُثَقّفًا،
عارفًا، عابدًا، سُفْيَانيّ المذهب. لم يكن لهُ نظير بتلك النّاحية.
ولهُ أصحابٌ ومُريدون، وبحكمه رُبُطٌ كثيرة.
ومن كلامه: حقيقة الأُنس باللَّه الوحشة مما سواه.
وقال: عمل السّر سرمد، وعمل الجوارح منقطع.
وقال: من عرف قدر ما يبذله لم يستحِق اسم السّخاء.
قال: وسمعت أَحْمَد الأسود يقول: السُّكون إلى الكرامات مكرٌ وخدعة.
305- أَحْمَد بن عبد اللَّه بن سُليمان بن محمد بن سُليمان بن أَحْمَد
بن
(30/198)
سليمان بن داود بن المطهّرين زياد بن ربيعة
[1] .
أبو العلاء التَّنُوخيّ اللُّغَويّ، الشاعر المشهور، صاحب التّصانيف
المشهورة والزَّنْدقة المأثورة.
له «رسالة الغفران» في مجلّدةٍ قد احتوت على مَزْدَكة واستخفاف، وفيها
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله أبي العلاء المعرّي) في:
تتمة يتيمة الدهر 1/ 9، وتاريخ بغداد 4/ 240، 241، ودمية القصر (طبعة
بغداد) 1/ 201- 206 رقم 38، وتاريخ حلب للعظيميّ (طبعة زعرور) 343
(طبعة سويّم) 11، والأنساب 3/ 90- 93، والمنتظم 8/ 184- 188 رقم 249
(16/ 22- 27 رقم 334) ، وفهرست الشيوخ لابن خير 343، ونزهة الألبّاء
353، 354، ولباب الآداب 201، 370، 375، 462، والمنازل والديار 1/ 49،
126، 264، 277، 338، 340، 342، 357، 362، و 2/ 11، 29، 53، 100، 102،
151، 152، 169، 170، 185، 220، 222، 242، 249، ومعجم البلدان 5/ 156،
ومعجم الأدباء 3/ 107- 218، والكامل في التاريخ 9/ 636، 637، واللباب
1/ 225، و 3/ 234، وإنباه الرواة 1/ 46- 83، والإنصاف والتحرّي في دفع
الظلم والتجرّي عن أبي العلاء المعرّي (مخطوط) ، ووفيات الأعيان 1/
113- 116، والتذكرة الفخرية 17، 55، 58، 84، 115، 146، 147، 168، 291،
وبدائع البدائه 361- 363، والمختصر في أخبار البشر 2/ 176، 177، والعبر
3/ 218، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 23 39
رقم 16، ودول الإسلام 1/ 264، وميزان الاعتدال 1/ 112، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 357- 363، وتاريخ دولة آل سلجوق للبنداري 15، ومسالك الأبصار
(مخطوط) 10 ق 2/ 282- 319، والوافي بالوفيات 7/ 94- 111، ونكت الهميان
101- 110، ومرآة الزمان (حوادث سنة 449 هـ) ، ومرآة الجنان 3/ 66- 69،
وتخليص الشواهد 64، 433، والبداية والنهاية 12/ 72- 76، وروض المناظر
لابن الشحنة 8/ 161، وطبقات النحويين واللغويين لابن قاضي شهبة 169-
181، ولسان الميزان 1/ 203- 208، والدرّة المضيّة 370، 600 رقم 67،
وعقد الجمان (مخطوط) ج 20 ق 1/ 140- 148، والنجوم الزاهرة 15/ 61، 62،
وبغية الوعاة 1/ 315- 317 رقم 594، وتاريخ الخلفاء 423، ومفتاح السعادة
1/ 237، 238، ومعاهد التنصيص 1/ 136- 145، وشذرات الذهب 3/ 280- 282،
وشرح شواهد التلخيص 66، وكشف الظنون 1/ 46، 85 وغيرها، ونزهة الجليس 1/
278- 284، وروضات الجنات 33- 75، وديوان الإسلام 4/ 187، 188 رقم 1920،
وإيضاح المكنون 2/ 427، وهدية العارفين 1/ 77، وبلوغ الأرب في علم
الأدب لجرمانوس فرحات 84، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن
الخامس) 17، 18، وتأسيس الشيعة 104، والأعلام 1/ 113- 116، ومعجم
المؤلفين 1/ 290- 294 وفيه مصادر ومراجع كثيرة عنه، ومعجم الشعراء في
لسان العرب للدكتور ياسين الأيوبي 290 رقم 726، وآثار أبي العلاء 1/
190، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 77، 180، 378، ومجالي
الإسلام لحيدر بامات 276.
(30/199)
أدب كثير. وله «رسالة الملائكة» و «رسالة
الطّير» على ذلك الأُنْمُوذَج. ولهُ كتاب «سقط الزِّنْد» في شِعره، وهو
مشهور، وله من النَّظْم «لزوم ما لَا يلزم» في مُجلَّدٍ أبدع فيه.
وكان عجبًا من الذَّكاء المُفرط والْإِطلاع الباهر على اللُّغة
وشواهدها.
وُلِدَ سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة، وجُدِّر في السَّنة الثالثة من عمره
[1] فعمي منه، فكان يقول: لَا أعرف من الألوان إِلَّا الأحمر، فإنِّي
أُلبِستُ في الْجُدريّ ثوبًا مصبوغًا بالعُصْفُر، لَا أعقِل غير ذلك
[2] .
أخذ العربيّة عن أهل بلده كبني كوثر وأصحاب ابن خالَوْيه، ثمّ رحل إلى
أطرابُلُس، وكانت بها خزائنُ كُتُبٍ مَوْقُوفَة [3] فاجتاز باللّاذقيّة
ونزل ديرًا كان به راهبٌ له علم بأقاويل الفلاسفة، فسمع أبو العلاء
كلامه، فحصل له به شكوك، ولم يكن عنده ما يدفع به ذلك، فحصل له بعض
انْحلال، وأودع من ذلك بعض شعره. ومنهم من يقول ارعوى وتاب واستغفر [4]
.
ومِمّن قرأ عليه أبو العلاء اللغة جماعة. فقرأ بالمعرَّة على والده،
وبحلب على محمد بن عبد اللَّه بن سعد النَّحوي، وغيره.
وكان قانِعًا باليسير، لهُ وقفٌ يحصل له منه في العام نحو ثلاثين
دينارًا، قرَّر منها لمن يخدمه النّصف.
وكان أكْلُه العدس، وحلاوته التّين، ولباسه القُطْن، وفراشه لبّاد،
وحصيرة
__________
[1] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» 18/ 24: «وأضرّ
بالجدريّ وله أربع سنين وشهر» .
[2] إنباه الرواة 1/ 49، المنتظم 8/ 184 (16/ 22) ، معجم الأدباء 3/
125.
[3] إنباه الرواة 1/ 50، نكت الهميان 102، معاهد التنصيص 66، آثار أبي
العلاء 1/ 190، وانظر كتابنا: دار العلم بطرابلس في القرن الخامس
الهجريّ- طبعة دار الإنشاء، بطرابلس 1982- ص 17.
[4] إنباه الرواة 1/ 49.
(30/200)
بَرْدِيّة [1] . وكانت له نفسٌ قويَّة لَا
تحمِل مِنّة أحد، وإلّا لو تكسَّبَ بالشِّعر والمديح لكان ينال بذلك
دنيا ورئاسة.
واتَّفق أنّهُ عُورِض في الوقف المذكور من جهة أمير حلب، فسافر إلى
بغداد متظلّما منه في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فسمعوا منه ببغداد
«سقط الزِّند» [2] ، وعاد إلى المعرّة سنة أربعمائة. وقد قصده الطّلبة
من النّواحي.
ويُقال عنه إنّه كان يحفظ ما يمر بسمعه [3] .
وقد سمع الحديث بالمعرّة عاليا من يحيى بن مسعر التَّنُوخيّ، عن أبي
عروبة الحرّانيّ.
ولزِم منزله، وسمّى نَفْسَهُ «رهين المحبسين» للزومه منزله، وذهاب
بصره.
وأخذ في التّصنيف، فكان يُملي تصانيفه على الطَّلَبَة [4] ، ومكثَ
بضعًا وأربعين سنة لَا يأكل اللَّحْمَ، ولا يرى إيلام الحيوان مُطلَقًا
على شريعة الفلاسفة.
وقال الشِّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة.
قال أبو الحسين عليّ بن يوسف القفطيّ [5] : قرأت على ظهر كتاب عتيق أن
صالح بن مرْداس صاحب حلب خرج إلى المعرَّة وقد عصى عليه أهلُها،
فنازلها وشرع في حصارها ورماها بالمجانيق. فلمّا أحس أهلها بالغَلَب
سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم.
فخرج ومعه قائد يقوده، فأكرمه صالح واحترمه، ثمّ قال: ألك حاجة؟
__________
[1] البردية: جمعها برديّ: نبات تصنع منها الحصر.
[2] إنباه الرواة 1/ 49، 50.
[3] معجم الأدباء 3/ 124.
[4] معجم الأدباء 3/ 124.
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 53، 54، وانظر: معجم الأدباء 3/ 216، 217.
(30/201)
قال: الأمير أطال اللَّه بقاءه كالسّيف
القاطع، لانَ مسُّهُ، وخشُنَ حدُّهُ، وكالنّهار الماتِع [1] ، قاظ
وسطهُ، وطاب بَرْدُهُ. خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ
عَنِ الْجاهِلِينَ 7: 199 [2] .
فقال له صالح: قد وهبتها لك.
ثُمَّ قال لهُ: أنشِدْنا شيئًا من شعرك لنرويه.
فأنشده بديها أبياتًا فيه، فترحَّل صالح [3] .
وذُكِر أن أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكُل فيها، ويقول:
الأعمى عورة والواجب استتاره في كل أحواله. فنزل مرّةً وأكل دُبْسًا،
فنقّط على صدره منه ولم يشعر، فلمَّا جلس للإقراء قال له بعض
الطَّلَبَة: يا سيِّدي أكلت دُبْسًا؟ فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال:
نعم، لعن اللَّه النَّهمَ. فاستحسنوا سرعة فهمه [4] .
وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطَّلَبة، فإنّهُ كان ليس له سِعة،
وأهل اليسار بالمعرَّة يُعرَفون بالبُخْل. وكان يتأوَّه من ذلك [5] .
وذكر الباخَرْزيُّ [6] أبا العلاء فقال: ضريرٌ ما له في الأدب [7]
ضريب، ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألدّ محجوج. قد طال
في ظِل [8] الْإِسلام إناؤه ولكن إنما [9] رشح بالْإِلحاد إناؤه.
وعندنا [خبر بصره،
__________
[1] في الأصل: «المانع» بالنون. والماتع: المرتفع. يقال: متع النهار:
ارتفع قبل الزوال.
(القاموس المحيط) .
[2] سورة الأعراف، الآية 199.
[3] إنباه الرواة 1/ 53، 54.
[4] إنباه الرواة 1/ 55.
[5] إنباه الرواة 1/ 55.
[6] في «دمية القصر» - تحقيق د. العاني- ج 1/ 201.
[7] في الأصل: «الأديب» ، وفي «دمية القصر» 1/ 201: «في أنواع الأدب» .
[8] في «دمية القصر» ج 1/ 202: «ظلال» .
[9] في «دمية القصر» : «ربّما» .
(30/202)
واللَّه العالِم ببصيرته، والمُطّلع على
سريرته، وإنَّما تحدّقت الألسُن» ] [1] بأساته لكُتّابه الّذين [2]
زعموا أنّهُ عارض به القرآن وعنونه (بالفصول والغايات في مُحاذاة [3]
السُّور والَآيات) .
قال القِفْطيّ [4] : وذكرت ما ساقه غرّس النِّعمة محمد بن هلال بن
المحسّن فيه فقال: كان لهُ شِعرٌ كثير وأدبٌ غزير، ويُرمى بالْإِلحاد
في شِعره. وأشعاره دالة على ما يُزَنُّ [5] به. ولم يكُن يأكل لحمًا
ولا بيضا ولا لبنًا، بل يقتصر على النبات. ويحرّم إيلام الحيوان،
ويُظهِر الصّوم دائمًا.
قال: ونحنُ نذكر طرفًا ممّا بلغنا من شعره لتعلم صحّة ما يحكى عنه من
إلحاده، فمنه:
صَرْفُ الزّمان مُفَرِّق الْإِلْفَيْنِ ... فاحكُمْ إلهي بين ذاك وبيني
أَنْهَيْتَ عن قتْلِ النُّفُوس تعمُّدًا ... وبَعَثْتَ أنتَ لقبِضِها
ملكين
وزعمت أنّ لها معادا ثانيا ... ما كان أغناها عن الحَالَيْنِ [6]
ومنه:
قِرَانُ المُشْتَرى زُحَلًا يُرَجَّى ... لإيقاظِ النَّواظِرِ مِنْ
كَرَاهَا
تقضّى الناسُ جيلًا بعد جيلٍ ... وخُلِّفَتِ النُّجُومُ كما تراها
تقدِّم صاحبُ التَّوراة موسى ... وأوقع بالخَسَار من اقْتَرَاها
فقال رِجَالُهُ وحيٌ أَتَاهُ ... وقال الآخرون: بل اقْتَدَاها
وما حَجّي [7] إلى أحجار بيت ... كؤوس الخمر تشرب في ذراها
__________
[1] ما بين الحاصرتين من «دمية القصر» 1/ 202.
[2] في «دمية القصر» : «الّذي» .
[3] في الأصل: «محاذات» .
[4] في «إنباه الرواة» 1/ 55.
[5] يزنّ: يتّهم.
[6] المنتظم 8/ 188، سير أعلام النبلاء 18/ 19.
[7] في «لزوم ما لا يلزم» 2/ 622: «وما سيرى» .
(30/203)
إذا رَجَعَ الحكيم [1] إلى حجاه ... تهاون
بالمذاهب [2] وازْدَرَاها [3]
ومنه فيما أنشدنا أبو عليّ بْن الخلّال: أَنَا جعفر، أنا السِّلَفيّ:
أنشدنا أبو زكريّا التّبريزيّ، وعبد الوارث بن محمد الأسديّ لقِيُتُه
بأَبْهَر قالا: أنشدنا أبو العلاء المعرّيّ بالمعرّة لنفسه، قال:
ضَحِكْنا وكان الضِّحكُ مِنّا سَفَاهةً ... وحُقّ لسُكّان البسيطةِ أن
يبكوا
تُحَطِّمُنا الأيّامُ حتّى كأنّنا ... زُجَاجٌ، ولكن لَا يُعَادُ له
سَبْكُ [4]
ومنه:
هَفَتِ الحنيفةُ والنصارى ما اهتَدَتْ ... ويهودُ حارتْ والمجوسُ
مضَلَّلّة
اثنانِ أهلُ الأرضِ: ذو عقلٍ بلا ... دينٍ، وآخرَ ديِّنٌ لَا عَقْلَ
لَهْ [5]
ومنه:
قلتم لنا خالقٌ قديمٌ ... صدقتُمُ، هكذا [6] نقول
زعمتموهُ بلا زمانٍ ... ولا مكانٍ، ألا فقولوا
هذا كلامٌ له خَبِيءٌ ... معناه ليست لكم عقول [7]
ومنه:
__________
[1] في «اللزوم» : «الحصيف» .
[2] بالهامش: الشرائع.
وبالهامش أيضا: ث: على ناظمه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
[3] الأبيات بتقديم وتأخير في «اللزوم» 2/ 622، 623، والمنتظم 8/ 186.
[4] المنتظم 8/ 187.
[5] في «المختصر في أخبار البشر» 2/ 177.
تاه النصارى والحنيفة ما اهتدت ... ويهود هطرى والمجوس مضلله
قسم الورى قسمين، هذا عاقل ... لا دين فيه، وديّن لا عقل له
وفي «سير أعلام النبلاء» 18/ 29:
رجلان أهل الأرض: هذا عاقل ... لا دين فيه، وديّن لا عقل له
والبيتان في: «لزوم ما لا يلزم» 2/ 301.
[6] في «اللزوم» : «كذا» .
[7] اللزوم 2/ 270، المنتظم 8/ 187.
(30/204)
دين وكفر وأنباء تقال [1] و ... فرقان
يُنَصُّ وتَوْرَاةٌ وإنجيلُ
في كل جيلٍ أباطيلٌ يُدَانُ بها ... فهل تفرَّد يومًا بالهدى جيلُ [2]
؟
قال الذّهبيّ:
نعم، أبا القاسم الهاديّ وأمته ... فزادك اللَّه ذُلًّا يا دُجَيْجِيلُ
ومنه قوله:
فلا تحسْب مَقَال الرُّسْلِ حقًّا ... ولكنْ قولُ زُورٍ سطَرَوُهُ
وكان النّاس في عَيْشٍ رَغِيدٍ ... فجاءوا بالمُحَالِ فكدَّرُوه [3]
ومنه:
وإنما حمّل التّوراة قارئها ... كسب الفوائد لا حبّ التِلاواتِ
وهل أُبِيحَتْ نساء الرّوم عن عَرَضٍ ... للعُرْبِ إِلَّا بأحكام
النُّبُواتِ [4] ؟
أنبأتنا أم العرب فاطمة بنت أبي القاسم: أنا فرقد الكنانيّ سنة ثمان
وستّمائة: أنا السِّلفيّ: سمعت أبا زكريا التّبْريزيّ قال: لمّا قرأت
على أبي العلاء بالمعرَّة قوله:
يد بخمس ميء من عَسْجَدٍ فُدِيَتْ [5] ... ما بالُها قُطِعَتْ في ربع
دينار؟
__________
[1] في اللزوم: «وأنباء تقصّ» .
[2] اللزوم 2/ 268.
[3] بالهامش: ث اللَّهمّ زده عما في نار جهنم.
وجاء بالهامش أيضا قرب هذه الأبيات: قال الشيخ عماد الدين بن كثير
يعارض أبا العلاء:
فلا تحسب مقال الرسل زورا ... ولكن قول حقّ بلّغوه
وكان الناس في جهل عظيم ... فجاءوا بالبيان فأذهبوه
[4] البيت في «المنتظم» 8/ 186، وورد بيت قبله بدل المذكور أعلاه في
المتن:
إن الشرائع ألقت بيننا إحنا ... وأورثتنا أفانين العداوات
[5] في اللزوم: «يد بخمس مئين عسجد وديت» ، وفي «المنتظم» : «لخمس» .
(30/205)
تَنَاقُضٌ ما لنا [1] إِلَّا السُّكُوتُ
لَهُ ... وأن نَعُوذَ بِمَولانا مِن النَّارِ [2]
سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء عبادةً لَا نعقل معناها.
قلت: لو أراد ذلك لقال: تَعَبُّدٌ ما لنا إِلَّا السُّكوت له، ولما
اعترض على اللَّه بالبيت الثاني.
قال السِّلفيّ: إن قال هذا الشِّعر معتقدًا معناه، فالنار مأواه، وليس
له في الْإِسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب «الفُصول والغايات»
وكأنَّهُ معارضةً منه للسور والَآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن؟
فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة.
إلى أن قال السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبَّار بقزوين، وكان
ثِقة: ثنا أبو العلاء التَّنوخيّ بالمَعَرَّة، ثنا أبو الفتح محمد بن
الحسنيّ [3] ، ثنا خيثمة [4] فذكر حديثًا.
وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جَهِير: ثنا أبو نصر
المنَازِيّ [5] الشاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الّذي
يُروى عنك ويُحكى؟
قال: حَسَدوني وكذبوا عليَّ.
فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدّنيا والآخرة؟
__________
[1] في «المنتظم» : «مالخ» .
[2] اللزوم 1/ 544، سير أعلام النبلاء النبلاء 18/ 31 وفيه قدّم الثاني
على الأول، والمنتظم 8/ 186.
[3] هو أبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن روح المقرئ، وكان
يحدّث في سنة 384 هـ. (تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- 37/ 381، من حديث
خيثمة الأطرابلسي 45 رقم 76) وفيهما: «محمد بن الحسن» .
[4] هو الحافظ أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي مسند
الشام، المتوفى سنة 343 هـ.
[5] هو أحمد بن يوسف المنازي الكاتب الشاعر الوزير، المتوفى سنة 437
هـ. وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة الرابعة والأربعين، برقم
(194) .
(30/206)
قال: والَآخرة؟
قلت: إي واللَّه.
قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده،
ومَعَنا غُلَام يُعْرَف بأبي غالب من نبهان من أهل الخير والفقه.
فلمَّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيتُ في منامي البارحة شيخًا ضريرًا،
وعلى عاتقه أفعيان مُتَدَلّيتان إلى فَخِذَيْهِ وكلٌّ منهما يرفع فمه
إلى وجهه، فيقطع منه لحمًا يزدرده، وهو يستغيث.
فقلتُ وقد هالني: من هذا؟ فقيل لي: هذا المَعَرِّيّ المُلحد [1] .
ولَأبي العلاء:
أتى عيسى فبطَّلَ شَرْعَ موسى [2] ... وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْسِ
وقالوا: لَا نبيٌّ بعد هذا ... فَضَلَّ القومُ بين غدٍ وأمسِ [3]
ومهما عشْتَ في دُنْيَاك هذي [4] ... فما تُخْليِكَ مِنْ قَمَرٍ
وشَمْسِ
إذا قُلْتُ المُحَالَ رفعتُ صَوْتي ... وإن قُلْتُ الصّحيحَ [5] أطلتُ
هَمْسي [6]
وله:
إذا مات ابنُها صَرَخَتْ بجهلٍ ... وماذا تستفيد من الصُّرَاخِ؟
ستتبعه كفاء العطف ليست ... بمَهْلٍ أو كَثُمَّ على التراخي
وله:
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 80، 81، المنتظم 8/ 188.
[2] في «اللزوم» : «دعا موسى فزال وقام عيسى» .
[3] في «اللزوم» :
وقيل يجيء دين غير هذا ... وأودى الناس بين غد وأمس
[4] في «اللزوم» : «ومهما كان في دنياك أمر» .
[5] في «اللزوم» : «اليقين» .
[6] الأبيات في: لزوم ما لا يلزم 2/ 55، 56، ومعجم الأدباء 3/ 26، 127،
ووفيات الأعيان 1/ 115، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، وسير أعلام
النبلاء 18/ 39.
(30/207)
لَا تَجْلِسْنَ حُرّة موفَّقَةٌ ... مع ابن
زوجٍ لها ولا خَتَنِ
فذاك خيرٌ لها وأسلم ... للإنسان إن الفَتَى من الفِتَنِ [1]
وله:
منكَ الصُّدُودُ ومنّي بالصُّدودِ رِضا ... من ذا عليّ بهذا في هواك
قضا [2]
بي [3] منك ما لو غدا بالشَّمسِ ما طَلَعَتْ ... من الكآبة أو
بالبَرْقِ ما وَمَضَا
جَرَّبْتُ دَهْري وأهليه فما تَرَكَتْ ... لِيَ التَّجاريبُ في وُدّ
امرئٍ غَرَضَا
إذا الفتى ذَمّ عَيْشًا في شَبِيَبِتِه ... فما [4] يقولُ إذا عَصْرُ
الشّبَابِ مَضَا [5] ؟
وقد تعوّضْتُ عن كلٍّ بمُشْبِهِهِ ... فما وجدتُ لَأيّامِ الصِّبا
عِوَضَا [6]
صفراءَ لون التِّبْرِ مثلي جليده [7] ، ... على نُوب الأيامُ والعِيشَة
الضَّنْكِ
تُريك ابتسامًا دائمًا وتجلُّدًا [8] ... وصبرًا على ما نابها وهي في
الهُلْكِ
ولو نَطَقَتْ يومًا لقالت أظُنّكم ... تَخَالون أنيّ من حَذَار
الرَّدَى أبكي
فلا تحسبوا دمعي لوجعهِ وجدته [9] ... فقد تدمع العَيْنان [10] من كثرة
الضحكِ [11]
وأنشدنا أبو الحسين [12] ببعلبك: أنا جعفر، أنا السِّلفيّ، أنا أبو
المكارم عبد
__________
[1] البيتان في «لزوم ما لا يلزم» 2/ 575 وفيه: «إن الفتى مع الفتن» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] في «معجم الأدباء» : «لي» .
[4] في «معجم الأدباء» : «ماذا» .
[5] هكذا في الأصل.
[6] معجم الأدباء 3/ 138، 139.
[7] في «دمية القصر» 1/ 204: «وصفراء مثلي في هواها جلية» .
[8] في «دمية القصر» : «وتهلّلا» .
[9] في «دمية القصر» : «فلا تعجبوا من ضحكها وابتسامها» .
[10] في «دمية القصر» ، «الأجفان» . وفي نسخة أخرى: «فقد تدمع العينان
من شدّة» .
[11] الأبيات في: شروح سقط الزند 4/ 1683، ودمية القصر 1/ 204، 205،
وإنباه الرواة 1/ 68.
[12] هو: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى اليونيني. ضربه شخص
بعصا على رأسه وهو في خزانة الكتب بمسجد الحنابلة ببعلبكّ، وتوفي بعد
ذلك في سنة 701 هـ. ببعلبكّ. (انظر-
(30/208)
الوارث بن محمد الأسدي رئيس أبْهَر: أنشدنا
أبو العلاء بن سليمان لنفسه قطعة ليس لأحد مثلها:
رغبت إلى الدّنيا زمانا فلم تَجُدْ ... بغير عناءٍ والحياة بلاغُ
وألقى [1] ابنه الرَّأس [2] الكريمُ وبِنْتَهُ ... لديَّ فعندي راحة،
وفراغُ
وزَادَ فَسَادُ النَّاسِ في كُلِّ بلدةٍ ... أحاديثُ مَيْتٍ [3]
تُفْتَرى وتُصَاغُ
ومن شَرِّ ما أسْرَجْتَ في الصُّبحِ ... والدُّجى كُمَيْت [4] لها
بالشارِبينَ مَرَاغُ [5]
ولمَّا مات أوصى أن يُكتب على قبره:
هذا جناهُ أبيْ عليَّ ... وما جَنَيْتُ على أحدْ
الفلاسفة يقولون: إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه،
لَأنَّهُ يُعرَّض إلى الحوادث والَآفات [6] .
والّذي يظهر أنَّ الرّجل مات مُتحيِّرًا، لم يجزم بدينٍ من الأديان،
نسألُ اللَّه تعالى أن يحفظ علينا إيماننا بكرمه.
أنبأتنا فاطمة بنت عليّ، أنا فَرْقَدُ بنُ ظافِر، أنا أبو طاهر بن
سِلَفَة قال: من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كل مأكولٍ لَا
تُنْبِتُهُ الأرض شفقةً بزعمه على الحيوان، حتى نُسِبَ إلى التّبرهُم،
وأنّهُ يرى رأي البراهمة [7] في إثبات الصّانع،
__________
[ (-) ] ترجمته ومصادرها في كتابنا: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي» 8/ 63- 66 رقم 761، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 376، 377 رقم
543) .
[1] في الأصل: «وألفى» بالفاء.
[2] في «سير أعلام النبلاء 18/ 34 «اليأس» .
[3] المين: الكذب.
[4] الكميت من أسماء الخمر التي فيها حمرة وسواد.
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 34، 35.
[6] وفيات الأعيان 1/ 115.
[7] البراهمة: طائفة دينية موطنها الهند، تنتسب إلى إبراهيم. والبراهمة
هم طبقة الكهنة والحكماء والفلاسفة أعلى المراتب في الديانة الهندوكية
ويمثّلون طبقة اجتماعية وراثية خاصة. وقد-
(30/209)
وإنكار الرُّسُل، وتحريم الحيوانات
وإيذائها، حتّى الحيات والعقارب.
وفي شِعره ما يدُل على غير هذا المذهب، وإن كان لَا يستقر به قرار ولا
يبقى على قانونٍ واحد، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء، لَا كما
يجب. فأنشدني أبو المكارم الأَسَديّ رئيس أَبْهَر قال: أنشدنا أبو
العلاء لنفسه:
أَقَرُّوا بالْإِله وأثبَتُوهُ ... وقالوا: لا نبيَّ ولا كتابُ
ووطْءُ بناتِنا حِلٌّ مُباحٌ ... رُوَيْدَكُمُ فقد بطُلَ [1] العِتَابُ
تَمَادَوْا في الضّلالِ فلم [2] يتوبوا ... ولو سمعوا صَليلَ السيفِ
تابوا [3]
وبه قال: وأنشدني أبو تمّام غالبُ بن عيسى الأنصاريّ بمكّة: أنشدنا أبو
العلاء المَعَرّيّ لنفسه:
أتتني من الأيّام ستُّون حجّةً ... وما أَمْسَكَت كَفَّاي بِثْنَى
عنانِ
ولا كان لي دارٌ ولا رُبْعُ مَنْزِلٍ ... وما مسّني من ذاك رَوْعُ
جَنَانِ
تذكَّرتُ أنّي هالِكٌ وابن هالِكٍ ... فهانَتْ عليَّ الأرض
والثَّقَلانِ [4]
إلى أن قال السِّلفيّ: ومما يدل على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن
بُختيار النُّمَيْرِيّ بالسّمسمانيّة- مدينة بالخابور- قال: سمعت
القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أَحْمَد السُّرُوجيّ: سمعت أخي القاضي
أبا الفتح يقول:
دخلت على أبي العلاء التَّنُوخِيّ بالمعرَّة ذات يومٍ في وقت خلْوَةٍ
بغير عِلْمٍ منه، وكنت أتردَّد إِلَيْهِ وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد
من قيلهِ:
كم غُودِرَت [5] غادة كعاب ... وعمّرت أمها العجوز
__________
[ (-) ] استخدمت كلمة برهمة وبراهمة مقابلة لكلمة هندوكية وهندوس.
(القاموس الإسلامي 1/ 295) وانظر: معجم الأدباء 3/ 125.
[1] في «سير أعلام النبلاء» : «فقد طال» ، والمثبت يتفق مع «اللزوم» .
[2] «اللزوم» : «تمادوا في العتاب ولم» .
[3] اللزوم 1/ 99، سير أعلام النبلاء 18/ 32.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 32.
[5] في «تعريف القدماء» : «كم بودرت» .
(30/210)
أحرَزَها الوالدان خوفًا ... والقبرُ حِرزٌ
لها حريزُ
يجوزُ أن تُبْطئُ [1] المنايا ... والخُلْدُ في الدَّهرِ لَا يجوزُ [2]
ثم تأوّه مرات وتلا: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ
الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ
مَشْهُودٌ وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ
لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ
11: 103- 105 [3] .
ثم صاح وبكى [4] بكاءً شديدًا، وطرح وجهه على الأرض زمانًا، ثم رفع
رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلّم بهذا في القِدَم، سبحان من هذا
كلامه.
فصبرتُ سَاعةً، ثم سلّمت عليه، فردّ وقال: متى أتيتَ؟
فقلت: السَّاعة. ثم قلت: يا سيِّدي، أرى في وجهك أثَرَ غَيْظ.
فقال: لَا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئًا من كلام المخلوق، وتلوت شيئًا
من كلام الخالق، فلحِقَني ما ترى.
فتحقَّقتُ صحة دينه، وقوّة يقينه [5] .
وبالْإِسناد إلى السِّلفيّ: سمعتُ أَبَا بكر التِّبْرِيزيِّ اللُّغَويّ
يقول: أفضل من رأيته ممّن قرأت عَلَيْهِ أبو العلاء. وسمعتُ أبا
المكارم [6] بأبهر، وكان من أفراد الزّمان، ثِقَةً مالِكيّ المَذْهب،
قال: لمَّا تُوُفّي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون
__________
[1] في «سير أعلام النبلاء» : «تخطئ» .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 32، تعريف القدماء بأبي العلاء 199.
[3] سورة هود، الآيات 103- 105.
[4] في الأصل: «وبكا» .
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 32، 33.
[6] هو عبد الوارث بن عبد المنعم الأبهري، أديب فاضل، قرأ على أبي
العلاء. لم تذكره السيدة بهيجة الحسني في شيوخ «السلفي» في مقدّمتها
لكتاب «معجم السفر» ، بل ذكرت أن السلفي سمع بأبهر من: أبي سعيد عبد
الرحمن بن ملكان. (انظر ج 1/ 31) وقد تقدّم قبل قليل في هذه الترجمة أن
أبا المكارم هو: عبد الوارث بن محمد الأسدي رئيس أبْهَر وسيعيد
المؤلّف- رحمه الله- ذكره بعد قليل في هذه الترجمة باسم «عبد الوارث بن
محمد الأبهري» .
(30/211)
شاعرا [1] ، وختم في أسبوع واحد عند القبر
مائتا ختمة.
وبه قال السِّلفيّ هذا القدر الّذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار،
مدحًا وقدحًا، وتقريظًا، وذمًّا.
وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر، والَأدب الباهر، والمعرفة
بالنَّسَبْ، وأيّام العرب. قرأ القرآن بروايات، وسمع الحديث بالشّام
على ثِقات.
ولهُ في التَّوحيد وإثبات النُّبُوَّة وما يحضّ على الزَّهْد، وإحياء
طرق الفُتُوّة والمُرُوَءة شِعْرٌ كثير، والمُشكِل منه فله على زعمه
تفسير.
قال القِفْطيّ [2] : ذِكر أسماء الكُتُب الّتي صنّفها. قال أبو العلاء:
لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة واجتهدتُ أن أتوفّر على تسبيح اللَّه
وتحميده، إِلَّا أن أُضطرّ إلى غير ذلك، فأمليت أشياءٌ تولّى نسخها
الشّيخُ أبو الحسن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي هاشم، أحسن اللَّه
توفيقه [3] ألزمني بذلك حقوقًا جمّة [4] ، لَأنّهُ أفنى زمنه [5] ولم
يأخذ عمّا صنع ثمنًا [6] . وهي على ضروبٍ مختلفة، فمنها ما هو في
الزُّهد والعِظات والتّمجيد [7] .
فمن ذلك: كتاب «الفصول والغايات» [8] وهو موضوع على حروف
__________
[1] حتى هنا في «المنتظم» 8/ 188.
[2] في إنباه الرواة 1/ 56 وما بعدها. وانظر: معجم الأدباء 3/ 145 وما
بعدها.
[3] في «إنباه الرواة» 1/ 56، و «معجم الأدباء» 3/ 145: وما بعدها.
[4] في «الإنباه» و «المعجم» زيادة: «وأيادي بيضاء» .
[5] في «الإنباه» 1/ 56 «أفنى معي زمنه» ، وفي «معجم الأدباء» 3/ 146:
«أفنى في زمنه» .
[6] في «الإنباه» و «المعجم» : «ثمنه» . وفيهما زيادة بعدها: «والله
يحسن له الجزاء، ويكفيه حوادث الزمان والأرزاء» .
[7] في «الإنباه» و «المعجم» : «وتمجيد الله سبحانه وتعالى من المنظوم
والمنثور» .
[8] قال ابن الجوزي: «وقد رأيت للمعرّي كتابا سمّاه «الفصول والغايات»
يعارض به السّور والآيات، هو كلام في نهاية الركّة والبرودة، فسبحان من
أعمى بصره وبصيرته، وقد ذكره على حروف المعجم في آخر كلماته..» .
(المنتظم 8/ 185) .
وقال ابن العديم الحلبي: إن جلال الملك بن عمّار صاحب طرابلس وقف بدار
العلم هذا الكتاب. (الإنصاف والتحرّي (مخطوط) ص 50، دار العلم بطرابلس-
تأليفنا- ص 52) .
(30/212)
المعجم [1] ، ومقداره مائة كرّاسة.
ومنها كتاب أنشئ في ذِكْر غريب هذا الكتاب، لقبه «السّادِن» [2] .
وكتاب «إقليد الغايات» [3] في اللُّغة، عشر كراريس.
وكتاب «الأَيْكُ والغُصُون» [4] وهو ألف ومائتا كرّاسة.
وكتاب «مختلف الفصول» [5] نحو أربعمائة كرّاسة.
وكتاب «تاج الحرة» في عظات النساء، نحو أربعمائة كراسة [6] .
وكتاب «الخُطب» [7] نحو أربعين كرّاسة.
وكتاب «تسمية خُطَب الخَيْل» [8] عشر كراريس.
كتاب «خطبة الفصيح» [9] . نحو خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب يُعرَف «برسيل الرّاموز» [10] ، نحو ثلاثين كرّاسة.
__________
[1] في «الإنباه» و «المعجم» زيادة في عدّة أسطر بعدها.
[2] في الأصل «الشادن» ، وكتب على هامش الأصل: «ث. السادن بالسين
المهملة، ضبطه بالمعجمة المؤلّف سهوا» .
وفي «معجم الأدباء» 3/ 147: «الشاذن» بالشين المعجمة، والذال المعجمة.
وفي أصل «إنباه الرواة» المخطوط: «السادر» بالسين المهملة، والراء في
آخره، وكذا في «كشف الظنون» .
و «السادن» : الخادم.
وذكر ابن العديم الحلبي أن جلال الملك ابن عمّار وقف هذا الكتاب بدار
العلم بطرابلس.
(الإنصاف والتحرّي 50، دار العلم 52) .
[3] قال ياقوت: «لطيف، مقصور على تفسير اللغز» . (معجم الأدباء 3/ 147)
وقفه جلال الملك ابن عمّار بدار العلم بطرابلس. (الإنصاف والتحرّي 50،
دار العلم 52) .
[4] ويعرف بكتاب الهمز والرّدف. (إنباه الرواة 1/ 57، معجم الأدباء 3/
147) .
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 58: «الفصول» ، والمثبت يتفق مع «معجم
الأدباء» 3/ 148 وفيه: «ومن خطّه الكتاب المعروف بتضمين الآي، وهو كتاب
مختلف الفصول» .
[6] إنباه الرواة 1/ 58، معجم الأدباء 3/ 150.
[7] في «إنباه الرواة» 1/ 58: «سيف الخطب» ، وفي معجم الأدباء» 3/ 149:
«سيف الخطبة» ، وفي «كشف الظنون» : «سيف الخطيب» .
[8] في «إنباه الرواة» 1/ 58: «وكتاب تسميته: «خطب الخيل» يتكلّم على
ألسنتها، «معجم الأدباء» 3/ 158، وفي «سير أعلام النبلاء 18/ 37: «كتاب
في الخيل» .
[9] إنباه الرواة 1/ 59، معجم الأدباء 3/ 158 وله شرح ما جاء في هذا
الكتاب من الغريب يعرف ب «تفسير خطبة الفصيح» . (الإنباه 1/ 59) و
(معجم الأدباء 3/ 158) .
[10] إنباه الرواة 1/ 59، وهو في «معجم الأدباء» 3/ 158 «رسل الراموز»
، وفي «سير أعلام النبلاء» -
(30/213)
كتاب «لُزُوم ما لَا يلزم» [1] نحو مائة
وعشرين كرّاسة.
كتاب «زَجْر النابح» [2] أربعون كرّاسة.
كتاب «نجر الزَّجْر» [3] مقداره كذا [4] .
كتاب «راحة اللُّزوم في شرح لُزوم ما لَا يلزم» [5] نحو مائة كرّاسة.
كتاب «مُلْقَى السبيل» [6] مقداره أربع كراريس [7] .
قلت: إنّما مقداره ثمان وَرَقات، فكأنَّهُ يعني بالكرَّاسة زَوْجَين من
الورق.
قال: وكتاب «خماسية الرَّاح» [8] في ذَم الخمر، نحو عشر كراريس.
__________
[ (- 18] / 37: «ترسيل الرموز» . و «الراموز» : البحر، و «رسيله» :
ماؤه العذب.
[1] إنباه الرواة 1/ 59، معجم الأدباء 3/ 151 وهو في المنظوم بني على
حروف المعجم. ومعنى «لزوم ما لا يلزم» أن القافية يردّد فيها حرف لو
غيّر لم يكن مخلّا بالنظم.
[2] وهو يتعلّق بالكتاب الّذي قبله «لزوم ما لا يلزم» (إنباه الرواة 1/
60) قال ياقوت في سبب تأليفه:
إن بعض الجهّال تكلّم على أبيات من لزوم ما لا يلزم، يريد بها التشرّر
والأذيّة، فألزم أبا العلاء أصدقاؤه أن ينشئ هذا، فأنشأ هذا الكتاب وهو
كاره. (معجم الأدباء 3/ 153) .
[3] في «إنباه الرواة» 1/ 60 «فجر الزجر» ، وفي «معجم الأدباء» 3/ 153:
«بحر الزجر» .
[4] في هامش الأصل: «ث. مقدار نحر الزجر عشر كراريس» . وفي «سير أعلام
النبلاء» 18/ 37:
«وكتاب نجر الزجر مقداره» . مما يعني أنه مقدار «زجر النابح» الّذي
قبله، وهو أربعون كراسة.
وقد قام الدكتور أمجد الطرابلسي بجمع وتحقيق مقتطفات منه، ونشره مجمع
اللغة العربية بدمشق 1965، وأعيد طبعه ثانية 1982.
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 60: «وكتاب يعرف براحة اللزوم، يشرح فيه ما
في كتاب لزوم ما لا يلزم من الغريب» .
وفي «معجم الأدباء» 3/ 153: «ومن غير خطّه ما هو شرح اللزوم، وهو جزء
واحد، مقداره أربعون كرّاسة» .
وفي «سير أعلام النبلاء» 18/ 37 «وكتاب شرح لزوم ما لا يلزم، ثلاث
مجلّدات» .
[6] إنباه الرواة 1/ 60، وضبطه محقّق «معجم الأدباء» 3/ 153 «ملقى»
بفتح الميم. وقال في الحاشية (3) : لا أرى إلّا أنها ملقى السبل
«الطرق» جمع سبيل، لأن الملقى: مكان التقاء الطرق، إنما يكون إذا قلنا
السبل.
[7] قال ياقوت: «صغير فيه نظم ونثر» . وهو عبارة عن رسالة فلسفية نشرها
وعلّق عليها الأستاذ حسن حسني عبد الله، ونشرت في مجلّة «المقتبس»
الدمشقية 1912، كما نشرت في كتاب «رسائل البلغاء» . (انظر: معجم
المطبوعات لسركيس 329) .
[8] في الأصل: «حماسة الراح» ، والتصحيح من: إنباه الرواة 1/ 60، ومعجم
الأدباء 3/ 159، وفيهما: ومعنى هذا الوسم، أنه بني على حروف المعجم،
فذكر لكل حرف تمكن حركته خمس سجعات مضمومات. وخمسا مفتوحات، وخمسا
مكسورات، وخمسا موقوفات.
(30/214)
«مواعظ» [1] ، خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب «وقفة الواعظ» [2] .
كتاب «الجلِّيّ والحِليّ» [3] عشرون كرّاسة.
كتاب «سجع الحمائم» [4] ثلاثون كرّاسة.
كتاب «جامع الأوزان والقوافي» [5] نحو ستّين كرّاسة [6] .
كتاب «غريب ما في هذا الكتاب» [7] نحو عشرين كرّاسة.
__________
[1] في «إنباه الرواة» 1/ 60 «مواعظ الستّ» ، وفي «معجم الأدباء» 3/
159، و «الإنصاف والتحرّي» : «المواعظ الست» . ومعنى هذا اللقب أن
الفصل الأول منه في خطاب رجل، والثاني في خطاب اثنين، والثالث في خطاب
جماعة، والرابع في خطاب امرأة، والخامس في خطاب امرأتين، والسادس في
خطاب نسوة.
[2] لم يذكره القفطي، ولا ياقوت، ولم يذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله-
في «سير أعلام النبلاء» .
[3] في الأصل: «الجليّ والحلّي» ، والتصحيح من «إنباه الرواة» 1/ 61
وفيه إنه عمل لرجل من أهل حلب يعرف بأبي الفتح ابن الجلِّيّ.
وهو: أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل الحلبي الجلِّيّ. (انظر: المشتبه
في أسماء الرجال 1/ 111) .
وقد ضبط في «معجم الأدباء» 3/ 153: «الجليّ والحليّ» . وقال ياقوت:
«سأله فيه صديق له من أهل حلب: يعرف بابن الحلّيّ، مجلّد واحد وعشرون
كرّاسة» .
[4] إنباه الرواة 1/ 61.
[5] في «إنباه الرواة» 1/ 61 «جامع الأوزان الخمسة» ، و 1/ 67 «جامع
الأوزان» ، وفي «معجم الأدباء» 3/ 54 «جامع الأوزان» بدون «القوافي» .
وقال: «فيه شعر منظوم على معنى اللغز، يعمّ به الأوزان الخمسة عشر التي
ذكرها الخليل بجميع ضروبها، ويذكر قوافي كل ضرب من ذلك» ..
و «الخليل» هو الفراهيدي صاحب كتاب «العين» .
[6] قال القفطي، وياقوت: ويكون عدد أبيات شعره نحو تسعة آلاف بيت، وهو
ثلاثة أجزاء. (إنباه الرواة 1/ 62، معجم الأدباء 3/ 155) .
[7] هو «ضوء السقط» ، ذكره القفطي بعد أن ذكر كتاب «سقط الزند» ، وقال:
«وكتاب فيه تفسير ما جاء في هذا النظم من الغريب، يعرف بضوء السقط،
مقداره عشرون «كرّاسة» . (معجم الأدباء 3/ 159) .
وقال ابن العديم الحلبي: وضع هذا الكتاب لتلميذه أبي عبد الله محمد بن
محمد بن عبد الله الأصبهاني. وكان رجلا فاضلا، قصده إلى معرّة النعمان،
ولازمه مدّة حياته يقرأ عليه بعد أن استعفى من ذلك، ثم أجابه، فقرأ
عليه الكتاب إلى أن مات. (الإنصاف والتحرّي، تعريف القدماء 535) .
(30/215)
كتاب «سَقْط الزِّند» [1] ، فيه أكثر من
ثلاثة آلاف بيت نُظِم في أوّل العُمْر [2] .
كتاب «رسالة الصَّاهِل والشّاحِجْ» [3] يتكلّم فيه على لسان فَرَسٍ
وبَغْل أربعون كرّاسة [4] .
كتاب «القائف» على معنى كليلة ودمنة [5] نحو ستّين كرّاسة.
كتاب «منار القائف» [6] في تفسير ما فيه من اللُّغة والغريب، نحو عشر
كراريس.
كتاب «السَّجع السُّلطانيّ» [7] في مُخاطبات الملوك والوزراء، نحو
ثمانين كرّاسة.
كتاب «سجع الفقيه» ثلاثون كرّاسة [8] .
كتاب «سجع المضطرّين» [9] .
__________
[1] مقداره خمس عشرة كراسة. (إنباه الرواة 1/ 62) .
[2] إنباه الرواة 1/ 62، معجم الأدباء 3/ 153، 154.
[3] الصهيل: صوت الفرس. والشحيج: صوت حمار الوحش أو البغل.
[4] إنباه الرواة 1/ 62، معجم الأدباء 3/ 159، 160 وقد وقف جلال الملك
ابن عمّار هذا الكتاب في دار العلم بطرابلس سنة 472 هـ. (الإنصاف
والتحرّي 50، دار العلم 52) وصنّفه أبو العلاء لأبي شجاع فاتك الملقّب
بعزيز الدولة والي حلب من قبل المصريين، وكان روميّا. (معجم الأدباء 3/
160) .
[5] قال القفطي: «ألّفت منه أربعة أجزاء، ثم انقطع تأليفه بموت من أمر
بعمله، وهو: عزيز الدولة المقدّم ذكره» . (إنباه الرواة 1/ 63) .
[6] إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 160.
[7] يشتمل على مخاطبات للجنود والوزراء وغيرهم من الولاة. (إنباه
الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 155) وقال ياقوت: «وكان بعض من خدم
السلطان وارتفعت طبقته لا قدم له في الكتابة، فسأل أن ينشأ له كتاب
مسجوع من أوله إلى آخره، وهو لا يشعر بما يريد لقلّة خبرته بالأدب،
فألّف هذا الكتاب، وهو أربعة أجزاء» . (معجم الأدباء 3/ 156) .
وقال ابن العديم الحلبي إن جلال الملك ابن عمّار وقف هذا الكتاب في دار
العلم بطرابلس سنة 472 هـ، (الإنصاف والتحري 50، دار العلم 52) .
[8] إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 156.
[9] قال القفطي: «وهو كتاب لطيف عمل لرجل تاجر يستعين به على شئون
دنياه» . (إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 156) .
(30/216)
«رسالة المعونة» [1] .
كتاب «ذِكْرَى حبيب» [2] تفسير شِعر أبي تمَّام، نحو ستّين كرّاسة.
كتاب «عَبَثُ الوَليد» يتصل بشعر البُحتُرِيّ [3] .
كتاب «الريّاش» [4] أربعون كرّاسة.
كتاب «تعليق الخُلَس» [5] .
كتاب «إسعاف الصدّيق» [6] .
كتاب «قاضي الحق» [7] .
كتاب «الحقير النّافع» [8] في النّحو، نحو خمس كراريس.
كتاب «المختصر الفتحيّ» [9] .
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 63، وفي «معجم الأدباء» 3/ 162: «رسائل المعونة» ،
وهي ما كتبت على ألسن قوم.
[2] إنباه الرواة 1/ 63، وقال ياقوت: إنه كتاب مختصر، سأل فيه صديق
لأبي العلاء من الكتّاب، وهو أربعة أجزاء. (معجم الأدباء 3/ 156) .
[3] وكان سبب إنشائه أن بعض الرؤساء- وهو أبو اليمن بن المسلم بن الحسن
بن غياث الكاتب الحلبي النصراني صاحب الديوان بحلب- أنفذ نسخة ليقابل
له بها، فأثبت ما جرى من الغلط ليعرض ذلك عليه. مقداره عشرون كراسة.
(إنباه الرواة 1/ 63، معجم الأدباء 3/ 156، 157، الإنصاف والتحري) .
[4] في «إنباه الرواة» 1/ 64، و «معجم الأدباء» 3/ 157 «الرياشيّ
المصطنعيّ» في شرح مواضع من الحماسة الرياشية، عمل لرجل يلقّب بمصطنع
الدولة ويخاطب بالإمرة، واسمه كليب بن علي، ويكنى أبا غالب، أنفذ نسخة
من الحماسة الرياشية، وسأل أن يخرّج على حواشيها شيئا لم يذكره أبو
رياش مما يحتاج إلى تفسيره، فخشي أن تضيق الحواشي عن ذلك، فصنع هذا
الكتاب، وجمع فيه ما سنح مما لم يفسّره أبو رياش.
[5] مما يتّصل بكتاب أبي القاسم الزّجّاجي عبد الرحمن بن إسحاق،
المعروف بالجمل. (إنباه الرواة 1/ 64) .
وسمّاه ياقوت: «تعليق الجليس» . (معجم الأدباء 3/ 157) .
[6] إنباه الرواة 1/ 64، وهو ثلاثة أجزاء يتعلّق بالجمل أيضا. (معجم
الأدباء 3/ 158) .
[7] يتّصل بالكتاب المعروف بالكافي الّذي ألّفه أبو جعفر أحمد بن محمد
النحاس. (إنباه الرواة 1/ 64، معجم الأدباء 3/ 158) .
[8] إنباه الرواة 1/ 64، معجم الأدباء 3/ 158 وهو مختصر.
[9] يتصل بكتاب محمد بن سعدان، صنعه لرجل يكنى أبا الفتح محمد بن علي
بن أبي هاشم، وكان أبو هذا الرجل تولّى إثبات ما ألّفه أبو العلاء من
جميع هذه الكتب، فألزمه بذلك حقوقا جمّة، -
(30/217)
كتاب «اللامع العزيزيّ» [1] في شرح شِعر
المتنبي، نحو مائة وعشرين كرّاسة.
كتاب في الزُّهد يُعرف بكتاب «استَغْفِرْ واستغفِري» [2] منظومٌ فيه
نحو عشرة آلاف بيت.
كتاب «ديوان الرَّسائل» [3] ، مقداره ثمانمائة كرّاسة.
كتاب «خادم الرّسائل» [4] .
كتاب «مناقب عليّ رضي اللَّه عنه» [5] .
كتاب «العُصْفُوريْن» [6] .
كتاب «السّجعات العشر» [7] .
__________
[ (-) ] وأيادي كثيرة. (معجم الأدباء 3/ 158، إنباه الرواة 1/ 64) .
و «محمد بن سعدان» هو الضرير النحويّ المقرئ له كتاب في القراءات، توفي
سنة 231 هـ.
انظر ترجمته ومصادرها في (حوادث ووفيات 231- 240 هـ) . من هذا الكتاب ص
321، 322 رقم 367) .
[1] عمل للأمير عزيز الدولة وغرسها ابن تاج الأمراء أبي الدوام، ثابت
بن ثمال بن صالح بن مرداس بن إدريس. (معجم الأدباء 3/ 162، إنباه
الرواة 1/ 65) .
[2] مقداره مائة وعشرون كرّاسة. (معجم الأدباء 3/ 162، إنباه الرواة 1/
65) .
[3] هو ثلاثة أقسام: الأول رسائل طوال تجري مجرى الكتب المصنّفة، مثل
«رسالة الملائكة» و «الرسالة السّنديّة» و «رسالة الغفران» ، و «رسالة
الغرض» (في «معجم الأدباء 3/ 161» :
«الفرض) ، ونحو ذلك.
والثاني دون هذه في الطول مثل «رسالة المنيح» و «رسالة الإغريض» .
والثالث رسائل قصار كنحو ما تجري به العادة في المكاتبة. (معجم الأدباء
3/ 160، 161، إنباه الرواة 1/ 65) .
و «رسالة الإغريض» وقفها جلال الملك ابن عمّار في دار العلم بطرابلس
سنة 472 هـ.
(الإنصاف والتحرّي 50، دار العلم 52) وقد ذهبت كلّ المؤلّفات التي كانت
بدار العلم في طرابلس حرقا على يد الفرنجة الصليبيين بعد اقتحامهم
للمدينة وإحراق مكتبتها العامرة سنة 502 هـ. / 1109 م. و «الإغريض» :
الطلع، وكل أبيض طريّ.
[4] وهو في تفسير ما تضمّنه ديوان الرسائل مما يحتاج إليه المبتدءون في
الأدب. (معجم الأدباء 3/ 161، إنباه الرواة 1/ 65) .
[5] إنباه الرواة 1/ 66، معجم الأدباء 3/ 160.
[6] هو كتاب «أدب العصفورين» كما في: معجم الأدباء 3/ 160، وإنباه
الرواة 1/ 66.
[7] موضوع على كل حرف من حروف المعجم، عشر سجعات في المواعظ. (معجم
الأدباء 3/ 160، إنباه الرواة 1/ 66) .
(30/218)
كتاب «عيون الْجُمَل» [1] .
كتاب «شرف السَّيف» [2] . نحو عشرين كرّاسة.
كتاب «شرح بعض سيَبَوَيْه» [3] نحو خمسين كرّاسة.
كتاب «الأمالي» [4] ، نحو مائة كرّاسة.
قال: فذلك خَمْسَةٌ وخمسون مُصنّفًا في نحو أربعة آلاف ومائة وعشرين
كرَّاسة [5] .
ثم قال القفطيّ [6] : وأكثر كتب أبي العلاء عدمت، وإنّما وُجِدَ منها
ما خرج عن المعرَّة قبل هجم الكُفّار عليها، وقَتْل أهلها.
وقد أتيت قبره سنة خمسٍ وستّمائة، فإذا هو في ساحةٍ بين دُور أهله،
وعليه باب. فدخلتُ فإذا القبر لَا احتفال به، ورأيت على القبر خُبّازَى
يابسة، والموضع على غاية ما يكون من الشَّعث والْإِهمال.
قلت: وقد رأيت أنا قبره بعد مائة سنة من رؤية القِفْطيّ فرأيتُ نحوًا
ممّا حكى. وقد ذكر بعض الفُضلاء أنَّهُ وقف على المُجلَّد الأوّل بعد
المائة من كتاب «الأَيْك والغُصُون» ، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك
[7] .
وقد روى عنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وهو من أقرانه، والخطيب أبو
زكريّا التِّبْريزيّ أحد الأعلام، والْإِمام أبو المكارم عبد الوارث بن
محمد الأبهريّ،
__________
[1] في شرح شيء من كتاب «الجمل» عمل أيضا لأبي الفتح محمد بن علي بن
أبي هاشم المذكور آنفا، وهو آخر شيء أملاه. (معجم الأدباء 3/ 160،
إنباه الرواة 1/ 66) .
[2] عمل لأمير الجيوش نشتكين الدزبري، وكان مقيما بدمشق. (معجم الأدباء
3/ 157، إنباه الرواة 1/ 66) .
[3] وهو غير كامل. (معجم الأدباء 3/ 160، إنباه الرواة 1/ 66) .
[4] وهي من الأمالي التي لم تتمّ، ولم يفرد لها اسم. (إنباه الرواة 1/
66) .
[5] في هامش الأصل: قال كاتبه: أكثر هذه الكتب المذكورة رأيته بمصر بخط
كاتبه» .
[6] في إنباه الرواة 1/ 66.
[7] وقال القفطي عن كتاب «الأيك والغصون» : «ولم أجد أحدا يقول رأيته،
ولا رأيت شيئا منه، إلى أن نظرت في فهرست وقف نظام الملك الحسن بن
إسحاق الطوسي، الّذي وقفه ببغداد، فرأيت فيه من كتاب الأيك والغصون
ثلاثة وستين مجلّدا» . (إنباه الرواة 1/ 66) .
(30/219)
والفقيه أبو تمّام غالب بن عيسى الأنصاريّ،
والخليل بن عبد الجبَّار القزوينيّ [1] ، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن
أبي الصَّقْر الأنباري، وغير واحد.
ومرض ثلاثة أيّام، ومات في الرابع ليلة جمعة، من أوائل ربيع الأوّل من
السّنة.
وقد رثاه تلميذه أبو الحسن عليّ بن همّام بقوله:
إن كُنْتَ لم تُرِق الدّماءَ زَهَادةً ... فَلَقَدْ أَرَقْتُ اليَوْمَ
من جَفْني دَمَا
سَيَّرتَ ذِكْرَكَ [2] في البلاد كأنَّهُ ... مِسكٌ فسامِعُهُ [3]
يضمِّخ أو فما
وأرى [4] الحَجِيجَ إذا أرادوا ليلةً ... ذِكْرَاكَ أخرَجَ [5] فِديةً
مَنْ أَحْرَمَا [6]
306- أَحْمَد بن عليّ [7] .
أبو الفتح الْإِياديّ، أخو محمد المذكور في العام الماضي [8] .
سَمِعَ: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص.
ومات في ذي القعدة.
قال الخطيب: صدوق.
307- أَحْمَد بن عليّ بن عثمان.
أبو طاهر بن السَّواق الأنصاريّ البغداديّ المقرئ.
أخو حمزة.
__________
[1] معجم السفر 1/ 173.
[2] في «معجم الأدباء» : «ذكرا» .
[3] في «معجم الأدباء» : «مسامعها» .
[4] في «معجم الأدباء» : «وترى» .
[5] في «معجم الأدباء» : «أوجب» .
[6] معجم الأدباء 3/ 126، 127، وفيات الأعيان 1/ 115، سير أعلام
النبلاء 18/ 39، وقد ورد البيت الأول فقط في: المنتظم 8/ 188.
[7] انظر عن (أحمد بن علي الأيادي) في:
السابق واللاحق 77، وتاريخ بغداد 4/ 325 رقم 2136.
[8] تقدّم برقم (298) .
(30/220)
قرأ القراءات على الحماميّ.
وسمع من: عبيد اللَّه بن أَحْمَد الصَّيْدلانيّ، وأبي أَحْمَد
الفَرَضيّ، وطائفة.
وعنه: أبو غالب عبد اللَّه بن منصور المقرئ، وعليّ بن المبارك بن سيف
الدَّواليبيّ، وجعفر السَّراج، وآخرون.
وكان ثِقةً، صالحًا نبيلًا، فقيهًا مقرئًا، رحمه اللَّه تعالى.
308- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ العزيز
بن شاذان [1] .
أبو مسعود البَجَليّ الرّازيّ الحافِظ ابن المحدِّث الصالح.
وُلِدَ بنَيْسابور سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
قال: وأُمّي من طَبَرِسْتان، وأكثر مُقامي بجُرْجَان.
قلت: رحل وطوَّف وصنَّف الأبواب والشِّيوخ.
وسمع من الكبار: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أَحْمَد حسين بن عليّ
التميميّ، وأبي سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وأحمد بن أبي عمران
الهرويّ المجاور، وزاهر بن أَحْمَد، وأبي النّضر محمد بن أَحْمَد بن
سليمان الشَّرْمَغُوليّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبي بكر
محمد بن محمد الطرازي، وأبي الحسين الخفَّاف، وأبي محمد المّخلَديّ،
وشافع الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي الحسن بن
فراس العَبْقَسيّ، وأبي الحسين بن فارس اللُّغوي، وابن جهضم، وخلق
كثير.
وكان جوَّالًا في الآفاق، وبقي في الآخر يسافر للتّجارة [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد البجلي الرازيّ) في:
تاريخ جرجان للسهمي 127 رقم 126، والأنساب 2/ 86، والمنتخب من السياق
93، 94 رقم 202، والعبر 3/ 218، 219، والإعلام بوفيات الأعلام 186،
وسير أعلام النبلاء 18/ 62، 63 رقم 28، والمعين في طبقات المحدّثين 130
رقم 1439، وتذكرة الحفاظ 3/ 1125- 1127 رقم 1010، ومرآة الجنان 3/ 69،
والوافي بالوفيات 8/ 28، وطبقات الحفاظ 431، وشذرات الذهب 3/ 282.
[2] قال السهمي: ورد جرجان سنة تسع وثمانين، كتب عن مشايخ جرجان ثم رجع
دفعات كثير إلى أن حدّث بها وكتب عنه جماعة من أهل جرجان والغرباء.
(تاريخ جرجان 127) .
(30/221)
روى عنه: يحيى بن الحسين بن شراعة، وعبد
الواحد بن أَحْمَد الخطيب الهمذانيان، وأبو الحسن عليّ بن محمد
الْجُرْجَاني، وظريف النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بن عبد الغافر، وخلق
آخرهم عبد الرحمن بن محمد التاجر.
وثّقه جماعة.
وتوفّي في المحرم بِبُخَارَى.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: كان ثِقةً جوّالًا، تاجرًا كثير الكُتُب عارفًا
بالحديث، حَسَن الفَهْم [1] .
309- أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن النُّعمان بن المُنذِر
[2] .
أبو العبَّاس الْأصبهانيّ الفضّاض الذّهبيّ.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بن يعقوب بن جميل، وأبي
بكر محمد بن أَحْمَد بن جِشَنْش، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبي
بكر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شَهْرَيار، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وسعيد بن أبي الرّجاء، وغَيْرُها.
وكان ثقةً جميل الطّريقة [3] .
قال يحيى بن مَنْدَهْ: هو ثقة مأمون، صالح، قليل الكلام [4] .
عاش ثمانين سنة.
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الحافظ، الصوفي، الجوّال في البلدان
لطلب الحديث، الجامع ما لم يجمعه غيره من الكتب والأسانيد العالية، ثم
المصنّف فيها والمذاكر بغرائبها. كان أبوه من مشايخ الصوفية، وكانت لهم
نوبة المجلس للوعظ في مسجد المطرز يوم الجمعة قبل أبي علي الدقاق. وسمع
صحيح البخاري من الكشميهني، والمتفق عن أبي بكر الجوزقي، وقرأ عليه
المشايخ وسمعوا منه بنيسابور وأصبهان وطبرستان وبلاد خراسان وما وراء
النهر، وكان محدّث عصره لكثرة ما يوجد من الفوائد عنده» .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
التقييد لابن النقطة 171 رقم 188.
[3] قال أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي: «أنبأ الشيخ الثقة
النبيل أبو العباس أحمد.. وكان جميل الطريقة، حسن الاعتقاد، قراءة عليه
وأنا أسمع في سنة تسع وأربعين وأربعمائة» . (التقييد 171) .
[4] التقييد 171.
(30/222)
وقال غيره: هو أبو بكر الفضَّاض، تُوُفّي
ليلة عبد الفطر. روى عنه ابن المقريّ «مُسنَد العَدَنيّ» .
310- أَحْمَد بن محمد بن أبي عُبَيْد أَحْمَد بن عُرْوَة [1] .
أبو نصر الكَرْمِينيّ.
حدّث في رمضان من السّنة ببلد كَرْمِينِيّة [2] من ما وراء النّهر عن
محمد بن أَحْمَد بن محفوظ الوَرْقُودِيّ [3] ، وسماعه منه في سنة بضعٍ
وستّين وثلاثمائة عن الفِرْبَرِيّ [4] .
311- أَحْمَد بن مهلّب بن سعيد [5] .
أبو عمر البهرانيّ الْإِشبيليّ.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي الحسن الأنطاكيّ المقرئ، وأبي عبد الله
بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم.
ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الذّكاء، قديم العناية بطلب العلم.
توفِّي في صفر وقد استكمل ستًّا وتسعين سنة.
قلت: هذا كان من كبار المسندين بالأندلس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي عبيد) في:
الأنساب 12/ 249 (الورقودي) .
[2] كرمينيّة: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة
باثنتين من تحتها والنون في آخرها. (الأنساب 10/ 405) .
[3] الورقودي: بفتح الواو وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الدال
المهملة. هذه النسبة إلى ورقود، من قرى كرمينية. (الأنساب 12/ 249) .
[4] الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وبعدها راء أخرى.
هذه النسبة إلى فربر وهى بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. (الأنساب
9/ 260) .
وفي (الإكمال لابن ماكولا 7/ 84، وبلدان الخلافة الشرقية لسترانج 446 و
486) بكسر الفاء.
وفي (القاموس المحيط، وتاج العروس) : «فربر: كسجل. وقال الزبيدي: وضبط
بالفتح أيضا كما في شروح البخاري. وذكر ابن حجر في (تبصير المنتبه)
الوجهين، ومثله فعل ياقوت الحموي في (معجم البلدان) مادّة «فربر» .
[5] انظر عن (أحمد بن مهلّب) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 53، 54 رقم 115.
(30/223)
312- إبراهيم بن محمد بن عليّ.
أبو نصر الكسائيّ الْأصبهانيّ.
روى عنه: الحدَّاد، وسعيد بن أبي الرّجاء، وغيرهما.
وكان ورَّاقًا، فسمع الكثير.
مات في ذي القعدة.
313- إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أَحْمَد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد
بن عامر [1] .
أبو عثمان الصَّابونيّ النيسابوريّ الواعظ المُفسِّر، شيخ الْإِسلام.
حدَّث عن: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، وأبي سعيد عبد اللَّه بن محمد
الرّازيّ، والحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبي بكر بن مهران المقرئ،
وأبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي الْحُسَيْن الخفّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن
أَبِي شُرَيْح، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتّانيّ، وعليّ بْن الحسين بن
صَصْرَى، ونجا بن أَحْمَد، وأبو القاسم المصّيصيّ، ونصر اللَّه
الخُشْناميّ، وأبو بكر البَيْهَقِيّ، وخلقٌ
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني) في:
تتمة اليتيمة 2/ 115، والأنساب 8/ 5، 6، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية)
428 ب- 431 ب، ومعجم الأدباء 7/ 16- 19، والمنتخب من السياق 131- 136
رقم 207، والكامل في التاريخ 9/ 638، واللباب 2/ 228، 229، والتقييد
لابن النقطة 206 رقم 239، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 360- 365
رقم 379، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، والمعين في طبقات المحدّثين
130 رقم 1440، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/
40- 44 رقم 17، ودول الإسلام 1/ 264، والعبر 3/ 219، وتاريخ ابن الوردي
1/ 363، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 117، والطبقات الوسطى، له
(مخطوط) 149 ب، والوافي بالوفيات 9/ 143، 144، وطبقات الشافعية
للإسنويّ، رقم 734، والبداية والنهاية 12/ 76، ومرآة الجنان 3/ 70،
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 228، 229 رقم 185، والنجوم الزاهرة
5/ 62، وطبقات المفسّرين للسيوطي 7، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات
المفسّرين للداوديّ 1/ 107، 108، وشذرات الذهب 3/ 282، 283، وكشف
الظنون 53، وهدية العارفين 1/ 210، وديوان الإسلام 3/ 204، 205 رقم
1324، والرسالة المستطرفة 103، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 30- 36، والأعلام
1/ 317، ومعجم المؤلفين 2/ 275، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 218 رقم
100.
(30/224)
كثير آخرهم أبو عبد اللَّه الفراويّ.
قال البَيْهَقيّ: أنبا إمام المسلمين حقًا، وشيخ، الْإِسلام صِدْقًا
أبو عثمان الصّابونيّ، ثم ذكر حكاية [1] .
وقال أبو عبد اللَّه المالكيّ: أبو عثمان الصابونيّ ممن شهدت له أعيان
الرجال بالكمال في الحفظ، والتفسير، وغيرهما [2] .
وقال عبد الغافر في «سياق تاريخ نَيْسابور» [3] : إسماعيل الصّابونيّ
الأستاذ، شيخ الْإِسلام، أبو عثمان الخطيب المُفسّر الواعِظ،
المُحدِّث، أوحد وقته في طريقه [4] ، وَعَظَ المسلمين [5] سبعين سنة،
وخطب وصلّى في الجامع نحوًا من عشرين سنة. وكان حافِظًا كثير السَّماع
والتّصنيف، حريصّا على العِلْم [6] .
سَمِعَ بنيسابور، وهراة، وسرخس، والشّام، والحجاز، والجبال.
وحدَّث بخُراسان، والهند، وجُرْجان، والشّام، والثُّغور، والقُدس،
والحِجاز، ورُزِقَ العِزّ والجاه في الدّين والدُّنيا. وكان جمالًا
للبلد، مقبولًا عند الموافق والمخالف، مُجْمَع على أنه عديم النّظير،
وسيف السُّنَّة، وقامع أهل البدعة.
كان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل المذهب،
__________
[1] أوردها ابن عساكر في «تاريخ دمشق» : قال أبو الحسين البغدادي: كان
الشيخ الإمام أبو الطيب إذا حضر محفلا من محافل التهنئة أو التعزية أو
سائر ما لم يكن يقصد إلّا بحضوره، فكان المفتتح والمختتم الرئيس بإجماع
المخالف والموالف المقدّم أمرا باتقاء مسألة، وكان المتفقهة لا يسألون
غيره في مجلس حضره، فإذا تكلّم عليها، ووفى حقّ الكلام فيها، وانتهى
إلى آخرها أمر أبا عثمان فترقّل الكرسي وتكلّم للناس على طريق التفسير
والحقائق، ثم يدعو، ويقوم أبو الطيّب فيتفرّق الناس وهو يومئذ في أوائل
سنّه. (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 31، 32) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 33.
[3] في المنتخب من السياق 131.
[4] في «المنتخب» : «طريقته» . والمثبت يتفق مع «سير أعلام النبلاء»
18/ 41.
[5] زاد في «المنتخب» : «في مجالس التذكير» .
[6] العبارة في «المنتخب» : «وكان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا
وحفظا ونشرا لمسموعاته، وتصنيفا وجمعا وتحريصا على السماع وإقامة
لمجالس الحديث» .
(30/225)
وقُتِلَ وهذا الْإِمام صبيّ ابن تِسع [1]
سنين، فأُقْعِد مجالس الوعظ مقام أبيه.
وحضر أئِمّةُ الوقت مجالسَه. وأخذ الْإِمام أبو الطّيب الصُّعْلُوكيُّ
في تربيته وتهيئة شأنه. وكان يحضر مجالسه، والَأستاذ أبو إسحاق
الْإِسْفَرَائِينيّ، والَأستاذ أبو بكر بن فُورَك، ويتعجّبون من كمال
ذكائه وحُسن إيراده، حتّى صار إلى ما صار إليه. وكان مُشتغِلًا بكثرة
العبادات والطّاعات، حتَّى كان يُضرَب بِه المَثَل [2] .
وقال الحسين بن محمد الكتبيّ في تاريخه: توفّيّ أبو عثمان في المحرّم،
وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلسٍ عقده للوعظ بعد قتل
والده في سنة اثنتين وثمانين.
وفي «معجم السَّفر» للسِّلفيّ: سمعت الحسن بن أبي الحُر بن مَصَادَة
بثغر سلماس [3] يقول: قدم أبو عثمان الصّابونيّ بعد حجّه، ومعه أخوه
أبو يَعْلَى في أتباعٍ ودواب، فنزل على جدّي أَحْمَد بن يوسف بن عمر
الهلاليّ، فقام بجميع مُؤَنِهِ. وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن
النّاس به. وكان أخوه فيه دعابة.
وسمعت أبا عثمان وقت أن ودَّع النّاس يقول: يا أهل سَلَمَاس، لي عندكم
شهر أعِظُ وأنا في تفسير آيةٍ وما يتعلّق بها، ولو بقيت عندكم تمام
سنة، لما تَعَرضْتُ لغيرها والحمد للَّه.
قلت: هكذا كان واللَّه شيخنا ابن تَيْمية، بقي أزيد من سنةٍ يفسّر في
سورة نوح، وكان بحرًا لَا تُكَدِّرهُ الدِّلاء رحمه الله.
__________
[1] في «المنتخب من السياق» 132: «بعد حول سبع سنين» ، ومثله في: مختصر
تاريخ دمشق» 4/ 363، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 34.
والمثبت يتفق مع «سير أعلام النبلاء» 18/ 41.
[2] المنتخب من السياق 132، 133، مختصر تاريخ دمشق 4/ 363، تهذيب تاريخ
دمشق 3/ 33، 34.
[3] سلماس: بفتح أوله وثانيه، وآخره سين مهملة. مدينة مشهورة
بأذربيجان، بينها وبين أرمية يومان، وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام، وهي
بينهما. (معجم البلدان) .
(30/226)
وقال عبد الغافر [1] : حكى الثقات أن أبا
عثمان كان يعِظ، فدُفِع إليه كتابٌ ورد من بُخَارَى مشتمل على ذكر وباء
عظيم وقع بها ليُدْعى [2] على رءوس الملَأ في كشف ذلك البلاء عنهم،
ووصف في الكتاب أنّ رجلًا أعطي دراهم لخبّاز يشتري خُبْزًا، فكان
يزِنُها والصَّانع يخبز، والمشتري واقف، فمات الثّلاثة في ساعة. فلمّا
قرأ الكتاب هالهُ ذلك، فاستقرأ من القارئ: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ
مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ الله بِهِمُ الْأَرْضَ.. 16: 45
[3] الآيات ونظائرها، وبالغ في التّخويف والتّحذير، وأثَّر ذلك فيه
وتغيَّر في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأُنزِل من المنبر، فكان
يصيح من الوجع. وحُمِل إلى الحمّام، فبقي إلى قريب المغرب، فكان
يتقَّلّب ظهرًا لبَطْنٍ، وبقي سبعة أيَّام لم ينفعه علاج، فأوصى وودّع
أولاده وتوفّي، وصلّي عليه عصر يوم الْجُمعة رابع المُحرّم. وصلّى عليه
ابنه أبو بكر، ثم أخوه أبو يَعْلى إسحاق.
وقد طوَّل عبد الغافر ترجمة شيخ الْإِسلام وأَطْنَبَ في وَصْفِهِ.
وقال فيه البارع الزّوْزَنيّ:
ماذا اختلاف النّاس في مُتفنِّنٍ ... لم يبصروا للقدح فيه سبيلا
واللَّه ما رقي المنابر خاطبٌ ... أو واعظٌ كالحبر إسماعيلا [4]
وقال: قرأت في كتاب كتبه الْإِمام زين الْإِسلام من طُوس في تعزية شيخ
الْإِسلام يقول فيه: أليس لم يجسُر مُفْتَرٍ أن يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وقته؟
أليست السُّنّة كانت بمكانةٍ منصورة، والبدعة لفَرْط حِشْمته مقهورة؟
أليس كان داعيا إلى اللَّه هاديا عباد اللَّه، شابًّا لَا صبوة له،
ثُمّ كهلًا لَا كبوة له، ثم شيخًا لَا هفوة له؟ يا أصحاب المحابر،
حطُّوا رحالكم، فقد استتر بحلال التّراب من كان
__________
[1] في «المنتخب من السياق» 135.
[2] في الأصل: «ليدعا» .
[3] سورة النحل، الآية 45.
[4] المنتخب من السياق 135.
(30/227)
عليه إلمامكم. ويا أرباب المنابر، أَعْظَم
اللَّه أُجُورَكُم، فقد مضى سيّدكم وإمامكم.
وقال الكتّانيّ: ما رأيت شيخًا في معنى أبي عثمان الصّابونيّ زُهْدًا
وعِلْمًا.
كان يحفظ من كل فنٍّ لَا يقعد به شيء، وكان يحفظ التّفسير من كُتُب
كثيرة، وكان من حُفّاظ الحديث [1] .
قلت: ولَأبي عثمان مُصنَّف في السُّنة واعتقاد السَّلف، أفصح فيه
بالحقّ [2] ، فرحمه اللَّه ورضي عنه.
وقال الحافظ ابن عساكر: سمعتُ مَعْمَر بن الفاخر: سمعت عبد الرَّشيد بن
ناصر الواعظ بمكة: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الفارسي
يَقُولُ:
سمعت أبا المعالي الْجُوينيّ قال: كنت بمكَّة أتردّد في المذاهب، فرأيت
النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابونيّ [3] .
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقرئ الصّالح محمد بن عبد الحميد
الأَبِيَوَرْدِيّ عن الْإِمام أبي المعالي الجوينيّ أنّه رأى في المنام
كأنَّهُ قيل له: عُد عقائد أهل الحقّ. قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء
كان مفهومي منه أنِّي أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: ألم تقل أن ابن
الصّابونيّ رجل مسلم؟
قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الْإِمام أبي الحسن عبد
الرَّحمن بن محمد الدّاوديّ:
أودى الْإِمام الحَبْرُ إسماعيلُ ... لَهْفي عليهِ ليس منه بديلُ
بكت السّماء والَأرض يوم وفاتِهِ ... وبكى عليه الوحي والتّنزيل
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 35.
[2] طبع في مجموعة الرسائل المنيرية 1/ 105- 135 باسم «عقيدة السلف
وأصحاب الحديث» ، ثم نشرته مفردا الدار السلفية بالكويت 1977.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 35.
(30/228)
والشّمس والقمر المُنِيُر تَنَاوَحَا ...
حُزْنًا عَلَيِهِ وللنُجومِ عَوِيلُ
والَأرضُ خاشِعةٌ تبكِّي شجوَها ... ويلي تُوَلوِلُ: أَيْنَ إسماعيلُ؟
أين الْإِمامُ الفَرْدُ في آدابه ... ما إنْ له في العالمَينَ عَدِيلُ
لَا تَخْدَعَنْك مُنَى الحياةِ فإنَّها ... تُلْهي وتُنْسي والمُنَى
تضليل
وتأهّبت للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ... فالمَوْتُ حَتْمٌ والبَقَاءُ
قَليلُ [1]
- حرف الحاء-
314- الحسن بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو عامر النَّسَويّ النّحَويّ الزَّاهِد الشّاعِرْ، وصنَّف «الدّيوان»
المعروف.
كان كثير التّطواف، جمّ الفوائد، دائم العبادة والصّوم والتّهجُّد،
يقال أنّه من الأبدال.
ترجمه عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ وقال: سمع بالعراق، وأصبهان، وذهب
أكثر سماعه إِلَّا من جزء من «مَسْنَد أبي يَعْلى الموصليّ» ، سمعه من
أبي بكر بن المقرئ، وأجزاءٌ أُخَر عن شيوخ.
وُلِدَ سَنَة سِتِّين وثلاثمائة، وتُوُفّي في رَمَضَان بِنَسَا [3] .
وقال ابن السَّمعانيّ [4] . هو ثِقة، عالم باللغة فقير.
سمع بِنَسا: أبا القاسم عبد اللَّه بن محمد صاحب الحسن بن سُفْيَان.
روى عنه: عبد المنعم بن القشيريّ [5] .
__________
[1] مختصر تاريخ دمشق 4/ 365، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 35، 36.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد النسوي) في:
الأنساب 10/ 263، 264، والمنتخب من السياق 184، 185 رقم 509، وبغية
الوعاة 1/ 524 رقم 1084.
[3] ورّخ عبد الغافر الفارسيّ وفاته بسنة سبع وأربعين وأربعمائة.
(المنتخب 185) ، وورّخ السيوطي وفاته بسنة تسع وأربعين وأربعمائة.
(البغية 524) ، أما النخشبيّ فورّخ وفاته بحدود سنة خمسين وأربعمائة.
(الأنساب 10/ 264) .
[4] في «الأنساب» 10/ 263 وفيه: «شيخ فاضل، عالم، عارف باللغة، ثقة،
سديد، فقير، على شرط أهل العلم» .
[5] وذكره أبو محمد عبد العزيز النخشبي في «معجم شيوخه» ، وقال: أبو
عامر القومسي أصلا. -
(30/229)
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أنا
أَبُو رَوْحٍ فِي كِتَابِهِ، أَنَا زَاهِرُ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أَنَا أَبُو بكر محمد بن إبراهيم،
أنبأنا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَالِمٍ، ثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
الْوَلِيدِ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ
الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نضّر الله امرأ سَمِعَ مَقَالَتِي
فَحَفِظَهَا فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ
حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» [1] . 315- الحسين بن
محمد بن عثمان [2] .
ابن النَّصيبيّ البغداديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يذهب إلى الاعتزال.
316- الحسين بن محمد بن القاسم [3] أبو عبد اللَّه بن طباطبا العلويّ
النّسّابة.
__________
[ (-) ] النسوي مولدا، نزيل نيسابور، شيخ من أهل السّنّة، سمعته يقول:
سمعت من أبي القاسم عبد الله بن أحمد النسوي مسند الحسن بن سفيان، ولكن
ضاع منه. وسمع في سفره من أبي بكر بن المقري بأصبهان، وغيره. (الأنساب
10/ 264) .
ومن شعره:
العلم يأتي كلّ ذي ... حفظ ويأبى كلّ آب
كالماء ينزل في الوهاد ... وليس يصعد في الرّوابي
(بغية الوعاة 1/ 524) .
[1] وتتمّته: «ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص العمل للَّه،
ومناصحة ولاة الأمر، والاعتصاء بجماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من
وراءهم» . (رواه خيثمة الأطرابلسي في فوائده) . انظر كتابنا: (من حديث
خيثمة الأطرابلسي 65، 66) .
وانظر عدّة طرق للحديث في تعليقنا على ترجمة «طاهر بن عبد الله بن
طاهر» الآتية بعد قليل برقم (339) .
[2] انظر عن (الحسين بن محمد النصيبي) في:
تاريخ بغداد 8/ 109 رقم 4227، والمنتظم 8/ 188، 189 رقم 251، (16/ 28
رقم 3346) .
وكنيته: أبو عبد الله.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 8/ 108 رقم 4226.
(30/230)
قال الخطيب: كان متميّزًا بعلم النَّسب
ومعرفة أيّام العرب وله حظٌّ من الأدب والشِّعْر. وكان كثير الحضور
معنا في مجالس الحديث. ذكر سماعه من ابن الْجُنْديّ، وأبي عبد اللَّه
الضّبيّ. علَّقت عنه أشياءً.
ومات في صفر.
- حرف الشِّين-
317- شيبان بن محمد بن جعفر الجرقوهيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أبي بكر بن المقري، وعبد الرّحمن بن الخصيب.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغيره.
مات في جمادى الآخرة.
- حرف العين-
318- عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن زكريّا [1] .
أبو محمد الطُّلَيطُليّ. يُعْرَف بابن راها.
كان نبيلًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من: عَبْدُوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخُشَنيّ.
319- عبد الواحد بن الحسين بن قُرْقُر [2] :
أبو طاهر البغداديّ الحذّاء.
سمع: أبا الحسن الدّار الدَّارَقطُنيّ، وأبا حفص بن شاهين، وجماعة.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحًا. وله حانوت في الحذّائين.
320- عبد الغفّار بن محمد بن عمر بن العزير.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 335، 336 رقم 713.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 16 رقم 5682.
(30/231)
أبو سعد الهَمَذَانيّ التِّككيّ [1] .
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ.
روى عنه: العلويّ، ومحمد بن عثمان.
تُوُفّي في ذي القعدة.
321- عبد الوهّاب بن أَحْمَد بن هارون [2] .
أبو الحسين ابن الجنْديّ الشَّاهد. أخو القاضي أبي نصر بن هارون.
من كبار شهود دمشق.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد.
روى عنه: أبو طاهر الكتّانيّ، وأبو القاسم النّسيب.
توفّي في جمادى الأولى من السَّنة.
322- عُبَيْد اللَّه بن الحسين بن نصر العطّار [3] .
روى ببغداد عن: محمد بن المُظفّر الحافظ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ،
والدَّارقُطْنيّ، وغيرهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه وكان صدوقًا.
وتُوُفّي في صَفَر.
قال النَّرْسيّ: سمعنا منه.
323- عليّ بن أَحْمَد بن إبراهيم بن غريب البزَّار [5] .
__________
[1] التّككيّ: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف، وفي
آخرها كاف أخرى، هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة. (الأنساب 3/ 68) .
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 144، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
15/ 270 رقم 264.
[3] انظر عن (عبيد الله بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 10/ 387 رقم 5565، والمنتظم 8/ 189 رقم 253، (16/ 28 رقم
3348) .
[4] في تاريخه.
[5] انظر عن (علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 334 رقم 6165.
(30/232)
بغداديّ، سمع: عليّ بن حسَّان الدِمميّ،
وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السَّماع.
وغريب هو خال الخليفة المقتدر.
قلت: حدَّث بدمشق فروى عنه: محمد بن عليّ الحدّاد.
324- عليّ بن الحسن السّقلاطونيّ [1] .
بغداديّ صدوق.
سمع ابن شاهين.
أرَّخه الخطيب وحدَّث عنه.
325- عليّ بن خَلَف بن عبد الملك بن بطَّال [2] .
أبو الحسن القُرْطُبيّ، ويُعْرَف أيضًا بابن اللّجّام [3] .
روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي،
وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم.
قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن
الضبط، عني بالحديث العناية التامة وأتقن ما فيه، وشرح «صحيح أبي عبد
الله الخلال» في عدة مجلدات، رواه النّاسُ عنه.
وولي قضاء لُورقَة.
وقد حدَّث عنهُ جماعة من العلماء.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن السقلاطوني) في:
تاريخ بغداد 11/ 390، 391 رقم 6267.
[2] انظر عن (علي بن خلف) في:
ترتيب المدارك 4/ 827، والصلة لابن بشكوال 2/ 414 رقم 891، والعبر 3/
219، وسير أعلام النبلاء 18/ 47 رقم 40، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/
56، والديباج المذهب 2/ 105، 106، وشذرات الذهب 3/ 283، وشجرة النور
الزكية 1/ 115، ومعجم المؤلفين 7/ 87، وكشف الظنون 919، 546.
[3] في «الصلة» : «اللحام» بالحاء المهملة، وفي تحقيق عزة العطار
«اللجام» بالجيم، وفي «ترتيب المدارك» «النجام» بالنون.
(30/233)
تُوُفّي في سَلْخ صَفَرْ [1] .
قلتُ: وكان ينتحِل الكلام على ... [2] .
- حرف الميم-
326- محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن [3] .
أبو عبد الله الخبّازيّ المقرئ.
وُلِدَ بنَيْسَابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. وقرأ القرآن عَلَى
أَبِيهِ وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطّرازيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي محمد الحسن المَخْلَديّ، وأبي الحسن
الماسرجسيّ. وتصدَّر للإقراء. وصنّف في القراءات.
ذكره عليّ بن محمد الزِّنْجيّ في «تاريخ جُرْجَان» فقال: تخرَّج على
يده أُلُوف بِنَيْسَابُور.
ودخل غزنة أيَّام السُّلطان محمود، وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام.
سمعته يقول: أوَّل ما وردت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين.
فقلت: ثلاثة مواضع: غافِرِ الذَّنْبِ 40: 3 [4] ، واثنان مُخْتَلَفٌ
فيهما، الكوفيّ يعدُّهما، والبَصْريّ لَا يعدّهما: غُلِبَتِ الرُّومُ
30: 2 [5] وغَيْرِ الْمَغْضُوبِ [عَلَيْهِمْ] وَلَا الضَّالِّينَ 1: 7
[6] .
__________
[1] وفي «ترتيب المدارك» : توفي سنة أربع وسبعين ببلنسية.
[2] بياض في الأصل.
[3] انظر عن (محمد بن عليّ الخبّازي) في:
تبيين كذب المفتري 263، 264، وفيه وفاته سنة 447 هـ.، والمنتخب من
السياق 43 رقم 66، والتقييد لابن النقطة 90 رقم 90، والعبر 3/ 219،
220، وتذكرة الحفاظ 3/ 1127، ومعرفة القراء الكبار 1/ 413، 414 رقم
351، والوافي بالوفيات 4/ 130، ومرآة الجنان 3/ 69، 70، وغاية النهاية
2/ 207 رقم 3274.
[4] أول سورة غافر.
[5] سورة الروم، الآية 2.
[6] آخر سورة الفاتحة.
وقال ابن الجزري: أما قوله (غير المغضوب) أن الكوفي عدّها، فليس كذلك
وإنما عدّها غير-
(30/234)
قلت: قرأ عليه جماعة منهم: أبو القاسم
الهذليّ.
وتوفّي بنَيْسابور في رمضان.
وقال عبد الغافر الفارسيّ [1] : هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر
المتقدِّمين بنَيْسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المُبجّل في
المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكّة
معاذ. وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئمّة وقرءوا عليه، وتبرَّكوا
بالقعود بين يديه. وكان عارفًا بالقراءات ووجوهها [2] .
وصنَّف كتاب الأبصار محتويا على أصول الرّوايات وغرائبها. وكان لهُ
صيتٌ لتقدُّمه في علم القراءات، وله جاهٌ وقدر عند السّلاطين استحضره
يمين الدّولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدِّين إلى غَزَنَة، وسمع
قراءته، وأكرم مورده وردّه إلى نيسابور.
وقد رحل إلى الكُشْمَيْهَنيّ لسماع «صحيح البخاري» فسمعه منه وحدَّث به
وكان يُحيي الليل بالقراءة والدُّعاء والبُكاء، حتَّى قيل أنَّهُ
مُستجاب الدَّعوة، لم يُرَ بعده مثله [3] . ثنا عَنْه أبو بكر محمد بن
يحيى المُزكّيّ، ووالدي، ومسعود بن ناصر الرَّكاب، وطاهر الشّحّاميّ.
قلت: وآخر من روى عنه الفَرَاويّ [4] .
327- أبو بكر محمد بن الحسن بن عليّ الخبّازيّ المقرئ الطبريّ،
__________
[ (-) ] الكوفي والمكيّ فاعلم. (غاية النهاية 2/ 207) .
[1] في: «المنتخب من السياق 43.
[2] زاد في «المنتخب» : «مكثرا في الروايات» .
[3] تبيين كذب المفتري 264.
[4] قال ابن النقطة: «حدّث بصحيح البخاري عن الكشميهني، حدّث عنه بأكثر
الكتاب أبو عبد اللَّه محمد بن الفضل الفرّاويّ» . (التقييد 90) .
(30/235)
فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد
القُشَيْرِيّ.
328- محمد بن عليّ بن إبراهيم [1] .
أبو بكر الدَّينوريّ القارئ، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي عمر بن مهديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحا ورِعًا، تُوُفّي في شوَّال.
329- محمد بن عليّ [2] .
أبو الفتح الكراجكيّ [3] شيخ الشّيعة.
والكراجكيّ هو الخَيْميّ. مات بصُور في رابع ربيع الآخر، وله عدَّة
مُصنَّفات.
وكان من فُحُول الرّافضة، بارِع في فقههم وأُصُولهم، نحويّ، لُغَويٌّ،
مُنَجِم، طبيب، رحل إلى العراق ولقي الكبار كالمرتضى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 3/ 106 رقم
1105.
[2] انظر عن (محمد بن علي الكراجكي) في:
فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم لابن بابويه الرازيّ 154 رقم 355،
والكنى والألقاب للقمّي 1/ 318 و 3/ 88، 89، ورجال السيد بحر العلوم 3/
146، 303، 304، وفهرست الكتب والرسائل للمجدوع 33، وسفينة البحار 1/
329، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب 118، 119، والعبر 3/ 220، وتذكرة
الحفاظ 3/ 1127، وسير أعلام النبلاء 18/ 121، 122 رقم 61، ومرآة الجنان
3/ 70، ولسان الميزان 5/ 300 و 2/ 275) وشذرات الذهب 3/ 283، وروضات
الجنات 579، 580، وهدية العارفين 2/ 70، وإيضاح المكنون 1/ 70، 71،
102، 205، 320، وأمل الآمل 2/ 287، والغدير 1/ 155 و 2/ 38، والذريعة
2/ 16، 375، 362، 450 و 3/ 14، 105 و 4/ 210، 437 و 5/ 127، وطبقات
أعلام الشيعة 1/ 7 و 2/ 177 179 (وانظر 2/ 3 و 93 و 109 و 132) ،
وأعيان الشيعة 46/ 160، وفلاسفة الشيعة للشيخ عبد الله نعمة 446- 449،
ومجلّة العرفان 4 مجلد 10/ 387، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 4/ 293- 305 رقم 1540، والحياة الثقافية في طرابلس الشام
(تأليفنا) 329، 330، ومقدّمة كتاب «كنز الفوائد» للشيخ عبد الله نعمة
طبعة بيروت 1985.
[3] الكراجكي: بفتح الكاف والراء والجيم، وفي آخرها كاف أخرى. هذه
النسبة إلى كراجك، وهي قرية على باب واسط. (الأنساب 10/ 372) ، وفي
(معجم البلدان 4/ 443) : كراجك:
بالفتح، والجيم المضمومة، وآخره كاف.
وقال ابن حجر: بفتح الكاف وتخفيف الراء وكسر الجيم، ثم كاف. نسبة إلى
عمل الخيم، وهي الكراجك. (لسان الميزان 5/ 300) وفيه تحرّفت «الخيم»
إلى «الجسم» .
(30/236)
وله كتاب «تلقين أولاد المؤمنين» [1] .
وكتاب «الأغلاط مِمَّا يرويه الْجُمْهُور» [2] .
وكتاب «موعظة العقل للنفس» [3] ، وله كتاب «المنازل» [4] قد سيّره إلى
أن بلغ سنة خمس وخمسين وخمسمائة [5] .
وكتاب «ما جاء على عدد الاثني عشر» [6] وكتاب «المؤمن» [7] إلى غير ذلك
من هذيانات الْإِماميّة [8] .
330- محمد بن ميمون بن محمد النِّرسِيّ الكوفيّ.
عم الحافِظ أُبيّ.
سمع من الشّريف أبي عبد اللَّه الكوفيّ.
- حرف الواو-
331- وليد بن عبد الله بن عبّاس [9] .
__________
[1] في كرّاستين، صنّفه في طرابلس الشام كما ذكره بعض معاصريه في فهرس
كتبه، وكذا ذكره ابن شهرآشوب في «معالم العلماء» طبعة طهران- ص 106،
وآقا بزرك الطهراني في «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» 4/ 429، وانظر
كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 302 رقم 57.
[2] طبع مع «كنز الفوائد» باسم: «التعجّب في الإقامة من أغلاط العامّة»
سنة 1322 هـ. ذكر فيه مناقضات أقوالهم ومنافرات أفعالهم في عاشوراء
وتبجيل ذرّية من نال من الحسين الشهيد عليه السلام شيئا مثل: بني
السراويل، وبني السنان، والطشيين، والقصبيين، وغيرهم. (الذريعة 4/ 210)
ووصفه ابن شهرآشوب بأنه حسن. (معالم العلماء 118) .
[3] موسوعة علماء المسلمين 4/ 298 رقم 25.
[4] الحياة الثقافية في طرابلس الشام 330، موسوعة علماء المسلمين 4/
304 رقم 83.
[5] هكذا وهو تحريف واضح.
[6] الغدير 1/ 155، الحياة الثقافية 330، موسوعة العلماء 4/ 304 رقم
84.
[7] الغدير 2/ 38، الحياة الثقافية 330، موسوعة العلماء 4/ 304 رقم 85.
[8] ذكرت أسماء (87) من مصنّفاته ورسائله في «موسوعة علماء المسلمين»
4/ 295- 305، ويعتبر كتاب «كنز الفوائد» أشهر مولّفاته، وهو من أربعة
أجزاء، طبع في تبريز بإيران طبعة حجر سنة 1322 هـ.، وأعيد طبعه بتحقيق
الشيخ عبد الله نعمة، وصدر عن دار الأضواء، بيروت 1405 هـ/ 1985 م. في
مجلّدين.
[9] انظر عن (وليد بن عبد الله) في:
(30/237)
أبو القاسم الأصْبَحيّ القُرْطُبيّ،
ويُعرَف بابن العربيّ.
روى عن: سليمان بن الغمّاز المقرئ.
وولي خطابة قُرْطُبة بعد مكيّ. وكان حسن الخطابة، بليغ الموعظة، طيِّب
الصَّوت، عذب اللَّفظ.
قرأ عليه: أبو محمد بن عَتّاب.
وتُوُفّي في رمضان، وهو في عشر التّسعين.
__________
[ (-) ] الصلة لابن بشكوال 2/ 644، 645 رقم 1414.
(30/238)
سنة خمسين وأربعمائة
- حرف الألف-
332- أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربيّ.
أبو منصور.
روى عن جدّه عليّ السّكري.
333- أَحْمَد بن سليمان [1] .
أبو صالح النّيْسَابوريّ الصوفيّ الزّاهِد.
حجّ نيِفًا وثَلاثِينَ مرَّة. وكان سُنيًّا مُنِكرًا على المتكلّمين.
لقي بمكة شيخ الحرم السَّيْرَوَانيّ.
روى عنه: إسماعيل الفارسيّ، وغيره.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
334- أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بن عيسى بن هامُوشة.
أبو جعفر الأَبْرِيَسميّ [2] التّاجر.
عن شيوخ إصبهان.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن المقري.
وعنه: سعيد بن أبي الرجاء.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:
المنتخب من السياق 99 رقم 221 وفيه: «أحمد بن سلمان» .
[2] الأبريسميّ: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح
السين وفي آخرها الميم.
هذه اللفظة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها.
(الأنساب 1/ 116) .
(30/239)
335- أَحْمَد بن محمد بن حسين [1] .
أبو طاهر بن الخفّاف.
عن: أبي القاسم بن الصَّيْدلانيّ، وجماعة.
وعنه: الخطيب، وقال: مات في آخر السّنة.
- حرف الحاء-
336- الحسين بن محمد بن عبد الواحد [2] .
أبو عبد اللَّه البغداديّ، الفقيه الفَرَضيّ المعروف بالوَنيّ.
انتهت إليه معرفة الفرائض.
قُتِلَ ببغداد شهيدًا في فتنة البساسيريّ ووثوبه على بغداد، ضُرِب
بدبّوس [3] فمات.
وكان أحد الأذكياء المذكورين، وله يد في علوم متعدّدة.
قال ابن ماكولا [4] : سمعت الخطيب يقول: حضرنا مجلس شيخ ومعنا أبو
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن حسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 436 رقم 2338.
[2] انظر عن (الحسين بن محمد الونّي) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 401، والأنساب 586 ب، والمنتظم 8/ 197، 198 رقم
255 (16/ 38 رقم 3350) ، وفيه: «الولي» وهو تحريف، ومعجم البلدان 5/
385، واللباب 3/ 375، والكامل في التاريخ 9/ 651، ووفيات الأعيان 2/
138، والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 99، 100،
رقم 46، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 222، ونكت الهميان 145، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 163، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 543 رقم
1244، والبداية والنهاية 12/ 85، والقاموس المحيط (مادّة: الونّ) ،
وطبقات الشافعية لابن شهبة 1/ 229 رقم 186، وشذرات الذهب 3/ 283، 284،
وديوان الإسلام 4/ 375 رقم 2178، وتاج العروس 9/ 363، 364، وهدية
العارفين 1/ 310، والأعلام 2/ 278، ومعجم المؤلفين 4/ 54.
[3] الدبّوس: آلة من آلات الحرب تشبه الإبرة، كانت تصنع من عود طوله
نحو قدمين من الخشب الغليظ في أحد طرفيه رأس من حديد قطرها ثلاث بوصات
تقريبا. (تكملة المعاجم العربية 4/ 289) .
[4] في الإكمال 7/ 401.
(30/240)
عبد اللَّه الونيّ فأملى الشّيخ: فلمّا
قُمنا إذا الونيّ قد حفظ من الْإِملاء بضعة عشر حديثًا.
وقد سمع عَن أصحاب الصّفار، وابن البَخْتَريّ.
سمع منه: أبو حكيم الخَبْريّ.
337- الحسين بن محمد بن طاهر بن مهديّ البغداديّ [1] .
أخو حمزة.
حدَّث عن: الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
338- حمزة بن أَحْمَد بن حمزة [2] .
أبو يعلى القَلانِسيّ الدّمشقيّ الشُبْعيّ [3] الرَّجُل الصالِح.
حدَّث عن: أبي محمد بن أبي نصر، وعبد الواحد بن مشماش، ومنصور بن رامش.
روى عنه: عبد اللَّه بن الحسن البَعَلْبَكيّ [4] .
قال الكتّانيّ: كان يحفظ معاني القرآن للناس. وكان عبدًا صالحًا أقام
بالجامع أربعين سنةً بلا غطاءٍ ولا وطاء، رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الطّاء-
339- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بن عمر [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد بن طاهر) في:
تاريخ بغداد 8/ 109 رقم 4228، والمنتظم 8/ 198 رقم 256 (16/ 38 رقم
3351) .
[2] انظر عن (حمزة بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 496، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
7/ 256 رقم 237، وتهذيب دمشق 4/ 441.
[3] في «المختصر» ، و «التهذيب» : «السبعي» (بالسين المهملة) .
[4] هو: عبد الله بن الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان، أبو
محمد البعلبكي المعروف بابن أبي فجّة، المتوفى سنة 488 هـ. (انظر
ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 176 رقم 858) .
[5] انظر عن (طاهر بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 9/ 255، 360، وطبقات فقهاء الشافعية للعبادي 114، وطبقات
الفقهاء للشيرازي 106، 107، والأنساب 9/ 42. والمنتظم 8/ 198 رقم 258،
(16/ 39، -
(30/241)
القاضي أبو الطَّيّب الطَّبَريّ، الفقيه
الشّافعيّ أحد الأعلام.
سمع بجُرْجَان من أبي أَحْمَد الغِطْريفيّ.
وبِنَيسابور من الفقيه أبي الحسن الماسَرْجَسيّ. وبه تفقُّه.
وسمع ببغداد من: أبي الحسن الدّارَقُطْنيّ، وموسى بن عرفة، والمُعافى
بن زكريا، وعليّ بن عمر الحربيّ.
واستوطن بغداد. ودرس وأفتى، وولي قضاء ربع الكرخ بعد موت القاضي
الصّيمريّ.
وكان مولده بآمُل طَبْرِستان سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة.
قال: وخرجت إلى جُرْجَان للقاء أبي بكر الْإِسماعيليّ فقدِمتُها يوم
الخميس، فدخلت الحمَّام، فلمَّا كان من الغد لقيت أبا سعد بن الشّيخ
أبي بكر، فأخبرني أنّ والده قد شرب دواءً لمرضٍ كان به، وقال لي: تجيء
في صبيحة غدٍ لتسمع منه. فلمَّا كان في بكرة السّبت غدوتُ للموعد فإذا
النّاسُ يقولون: مات أبو بكر الْإِسماعيليّ [1] .
قال الخطيب [2] : وكان أبو الطَّيِّب ورِعًا عارِفًا بالَأصول والفروع،
محقّقا،
__________
[ (- 40] رقم 3353) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 190،
والكامل في التاريخ 9/ 651، واللباب 2/ 274، والتقييد لابن النقطة 303،
304 رقم 369، وتاريخ الفارقيّ 1/ 176، والمنتخب من السياق 264 رقم 855،
وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) ورقة 50، 51، وتهذيب الأسماء واللغات 2/
247، 248، ووفيات الأعيان 2/ 512- 515، والمختصر في أخبار البشر 2/ 9،
1، والمعين في طبقات المحدّثين 130 رقم 1441، وسير أعلام النبلاء 17/
668- 671 رقم 459، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 222، والإعلام
بوفيات الأعلام 186، وتاريخ ابن الوردي 1/ 365، والوافي بالوفيات 16/
401، ومرآة الجنان 3/ 70- 72، والبداية والنهاية 12/ 79، 80، وطبقات
الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 231- 234 رقم 189، وتاريخ دولة آل سلجوق
25، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 176- 197، والعقد المذهب لابن
الملقن 55، والنجوم الزاهرة 3/ 284، 285، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات
الشافعية لابن هداية الله 150، 151، وكشف الظنون 424، 1100، وشذرات
الذهب 3/ 284، 285، و 325، وروضات الجنات 338، وهدية العارفين 1/ 429،
والأعلام 3/ 321، وتاريخ التراث العربيّ 2/ 195.
[1] تاريخ بغداد 9/ 359.
[2] في تاريخه.
(30/242)
حسن الخُلُق، صحيح المَذْهَب، اختلفت
إِلَيْهِ وعلّقت عنه الفقه سنين.
من «المرآة» [1] : قيل إنّ أبا الطّيّب دفع خُفَّه إلى من يُصْلحه،
فكان يأتي يتقاضاه، فإذا رآه غَمَسَ الخُفَّ في الماء وقال: السَّاعة
أصلحه فلمّا طال على أبي الطّيّب ذَلِكَ قال: إنّما دفعته إليك
لِتُصْلِحُهُ، لم أدفعه لتُعلِّمهُ السِّباحة [2] قال الخطيب [3] :
سمعت أبا بكر محمد بن أَحْمَد المؤدِّب: سمعت أبا محمد البافي يقول:
أبو الطّيّب الطّبَريّ أفقه من أبي حامد الْإِسفرائينيّ. وسمعت أبا
حامد يقول: أبو الطِّيب أفقه من أبي محمد البافيّ.
وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ: قلت للقاضي أبي الطّيّب شيخنا،
وقد عمّر: لقد متّعت بجوار حك أيُّها الشّيخ.
فقال: ولِم لَا، وما عصيت اللَّه بواحدة منها قط؟ أو كما قال.
وقال غير واحد: سمعنا أبا الطِّيب الطبريّ يَقُولُ: رَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم فقلت: يا رسول
اللَّه أرأيت من روى عنك أنّك قلت: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها
... » الحديث [4] . أحقٌّ هو؟ قال: نعم.
__________
[1] أي «مرآة الزمان» .
[2] طبقات الفقهاء 114، المنتظم 8/ 198.
[3] في تاريخه 9/ 359.
[4] وتمامه: «وأدّاها، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ
أَفْقَهُ منه، وربّ حامل فقه ليس بفقيه» . وهو حديث صحيح. أخرجه
الشافعيّ في مسندة 1/ 14، والترمذي (2659) ، وابن ماجة (232)
والرامهرمزيّ، ص 165، من حديث ابن مسعود، وانظر: جامع الأصول لابن
الأثير ج 8/ 17، 18 رقم 5848، والترغيب والترهيب للمنذري 1/ 85 رقم
150.
ومن حديث زيد بن ثابت، رواه أحمد في المسند 5/ 183، وأبو داود (3660) ،
والترمذي (2658) ، وابن ماجة (230) ، والدارميّ 1/ 75، والرامهرمزيّ ص
164، ورواه ابن حبّان في صحيحه والبيهقي في سننه الكبرى. انظر: الترغيب
والترهيب 1/ 85، 86 رقم 151.
ومن حديث جبير بن مطعم، أخرجه أحمد في المسند 4/ 81، وابن ماجة (231) ،
والدارميّ 1/ 74، 75، ورواه الطبراني في «المعجم الكبير» مختصرا
ومطوّلا. انظر: الترغيب والترهيب 1/ 86، 87 رقم 152 و 153.
ومن حديث أبي الدرداء، أخرجه الدارميّ 1/ 75، 76، وأخرجه الرامهرمزيّ
من حديث ابن عباس، وأبي سعيد الخدريّ- ص 165، 166، وأخرجه-
(30/243)
وقال أبو إسحاق في «الطّبقات» [1] : ومنهم
شيخنا وأستاذنا أبو الطِّيّب، تُوُفّي عن مائةٍ وسنتين، لم يختلّ عقله،
ولا تغيَّر فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد،
ويحضر المواكب إلى أن مات.
تَفَقّه بآمُل على أبي عليّ الزُّجاجيّ صاحب ابن القاصّ، وقرأ عَلَى
أبي سعد الْإِسماعيليّ، وعلى القاضي أبي القاسم بن كجّ بجُرْجَان. ثم
ارتحل إلى نَيْسَابُوُر وأدرك أبا الحسن الماسَرْجَسيّ، وصحبه أربع
سنين، ثم ارتحل إلى بغداد، وعلَّق عن أبي محمد الباغيّ الخوارزميّ صاحب
الدّاركيّ، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ولم أرَ فيمن رأيت أكمل
اجتهادًا، وأسدُّ تحقيقًا، وأجود نظرًا منه. شرح «المزنيّ» ، وصنّف في
الخلاف والمذهب والَأصول والجدل كُتُبًا كثيرة، ليس لَأحدٍ مثلها.
ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة، ودرَّست أصحابه في مسجده سنين بإذنه،
ورتَّبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مسجَدٍ للتّدريس، ففعلت في سنة
ثلاثين. أحسن اللَّه تعالى عنِّي جزاءه ورضي عنه.
قلت: وأبو الطَّيّب صاحب وجهٍ فِي المذهب، فمن غرائبه أنَّ خروج
المنيِّ ينقض الوضوء [2] .
ومنها أنّه قال: الكافر إذا صلّى في دار الحرب كانت صلاته إسلاما [3] .
__________
[ (-) ] خيثمة الأطرابلسي من حديث أنس بن مالك، في المنتخب من الجزء
الأول من فوائده. (انظر:
من حديث خيثمة- بتحقيقنا- ص 63، 64) .
وروي الحديث عن معاذ بن جبل، والنعمان بن بشير، وجبير بن مطعم، وأبي
قرصافة جندرة بن خيشنة، وغيرهم: وقد وضع أبو عمر بن نهيك المديني مسند
أصفهان المتوفى سنة 333 هـ.
مخطوطة عن طرق حديث: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي» . انظر: فهرست
منتخبات مخطوطات الحديث، بالظاهرية 185، تاريخ التراث العربيّ 1/ 455.
وخرّجه الحافظ أبو موسى المديني في مخطوطة: «من أدركه الخلّال من أصحاب
ابن مندة» بالظاهرية، مجموع 80 ورقة 150 أ.
وانظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 170.
[1] طبقات الفقهاء 106، 107.
[2] قال الإمام النووي: والصحيح الّذي قاله جمهور أصحابنا: لا ينقضه،
بل يوجب الغسل فقط.
[3] قال النووي: والصحيح المنصوص للشافعي وجمهور الأصحاب أنها ليست
بإسلام إلا أن تسمع-
(30/244)
وقد روى عنه: الخطيب، وأبو إسحاق
الشّيرازيّ، وأبو محمد بن الأَبَنُوسيّ، وأبو نصر أَحْمَد بن الحسن
الشّيرازيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن عبد الجبّار بن الطُّيُوريّ، وأبو
عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو المواهب أَحْمَد بن محمد بن
مُلُوك، وأبو نصر محمد بن محمد بن محمد العُكَبَريّ، وأبو العِز
أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن كادش، وأبو القاسم بن الحُصَيْن، وخلقٌ
آخرهم موتًا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ.
قال الخطيب [1] : مات أبو الطَّيّب في ربيع الأوّل، صحيح العقل، ثابت
الفهم، وله مائة وسنتان [2] .
- حرف الظّاء-
340- ظَفْر بن الفرج بن عبد اللَّه بن محمد [3] .
أبو سعد البغداديّ الخفّاف.
روى عن: ابن الصَّلت الأهوازيّ.
تُوُفّي في رمضان.
- حرف العين-
341- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان [4] .
الحاكم أبو محمد القُرَشيّ النَّيسَابُوريّ الواعظ، المعروف بالحذّاء.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة.
__________
[ (-) ] منه الشهادتان. (تهذيب الأسماء 2/ 248) .
[1] في تاريخه 9/ 360.
[2] وقال الأصفهاني: توفي سنة 450 عن مائة سنة وسنتين، وكان صحيح السمع
والبصر، سليم الأعضاء يناظر ويفتي، ويستدرك على الفقهاء. وحضر عميد
الملك الكندري جنازته، ودفن بالجانب الغربي عند قبر الإمام أحمد بن
حنبل. (تاريخ دولة آل سلجوق 25) .
[3] انظر عن (ظفر بن الفرج) في:
تاريخ بغداد 9/ 368 رقم 4942.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد القرشي) في:
المنتخب من السياق 279 رقم 917.
(30/245)
وحجّ مع أبيه سنة ثلاثٍ وثمانين، فسمع من
مشايخ الرّي وبغداد.
فسمع بالرِّيّ من عليّ بن محمد بن عمر الفقيه.
روى عنه: ابنه القاضي أبو القاسم عبيد اللَّه الحشكانيّ.
تُوُفّي في شوَّال [1] .
342- عبد اللَّه بن عليّ بن عِياض بن أبي عَقِيل [2] .
أبو محمد الصُّوريّ، القاضي عين الدّولة [3] .
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشر الْإِسفرائينيّ، وغَيْث
الأرمنازيّ [4] .
__________
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «لم يحمل إلى الحديث في صباه حتى فاته
الطبقة الأولى وأدرك الثانية» .
[2] انظر عن (عبد الله بن علي بن عيّاض) في:
تاريخ بغداد 1/ 256 و 306 و 2/ 14 و 63 و 3/ 444 و 10/ 417 ويرها،
وموضح أوهام الجمع 1/ 191، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 347 و
(10/ 255 و 18/ 15، و 20/ 212 و 28/ 111 و 458 و 29/ 18 و 30 و 36/
400) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 13/ 150، 151 رقم 34، والكامل في
التاريخ 9/ 651، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 2/ 1127، والنجوم
الزاهرة 5/ 63، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/
200- 202 رقم 891.
وانظر شجرة نسب بني أبي عقيل في «الموسوعة» 3/ 203.
[3] وهو قاضي صور، وابن قاضيها، ووالد قاضيها محمد. وكان على قضاء صور
سنة 429 وهو الّذي تدخّل بين الخليفة المستنصر الفاطمي وثمال بن صالح
بن مرداس صاحب حلب للصفح عنه، ويحتمل أن يكون والده عليّ.
وقيل إنّ عبد الله بن علي القاضي سار إلى صيدا للصلاة على قاضيها أبي
مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي الّذي توفي في 19 من ربيع الأول
سنة 429 هـ.
لقّبه «ابن الفوطي» بعين الدولة، ووصفه بأنه صاحب الساحل. (معجم
الألقاب ج 4 ق 2/ 1127) .
[4] وهو ذكر القاضي عبد الله في «تاريخ صور» ووصفه بالسخاء والمروءة.
وقال ابن عساكر: قدم دمشق وحدّث بها، وخرّج له الفوائد في أربعة أجزاء.
وقال ابن تغري بردي: كان يلقّب بعين الدولة، وكان جليلا نبيلا، ولي
القضاء بصور، وسمع الكثير وخرّج له أبو بكر الخطيب فوائد في أربعة
أجزاء، وقرأها عليه بصور، وهو الّذي أخذ الخطيب مصنّفاته وادّعاها
لنفسه. ومات فجأة في الزيب (قرية بين عكا وصور) في شوّال سنة-
(30/246)
تُوُفّي فَجْأَة بين عكّا وصُور.
343- عبد العزيز بن أبي الحسين عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه
بْن بشران البغداديّ [1] .
أبو الطّيِّب.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر بن
شاذان، وأبا الفضل الزُّهَريّ.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. تُوُفّي في صَفَر.
وكان مولده سنة ثمانٍ وسِتين.
344- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المُظفّر [3] .
أبو بكر الدّمشقيّ الورّاق، الحنبليّ المعروف بابن حَزَوّر.
حدَّث عن: تمّام الرّازيّ.
روى عنه: ابنه عبد الواحد، ونجا بن أَحْمَد، وأبو طاهر محمد بن الحسين
الرّازيّ [4] .
__________
[ (- 450] وكان صدوقا ثقة.
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
المشهور أنّ الخطيب اتّهم في أخذ مصنّفات محمد بن علي الصوري المتوفى
سنة 441 وليس القاضي صاحب هذه الترجمة- وقد سمعه الخطيب البغدادي في
صور، وحدّث عنه في مواضع كثيرة من تاريخه، كما سمعه: الحسن بن علي بن
الحسن السلمي المتوفى سنة 514، وعبد الله بن الحسن بن أحمد الديباجي
العثماني، والحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المعروف بالسكن.
(انظر عنه: موسوعة علماء المسلمين 3/ 201) .
وذكر ابن عساكر حكاية تدلّ على غناه وكرمه.
[1] انظر عن (عبد العزيز بن أبي الحسين) في:
تاريخ بغداد 10/ 469 رقم 5648، والمنتظم 8/ 199 رقم 261، (16/ 41 رقم
3356) .
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد العزيز) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 174، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
15/ 281، 282 رقم 277، والروض البسّام (المقدّمة) 1/ 49 رقم 10 وفيه
«المطرّز» بدل «المظفّر» ، وطبقات الحنابلة 2/ 191 رقم 662 وفيه: «عبد
الوهاب بن حزوّر» .
[4] قال أبو بكر الحدّاد: إن ابن حزوّر كان كهفا للفقراء وأصحاب
الحديث، وكان يمدّهم بالورق-
(30/247)
345- عبد الوهّاب بن عثمان [1] .
أبو الفتح ابن المخبزيّ.
بغداديّ صدوق.
روى عن: ابن حُبَابَة، وعيسى بن الوزير.
وعنه: أبو بكر الخطيب.
وهو أخو أبي الفرج.
346- عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا [2] .
أبو الفتح.
مقرئ العراق، ومصنِّف كتاب «التّذكار في القراءات» .
سَمِعَ: محمد بن إسماعيل الورَّاق، وابن معروف القاضي، وعيسى بن
الجرَّاح، وابن سُوَيْد المؤدِّب.
قال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان ثقةً عالمًا بوجوه القراءات، بصيرا
بالعربيّة.
__________
[ (-) ] والورق، رجل صالح ثقة.
وقال ابن عساكر: وكان يذهب مذهب أحمد بن حنبل. (تاريخ دمشق) .
وقال ابن أبي يعلى الفرّاء: ذكره أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني
الدمشقيّ في تصنيفه قال: ورد نعي أبي بكر عبد الوهاب بن حزوّر الوراق
في شعبان سنة خمسين وأربعمائة من تنّيس، حدّث بشيء يسير عن تمّام، وأبي
ياسر. وجد له بلاغ، وكان فيه خير. (طبقات الحنابلة) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 11/ 34 رقم 5710.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 16، 17 رقم 5683، والمنتظم 8/ 199 رقم 260، (16/ 40
رقم 3355) ، وإنباه الرواة 2/ 213، والعبر 3/ 222، 223، والإعلام
بوفيات الأعلام 186، ومعرفة القراء الكبار 1/ 415 رقم 353، وتلخيص ابن
مكتوم (مخطوط) ورقة 121، وغاية النهاية 1/ 473، 474، رقم 1978، وتاريخ
الخلفاء 423، وشذرات الذهب 3/ 285، وكشف الظنون 383، وهدية العارفين 1/
633، وديوان الإسلام 3/ 180، 181، رقم 1289، ومعجم المؤلفين 6/ 207.
[3] في تاريخه.
(30/248)
تُوُفّي في صَفَرْ، ومولده في سنة سبعين
وثلاثمائة.
قلت: قرأ عَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن الخَضِر السَّوْسَنْجِرْديّ،
وعبد السّلام بن الحسين، وأبي الحسن بن العلاف، والحماميّ، وطبقتهم.
قرأ عليه بالرّوايات جماعة منهم: أبو الفضل محمد بن محمد بن الصّبَّاغ،
وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزَّاز.
وروى عنه كتاب «التّذكار» الحسن بن محمد الباقَرْحيّ.
347- عُبَيْد اللَّه بن عليّ [1] .
الْإِمام أبو القاسم الرَّقّيّ.
روى عن: أبي أحمد الفرضيّ.
قال الخطيب [2] : كان أحد العلماء بالنَّحو واللغة والفرائض، كتبت عنه.
348- علي بن بقاء بن محمد [3] .
أبو الحسن المصري الوراق الناسخ.
روى عن: القاضي أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ، وأبي عبد اللَّه
التَّنُوخيّ اليمنيّ، وأبي مسلم الكاتب، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
ولم يزل يكتب لنفسِهِ ويورِّق لغيره إلى حين موته.
وكان مفيد مصر في وقته، ثقةً مُرضيًّا.
قال أبو عبد اللَّه الرّازيّ في «مشيخته» : نا عليّ بن بقاء، ثنا محمد
بن الحسين بن عمر التّنوخيّ اليمنيّ إملاءً بانتقاء خَلَف الواسطيّ،
ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رشْدين، ثنا أبو
الطاهر بن السَّرح، ثنا رشيد بن سعد، فذكر حديثا.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 387، 388 رقم 5566، والمنتظم 8/ 199 رقم 259، (د 1/ 40
رقم 3354) وفيه: «عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ» ، وشذرات الذهب 3/ 285.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (علي بن بقاء) في:
العبر 3/ 223، والإعلام بوفيات الأعلام 186.
(30/249)
تُوُفّي في ذي الحجّة.
349- عليّ بْن الحَسَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بن عمر بن الرفيل [1] .
المعروف بابن المُسلمة.
الوزير رئيس الرّؤساء أبو القاسم البغداديّ.
استكتبه الخليفة القائم بأمر اللَّه، ثم استوزره. وكان عزيزًا عليه إلى
الغاية، وهو لقّبه رئيس الرّؤساء ورفع من قدره.
وكان من خيار الوزراء.
ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وسمع من جدّه أبي الفرج المعدّل، ومن: أبي أَحْمَد بن أبي مسلم
الفَرَضيّ، وإسماعيل الصَّرْصريّ.
وحدَّث.
روى عَنْه: أبو بكر الخطيب، وكان خصيّصًا به.
قال [2] : كتبت عنه، وكان ثقة. قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في
أحدٍ قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي.
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ [3] : وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة في
ربيع
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 391، 392، والمنتظم 8/ 200، 201 رقم 264، (16/ 41- 43
رقم 3359) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 188- 195، وتجارب
السلف 254، 255، لهندوشاه نخجواني، وزبدة النصرة 15، 16 للبنداري،
والإعلام بوفيات الأعلام 186، 187، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
393، والبداية والنهاية 12/ 80، والكامل في التاريخ 9/ 530، 640- 644،
والمنتظم 8/ 196، 197، 200، 201، والمختصر في أخبار البشر 2/ 177، 178،
والفخري 295، والعبر 3/ 221، ودول الإسلام 1/ 264، وسير أعلام النبلاء
18/ 216- 218 رقم 104، وتاريخ ابن الوردي 1/ 547، وتاريخ ابن خلدون 3/
457- 459، 464، والنجوم الزاهرة 5/ 6، 7، 64، ودائرة المعارف الإسلامية
1/ 278، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 9، 20 والأعلام 4/ 372.
[2] في تاريخ بغداد 11/ 391.
[3] في المنتظم 8/ 200.
(30/250)
الآخر رُسِمَ لَأبي القاسم عليّ بن
المُسْلمة النَّظَر في أمور الخليفة، وتقدَّم إلى الحواشي بِتَوْفِيَة
حقوقه فيما جُعِلَ إليه، فجلس لذلك على دِهْلِيز الفِرْدَوْس، وعليه
الطَّيْلسان، وبين يديه الدَّواة، وهنَّاه الأعيان واستُدعي إلى حضرة
أمير المؤمنين، ثم خرج فجلس في الدّيوان في مجلس عميد الرّؤساء
ودَسْتِه. وحُمِلَ على بَغْلِه بمركب، ومضى إلى داره ومعه القضاة
والَأشراف والحُجَّاب.
وقال [1] ، في سنة ثلاثٍ وأربعين: وفي عيد الأضحى حضر النّاس في بيت
النّوبة، واسْتُدعي رئيس الرّؤساء، فخلع عليه، ولُقِّبَ جمال الورى شرف
الوزراء.
قلت: ولم يبقَ له ضِدٌ إِلَّا البساسيريّ، وهو الأمير المُظَفَّر أبو
الحارث أرسلان التُّركيّ، فإنَّهُ عظم قَدْرُهُ ببغداد، وبعد صيته، ولم
يبق للملك الرحيم ابن بُويهْ معه إِلَّا مجرَّد الاسم.
ثُمّ إن المذكور خلع الخليفة، وتملَّك بغداد، وخطب بها للمستنصر
العُبَيْديّ، وقتل رئيس الرّؤساء [2] كما ذكرناه في ترجمة القائم وغير
موضِع.
وقال أبو الفضل محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ في «تاريخه» : إنَّ
البَسَاسِيريّ حبس رئيس الرُّؤساء ثم أخرجه وعليه جُبَّة صُوف وطرطور
أحمر، وفي رقبته مِخْنَقَةُ جُلُود، وهو يقرأ: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ
الْمُلْكِ 3: 26 [3] ، الآية، وهو يُرَدّدها. وطِيفَ بِهِ على جَمَلٍ،
ثم نصب له خشبة بباب خُراسان وخِيطَ عليه جلد ثَوْر سُلِخَ في الحال،
وعُلِّقَ في فكَّيه كلّابان من حديد، وعُلِّقَ على الخشبة حيًّا، ولبث
إلى آخر النّهار يضطّرب، ثم مات رحمه اللَّه [4] .
قلت: ما أتت على البَسَاسِيريّ سنة حتّى قُتِلَ وطِيفَ برأسِهِ.
__________
[1] في المنتظم 8/ 200.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 640.
[3] سورة آل عمران، الآية 26.
[4] المنتظم 8/ 197، المختصر في أخبار البشر 2/ 178.
(30/251)
وكان صَلْبه في ذي الحجّة ببغداد.
350- عليّ بن الحسين بن صَدَقَة [1] .
أبو الحسن بن الشَّرابيِّ الدِّمشقيّ المعدّل.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد اللَّه بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: عليّ بن طاهر.
ومضى على سدادٍ وأمرٍ جميل.
تُوُفّي في جُمَادَى الأُولى.
351- عليّ بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم [2] .
أبو الحسن البرمكيّ، أخو إبْرَاهِيم وأحمد. وكان عليّ أصغرهم.
سمع: أبا الفتح القوّاس، وأبا الحسين بن سمعون، وابن حُبَابَة.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان ثقةً.
درس على أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ مذهب الشَّافعيّ.
وتُوُفِّي في ذي الحجّة.
352- عليّ بن محمد بن حبيب [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين بن صدقة) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 49، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
17/ 228 رقم 132.
[2] انظر عن (علي بن عمر) في:
تاريخ بغداد 12/ 43 رقم 6412، والمنتظم 8/ 200 رقم 263، (16/ 41 رقم
3358) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 299.
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن حبيب) في:
تاريخ بغداد 12/ 102، 103، وطبقات الفقهاء للشيرازي 110، والأنساب 504
أ، والمنتظم 8/ 199، 200 رقم 262، (16/ 41 رقم 3357) ، والإنباء في
تاريخ الخلفاء لابن العمراني 190، ومعجم الأدباء 15/ 52- 55، والكامل
في التاريخ 9/ 651، واللباب 3/ 156، وأدب الوزير لعبد العزيز الخانجي
(المقدّمة) ، تاريخ دولة آل سلجوق 25، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط)
الورقة 70 ب، ووفيات الأعيان 3/ 282- 284، وتهذيب الأسماء واللغات 2/
210، 284، والمختصر في أخبار البشر 2/ 179، والمعين في طبقات المحدّثين
130 رقم 1442، -
(30/252)
القاضي أبو الحسن [1] البصْريّ الماوَرْديّ
الفقيه الشّافعيّ.
صاحب التّصانيف.
روى عن: الحسن بن عليّ الجيليّ صاحب أبي خليفة الْجُمَحيّ، وعن:
عمر بن عَدِيّ المِنْقَريّ، ومحمد بن المُعَلّى، وجعفر بن محمد بن
الفضل.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقَهُ، وقال [2] : مات في ربيع الأوّل وقد
بلغ سِتًّا وثمانين سنة. وولي القضاء ببلدان كثيرة. ثمّ سكن بغداد.
وقال أبو إسحاق في «الطَّبقات» [3] : ومنهم أقضى القُضاة أبو الحسن
الماوَرْديّ البصْريّ. تفقَّه على أبي القاسم الصَّيْمَريّ بالبصرة.
وارتحل إلى الشّيخ أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ. ودرس بالبصرة وبغداد
سنين كثيرة.
وله مصنَّفات كثيرة في الفِقْه، والتّفسير، وأصول الفقه، والأدب. وكان
حافظا للمذهب.
__________
[ (-) ] والإعلام بوفيات الأعلام 186، وسير أعلام النبلاء 18/ 64- 68
رقم 29، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 223، وميزان الاعتدال 3/ 155،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 365، ومرآة الجنان 3/ 72، 73، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 3/ 303- 314، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 387، 388 رقم
1032، والبداية والنهاية 12/ 80، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/
235- 237 رقم 192، وتاريخ الخميس 2/ 400، وروضة المناظر في إخبار
الأوائل والأواخر لابن الشحنة (على هامش الكامل) 8/ 164، والوفيات لابن
قنفذ 245 رقم 456 وفيه وفاته سنة 456 هـ. وتاريخ ابن خلدون 4 ج 4/
1031، والكنى والألقاب للقمّي 3/ 116، والفتح المبين في طبقات
الأصوليين للشيخ المراغي 1/ 240، والفكر السامي للحجوي 4/ 158، وكنوز
الأجداد 241، ومعجم المطبوعات 2/ 1611، ولسان الميزان 4/ 260، 261،
والنجوم الزاهرة 5/ 64، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات المفسّرين للسيوطي
25، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 423- 425، ومفتاح السعادة 1/ 322،
وطبقات الشافعية لابن هداية الله 151، 152، وكشف الظنون 1/ 19، 45،
140، 168، 408، 628، و 2/ 1101، 1315، 1978، وشذرات الذهب 3/ 285- 287،
وإيضاح المكنون 2/ 245، وروضات الجنات 483، وديوان الإسلام 4/ 174، 175
رقم 1900، وهدية العارفين 1/ 689، والأعلام 4/ 327، وتاريخ الأدب
العربيّ 1/ 483، وملحقه 1/ 668، ومعجم المؤلفين 7/ 189، ومعجم طبقات
الحفاظ 258 رقم 368، ومقدّمة كتاب «أدب القاضي» لمحيي هلال سرحان-
بغداد 1971.
[1] وقيل: أبو الحسين. في: الكامل لابن الأثير، والمختصر لأبي الفداء،
وتاريخ ابن الوردي.
[2] في تاريخه 12/ 102، 103.
[3] طبقات الفقهاء 110.
(30/253)
قال: وتُوُفّي ببغداد.
وقال القاضي شمس الدين في «وفيَات الأعيان» [1] : من طالع كتاب
«الحاوي» [2] شهد له بالتّبحّر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة.
وله تفسير القرآن سمّاه «النُّكَتْ» [3] ، وله «أدب الدّنيا والدّين»
[4] ، و «الأحكام السّلطانية» [5] ، و «قوانين الوزارة وسياسة الملك»
[6] ، و «الإقناع في المذهب» وهو مختصر.
وقيل أنّه لم يُظْهِر شيئًا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع،
فلمَّا دَنَت وفاتُهُ قال لمن يثق به: الكُتُب الّتي في المكان
الفُلانيّ كلها تَصْنِيفي، وإنَّما لم أُظْهِرها لَأنّي لَمْ أَجِدْ
نِيَّةً خالِصَة، فإذا عايَنْتُ الموت ووقعْتُ في النَّزْع، فاجعل يدك
في يدي، فإن قبضتُ عليها وعصرتُها، فاعلم أنَّهُ لم يُقْبَل منِّي شيءٌ
منها، فاعمد إلى الكُتُب والْقها في دِجْلَة. وإن بسطت يدي ولم أقبضْ
على يدك، فاعلم أنَّها قُبِلت، وأنِّي قد ظفرْتُ بما كنتُ أرجوه من
[اللَّه] [7] .
قال ذلك الشّخص: فلمّا قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض
على يدي، فعلمتُ أنّها علامة القبول، فأظهرتُ كُتُبُه بعدَه.
قلت: آخِر من روى عَنْه أبو العز بن كادش.
__________
[1] ج 3/ 382.
[2] قال الماوردي: بسطت الفقه في أربعة آلاف ورقة (يعني: الحاوي)
واختصرته في أربعين (يعني الإقناع) . انظر: المنتظم 8/ 199، وتاريخ
دولة آل سلجوق 25 وفيه زيادة: «فيا لهما من بحرين نضبا، وبدرين غربا،
وطودين وقعا، وجودين أقلعا» .
[3] ويسمّى: «النكت والعيون» .
[4] ويسمّى أيضا: «البغية العليا في أدب الدين والدنيا» .
[5] ويسمّى: «الأحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية» ، و
«الأحكام السلطانية والولايات الدينية» ، وهو من أهم كتب الفقه السياسي
الإسلامي، وقد طبع طبعات كثيرة.
[6] في «سير أعلام النبلاء» 18/ 65: «قانون الوزارة» . نشرته مكتبة
الخانجي بمصر 1929، ثم أعادت دار الطليعة في بيروت نشره بتحقيق الدكتور
رضوان السيد، 1979.
[7] في الأصل بياض.
(30/254)
وقال ابن خَيْرُون: كان رجُلًا عظيم القدر،
متقدِّمًا عند السُّلطان، أحد الأئمَّة. لهُ التَّصانيف الحسان في كل
فنٍّ من العلم. بينه وبين القاضي أبي الطَّيّب في الوفاة أحد عشر يوما
[1] .
قال أبو عمر بن الصّلاح رحمه اللَّه: هو مُتَّهم بالْإِعتزال، وكنتُ
أتأوَّل له وأعتذِر عنه، حتّى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم.
قال في تفسيره في الأعراف: لَا يُسَاءُ عبادة الأوثان.
وقال في قوله: جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا 6: 112 [2] على
وجهين، معناه: حكمنا بأنهم أعداء، والثّاني: تركناهم على العداوة، فلم
نمنعهم.
قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضَّرر، لكونه مشحونًا بتأويلات أهل
الباطل، تدسيسًا وتلبيسًا. وكان لَا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى
يُحْذَر، بل يجتهد في كِتْمان موافقته لهم، ولكن لَا يوافقهم في خلق
القرآن ويوافقهم في القَدَر [3] .
قال في قوله: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ 54: 49 [4] يعني
بِحُكْمٍ سابق. وكان لَا يرى صحَّة الرّواية بالإجازة. وذكر أنّه مذهب
الشَّافعيّ. وكذا قال في المكاتبة أنَّها لَا تصحّ.
ثم قال ابن الصَّلاح: أنا عزّ الدّين بن الأثير، أنا خطيب الموصِل، أنا
ابن بدران الحُلْوانيّ، أنا الماوَرْديّ، فذكر حديث: «هل أنت إلّا إصبع
دميت» [5] ؟
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى 3/ 303.
[2] سورة الأنعام، الآية 112.
[3] طبقات الشافعية الكبرى 3/ 304.
[4] سورة القمر، الآية 49.
[5] أخرج البخاري في الأدب 7/ 107 عن أبي نعيم، حدّثنا سفيان، عن
الأسود بن قيس قال:
سمعت جندبا يقول: بينما النبي صلّى الله عليه وسلّم يمشي إذ أصابه حجر
فعثر، فدميت إصبعه، فقال: «هل أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي
سَبِيلِ اللَّهِ ما لقيت» . ورواه في الجهاد 4/ 204 باب من ينكب أو
يطعن في سبيل الله، عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ
الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جندب بن-
(30/255)
قلت: وبكلِّ حالٍ هو مع بدعةٍ فيه من كبار
العلماء. فلو أنَّنا أهدرنا كلَّ عالمٍ زَلَّ لما سلِم معنا إِلَّا
القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقًا، ولا تبالغ في تقريظهم
مطلقًا وأسأل اللَّه أن يتوفاك على التّوحيد.
353- عمر بن الحسين بن إبراهيم [1] .
أبو القاسم الخفَّاف. أخو محمد.
بغداديّ صدوق. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا حفص الزَّيّات، وأبا
الفضل الزُّهْريّ، وطبقتهم.
روى عنه: الخطيب، وجماعة.
وآخر من روى عنه قاضي المَرِسْتان.
354- عمر بن محمد بن عليّ بن مَعْدان.
أبو طاهر الْأصبهانيّ الأديب الورَّاق.
قال ابن السَّمعانيّ: تُوُفّيّ في حدود سنة خمسين.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهَّاب السُّلميّ، وأبي عبد اللَّه بن
مَنْدَهْ.
- حرف الميم-
355- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن مهلَّب بن جعفر.
أبو بكر القُرْطُبيّ الأديب.
قال أبو عبد اللَّه الأَبَّار: سمع الكثير من: أبي الوليد بن
الفَرَضيّ، وأبي عبد اللَّه بن الحذّاء، وجماعة.
وكان من أهل الكتابة والبلاغة. له تعليق على «تاريخ ابن الفرضيّ» ،
وكان
__________
[ () ]- سفيان، وأخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب ما لقي النَّبِيّ
صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين والمنافقين (1796) .
[1] انظر عن (عمر بن الحسين) في:
تاريخ دمشق 11/ 276 رقم 6047، والعبر 3/ 223.
(30/256)
ذا حظوةٍ عند الملوك، وهو من بيت وزارة.
تُوُفّي في حدود الخمسين.
356- محمد بن أَحْمَد بن الحسين ابن المُسْنِد المشهور عليّ بن عمر
الحربيّ.
السكّريّ البغداديّ أبو الحسن، الشّاعر المعروف بالخازن.
من أعيان الشُّعراء.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون، وشُجاع الذُّهليّ، وغيرهما.
وتُوُفّي في رابع شوَّال.
قلت: ولو سبَّح اللَّه لكان خيرًا له.
ومن شِعره:
وقالوا: غداة البَيْنِ دَمْعُكَ لم يفِضْ ... وقد شطّ بالَأحباب عنك
مَزَارُ
فقلت: حَذَار البَيْن أَفْتَيْتُ أَدْمُعي ... وفي القلب من ذِكْرِ
التَّفَرُّقِ نارُ
357- محمد بن الحسن بن المؤمّل النَّيْسابوريّ.
ويُعْرَف بشاة الموصليّ.
من بيت الرّواية والصّلاح.
روى عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي سعيد بن عبد الوهَّاب الرّازيّ.
وسكن بَيْهَق.
358- محمد بن عبد الجبّار بن أَحْمَد [1] .
القاضي أبو منصور السّمعانيّ المَرْوَزِيّ الفقيه الحنفيّ.
وسَمْعان بطن من تميم.
كان أبو منصور إمامًا ورِعًا نحويّا لغويّا، له مصنّفات.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الجبار) في:
دمية القصر للباخرزي 2/ 161- 164 رقم 310، والعبر 3/ 223، 224،
والجواهر المضية 2/ 73، والوافي بالوفيات 3/ 214، وشذرات الذهب 3/ 287،
والفوائد البهية 173.
(30/257)
وهو والد العلّامة أبي المُظفّر منصور بن
محمد السَّمعانيّ مُصنف «الاصْطِلام» ، ومصنّف الخلاف الّذي انتقل من
مذهب الوالد إلى مذهب الشّافعيّ.
تُوُفّي أبو منصور بمرو في شوَّال [1] .
359- محمد بن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن إبراهيم.
أبو الوفاء بن أبي مَعْشَر الهَمَذَانيّ الواعِظ.
روى عن: القاضي أبي عمر الهاشميّ، ويحيى بن عمَّار السجستانيّ،
والمظفّر بن أَحْمَد.
قال شِيرُوَيْه: كان مُتَعصِّبًا للسُّنّة وأهلِها. ثنا عنه أبو الوفاء
محمد بن جابار، وكان كثير البكاء في وعظه.
تُوُفّي في شَوّال.
360- محمد بن الفضل بن محمد بن محمد [2] .
الحافظ أبو عليّ الهرويّ جهاندار [3] .
لهُ «وَفَيَات على السّنين» من سنة أربعمائة إلى قريب وفاته.
تُوُفّي في المُحَرَّم.
وقد حدَّث (بجامع التِّرمِذِيّ) بنَيْسَابُور.
سمع: أبا عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، وطبقته [4] .
__________
[1] قال العميد القهستاني: إمام مرو وحبرها الربّاني. وقال الباخرزي:
وقال لقيته بمرو سنة أربع وأربعين وأربعمائة (دمية القصر 2/ 161) .
ومن شعره:
الحمد للَّه على أنّه ... لم يبلني بالماء والضيعة
فالماء يفني ماء وجه الفتى ... وصاحب الضّيعة ذو ضيعه
(دمية القصر 2/ 164) .
[2] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
المنتخب من السياق 48، 49 رقم 85.
[3] في «المنتخب» : «جهان» .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «فاضل، حافظ، جيّد النسخ، صحيح
المذاكرة، كثير الشيوخ، قدم-
(30/258)
361- محمد بن محمد بن أَحْمَد بن إبراهيم
[1] .
أبو عبد اللَّه الهاشميّ البغداديّ.
قال الخطيب: ثنا عن أبي القاسم بن حَبَابَة.
وكان صدوقًا.
362- محمد بن همّام بن الصَّقْر [2] .
أبو طاهر الموصليّ البّزّاز.
سمع: أَبَوَيِ الحَسَن الدَّارقُطْنيّ والسُّكّريّ.
قال الخطيب: صدوق.
363- مقلد بن نصر بن منقذ [3] .
الَأمير مخلِّص الدّولة أبو المُتَوَّج الكِنَانيّ، صاحب شَيْزَر.
كان رئيسًا سعيدًا، نبيل القدْر. مدحهُ الشُّعراء، وخرج من ذُرّيّته
أُمراء وفُضلاء.
364- منصور بن الحسين [4] .
أبو الفوارس الأَسَديّ، صاحب جزيرة ابن عُمَر. ولَقَبُه شهاب الدَّولة.
مات بناحية خُوزستان، واجتمعت عشيرته بعده على ولده صدقة.
__________
[ (-) ] نيسابور مرات» .
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 237 رقم 1314.
[2] انظر عن (محمد بن همّام) في:
تاريخ بغداد 3/ 365 رقم 1481.
[3] انظر عن (مقلّد بن نصر) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344 (تحقيق سويّم) 12.
[4] انظر عن (منصور بن الحسين) في:
المنتظم 8/ 301 رقم 265 (16/ 43 رقم 3360) ، والكامل في التاريخ 9/
650، والمختصر في أخبار البشر 2/ 179، والعبر 3/ 224، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 364، والبداية والنهاية 12/ 80.
(30/259)
365- منصور بن الحسين بن عليّ بن القاسم بن
محمد بن رَوَّاد [1] .
أبو الفتح التّانيّ [2] الْأصبهانيّ.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ في «تاريخه» ، وقال: صاحب أُصول كُتُب الحديث،
وكان من أروى النّاس عن ابن المقرئ.
ومات في ذي الحجّة.
قال ابن نُقْطة: روى «مُعْجَم ابن المقرئ» و «مسند أبي حنيفة» جمع ابن
المقرئ.
روى عنه سعيد بن أبي الرّجاء هذين الكتابين.
قلت: روى عنه «تهذيب الآثار» للطّحاويّ السّرّاج، جماعة من ابن المقرئ.
- حرف النُّون-
366- نَصْر بن عليّ بن محمد بن عبد العزيز.
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الفقيه.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي الحسن بن فراس
العَبْقَسيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ الكوفيّ، وأبي عليّ حَمْد
بن عبد اللَّه الْأصبهانيّ، وخلق سواهم.
قال شِيُروَيْه: كان صدوقًا فقيهًا وَاعِظًا، قانِعًا باليسير، مقبولًا
عند النّاس.
توفّي في شعبان.
__________
[1] انظر عن (منصور بن الحسين) في:
الإستدراك لابن النقطة (مخطوط) 1/ ورقة 48 أ، وفيه «داود» والعبر 3/
224، وسير أعلام النبلاء 18/ 152، 153 رقم 84، وتوضيح المشتبه 1/ 301،
وتبصير المنتبه 1/ 115، وشذرات الذهب 3/ 287.
[2] التّاني: بالتاء المثنّاة الفوقية وبعدها ألف ثم نون، هذه النسبة
إلى «التناية» وهي: الدهقنة، ويقال لصاحب الضياع والعقار: التاني.
(انظر: الإكمال 1/ 576- 578، والأنساب 3/ 13) .
(30/260)
- حرف الهاء-
367- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد المأمونيّ [1]
.
أبو الفضل البغداديّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
الكنى
368- الملك الرّحيم أبو نصر [2] .
ابن الملك أَبِي كالَيْجَار بن سلطان الدّولة بْن بهاء الدّولة بن
عَضُد الدّولة بن رُكن الدّولة بن بُوَيْه آخر ملوك بني بُوَيْه.
مات في الحبس بقلعة الرّيّ، وانتزع المُلك منه السُّلطانُ طُغْرُلْبك
سنة سبعٍ وأربعين كما هو في الحوادث مذكور.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في:
السابق واللاحق 77، وتاريخ بغداد 14/ 72 رقم 7421.
[2] انظر عن (الملك الرحيم) في:
الكامل في التاريخ 9/ 650، ودول الإسلام 1/ 265، والعبر 3/ 224، وتاريخ
دولة آل سلجوق 12- 13.
(30/261)
المتوفّون تقريبا
- حرف الألِف-
369- أَحْمَد بن رشيق [1] .
أبو العبّاس الأندلُسيّ الكاتب، مولى ابن شهيد.
نشأ بمرسية وتحوَّل إلى قُرْطُبَة وطلب الآداب فبرع وبسق في التّرسُّل
وحُسْن الحظ، وتقدَّم فيهما إلى الغاية وشارك في العلوم. وأكثر من
الفقه والحديث وبلغ من الرئاسة ما لا مزيد عليه، فقدّمه الأمير مجاهد
العامريّ على كُلِّ من في دولته، وكان من رجال الدَّهر رأيا وحزْمًا
وسُؤْددًا وهيبةً ووقارًا. بالغ في إطرائه الحميديّ وقال [2] : مات
بعيد الأربعين وأربعمائة عن سنٍّ عالية.
وله رسائل متداولة، وله مؤلَّف على تراجم «صحيح البُخاريّ» وبيان
مُشكِله.
وقد سمعت منه شِعرًا [3] .
370- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث [4] .
القاضي أبو نصر الكُشّانيّ. وكُشّانيّة على اثني عَشَر فرسخًا من
سَمَرْقَند.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن رشيق الكاتب) في:
جذوة المقتبس للحميدي 122- 124 رقم 208، وبغية الملتمس للضبّي 178، 179
رقم 400، ومعجم الأدباء 3/ 33، 34، والأعلام 1/ 122، ومعجم المؤلفين 1/
223.
[2] في الجذوة.
[3] انظر شعره في: الجذوة، والبغية.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الكشاني) في:
الأنساب 10/ 432.
(30/262)
روى عنه: إسحاق بن عمر الخطيب.
قال ابن السَّمعانيّ: عاش مائة وعشرين سنة مُمَتّعًا بحدّة بصره [1] .
مات بعد سنة ثلاثٍ وأربعين.
371- أَحْمَد بن زكريّا.
أبو نصر الضَّبيّ النَّيْسَابُوريّ الزَّاهِد.
ذكره عبد الغافر [2] فقال: رجل معروف من أصحاب أبي عبد اللَّه.
صحِب الأستاذ أبا جعفر محمد بن أَحْمَد بن جعفر، من قدمائهم
وزُهّادِهم، ثم صحب الْإِمام محمد بن الهَيْصَم، وأخذ العِلم عنه،
وتخرَّج به.
وكان ينوب عنه في بعض المدارس. وقد بلغ من الزُّهد والقنَاعة ومُصابرة
الفقر الدّرجة القُصوى، وظهرت عليه كرامات.
وحكى عنه أصحابه حكايات في المجاهدات.
372- إدريس بن اليمان بن سام [3] .
أبو عليّ العبدريّ، المعروف بالشّينيّ الأندلُسيّ الشَّاعِر.
قال ابن الأبّار: روى عن أبي العلاء صاعِد بن الحسن اللُّغَويّ.
وعنه: خَلَف بن هارون.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا [4] ، لم يكُن بعد أبي عمرو بن درَّاج من
يجري عندهم مجراه.
وتوفِّي في نحو الخمسين وأربعمائة.
373- إسماعيل بن المؤمّل بن حسين.
أبو غالب الْإِسكافيّ النَّحْويّ الضَّرير. أحد الشُّعراء الكِبار
النُّحاة المحقّقين ببغداد.
__________
[1] فكان يطالع الخط بالليل بنور القمر.
[2] لم أجده في كتاب «المنتخب من السياق» .
[3] انظر عن (إدريس بن اليمان) في:
جذوة المقتبس للحميدي 170 رقم 313، وبغية الملتمس للضبيّ 236، 237 رقم
560.
[4] انظر بعضه في: الجذوة، والبغية.
(30/263)
روى عن مِهْيار الدَّيْلَمِيّ «ديوانه» .
روى عنه: عزيزيّ بن عبد الملك الجيليّ، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا
الشّاعر، والمبارك بن فاخر النَّحْويّ.
ذكر محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ أنّ الوزير أبا القاسم بن المسلمة
ذكر إسماعيل الضرير فقال: ما أرى مفتوح العين في النَّحو إِلَّا هذا
المُغمِض العين.
وقد مات في صَفَر سنة ثمانٍ وأربعين.
ومن شِعره:
سَرَت ومطايا بَيْنِها لم ترحلِ ... وزارت وحادي رَكْبِها لم يَحْمِلِ
مُنَعّمةً تَفْتَرُّ إمّا ابتَسَمَتْ ... عن الدُّرِ أو نُورِ
الأَقَاحِ المُظَلَّلِ
نعَمِنْا بها دَهْرًا، فَمِنْ لَثْمِ أَحْمَرٍ ... ومِنْ رَشْفِ
مِسْكِيٍّ وتَقْبيِلِ أَكْحُلِ
كأنّ العبيرَ الغضِّ عُلَّ سحيقُهُ ... بمشمولةٍ من خَمْرِ بابِلَ
سَلْسَلِ
تعلّ به وَهْنًا مجاجة رِيقِها ... وقد لحِقَت أُخْرى النُّجُومِ
بأوَّلِ
374- إشراق السَّوْداء.
العَرُوضيّة، مولاة أبي المطَّرف عبد الرّحمن بن غَلْبُون القُرْطُبيّ
الكاتب، سكنت بلنسية، وكانت قد أخذت عن مولاها النّحو واللُّغة
ولكنَّها فاقته في ذلك وبرعت في العروض.
وكانت تحفظ «الكامل» للمبرّد و «النّوادر» للقالي، وتشرحهما.
قال أبو داود سليمان بن نجاح: قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها علم
العَرُوض.
تُوُفّيت بدانية بعد سيّدها، وموته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ذكرها ابن الأبّار.
- حرف الحاء-
375- الحسين بن أَحْمَد بن بكّار بن فارس.
أبو عبد اللَّه الكِنديّ المقرئ.
(30/264)
روى جزءًا عن عبد الوهّاب الكِلابي بمصر.
سمعه منه: القاضي أبو الفضل السَّعْدِيّ، وعليّ بن بقاء الورّاق،
وحدَّث عنه: محمد بن أَحْمَد الرّازيّ في مشيخته.
حدَّث سنة أربعين.
376- الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان بْن منجويه.
أبو عليّ الْأصبهانيّ.
عن: أبي بكر بن المقري، وابن مَنْدَهْ.
وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء، وحبيب بن محمد الطّهْرانيّ.
- حرف العين-
377- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان.
أبو الحسن الخولانيّ المصريّ.
سمع: القاضي أبا عبد اللَّه محمد بن الحسن بن عليّ بن الدَّقّاق، وأحمد
بن عبد اللَّه بن رُزَيْق المخزوميّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الرّازيّ في «مشيخته» .
378- عليّ بن طاهر [1] .
أبو الحسن القُرَشِي المَقْدسيّ الصُّوفيّ الحاجّ [2] .
حجّ قريبًا من أربعين مرّة.
وروى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن فارس العَبْقَسيّ.
روى عنه: نصر المقدسيّ، وإبراهيم بن يونس، وعليّ بن محمد بن محمد بن
شجاع، وغيرهم.
379- عليّ بن عبد الغالب بن جعفر [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن طاهر) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 99، 100 رقم 3.
[2] قال ابن عساكر: أصله من شيراز.
[3] انظر عن (علي بن عبد الغالب) في: -
(30/265)
أبو الحسن البغداديّ الضرّاب الحافظ.
المعروف بابن الفتيّ، وبابن أبي معاذ.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وابن الصّلت المُجَبِّر، وأبا عمر بن
مهديّ.
ورحل إلى خُراسان مع الخطيب.
وسمع من: أبي بكر الحِيريّ، وأبي سعيد الصَّيْرفيّ.
وسمع بمصر من: أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس، وبدمشق من: عَبْد الرَّحْمَن
بْن أَبِي نصر.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر بن أَحْمَد الآمدي، وعليّ بن أَحْمَد
بن ثابت العثمانيّ، وأبو عبد اللَّه القُضَاعيّ، وعليّ بن محمد بن
شُجاع، وأبو الوليد سليمان بن خلف البَاجيّ.
وقال الباجيّ: شيخٌ ثِقة، لهُ بعض المِيَز.
- حرف الميم-
380- محمد بن عليّ بن حسّول.
أبو العلاء الكاتب الهَمَذَانيّ.
صدر نبيلٌ عالم، له النظم والنثر.
سمع من الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وسمع من: أبي الحسين أَحْمَد بن فارس
«مجمله في اللُّغة» .
وروى عنه: شجاع الذُّهليّ، وأبو عليّ الحدّاد.
وروى شيئًا من كتب الأدب ببغداد وأصبهان. وروى أيضًا بهمذان عنه:
أَحْمَد بن سليم المقرئ.
قال الذُّهْليّ: قدِم علينا سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة.
__________
[ (-) ] الأنساب 8/ 105.
(30/266)
هنا انتهى المجلد الثالث عشر من تاريخ
الإسلام للحافظ شمس الدين الذهبي وعلّقه من خط مؤلفه رحمه الله تعالى
الفقير إلى عفوه وغفرانه محمد بن إبراهيم بن محمد البشتكي لطف الله به
وعفى عنه وغفر له وأعانه بمنّه وكرمه والحمد للَّه كثيرا ولا حول ولا
قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم (بعون الله وتوفيقه تم الفراغ من تحقيق
الطبقة الخامسة والأربعين (441- 450 هـ) من «تاريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن
عثمان الذهبي- رحمه الله- وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، وأشعاره والإحالة
إلى مصادره، وتوثيق مادّته، على يد الفقير إليه تعالى خادم العلم
وطالبه الحاج الأستاذ الدكتور «أبي غازي عمر عبد السلام تدمري» أستاذ
التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية والمشرف على رسائل الماجستير
والدكتوراه فيها، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، وذلك بعد عصر
يوم الخميس الواقع في الثاني من شهر محرّم الحرام سنة 1413 هـ.
الموافق للثاني من شهر تمّوز (يوليو) سنة 1992 م. بمنزله بساحة النجمة
من مدينة طرابلس الشام المحروسة، حفظها الله تعالى ثغرا للإسلام
والمسلمين. والحمد للَّه على منّه وفضله) .
(30/267)
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام
للحافظ المؤرّخ شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ المتوفى سنة
748 هـ حوادث ووفيات 451- 460 هـ تحقيق الدّكتور عمر عبد السّلام تدمري
أستاذ التاريخ الإسلاميّ في الجامعة اللبنانية عضو الهيئة الاستشاريّة
للمنشورات التاريخيّة في اتحاد المؤرخين العرب الناشر دار الكتاب
العربيّ
(30/269)
|