تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطّبقة السّادسة والَأربعين
حوادث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة على سبيل
الاختصار
[هرب آل البساسيريّ]
فيها عَوْد الخليفة القائم بأمر اللَّه إلى دار الخلافة، وقتله
البساسيريّ، وذلك أنّ السُّلطان طُغْرلْبَك [1] رجع إلى العراق، فهرب
آَلُ البساسيريّ وحَشَمُهُ، وانْهَزَمَ أَهْلُ الكَرْخ بأهاليهم على
الصَّعْب والذَّلُول. ونَهَبَتْ بَنو شَيْبان النّاس، وقُتِل طائفة.
وكانت عدّة أيّام البساسيريّ سنة كاملة. فثار أهل باب البصرة فنهبوا
الكَرخ، وأحرقوا درب الزَّعْفَرَانيّ، وكان من أحسن الدُّروب [2] .
[الاحتفال باستقبال الخليفة القائم]
وبعث طُغْرلبك الْإِمام أبا بكر أَحْمَد بن محمد بن أيّوب بن فُورك إلى
قريش ليبعث معه أمير المؤمنين، ويشكره على ما فعل.
وكان رأيه أن يأخذ الخليفة ويدخل به البرّيّة، فلم يوافقه مهارش، بل
سار بالخليفة. فلمّا سمع طُغُرلْبَك بوصول الخليفة إلى بلاد بدر بن
مهلهل أرسل مديره عميد المُلْك الكُنْدَرِيّ والَأمراء والحُجّاب
بالسُّرادِقات العظيمة والَأُهْبَة التّامة، فوصلوا وخدموا الخليفة،
فوصل النّهروان في الرابع والعشرين من ذي القعدة.
__________
[1] جوّده ابن العماد الحنبلي فقال: طغرلبك: بضم الطاء المهملة وسكون
الغين المعجمة وضم الراء وسكون اللام وفتح الموحّدة وبعدها كاف. هو اسم
تركي مركّب من: طغرل وهو بلغة الترك علم لطائر معروف عندهم وبه سمّي
الرجل. و «بك» : معناه: أمير (شذرات الذهب 3/ 296) .
[2] المنتظم 8/ 205 (طبعة دار الكتب العلمية 16/ 48، 49) الدرّة
المضيّة 373، العبر 3/ 224، 225، دول الإسلام 1/ 265، 266.
(30/271)
وبرز السُّلطان إلى خدمته، وقبَّل الأرض،
وهنَّأه بالسّلامة، واعتذر عن تأخره بعصيان أخيه إبراهيم يَنَال،
وأنَّهُ قتلهُ عقوبةً [1] لِمَا جرى منه من الوَهَنْ على الدَّوْلَة
العبّاسيّة وقال: أنا أمضي خلف هذا الكلب، يعني البساسيريّ، إلى
الشَّام. وأفعل في حق صاحب مصر ما أُجَازَى بِهِ. فقلّدهُ الخليفة بيده
سيفًا وقال: لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه، وقد تبرَّك به أمير
المؤمنين، وكشف غشاء الخركاه حتّى رآه الأمراء فخدموه [2] .
ودخل بغداد، وكان يومًا مشهودًا. ولكن كان النّاس مشغولين بالغلاء
والقحط المُفرِط [3] .
[مقتل البساسيريّ]
ثمّ جَهّز السُّلطان ألفي فارس عليهم خُمَارتِكِين، وأضاف معهم سرايا
بن منيع الخفاجيّ، فلم يشعُر البساسيريّ ودُبَيْس بن مزيد إِلَّا
والعسكر قد وصل إليهم في ثامن ذي الحجّة. فثبت البساسيريّ والتقاهم
بجماعته اليسيرة، فأُسِر من أصحابه أبو الفتح بن ورَّام، ومنصور،
وبدران، وحمَّاد، وبنو دُبَيْس، وضُرِب قُريش البساسيريّ بنشَّابة،
وأراد هو قطع تجفا [ف ... ] [4] الهزيمة فلم ينقطع، وسقط عن فرسه،
فقلته دوادار عميد المُلْك، وحمل رأسه على رُمْحٍ، وطِيفَ بِهِ ببغداد،
وعُلِّق قبالة باب النِّوَبِيّ [5] فلله الحمد.
__________
[1] زبدة التواريخ لصدر الدين الحسيني 61.
[2] البداية والنهاية 12/ 82، 83.
[3] المنتظم 8/ 208 (16/ 51، 52) ، زبدة التواريخ 63.
[4] إضافة على الأصل ففيه بياض.
[5] انظر (قتل البساسيري) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344، (تحقيق سويّم) 12، والمنتظم
لابن الجوزي 8/ 210 (وطبعة دار الكتب العلمية 16/ 54) ، والإنباء في
تاريخ الخلفاء لابن العمراني 196- 198، وتاريخ الزمان لابن العبري 105،
وتاريخ مختصر الدول، له 184، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 90، وأخبار
الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي 68، وتاريخ دولة آل سلجوق لابن حامد
الأصفهاني باختصار البنداري 20، وزبدة التواريخ 63، ونهاية الأرب
للنويري 23/ 234، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 207، وخلاصة الذهب
المسبوك للإربلي 266، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 275، وآثار البلاد
وأخبار العباد للقزويني 418، والمختصر في-
(30/272)
[إقرار ابن وهسودان
على أذربيجان]
وفيها أَقَرّ السُّلطان طُغُرْلَبَك علان بن وهْسُودان على ولاية أبيه
بأَذْرَبَيْجان.
[الصُّلح بين صاحب غَزَنَةَ والسُّلطان جُغْربيك]
وفيها كان عقد الصُّلح بين السُّلطان إبراهيم بن مسعود بن محمود بن
سبكتكين صاحب غَزْنَة، وبين السُّلطان جغربيك أخو طغرلبك، وكتبت النسخ
بذلك بعد حروب كثيرة، حتى كل كل واحد من الفريقين. فوقع الاتفاق
والإيمان، ففرح الناس [1] .
[وفاة جغربيك صاحب خُراسان]
ثم لم يَنْشَب جغربيك صاحب خراسان أن تُوُفّي في رجب من السّنة [2] .
وقيل: تُوُفّي في صَفَر سنة اثنتين.
[عزل أبي الحسين بن المهتدي عن الخطابة
بجامع المنصور]
وفي سنة إحدى عُزِلَ أبو الحسين بن المهتدي باللَّه عن خطابة جامع
__________
[ (-) ] أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 179 وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 11
والعبر 3/ 255، والإعلام بوفيات الأعلام 187، والبداية والنهاية 12/
83، ودول الإسلام 1/ 265، 266، ومآثر الإنافة 1/ 341 وفيه: «الباب
النسوي» ، بدل «النوبي» ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 465 و 4/ 267، اتعاظ
الحنفاء/ 256، 257، النجوم الزاهرة، 64، 65، تاريخ الخلفاء 418، شذرات
الذهب 3/ 287، لبّ التواريخ ليحيى الحسيني القزويني 105 طبعة طهران
1314 هـ. (بالفارسية) ، أخبار الدول (الطبعة الجديدة بتحقيق د. أحمد
حطيط ود. فهمي سعد) 2/ 161، السلاجقة في التاريخ والحضارة للدكتور أحمد
كمال الدين حلمي 31.
[1] الكامل في التاريخ 10/ 5، 6، مآثر الإنافة 1/ 349، تاريخ الخلفاء
419، 420.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 6، المختصر في أخبار البشر 2/ 180، دول
الإسلام 1/ 266، زبدة التواريخ 75 وفيه اسمه «جعربك داود بن ميكائيل» .
(30/273)
المنصور لكونه خطب للمُستنصِر العُبيْديّ
بإلزام البساسيريّ، وولي مكانه الحَسَن [1] بن عبد الودود بن المُهتدي
باللَّه [2] .
[الَأعلام المُسْنِدون في هذا الوقت]
وفي هذا الوقت كان مُسْنِد العراق: الجوهريّ [3] .
ومُسْنِد خراسان: أبو سعْد الكَنْجَرُوذيّ [4] .
ومُسْنِده الحَرَم: كريمة المْرَوزِيّة [5] .
[عُلُوّ الرَّفْض]
والرَّفضُ عالٍ في الشّام، ومصر، وبعض المغرب.. فلله الأمر.
__________
[1] في الأصل: «الحسين» ، والتصحيح من المصادر الآتية.
[2] المنتظم 8/ 211 (16/ 55) الكامل في التاريخ 10/ 9.
[3] هو أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري الشيرازي البغدادي
المقنّعي. توفي سنة 454 هـ. انظر ترجمته برقم (103) .
[4] هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد النيسابورىّ الفقيه الأدبي النحويّ
الطبيب الفارس توفي سنة 453 هـ. انظر ترجمته برقم (96) .
[5] هي: كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم. توفيت سنة 463 هـ. وقيل 465
هـ. انظر ترجمتها في الطبقة السابعة والأربعين (461- 470 هـ) برقم (84)
و (147) .
(30/274)
وفي سنة اثنتين
وخمسين وأربعمائة
[وقعة الفُنَيْدِق]
حاصر محمود بن شبل الدَّولة الكِلابيّ حلب، ثم رحل عنها. ثم حاصرها،
فافتتح البلد عَنْوَةً، وامتنعت القلعة. وأُرسِل من بها إلى
المُستَنْصِر باللَّه، فندب للكشف عنها ناصر الدّولة أبا عليّ الحُسين
بن حمدان. فسار بعسكر من دمشق، فنزح عن حلب محمود، ودخلها ابن حمدان
بعسكره فنهبوها. ثم التقى الفريقان بظاهر حلب، فانهزم ابن حمدان،
وتملَّك محمود حلب ثانيا، واستقام أمره، وقَتَلَ عَمَّهُ مُعِزَّ
الدَّوْلَة، وتُعرَف بوقعة الفُنيدِق [1] .
[وفاة ابن النسويّ]
وفيها مات أبو محمد بن النَّسَويّ صاحب شرطة بغداد عن نيِّفٍ وثمانين
سنة [2] .
[تملُّك ابن مرداس الرَّحبة]
وفيها حاصر عطيَّة بن صالح بن مِرداس الكِلابيّ الرَّحْبَة، وضيّق
عليهم فتملّكها [3] .
__________
[1] انظر عن وقعة الفنيدق في:
زبدة الحلب لابن العديم 1/ 277- 280، والمنتظم 8/ 216 (16/ 62) ،
وتاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344 (تحقيق سويّم) 12 (في حوادث سنة
451 هـ) و (حوادث سنة 452 هـ.) ، والكامل في التاريخ 10/ 11، 12، وذيل
تاريخ دمشق 90، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 11، 12، وأخبار الدولة
الحمدانية لابن ظافر الأزدي 59، ودول الإسلام 1/ 266، والعبر 3/ 227،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 366، ومآثر الإنافة 1/ 345، واتعاظ الحنفا 2/
261، والبداية والنهاية 12/ 85.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 12، النجوم الزاهرة 5/ 68.
[3] زبدة الحلب 1/ 275، ذيل تاريخ دمشق 90، الكامل في التاريخ 10/ 12،
ذيل تاريخ دمشق-
(30/275)
[وفاة أمّ القائم بأمر اللَّه]
وفيها تُوُفّيت قطر النَّدى أُم القائِم بأمر اللَّه، وقيل اسمها بدر
الدُّجى، وقيل عَلَم، وهي أرمنية الْجِنس، ماتت في عَشْر التّسعين [1]
.
[ولاية تمام الدّولة دمشق ووفاته]
وفيها ولي دمشق تمام الدّولة سُبُكْتِكِين التُّركيّ للمُسْتَنِصر،
فمات بها بعد ثلاثة أشهر ونصف بدمشق [2] .
__________
[ (- 90،) ] العبر 3/ 227، دول الإسلام 1/ 266، تاريخ ابن خلدون 4/
274، النجوم الزاهرة 5/ 66.
[1] الإنباء في تاريخ الخلفاء 198 وفيه وفاتها في اليوم الخامس عشر من
ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة، وكانت عجوزا قد أنافت على
المائة، الكامل في التاريخ 10/ 13، النجوم الزاهرة 5/ 67.
[2] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 207 رقم 99، أمراء دمشق في الإسلام
للصفدي 36 رقم 118، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 65، 66.
(30/276)
سنة ثلاث وخمسين
وأربعمائة
[وزارة ابن دارست]
فيها ولي الوزارة للقائم بأمر اللَّه أبو الفتح منصور بن أَحْمَد بن
دارست [1] .
[تقليد الزّينبي نقابة النُّقباء] [2]
وفيها ولي شمس الدِّين أُسامة نقابة العلويين ببغداد، ولُقِّب المرتضى
[3] .
[وفاة أمير مكّة]
وفيها تُوُفّي شُكْر الحُسَيْنيّ أمير مكّة [4] .
[ولاية حسام الدولة دمشق وعزله]
وولي على دمشق الأمير حُسامُ الدّولة، ثم عُزِل بعد أشهر بولد ناصر
الدّولة بن حمدان [5] .
__________
[1] مختصر التاريخ 209، خلاصة الذهب المسبوك 268، وفي (المنتظم 8/ 226)
(16/ 76) «أبو الفتح محمد بن منصور بن دارست» ، الكامل في التاريخ 10/
14، تاريخ ابن خلدون 3/ 466.
[2] المنتظم 8/ 222 (16/ 69) ، الكامل في التاريخ 10/ 18، تاريخ دولة
آل سلجوق 25.
[3] المنتظم 8/ 222 (16/ 69) ، الكامل في التاريخ 10/ 18.
[4] المختصر في أخبار البشر 2/ 181، الكامل في التاريخ 10/ 19.
[5] ذيل تاريخ دمشق 91.
وورد في: أمراء دمشق 16، رقم 55: «ابن البجباكي: ولي دمشق بعض سنة بعد
سبكتكين، ووليها للمستنصر المصري في سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة» .
وكان سبكتكين بن عبد الله التركي الملقّب تمام الدولة قد وليها
للمستنصر سنة 452 هـ، وتوفي بها. (أمراء دمشق 36 رقم 118) .
(30/277)
سنة أربع وخمسين
وأربعمائة
[زواج بنت الخليفة بطغرلبك]
فيها زوَّج الخليفةُ بنته بطغرلبك بعد أن دافع بكل ممكنة وانزعج
واستعفى، ثم لان لذلك برغمٍ منه، وهذا أمرٌ لم ينله أحد من ملوك بني
بُوَيْه، مع قهرهم للخلفاء وتحكّمهم فيهم [1] .
[عزل ابن دارست من الوزارة ووفاته]
وفيها عُزِل ابن دارست من وزارة الخليفة لعجزه وضعفه، وعاد إلى الأهواز
[2] ، وبها تُوُفّي سنة سَبْعٍ وستّين [3] .
[وزارة ابن جهير]
وولي الوزارة فخر الّدّولة أبو نصر بن جهير وزير نصر الدّولة ابن مروان
صاحب ديار بكر [4] .
__________
[1] المنتظم 8/ 226 (16/ 75) ، الكامل في التاريخ 10/ 20، تاريخ الزمان
105، تاريخ دولة آل سلجوق 20، 21، زبدة التواريخ 63، المختصر في أخبار
البشر 2/ 181، نهاية الأرب 26/ 298- 300، الإنباء في تاريخ الخلفاء 198
تاريخ ابن الوردي 1/ 367، الجوهر الثمين 195، مآثر الإنافة 1/ 341 وفيه
أن العقد عليها كان في سنة 453 والدخول بها في سنة 455 هـ، تاريخ ابن
خلدون 3/ 466، 467، تاريخ الخلفاء 420، البداية والنهاية 12/ 87، 88.
[2] المنتظم 8/ 226 (16/ 76) ، الكامل في التاريخ 10/ 23، تاريخ دولة
آل سلجوق 24، نهاية الأرب 23/ 235، تاريخ ابن خلدون 3/ 466.
[3] تاريخ دولة آل سلجوق 24.
[4] انظر عن وزارة ابن جهير في:
تاريخ الفارقيّ 181، 182، (حوادث سنة 455 هـ) وقد جاء فيه ما نصّه:
«قيل: وفي سنة-
(30/278)
[رخص الأسعار
بالعراق]
ورخُصت الأسعار بالعراق، ولطُف اللَّه [1] .
[غرق بغداد]
وفي ربيع الأوَّل غرقت بغداد، ووصل الماء في الدُّروب، ووقعت الحيطان،
ووقع بَرَدٌ كِبار، الواحدة نحو الرَّطل، فأهلك الثِّمار والغِلال،
وبلغت دِجلة إحدى وعشرين ذراعًا، وضايق الماء الوحوش وحَصَرَهم، فلم
تكُن بهم مسلك [2] ، فكان أهل السّواد يسبحون ويأخذونهم بلا كلفة [3] .
[الوقعة بين معزّ الدّولة وملك الرّوم]
وفيها كانت وقعة كبيرة بين معزّ الدولة ثمال بن صالح الكِلابيّ صاحب
حلب، وبين ملك الرُّوم، لعنهم اللَّه. وكان المصاف على أرتاح [4] بقرب
حلب،
__________
[ (-) ] خمس وخمسين وأربعمائة نفّذ الخليفة القائم بأمر الله إلى
الأمير نظام الدين استدعى منه الوزير ابن جهير ليزر له، فنفّذه نظام
الدين ونفّذ معه البرك والتجمّل والتّحف والهدايا والألطاف ونزل في
أحسن زيّ وأجمله. فلما وصل إلى بغداد استوزره وتقدّم بلقب مؤيّد الدين
فخر الدولة، ورقي أرقى المراتب، وكان بنو مروان يفتخرون ويقولون: وزر
لنا الوزير المغربي، وزير الحاكم خليفة مصر، ووزيرنا، يعنون ابن جهير،
وزير خليفة بغداد» . وانظر: الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 370 (حوادث 455
هـ.) .
وهو: أبو نصر محمد بن محمد بن جهير. (الفخري لابن طباطبا 293) و (مختصر
التاريخ لابن الكازروني 209) و (خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 268) و
(تاريخ دولة آل سلجوق للأصفهانيّ 25) وفيه أن وزارته كانت في يوم عرفة
من سنة 454 هـ، المنتظم 8/ 226 (16/ 76) ، نهاية الأرب 23/ 235،
المختصر في أخبار البشر 2/ 181، تاريخ ابن الوردي 1/ 318، تاريخ ابن
خلدون 35/ 466.
[1] المنتظم 8/ 226 (16/ 76) ، الكامل في التاريخ 10/ 23، نهاية الأرب
23/ 235، البداية والنهاية 12/ 88.
[2] هكذا في الأصل. والعبارة في «المنتظم» 8/ 225 (16/ 74) : «ودار
الماء من جلولا وتامرا على الوحش فحصرها فلم يكن لها مسلك» .
[3] المنتظم 8/ 225/ 16/ 74) ، دول الإسلام 1/ 267، العبر 3/ 231:
شذرات الذهب 3/ 292.
[4] في الأصل: «الأتاح» . و «أرتاح» بالفتح ثم السكون، وتاء فوقها
نقطتان، وألف وحاء مهملة اسم حصن منيع كان من العواصم من أعمال حلب.
(معجم البلدان 1/ 140) .
(30/279)
فنُصِر المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا،
حتّى إنّ الجارية المليحة أُبيعت بمائة درهم [1] .
[وفاة أمير حلب]
وبعدها بيسير تُوُفّي ثمال أمير حلب، وولي بعده أخوه عطيّة [2] .
__________
[1] زبدة الحلب 1/ 286، 287، العبر 3/ 231، مرآة الجنان 3/ 74 وفيه:
«السرية الخبازة» ، شذرات الذهب 3/ 292.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور 345) (بتحقيق سويّم 12) في حوادث
سنة 453 هـ.
و454 هـ.، المنتظم 8/ 127 (16/ 76) ، الكامل في التاريخ 10/ 24، زبدة
الحب 1/ 288، العبر 3/ 231، مآثر الإنافة 1/ 345، تاريخ ابن خلدون 4/
274، البداية والنهاية 12/ 88.
(30/280)
سنة خمس وخمسين
وأربعمائة
[دخول السّلطان بغداد]
فيها قدِم السُّلطان بغداد ومعه من الأمراء أبو عليّ بن الملِك أبي
كالَيْجَار البويهيّ وسرحاب بن بدر، فنزل جيشه بالجانب الغربيّ وأخرجوا
النّاس من الدُّور وفَسَقوا، ودخل جماعة منهم حمَّامًا للنساء فأخذوا
ما استحسنوا من النساء، وخرج من بقي إلى الطّريق عُراةً، فخلَّصهُنَّ
النّاسُ من أيديهم. فعلوا هذا بحمّامين [1] .
وأعاد السُّلطان ما كان أطلقه رئيس العراقين من المواريث والمكوس [2] .
وعقد ضمان بغداد على أبي سعد والعابنيّ [3] بمائة وخمسين ألف دينار [4]
.
[وفاة السُّلطان طُغْرُلْبَك]
ثُمّ سار من بغداد، بعد أن دخل بابنةِ الخليفة، فوصل إلى الرّي وفي
صحبته زوجة الخليفة ابنة أخيه لَأنّها شكت اطراح الخليفة لها، فمرض
ومات في ثامن رمضان عن سبعين سنة [5] . وكان عقيمًا ما بُشِّر بولد
فعمد عميد الدّولة
__________
[1] المنتظم 8/ 228، 229 (16/ 79) ، العبر 3/ 234، تاريخ ابن الوردي 1/
369، مآثر الإنافة 1/ 341، شذرات الذهب 3/ 294 البداية والنهاية 12/
88.
[2] تاريخ دولة آل سلجوق 23.
[3] في تاريخ ابن خلدون 3/ 467.
[4] المنتظم 8/ 229 (16/ 79) ، شذرات الذهب 3/ 295.
[5] انظر عن (وفاة السلطان طغرلبك) في:
تاريخ الفارقيّ 186، المنتظم 8/ 231 (16/ 82) ، الكامل في التاريخ 10/
26، وتاريخ الزمان 106، تاريخ مختصر الدول 184، تاريخ دولة آل سلجوق
27، نهاية الأرب 23/ 235، زبدة التواريخ 63- 65، المختصر في أخبار
البشر 2/ 183، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 16، الدرّة المضيّة 378،
مرآة الجنان 3/ 76، 77، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، -
(30/281)
الوزير الكُنْدُريّ فنصب في السَّلطنة
سليمان بن جُغْربيك [1] ، وكان عمُّه طُغُرُلْبَك قد عهد إليه
بالسَّلطنة لكونه ابن زوجته فاختلفت عليه الأمراء، ومال كثيرٌ منهم إلى
أخيه عَضُد الدّولة ألْبِ أرسُلان صاحب خُراسان.
[الخطبة لعضُد الدّولة]
فلمَّا رأى الكُنْدُريّ انعكاس الحال خطب بالريّ لعضُد الدَّولة وبعده
لَأخيه سليمان. وجمع عضُد الدّولة جيوشه وسار نحو الرّيّ، فخرج
لمُلْتقاه الكُندريُّ والَأمراء، وفرحوا بقدومه، واستولى على مملكة
عمّه مع ما في يدِه [2] .
[الوقعة بين صاحب سفاقس وملك إفريقية]
وفيها خرج حمّو بن مليل صاحب سفاقس عن طاعة تميم بن باديس ملك
إفريقيّة، وحشُد وجَمَع، وكان بينهما وقعة هائلة انتصر فيها تميم
وتشّتّت جمع حمّو [3] .
[الزلزلة بالشّام]
وفيها كانت بالشّام زلزلة عظيمة تهدّم منها سور طرابلس [4] .
__________
[ (-) ] مآثر الإنافة 1/ 341، 342، تاريخ ابن خلدون 3/ 467، النجوم
الزاهرة 5/ 73، البداية والنهاية 12/ 89.
[1] المنتظم 8/ 231 (16/ 82) ، تاريخ دولة آل سلجوق 27 و 26/ 302 زبدة
التواريخ 63- 65.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 29، تاريخ الزمان 106، نهاية الأرب 23/ 235،
و 26/ 303 راحة الصدور 185، تاريخ ابن خلدون 3/ 468.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 29 وفيه «حمّو بن مليك» ، والمثبت يتفق مع:
نهاية الأرب 24/ 219، والبيان المغرب 1/ 428 (حوادث سنة 456 هـ) ،
وتاريخ ابن خلدون 6/ 327، البيان المغرب 1/ 299 (في حوادث سنة 456 هـ)
.
[4] المنتظم 8/ 231 (16/ 82) ، الكامل في التاريخ 10/ 30، المختصر في
أخبار البشر 2/ 184، دول الإسلام 1/ 267، تاريخ ابن الوردي 1/ 370،
البداية والنهاية 12/ 89، كشف الصلصلة 179.
(30/282)
[نيابة بدر المستنصريّ دمشق]
وفيها ولي نيابة دمشق أمير الجيوش بدر للمُستَنصِر العُبيْديّ فبقي
عليها سنة وثلاثة أشهُر [1] .
[حصار ابن شِبل الدّولة حلب]
وفيها نزل محمود بن شبل الدّولة الكِلابيّ على حلب، وحاصر عمّه عطيّة،
ثمّ لم يظفر بها وترحّل [2] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 30، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، دول
الإسلام 1/ 267، اتعاظ الحنفا 2/ 268.
[2] تاريخ حلب (زعرور) 345، (سويّم) 13، ذيل تاريخ دمشق 92، زبدة الحلب
1/ 291، تاريخ ابن الوردي 1/ 370.
(30/283)
سنة ست وخمسين
وأربعمائة
[قتل الوزير عميد الدّولة]
فيها قبض السُّلطان ألْبُ أرسلان على الوزير عميد الدّولة [1] ، ثم
قتله بعد قليل [2] .
[وزارة نظام المُلْك]
وتفرَّد بوزارته نظام المُلْك [3] ، فأبطل ما كان عمله عميد المُلْك من
سبِّ الأشعريّة وانتصر للشّافعيّة. وأكرم إمام الحَرَمَيْن، وأبا
القاسم القُشيْريّ [4] .
[تملُّك ألْبُ أرسلان هراة وغيرها]
وفيها تملَّك السُّلطان ألْبُ أرسلان هَرَاة وصَغَانْيان وختّلان.
فأمّا هَرَاة فكان بها عمّه بيغو بن ميكائيل، فأخذها منه بعد حصارٍ
شديد، وأحسن إليه واحترمه ولم يؤذه [5] .
__________
[1] هكذا في الأصل، وهو «عميد الملك أبو نصر منصور بن محمد بن الكندري»
انظر: المنتظم 8/ 234 (16/ 86) ، الكامل في التاريخ 10/ 31، المختصر في
أخبار البشر 2/ 184، نهاية الأرب 26/ 304، زبدة التواريخ 67، 68،
الهفوات النادرة 7، 8، معجم الأدباء 13/ 34، 43.
[2] المنتظم 8/ 235 (16/ 87) ، الكامل في التاريخ 10/ 31، آثار البلاد
وأخبار العباد 447، نهاية الأرب 26/ 304، العبر 3/ 236، مرآة الجنان 3/
77، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، شذرات الذهب 3/ 301- 303، البداية
والنهاية 12/ 90، زبدة التواريخ 69، 70.
[3] هو قوام الدين الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي. (زبدة التواريخ 69) .
[4] الكامل في التاريخ 10/ 33، آثار البلاد وأخبار العباد 447، المختصر
في أخبار البشر 2/ 184، العبر 3/ 236، مرآة الجنان 3/ 77، تاريخ ابن
الوردي 1/ 370، البداية والنهاية 3/ 90.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 34، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، نهاية
الأرب 26/ 305، 506، العبر 3/ 236، 237، تاريخ ابن الوردي 1/ 370.
(30/284)
وأمّا ختّلان فإنّ ملكها قُتِلَ بسهمٍ في
الحصار.
وأمّا صَغَانيان فافتتحها عَنْوَةً وقتل صاحبها [1] .
[إعادة ابنة الخليفة من الرّيّ]
وفيها أمر السُّلطان ألْبُ أرسلان ابنة الخليفة بالعَوْد من الرّيّ إلى
بغداد، وأعلمها أنّهُ لم يقبض على عميد المُلْك إِلَّا لِمَا اعتمده من
نقلِها إلى الرّي بغير رضى الخليفة، وبعث في خدمتها أميرًا ورئيسًا [2]
.
[تقليد ألْبَ أرسلان السلطنة]
وفيها قلَّده القائم بأمر اللَّه والسَّلطنة، وبعث إليه بالخِلَع [3] .
[الوقعة بين السُّلطان وقُتلمِش]
وفيها كانت وقعة بقُرب الريّ بين السُّلطان وبين قريبه قُتلمِش،
وانكشفت المعركة عن قُتلمِش ميِّتًا مُلقى على الأرض، فحزن عليه
السُّلطان وندم، وجلس للعزاء، ثمّ تسلَّم الريّ [4] .
[افتتاح السُّلطان عدة حصون للروم]
وسار إلى أَذَرْبَيْجَان، فوصل إلى مَرَنْد عازِمًا على جهاد الرُّوم،
لعنهم اللَّه، واجتمع له هناك من الملوك وعساكرها ما لا يحصى، ودخلوا
في طاعته
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 34، نهاية الأرب 26/ 306، البداية والنهاية
12/ 91.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 35، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، تاريخ
ابن الوردي 1/ 370، البداية والنهاية 12/ 91.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 35، آثار البلاد وأخبار العباد 447، نهاية
الأرب 23/ 235، دول الإسلام 1/ 268.
[4] الكامل في التاريخ، 1/ 36، 37، مرآة الزمان 12/ 111، زبدة التواريخ
79- 81، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، 185، نهاية الأرب 26/ 306،
بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 20، تاريخ ابن الوردي 1/ 370، اتعاظ
الحنفا 2/ 270.
(30/285)
وخضعوا له [1] . وافتتح في هذه الغزوة عدّة
حصون وهابته المُلُوك وبَعُدَ صِيتُهُ وكَثُرَ الدُّعاء له لكثرة ما
افتتح من بلاد النّصارى. وهادنه ملك الكَرْج والتزم بأداء الْجِزية [2]
. وقُرئ كتاب الفتح المبارك ببغداد. وغنم جيشه في هذه النَّوْبَة ما
لَا يُحدُّ ولا يوصَف كثرة [3] .
ثمّ عاد فسار إلى أصبهان ومنها إلى كرمان، فتلقّاه أخوه قاروت [4] بك.
[زواج ولديّ السُّلطان]
ثم سار إلى مَرْو، فزوَّج ولده ملك شاه ببنت خاقان صاحب ما وراء
النّهر، ودخل بها. وزوّج ولده رسلان شاه [5] ببنت سلطان غَزْنَة،
واتّفقت الكلمة بينهما، ووقع الصُّلح، والحمد للَّه [6] .
[ندب بعض الْجَهَلَة على ملك الجنّ]
وفيها اشتهر ببغداد وغيرها أنّ جَمَاعة أكراد خرجوا يتصيّدون، فرأوا في
البريّة خيامًا سُودًا، وسمعوا منها لطمًا وعويلًا، وقائِلٌ يقول: مات
سيّدوك ملك الجنّ، وأي بلدٍ لم يلطُم أهله ويعملون المآتم أُهلِكَ
أَهْلُهُ. فخرج كثير من النّساء إلى المقابر يَلْطُمنَ ويَنُحْنَ، وفعل
ذلك كثير من جهلة الرّجال، فكان ذلك ضحكة عظيمة [7] .
__________
[1] زبدة التواريخ 87.
[2] زبدة التواريخ 91.
[3] المنتظم 8/ 236 (16/ 88) ، الكامل في التاريخ 10/ 37- 41، زبدة
التواريخ 96، نهاية الأرب 26/ 307- 309، شذرات الذهب 3/ 296.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 41 وفيه «قاورت بك» بتقديم الواو على الراء.
[5] الكامل في التاريخ: «أرسلانشاه» ، ومثله في: نهاية الأرب 26/ 309.
[6] الكامل في التاريخ 10/ 41، نهاية الأرب 26/ 309، العبر 3/ 236،
237، دول الإسلام 1/ 268، شذرات الذهب 3/ 296، 297.
[7] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 346 (سويّم) 23، المنتظم 8/ 235 (16/
87) ، الكامل في التاريخ 10/ 41، 42، تاريخ الزمان 106، المختصر في
أخبار البشر 2/ 185 وفيه: «قال ابن الأثير: ولقد جرى ونحن في الموصل
وغيرها من تلك البلاد في سنة ستمائة مثل هذا، وهو أن-
(30/286)
[نقابة العلويين
ببغداد]
وفيها ولي ببغداد نقابة العلويّين أبو الغنائم المعمّر بن محمد بن
عُبَيْد اللَّه وإمارة الموسم، ولُقِّب بالطاهر ذي المناقِب [1] .
[وفاة النّقيب أُسامة العلويّ]
وكان النقيب أبو الفتح أسامة العلويّ قد بطل النّقابة، وصاهر بني
خفاجة، وانتقل معهم إلى البريّة، وبقي إلى سنة اثنتين وسبعين، فتُوُفّي
بمشهد عليّ رضي اللَّه عنه [2] .
[ولاية حيدرة الكتّاميّ]
وفيها هرب أمير الجيوش بدر مُتَوَلِّي دمشق منها [3] ، فوليها أبو
المُعَلّى حيدرة الكتّاميّ، فحكم بها شهرين [4] .
[هرب بدر المستنصريّ من ولاية دمشق]
وعُزِل بدريّ [5] المُستَنصِريّ المُلقَّب شهاب الدّولة. فوليها
أيّامًا في أواخر
__________
[ () ] الناس أصابهم وجع كثير في حلوقهم، فشاع أن امرأة من الجنّ يقال
لها أم عنقود مات ابنها عنقود وكل من لا يعمل مأتما أصابه هذا المرض
فكان النساء وأوباش الناس يلطمون على عنقود ويقولون:
يا أم عنقود اعذرينا ... قد مات عنقود وما درينا
وإنما أوردنا هذا لأن رعاع الناس إلى يومنا هذا وهو سنة سبعمائة وخمس
عشرة يقولون بأم عنقود وحديثها ليعلم تاريخ هذا الهذيان من متى كان» ،
نهاية الأرب 23/ 236، تاريخ ابن الوردي 1/ 371، البداية والنهاية 12/
91.
[1] المنتظم 8/ 236 (16/ 89) ، الكامل في التاريخ 10/ 42.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 42.
[3] ذيل تاريخ دمشق 92، اتعاظ الحنفا 2/ 270.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 25، أمراء دمشق في الإسلام 28 رقم 95، اتعاظ
الحنفا 2/ 270 وفيه أن الّذي وليها الأمير حصن الدولة أبو الحسن معلّى
بن حيدرة بن منزو.
[5] في الأصل: «بدربن» .
(30/287)
السّنة، ثُمّ عُزِلَ وولي إمرة الرَّملة
فبقي عليها إلى أن قتل سنة ستّين وأربعمائة [1] .
[عودة بدر إلى نيابة دمشق]
وخلت دمشق من نائب إلى أن أُعيد عليها بدر أمير الجيوش سنة ثمان وخمسين
[2] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 92، أمراء دمشق في الإسلام 31 رقم 104.
[2] ذيل تاريخ دمشق 92 وفيه «سنة 468» .
(30/288)
سنة سبع وخمسين
وأربعمائة
[الوقعة بإفريقية بين تميم بن المُعِزّ والنّاصر بن علناس]
فيها كان بإفريقية هَيْجٌ عظيم وحروب، فكانت وقعة مهولة بين تميم بن
المعزّ، وبين قرابته النّاصر بن علناس بن حمّاد ملك قلعة حمّاد، وانتصر
فيها تميم، وقُتِل من زَنَاتَة وصِنهاجة أربعة وعشرون ألفا، ونجا
النّاصر في نفرٍ يسير.
وكان مع تميم خلق من العرب، فغنِموا شيئًا كثيرًا واستغنوا، وكثُرَت
أسلحتهم ودوابّهم [1] .
[بناء مدينة بجّاية]
وفيها شرع النّاصر بن علناس في بناء مدينة بجّاية النّاصِريّة، وكان
مكانها مرعى للدواب والمواشي [2] .
[عبور ألْبِ أرسلان نهر جيحون]
وفيها عبر السُّلطان ألْبُ أرسلان نهر جَيْحُون، ونازل جُنْد [3]
وصَيْران [4] ، وهما عند بُخَارَى. وجدّهُ سلجوق مدفون بجند، فنزل
صاحبها إلى خدمته، فلم
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 44- 46، نهاية الأرب 24/ 220، دول الإسلام
1/ 268، البداية والنهاية 12/ 92، البيان المغرب 1/ 299.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 46، نهاية الأرب 24/ 223، دول الإسلام 1/
268.
[3] جند: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة. اسم مدينة عظيمة في بلاد
تركستان بينها وبين خوارزم عشرة أيام تلقاء بلاد الترك مما وراء النهر
قريب من نهر سيحون. (معجم البلدان 2/ 168) .
[4] في الأصل: «صيران» بالياء المثنّاة من تحت، والتصحيح من (معجم
البلدان 3/ 391) ، وهي بليدة فيها قلعة عالية بما وراء النهر ثم وراء
نهر سيحون وهي مجتمع الغزّية، صنف من الترك للصلح والتجارات، وهي في
طرف البرّيّة.
(30/289)
يغيّر عليه شيئا، وعطف إلى خوارزم، ومنها
إلى مرو [1] .
[بناء النظاميّة ببغداد]
وفيها شرعوا في بناء النّظاميّة ببغداد [2] .
__________
[1] تاريخ الزمان 107 (حوادث 458 هـ) ، الكامل في التاريخ 10/ 49، زبدة
التواريخ 96، 97، العبر 3/ 241، دول الإسلام، 268، تاريخ ابن الوردي 1/
371، شذرات الذهب 3/ 304.
[2] المنتظم 8/ 238 (16/ 91) ، الكامل في التاريخ 10/ 49، المختصر في
أخبار البشر 2/ 185، نهاية الأرب 23/ 236، و 26/ 309، تاريخ دولة آل
سلجوق 35، تاريخ ابن الوردي 1/ 371، تاريخ ابن خلدون 3/ 469، البداية
والنهاية 12/ 92.
(30/290)
سنة ثمان وخمسين
وأربعمائة
[سلطنة ملك شاه]
وفيها سلطن ألب أرسلان ولده ملك شاه، وجعله وليّ عهده، وحمل بين يديه
الغاشية، وخُطِب له معه في سائر البلاد [1] .
[الاحتفال بعاشوراء]
وفي يوم عاشوراء أغلق أهل الكَرْخ الدكاكين، وعلّقوا المسوح، وأقاموا
المآتم على الحسين، وجدَّدوا ما بطل من مُدّة. فقامت عليهم السُّنّة،
وخرج مرسوم الخليفة بإبطال ذلك، وحبس منهم جماعةً مُدّة أيّام [2] .
[عودة أمير الجيوش بدر إلى دمشق]
وفيها وصل سيف الْإِسلام أمير الجيوش بدر إلى دمشق واليا عليها ثانيةً،
وعلى الشَّام بأسره، في شعبان. فأقام إلى أن تحرَّكت الفتنة بينه وبين
عسكريّة دمشق، فخرج من القصر ونشبت الحرب بينهم في جُمَادَى الأولى سنة
ستّين [3] .
[إقطاع الأنبار وغيرها لابن قريش]
وفيها سار شرف الدّولة مسلم بن قُريش بن بدران صاحب الموصِل إلى ألْبِ
أرسلان فأقطعه الأنبار، وهِيت، وحربا [4] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 50، زبدة التواريخ 97، نهاية الأرب 26/ 310،
دول الإسلام 1/ 269، تاريخ ابن خلدون 3/ 469، البداية والنهاية 12/ 94.
[2] المنتظم 8/ 239، 240 (16/ 94، 95) ، النجوم الزاهرة 5/ 77، البداية
والنهاية 12/ 93.
[3] ذيل تاريخ دمشق 93، اتعاظ الحنفا 2/ 272 و 277 (حوادث سنة 460 هـ.)
.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 51، تاريخ دولة آل سلجوق 33، المختصر في
أخبار البشر 2/ 185، -
(30/291)
[استيلاء المُعِزّ على تونس]
وفيها استولى تميم بن المُعِزّ على مدينة تونس، وصالحه صاحبها [1] .
[الزلزلة بخراسان]
وفيها كانت زلزلة عظيمة بخُراسان تردَّدت أيّامًا، وتصدَّعت منها
الجبال، وأهلكت خلقًا كثيرًا، وانخسف منها عدّة قُرى [2] . قاله ابن
الأثير [3] .
[ولادة صغيرة برأسين]
قال: وفيها وُلِدت بباب الأزج صغيرة لها رأسان ووجهان ورقبتان على بدنٍ
واحد [4] .
[ظهور كوكب بشعاع عظيم]
وفيها، قال ابن نظيف: ظهر في السّماء كوكب كأنّه دارة القمر ليلة تمّه
بشعاعٍ عظيم، وهال النّاس ذلك، وأقام كذلك مُدَّة عشرة ليالٍ، ثُمَّ
تناقص ضوءهُ وغاب.
وقال سبط ابن الجوزيّ [5] : في نيسان ظهر كوكبٌ كبير له ذؤابة عرضها
__________
[ (-) ] تاريخ ابن الوردي 1/ 371 وفيه «مسلم بن قراوش» ، تاريخ ابن
خلدون 4/ 267 وفيه: «حريم» بدل «حربي» و «حربا» هكذا في الأصل. وهي
«حربي» : مقصور والعامّة تتلفّظ به ممالا: بليدة في أقصى دجيل بين
بغداد وتكريت مقابل الحظيرة (معجم البلدان 2/ 237) .
[1] الكامل في التاريخ 10/ 50، 51، نهاية الأرب 24/ 228، البيان المغرب
1/ 299، تاريخ ابن خلدون 3276.
[2] المنتظم 8/ 241 (16/ 95، 96) ، نهاية الأرب 23/ 237، دول الإسلام
1/ 269، تاريخ الخميس 2/ 400، كشف الصلصلة 179، شذرات الذهب 3/ 304،
البداية والنهاية 12/ 93.
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 52.
[4] المنتظم 8/ 240/ 16/ 195، الكامل في التاريخ 10/ 52، نهاية الأرب
23/ 237، تاريخ مختصر الدول 185، دول الإسلام 1/ 269، العبر 3/ 242،
مرآة الجنان 3/ 81، تاريخ الخميس 2/ 400، تاريخ الخلفاء 420، شذرات
الذهب 30/ 304، البداية والنهاية 12/ 93، أخبار الدول (الطبعة الجديدة)
2/ 162.
[5] في مرآة الزمان.
(30/292)
نحو ثلاثة أَذْرُع وطولها أَذْرُعٌ كثيرة،
ولبث بضع عشرة ليلة، ثمّ ظهر كوكب قد استدار نوره عليه كالقمر، فارتاع
النّاس وانزعجوا، وبقي أيّاما [1] .
__________
[1] المنتظم 8/ 95 (16/ 240، 241) ، الكامل في التاريخ 10/ 51، 52،
تاريخ الخلفاء 420، شذرات الذهب 3/ 304، أخبار الدول 2/ 162.
(30/293)
سنة تسع وخمسين
وأربعمائة
[التّدريس في النِّظاميّة]
في ذي القعدة فرغت المدرسة النّظاميّة، وقُرّر لتدريسها الشّيخ أبو
إسحاق، فاجتمع النّاس فلم يحضر وسببه أنّه لقيه صبيٌّ فقال: كيف
تُدرِّس في مكان مغصوب؟ فتشكّك واختفى، فلما أيِسُوا من حضوره درَّس
ابن الصبَّاغ مصنَّف «الشَّامل» . فلما بلغ نظامَ المُلْك الخبر أقام
القيامة على العميد أبي سعْد. فلم يزل أبو سعد يرفق بالشّيخ أبي إسحاق
حتَّى درَّس، فكانت مدّة تدريسه، أي ابن الصّباغ، عشرين يومًا [1] .
[مقتل الصُّليحيّ صاحب اليمن]
وفيها قُتِلَ الصُّلَيْحيّ صاحب اليمن بالمهجم [2] في ذي القعدة، كذا
ورَّخه ابن الأثير [3] ، وورَّخه غيره سنة ثلاثٍ وسبعين.
قال ابن الأثير [4] : أمِنَ الحاجّ في زمانه وأثنوا عليه، وكسا
الكَعْبَة الحَريرَ الأبيض الصّينيّ.
قلت: ترجمته في سنة ثلاثٍ وسبعين.
__________
[1] المنتظم 8/ 246، 247 (16/ 102، 103) ، الكامل في التاريخ 10/ 55،
المختصر في أخبار البشر، 2/ 186، نهاية الأرب 26/ 309 (حوادث سنة 457
هـ.) ، العبر 3/ 244، 245، دول الإسلام 1/ 269، مرآة الجنان 3/ 83،
تاريخ ابن الوردي 1/ 372، تاريخ الخلفاء 420، 421، شذرات الذهب 3/ 307،
البداية والنهاية 12/ 95، 96.
[2] بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الجيم. بلد وولاية من أعمال زبيد
باليمن، ويقال لناحيتها خزاز. (معجم ما استعجم 4/ 1274، معجم البلدان
5/ 229) .
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 55، 56، واقتبسه النويري في: نهاية
الأرب 23/ 237، الدرّة المضيّة 417، 418، اتعاظ الحنفا 2/ 274، البداية
والنهاية 12/ 96.
[4] في تاريخه 10/ 56.
(30/294)
[بناء قُبّة فوق قبر أبي حنيفة]
وفيها بنى عميد بغداد على قبر أبي حنيفة قبّة عظيمة وأنفق عليها
الأموال [1] .
__________
[1] المنتظم 8/ 245 (16/ 100) ، الكامل في التاريخ 10/ 54، زبدة
التواريخ 144، وفيات الأعيان 5/ 414، 415، مرآة الجنان 3/ 83، البداية
والنهاية 12/ 95.
قال ابن خلّكان: «وبنى شرف الملك أبو سعد محمد بن منصور الخوارزمي
مستوفي مملكة السلطان ملك شاه السلجوقي على قبر الإمام أبي حنيفة مشهدا
وقبّة، وبنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية، ولما فرغ من عمارة ذلك ركب
إليها في جماعة من الأعيان ليشاهدوها، فبينا هم هناك إذ دخل عليهم
الشريف أبو جعفر مسعود المعروف بالبياضي الشاعر، وأنشده:
ألم تر أنّ العلم كان مبدّدا ... فجمّعه هذا المغيّب في اللّحد
كذلك كانت هذه الأرض ميتة ... فأنشرها فعل العميد أبي سعد
فأجازه أبو سعد جائزة سنيّة.
... وكان بناء المشهد والقبّة في سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وقد تقدّم
في ترجمة ألب أرسلان محمد والد السلطان ملك شاه أنه بنى مشهدا على قبر
الإمام أبي حنيفة، وكذلك وجدته في بعض التواريخ، وقد غاب عني الآن من
أين نقلته، ثم وجدته بعد ذلك أن الّذي بنى المشهد والقبّة أبو سعد
المذكور، والظاهر أن أبا سعد بناهما نيابة عن ألب أرسلان المذكور، وهو
كان المباشر كما جرت عادة النواب مع ملوكهم، فنسبت العمارة إليه بهذه
الطريق، ويدلّ على ذلك أن تاريخ العمارة في أيام ألب أرسلان، وأبو سعد
كان مستوفيا في أيامه، ثم استمر على وظيفته في أيام ولده ملك شاه، وهذا
إنما ذكرته لنجمع بين النقلين، والله أعلم» . (وفيات الأعيان 5/ 414،
415) .
(30/295)
سنة ستين وأربعمائة
[الزلزلة الهائلة بالرّملة]
فيها كانت بالرّملة الزلزلة الهائلة التي خربتها حتّى طلع الماء من
رءوس الآبار، وهلك من أهلها كما نقل ابن الأثير [1] خمسة وعشرون ألفا.
وقال أبو يَعْلى بن القلانسيّ [2] : كان في مكتب الرّملة نحوٌ من
مائتيّ صبيّ، فسقط عليهم، فما سأل أحدٌ عنهم لموت أهليهم.
وضُرِبَت بانياس.
وقال ابن الصّابونيّ: حدَّثني عَلَويّ كان في الحِجاز أنّ الزّلزلة
كانت عندهم في الوقت المذكور، وهو يوم الثُلاثَاء حادي عشر جُمَادَى
الأولى، فرمت شُرَّافَتَيِن مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانشقّت الأرض بتيماء عن كنوز ذهب وفضّة، وانفجرت
بها عين ماء، وأهلكت أَيْلَةَ ومن فيها. وظهرت بتبوك ثلاثة عيون، وهذا
كلُّه في ساعةٍ واحدة.
وأمّا ابن الأثير فَقَالَ [3] : وانشقَّت صخرة بيت المقدِس وعادت بإذن
اللَّه، وأبعد البحر عن ساحله مسيرة يوم، فنزل النّاس إلى أرضه
يلتقطون، فرجع الماء عليهم فأهلكهم [4] .
__________
[1] في: الكامل في التاريخ 10/ 57، واقتبسه الديار بكري في: تاريخ
الخميس 2/ 400.
[2] في: ذيل تاريخ دمشق 94.
[3] في: الكامل في التاريخ 100/ 57.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور 347) (سويّم 14) ، المنتظم 8/ 248 (16/
105) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، نهاية الأرب 23/ 237، العبر 3/
246، دول الإسلام 1/ 269، مرآة الجنان 3/ 84، تاريخ ابن الوردي 1/ 372،
مآثر الإنافة 1/ 343، اتعاظ الحنفا 2/ 277، تاريخ الخميس 2/ 400،
النجوم الزاهرة 5/ 80، تاريخ الخلفاء 421، البداية والنهاية 12/ 96،
وكرّر الخبر في حوادث سنة 462 هـ ص 99، كشف الصلصلة 180، شذرات الذهب
3/ 308 وكرّر الخبر في حوادث سنة 462 هـ. (3/ 309) ، أخبار الدول
(الطبعة الجديدة) 2/ 162.
(30/296)
[القحط في مصر]
وفيها كان بمصر القحط المتواتر من سنوات، وانقضى في سنة إحدى وستّين
[1] .
[حصار مدينة الأربس]
وفيها حاصر النّاصر بن علناس مدينة الأُرْبُس بإفريقيّة، فافتتحها
بالَأمان [2] .
[إمرة قطب الدّولة لدمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق قطب الدّولة بازرطغان للمصريين بعد هروب أمير
الجيوش منها. فوليها ثمانية أشهر [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 58، الدرّة المضيّة 386، مرآة الجنان 3/ 84،
النجوم الزاهرة 5/ 79، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 58، البيان المغرب 1/ 299.
[3] ذيل تاريخ دمشق 94، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 18، أمراء دمشق في
الإسلام 16 رقم 54 وفيه «بارزطغان» بتقديم الراء، وفي: اتعاظ الحنفا 2/
277 «بازطغان» بإسقاط الراء، النجوم الزاهرة 5/ 80 وفيه «بارزطغان»
بتقديم الراء.
(30/297)
المتوفون في هذه
الطبقة
سنة إحدى وخمسين وأربعمائة
- حرف الألَف-
1- أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن إسحاق [1] .
أبو بكر القاضي البغدادي المعدّل، نزيل مصر.
روى عن: عليّ بن محمد الحلبيّ، وعبد الكّريم بن أبي جدار، وأبي مسلم
الكاتب.
وعنه: سهل بن بِشر الْإِسْفَرَائِينيّ، والحُمَيْديّ.
تُوُفّي بمصر في رمضان.
2- أَحْمَد بن عليّ بن الحسن بن [أبي] الفضْل [2] .
أبو نصر الكَفْرطابيّ [3] ، ثمّ الدّمشقيّ المقرئ.
روى عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله الحِنّائيّ.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، ومحمد بن الحسين الحِنّائيّ، وأبو القاسم
النَّسيب.
وَرّخَهُ الكتّانيّ [4] .
وقال غيره: [5] تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن علي الكفرطابي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 47، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد
بن محمد بن المؤمل) 39، 40 رقم 22، ومعجم البلدان 4/ 470، ومختصر تاريخ
دمشق لابن منظور 3/ 180 رقم 216، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 405، والإضافة
من المصادر.
[3] الكفرطابي: نسبة إلى كفرطاب: بلدة بين المعرّة ومدينة حلب.
[4] وقال: «وحدّث عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن هلال الحنّائيّ، بجزء
من فوائد يعقوب بن عبد الرحمن الجصّاص، وجزء المواقف. مضى على سداد
وأمر جميل. لم يكن عنده غيره» .
(تاريخ دمشق) .
[5] هو أبو بكر محمد بن علي بن موسى الحدّاد، (تاريخ دمشق) .
(30/298)
3- أَحْمَد بن محمد بن الحسين الْأصبهانيّ
الْإِسكاف [1] .
سمع: أبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء.
4- أَحْمَد بن عمر بن الخل [2] .
أبو عمر الأَبْزَاريّ.
عَن: عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد الصَّيَدْلانيّ، وأبي عمر بن مَهْدِيّ.
وعنه: ابن أبي الصّقر الأنباريّ، وأُبيّ النَّرسيّ.
5- أَحْمَد بن مرحب بن أَحْمَد [3] .
أبو الفَرَج الفارسيّ الصَّيْرَفيّ.
تُوُفّي بِبَغداد.
حدَّث عن: عيسى بن الوزير.
6- أَحْمَد بن يحيى بن أَحْمَد بن سُمَيْق بن محمد بن عمر بن واصل [4]
.
أبو عمر القُرْطُبيّ. نزيل طُلَيْطُلَة.
روى عن: أبي المطرِّف بن فُطَيْس، وابن أبي زمنين، ويونس بن عبد الله،
وأبي محمد بن بنوش، وابن الرسان، وأبي القاسم الوهراني، وطائفة سواهم.
روى عنه: جماهر بن عبد الرحمن، وأبو جعفر بن مظاهر، وأبو الحسن
الإلبيريّ [5] .
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن مرحب) في:
تاريخ بغداد 5/ 172 رقم 2622.
[4] انظر عن (أحمد بن يحيى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 56- 58 رقم 119، والعبر 3/ 225. وقال ابن بشكوال:
«أَحْمَد بن يحيى بن أَحْمَد بن سُمَيْق بن محمد بن عمر بن واصل بن حرب
بن اليسر بن محمد بن علي، كذا ذكر نسبه- رحمه الله- وذكر أن أصلهم من
دمشق من إقليم الغدير» .
[5] الإلبيري: الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل. نسبة إلى كورة كبيرة
من الأندلس، ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من
قرطبة. (معجم البلدان 1/ 244) .
(30/299)
وولي قضاء بلد طلبيرة [1] فحمدت سيرته.
وقد عني بالحديث وكتبه وسماعه وجمعه.
وكان ذا مشاركة في عدة علوم حتى في الطب، مع العبادة الوافرة. وكثيرا
ما كان يتمثل:
للَّه أيام الشباب وعصره ... لو يُستَعارُ جَدِيدُهُ فَيُعَارُ
ما كان أقصَرَ ليلِهِ ونهارِهِ ... وكذاك أيّام السُّرور قِصارُ [2]
تُوُفّي في ذي القعدة، وله ثمانون سنة [3] .
7- إبراهيم ينال [4] .
__________
[1] طلبيرة: بفتح أوله وثانيه وكسر الباء الموحّدة ثم ياء مثنّاة من
تحت ساكنة وراء مهملة، مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة كبيرة قديمة
البناء على نهر تاجه بضم الجيم. (معجم البلدان 4/ 37) .
[2] الصلة 1/ 57.
[3] وقال ابن بشكوال: كان من أهل النباهة واليقظة والمشاركة في عدّة
علوم، وكان أديبا حليما وقورا، وكان قد نظر في الطب وطالع منه كثيرا
وعني به، وكان من المجتهدين بالقرآن، كان له منه حزب بالليل وحزب
بالنهار، وكان كثير الالتزام لداره لا يخرج منه إلّا لصلاة أو لحاجة.
وكان يتناول شراء حوائجه بنفسه حتى البقل، ولا يخالط الناس، ولا
يداخلهم.
وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرئ وقد ذكر أبا عمر بن سميق هذا
في شيوخه فقال: كان رحمه الله رجلا صالحا، حسن الخلق، كثير التواضع،
محبّا في أهل السّنة، متّبعا لآثارهم، متحلّيا بآدابهم وأخبارهم، وولي
قضاء طلبيرة فحمدت سيرته وشكرت طريقته، وكان يختلف إلى غلّة كانت له
بحومة المترب يعمرها بالعمل ليعيش منها.
قال: وتذاكرت معه يوما من آداب عيادة المرضى، وتناشدنا قول الناظم في
ذلك:
حكم العيادة يوم بين يومين ... واقعد قليلا كمثل اللّحظ بالعين
لا تبرمنّ عليلا في مساءلة ... يكفيك من ذاك تسأله بحرفين
يعني قول العائد للعليل: كيف أنت؟ شفاك الله.
وأنشدني لنفسه معارضا لهذا الشعر:
إذا لقيت عليلا ... فاقعد لديه قليلا
ولا تطوّل عليه ... وقل مقالا جميلا
وقم بفضلك عنه ... تكن حكيما نبيلا
وكان مليح الخبر، طريف الحكاية، مولده لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة
اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (إبراهيم ينال) في:
تاريخ البيهقي 600، والمنتظم 8/ 202، وزبدة التواريخ 56، 57، 60- 62،
والكامل في-
(30/300)
أخو السلطان طُغْرُلْبَك.
له ذِكْرٌ في غير ما موضع من الحوادث. وفي آخر الأمر حارب أخاه وانتصر
عَلَيْهِ وضايقه. وجرت له فصول. ثم التقاه بنواحي الرّيّ، فانْهَزَمَ
جمع إبراهيم، وأُخِذ أسيرا هُوَ ومُحَمَّد وأحمد ولديّ أخيه، فأمر به
طُغْرُلْبَك فَخُنِقَ بِوَتَر في جُمَادَى الآخرة سنة إحدى، وقتل
الأخوين معه.
8- إبراهيم بن العبّاس الجيْليّ الفقيه [1] .
أحد علماء جُرْجان.
كان لا نظير له في المناظرة.
سمع: أبا طاهر بن مَحْمِش، وأبا عبد الرَّحمن السُّلميّ، وجماعة.
ذكره عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ في «تاريخه» ، وقال: لم يبق بنيسابور
من يقاربه ولا من يقارنه.
صار إليه التّدريس والفتوى [2] .
وتوفِّي في رجب.
- حرف الباء-
9- البساسيريّ الأمير [3] .
__________
[ (-) ] التاريخ 9/ 639، 640، 645، والإعلام بوفيات الأعلام 187 وسير
أعلام النبلاء 18/ 112 رقم 53، وتاريخ ابن الوردي 1/ 548، والبداية
والنهاية 12/ 76، 79، 81، والوافي بالوفيات 6/ 152 وفيه «نيال» بتقديم
النون، وهو تحريف، وتاريخ الخلفاء 418.
[1] انظر عن (إبراهيم بن العباس) في:
المنتخب من السياق 123 رقم 275 وفيه: «إبراهيم بن أبي العباس» وكنيته:
أبو إسحاق، وسير أعلام النبلاء 18/ 72 رقم 32 وفيه قال محقّقه السيد
«محمد نعيم عرقسوسي» بالحاشية:
«لم نعثر على ترجمة في المصادر التي وقعت لنا» .
[2] قال عبد الغافر: زوّجه أبو عثمان الصابوني إحدى كرائمه.
[3] انظر عن (البساسيري) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 344، (تحقيق سويّم) 12، والمنتظم 8/
190- 196 و 201- 212 رقم 266 (16/ 56 رقم 3361) ، والكامل في التاريخ
9/ 555- 560، 588، 590، 596، 601، 602، 607، 608، 625، 645، 648- 650،
وتاريخ دولة آل سلجوق (المختصر) 17، 18، 20، ووفيات الأعيان 1/ 192،
193، والإنباء في تاريخ-
(30/301)
فيها قُتِل واسمه أرسلان التُّركيّ.
وأخباره مذكورة في سنة سبعٍ وستّين في ترجمة القائم بأمر اللَّه. وكان
مملوك رجل يقال لَهُ البساسيريّ، وهي نسبةً، فيما نقل ابن خلِّكان [1]
، إلى مدينة فَسَا، ويُقال بَسَا، وأهل فارس ينسبون إليها هكذا. وهي
نسبة شاذّة على خلاف الأصل.
وأمّا من قال: «فَسَويّ» ، فعلى الأصل.
- حرف التَّاء-
10- تمَّام بن عفيف بن تمَّام [2] .
أبو محمد الطُلَيْطُليّ الزَّاهد الواعظ.
أخذ عن: عبدوس بن محمد، وأبي محمد بن شِنْظير، وأبي جعفر بن ميمون.
وشُهِر بالزُّهْد والورع والصَّلاح، وكان يعظ ويأمر بالمعروف ويقنع
بالقُوت،
__________
[ (-) ] الخلفاء لابن العمراني 196- 198، وتاريخ الزمان لابن العبري
105، وتاريخ مختصر الدول، له 184، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 90،
وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي 68، ومختصر التاريخ لابن
الكازروني 207، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 266، وزبدة الحلب لابن
العديم 1/ 275، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 11، وزبدة التواريخ 59- 63،
ونهاية الأرب للنويري 23/ 234، والمختصر في أخبار البشر 2/ 179، والعبر
3/ 225، والإعلام بوفيات الأعلام 187، ودول الإسلام 1/ 265، 266، وسير
أعلام النبلاء 18/ 132، 133 رقم 70، وتاريخ ابن الوردي 1/ 547- 549،
والبداية والنهاية 12/ 83، 84، والوافي بالوفيات 8/ 340، ومآثر الإنافة
للقلقشندي 1/ 341، وتاريخ ابن خلدون 3/ 465 و 4/ 267، وزبدة التواريخ
للحسيني 63، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 257، والنجوم الزاهرة 5/ 64،
65، وتاريخ الخلفاء 418، وشذرات الذهب 3/ 287، 288، ولبّ التواريخ
ليحيى الحسيني القزويني 105 (طبعة طهران 1314 هـ) ، وأخبار الدول وآثار
الأول للقرماني (الطبعة الجديدة بتحقيق الدكتور أحمد حطيط ودكتور فهمي
سعد 2/ 161، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 4/ 66. 205، والسلاجقة في
التاريخ والحضارة للدكتور أحمد كمال الدين حلمي 31، والأعلام للزركلي
1/ 288، والهفوات النادرة 218.
[1] في وفيات الأعيان.
[2] انظر عن (تمّام بن عفيف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 121 رقم 284.
(30/302)
ويلبس الصُّوف، ويجتهد في أفعال البِر
كلَّها، ويجتهد في نُصح المسلمين.
تُوُفي رحمه اللَّه في ذي القِعدة.
- حرف الجيم-
11- جُغْربيك الأمير داود بن ميكائيل بن سلجوق [1] .
أخو السُّلطان طُغْرُلْبَك، ووالد السُّلطان ألْبِ أرسلان.
تُوُفّي بسَرْخَس في رجب، ونقل إلى مرو. وعاش سبعين سنة.
وكان صاحب خُرَاسان، وهو في مقابلة آل سُبُكْتِكِين.
وكان فيه عدل وخير ودِين. وكان ينكر على أخيه ظُلْمَه.
- حرف الحاء-
12- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد بن خَلَف [2] .
أبو سعيد الكُتُبيّ. بغداديّ.
قال الْإِمام أبو بكر الخطيب [3] : كتبتُ عنهُ، وكان صدوقًا.
سمع: أبا حفص بن شاهين، وعيسى بن الوزير.
13- الحسن بن غالب المباركيّ المقرئ [4] .
قيل: توفّي فيها. وسيأتي.
__________
[1] انظر عن (جغربيك الأمير) في:
المنتظم 8/ 198، والكامل في التاريخ 10/ 5- 7، والمختصر في أخبار البشر
2/ 180، وزبدة التواريخ 75 وفيه «جقربك» ، والعبر 3/ 225، ودول الإسلام
1/ 266، والإعلام بوفيات الأعلام 187، وسير أعلام النبلاء 18/ 106، 107
رقم 51، وتاريخ ابن الوردي 1/ 549، 550، والبداية والنهاية 12/ 79،
وتاريخ الخلفاء 419، 420، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 80.
[2] انظر عن (الحسن بن علي الكتبي) في:
تاريخ بغداد 7/ 392، والمنتظم 8/ 212 رقم 267 (16/ 57 رقم 3362) .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (الحسن بن غالب) في:
غاية النهاية 1/ 226، 227 رقم 1036.
(30/303)
14- الحسن بن أبي الفضل [1] .
أبو عليّ الشَّرْمقانيّ [2] المؤدّب المقرئ. نزيل بغداد.
قال الخطيب [3] : كان من العالمين بالقراءات ووجوهها.
حدّث عن: إبراهيم بن أَحْمَد الطّبريّ، وأبي القاسم عبيد اللَّه بن
الصَّيْدَلانيّ.
وقال لي: سمعت من زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ.
وشرمقان من قُرَى نَسَا. تُوُفّي في صَفَر.
قلت: قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو غالب بن القرار، وغيرهما، وكان
زاهدًا ورِعًا قانِعًا باليسير. كان يخرج إلى دِجْلة، فيأخذ ورق الخسَّ
المَرْميّ فيأكله، وكان ذلك أيام القَحْط. وكان يأوي إلى مسجد بدرب
الزَّعفران، فرآه ابن العلاف يأكل الورق، فأخبر الوزير رئيس الرّؤساء
ابن المسلمة بذلك فقال:
نبعث له شيئًا.
قال: لَا يقبله. فقال: نتحيّل فيه. وأمر غُلامًا أن يعمل لذلك المسجد
مفتاحًا وقال: احمل له كل يوم رغيفين ودجاجة مُطَجَّنة وقطعة حلاوة.
فكان إذا جاء وفتح المسجد رأى ذلك في المحراب، فيتعجَّب ويقول: المفتاح
معي وما هذا إِلَّا من الجنَّة. وكتم أمره، فأخصب جسمه وسمن، فقال له
ابن العلاف: ما لك قد سمنْت وأضاءت حالتك؟ فتمثّل:
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أبي الفضل) في:
تاريخ بغداد 7/ 402، والمنتظم 8/ 212، 213 رقم 268 (16/ 57، 58 رقم
3363) ، والأنساب 7/ 326، وسير أعلام النبلاء 18/ 104 (دون ترجمة) ،
ومعرفة القراء الكبار 1/ 412، 413 رقم 349، والبداية والنهاية 12/ 84،
وغاية النهاية 1/ 227 رقم 1037، والنجوم الزاهرة 5/ 65.
وقد ورد اسمه في: تاريخ بغداد، ومعرفة القراء: «الحسن بن الفضل» ، وفي
بقية المصادر كما هو مثبت أعلاه.
[2] الشّرمقانيّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم،
والقاف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى «شرمقان» وهي بلدة قريبة من
أسفراين، بنواحي نيسابور، يقال لها «جرمغان» بالجيم، وقد كان من أعمال
نسا. (الأنساب 7/ 323) .
وقد وقع في (تاريخ بغداد) : «الشرمقاتي» (بالتاء المثنّاة) .
[3] عبارته في تاريخ بغداد: «نزل بغداد وكان أحد حفّاظ القرآن، ومن
العالمين باختلاف القراءات ووجوهها ... كتبت عنه وكان صدوقا» . (7/
402، 403) .
(30/304)
من أَطْلَعُوه على سِرٍّ فَبَاحَ بِهِ ...
لم يَأْمَنُوهُ على الأَسْرَارِ ما عاشا [1]
ثم أخذ يُوَرّي ولا يُصرّح، فما زال به حتَّى أخبره بالكرامة، فقال:
ينبغي أن تدعو للوزير. ففهم القضيَّة، وانكسر قلبُه، ولم تَطُلْ
مُدَّتُهُ بعد ذلك [2] .
15- الحسن بن محمد بن ذكوان [3] .
أبو عليّ القُرْطُبيّ.
ولي قضاء قُرْطُبة لَأبي الوليد محمد بن جَهْوَر. ولم يكن عنده كبير
عِلم، ثم عُزِلَ لَأشياء ظهرت منه [4] .
تُوُفّي في ذي القعدة، وله بِضْعٌ وثمانون سنة.
16- الحسين بن أبي عامر البغداديّ [5] .
الغَزّال [6] أبو يَعْلى.
قال الخطيب [7] : ثنا عن أبي حفص بن شاهين. وسماعه صحيح.
__________
[1] وفي البداية والنهاية 12/ 84 زيادة بيت:
وأبعدوه فلم يظفر بقربهم ... وأبدلوه فكان الأنس إيحاشا
[2] وقال علي بن محمد الزنجي في تاريخه: تخرّج على يده ألوف بنيسابور
وغزنة، دخل غزنة أيام محمود بن سبكتكين وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام.
سمعته يقول: أوَّل ما قدمت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين،
فقلت: غافِرِ الذَّنْبِ 40: 3 وثنتان اختلف فيهما، عدّهما الكوفيّ ولم
يعدّهما البصري: غُلِبَتِ الرُّومُ 30: 2 وغَيْرِ الْمَغْضُوبِ 1: 7.
قال ابن الجزري: كذا قال، والصواب: عدّ الأولى وحدها الكوفيّ وحده،
وعدّ الثانية البصري والمدني والشامي. (غاية النهاية 1/ 227) .
[3] انظر عن (الحسن بن محمد بن ذكوان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 37، 138 رقم 312.
[4] وبقي كذلك معطّلا في داره، محرّجا عليه الخروج منه إلّا إلى المسجد
خاصّة إلى أن توفي عشيّ يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة
سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ودفن بمقبرة ابن خازم. وكانت سنّه بضعا
وثمانين سنة، وكانت مدّة عمله في القضاء أربع سنين وأحد عشر شهرا
وثمانية عشر يوما.
[5] انظر عن (الحسين بن أبي عامر) في:
تاريخ بغداد 8/ 80 رقم 4166، والمنتظم 8/ 213 رقم 269 (16 رقم 3364) .
[6] الغزّال: بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي. هذا اسم لمن يبيع
الغزل. (الأنساب 9/ 139) .
[7] في تاريخه.
(30/305)
- حرف السّين-
17- سعيد بن محمد بن أَحْمَد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بَحير [1] .
أبو عثمان البحيريّ [2] النَّيْسَابُوريّ.
سمع من: جدّه أبي الحسين أَحْمَد بن محمد، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأبي
أحمد الحاكم، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي عليّ الحسن بن أَحْمَد بن محمد
الحِيَريّ والد القاضي أبي بكر، وأبي الهيثم محمد بن مكّيّ
الكُشْمِيهَنيّ [3] لقيه بِمَرْو.
ودخل بغداد فسمع من: أبي حفص الكتّانيّ، وأبي الحسين ابن أخي ميمي،
ومحمد بن عمر بن بَهْتَة [4] .
وسمع من الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهّاب بأسفرايين [5] ،
وجماعة.
قال عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ: ورد جُرْجَان مع أبيه، فسمع من أبي
سَعْد بن الْإِسماعيليّ، وحدَّث زمانًا على السَّداد، وخرَّج له
الفوائد. وحجّ ثلاث
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
السياق (مخطوط) ورقة 22 ب، والأنساب 2/ 98، 99، والمنتخب من السياق
232، 233 رقم 729، والإستدراك لابن النقطة (مخطوط) 1/ ورقة 49 ب،
والعبر 3/ 226، وسير أعلام النبلاء 18/ 103، 104 رقم 49، والإعلام
بوفيات الأعلام 187، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1444 وفيه
اسمه: «سعيد بن أحمد بن محمد» ، والنجوم الزاهرة 5/ 66، وشذرات الذهب
3/ 288.
[2] البحيريّ: بفتح الباء الموحّدة وكسر الحاء بعدها الياء المنقوطة من
تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بحير وهو اسم لبعض
أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 97) .
[3] الكشميهني: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء
المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل، إذا خرجت إلى ما وراء
النهر، وكانت قرية قديمة، استولى عليها الخراب. (الأنساب 10/ 436) .
[4] بهتة: بفتح الباء الموحّدة، وسكون الهاء، وفتح التاء المثنّاة من
فوق، (الإكمال 1/ 378، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 96) وقال الذهبيّ:
وهو في تاريخ بغداد بالحركة مجرّد الضبط.
(المشتبه) .
[5] أسفراين: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وكسر
الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. بليدة بنواحي نيسابور على منتصف
الطريق من جرجان. وقيل: إنّ نسا وأبيورد وأسفراين عرائس ينشزن على
المبتدعين، وقيل لها: المهرجان. (الأنساب 1/ 235) .
(30/306)
مرّات. وسمع بمكَّة من أَحْمَد بْن عَبْد
اللَّه بْن رُزَيْق البغداديّ.
وغزا الرُّوم والهند مع السُّلطان محمود وعقد الْإِملاء بعد موت أخيه
أبي عبد الرَّحمن.
وذكره عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل [1] فقال: شيخٌ كبير، ثقة في الحديث،
سمع الكثير بخُرَاسَان والعِرَاق. وخرَّج له الفوائد عن والده وجدّه،
وأبي عَمْرو بن حمدان. ثم سمى جماعة [2] .
قال: وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين [3] .
قلت: وروى عن زاهر السَّرخسيّ «المُوَطّأ» .
روى عنه: أبو عبد اللَّه محمد بن الفضل الفرّاويّ، وهبة اللَّه بن
سَهْل السِّنْديّ، وزاهر بن طاهر، وغيرهم.
وقع لنا من عواليه بالْإِجازة.
- حرف العين-
18- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد بن حَشْكان [4] .
أبو محمد النَّيسابوريّ الحاكم.
حدَّث بأسْتِراباذ وجُرْجَان عَن أبي حفص بن شاهين، وأقرانه [5] .
__________
[1] في المنتخب من السياق 232، 233.
[2] وقال ابن السمعاني: «كان شيخا جليلا ثقة صدوقا من بيت التزكية رحل
إلى العراق والحجاز وأدرك الأسانيد العالية، وعمّر العمر الطويل حتى
حدّث بالكثير وأملى» . (الأنساب 2/ 98) .
[3] وكانت ولادته في ذي القعدة سنة أربع وستين وثلاثمائة بنيسابور.
(الأنساب 2/ 99) .
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 279 رقم 917 وفيه: «عبد الله بن أحمد بن محمد بن
أحمد بن محمد بن حسكان أبو محمد الحاكم» .
[5] قال عبد الغافر: «الواعظ، القرشي، المعروف بالحذّاء، مشهور.
ولد سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ولم يحمل إلى الحديث في صباه حتى فاته
الطبقة الأولى وأدرك الثانية، وحجّ به أبوه سنة ثلاث وثمانين، فسمع في
الطريق من مشايخ الري وبغداد بإفادة أبي حازم العبدوي. وخرّج له ابنه
الحاكم أبو القاسم الحافظ الحذّاء «الفوائد» ، فسمع منه بخراسان
والعراق والجبال.
وتوفي في شوال سنة خمسين وأربع مائة. -
(30/307)
19- عبد اللَّه بن الحسن بن عليّ [1] .
أبو القاسم الهمذانيّ الصّيقل [2] ، إما مع جامع هَمَذَان.
روى عن: أبي الحُسَيْن بن سمعون الواعظ، وأبي عبد اللَّه بن شاذي
الأستِراباذيّ، وجعفر الأَبْهريّ.
قال شيرويَهْ: شيخ صالح مُتَديِّن صدوق.
عاش سبعًا وتسعين سنة.
20- عبد اللَّه بن شبيب بن عبد اللَّه [3] .
أبو المظفّر الْأصبهانيّ الضّبيّ المقرئ.
روى عن: جدّه أبي بكر محمد بن يحيى، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ،
وجماعة. وكان إمام أصبهان وخطيبها وواعظها ومُقرِئها. وقد قرأ
بالرّوايات على غير واحِدٍ، منهم محمد بن جعفر الخُزَاعيّ.
قرأ عَلَيْهِ أبو القاسم الهُذليّ، وغيره.
وحدَّث عنه: أبو القاسم إسماعيل الْإِخشيد، وأبو عبد اللَّه الخلال،
وأبو عبد اللَّه الدَّقّاق.
وسُئِل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: إمام زاهد عابد، عالِم
بالقراءات. سمع الكثير، وصلَّى بالنَّاس بالجامع سِنين.
قلت: وتُوُفّي رحمه اللَّه في صفر.
__________
[ (-) ] روى عنه قاضي القضاة أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد،
وابنه أبو القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ» .
أقول: لقد ورّخ عبد الغافر الفارسيّ وفاته بسنة 450 هـ. وعلى هذا يقتضي
أن يحوّل من هنا إلى وفيات الطبقة السابقة.
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] الصّيقل: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وبفتح القاف، وفي آخرها اللام. (الأنساب 8/ 125) .
[3] انظر عن (عبد الله بن شبيب) في:
العبر 3/ 226، والإعلام بوفيات الأعلام 187، وسير أعلام النبلاء 18/
104 (دون ترجمة) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 423 رقم 361، ومرآة الجنان
3/ 73، وغاية النهاية 1/ 422، 423 رقم 1785، وشذرات الذهب 3/ 288.
(30/308)
21- عبد العزيز بن عبد الرَّحمن بن أَحْمَد
القَزْوِينيّ [1] .
أبو الحسن [2] الشَّافعيّ.
سمع: أَحْمَد بن محمد البصير الرّازيّ، وأبا عمر بن مهديّ.
روى عنه: أبو القاسم النّسيب، وغيره.
وتُوُفّي بصور في جمادى الأولى [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 288 و (24/ 207- 211) و 46/ 20،
والتدوين في أخبار قزوين 3/ 91، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 143،
144 رقم 127، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 142
رقم 818.
[2] وقيل: «أبو القاسم» .
[3] وقال عبد العزيز الكتّاني: ورد الخبر أنه توفي بصور في جمادى
الأولى سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وكان فقيها على مذهب الشافعيّ،
وحدّث بشيء يسير عن والده.
وقال ابن عساكر: ذكر أبو الفرج غيث بن علي فيما قرأت بخطّه أن وفاته
كانت يوم الخميس إحدى وعشرين جمادى الأولى. طاف البلاد حتى سمع منه
جماعة، وما علمت من حاله إلّا خيرا. (تاريخ دمشق 24/ 210، 211) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
جاء في (التدوين في أخبار قزوين 3/ 191) ترجمة أظنّها لصاحب هذه
الترجمة أيضا:
«عبد العزيز بن عبد الرحمن بن الصوفي القاضي أبو الحسن القزويني.
روى عنه القاضي أبو عبد الله القضاعي، في (مسند الشهاب الثاقب) فقال:
أنبا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن الصوفي القزويني، أنبا
أحمد بن عبد الله، ثنا محمد بن قارن أبو بكر، ثنا المنذر بن شاذان بن
مخرمة، ثنا يعلى بن عبيد، [ثنا] يحيى بن عبيد بن عبيد الله التيمي، عن
أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم: «الصدقة تمنع ميتة السوء» . يشبه أن يكون عبد العزيز هذا هو عبد
العزيز بن عبد الرحمن الصوفي الّذي سمع عبد الرزاق، من أبي عبد الله
القطان، وعبد العزيز عبد الرحمن الصوفي الّذي سمع القاضي أبا محمد بن
أبي زرعة حديثه عن أبي بكر بن داسة، عن أبي داود، ثنا ابن كامل، ثنا
إسماعيل، ثنا خالد، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية رضي الله عنها أن
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لهنّ في غسل ابنته: «ابدأن
بميامنها ومواضع الوضوء منها» . وقد أخرج القضاعي حديث «الصدقة» في
مسندة 1/ 91، 92 برقم 98، ووقع في المطبوع: «محمد بن قادن (بالدال) أبو
بكر، ثنا المنذر بن شاذان أبو مخرمة، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا يحيى بن
عبيد الله التيمي» .
فالاسم واحد مع اسم أبيه، وكذلك الكنية «أبو الحسن» ، والنسبة
«القزويني» ، وهو «القاضي» عند الرافعي، وابن عساكر، زاد الرافعي لقب
«الصوفي» ورواية القضاعي عنه. والله أعلم.
وأقول أيضا: -
(30/309)
22- عَقِيل بن العبّاس بن الحَسَن بن
العبّاس بن الحسن بن أبي الجنّ حُسين بْن عليّ بْن محمد بن عليّ بن
إسماعيل بن جعفر الصّادق [1] .
عماد الدّولة أبو البركات الحسينيّ النّقيب الدّمشقيّ.
روى عن: الحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ.
حدَّث عنه: ابن أخيه أبو القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب.
تُوُفّي في رجب [2] .
23- عليّ بن الحسين بن هنديّ [3] .
القاضي أبو الحسن الحمصيّ.
أديبٌ له شِعْر.
سمع بدمشق من: أَحْمَد بن حريز السّلماسيّ [4] .
__________
[ (-) ] سمعه بصور: أبو اليسر المؤمّل بن الحسن بن أحمد بن أبي سلامة
الطائي. (تاريخ دمشق- المخطوط 46/ 20) وأبو نصر الْحُسَيْن بْن
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحمد بْن طلاب القرشي الخطيب
المتوفّى بصيداء. (تاريخ دمشق- المخطوط 11/ 488) .
[1] انظر عن (عقيل بن العباس) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و (28/ 220) و 36/ 94، ومرآة
الزمان لسبط ابن الجوزي ج 12 ق 1/ 167، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
17/ 123 رقم 37، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة
الأوقاف العراقية ببغداد) 7/ 37 ب، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 3/ 293، 294 رقم 1021.
[2] قال ابن عساكر إنه ولد بدمشق في شوال سنة 392 وولي نقابة العلويين
بها، وأنبأه بدمشق أبو عبد الله الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي قراءة
عليه، عن خال أبيه أبي الحسين خيثمة الأطرابلسي، عن نجيح بن إبراهيم،
مرفوعا ...
قال أبو القاسم النسيب إنّ عمّه ولد في شوال سنة 392، وقال غيره: يوم
الجمعة 9 شوّال.
وقال ابن الأكفاني في يوم الثلاثاء الثامن عشر من رجب من سنة إحدى
وخمسين وأربعمائة ورد الخبر بوفاة الشريف عماد الدولة بطرابلس، ولما
كان في الليل ورد تابوته في ليلة الأربعاء ودفن فيها. وكان قد حدّث
لابن أخيه الشريف نسيب الدولة أبي القاسم علي بن إبراهيم بن العباس
الحسيني بفضائل أهل البيت من جمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وقد
سمعها من ابن أبي كامل الأطرابلسي، ولم يحدّث غيره. قرأت عليه بعضها
له.
وذكر أبو بكر الحداد أنه مات سنة 453 هـ، (تاريخ دمشق 28/ 220) .
[3] انظر عن (علي بن الحسين بن هندي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 119- 123، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 17/ 259- 264 رقم 139.
[4] السّلماسيّ: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الألف، وفي
آخرها سين مهملة. هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على
مرحلة من خوى. (الأنساب 7/ 107) .
(30/310)
حكى عنه: أبو الفضل بن الفُرات.
وعاش إحدى وخمسين سنة [1] .
وتُوُفّي بدمشق [2] .
حكى ابن الأكفانيّ أنّهُ خلَّف عشرة آلاف دينار [3] .
وذكر لهُ ابن عساكر في «تاريخه» ثلاث قصائد [4] .
وهو جدّ بني هنديّ رؤساء حمص.
24- عليّ بن محمود بن ماخُرّة [5] .
أبو الحسن الزُّوزَنيّ [6] الصُّوفيّ، من كبار المشايخ.
رحل إلى النّواحي. وسمع بدمشق من: عبد الوهَّاب الكِلابيّ، وبغيرها من:
عليّ بن المُثَنَّى الأسْتِرَاباذيّ، ومحمد بن محمد بن ثَوَابَة، وأبي
عبد الرّحمن السُّلميّ.
روى عنه: الخطيب، وقال [7] : لا بأس به. قال لنا إنّ ماخرّة كان
مجوسيّا.
__________
[1] ولد سنة 400 هـ.
[2] في تاريخ دمشق: «توفي ابن هندي سنة خمسين وأربع مائة بدمشق.. وقيل
سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. وكان قاضي حمص» .
[3] في تاريخ دمشق: «وخلّف ستة عشر ألف درهم، وكان من الإمساك والضبط
على غاية» .
[4] ومنها قصيدة طويلة يرثي فيها جعفر بن ميسّر، أولها:
الورد مهلكة فكيف المصدر ... والأمر يقضى والمنون المعبر
وهي ثلاثة وتسعون بيتا.
[5] انظر عن (علي بن محمود) في:
تاريخ بغداد 12/ 115، والأنساب 6/ 322، والمنتظم 8/ 214 رقم 272 (16/
59 رقم 3367) ، والكامل في التاريخ 10/ 9، والمختصر في أخبار البشر 2/
180، والعبر 3/ 226، وسير أعلام النبلاء 18/ 104 (دون ترجمة) ، وتاريخ
ابن الوردي 1/ 365، والبداية والنهاية 12/ 84 وفيه «ماجرة» (بالجيم) ،
وشذرات الذهب 3/ 288.
[6] هو الّذي نسب إليه رباط الزوزني المقابل لجامع المنصور. (الكامل في
التاريخ 10/ 9) ووقع في المطبوع من (البداية والنهاية 12/ 84) :
«الروزني» ، وكذا في (تاريخ بغداد 12/ 115) .
و «الزوزني» : بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون.
نسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور، وكان بعض
الكبراء قال: زوزن هي البصرة الصغرى لكثرة فضلائها وعلمائها. قيل إن
إمارتها تعدل إمارة مدينة كبيرة بخراسان وكذلك القضاء بها، وحدودها
متصلة بحدود البوزجان، ومن الناحية الأخرى بقهستان. (الأنساب 6/ 320) .
[7] في تاريخ بغداد 12/ 115.
(30/311)
وسألته عن مولده فقال سنة ستٍّ وستّين
وثلاثمائة.
ومات في رمضان.
قلت: وروى عنه: عبد المُحسِن الشّيخيّ، وجعفر السَّرّاج، وأُبيّ
النَّرْسيّ، وأبو العزّ بن كادش، وغيرهم.
- حرف الفاء-
25- فرّخزاد بن السُّلطان مسعود بن السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين
[1] .
صاحب غَزْنَة.
كان ملِكًا شجاعًا مهيبًا، واسع البلاد. هجم عليه مماليكه بالسّيوف وهو
في الحمَّام، فاتَّفَق أنَّهُ كان عنده سيفه، فقاتلهم، وتَلَاحَق
الحَرَس فَسَلِمَ وقتلوا أولئك. وصار بعد ذلك يُكْثِر ذِكر الموت ويزهد
في الدُّنيا [2] .
وفي هذا العام أصابه قولنج، فمات [3] .
وتملّك بعد أخوه إبراهيم [4] ، فعدل وأقام الجهاد، وفتح عدة حصون من
بلاد الهند امتنعت على أَبِيهِ وجدّه [5] .
وكان مع عدله يصوم الأَشْهُر الثَّلاثَة [6] .
26- الفضل بن جعفر بن أبي الكرام [7] .
__________
[1] انظر عن (فرّخزاد) في:
تاريخ البيهقي 216، 300، (400) ، 563، وزبدة التواريخ 53، والكامل في
التاريخ 10/ 5، والمختصر في أخبار البشر 2/ 180، وسير أعلام النبلاء
18/ 133، 134 رقم 71، وتاريخ ابن الوردي 1/ 365، ومعجم الأنساب
والأسرات الحاكمة 418.
[2] قال صدر الدين الحسيني: «وكان فرّخزاد مزيّنا بالعقل والعدل،
متحلّيا بالبذل» . (زبدة التواريخ 53) .
[3] زبدة التواريخ 53، الكامل في التاريخ 10/ 2.
[4] هو: ظهير الدولة أبو المظفّر إبراهيم بن فرّخزاد. (تاريخ البيهقي
401) .
[5] زبدة التواريخ 53، 54، الكامل في التاريخ 10/ 38، 39.
[6] قال صدر الدين الحسيني: «وكان رجلا عاقلا لبيبا ذا رأي متين» (زبدة
التواريخ 53، 54) وكانت مدّة سلطنته ثلاثين سنة.
[7] لم أقف على مصدر ترجمته.
(30/312)
أبو محمد المصريّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف القاف-
27- القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف [1] .
أبو محمد بن الرّيُوليّ [2] الأندلُسيّ، من أهل مدينة الفَرَج [3] .
روى عن: أبيه، وأبي عمر الطّلمنكيّ [4] ، وأبي محمد الشّنتجاليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن الفتح) في:
جذوة المقتبس للحميدي 390 رقم 917، والصلة لابن بشكوال 2/ 470- 472 رقم
1017، وبغية الملتمس للضبيّ 515، 516، رقم 1509، وسير أعلام النبلاء
18/ 115، 116 رقم 56، وطبقات المفسّرين للسيوطي 27، 28، وطبقات
المفسّرين للأدنه وي (مخطوطة) ورقة 33 ب، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/
37- 39، ونفح الطيب 3/ 423 و 4/ 335، ومعجم المؤلفين 8/ 110.
وقد ذكره الحميدي في (باب من ذكر بالكنية ولم أتحقق اسمه) . وقال:
«ويغلب على ظنّي أن اسمه إسماعيل بن أحمد الحجازي لأنه موصوف بهذه
الصفة. وقد أدركت زمانه، وذكرناه في بابه» . وقد تابعه الضبّي في (بغية
الملتمس) وذكره مثله في الكنى، وزاد: «ورأيت بعضهم قد ذكر أن اسمه
القاسم بن الفتح» .
[2] الريولي: لم ترد هذه النسبة هكذا في كتب الأنساب، بل وردت:
«الأوريوالي» : نسبة إلى أوريوالة. وقد ضبطها ابن خلّكان في (وفيات
الأعيان 3/ 107) بفتح الهمزة وسكون الواو وكسر الراء وضم الياء
المثنّاة من تحتها وفتح الواو، وبعد الألف لام مفتوحة، بعدها هاء.
وذكر الإدريسي: «أوريولة» في كورة تدمير. (نزهة المشتاق 2/ 538) وقال
إنها: على ضفّة النهر الأبيض، والنهر الأبيض هو نهرها ونهر مرسيّة..
وبين أوريولة والبحر عشرون ميلا، وبين أوريولة ومدينة مرسية اثنا عشر
ميلا ومن مدينة أوريولة إلى قرطاجنة خمسة وأربعون ميلا.
(2/ 557، 558) .
[3] الفرج: مدينة بالأندلس بين الجوف والشرق من قرطبة وتعرف بوادي
الحجارة. (معجم البلدان 4/ 247) ولهذا وردت نسبته «الحجري» في: جذوة
المقتبس، وبغية الملتمس، ونفح الطيب.
[4] الطّلمنكيّ: نسبة إلى طلمنكة، بفتح أوله وثانيه، وبعد الميم نون
ساكنة، وكاف مدينة بالأندلس من أعمال الإفرنج، اختطّها محمد بن عبد
الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد
الملك. (معجم البلدان 5/ 39) .
[5] الشنتجالي: نسبة إلى شنت جالة، ويقال لها أيضا جنجالة. حصن
بالأندلس في شمالي مرسية.
(انظر: نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 539) وقال الإدريسي: ومدينة جنجالة
مدينة متوسّطة القدر حصينة القلعة منيعة الرقعة، ولها بساتين وأشجار،
وعليها حصن حسن. (2/ 560) وانظر:
معجم البلدان 3/ 367، والروض المعطار 347.
وفي (الصلة 2/ 470) : «الشنتجيالي» .
(30/313)
وحجّ، وأخذ عن أبي عمران الفاسيّ.
وكان عالمًا بالحديث، عارفًا باختلاف الأئِمّة، عالمًا بالتفسير
والقراءات.
لم يكن يرى التَّقليد، وله تصانيف كثيرة. ولهُ شِعْرٌ رائق، مع صِدق
ودينٌ وورع، وتَقَلُّل وقُنُوع [1] .
قال القاضي أبو محمد [2] بن صاعد: كان القاسم بن الفتح، واحد النّاس في
وقته في العِلم والعمل، سالِكًا سبيل السّلف في الورع والصِّدق [3] ،
متقدِّمًا في علم اللِّسان والقُرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظٍّ جليل
من البلاغة، ونصيب [4] من قرض الشِّعر.
تُوُفّي على ذلك، جميل المذهب، سديد الطَّريقة، عديم النّظير.
وقال الحُمَيْديّ [5] : هو فقيه مشهور، عالِمٌ زاهِد، يتفقّه بالحديث،
ويتكلَّم على معانيه، وله أشعار كثيرة في الزُّهْد.
ولهُ:
أيَّامُ عُمْرك تَذْهَبُ ... وجميعُ سَعْيِك يُكْتَبُ
ثُمّ الشّهيدُ عَلَيْكَ منك ... فأين أين المهرب [6]
__________
[1] الصلة 2/ 470، 471.
[2] في الصلة 2/ 471: «وقال القاضي أبو القاسم» .
[3] في الصلة 2/ 471 زيادة: «والبعد عن الهزل» .
[4] في الصلة 2/ 471 «ونصيب صالح» .
[5] في جذوة المقتبس 390.
[6] البيتان في: الصلة 2/ 472، وسير أعلام النبلاء 18/ 116، وطبقات
المفسّرين للداوديّ 2/ 38 وله:
ألا أيّها العاتب المعتدي ... ومن لم يزل في لغى أو دد
مساعيك يكتبها الكاتبان ... فبيّض كتابك أو سوّد
(جذوة المقتبس 390، الصلة 2/ 471، البغية 515) .
ومن شعره أيضا:
يا طالبا للعلاء مهلا ... ما سهمك اليوم بالمعلّي
كم أمل دونه اخترام ... وكم عزيز أذيق ذلا
أبعد خمسين قد تولّت ... تطلب ما قد نأى وولّي
في الشيب إمّا نظرت وعظ ... قد كان بعضا فصار كلّا-
(30/314)
توفّي رحمه الله في صفر. ومولده سنة ثمان
وثمانين وثلاثمائة، وقد أثنى عليه جماعة.
- حرف الميم-
28- محمد بن أَحْمَد بن الكوفيّ [1] .
أبو الحسين.
بغداديّ، روى عن: عمر بن إبراهيم الكتّانيّ.
وتُوُفّي في صَفَر، ولهُ اثنان وثمانون سنة.
29- محمد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ البقَّال
[2] .
أبو طاهر.
روى عن: ابن الصّلْت.
30- محمد بن عبد العزيز بن أَحْمَد بن محمد بن شاذان [3] .
أبو بكر الحِيَريّ النَّيْسَابوريّ، الحافظ الفقيه السُّفْيانيّ.
كان من أصحاب أبي عبد اللَّه الحاكم. جمع وصَنَّف، وكان زاهدا صالحا.
__________
[ (-) ]
نادى: حسامي عليك ماض ... لم يحدث الدهر فيه فلّا
فاعقل فتحت المشيب سرّ ... جلّ له الخطب ثم جلّا
وله:
يا معجّبا بعلائه وغنائه ... ومطوّلا في الدهر حبل رجائه
كم ضاحك أكفانه منشورة ... ومؤمّل والموت من تلقائه
وقال ابن بشكوال: «وكان رحمه الله إماما مختارا، ولم يكن مقلّدا، وكان
عاملا بكتاب الله وسنّة نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم متّبعا للآثار
الصحاح، متمسّكا بها لا يرى الأخذ على شيء من العلم والدين وثيقة
والتزام صلاة بمسجد وغير ذلك. وكان يقول بالعلّة المنصوص عليها
والمعقولة، ولا يقول بالمستنبطة، ومضى عليه دهر يقول بدليل الخطاب، ثم
ظهر إليه فساد القول فيه فنبذه واطّرحه. توفي في بلده بعد مطالبة جرت
عليه من جهة القضاء بها، رحمه الله» . (الصلة 2/ 472) .
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
المنتخب من السياق 45 رقم 71.
(30/315)
تُوُفّي في رجب.
روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وغيره [1] .
31- محمد بن أبي القاسم عبد الواحِد الدّارانيّ الْأصبهانيّ [2] .
روى عن: عبد اللَّه بن أَحْمَد.
وعنه: الْإِخشيد، وغيره.
32- محمد بن عليّ بن الفتح [3] .
أبو طالب الحربيّ العُشَاريّ [4] .
سمع: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبا الفتح القوّاس، وطبقتهم.
قال الخطيب [5] : كتبت عنه، وكان ثِقةً صالِحًا [6] . وُلِدَ في
المُحرَّم سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.
قال لي: كان جدّي طويلًا، فقيل لي [7] العُشَاريّ.
قلت: وكان أبو طالب خيِّرًا زاهِدًا، عالما فقيها، واسع الرواية صحب
أبا عبد اللَّه بن بطَّة، وأبا عبد اللَّه بن حامد.
وتفقّه لأحمد.
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «الحافظ السفياني، معروف، ثقة، حافظ من
أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ. سمع الكثير وصنّف وحدّث، وكان مؤدّب
والدي. جمع مصنّفات الحاكم وسمعها، وحدّث عن غيره، وكان من العبّاد
والزّهاد» .
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن الفتح) في:
تاريخ بغداد 3/ 107، وطبقات الحنابلة 2/ 191، 192، رقم 663، والأنساب
8/ 459، والمنتظم 8/ 214 رقم 273 (16/ 59 رقم 3368) ، والكامل في
التاريخ 10/ 9، واللباب 2/ 341، وميزان الاعتدال 3/ 656، وسير أعلام
النبلاء 18/ 48- 50 رقم 21، والعبر 3/ 226، 227، والمعين في طبقات
المحدّثين 131 رقم 1443، وفيه «محمد بن الفتح» ، والبداية والنهاية 12/
85، والوافي بالوفيات 4/ 130، وشذرات الذهب 3/ 289، والأعلام 6/ 276.
[4] العشاري: بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد
الألف. (الأنساب 8/ 459) .
[5] في: تاريخ بغداد 3/ 107.
[6] في تاريخ بغداد: «وكان ثقة ديّنا صالحا» .
[7] في تاريخ بغداد: «فقيل له» .
(30/316)
قال أبو الحسين بن الطُّيوريّ: قال لي بعض
أهل البادية: نحنُ إذا قُحِطنا استسقينا بابن العُشاريّ، فنُسْقَى [1]
.
وقال أبو الحسين بن الفرّاء في ترجمته في طبقات أصحاب أَحْمَد: حكى لي
بعض أصحاب الحديث قال: قرئ كتاب الرؤيا للدَّارَقُطْنيّ على العُشَاريّ
في حلقته بجامع المنصور، فلمَّا بلغ القارئ إلى حديث أمُّ الطُّفَيْل،
وحديث ابن عبَّاس، قال القارئ: وذكر الحديث، فقال للقارئ: اقرأ الحديث
على وجهه، فهذان الحديثان مثل السواري [2] .
وقال أبو الحسين: قال لي ابن الطُّيُوريّ: لمَّا قَدِم عسكر
طُغْرُلْبَك لقي بعضهم لابن العُشاريّ فقال: يا شيخ إيش معك؟
قال: ما معي شيء.
ثُمَّ ذكر أنّ في جَيْبِهِ نفقة، فناداه: تعال. وأخرج ما معه وقال: هذا
معي.
فهابه الرَّجُل وعظَّمهُ ولم يأخُذ النَّفَقَة [3] .
قلت: روى عنه: ابن الطُّيُوريّ، وأبو العِز بن كادِش، وأبو بَكْر قاضي
المارِسْتان، وأحمد بن قريش.
وقد أُدْخِل في سماعه أشياء باطلة، ولم يعلم [4] .
33- محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه [5] بن المؤمّل.
أبو طاهر الأنباريّ البزَّاز.
سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الورَّاق، وغيره.
قَالَ الخطيب [6] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا صالحًا [7] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 192.
[2] في طبقات الحنابلة 2/ 192: «فلهذين الحديثين رجال مثل هذه السواري»
.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 192.
[4] وقال ابن أبي يعلى: ودفن في مقبرة إمامنا أحمد بجنب أبي عبد الله
بن طاهر. وكان كل واحد منهما زوج أخت الآخر. (طبقات الحنابلة 2/ 192) .
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 3/ 237 رقم 1315 وفيه «عبد الله» .
[6] في تاريخه.
[7] وزاد: «ديّنا» .
(30/317)
وقال السِّلفيّ فيما أنا ابن الخلال، عن
الهمدانيّ، عنه شجاع الهُذَليّ، عن ابن المؤمّل الأنباريّ فقال: هو
محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه بن المؤمّل البزّاز أبو طاهر. حدَّث عن:
إسماعيل الورَّاق، وأحمد بن محمد الدِّوسيّ الأنباريّ. وكان صالِحًا
دَيِّنًا صدوقًا.
مات سنة إحدى وخمسين.
قال السِّلفيّ: أنا عنه أبو البركات بن الوكيل، عن ابن ماسي.
34- محمد بن محمد بن عليّ بن أبي تمّام [1] .
أبو منصور الهاشميّ الزَّينبيّ، أخو أبي نصر محمد، وطرّاد [2] .
سمع: عيسى بن الجرَّاح.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
مات بواسط في آخر السَّنة.
وقال أبو عليّ بن السَّكن: لَقَبُهُ: كمال الدِّين.
قلت: روى عنه أهل واسط.
35- منصور بن النُّعْمان [4] .
أبو القاسم الصّيمريّ، ثُمّ المصريّ.
سَمِعَ: القاضي أبا الحسن الحلبيّ، وغيره.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُمَيْديّ.
تُوُفّي رحمه اللَّه في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الهاشمي) في:
تاريخ بغداد 3/ 237، رقم 1316، والأنساب 6/ 346.
[2] ولهم أخ رابع هو: نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الّذي يروي
ابن المقتدر باللَّه.
انظر: الأنساب 6/ 346، وانظر عن الأخوين في: الأنساب المتفقة (الطبعة
الجديدة) 76.
[3] في تاريخه.
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
(30/318)
- حرف النّون-
36- نَصْر بن أبي نصر [1] .
أبو منصور الطوسيّ المقرئ.
حدَّث بِصُور وسكنها [2] .
عن: عبد الرحمن بن أبي نصْر، وغيره.
روى عنه: ابنه إسماعيل بن نصر [3] .
- حرف الياء-
37- يوسف بن هلال [4] .
أبو منصور البغداديّ، الصَّيْرَفيّ.
صاحب التَّميميّ [5] .
روى عن: عيسى بن الوزير [6] .
__________
[1] انظر عن (نصر بن أبي نصر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 570 و (44/ 465) ، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 127 رقم 1743.
[2] سمع فيها سنة 420 أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الحصري البانياسي
الّذي سكن صور أيضا.
(تاريخ دمشق 36/ 570) وأبا شجاع فاتكا بن عبد الله المزاحمي.
[3] وسأله غيث بن علي الصوري عن وفاة أبيه، فقال: في آخر نهار يوم
الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربعمائة عن ثلاث
وستين سنة بثغر صور. وكان يقرئ حلقة في الجامع. وأقام بصور إحدى
وثلاثين سنة إلى أن مات. (تاريخ دمشق 44/ 465) .
[4] انظر عن (يوسف بن هلال) في:
تاريخ بغداد 14/ 328 رقم 7655 وفيه: «يوسف بن هلال بن ببّه» .
[5] في تاريخ بغداد: «صاحب التميميين» ، كان يهوديا فأسلم وهو حدث على
يد أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، وصحبه، وصحب أهله من
بعده، وتسمّى محمدا.
[6] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.. سألت عن مولده فقال في
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
(30/319)
سنة اثنتين وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألِف-
38- أَحْمَد بن الحسين [1] .
أبو الحسين التَّميميّ السَّلمَاسيّ.
تُوُفّي بآمِد.
قال أُبيُّ النَّرْسيّ: ثنا ببغداد عن أبي طاهر المُخلّص.
39- أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن فَضَال [2] .
أبو الفتح الحلبيّ الموازينيّ.
الشّاعر المعروف بالماهر.
روى عَنْهُ من شِعره: أبو عَبْد اللَّه الصُّوريّ، وأبو القاسم
النَّسيب. فمن شعره:
يا من له سيف لحظٍ ... يدبّ فيه المَنُون
ومن لجسمي وقلبي ... منه ضنى وشجون
ما فكرتي في فؤادٍ ... سَبَتْهُ منك الْجُفون
وإنّما فكرتي في ... هواك أين يكون؟
وله بيت مفرد:
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن عبيد الله الموازيني) في:
الفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) ص 22، ودمية القصر
للباخرزي 1/ 220 رقم 56، ومعجم ابن الفوطي 5/ 141، ومختصر تاريخ دمشق
3/ 148، 149 رقم 166، والعبر 3/ 227، والدرّة المضيّة 603، وملخّص
تاريخ الإسلام (مخطوطة مكتبة الأوقاف ببغداد) لابن الملّا 7/ 34 أ،
والوافي بالوفيات 7/ 173، والنجوم الزاهرة 5/ 67 وفيه «أحمد بن عبد
الله بن فضالة» .
(30/320)
إذا امتطى قلمٌ يومًا أنامِلَهُ ... سدَّ
[1] المفاقرَ واستولى على الفِقَر
ويندر هكذا للماهر أبيات فائقة. وكان موازينيًّا بحلب، ثُمَّ ترك
الصَّنعة وأقبل على الشِّعر، ومدح الملوك والَأُمراء.
ولهُ وقد أجاد:
برغمي أن أُعنَّفَ فيك دهرًا ... قليلًا همُّهُ بِمُعنّفيهِ [2]
وأن أرعى النُّجومَ ولَسْتَ فيها ... وأن أطأ التراب وأنتَ فيه [3]
40- أَحْمَد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بن موسى [4] .
أبو الفرج الملحميّ الْأصبهانيّ.
سمع: عُبَيْد اللَّه بن يعقوب بن جميل.
روى عنه: سعيد الصَّيْرَفيّ، وغيره.
41- أَحْمَد بن نجا [5] .
أبو طاهر البغداديّ البزَّاز المقرئ.
سمع: أبا أَحْمَد الفرضيّ، وابن رزقويه، وجماعة.
__________
[1] في ملخّص تاريخ الإسلام 7/ 134 «وشدّ» .
[2] ورد هذا البيت في (الدرّة المضيّة 603) هكذا:
برغمي أن ألوم عليك دهرا ... قليل نكره بمعنّفيه
[3] وقرئ عليه في صفر سنة 452 يمدح أبا نصر صدقة بن يوسف:
لو سرت حين ملكت سيرة منصف ... لسننت وحدك سنّة لم تعرف
من صحّ قبلك في الهوى ميثاقه ... حتى تصحّ؟ ومن وفى حتى تفي؟
عرف الهوى في الخلق مذ خلق الهوى ... بمذلّة الأقوى وعزّ الأضعف
فلألبسنّ حملت أو لم أحتمل ... فيك السقام عطفت أو لم تعطف
حتى يعاين كلّ لاح عاذل ... منّي لجاجة كلّ صبّ مدنف
يا من توقّد في الحشا لصدوده ... نار بغير وصاله ما تنطفئ
وهي طويلة. (مختصر وتاريخ دمشق 3/ 148، 149) .
أقول: وابنه أبو القاسم زيد بن أحمد بن عبيد الله، أقام بطرابلس وتوفي
فيها، وكان شاعرا أيضا. (تاريخ دمشق مخطوطة التيمورية- 5/ 434، 435،
بغية الطلب- مصوّرة معهد المخطوطات العربية- 7/ 64، 65) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته، ولم يذكره الدكتور أكرم ضياء العمري في «موارد
الخطيب البغدادي» .
(30/321)
وعنه: أبو بكر الخطيب في تاريخه، ومسعود بن
ناصر السّجْزيّ، وأُبيُّ النَّرْسيّ، وغيرهم.
42- إبراهيم بن محمد بن زيد [1] .
أبو أَحْمَد الأمويّ الكوفي.
قال أبيّ النّرسيّ: ثقة. ثنا عن: ابن غزال، وابن حُطَيْط.
- حرف الباء-
43- بابيّ بن أبي مسلم بن بابيّ [2] .
أو يأتي بمُثَنّاه، كذا وجدته بمُثنّاه وليس بشيء، وصوابه بابيّ بلا
همز وبالتّثقيل.
أبو منصور الجبليّ الفقيه.
قال أُبيّ: كان من أصحاب الشّيخ أبي حامد، سمعنا منه ببغداد.
وقال غيره: ولي قضاء ربع الكَرْخ، وكان من أئمّة الشّافعيّة. روى
الحديث عن ابن الجنديّ [3] .
- حرف الجيم-
44- جعفر بن الحسين بن يحيى [4] .
أبو الفضل الدّقَّاق.
تُوُفّي بمصر في ربيع الآخر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (بابيّ بن أبي مسلم) في:
تاريخ بغداد 7/ 136 وفيه: «باي» ، والمنتظم 8/ 216، 217 رقم 274 (16/
62 رقم 3369) وفيه «باي» ، والكامل في التاريخ 10/ 13 وفيه: «باي»
وقال: باي: بالباء الموحّدة، وبعد الألف ياء تحتها نقطتان، والبداية
والنهاية 12/ 85 (اكتفى بذكر كنيته) .
[3] وقال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة. وولي القضاء بباب الطاق، وبحريم
دار الخلافة.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/322)
- حرف الحاء-
45- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن الحسن [1] .
أبو منصور الشّيبانيّ.
تُوُفّي في رمضان عن بضعٍ وثمانين سنة.
رُمي بالكذب.
46- الحَسَن بْن عليّ بْن أبي طَالِب [2] .
أبو منصور الهرويّ الكرابيسيّ الأديب.
تُوُفّي في رمضان.
روى عن: زاهر بن أَحْمَد الفقيه، وأبي حامد النُّعَيْميّ.
47- الحسن بن محمد [3] .
أبو عليّ الجارزيّ [4] .
راوي كتاب «الجليس والَأنيس» [5] عن مُصنِّفه المعافى بن زكريا
الجريريّ [6] .
روى عنه الكتاب: أبو العزّ بن كادِش.
مات في ربيع الأوّل.
48- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [7] .
أَبُو عَلِيّ اللّبّاد.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] هكذا في الأصل. وفي «الجليس الصالح» 1/ 148: «محمد بن الحسين بن
محمد بن الحُسين الجازري» .
[4] هكذا في الأصل. وفي «الجليس» : «الجازري» بتقديم الزاي.
[5] واسمه بالكامل: «الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي» ،
وقد قام بتحقيق المجلّدين الأول والثاني منه المرحوم الدكتور محمد مرسي
الخولي، ونشرتهما: عالم الكتب ومحمد أمين دمج، بيروت 1981 و 1983 م.
وصدر المجلّد الثالث عن عالم الكتب 1987 بتحقيق الدكتور إحسان عباس.
[6] توفي سنة 390 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في الجزء الخاص بحوادث
(381- 400 هـ.) من تاريخ الإسلام ص 206- 208.
[7] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/323)
توفّي بأصبهان. وهو من شيوخ سعيد بن أبي
رجا.
49- الحسين بن محمد [1] .
أبو يعلى الخبّاز المقرئ.
سمع: أبا طاهر المخلّص.
وعنه: أبو عليّ بن البنَّاء.
50- الحسين بن الحسن بن الحسين بن أبي محمد الحسن بن عبد اللَّه بن
حمدان [2] .
ناصر الدّولة أبو عليّ التَّغْلِبيّ الأمير. أمير دمشق.
ولي أمرها للمصريّين.
ولي دمشق سنة خمسين وأربعمائة، وسار سنة اثنتين وخمسين إلى حلب، فجرت
بينه وبين بني كِلاب وقعة الفُنَيْدِق بظاهر حلب، فكُسِر ابن حمدان،
وأفلت مُنْهَزِمًا جريحًا، وأُسِر سائر عسكره وراح إلى مصر، فجرت له
خُطُوب وحُروب ذُكِرَت في الحوادث [3] .
وولي بعده هذا.. وهو:
- حرف السين-
51- سبكتكين [4] .
__________
[1] لم أجد مصدرا لترجمته.
[2] انظر عن (الحسين بن الحسن التغلبي) في:
الكامل في التاريخ 10/ 80- 88، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 12، وذيل
تاريخ دمشق 90، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 277- 283، و 2/ 19، وأخبار
الدولة الحمدانية لابن ظافر 59، وفيه: «الحسن بن الحسن» ، وسير أعلام
النبلاء 18/ 335، 336 رقم 156، والوافي بالوفيات 12/ 357، 358، وأمراء
دمشق في الإسلام 27 رقم 91، والنجوم الزاهرة 5/ 13- 15، 19، 21، 83،
90، 91، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 293.
[3] انظر: وقعة الفنيدق في أول حوادث سنة 452 هـ.
وقد قال الفكيك الحلبي شعرا في ناصر الدولة بعد أن ولّاه المستنصر على
دمشق:
على حلب حلبت دماؤكم ... وحكم فيكم الرمح الأصمّ
وقد سيّرته إلى دمشق ... يد شلّا وأمر لا يتمّ
(أخبار الدولة الحمدانية 59) .
[4] انظر عن (سبكتكين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 117، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
9/ 207 رقم-
(30/324)
أبو منصور التُّركيّ.
ولي دِمشق من قِبَل صاحب مصر في سنة اثنتين وخمسين، فبقي بها ثلاثة
أشهر ونِصف ومات [1] .
وكان قبل الولاية مُقيمًا بدمشق.
روى عن: السَّكَن بن جُمَيْع [2] .
وعنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وغيره.
- حرف الضَّاد-
52- ضياء بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب [3] .
أَبُو عبد اللَّه الهرويّ الخيَّاط.
سكن بغداد. وحدَّث عن: عمر بن شاذران [4] القَرْمِيسينيّ، وعيسى
الدَّيَنَورِيّ، وعليّ بن أَحْمَد بن غسّان المصريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وسماعه صحيح [5] .
- حرف الطّاء-
53- طاهر بن عليّ بن محمد بن ممويه [6] .
__________
[ (- 99،) ] وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 36 رقم 118، وتهذيب تاريخ
دمشق 6/ 65، 66، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/
270 رقم 605 وقد ورد في آخر حوادث سنة 452 هـ.
[1] قال ابن عساكر: توفي وهو على دمشق ليلة الاثنين 24 ربيع الأول سنة
453 وقيل ليلة الأحد 23 منه، فكانت ولايته ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما.
[2] هو أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الصيداوي،
ويعرف بالسكن.
توفي سنة 437 هـ.
[3] انظر عن (ضياء بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 346 رقم 4898.
[4] في تاريخ بغداد: «شادران» بالدال المهملة.
[5] وقال: سألت ضياء عن مولده فقال: في صفر من سنة ثمان وسبعين
وثلاثمائة. وولدت ببغداد، وحملني أبي إلى الدينور وأنا صغير، ثم ردّني
إلى بغداد وحدرني إلى البصرة بعد ذلك.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/325)
أبو الفتح الْأصبهانيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، وإبراهيم بن خُرشِيد قُولَه.
وعنه: سعيد بن أبي رجا، وغيره.
- حرف العين-
54- عالي بن عثمان بن جِني [1] .
أبو سعد بن أبي الفتح النّحويّ ابن النَّحويّ.
عاش إلى هذا العام، وانقطع خبره [2] .
ذكره ابن ماكولا [3] فقال: كان قد سمع من المَرْجَّى «مسند أَبِي يعلى»
.
قَالَ ابن عساكر: وحدث بصور عَن: المرجى، وعيسى بن الوزير [4] ،
وتمَّام الرَّازيّ [5] .
روى عنه: أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا [6] ، ومكّي
الرّميليّ [7] ،
__________
[1] انظر عن (عالي بن عثمان) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 585، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 18/ 617،
وتاريخ دمشق، بتحقيق د. شكري فيصل تراجم: (عاصم- عائذ) 103، 104، ومعجم
الأدباء 12/ 39، 91، وإنباه الرواة 2/ 385، 386، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 11/ 245 رقم 143، والوافي بالوفيات 14/ 135، وبغية الوعاة
2/ 24، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 6- 8 رقم
719.
وسيعيده المؤلّف في وفيات سنة 459 هـ. برقم (211) .
[2] ذكر ياقوت الحموي وفاته في سنة 7 أو 458 هـ. (معجم الأدباء 12/ 39
و 91) .
[3] في (الإكمال 2/ 585) .
[4] الموجود في (تاريخ دمشق) : «وحدث بجامع صيدا عن الوزير أبي القاسم
عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح، بسنده عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كاتب
مملوكه على مائة وقيّة فأدّاها غير عشر أواق فهو رقيق» .
[5] لم يذكر السيد جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري. صاحب الترجمة بين
تلاميذ تمّام الرازيّ.
(انظر: الروض البسّام 1/ 49) .
[6] وهو قال، «كان ابن جني النحويّ المدقّق المصنّف نحويا حاذقا
مجوّدا، وله شعر بارد. سمع جماعة من المواصلة والبغداديين. وحكى لي
إسماعيل بن المؤمّل النحويّ أن أبا الفتح كان يذكر أن أباه كان فاضلا
بالرومية. وابنه أبو سعد عالي بن عثمان بن جني أدركته بصيداء وسمعت
منه، وكان قد سمع «مسند أبي يعلى» من المرجّى، وسمع ببغداد من عيسى بن
علي بن عيسى الوزير» . (الإكمال 2/ 585) .
[7] وهو قال: قرأت على الشيخ الأديب أبي سعد عالي بن عثمان بن جني
البغدادي بجامع صيدا-
(30/326)
وأحمد الرُّوَيْدِشتيّ [1] .
55- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بُنْدار [2]
.
أبو محمد البغداديّ المقرئ، الحذَاء، المعروف بابن الخفَّاف.
سمع: أبا الحسين بن المُظفَّر، وأبا حفص بن الزّيّات، وأبا بكر
الورَّاق، وأبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
توفّي في المُحرَّم وله خمسٌ وثمانون سنة [4] .
وقال ابن خيرون: كان يكذب في القراءات.
__________
[ (-) ] بسنده، إلى عمرو بن شعيب.. وذكر الحديث. (تاريخ دمشق 18/ 617)
و (تراجم: عاصم- عائذ) 103، 104.
[1] في الأصل: «الروندشي» ، والتصحيح من المصادر.
وقال القفطي:
«ونقلت من على ظهر جزء بخط أحمد بن علي بن ثابت، أنشدني الشيخ أبو محمد
جعفر بن عبد الله بن علي بن المفيد قال: أنشدني أبو سعد عالي بن عثمان
بن جني ولد أبي الفتح بن جني بصور لنفسه:
ألا للَّه ما أشقى حياتي ... فشيب مفارقي مما أقاسي
كأنّ طوالعي شربت دواء ... فطول الدهر تسلح فوق رأسي
قال: وأنشدني أيضا لنفسه بمنزله بصيداء:
منزل لا أرى بعيني أدنى ... منه قدرا في سائر الأمصار
فرشي فيه فقحة ووطائي ... حين أمسى غرائب الأقطار
وإذا لم أجد أنيسا من الناس ... تفيهقت في عتاب الفار
(إنباه الرواة 2/ 385، 386) .
وقال الشيخ الإمام أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي: أنشدنا عالى بن
عثمان بن جنّي قال:
أنشدنا أبي لنفسه.. وذكر قصيدة طويلة أولها:
وحلو شمائل الأدب ... منيف مراتب الحسب
(معجم الأدباء 12/ 96) .
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد المقرئ) في:
تاريخ بغداد رقم 1437 10/ 146 رقم 5292، وميزان الاعتدال 2/ 499 رقم
4585، وغاية النهاية 1/ 457 رقم 1911، ولسان الميزان 3/ 355.
[3] في تاريخ بغداد.
[4] سئل الخطيب عن مولده فقال: أظنّه في سنة سبع وستين وثلاثمائة.
(30/327)
56- عبد الباقي بن أبي غانم الشّيرازيّ [1]
.
ذكرهُ أُبَيُّ النَّرْسيّ فقال: وَرَدَ الخَبَر بوفاته. وكان ينفرد
برواية كتاب يعقوب بن شيبة الحافظ بكماله [2] .
57- عبد الجبَّار بن عليّ بن محمد بن خُشْكَان [3] .
الَأستاذ أبو القاسم الْإِسْفَرَائينيّ، المُتَكلّم الأصم المعروف
بالْإِسكاف.
فقيه إمام، أشعريّ، من تلامذة أبي إسحاق الْإِسْفَرَائِينيّ، ومن
المُبرّزين في الفتوى. زاهد عابد قانت كبير الشّأن، عديم النَّظير. قرأ
عليه إمام الحرمين أبو المعالي الأصول.
وقد سمع من: عبد اللَّه بن يوسف الْأصبهانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ثامن وعشرين صفر.
روى عنه: أبو سعيد بن أبي ناصر، وغيره.
ويُعرف بأبي القاسم الْإِسكاف [4] .
58- عبد الرّزاق بن محمد بن يزداد الْأصبهانيّ [5] .
قال: ثنا يونس بن أحمد بن خير سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
مات فِي ذي القعدة.
59- عَبْد الواحد بْن محمد بن عثمان [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن أبي غانم) في:
تاريخ بغداد 11/ 91 رقم 5780 وفيه اسمه: «عبد الباقي بن أبي غانم عبد
الكريم بن عمر بن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
العباس، أبو بكر الهمذاني المؤدّب، شيرازيّ الأصول» .
[2] وقال الخطيب: كتبتُ عَنْه وكان لا بأس به.
[3] انظر عن (عبد الجبار بن علي) في:
تبيين كذب المفتري 265، والمنتخب من السياق 342 رقم 1126، وفيه «حسكان»
بالسين المهملة، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 220، وطبقات
الشافعيّ للإسنويّ 36، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 234، وهدية
العارفين 1/ 499.
[4] قال عبد الغافر: ولم يرو إلّا القليل.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/328)
أبو الحسن المجاشعيّ.
عن: إسماعيل بن الحسن الصّرْصريّ.
وعنه: أبو عليّ البَرَدانيّ، وأُبيُّ النَّرْسيّ.
60- عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن عَلِيّ [1] .
أَبُو الفضل الصَّيرفيّ [2] البغداديّ.
قرأ القرآن على أبي حفْص الكتَّانيّ، وسمع منه. ولعلَّهُ آخِر من قرأ
عليه.
تُوُفّي في ذي الحجّة [3] .
وقد روى الحديث عن: المُخلص، وابن أخي ميمي.
وكان بارعا في معرفة القراءات [4] .
61- عدنان بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن محمد بن شيبان [5] .
أبو الحسن البرجي [6] .
من طلبة الحديث بأصبهان.
سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن مَنْده، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وقال: كان من عباد اللَّه
الصّالحين، مؤذِّن الجامع.
62- عليّ بن أَحْمَد بن الرّبيع [7] .
الْإِمام أبو الحسن السّبكبائيّ [8] .
من أهل ما وراء النّهر.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 388 رقم 5567، وغاية النهاية 1/ 455 رقم 2015.
[2] في غاية النهاية 1/ 485 «الصدفي» ، والمثبت يتفق مع تاريخ بغداد.
[3] من سنة 451 هـ. وله إحدى وثمانون سنة.
[4] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان من حفّاظ القرآن ومن
العارفين باختلاف القراءات.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] البرجي: بضم الباء المعجمة بنقطة وسكون الراء المهملة وفي آخرها
الجيم- هذه النسبة إلى قرية برج وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 2/ 132) .
[7] لم أجد مصدر ترجمته.
[8] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
(30/329)
تُوُفّي في يوم عرفة.
روى عن: أبي سَعْد الْإِدريسيّ.
روى عنه: عُبَيْد اللَّه بن عُمَر الكشّانيّ، وعلي بن عثمان الخراط،
وعلي بن عالم الفاغي الصّكّاك.
توفّي الصّكّاك سنة إحدى عشرة.
63- علي بن أحمد بن محمد بن حامد البزاز [1] .
سمع: أبا حفص بن شاهين.
وعنه: جعفر السراج، وغيره.
توفي في ربيع الآخر.
64- علي بن حميد بن علي بن محمد بن حميد بن خالد [2] .
أبو الحسن الذهلي، إمام جامع همذان وركن السنة بها، والمشار إليه في
الورع والديانة.
روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وعبد الرَّحمن بن أبي اللَّيْث،
وابن جانجان، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفرائيني الحافظ،
ويوسف بن أحمد بن كج، وأبي عمر بن مهدي، وأبي العباس أحمد بن محمد
البصير، وحمد بن عبد الله الأصبهاني، وخلق كثير.
قال شيرويه: ما أدركته. وحدَّثني عَنْه يوسف الخطيب وعامّة كهولنا.
وكان صدوقًا ثِقةً، أمينًا ورِعًا، جليل القدْر، محتشِمًا. عني بهذا
الشّأن رأيت أختي بعد موتها فقلت لها: ما فعل أبو الحسن بن حُمَيْد؟
قالت: طار مع الحواريّيّن في الهواء.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (علي بن حميد) في:
العبر 3/ 227، 228، وسير أعلام النبلاء 18/ 100، 101 رقم 47، وشذرات
الذهب 3/ 289.
(30/330)
وتُوُفّي في ثاني عشر جُمَادَى الأولى،
وقبره يُزار ويُتَبَرَّكُ به. وقد رثاه بعضهم.
- حرف الميم-
65- محمد بن أَحْمَد بن عليّ [1] .
أبو عبد اللَّه بن أبي سَعْد القزوينيّ المقرئ. نزيل مصر مِنْ صِباه.
قرأ بدمشق عَلَى أبي الحسن بن داود الدّارانيّ لابن عامر، وعلى الحسن
بن سليمان الأنطاكيّ النّافعيّ [2] للسُّوسّي، وعلى أبي الفَرَج محمد
بن أَحْمَد بن أبي الجود للدُّوريّ، وعلى طاهر بن غَلْبُون «بالتّذكرة»
.
روى بمصر كتاب «التّذكرة» عن مُصنِّفها أبي الحسن طاهر بن أبي
الطَّيِّب عبد المنعم بن غلبون.
وحدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ،
وميمون بن حمزة الحُسينيّ، ومحمد بن أَحْمَد بن جابر التّنيسيّ،
وغيرهم.
وكان من المذكورين بالقراءات بمصر.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ [3] ، وأبو الحسن يحيى بن عليّ الخشّاب،
وقرأ عليه القرآن هو، و: أبو عليّ الحسن بن خَلَف بن بَلِّيمَة، ومحمد
بن أَحْمَد بن حمّوشة القَلْعيّ، وأبو عبد اللَّه الرّازيّ في مشيخته.
وتُوُفّي في ربيع الآخر [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم للكتّاني (مخطوطة الظاهرية) ورقة 146،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 339، والتدوين في أخبار قزوين
للرافعي 1/ 190، 191، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 290، 291 رقم
210، الإعلام بوفيات الأعلام 187، والعبر 3/ 228، ومعرفة القراء الكبار
1/ 416 رقم 354، ومرآة الجنان 3/ 74، وغاية النهاية 2/ 75 رقم 2758،
وحسن المحاضرة 1/ 493.
[2] نسبة إلى قراءة نافع. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 665) .
[3] وهو ورّخ وفاته.
[4] قال أبو عبد الله بن الحطاب: كان من المذكورين بالقراءات ورواياتها
بمصر. عندي عنه مشيخة لهشام بن عمّار الدمشقيّ رواها لنا سنة أربعين
وأربعمائة. (تاريخ دمشق) .
(30/331)
66- محمد بن أحمد بن عبد الله [1] .
أبو الحسين البَصْريّ الزّاهد المعروف بالزَّوْبَج.
سمع: أبا عامر الهاشميّ، وعليّ بن القاسم الشَّاهِد، وأبا عمر بن
مهديّ، وابن المُتيّم، وابن الصّلْت الأهوازيّ.
وخرَّج لهُ أبو بكر الخطيب جزءًا سمعه أبو الفضل بن خَيْرون، وجعفر
السَّرّاج، وابن الطُّيوريّ.
وقد روى عنه أبو بكر الخطيب في مُصنَّفاته.
وتُوُفِّي بآمد في ثاني رجب.
67- محمد بن عبد اللَّه بن عُبَيْد اللَّه [2] .
أبو الحسين البغداديّ المؤدّب.
كان مقرئًا ثقة، ضريرًا.
مات في المحرَّم عن تسعين سنة.
سمع: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين، والمخلّص.
كتبت عنه، قاله الخطيب [3] .
وقد قرأ على أبي حفص الكتَّانيّ.
68- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسن [4] .
أبو بكر الكرابيسيّ السِّمْسار الزَّاهد.
ويُعْرف بالحافظ السّيوفيّ [5] .
تُوُفّي بِنَيْسَابوُر في ربيع الآخر.
سمع: محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته، ولم يذكره الدكتور أكرم ضياء العمري في «موارد
الخطيب البغدادي» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله المؤدّب) في:
تاريخ بغداد 5/ 476، 477 رقم 3030، ومعرفة القراء الكبار 1/ 421 رقم
359، وغاية النهاية 2/ 191 رقم 3205 وفيه: «محمد بن عبد الله ويقال:
عبيد الله» .
[3] في تاريخه.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
المنتخب عن السياق 46، 47 رقم 77.
[5] في المنتخب: «السيوئي» .
(30/332)
روى عنه: زاهر بن طاهر الشَّحّاميّ [1] .
69- محمد بن عبد الوهَّاب بن محمد [2] .
أبو طاهر بن الشَّاطر العلويّ الكاتب، نقيب الطالبيين ببغداد.
سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربيّ، وابن المنتاب.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
توفّي في ربيع الأوّل.
70- محمد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن محمد بن عُمْرُوس [3] .
أبو الفضل البغداديّ الفقيه المالكيّ.
قال الخطيب [4] : انتهت إليه الفتوى ببغداد.
وسمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم بن حَبَابَة [5] ، والمخلص،
وغيرهم.
روى عنه: الخطيب، وغيره.
__________
[1] قال عبد الغافر: «وليس بحافظ في الحديث، مستور، ثقة، صالح، ترك
السوق واستقلّ بالعبادة» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في:
تاريخ بغداد 2/ 383 رقم 899.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 339، 340 رقم 844، وتبيين كذب المفتري 264، 265، وطبقات
الفقهاء للشيرازي 169، وترتيب المدارك 4/ 762، 763، والأنساب 9/ 54، 55
وفيه «العمروسي» ، والمنتظم 8/ 218 رقم 278 (16/ 64 رقم 3373) ،
والكامل في التاريخ 10/ 13 وفيه:
«محمد بن عبيد بن أحمد بن محمد أبو عمرو بن أبي الفضل» ، وسير أعلام
النبلاء 18/ 73- 75 رقم 34، والعبر 3/ 228 وفيه: «محمد بن عبد الله» ،
والإعلام بوفيات الأعلام 187، والبداية والنهاية 12/ 86، والديباج
المذهب لابن فرحون 2/ 238، والنجوم الزاهرة 5/ 68، والقاموس المحيط
(مادة: العمّرس) ، وشذرات الذهب 3/ 290، وتاج العروس للزبيدي 4/ 196،
وشجرة النور الزكية 105 رقم 269 وفيه: «محمد بن عبد الله بن أحمد» .
و «عمروس» ضبطه السمعاني بفتح العين، وضبطه الفيروزآبادي بضمّها، وقال:
وفتحه من لحن المحدّثين. (القاموس المحيط) .
[4] في تاريخ بغداد 2/ 339 وعبارته فيه: «كان أحد الفقهاء على مذهب
مالك، وكان أيضا من حفاظ القرآن ومدرّسيه.. كتبت عنه وكان ديّنا ثقة
مستورا.. وقبل قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغانيّ. شهادته» .
[5] تصحّف في (ترتيب المدارك) إلى «جبابة» بالجيم، وفي (البداية
والنهاية) إلى «حبانة» بالنون.
(30/333)
وكان من القُرَّاء المُجوِّدين رحمه
اللَّه.
ذكره ابن عساكر في الأشاعرة [1] .
تُوُفِّي في أول العام وله ثمانون سنة [2] .
قال أبو إسحاق الشّيرازيّ [3] : كان فقيهًا أُصوليّا صالِحًا.
وقال النَّرْسيّ: كان صالِحًا، ممن انتهى إليه مذهب مالِك ببغداد.
71- محمد بن محمد بن عليّ [4] .
القاضي أبو سَعْد الحنفيّ [5] .
أحد علماء نَيْسابور [6] .
تُوُفّي في هذا العام تقريبًا [7] .
روى عن: أبي الحسن العَلَويّ.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ.
72- محمود بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن ماشاذة [8] .
أبو منصور الْأصبهانيّ، الأديب.
سمع ببغداد: أبا القاسم بن حبابة.
روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء، وغيره.
__________
[1] في (تبيين كذب المفتري 264، 265) .
[2] قال ابن فرحون إنه توفي سنة 372 هـ. وهذا وهم، كما وهم محقّق
(الديباج المذهب) فقال إن مولده سنة 137، أما الزبيدي فورّخ وفاته بسنة
453 (تاج العروس) .
[3] في طبقات الفقهاء.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن علي) في:
المنتخب من السياق 52 رقم 100.
[5] ويعرف بصرخ. قاله عبد الغافر.
[6] قال عبد الغافر: فقيه فاضل ثقة مفيد للطلبة، ويعرف بأبي سعد بن أبي
نصر الأشقر الوكيل.
[7] في المنتخب: «توفي حوالي الخمسين والأربع مائة» .
[8] لم أجد مصدر ترجمته. وسيعاد برقم (318) .
(30/334)
الكنى
73- أبو محمد بن النَّسَويّ [1] .
صاحب الشّرطة ببغداد، اسمه الحسن بن أبي الفضل.
كان صارمًا فاتِكًا مهيبًا ظلومًا. قيلَ: إنَّهُ كان يقتل النّاس ويأخذ
أموالهم أيّام هَيْج الشُّطّار ببغداد، وشُهِد عليه بذلك عند القاضي
أبي الطَّيّب، فحكم بقتله، فَصَانَعَ بمبلغ، فَسَلِمَ.
وكان من دُهاة زمانه. وقد اتَّفق مرَّةً السُّنّة والرَّافضة ببغداد
على قتله، واصطلحوا على ذلك. وسلم وطال عمره.
__________
[1] انظر عن (أبي محمد بن النسوي) في:
الكامل في التاريخ 10/ 12، والنجوم الزاهرة 5/ 68.
وقد مرّ ذكره في الحوادث.
(30/335)
سنة ثلاث وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألِف-
74- أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس [1] .
أبو العبَّاس المصريّ المقرئ.
أصْلُهُ مِنْ طرابُلُسَ الغرب. انتقلت إليه رئاسة الْإِقراء بديار مصر.
وكان عالي الْإِسناد.
وقد قرأ على: أبي أحمد السّامرّيّ، وأبي الطّيّب ابن غلبون، وأبي عدِيّ
عبد العزيز بن عليّ الْإِمام، وجماعته.
وفاق قُرَّاء الأمصار بعُلُوّ الْإِسناد.
وقد سمع من: عليّ بن الحسين الأنطاكيّ، وأبي القاسم الجوهري مُصَنِّف
«مُسْنَد المُوَطّأ» ، وغيرهما.
قرأ عليه: أبو القاسم الهُذَليّ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الفحّام،
وأبو الحسن بن بَلِّيَمة، وأبو الحسين الخشَّاب، وآخرون كثيرون من
المشارقة والمغاربة.
وحدَّث عنه: جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الصِّقّليّ، وعبد الغنيّ بن طاهر
الزّعفرانيّ، ومحمد بن أحمد الرّازيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
المعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1446، والعبر 3/ 228، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 416، 417 رقم 355، والإعلام بوفيات الأعلام 187، ومرآة
الجنان 3/ 74، وغاية النهاية 1/ 56، 57 رقم 243، وحسن المحاضرة 1/ 394،
وشذرات المذهب 3/ 292.
(30/336)
قال أَحْمَد بن عمر البَّاجيّ: سمعت
أَحْمَد بن نفيس المقرئ الضّرير يقول: قرأت عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف ختمة.
قلت: ابن نفيس هذا آخر اسمه:
75- أَحْمَد بن عبد العزيز بن نفيس المقرئ [1] .
بقي إلى حدود الخمسمائة. قرأ على الكازرينيّ.
وأمَّا المُتَرجِم فتُوُفّي في رَجَب، وقد جاوز التِّسعين [2] . وذُكِر
أن أبا عَمْرو الدّانيّ قرأ عليه.
76- أَحْمَد بن مروان بن دُوستك [3] .
الَأمير نصر الدَّولة [4] الكُرْديّ، صاحب ميّافارقين وديار بكر.
ملك البلاد بعد أن قتل أخاه أبا سعيد منصورًا في قلعة الهَتَّاخ [5] .
وكان عالي الهِّمّة، كثير الحزم، مُقبِلًا على اللّذّات، عادلا في
رعيّته.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
غاية النهاية/ 69 رقم 302.
[2] وقال ابن الجزري: وعمّر حتى قارب المائة، توفي في رجب سنة ثلاث
وخمسين وأربعمائة، وقال القاضي أسد بن الحسين اليزدي: سنة خمس وأربعين.
(غاية النهاية 1/ 57) .
[3] انظر عن (أحمد بن مروان) في:
ديوان التهامي 1، والمنتظم 8/ 222، 223 رقم 279 (16/ 70، 71 رقم 3374)
، وتاريخ الفارقيّ 93 وما بعدها، وانظر فهرس الأعلام 332، والكامل في
التاريخ 10/ 817، ووفيات الأعيان 1/ 177، 178، والأعلاق الخطيرة لابن
شدّاد (انظر فهرس الأعلام) ج 3 و 2/ 586، ودول الإسلام/ 266، والعبر 3/
229، وسير أعلام النبلاء 18/ 117- 120 رقم 58، وتاريخ ابن الوردي 1/
367، ومرآة الجنان 3/ 74، والبداية والنهاية 12/ 87، والوافي بالوفيات
8/ 176، 177، وتاريخ ابن خلدون 4/ 316- 320، والنجوم الزاهرة 5/ 69،
وشذرات الذهب 3/ 290، 291 و «دوستك» : كلمة فارسية معناها صاحب أو
صديق. والكاف علامة التصغير.
[4] في (دول الإسلام) : «نصير الدولة» ، وكذا في (تاريخ ابن خلدون) .
[5] الهتّاخ: بالفتح والتشديد. قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميّافارقين.
(معجم البلدان 5/ 392) .
(30/337)
وقيل لم تَفُتْه صلاة الصُّبح [1] مع
انهماكه على اللهو [2] . وكان له ثلاثمائة جارية [3] يخلو كلّ ليلة
بواحدة. وخلَّف عِدّة أولاد [4] .
__________
[1] تاريخ الفارقيّ 171.
[2] ولقد غنّي بين يديه ذات يوم بأبيات أبي نواس التي أولها يقول:
وهبت النوم للنوّام ... إشفاقا على عمري
وقضيت سواد الليل ... باللذات والخمر
فما يطمع في النوم ... إلّا ساعة السكر
قيل: فطرب لها الأمير وقال: للَّه درّه، فكأنّه غنّى بنا في شعره.
(تاريخ الفارقيّ 171، 172) .
[3] في مرآة الجنان 3/ 74: «كان له ثلاثة وستون جارية يخلو في كل ليلة
من ليالي السنة بواحدة منهن ثم لا يعود القربة إليها إلّا في تلك
الليلة من العام التالي» .
ويقول طالب العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هكذا ورد
في المطبوع، وهو وهم، والصحيح: «ثلاثمائة وستون جارية» ، وهذا يوضحه
سياق العبارة التالية.
قيل: وكان تزوّج أربع نساء منهم الفضلونية بنت فضلون بن منوجهر صاحب
أرّان وأرمينية، والسيدة بنت شرف الدولة والفرجية، وبنت سنحاريب ملك
السناسنة التي كانت زوجة أخيه الأمير أبي علي. وكان له ثلاثمائة وستون
جارية حظايا. وفيهنّ عمالات، وكان لا تصل نوبة إحداهن في السنة إلا مرة
واحدة، وكان في كل ليلة له عروس جديدة. وكان له من المغنّيات
والرّقاصات والعمالات وأصحاب سائر الملاهي ما لم يكن لسواه من سائر
الملوك والسلاطين.
وكان كلما سمع بجارية مليحة أو مغنّية مليحة نفذ وبالغ في مشتراها،
ووزن أضعاف قيمتها.
وكان رسمه أن يجلس يوما للجند، ويوما معهم يأكل ويشرب إلى الليل ويخلو
بنفسه، ويجلس يوما لبنيّ عمّه وأولاده وأقاربه وخاصّته فيأكل معهم
ويشرب إلى الليل، ثمّ يخرج للمغنيات والرقّاصات وجماعة أصحاب الملاهي
إلى بين أيديهم ساعة ثم يتفرقون، ويبقى الأمير في خلوته مع جواريه
ويجلس يوما ثالثا وحده على السرير، وليس في المجلس ذكر غيره، وتحضر
حظاياه وجواريه ونساؤه وبناته، ويأكلون الطعام ويرقصون ويلعبون بسائر
الملاهي طول يومه إلى الليل، ثم تمضي نساؤه وبناته ويجلس ويشرب وجواريه
والعمالات بين يديه إلى وقت نومه قريب الصباح، ويخلو بصاحبة النوبة.
قيل: وكان يركب نصر الدولة من غدوة إلى الصيد ويعود ضحوة ويجلس ساعة،
ويدخل إليه الوزير ويستأذنه فيما يحتاج إلى إذنه. ثم إنه يجلس على
الطعام ويستريح إلى قبل العصر، ويجلس على الطعام والشراب بعد أن يكون
قد صلّى الظهر والعصر في وقتهما، ثم يشرب إلى الثلث الأول من الليل. ثم
ينفض من عنده وتخرج الجواري والعمالات فيغنّينه ويشرب ويلعب معهنّ إلى
الثلث الأخير من الليل وهنّ بين يديه وهو على مسرّته، ثم يقوم إلى
الموضع لمنامه، ويأتيه الخادم بصاحبة النوبة فتبيت عنده إلى السحر، ثم
يجلس فيدخل الحمّام ويخرج ويصلّي الصبح في وقتها، (تاريخ الفارقيّ 169-
171) .
[4] قيل: خلّف عند موته نيّفا وعشرين ولدا ذكورا. وقيل: كان ولد له
مقدار نيّف وأربعين ولدا ذكورا، وكان أكبرهم الأمير أبو الحسن الّذي
كان بآمد ... وكان خلّف ثلاث بنات.. (تاريخ الفارقيّ 178، 179) .
(30/338)
وقد قصده الشُّعراء ومدحوه.
وَزَرَ له أبو القاسم الحسين بن عليّ بن المغربيّ صاحب الرسائل،
والدّيوان، والتّصانيف. وكان وزير خليفة مصر، فانفصل عنه، وقدم على نصر
الدولة، فوزر له مرتين؟ [1] ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جهير [2] ،
ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد [3] .
ولم يزل على سعادته ووفور حشمته. ولقد أرسل إلى السلطان طغرلبك تحفا
عظيمة، من جملتها الجبل الياقوت الذي كان لبني بويه [4] ، وكان اشتراه
من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك.
وكانت رعيته معه في بلهنية من العيش [5] ، حتى أن الطّيور كانت تخرج من
القرى فتُصاد، فأقرّ أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته
طول عمره، إلى أن تُوُفّي رحمه اللَّه في شوَّال، ودُفِنَ بظاهر
ميّافارِقين. وعاش سبعًا وسبعين سنة.
وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة [6] .
__________
[1] تاريخ ميافارقين 128 و 130 و 138، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 358.
[2] وهو: محمد بن محمد بن جهير، وقد استوزره نصر الدولة في سنة 430 هـ.
أو ما يقاربها.
(تاريخ الفارقيّ (15) .
[3] تاريخ الفارقيّ 181، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 370.
[4] قال الفارقيّ: وقصده الملك العزيز بن بويه وحمل له الجبل الياقوت
الأحمر الّذي كان عند بني مروان وكان وزنه سبع مثاقيل، ومصحفا بخطّ
أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وقال له: قد حملت لك الدنيا والآخرة،
فأجازه بعشرة آلاف دينار. (تاريخ الفارقيّ 144، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق
1/ 359، 360) .
[5] قيل إنه لم يصادر في دولته أحدا سوى شخص واحد. (مرآة الجنان 3/ 74)
.
[6] قيل لندمانه بعد موته: كم كانت دولة نصر الدولة وولايته فقد سمعت
أنها كانت ثلاثا وخمسين سنة؟ فقال له ذلك الرجل: ولم لا تقل مائة وست
سنين؟ فإن لياليها كانت أحسن من أيامها.
(تاريخ الفارقيّ 172) .
وقيل: وبقي نصر الدولة مالك البلاد ثلاثا وخمسين سنة لم يروعه فيها
مروّع ولا عدوّ ولا من أشغل قلبه يوما، إلّا نوبة بوقا وناصغلي..
وكفيهما وغنم ما كان معهما من غير حرب ولا قتال، وحصل له الاسم عند
الخلفاء وغيرهم من الملوك، ولم يكن أسعد منه غيره. وصحيح أن غيره من
الملوك ملك أكثر منه، وكان له أكثر من بلاده وارتفاع أمواله ولكن ما
تنعّم مثل تنعّمه ولا غيره مثل عيشه ولذّته. (تاريخ الفارقيّ 176، 177)
.
(30/339)
وملك بعده ولده نظام الدَّولة أبو القاسم
نصر بن أَحْمَد [1] .
77- إبراهيم بن عليّ بن تميم [2] .
أبو إسحاق القيروانيّ، الشاعر المعروف بالحُصْريّ.
كان شباب القيروان يجتمعون عنده، وسار شِعره وله ديوان مشهور، وله كتاب
«زهر الآداب» [3] ، وله كتاب «المصون في سرّ الهوى المكنون» [4] .
وله:
أورد قلبي الرَّدا [5] ... لامُ عِذَارٍ بدا
أَسْودٌ كالكُفْرِ في ... أبيضَ مثل الهُدا [6]
وقال ابن بسّام في «الذّخيرة» : إنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ وخمسين.
وقال غيره: تُوُفّي سنة خمسين [7] .
__________
[1] تاريخ الفارقيّ 177.
[2] انظر عن (إبراهيم بن علي بن تميم) في:
ديوان ابن رشيق القيرواني 174، 175، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
لابن بسّام ق 4 مجلّد 2/ 584- 597، ومعجم الأدباء 2/ 94- 97 رقم 9،
ووفيات الأعيان 1/ 54، 55، ومسالك الأبصار (مخطوط) 11/ 309، وسير أعلام
النبلاء 18/ 139 رقم 74، والوافي بالوفيات 6/ 61 رقم 16، وعنوان الأريب
1/ 43، وكشف الظنون 1/ 785 و 957، وهدية العارفين 1/ 8، ومعجم
المصنّفين للتونكي 3/ 247، 649، ومعجم المؤلفين 1/ 64.
[3] اسمه بالكامل: «زهر الآداب وثمر الألباب» ، وقد حقّقه الأستاذ علي
محمد البجاوي، وأصدرته دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي
وشركاه بمصر) في مجلّدين، وقال ابن بسّام:
جمع فيه كل غريبة في ثلاثة أجزاء.
[4] قال ابن بسّام: في مجلّد واحد فيه ملح وآداب. وقال ابن رشيق:
والّذي أعرف أنا من تصانيفه: كتاب زهرة الآداب، وكتاب النورين، اختصره
منها، وهما يتضمنان أخبارا، وأشعارا حسان، وكتاب المصون والدر المكنون،
وله عندي كتاب الجواهر في الملح والنوادر، كتبه عبد القادر البغدادي.
[5] هكذا في الأصل بالألف الممدودة، والصحيح بالألف المقصورة. والبيتان
في: وفيات الأعيان 1/ 55، والذخيرة ق 4 مجلّد 2/ 588.
[6] قسم 4 مجلّد 2/ 597.
[7] وقال ابن رشيق: توفي أبو إسحاق المذكور بالقيروان سنة ثلاث عشرة
وأربعمائة. وقال ابن بسّام في «الذخيرة» : بلغني أنه توفي سنة ثلاث
وخمسين وأربعمائة، والأول أصح.
وذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتاب «الجنان» في الجزء الأول في
ترجمة أبي الحسن علي بن عبد العزيز المعروف بالفكيك أنّ الحصري المذكور
ألّف كتاب «زهر الآداب» في سنة-
(30/340)
وهو ابن خالة أبي الحسن عليّ الحُصْريّ
الشّاعِر [1] .
- حرف الحاء-
78- الحسين بن عيسى [2] .
أبو عليّ الكلْبيّ، قاضي مالقة [3] .
وحجّ وسمع من: أبي ذرٍّ الهَرَويّ، وأبي الحسن محمد بن إبراهيم الحوفيّ
النَّحْويّ.
وكان عالِم مالقة المُشار إليه، ورئيسها [4] .
روى عنه: أبو المطرِّف الشِّعْبيّ [5] ، وأبو عبد اللَّه بن خليفة.
79- الحسين بن مُبَشِّر [6] .
أبو عليّ المُزكّيّ [7] الكتّانيّ الدّمشقيّ [8] ، المقرئ.
حدّثَ عن أستاذه في القراءات محمد بن يونس الْإِسكاف، وعبد الرَّحمن بن
أبي نصر، وعلي بن بشرى العطّار [9] .
__________
[ (-) ] خمسين وأربعمائة، وهذا يدلّ على صحّة ما قاله ابن بسّام، والله
أعلم. (وفيات الأعيان 1/ 55) .
[1] وفيات الأعيان 1/ 55.
[2] انظر عن (الحسين بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 142 رقم 327.
[3] ويعرف بحسّون.
[4] أصله من جراوة، وكان أبو ذرّ إذا سئل بحضرته أحال عليه في الجواب.
[5] وهو قال عن الكلبي: وكان فقيها في المسائل، حافظا لها، عالما
بأصولها ونظائرها، ما رأيت مثله في علمه بها.
[6] انظر عن (الحسين بن مبشّر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 211، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 364،
365، وغاية النهاية 1/ 249 رقم 1131، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 2/ 158 رقم 50.
[7] في تهذيب تاريخ دمشق: «المرّي» .
[8] وجاء في موضع آخر من تاريخ دمشق 25/ 194 «الصوري» ، هو: الحسين بن
مبشر بن عبد الله، أبو علي الكتاني الصوري. روى عن أبي محمد عبدان بن
عمر بن الحسن المنبجي.
والّذي في التهذيب: «الحسين بن مبشر بن عبيد الله» .
[9] حدّث ابن مبشّر عنه بكتاب الناسخ والمنسوخ للنحاس.
(30/341)
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، وعليّ بن طاهر
النَّحْويّ.
قال الكتَّانيّ: تُوُفّي في ذي القعدة، وأقام خمسين سنة يقرئ في
الجامع. وكان ديِّنًا، ثِقةً على مذهب الْإِمام أَحْمَد.
80- حَمْد بن محمد بن عبد اللَّه [1] .
الفقيه أبو الفَرَج.
عن: أبي جعفر الأَبْهَريّ، وابن مَنْدَهْ.
مات في شعبان.
كان مُتكلّمًا.
- حرف الصَاد-
81- صالح بن الحسين [2] .
أبو منصور البُرُوجِرديّ [3] . يُعْرَف بابن دوذين الفقيه.
قدِم في هذه السَّنة هَمَذَان، فحدَّث عَن شعيب بن عليّ، وأبي القاسم
الصَّرْصَريّ، وأبي محمد بن زكريّا البيِّع، وابن رزقوَيْه.
وكان ثقةً، زاهدًا.
روى عنه: عبدوس الهَمَذَانيّ، وغيره.
- حرف العين-
82- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَحْمَد بْن حَسْكويه [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] البروجرديّ: بضم الباء والراء بعدها الواو وكسر الجيم وسكون الراء
وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بروجرد وهي بلدة حسنة كثيرة
الأشجار والأنهار من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان.
(الأنساب 2/ 174) .
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 146 رقم 5293، والمنتخب من السياق 287 رقم 947 وسيعاد
برقم (111) .
(30/342)
أبو بكر النَّيْسَابُوريّ.
سمع: أَحْمَد بن محمد الخفّاف القَنْطريّ، ومحمد بن أَحْمَد بن عبدوس.
كتب عنه: الخطيب [1] ، وغيره [2] .
83- عبد الرَّحمن بن غزو بن محمد بن يحيى [3] .
أبو مسلم النّهاونديّ العطّار.
قَدِمَ هَمَذان في هذا العام، فحدَّث بها عن: ابن زنبيل
النَّهَاوِنْديّ، وعبد الرَّحمن الْإِمام، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ،
وأبي الحسن الرَّفّاء، ومحمد بن بكران الرّازيّ، وأبي الحسن ابن فراس
العَبْقَسِيّ، وحمزة بن العبَّاس الطَّبَرِيّ، وخلقٌ سواهم.
وقع لنا جزء من حديثه، من رواية جعفر الهَمَذَانيّ.
قال شيروَيْه: كان صدوقًا ثِقة، سمع منه العطَّار. وحدَّثني عنه أبو
بكر الْإِخباريّ.
قلت: روى عنه: ولده أبو طاهر المُطهّر، وأبو الفتح المُظفّر بن شجاع
الهَمَذَانيّ.
قال السِّلفيّ: سمعت ولده المُطهّر يقول: توفّي سنة 454 [4] .
__________
[1] وقال: كان ثقة. سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ست وثمانين
وثلاثمائة. وخرج إلى خراسان في سنة ثمان وأربعين، وعاد إلى بغداد في
سنة تسع وأربعين وأربعمائة، إلّا أنه لم يحدّث في هذه المرة بشيء بتة.
ومكث مدة ثم خرج إلى نيسابور وبلغني أنه مات في سنة ثلاث وخمسين
وأربعمائة (تاريخ بغداد) .
[2] وصفه عبد الغافر الفارسيّ بالتاجر، وقال: رئيس الباعة في عصره،
معروف، من كفاة التجار المشاهير، وسمع من أقاربه وأعقابه. (المنتخب) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن غزو) في:
العبر 3/ 229، وسير أعلام النبلاء 18/ 96، 97 رقم 44 وفيه قال محقّقه
السيد محمد نعيم العرقسوسي بالحاشية: «لم نعثر على مصادر ترجمته» .
وسيعاد دون ترجمة في وفيات السنة التالية برقم (115) باسم: «عبد الرحمن
بن غزو بن محمد بن حامد بن غزو» .
[4] في الهامش: ث، فكان ينبغي أن يؤخّر.
(30/343)
84- عبد الواحد بن أَحْمَد بن مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن يحيى بن مندة [1]
.
أبو محمد الْأصبهانيّ المُعَلِّم.
حدَّث عن: عُبَيْد اللَّه بن جميل «بِمُسْنَد أَحْمَد بن منيع» .
حدّث به عنه سعيد بن أبي الرّجاء في سنة خمسين، سمعه منه.
وقد حدَّث عن: أبي بكر محمد بن أَحْمَد بن جِشْنِسْ [2] ، وأبي عبد
اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبي بكر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن
شَهْريار، وعبد اللَّه بن عمر بن الهيثم، وغيرهم.
وعنه: أبو علي الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء.
قال أبو القاسم بن مَنْدَهْ: تُوُفّي عبد الواحد بن أَحْمَد البقّال
المعروف بكُلّه في صفر.
85- عثمان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صالِح [3] .
أبو عمرو الْأصبهانيّ الخلال.
حدَّث بمُسْنَد أَحْمَد بن مَنِيع، عن عُبَيْد اللَّه بن جميل، عن
جدِّهِ، عنه.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي نُوَاس، وعبد اللَّه بن عمر المذكِّر.
روى عنه: يحيى من منده، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما.
86- علي بن إسحاق [4] .
والد الوزير نظام الملك.
مات ببلخ في رجب من السّنة.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد الأصبهاني) في:
التقييد لابن النقطة 383، 384 رقم 497، والعبر 3/ 229، وسير أعلام
النبلاء 18/ 95، 96 رقم 43، وشذرات الذهب 3/ 291.
[2] في الأصل: «حشنش» ، وفي (التقييد 384) : «حشيش» .
[3] انظر عن (عثمان بن محمد) في:
التقييد لابن نقطة 400 رقم 529.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/344)
87- علي بن الحسين بن جابر [1] .
أبو الحسن التنيسي الفقيه.
توفي في شوال. وهو راوي نسخة فليح عن محمد بن عليّ النّقّاش.
88- عليّ بن رضوان بن عليّ بن جعفر [2] .
أبو الحسن المصْريّ، صاحب المصنّفات.
من كبار الفلاسفة الْإِسلاميين. وله دار بمدينة مصر في قصر الشَّمع
تُعْرَف بدار ابن رضوان. وقد تهدَّمَت.
قال عن نفسه: كانت دلالة النُّجُوم في مَوْلِدي تدُلُ على أن صنعتي
الطّبّ. فلمَّا بلغت عشر سنين سكنتُ القاهرة، وأجهدتُ نفسي في
التَّعليم، فلمَّا بلغت أخذت في الطِّبّ والفلسفة. وكنتُ فقيرًا، فكنتُ
أتكسَّبُ بالتَّنْجيم، ومرّة بالطِّبّ، ومرّة بالتعليم ولم أزل في غاية
الاجتهاد في التّعليم إلى السنة الثانية والثلاثين فاشتهرت بالطِّبّ،
وحصلت منه إلى أن كسبت منه أملاكًا وأنا في السِّتّين.
وكان أبوه خبَّازًا. ولم يزل يشتغل إلى أن تميَّز، وله صارت السُّمعة
العظيمة. وخدم الحاكم صاحب مصر، فجعله رئيس الأطبَّاء، وطال عمره،
وأدرك الغلاء قبل الخمسين وأربعمائة، فكان عنده ترْبية، وقيلَ إنّها
أخذت له نفائس وذهبًا كثيرًا، وهُرِّبَتْ، فتغيَّر حاله واضطّرب. وكان
كثير الرَّد على أرباب فنِّه، وعنده سفهٌ في بحثه وتشنيع.
ولم يكن له شيخ، بل أخذ من الكُتُب، وألَّف كتابًا أنَّ تحصيل
الصِّناعة من الكُتُب أوفق من المُعلِّمين، وغلا في ذلك. وكانت وفاة
عليّ بن رضوان في هذه السَّنة، سنة ثلاثٍ وخمسين.
__________
[1] لم أقف على مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (علي بن رضوان) في:
تاريخ الحكماء 443، 444، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 561- 567،
وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 331- 334، والعبر 3/ 229، والإعلام
بوفيات الأعلام 187، 188، وسير أعلام النبلاء 18/ 105، 106 رقم 50،
والنجوم الزاهرة 5/ 69، وعقود الجواهر 161- 166، وشذرات الذهب 3/ 291،
وكشف الظنون 1596، وهدية العارفين 1/ 689، 690، وإيضاح المكنون 1/ 474،
والفهرس التمهيدي 529- 533، ومعجم المؤلفين 7/ 94.
(30/345)
وكان يرجع إلى دينٍ وتوحيد، فإنَّهُ قال:
أفضل الطّاعات النّظر في الملكوت، وتمجيد المالك لها. ومن رُزِق ذَلِكَ
فقد رُزِق خير الدُّنيا والَآخرة، وطُوبَى لَهُ وحُسن مآب.
وقد شرح عدّة كتب لجالينوس، وله مقالة في دفع المضار بمصر عن الأبدان،
وكتاب في أن حال عبد اللَّه بن الطَّيّب حال السّوفسطائيّة، وكتاب
«الإنتصار» لأرسطوطاليس، و «تفسير ناموس الطّبّ» لأبقراط، كتاب
«المعاجين والأشربة» ، و «تذكرة في إحصاء عدد الحمّيات» ، و «رسالة في
الأورام» ، و «رسالة في علاج داء الفيل» ، و «رسالة في الفالج» ، و
«كتاب مسائل جَرَت بينه وبين ابن الهيثم» المذكور في صدور الثّلاثين في
المجرَّة والمكان، وكتاب في «الأدوية المفردة» ، و «رسالة في بقاء
النّفس بعد الموت» ، و «مقالة في فضل الفلسفة» ، و «مقالة في نُبُوّة
محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من التَّورية والفلسفة» ،
ومقالة في حدوث العالم، و «مقالة في توحيد الفلاسفة» ، وكتاب في
«الرَّد على ابن زكريّا الرّازيّ في العلم الإلهي» و «إثبات الرّسل» ،
و «مقالة في التّنبيه على حِيل المُنَجّمين» ويصف شرفها، «مقالة في
جُمَل السياسة» .
وقد تركت أكثر ممّا ذكرت من تصانيفه التي ساقها ابن أبي أُصَيْبَعَة
[1] .
89- عليّ بن محمد بن يحيى بن محمد [2] .
__________
[1] في عيون الأنباء 566، 567.
وقد وضع أبو الصلت الأندلسي كتابا سمّاه «الانتصار في الرد على علي بن
رضوان» في ردّه على حنين بن إسحاق في مسائله. (وفيات الأعيان 1/ 247) .
[2] انظر عن (علي بن محمد الحبيشي) في:
الإكمال لابن ماكولا 5/ 141، 142 والأنساب 7/ 153، ومعجم البلدان 3/
258، والكامل في التاريخ 10/ 19، واللباب 2/ 142، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 18/ 169، 170 رقم 98، والعبر 3/ 229، 230، والإعلام بوفيات
الأعلام 187، وسير أعلام النبلاء 18/ 71، 72 رقم 31، والمشتبه في أسماء
الرجال 1/ 372 25/ 400، ودول الإسلام 1/ 267، والقاموس المحيط (مادّة
سميساط) ، وتبصير المنتبه 2/ 751، والنجوم الزاهرة 5/ 70، وشذرات الذهب
3/ 291، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 151، ومختصر تنبيه الطالب 244،
145.
(30/346)
أبو القاسم السُّلَميّ الحُبَيْشيّ [1] ،
المعروف بالسُّمْيَساطيّ [2] .
واقف الخانقاه، وقبره بها.
روى عن: أبيه، وعبد الوهَّاب الكِلابيّ.
ولجده سماع من عثمان بن محمد الذهبي.
وكان أبو القاسم متقدما في علم الهندسة، وعلم الهيئة [3] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وإبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو القاسم
النسيب، وأحمد بن المسلم الهاشمي، وأبو الحسن بن سعيد، وأبو الحسن بن
قبيس المالكيّ، وجماعة.
وولد بعد السّبعين وثلاثمائة [4] .
قال الكتاني: توفي في ربيع الآخر [5] . ودفن بداره ووقفها على الصوفية،
ووقف علوها على الجامع، ووقف أكثر نعمته [6] .
وحدث عن عبد الوهّاب «بجزء ابن خريم» و «بالموطّأ» ، وعن والده «بجزء
ابن زبّان» . وكان يذكر أنَّهُ وُلِد في رمضان سنة أربعٍ وسبعين [7] .
90- عمر بن أحمد بن الواثق [8] .
__________
[1] هكذا في الأصل ومختصر تاريخ دمشق 18/ 169، أما في (معجم البلدان 3/
258) «الجميش» ، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 71) «الحبيشي» ، وقالت
السيدة روحية النحاس في تحقيقها لمختصر تاريخ دمشق 18/ 169 بالحاشية
رقم (1) في نسبة «الحبيشي» أنها موافقة لما في «المشتبه» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن نسبة
الحبيش التي في «المشتبه» ليست لصاحب الترجمة، بل هي للإمام يحيى بن
أبي منصور ابن الصيرفي. «انظر:
المشتبه 1/ 218» .
[2] السّميساطي: بضم السين المهملة بعدها ميم، وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها، وبعدها سين أخرى مفتوحة وفي آخرها الطاء. هذه النسبة
إلى سميساط، وهي من بلاد الشام، (الأنساب 7/ 153، اللباب 2/ 142) .
ووقع في المطبوع من (الكامل في التاريخ 10/ 19) : «الشمشاطي» .
[3] الإكمال 7/ 141، 142.
[4] قيل ولد سنة 374 وقيل 377 وقيل 378 هـ. (مختصر تاريخ دمشق 18/ 170)
[5] وقيل توفي سنة 452 هـ. وهذا وهم.
[6] مختصر تاريخ دمشق 18/ 170.
[7] قال ابن عساكر: «وكان قد اطلع على علوم الريعة وعلى أقاويل
الأوائل، وكان لا يقول بشيء سوى الإسلام والسّلّة. وكان يكذّب بأحكام
المنجّمين» . (مختصر تاريخ دمشق 18/ 170) .
[8] انظر عن (عمر بن أحمد بن الواثق) في: تاريخ بغداد 11/ 276 رقم
6048.
(30/347)
أبو محمد الهاشميّ.
سمع: محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وأبا طاهر المخلّص.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال غيره: يُعرف بابن الغريق.
تُوُفّي في شوَّال.
91- عمر بن محمد بن عليّ [1] .
أبو طاهر بن رادة [2] الْأصبهانيّ الخِرقيّ الدَّلّال.
سمع: أبا بكر بن المقري [3] ، وأبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبا عَمْر
السُّلميّ.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرَّجاء، والحسين بْن عَبْد الملِك الخلّال.
وكان أُميّا لَا يكتب.
- حرف القاف-
92- قريش بن بدران بن مقلّد بن المسيّب العُقَيْليّ [4] .
الَأمير أبو المعالي صاحب الموصِل.
ولِيها عشر سنين.
وقد ذكرنا أنّهُ ذبح عمَّهُ قرواشًا في مجلسه [5] . ثُمّ إن قريشًا قام
مع البساسيريّ سنة خمسين، ونهب دار الخلافة. وكان موته بالطّاعون وله
إحدى وخمسون سنة. وقام بعده ولده شرف الدَّولة أبو المكارم مسلم بن
قريش،
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد بن علي) في:
الأنساب 5/ 91.
[2] هكذا في الأصل. وفي (الأنساب) : «زاده» .
[3] وروى عنه نسخة جويرية بن أسماء، ونسخة ورقاء، قال ابن السمعاني:
روى لنا عنه الأديب أبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك
الخلّال، ولم يحدّثنا عنه سواه.
[4] انظر عن (قريش بن بدران) في:
تاريخ الفارقيّ 157، وزبدة التواريخ 57، 62، 123، والكامل في التاريخ
10/ 17، وتاريخ دولة آل سلجوق 25، ووفيات الأعيان 5/ 267 رقم 265،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 180، ودول الإسلام 1/ 267، والعبر 3/ 230،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 367.
[5] في سنة 444 هـ. (وفيات الأعيان) .
(30/348)
فاستولى على ديار ربيعة ومُضَر، وملك حلب،
وأخذ الحمل من بلاد الرّوم.
وكان حاصر دمشق وكاد أن يأخذها.
- حرف الميم-
93- محمد بن إبراهيم بن وهب القيسيّ الطُلَيطُليّ [1] .
حجّ، ولقي أبا الحسن بن جَهْضَم، وأبا ذر الهرويّ فأخذ عنهما وأقبل على
التِّجارة وعمارة ماله [2] .
94- محمد بن إسماعيل بن قُورتش [3] .
أبو عبد اللَّه قاضي سَرَقُسْطَة.
حجّ، وكتب عن: عتيق بن إبراهيم القَرَوِيّ، وأبي عمران الفاسيّ،
وجماعة.
روى عنه: ابنه أبو محمد، وأبو الوليد الباجيّ.
وكان ثقةً ضابطًا، راويةً للعِلم.
وممّن روى عنه: أبو محمد بن حَزْم.
95- محمد بن الحسن بن عليّ [4] .
الَأستاذ أبو بكر الطّبريّ المقرئ.
من كبار القُرّاء بخُراسان.
سمع الكثير، وحدَّث عن: أبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي محمد المخلديّ،
والجوزقيّ، وجماعة.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن وهب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 537 رقم 1177.
[2] وقال ابن بشكوال: وكان مواظبا على الصلوات.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 537 رقم 1176 وفيه «فورنش» .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن بن علي) في:
المنتخب من السياق 52، 53 رقم 102 وفيه: «توفي سنة سبع وخمسين وأربع
مائة» .
(30/349)
وكان من كبار أصحاب أبي الحسين الخبَّازيّ،
وكان يُصلِّي في مساجد ثلاثة كل يومٍ في مسجد، والنَّاس ينتقلون معه من
مسجد إلى مسجد ليسمعوا تلاوته لِطِيب نغمته وحُسْن قراءته.
وقد أملى مُدَّة.
96- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أحمد بن محمد بن جعفر [1]
.
أبو سَعْد بن أبي بكر النَّيْسَابُوريّ الكَنْجَرُوذيّ [2] الفقيه
الأديب النَّحويّ الطّبيب الفارس، شيخ مشهور.
قال عبد الغافر [3] : له قَدَم في الطِّب والفروسيّة وأدب السِّلاح.
كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم. أدرك الأسانيد العالية في الحديث
والَأدب، وأدرك ببغداد أئِمّة النّحو.
وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي الحسين أَحْمَد بن محمد البَحْيريّ،
وأبي سعيد بن محمد بن بِشر البَصْريّ، وشافع بن محمد
الْإِسْفَرائِينيّ، وأبي بكر محمد بن محمد الطَّرازيّ، وأبي بكر
أَحْمَد بن الحسن بن مهران، وأحمد بن محمد البالويّ، وأحمد بن الحسن
المروانيّ، وأبي أَحْمَد الحاكم، والحسين بن عليّ التّميميّ حسينك،
وأبي الحسين بن دهثم الطّرَسُوسيّ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد
الرّازيّ، وطبقتهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي) في:
الأنساب 10/ 479، ومعجم البلدان 2/ 171، والمنتخب من السياق 43، 44 رقم
67، وإنباه الرواة 3/ 165، 166، واللباب 3/ 113، وتاريخ إربل لابن
المستوفي 1/ 193، والعبر 3/ 230، والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم
1445، والإعلام بوفيات الأعلام 188، وسير أعلام النبلاء 18/ 101، 102
رقم 48، وتلخيص ابن مكتوم 218، والوافي بالوفيات 3/ 231، وطبقات
النحويين لابن قاضي شهبة 1/ 78، وبغية الوعاة 1/ 157، 158، وشذرات
الذهب 3/ 291.
[2] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: الكنجروذي والجنزروذيّ. وجنزروذ:
محلّة. (سير أعلام النبلاء 18/ 101) .
وقال ياقوت: هي قرية من قرى نيسابور. (معجم البلدان 2/ 171) وقال:
«منها محمد بن عبد الرحمن الجنزروذيّ الأديب، ذكرته في كتاب الأدباء» .
ولم أجده يفرد له ترجمة في «معجم الأدباء» .
[3] في المنتخب من السياق 44.
(30/350)
وسمع منه الخلق سنين. وختم بموته أكثر هذه
الرّوايات، وله شِعرٌ حَسَن.
قلت: روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وأبو عبد اللَّه
الفرّاويّ، وهبة اللَّه السّيِّديّ، وتميم بن أبي سعيد الْجُرْجَانيّ،
وزاهر بن طاهر، وعبد المنعم بن الشّيريّ.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: وقد أجاز لي جميع مسموعاته وخطَّهُ عندي،
وهو مما أعتدُّ به وأُعِدُّهُ من الاتفاقات الحسنة [1] .
قلت: تُوُفّي بِنَيْسَابُور في صفر. وقد سمعت جملةً من عواليه
بالْإِجازة.
97- محمد بن محمد بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن عليّ بن عاصم
[2] .
الَأستاذ أبو عبد اللَّه الجوريّ.
قال عبد الغافر [3] : شيخ مستور ثقة، عالم من أولاد العلماء، (بيتهم
بيت العلم والصّلاح) [4] . سمَّعه أبوه الأستاذ أبو عَمْرو من يحيى بن
إسماعيل الحربيّ. وتوفّي فجأة في سابع عشر ذي القعدة.
وقال عليّ بن محمد في «تاريخ جرجان» : سمع: الحسن بن أَحْمَد
المَخْلَديّ، وأبا الحسين أَحْمَد بن محمد الخفّاف، وأبا بكر الجوزقيّ،
وذكر جماعة.
قال: وخرّج لنفسه الفوائد [5] .
__________
[1] وقال عبد الغافر: «وقد جرت بينه وبين القاضي أبي جعفر الزوزني
البحاثي محاورات آلت إلى وحشته فوق القاضي الزوزني إليه بسببها سهام
هجائه، وجعله عرضا بنى عليه في ذلك كتبا مزج الهزل بالجد، ورماه بما
برّأه الله تعالى منه وعافاه عنه، ولم يلحق وجه عدالته وفضله وديانته
مما ذكره فيه غيره» . (المنتخب من السياق 44) .
[2] انظر عن (محمد بن محمد الجوري) في:
تاريخ بغداد 3/ 232 رقم 1304، والمنتخب من السياق 42 رقم 64 وفيهما:
«الحسن» بدل «الحسين» .
[3] في (المنتخب) ، وفيه وقع تحريف «الجوري» إلى: «الخوري» بالخاء.
[4] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) .
[5] وقال الخطيب البغدادي: «قدم بغداد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة،
وحدّث بها ... كتبت عنه وما علمت من حاله إلّا خيرًا» . (تاريخ بغداد)
.
(30/351)
98- المعزّ بن باديس [1] .
قيل: تُوُفّي في هذا العام، وقيل: تُوُفّي سنة أربعٍ كما سيأتي إن شاء
الله تعالى.
__________
[1] انظر ترجمة (المعزّ بن باديس) في وفيات سنة 454 هـ. برقم (124) .
(30/352)
سنة أربع وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألِف-
99- أَحْمَد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد بن منصور [1] .
أبو سعد المقري النَّيْسَابُوريّ الشّاماتيّ.
عُرِفَ بابن أبي شمس.
له أربعون حديثًا، سمعناها.
روى عن: أبي بكر الجوزقيّ، وعن: أبي محمد المخلديّ، وأبي طاهر محمد بن
الفضل بن خُزَيْمَة، وأبي نُعَيْم عبد الملك بن الحسن
الْإِسْفَرَائيِنيّ، وأبي القاسم بن حبيب المُفسِّر.
ورحل من نَيْسَابُور، فسمع بهراة من القاضي أبي منصور الأزديّ.
روى عنه: أبو المظفّر عبد المنعم بن القُشَيْريّ، وزاهر بن طاهر
الشَّحّاميّ، وغير واحد، وأحمد بن محمد بن صاعد القاضي.
قال عبد الغافر [2] : شيخ فاضل مشهور، ثقة، عالم بالقراءات، مُتصرّف في
الأمور. اختاره المشايخ لنيابة الرّئاسة بِنَيْسَابُور مُدّة لحسن
كفاءته [3] ، وفصله بالتّوسط بين الخصوم.
عقد مجلس الْإِملاء، وأملى سنين.
ومات في شعبان، وله نحوٌ من ثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
المنتخب من السياق 96، 97 رقم 223، والعبر 3/ 231، وسير أعلام النبلاء
18/ 122 رقم 62، والإعلام بوفيات الأعلام 188، وغاية النهاية 1/ 36 رقم
144، وشذرات الذهب 3/ 292.
[2] في المنتخب 96، 97.
[3] زاد في المنتخب: «وتهدّيه إلى المصالح، وترتيب الأمور، ومعرفته
بالأقدار» .
(30/353)
وقد سمع كتابه «الغاية» من أبي بكر بن
مهران في القراءات.
100- إبراهيم بن العبّاس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجنّ
الحُسَيْنيّ [1] .
أبو الحسين [2] ، قاضي دمشق وخطيبها نيابةً عن قاضي القضاة بمصر أبي
محمد القاسم بن النُّعمان قاضي المُستنصِر العُبَيْدي [3] .
روى بالْإِجازة عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل الأطرابُلُسيّ
[4] .
روى عنه: ابنه أبو القاسم النّسيب.
توفِّي في شعبان عن ستّين سنة.
- حرف الباء-
101- بكر بن عيسى بن سعيد [5] .
أبو جعفر الكِنْديّ القُرْطُبيّ الزّاهِد.
روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن عتّاب.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن العباس) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و 12/ 7، وأخبار مصر لابن ميسّر
2/ 14، وفيه:
«إبراهيم بن العباس بْن الحَسَن بْن الحُسين بْن عَلِيّ بْن محمد بن
عليّ بن إسماعيل بن جعفر الصادق» ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 91،
ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 66 رقم 72، وأمراء دمشق في الإسلام
28، واتعاظ الحنفا للمقريزي 2/ 267، والنجوم الزاهرة 5/ 85، وتهذيب
تاريخ دمشق 2/ 22 و 5/ 21، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 1/ 227، 228 رقم 26.
[2] كنيته في: أخبار مصر، واتعاظ الحنفا: (أبو الحسن) .
[3] قال المقريزي: «وكان قد ولي قضاء دمشق مرتين. وفي سابع عشر ذي
القعدة توفي القاضي الفقيه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي
بن حكمون بن إبراهيم بن محمد بن مسلم القضاعي، وكان يخلف القضاة في
الحكم بمصر، وكان إماما محدّثا، وله كتاب: «الشهاب» وكتاب «الخطط» ،
وكتاب «أنباء الأنبياء» ، وغير ذلك من المصنّفات» . (اتعاظ الحنفا 2/
267) .
[4] هو: الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق. توفي سنة 414 هـ. انظر
ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 2/ 146- 150 رقم 486.
[5] انظر عن (بكر بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 115 رقم 277، وبغية الملتمس للضبّي 248 رقم 588.
(30/354)
قال أبو عليّ الغسَّانيّ: هو شيخي
ومُعلِّمي، وأحد من أنعم الله عليّ بصحبته. اختلف إليه نحو خمسة أعوام
في تعلُّم الفقه والَأدب، لم تر عيني قط مثله نسكًا وزهدًا وصيانة،
وانقباضًا عن جميع أهل الدُّنيا.
تُوُفّي رحمه اللَّه في رجب.
- حرف الثّاء-
102- ثمال [1] بن صالح بن الزَّوْقَلِيّة [2] .
الَأمير مُعِزّ الدّولة أبو علوان الكِلابيّ رئيس بني كِلاب.
تملَّك حلب وغيرها. وكان بطلًا شجاعًا حليمًا كريمًا، أغنى أهل حلب
بماله وعَمَّهُم بأفضاله، وأحسن إلى العرب.
عزله صاحب مصر المُسْتَنْصِر ثمّ ردّه. وكان الفُضلاء يقصدونه ويأخذون
جوائِزَهُ.
تُوُفّي في ذي القعدة، وقبل ذلك بيسير كانت الوقعة المذكورة بينه وبين
الرُّوم، ونُصِر عليهم، وقتل منهم خلقا [3] .
__________
[1] في الأصل: «تمام» ، والتصويب من مصادر الترجمة.
[2] انظر عن (ثمال بن صالح) في:
ديوان ابن أبي حصينة، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 329، 343،
345، (بتحقيق سويّم) 2، 8، 12، والكامل في التاريخ 10/ 24، وزبدة الحلب
1/ انظر فهرس الأعلام/ 310 و 2/ 84، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 76،
والعبر 3/ 231، والبداية والنهاية 12/ 88، والوافي بالوفيات 11/ 16- 18
رقم 29، واتعاظ الحنفا 2/ 176، 178، 182، 187- 189، 201، 202، 209،
211، 213، 229، 231، 235، 259، 260، والأعلام 2/ 85.
و «الزّوقليّة» : بالزاي وبعد الواو قاف ولام وياء آخر الحروف مشدّدة
هكذا ضبطه الصفدي في (الوافي بالوفيات 11/ 16) .
[3] أكثر ابن أبي حصينة من مدحه في ديوانه
(30/355)
- حرف الحاء-
103- الحَسَن بْن عليّ بْن محمد بن الحسن [1] .
أبو محمد الجوهريّ الشّيرازيّ، ثم البغداديّ المقنّعيّ [2] .
مسند العراق، بل مُسنِد الدُّنيا في عصره.
سمع: أبا بكر القَطيِعيّ، وأبا عبد اللَّه العسكريّ، وعليّ بن لؤلؤ،
ومحمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، وأبي [3] الحسن محمد بن المُظَفَّر، وعبد
العزيز بن جعفر الخِرقيّ، وأبي [4] عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبي [5] بكر
بن شاذان، والدّار الدّارقطنيّ، وخلقًا سواهم.
وأملى مجالس كثيرة.
وحدَّث عن القَطيعيّ بمُسْنَد العَشَرة، وبِمُسْنَد أهل البيت من
«مُسْنَد أَحْمَد» [6] .
قال الخطيب [7] : سمعته يقول: وُلِدتُ في شعبان سنة ثلاث وستّين
وثلاثمائة وكان ثقة أمينا، كتبنا عنه.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي المقنعي) في:
تاريخ بغداد 7/ 393، والأنساب 3/ 379، والمنتظم 8/ 227، 228 رقم 281
(16/ 76، 77 رقم 3376) والكامل في التاريخ 10/ 24، وسير أعلام النبلاء
18/ 68- 70 رقم 30، ودول الإسلام 1/ 267، والعبر 3/ 231، والمعين في
طبقات المحدّثين 136 رقم 1447، والإعلام بوفيات الأعلام 188، والوافي
بالوفيات 12/ 123، واللباب/ 313 و 3/ 379، والتقييد لابن النقطة 235،
236 رقم 279، ومعجم ابن الفوطي 2/ 1124، والمشتبه في أسماء الرجال 2/
610، والبداية والنهاية 12/ 88، والنجوم الزاهرة 5/ 70، 71، وشذرات
الذهب 3/ 292، وكشف الظنون 1/ 164، والأعلام 2/ 202.
[2] المقنّعيّ: قال المؤلّف- رحمه الله- في (المشتبه 2/ 610) : «أبو
محمد الجوهري، وأبوه كان يتطيلس محنّكا فلقّب بالمقنّعي» .
[3] هكذا في الأصل وهو خطأ، والصواب: «أبا» .
[4] هكذا في الأصل وهو خطأ، والصواب: «أبا» .
[5] هكذا في الأصل وهو خطأ، والصواب: «أبا» .
[6] قال ابن الأثير: «آخر من حدّث عن القطيعي، والأبهري، وابن شاذان.
وكان من الأئمة المكثرين من سماع الحديث وروايته» . (الكامل 10/ 24) .
[7] في تاريخ بغداد 7/ 393.
(30/356)
قلت: وروى عنه: أبو نصر بن ماكولا الحافظ،
وأبو الغنائم محمد بن عليّ النَّرْسيّ، ومحمد بن عليّ بن عيَّاش
الدَّبّاس، وأبو عليّ البردانيّ، وقراتكين بن الأسعد، وأبو المواهب
أَحْمَد بن محمد بن مُلوك، وشجاع الذُّهْليّ، وهبة اللَّه بن الحُصَين،
وأبو غالب أَحْمَد بن البنّاء، وأبو بكر قاضي المارستان وهو آخر من
سَمِعَ منه.
وآخر من رَوَى عنه بالْإِجازة أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك
بْن خيرون.
تُوُفّي في سابع ذي القعدة.
وقيل لَهُ المقنعيّ لَأنَّه كان يَتَطَيْلَس [1] ويلتف بها من تحت عنكه
[2] .
104- الحسن بن إبراهيم بن الفُرَات [3] .
أبو البركات.
تُوُفِّي في صفر بمصر.
- حرف الخاء-
105- خَلَف بن أَحْمَد بن بطَّال [4] .
أبو القاسم البكريّ البَلَنْسيّ.
روى عن: أبي عبد الله بن الفخَّار، وأبي عبد الرَّحمن بن جحّاف القاضي،
ومحمد بن يحيى الزَّاهد، وغيرهم.
حدَّث عنه: أبو داود سليمان بن نجاح المقرئ، وأبو بحر سفيان بن العاص.
__________
[1] يتطيلس: يلبس الطيلسان، وهو نوع من الأكسية أو الأردية وتعرف
بالسيجان، ومنه أخضر وأسود. انظر:
Dozy -p.211
-LibrairieduLiban
,Beirut.
ntschezlesArabes.
-Rinhart
[2] هكذا في الأصل والصحيح «حنكه» .
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (خلف بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 170، 171 رقم 388، وبغية الملتمس للضبيّ 282 رقم
700.
(30/357)
قال ابن خَزْرَج: لقيته بإشبيليّة سنة
أربعٍ وخمسين، وكان فقيهًا أصوليًّا من أهل النَّظر والاحتجاج بمذهب
مالك.
قلت: تُوُفّي كهلًا بعد هذا [1] .
- حرف الزّاي-
106- زُهير بن الحَسَن بن عليّ [2] .
أبو نصر السّرخسيِّ الفقيه.
قرأ الفقه ببغداد على: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
وبرع في الفقه، وكان إليه المرجوع في المذهب.
وقد روى الكثير.
سمع من: زاهر بن أَحْمَد السَّرخسيّ، وأبي طاهر المخلِّص، وغيرهما.
وسمع «سنن أبي داود» من أبي عمر الهاشميّ. وطال عمره، وصار مُقَدّم
أصحاب الحديث بسرخس.
قال أبو سعد السَّمعانيّ [3] : لقيتُ من أصحابه أبا نصر محمد بن أبي
عبد اللَّه بِسَرخس.
وقد قال بعض الفقهاء: ما رأينا أحسن من تعليقة أبي نصر عن أبي حامد،
لازمه ستّ سنين.
__________
[1] ومولده في حدود سنة 398 هـ.
[2] انظر عن (زهير بن الحسن) في:
الأنساب 5/ 56، والمنتظم 8/ 232 رقم 284 (16/ 83، 84 رقم 3379) وفيهما:
«الحسن بن علي بن علي بن حزام أبو نصر الجذامي» بإسقاط اسمه «زهير» ،
وهو مذكور في نسخة مخطوطة، ولم يتنبّه المحقّق لإثباته في المتن،
واللباب 1/ 425، والكامل في التاريخ 10/ 30، والعبر 3/ 232، وسير أعلام
النبلاء 18/ 134، 135 رقم 72، ومرآة الجنان 3/ 74، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 379، 380، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 42، والبداية
والنهاية 12/ 90 وفيه: «زهير بن علي بن الحسن بن حزام، أبو نصر
الحزامي» ، وشذرات الذهب 3/ 292- 293، وكشف الظنون 1/ 171، 293، وهدية
العارفين 1/ 375.
[3] في الأنساب 5/ 56.
(30/358)
وقيل: إنَّهُ تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين [1]
في شوَّال، وسنة أربع أشهُر.
عاش بضعًا وثمانين سنة.
- حرف السِّين-
107- سَعْد بن أبي سَعْد محمد بن منصور [2] .
أبو المحاسن الْجُولَكيّ [3] .
توفّي في رجب بأَسْتِرَابَاذ. وهو ابن بنت الْإِمام أبي سعد
الْإِسماعيليّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وتفقّه، ورأس في أيّام والده بعد
الأربعمائة وهو أمرد. ودرس الفقه.
وكان رئيسا محتشما عالما محقّقا، تخرّج به جماعة.
وقد روى عن: جدّه أبي نصر، ووالده، وأبي بكر العدسيّ، وأبي محمد
الكارزيّ [4] .
قُتِل مظلومًا شهيدا بأسترآباذ رحمه الله تعالى [5] .
__________
[1] ورّخه فيها ابن الأثير 10/ 30.
[2] انظر عن (سعد بن أبي سعد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 226، 227 رقم 362، ودمية القصر 2/ 7- 10 رقم 239
والأنساب 3/ 377، والمنتظم 8/ 228 رقم 283 (16/ 78 رقم 3378) ،
والمنتخب من السياق 241 رقم 763، والبداية والنهاية 12/ 88، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 412.
[3] الجولكي: بضم الجيم بعدها الواو واللام المفتوحة وفي آخرها الكاف،
هذه النسبة إلى جولك وهو جولك الغازي البكراباذي. (الأنساب 3/ 375) .
[4] في تاريخ جرجان 227: «الأرزي» . وقال محقّقه بالحاشية (1) : «لعلّ
الصواب الأرزني» وهو أبو محمد عبد الله بن حديد بن الشواء الأرزني، سمع
من الطحاوي، ذكره ابن ماكولا» ! وأقول: هو «الكارزي» ، وقد ذكره ابن
السمعاني في (الأنساب 3/ 377) .
[5] قال السهمي: «صار عالما بارعا ترأس في أيام والده في سنة ست
وأربعمائة حيث خرج والده إلى غزنة، ثم عقدت له الرئاسة بعد وفاة والده
في سنة عشر وأربعمائة، ودرّس الفقه، وحضره جماعة من المتفقّهة من أهل
البلد والغرباء، وتخرّجوا على يده. ثم روى عن جدّه أبي سعد الإسماعيلي،
وأبي نصر الإسماعيلي، ووالده أبي سعد محمد بن منصور، وأبي بكر العدسي،
وأبي محمد الأرزي (كذا، والصواب: الكارزي) ، وأبي بكر بن السبّاك،
وجماعة سمع منهم في صغره وكبره.
وقد كان الأمير أبو منصور منوجهر بن قابوس وجّهه إلى الأمير محمود بن
سبكتكين رسولا في سنة إحدى عشرة وأربعمائة إلى غزنة، فخرج وعقد له مجلس
النظر في جميع البلدان-
(30/359)
108- سيِّد بن أَحْمَد بن محمد [1] .
أبو سعيد الغافقيّ، نزيل شاطبة.
شيخ مسند.
سمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي.
وكان من أهل الضَّبط والَأدب.
أخذ عنه أبو القاسم بن مدبِّر كتاب البخاري.
- حرف الطّاء-
109- طاهر بن أَحْمَد بن بابشاذ [2] .
أبو الحسين الجوهريّ المصريّ النّحويّ، مصنّف «المقدّمة» و «شرح
الْجُمَل» .
كان صاحب ديوان الْإِنشاء بمصر، وله حلقة إشغال بجامع مصر. ثُمَّ
تزَّهد وانقطع.
ورَّخه القفْطيّ.
وقال غيره: تُوُفّي سنة تسعٍ وستِّين، وأراه أشبه فسأُكَرّره.
110- طُغْرُلْبَك السُّلطان [3] .
مات بالرّيّ. وعُمِل عزاؤه في دار الخلافة ببغداد في رمضان.
وهذا غَلَطٌ، إنَّما تُوُفّي سنة خمس كما سيأتي.
__________
[ (-) ] بنيسابور، وهراة، وغزنة، ورجع سالما غانما موقرا، وروى بجرجان
عن هؤلاء المشايخ» .
(تاريخ جرجان 227، الأنساب 3/ 377) .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الجولكي الجرجاني الرئيس الإمام الأوحد في
وقته نسبا وفضلا ومروءة وأدبا ... وكان ديّنا ورعا» . (المنتخب 241) .
[1] انظر عن (سيد بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 228 رقم 520.
[2] انظر ترجمة (طاهر بن أحمد) في وفيات سنة 469 هـ. من الطبقة
التالية، برقم (288) وفيها مصادر الترجمة.
[3] ستأتي ترجمة (طغرلبك) ومصادرها في وفيات السنة التالية برقم (133)
.
(30/360)
- حرف العين-
111- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَحْمَد بْن حَسِنْكوَيْه [1] .
أبو بكر النَّيْسَابُوري.
سمع أبا الحسين الخَفَّاف.
112- عبد اللَّه بن المُظفّر بن محمد بن ماجه [2] .
أبو الفتح الْأصبهانيّ النّاقد.
عن: ابن مَنْدَهْ.
مات في المُحرَّم.
113- عبد الرحمن بن أَحْمَد بن الحسن بن بُنْدار [3] .
أبو الفضل العِجْليّ الرّازيّ المقرئ الزَّاهِد الْإِمام.
أصله من الرّيّ، وَوُلِدَ بمكّة. وكان يتنقَّل من بلدٍ إلى بلد. كان
مُقرِئًا جليل القَدْر.
قال أبو سَعْد في «الذَّيْل» : كان مُقرِئًا فاضلًا، كثير التصانيف،
حَسَن السِّيرة زاهدا متعبِّدًا، خَشِنَ العيْش، منفردًا عن النَّاس،
قانعًا. أكثر أوقاته يُقرئ ويُسمِع.
وكان يسافر وحده ويدخل البراري [4] .
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (82) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد العجليّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 304، والمطبوع- ج 40/ 71- 74،
والمنتخب من السياق 308 رقم 1014، والتقييد لابن النقطة 334، 335 رقم
404، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 185، 186 رقم 122، والإعلام
بوفيات الأعلام 188، والعبر 3/ 232، والمعين في طبقات المحدّثين 131
رقم 1448، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1128، وسير أعلام النبلاء 18/ 135- 138
رقم 73، ومعرفة القراء الكبار 1/ 417- 419 رقم 356، وغاية النهاية 1/
361- 363 رقم 1549، والنجوم الزاهرة 5/ 71، وبغية الوعاة 2/ 75، وشذرات
الذهب 3/ 293.
[4] وكان يقول: أول سفري في الطلب كنت ابن ثلاث عشرة سنة، فكان طوافه
في البلاد إحدى وسبعين سنة. (غاية النهاية 1/ 363) .
(30/361)
سمع بمكَّة: أَحْمَد بن فِراس، وعليِّ بن
جعفر السَّيْرَوانيّ شيخ الحرم، وأبا العبّاس الرَّازيّ.
وبالرّيّ: أبا القاسم جعفر بن فَنَّاكيّ، وبنَيْسابور: أبا عبد الرّحمن
السُّلَميّ، وبطوس: أَحْمَد بن محمد العمّاريّ، وبنسا: محمد بن زهير بن
أخطل النَّسويّ، وبِجُرْجَان: أبا نصر محمد بن الْإِسماعيليّ،
وبأصبهان: أبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وبأَبْرَقُوه [1] : الحسين بن
أَحْمَد القاضي، وببغداد: أبا الحسن الحمّاميّ، وبِسارية [2] ،
وتُسْتر، والبصرة، والكوفة، وحرَّان، والرُّها، وأَرَّجَان، وكازَرُون
[3] ، وفَسَا [4] ، وحمص، ودمشق، والرّملة، ومصر، والْإِسكندريّة.
وكان من أفراد الدَّهر عِلمًا وورعًا.
سمع منه جماعة من الأئِمّة كأبي العبّاس المستغفريّ، وأبي بكر الخطيب،
وأبي صالح المؤذّن.
وثنا عنه: محمد بن عبد الواحد الدّقّاق، والحسين بن عبد الملك الخلّال،
وفاطمة بنت محمد البغداديّ.
__________
[1] أبرقوه: بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والواو ساكنة وهاء
محضة. هكذا ضبطه أبو سعد، ويكتبها بعضهم: أبرقويه، وأهل فارس يسمّونها:
وركوه، ومعناه: فوق الجبل، وهو بلد مشهور بأرض فارس من كورة إصطخر قرب
يزد.
قال أبو سعد: أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها. (معجم
البلدان 1/ 169) .
[2] سارية: بعد الألف راء ثم ياء مثنّاة من تحت مفتوحة بلفظ السارية،
وهي الأسطوانة. وهي مدينة بطبرستان، بينها وبين البحر ثلاثة فراسخ.
(معجم البلدان 3/ 170) .
[3] كازرون: بتقديم الزاي، وآخره نون. مدينة بفارس بين البحر وشيراز.
(معجم البلدان 4/ 429) .
[4] فسا: بالفتح والقصر، كلمة عجمية، وعندهم: بسا، بالباء، وكذا
يتلفّظون بها وأصلها في كلامهم الشمال من الرياح، مدينة بفارس، أنزه
مدينة بها فيما قيل. (معجم البلدان 4/ 260، 261) .
(30/362)
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو عليّ الحدّاد،
وأبو سهل بن سَعْدَوَيْه.
وقرأ عليه بالرّوايات الحدَّاد، وقرأ عليه لنافع نصر بن محمد
الشّيرازيّ شيّخٌ تلا عليه السِّلَفيّ.
قال ابن عساكر [1] : قرأ عَلَى أبي الحسن عليّ بن داود الدَّارانيّ
بحرف ابن عامر، وعلى أبي عبد اللَّه المجاهديّ.
وسمع بمصر من: أبي مسلم الكاتب.
وقال عبد الغافر الفارسيّ [2] : وكان ثِقةً جوَّالًا إمامًا في
القراءات، أوحد في طريقته. وكان الشّيوخ يُعظِّمونه.
وكان لَا يسكن الخوانق [3] ، بل يأوي إلى مسجدٍ خَراب، فإذا عُرِف
مكانه تركه. وكان لا يأخذ من أحدٍ شيئًا، وإذا فُتِح عليه بشيء آثر به
غيره [4] .
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: قرأ عليه القُرآن جماعة، وخرج من عندنا إلى
كَرْمان فحدّث بها، ومات بها في بلد أوشير في جُمَادَى الأُولى سنة
أربعٍ وخمسين [5] .
قال: وبلغني أنَّهُ وُلِدَ سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. ثِقَةٌ، ورِعٌ،
مُتَدَيِّن، عارف بالقراءات والرّوايات، عالم بالَأدب والنّحو. وهو
أكبر من أن يدُلَّ عليه مِثلي. وهو أشهر من الشَّمس، وأضوأ من القمر،
ذو فنونٍ من العلم.
وكان مهيبًا، منظورًا، فصيحًا، حسن الطَّريقة، كبير الوَزْن [6] .
قلت: وسمع بدمشق من عبد الوهَّاب الكِلابيّ، وبسامرّاء من: ابن يوسف
الرّفّاء، راوي «الموطَّأ» ، عن الهاشميّ، عن أبي مُصْعَب.
قال السِّلفيّ: سمعت أبا البركات عبد السَّلام بن عبد الخالق بن سلمة
__________
[1] في تاريخ دمشق.
[2] في المنتخب من السياق 308.
[3] الخوانق: مفردها: خانقاه، وجمعها أيضا: خانقاهات، وخانقاوات. وهي
رباط الصوفية.
[4] وزاد عبد الغافر: «وهو ذو فنون من العلم وله شعر رائق في الزهد» .
[5] وقيل: سنة خمس وخمسين وأربعمائة. (تاريخ دمشق 22/ 309) .
[6] التقييد 334.
(30/363)
الشِّيرازيّ بِمَرَنْد [1] يقول: اقتدى أبو
الفضل الرّازيّ في الطّريقة بالسَّيْرَوَانيّ شيخ الحرم، وحدَّث عنه
وصحبه، وصحب الشّيروانيّ أبا محمد المُرتعِش، وصحب المُرْتَعِشُ
الْجُنيد، وهو صحب السَّقطيّ، وهو معروفًا، وهو داود الطائيّ، وهو
حبيبًا العجميّ.
وقال ابن عساكر [2] : أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المُظفّر من
الكَرْج:
أنشدني الْإِمام أبو الفضل الرَّازيّ لنفسه:
أخي إنّ صِرف الحادثات عجيبُ ... ومن أيقظته الواعظاتُ لَبِيبُ
وإنَّ اللّيالي مُفْنِياتٌ نُفُوسَنا ... وكُلٌّ عليهِ للفَنَاءِ رقيبُ
أيا نَفْسُ صَبْرًا فاصطِبَارُكِ راحةٌ ... لكُلِّ امرئٍ منها أخيّ
نصيبُ
وله مُضمّنًا فيها:
إذا ما مضى القُرن الّذي أنت فِيهُمُ ... وخُلِّفتَ في قرن فأنت غريب
وإنّ امرأ قد سار سبعين حَجّةً ... إلى منهلٍ من وِردِهِ لقريبُ
البيتان مُضمّنان.
وقال أبو عبد الله الخلّال: أنشدنا أبو الفضل لنفسِه:
يا موتُ ما أجفاكَ من زائِرٍ ... تنزل بالمرء على رغمِهِ
وتأخذ العذراء من خِدْرِها ... وتأخذ الواحد من أُمِّهِ
قال الخلّال: خرج الْإِمام أبو الفضل من أصبهان متوجّهًا إلى كرمان،
فخرج النَّاس يُشيِّعونه، فصرفهم وقصد الطريق وحده وقال:
إذا نحنُ أدلجنا وأنت إمامنا ... كفى لمطايانا بذكراك حاديا [3]
قرأت على أبي الفضل الأسديّ: أخبرك ابن خليل، أنا الخليل الدّاراني،
أنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد الدّقّاق قال: ورد علينا الشّيخ
الإمام الأوحد
__________
[1] مرند: بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ودال، من مشاهير مدن أذربيجان،
بينها وبين تبريز يومان.
[2] في تاريخ دمشق 22/ 308.
[3] البيت في: تاريخ دمشق 22/ 308، ومعرفة القراء 1/ 419، وسير أعلام
النبلاء 18/ 137، وغاية النهاية 1/ 362.
(30/364)
أبو الفضل عبد الرَّحمن بن أَحْمَد
الرّازيّ، لقاه اللَّه رضوانه، وأسكنه جنانه.
وكان إمامًا من الأئِمّة الثِّقات في الحديث والرّوايات والسُّنَّة
والقراءات، وذِكره يَمْلَأُ الفم، ويُذْرِف العَيْن. قدم أصبهان
مِرارًا، الأولى في أيّام ابن مَنْدَهْ، وسمع منه. سمعت منه قطعة
صالحة. وكان رجلًا مهيبًا، مديد القامة، وليًّا من أولياء اللَّه، صاحب
كرامات.
طوَّف الدُّنيا مُفيدًا ومُستفيدًا.
ثُمَّ ذكر الدَّقَاق شيوخه وباقي ترجمته.
وقال الخلّال: كان أبو الفضل الرّازيّ في طريق، وكان معه قليل من
الخبز، وشيء يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطّاع الطريق، وأرادوا أن
يأخذوه، فَدَفَعَهُم بعصاه فقيل لهُ في ذلك، فقال: إنّما منعتهم لَأنّ
الّذي كانوا يأخذوهُ مِنّي كان حلالًا. ورُبّما كنت لا أجد مثله حلالًا
[1] .
ودخل كَرْمان في هيئةٍ رثّة، وعليه أخلاقٌ وأسمال، فحُمِلَ إلى الملك
وقالوا: هو جاسوس. فقال الملك: ما الخبر؟
قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السّماء؟ فإن كنت تسألني عن خبر
السّماء، ف كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ 55: 29 [2] . وإن كنت تسألني
عن خبر الأرض، ف كُلُّ من عَلَيْها فانٍ 55: 26 [3] .
فتعجَّب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالًا، فلم يقبله [4] .
114- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك [5] .
__________
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 419.
[2] سورة الرحمن، الآية: 29.
[3] سورة الرحمن، الآية: 26.
[4] معرفة القراء 1/ 419، سير أعلام النبلاء 18/ 138.
ومن أقوال أبي الفضل عبد الرحمن:
«يحتاج العالم إلى ثلاثة أشياء: جنان مفكّر، ولسان معبّر، وبيان مصوّر»
.
وقال. «هذه الأوراق تحلّ منّا محلّ الأولاد» . (تاريخ دمشق) .
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 336 رقم 715.
(30/365)
أبو القاسم الغسَّانيّ الأندلُسيّ
البَجَّانيّ اللُّغَويّ.
روى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ،
وغيره.
أرّخه ابن بَشْكُوَال [1] .
115- عبد الرّحمن بن غزو بن محمد بن حامد بن غزو [2] .
هذا موضعه، وقد تقدَّم في الماضية فليحوَّل.
116- عبد الرّحمن بن المُظفّر بن عبد الرحمن بن محمد [3] .
أبو القاسم السُّلَميّ المصريّ الكحَّال النَّحْويّ.
قال السِّلَفيّ: كان ليِّنًا في الحديث على ما ذكروا، والله يعفو عنه.
قلت: روى عَنْ: أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن محمد المُهندِس، وغيره.
روى عنه: أبو زكريّا البخاريّ، والرّازيّ في مشيخته، وغير واحد.
تُوُفّي بمصر في ربيع الأوّل.
117- عمر بن أَحْمَد بن محمد بن حسن بن شاهين [4] .
أبو حفص الشّاهينيّ الفارسيّ. مُسنِد تلك الدّيار.
وعاش نيِّفًا وتسعين سنة.
وعنده حديث عُتَيْبة بعُلُوّ سمعه في سنة 372 من ابن جابر بسماعه من
محمد بن الفضل البَلْخيّ.
سمع بسَمَرْقَنْد: أبا بكر محمد بن جعفر بن جابر، وأبا عليّ إسماعيل بن
حاجب الكُشّانيّ، وأبا سعد الْإِدريسيّ الحافظ.
قال الحافظ أبو سَعْد [5] : روى عنه أهل سمرقند، وله أوقاف كثيرة
ومعروف.
__________
[1] وقال: وكان فصيحا لغويا، معتنيا بالعلم.
[2] تقدّمت ترجمة (عبد الرحمن بن غزو) في وفيات السنة الماضية، برقم
(83) واسمه هناك:
«عبد الرحمن بن غزو بن محمد بن يحيى، أبو مسلم النهاوندي العطار» .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن المظفّر) في:
ميزان الاعتدال 2/ 591 رقم 4978، والمغني في الضعفاء 2/ 387 رقم 3637،
ولسان الميزان 3/ 439 رقم 1711.
[4] انظر عن (عمر بن أحمد الشاهيني) في:
الأنساب 7/ 272، واللباب 2/ 181، وسير أعلام النبلاء 18/ 127 رقم 65.
[5] في الأنساب 7/ 272.
(30/366)
مات في ذي القعدة.
قلت: روى على بن أَحْمَد الصّيرفيّ عنه، وغيره.
118- عمر بن عُبَيْد اللَّه بن يوسف بن حامد [1] .
أبو حفص الذُّهْليّ الزَّهْرَاويّ القُرْطُبيّ الحافظ.
روى عَن القاضي أبي المُطَّرِّف بن فُطَيْس، وعبد الوارث بن سُفْيان،
وأبي محمد بن أسد، وأبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي
زَمَنين، وسَلَمَة بن سعيد، وأبي المطرّف القنازعيّ، وعبد السّلام بن
السّمح الزَّهْرَاويّ، وأبي القاسم بن عُصْفُور، وخلقٌ كثير بقُرْطُبة،
وإشبيليّة، والزَّهْراء.
وكتب إليه بالْإِجازة الفقيه أبو الحسن القابِسيّ، وكان معتنيا بنقل
الحديث وسماعه وجَمْعِهِ.
روى عنه: محمد بن عَتّاب، وابناه أبو محمد وأبو القاسم، وأبو مروان
الطُّبْنيّ [2] ، وأبو عمر بن مهديّ المقرئ قال: وكان خيِّرًا
مُتصاوِنًا، ثقة، قديم الطَّلب.
وحدَّث عنه أيضّا أبو عليّ الغسّانيّ.
وذُكِرَ أنّه اختلط في آخر عمره.
قال ابن بَشْكُوال [3] : أنا عنه أبو مُحَمَّد شيخنا.
وقال لي إنّ أبا حفص لحقته في آخر عمره خَصَاصة، فكان يتكفّفّ النّاس.
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبيد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 399- 401، وبغية الملتمس للضبّي 408، وسير أعلام
النبلاء 18/ 219، 220 رقم 105، والعبر 3/ 233، وتذكرة الحفاظ 3/ 1127،
1128، وطبقات الحفاظ 432، وشذرات الذهب 3/ 293، ومعجم طبقات الحفاظ 135
رقم 977.
وقال ابن بشكوال في اسمه: «ابن يوسف بن عبد الله بن يحيى بن حامد
الذهلي» ثم قال:
«كذا قرأت نسبه بخطّه» . (الصلة 2/ 399) .
[2] الطبني: بضم الطاء المهملة وسكون الباء (ويقال بضمّها) وكسر النون
المشدّدة، وهي نسبة إلى الطبن: بلدة بالمغرب من أرض الزاب، والزاب عدوة
بلاد المغرب. وقيل: طبنة: ساكنة الباء المخفّفة، كذا قاله عبد الغني بن
سعيد الأزدي. (الأنساب 8/ 212) .
[3] في الصلة 2/ 400.
(30/367)
وقرأت بخط أبي مروان الطُّبْنيّ: أخبرني
أبو حفص قال: شددتُ في البيت ثمانية أحمال كُتُب لَأخرِجها إلى مكان،
فلم يتم لي العزم، حتى انْتَهَبَنا البربر.
توفّي في نِصف صَفَر. وكان مولده في صفر أيضًا سنة إحدى وستّين
وثلاثمائة. وكان مُسنِد أهل الأنْدَلُس في زمانه مع ابن عبد البرّ.
- حرف الميم-
119- محمد بن أَحْمَد بن مطرِّف [1] .
أبو عبد اللَّه الكتّانيّ القرطبيّ المقري الطُّرَفيّ.
روى عن: القاضي يُونُس بْن عَبْد اللَّه، وأبي مُحَمَّد بن الشَّقّاق.
وقرأ بالرّوايات على مكّي، واختصَّ به. وبرع في القراءات. وكان صاحب
ليلٍ وعبادة.
قال ابن بشكوال: أنا عنه أبو القاسم بن صواب بجميع ما رواه، وغيره من
شيوخنا ووصفوه بالمعرفة والجلالة وكثرة الدُّعابة والمُزاح وحُسن
الباطن.
توفّي رحمه اللَّه في صفر عن ستٍّ وستّين سنة.
120- محمد بن سلامة بن جعفر بن عليّ [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن مطرّف) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 538 رقم 1179.
[2] انظر عن (محمد بن سلامة) في:
مشيخة الرازيّ (مخطوط) ورقة 164 أ- 165 أ، والإكمال لابن ماكولا 7/
147، وفهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم لابن بابويه 94، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 36/ 135 و (37/ 600- 608 و 38/ 3) ، و 43/ 365،
ومعجم السفر للسلفي (مصورّة دار الكتب) 2/ 376، وآثار البلاد وأخبار
العباد للقزويني 268، والأنساب 10/ 180، 181، والكامل في التاريخ 10/
23، واللباب 3/ 43، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، ووفيات الأعيان 4/
212، 213، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 214، 215 رقم 278،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 181، والعبر 3/ 233، وسير أعلام النبلاء
18/ 92، 93 رقم 41، ودول الإسلام 1/ 267، والإعلام بوفيات الأعلام 188،
والمعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1451، وتاريخ ابن الوردي 1/ 368،
ومرآة الجنان 3/ 75، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 62، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 312، 313، والوافي بالوفيات 3/ 106، وطبقات-
(30/368)
القاضي أبو عبد اللَّه القضاعيّ، الفقيه
الشّافعيّ قاضي مصر ومُصنِّف كتاب «الشِّهاب» [1] .
سمع: أبا مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأحمد بن ثَرْثال، وأبا
الْحَسَن بْن جَهْضَم، وأبا مُحَمَّد بْن النّحاس، وخلقًا بعدهم.
روى عنه: الحُمَيْديّ، وأبو سعد عبد الجليل السّاويّ، ومحمد بن بركات
السَّعِيديّ، وسهل بن بشر الأسفرائينيّ، وأبو عبد الله الرّازيّ في
مشيخته، وأبو القاسم النسيب، وجماعة كثيرة من المغاربة.
قال الأمير ابن ماكولا [2] : كان مُتَفَنِّنًا في عِدّة علوم، ولم أر
بمصر من يجري مجراه.
وقال غيث الأَرْمَنَازيّ: كان ينوب في الحُكم بمصر، وله تصانيف، منها
__________
[ (-) ] الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 239 رقم 195، والمقفّى للمقريزي
(مخطوطة دار الكتب المصرية) 1/ 277، وصلة الخلف للروداني (نشر في مجلّة
معهد المخطوطات العربية) المجلد 29/ ق 2/ 447، وتاريخ الخميس
للدياربكري 2/ 400، وتاريخ الخلفاء 423، وحسن المحاضرة 1/ 76، 227،
وكشف الظنون 1/ 165، 172، 293 و 2/ 1067، وشذرات الذهب 3/ 293، والتاج
المكلّل للقنوجي 111، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 152، وبدائع الزهور
لابن إياس ج 1 ق 1/ 219، وإيضاح المكنون 1/ 462، وهدية العارفين 2/ 71،
وديوان الإسلام 4/ 20، 21 رقم 1682، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/
343، والرسالة المستطرفة 76، والأعلام 6/ 146، ومعجم المؤلفين 10/ 42،
وفهرست مخطوطات الحديث بالظاهرية 378، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 444،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 186، 187 رقم 1422،
والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 321،
وفهرس الخزانة التيمورية 2/ 368- 371، وانظر: مقدّمة مسند الشهاب
للقضاعي للسيد حمدي عبد المجيد السلفي- طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1405
هـ. / 1985 م.
[1] حقّقه السيد عبد المجيد السلفي، وصدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت 1405
هـ. / 1985 م.
في مجلّدين. وقد أنشد أبو شجاع فارس بن الحسين لنفسه في كتاب الشهاب:
إن الشهاب شهاب، يستضاء به ... في العلم والحلم والآداب والحكم
سقى القضاعيّ غيث كلما لمعت ... هذي المصابيح في الأوراق والظلم
(تاريخ دمشق 38/ 3) .
[2] في الإكمال 7/ 147.
(30/369)
«تاريخ مختصر» [1] في خمسة كراريس، من
مبتدأ الخلق إلى زمانه. وله كتاب «أخبار الشّافعيّ» .
وقال غيره: له «معجم شيوخه» ، وكتاب «دستور الحُكْم» كتب عنه الحُفّاظ
كأبي بكر الخطيب، وأبي نصر بن ماكولا.
وقال الفقيه نصر المقدسيّ: قدم علينا أبو عبد اللَّه القُضَاعيّ رسولًا
صُورَ من المصريين إلى بلد الرّوم، فذهب ولم أسمع منه. ثم إنّي رويتُ
عنه بالْإِجازة [2] .
وقال الحبَّال: تُوُفِّي في ذي الحجّة بمصر.
وقال السِّلفيّ [3] : كان من الثقات الأثبات، شافعيّ المذهب والاعتقاد،
مرضيّ الْجُملة.
قلت: قد روى عن شيخٍ لقيه بالقُسْطَنْطِينيّة لمّا ذَهَبَ إليها رسولًا
[4] .
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنْ هِبَةِ اللَّه بْنِ
عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَرَكَاتٍ السَّعِيدِيُّ، أَنَا أَبُو
عَبْدِ اللَّه بْنُ سَلَامَةَ الْقُضَاعِيُّ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ
الْكَاتِبُ، ثَنَا الْبَغَوِيُّ، ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ حَمْزَةَ [5] الْعَطَّارُ، ثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ
حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَمَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شين في
وجهه، ومسألة الغنيّ نار» [6] .
__________
[1] هو: «الإنباء على الأنبياء وتواريخ الخلفاء» كما سمّاه «غيث
الأرمنازي» تناول فيه تاريخ الأنبياء، وتاريخ الخلفاء، وتاريخ ولايات
الملوك والأمراء ووفياتهم، مرتّبا على سنين الهجرة، على سبيل الاختصار،
وصل فيه إلى سنة 427 هـ. منه نسخة مخطوطة بالمكتبة السليمانية
باسطنبول، نسخها أبو الأمناء عبد الله الرشيد بن أبي البركات محمد
الزكي بن علي بن المبارك بن الحسن بن ثوابة، في سنة 590 هـ. بثغر
دمياط. وفي آخرها تتمة مختصرة بخط مختلف تصل إلى سنة 555 هـ. وفي
مكتبتي مصوّرة عنها.
[2] قال ابن عساكر: يعني أنه لم يرضه في أول الأمر لدخوله في الولاية
من قبل المصريّين. توفي سنة 452 وهذا وهم. بل كانت وفاته في شهر ذي
الحجة سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وقيل في السابع عشر من ذي القعدة.
(تاريخ دمشق 38/ 3) .
[3] في معجم السفر 2/ 376.
[4] قال السبكي: «وقد ذهب إلى الروم رسولا، ومن عجيب ما اتفق له أنه
لقي شيخا بمدينة القسطنطينية فسمع منه بها ثم حدّث عنه» . (طبقات
الشافعية الكبرى 3/ 62) .
[5] في مسند الشهاب 1/ 60: «إسحاق بن الربيع أبو حمزة العطار» .
[6] رواه القضاعي في مسندة 1/ 60 رقم 42، وانظر تخريجه بالحاشية.
(30/370)
كَتَبَ عَنْهُ أَهْلُ بَلَدِهِ [1] .
121- محمد بن عَبْدَة بن مَلّة الهَرَويّ [2] .
البزّاز.
شيخٌ مُسِنّ. سَمِعَ: أبا محمد بن حَمّوَيْه السَّرْخَسيّ، وأبا حامد
النُّعَيْمِيّ.
122- محمد بن محمد بن عليّ [3] .
أبو الحسين البغداديّ الشُّرُوطيّ.
حدَّث عن: المُعَافَى الجريريّ، وأبي القاسم بن حبابة [4] .
قال الخطيب: لم يكُن ديّنًا. كان يترفَّض [5] .
123- محمد بن محسّن بن قريش [6] .
أبو البركات البغداديّ الزّيّات.
سمع: المخلّص [7] .
124- المُعِزّ بن باديس بن منصور بن بلكّين بن زيريّ الحميريّ
الصّنهاجيّ [8] .
__________
[1] أقول: مرّ القضاعيّ- فضلا عن صور- بمدينة طرابلس الشام، فسمع بها:
أبا القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله الشامي
الأطرابلسي، (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 444) وأبا الحسن لبيب بن عبد الله
الأطرابلسي، (تاريخ دمشق 36 135) وجلس للتحديث فيها فسمعه أحد شيوخ
جبيل وهو «مكي بن الحسن بن المعافى السلمي الجبيليّ» المتوفى سنة 531
هـ. وسمع منه كتاب «الشهاب» . (تاريخ دمشق 43/ 365، معجم السفر
(المصوّر) 2/ 336) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد الشروطي) في:
تاريخ بغداد 3/ 238 رقم 1317، ولسان الميزان 5/ 371 رقم 1204.
[4] تصحّفت في (لسان الميزان) إلى «ابن حبان» .
[5] وادّعى السماع عن أبي عمر بن حيّويه، ولم يثبت ذلك، سألته عن مولده
فقال في شعبان من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
[6] انظر عن (محمد بن محسّن) في:
تاريخ بغداد 3/ 313 رقم 1410.
[7] وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا.
[8] انظر عن (المعزّ بن باديس) في:
ديوان ابن رشيق، والكامل في التاريخ 9/ 355، 450، 492، 521، 617، و 10/
15، -
(30/371)
سلطان إفريقية وما والاها من المغرب.
كان الحاكم صاحب مصر قد لقَّبَهُ «شرف الدّولة» ، وأرسل إليه خلْعَةً
وسِجِلًا في سنة سبعٍ وأربعمائة. وعاش إلى هذا الوقت، واشتهر اسمه.
وكان رئيسًا جليلًا عالي الهِّمّة مُحِبًّا للعلماء من بيت إمرة وحشمة.
انتجعه الأدباء ومدحوه، وكان سخيًّا جوّادًا.
وكان مذهب أبي حنيفة ظاهرًا بإفريقيّة، فحمل المُعزّ أهل مملكته على
الاشتغال بمذهب مالك، وحسم مادة الخِلاف في المذاهب [1] ، وخلع طاعة
المصريين، وخطب للإمام القائم بأمر اللَّه أمير المؤمنين، فكتب إليه
المُستَنْصِر العُبيْديّ يتهدّده، فما فكّر فيه. فجَهَّز لحربه جيشًا
من العُرْبان، فأخربوا حصون بَرْقَة وإفريقيّة، وافتتحوا قطعةً من
بلاده. وتعب بهم، واستوطنوا برقة إلى الآن.
ولم يُخْطَب لبني عُبَيْد بعد ذلك بإفريقيّة [2] .
وكان مولده في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في شَعْبان من بَرَصٍ أصابه ورثاه شاعره الحسن بن رشيق
القيروانيّ [3] . ومات بالمهديَّة عند ولده تميم. وكان قد نَزَحَ من
القيروان إلى
__________
[ (- 16،) ] والحلّة السّيراء لابن الأبار 2/ 21 (في ترجمة ابنه تميم)
، ووفيات الأعيان 5/ 233- 235، وآثار الأول للعباسي 195، والبيان
المغرب 1/ 267، ورحلة التجاني 17، 29 وانظر فهرس الأعلام، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 170، 180، والعبر 3/ 233، ودول الإسلام 1/ 267، وسير
أعلام النبلاء 18/ 140، 141 رقم 75، وتاريخ ابن الوردي 1/ 513، 552،
ومرآة الجنان 3/ 75، وشرح رقم الحلل 128، وتاريخ ابن خلدون 6/ 158،
159، واتعاظ الحنفا 2/ 263، والنجوم الزاهرة 5/ 71، وشذرات الذهب 3/
294، والخلاصة النقية 47، وإيضاح المكنون 2/ 666، وهدية العارفين 2/
465.
[1] وفيات الأعيان 5/ 233، 234.
[2] الكامل في التاريخ 9/ 521، 522، وفيات الأعيان 5/ 234، البيان
المغرب 1/ 296.
[3] في ديوانه 137- 139.
وقيل إن المعزّ كان يوما جالسا في مجلسه وعنده جماعة من الأدباء وبين
يديه أترجّة ذات أصابع، فأمرهم فيها شعرا، فقال ابن رشيق شعرا:
أترجة سبطة الأطباق ناعمة ... تلقى العيون بحسن غير منحوس
كأنما بسطت كفّا لخالقها ... تدعو لطول بقاء لابن باديس
-
(30/372)
المهدية من العَرَب.
125- منيع بن وثَّاب [1] .
الَأمير أبو الزَّمَّام النُّمَيْريّ، مُتَوَلِّي حرَّان والرِّقّة.
فارس شجاع جوّاد.
توفّي في جُمَادَى الآخِرَة بعد الصّرع.
__________
[ () ] (مرآة الجنان 35/ 75) .
وفي سنة وتاريخ ولايته قال ابن شرف:
لما انقضت من المئين أربع ... وبعدها ستّ سنين تتبع
وأول العام الشريف السابع ... دار إليها أيمن طوالع
باسم المعز الملك الميمون ... مذلّ كفر ومعزّ الدين
فقلّد الأمر الشديد المنعة ... مستنهضا بحمله ابن سبعة
(البيان المغرب 10/ 295، 296) .
[1] انظر عن (منيع بن وثّاب) في:
زبدة الحلب 5/ 19، 81، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 116، والكامل في
التاريخ 9/ 233 و 10/ 11، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 76 وفيه: «منيع بن
شبيب بن وثاب» و 1/ 103 وفيه وفاته سنة 431 هـ. و 1/ 111.
(30/373)
سنة خمس وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألِف-
126- أَحْمَد بن محمود بن أَحْمَد بن محمود [1] .
أبو طاهر الثقفيّ الْأصبهانيّ المؤدِّب.
وهو الجدّ الأعلى ليحيى الثّقفيّ.
قال الحافظ أبو زكريا بن مَنْدَهْ: سمع كتاب «العَظَمَة» من أبي الشّيخ
بن حيَّان، وكان يقول: سمعت من أبي الشّيخ. فلم يظهر سماعه إِلَّا بعد
موته. وقد وُلِدَ في سنة ستين وثلاثمائة.
قال: وهو شيخٌ صالح ثقة، واسع الرّواية، صاحب أصول. حسن الخط مقبول،
متعصّب لَأهل السُّنَّة.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقرئ، وأبي أَحْمَد بن جميل، وأبي مسلم عبد
الرحمن بن شهدل، وأبي علي الخلقاني، وأبي عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد
اللَّه بْن أبي القاسم، وغيرهم. إلا أني كرهت ذكرهم لكثرتهم.
وسافر إلى الري، وسمع «مُسْنَد الرَّويانيّ» . ولكن ظهر سماعه له بعد
موته وكذا ظهر سماعه في كتاب «العَظَمَة» بعد موته بقليل.
قلت: سماعه لمسند الرُّويَّانيّ من جعفر بن فنّاكيّ.
روى عنه: يحيى بن منده، وسعيد بن أبي الرجاء، وأبو عبد الله الخلال،
ومحمد بن محمد القطَّان، وسهل بن ناصر الكاتب، وخلق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمود) في:
العبر 3/ 234، 235، والإعلام بوفيات الأعلام 188، وسير أعلام النبلاء
18/ 123، 124 رقم 63، ومرآة الجنان 3/ 77، وشذرات الذهب 3/ 296.
(30/374)
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
127- أحمد بْن محمد بن تهيون [1] .
أبو بكر الفارسيّ الصوفيّ الحافِظ. يُقال له بلبل.
سمع: أبا الحسين بن فراس بمكّة، وأبا عبد اللَّه الْجُرْجانيّ بأصبهان.
مات بشيراز في سنة خمسٍ وخمسين.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: سمعت أبا القاسم بن عليّ: سمعت أبا بكر، وأثنى
عليه، يقول: كتبتُ عن ألف شيخ، وخرَّجتُ عن كُلِّ شيخٍ حديثًا.
128- إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد [2] .
أبو القاسم السُّلَميّ الكَرّانيّ [3] الْأصبهانيّ المعروف بسِبْط
بَحْرُوَيْه.
وكرَّان محلَّة بأصبهان.
روى «مُسْنَد أبي يَعْلَى» عن أبي بكر بن المقري.
روى عنه: الحسين بن عبد الملك الخلّال، وسعيد بن أبي الرّجاء، وجماعة.
قال يحيى بن مَنْدَهْ في تاريخه: كان رحمه اللَّه صالحًا عفيفًا، ثقيل
السَّمع. مات في ربيع الأوّل [4] .
سمع من أبي بكر «مُسْنَد أبي يَعْلى» ، وكتاب «التّفسير» لعبد
الرّزّاق.
مولده سنة اثنتين وستِّين.
129- إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (إبراهيم بن منصور) في:
الأنساب 10/ 378، والتقييد لابن نقطة 189، 190 رقم 216، والإعلام
بوفيات الأعلام 188، وسير أعلام النبلاء 18/ 73 رقم 33، والعبر 3/ 235،
والمعين في طبقات المحدّثين 3/ 235، وشذرات الذهب 3/ 296.
[3] الكرّاني: بفتح الكاف والراء مع التشديد وفي آخرها النون. (الأنساب
10/ 377) .
[4] التقييد 189.
[5] انظر عن (إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد) في:
الأنساب 8/ 6، وتاريخ دمشق مخطوطة التيمورية 5/ 322، 323، والمنتخب من
السياق 159 رقم 383، والمختار من ذيل السمعاني (مخطوط) ورقة 148،
ومختصر تاريخ دمشق لابن-
(30/375)
أبو يَعْلَى النَّيْسَابُورِيّ، الواعظ
المعروف بالصّابونيّ.
صاحب الأجزاء الفوائد العشرة الّتي سمعناها. وهو أخو الأستاذ أبي
عثمان.
سمع: أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا طاهر بن
خُزَيْمة، وأبا محمد المَخْلَديّ، والخفّاف، وأبا مُعاذ الشّاه، وأبا
طاهر المخلّص، وأبا محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، وطائفة سواهم.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ لمّا قدِم دمشق مع أخيه. وكان ينوب عن
أخيه في الوَعْظ.
قال ابن عساكر [1] : ثنا عنه: زاهِر، والفرّاويّ، وهبة اللَّه
السّيديّ، وعُبَيْد اللَّه بن محمد البَيْهَقِيّ.
قال عبد الغافر بن إسماعيل [2] : هو شيخٌ ظريفٌ، ثِقة [3] . على طريقة
الصّوفيّة [4] . سمع بِنَيْسَابُور، وهَرَاة، وبغداد. وتُوُفّي في
رَبيع الآخر.
وقال غيره: تُوُفّي في تاسع ربيع الأوّل. وكان مولده سنة 375.
130- إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران [5] .
__________
[ (-) ] منظور 4/ 303، 304 رقم 294، وسير أعلام النبلاء 18/ 75، 76 رقم
35، والإعلام بوفيات الأعلام 188، والعبر 3/ 235، والمعين في طبقات
المحدّثين 131 رقم 1452، والوافي بالوفيات 8/ 417، وتبصير المنتبه 3/
887، وشذرات الذهب 3/ 296، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 448، 449.
[1] في تاريخ دمشق، والمختصر، والتهذيب.
[2] في المنتخب 159.
[3] وزاد: «حسن الصحبة، خفيف المعاشرة» .
[4] وزاد: «قليل التكليف. وكان ينوب عن شيخ الإسلام في عقد مجلس
التذكير في الأحايين إذا كان له عذر يمنعه من مرض أو سفر الكثير بهراة،
ونيسابور، وبغداد» . (المنتخب 159) .
[5] انظر عن (إسماعيل بن خلف) في:
فهرست ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 417، والصلة لابن بشكوال 105 رقم 244،
ومعجم الأدباء 2/ 273، ووفيات الأعيان 1/ 233، ومعرفة القراء الكبار 1/
423، 424 رقم 362، والوافي بالوفيات 9/ 116، وغاية النهاية 1/ 164، رقم
763، وبغية الوعاة 1/ 195، 196، وحسن المحاضرة 1/ 494، وروضات الجنات
2/ 55، وكشف الظنون 123، 141، 1076، 1448، 1449، ومعجم المؤلفين 2/
268.
(30/376)
أبو الطاهر الأنصاريّ الأندلّسيّ المقرئ.
مُصَنِّف «العنوان» في القراءات.
قرأ على عبد الجبَّار بن أَحْمَد الطَّرَسُوسيّ بمصر، وسكنها وتصَّدر
للإقراء.
أخذ عنه: جُمَاهر بن عبد الرّحمن الفقيه، وأبو الحسين الخشَّاب، وابنه
جعفر بن إسماعيل بن خَلَف.
وكان مع براعته في القراءات إمامًا في النَّحْو. اختصر كتاب «الحجّة»
لَأبي عليّ الفارسيّ.
وتوفّي مُسْتَهَل المحرّم.
- حرف الخاء-
131- خَلَف بن أَحْمَد بن الفضل [1] .
أبو القاسم الحَوْفيّ المصريّ الحَنَفيّ.
سمع: عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأحمد بن ثرثال، والحافظ عبد
الغنيّ، وأبا محمد النّحّاس.
وانتقى عليه: أبو نصر الشّيرازيّ.
روى عنه: الحُمَيْديّ، وأبو نصر بن ماكولا، وعليّ بن الحسين الفرَّاء،
وغيرهم.
وليس هو بالحوفيّ صاحب «الْإِعراب» . ذاك تقدَّم ذِكره.
وهذا توفي في هذه السنة أو بعدها بقليل.
- حرف الصَّاد-
132- صالح بن محمد بن أَحْمَد بن أبي الفيّاض العجليّ الدّينوريّ [2] .
__________
[1] انظر عن (خلف بن أحمد) في:
الجواهر المضيّة 4/ 169 رقم 560، والطبقات السنيّة، رقم 843.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/377)
أبو الفتح.
حدَّث في هذه السّنة بهَمَذَان عن: جدّه أبي أحمد الحسن بن إبراهيم بن
أبي عمران، ومحمد بن أَحْمَد بن موسى الرّازيّ، وحمد بن عبد اللَّه
الْأصبهانيّ، وأبي العبَّاس البصير، وأبي بكر بن لال، وجماعة كثيرة.
قال شيروَيْه: لم يُقْضَ لي السَّماع منه. وثنا عنه: الخطيب، وابن
البصريّ، وأبو العلاء الحافظ.
- حرف الطَّاء-
133- طُغْرُلْبَك بن ميكائيل بن سُلْجُوق بن دَقَّاقّ [1] .
السُّلطان الكبير رُكن الدّين أبو طالب. أول ملوك السَّلجُوقيّة.
وأصلهم من برّ بُخَارَى. وهم من قومٍ لهم عدد وقوَّة وشوكة كانوا لا
يدخلون تحت طاعة سُلطان. وإذا قصدهم من لَا طاقة لهم به دخلوا المفاوز
والبراري، وتحصّنوا بالرّمال. فلمَّا عبر السُّلطان محمود إلى ما وراء
النّهر وجدَ زعيم السَّلْجُوقيّة قويّ الشّوكة، فاستماله وتألَّفهُ،
وخدعهُ حتّى أقدمه عليه، ثُمَّ قبض عليه، واستشار الأعيان في كبار
أولئك، فأشار بعضهم بتفريقهم، وأشار آخرون بقطع بهاماتهم ليبطُل
رَمْيُهُم. ثُمَّ اتّفق الرّأي على تفريقهم في النَّواحي، ووضع الخراج
عليهم. فدخلوا في الطّاعة، وتهذّبوا، وطمع فيهم النّاس
__________
[1] انظر عن (طغرلبك) في:
تاريخ البيهقي 600- 604، وتاريخ الفارقيّ 186، والمنتظم 8/ 233، 234
رقم 287 (16/ 84، 85 رقم 3382) ، وزبدة التواريخ 26، 31، 33، 40، 43-
45، 54- 58، 63، 313، 315، والكامل في التاريخ 10/ 26- 28، ووفيات
الأعيان 5/ 63- 68 رقم 690، وآثار البلاد 418، 447، وآثار الأول
للعباسي 104، 115، 127، 133، 134، 285، 303، 314، وسير أعلام النبلاء
18/ 107- 111 رقم 52، ودول الإسلام 1/ 267، والعبر 3/ 235، 236،
والإعلام بوفيات الأعلام 188، والمختصر في أخبار البشر 2/ 183، والدرّة
المضيّة 378، ومرآة الجنان 3/ 76، وتاريخ ابن الوردي 1/ 547- 549،
والوافي بالوفيات 5/ 102- 104، والبداية والنهاية 12/ 89، والنجوم
الزاهرة 5/ 5، 73، وتاريخ الخلفاء 418- 420، وشذرات الذهب 3/ 294- 296،
والأعلام 7/ 120، 121، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة، 12، 73، 322،
333 واسمه: «محمد» .
(30/378)
وظلموهم فانفصل منهم ألفا بيتٍ، ومضوا إلى
كَرْمَان، وملكها يومئذٍ بهاء الدّولة بْن عَضُد الدّولة بن بُوَيْه،
فأكرمهم وتُوُفّي عن قريب. وهذا بعد الأربعمائة. فخافوا من الدَّيْلَم
فقصدوا أصبهان ونزلوا بظاهرها، وصاحبها علاء الدّولة بن كاكَوَيْه،
فرغب في استخدامهم، فكتب إليه السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين يأمره
بحربهم. فاقتتل الفريقان، وقُتِل بينهما عدد، فقصد الباقون
أَذْرَبَيْجَان.
وانحاز الّذين بخُراسان إلى جبل خوارزم، فجرّد السُّلطان جيشًا،
فتبعوهم في تلك المفاوز، وضايقوهم مُدَّة سنتين، ثُمّ قصدهم السُّلطان
محمود بنفسه، ولم يزل حتَّى شتتهم. ثُمّ تُوُفّي، فقام بعده ابنه
مسعود، فاحتاج إلى تكثير الجند، فكتب إلى الطائفة التي بأَذْرَبَيْجَان
ليتوجّهوا إليه، فقدِم عليه ألف فارس، فاستخدمهم ومضى بهم إلى خُراسان،
فسألوه في أمر الباقين الّذين شتّتهم أبوه، فراسلهم وشرط عليهم
الطَّاعة، فأجابوه إلى الطَّاعة، ورتَّبهُم كما رتبهم والده أوَّلًا.
ثم دخل مسعود بن محمود بلاد الهند لاضطراب أحوالها عليه، فَحَلَتْ
للسَّلْجُوقيّة البلاد فعاثوا. وجرى هذا كلُّه وطُغْرُلْبَك وأخوه داود
ليسا معهم، بل في أرضهم بنواحي بُخَارَى. وجرت بين صاحب بُخارى وبينهم
وقعة عظيمة، قُتِلَ فيها خَلْقٌ كَثِيرٌ من الفريقين. ثُمّ كاتبوا
مسعودًا وسألوه الأمان والاستخدام، فحبس رُسُلَهُم وجرَّد جيشّا
لمواقعة من بخُراسان منهم. فالتقوه وقُتِل منهم مقتلة كبيرة. ثُمّ
إنّهم اعتذروا إلى مسعود، وبذلوا الطَّاعة لَهُ، وضمنوا له أخذ خوارزم
من صاحبها. فطيَّب قلوبهم، وأطلق الرُّسُل، وأرسل إليهم زعيمهم الّذي
اعتقله أبوه أوّلًا. فوصل طُغَرْلُبَك وداود إلى خُراسان في جيشٍ كبير،
واجتمع الجميع.
وجرت لهم أمور طويلة إلى أن استظهروا وملكوا الرّيّ في سنة تسع وعشرين
وأربعمائة [1] . ثُمّ ملكوا نَيْسَابُور في سنة ثلاثين [2] . وأخذ داود
مدينة بَلْخ وغيرها [3] . واقتسموا البلاد وضعُف عنهم السّلطان مسعود،
فتحيّز إلى غزنة.
__________
[1] انظر تاريخ البيهقي 579 وما بعدها.
[2] انظر تاريخ البيهقي 608 وما بعدها.
[3] تاريخ البيهقي 601 وما بعدها.
(30/379)
وكانوا في أوائل الأمر يخطبون له
ويُدَارونه حتَّى تمكَّنوا. ثُمّ راسلهم الخليفة فكان رسوله إليهم قاضي
القُضاة أبو الحسن الماوَرْدِيّ.
ثُمَّ إنّ طغرلبك طوى الممالك وملك العراق في سنة سبع وأربعين
وأربعمائة، وعَدَلَ في النَّاس. وكان حليمًا كريمًا مُحافِظًا على
الصَّلوات في جماعة. يصوم الخميس والاثنين ويَعْمُر المساجد ويُكثِر
الصَّدَقات.
وقد سيَّر الشَّريف ناصر بن إسماعيل رسولًا إلى مَلِكة الرّوم،
فاستأذنها الشَّريفُ في الصَّلاة بجامع القُسْطَنْطِينّيّة جماعة،
فأذنت له. فصلَّى وخطب للَأمام القائم. وكان رسول المستنصر خليفة مصر
حاضرا، ف [أنكر] [1] ذلك.
وكان ذلك من أعظم الأسباب في فساد الحال بين المصريين والرُّوم.
ولمَّا تمهّدت البلاد لطُغْرُلْبَك سيَّر إلى الخليفة القائم يخطب
ابنته فشقَّ ذلك على الخليفة واستعفى، ثُمَّ لم يجد بُدًّا، فزوَّجه
بها. ثُمّ قَدِمَ بغداد في سنة خمسٍ وخمسين، وأرسل يطلبها، وحمل مائة
ألف دينار برسم نقل جهازها، فعُمِل العُرس في صَفَر بدار المملكة
وأُجلِست على سرير مُلبَّس بالذَّهب. ودخل السُّلطان إليها فقبَّل
الأرض بين يديها، ولم يكشف البرقع عن وجهها إذ ذاك، وقدَّم لها
تُحَفًا، وخَدَم وانصرف فرِحًا مسرورًا [2] . وبعث إليها بعُقْدَين
فاخرين، وخسروانيّ ذهب، وقطعة ياقوت كبيرة.
ثمّ دخل من الغد، فقبّل الأرض، وجلس مقابلها على سريرٍ ساعة، وخرج وبعث
لها جواهر وفُرْجيَّة نسيج مُكلَّلَة باللُّؤْلؤ ومخنقة منسوجة
باللُّؤْلؤ. وفعل ذلك مرَّةً أخرى أو أكثر، والخليفة صابرٌ متألِّم،
ولكنَّهُ لم يُمتَّع بعد ذلك، فإنَّهُ تُوُفّي بعد ذلك بأشهر في رمضان
بالرّيّ. وعاش سبعين سنة.
وحُمِل تابوته فدُفِن بمرو عند قبر أخيه داود. وقيل: بل دُفِن بالرّيّ.
وانتقل مُلْكُهُ إلى ابن أخيه ألب أرسلان.
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من سير أعلام النبلاء 18/ 109.
[2] وفيات الأعيان 5/ 66، 67.
(30/380)
وأمَّا زوجته هذه فعاشت إلى سنة ستٍّ
وتسعين وأربعمائة. هذا من «تاريخ شمس الدّين بن خلِّكان» [1] .
قلت: وأخوه داود هو جَغْربيك.
وقد ذكر ابن السَّمعانيّ أنّ السُّلطان مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِين
قصد بجيوشه طُغْرُلْبَك وجَغْربيك، فواقعهم في سنة إحدى وثلاثين
وأربعمائة، فانكسر بنواحي دندانقان، وتحيَّز إلى غَزْنَة مُنْكَسِرًا
[2] ، وتملَّك أل سَلْجُوق البلاد وقسّموها، فصارت مَرْو وسرْخَس
وبَلْخ إلى باب غزنة لجغربيك [3] ، وصارت نَيْسابور وخوارزم
لطُغُرلْبَك. ثمّ سار طغُرْلُبْكَ إلى العراق [4] وملك الرّيّ وأصبهان
وغير ذلك.
وكان موصوفًا بالحلم والدّيانة، ولم يولد لهُ ولد.
ومن كرمه أن أخاه إبراهيم يَنَال أسر بعض ملوك الرُّوم لمّا حاربهم،
فبذل في نفسه أموالا، فامتنع وبعث به إلى طُغْرُلْبَك، فبعث نصر
الدّولة صاحب ديار بكر يشفع في فكاكه، فبعثه إلى نصر الدّولة بغير فداء
فأرسل ملك الرّوم إلى طُغْرُلْبَك ما لم يُحمَل مثله في الزَّمن
القديم. وذلك ألف وخمسمائة ثوب من الثّياب المفتخرة، وخمسمائة رأس
ومائتيّ ألف دينار، ومائة لَبِنَة فضّة، وثلاثمائة شَهْريّ، وألف عنْزٍ
بيض الشُّعُور، سُود القرون. وبعث إلى نصر الدّولة عشرة أُمَنَاء مِسْك
[5] .
مرَّ في الحوادث من أخبار طُغْرُلْبَك أيضًا.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 64- 67.
[2] زبدة التواريخ 45.
[3] زبدة التواريخ 47 و 56.
[4] زبدة التواريخ 56.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 28.
(30/381)
- حرف العين-
134- عبد اللَّه بن يحيى بن المدبّر [1] .
أبو الفضل الوزير.
تُوُفّي بمصر.
سمع: أبا محمد بن النّحّاس [2] .
135- عبد الرّزاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب [3] .
أَبُو طاهر الشّاهد الْأصبهانيّ.
سمع: أبا إسحاق بن خُرْشِيد قُولَه.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وغيره.
مات في المُحرَّم.
136- عبد الوهّاب بن محمد بن أَحْمَد [4] .
أبو القاسم بن أبي عبد اللَّه البقَّال الْأصبهانيّ.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد أيضّا.
137- عطاء بن أَحْمَد بن جعفر [5] .
أبو الحسن الهرويّ الكِسَائيّ.
حدَّث في هذه السَّنة بِبُخَارى.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح، وأبي عمر بن مهديّ الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن يحيى بن المدبّر) في:
أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 14.
[2] قال ابن ميسّر: في تاسع عشر جمادى الأولى توفي الوزير أبو الفضل
عبد الله بن يحيى بن المدبّر وقد تردّد في الوزارة غير مرة وسمع الحديث
وكان فاضلا أديبا، وأسلافه مذكورون، وخدم الدولة العباسية. وجدّه أحمد
كان في أيام أحمد بن طولون.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/382)
138- عليّ بن الخَضِر بن سليمان بن سعيد
السُّلَمِيّ [1] .
أبو الحسن الصُّوفيّ الورّاق الدّمشقيّ المحدِّث.
روى عن: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمَّام الرّازيّ، والحسين بن أبي
كامل الأطرابلسي، وصدقة بن الدلم [2] ، وأبي الحسن بن جهضم، وخلق كثير.
روى عنه: علي بن أحمد بن زهير، والمشرف بن مرجا، وعلي بن محمد بن شجاع،
وسهل بن بشر، وعبد المنعم بن الغمر الكلابي، وجماعة.
وسمع منه أبو الحسن بن قبيس الغساني، ولم يظهر سماعه منه إلا بعد موته.
قال ابن عساكر [3] : قال الكتّانيّ: صنَّفَ كُتُبًا كثيرة، وخلَّطَ
تخليطًا عظيمًا.
ولم يكن هذا الشَّأن من صنعته.
مات في جُمَادَى الآخرة، وروى أشياءً ليست له بسماعٍ ولا إجازة.
139- عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن يوسف [4] .
أبو الحسن الأزْديّ المُهَلَّبِيّ القُرْطُبِيّ، ويُعْرف بابن
الأستِجيّ.
شيخٌ مُسنِد.
روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي عمر بن الجسور، وأبي الوليد بن الفرضيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن الخضر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و 507 و 29/ 140، ومختصر تاريخ
دمشق لابن منظور 17/ 279 رقم 149 والمغني في الضعفاء 2/ 447 رقم 4258،
وميزان الاعتدال 3/ 126 رقم 5835، ولسان الميزان 4/ 227، 228 رقم 600،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 328 رقم 1077.
[2] تصحّفت إلى «المعلّم» في (لسان الميزان 4/ 228) .
[3] في تاريخ دمشق 29/ 140.
[4] انظر عن (علي بن عبد الله الأزدي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 415 رقم 892 وفيه: «عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن
عَلِيّ بْن محمد بن سليمان بن عمر الأزدي» .
(30/383)
قال ابن خَزْرَج: كان نافِذًا في العلوم،
قديم العناية بطلب العِلْم، شاعرًا مطبوعًا، بليغ اللسان، حَسَن الخطّ.
صنَّفَ كُتُبًا كثيرة في غير فنّ.
وُلِدَ سنة 377، وتُوُفّي في ذي القعدة.
وكان قد خرَّف قبل موته بيسير.
140- العلاء بن عبد الوهّاب بن أَحْمَد بن عبد الرّحمن بن سعيد بن حزم
بن غالب الأمويّ [1] .
مولاهم الفارسيّ الأصل، الأندلسيّ أبو الخطّاب بن أبي المغيرة. وأحمد
جدّه هو ابن عمّ الْإِمام أبي محمد بن حَزْم الظّاهريّ.
قال الحُمَيْديّ: كان من أهل العِلم والذّكاء والهِمَّة العالية في طلب
العِلم.
كتب بالَأندلُس فأكثر. رحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرّواية، ودخل
بغداد.
وحدَّث عَن: أبي القاسم إبراهيم بن محمد الأُصيليّ، وعن: محمد بن
الحسين الطَّفّال، وأبي العلاء بن سليمان المَعَرّيّ.
أخذ عنه: أبو بكر الخطيب وهو من شيوخه، وجعفر السّرّاج.
ومات عند وصوله إلى وطنه.
قال ابن الأكفانيّ: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
وذكر ابن حَيَّان أنَّ أبا الخطَّاب هذا امتُحِن في رحلته بضروبٍ من
المِحَن لم تُسمع لَأحدٍ قبله. وجمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد.
قال: وتُوُفّي بالمريَّة في شوَّال سنة أَرْبَعٍ وخمسين. ومولده سنة
إحدى وعشرين وأربعمائة. ومات شابّا.
__________
[1] انظر عن (العلاء بن عبد الوهاب) في:
جذوة المقتبس للحميدي 317 رقم 725، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/
50 رقم 9.
(30/384)
- حرف الفاء-
141- فارس بن الحسن بن منصور [1] .
أبو الهيجاء البَلْخيّ، ثُمّ الدّمشقيّ.
صنَّف كتابًا في سيرة أمير الجيوش أنوشْتَكِين.
سمع منه: عبد العزيز الكتّانيّ شيئًا.
- حرف الميم-
142- محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السّلام [2] .
أبو عبد اللَّه شُقَّ الليل الأنصاريّ الطُّلَيِطُليّ.
سمع: أبا إسحاق بن شَنْظير، وصاحبه أبا جعفر بن ميمون وأكثر عنهما.
وروى عن: أبي الحسن بن مصلح، والمنذر بن المنذر، وجماعة كثيرة.
وحجَّ فأدرك بمكَّة أبا الحسن بن فِراس العَبْقَسيّ، وعُبَيْد اللَّه
السَّقطيّ، وابن جهضم، وكتب عنهم.
وبمصر عن: أبي محمد بن النَّحّاس، وعبد الغنيّ الحافظ، وابن ثرثال،
وابن منير، وجماعة.
وكان فقيهًا، إمامًا، متكلِّمًا، عارفًا بمذهب مالك، حافظًا للحديث،
متقنًا، بصيرًا بالرّجال والعِلَل، مليح الخط، جيّد المشاركة في
الفنون. وكان نَحْويًّا، شاعرًا مُجِيدًا، لُغَوِيًّا، ديّنًا، فاضلًا،
كثير التَّصانيف، حُلْو العبارة.
توفّي بطَلَبِيرة في منتصف شعبان رحمه الله تعالى.
وولد في حدود الثّمانين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (فارس بن الحسن) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 250 رقم 88.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 539، 540 رقم 1184، وبغية الملتمس للضبّي 57 رقم
52، وسير أعلام النبلاء 18/ 129، 130 رقم 67، والوافي بالوفيات 1/ 343،
والديباج المذهب 2/ 263، 264، وبغية الوعاء 1/ 15، ونفح الطيب 2/ 53،
54، وكشف الظنون 2/ 1452، وهدية العارفين 2/ 70.
(30/385)
143- محمد بن بيان بن محمد [1] .
الفقيه الكازَرُونيّ الشّافعيّ.
سكن آمد، وتفقّه به جماعة. ورحل إليه الفقيه نصر المقدسيّ وتَفَقَّه
عليه.
ثم قدِمَ دمشق حاجًّا، فحدَّث بها، وحدَّث عن: أَحْمَد بن الحسين بن
سهل بن خليفة البلديّ، والقاضي أبي عمر الهاشميّ، وأبي الفتح بن أبي
الفوارس، وابن رزقويه، وغيرهم.
روى عنه: الفقيه نصر، وإبراهيم بن فارس الأزديّ، وأبو غانم عبد
الرزَّاق المعرّيّ، وعبد اللَّه بن الحسن بن النَّحّاس.
قال ابن عساكر [2] : حدَّثني ضبَّة بن أَحْمَد أنَّهُ لقيه وسمع منه.
قلت: وذكر ابن النّجار أنّ أبا عليّ الفارِقيّ قرأ عليه القرآن، وأنّه
تُوُفّي سنة 455.
144- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد [3] .
أبو الفضل التميميّ البَغْداديّ، ابن عم رزق اللَّه.
سمع من: أبي طاهر المخلّص، وابن الصّلت، وجماعة.
قال الحُمَيْدِيّ: كذلك من رِزْق اللَّه بن عبد الوهاب ابن عمّه.
__________
[1] (انظر عن محمد بن بيان) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 218، 219، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 22/ 53 رقم 58، وسير أعلام النبلاء 18/ 171، 172 رقم 88، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 51، وطبقات الشافعية الوسطى له (مخطوط) ورقة
18 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 347، وطبقات الشافعية لابن قاضي
شهبة 1/ 238، 239 رقم 194، وكشف الظنون 1/ 1، وهدية العارفين 2/ 71.
وسيعيده المؤلّف رحمه الله في المتوفين تقريبا بين (451- 460 هـ) برقم
(306) .
[2] في تاريخ دمشق 27/ 219.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 73، 74 رقم 105.
(30/386)
خرج إلى القيروان في أيَّام المُعِزّ بن
باديس، فدعاه إلى دولة بني العبَّاس، فاستجاب له.
ودخل الأندلس فحظي عند ملوكها بأدبه وعلمه.
وتوفّي بطُليْطلة في شوَّال.
وقيل: كان يكذب.
ولهُ شِعرٌ رائقٌ، فمنه:
أَيَنْفَعُ قَوْلِي أَنّني لَا أُحِبُّهُ ... ودَمْعِي بِمَا يُمْلِيهِ
وَجْدِيَ يَكْتُبُ
إذا قُلْتُ للواشين لَسْتُ بِعَاشِقٍ ... يَقُولُ لَهُمْ فَيْضُ
المَدَامِعِ يَكْذِبُ
وله:
يا ذا الّذي خطَّ الْجَمَال بوجْهِهِ ... سَطْرَيْنِ هَاجَا لوعةً
وَبَلابِلا
ما صَح عندي أنّ لحظَكَ صارِمٌ ... حتّى لبستَ بعارِضَيْك حَمَائِلا
[1]
145- محمد بن محمد بن جعفر [2] .
العلامة أبو سعيد النَّاصحيّ النَّيسَابُوريّ.
أحد الأئِمّة الأعلام، ومن كِبار الشّافعيّة.
تفقَّه على أبي محمد الْجُوَيْنيّ، وسمع من: ابن مَحْمِش، وعبد اللَّه
بن يوسف بن مامَوْيه.
ومات كهلًا.
وكان عديم النَّظير علمًا وصلاحًا وورعًا.
146- محمد بن محمد بن حمدون [3] .
__________
[1] وله من قصيدة طويلة أولها:
أبعد ارتحال الحيّ من جوّ بارق ... تؤمّل أن يسلو الهوى قلب عاشق
[2] انظر عن (محمد الناصحي) في:
المنتخب من السياق 63 رقم 122 وفيه: توفي في شعبان سنة تسع وسبعين
وأربعمائة.
وأقول: إن صحّ تاريخ وفاته فيقتضي أن يحوّل من هنا ويؤخر.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن حمدون) في:
المنتخب من السياق 51، 52 رقم 99، والعبر 3/ 236، وسير أعلام النبلاء
18/ 98 رقم 45، وشذرات الذهب 3/ 296.
(30/387)
أبو بكر السُّلميّ النَّيْسَابوريّ.
سمع من: أبي عمرو بن حمدان. وهو آخر من حدَّث عنه.
وعن: أبي القاسم بِشر بن ياسين.
وسمع أيضًا من: أبي عَمْرو الفُراتيّ.
سمع منه الأكابر والَأصاغر.
قال عبد الغافر: كانوا يخرجون إلى قريته [1] ، فيجمعون بين الفرجة
والسَّماع منه. أنبا عنه والديّ، وزاهر بن طاهر.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ تَمِيمٌ الْجُرْجَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَوَثَّقَهُ عَبْدُ الْغَافِرِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي ثانِي عَشَرَ
الْمُحَرَّمِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنَا عَبْدُ الْمُعِزُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ: أَنَا زَاهِرُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، أَنَا أَبُو يَعْلَى، نَا يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «قَالَ اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ:
إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ
حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا لَهُ عَشْرَ حَسَنَات إِلَى
سَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ، وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ
يَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا
عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً» [2] . 147- محمد بن المظفَّر بن عبد
اللَّه بن المظفَّر بن نحرير [3] .
أبو الحسين البغداديّ الخِرقيِّ الشّاعر المشهور، النَّديم.
[صاحب] [4] النَّثر والمعاني البديعة والغَزَال العَذْب والمدح والهجو،
ولا يكاد يوجد ديوانه.
__________
[1] وهي: «بشتنقان» .
[2] رواه مسلم في الإيمان باب إذا همّ العبد بحسنة كتبت وإذا همّ بسيئة
لم تكتب (204) وأخرجه من طريق هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة (206)
، ومن طريق أبي رجاء العطاردي، عن ابن عباس (207) ، والبخاري في الرقاق
7/ 187 باب من همّ بحسنة أو بسيئة. وأحمد في مسندة 1/ 227، 279، 310،
391 و 2/ 243، 418، 498 و 3/ 149.
[3] انظر عن (محمد بن المظفّر) في:
وفيات الأعيان 6/ 193، 194 في ترجمة الخطيب التبريزي رقم 800.
[4] في الأصل بياض، والإستدراك يقتضيه السياق.
(30/388)
روى عنه من شعره: أبو منصور محمد بن محمد
بن أَحْمَد العُكْبَريّ، وأبو زكريَّا التِّبْرِيزِيّ، وأبو الحسين
المبارك بن الطُّيُوريّ، وشُجاع الذُّهليّ، وأبو المعالي عثمان بن أبي
عمامة، وغيرهم.
قال التِّبْرِيزيّ: أنشدنا ابن نحرير، وكان قد أنشد جلال الدَّولة بن
بُوَيْه ثلاثة شُعَراء أحدهم أعمى وابن نحرير أعور، فأعطى الأعمى صلةً،
ولم يُعطِهِما شيئًا، فقال ابن نحرير:
خدمت جلال الدّولة بن بهاء ... وعلّقتُ أمالي به ورجائي
وكُنّا ثلاثًا من ثلاث قبائل ... من العُورِ والعميانِ والبُصَرَاءِ
فلم يحظَ منّا كُلُّنا غيرُ واحدٍ ... كأنّ لَهُ فَضْلًا على
الشُّعَرَاءِ
فقالوا ضريرٌ وهو موضع رحمةٍ ... وثَمّ له قَوْمٌ من الشُّفَعَاءِ
فقلت على التَّقْدير لي نصف ما به ... وإن أَنْصَفُوا كُنَّا من
النُّظَرَاءِ
فإن يُعْطَ للعُميان فالدّاء شاملٌ ... وإن يعط للَأشعارِ أين عطائي؟
وقال أبو منصور محمد بن أَحْمَد بن النَّقُّور: أنشدني ابن نحرير
لنفسه:
تولًّع بالعشق حتَّى عشق ... فلمَّا استقلَّ به لم يُطِقْ
فحين رأى أَدْمُعًا تُسْتَهَلُّ ... وأبصر أحشاءه تحترقْ
تَمَنَّى الْإِفَاقَةَ مِنْ سُكْرِهِ ... فلم يستطعها ولمّا يفق
رأى لجّة ظنّها موجة ... فلمّا توسَّط فيها غرقْ
وقال أبو نصر عبد اللَّه بن عبد العزيز: أنشدنا ابن نحرير لنفسه:
ولما انْتَبَه الوَصْلُ ... ونامت أَعْيُنُ الهَجْرِ
ووافقت ضَرة البَدْرِ ... وقد لَينها ضُرِّي
شَرِبْنَا الخَمْرَ مِنْ طَرْفٍ ... ومن خَدٍّ ومِنْ ثَغْرِ
وقُلْنَا قد صفا الدَّهْرُ ... وغابت أنجُمُ الغَدْرِ
دَهَتْنَا صَيْحَةُ الدِّيكِ ... ووافت غُرَّة الفجرِ
فقامت وهي لَا تدري ... إلى أين ولا أدري
فيا ليت الدُّجَى طال ... وكان الطُّولُ من عمري
(30/389)
ومن شعره:
لساني كَتَومٌ لَأسراركم ... ولكنّ دمعي لسريّ مُذِيعُ
فلولَا دموعي كتمتُ الهوى ... ولولَا الهوى لم تكُن لي دموع [1]
كتمتُ جوى حبُّكم في الحَشَى ... ولم تدرِ بالسِّرِ مِنِّي الضُّلوع
[2]
148- المُظفَّر بْن محمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بن ميكال
[3] .
الَأمير أبو شجاع ابن الأمير أبي صالح النَّيْسَابوريّ.
من بيت الْإِمرة والحِشْمة. ترك الرِّئاسة ولبس المُرقَّعة وتصوَّف،
ونظر في العِلم.
وسمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفّاف، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الحربيّ،
وأبي بكر بن عَبْدُوس.
وحدَّث.
تُوُفّي نصف رجب.
__________
[1] نسب البيتان الأولان إلى أبي عيسى محمد بن هارون الرشيد، انظر
تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث ووفيات 201- 210 هـ ص 472. وفيه عجز البيت
الأول: ودمعي غوم بسرّي مذيع.
كما نسبا إلى عبد الله المأمون: تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث ووفيات
211- 220 هـ ص 237.
وهما في: المحاسن والمساوئ للبيهقي 377، والبداية والنهاية 100/ 278،
وتاريخ دمشق 280، والوافي بالوفيات 7/ 659، والنجوم الزاهرة 2/ 227،
وتاريخ الخلفاء 333.
[2] وروى الخطيب التبريزي من شعر ابن نحرير:
يا نساء الحيّ من مضر ... إنّ سلمى ضرّة القمر
إنّ سلمى لا فجعت بها ... أسلمت طرفي إلى السهر
فهي إن صدّت وإن وصلت ... مهجتي منها على خطر
وبياض الشعر أسكنها ... من سواد القلب والبصر
(وفيات الأعيان 6/ 94) .
[3] انظر عن (المظفّر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 449 رقم 1517، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط)
ورقة 89 ب.
(30/390)
149- منصور بن إسماعيل بن أَحْمَد بن أبي
قُرة [1] .
القاضي أبو المظفَّر الهَرَويّ، الفقيه الحنفيّ، قاضي هَرَاة وخطيبها
ومُسْنِدها.
روى عن: أبي الفضل بن خميروَيْه، وأبي الحسن أَحْمَد بن عيسى
الغَيْزَانِيّ، وزاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسِيّ.
توفِّي في ذي القعدة عن قريب تسعين سنة.
وهو آخر من روى عن ابن خَميرُوَيْه.
وهذا الغَيْزَانيّ روى عن: أبي سعد يحيى بن منصور الهَرَوِيّ، وتُوُفّي
سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
- حرف الهاء-
150- هارون بن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن ماهلة [2] .
أبو محمد الهمداني الأمين.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن بشّار، وابن تركان. وعن:
صالح بن أحمد الحافظ بالإجازة.
قال شيروَيْه: صدوق، ثقة.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
قلت: هو آخر من روى عن صالح.
__________
[1] انظر عن (منصور بن إسماعيل) في:
النجوم الزاهرة 5/ 74.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/391)
- حرف الياء-
151- يحيى بن زيد بن يحيى بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن الشّهيد
زيد بن عليّ بن الشّهيد الحسين سِبط رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
أَبُو الحُسَيْن الحُسَيْنيّ الزَّيْدِيّ، قاضي دمشق.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي كامل [2] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي
نصر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الحِنّائيّ، وأبو الحسن بن
الموازينيّ.
قال الكتّانيّ: تُوُفِّي الشريف معتمد الدَّولة ذو الجلالتين في ذي
الحجّة، وهو يومئِذٍ ناظر أموال العساكر بدمشق، رحمه الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن زيد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 228، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي
92، والرجال للحلّي 374، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 261 رقم
129، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 195، 196 رقم
1817.
[2] هو الأطرابلسي.
(30/392)
سنة ست وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألِف-
152- أَحْمَد بن عبد الواحد بن الحسن بن عيسى [1] .
أبو نعيم السُّكّريّ.
في جُمَادَى الأُولى.
153- أَحْمَد بْن محمد بْن عمر بن ديزكة [2] .
أبو الطَّيّب الْأصبهانيّ التَّاجر، الرجل الصّالح.
سمع: أبا بكر المقري.
روى عنه: الحدّاد، وغيره.
أرّخه ابن مَنْدَهْ.
- حرف الحاء-
154- الحسن بن عبد الرَّحمن بن الخصيب [3] .
أبو عليّ الكرَّانيّ [4] الْأصبهانيّ.
155- الحسن بن محمد بن عليّ بن محمد [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في:
التقييد لابن النقطة 172، 173 رقم 192.
[3] لم أقف على مصدر ترجمته.
[4] تقدّم التعريف بهذه النسبة في هذا الجزء.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد البلخي) في:
معجم البلدان 2/ 449، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 294،
والمنتخب من السياق-
(30/393)
الحافظ أبو الوليد البَلْخيّ
الدَرْبَنْدِيّ [1] .
روى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أَحْمَد، وغُنْجار، وأبي الحسين
بن بِشْران، وعبد الرّحمن بن أبي نصر التّميميّ الدّمشقيّ، وأبي القاسم
بن ياسر الجويريّ، وأبي عيسى بن شاذان، وأبي القاسم الحُرْفيّ، وخلقٌ
كثير.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتّانيّ وهما أقدم طلبًا منه،
وأبو عليّ الحدَّاد، وطاهر النَّحّاميّ، والفرّوايّ، وعبد المنعم بن
القُشَيْريّ، وآخرون.
وتُوُفّي بسَمَرْقنَدْ في رمضان.
أخبرنا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ: أنا زاهر،
أنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن عليّ، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد
الأنباريّ: ثنا محمد بن أحمد بن المسور، ثنا المقدام بن داود بن عيسى،
فذكر حديثًا [2] .
قال ابن النَّجّار: كان رديء الخط [3] ، ولم يكن لهُ كبير معرفة، غير
أنّهُ مُكْثِر، واسع الرِّحلة، صدوق.
سمع ببَلْخ عليِّ بن أَحْمَد الخُزَاعِيّ، وبِنَيْسَابُور يحيى بن
المُزكِّيّ، والحِيَرِيّ، وبهراة أبا منصور الأَزْدِيّ، وبأصبهان،
وهمدان، والأهواز [4] .
__________
[ (- 186] رقم 521، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 71 رقم 52،
والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1453، وتذكرة الحفاظ 3/ 1155،
1156، وسير أعلام النبلاء 18/ 297، 298 رقم 138، وطبقات الحفاظ 437،
وشذرات الذهب 3/ 301، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 250.
[1] الدربندي: نسبة إلى دربند، مدينة على بحر طبرستان، ويقال له باب
الأبواب. (معجم البلدان 1/ 303) .
[2] انظر الحديث وتخريجه في: سير أعلام النبلاء 18/ 298.
[3] في تذكرة الحفاظ، وشذرات الذهب: «ردي الحفظ» .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب) : «المحدّث الصوفي من
الجوالين في طلب الحديث» .
ونقل ابن عساكر عنه قوله:
«المحدّث الصوفي شيخ مشهور معروف من المشايخ الجوّالين في طلب الحديث
المكثرين منه، طاف في الآفاق ودوّخ البلاد والأطراف، وحصّل الأسانيد
والغرائب والحكايات ثم رجع إلى سمرقند ومات بها سنة نيّف وخمسين
وأربعمائة.
(30/394)
156- الحسين بن أَحْمَد بن عليّ [1] .
أبو عبد اللَّه الأَبْهريّ الشّافعيّ.
حدَّث في هذا العام بهَمَذَان عن: حمد بن عبد اللَّه، وأحمد بن محمد
البصير، والحسين بن الحسن النعماني، وأبي الحسن السامري، وأبي أحمد
الفرضي، وأبي بكر بن لال، وجماعة.
قال شيرويه: كان فقيها فاضلا صدوقا. روى عنه أحمد عمر البيع، وكهولنا.
157- الحسين بن أحمد بن الحسين بن حي التجيبي [2] .
القرطبي.
أخذ علم العدد والهندسة عن محمد بن عمر بن برغوث، وصنَّف زيجًا
مُختَصرًا، ولحق باليمن، وتقدَّم عند أميرها، ونفذه رسولًا إلى العراق.
158- حَيْدَرَة بن مَنْزُو بن النُّعْمَان [3] .
الَأمير أبو المُعلَّى الكتّاميّ المغربيّ.
ولي إمرة دمشق بعد هروب أمير الجيوش عنها فوصلها في سنة ستٍّ وخمسين،
ثُمّ عُزِلِ بعد شهرين بالَأمير دُرِّيّ المستنصريّ.
- حرف السّين-
159- سِراج بن عبد اللَّه بن محمد بن سراج [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (حيدرة بن منزو) في:
أمراء دمشق في الإسلام 28 رقم 95، واتعاظ الحنفا 2/ 270، وتهذيب تاريخ
دمشق 5/ 25.
[4] انظر عن (سراج بن عبد الله) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 226، 227 رقم 518، وبغية الملتمس للضبي 304 رقم
780، والمغرب في حلي المغرب 1/ 161، 162، وسير أعلام النبلاء 18/ 178،
179 رقم 95، وشجرة النور الزكية 1/ 118.
(30/395)
أبو القاسم الأمويّ، مولاهم الأندلُسِيّ،
قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
سمع من أبي محمد الأصيليّ «صحيح البخاريّ» بِفَوْتٍ يسير إجازة له.
وسمع من: أبي عبد اللَّه محمد بن زكريّا بن برطال، وأبي محمد بن
سَلَمَة، وأبي المطرّف عبد الرّحمن بن فطيس، وغيرهم.
وولي القضاء في سنة ثمان وأربعين، وإلى أن تُوُفّي، فلم تُنْعَ عليه
سقطة، ولا حُفِظت له زلَّة.
وكان فقيهًا صالحًا حليمًا على منهاج السَّلَف.
تُوُفّي في شوَّال عن ستٍّ وثمانين سنة.
حمل عنه جماعة من العلماء.
- حرف العين-
160- عبد اللَّه بن محمد بن الذَّهبيّ [1] .
الَأَزْديّ الأندلُسيّ، الطّبيب الفيلسوف. كان كلِفًا بالكيمياء،
مجتهدًا في طلبها.
وصنَّفَ مقالةً في أنّ الماء لَا يعدو.
تُوُفّي ببلْنِسية في جُمَادى الآخرة.
161- عبد اللَّه بن موسى بن سعيد الأنصاريّ [2] .
أبو محمد الطُّلَيْطُليّ، ويُعرف بالشّارِقيّ.
سمع بقرطبة من: يونس بن عبد اللَّه، وأبي محمد بن دحّون، وأبي عمر
الطّلمنكيّ، وجماعة كثيرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 346 (وتحقيق سويّم) 13 وقال زعرور
في الحاشية: «لم تذكر المصادر المتوفرة اسم هذا الطبيب أيضا» .
[2] انظر عن (عبد الله بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 277- 279 رقم 610.
وسيعاد برقم (203) .
(30/396)
وحجَّ وسَمِعَ ورجع إلى وطنه.
وكان زاهدًا عابدًا رافضًا للدُّنيا يجلس للناس ويُذكِّرهم ويأمُرهم
بالمعروف، ويُعلّمهم، ويتواضع لهم ويصبر على أخلاقهم، ويقنع باليسير من
السّترة والقوت [1] .
تُوُفّي في شوَّال.
162- عبد الجبَّار بن فاخر بن مُعَاذ [2] .
أبو المعالي السِّجْزيّ.
تُوُفّي في شعبان.
163- عبد العزيز بن أحمد [3] .
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «وكان من خيار المسلمين، وممن انقطع إلى الله عزّ
وجلّ، ورفض الدنيا، وتجرّد إلى أعمال الآخرة، مجتهدا في ذلك بلا أهل
ولا ولد، لم يباشر محرّما إلى أن مات على أقوم طريقة. وكان حسن
الإدراك، جيّد التلقين، حصيف العقل، نقيّ القريحة، مع الصلاة الطويلة،
والصيام الدائم، ولزوم المسجد الجامع، كانت له فيه مجالس كثيرة يعلّم
الناس أمر وضوئهم وصلاتهم وجميع ما افترض الله عليهم، وكان حسن الخلق،
صابرا لمن جفا عليه، متواضعا، قليل المال، صابرا، قانعا، راضيا باليسير
من المطعم والملبس، وأشير عليه بأن يفرض له في الجامع فأبى من ذلك.
وكان آخر عمره قد عزم على الرحلة إلى الحج، فأرسل فيه القاضي أبو زيد
بن الحشّاء وقال له:
تقدّمت له رحلة؟ فقال: نعم. وقد حججت إن شاء الله، فقال له: هذه نافلة
ولا سبيل لك إلى ذلك، والّذي أنت فيه آكد. ومنعه عن الخروج من طليطلة،
فمكث فيها إلى أن توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة» .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 111 و 303، وتعليم المتعلّم 17، 39، والأنساب
4/ 194، 193، واللباب 1/ 380، 381، وسير أعلام النبلاء 18/ 177، 178
رقم 94، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 244، والجواهر المضيّة 2/ 429،
430 رقم 821، والقاموس المحيط (مادّة: ح، ل، و) ، وتاج التراجم لابن
قطلوبغا 35، وتبصير المنتبه 2/ 511، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 70،
وكتائب أعلام الأخيار، رقم 241، والطبقات السنّية، رقم 253 وكشف الظنون
1/ 46، 568 و 2/ 1224، 1580، 1999، وتاج العروس 10/ 96 (مادّة: ح ل و)
، والفوائد البهيّة 95- 97، وهدية العارفين 1/ 577، 578، والأعلام 4/
136، 137، ومعجم المؤلفين 5/ 243.
(30/397)
شمس الأئِمّة الحلوائيّ [1] أبو مُحَمَّد
[2] ، مفتي بُخَارى وعالمها.
تفقَّه على القاضي أبي عليّ الحسين بن الخضر النَّسَفيّ.
وحدَّث عن: عبد الرَّحمن بن الحُسين الكاتب، وأبي سهل أَحْمَد بن محمد
بن مكِّي الأَنْماطيّ، وطائفة من شيوخ بُخَارى.
تفقّه عليه، وسمع منه أئِمّة منهم: شمس الأئِمّة أبو بكر محمد بن أبي
سهل السَّرْخَسيّ، وفخر الْإِسلام عليّ، وصدر الْإِسلام أبو اليُسر
محمد ابنا محمد بن الحُسَيْن البَزْدَويّ، والقاضي جمال الدّين أبو نصر
أَحْمَد بن عبد الرّحمن، وشمس الأئِمّة أبو بكر محمد بن عليّ
الزَّرَنْجَرِيّ [3] ، وآخرون سمَّاهم أبو العلاء الفَرَضِيّ. ثم قال:
مات بِبُخارى، في شعبان سنة ستٍّ، ودُفِن بمقبرة الصُّدور.
وقد ذكره السّمعانيّ في كتاب «الأنساب» [4] فقال: عبد العزيز بن
أَحْمَد بن نصر بن صالح، شمس الأئمّة البخاريّ الحَلْوائيّ، بفتح
الحاء، إمام أهل الرأي ببخارى في وقته.
حدَّث عن: غُنْجار، وصالح بن محمد، وأبي سهل أَحْمَد بن محمد
الأنماطيّ.
توفي بكش. حمل إلى بخارى سنة ثمان أو تسع وأربعين.
وذكره النخشبي في «معجمه» فقال: شيخ عالم بأنواع العلوم، معظم للحديث،
غير أنّه يتساهل في الرواية [5] .
__________
[1] الحلوائي: (بفتح الحاء المهملة وسكون اللام) وهذه النسبة إلى عمل
الحلو وبيعها.
(الأنساب 4/ 193) .
[2] في الإكمال 3/ 111 «أبو أحمد» .
[3] الزّرنجريّ: بفتح الزاي والراء وسكون النون والجيم المفتوحة، وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى زرنجرى، ويقال لها زرنكرى، وهي قرية من
قرى بخارى. (الأنساب 6/ 270) .
[4] ج 3/ 193، 194.
[5] الأنساب 4/ 194 وفيه: «معظّم للحديث وأهل الحديث، لم أشك أنه صاحب
حديث في الباطن إن شاء الله من تعظيمه للحديث غير أنه يفتي على مذهب
الكوفيين» .
(30/398)
مات في شعبان سنة 52 [1] .
قلت: سنة ستٍّ أصحّ، فإنّه بخط شيخنا الفَرَضيّ.
164- عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الحافظ [2] .
النخْشَبيّ [3] .
ونَخْشَب هي نَسَف.
سمع: جعفر بن محمد المستغفريّ، وأبا طالب بن غَيْلان، وأبا طاهر بن عبد
الرَّحيم، وجماعة كثيرة بأصبهان، ودمشق، وبغداد، وخُراسان.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بِشر الدّمشقيّان، وجماعة.
وكان من كبار الحُفَّاظ. خرج لجماعة وتُوُفّي كهلًا. ولم يَرْوِ إِلَّا
اليسير.
ودخل أصبهان سنة ثلاثٍ وثلاثين فسمع من: أصحاب الطَّبرانيّ.
وسمع من: أبي الفرج الطَّناجِيريّ، ومحمد بن الحسين الحرّانيّ، وأبي
منصور السَّوّاق، والصُّوريّ.
وانتقى على القاضي أبي يَعْلَى خمسة أجزاء.
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: كان واحد زمانه في الحفظ والإتقان لم نر مثله
في
__________
[1] وزاد النخشبي: «كان أخرج إليّ أصوله لأخرج له الأمالي، فكان من
جملة ما دفع إليّ أمالي بخط القاضي أبي علي النسفي مما أملاها ببخارا
لم يكن فيه سماعه، فأمرني أن أخرج له منها، وقال: قد سمعت أماليه كلها،
فأبيت عليه أن أخرج له منها إلّا أن أرى سماعه فيها أو يكون مكتوبا
بخطّه عن شيوخه» .
[2] انظر عن (عبد العزيز بن محمد النخشبي) في:
الأنساب 358 ب و 408 ب (8/ 117 و 121) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) (24/ 258، 259) و 28/ 111، ومعجم البلدان 1/ 175 و 5/ 276،
ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 153 رقم 14، والعبر 3/ 237، والإعلام
بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 267، 268 رقم 135، وتذكرة
الحفاظ 3/ 1156، 1157، ومرآة الجنان 3/ 78، وطبقات الحفاظ 437، وشذرات
الذهب 3/ 297، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 147
رقم 823، ومعجم طبقات الحفاظ 113 رقم 983، وسيعاد برقم (188) .
[3] النّخشبيّ: بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها
الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نخشب وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر.
(الأنساب 12/ 59) .
(30/399)
الحفظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة
والقراءة، حسن الأخلاق [1] .
تُوُفِّي بنَخْشَب سنة سبعٍ وخمسين.
وقال ابن عساكر [2] : تُوُفِّي سَنَة سِتٍّ وخَمْسين بِنَخْشَب. وقيل:
بِسَمَرْقَند.
وقال ابن السَّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد العزيز
النَّخْشَبيّ، فجعل يُعظِّمهُ ويُعظِّم أمره جدًّا، ويقول: ذاك
النَّخْشَبيّ، ذاك النَّخْشَبيّ، وكان كبيرًا حافظًا، رحل الكثير [3] .
165- عبد الكريم بن محمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن سَبَنَك [4] .
أبو الفضل البَجَليّ.
سمع: جدَّهُ، وابن الصَّلْت.
وعنه: ابن بدران الحلْوانيّ، وابن كادش.
وكان من علماء الشّافعيّة.
توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1157، سير أعلام النبلاء 18/ 268.
[2] في تاريخ دمشق 24/ 259.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 1156، سير أعلام النبلاء 18/ 267.
وقال السّلفي: سألت المؤتمن الساجي عن عبد العزيز النخشبي فقال: كان
الحفّاظ مثل أبي بكر الخطيب، ومحمد بن عليّ الصوري يحسنون الثناء عليه،
ويرضون فهمه، حصل له بمصر وما والاها الإسناد.
وقال يحيى بن مندة: قدم علينا في سنة 433، ضربه القاضي الخطبيّ بسبب
الإمام أبي حنيفة، رأيت بعيني علامة الضرب على ظهره، مات في جمادى
الآخرة سنة سبع. كان نزل في دارنا، ويبيت مع أبي.
وقال ابن السمعاني: سمع أحمد بن الحسن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي
وذكره في «معجم شيوخه» وقال: رأيت سماعه في أجزاء من أجزاء جدّه.
(الأنساب 8/ 117، معجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) ص 16 رقم 2) .
وسمع أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي، وأبا الفرج
عبد الوهاب بن الحسين بن الغزّال في صور وذكره في معجم شيوخه. (الأنساب
8/ 117 و 121) وروى عن عطية الله بن الحسين بن محمد بن زهير الصوري
خطيب صور المتوفى سنة 445 هـ. (تاريخ دمشق 28/ 111) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/400)
166- عبد الواحد بن عليّ بن بَرْهان [1] .
العُكْبَرِيّ النُّحْويّ أبو القاسم.
بقية الشّيوخ العالِمين بالعربية والكلام والَأنساب.
سمع: أبا عبد اللَّه بن بطَّة، إِلَّا أنَّهُ لم يروِ شيئًا عنه. قاله
الخطيب [2] .
وقال: كان مُضْطلِعًا بعلوم كثيرة، منها النّحو، واللّغة، والنّسب،
وأيّام العرب والمتقدّمين. وله أُنْسٌ شديد بعِلم الحديث.
وقال ابن ماكولا [3] : ابن برهان من أصحاب ابن بطَّة. سمع منه حديثًا
كثيرًا. وأخبرني أبو محمد بن التَّميميّ أنّ أصل ابن بطَّة «بمعجم
البَغَويّ» وقع عنده وفيه سماع ابن بَرْهان، وأنَّهُ قرأهُ عليه
لولديه.
قال ابن ماكولا [4] : ذهب بموته عِلم العربيّة من بغداد. وكان أحد من
يعرف الأنساب. ولم أرَ مثله. وكان فقيهًا حنفيًّا. قرأ الفِقه، وأخذ
الكلام عن أبي الحسين البَصْريّ، وتقدَّم فيه. وصار صاحب اختيار في علم
الكلام.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 17 رقم 5685، ودمية القصر للباخرزي 3/ 1512- 1514،
والإكمال لابن ماكولا 1/ 246، 247، ونزهة الألباء 356، 357، وأخبار
الحمقى والمغفلين 125، والمنتظم 8/ 236 رقم 288 (16/ 89، 90 رقم 3383)
، والكامل في التاريخ 10/ 42، وإنباه الرواة 2/ 23، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 185، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/
124- 127 رقم 64، والعبر 3/ 237، 238، ودول الإسلام 1/ 268، وميزان
الاعتدال 2/ 675، والعبر 3/ 237، 238، وتلخيص ابن مكتوم 121، 122،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 371، ومرآة الجنان 3/ 78، والبداية والنهاية 12/
92، وفوات الوفيات 2/ 414- 416، والجواهر المضيّة 2/ 481، 482، وطبقات
النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 113، 114، ولسان الميزان 4/ 82، والنجوم
الزاهرة 5/ 75، وبغية الوعاة 2/ 120، 121، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى
زاده 91، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 283، والطبقات السنية، رقم 1348،
وكشف الظنون 1/ 114، وشذرات الذهب 3/ 297، والفلاكة والمفلوكون 117،
118، وديوان الإسلام 1/ 343 رقم 537، والفوائد البهيّة 113، وهدية
العارفين 1/ 634، والأعلام 4/ 176.
و «برهان» : ضبطت في الأصل بفتح الأول، وكذا ضبطها ابن ماكولا في
(الإكمال 1/ 246) .
[2] في تاريخ بغداد 11/ 17.
[3] في الإكمال 1/ 246، 247.
[4] في (الإكمال 1/ 247) .
(30/401)
وقال ابن الأثير [1] : له اختيار في الفقه
[2] ، وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرَّأس، ولا يقبل من أحدٍ شيئًا.
مات في جُمَادَى الآخرة، وقد جاوز الثَّمانين وكان يميل إلى مذهب مرجئة
المُعتَزَلة، ويعتقِد أنّ الكُفّار لَا يُخلَّدون في النّار [3] .
قال ياقوت الحمويّ في «تاريخ الأُدَباء» [4] : نقلت من خط عبد الرّحيم
بن النّفيس بن وهبان قال: نقلت من خط أبي بكر محمد بن منصور
السَّمعانيّ:
سمعت المبارك بن عبد الجبَّار الصّيرفيّ: سمعت أبا القاسم بن برهان
يقول:
دخلت على الشَّريف المرَتَضَى في مرضِهِ، فإذا قد حُوِّلَ إلى الحائط،
فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول
ارتدّا بعد أن أسلما؟
قال: فقمت وخرجت، فما بلغت عتبة الباب حتَّى سمعت الزَّعقة عليه.
167- عبد الواحد بن محمد بن مَوْهَب [5] .
أبو شاكر التُّجَيْبِيّ القَبْرِيّ [6] ، ثُمّ القُرْطُبيّ.
نزيل بَلَنْسِيَة.
سمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي حفصٍ بن نابل، وأبي عمر بن أبي
الحُباب، وغيرهم.
وكتب إليه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسيّ بالْإِجازة. ولي
القضاء والخطبة ببلنسية.
__________
[1] في الكامل 10/ 42.
[2] وزاد: «وكان عالما بالنسب» .
[3] تاريخ ابن الوردي 1/ 371.
[4] الاسم المشهور: «معجم الأدباء» .
[5] انظر عن (عبد الواحد بن محمد بن موهب) في:
جذوة المقتبس للحميدي 290، 291 رقم 655، والصلة لابن بشكوال 2/ 384،
385 رقم 824، والعبر 3/ 238، وسير أعلام النبلاء 18/ 179، 180 رقم 96،
وشذرات الذهب 3/ 298، 299.
[6] في شذرات الذهب 3/ 298 «القنبري» وهو غلط.
و «القبري» : نسبة إلى قبرة، وهي كورة من أعمال الأندلس تتّصل بأعمال
قرطبة من قبليّها، وهي أرض زكيّة تشتمل على نواح كثيرة ورساتيق ومدن
(معجم البلدان 4/ 305) .
(30/402)
قال فيه الحُمَيْدِيّ [1] : فقيه،
مُحَدِّث، أديب، خطيب، شاعر.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وتُوُفِّي في ربيع الآخر.
قلت: وأظُنُّه آخر من حدَّث عن ابن أبي زيْد.
كتب عنه: أبو عليّ الغسَّانيّ، وغيره.
وهو خال أبي الوليد الباجيّ. وقد سكن أيضًا شاطبة مُدَّة.
ولهُ شِعرٌ رائق، فمنه:
يا رَوْضَتي ورِيَاضُ النَّاس مُجْدِبَةٌ ... وكوكبي وظلامُ اللّْيِلِ
قد ركدا
إن كان صَرْفُ اللَّيالي عنكِ أبعدني ... فإن شَوْقي وحُزْني عنكِ ما
بعدا [2]
وكان أبوه قد ارتحل وتفقَّه على ابن أبي زيد، والقابسيّ. وهو الّذي أخذ
الْإِجازة منهما لولده أبي شاكر هذا.
168- عليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزْم [3] بْن غالب بن صالح بن
خَلَف بن مَعْدَان بن سُفْيان بن يزيد.
__________
[1] في جذوة المقتبس 290.
[2] البيتان في: جذوة المقتبس 291، والصلة 2/ 384.
وفي الجذوة 291 شعر آخر أوله:
ومنعّم وسنان يجنى لحظه ... قتل المحبّ وتارة يحييه
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن سعيد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 308- 311 رقم 708 وفيه: «علي بن سعيد بن حزم» ،
ومطمح الأنفس (القسم الثاني المنشور في مجلّة المورد العراقية- المجلّد
10- العدد المزدوج 3 و 4/ 354- 357 سنة 1981 بتحقيق هدى شوكة بهنام) ،
والمطبوع 511، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، المجلّد 1 ق
1/ 167- 175، وتاريخ الحكماء 232، 233، والصلة لابن بشكوال 2/ 415- 417
رقم 894، وبغية الملتمس للضبيّ 415- 418 رقم 1205، ومعجم الأدباء 12/
235، والحلّة السيراء لابن الأبار 2/ 128، (في ترجمة ابن رشيق) ،
والمطرب لابن دحية 92، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 32- 35،
والمغرب في حليّ المغرب 1/ 354- 357، والتكملة لكتاب الصلة، رقم 432،
واللباب 1/ 297، وفهرست ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 486، 492،
512، 517، ووفيات الأعيان 3/ 325- 330، ودول الإسلام 1/ 268، والعبر 3/
239، وسير أعلام النبلاء 18/ 184- 212 رقم 99، وتذكرة الحفاظ 3/ 1146-
1155، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1454، والإعلام بوفيات
الأعلام 189، ومرآة الجنان 3/ 79، 80، والبداية والنهاية 12/ 91، 92،
والإحاطة بأخبار غرناطة 4/ 111- 116، والوفيات لابن قنفذ-
(30/403)
مولى يزيد بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ
بْنِ أُمَيَّةَ الأمويّ، الفارسيّ الأصل، ثمّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ.
الْإِمام أبو محمد.
وجدُّه خَلَف أوَّل من دخل الأندلس.
وُلِدَ أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة [1] .
وسمع من: أبي عمر أَحْمَد بن الْجَسُور، ويحيى بن مسعود، ويونس بن عبد
اللَّه القاضي، وضمّام بن أَحْمَد القاضي، ومحمد بن سعيد بن نبات، وعبد
اللَّه بن ربيع التَّميميّ، وعبد اللَّه بن محمد بن عثمان، وأبي عمر
أَحْمَد بن محمد الطَّلَمَنْكيّ، وعبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن خالد،
وعبد اللَّه بن يوسف بن ناميّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُمَيْدِيّ، وابنه أبو رافع الفضل، وجماعة.
وروى عنه بالْإِجازة: أبو الحسن شُريْح بن محمد، وغيره.
وأول سماعه من ابن الْجَسُور في حدود سنة أربعمائة [2] .
__________
[ (- 247،) ] ومقدّمة تاريخ ابن خلدون 357، 467، 501، وفوات الوفيات 2/
271، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 400، ولسان الميزان 4/ 198- 202،
والنجوم الزاهرة 5/ 75، وطبقات الحفاظ 436، 437، وطبقات الأمم لصاعد
86، وأخبار العلماء 156، ونفح الطيب 2/ 77- 84، وكشف الظنون 21، 118،
466، 605، 704، 1384، 1410، 1411، 1617، 1641، 1650، 1747، 1820، 1914،
1975، وشذرات الذهب 3/ 299، 300، وإيضاح المكنون 1/ 319، 356 و 2/ 62،
272، 319، 357، 444، 569، 615، 675، وهدية العارفين 1/ 690، 691.
وفهرست الخديوية، 2/ 236، وكنوز الأجداد لكرد علي 245- 250، وظهر
الإسلام لأحمد أمين 3/ 53- 64، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 190-
194، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 104، 105، وعلم التأريخ عند
المسلمين لروزنثال 54، 55، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 136- 144،
والخالدون لطوقان 139- 147، ومعجم المؤلفين 7/ 16، 17، وانظر مقدّمة
كتابه: جمهرة أنساب العرب بتحقيق المرحوم عبد السلام محمد هارون.
[1] قال صاعد: كتب إليّ أبو محمد بن حزم يقول بخطه: ولدت بقرطبة في
الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من
صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظّم، وهو اليوم
السابع من نوفمبر سنة أربع ثمانين وثلاثمائة بطالع العقرب. (طبقات
الأمم 86، الصلة 2/ 417) .
[2] جذوة المقتبس 308.
(30/404)
وكان إليه المنتهى في الذَّكاء والحِفظ
وكثرة العِلم. كان شافعيِّ المذهب، ثم انتقل إلى نفي القياس والقول
بالظَّاهِر. وكان مُتَفَنِّنًا في علوم جمَّة، عاملًا بعلمه، زاهدًا
بعد الرِّئاسة الّتي كانت لَأبيه، وله من الوزارة وتدبير المُلْك.
جمع من الكُتُب شيئًا، ولا سيِّما كُتُب الحديث.
وصنّف في فقه الحديث كتابًا سمّاه «الْإِيصال إلى فهم كتاب الخِصال
الجامعة مُجمل [1] شرائع الْإِسلام في الواجب والحلال والحرام [2]
والسُّنَّة والْإِجماع» ، أورد فيه قول الصَّحابة فَمَن بعدهم في
الفِقْه، والحُجَّة لكل قول.
وهو كتاب كبير [3] .
وله كتاب «الْإِحكام لَأصول الأحكام» [4] في غاية التَّقَصّي [5] .
وكتاب «الفِصَل [6] في المِلل والنِّحَل» [7] .
وكتاب «إظهار تبديل اليهود والنَّصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما
بأيديهم ممّا لا يحتمله التّأويل» [8] ، وهو كتاب لم يُسْبَق إليه في
الحُسْن [9] .
وكتاب «المُجَلَّى في الفِقْه» مُجَلَّد.
__________
[1] في الجذوة: «لجمل» .
[2] في الجذوة زيادة: «وسائر الأحكام، على ما أوجبه القرآن» .
[3] في خمسة عشر ألف ورقة. (سير أعلام النبلاء 18/ 193) .
[4] قام بتحقيقه العلّامة أحمد شاكر وصدر في 8 أجزاء، (1345- 1348 هـ)
، وقد صوّرته «دار الآفاق الجديدة» ببيروت ونشرته سنة 1980 م. بتقديم
للدكتور إحسان عباس.
[5] زاد الحميدي: «وإيراد الحجاج» . (الجذوة 309) .
[6] الفصل: بكسر الفاء وفتح الصاد المهملة، مفردها: فصلة، وهي النخلة
المنقولة من محلّها إلى محلّ آخر لتثمر. وقد ضبطت في (الجذوة 309) بفتح
الفاء وسكون الصاد.
[7] في الجذوة: «الفصل في الملل والأهواء والنحل» ، ومثله في: بغية
الملتمس 416، وكذا هو عنوان الكتاب المطبوع لأول مرة في المطبعة
الأدبية بمصر 1317 هـ- في خمسة أجزاء وبهامشه كتاب «الملل والنحل»
للشهرستاني. وهو في (وفيات الأعيان 3/ 326) : «الفصل في الملل في
الأهواء والنحل» ، وفي معجم الأدباء 12/ 251 «الفصل بين أهل الآراء
والنّحل» .
[8] في الجذوة 309: «.. وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما يحتمل
التأويل» .
والمثبت يتفق مع: بغية الملتمس 416، وهو ضمن كتابه «الفصل» 1/ 116 و 2/
91.
[9] في الجذوة، والبغية: «وهذا مما سبق إليه» ! والصحيح هو المثبت كما
في (وفيات الأعيان 3/ 326) .
(30/405)
وكتاب «المُحلَّى في شرح المُجلَّى» [1] في
ثمانية أسفار في غاية التَّقصّي [2] .
وله كتاب «التّقريب لحدِّ المنطق والمدخل إليه» بالَألفاظ العامّية
والَأمثلة الفقهيّة [3] .
وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المَذْحِجِيّ [4] القُرْطُبيّ
المعروف بابن الكتَّانيّ [5] ، وكان شاعِرًا طبيبا مات بعد الأربعمائة
[6] .
قال الغزالي رحمه اللَّه: قد وجدت في أسماء اللَّه كتابًا ألَّفه أبو
محمد بن حزم الأندلُسيّ يدل على عِظَم حفظه وسَيَلان ذِهْنِه [7] .
وقال أبو القاسم صاعد بن أَحْمَد: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلُس
قاطِبة لعلوم الْإِسلام، وأوسعهم معرفة مع توسُّعُه في علم اللِّسان،
ووفور حظّه من البلاغة والشِّعر، والمعرفة بالسّير والَأخبار. أخبرني
ابنه الفضل أنَّهُ اجتمع عنده بخطّ أبيه أبي محمد من تأليفه نحو
أربعمائة مُجَلَّد، تشتمل على قريبٍ من ثمانين ألف ورقة [8] .
وقال الحُمَيْدِيّ [9] : كان ابن حَزْم حافِظًا للحديث وفِقْهِهِ،
مُسْتَنْبِطًا للَأحكام من الكِتاب والسُّنَّة، مُتَفَنِّنًا في علوم
جمَّة، عاملًا بعلمه. وما رأينا مثله فيما
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 194: «المحلّى في شرح المجلّى بالحجج
والآثار» .
[2] حقّقه العلّامة أحمد شاكر، ثمّ حقّقه محمد منير الدمشقيّ في 11
جزءا.
[3] قال الحميدي، واقتبسه الضبيّ: «سلك في بيانه وإزالة سوء الظنّ عنه
وتكذيب الممخرقين به طريقة لم يسلكها أحد قبله فيما علمناه» . وانظر:
وفيات الأعيان 3/ 326.
[4] المذحجي: بفتح الميم وسكون الذال المعجمة، وكسر الحاء المهملة
والجيم. نسبة إلى مذحج، وهي قبيلة من اليمن. (الأنساب 11/ 212) .
[5] انظر عن (ابن الكتاني) في:
جذوة المقتبس 45، وطبقات صاعد 82، والوافي بالوفيات 2/ 348 و 3/ 16.
[6] الإكمال لابن ماكولا 7/ 187، وفيات الأعيان 3/ 426.
[7] العبر 3/ 239، تذكرة الحفاظ 3/ 117، سير أعلام النبلاء 18/ 187،
نفح الطيب 2/ 78، لسان الميزان 4/ 201 وفيه أن قول الغزالي في «شرح
الأسماء الحسنى» .
[8] الصلة 2/ 416، معجم الأدباء 12/ 238، 239، وفيات الأعيان 3/ 326،
تذكرة الحفاظ 3/ 1147، سير أعلام النبلاء 18/ 187، نفح الطيب 2/ 78،
لسان الميزان 4/ 199.
[9] في الجذوة 308 و 309.
(30/406)
اجتمع له مع الذّكاء، وسُرْعة الحِفْظ،
وكَرَم النَّفس والتَّديُّن. وكان لهُ في الآداب والشِّعر نَفَس واسِع،
وباعٌ طويل. وما رأيت من يقول الشِّعر على البديه أسرع منه. وشِعره
كثير جمعته على حروف المُعْجَم.
وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر من وزراء المنصور محمد بن أبي
عامر، مدبِّر دولة المؤيّد باللَّه بن المُستنصِر، ثم وزر للمُظفّر بن
المنصور.
ووزر أبو محمد للمستظهر باللَّه عبد الرّحمن بن هشام، ثمّ نبذ هذه
الطّريقة، وأقبل على العلوم الشَّرعيّة، وعُنِيَ بعلم المنطق، وبرع
فيه، ثمّ أعرض عنه وأقبل على علوم الْإِسلام حتّى نال من ذلك ما لم
ينله أحد بالَأندلس قبله [1] .
وقد حط أبو بكر بن العربيّ في كتاب «القواصم والعواصم» [2] على
الظّاهريّة فقال [3] : هي أُمَّة سخيفة، تسوَّرَت على مرتبةٍ ليست لها،
وتكلَّمَت بكلامٍ لم تفهمه تلقَّفوه من أخوانهم الخوارج حين حكّم عليٌّ
يوم صفّين فقال:
لَا حُكم إِلَّا للَّه. وكانت أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن،
فلمّا عُدت وَجَدتُ القَوُل بالظاهر قد ملَأ به المغرب سخيفٌ كان من
بادية أشبيليّة يُعِرَف بابن حزم، نشأ وتعلَّق بمذهب الشّافعيّ، ثم
انتسب إلى داود، ثم خلع الكُل، واستقلّ بنفسه وزعم أنّه إمام الأمّة،
يضع ويرفع، ويحكُم ويُشَرِّع [4] ، ينسب إلى دين اللَّه ما ليس فيه،
ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرًا للقلوب عنهم. وخرج عن طريق
المُشَبّهة في ذات اللَّه وصفاته، فجاء فيه بِطَوَامٍ، واتَّفق كونه
بين قومٍ لَا بصر لهم إِلَّا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدّليل كاعوا [5]
، فتضاحك [6] مع أصحابه منهم. وعضَّدتهُ الرِّئاسة بما كان عنده من
أدب، وبِشُبَهٍ كان يوردها على الملوك،
__________
[1] معجم الأدباء 12/ 237، 238.
[2] هكذا هنا وسير أعلام النبلاء 18/ 188، واسمه «العواصم من القواصم»
، وهو مطبوع بتحقيق العلّامة محبّ الدين الخطيب.
[3] في الهامش: «ث. من أراد أن يعرف مرتبة ابن العربيّ في إطلاق لسانه
في العلماء الكبار كأبي حنيفة والشافعيّ فلينظر في كتاب «القبس» في
حديث «لعن الله اليهود حرّمت عليهم شحوم ... » الحديث، وفي غيره يجد ما
قاله في الظاهرية دون ما قاله فيهما» .
[4] في الهامش: «ث. انظر هذا التناقض. قدّم أنهم يقولون لا حكم إلا
للَّه، ثم زعم أنه يحكم ويشرع» .
[5] كاعوا: جبنوا.
[6] في سير أعلام النبلاء 18/ 189 «فيتضاحك» .
(30/407)
فكانوا يحملونه ويَحْمُونَهُ بما كان يُلقي
إليهم من شبه البدع والشّرع [1] . وفي حين عودي من الرِّحلة ألفيتُ
حضرتي منهم طافحة، ونار ضلالهم لافحة، فقاسيتهم مع غير أقران، وفي عدم
أنصار إلى حساد يطئون عَقِبي، تارةً تذهب لهم نفسي، وأخرى ينكسر لهم
ضرسي وأنا ما بين إعراضٍ عنهم، أو تشغيبٍ بهم. وقد جاءني رجلٌ بجزءٍ
لابن حزم سمَّاه «نُكَت الْإِسلام» ، فيه دواهي، فجرَّدتُ عليه نواهي.
وجاءني آخر برسالة في اعتقاد [2] ، فنقضتها برسالة «الغُرَّة» .
والَأمر أفحش من أن يُنْقض. يقولون: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه [3]
. فإنَّ اللَّه لم يأمُر بالاقتداءِ بأحدٍ، ولا بالاهتداء بهَدْي
بَشْرٍ فيجب أن تتحقّق أنَّهُ [4] ليس لهم دليل، إنَّما هي سخافَةُ في
تهويل. فأوصيكم بوصيّتين: أنْ لَا تستدِلّوا عليهم، وأن تطالبوهم
بالدّليل. فإنّ المُبتَدِع إذا استدللت عليه شَغّب عليك، وإذا طالبته
بالدَّليل لم يجد إليهِ سبيلا.
فأمَّا قولهم: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه: فحق، ولكن أرِني ما قال
اللَّه. وأمَّا قولهم: لَا حُكم إِلَّا للَّه فغير مُسَلَّمٍ على
الْإِطلاق، بل من حُكْم اللَّه أن يجعل الحُكْمَ لغيره فيما قاله وأخبر
به. صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ:
«وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ
اللَّه، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا حُكْمُ اللَّه، وَلَكِنْ
أَنْزِلْهُمْ عَلَى حْكُمِكَ» [5] . وَصَحَّ أَنَّهُ قَالَ:
«عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ» [6] .. الحديث.
قال اليسع بن حزم الغافقيّ، وذكر أبا محمد بن حزم فقال: أمّا محفوظه
__________
[1] في السير: «والشرك» .
[2] في السير: «الاعتقاد» .
[3] زاد في السير 18/ 189: «ولا نتبع إلّا رسول الله» .
[4] في السير: «أن تتحققوا أنهم» .
[5] أخرجه مسلم في حديث طويل في الجهاد والسير (1731) باب تأمير الإمام
الأمراء على البعوث ووصيّته إيّاهم بآداب الغزو وغيرها، وأبو داود
(2612) ، من حديث: بريدة بن الحصيب الأسلمي.
[6] أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 127، وأبو داود (4607) ، والترمذي
(2687) ، وابن ماجة (43) ، والدارميّ 1/ 44، وابن أبي عاصم (26) و (27)
و (29) و (30) و (31) و (32) ، وابن حبّان (102) ، والحاكم في المستدرك
1/ 95، والذهبي في تلخيصه، وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح. وهو من حديث العرباض بن سارية.
(30/408)
فبحرٌ عُجاج، وماءٌ ثجاج، يخرج من بحره
مَرْجان الحِكَم، وينبت بثَجّاجه أَلْفَافُ النِّعم في رياض الهِمم.
لقد حفظ علوم المُسلمين، وأُربي على أهل كل [1] دين، وألَّف «المِلل
والنِّحل» . وكان في صباه يَلْبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إِلَّا
بالسّرير. أنشد المُعتمد، فأجاد، وقصد بَلَنْسِيَة، وفيها المُظفّر أحد
الأطواد.
حدَّثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي بِبَلَنْسِيَة، وهو
يُدرِّس المذهب، إذا بأبي محمد بن حَزْم يَسْمَعُنا، ويتعجَّب ثُمّ سأل
الحاضرين عن سؤال من القدريّة [2] جُوُوِب عليه، فاعترض فيه [3] ، فقال
لهُ بعض الحُضَّار: هذا العلم ليس من مُنْتَحَلاتِك. فقام وقعد، ودخل
منزله فعكف. وكَفَ منه وابِلٌ فما كَفَّ. وما كان بعد أشْهُرٍ قريبة
حتَّى قصدنا إلى ذلك الموضِع، فناظر أحسن مُناظرةً قال فيها: أنا أتبع
الحقّ، وأجتهِد، ولا أتقيَّد بمذهبٍ [4] .
__________
[1] في السير 18/ 190 «على كل أهل» .
[2] في السير 18/ 191 «ثم سأل الحاضرين مسألة من الفقه» .
[3] في السير: «فاعترض في ذلك» .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 190، 191، تذكرة الحفاظ 3/ 1148، لسان
الميزان 4/ 199.
وقد عقّب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على ذلك فقال:
«قلت: نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدّة من الأئمّة، لم
يسغ له أن يقلّد، كما أنّ الفقيه المبتدئ والعاميّ الّذي يحفظ القرآن
أو كثيرا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدا، فكيف يجتهد؟ وما الّذي يقول؟
وعلام يبني؟ وكيف يطير ولم يريّش؟ والقسم الثالث: الفقيه المنتهي اليقظ
الفهم المحدّث، الّذي قد حفظ مختصرا في الفروع، وكتابا في قواعد
الأصول، وقرأ النحو، وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله
بتفسيره وقوة مناظرته، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيّد، وتأهّل
للنظر في دلائل الأئمّة، فمتى وضح له الحقّ في مسألة، وثبت فيها النص،
وعمل بها أحد الأئمّة الأعلام كأبي حنيفة مثلا، أو كمالك، أو الثوريّ،
أو الأوزاعيّ، أو الشافعيّ، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، فليتّبع فيها
الحقّ ولا يسلك الرخص، وليتورّع، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجّة عليه
تقليد، فإن خاف ممن يشغّب عليه من الفقهاء فليتكتّم بها ولا يتراءى
بفعلها، فربما أعجبته نفسه، وأحبّ الظهور، فيعاقب. ويدخل عليه الداخل
من نفسه، فكم من رجل نطق بالحق، وأمر بالمعروف، فيسلّط الله عليه من
يؤذيه لسوء قصده، وحبّه للرئاسة الدينية، فهذا داء خفيّ سار في نفوس
الفقهاء، كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف
والتّرب المزخرفة، وهو داء خفيّ يسري في نفوس الجند والأمراء
والمجاهدين، فتراهم يلتقون العدوّ، ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين
مخبئات وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال، والعجب، ولبس القراقل
المذهّبة، والخوذ المزخرفة، والعدد المحلّاة على نفوس متكبّرة، وفرسان
متجبّرة، وينضاف إلى ذلك-
(30/409)
وقال الشّيخ عزّ الدّين بن عبد السَّلام:
ما رأيتُ في كُتُب الْإِسلام في العِلم مثل «المجلّى» [1] لابن حزم، و
«المغني» للشّيخ الموفَّق [2] .
قلت: وقد امتُحِن ابن حزم وشرّد عن وطنه، وجرت له أمور، وتعصَّب عليه
المالكيَّة لطول لسانه ووقوعه في الفقهاء الكبار، وجرى بينه وبين أبي
الوليد الباجيّ مُنَاظرات يطول شَرْحها. ونفرت عنهُ قلوب كثير من
النَّاس لحطِّه على أئِمَّتِهم وتخطئته لهم بأفجّ عبارة، وأقطّ محاورة.
وعملوا عليه عند ملوك الأندلُس وحذروهم منه ومن غائلته، فأقصتهُ
الدّولة وشرّدتهُ عن بلاده، حتى انتهى إلى بادية لَبلة [3] ، فتُوُفّي
بها في شعبان ليومين بقيا منه [4] .
وقيل: تُوُفّي في قَرْيةٍ لَه [5] .
قال أبو العبَّاس بن العَرِيف [6] : كان يُقال: لِسَان ابن حَزْم
وسَيْفُ الحَجَّاج شقيقان [7] .
وقال أبو الخطَّاب بن دِحْيَة: كان ابن حَزْم قد بَرَص من أكل
اللُّبَان، وأصابتهُ زَمَانَة. وعاش رحمه اللَّه اثنتين وسبعين سنة
إلّا شهرا [8] .
__________
[ (-) ] إخلال بالصلاة، وظلم للرعيّة، وشرب للمسكر، فأنّى ينصرون؟ وكيف
لا يخذلون؟ اللَّهمّ فانصر دينك، ووفّق عبادك، فمن طلب العلم للعمل
كسره العلم، وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر
والرياء، تحامق، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العجب، ومقتته الأنفس
قَدْ أَفْلَحَ من زَكَّاها، وَقَدْ خابَ من دَسَّاها 91: 9- 10 أي
دسّسها بالفجور والمعصية» (سير أعلام النبلاء 18/ 191، 192) .
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 193 «المحلى» ، والمثبت يتفق مع تذكرة
الحفاظ 3/ 1150.
[2] الشيخ الموفق هو الإمام أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد
بْن محمد بن قدامة المقدسي الدمشقيّ المتوفى سنة 620 هـ. وكتاب
«المغني» شرح به «مختصر» الخرقي.
[3] لبلة: بفتح اللامين وبينهما باء موحدة ساكنة. قصبة كورة بالأندلس
كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية إلى الشرق منها، والغرب من قرطبة، (معجم
لبلدان 5/ 10) .
[4] وفيات الأعيان 3/ 328، 328.
[5] هي: «منت ليشم» كما في وفيات الأعيان 3/ 328.
[6] هو: أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الصنهاجي الأندلسي المتوفى سنة
536 هـ. انظر عنه في: وفيات الأعيان 1/ 168، 169 رقم 68.
[7] وفيات الأعيان 1/ 169 و 3/ 328.
[8] تذكرة الحفاظ 3/ 1150، سير أعلام النبلاء 18/ 198.
(30/410)
قال أبو بكر محمد بن طرخان بن بُلْتِكِين:
قال لي الْإِمام أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن العربيّ: تُوُفّي أبو
محمد بن حَزْم بقريته، وهي على خليج البحر الأعظم، في جُمَادَى الأولى
سنة سبعٍ وخمسين.
وقال أبو محمد بن العربيّ: أخبرني أبو محمد بن حزم أنَّ سبب تعلُّمُه
الفِقه، أنَّهُ شهِد جنازة، فدخل المسجد فجلس ولم يركع، فقال له رجل:
قم صلّ تحيَّة المسجد. وكان قد بلغ سِتًّا وعشرين سنة.
قال: فقمت فركعت. فلمَّا رجعنا من الصَّلاة على الجنازة ودخلت المسجد
بادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس، ليس ذا وقت صلاة، يعني بعد العصر.
فانصرفت وقد خُزِيت [1] .
وقلت للَأُستاذ الّذي ربَّاني: دلّني على دار الفقيه أبي عبد اللَّه بن
دحّون.
فقصدته وأعلمته بما جرى عَلَيّ فدلّني على «موطأ» مالك. فبدأتُ عليه
قراءة من ثاني يوم ثُمّ تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره نحو ثلاثة أعوام،
وبدأت المُناظرة.
ثم قال ابن العربيّ [2] : صحِبْتُ ابن حزْم سبعَةَ أعوام، وسمعتُ منه
جُمَيْع مُصَنَّفاته، سوى المُجلَّد الأخير من كتاب «الفِصَل» ، وهو
سِتّ مُجلَّدات. وقرأنا عليه من كتاب «الْإِيصال» أربع مُجلَّدات في
سنة ستٍّ وخمسين، وهو أربعة وعشرون مُجلَّدًا، ولي منه إجازة غير مرَّة
[3] .
وقال أبو مروان بن حيَّان: توفّي سنة ستّ وخمسين وأربعمائة.
ثم قال: كان رحمه اللَّه حامل فنون من حديثٍ وفِقْهٍ وجَدَلٍ ونَسَبٍ،
وما يتعلَّق بأذيال الأدب، مع المُشاركة في أنواع التّعليم القديمة من
المنطِق والفلسفة.
ولهُ كُتُب كثيرة لم يخلُ فيها من غَلَط لجرأته في التّسوّر على
الفنون، لا سيما المنطِق، فإنّهم زعموا أنَّهُ زلَّ هُناك، وضلَّ في
سلوك تلك المسائل،
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 199 «حزنت» .
[2] في الهامش: «ث. هذا أبو صاحب «القواصم والعواصم، فانظر ما قاله ثمّ
في شيخ أبيه» .
[3] معجم الأدباء 12/ 240- 243، تذكرة الحفاظ 3/ 1150، 1151، سير أعلام
النبلاء 18/ 199، لسان الميزان 4/ 199.
(30/411)
وخالف أرسُطْوطاليس واضعَه مخالفة مَنْ لم
يَفْهَم غَرَضَه، ولا أرتاض. ومال أوّلًا إلى النظر على رأي الشّافعيّ،
وناضل عن مذهبه حتَّى وسم به، فاستهدف بذلك لكثير من الفُقَهاء، وعِيب
بالشُّذُوذ، ثم عدل إلى قول أصحاب الظّاهر، فنقَّحه، وجادل عنه،
وثَبُتَ عليه إلى أن مات.
وكان يحمل علمه هذا، ويُجادل مَنْ [1] خَالَفَهُ على استرسالٍ في
طباعه، وبذلٍ [2] لَأسراره، واستنادٍ إلى العهد الّذي أخذه اللَّه
تعالى على العُلماء لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ 3:
187 [3] . فلم يكُ يلطف صَدْعَه بما عنده بتعريض ولا بتدريج [4] ، بل
يصَكُّ به معارضة [5] صكَّ الْجَنْدَل [6] ، ويُنْشِقهُ إنشاق [7]
الخردل، فتنفر عنه القلوب، وتوقع به النّدوب، حتى استُهدِف إلى فقهاء
وقته، فتمالئوا عليه، وأجمعوا على قتلِه [8] ، وشنَّعوا عليه، وحذَّروا
سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامَّهم عن الدُّنُو منه، فطَفِقَ المُلوك
يُقْصُونه عن قُرْبِهم، ويُسيِّرونه عن بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع
أثره بلده [9] من بادية لَبلَة، وهو في ذلك غير مرتدعٍ ولا راجع، يبثُّ
علمه فيمن ينتابه من بادية بلده، من عامَّة المُقتبسين، فهم من أصاغر
الطَّلبة الّذين لا يخشون فيه الملامة، يُحدّثهم، ويُفقّههم، ويُدارسهم
[10] .
كمل [11] من مُصَنَّفاته وِقْرُ بَعِير، لم يَعْدُ أكثَرُها عَتَبَة
[12] باديته لزهد الفقهاء
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 200 «ويجادل عنه من» .
[2] في السير: «ومذل» .
[3] سورة آل عمران، الآية: 187.
[4] في الذخيرة، مجلّد 1 ق 1/ 169 «ولا يزفه بتدريج» ، وفي معجم
الأدباء 12/ 249 «ولا يرقّه بتدريج» .
[5] في سير أعلام النبلاء: «بل يصكّ به من عارضه» .
[6] الجندل: ما يقلّه الرجل من الحجارة.
[7] في الأصل: «انشقاق» ، والتصحيح من: الذخيرة، وفيه «وينشقه متلقيه
إنشاق» ، وفي معجم الأدباء: «وينشقه متلقّعة» .
[8] في السير «وأجمعوا على تضليله» .
[9] في الذخيرة، ومعجم الأدباء: «بتربة بلده» .
[10] قال ابن الأبار إن أحمد بن رشيق الكاتب المتوفى بعيد سنة 440 هـ.
هو الّذي آوى ابن حزم حين نعي عليه بقرطبة وغيرها خلافه مذهب مالك،
وبين يديه تناظر هو والقاضي أبو الوليد الباجي. (الحلّة السيراء 2/
128) .
[11] في الذخيرة، ومعجم الأدباء، والسير 18/ 201 «حتى كمل» .
[12] «عتبة» ليست في السير.
(30/412)
فيها، حتَّى لَأُحرِق بعضها بإشبيليّة
ومُزِّقت علانية.
وأكثر معايبه- زعموا عند المنْصِف له- جهله بسياسة العِلم الّتي هي
[أعوص] [1] ، وتخلُّفه عن ذلك على قوّة سَبْحِهِ في غماره [2] ، وعلى
ذلك فلم يكن بالسَّليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عند لقائه، إلى
أن يُحرَّك بالسُّؤال، فينفَجِر [3] منه بحر علمٍ لَا تُكَدِّرُهُ
الدِّلاء.
وكان مِمّا يزيد في سيِّئاته [4] تشيُّعهُ لَأمراء بني أُميَّة ماضيهم
وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم، حتى نسِبَ [5] إلى النَّصْب [6]
لغيرهم [7] .
إلى أن قال: ومن تآليفه: كتاب «الصّادع في الرّد على من قال
بالتَّقليد» [8] .
وكتاب «شرح أحاديث المُوطَّأ» .
وكتاب «الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد» ، وكتاب «التخليص
والتّلخيص» [9] في المسائل النّظريّة [10] ، وكتاب «مُنْتَقَى
الْإِجماع» [11] ، وكتاب «كشف الالتباس لما بين [12] أصحاب الظّاهر
وأصحاب القياس» .
قلت: ذكر في الفرائض من «المُحَلَّى» أنَّهُ صَنَّف كتابًا في أجزاءٍ
ضخمة
__________
[1] بياض بالأصل والمستدرك من: معجم الأدباء 12/ 249 وفيه: «أعوص من
إتقانه» ، وفي تذكرة الحفاظ 3/ 1151 «أعوص إيعابه» .
[2] في معجم الأدباء «مشيخة عمارة» وهو تحريف.
[3] في سير أعلام النبلاء 18/ 201 «فيتفجّر» .
[4] في الذخيرة، ومعجم الأدباء، و «تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء
«شنئانه» .
[5] في السير: «حتى لنسب» .
[6] النّصب: هو الانتصاب لموالاة معاوية، وبغض علي بن أبي طالب.
[7] الذخيرة، المجلد 1 ق 1/ 168، 169، معجم الأدباء 12/ 247- 249،
تذكرة الحفاظ 3/ 1151، 1152، سير أعلام النبلاء 18/ 200، 201.
[8] في معجم الأدباء 12/ 251: «الصادع والرادع على من كفّر أهل التأويل
من فرق المسلمين والردّ على من قال بالتقليد» .
[9] قلبهما ياقوت فقال: «التلخيص والتخليص» .
[10] وزاد ياقوت: «وفروعها التي لا نصّ عليها في الكتاب ولا الحديث» .
[11] زاد ياقوت: «وبيانه من جملة ما لا يعرف فيه اختلاف» .
[12] في معجم الأدباء: «الإلباس ما بين» .
(30/413)
في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشّافعيّ
جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحدٍ منهم، ولم يُسبق إلى ما قاله.
ومن أشعاره:
هل الدَّهر إِلَّا ما عرفْنَا [1] وأدركْنا ... فجائِعُهُ تَبْقَى
ولذّاته تَفْنَى [2]
إذا أَمْكَنَتْ فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تَوَلَّت كَمَرِّ الطَّرْفِ
واستَخْلَفَتْ حُزْنَا
إلى تبعاتٍ في المَعَادِ وموقفٍ ... نودُّ لَدَيْهِ أنَّنَا لم نَكُنْ
كُنَّا
حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسْرةٍ ... وفاز الّذي كُنّا نَلَذُّ بِهِ عَنا
[3]
حنَيِنٌ لما ولّى وشُغْلٌ بما أتى ... وَهَمٌ لِما نَخْشَى [4] فعيشك
لا يَهْنَا [5]
كأنَّ الَّذي كنّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ ... إذا حقَّقَتْهُ النَّفْسُ
لَفْظٌ بلا معنى [6]
وله يفتخر:
أنا الشُّمْس في جوّ العلوم [7] منيرةٌ ... ولكنّ عَيْبي أنْ
مَطْلَعِيَ الغَرْبُ
ولو أنّني من جانب الشَّرقِ طالِعٌ ... لجَدَّ عليَّ [8] مَا ضَاعَ
مِنْ ذِكْرى النَّهْبُ [9]
ولي نَحْوَ أكنافِ [10] العراقِ صَبَابَةٌ ... ولا غْرَوَ أن يستوحِشَ
الكلِفُ الصّبُّ
فإنْ يُنْزِلُ الرّحْمَنُ رَحْلِيَ بَيْنهمْ ... فحينئذٍ يبدو
التَّأَسُّفُ والكرب [11]
__________
[1] في الذخيرة: «رأينا» .
[2] في الأصل: «تفنا» .
[3] في الصلة: «عينا» ، وفي معجم الأدباء: «منا» .
[4] في الذخيرة، والجذوة، والصلة، والبغية، ومعجم الأدباء: «وغم لما
يرجى» .
[5] في سير أعلام النبلاء 18/ 207 قدّم هذا البيت على الّذي قبله.
والمثبت يتفق مع المصادر في ترتيبه قبل البيت الأخير.
[6] الأبيات في: جذوة المقتبس 309، والصلة 2/ 416، 417، والذخيرة ج 1 ق
1/ 172، 173، وبغية الملتمس 416، ومطمح الأنفس ق 2/ 356 (مجلّة المورد)
، ومعجم الأدباء 12/ 244، 245، وسير أعلام النبلاء 18/ 206، 207.
[7] في معجم الأدباء 12/ 254 «السماء» .
[8] في سير أعلام النبلاء 18/ 208 «لجدّ على» .
[9] في المغرب في حلي المغرب: «أجد على ما ضاع من علمي النهب» .
[10] في الجذوة: «أكتاف» ، وفي نفح الطيب «آفاق» .
[11] في الجذوة، والذخيرة، والبغية، ومعجم الأدباء، ونفح الطيب زيادة
بيت بعده:
فكم قائل أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب
(30/414)
هنالك يُدْرَى [1] أنَّ للبُعْدِ قِصَّةٌ
[2] ... وأنَّ كَسَادَ العلم آفته القرب
فوا عجبا مَنْ غابَ عنهم تشوّقوا ... له، ودُنُوّ المَرِء من دارهم
ذَنْبُ [3]
وله:
مُنَايَ مِنَ الدُّنيا عُلُومٌ أبُثُّهَا ... وأنْشُرُها في كُلِّ
بَادٍ وحَاضِرِ
دُعَاءٌ إلى القُرْآنِ والسُّنن الّتي ... تَنَاسَى رِجَالٌ ذِكْرَها
في المحاضرِ [4]
وله وهو يماشي ابن عبد البرّ، وقد أقبل شابٌّ مليح، فأعجب ابن حزم،
فقال أبو عمر. لعلّ ما تحت الثّياب ليس هناك.
فقال بديهًا:
وذي عَذَلٍ فيمن سباي حُسْنُهُ ... يُطِيلُ مَلَامي في الهوى ويقولُ
أيَنْ [5] حُسْنِ وَجْهٍ لَاحَ لَمْ تر غيره [6] ... ولم تدر كيف
الْجِسْمُ أَنْتَ قَتِيلُ [7]
فقلتُ لَهُ: أَسْرَفْتَ في الّلَوْمِ فَاتَّئِدْ [8] ... فعندي ردٌّ
[9] لو أشاءُ طَوِيُلْ [10]
__________
[1] في الذخيرة، ونفح الطيب: «يدري» ، وفي معجم الأدباء: «تدري» .
[2] في معجم الأدباء: «غصة» .
[3] الأبيات في: الجذوة 310، والذخيرة ج 1 ق 1/ 173، والبغية 417،
ومعجم الأدباء 12/ 254، 255، ونفح الطيب 2/ 81، وسير أعلام النبلاء 18/
208، 209 ما عدا البيت الأخير. وورد البيتان الأولان فقط في المغرب 1/
356، كما وردت الأبيات الثالث والرابع والخامس في معجم الأدباء في موضع
آخر من ترجمة ابن حزم 12/ 245، ومطمح الأنفس (مجلّة المورد) 2/ 356.
[4] البيتان في: الجذوة 310، والصلة 2/ 417، والبغية 417، وسير أعلام
النبلاء 18/ 206 وفيه زيادة 4 أبيات:
وألزم أطراف الثغور مجاهدا ... إذا هيعة ثارت فأول نافر
لألقى حمامي مقبلا غير مدبر ... بسمر العوالي والرقاق البواتر
كفاحا مع الكفار في حومة الوغى ... وأكرم موت للفتى قتل كافر
فيا ربّ لا تجعل حمامي بغيرها ... ولا تجعلني من قطين المقابر
[5] في الذخيرة، ووفيات الأعيان: «أفي» . وفي المغرب، ونفح الطيب: «أمن
أجل» .
[6] في الذخيرة: «غيبه» .
[7] في المغرب، ونفح الطيب: «عليل» .
[8] في الذخيرة، ووفيات الأعيان: «في اللوم ظالما» .
[9] في مطمح الأنفس: «ود» .
[10] في الذخيرة، ووفيات الأعيان، ورد هذا الشطر:
وعندي رد لو أردت طويل
(30/415)
أَلَمْ تَرَ أَنّي ظَاهِرِيٌ وأنَّني ...
على ما بدا حتّى يقوم دليلُ [1]
وله:
لَا يشمتنّ حاسِدي إن نكبةٌ عَرَضَت ... فالدّهرُ ليس على حالٍ
بمُترَّكِ
ذو الفضل كالتبر طورًا تحت مَنْفَعَةٍ ... وتارةً في ذُرى تاجٍ على ملك
ومن شعره يصف ما أحرق المُعتضد بن عبَّاد له من الكُتُب:
فإن تُحِرقُوا القِرْطَاس لَا تُحرِقوا الّذي ... تضمّنه القِرْطَاس بل
هو في صدري
يَسيرُ معي حيث استقلَّتْ رَكَائِبي ... وينزلُ إنْ أَنْزَل ويُدْفَنُ
في قبري
دَعُونِي مِن إحرَاقِ رقٍّ وكَاغِدٍ ... وقولوا بعِلْمٍ كَيْ يَرَى
النَّاسُ مَنْ يَدْرِي
وإلا فَعُودُوا في المَكَاتِبِ بَدْأَةً ... فَكَم دُونَ ما تبغونَ
للَّه مِن سِتْرِ
كذاك النَّصَارى يحرقون إذا عَلَتْ ... أَكُفُّهُمُ القُرْآن في مُدُنِ
الثَّغْرِ [2]
وقد ذُكِر لابن حزم قول من قال: أجلّ المُصنَّفات «المُوَطَّأ» .
فأُنكِر ذلك، وقال: أَوْلَى الكُتُب بالتّعْظيم «الصّحيحان» ، وكتاب
سعيد بن السّكن، و «المنتقى» لابن الجارود، و «المنتقى» لقاسم بن
أَصْبَغ، ثم بعد هذه الكُتُب «كتاب أبي داود» ، و «كتاب النّسائيّ» ، و
«مصنّف قاسم بن أصبغ» ، و «مصنّف الطّحاويّ، و «مسند البزّار» ، و
«مسند ابن أبي شيبة» ، و «مسند أحمد» ، «ومسند ابن راهويه» ، و «مسند
الطّيالسي» ، و «مسند أبي العبّاس النّسويّ» ، و «مسند ابن سنجر» ، و
«مسند عبد الله بن محمد المسنديّ» [3] ، و «مسند يعقوب بن شيبة» ، و
«مسند ابن المدينيّ» ، و «مسند ابن أبي غرزة» [4] ، وما جرى مجرى هذه
الكُتُب التي أُفرِدت لكلام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صرفًا،
وللفظه نصًّا. ثم بعد ذلك الكتب الّتي
__________
[1] الأبيات في: الذخيرة ج 1 ق 1/ 175، ومطمح الأنفس (مجلّة المورد) ق
2/ 355، 356، ومعجم الأدباء 12/ 243، 244، والمغرب 1/ 356، ووفيات
الأعيان 3/ 337، ونفح الطيب 2/ 82.
[2] الأبيات ما عدا الأخير منها في الذخيرة ج 1 ق 1/ 171، ومعجم
الأدباء 12/ 252، 253، والأبيات الثلاثة الأولى منها في نفح الطيب 2/
82 مع اختلاف في الترتيب، والبيت الأول منها في: لسان الميزان 4/ 200،
وكلها في: سير أعلام النبلاء 18/ 205.
[3] في الأصل: «السندي» .
[4] في الأصل: «عزرة» .
(30/416)
فيها كلامه عليه السّلام، وكلام غيره، مثل
«مصنّف عبد الرّزّاق» و «مصنّف ابن أبي شيبة» ، و «مصنّف بقيّ بن
مَخْلَد» ، وكتاب محمد بن نصر المَرْوَزيّ، وكتابيّ ابن المُنْذِر
الأكبر والَأصغر. ثمّ مُصَنَّف حمّاد بن سَلَمَة، ومُصَنَّف سعيد بن
منصور، ومصنّف وكيع، ومصنّف الفريابيّ، و «موطّأ» مالك، و «موطّأ» ابن
أبي ذئب، و «موطّأ» ابن وهب، و «مسائل» أَحْمَد بن حنبل، وفقه أبي
عُبَيْد، وفقه أبي ثور [1] .
ولَأبي بكر أَحْمَد بن سليمان المروانيّ يمدح ابن حزم رحمه اللَّه:
لمَّا تحلَّى بخُلْقٍ ... كالمِسْكِ أو نشر عُودِ
نجلُ الكرام ابن حَزْمٍ ... وَفَاقَ في العِلْمِ عُودِي
فتواه جدَّد ديني ... جَدْوَاهُ أَوْرَقَ عُودِي
أَقُولُ إذ غبت عنه: ... يا ساعة السَّعدِ عُودي
كَملتْ.
169- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن أَبِي الفضل الكَفْرطَابيّ [2] .
ثمّ الدّمشقيّ.
حدَّث عن: عبد اللَّه بن محمد الحنَّائيّ.
روى عنه أبو الفضائل الحسن بن الحسن.
__________
[1] وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على ذلك بقوله:
«ما أنصف ابن حزم، بل رتبة «الموطّأ» أن يذكر تلو «الصحيحين» مع «سنن»
أبي داود والنسائيّ، ولكنّه تأدّب، وقدم المسندات النبويّة الصّرف.
وإنّ للموطّأ لوقعا في النفوس، ومهابة في القلوب لا يوازنها شيء» .
(سير أعلام النبلاء 18/ 203) .
وقال في ابن حزم أيضا:
«ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبّته في الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن
كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل، والمسائل البشعة في
الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة، ولكن لا أكفّره، ولا
أضلّله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين وأخضع لفرط ذكائه وسعة
علومه» . (السير 18/ 202) .
[2] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 23، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
17/ 219 رقم 113.
(30/417)
170- عليّ بن محمد بن عُبَيْد اللَّه بن
أَحْمَد بن عَبَادل [1] .
أبو الحسن الأنصاريّ الْإِشبيليّ.
قرأ القرآن بقُرْطُبَة على: أبي المطرِّف القَنَازِعيّ.
وحجّ، وسمع بمصر من: أبي محمد بن النَّحّاس، وغيره.
وكانت له معرفة بالحديث ورجاله.
وولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
171- عمر بن أَحْمَد بن سبسوَيْه التّاجر [2] .
أبو الفتح الْأصبهانيّ.
مات في رمضان.
172- عميد المُلْك [3] .
أبو نصر الكُنْدريّ الوزير.
اسمه محمد بن منصور. سيأتي.
- حرف القاف-
173- قُتُلْمِش بن إسرائيل بن سَلْجُوق [4] .
شهاب الدّولة سليمان، جدّ ملوك الرُّوم إلى دولة الظَّاهر.
كانت له قلاع وحصون بعراق العجم. وعصى على ابن ابن عمّه الملك
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد الإشبيلي) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 415 رقم 893.
[2] لم أقف على مصدر ترجمته.
[3] سيأتي قريبا برقم (179) .
[4] انظر عن (قتلمش) في:
الكامل في التاريخ 10/ 36، 37، ومرآة الزمان 12/ 111، وتاريخ دولة آل
سلجوق 30، وزبدة التواريخ 79- 81، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 20،
ووفيات الأعيان 5/ 71، والمختصر في أخبار البشر 2/ 184، 185، ونهاية
الأرب 29/ 306، وسير أعلام النبلاء 18/ 112، 113 رقم 54، والعبر 3/
240، وتاريخ ابن الوردي 1/ 370، والبداية والنهاية 12/ 90، واتعاظ
الحنفا 2/ 270، والنجوم الزاهرة 5/ 73، وشذرات الذهب 3/ 301.
(30/418)
ألْبَ أرسلان، فتواقعا بنواحي الرّي في هذا
العام، وانجلت المعركة، فَوُجِدَ قُتُلْمِش ميِّتًا. قيل: إنَّهُ مات
خوفًا وهلعًا، فاللَّه أعلم. فبكى السُّلطان عليه وتألَّم له، وجلس
للعزاء، فسلاه وزيره نظام المُلْك.
وكان قُتُلْمِش يتعانى النُّجوم وأحكامها.
- حرف الميم-
174- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن أَحْمَد بن حَسْنُون [1] .
أبو الحسين بن النَّرْسيّ [2] البغداديّ.
سمع: أبا بكر محمد بن إسماعيل الورَّاق، وأبا الحسن الحربيّ، وابن أخي
ميميّ، وطبقتهم ببغداد، وعبد الوهَّاب بن الحسن الكِلابيّ، وغيره
بدمشق.
روى عنه: الخطيب، وقال [3] : كان ثقة من أهل القرآن [4] . وُلِدَ سَنَة
سبع وستّين وثلاثمائة، وتُوُفّي في صَفَر.
وقال ابن عساكر: [5] ثنا عَنْهُ أَبُو بكر قاضي المَرِسْتان، وأبو غالب
بن البنّاء، وأبو العزّ بن كادش.
قلت: سمعنا مشيخته بإجازة الكِنْديّ، بسماعه من القاضي، عنه.
175- محمد بن عليّ بن عبد الملك بن شبابة [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد النّرسي) في:
تاريخ بغداد 1/ 356، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 435، والمنتظم
8/ 232، 233 رقم 286 (16/ 84 رقم 3381) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
21/ 311، 312 رقم 244، والعبر 3/ 240، والإعلام بوفيات الأعلام 89/ 1،
والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1455، وتذكرة الحفاظ 3/ 1154، وسير
أعلام النبلاء 18/ 84، 85 رقم 37، وشذرات الذهب 3/ 301.
[2] وقع في المطبوع من (المنتظم) : «القرشي» وهو وهم.
[3] في تاريخه 1/ 356.
[4] وقال أبو الفضل بن خيرون: هو ثقة ثقة ثقة. (المنتظم) .
[5] في تاريخ دمشق 36/ 435.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/419)
أبو بكر الدّينوريّ البغداديّ القارئ.
سمع: أبا القاسم إسماعيل بن الحسن الصَّرصَريّ، وجماعة.
وعنه: أبو العزّ بن كادش، وجماعة.
176- محمد بن عليّ بن محمد بن صالح [1] .
أبو عبد اللَّه السّلميّ الدّمشقيّ المطرّز النَّحْويّ.
مصَنِّف «المُقدِّمة» المشهورة.
سمع من: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو القاسم النَّسيّب.
قال الكتَّانيّ: تُوُفّي في ربيع الأوَّل [2] . وكان أشعريّ المذهب
مُقرِئًا نحويًّا.
177- محمد بن عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن حبيب [3] .
أبو سعيد الخشَّاب النَّيْسَابِوُرِيّ الصفَّار.
تُوُفّي في ذي القعدة. قال عبد الغافر الفارسيّ: [4] وكان مُحدِّثًا
مُفيدًا، من خواصّ خدم أبي عبد الرّحمن السُّلميّ، وكان صاحب كُتُب [5]
. صار بُندار [6] كُتُب الحديث بنَيْسابور، وأكثر أقرانه سماعا
__________
[1] انظر عن (محمد بن عليّ السلمي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 507 و (39/ 8، 9) ، ومختصر تاريخ
دمشق لابن منظور 23/ 118 رقم 139، والعبر 3/ 240، والوافي بالوفيات 4/
130، وبغية الوعاة 1/ 80، وشذرات الذهب 3/ 301، والأعلام 7/ 162، ومعجم
المؤلفين 11، 50، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/
307 رقم 1544.
[2] تاريخ دمشق 39/ 9.
[3] انظر عن (محمد بن عليّ الخشّاب) في:
الأنساب 5/ 120، والمنتخب من السياق 53 رقم 103، والإعلام بوفيات
الأعلام 189، والعبر 3/ 240، وتذكرة الحفاظ 3/ 1154، وسير أعلام
النبلاء 18/ 150، 151 رقم 83، والوافي بالوفيات 4/ 136، ولسان الميزان
5/ 307، وشذرات الذهب 3/ 301.
[4] في المنتخب 53.
[5] زاد بعدها في (المنتخب) : «أوصى له الشيخ بعد وفاته» .
[6] البندار: الجامع للكتب.
(30/420)
وأصولًا. قد رزقه اللَّه الْإِسناد العالي،
[1] ، وجمع الأبواب. وأسمع [2] الصّبيان. وهو من بيت حديثٍ وصلاح.
ولد سنة إحدى وثمانين. وثلاثمائة.
وسمع من: أبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الحسين الخفَّاف، والسُّلَميّ.
وحدَّثني من أثِق به أنَّ أبا سعيد أظهر [3] سماعه من أبي طاهر بن
خُزَيْمَة بعد وفاة أبي عثمان الصَّابونيّ [4] . فتكلَّم أصحاب الحديث
فيه، وما رضوا ذلك منه. واللَّه أعلم بحاله.
وأمَّا سماعه من غيره فصحيح [5] . وقد أجاز لي مرويَّاته. وأنا عنه
جماعةٌ منهم: الوالد، وأبو صالح المُؤذِّن، وأبو سعد بن رامش، وغيرهم
[6] .
قلت: وآخر من روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ.
تُوُفِّي في ذي القعدة.
178- محمد بن عليّ بن يوسف بن جميل [7] .
أبو عبد اللَّه الطَّرَطُوسيّ [8] المعروف بابن السّناط.
إمام جامع دمشق.
روى عن: عبد الرّحمن بن أبي نصر يسيرًا.
__________
[1] في المنتخب زيادة: «وكتبة الأصول» .
[2] في المنتخب: «وإفادة الصبيان والرواية إلى آخر عمره، وبيته بيت
الصلاح والحديث» .
[3] عبارته في (المنتخب) : «وسمعت بعض من أثق به أنه أظهر سماعه» .
[4] زاد في المنتخب: «وما أظهره في أيام حياته» .
[5] العبارة في (المنتخب) : «وأما سماعه من المخلدي، والخفّاف، والطبقة
وصاحبه أبي عبد الرحمن، فصحيح لا شك فيه، ثم ظفرت بالإجازة الصحيحة عنه
في نسخة بخط خالي أبي سعيد القشيري، فتبجّحت به، وشكرت الله عليه» .
[6] وقال عبد الغافر: «ولم يتفق لي السماع منه ولا الإجازة مع الإمكان
لغيبة الوالد في آخر عمره» .
[7] انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 22، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
23/ 122 رقم 148.
[8] هكذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق، ومختصره «الطرسوسي» .
(30/421)
179- محمد بن منصور بن محمد [1] .
الوزير عميد الملْك، أبو نصر الكُنْدُرِيّ [2] ، وزير السُّلطان
طُغُرَلْبك.
كان أحد رجال الدَّهر شهامةً وكتابةً وكرمًا [3] .
قتل بمروالرّوذ في ذي الحجّة. وكان قد قطع مذاكِره ودَفَنَها
بخُوَارِزْم لَأمرٍ وقع له [4] ، فلمَّا قتلوه حملوا رأسه إلى
نَيْسَابُور، نَسْأَلُ اللَّه العافية.
وقد سمّاه أبو الحسن محمد بن الصّابئ في «تاريخه» ، وعليّ بن الحسن
الباخْرَزِيّ في «دمية القصر» : منصور بن محمد [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن منصور) في:
الهفوات النادرة 7، 8، ودمية القصر 2/ 796- 813، والأنساب المتفقة 132،
والمنتظم 8/ 238، 239 رقم 290 (16/ 92، 93 رقم 3385) (في المتوفين سنة
457 هـ) ، ومعجم الأدباء 13/ 34، 43، وآثار البلاد 447، والأنساب 10/
482، 483، واللباب 3/ 114، والكامل في التاريخ 10/ 31- 34، وزبدة
التواريخ 67، 68، ومعجم الأدباء 33/ 40- 45 في ترجمة الباخرزي، وتاريخ
دولة آل سلجوق 29، ووفيات الأعيان 5/ 138، 143 رقم 703، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 184، ونهاية الأرب 26/ 304، والعبر 3/ 240، 241،
والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 113- 115 رقم 55،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 557، 558، والوافي بالوفيات 5/ 71- 74، وراحة
الصدور للراوندي 186، 187، والبداية والنهاية 12/ 92، 93 وفيه: «منصور
بن محمد» ، والنجوم الزاهرة 5/ 76، وشذرات الذهب 3/ 301- 304، ومعجم
الأنساب والأسرات الحاكمة 338.
[2] الكندريّ: بضم الكاف وسكون النون وضم الواو وكسر الراء المهملتين.
نسبة إلى كندر من أعمال طريثيث ويقال لها: ترشيش، من نواحي نيسابور.
(الأنساب 10/ 482 و 483) وقيل إنه ينسب إلى بيع الكندر. (المنتظم) .
[3] في الأنساب: «له شعر وآثار وحكايات، وكان من رجال الدهر جودا
وسخاء، وكفاية، وشهامة، وفضلا، وإفضالا، وأدبا» . (10/ 483) .
[4] وقيل إن أعداءه أشاعوا عنه أنه خطب امرأة ملك خوارزم، فخصى نفسه
ليخلص من سياسة السلطان. (المنتظم 8/ 238، 239 (16/ 92) ، الكامل في
التاريخ 10/ 32، وفيات الأعيان 5/ 141 وفيه: فعمد إلى لحيته فحلقها ومن
العجائب أنه دفنت مذاكيره بخوارزم، وأريق دمه بمروالرّوذ، ودفن جسده
بقريته كندر، وجمجمته ودماغه بنيسابور، وحشيت سوأته بالتبن ونقلت إلى
كرمان، وكان نظام الملك هناك، ودفنت ثمّ، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر، بعد
أن كان رئيس عصره، (معجم الأدباء 13/ 44، وفيات الأعيان 5/ 142) .
[5] قال صدر الدين الحسيني: «وكان علي بن الحسن الباخرزي شريكه في مجلس
الإمام الموفق النيسابورىّ، فتراقى أمر الوزير أبي نصر الكندري، وكان
أول عمله حجابة الباب، وكان في مدّة السلطنة للسلطان طغرلبك وزيرا
متمكّنا، فورد عليه الشيخ علي بن الحسن الباخرزي وهو ببغداد في صدر
الوزارة في ديوان السلطان، فلما رآه الوزير قال: أنت صاحب «أقبل» ؟
فقال:
نعم. فقال له الوزير: مرحبا وأهلا، فإنّي تفاءلت بقولك «أقبل» . ثم خلع
عليه قبل إنشاده-
(30/422)
وقال أبو الحسن الهَمَدَانيّ في كتاب
«الوزراء» : أبو نصر محمد بن محمد ابن منصور.
وكُنْدُر قَرْيَة مِن نَوَاحي نَيْسَابُور بها وُلِدَ سنة خمس عشرة
بها.
وتفقَّه لَأبي حنيفة، وتأدَّب، ثم صحب رئيسًا بنَيْسابور، فاستخدمه
في ضياعه، ثم استنابه عنه في خدمة السُّلطان طُغْرُلْبَك، فطلبه
منه، فوصل في خدمته، وصار صاحب خبرة. ثُمّ ولاه خُوَارِزْم، وعظُمَ
جاهه.
وعصى بخُوَارِزْم، ثم ظفر به السُّلطان، ونقم عليه أنَّهُ تزوَّج
امرأة ملك خُوَارِزْم فخصاه [1] . ثمّ رقّ له فداواه وعوفي.
واستوزره وله إحدى وثلاثون سنة.
وقَدِمَ بغداد، وأقام بها مُدَّة، ولقَّبهُ الخليفة «سيِّد
الوزراء» .
ونال من الجاه والحُرمة ما لم ينله أحد.
وكان كريمًا جوَّادًا، متعصِّبًا لمذهبه، مُعتزليًّا [2] ،
مُتكلِّمًا له النّظم والنّثر.
__________
[ (-) ] وقال: عد غدا وأنشد فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه
القصيدة:
أقوت مغانيهم بشطّ الوادي ... فبقيت مقتولا وشطّ الوادي
غرّ الأعادي منه رونق بشره ... وأفادهم بردا على الأكباد
هيهات لا يخدعهم إيماضه ... فالغيظ تحت تبسّم الآساد
فلما فرغ من إنشاده قال الوزير لأمراء العرب: لنا مثله في العجم،
فهل لكم مثله في العرب؟
وأمر له بألف دينار» (زبدة التواريخ 67، 68، وانظر: معجم الأدباء
13/ 40، 41 ففيه اختلاف في الشعر) ، وكان الباخرزي قد هجاه قبل ذلك
بأبيات أولها:
أقبل من كندر مسخرة ... للشؤم في وجهه علامات
(آثار البلاد 447)
[1] وقد مدحه الباخرزي على نقصان مذاكيره فقال:
قالوا: محا السلطان عنه بعدكم ... سمة الفحول وكان قرما صائلا
قلت: اسكتوا، فالآن زاد فحولة ... لما اغتدى من أنثييه عاطلا
فالفحل يأنف أن يسمّى بعضه ... أنثى، لذلك جذّه مستأصلا
(الأبيات في: زبدة التواريخ 69، والكامل في التاريخ 10/ 11، ومعجم
الأدباء 13/ 43، ووفيات الأعيان 5/ 141، 142) .
[2] قال ابن الأثير إنه كان شديد التعصّب على الشافعية، كثير
الوقيعة في الشافعيّ، رضي الله عنه، حتى بلغ من تعصّبه أنه خاطب
السلطان ألب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان،
فأذن في ذلك، فلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية، فأنف من ذلك أئمة
خراسان، منهم: أبو القاسم القشيري، وإمام الحرمين الجويني،
وغيرهما، ففارقوا خراسان، وأقام إمام الحرمين بمكّة، شرّفها الله
تعالى، أربع سنين يدرّس ويفتي، فلهذا قيل له إمام الحرمين، فلما-
(30/423)
فلمّا مات طُغْرُلْبَك وتسلطن ابن أخيه
ألْبُ أرسلان أقرَّه على وزارته قليلًا، ثُمّ عزله، واستوزر نظام
المُلْك [1] .
ومن شِعره في غلامٍ له:
أنا في غَمْرة حُبِّهِ ... وهو مشغولٌ بلعبهْ
صانه اللَّه فما أكثر ... إعجابي بعجبهْ
لو أراد اللَّه نفعًا ... وصلاحًا لمحبّهْ
تُفْلِتُ رقّة خدّيه ... إلى قسوة قلبهْ
وقال أبو الحسن الهَمَذَانيّ في «تاريخه» إنَّ ابنة الْإِعرابيّ
المُغنْية المشهورة وجَوْقتها غنَّت عميد المُلْك، فأطربته، فأمر
لها بألف دينار، وأمر لَأولئك بألف دينار، وفرَّق في تلك الليلة
أشياء، فلمَّا أصبح قال: كفَّارة ما جرى أن أتقرَّب بمثل ذَلِكَ،
فتصدَّق بألفيّ دينار [2] .
وقال أبو رجاء: أنشد عميد الملك عند قتله:
__________
[ (-) ] جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأكرمهم وأحسن
إليهم، وقيل إنه تاب عن الوقيعة في الشافعيّ، فإن صحّ فقد أفلح.
(الكامل في التاريخ 10/ 33، وفيات الأعيان 5/ 138، 139) .
وقال القزويني: كان شيعيا غاليا متعصبا. وكان السلطان معتزليا فأمر
بلعن جميع المذاهب يوم الجمعة على المنبر، فشقّ ذلك على المسلمين،
وفارق إمام الحرمين نيسابور وذهب إلى مكة، وكذلك الأستاذ أبو
القاسم القشيري، ودخل على الناس من ذلك أمر عظيم. (آثار البلاد
447) .
أما ابن السمعاني فقال في ترجمة أبي المعالي الجويني في (الذيل على
الأنساب) إن إمام الحرمين خرج إلى بغداد وصحب العميد الكندري أبا
نصر مدّة يطوف معه ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم،
وتحنّك بهم حتى تهذّب في النظر، وشاع ذكره. (وفيات الأعيان 5/ 138)
.
وقال ابن القيسراني: سمعت الشيخ أبا ثابت الصوفي يحيى بن منصور
الهمدانيّ رحمه الله يقول: لم أر صوفيا مثل أبي نصر الكندري. سمعته
يقول: لا أشتغل بأمس وغدا وإنما أشتغل باليوم الّذي أنا فيه. قال
الشيخ: يعني أن أمس قد فات، والاشتغال بالفائت لا يجدي نفعا، وغدا
لم يأت. والاشتغال لما لم يأت تقصير في الوقت. (الأنساب المتّفقة
132) .
[1] هو: قوام الدين الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي. (زبدة التواريخ
69) .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 114.
(30/424)
إن كان بالنَّاس ضِيقٌ عن [1] مُنافستي [2]
... فالموتُ قد وسَّع الدُّنيا على النَّاسِ
مَضَيْتُ والشَّامِتُ المَغْبُونُ [3] يَتْبَعُني ... كُلٌّ بكأس
[4] المنايا شاربٌ حاسي [5]
وقيل: إنَّهُ قال للتُّركيّ الّذي جاء لكي يقتله: قُل للسُّلطان
ألْبِ أرسلان:
ما أسعدني بدولة آل سَلْجُوق. أعطاني طُغْرُلْبَك الدُّنيا،
وأعطاني ألْبُ أرسلان الآخرة [6] .
وكانت وزارته ثمان سنين وثمانية أشهر. وزر لألب أرسلان شهرين
وعزله.
فتوجّه إلى مروالرّوذ في صَفَر سنة سبعٍ وخمسين، ومعه زوجته وبنته،
أَوْلَدها قبل أن يُخصى. وأخذ ألْبُ أرسلان ضياعه جميعها والاته
وغلمانه، وكانوا ثلاثمائة مملوك. ثمّ كتب له بمائتيّ دينار في
الشَّهر، وتركه قليلًا، ثم أرسل إليه من قتله صَبْرًا، وحَمَل
إليهِ رأسه، وله نَيِّفٌ وأربعون سنة.
قلت: ويُقال إنَّ غُلامين دخلا عليه ليقتلاه، فأذنا له، فودَّع
أهله، وصلَّى ركعتين، فأرادا خنقه فقال: لستُ بلصٍّ. وشرط خرقةً من
كُمِّهِ وعصب عينيه، فضربوا عنقه [7] .
__________
[1] في زبدة التواريخ: «من» .
[2] في الكامل في التاريخ: «مناقشتي» .
[3] في زبدة التواريخ: «المقبور» ، وفي النجوم الزاهرة: «المغرور»
.
[4] في الزبدة، والكامل: «لكأس» .
[5] البيتان في: زبدة التواريخ 69، والكامل في التاريخ 10/ 32،
وسير أعلام النبلاء 18/ 114، والنجوم الزاهرة 5/ 76، وفيه جاء
الشطر الأخير:
«إنّ المنيّة كاس كلّنا حاسي» .
[6] وقيل إنه قال له: قل للوزير نظام الملك: بئس ما فعلت، علّمت
الأتراك قتل الوزراء أصحاب الديوان، ومن حفر مهواة وقع فيها، ومن
سنّ سنّة سيئة فله وِزْرُهَا ووزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلى يوم
القيامة. (زبدة التواريخ 70، راحة الصدور للراوندي 187، وفيات
الأعيان 5/ 142) .
[7] قال ابن الجوزي: إن ألب أرسلان بعث غلمانا لقتله، «فدخلوا
عليه، فقال له أحدهم: قم فصلّ ركعتين وتب إلى الله تعالى. فقال:
أدخل أودّع أهلي ثم أخرج. فقالوا: افعل. فنهض، فدخل إلى زوجته،
وارتفع الصياح وعلق الجواري به نشرن شعورهن، وحثون التراب على
رءوسهنّ، فدخل الغلام فقال: قم، قال: خذ بيدي فقد منعني هؤلاء
الجواري من الخروج.
فخرج إلى مسجد هناك، فصلّى فيه ركعتين، ثم مشى حافيا إلى وراء
المسجد، فجلس وخلع فرجية سمّورا عليه فأعطاهم إياها، وخرّق قميصه
وسراويله حتى لا يؤخذا، فجاءوا بشاروقة فقال: لست بعيّار ولا لص
فأخنق، والسيف أروح لي. فشدّوا عينيه بخرقة خرّقها هو من طرف-
(30/425)
وكان مُتعصِّبًا يقع في الشّافعيّ [1] .
180- محمد بْن هبة اللَّه بْن محمد بْن الحسين [2] .
الْإِمام أبو سهل ابن جمال الْإِسلام أبي محمد الموفّق ابن القاضي
العلّامة أبي عمر البَسْطاميّ ثمّ النَّيْسَابُوريّ.
ذكره عبد الغافر فقال [3] : سلالة الْإِمامة، وقُرَّة عين أصحاب
الحديث [4] ، انتهت إليه زعامةُ الشّافعيّة بعد أبيه، فأجراها أحسن
مَجْرى. ووقعت في أيّامه وقائع ومحن للَأصحاب. وكان يقيم رسْم
التَّدريس [5] . لكنَّهُ كان رئيسًا، ديّنًا، ذكيّا، صيِّنًا، قليل
الكلام.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة.
وسمع من مشايخ وقته بخُراسان، والعراق، مثل النّصرويّي، وأبي
حسَّان المزكّيّ، وأبي حفص بن سرور.
وكان بيتهم مجمع العلماء ومُلتقى الأئِمّة، فَتُوُفّي أبوه سنة
أربعين، فاحتفَّ به الأصحاب، وراعوا فيه حقَّ والده، وقدّموه
للرئاسة. وقام أبو القاسم القُشيْريّ
__________
[ (-) ] كمّه، وضربوه بالسيف، وأخذوا رأسه وتركوا جثّته، فأخذتها
أخته، فحملتها إلى كندر بلده، وكان عمره نيّفا وأربعين سنة»
(المنتظم 8/ 238، 239/ 16/ 92، 93) .
وقال ابن السمعاني: «قتل بمروالروذ في حدود سنة ستين وأربعمائة» .
(الأنساب 10/ 483) بينما جزم غيره بأنه قتل يوم الأحد السادس عشر
من ذي الحجة سنة ست وخمسين وأربعمائة.
(زبدة التواريخ 70، وفيات الأعيان 5/ 142) .
وأقول إن قتله في شهر ذي الحجة من سنة 456 هـ، يتعارض مع قول
المؤلّف الذهبي رحمه الله قبل قليل من أنه توجّه إلى مروالرّوذ مع
زوجته وبنته في شهر صفر سنة 457 هـ! مع أنه ينصّ على قتله سنة 456
هـ. في (سير أعلام النبلاء 18/ 114) .
[1] ويبالغ في الانتصار لمذهب أبي حنيفة. (السير 18/ 114) .
[2] انظر عن (محمد بن هبة الله) في:
المنتخب من السياق 71، 72 رقم 154، وسير أعلام النبلاء 18/ 142،
143 رقم 77، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 390- 392 و 4/ 208-
210، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 226.
[3] في المنتخب 71.
[4] زاد بعدها: «وصاحب الدولة في رياسة الأصحاب» .
[5] حتى هنا تنتهي عبارة عبد الغافر في (المنتخب 71) .
(30/426)
في تهيئة أسبابه، واستدعى الكُلّ إلى
متابعته، وطلب من السُّلطان ذلك فأُجيب، وأرسل إليه الخِلع ولقّب
بأبيه جمال الْإِسلام، وصار ذا رأيٍ وشجاعة ودهاء، فظهر له القَبول
عند الخاصّ والعامّ، حتّى حسده الأكابر وخاصموه، فكان يخصمهم
ويتسلَّط عليهم، فبدا له خُصُوم، واستظهروا بالسُّلطان عليه وعلى
أصحابه، وصارت الأشعريَّة مقصودين بالْإِهانة والطَّرْد
والنَّفْيّ، والمنع عن الوعظ والتَّدريس، وعُزِلوا عن خطابة
الجامع.
ونبغ من الحنفيّة طائفة شربوا في قلوبهم الاعتزال والتَّشَيُّع،
فخيَّلوا إلى وليّ الأمر الْإِزراء بمذهب الشَّافعيّ عمومًا،
وتخصيص الأشعريَّة، حتّى أدَّى الأمر إلى توظيف اللعنة عليهم في
الْجُمَع. وامتد الأمر إلى تعميم الطَّوائِف باللعن في الخُطَب.
واستعلى أولئك في المجامع، فقام أبو سهل أبلغ قيام، وتردّدَ إلى
العسكر في دفع ذلك، إلى أن ورد الأمر بالقبض على الرّئيس
الفُرَاتيّ، والقُشَيْرِيّ، وأبي المعالي بن الْجُوَيْنيّ، وأبي
سهل بن الموفّق، ونَفْيهم ومَنْعهم عن المحافل. وكان أبو سهل
غائبًا إلى بعض النَّواحي، ولمَّا قُرئ الكِتاب بنفيهم أُغْرِيَ
بهم الغاغة والَأوباش، فأخذوا بأبي القاسم القُشَيْريّ والفُراتيّ
يجُرونهُما ويستَخِفّون بهما، وحبسا بالقهندز.
وكان ابن الْجُوَيْنيّ أحسّ بالَأمر، فاختفى وخرج على طريق كَرْمان
إلى الحجاز. وبقيا في السّجن مُفتَرِقين أكثر من شهر، فتهيَّأ أبو
سهل من ناحية باخَرْز، وجمع من شاكريّته وأعوانه رجالًا عارفين
بالحرب، وأتى بابن البلد، وطلب تسريح الفُرَاتيّ والقُشَيْريّ، فما
أُجيب، بل هُدِّد بالقبض عليه، فما التفت، وعزم على دخول البلد
ليلًا، والاشتغال بإخراجهما مُجاهرة ومُحاربة.
وكان مُتولّي البلد قد تهيَّأ للحرب، فزحف أبو سهل ليلًا إلى قرية
له على باب البلد، وهيَّأ الأبطال، ودخل البلد مُغافصَةً إلى داره،
وصاح من معه بالنّعرات العالية، ورفعوا عقائرهم، فلمّا أصبحوا
تردّدت الرُّسُل والنُّصحاء في الصُّلح، وأشاروا على الأمير بإطلاق
الرئيس والقُشَيْرِيّ، فأبى، وبرز برجاله، وقصد محلّة أبي سهل،
فقام واحد من أعوان أبي سهل واستدعى منه كفاية تلك النّائرة إيّاه
أصحابه، فأذِن لهم، فالتقوا في السُّوق، وثبُت هؤلاء حتّى فرغ
نشّاب أولئك،
(30/427)
ثم حمل هؤلاء عليهم فهزموهم إلى رأس
المربَّعة، وهمُّوا بأسر الأمير، وسبّوه وردّوه مجروحًا أكثر
رجاله، مقتولًا منهم طائفة، مسلوبًا سلاح أكثرهم. ثمّ توسَّط
السَّادة العلويّة، ودخلوا على أبي سهل في تسكين الفتنة، وأخرجوا
الْإِثنين من الحبس إلى داره، وباتوا على ظَفَر. وأحبَّ
الشّافعيَّة أبا سهل.
ثمَّ تشاور الأصحاب بينهم، وعلموا أن مخالفة السُّلطان قد يكون لها
تَبِعَة، وأنّ الخصوم لَا ينامون، فاتّفقوا على مهاجمة البلد إلى
ناحية أَسْتُوا، ثُمَّ يذهبون إلى الملك. وبقي بعض الأصحاب
بالنَّواحي مُتَفَرِّقين. وحُبِس أبو سهل في قلعة طورك أشْهُرًا.
ثمّ صودِرً وأُبِيعتْ ضِيَاعُهُ، ثم عُفي عنه، وأُحيل ببعض ما
أُخِذ منه، وَوُجِّه إليها، فخرج إلى فارس، وحصَّل شيئًا من ذلك.
وقصد بيت اللَّه فحجَّ ورجع، وحسُن حاله عند السُّلطان، وأُذِن له
في الرُّجوع إلى خُراسان، وأتى على ذلك سنون إلى أن تبدَّل الأمر،
ومات السُّلطان طُغُرْلبَك، وتسلطن أبو شجاع ألْبُ أرسلان، فحظي
عنده، ووقع منه موقعًا أرفع مِمَّا وقع أبوه من طُغْرُلْبَك. ولاح
عليه أنَّهُ يستوزِره، فقُصِدَ سرًا، واحتيل في إهلاكه، ومضى إلى
رحمة اللَّه في هذا العام، وحُمِلَ تابوته إلى نَيْسَابور، وأظهر
أهلها عليه من الْجَزَع ما لم يُعهَد مثله، وبقيت النّوائح عليه
مُدَّة بعده.
وكانت مراثيه تُنْشَد في الأسواق والَأزِقّة، وبقيت مُصيبته جُرحًا
لَا يندمِل، وأفضت نوبة القبول بين الأعوام إلى نجله ولم يبق سواه
أحد من نسله.
وكان إذا حضر السّلطان البلد يقدِّم له أبو سهل وللَأمراء من
الحلواء والَأطعمة المُفتخرة أشياء كثيرة بحيث يتعجَّب السُّلطان
والَأعوان.
ولقد دخل إليه يوم تلك الفِتنة زوج أخته الشَّريف أبو محمد الحسن
بن زيد شفيعًا في تسكين النَّائِرة، فنثر على أقدامه ألف دينار،
واعتذر بأنّه فاجأه بالدُّخول.
اختصرتُ هذا من «السّياق» لعبد الغافر [1] .
وذكر غيره أنَّ ألْبَ أرسلان بعثه رسولًا إلى بغداد، فمات في
الطّريق.
__________
[1] انظر هذه الأخبار في طبقات الشافعية الكبرى للسبكى 3/ 389- 393
و 4/ 209، 210.
(30/428)
181- المحسّن بن عيسى بن شهفيروز [1] .
أبو طالب البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.
تُوُفّي ببغداد في رمضان.
وقد حدَّث عَن المُعافى بن زكريّا الجريريّ، وأبي طاهر المخلّص [2]
.
__________
[1] انظر عن (المحسن بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 13/ 157 رقم 7138.
[2] قال الخطيب: «لقيته بالنهروان في سنة ثلاثين وأربعمائة، وكتبت
عنه، وكان شيخا فاضلا ثقة.
درس الفقه على أبي حامد الأسفرائيني» .
(30/429)
سنة سبع وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألف-
182- أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن [1] .
أبو الحسين الطَّرائفيّ الدّمشقيّ [2] .
سمع: تمَّام بن محمد الرّازيّ [3] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي
نصر.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ.
183- أَحْمَد بْن عبد العزيز بْن أَحْمَد [4] .
أبو بَكْر [5] بن الأطروش القُدُوريّ، البغداديّ المقرئ.
قرأ القراءات على: أبي الفَرَج النَّهْرَوانيّ، وأبي الحسن
الحماميّ.
وسمع من: أبي الحسن بن الصّلت، والسّوسنجرديّ، وطائفة.
قرأ عليه: هبة اللَّه بن الطّبر [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 2/ 492، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 3/ 151 رقم 171.
[2] قال ابن عساكر: سمع الكثير من الشيوخ، وكتب واستورق، ولم يحدّث
من أول عمره، ولم تطل مدّته، وكان مغفلا، وكان مقتّرا على نفسه،
وجمع مالا كثيرا، وكان شحيحا على نفسه.
وذكر أنه قال لزوج بنت أخيه في علّته التي مات فيها، وقد حمله إلى
عنده: أطعمني شواء فلي عشرون سنة أشتهيه.
وحكي عنه أنه كان له نطع يقعد عليه، فإذا جلس كشف عن مقعدته وجلس
على النطع لئلّا يتخرّق الثوب الّذي يكون عليه.
سئل أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب عن الطرائفي فقال: ما كان
إلّا ثقة.
[3] الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 1/ 49 رقم 1.
[4] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
غاية النهاية 1/ 69، 70 رقم 304.
[5] في غاية النهاية: «أبو العباس» .
[6] قرأ عليه لأبي عمرو في سنة 456 هـ.
(30/430)
وحدّث عنه: رفيقه أبو عليّ بن البنّاء،
والمختار بن سعيد، وأبو محمد عبد اللَّه بن الأبنُوسيّ.
قال أَحْمَد بن خَيْرون: وُلِدَ سنة 381، وتُوُفِّي في جُمَادَى
الآخرة.
184- أَحْمَد بن القاسم بن ميمون بن حمزة [1] .
الشَّريف أبو إبراهيم الحُسيْنيّ المِصريّ.
تُوُفّي في هذه السَّنة أو بعدها. وكان يجتهِد بمصر في نشر
السُّنّة.
روى عن: جدّه، وعن: أبي الحسن الحَلَبِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُمَيْديّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ،
وعليّ بْن المؤمَّل بْن غسَّان الكاتب، وعليّ بن الحُسَين الفرّاء،
وأبو الحسن بن المُشَرِّف الأنماطيّ.
185- إسماعيل بن عليّ بن محمد بن الحسين بن فيلة [2] .
أبو القاسم المَدِينيّ.
مات في ربيع الآخر بأصبهان.
- حرف السّين-
186- سعيد بن أبي سعيد أَحْمَد بن محمد بن نُعَيْم بن أَشْكاب [3]
.
الشّيخ أبو عثمان الصّوفيّ، المعروف بالعيّار.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (سعد بن أبي سعيد) في:
الإكمال 6/ 287، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 369، 370،
واللباب 1/ 66، والمنتخب من السياق 236 رقم 472، والتقييد لابن
نقطة 288- 290 رقم 349، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 282، 283
رقم 125، والعبر 3/ 241، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام
النبلاء 18/ 86- 88 رقم 39، وميزان الاعتدال 2/ 140 رقم 3191، وأهل
المائة فصاعدا (نشر في مجلّة المورد العراقية) 128، 129، والمعين
في طبقات المحدّثين 132 رقم 1456، ومرآة الجنان 3/ 81، والوافي
بالوفيات 15/ 197، 198، ولسان الميزان 3/ 23 رقم 75، وشذرات الذهب
3/ 304 وفيه: «أحمد بن محمد بن نعيم» وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 118،
119.
(30/431)
حدّث عن: أبي الفضل عُبَيْد اللَّه بن محمد
الفاميّ، والحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبي طاهر بن خُزَيْمة،
والخفَّاف.
وحدَّث «بصحيح البُخاريّ» عن: محمد بن عمر بن شبُّوَيْه. وقد سمعه
في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة [1] .
وقد انتقى له البَيْهَقيّ، وخرَّج لهُ موافقات.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الفرَّاويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ، وأبو
المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ.
وحدَّث بأصبهان فروى عنه: غانم بن أَحْمَد الْجُلُوديّ، وفاطمة بنت
محمد البغداديّ، والحسين بن طلحة الصَّالحانيّ، وعتيق بن حُسيْن
الرُّوَيدشتيّ، وغيرهم [2] .
قال عبد الغافر [3] : سمع بمرو «صحيح البُخاريّ» من أبي عليّ
الشَّبويّ.
قلت: وسمع بهُراة من: عبد الرّحمن بن أبي شُريْح.
وتُوُفِّي بغَزْنَة في ربيع الأوَّل.
وقال السِّلفيّ: سمعت أبا بكر محمد بن منصور السِّمعانيّ يقول:
سمعت صالح بن أبي صالح المؤذّن يقول: كان أبي سيّئ الرّأي في سعيد
العيَّار ويتكلَّم فيه، ويطعن فيما رُوَى عَن بِشْر
الْإِسْفِرَائِينيّ خاصّةً [4] .
قلت: ولهذا لم يُخرّج له البَيْهَقِيّ عن بِشْر شيئًا، وسماعه منه
ممكن. فقد ذكر الحافظ ابن نُقطة أن مولده في سنة خمسٍ وأربعين
وثلاثمائة [5] . وعلى هذا يكون قد عُمّر مائة وثلاث عشر سنة.
وفي الْجُملة فهو مِمَّن عُمّر، فإنَّهُ رحل بنفسه إلى مَرْو سنة
ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة كما ذكرنا، والله أعلم.
__________
[1] التقييد 289.
[2] التقييد 289.
[3] في المنتخب من السياق 236.
[4] التقييد 289 وفيه زيادة: «وذكر ابن السمعاني قصّة ذهبت عليّ» .
[5] التقييد 289.
(30/432)
قال فضل اللَّه بن محمد الطُّبْسِيّ: كان
الشَّيخ سعيد العيَّار شيخًا بهيًّا طريفًا، من أبناء مائة واثني
عشرة سنة.
ذكِر أنَّهُ كان لا يروي شيئًا، فرأى بدمشق رؤيا حملته على رواية
مسموعاته، وهي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قال: فأردت أن أُسلّم، فتلقّاني أبو بكر برسالة رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ لَا تروي
أخباري وتنشرها؟
قال: فأنا منذ ذلك أطوف في البلدان وأروي مسموعاتي [1] .
قال غيث الأَرْمَنَازيّ: سألتُ جماعة لِمَ سُمِّي العيَّار؟ قالوا:
لَأنَّهُ كان في ابتدائه يسلك مسالك العيَّارين [2] .
وقال ابن طاهر في «الضُّعفاء» [3] له: يتكلَّمون فيه لروايته كتاب
«اللُّمَع» عن أبي نصر السَّرّاج، وكان يزعم أنَّهُ سمع «الأربعين»
لابن أسلم، من زاهر السَّرْخَسِيّ [4] .
وقال محمد بن عبد الواحد الدَّقّاق: روى العيَّار، عن بِشر بن
أَحْمَد، وبِئس ما فعل، أفسد سماعاته الصّحيحة بروايته عنه.
- حرف العين-
187- عبد الصمد بن أبي عبد اللَّه الحسين بن إبراهيم [5] .
الْأصبهانيّ الجمَّال أبو نصر.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ دمشق 15/ 369، 370، مختصر تاريخ دمشق 9/ 282، تهذيب
تاريخ دمشق 6/ 118، 119.
[2] تاريخ دمشق 15/ 370، مختصر تاريخ دمشق 9/ 283، تهذيب تاريخ
دمشق 6/ 119.
[3] اسم الكتاب كما ذكر ابن عساكر: «تكملة الكامل في ضعفاء
المحدّثين» .
[4] تاريخ دمشق 15/ 370، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 119 وزاد ابن عساكر:
«فذكر بعض أهل العلم أنه لم يسمع من زاهر شيئا» .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/433)
روى عن: أبي مسلم بن أبي جعفر بن
المَرْزُبَان الأَبْهَريّ، عن أبيه عن الحَزُورُّيّ.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وغيره.
وسماعه نازل بمرَّة. وما أدري كيف لم يسمع عاليا.
188- عبد العزيز بن محمد [1] .
أبو عاصم النَّخْشَبِيّ الحافِظ.
تُوُفّي في هذا العام في قول يحيى بن مَنْدَهْ.
وفي سنة ستٍّ في قول غيره، وقد تقدَّم.
189- عبد الملِك بن زيادة اللَّه بن عليّ بن حسين [2] .
التَّمِيميّ ثمّ الحمّانيّ أبو مروان الطُّبْنيّ.
من بيت علمٍ ودين. أصلهم من طُبْنَة: من عمل إفريقيّة.
سمع بقرطبة من: محمد بن سعيد بن نبات، ويونس بن عبد اللَّه بن
مُغيث، وأبي المطرِّف القَنَازِعيّ، ومكّيّ بن أبي طالب، وطائفة.
وله رحلتان إلى المشرق [3] .
سمع من: أبي الحسن بن صَخْر، وطبقته.
وكان ذا عناية تامَّة بالحديث. وكان أديبًا، لُغويًّا، شاعِرًا.
عاش سِتِّين سنة، وقُتِل في داره في ربيع الآخر رحمه الله [4] .
__________
[1] تقدّمت ترجمة (عبد العزيز بن محمد) برقم (164) .
[2] انظر عن (عبد الملك بن زيادة الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 284، 285 رقم 629، والصلة لابن بشكوال 2/
360- 363 رقم 474، وبغية الملتمس للضبيّ 378، 379 رقم 1065.
[3] الصلة 2/ 361.
[4] قال الحميدي: «من أهل بيت جلالة ورياسة، ومن أهل الحديث
والأدب، إمام في اللغة، شاعر: وله رواية وسماع بالأندلس، وقد رحل
إلى المشرق غير مرة على كبر، وسمع بمصر والحجاز، وحدّث بالمشرق عن
إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري النحويّ الأندلسي، رأيته بالمدينة
في آخر حجّة حجّها، ورجع إلى الأندلس، ومات بقرطبة بعد الخمسين
وأربعمائة مقتولا فيما بلغني. وشعره على طريقة العرب، ومن ذلك
قوله: -
(30/434)
190- عبد الواحد بن محمد [1] .
أبو القاسم النصريّ الأصبهانيّ البقّال.
__________
[ (-) ]
وضاعف ما بالقلب يوم رحيلهم ... على ما به منهم حنين الأباعر
أتجزع آبال الخليط لبينهم ... وتسفح من دمع سريع البوادر؟
وأصبر على أحباب قلب ترحّلوا ... ألا إن قلبي صابر غير صابر
وأنشدني له الرئيس أبو رافع الفصل بن علي بن أحمد بن سعيد قال:
أنشدني أبو مروان الطبني لنفسه:
دعني أسر في البلاد مبتغيا ... فضلا تراه إن لم يغر دانا
فبيذق النطع وهو أحقر ما ... فيه إذا سار صار فرزانا
وأخبرني أبو الحسن العابدي أن أبا مروان الطبني لما رجع إلى قرطبة
أملى فاجتمع إليه في مجلس الإملاء خلق كثير، فلما رأى كثرتهم أنشد:
إني إذا احتوشتني ألف محبرة ... يكتبن حدّثني طورا وأخبرني
نادت بعقرتي الأقلام معلنة ... «هذي المفاخر لا قعبان من لبن»
(جذوة المقتبس 284، 285، بغية الملتمس 378، 379) والآبال: جمع إبل.
والبيذق هو الجندي في رقعة الشطرنج، وأقلّ القطع فيها قيمة، وهو
يتقدّم إلى الأمام ولا يرجع، وإذا وصل إلى آخر الرقعة عند الخصم
يستبدل بقطعة أهمّ منه قيمة.
و «الفرزان» : كلمة فارسية الأصل معناها «الحكيم» ، وتتخذ معنى
المشاور أو المستشار. وقد اقتبسها العرب واستعملوها بصيغتها،
وأحيانا بصيغة «الفرز» ، وجمعوها بصيغة «فرازين» أو «فرازنة» ،
ويطلق على (الوزير) في الشطرنج «الفرز» . انظر أنموذج القتال في
نقل العوال لابن أبي حجلة التلمساني- تحقيق زهير أحمد القيسي-
منشورات وزارة الثقافة بالعراق 1980- ص 22.
وأنشد ابن أبي مروان الطبني لأبيه عبد الملك بن زيادة الله يذكر
كتاب «العين» وبغلة له سمّاها «النعامة» :
حسبي كتاب «العين» علق مضنّة ... ومن النعامة لا أريد بديلا
هذي تقرّب كلّ بعد شاسع ... و «العين» يهدي للعقول عقولا
وقال الضبيّ: وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن بن مغيث قال: أنشدني أبو
مضر زيادة الله بن عبد الملك التميمي قال: خاطبني أبي من مصر عند
كونه بها في رحلته:
يا أهل الأندلس ما عندكم أدب ... بالمشرق الأدب النّفّاح بالطيب
يدعى الشباب شيوخا في مجالسهم ... والشيخ عندكم يدعى بتلقيب
وقال الضبيّ: قال أبو عليّ: ولد شيخنا أبو مروان في الساعة الثامنة
من يوم الثلاثاء، وهو اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ست وتسعين
وثلاثمائة، وتوفي سنة ست وخمسين وأربعمائة.
كذا قال أبو علي سنة ست وخمسين، وهو وهم منه، إنما توفّي في ربيع
الآخر سنة سبع وخمسين مقتولا في داره، رحمه الله. كذا ذكر ابن سهل
في أحكامه وهو الأثبت إن شاء الله، وكذا ذكر ابن حيّان. (الصلة 2/
362، 363) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/435)
روى عن: محمد بن أَحْمَد بن جَشْنِس.
تُوُفّي في رجب. قاله أبو القاسم بن مَنْدَهْ.
191- عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه [1] .
الشّيخ أبو المعالي الجيرُفْتِيّ [2] ، المعروف بالعالِم.
192- عليّ بن إبراهيم بن جعفر بن الصَّبّاح [3] .
أبو طالب الأَسَدِيّ الهمدانيّ المزكّيّ.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن خَيْرَان، وشعيب بن
عليّ، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وجماعة.
قال شيرويه: كان ثقة، صدوقا. وحدَّثني عنه أبو الفضل القُومسانيّ.
تُوُفّي في سادس المُحرَّم، وَوُلِدَ في سنة 361.
- حرف الفاء-
193- الفضل بن محمد بن إبراهيم [4] .
روى عن: أبي العبَّاس الأَسَديّ.
مات في ربيع الأوّل. قاله عبد الرَّحمن بن مَنْدَهْ.
- حرف الميم-
194- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن علي [5] .
أبو الحسين بن الأبنوسيّ البغداديّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الجيرفتي: بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء وسكون
الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى جيرفت وهي إحدى
بلاد كرمان. (الأنساب 3/ 408، 409) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 1/ 356 رقم 286، والكامل في التاريخ 10/ 49.
(30/436)
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص عمر بن
إبراهيم الكتاني.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا [1] .
195- محمد بن علي [2] .
أبو بكر الحداد.
بغدادي زاهد صالح، كبير القدر. فقيه حافظ «مختصر الخرقي» .
وكان قوالا بالحق، نهاء عن المُنكر.
تُوُفّي في شوَّال من السَّنة، وشيَّعه خلائق.
حكى عنه الخطيب في ترجمة دَعْلَج [3] .
196- موحّد بن عليّ بن عبد الواحد بن الموحّد [4] .
أبو الفرج بن البَرِّيّ [5] الدَّمشقيّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب.
وله إخوة ذكرهم الأمير ابن ماكولا بالفتح [6] .
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: كذا ذكرهم الأمير في باب بَرّي
بفتح الباء، يعني أنّه بالضّمّ.
__________
[1] وزاد الخطيب: «ثقة من أهل القرآن، حسن الاعتقاد. وسألته عن
مولده فقال: في سنة سبع وستين وثلاثمائة» . (تاريخ بغداد 1/ 356) .
[2] انظر عن (محمد بن علي الحدّاد) في:
تاريخ بغداد 8/ 389 (في ترجمة: دعلج بن أحمد بن دعلج) رقم 4495.
[3] فقال: «كان من أهل الدين والقرآن والصلاح، (حدّثني) عن شيخ
سمّاه، فذهب عنّي اسمه» .
[4] انظر عن (موحّد بن علي) في:
الإكمال 1/ 401، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 516.
[5] بفتح الباء، وبالرّاء المهملة. (الإكمال) .
[6] ذكر ابن ماكولا اثنين من إخوته هما: عبد الواحد أبو الفضل،
والحسن أبو محمد.
(30/437)
سنة ثمان وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألف-
197- أحمد بن الحسين بن علي بن موسى [1] .
الْإِمام أبو بكر البَيْهَقِيّ الخِسْروجِرْدِيّ، مصنّف «السّنن
الكبير» [2] ، و «السّنن الصّغير» [3] ، «السّنن والآثار» [4] ، و
«دلائل النّبوّة» [5] و «شعب الإيمان» [6] ،
و
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين البيهقي) في:
تبيين كذب المفتري 265- 267، والمنتظم 8/ 242 رقم 292 (16/ 97 رقم
3387) ، والأنساب 2/ 381، ومعجم البلدان 1/ 538 و 2/ 370، والكامل
في التاريخ 10/ 52، واللباب 1/ 165، والمنتخب من السياق 103، 104
رقم 231، والتقييد لابن النقطة 137- 139 رقم 157، وطبقات الشافعية
لابن الصلاح (مخطوط) ورقة 32 ب، والمبهمات للنووي (مخطوط) ورقة 35
أ، وأسماء الرجال للطيبي (مخطوط) ورقة 47 أ، ووفيات الأعيان 1/ 75،
76، والمختصر في أخبار البشر 2/ 185، ودول الإسلام 1/ 269، والعبر
3/ 242، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1457، والإعلام بوفيات
الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 163- 170 رقم 86، وتذكرة
الحفاظ 3/ 1132- 1135، وتاريخ ابن الوردي 1/ 371، 372، وفوات
الوفيات 1/ 75، والوافي بالوفيات 6/ 354، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 4/ 8- 16، ومرآة الجنان 3/ 81، 82، والبداية والنهاية 12/
94، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 198- 200، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 1/ 225- 227 قم 182، والوفيات لابن قنفذ 246، صلة الخلف
بموصول السلف للروداني (نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية
بالكويت) المجلّد 29 ج 1/ 36، 43، 63، و 2/ 490 و 3/ 361، 363 (سنة
1985) ، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 400، ومفتاح السعادة 2/ 143،
وطبقات الحفاظ 433، 434، وتاريخ الخلفاء 423، وكشف الظنون 1/ 9،
53، 175، 261، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 159، 160، وشذرات
الذهب 3/ 304، 305، وروضات الجنات 69، 70، وهدية العارفين 1/ 78،
والرسالة المستطرفة 33، والأعلام 1/ 116، ودائرة المعارف الإسلامية
4/ 429، 430، ومعجم المؤلفين 1/ 206، ومعجم طبقات الحفاظ
والمفسّرين 51 رقم 979. وانظر مقدّمة كتابه: الزهد الكبير، للشيخ
عامر أحمد حيدر، وكتاب البعث والنشور.
[2] مطبوع في الهند. بحيدرآباد 1344- 1355 هـ في 10 مجلدات.
[3] في مجلد ضخم.
[4] في أربع مجلّدات. ويسمّى أيضا «معرفة السنن والآثار» ، طبع
الجزء الأول منه بتحقيق السيد-- أحمد صقر، ونشره المجلس الأعلى
للشؤون الإسلامية في مصر.
[5] في أربع مجلّدات. واسمه بالكامل: «دلائل النبوّة ومعرفة أحوال
صاحب الشريعة» . طبع الجزء الأول والثاني منه بتحقيق عبد الرحمن
محمد عثمان، ونشره محمد عبد المحسن الكتبي صاحب المكتبة السلفية
بالمدينة المنورة 1389 هـ، وطبع ثانية بكاملة في دار الكتب العلمية
ببيروت 1405 هـ. في 7 مجلدات، بتحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي.
[6] في مجلّدين. واختصره الشيخ الإمام أبو جعفر عمر القزويني
المتوفى سنة 699 هـ.
(30/438)
«الأسماء والصِّفات» [1] ، وغير ذلك.
كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، ومن كبار أصحاب أبي عبد
اللَّه الحاكم.
أخذ مذهب الشَّافعيّ عَن أبي الفتح ناصر بن محمد العُمَرِيّ
المَرْوَزِيّ، وغيره.
وبرع في المذهب.
وكان مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة [2] .
وسمع الكثير من: أبي الحسن محمد بن الحسين العلويّ، وهو أكبر شيخ
له.
ومن: أبي طاهر محمد بن محمد بن مَحْمِش الزِّياديّ، وأبي عبد
اللَّه الحافظ الحاكم، وأبي عبد الرَّحمن السُّلَميّ، وأبي بكر بن
فُورَك، وأبي عليّ الرُّوذَباريّ، وأبا بكر الحِيَرِيّ، وإسحاق بن
محمد بن يوسف السّوسيّ، وعليّ ابن محمد بن عليّ السَّقّاء، وأبي
زكريّا المزكّيّ، وخلقٌ من أصحاب الأصم.
وحجّ فسمع ببغداد من: هلال الحفَّار، وأبي الحسين بن بِشْران، وعبد
اللَّه بن يحيى السُّكَريّ، وأبي الحسين القطَّان، وجماعة.
وبمكّة من: أبي عبد اللَّه بن نظيف، والحسن بن أَحْمَد بن فِراس.
وبالكوفة من: جَنَاح بن نذير المحاربيّ، وغيره.
وشيوخه أكثر من مائة شيخ.
__________
[1] في مجلّدتين. طبع في حيدرآباد بالهند سنة 1333 هـ. في مجلّد
واحد، وأعيد طبعه في مطبعة السعادة بمصر سنة 1358 هـ. بتحقيق
العلّامة المرحوم الشيخ محمد زاهد الكوثري.
ثم أعيد طبعه في دار الكتاب العربيّ ببيروت 1405 هـ. / 1985 م. في
مجلّدين بتحقيق الشيخ عماد الدين أحمد حيدر.
[2] في الكامل في التاريخ 10/ 52 مولده سنة 387 هـ.
(30/439)
لم يقع له «جامع التِّرْمِذِيّ» ولا «سُنَن
النَّسائيّ» ، ولا «سُنَن ابن ماجه» .
ودائرته في الحديث ليست كبيرة، بل بورِك له في مرويّاته وحسن
تصرُّفه فيها، لحذقه وخبرته بالَأبواب والرِّجال.
روى عنه جماعة كثيرة منهم: حفيده أبو الحسن عُبَيْد اللَّه بن محمد
بن أبي بكر، وأبو عبد اللَّه الفرّاويّ، وزاهر بن طاهر الشّحّاميّ،
وعبد الجبَّار بن محمد الحواريّ، وأخوه عبد الحميد بن محمد، وأبو
المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ، وعبد الجبَّار بن عبد الوهَّاب
الدَّهّان، وآخرين.
بَعُدَ صِيتُهُ، وقيل: إنّ تصانيفه ألف جزء، سمعها الحافظان ابن
عساكر، وابن السَّمعانيّ من أصحابه.
وأقام مُدَّة بِبَيْهَق يُصَنَّف كُتُبَه، ثم إنّه طُلِبَ إلى
نَيْسَابور لِنَشْر العلم بها فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين
وأربعمائة فاجتمع الأئِمَّة وحضروا مجلسه لقراءة تصانيفه [1] .
وهو أوّل من جمع نصوص الشّافعيّ، واحتجَّ لها بالكتاب والسُّنّة
[2] .
وقد صنَّف «مناقب الشَّافعيّ» [3] في مجلّد، و «مناقب أَحْمَد» في
مُجلَّد، وكتاب «المدخل إلى السُّنن الكبير» [4] ، وكتاب «البعث
والنّشور» [5] في مجلّد،
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «استدعى منه الأئمة في عصره انتقاله
إلى نيسابور من الناحية لسماع كتاب (المعرفة) لاحتوائه على أقاويل
الشافعيّ على ترتيب المختصر الّذي صنّفه المزني بذكر المواضع التي
منها نقلها من كتب الشافعيّ وذكر حججه ودلايله من الكتاب والسّنّة
وأقاويل الصحابة والآثار التي خصّه الله تعالى بجمعها وبيانها
وشرحها. فعاد إلى نيسابور سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، وعقدوا له
المجلس لقراءة ذلك الكتاب وحضره الأئمّة والفقهاء، وأكثروا الثناء
عليه والدعاء له في ذلك، لبراعته ومعرفته وإفادته. وقرئ عليه غير
ذلك من الكتب للحاكم» . (المنتخب 104) .
[2] المنتخب 104.
[3] حقّقه السيد أحمد صقر، ونشرته مكتبة دار التراث بالقاهرة 1971.
[4] في مجلّد. ويوجد منه نسخة في مكتبة الجمعية الآسيوية بكلكتّا.
[5] حقّقه الشيخ عامر أحمد حيدر، وصدر عن مركز الخدمات والأبحاث
الثقافية ببيروت 1406 هـ. / 1986 م.
(30/440)
وكتاب «الزُّهد الكبير» [1] في مُجَلّد
وسط، وكتاب «الاعتقاد» [2] في مُجلَّد، وكتاب «الدَّعوات الكبير» ،
وكتاب «الدّعوات الصّغير» [3] ، وكتاب «التّرغيب والتّرهيب» [4] ،
وكتاب «الآداب» [5] ، وكتاب «الْإِسراء» [6] ، وله «خلافيّات» [7]
لم يُصَنَّف مثلها، وهي مُجلَّدان، وكتاب «الأربعين» سمعته
بِعُلُوٍّ [8] .
قال عبد الغافر [9] : كان على سيرة العُلماء، قانِعًا من الدُّنيا
باليسير، مُتَجَمِّلًا في زُهْدِهِ وورعه. عاد إلى النّاحية في آخر
عُمْرِه، وكانت وفاته بها. وقد فاتني السَّماع منه لغيبة الوالد،
ولانتقال الشّيخ آخر عمره إلى النّاحية. وقد أجاز لي.
وقال غير عبد الغافر: قال إمام الحَرَمَيْن: ما من شافعيٍّ إِلَّا
وللشافعيّ عليه مِنَّةٌ إلّا البيهقيّ، فإنّ له على الشّافعيّ
مِنّة لتصانيفه في نْصُرة مذهبه [10] .
قلت: كانت وفاته رحمه اللَّه في عاشر جُمَادَى الأُولَى
بنَيْسَابُور.
ونُقِل تابوته فَدُفِنَ بِبَيْهَق [11] ، وهي ناحية كَحْوران، على
يومين من نيسابور وخسروجرد أمّ تلك النّاحية [12] .
__________
[1] حقّقه الشيخ عامر أحمد حيدر، وصدر عن دار الجنان ومؤسسة الكتب
الثقافية، ببيروت 1408 هـ. / 1987 م.
[2] سمّاه المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 18/
166 «المعتقد» .
[3] ذكر في السير: كتاب الدعوات، مجلّد.
[4] في مجلّد.
[5] في مجلّد. وهو في التقييد 138 «الأدب» .
[6] في طبقات الشافعية للسبكي: «الأسرى» ، وفي هدية العارفين:
«الأسرار» .
[7] هو «الخلافيات بين الشافعيّ وأبي حنيفة» ، ذكر فيه ما اختلف
فيه أبو حنيفة والشافعيّ في الأحكام، وقد رتّبه على أبواب الفقه-
منه نسخة مخطوطة في مكتبة السلطان أحمد الثالث بتركيا.
[8] قال السبكي: «وأما كتاب الاعتقاد، وكتائب دلائل النبوّة، وكتاب
شعب الإيمان، وكتاب مناقب الشافعيّ، وكتاب الدعوات الكبير، فأقسم
ما لواحد منها نظير» .
[9] في (المنتخب 104) .
[10] تبيين كذب المفتري 266، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، تاريخ
ابن الوردي 1/ 372.
[11] التقييد 138 و 139.
[12] الأنساب 2/ 381 وفيه قال ابن السمعاني: «البيهقي الحافظ، كان
إماما فقيها حافظا، جمع بين معرفة الحديث وفقهه، وكان تتبع نصوص
الشافعيّ، وجمع كتابا» فيها سمّاه «كتاب-
(30/441)
198- أَحْمَد بن محمد [1] .
أبو العبَّاس الشّقّانيّ الحسنويّ الصُّوفيّ المُتكلِّم.
ذكره عبد الغافر فقال: واحد عصره في حالته وورعه وزهده، وتبحُّره
في علم الأصول.
تخرَّج به جماعة. وكان قانِعًا باليسير [2] .
__________
[ (-) ] المبسوط» ، وكان أستاذه في الحديث الحاكم أبو عبد الله
محمد بْن عَبْد اللَّه الحافظ، وتفقّه على أبي الفتح ناصر بن محمد
العُمَرِيّ المَرْوَزِيّ، وسمع الحديث الكثير، وصنّف فيه التصانيف
التي لم يسبق إليها، وهي مشهورة موجودة في أيدي الناس، سمعت منها:
كتاب السنن الكبير، وكتاب السنن الصغير، وكتاب معرفة الآثار
والسنن، وكتاب دلائل النبوّة، وكتاب شعب الإيمان، وكتاب الأسماء
والصفات، وكتاب البعث والنشور، وكتاب الزهد الكبير، وكتاب الدعوات
الكبيرة، والدعوات الصغيرة، وكتاب القدر، وكتاب الاعتقاد، وكتائب
فضائل الأوقات، وغيرها من الكتب، وأدركت عشرة نفر من أصحابه الذين
حدّثوني عنه» .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الإمام، الحافظ، الفقيه، الأصولي،
الدّيّن، الورع، واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان
والضبط. من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ والمكثرين عنه،
ثم الزائد عليه في أنواع العلوم.
كتب الحديث وحفظه في صباه إلى أن نشأ وتفقه وبرع فيه وشرع في
الأصول ورحل إلى العراق والجبال والحجاز ... ثم اشتغل بالتصنيف
فألّف من الكتب ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبقه إليه
أحد مثل كتاب السنن الكبرى، وكتاب المعرفة، والمبسوط، والجامع لشعب
الإيمان، ومناقب الشافعيّ، والدعوات، والاعتقاد، وغير ذلك من
التصانيف المتفرّقة المفيدة، جمع فيها بين علم الحديث وعلله، وبيان
الصحيح والسقيم، وذكر وجوه الجمع بين الأحاديث ثم بيان الفقه
والأصول وشرح ما يتعلّق بالعربية على وجه وقع من الأئمة كلهم ووقع
الرضا، ونفع الله تعالى به المسترشدين والطالبين ولعلّ آثاره تبقى
إلى القيامة» . (المنتخب 103، 104) .
وحدّث البيهقي عن نفسه فقال: حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب- يعني
كتاب معرفة السنن والآثار- وفرغت من تهذيب أجزاء منه سمعت الفقيه
أبا محمد أحمد بن أبي علي يقول وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم قراءة
لكتاب الله عزّ وجل وأصدقه لهجة: رأيت الشافعيّ في المنام وبيده
أجزاء من هذا الكتاب وهو يقول: قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد
سبعة أجزاء أو قال: قرأتها، ورآه يعتد بذلك. قال: وفي صباح ذلك
اليوم رأى فقيه آخر من إخواني يعرف بعمر بن محمد في منامه الشافعيّ
رحمه الله قاعدا على سرير في مسجد الجامع بخسروجرد وهو يقول: قد
استفدت اليوم من كتاب الفقيه أحمد حديث كذا وكذا. (تبيين كذب
المفتري 267) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الشقّاني) في:
المنتخب من السياق 107 رقم 237.
[2] عبارة عبد الغافر: «تخرّج به جماعة من تلامذته، وكانت طريقته
مرضيّة عند أهل التحقيق في-
(30/442)
199- إبراهيم بن محمد بن موسى [1] .
الْإِمام أبو إسحاق السَّرَوِيّ [2] ، الفقيه الشَّافعيّ من أهل
سارية.
قَدِمَ بغداد في صباه، وسمع بها من: أبي حفص الكتَّانيّ، وأبي طاهر
المخلّص. وتفقّه على الشّيخ أبي حامد.
وأخذ الفرائض عن: ابن اللّبّان.
وصنَّف في المذهب وأُصُوله. وصار شيخ تِلك النَّاحية.
وولي قضاء سارية مُدّة.
ويُقال له: المُطَهَّريّ نسبةً إلى قرية مُطَهَّر، بفتح الهاء،
وطاء مُهْمَلة [3] .
روى عنه: مالك بن سنَّان، وغيره.
تُوُفّي في صَفَر عن مائة سنة. من «الأنساب» للسَّمعانيّ [4] ومن
«الذَيْل» له.
__________
[ (-) ] الكلام. وكان له حالة في السماع عالية وحنون في تلك
الحالة، يظهر أثره على الحاضرين.
وكان من سكان مدرسة سورى، والقانعين من الدنيا باليسير مع وفور
حظّه وعلوّ حاله. سمع الحديث، ولقي الكبار، وتلمذ لهم، وما روى
إلّا اليسير. توفي بقصبة الراذكان» .
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
الأنساب 11/ 372، ومعجم البلدان 5/ 151، واللباب 3/ 226، وطبقات
الشافعية لابن الصلاح (مخطوط) ورقة 31، وسير أعلام النبلاء 18/
147، 148 رقم 80، والوافي بالوفيات 6/ 122، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 4/ 263، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 43.
[2] السّروي: بفتح السين المهملة والراء، وقد قيل: بسكون الراء
أيضا. نسبة إلى سارية مازندران. (الأنساب 7/ 75) .
[3] وفتح الهاء المشدّدة. وهي قرية من قرى سارية مازندران.
(الأنساب 11/ 372) .
[4] وفيه قال: كان إماما فاضلا زاهدا ورعا، وله تصانيف كثيرة في
المذهب والخلاف والأصول والفرائض.
تفقّه ببلده على أبي محمد بن أبي يحيى، وببغداد على أبي حامد
الأسفرايني، والفرائض على أبي الحسين اللّبان. وسمع ببغداد الحديث
من أبي طاهر المخلص، وأبي حفص الكتّاني، وبمكة أبا العباس النسوي،
وبجرجان أبا نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي، وانصرف إلى سارية،
وفوّض إليه التدريس والفتوى، وولي بها القضاء سبع عشرة سنة إلى أن
مضى لسبيله» .
(30/443)
- حرف الحاء-
200- الحسن بن غالب بن المبارك [1] .
أبو عليّ البغداديّ [2] .
شيَخ مُسِن، تُوُفّي في رمضان. وقد روى عن جماعة.
قال أبو الفضل بن خَيْرُون: حدَّث عن جماعة لم يوجد له عنهم ما
يُعوَّل عليه، كأبي الفضل الزُّهريّ، ومحمد بن أَحْمَد المُفيد.
وحدَّث «بمُختصر الخِرقيّ» في الفقه، عن ابن سمعون ولم يكن سماعه.
وواقَفْتُهُ، وجَرَتْ لي معه نُوَبٌ. وأقرأ بقراءات عن إدريس بن
عليّ، ووقِّف عليها وتاب منها، وكُتِبَ عليه محضر.
وقال الخطيب [3] : كتبنا عنه، وكان له سمْت [4] وظاهر صَلاح [5] ،
وأقرأ بما خَرَقَ به الْإِجماع فاستُتِيب [6] .
قلتُ: روى عنه: أبو غالب بن البنّاء، وأبو بكر محمد بن عبد
الباقيّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن غالب) في:
تاريخ بغداد 7/ 400 رقم 3941، والمنتظم 8/ 242، 243 رقم 293 (16/
97، 98 رقم 3388) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 208 رقم
854، والمغني في الضعفاء 1/ 165 رقم 1461، وميزان الاعتدال 1/ 516،
517 رقم 1926، والبداية والنهاية 12/ 94، وغاية النهاية 1/ 226،
227 رقم 1036، ولسان الميزان 2/ 243 رقم 1024.
[2] قال الخطيب: كان زوج بنت إبراهيم بن عمر البرمكي.
[3] في تاريخ بغداد 7/ 400.
[4] زاد في التاريخ: «وهيبة» .
[5] في تاريخ بغداد: «وظاهر وصالح» .
[6] العبارة في (تاريخ بغداد 7/ 400) : «وكان يقرئ القرآن، فاقرأ
بحروف خرق بها الإجماع، وادّعى فيها رواية عن بعض الأئمة
المتقدّمين، وجعل لها أسانيد باطلة مستحيلة، فأنكر أهل العلم عليه
ذلك إلى أن استتيب منها، وذكر أيضا أنه قرأ على إدريس المؤدّب، وأن
إدريس قرأ على أبي الحسن بن شنبوذ، وأن ابن شنبوذ قرأ على أبي خلاد
سليمان بن خلاد، وكل ذلك باطل، لأن ابن شنبوذ لم يدرك أبا خلّاد.
وكان يروي عن قاسم الأنباري، عنه، وإدريس لم يقرأ على ابن شنبوذ،
وادّعى ابن غالب أشياء غير ما ذكرناه تبيّن فيها كذبه، وظهر فيها
اختلافه» .
(30/444)
وقرأ عليه بالرّوايات أَحْمَد بن بدران
الحَلْوَانيّ.
201- حمزة بن فَضَالة [1] .
أبو أَحْمَد الهَرَويّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وأبا مُعاذ شاه بن عبد
الرّحمن.
- حرف الخاء-
202- الخضر بن الفتح [2] .
أبو القاسم الدّمشقيّ الصُّوفيّ.
سمع من: تمَّام الرّازيّ [3] ، وأبي نصر بن الجبّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد [4] .
- حرف العين-
203- عبد اللَّه بن موسى [5] .
أبو محمد الأنصاريّ الطُليطُليِّ الزَّاهِد، المعروف بالشَّارقيّ.
روى عن: يونس بن عبد اللَّه، وأبي عمر الطَّلَمَنْكِيّ، وطبقتهما.
وحجّ، وكان من العلماء العاملين، ذا ورعٍ وتَعَبُّد وتألُّه
وتواضُع ونَفْع للخلق رحمه الله.
__________
[1] لم أحد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الخضر بن الفتح) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 508 و 42/ 216، وتهذيب تاريخ
دمشق 5/ 165، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/
210 رقم 561.
[3] لم يذكر بين تلاميذه في (الروض البسّام 1/ 49) .
[4] قال ابن عساكر: سمع بصيداء: القاضي أبا الحسين عطية الله بن
عطاء الله بن محمد بن أبي غيات، والحسن بن محمد بن أحمد بن جميع
المعروف بالسكن، وأبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، وأبا
محمد معاذ بن محمد الصيداوي. (تاريخ دمشق 42/ 216) .
[5] تقدّمت ترجمة (عبد الله بن موسى) برقم (161) .
(30/445)
204- عبد اللَّه بن الْإِمام أبي عمر يوسف
بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البَرّ [1] .
أبو محمد النِّمريّ الأندلُسيّ.
روى عن: أبيه، وأبي العبّاس المهديّ.
وكان من أهل الأدب البارع والبلاغة الرَّائعة.
ولهُ شِعرٌ حَسَن [2] .
205- عبد الرَّزّاق بن عمر بن موسى بن شَمَة [3] .
أبو الطَّيّب الْأصبهانيّ التّاجر.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقري بكتاب «السُّنَن» لَأبي قرَّة
الزَّبِيديّ.
روى عنه: غانم بن خالد [4] ، وفاطمة بنت ناصر، وأحمد بن الفضل
سيروَيْه، وسعيد بن أبي الرّجاء، والحسين بن عبد الملك، وغيرهم.
ومات في جُمَادَى الآخرة.
وشمة: بالفتح والتّخفيف، قيّده الحسين الخلال، وابن عساكر. وقيل:
شِمَة بكسر أوّله، كذا بخط أبي العلاء العطّار.
206- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن الفضل [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 279 رقم 611.
[2] قال ابن بشكوال: مات بعد الخمسين وأربعمائة، وقد دوّن الناس
رسائله. وأنشدني له بعض أهل بلادنا:
لا تكثرنّ تأمّلا ... واحبس عليك عنان طرفك
فلربّما أرسلته ... فرماك في ميدان حتفك
[3] انظر عن (عبد الرزاق بن عمر) في:
التقييد لابن نقطة 351 رقم 1436 (وذكر في ترجمة: غانم بن خالد 420،
421 رقم 463) ، والإستدراك له، (المخطوط) ج 2/ ورقة 62، والإعلام
بوفيات الأعلام 189، والعبر 3/ 242، وفيه «سمه» بالسين المهملة،
وسير أعلام النبلاء 18/ 149، 150 رقم 82، وتذكرة الحفاظ 3/ 1135،
وتبصير المنتبه 2/ 789، وشذرات الذهب 3/ 305.
[4] حدّث عنه بكتاب «السنن» لأبي قرّة موسى بن طارق الزبيدي
بالسماع سوى الجزء الرابع.
(التقييد 420) .
[5] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 469، والمنتظم 8/ 243 رقم 294 (16/ 98 رقم 3389) .
(30/446)
أبو القاسم القطّان.
سمع: أبا طاهر المخلّص، وعُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد الصّيدلانيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل [1] .
207- عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه بن هشام [2] .
أبو القاسم العَنْسيّ [3] الدَّارانيّ.
سمع: عبد الرّحمن بن أبي نصر، والحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [4] ، وعبد الكّريم بن حمزة.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
208- عليّ بن إسماعيل [5] .
__________
[1] وقع في (المنتظم) : «ربيع الآخر» .
[2] انظر عن (عبيد الله بن عبد الله) في:
موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 317، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 6/ 97 و 25/ 336، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
15/ 332 رقم 324، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة
الأوقاف ببغداد) 7/ 49 ب، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 264 رقم 978.
[3] العنسيّ: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها سين
مهملة. هذه النسبة إلى عنس، وهو عنس بن مالك بن أدد بن زيد، وهو من
مذحج في اليمن، وجماعة منهم نزل الشام، وأكثرهم بها. (الأنساب 9/
79) .
[4] في موضح أوهام الجمع 2/ 317.
[5] انظر عن (علي بن إسماعيل) في:
طبقات الأمم لصاعد 119، وجذوة المقتبس للحميدي 311، 312 رقم 709
وفيه: «علي بن أحمد» ، ومطمح الأنفس للفتح بن خاقان (في مجلّة
المورد العراقية) المجلّد 10 العدد المزدوج 3 و 4/ 364- 366،
وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 423، والصلة لابن
بشكوال 2/ 417، 48 رقم 892، وبغية الملتمس للضبيّ 418، 419 رقم
1205، ومعجم الأدباء 12/ 231- 235 رقم 61، والشوارد في اللغة
للصغاني 55، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 225- 227، والمغرب في حلي
المغرب 2/ 259، ووفيات الأعيان 3/ 330، 331 رقم 449، وتخليص
الشواهد للأنصاريّ 70، 152، 341، 471، والمختصر في أخبار البشر 2/
186، وسير أعلام النبلاء 18/ 144، 145، والإعلام بوفيات الأعلام
189، والعبر 3/ 243، ودول الإسلام 1/ 269، وتلخيص ابن مكتوم 125،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 560، ومسالك الأبصار (المصوّر) ج 4 ق 2/ 259،
260، ومرآة الجنان 3/ 83، ونكت الهميان 204، 205، والبداية
والنهاية 12/ 95، والديباج المذهب 2/ 106، 107، وطبقات-
(30/447)
أبو الحسن المُرسيّ [1] اللُّغَويّ،
المعروف بابن سِيدَه.
مُصنِّف «المُحْكَم» [2] في اللُّغة. ولهُ كتاب «المُخَصّص» ،
وكتاب «الأنيق في شرح الحماسة» عشرة أسفار. وكذا «المُحْكم»
مقداره.
وله كتاب «العالِم في اللُّغة على الأجناس» يكون نحو مائة مُجلَّد،
بدأ بالفَلَك، وختم بالذَّرَّة. وله كتاب «شاذّ اللّغة» في خمس
مجلّدات.
أخذ عن أبيه، وعن: صاعد بن الحسن البغداديّ.
قال أبو عمر الطَّلَمَنْكيّ: دخلت مُرْسِية، فتشبَّث بي أهلها
ليسمعوا عليَّ «غريب المُصنَّف» ، فقلت: انظروا لي من يقرأ لكم.
وأمسك أنا كتابي. فأتوني برجلٍ أعمى يُعرف بابن سِيدَه، فقرأه
عليَّ كله، فعجبت من حفظه. وكان أعمى ابن أعمى [3] .
وقال الحُمَيْديّ [4] : إمام في اللُّغة والعربيّة، حافظًا [5]
لهما، على أنَّهُ كان ضريرًا. قد جمع في ذلك جموعًا، وله مع ذلك في
الشّعر حظّا وتصرُّف. مات بعد خروجي من الأندلُس.
وورّخه القاضي صاعد بن أَحْمَد [6] وقال: بلغ ستِّين سنة أو نحوها.
وذكره الْيَسَع بن حَزْم، فذكر أنَّهُ كان يُفضِّل العجم على
العرب، وهو رأي الشّعوبيّة.
__________
[ (-) ] النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 132- 140، ولسان الميزان 4/
205، 206 رقم 541، وتاريخ الخلفاء 423، وبغية الوعاة 2/ 143 رقم
1657 وفيه: 1/ 114، 115، ونفح الطيب 4/ 27، 28، وكشف الظنون 1/ 691
و 2/ 1616، 1617، وشذرات الذهب 3/ 305، 306، وهدية العارفين 1/
691، والأعلام 5/ 69، ومعجم المؤلفين 7/ 36، وديوان الإسلام 3/
118، 119 رقم 1206.
[1] المرسي: بضم الميم وسكون الراء، نسبة إلى مرسية، مدينة في شرق
الأندلس.
[2] اسمه الكامل: «المحكم والمحيط الأعظم» طبع منه أربعة مجلّدات.
[3] الصلة 2/ 417، 418.
[4] في جذوة المقتبس 311.
[5] في الجذوة «حافظ» .
[6] في طبقات الأمم 119.
(30/448)
وحطَّ عليه السُّهَيْليّ في «الرَّوْض
الأُنُف» [1] ، فَقَالَ إنَّهُ يعثر في «المُحْكَم» وغيره
عَثَرَاتٍ يَدْمَى منها الأَظَلُّ [2] ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل
من ضَلَّ، بحيث أنَّهُ قال في الْجِمار: هي الّتي تُرمى بعَرَفة،
وكذا يهمُّ إذا تكلَّمَ في النَّسَب [3] وقال أبو عمرو بن الصَّلاح
الشافعيّ: أضرّت به ضرارته.
قلت: ولكنَّهُ حجّةٌ في اللُّغة، موثّقٌ في نقلها. لم يكن في عصره
أحد يدانيه فيها.
ولهُ شِعرٌ رائق. وكان مُنْقَطِعًا إلى الأمير أبي الجيش مجاهد
العامريّ، فلمَّا تُوُفّي حَدَثت لَأبي الحَسَن نَبْوَة في أيَّام
إقبال الدّولة، فهرب منه، ثمّ عمل فيه أبياتًا يستعطفه يقول فيها:
ألا هل إلى تقبيل راحتك اليُمْنَى ... سبيلٌ فإنَّ الأمن في ذاك
واليُمْنَا
وإن تتأكَّد في دَمي لك نِيَّةٌ ... تصدَّق [4] فإني لَا أحبّ له
حَقْنا
فيا مَلِكِ الأملاك إنّي مُحّومٌ [5] ... على [6] الوِرْدِ لَا
عَنْهُ أُذَادُ ولا أُدْنَى
ونِضْوِ هُمُوم [7] طَلَّحَتْه طِيَاته [8] ... فلا غارِبًا [9]
أبقيت منه ولا متْنا
إذا مِيَتَةٌ [10] أَرْضَتْكَ مِنّا فَهَاتِها ... حبيب إلينا ما
رضيت به عنّا [11]
__________
[1] ج 2/ 128.
[2] الأظلّ: بطن الإصبع.
[3] علّق ابن حجر على ذلك بقوله: «والغلط في هذا يعذر لكونه لم يكن
فقيها ولم يحجّ، ولا يلزم من ذلك أن يكون غلط في اللغة التي هي
فنّه الّذي يحقّق به من هذا القبيل» . (لسان الميزان 4/ 205، 206)
.
[4] في الجذوة، والبغية: «بسفك» . وفي معجم الأدباء: «بصدق» .
[5] في معجم الأدباء: «محلّا» .
[6] في معجم الأدباء: «عن» .
[7] في معجم الأدباء «ونضو زمان» .
[8] في الصلة: «طيانه» ، وفي البغية: «طبانه» ، وفي معجم الأدباء
«ظباته» . و «طلّحته» : أعيته وألحّت عليه.
[9] الغارب: الكامل، أو ما بين السناق والعنق:
[10] في الجذوة: والبغية: «إذ قتلة» .
[11] الأبيات باختلاف في الترتيب، وزيادة عما هنا في: جذوة المقتبس
311، 312، وبغية الملتمس 418، 419، ومعجم الأدباء 12/ 234، 235.
(30/449)
وهي طويلة.. ووقع بها الرِّضى عنه [1] .
209- عليّ بْن أَبِي طَالِب محمد بْن عليّ بن عطيَّة المَكّيّ [2]
.
أبو الحسن.
وله مُصَنَّف «قوت القلوب» .
سمع: أباه، وأبا طاهر المُخلّص.
210- عمرو بن عبد الرّحمن بن أَحْمَد [3] .
أبو الحكم الكَرْمَانيّ، الأندلسيّ القُرْطُبِيّ، صاحِب الهندسة.
كان إمامًا لَا يُشقُّ غباره في عِلم أوقليدس ودقائقة.
رحل إلى المشرق، وأخذ بحرَّان عن فُضلائِها. ثم رجع وسكن مدينة
سَرَقُسْطَة، وجلب معه رسائل إخوان الصّفاء.
ولهُ يدٌ طولى في الطّبّ، والجرح، والبط. وعمّر، عاش تسعين سنة.
ومات سنة ثمانٍ هذه. وهو من تلامذة سلمة المرجيطيّ.
- حرف الغين-
211- غانم بن أبي سهل عمرو بن أَحْمَد بن عمر الأصبهانيّ [4] .
الصّفار الفقيه.
__________
[1] وقال الحميدي: مات بعد خروجي من الأندلس قريبا من سنة ستين
وأربعمائة. (الجذوة 312) وقال القاضي الجيّاني: «كان مع إتقانه
لعلم الأدب والعربية متوفرا على علوم الحكمة، وألّف فيها تأليفات
كثيرة، ولم يكن في زمنه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام
العرب وما يتعلّق بعلومها، وكان حافظا. وله في اللغة مصنّفات منها:
كتاب المحكم والمحيط الأعظم رتّبه على حروف المعجم اثنا عشر
مجلّدا، وكتاب المخصّص مرتّب على الأبواب كغريب المصنف، وكتاب شرح
إصلاح المنطق، وكتاب الأنيق في شرح الحماسة، عشرة أسفار، وكتاب
العالم، في اللغة على الأجناس، في غاية الإيعاب، نحو مائة سفر، بدأ
بالفلك وختم بالذّرّة. وكتاب العالم والمتعلّم على المسألة
والجواب. وكتاب الوافي في علم أحكام القوافي، وكتاب شاذّ اللغة في
خمس مجلّدات، وكتاب العويص في شرح إصلاح المنطق، وكتاب شرح كتاب
الأخفش، وغير ذلك» . (معجم الأدباء 12/ 232، 233) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/450)
- حرف الفاء-
212- فَرَج الزَّنْجانيّ [1] .
الزَّاهد المعروف بفَرَج أخي.
من كبار الصّالحين بتلك الدِّيار. وهو الّذي لبسنا خرقة
السَّهرَوَرديّ من طريقه.
قال السِّلَفيّ: سمعتُ أَبَا حَفْص عُمَر بْن محمد بن عمّوَيْه
السَّهْرورديّ ببغداد يقول: قُدِّمْتُ إليه وأنا ابن أربع سِنين.
قال: ومات سنة ثمان وخمسين، رحمه اللَّه.
- حرف القاف-
213- قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال [2] .
أبو محمد القيسيّ الطّليطليّ.
روى عن: عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون،
وسعيد بن نصر، وابن الفَرَضيّ، ويونس بن عبد اللَّه القاضي،
وجماعة.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن بن جَهْضَم وهو في عَشْر التّسعين، وأبي
ذَرّ، وغيرهما.
وعُني بالعلم مع زهد وصلاة وخشية.
__________
[1] انظر عن (فرج الزنجاني) في:
أهل المائة فصاعدا 129، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 495 (في
سلاسل خرقة ابن الملقّن) .
و «الزّنجاني» : بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون.
نسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل. (الأنساب
6/ 306) .
[2] انظر عن (قاسم بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 472، 473 رقم 1019.
(30/451)
كتب بخطِّه الكثير. وكان ثِقَةً إمامًا في
السُّنَّة، سيفًا على أهل الأهواء، صليبًا في الحقّ [1] .
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف الميم-
214- مُحَمَّد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بن
عبّاد [2] .
القاضي أبو عاصم العَبَّاديّ الهَرَوِيّ. الفقيه الشّافعيّ.
تفقّه على القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ بهَرَاة، وعلى
القاضي أبي عمر البِسْطَاميّ بنَيْسَابُور.
وكان إمامًا دقيق النَّظر تنقَّل في النَّواحي، وصنَّف كتاب
«المبسوط» ، وكتاب «الهادي» [3] ، وكتاب «أدب القاضي» [4] .
وله مُصَنَّف في «طبقات الفقهاء» .
أخذ عنه: أبو سعد الهرويّ [5] ، وغيره.
__________
[1] وقال ابن بشكوال: «عني بالعلم وجمعه والاجتهاد فيه مع صلاح
الحال، والفضل المتقدّم، والانقباض، والتحفّظ من الناس، ولزوم
المساجد، وكثرة صلاة، وقد كان نسخ جلّ كتبه بخطّه، وكان كثير الكتب
في الفقه والآثار، حسن الضبط لها، ثقة في روايته. وكانت له حلقة في
الجامع يعظ فيها الناس، وكان لا يذكر عنده شيء من أمر الدنيا» .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الهروي) في:
الأنساب 8/ 336، 337، واللباب 2/ 309، وتهذيب الأسماء واللغات 2/
249، ووفيات الأعيان 4/ 214، والعبر 3/ 243، وسير أعلام النبلاء
18/ 180، 181 رقم 97، ومرآة الجنان 3/ 82، 83 وفيه: «محمد بن محمد
بن أحمد» ، والوافي بالوفيات 2/ 82، 83، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 4/ 104- 112، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 190، 191، وطبقات
الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 237، 238 رقم 191، وطبقات ابن هداية
الله 161، 162، وكشف الظنون 47، 964، 1100، 1581، 2026، وشذرات
الذهب 3/ 306، وإيضاح المكنون 2/ 269، وهدية العارفين 2/ 71، 72،
ومعجم المؤلفين 9/ 10.
[3] في (الأنساب 8/ 337) : «الهادي إلى مذاهب العلماء» في الفقه،
وفي (وفيات الأعيان) :
«الهادي إلى مذهب العلماء» .
[4] في (الأنساب) : «الرد على القاضي السمعاني» ، وفي (وفيات
الأعيان) : «أدب القضاء» .
[5] قال ابن خلّكان: وعنه أخذ أبو سعد الهروي صاحب كتاب «الأشراف»
في أدب القضاء وغوامض الحكومات، وسمع الحديث ورواه. (وفيات الأعيان
4/ 214) .
(30/452)
ومات في شوَّال عن ثلاثٍ وثمانين سنة.
وكان من أعيان الشّافعية. رَوى الحديث عَنْ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن سهل القراب، وغيره.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذن.
215- مُحَمَّد بْن الحُسَين بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن أَحْمَد [1]
.
القاضي أَبُو يعلى ابن الفراء البغدادي الحنبلي، كبير الحنابلة.
ولد في أوّل سنة ثمانين وثلاثمائة.
وسمع: أبا الحسن الحربيّ، وإسماعيل بن سُوَيْد، وأبا القاسم بن
حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميميّ، وأبا طاهر المخلّص، وأم
الفتح بنت أَحْمَد بن كامل، وأبا الطَّيّب بن منْتاب، وابن معروف،
وجماعة.
وأملى مجالس.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وابنه القاضي أبو الحسين محمد، وأبو-
الخطَّاب الكلوذانيّ، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البنَّاء،
وأخوه يحيى بن البنَّاء، وأبو العز بن كادش، وأبو بكر قاضي
المرستان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين الفرّاء) في:
تاريخ بغداد 2/ 256، رقم 730، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/
399، 400، والمنتظم 8/ 243، 244 رقم 295 (16/ 98، 99 رقم 3390) ،
والكامل في التاريخ 10/ 52، وطبقات الحنابلة 2/ 193- 230، والأنساب
9/ 246، ومناقب الإمام أحمد 520، 521، واللباب 2/ 413، 414، وتاريخ
دولة آل سلجوق 35، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 20، 121 رقم
145، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186، والإعلام بوفيات الأعلام
189، ودول الإسلام 1/ 269، وسير أعلام النبلاء 18/ 89- 91 رقم 40،
والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1458، والعبر 3/ 243، 244،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 372، ومرآة الجنان 3/ 83، والوافي بالوفيات
3/ 7، 8، والبداية والنهاية 12/ 94، 95 وفيه: «محمد بن الحسن» ،
والنجوم الزاهرة 5/ 78، وتاريخ الخلفاء 423، ومختصر طبقات الحنابلة
للنابلسي 377، وكشف الظنون 1/ 193، 308، 564 و 2/ 1416، 1421،
1433، 1498، 1593، 1668، 1732، وشذرات الذهب 3/ 306، 307، وهدية
العارفين 2/ 72، والأعلام 6/ 100، ومعجم المؤلفين 9/ 254، 255،
ومختصر طبقات الحنابلة لابن شطي 32- 34.
(30/453)
وآخر من روى عنه أبو سَعْد أَحْمَد بن محمد
بن عليّ الزَّوْزَنيّ الصّوفيّ فيما علِمت.
وروى عنه من القدماء أبو عليّ الأهوازيّ، وبين وفاته ووفاته هذا
تسعون سنة.
قال الخطيب [1] : ولَأبي يَعْلى تصانيف على مذهب أَحْمَد. ودرَّسَ
وأفتى سنين كثيرة [2] . وولي القضاء بحريم دار الخلافة.
وكان ثِقة.
وتُوُفّي في شهر رمضان.
ذكره ابنه أبو الحسين في كتاب «الطَّبقات» [3] له، فقال: كان عالِم
زمانه، وفريد أوانه [4] ، وفريد عصره، ونسيج وحده، وقريع دهره.
وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، وفي شرف الدِّين
والدُّنيا المحلّ السَّاميّ، والحظّ [5] الرفيع عند الْإِمامين
القادر، والقائم، وأصحاب الْإِمام أَحْمَد له يتبعون، ولتصانيفه
يدرسون، وبقوله يُفتون [6] ، وعليه يُعوِّلون. والفُقَهاء على
اختلاف مذاهبهم [7] كانوا عنده يجتمعون، ولمقاله يسمعون [8] ، وبه
ينتفعون [9] .
وقد شُوُهِدَ له من الحال ما يغني عن المثال، لا سيما مذهب
الْإِمام أَحْمَد، واختلافات الرّوايات عنه، وما صُحَّ لديه منه،
مع معرفته بالقرآن وعلومه، والحديث، والفتاوى، والْجَدَل، وغير ذلك
من العلوم، مع الزّهد، والورع،
__________
[1] في تاريخ بغداد 2/ 256.
[2] وفي تاريخ بغداد زيادة: «وشهد عند أبي عبد الله بن ماكولا،
وعند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغانيّ، فقبلا شهادته» .
[3] طبقات الحنابلة 2/ 193 وما بعدها.
[4] قوله: «وفريد أوانه» ليس في (طبقات الحنابلة) .
[5] في (طبقات الحنابلة) : «والخطر» .
[6] في (طبقات الحنابلة) : «يفتنون» .
[7] في (طبقات الحنابلة) : زيادة: «وأصولهم» .
[8] في (طبقات الحنابلة) : زيادة: «ويطيعون» .
[9] في (طبقات الحنابلة) : «وبالاهتمام به يقتدون» .
(30/454)
والعِفّة، والقناعة، والانقطاع عن الدُنيا
وأهلها، واشتغاله بالعِلْم ونشره [1] .
وكان أبوه أحد شهود الحضرة [2] ، قد درس على الفقيه أبي بكر
الرّازيّ مذهب أبي حنيفة [3] ، وتُوُفّي سنة تسعين، وكان سِنّ
الوالد إذ ذاك عشر سنين إِلَّا أيَّامًا [4] ، وكان وصيَّه رَجُلٌ
يُعْرَف بالحربيّ يسكن بدار القَزّ، فنقله من باب الطَّاق إلى شارع
دار القَزّ وفيه مسجد يُصلِّي فيه شيخ يُعرف بابن مفرحة المقرئ
يُقرئ القُرآن، ويُلَقِّن [5] العبارات من «مُختصر الخِرَقِيّ»
فلقَّن الوالد ما جرت عادته، فاستزاده، فقال [6] : إنْ أردت
الزِّيادة فعليك بالشّيخ أبي عبد اللَّه بن حامد، فإنَّهُ شيخ
الطَّائِفة، ومسجده بباب الشَّعير. فمضى الوالِد إليه، وصحبه إلى
أن تُوُفّي ابن حامد سنة ثلاث وأربعمائة، وتفقَّه عليه [7] .
ولمَّا خَرَج ابن حامد إلى الحجّ سنة اثنتين وأربعمائة سأله محمد
بن عليّ:
على من ندرس؟ وإلى من نجلس؟ فقال: إلى هذا الفتى. وأشار إلى
الوالد.
وقد كان لابن حامد أصحابٌ كُثُر [8] ، فتفرَّس في الوالد ما أظهره
الله عليه.
__________
[1] العبارة في (طبقات الحنابلة) 2/ 194: «وانقطاعه عن الدنيا
وأهلها، واشتغاله بسطر العلم وبثّه، وإذا عنه ونشره» .
[2] في طبقات الحنابلة 2/ 194: «وكان والده أبو عبد الله أحد شهود
الحضرة بمدينة السلام، حضر عنده في داره محمد بن صبير قاضي الإمام
الطائع للَّه، فشهد عنده في خلافة الطائع للَّه، ولم نسمع أن أحدا
قصده من يشهد بين يديه، فشهد عنده في داره سواه، ولم يكن يومئذ
قاضي قضاة، وكان ابن معروف معزولا، وقد أهّل ابن صبير لقضاء
القضاة، وقد شوهد ذلك في درج بخط ابن صاحب النعمان، لما ذكر شهود
باب الطاق» .
[3] زاد في (طبقات الحنابلة) بعدها: «وغير خاف محلّ أبي بكر
الرازيّ، وأن المطيع للَّه ومعزّ الدولة خاطباه ليلي قضاء القضاة
فامتنع، وكان محلّ جدّي أبي عبد الله منه أنه مرض مائة يوم، فعاده
أبو بكر الرازيّ خمسين يوما، يعبر إليه من الجانب الغربي بالكرخ،
من درب عبدة إلى باب الطاق بالجانب الشرقي، فلما عوفي وحضر عنده في
مجلسه قال له أبو بكر الرازيّ: يا أبا عبد الله، مرضت مائة يوم،
فعدناك خمسين يوما، وذاك قليل في حقك» .
[4] في (طبقات الحنابلة) : «إلا أيام» .
[5] في (طبقات الحنابلة) : زيادة: «من يقرأ عليه العبارات» .
[6] في (طبقات الحنابلة) : بعدها: «هذا القدر الّذي أحسنته، فإن
أردت زيادة عليه» .
[7] طبقات الحنابلة 2/ 194، 195.
[8] في (طبقات الحنابلة) 2/ 195: «كثيرون» .
(30/455)
وأوّل سماعه للحديث سنة خمس وثمانين
وثلاثمائة من السُّكّريّ، ومن موسى بن عيسى السَّرّاج، وأبي الحسن
عليّ بن معروف.
وسمَّى جماعة [1] ، ثم قال: ومن أبيه، ومن القاضي أبي محمد بن
الأكفانيّ، ومن أبي نصر بن الشّاه.
وسمع بمكَّة، ودمشق، وحلب [2] .
قلت: سمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر التَّميميّ [3] .
قال [4] : ولو بالَغْنَا في وَصْفِهِ لكُنَّا إلى التّقصير فيما
نذكُرُه أقرب. إذ انتشر على لسان الخطير والحقير ذِكْرِ فضله [5] .
قصده الشّريف أبو عليّ بن أبي موسى دفعات [6] ليشهد عند قاضي
القُضاة أبي عبد اللَّه بن ماكولا، ويكون ولد القاضي أبي عليّ أبو
القاسم تابعًا له، فأبى عليه، فمضى الشَّريف إلى أبي القاسم بن
بِشْران، وسأله أن يشهد مع ولده، وقد كان ابن بِشْران قد ترك
الشّهادة، فأجابه [7] .
وتُوُفّي الشّريف أبو عليّ سنة ثمانٍ وعشرين ثم تكرَّرت سؤالات ابن
ماكولا إلى الوالد أن يشهد عنده، فأجاب وشهد كارِهًا لذلك [8] .
وحضر الوالد دار الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة مع
الزَّاهِد أبي الحسن القزوينيّ لفسادِ قولٍ جرى من المُخالِفين لما
شاع في كتاب «إبطال
__________
[1] انظر أسماءهم في (طبقات الحنابلة 2/ 195، 196) .
[2] طبقات الحنابلة 2/ 196.
[3] تاريخ دمشق 37/ 399.
[4] في طبقات الحنابلة 2/ 196.
[5] في طبقات الحنابلة زيادة: «سوى ما يضاف إلى ذلك من الجلالة
والصبر على المكاره، واحتماله لكل جريرة إن لحقته من عدوّ، وزلل إن
جرى من صديق، وتعطّفه بالإحسان على الكبير والصغير، واصطناع
المعروف إلى الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، جاريا على
سنن الإمام أحمد رضي الله عنهما حذو القذّة بالقذّة.
ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، وعلما وفضلا. قصده
القاضي الشريف..» .
[6] إحداها في جمادى الأولى سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وأربعين.
[7] طبقات الحنابلة 2/ 197.
[8] طبقات الحنابلة 2/ 197.
(30/456)
التأويل» [1] ، فخرج إلى الولد الاعتقاد
القادريّ في ذلك كما يعتقده الوالد. وكان قبل ذلك قد التمس منه
حمّل كتاب «إبطال التأويل» [1] ليُتَأمَّل، فأُعيد إلى الوالد
وشُكِر لهُ تصنيفه [2] .
وذكر بعض أصحاب الوالد أنَّهُ كان حاضرًا في ذلك اليوم فقال: رأيتُ
قارئ التَّوقيع الخارج من القائم بأمر اللَّه قائمًا على قدميه،
والمُوافق والمُخالِف بين يديه، ثم أُخِذت في تلك الصَّحيفة خطوط
الحاضرين من العلماء على اختلاف مذاهبهم، وجُعِلت كالشَّرط
المشروط. فكتب أوَّلًا القزوينيّ: هذا قول أهل السُّنَّة، وهو
اعتقاديّ. وكتب الوالد بعده، والقاضي أبو الطَّيّب الطَّبَريّ،
وأعيان الفقهاء بين موافقٍ ومخالف [3] .
قال: ثمّ تُوُفّي ابن القزوينيّ سنة اثنتين وأربعين، وحضره [4]
عالم كثير، فجرت أمور، فحضر الوالد سنة خمسٍ وأربعين دار الخلافة،
فجلس أبو القاسم عليّ بن رئيس الرُّؤساء، ومعه خلق من كبار الفقهاء
والرُّؤساء، فقال أبو القاسم على رءوس الأشهاد: القرآن كلام
اللَّه، وأخبار الصَّفات تمر كما جاءت.
وأصلح بين الفريقين [5] .
فلمَّا تُوُفّي قاضي القُضاة ابن ماكولا راسل رئيس الرُّؤساء
الوالد لِيَلِيَ القضاء بدار الخلافة والحريم، فأبى، فكرَّر عليه
السّؤال، فاشترط عليهم أن لا يحضر أيَّام الموكِب، ولا يقصد دار
السُّلطان، ويستخلف على الحريم فأُجيب.
وكان قد ترشَّح لقضاء الحريم أبو الطَّيّب. ثم أُضِيف إلى الوالد
قضاء حرَّان وحُلْوان، فاستناب فيهما.
وقال تلميذه عليّ بن نصر العُكْبَريّ:
رفع اللَّه رايةَ الْإِسلام ... حين رُدَّت إلى الأجلّ الْإِمام
__________
[1] في (طبقات الحنابلة 2/ 197) : «إبطال التأويلات» .
[2] في (طبقات الحنابلة 2/ 197) : «تصانيفه» :
[3] طبقات الحنابلة 2/ 197، 198.
[4] في (طبقات الحنابلة) : «وخصومنا» .
[5] طبقات الحنابلة 2/ 198.
(30/457)
التقيّ النّقيّ ذي المنطِق الصائب ... في
كلّ حجّةٍ وكلام
خائفُ مُشفقٌ إذا حضر الخصمان ... يخشى من هَوْل يوم الخصام
في أبيات [1] .
ولم يزل جاريا على سديد القضاء وإنفاذ الأحكام حتَّى تُوُفّى.
ولو شرحنا قضاياه السَّديدة كانت كتابًا قائِمًا بنفسه.
وقد قرأ القُرآن بالقراءات العشر، ولقد حضر النَّاس مجلسه وهو
يُملي الحديث على كُرسيِّ عبد اللَّه ابن إمامنا أَحْمَد. فكان
المُبلِّغون عنه والمستملون ثلاثة: خالي أبو محمد، وأبو منصور
الأنباريّ، وأبو عليّ البَرَدَانيّ.
وأخبرني جماعة ممن حضر الْإِملاء أنَّهُم سجدوا على ظهور النَّاس،
لكثرة الزَّحمة في صلاة الجمعة. وحُزر العدد بالَألوف. وكان يومًا
مشهودا [2] .
وحضرتُ أنا أكثر أماليه.
وكان يُقسّم ليله أقسامًا: قسم للمنام، وقسم للقيام، وقسم لتصنيف
الحلال والحرام [3] .
ومن شاهد ما كان عليه من السَّكينة والوقار، وما كسا [4] اللَّه
وَجْهَهُ من الأنوار [5] ، شهد له بالدّين والفضل ضرورة.
وتفقَّه عليه: أبو الحسن [6] البغداديّ، والشَّريف أبو جعفر
الهاشميّ، وأبو الغنائم بن الغباريّ، وأبو عليّ بن البنّاء، وأبو
الوفاء بن القوَّاس، وأبو الحسن النّهريّ، وأبو الوفاء بن عَقِيل،
وأبو الحسن بن جدّا [7] العكبريّ، وأبو الخطّاب
__________
[1] الأبيات وغيرها في: طبقات الحنابلة 2/ 199، 200.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 201، 201.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 203.
[4] في الأصل: «كسى» .
[5] في طبقات الحنابلة 2/ 203 زيادة: «مع السكون والسمت الصالح،
والعقل الغزير الراجح» .
[6] في (طبقات الحنابلة 2/ 204) : «أبو الحسين» .
[7] في (طبقات الحنابلة 2/ 205) : «زفر» .
(30/458)
الكلوذانيّ، وأبو يَعْلى الكَيَّال [1] ،
وأبو الفرج المقدسيّ. ثم سمَّى جماعة [2] .
قال: ومصنَّفاته كثيرة، فمنها: «أحكام القرآن» ، و «مسائل الإيمان»
، و «المعتمد» ، و «مختصره» ، و «المقتبس» ، و «عيون المسائل» ، و
«الرّدّ على الأشعريّة» ، و «الرّد على الكرّامية» ، و «الرّدّ على
المجسّمة» ، و «الرّدّ على السّالميّة» ، و «إبطال التّأويلات
لأخبار الصّفات» [3] ، و «مختصره» و «الإنتصار» لشيخنا أبي بكر، و
«الكلام في الاستواء» ، و «الكلام في حروف المعجم» ، وأربع
مُقدّمات في أصول الدّيانات، و «العمدة» في أصول الفقه، و «مختصره»
، و «الكفاية» في أصول الفقه، و «مختصرها» ، و «فضائل أَحْمَد» ،
وكتاب «الطِّبّ» ، وكتاب «اللبّاس» ، وكتاب «الأمر بالمعروف» ، و
«شروط أهل الذّمّة» ، و «التّوكّل» ، و «ذمّ الغناء» ، و «الاختلاف
في الذّبح» ، و «تفضيل الفقر على الغنى» ، و «فضل ليلة الجمعة على
ليلة القدر» ، و «إبطال الحيل» ، و «المجرّد في المذهب» ، و «شرح
الخرقيّ» ، و «كتاب الروايتين» ، وقطعة من «الجامع الكبير» ، و
«الجامع الصّغير» ، و «شرح المذهب» ، و «الخصال» ، و «الأقسام» ،
وكتاب «الخلاف الكبير» .
وقد حمل النَّاس عنه علمًا كثيرًا، وهو مُسْتَغنٍ باشتهار فضله عن
الْإِطناب في وصفه.
تُوُفّي فصلَّى عليه أخي أبو القاسم، فقيل إنَّهُ لم يُرَ في جنازة
بعد جنازة أبي الحسن القَزْوِينيّ الْجَمْعُ الّذي حضر جنازته [4]
.
وسمعت أبا الحسن النَّهريّ يقول: لمَّا قدِم الوزير ابن دارست عبرت
أبصرته، ففاتني الدّرسُ، فلمَّا جِئتُ قلتُ للقاضي: يا سيّدي
تتفضَّل وتُعيد لي الدَّرس. فقال: أين كنت؟
قال: مضيت أبصرت ابن دارس.
__________
[1] في (طبقات الحنابلة 2/ 205) : «أبو يعلى بن الكيّال» .
[2] في الطبقات 2/ 204، 205.
[3] أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب أبوابه يدُل على التجسيم المحض،
تعالى الله عن ذلك. (الكامل 10/ 52) (المختصر في أخبار البشر 2/
186) (تاريخ ابن الوردي 1/ 372) .
[4] طبقات الحنابلة 2/ 216.
(30/459)
فقال: وَيْحُك، تمضي وتنظر للظَّلْمَاء؟
وعنَّفني [1] .
قال: وكان ينهانا دائمًا عن مُخالطة أبناء الدُّنيا، وعن النَّظر
إليهم والاجتماع بهم، ويأمُر بالاشتغال بالعِلم ومجالسة الصّالحين
[2] .
سمعتُ خالي عبد اللَّه يقول: حضرت مع والدك في دار رئيس الرُّؤساء
بعد مجيء طُغْرُلْبَك، وقد أنفذ إليه غير مرَّة ليحضِر، فلمَّا حضر
زاد في إكرامه، وأجلسه إلى جانبه، وقال له: لم يزل بيت المُسلِمة
وبيت الفرَّاء مُمتَزِجين، فما هذا الانقطاع؟
فقال له القاضي: رُوِيَ عن إبراهيم الحربيّ أنَّه استزاره
المُعتّضِد، وقرَّبه وأجازه، فرصد جائزته، فقال له: أكتم مجلسنا،
ولا تُخبِر بما فعلنا بك ولا بما قابلتنا.
فقال: لي إخوان لو علموا باجتماعي بك هجروني.
قال: فقال له رئيس الرُّؤساء كلامًا أسرَّهُ إليه، ومدَّ كُمَّهُ،
فتأخَّر القاضي عنه، وسمعته يقول: أنا في كفايةٍ ودِعة.
فقلت له: يا سيِّدنا ما قال لك؟
قال: قال لي: معي شُويّ [3] من بقيّة ذلك الْإِرث المُستطاب،
وأُحِبُ أن تأخُذه. فقلت: أنا في كفاية.
سمعت بعض أصحابنا يحكي، قال: لما حَصُبَ القائم وعُوفِيَ، حضر
الشّيخ أبو منصور بن يوسف عند الوالد، وقال له: لو سهل عليك أن
تمضي إلى باب القرية، لِتُهنِّئ الخليفة بالعافية.
فمضى إلى هُناك، فخرج إليه الحاجب، ومعه جائزة سنِّيّة، وعرَّفه
شُكْرَ الْإِمام لسَعْيِه، وتبرُّكه بدعائه، وسأله قبول ذلك.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 222.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 222 وفيه: «ومخالطة الصالحين» .
[3] في طبقات الحنابلة 2/ 223 «معي شيء» .
(30/460)
قال: فو الله ما مسَّها، ولا قبِلها [1] .
سمعت جماعة من أهلي أنَّ في سنة إحدى وخمسين وقع النَّهب بالجانب
الغربيّ، انتقل الوالد، وكان في بيته خُبْزٌ يابس، فنقله معه، وترك
نقل رَحْله، لتعذُّر من يحمله، فكان يقتات منه وقال: هذه الأطعمة
اليوم نُهُوبٌ وغُصُوب، ولا آكُل من ذلك شيئًا. فبقي ما شاء اللَّه
يتقوَّت من ذلك الخُبز اليابس، ولحقه منه مرض [2] .
وكان الوالد يختم في المسجد في كلِّ ليلة جمعة ويدعو، ما أخلَّ
بهذا سنين عديدة إِلَّا لعُذر [3] .
ولعلَّ يقول ناظِرٌ في هذا: كيف استجاز مدح والده؟ فإنَّما
حَمَلَنا على ذلك كثرة قول المُخالفين، وما يُلْقون إلى تابعيهم من
الزُّور والبُهْتان، ويتخرَّصون على هذا الْإِمام من التّحريف
والعدوان [4] .
أنشدني بعض أصحابه، فقال:
من اقتنى وسيلةً وذُخْرا ... يرجو بها مَثُوبةً وأَجْرا
فحجَّتي يوم أُوَافي الحشرا ... معتقدي عقيدة ابن الفرّا [5]
قال أبو الحسين: اعلم، زادنا اللَّه وإيّاك عِلمًا ينفعنا به،
وجعلنا مِمَّن آثر الآيات الصّريحة، والَأحاديث الصحيحة، على آراء
المُتَكلِّمين، وأهواء المُتكلِّفين، أنَّ الّذي دَرَجَ عليه سائر
[6] السَّلَف [7] التَّمسُّك بكتاب اللَّه، واتِّباع سُنَّة محمد
صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم ما روي عن الصَّحابة، ثم عن التّابعين
والخالفين لهم من علماء المُسلمين الْإِيمان والتَّصديق بكل ما وصف
اللَّه به نَفْسَهُ، أو وصفه به رسوله، مع ترك البحث والتَّنْقير،
والتّسليم لذلك، من غير تعطيل، ولا تشبيه، ولا
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 222، 223.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 223.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 223.
[4] طبقات الحنابلة 2/ 227.
[5] طبقات الحنابلة 2/ 226 وفيه: «معتقدي لمذهب ابن الفرّا» .
[6] في طبقات الحنابلة 2/ 207 «صالحو» .
[7] في الطبقات زيادة بعدها: «وانتهجه بعدهم خيار الخلف، هو ... »
.
(30/461)
تفسيرٍ، ولا تأويل، وهي الطَّائفة
المنصورة، والفرقة النَّاجية، فهُم أصحاب الحديث والَأثر، والوالدُ
تابِعُهم. هم خلفاء الرّسول، وورثة حكمته، بهم يلحق التَّالي،
وإليهم يرجع الغالي. وهم الّذين نبذهم أهل البِدَع والضَّلال
أنَّهُم مُشَبِّهَةٌ جُهَّال [1] .
فاعتقد الوالد وسَلَفهُ أن إثبات الصِّفات إنَّما هُوَ إثبات وجود،
لَا إثبات تحديد وكيفيَّة، وأنّها صفات لا تُشبه صفات البرّيّة،
ولا يُدْرَك حقيقةُ عِلمها بالفِكر والرَّويّة [2] .
فالحنبليّة لَا يقولون في الصِّفات بتعطيل المُعطِّلة، ولا بتشبيه
المُشبِّهين، ولا بتأويل المُتأوّلين. بل مذهبهم حقٌّ بين
باطِلَيْن، وهدًى بين ضلالتين. إثبات الأسماء والصِّفات، مع نفي
التّشبيه والَأدوات [3] ، على أنَّ اللَّه لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 42: 11 [4] .
وقد قال الوالد في أخبار الصِّفات والمذهب في ذَلِكَ قبول هذه
الأحاديث على ما جاءت به، غير عدول عنه إلى تأويلٍ يُخالِف ظاهرها،
مع الاعتقاد بأن اللَّه سبحانه بخلاف كُلِّ شيءٍ سواه. وكل ما يقع
في الخواطر من تشبيه أو تكييف، فاللَّه يتعالى عن ذلك. واللَّه ليس
كمثله شيء، لَا يوصف بصفات المخلوقين الدَّالة على حَدَثَهم، ولا
يجوز عليه ما يجوز عليهم من التَّغيير، ليس بجسمٍ، ولا جوهر، ولا
عَرَض، وإنَّهُ لم يزل ولا يزال [5] ، وصفاته لا تُشْبِه صفات
المخلوقين [6] .
قلت: لم يكُن للقاضي أبي يَعْلَى خِبرَةٌ بعلل الحديث ولا برجاله،
فاحتجّ بأحاديث كثيرة واهية في الأصول والفروع لعدم بصره بالأسانيد
والرجال.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 207، 208.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 208.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 209.
[4] سورة الشورى، الآية: 11.
[5] زاد بعدها: «وأنّه الّذي لا يتصوّر في الأوهام» .
[6] طبقات الحنابلة 2/ 210، 211.
(30/462)
وقد حطَّ عليه صاحب «الكامل» [1] فقال: هو
مُصَنِّف كتاب «الصِّفات» أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب أبوابه يدلّ
على التّجسيم المحض، تعالى اللَّه عَن ذَلِكَ [2] .
وأمَّا في الفقه ومعرِفة مذاهب النَّاس، ومعرفة نصوص أَحْمَد، رحمه
اللَّه، واختلافها، فإمام لَا يُدرَك قراره، رحمه اللَّه تعالى [3]
.
216- محمد بن عبد الرّحمن بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن [4] .
أَبُو بَكْر بن أبي الحسن الْأصبهانيّ الكرّانيّ المعدّل.
مات في شوَّال.
217- محمد بن عليّ [5] .
218- محمد بن الفضل بن جعفر [6] .
أبو سعد التَّمِيميّ الهَمَدَانيّ المعروف بابن أبي اللَّيْث.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي بكر الشّيرازيّ، وابن تركان، وطاهر
بن ماهلة، وجماعة.
__________
[1] أي ابن الأثير في (الكامل في التاريخ 5280) .
[2] وزاد ابن الأثير فقال: «وكان ابن تميمي الحنبلي يقول: لقد خرئ
أبو يعلى الفرّاء على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء» . (الكامل،
المختصر في أخبار البشر 2/ 186، تاريخ ابن الوردي 1/ 372) .
[3] «وقال أبو القاسم الأزهري: كان أبو الحسين ابن المحاملي يقول:
ما تحاضرنا أحد من الحنابلة أعقل من أبي يعلى ابن الفرّاء» .
(تاريخ بغداد 2/ 256) (تاريخ دمشق 37/ 400، مختصر تاريخ دمشق 22/
120) .
وقال ابن عساكر: «بلغني أن البساسيري لما غلب على بغداد ولّاه
القضاء تقرّبا إلى العامة، فدخل على قاضي القضاة أبي عبد الله
الدامغاني، وهو في اعتقال البساسيري، فاستأذنه في النيابة عنه،
فأذن له، فقضى حينئذ» . (تاريخ دمشق 37/ 399، مختصر تاريخ دمشق 22/
12) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] هكذا في الأصل دون ترجمة، ولعلّه أنسيه.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/463)
قال شيروَيْه: كان صدوقًا.
ومات في ذي الحجّة.
219- محمد بن وهب بن محمد الأندلُسيّ [1] .
الفقيه المعروف بنوع الغافقيّ.
له درّية علما وقراءة.
توفّي في رمضان.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/464)
سنة تسع وخمسين
وأربعمائة
- حرف الألِف-
220- أَحْمَد بن سعيد بن محمد بن أبي الفيَّاض [1] .
أبو بكر الأندلُسيّ الأستجيّ.
سمع ببلده من: يوسف بن عَمْرو.
وبالمَرِيّة من: أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، والمُهلَّب بن أبي
صُفْرَة.
وله تاريخ على الأخبار.
وعاش قريبًا من ثمانين سنة.
221- أَحْمَد بن عبد اللَّه بن أَحْمَد بن مَهْران [2] .
أبو العبَّاس الْأصبهانيّ.
سمع «جُزء لُوَيْن» من ابن المَرْزُبان الأَبْهَرِيّ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
222- أَحْمَد بن عبد الباقي بن الحَسَن بْن محمد بْن عُبَيْد
اللَّه بْن طَوْق [3] .
أبو نصر المَوْصِلِيّ.
حدَّث بالموصِل، وبغداد عن: نصر المُرَجَّى، وعبد اللَّه بن القاسم
الصّوّاف.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 60 رقم 126.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الباقي) في:
تاريخ بغداد 4/ 272 رقم 2022، والعبر 3/ 245، والمعين في طبقات
المحدّثين 32، رقم 1459، ومرآة الجنان 3/ 83، وشذرات الذهب 3/ 307.
(30/465)
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثِقة.
قال لي: ولدت سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وتوفّي بالموصل في رمضان.
قلت: روى عنه ابن خميس.
223- أَحْمَد بن مُغِيث بن أَحْمَد بن مُغيث [1] .
أبو جعفر الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ.
كان من أهل البراعة والفهم والرئاسة في العِلم، مُتَفَنِّنًا
عالِمًا بالحديث وعِلَلَه، وبالفرائِض، والحِساب، واللُّغة،
والنَّحو. ولهُ يدٌ طولى في التَّفسير.
ولهُ كتاب «المُقْنِع» في عقد الشّروط.
روى عن: أبي بكر خَلَف بن أَحْمَد، وأبي محمد بن عبَّاس.
وكان كلِفًا بجمع المال.
تُوُفّي في صَفَر عن ثلاثٍ وخمسين سنة [2] .
224- أَحْمَد بن منصور بن خَلَفة حمّود [3] .
أبو بكر المغربيّ، ثمّ النّيسابوريّ، وبها وُلِد.
سمع من: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبي محمد عبد اللَّه
بن أَحْمَد بن محمد الصّيرفيّ، وأبي بكر الجوزقيّ.
وحدّث عن الْجَوْزَقِيّ بكتاب «المُتَّفَق» بفوتٍ لهُ فيه.
قال عبد الغافر بن إسماعيل [4] : أمَّا شيخنا أبو بكر المغربيّ
البزّاز أخو
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مغيث) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 60 رقم 124، وإنباه الرواة 1/ 135 رقم 81،
وتلخيص ابن مكتوم» ، وسلّم الوصول 152، وطبقات المفسّرين للسيوطي
6، وكشف الظنون 1809، ومعجم المؤلفين 2/ 181.
[2] في إنباه الرواة 1/ 135: توفي سنة 357، والمثبت هو الصواب كما
في المصادر الأخرى.
[3] انظر عن (أحمد بن منصور) في:
التقييد لابن نقطة 183، 184 رقم 206، والعبر 3/ 245، والإعلام
بوفيات الأعلام 190، وسير أعلام النبلاء 18/ 94، 95 رقم 42، وشذرات
الذهب 3/ 307.
[4] في التقييد 184.
(30/466)
خلف فشيخ نظيف، طاف به وبأخيه أبو هما
الشّيخ منصور على مشايخ عصره، فسمع الكثير، وجمع لهُ الفوائد [1] .
سمع منهُ الأئِمَّة الكبار، ورزِقَ الرّواية سنين. وعاش عيشًا
تقيًّا.
تُوُفّي سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. هذا قال.
وقال غيره: تُوُفِّي سنة ستيّن.
وقال أبو القاسم بن مَنْدَهْ [2] . تُوُفّي في رمضان سنة تسعٍ
وخمسين.
قلت: روى عنه: أبو عبد اللَّه الفرّاويّ، وزاهر الشَّحّاميّ، وعبد
الرَّحمن بن عبد اللَّه البَحِيريّ، وعبد الغافر الفارسيّ، وآخرون.
- حرف الحاء-
225- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين [3] .
أبو القاسم [4] الحنّائيِّ الدِّمَشقيّ المعدّل، صاحب الأجزاء
الحنّائيّات العشرة التي خرَّجها لهُ النَّخشُبيّ.
قال النّسيب: سألتُ الشّيخ الثِّقة الدّين الفاضل أبا القاسم
الحنَّائيّ المُحدِّث عن مولده، فقال: في شوَّال سنة ثمانٍ وسبعين
وثلاثمائة [5] .
__________
[1] وزاد بعدها: «وسمع المتفق» .
[2] وقع في (سير أعلام النبلاء 18/ 94) : «أبو القاسم بن عساكر» .
وقد بحثت في: تاريخ دمشق، ومختصره، وتهذيبه، فلم أجده، ولم يتنبّه
محقّق «السير» السيد «محمد نعيم العرقسوسي» إلى هذا الوهم. وجلّ من
لا يسهو.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن إبراهيم) في:
الإكمال 3/ 60، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 185، والأنساب
4/ 244، 245، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 168 رقم 151، والعبر
3/ 245، والإعلام بوفيات الأعلام 190، وسير أعلام النبلاء 18/ 130،
131 رقم 68، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1460، وشذرات
الذهب 3/ 307، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 358، وفهرست مخطوطات الحديث
بالظاهرية 259، 260، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 2/ 159 رقم 503.
[4] في الأنساب: «أبو عبد الله» .
[5] تاريخ دمشق 29/ 185.
(30/467)
وقال ابن ماكولا [1] : كتبت عنه، وكان
ثقةً. وهو منسوب إلى بيع الحِنَّاء.
وقال الكتَّانيّ: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. وهو آخر من حدَّث
عَنِ الْحَسَن بْن محمد بن درسْتُوَيه. ودُفِن على أخيه عليّ
بمقابر باب كَيْسان. وكانت له جنازة عظيمة ما رأينا مثلها من
مُدَّة [2] .
قلت: روى عن: عبد الوهَّاب الكِلابيّ، وابن درستُوَيْه، وعبد
اللَّه بن محمد، الحِنّائيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن
أَبِي الحديد، وتمَّام الرّازيّ [3] ، ومحمد بن عبد الرَّحمن
القطَّان، وأبي الحسن بن جَهْضَم، وجماعة.
روى عَنْه: أبو سعد السَّمّان، ومات قبله، وأبو بكر الخطيب، ومكّيّ
الرُّمَيْليّ، وسهل بن بِشر، وعبد المنعم بن عليّ الكِلابيّ، وأبو
القاسم النّسيب، وهبة اللَّه بْن الأكْفَانيّ، وأبو طاهر محمد،
وأبو الحسين عبد الرحمن ابناه، وأبو الحسين بن المَوَازِينِيّ،
وطاهر بن سهل بن بِشْر، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن بن سعيد
الدِّمشقيِّون، وثعلب بن جعفر السّرّاج، وآخرون [4] .
226- الحسن بن عليّ بن وَهْب [5] .
أبو عليّ الدّمشقيّ الصُّوفيّ المقرئ، العبد الصَّالح.
روى عن: محمد بن عبد الرّحمن القطّان.
وعنه: أبو نصر بن ماكولا [6] ، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ.
تُوُفِّي في جمادى الأولى.
__________
[1] في الإكمال 3/ 60.
[2] تاريخ دمشق 29/ 185.
[3] الروض البسام (المقدّمة) 1/ 49 رقم 6.
[4] ذكرهم ابن عساكر في: تاريخ دمشق.
[5] انظر عن (الحسن بن علي) في:
الإكمال 4/ 494، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 224، ومختصر
تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 54 رقم 19، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 236.
[6] وذكره في باب «السبعي والشيعي» وقال: أبو علي الحسن بن علي بن
وهب بن أبي مضر السبعي (بضم السين المهملة وبعدها باء معجمة
بواحدة) شيخ صالح سمعنا منه بدمشق (الإكمال 4/ 494) .
(30/468)
- حرف الخاء-
227- الخِضر بن منصور الدّمشقيّ [1] .
الضّرير ويُعرف بابن الحبَّال.
سمع: عبد الرَّحمن بن أبي نَصْر، وعقيل بن عبْدان.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ [2] .
- حرف السّين-
228- سعيد بن عُبَيْدة بن طَلْحة [3] .
أبو عثمان العَبْسيّ، خطيب إشبيليّة.
وُلِدَ سنة خمس وستّين وثلاثمائة، وصحب أبا بكر الزُّبيْديّ وأكثر
عنه وعن غيره.
وحجّ، ورحل سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
وكان من أهل الذَكاء والثِّقة.
تُوُفّي في شعبان.
229- سعيد بن محمد بن الحسن المَرْوَزِيّ الإدريسي [4] .
__________
[1] انظر عن (الخضر بن منصور) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 512، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 8/ 77 رقم 35، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 168.
[2] قال ابن عساكر: كانت له عناية بالحديث، وكان يحفظ القرآن حفظا
جيدا.
[3] انظر عن (سعيد بن عبيدة) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 222، 223 رقم 508.
[4] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي 155- 157، والإكمال لابن
ماكولا 4/ 421، والأنساب المتفقة لابن القيسراني (الطبعة الجديدة)
87، 88، 90 (وفيه: الأندلسي، بدل الإدريسي) ، والأنساب لابن
السمعاني 356 أو 515 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 640 و
16/ 10 و 34/ 56، 479، واللباب 1/ 29، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 10/ 8 رقم 3، وتبصير المنتبه 705، والنجوم الزاهرة 5/ 79،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 288- 290 رقم
630، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 171.
(30/469)
إمام جامع صُور وخطيبها.
تُوُفّي أيضًا في شعبان.
حدَّث عن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسِيّ، وأبي الحسين بن بِشْران
المُعدّل، وجماعة.
روى عنه: مكّيّ الرُّمَيْليّ، وأجاز لهِبَةِ اللَّه بن الأكفانيّ
[1] .
- حرف الصَّاد-
230- صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الهَرَوِيّ الأَزْديّ [2] .
قاضي هَرَاة وابن قُضاتها.
صار زعيم أصحاب الحديث بهَرَاة. وهو ابن عمّ راوي التِّرْمِذيّ أبي
عامر محمود بن القاسم.
- حرف العين-
231- عالي بن أبي الفتح عثمان بن جِنِّي [3] .
أبو سعد الموصليّ.
سمع من: نصر المُرَجِّي بالموصِل، وعيسى بن الوزير ببغداد.
__________
[1] قال ابن تغري بردي: «كان فاضلا سمع الحديث ورواه، ومن رواياته
عن الحسن البصري أنه قال: لا تشتروا مودّة ألف رجل بعداوة رجل
واحد» . (النجوم الزاهرة 5/ 79) .
وأفاد منه في صور الأمير ابن ماكولا، وانتقل الإدريسي إلى صيدا
فأنشد بها أبا الحسن علي بن أحمد القرشي، وروى عنه أحمد بن الحسين
بن أحمد الصوري، وحدّث عنه بمسجد الفرس بصور أبو الفضل يوسف بن
الحسن بن إبراهيم المقراء.
وسمع الإدريسي: صالح بن أحمد الميانجي القاضي بصيداء، وأبا نصر
الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان الفارقيّ. وروى عن عيسى بن محمد
بن الطيّب البغدادي الباقلّاني وقد سمعه بمدينة الكدراء، وأحمد بن
علي بن الحسن بن إسحاق الكشفائي بزبيد اليمن.
روى عنه الخطيب البغدادي. (الرحلة في طلب الحديث 155- 157) وقال:
حدّثنا من لفظه بصيداء. (انظر: موسوعة علماء المسلمين) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] تقدّمت ترجمة (علي بن أبي الفتح) في وفيات سنة 452 هـ. برقم
(54) .
(30/470)
وسكن صُور.
روى عنه: ابن ماكولا، ومكّي الرُّميليّ، وأبو زكريّا
التِّبْرِيزِيّ.
وكان أديبًا فاضلًا.
أخذ عن أبيه، وهو صحيح السَّماع.
مات بصَيْداء سنة ثمانٍ أو تسعٍ وخمسين، ولهُ ثمانون سنة.
232- عبد الجّليل بن مخلوف [1] .
الْإِمام أبو محمد المالكيّ.
أفتى بمصر، ودرَّس أربعين سنة.
روى السِّلفيّ وفاته في هذه السَّنة، عن شخص فاضل رآه.
قال: وصلّى عليه رفيقه الفقيه عبد الحقّ بن محمد بن هارون
السّبْتِيّ.
قال: وفيها مات عبد الحق هذا ببيت المقْدِس.
قال: وفيها مات الفقيه أبو إسحاق الأشِيريّ الفقيه.
233- عبد الصَّمد بن محمد بن تميم بن غانم التّميميّ [2] .
أبو الفتح الدّمشقيّ إمام جامع دمشق.
سمع: عبد اللَّه بن محمد الحِنَّائيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي
نْصر.
رَوَى عَنْهُ: ابن بنته هبة اللَّه بن الأكفانيّ.
وتُوُفّي في المُحرَّم.
234- عبد الكريم بن عليّ [3] .
أبو عبد اللَّه التّميميّ، المعروف بابن السُّنّي.
بغداديّ.
روى عن: ابن زَنْبور الورَّاق، والقاضي أبي محمد الأكفانيّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 147.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 82، والمنتظم 8/ 247 رقم 296 (16/ 103، 104 رقم
3391) .
(30/471)
قال الخطيب [1] : صدوق، كثير التِّلاوة.
235- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن ميمون [2] .
أبو طاهر الأسديّ، قاضي الكوفة.
ثقة، انتخب عليه أبو الغنائم محمد بن عليّ النَّرْسيّ.
سمع من: محمد بن عبد اللَّه الْجُعَفيّ، وطبقته.
236- عليّ بن بكَّار [3] .
أبو الحسن الصُّوريّ الشّاهد.
رحل وسمع من: أبي الحسن بن السِّمْسَار، وابن الطُّبَّيْز، وصالح
بن أَحْمَد المَيَانِجِيّ [4] ، وأبي ذرٍّ الهرويّ [5] .
وعنه: مكّيّ الرُّميليّ [6] ، وسهل بن بِشر، وغيرهما [7] .
237- عليّ بن الحسن بن عمر الزُّهْريّ الثَّمَانِينيّ [8] .
الرجل الصّالح.
__________
[1] في تاريخه.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (علي بن بكار) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 255 و 23/ 66 و (28/ 500، 501)
، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 218 رقم 96، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 311، 312 رقم 1051.
[4] هو قاضي صيدا.
[5] وسمع أيضا: أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي
المعروف بالسكن المتوفى سنة 437 هـ. وفاتك بن عبد الله المزاحمي
الصوري.
[6] وقد سمعه بصور بقراءته عليه.
[7] قال غيث الأرمنازي: كان ثقة ديّنا خيّرا، سمع منه جماعة من أهل
البلد ومن الغرباء، ولم يقدّر لي السماع منه على أمره اختلاط والدي
به وجلوسي عنده.
توفي يوم الأربعاء 8 من جمادى الآخرة، ودفن بظاهر صور، وحضر غيث
الأرمنازي دفنه.
[8] انظر عن (علي بن الحسن بن عمر) في:
موضح أوهام الجمع والتفريق. للخطيب البغدادي 1/ 438، وتاريخ بغداد،
له 5/ 245 و 11/ 167، والأنساب 117 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 11/ 161 و (29/ 27، 28) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
17/ 220 رقم 116، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
3/ 320، 321 رقم 1065.
(30/472)
روى عن: أبي خازم بن الفرَّاء، وأبي القاسم
الحِنّائيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [1] ، ونَصْر المقدسيّ مع جلالتهما [2] .
238- عليّ بن الخِضر العثمانيّ الدّمشقيّ [3] .
الحاسب أبو الحسن. صاحب التّصانيف في الحساب.
روى عن: رشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد الرَّحمن بن أبي نصر.
وجمع وفيات مشايخ.
روى عنه: أخوه لأمه الحسن بن الحسن الكلابي الماسح، وأبو بكر
الخطيب، وهو أحد شيوخه.
تُوُفّي في شوال.
239- علي بْن محمد بْن الحسن بن يزداد [4] .
القاضي أبو تمام الواسطي مسند أهل واسط.
حدث عن: أبي الحسين محمد بن المُظفّر، وأبي الفضل الزُّهْريّ،
وغيرهما.
وتُوُفّي في شوّال. ولعلَّهُ عاش تسعين سنة أو نحوها.
قال الخطيب [5] : تقلَّد قضاء واسط مُدَّة، وكان مُعتزليا [6] .
__________
[1] في ترجمة (محمد بن خازم السعدي) 5/ 245 رقم 2735، وموضح أوهام
الجمع 1/ 438.
[2] وكان الثمانيني يعرف بنزيل بعلبكّ، وكان فقيها محدّثا نزل صور
وتوفي فيها يوم الإثنين 11 من شهر رجب، وقال غيث: لم أسمع منه
شيئا.
[3] انظر عن (علي بن الخضر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 138، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 17/ 278 رقم 2148، والنجوم الزاهرة 5/ 80.
[4] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 103 رقم 6541، والإكمال 2/ 291، وسؤالات الحافظ
السلفي لخميس الحوزي (51- 53 رقم 9) وانظر عنه: 73، 76، 77، 86،
101، 119، 125، 126، وسير أعلام النبلاء 18/ 212، 213 رقم 100،
وميزان الاعتدال 3/ 155، 156، ولسان الميزان 4/ 261.
[5] في تاريخ بغداد 12/ 103.
[6] زاد الخطيب: وقدم بغداد فاستوطنها، وحدّث بها، فكتبنا عنه،
وكان صدوقا. وسمعته يذكر أنه من ولد المنذر بن الجارود العبديّ.
وقال لي أبو تمام: قال لي أبي: ولدت في سنة اثنتين وسبعين
وثلاثمائة.
(30/473)
روى عنه: أبو القاسم السّمرقنديّ بالإجازة
[1] .
- حرف الفاء-
240- الفُضَيْل بن محمد بن الفُضَيْل [2] .
أبو عاصم الفُضَيْليّ الهَرَوِيّ.
سمع: أبا منصور محمد بن محمد الأَزْديّ، وأبا طاهر محمد بن محمد بن
محمِش.
روى عنه: ابنه إسماعيل.
- حرف الميم-
241- محمد بن أَحْمَد بن عَدْل [3] .
أبو عبد اللَّه الأمويّ الأندلُسيّ الطُّلَيْطُلِيّ.
سمع من: عبد اللَّه بن ذَنّين، وعبد الرَّحمن بن عبّاس.
وكان ثقة عابدا خاشعا خائفا.
__________
[1] وقال السلفي: «وأبوه أبو خازم قاضي القادر أمير المؤمنين على
واسط وأعمالها، كان غاليا في التسنّن، فقبض عليه أبو محمد بن سهلان
وزير سلطان الدولة، وبعث به إلى ابن أبي الشوك فقتله في نواحي
الدينور، واستقضي بعد أبيه فلم تستقم طريقته حتى عزل بالقاضي أبي
الطيّب بن كماري، وكان أحد شهوده، فبقي معزولا إلى أن قتل أبو
الطّيب، قتله اللصوص في داره سنة اثنتين وعشرين، السنة التي مات
فيها القادر، فردّ أبو تمام فبقي قاضيا إلى شوال سنة أربع وثلاثين،
فنقم عليه الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدولة، فقبض عليه وأخرج
من داره الخمور وآلاتها وقال: هذا كان يخفي هذا المنكر. فقوم
قالوا: كان يفعله، وقوم قالوا: لا بل أدخل إلى داره مع الأجناد وقت
دخولهم إليها، وخرجوا به طلبا لسوء السمعة، إلّا أنه كان قد سمع
أبا الحسين بن المظفّر، وأبا الفضل الزهري، وبواسط أبا الفرج
الخيوطي صاحب الزعفرانيّ، وأبا عبد الله العلويّ، وغيرهما، وأقام
ببغداد بعد عزله. وكان رافضيّا يتظاهر به ويقول بخلق القرآن ويدعو
إليه، إلّا أنه كان صحيح السماع، رحل إليه الناس، وسمع منه أهل
الآفاق إلى أن مات في شوال من سنة تسع وخمسين» . (سؤالات الحافظ
السلفي 51- 53) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن عدل) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 541 رقم 1187 وفيه: «محمد بن عدل» .
(30/474)
وكان يعظ النّاس.
242- محمد بن إسماعيل بن أَحْمَد بن عمرو [1] .
القاضي أبو عليّ الطُّوسيّ، المعروف بالعراقيّ لطول إقامته
بالعراق، ولظُرفه [2] .
ولي قضاء طوس مُدَّة. وكان من كبار الشّافعيّة وأئِمّتهم.
لهُ شُهرة بخُراسان [3] .
سمع من: أبي طاهر المخلّص، وتفقّه على: أبي حامد الْإِسفرائينيّ،
وأبي محمد البافيّ.
وناظر بجرجان في مجلس أبي سَعْد الْإِسماعيليّ.
أخذ عنه جماعة.
243- محمد بن الحبيب بن طاهر بن عليّ بن شمَّاخ [4] .
أبو عليّ الغافقيّ.
من أهل غافق.
سمع: بقرطبة من يونس بن عبد الله، ومكّيّ، وأبي محمد بن الشّقّاق،
وجماعة.
وحجّ سنة إحدى وعشرين، فأخذ بمصر عن القاضي عبد الوهَّاب المالكيّ،
وسمع منه كتاب «التَّلقين» له.
ولقي بمكّة أبا ذرّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
المنتظم 8/ 247، 249 رقم 297 (16/ 104 رقم 3392) ، والمنتخب من
السياق 51 رقم 98، والبداية والنهاية 12/ 96 وفيه: «محمد بن
إسماعيل بن محمد» .
[2] المنتظم.
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: الإمام العراقي الطوسي ذو الفضل
الظاهر واللسان والتدريس ومجلس النظر والجاه العريض عند الخاص
والعام.
[4] انظر عن (محمد بن الحبيب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 541 رقم 1186.
(30/475)
وكان من أهل الدّين والتواضع والطّهارة
والَأحوال الصَّالحة.
قال ابن بَشْكُوال: أنا عنه أبو محمد بن عتّاب بجميع ما رواه عن
عبد الوهَّاب.
تُوُفِّي فجأة بغافق في رمضان.
244- محمد بن عبد اللَّه بن عُمَر [1] .
أبو بكر العدويّ العُمَريّ الهرويّ الفقيه التّاجر.
سمع: أبا محمد بن أبي شُرَيْح.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ.
245- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن
مِهْرَبْزُد [2] .
أبو مسلم الْأصبهانيّ، الأديب المُفسِّر النّحوي المُعتزليّ.
قال يحيى بن مَنْدَهْ في «تاريخه» أنَّهُ صَنَّف «التَّفسير» ،
وحدَّث عن أبي بكر بن المقري. وكان عارفا بالنحو، غاليا في مذهب
الاعتزال. وهو آخر من حدّث بأصبهان عن ابن المقري.
مات في سنة تسعٍ وخمسين.
زاد غيره: في جمادى الآخرة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في:
تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 405، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 194،
195، ودول الإسلام 1/ 269 وفيه «مهر يزيد» ، والمعين في طبقات
المحدّثين 132 رقم 1461، وفيه: «مهريزد» ، والعبر 3/ 245، وسير
أعلام النبلاء 18/ 146، 147 رقم 79، والإعلام بوفيات الأعلام 190،
وميزان الاعتدال 3/ 655، والمغني في الضعفاء 2/ 618، وتلخيص ابن
مكتوم 226، ومرآة الجنان 3/ 83، والوافي بالوفيات 4/ 130، 131،
ولسان الميزان 5/ 298، 299، وطبقات المفسّرين للسيوطي 32، وبغية
الوعاة 1/ 188، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 211، وشذرات الذهب 3/
307، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 282 رقم 543 وفيه: «مهرايزد» ،
وهدية العارفين 2/ 71، وإيضاح المكنون 1/ 208، ومعجم المؤلفين 11/
49، 50 وفيه: «مهريزد» .
(30/476)
وقال محمد بن عبد الواحِد الدَّقّاق: سألته
عن مولده فقال: في سنة ستٍّ وستّين وثلاثمائة.
قلت: وله تفسير في عشرين مُجَلَّدًا، وكان به بمصر نُسخة للشَّرَف
المُرْسيّ.
وآخر من حدَّث عنه إسماعيل بن عليّ الحمّاميّ الْأصبهانيّ، روى عنه
«جزء مأمون» ، وغيره.
- حرف النُّون-
246- نجيب بن عمَّار [1] .
أبو السَّرايا بن أبي فراس الغَنَوِيّ.
شاعر رئيس، كان أبوه مُتَولِّي الرَّقّة.
سمع: أبا محمد بن نَصْر [2] ، وغيره.
وعنه: ابن الأكفاني [3] .
__________
[1] انظر عن (نجيب بن عمار) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 122 رقم 76 وفيه «عماد» (بالدال)
.
[2] حدّث عنه سنة 457 هـ.
[3] وقال ابن عساكر: كان أبو السرايا هشّا خفيف الروح، له شعر
جيّد، فمنه ما قال يمدح به الدريدي ويذكر قتله صالح بن مرداس:
أفسدت صالحا وأصلحت الفاسد ... أسيافك العضاب المواضي
وأنالتك في حروبك والسّلم ... قصارى الآراب والأغراض
(30/477)
سنة ستين وأربعمائة
- حرف الألِف-
247- أَحْمَد بن سعيد [1] .
أبو جعفر اللَّوْزَنكيّ [2] ، الفقيه المالكّيّ، مُفتي
طُلَيْطُلَة.
امتحنه المأمون رئيس طُلَيْطُلة هو وولد ابن مُغِيث، وولد ابن أسد،
وثلاثة آخرين، وُشِي بهم عنده بالتُّهمة على سُلْطانه، فاستدعاهم
مع قاضيهم أبي زيد [3] القُرْطُبيّ، وقيَّدهم. فهمَّت العامَّة
بالنُّفور إلى السِّلاح، فبذل السّيف فيمن أعلن سِلاحًا، فسكنوا.
واستُبيحت دُور المذكورين المُمْتحَنِين ونُهِبَت، وذلك في هذا
العام [4] ، وسُجِنوا.
وسُجِن الوزير ابن غصْن الأديب [5] مُصَنِّف [6] كتاب
«المُمْتَحِنين» من عهد آدم إلى زمانه من الأنبياء والصّدّيقين
والعلماء.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
ترتيب المدارك 4/ 819- 821، والصلة لابن بشكوال 1/ 64، 65 رقم 136،
وسير أعلام النبلاء 18/ 174، 175 رقم 91.
[2] في الصلة: «اللورانكي» ومثله في: ترتيب المدارك.
[3] في الأصل: «ابن زيدون» والصواب ما أثبتناه نقلا عن: الصلة،
والترتيب، وهو: أبو زيد عبد الرحمن بن عيس بن محمد المعروف بابن
الحشاء القاضي، المتوفى سنة 473 هـ. انظر عنه في: الصلة 2/ 340،
341، وترتيب المدارك 4/ 817 و 819.
[4] في شهر جمادى الأولى. (ترتيب المدارك 4/ 820) .
[5] هو أبو مروان عبد الملك بن غصن الحجاري من أهل وادي الحجارة.
انظر عنه في:
جذوة المقتبس 402، 403، والذخيرة، ق 3 ج 1/ 331- 336، وبغية
الملتمس 529، 530، وخريدة القصير (قسم شعراء المغرب والأندلس) 2/
12، والتكملة لكتاب الصلة، رقم 1610، ومسالك الأبصار 11/ 447،
والمغرب في حلي المغرب 2/ 33، ونفح الطيب 3/ 363، 364.
[6] في (سير أعلام النبلاء 18/ 175) : «فصنّف» .
(30/478)
واتُّهِم بالسَّعي بالمذكورين ابن الحديديّ
[1] ، وحاز رئاسة البلد وحده.
فمات المأمون، وولي بعده حفيده [2] القادر، والَأمر في البلد لابن
الحديديّ، فقيل للقادر في شأنه، فأخرج أضداده، وقتلوا ابن
الحديديّ، وطافوا برأسه، ومعهم ابن اللَّوْزَنْكِيّ وقد أَضَرَّ.
ولعلَّهُ بقي إلى بعد السَّبعين، فاللَّه أعلم [3] .
248- أَحْمَد بن الفضل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
جعفر [4] .
أبو بكر الباطِرقانيّ [5] المقرئ الْأصبهانيّ الأُستاذ.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: كتب الكثير عن أبي عبد اللَّه بن مندة،
وإبراهيم بن
__________
[1] وهو: أبو الطيب ابن أبي بكر يحيى بن سعيد بن أحمد الحديدي،
وبيته في العلم والرئاسة بطليطلة. (ترتيب المدارك 4/ 820) .
[2] في ترتيب المدارك 4/ 820 «ولده» . والمثبت هو الصحيح. انظر عنه
في:
الذخيرة ق 3 ج 1/ 92، 93، وق 4 ج 1/ 149- 169، والمغرب في حليّ
المغرب 2/ 13، وأعمال الأعلام 207، وتاريخ ابن خلدون 4/ 161، وشرح
رقم الحلل 177 وفيه: يحيى الملقّب بالظافر.
[3] قال ابن بشكوال: «أحمد بن سعيد بن غالب الأموي.. كان من أهل
الأدب والفرائض واللغة دربا بالفتيا، مشاورا في الأحكام، فقيها في
المسائل، مشاركا في شرح الحديث والتفسير، وكان متواضعا، وتوفي في
شوّال سنة تسع وستين وأربعمائة، وصلّى عليه عبد الرحمن بن مغيث» .
أقول: هكذا في (الصلة 1/ 65) سنة 469 هـ. فإذا صحّ ذلك فيجب أن
تحوّل هذه الترجمة من هنا إلى الطبقة التالية.
[4] انظر عن (أحمد بن الفضل) في:
الأنساب 2/ 41، ومعجم الأدباء 4/ 100- 102 رقم 15، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 424- 426 رقم 364، وسير أعلام النبلاء 18/ 182، 183 رقم
98، والإعلام بوفيات الأعلام 190، والمعين في طبقات المحدّثين 132
رقم 1462، والعبر 3/ 246، والوافي بالوفيات 7/ 288، وغاية النهاية
1/ 96، 97 رقم 440، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وشذرات الذهب 3/ 308،
وإيضاح المكنون 2/ 79، وهدية العارفين 1/ 73، ومعجم المؤلفين 2/
45.
[5] الباطرقاني: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح
القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى باطرقان وهي إحدى قرى
أصبهان. (الأنساب 2/ 40) .
وقد قيّدها الدكتور بشّار عوّاد معروف بفتح الطاء في تحقيقه لكتاب
«معرفة القراء الكبار» ، وكذا فعل السيد محمد نعيم عرقسوسي في «سير
أعلام النبلاء» . مع أن ابن السمعاني ضبطها بالكسر، وتابعه ابن
الأثير في (اللباب 1/ 110) .
(30/479)
خُرْشيد [1] قُولَه، وعبد اللَّه بن جعفر،
وأبي مسلم بن شهدل، وأحمد بن يوسف الثَّقفيّ، والحسن بن محمد بن
يَوَه.
وهو كثير السَّماع، واسع الرِّواية، دقيق الخطّ.
قرأ القُرآن على جماعة من الأئِمَّة القُدَماء، وصنَّف كتاب
«الشَّواذ» ، وكتاب «طبقات القُرَّاء» .
وقال لي: وُلِدْتُ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي في ثاني وعشرين صَفَر.
ذكره عمِّي يومًا، والحافظ عبد الغنيّ النَّخْشَبِيّ وجماعة
حاضرون، فقال عبد الغنيّ: صنَّف مُسْنَدًا ضمَّنَهُ ما اشتمل على
«صحيح البُخاريّ» إِلَّا أنَّهُ كتب أكثره من الأصل ثمّ ألحقه
الإسناد. وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله.
ثم قال يحيى: تكَّلم في مسائل لا يسع الموضوع ذكرها، لو اقتصر على
التَّحديث والْإِقراء كان خيرًا له [2] .
وهذا يدُل على أنَّه ثقةُ فيما روى، وإنَّما نُقِم عليه الكلام.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وقرأ عليه بالرّوايات، وسعيد بْن
أَبِي الرّجاء، والحسين بْن عَبْد الملِك الخلال، ومحمد بن عبد
الواحد الدّقّاق، وأحمد بن الفضل المهاد، وشبيب بن محمد بن حورة
[3] ، وأبو الخير عبد السَّلام بن محمد الحسناباذيّ، وجماعة سواهم.
وحدَّث عنه من القُدَماء: الحافظ عبد الغنيّ النَّخْشَبيّ، والقاضي
أبو عليّ الوَخْشيّ.
وقد أمَّ بجامع أصبهان الكبير بعد أبي المظفّر بن شبيب.
__________
[1] تصحّف في (معجم الأدباء 4/ 101) إلى: «خرشيدة» .
[2] معجم الأدباء 4/ 102.
[3] هكذا في الأصل بالحاء المهملة، وفي (سير أعلام النبلاء 18/
182) «جوره» بالجيم. وفي (الأنساب 2/ 41) : «خورة» بالخاء، وهو
«المارباناني» .
(30/480)
قال أبو عبد اللَّه الدَّقّاق في رسالته:
ولم أرَ شيخًا بأصبهان جمع بين علم القُرآن، والقراءات، والحديث،
والرّوايات، وكثرة كتابته وسماعه أفضل من أبي بكر الباطِرْقانيّ.
وكان إمام الجامع الكبير، حَسَن الخُلُق والهيئة والمنظر والقراءة
والدِّراية.
ثقة في الحديث.
249- أَحْمَد بن محمد بن عيسى بن هلال [1] .
أبو عمر بن القطَّان القُرْطُبِيّ المالكيّ، رئيس المُفْتين
بقُرْطُبة.
وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.
وروى عن: أبي بكر التُّجَيْبيّ، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وأبي
محمد بن الشَّقّاق، وأبي محمد بن دحّون، وناظر عندهما [2] .
وكان فريد عصره بالَأندلُس حفظًا، وعِلمًا، واستِنْباطًا،
ومعرِفَةً بأقوال العُلماء [3] .
صدمتهُ ريحٌ فخرج من قُرْطُبَة يُريد حمَّة المريّة، فتُوُفّي
بكورة باغة لسبعٍ بقين من ذي القعدة [4] .
وقد قدمه المُسْتَظْهِر للشّورى سنة أربع عشرة وأربعمائة علي يد
قاضيها عبد الرّحمن بن بِشْر [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عيسى) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 61، 62 رقم 130، وترتيب المدارك 4/ 813،
والعبر 3/ 246، وسير أعلام النبلاء 18/ 305، 306 رقم 145، والديباج
المذهب 1/ 181، 182، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وشذرات الذهب 3/ 308،
وشجرة النور الزكية 119 رقم 335.
[2] الصلة 1/ 61.
[3] وقال ابن بشكوال: «وبرع الناس طرّا بمعرفة المسائل واختلاف
العلماء من أهل المذاهب وغيرهم، والطبع في الفتاوى، والنفوذ في علم
الوثائق والأحكام» . (الصلة 1/ 61، 62) .
[4] الصلة 1/ 62.
دفن ليلة الإثنين لسبع بقين من ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة. ذكره
ابن حبّان.
[5] الصلة 1/ 62 وفيه: ومولده سنة تسعين وثلاثمائة. وذلك أنه وجد
بخطّ أبيه في سنة أربعمائة:
تم لابني أحمد عشرة أعوام.
وجاء في (شجرة النور الزكية 1/ 119) أنه ولد سنة 395 هـ.
(30/481)
- أَحْمَد بن منصور [1] .
تقدَّم.
- حرف الثَّاء-
250- ثابت بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خُبَيْش [2]
.
أبو روح السَّعْدِيّ الهرويّ الأزديّ. محدِّث هراة ونسّابتها.
سمع: عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح، وأباه، وأبا سعد الزُّهْريّ.
روى عنه: الخطيب محمد بن عبد اللَّه الهَرَوِيّ الواعظ، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
- حرف الحاء-
251- الْحَسَن بن أبي طاهر بن الحسن [3] .
الْإِمام أبو عليّ الخُتَليّ، الفقيه الشَّافعيّ القاضيّ.
روى عن: العارف أبي سعيد فضل اللَّه المَيْهَنيّ شيئًا يسيرًا.
روى عنه: عبد العزيز الكتَّانيّ، وقال: تُوُفِّي أبو علي الخُتّليّ
إمام جامع دمشق في شعبان سنة ستّين وأربعمائة.
252- الحسن بن عليّ بن مكّيّ بن إسرافيل بن حمَّاد [4] .
الْإِمام أبو عليّ الحمّاديّ النّسفيّ الفقيه الحنفيّ، أحد الأعلام
كان حنفيا فانتقل إلى مذهب الشّافعيّ.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (224) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (الحسن بن أبي طاهر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 464، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 6/ 343، 344 رقم 220، والنجوم الزاهرة 5/ 81، 82، وتهذيب
تاريخ دمشق 4/ 189.
[4] لم أقف على ترجمته.
(30/482)
رحل وسمع بِنَيْسَابُور أبا نُعَيْم عبد
الملك بن الحسن الْإِسفرائينيّ، وإسماعيل بن محمد حاجب الكشَّانيّ.
وعُمِّر دهرًا.
قال ابن السَّمعانيّ: ثنا عنه الحسين بن الخليل.
253- حنْبَل بن أَحْمَد بن حَنْبَل [1] .
أبو عبد الرحمن الفارسيّ البيِّع. [2] نزيل غَزْنَة.
ذكره عبد الغافر فقال: شيخٌ مشهور معروف، له الثّروة الظاهرة،
والنّعمة الوافرة.
سمع بنَيْسَابور: الحاكم، وابن مَحْمِش، وأبا عبد الرَّحمن
السُّلَمِيّ، والَأستاذ أبا سَعْد الزَّاهِد، وأبا بكر الحِيَرِيّ،
وجماعة من شيوخ هَرَاة، وبُسْت.
وحدَّث بغَزْنَة.
- حرف الخاء-
254- خديجة بنت محمد بن عليّ الشَّاهْجَانيَّة [3] .
البغداديّة الواعظة.
كانت امرأة صالحة، كتبت عن ابن سمعون بعض أماليه بخطّها.
__________
[1] انظر عن (حنبل بن أحمد) في) المنتخب من السياق 212، 213 رقم
649.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «ولقد رأيت مشيخة الأستاذ حنبل بن
أحمد جمعها له بعض الحفّاظ، وذكر فيها أكثر مشايخ نيسابور، مثل:
الحاكم أبي عبد الله، وأبي سعد الزاهد، وأبي الحسن السقا
الأسفرايني، والزيادي، والسلمي، وأبي عبد الرحمن مُحَمَّدِ بْن
عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّدِ بن محبوب الدهّان، والشريف أبي
طلحة الزاهدي، وأبي نصر المفسّر، والقاضي الحيريّ، وجماعة جمّة من
أصحاب الأصمّ، وجماعة من مشايخ هراة وبست، وسجستان، والحجاز،
وغيرهم. وذلك مما أفادنيه الفقيه الزاهد محمد بن ايزديار الغزنوي»
.
[3] انظر عن (خديجة بنت محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 446، والمنتظم 8/ 250 رقم 298 (16/ 107 رقم 3393)
، والعبر 3/ 246، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وشذرات الذهب 3/ 308،
والأعلام 2/ 303.
(30/483)
وولدت سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
قال أبو بكر الخطيب [1] : حدَّثتنا، وكانت صالحة صادقة.
تُوُفّيت في المُحرَّم.
- حرف الدَّال-
255- دُرِّيّ المُستنصريّ [2] .
شهاب الدّولة.
قدِم دمشق أميرًا عليها لصاحب مصر بعد عَزْل حَيْدَرة. ثُمّ عُزِل
بعد قليل.
وولي الرَّملة، فقُتِل في ربيع الآخر.
- حرف العين-
256- عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمان [3] .
أبو محمد المَعَافِريّ الطُّلَيْطُلِيّ، المعروف بابن المؤذِّن.
روى عن: أبي عمر الطَّلَمَنْكِيّ.
وكان عالِمًا ديّنا محدّثا مقرئا.
كتب الكثير، وسمع النَّاس منه [4] .
257- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [5] .
أبو الحسين الصَّيْداويّ الوكيل. ويعرف بابن المخّ.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (درّي المستنصري) في:
أمراء دمشق في الإسلام 31 رقم 104.
[3] انظر عن (عبد الله بن سليمان) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 279، 280 رقم 613.
[4] وقال ابن بشكوال: وكان من أهل العلم والفضل والخير، وكان
الأغلب عليه الحديث والآثار والآداب والقراءات، وكان كثير الكتب
جلّها بخطّه، وكان يلتزم بيته، وكان لا يخرج منه إلّا في يوم جمعة
لصلاته أو لباديته، وكان صرورة لم يتزوّج قطّ ولا تسرّى. سمع الناس
منه.
[5] انظر عن (عبد الله بن علي الصيداوي) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 215، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/
345، والأنساب-
(30/484)
سمع من أبي الحُسَيْن بن جُمَيْع بعض
مُعْجَمه [1] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وابن ماكولا [2] ، وعمر بن حسين
الصُّوفيّ، وغيث الأرمنازيّ.
حدَّث في هذه السَّنة بصُور، وانقطع خبره [3] .
258- عبد الخالق بن عبد الوارث [4] .
أبو القاسم السُّيُوريّ المغربيّ المالكيّ.
خاتمة شيوخ القيروان. كان آيةً في معرفة المذهب، بل في معرفة مذاهب
العلماء، زاهدًا صالحًا.
تفقَّه عليه جماعة، وطال عمره.
259- عبد الدَّائم بن الحُسين بن عُبَيْد اللَّه [5] .
أبو الحسن وأبو القاسم الهلاليّ الحَوْرَانيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
هو آخر من سمع من عبد الوهّاب الكِلابيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ،
وطاهر بن سهل الْإِسْفَرائينيّ، وثعلب بن السّرّاج، وإسماعيل بن
السَّمَرْقَنْديّ، وآخرون.
تُوُفّي في شعبان عن ثمانين سنة.
__________
[ (- 515] ب، واللباب 3/ 182، ومختصر تاريخ دمشق 13/ 149 رقم 32،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 199 رقم 889.
[1] هو «معجم الشيوخ» الّذي قمنا بتحقيقه ونشرناه.
[2] وهو قال إنه كتب عنه في حجرة البيّع في ذي الحجة سنة 460 وقال:
ما وجدت عنده غير الجزء الثاني من معجم شيوخ ابن جميع. (الإكمال 7/
215) .
[3] وسمع منه أبو عبد الله محمد بن فتوح الحميدي صاحب «جذوة
المقتبس» . (انظر:
الموسوعة) .
[4] لم أقف على مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الدائم بن الحسن) في:
تاريخ دمشق (بتحقيق سكينة الشهابي) 40/ 59، 60، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 14/ 182، 183 رقم 117، والإعلام بوفيات الأعلام 190،
والعبر 3/ 247.
(30/485)
260- عَبْد المَلِك بْن مُحَمَّد بْن يوسف
[1] .
أَبُو منصور البغداديّ المُلَقَّب بالشّيخ الأجلّ. سِبط أبي الحسن
أَحْمَد السَّوسَنْجِرْديّ.
سمع: أبا عمر بن مهديّ، وأبا محمد بن البيّع، وابن الصُّلت
الأهوازيّ.
روى عنه ابناه.
وقال الخطيب [2] : كان أوحد وقته في فعل الخير ودوام الصَّدقة
والَأفضال على العُلماء، والنَّصرة لَأهل السُّنَّة، والقمع لَأهل
البِدَع.
وتُوُفّي في عَشْر السَّبعين.
وقال ابن خيرون: تُوُفّي في المحرَّم، ودُفِن عند جدِّه لَأُمِّه،
وحضره جميع الأعيان وكان صالحًا عظيم الصّدقة مُتَعَصِّبًا لَأهل
السُّنّة. قد كفى عامة العُلماء والصلحاء رحمه اللَّه.
قلت: كان له صورة كبيرة عند الخليفة وحُرْمة زائدة. وكان رئيس
بغداد وصدرها في وقته، مع الدّين والمروءة والصَّدَقات الوافرة.
وقد استوفى أبو المُظفّر في «المرآة» [3] أخباره.
قال أُبيُّ النَّرْسيّ: رأيتُ في جنازته خلقًا لم أر مثلهم قطّ
كثرة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 434، والمنتظم 8/ 250- 252 رقم 299 (16/ 107- 109
رقم 3394) ، والكامل في التاريخ 10/ 58 وفيه «أبو منصور بن عبد
الملك» ، وتاريخ دولة آل سلجوق 35، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186
وفيه: «عبد الملك بن يوسف» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 333، 334 رقم
154، وتاريخ ابن الوردي 1/ 373، والبداية والنهاية 12/ 97، والنجوم
الزاهرة 5/ 82.
[2] في تاريخ بغداد 10/ 434.
[3] أي مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي.
[4] رثاه ابن الفضل وغيره من الشعراء، وعمّ مصابه المسلمين، وكان
من أعيان الزمان، فمن أفعاله أنه تسلّم المارستان العضدي، وكان قد
دثر واستولى عليه الخراب، فجدّ في عمارته، وجعل فيه ثمانية وعشرين
طبيبا، وثلاثة من الخزّان، إلى غير ذلك، واشترى له الأملاك النفيسة
بعد أن كان ليس به طبيب ولا دواء، وكان كثير المعروف والصلات
والخير، ولم يكن يلقّب في زمانه أحد بالشيخ الأجلّ سواه. (الكامل
في التاريخ 10/ 58) .
(30/486)
261- عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد بْن
عَبْد الوَهَّاب بن عبد القدوس [1] .
أبو القاسم الأنصاري القرطبي المقرئ.
رحل، وقرأ بالرّوايات على: أبي عليّ الأهوازيّ، وأبي القاسم
الزَّيْدِيّ، وابن نفيس.
وسمع من: أبي الحسن بن السِّمْسار.
وكان خطيبًا بليغًا مُجوِّدًا للقراءات بصيرًا بها، عارفًا
بطُرُقِها. رحل النَّاس إليه [2] .
مات في ذي القعدة وقد قارب السِّتّين. وقيل سنة إحدى فيُحَرَّر.
262- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن مالك [3] .
أبو مروان القرطبيّ، الفقيه المالكيّ.
__________
[ (-) ] وقال البنداري:
«كان من أماثل بغداد وأعيانها، والمرجوع إليه في نوائب الليالي
وحدثانها. وكان قد أجمع الناس على صلاحه، واستجادة رأيه واسترجاحه.
ومن جملة خيراته أنه تسلّم البيمارستان العضدي، وقد استولى عليه
الخراب، وناب أوقافه بالنوائب النوّاب. فعمّره وطبّقه، وأحسن في
أحواله ترتيبا، وأقام فيه ثلاثة خزائن وثمانية وعشرين طبيبا. ورثاه
أبو الفضل صرّ درّ بقصيدته التي أولها:
لا قبلنا في ذا المصاب عزاء ... أحسن الدهر بعده أم أساء
(تاريخ دولة آل سلجوق 35) .
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 381 رقم 816، وغاية النهاية 1/ 482 رقم 2004،
وكشف الظنون 1770، وإيضاح المكنون 2/ 527، وهدية العارفين 1/ 637،
ومعجم المؤلفين 6/ 229.
[2] قال ابن الجزريّ: مقريء، محرّر، أستاذ كامل، متقن، كبير،
رحّال، صاحب كتاب «المفتاح» في القراءات ... كان عجبا في تحرير هذا
الشأن ومعرفة فنونه.
وقال ابن بشكوال: كانت الرحلة إليه في وقته.
ولد سنة 403 هـ.
ورّخ ابن الجزري وفاته بسنة 461 هـ.
[3] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 303، 304 رقم 670، وطبقات المفسّرين للسيوطي
22، ومعجم المؤلفين 6/ 245، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 253 رقم
324.
(30/487)
روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عمر بن خضر،
وأبي بكر بن مغيث، وكان حافِظًا للفقه والحديث والتّفسير، عالمًا
بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار، متواضعًا كثير الورع، مجاهدًا
مُتَبَذِّلًا في لباسه، لهُ مُغَلٌّ يسيرٌ من سُمّاق وعِنبٌ
يُنتَفع به.
ومن محفوظاته: كتاب «معاني القُرآن» للنحّاس. ولهُ مُصَنَّف
«مُختَصر في الفقه» ، وله كتاب «ساطع البرهان» في سفر، قال ابن
بشكوال [1] : قرأته على أبي الوليد بن طَرِيف، وقرأه على مؤلِّفه
مرَّات [2] .
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى، ولهُ ستُّون سنة.
263- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر الطُّرْيثِيثيّ [3] .
أبو الحسن المعروف باللّحسانيّ، ويقال: اللّحسائيّ.
يروي عن: أبي مُعَاذ شاه بن عبد الرّحمن الهَرَويّ، وأبي الحسين
الخفّاف، ومحمد بن جعفر المالينيّ.
وعنه: زاهر الشَّحّاميّ، ومنصور بن أَحْمَد الطُّرَيْثِيثيّ.
ولا أعلم متى تُوُفّي، لكن حدث في هذا العام.
وقع لي حديثه بعُلُوٍّ.
264- عمر بن الحسن بن عبد الرحمن [4] .
__________
[1] في الصلة 1/ 303.
[2] وقال ابن بشكوال: «أخبرني أبو طالب المرواني قال: أخبرني محمد
بن فرج الفقيه قال:
جلست يوما إلى ابن مالك فقال لي: ما تمسك من الكتب؟ فقلت له «معاني
القرآن» للنحاس، فقال: افتح منه أيّ مكان شئت، فنشرته فنظرت في أول
صفح منه فقال: أعرضني فيه، فقرأه ظاهرا ما شاء الله ذلك نسقا كأنما
يقرأه في كفّه. ثم قال لي: خذ مكانا آخر، ففعل كذلك، ثم قال: خذ
مكانا ثالثا، ففعل مثل ذلك. فعجبت من قوة حفظه وعلمه» . (الصلة 1/
303) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته. و «الطريثيثي» : بضم الطاء المهملة وفتح
الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الثاء
المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى، هذه النسبة إلى
«طريثيث» وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة، ويقال
لها بالعجمية «ترشيز» .
[4] انظر عن (عمر بن الحسن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 402 رقم 865.
(30/488)
أبو حفص الهَوْزَنيّ الْإِشبيليّ.
روى عن: محمد بن عبد الرحمن العوَّاد، وأبي القاسم بن عصفور، وابن
الأحدب، وأبي عبد الله بن الباجيّ، وغيرهم.
وحجّ وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد المالكيّ بمصر. وكان ذكيّا
ضابطًا مُتَفَنِّنًا في العلوم.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وقتله المُعتَضِد باللَّه
عبّاد ظُلمًا بقصر إشبيليّة في ربيع الآخر، ذبحه بيده ودُفِن
بثيابه بالقصر من غير غُسلٍ ولا صلاة، رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الميم-
265- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن منصور
[1] .
أبو غالب بن العتيقيّ.
حدَّث بدمشق عن: أبيه، وأبي عمر بن مهديّ.
روى عنه: هبة اللَّه بن الأكفانيّ، وغيره.
266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن البطر [2] .
القارئ أبو الفضل الضّرير، أخو أبي الخطَّاب نصر.
روى عن: أبي عمر بن مَهْديّ، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين
ابن بشران.
وبإفادته سمع أبو الخطَّاب.
روى عنه: أبو السُّعود أَحْمَد بن المُجْلي.
وكان من أعيان قُرَّاء الألحان. وكان يُصلّي بالْإِمام القائم
الصّلوات.
267- محمد بن أحمد بن أبي العلاء [3] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/489)
أبو منصور السَّدوسيّ الصّيدلانيّ الكوفيّ.
قال أُبيُّ النَّرسيّ: حدَّثنا عن ابن غزال.
268- محمد بن الحسن [1] بن عليّ [2] .
أبو جعفر الطُّوسِيّ، شيخ الشّيعة وعالمهم.
تُوُفّي بالمشهد المبارك، مشهد أمير المؤمنين رضي اللَّه عنه، في
المُحرَّم.
ولَأبي جعفر الطُّوسيّ تفسير كبير عشرون مُجلَّدة [3] ، وعِدَّة
تصانيف مشهورة [4] قدم
__________
[1] في الأصل «الحسين» ، والتصحيح من كتاب «النهاية في مجرّد الفقه
والفتاوي» ، وكتاب «رجال الطوسي» ، وكتاب «الفهرست» له، ومصادر
ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن الطوسي) في:
الفهرست للطوسي صاحب هذه الترجمة 192- 194 رقم 713، والمنتظم 8/
252 رقم 300 (16/ 110 رقم 3395) ، والكامل في التاريخ 10/ 58،
وتاريخ دولة آل سلجوق 35، وفهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم
لابن بابويه 44، 80، 85، 99، 101، 108، 109، 153، 164، وسير أعلام
النبلاء 18/ 334، 335 رقم 155، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/
126، 127 والبداية والنهاية 12/ 97، والكنى والألقاب للقمي 1/ 219،
والوافي بالوفيات 2/ 349، والدرّة المضيّة 387، ولسان الميزان 5/
135، والنجوم الزاهرة 5/ 82، وطبقات المفسّرين للسيوطي 29، وطبقات
المفسّرين للداوديّ 2/ 126، 127، وروضات الجنّات 580، والرجال
للنجاشي 287، 288، وكشف الظنون 452، 581، وخلاصة الأقوال في أحوال
الرجال للحلّي 73، والوجيزة للمجلسي 163، ولؤلؤة البحرين للبحراني
245، ومجمع الرجال للقهبائي 5/ 191- 194، والذريعة إلى تصانيف
الشيعة 2/ 14، 269، 486 و 3/ 328 و 5/ 145، وطبقات أعلام الشيعة
(النابس في القرن الخامس) لآغابزرگ الطهراني 161، 162، ومنهج
المقال 292، 293، ومنتهى المقال 269، 270، وتنقيح المقال 3/ 104،
105، ومصفّى المقال 402، 403، وفوائد الرضوية 470- 473، وإيضاح
المكنون 1/ 223، 318، 341، 604 و 2/ 95، 212، 276، 286، 335، 424،
454، 573، 722، وهدية العارفين 2/ 72، وأعيان الشيعة 44/ 33- 52،
والأعلام 6/ 84، 85، ومعجم المؤلفين 9/ 202، وانظر مقدّمة كتابه
«الرجال» ، ففيه مصادر أخرى لترجمته، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 147- 152 (في ترجمة عبد العزيز بن نحرير
البراج، رقم 824) ، وأمل الآمل (انظر فهرس الأعلام 2/ 410) ، ومعجم
طبقات الحفاظ والمفسّرين 274 رقم 476.
[3] يعرف باسم: «البيان في تفسير القرآن» ، ولم يذكره الطوسي في
«الفهرست» الّذي وضعه بأسماء مؤلّفاته، وذكره السيد علي بن طاووس
في كتابه «سعد السعود» ، وذكره غيره من أرباب المعاجم. طبع أولا في
طهران في مجلّدين كبيرين 1360 و 1365 هـ. ثم طبع في النجف الأشرف 5
أجزاء، والباقي في بيروت. انظر مقدّمة كتابه (الرجال) - ص 93 و 96،
97.
[4] منها: «كتاب الرجال، وقد ألّفه إجابة لسؤال تلميذه وخليفته في
الشام قاضي طرابلس عبد-
(30/490)
بغداد وتعيِّن، وتفقَّه للشّافعيّ، ولزم
الشّيخ المُفيد مُدَّة، فتحوَّل رافضيَّا.
وحدَّث عن هلال الحفَّار.
روى عنه ابنه أبو عليّ الحسن.
وقد أحرقت كتبه غير مرّة، واختفى لكونه ينقص السَّلف [1] .
وكان ينزل بالكَرْخ، ثمّ انتقل إلى مشهد الكوفة.
269- محمد بْن عبد اللَّه بْن مَسْلَمة [2] .
أبو بكر التُّجَيْبيّ، المُلَقَّب بالمظفّر، صاحب بَطَلْيُوس.
ويُعْرَف بابن الأفطس.
كان أديبًا جمَّ المعرفة، جمَّاعةٌ للكُتُب. لم يكن في ملوك
الأندلُس من يفوقه في الأدب.
وله كتاب «التّذكرة» في عدَّة فنون، خمسين مُجَلَّدًا.
ورَّخهُ ابن الأبَّار.
270- محمد بن عليّ بن محمد بن موسى [3] .
__________
[ (-) ] العزيز بن نحرير المعروف بابن البرّاج، والفهرست، و «تهذيب
الأحكام» ، وقد طبع في مجلّدين كبيرين بإيران سنة 1317 هـ. ثم أعيد
طبعه في النجف الأشرف، و «الاستبصار فيما اختلف من الأخبار» ، وطبع
أولا في المطبعة الجعفرية في لكهنو بالهند سنة 1307 هـ، ثم طبع في
طهران سنة 1317 هـ، وطبع ثالثا في النجف الأشرف سنتي 1375- 1376
هـ. في 3 أجزاء. وله: الخلاف في الأحكام» ، وطبع في طهران سنة 1370
هـ. في مجلّدين، ثم أعيد طبعه في قمّ بإيران في ثلاثة أجزاء. و
«الجمل والعقود» بطلب من قاضي طرابلس ابن البرّاج، و «النهاية في
مجرّد الفقه والفتاوى» ، وطبع في إيران سنة 1276 هـ. ومعه كتاب
«نكت النهاية» للحلّي، وكتاب «الجواهر» لقاضي طرابلس ابن البراج،
وغيره ضمن مجلّد كبير باسم «جوامع الفقه» ، و «المبسوط» في الفقه،
وطبع في إيران سنة 1271 هـ. وغيره.
[1] الكامل في التاريخ 10/ 58.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مسلمة) في:
البيان المغرب 3/ 220، والوافي بالوفيات 3/ 323، ومعجم المؤلفين
10/ 246.
[3] انظر عن (محمد بن علي السلمي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) (39/ 9- 11) و 9/ 432، 433 و 11/
507، وميزان الاعتدال 3/ 660، وملخّص تاريخ الإسلام (مخطوطة ابن
الملّا) 7/ 54 أ، ولسان الميزان 5/ 315، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 309 رقم 1546.
(30/491)
أبو بكر السُّلَميّ الدّمشقيّ الحدَّاد.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نَصْر،
والحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر،
وطائفة كبيرة [1] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرّواسيّ، وابن ماكولا، وهبة الله
بن الأكفاني، وآخرون.
قال الكتاني: توفي في رمضان.
قال: وكان يكذب، يدعي شيوخا ما سمع منهم بجهل. حدَّث عن ابن
الصَّلت المُجبّر، فقيل له في ذلك، فقال: كان مسجده عندنا. وذاك لم
يبرح بغداد.
271- مُحَمَّد بْن عَلي بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن رجاء بن أبي
العَيْش [2] .
الَأطرابُلُسيّ الْجُمَحيّ أبو العَيْش القاضي.
حدَّث عن: منير بن أحمد بن الخلال، وأبي محمد بن النَّحّاس، وأبي
عبد اللَّه بن أبي كامل الأَطْرَابُلُسِيّ.
وولي قضاء صيداء [3] .
__________
[1] ومنهم أيضا: أبو علي الحسن بن حمزة المعروف بابن أبي فجّة
البعلبكي، وأبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الشامّ الأطرابلسي
الشاهد. (تاريخ دمشق 9/ 432، 433 و 11/ 507) .
[2] انظر عن (محمد بن علي الأطرابلسي) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 11، 12، ومعجم البلدان 2/ 492،
وبغية الطلب لابن العديم الحلبي (وصوّره معهد المخطوطات) 1/ 16،
وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة الأوقاف العراقية
ببغداد) 7/ 54 أو 69 أ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 4/ 307- 309 رقم 1545.
[3] قال ابن عساكر: استنابه القاضي ابن أبي عقيل على قضاء صيدا،
وكان سنّيّا.
وقال ابن الأكفاني: وزار أبو العيش دمشق في شهر رمضان سنة 458 ولم
يكن معه من أصوله شيء: ولم يسمع منه، وما حدّث بدمشق بشيء. وقال:
كان صالحا.
وقال الكتاني: ورد الخبر من أطرابلس في شعبان سنة 460 بوفاة أبي
العيش. وقال ابن العديم: سمعه بطرابلس أحمد بن الحسن بن الحسين
الشيرازي الواعظ.
(30/492)
روى عنه: عمر الرُّواسيّ، ومكّي
الرُّمَيْلِيّ.
تُوُفّي في شعبان.
272- محمد بن محمد [1] .
أبو سعيد أميرجة الهَرَوِي الواعظ.
حدَّث عن: القاضي أبي منصور الأزديّ، ويحيى بن عمَّار.
سمع منه جماعة.
273- محمد بن موسى بن فتح [2] .
أبو بكر الأنصاريّ البَطَلْيُوسيّ، المعروف بابن القرّاب.
سمع بقرطبة من: عبد الوارث بن سُفْيان، وأبي محمد الأصيليّ، وخلف
بن القاسم، وجماعة.
وكان عالِمًا بالَآثار والَأخبار، متفنِّنًا في العلوم، ديِّنًا
مُنعزِلًا [3] .
روى عنه: أبو عليّ الغسَّانيّ.
تُوُفِّي ببَطْلُيوس في جُمادى الآخرة.
274- مُحَلَّم بن إسماعيل بن مُضَر الضَّبيّ [4] .
أبو مُضَر الهَرَويّ.
تُوُفّي بهراة، وكان عالي الْإِسناد.
قد سمع من: الخليل بن أَحْمَد السِّجْزيّ، وغيره.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الفضيليّ، وطائفة.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن موسى) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 542 رقم 1189.
[3] زاد ابن بشكوال: «وكان مع ذلك حسن الدين، ثقة في جميع أحواله،
وكان على مذاهب أهل التفرّد والعزلة عن الدنيا، فكان ربّما عوتب في
ذلك عتاب تخوّف من السلطان فمن دونه فيقول مقال أهل التوكل على
الله» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/493)
275- منتجع بن أَحْمَد بن محمد بن المنتجع
[1] .
أبو طاهر الكاتب.
تُوُفِّي بأصبهان.
يروي عن: أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الحدَّاد.
- حرف الياء-
276- يحيى ابن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النُّون
[2] .
أبو زكريا المأمون الهوَّاريّ الأندلُسيّ.
تغلَّب أبوه على طُليْطُلَة سنة بضعٍ وعشرين وأربعمائة، وذلك
أنَّهُم خلعوا طاعة بني أُميَّة، فرأس عليهم إسماعيل، ثم مات سنة
خمسٍ وثلاثين، فولي الأمر بعده ولده الميمون خمسًا وعشرين سنة.
ثم ولي بعده يحيى القادر ولده فاشتغل بالخلاعة واللَّعِب، وهادنَ
الفرنج، وصادر الرَّعيَّة واستعمل الرُّعَاع، فلم تزل الفرنج تطوي
حصونه حتَّى تغلَّبت على طُلَيْطُلَة في سنة ثمانٍ وسبعين
وأربعمائة. وتأخر هو إلى بَلَنْسِيَةَ.
ومن أخبار المأمون أنّهُ أراد أن يستعين بالفرنج على أخذ المدن
والحصون، فكتب إلى ملك الفرنْج الّذي من ناحيته أنْ تعال إليَّ في
مائةٍ من فرسانك والقني في مكان كذا.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (يحيى ابن الأمير إسماعيل) في:
الذخيرة لابن بسّام، القسم 4، مجلّد 1/ 147- 149، والكامل في
التاريخ 9/ 288، 289، والحلّة السيراء 2/ 129، 130، 167، 169، 171،
172، 177، والمغرب في حلي المغرب 2/ 12، وسير أعلام النبلاء 18/
220، 221 رقم 106، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 169، 172، 173،
وتاريخ ابن خلدون 4/ 161، وأزهار الرياض 2/ 208، ونفح الطيب 1/
529، 643، وأعمال الأعلام 2/ 205، 206، ومعجم الأنساب والأسرات
الحاكمة 89، والأعلام 8/ 138.
(30/494)
ثمَّ سار للقيه في مائتيّ فارس، وجاء ذلك
في ستَّة آلاف، فأمرهم أن يكمنوا وقال: إذا رأيتمونا قد اجتمعنا،
فأُحيطوا بنا، فلمّا اجتمعا أحاط بهم السِّتة آلاف، فلمَّا رآهم
المأمون سُقِطَ في يده واضطرب، فقال له الفرنْجيّ: يا يحيى، وحقِّ
الْإِنجيل ما كنت أظُنُّكَ إِلَّا عاقِلًا، وأنت أحمقُ خَلْقِ
اللَّه تعالى، خرجت إليّ في هذا العدد القليل، وسلَّمت إليّ
مُهْجَتك بلا عهد، ولا بيننا دين، فو حقّ الْإِنجيل لَا نجوت منِّي
حتى تُعْطينيّ ما أشترطه.
قال المأمون: فاشترِطْ واقْتَصِد.
قال: تُعطيني الحصن الفلانيّ، والحصن الفُلانيّ، وسمَّى حصونًا،
وتجعل لي عليك مالًا كل عام.
ففعل المأمون ذلك وسلّم إله الحصون، ورجع بِشَرِّ حال، وتراكم
الخذلان عليه، ولا قوّة إِلَّا باللَّه.
تُوُفّي سنة ستِّين.
277- يحيى بن صاعد بن محمد [1] .
قاضي القُضاة أبو سعد ابن القاضي أبي سعيد ابن القاضي عماد
الْإِسلام أبي العلاء النَّيْسابوريّ الحنفيّ.
ولد سنة إحدى وأربعمائة.
وسمع من جدِّه، وولي قضاء الرِّيّ بعد نيسابور.
وقد خرّج له الفوائد، وأملى سنين. وكان من وجوه القضاة والأئمّة
الرؤساء [2] .
روى عنه: ابن أخيه قاضي القُضاة محمد بن أَحْمَد بن صاعد.
وتُوُفّي بالرّيِّ في ربيع الأوّل.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن صاعد) في:
المنتخب من السياق 484، 485 رقم 645، وفيه: «يحيى بن محمد بن صاعد»
، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 96 أ، وبدائع الزهور ج 1
ق 1/ 219.
[2] المنتخب 484، 485.
(30/495)
ذكر المُتَوَفّين تقريبًا في هذا الوقت
- حرف الألِف-
278- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن بلال المُرْسيّ
النَّحويّ [1] .
صاحب «شرح غريب المُصّنَّف» لأبي عبيد، و «شرح إصلاح المنطق» لابن
السُّكّيت. كان يُقرئ النَّاس العربيّة بالَأندلُس.
قال ابن الأبَّار: توفِّي قريبًا من سنة ستّين وأربعمائة.
279- أَحْمَد بن عليّ بن هارون بن البُنّ [2] .
أبو الفضل السّامريّ الأديب، من رؤساء الشّيعة وفُضلائهم.
سمع: الحسن بن محمد بن الفحَّام، وعليّ بن أَحْمَد الرَّفّاء
السّامرييّن.
أخذ عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو نصر بن ماكولا [3] ، وأبو الكرم
فاخر، ومحمد بن هلال بن الصّابيء.
280- أَحْمَد بن منصور بن أبي الفضل [4] .
الفقيه أبو الفضل الضّبعيّ السّرخسيّ الهوذيّ [5] الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد النحويّ) في:
الوافي بالوفيات 7/ 361 رقم 3350، وبغية الوعاة 1/ 157، وروضات
الجنات 69، وكشف الظنون 108، 1209، ومعجم المؤلفين 2/ 66.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن هارون) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 265، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 95،
وتوضيح المشتبه 1/ 619.
و «البنّ» : بضم الباء الموحّدة، وتشديد النون.
[3] وهو قال: كانت لأبيه وعمّه رياسة وجلالة.. وكان يتشيّع.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] الهوذيّ: بضم الهاء والواو الساكنة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى هوذ، وهو بطن من عذرة، وهو الهوذ بن عمرو بن
الأحبّ. (الأنساب 12/ 354) .
(30/496)
من أقارب خارجة بن مُصْعَب الضّبعيّ، بضادٍ
مُعَجَّمة.
قدِم بغداد شابًّا فتفقه على: أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ.
وسمع بها وبخُرَاسان من طائفة.
وكان بارعًا مُناظرًا واعظًا، كبير القدر.
قال أبو الفتح العيَّاضيّ في «رسالته» : وأبو الفضل الهوذيّ في
الفقه ما أثبته، وعن مجلس النَّظر ما أنظره، وعلى المنبر ما أفصحه.
وقال ابن السّمعانيّ: حدَّث بِسَرْخَس «بسُنَن أبي داود» ، عن
القاضي أبي عمر الهاشميّ [1] .
وكانت ولادته تقريبا في سنة سبعين وثلاثمائة.
قلت: أتوهّمه بقي إلى حدود الخمسين وأربعمائة.
281- أَحْمَد بن محمد بن الهيصم [2] .
أبو الفَرَج.
من أماثل أولاد أبيه فضلًا وورعًا وزُهدًا ووعظًا. خرج من خُراسان
إلى غَزْنَة، فدرّس بها مُدّة. ووعظ، ثُمّ عاد إلى خُراسان وروى
الحديث وخرَّج.
وكان حادّ الفراسة، قويّ الفِكْر.
تُوُفّي سنة نيِّفٍ وخمسين. وكان أبوه من كبار علماء زمانه، ومن
أئِمّة السُّنّة، إِلَّا أنَّهُ من الكرّاميّة، نسأل اللَّه
السلامة.
282- أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه [3] .
__________
[1] هو: القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس الهاشمي، قاضي
البصرة وبها حدّث بسنن أبي داود. توفّي سنة 414 هـ. (تاريخ بغداد
12/ 451، 452 رقم 6935، الأنساب 12/ 304، 305) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه) في:
تاريخ الحكماء 438، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي
أصيبعة 2/ 21، 22، والوافي بالوفيات 7/ 53- 55 رقم 2986، وكشف
الظنون 573، 849- 853، 856، 861، 880، 884، 888، 891، 895، 896،
900، 1393، 1643، 1755، 1975، 1984، وإيضاح المكنون 2/ 259، ومعجم
المؤلفين 1/ 269.
(30/497)
أبو عليّ الْأصبهانيّ، صاحب «الرّسائل
الأربعين في الطّبّ» .
وله كتاب «الجامع المُختصر» في الطِّب، وكتاب «القانون الصّغير»
المُلقَّب «بالكافي في الطِّب» ، وكتاب «المُغيث» في الطِّب [1] ،
وغير ذلك [2] .
283- إبراهيم بن مسعود [3] .
أبو إسحاق التُّجَيْبِيّ الزَّاهِد، المعروف بالْإِلْبِيريّ.
كان من أهل غُرْنَاطة.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زَمنين.
وكان شاعِرًا مُجَوِّدًا، لهُ في الحِكم والمواعظ.
روى عنه: عبد الواحد بن عيسى، وعمر بن خلف الإلبيريّان.
284- إبراهيم بن الحسين بن حاتم بن صولة [4] .
أبو نصر البغداديّ البزّاز، نزيل مصر.
روى عن: أبي أحمد بن أبي مسلم الفَرَضِيّ.
روى عنه: هبة اللَّه بن عبد الوارث الشِّيرازيّ، ومحمد بن أَحْمَد
الرَّازيّ، وابنه عليّ بن إبراهيم.
__________
[1] انظر عن مؤلّفاته الكثيرة في: عيون الأنباء 2/ 21، 22، والوافي
بالوفيات 7/ 53- 55.
[2] ومن شعره- وقيل لأبيه-:
ويمسي المرء ذا أجل قريب ... وفي الدنيا له أمل طويل
ويعجّل بالرحيل وليس يدري ... إلى ماذا يقرّ به الرحيل
وله:
ويحرز أموالا رجال أشحّة ... وتشغل عما خلفهنّ وتذهل
لعمرك ما الدنيا بشيء ولا المنى ... بشيء وما الإنسان إلا معلّل
(عيون الأنباء 2/ 22، الوافي بالوفيات 7/ 55) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/498)
- حرف الثّاء-
285- ثابت بن أسلم بن عبد الوهّاب [1] .
أبو الحسن الحلبيّ، أحد علماء الشّيعة.
وكان من كبار النُّحاة. صنَّف كتابًا في تعليل قراءة عاصم، وأنَّها
قراءة قُريش.
وكان من كبار تلامذة أبي الصّلاح. تصدَّر للإفادة بعده، وتولّى
خزانة الكُتُب بحلب، فقال من بحلب من الْإِسماعيليّة: إنَّ هذا
يُفسِد الدَّعوة.
وكان قد صنَّف كتابًا في كشف عوارهم، وابتداء دعوتهم، وكيف بُنِيت
على المخاريق.
فحُمِل إلى صاحب مصر فأمر بصَلْبِه، فصُلِبَ، فرحمه اللَّه ولعنَ
من صلبه. وأُحْرِقت خزانة الكُتُب الّتي بحلب، وكان فيها عشرة آلاف
مُجلَّدة من وقف سيف الدّولة بن حمدان، وغيره.
- حرف الحاء-
286- الحسين بن أحمد بن علي [2] .
أبو نصر النّيسابوريّ القاضي [3] .
__________
[1] انظر عن (ثابت بن أسلم) في:
سير أعلام النبلاء 18/ 176 رقم 92، والوافي بالوفيات 10/ 470،
وبغية الوعاة 1/ 480، وروضات الجنات 142، وهدية العارفين 1/ 248،
وأعيان الشيعة 15/ 12، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في أعيان القرن
الخامس) 414، ومعجم المؤلفين 3/ 99) .
[2] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
المنتخب من السياق 200 رقم 592.
[3] قال عبد الغافر: رجل نسيب من أولاد القضاة وبيت العلم.. تفقّه
على القاضي أبي الهيثم، وتولّى قضاء قائن مدّة. وكان مولده في رجب
سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وتوفي يوم الثلاثاء التاسع من ذي
القعدة سنة خمس وستين وأربعمائة، ولم أسمع منه شيئا وإن سمعت فلم
أظفر به.
أقول إن صحّ تاريخ وفاته فينبغي أن يحوّل من هنا ويؤخّر.
(30/499)
سمع: أبا الحسين الخفَّاف.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ، وغيره.
287- حَيْدرة بن الحسين [1] .
الَأمير مُعتَز الدَّولة أبو المكرَّم، المُلّقَّب بالمؤيّد.
ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فبقي عليها إلى سنة
خمسين. ثم عُزِل [2] ، ثم ولي بعده أمير الجيوش بدر.
روى عن الحسين بن أبي كامل الطَّرَابُلُسيّ.
وعَنْه: الخطيب، والنَّسيب.
288- حَيْدَرَة بن مَنْزُو بن النُّعْمَان [3] .
الَأمير أبو المعلّى الكُتّاميّ.
ولي إمرة دمشق بعد هرب أمير الجيوش عنها، فحكم بها شهرين في سنة
ستّ وخمسين. وعزل بدريّ المُستَنْصِريّ.
- حرف الرَّاء-
289- رئيس العراقين أبو أَحْمَد النّهاونديّ [4] .
__________
[1] انظر عن (حيدرة بن الحسين) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و (12/ 17، 18) ، ومختصر
تاريخ دمشق لابن منظور، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 28 و 212،
وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة الأوقاف العراقية
ببغداد) 7/ 55 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 22، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 195، 196 رقم 547.
[2] ثم وليها دفعة ثانية يوم الإثنين 18 من ذي القعدة 453 من
سبكتكين، فأقام واليا بها إلى أن انصرف عنها في ربيع الأول 455
لثماني عشرة خلت منه، ويقال في ربيع الآخر.
[3] انظر عن (حيدرة بن منزو) في:
ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 92، 96، 97، وأمراء دمشق في الإسلام
28 رقم 95، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 25.
[4] انظر عن (رئيس العراقين) في:
الجزء الأسبق من (تاريخ الإسلام) في الحوادث.
(30/500)
ورُتبته دون رُتبة الوزارة بقليل.
جلس للمظالم بنفسه، وأباد المُفسِّرين من بغداد، واطرح كل راحةٍ
إِلَّا النّظر في مصالح المسلمين، حتى أمن النَّاس، وصار الرجال
والنِّساء يمشون بالليل والنَّهار مطمئنِّين ببغداد.
وكفَّ أذى العجم عن النَّاس، وأقام الخُفراء وضبط الأمور، وأقام
العدل.
ونادى بأن السُّلطان قد رد المواريث إلى ذوي الأرحام. فاتَّفق موت
إنسانٍ له بنت خلَّف ثلاثة آلاف دينار، فأخبروه، فقال: رُدُّوا
عليها النِّصف الآخر.
وضرب للنَّاس الدراهم وأبطل قراضة الذّهب، ورفع بعض المكوس،
فاتّصلت الألسن بالدُّعاء له.
وكانت سيرته تشبه سيرة عميد الجيوش.
وعُمرت بغداد من الجانبين بهمته وقيامه، وقبض على أميرك اللّصّ
وغرّقه، وأراح النّاس منه. وكان يهجم دور النّاس نهارًا، ويأخذ
أموالهم. وكان يؤدّي إلى عميد العراق كل يومٍ دينارًا. وعميد
العراق هو الّذي غرَّقه البساسيريّ. فدخل أميرك على صَيْرَفيّ وأخذ
كيسه، فاستغاث الصَّيْرَفيّ، فلم يشعُر إِلَّا بأميرك وقد قبض على
يده وقال: ما لك؟ أنا أخذته من بيتك ولكنّ فيه ذَهَب زغل ولا أفكّك
إلى عميد العراق.
فخاف وقال: أنت في حِلٍّ منه فدعني. وهو يقول: واللَّه ما أُفارقك.
فسألت النَّاسُ أميرَك، ودخلوا عليه حتّى أخذ خمسة دنانير منها
ومضى.
- حرف الزَّاي-
290- زاهر بن عطاء النَّسويّ [1] .
سمع: أبا نعيم الأسفرائينيّ.
وعنه: زاهر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
(30/501)
- حرف السِّين-
291- سعيد بن محمد بن محمد [1] .
أبو عثمان النَّيسابوريّ.
عن: الخفّاف.
وعنه: زاهر.
292- سعيد بن منصور بن مِسْعَر بن محمد بن حمدان [2] .
أبو المُظَفَّر القُشَيْريّ النّيْسَابوريّ المؤدِّب، الصائغ.
ثقة، صيِّن.
سمع من: أبي طاهر بن خُزَيْمة، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان سنة نَيِّفٍ وخمسين.
روى عنه: أبو سعد عبد الواحد بن القُشَيْريّ، وزاهر الشَّحّاميّ.
- حرف الصَّاد-
293- صخر بْن مُحَمَّد [3] .
أبو عُبَيْد الطُّوسيّ الحاكم [4] .
عن: أبي الحسن العلويّ.
وعنه: زاهر.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (سعيد بن منصور) في:
المنتخب من السياق 235، 236 رقم 740.
[3] انظر عن (صخر بن محمد) في:
المنتخب من السياق 258 رقم 832 واسمه كاملا: «صخر بن مُحَمَّد بن
مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي صخر الطوسي» .
[4] قال عبد الغافر: «أبو عبيد معروف فقيه فاضل من وجوه مشايخ طوس
ومقدّميهم. قدم نيسابور متفقّها ومستفيدا، وسمع وعاد إلى وطنه،
وعقد له مجلس الإملاء، وتوفي في صفر سنة ست وخمسين وأربعمائة» .
أقول: ينبغي أن تحوّل هذه الترجمة وتتقدّم إلى وفيات سنة 456 هـ.
(30/502)
- حرف العين-
294- عائشة بنت القاضي أبي عمر البَسْطَاميّ [1] .
سمعت: الخفَّاف، وغيره.
روى عنها: زاهر في «مَشْيَخَتِه» .
295- عبد الرّحمن بن إسحاق [2] .
أبو أَحْمَد العامريّ النَّيْسَابُوريّ.
شيخُ مُسِن.
سمع من: أَحْمَد بن محمد الخفَّاف.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذِّن، وغيره.
296- عبد الرحمن بن إسماعيل بن جَوْشن [3] .
أبو المُطرِّف الطُّليْطُليّ، الحافظ.
عن: عبدوس بن محمد، وفتح بن إبراهيم، وخَلَف بن القاسم، وأبي
المُطرَّف القَنَازِعيّ، وخلق.
وعنه: الطّبنيّ، والزَّهْراويّ.
وكان ثقة مكثرًا، عارفًا بالَآثار وأسماء الرّجال [4] .
297- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن أبي صادق [5] .
__________
[1] انظر عن (عائشة بنت القاضي أبي عمر) في:
المنتخب من السياق 404 رقم 1377.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن إسماعيل) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 336 رقم 714.
[4] وكان من أهل الإكثار في ذلك والاحتفال، وكتب بخطّه علما كثيرا،
وكان ثقة فاضلا، وذكر عنه أنه كان يختلف إلى عبدوس بن محمد بثياب
الخزّ، فقال له: إن كنت تحبّ أن تختلف إليّ بثياب الكتّان وإلّا
فلا تأتني، فامتثل قوله.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عليّ) في:
المنتخب من السياق 316 رقم 140.
(30/503)
الَأستاذ أبو القاسم النَّيْسَابُوريّ.
إمام عصره في الطَّبّ بخُراسان.
له «شرح فصول بُقْرَاط» .
قد حدّث به في سنة ستّين وأربعمائة.
وكتبه في غاية الجودة. وكان شديد العناية بكتب جالينُوس. وقد اجتمع
بابن سينا، وأخذ عنه.
وله «شرح مسائل حنين» ، و «شرح منافع الأعضاء» لجالينوس، أجاد فيه
ما شاء، وغير ذلك. وجمع تاريخًا.
298- عليّ بن الحسين [1] .
أبو نصر بن أبي سَلَمَة الصُّيْداويّ الورَّاق المُعدّل.
روى عن: أبي الحسين بن جُمَيْع.
وعنه: الخطب، ومكي الرميلي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد
الشّيرازيّ.
299- علي بن عبد الله بن أحمد [2] .
أبو الحسن بن أبي الطيب النيسابوري.
كان رأسا في تفسير القرآن. له «التفسير الكبير» في ثلاثين مجلّدة،
و «الأوسط» في إحدى عشرة مجلّدة، و «الصّغير» ثلاث مجلدات.
وكان يملي ذلك من حفظه، ولم يخلف من الكتب سوى أربع مجلدات، إلا
أنَّهُ كان من حُفَّاظ العِلم. وكان ذا ورع وعبادة.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في:
موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 1/ 191 و 418، وتاريخ
بغداد 1/ 256 و 306 و 2/ 14 و 63 و 10/ 417، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 29/ 42، ومعجم البلدان 3/ 437، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 17/ 226 رقم 127، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 324 رقم 1070.
[2] انظر عن (علي بن عبد الله) في:
معجم الأدباء 13/ 273- 276، وسير أعلام النبلاء 18/ 173، 174 رقم
90، وطبقات المفسّرين للسيوطي 23، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/
405، ومعجم المؤلفين 7/ 130، 131، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين
256 رقم 353.
(30/504)
قِيلَ إنَّهُ حُمِل إلى السُّلطان محمود بن
سُبُكْتِكِين، فلّما دخل جلس بغير إذن، وأخذ في رواية حديثٍ بلا
أمر. فأمر السُّلطان غُلامًا، فلكمه لكمه أطرشته. وكان ثمَّ من
عرَّف السُّلطان منزلته من الدِّين والعِلم، فاعتذر إليه، وأمر له
بمال، فامتنع، فقال السُّلطان: يا هذا، إنّ للملك صَوْلَة، وهو
محتاجٌ إلى السِّياسة، ورأيتك تعدَّيت الواجب، فاجعلني في حِلٍّ.
قال: اللَّه بيننا بالمِرصاد، وإنَّما أحضرتني للوعظ وسماع أخبار
الرَّسول صلّى اللَّه عليه وسلم وللخشوع، لَا لإقامة قوانين
المُلْك. فخجل السُّلطان وعانقه [1] .
ذكره ياقوت في «تاريخ الأدباء» [2] وقال: مات في شوّال سنة ثمان
وخمسين وأربعمائة بسانْزُوار.
300- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [3] .
أَبُو الْحَسَن الزّوزنيّ البحّائيّ [4] ، الأديب.
شيخ فاضل عالم. وهو والد القاضي أبي القاسم.
حدَّث عن: محمد بن أَحْمَد بن هارون الزَّوَزْنِيّ، عن أبي حاتم بن
حبَّان.
ذكره عبد الغافر مُختَصرًا.
وروى عنه: هبة اللَّه بن سهل السِّيّديّ، وزاهر بن طاهر، وتميم بن
أبي سعيد.
وحدَّث في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وهو راوي كتاب «الأنواع والتَّقاسيم» .
301- عليّ بن محمد بن عليّ بن المصحّح [5] .
__________
[1] معجم الأدباء 13/ 274، 275.
[2] هو المعروف ب «معجم الأدباء» أو «إرشاد الأريب» .
[3] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في:
المنتخب من السياق 382 رقم 1282.
[4] البحّاثي: بفتح الباء الموحّدة والحاء المهملة المشدّدة، وفي
آخرها الثاء المثلّثة، هذه النسبة إلى البحّاث وهو لقب لبعض أجداد
المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 91) .
[5] انظر عن (علي بن محمد البكري) في:
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 162، 163 رقم 86.
(30/505)
أبو الحسن البكريّ الدّمشقيّ.
عن: عبد الرّحمن بن أبي نصر.
وعنه: هبة اللَّه بن الأكفانيّ، وأبو محمد بن السَّمرقنديّ.
302- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] .
أَبُو الْحَسَن بن الدُّوريّ.
عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عَنْهُ «جزء ابن أبي ثابت» .
سمعه منه: عمر الرُّواسيّ، وأبو محمد بن السَّمَرْقَنْديّ،
وغيرهما.
303- عمر بن شاه بن محمد [2] .
أبو حفص النّيسابوريّ الصّوّاف. مقريء مُسْنِد.
سمع من: محمد بن أَحْمَد بن عبدوس المُزَكّيّ.
روى عنه: إسماعيل بن المؤذِّن.
- حرف الميم-
304- محمد بن أَحْمَد [3] .
أبو عبد الله المروزيّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بالخضريّ [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عمر بن شاه) في:
المنتخب من السياق 368 رقم 1220 وفيه: «عمر بن شاه بن الحسين
الصواف المقري، أبو حفص النيسابورىّ، سمع عن أبي أحمد المراري،
وطبقته» .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الخضري) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 96، والإكمال لابن ماكولا 3/ 252،
والأنساب 5/ 141، واللباب 1/ 451، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 276،
ووفيات الأعيان 4/ 215، 216، وسير أعلام النبلاء 18/ 172، 173 رقم
89، والوافي بالوفيات 2/ 72، 73، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
100، 101، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 469، وتبصير المنتبه 2/
504، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 109،
وشذرات الذهب 3/ 82.
[4] في (تاريخ الخلفاء 423) : «الحضرميّ» . وهو غلط.
وفي الأصل، والإكمال 3/ 252، وتبصير المنتبه 2/ 504 بكسر الخاء
وسكون الصاد المعجمتين. -
(30/506)
كان يُضْرب به المثل في قوَّة الحِفظ
وقِلَّة النِّسيان. وكان من كبار أصحاب القَفَّال [1] . وله في
المَذهب وجوه غريبة نقلها الخُرَاسانيّون.
وقد روى أنّ الشَّافعيّ صحح دلالة الصبيّ على القِبلة. وكان ثقة في
نقله، وله معرفة بالحديث.
ونسبته إلى الخِضْر بعض أجداده.
تُوُفِّي في عَشْر الثمانين.
305- محمد بن بيان بن محمد [2] .
الفقيه الكازرونيّ الشّافعيّ.
سكن آمِدْ.
تقدَّم في سنة 455.
306- محمد بن الحسن بن عبد الرّحمن بن عبد الوارث الرّازيّ [3] .
أبو بكر.
سمع بمصر: أبا محمد عبد الرّحمن بن النَّحّاس، وبأصبهان من: أبي
نُعَيْم الحافظ، وبالَأندلُس من: أبي عمرو الدَّانيّ.
وكان صالحًا مُتواضِعًا حليمًا.
حدَّث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد
الباجيّ.
__________
[ (-) ] أما في (الأنساب 5/ 141) فقال ابن السمعاني: «الصحيح في
هذه النسبة الخضري بفتح الخاء وكسر الضاد، ولكن لما ثقل عليهم
قالوا: «الخضري» .
ونسبها (ابن خلّكان) في (وفيات الأعيان 4/ 215، 216) إلى «الخضر»
في إحدى اللغتين، فقال: وأما من يقول: الخضر، فقياسه أن يقال:
الخضري بفتح الضاد، كما قالوا في النسبة إلى نمرة: نمرى، وهو باب
مطّرد لا يخرج عنه شيء.
[1] وفيات الأعيان 4/ 215، أما السبكي فقال: «وما أرى القفال إلا
من المتفقهة عليه، وطالما قال القفال: سألت أبا زيد، وسألت الخضري»
. (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 100) .
[2] تقدّمت ترجمته برقم (143) .
[3] انظر عن (محمد بن الحسن) في:
جذوة المقتبس للحميدي 50 رقم 36 وفيه: «محمد بن الحسن الوارث
الرازيّ» .
(30/507)
قال الحُمَيْديّ: سمعنا منه.
ومات غريقًا بعد الخمسين وأربعمائة بالَأندلس.
307- محمد بن الحُسين بن يحيى بن سعيد بن بِشْر [1] .
الفقيه أبو سَعْد الهمذانيّ الصَّفّار، مفتي همذان.
روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وأبي بكر أَحْمَد بن عبد
الرحمن الشّيرازيّ، وأبي القاسم الصّرصريّ، والشّيخ أبي حامد
الأسفرايينيّ، وأبي أحمد الفرضي، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة.
قال شيرويه: أدركته ولم يقض لي السَّماع منه، وكان ثقة.
ويُقال: جُنَّ في آخر عمره. وكان يعرف الحديث.
وُلِدَ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
قلت: وتُوُفّي سنة إحدى وستِّين فِي جُمَادَى الأولى.
308- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن محمد بْن عليّ بن تَوْبة [2] .
أبو طاهر البُخاريّ الزَّرّاد.
سمع: أبا عبد اللَّه الحسين ... [3] الحليميّ، وأبا نصر
الكلاباذيّ، وعليّ بن أَحْمَد الخُزَاعيّ ببُخارى، وسمع: أبا نصر
الحبَّان بدمشق.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ، ومُحيي السُّنَّة
الحسين بن مسعود البَغَويّ، وجماعة [4] .
309- محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي البخاري) في:
الأنساب 6/ 261، وفيه «بويه» ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/
117 رقم 137 وفيه: «بويه» بدل «توبة» .
[3] بياض في الأصل.
[4] قال ابن السمعاني: كتب الحديث الكثير بالشام.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن الصقلّي) في:
إنباه الرواة 3/ 210 بالحاشية، والمطرب لابن دحية 159، 160، وبغية
الوعاة 1/ 178، 179 رقم 299.
(30/508)
أبو بكر بن البرّ، وهو لقب جدّ أبيه عليّ
التميميّ، الصِّقليّ الدَّار القيروانيّ الأصل، اللُّغويّ. أحد
أئِمَّة اللُسان.
روى عن: أبي سعد المالينيّ، وغيره.
أخذ عنه العربيّة والَأدب: عبد الرحمن بن عمر القصديريّ، وعبد
اللَّه بن إبراهيم الصَّيْرَفيّ، وعبد المنعم بن الكماد، والعلامة
عليّ بن القطَّاع، وأبو العرب الشّاعر.
وكان حيًّا في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة.
وكان يتعاطى المُسْكِر.
310- محمد بن محمد بن عليّ [1] .
الفقيه أبو سعد النَّيْسابوريّ الحنفيّ الوكيل [2] .
سمع من: يحيى بن إسماعيل الحربيّ، وأبي الحسن العَلَويّ، وغيرهما.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ، وإسماعيل الفارسيّ.
311- محمد بن محمد بن [الحاكمي] [3] .
أبو الفضل الحاتميّ الْجُوينيّ، محدِّث رحَّال.
سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلويّ، وأبا
عبد الله الحاكم [4] .
وحدّث.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد النيسابورىّ) في:
المنتخب من السياق 52 رقم 100.
[2] قال عبد الغافر: الحنيفي الحاكم أبو سعد المعروف بصرخ، فقيه،
فاضل، ثقة، مفيد للطلبة، ويعرف بأبي سعد بن أبي نصر الأشقر الوكيل
... توفي حوالي الخمسين والأربعمائة.
[3] انظر عن (محمد الحاتمي) في.
المنتخب من السياق 63 رقم 125 والمستدرك منه.
[4] قال عبد الغافر: ثقة عفيف، كثير الحديث، من ناحية جوين.
(30/509)
312- محمد بن الفرج بن عبد الوليّ [1] .
أبو عبد الله بن أبي الفتح الطُّلَيْطُليّ الصَّوّاف المُحدِّث.
رحل وسمع بالقيروان ومصر من: حسن بن القاسم القُرَيْشيّ، ومحمد بن
عيسى بن مناس، وأبي محمد بن النَّحّاس المصريّ.
وبمكَّة من: أَحْمَد بن الحسن الرَّازيّ.
ومنه: الحُمَيْدِيّ.
سمع منه «صحيح مسلم» ، وقال: كان صالحا ثقة. توفّي بمصر بعد
الخمسين [2] .
313- محمد بن سعيد.
أبو عبد اللَّه المَيُورقيّ، الفقيه الأُصُوليّ.
ذكره الأبَّار فقال: حجَّ صُحْبَةَ عبد الحق الصِّقَلّيّ، فقدِم
أبو المعالي الجوينيّ مكَّة، فلَزِماه وحملا عنه تواليفه، ثم صدرا
إلى مَيُورقة وقعد أبو عبد اللَّه للإشغال. فلمَّا دخلها أبو محمد
بن حزم كتب هذا إلى أبي الوليد الباجيّ، فسار إليه من بعض
السَّواحل، وتظافرا معًا، وناظرا ابن حزم، فأفحماه وأخرجاه. وهذا
كان مبدأ العداوة بين ابن حَزْم والباجيّ.
314- محمد بن العبَّاس [3] .
أبو الفوارس الصَّرْيِفِينيّ الأوانيّ [4] المقرئ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الفرج) في:
جذوة المقتبس للحميدي 85- 87 رقم 132.
[2] من شعره:
يا مستعير كتابي إنه علق ... بمهجتي وكذاك الكتب بالمهج
فأنت في سعة إن كنت تنسخه ... وأنت من حبسه في ضيّق الحرج
(الجذوة 87) .
[3] انظر عن (محمد بن العباس) في:
غاية النهاية 2/ 158 رقم 3090.
[4] الأواني: بفتح الهمزة والواو المخففة وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى أوانا وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على
الدجلة. (الأنساب 1/ 379) .
(30/510)
قرأ القرآن ببغداد لعاصم على أبي حفص
الكتَّانيّ صاحب ابن مجاهد.
قرأ عليه أبو العز القلانسيّ بأوانًا لَأبي بكر عن عاصم.
ورواها أبو العلاء العطَّار، عن أبي العز في القراءات له.
315- محمد بن عُبَيْد اللَّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّه
بْن علي بن الحسن [1] .
شرف السّادة أبو الحسن العلويّ الحسينيّ البَلْخيّ، صاحب النَّظْم
والنَّثْر [2] .
قدِم رسولًا في سنة ستٍّ وخمسين من السُّلطان ألْبِ أرسلان، ومدح
الْإِمام القائم.
روى عنه: شجاع الذُّهْليّ، وأبو سَعْد المَرْوَزيّ من شِعْره [3] .
316- محمد بن أبي سعيد بن شرف [4] .
أبو عبد اللَّه الجذاميّ القيروانيّ، أحد فحول شعراء المغرب.
روى عن: أبي الحسن القابسيّ، وغيره.
وله تصانيف أدبيّة.
قال ابن بَشْكُوال: أنبا عنه ولده الأديب أبو الفضل جعفر بن
مُحَمَّد بالْإِجازة [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
المنتخب من السياق 61، 62 رقم 119.
[2] وقال عبد الغافر: «شيخ السادة وشرفهم جمال الأفاضل بخراسان من
حسنات عصره، له الشرف الباذخ نسبا، والأدب الظاهر شرقا وغربا،
والشعر والكتابة الفائقة الرائقة هزلا وجدلا، صار من كبراء أركان
الدولة في وقته. دخل نيسابور وبلاد خراسان مرارا مع العسكر، وروى
الأحاديث والأشعار» .
[3] قال عبد الغافر: توفي بنيسابور سنة خمس وستين وأربع مائة.
أقول: لهذا ينبغي أن يحوّل من هنا ويؤخر للطبقة التالية.
[4] انظر عن (محمد بن أبي سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 604 رقم 1324.
[5] وقال: كان من جلّة الأدباء، وفحول الشعراء، وله كتب مصنّفة في
معنى ذلك كله، له رواية عن أبي الحسن القابسي الفقيه، وأبي عمران
الفاسي، وصحبهما. وقد أثنى عليه أبو الوليد الباجي ووصفه بالعلم
والذكاء.
(30/511)
317- محمود بن عبد اللَّه بن عليّ بن
ماشاذة [1] .
أبو منصور الْأصبهانيّ المؤدّب.
لهُ ذُرّيّة محدِّثون.
حجّ وسَمِعَ علي بن جعفر السِّيروانيّ شيخ الحرم بمكَّة، وأبا
القاسم بن حبابة ببغداد.
روى عنه: سعيد بن أبي الرّجاء الصَّيْرَفيّ.
ثم وجدت وفاة هذا، ورّخها يحيى بن مَنْدَهْ في صَفَر سنة اثنتين
وخمسين.
تقدَّم.
- حرف الهاء-
318- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحُسَين العلوي [2] .
أبو البركات بن أبي الحسن [3] .
سمع: أبا عليّ الرُّوذباريّ، وغيره.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ.
__________
[ (-) ] خرج عن القيروان عند اشتداد فتنة العرب عليها سنة سبع
وأربعين وأربعمائة، وقدم الأندلس وسكن المريّة وغيرها.
لم يؤرّخ لوفاته.
[1] تقدّمت ترجمته باختصار، برقم (72) في وفيات سنة 452 هـ.
[2] انظر عن (هبة الله بن محمد) في:
المنتخب من السياق 475 رقم 1613، والمختصر الأول للسياق (مخطوط)
ورقة 94 ب.
[3] قال عبد الغافر: جليل كبير محتشم محترم مقدّم في النسب على
أقرانه في السن. ولد بعد ما نيّف أبوه على التّسعين من السنّ،
واستبشر بمولده وسمّاه هبة الله، ثم توفي السيد أبوه، ونشأ هذا مع
بني إخوته حتى ينع وكبر وحجّ قبل البلوغ فسمع في الطريق تبعا لهم.
وأدرك الأسانيد بالعراق وخراسان، وعرف طريق الحديث على الرسم في
مثله. وتوفي يوم الإثنين الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين
وخمسين وأربعمائة.
وكان للمحدّثين والحديث نفاق وسوق في صوته لإمعانه في الجمع
وإدمانه السماع والإسماع وحثّه على الرواية.
أقول: ينبغي أن تحوّل ترجمته من هنا لتدرج في وفيات سنة 452 هـ.
(30/512)
- حرف الياء-
319- يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سَوَادة [1] .
أبو القاسم الهُذَليّ المقرئ البَسْكريّ [2] ، وبَسْكرة بُليدة
بالمغرب.
أحد الجوَّالين في الدُّنيا في طلب القراءات.
لَا أعلم أحدًا رحل في طلب القراءات بل ولا الحديث أوسع من رحلته
فإنَّهُ رحل من أقصى المغرب إلى أن انتهى إلى مدينة فَرْغَانة، وهي
من بلاد التُّرك.
وذكر أنّه لقي في هذا الشّأن ثلاثمائة وخمسة وستّين شيخا [3] .
ومن كبار شيوخه: الشّريف أبو القاسم عليّ بن محمد الزَّيْدِيّ، قرأ
عليه بحرَّان.
وقرأ بدمشق على: أبي عليّ الأهوازيّ، وبمصر على: تاج الأئمّة
__________
[1] انظر عن (يوسف بن علي بن جبارة) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 680 رقم 1503، والإكمال لابن ماكولا 1/ 458،
459، والأنساب 2/ 220، ومعجم البلدان 1/ 422، والمنتخب من السياق
490 رقم 1665، والعبر 3/ 260، والإعلام بوفيات الأعلام 192، ومعرفة
القراء الكبار 1/ 429- 433 رقم 367، والمشتبه في أسماء الرجال 2/
669، ومرآة الجنان 3/ 93، ونكت الهميان 314، وغاية النهاية 2/ 397-
401 رقم 3329، وبغية الوعاة 2/ 359، وشذرات الذهب 3/ 324، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 230- 232 رقم 1871.
وستعاد ترجمته في الطبقة التالية في وفيات سنة 465 هـ. برقم (163)
.
[2] البسكري: ضبطها الأمير ابن ماكولا بكسر الباء الموحّدة، بعدها
سين مهملة. (الإكمال 1/ 458) وبها ذكره ابن السمعاني في (الأنساب
2/ 219 و 220) وقال: البسكري بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون
السين المهملة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بسكرة، وهي بلدة من
بلاد المغرب.
أما المؤلّف الذهبي فذكره بعد «البشكري» بالفتح، وقال: بموحّدة
ومهملة: أبو القاسم الهذلي البسكري مصنّف الكامل في القراءات،
وبسكرة: بليدة بالمغرب. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 669) .
وأثبتها ياقوت بكسر أولها وقال: كذا ضبطها الحازمي وغيره. وعاد
فضبطها بالفتح. ونسب إليها صاحب الترجمة. (معجم البلدان 1/ 422) .
[3] الصلة 2/ 680 وزاد فيه: «من آخر ديار الغرب إلى باب فرغانة» .
(30/513)
أَحْمَد بن عليّ بن هاشم، وإسماعيل بن عمر،
والحدّاد. وبحلب على:
إسماعيل بن الطّبر.
وبغيرها على: مهديّ بن طرادة، والحسن بن إبراهيم المالكيّ مُصَنِّف
«الرّوضة» .
وببغداد على أبي العلاء الواسطيّ.
وروى عن: أبي نُعَيم الحافظ، وجماعة.
وصنَّف كتاب «الكامل» في القراءات المشهورة والشّواذ، وفيه خمسون
رواية، من أكثر من ألف طريق.
روى عنه هذا الكتاب أبو العز محمد بن الحسين القَلَانِسِيّ وحدَّث
عنه:
إسماعيل بن الأخشيد السِّرّاج.
وكان في ذهني أنَّهُ تُوُفّي سنة ستِّين أو قريبًا منها.
وقد قال ابن ماكولا: كان يدرس علم النّحو ويفهم الكلام.
وقال عبد الغافر فيه [1] : الضّرير. فكأنّه أضرّ في كِبَره.
وقال: من وجوه القُرَّاء ورءوس الأفاضل، عالم بالقراءات [2] .
بعثه نظام المُلْك ليقعد في المدرسة للإقراء، فقعد سِنِين وأفاد
[3] ، وكان مُقدَّمًا في النَّحو والصَّرف، عارِفًا بالعلل.
كان يحضر مجلس أبي القاسم القُشَيْريّ، ويقرأ عليه الأُصُول. وكان
أبو القاسم القُشَيْريّ يراجعه في مسائل النَّحْو ويستفيد منه.
وكان حضوره في سنة ثمانٍ وخمسين، إلى أن تُوُفّي [4] .
__________
[1] في (المنتخب من السياق 490) .
[2] العبارة في (المنتخب) : «من وجوه القراء الأفاضل، عالم
بالقراءات، كثير الروايات» .
[3] العبارة في (المنتخب) : «بعثه نظام الملك ليقعد في المدرسة في
المسجد للإقراء وأجرى عليه المرسوم، فقعد فيه سنين، واستفاد منه
القراء» .
[4] في الأصل: «كان توفي» .
(30/514)
الكنى
320- أبو حاتم القزوينيّ [1] .
العلّامة محمود بن الحسن الطَّبريّ، الفقيه الشّافعيّ المُتكلّم.
ذكره الشِّيخ أبو إسحاق فقال: ومنهم شيخنا أبو حاتم المعروف
بالقَزْوِينيّ، تفقّه بآمل على شيوخ البلد، ثم قدِم بغداد، وحضر
مجلس الشّيخ أبي حامد، ودرس الفرائض على ابن اللّبّان، وأصول الفقه
على القاضي أبي بكر الأشعريّ.
وكان حافِظًا للمذهب والخلاف. صنَّف كُتُبًا كثيرة في الخلاف
والَأصول والمذهب. ودرس ببغداد وآمُل. ولم أنتفع بأحد في الرِّحلة
كما انتفعت به وبأبي الطِّيّب الطبريّ.
تُوُفّي بآمُل.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنَا جَعْفَرُ
الْهَمَذَانِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، ثَنَا أَبُو
الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْقَزْوِينِيُّ إِمْلَاءً
بِمَكَّةَ: أَنْبَأَ أَبِي بِآمُلَ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّاتِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدٍ الأَعْلَى: ثَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعَ
أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسْتَقْبِلُوا
الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ. وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ
غَرِّبُوا» [2] .
__________
[1] انظر عن (أبي حاتم القزويني) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 109، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 260،
والتدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 4/ 70، وتهذيب الأسماء
واللغات للنووي 2/ 207، وطبقات الشافعية لابن الصلاح (مخطوط) ،
الورقة 75 أ، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 436، وسير أعلام
النبلاء 18/ 128 رقم 66، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 312-
314، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 300، 301 رقم 921، وطبقات
الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 222، 223 رقم 179، وطبقات الشافعية
لابن هداية الله 145، 146، وهدية العارفين 2/ 402، وديوان الإسلام
لابن الغزّي 2/ 148، 149 رقم 760، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 386،
وذيله 1/ 668، والأعلام 7/ 167، ومعجم المؤلفين 12/ 158.
وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الرابعة والأربعين (431- 440 هـ) في
وفيات سنة 440 هـ.
برقم (308) .
[2] أخرجه أبو داود في الطهارة (9) باب: كراهية استقبال القبلة عن
قضاء الحاجة، بهذا السند.
(30/515)
(بعون الله وتوفيقه، أتمّ تحقيق هذه الطبقة
من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام
الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، وضبط نصّه، وخرّج أحاديثه،
وأشعاره، وأحال إلى مصادره، وعلّق عليه، ووثّق مادّته، وصنع
فهارسه، طالب العلم وخادمه الحاجّ الأستاذ الدكتور أبو غازي «عمر
عبد السلام تدمري» ، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، أستاذ
التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، والمشرف على رسائل
الماجستير والدكتوراه بقسم التاريخ، عضو اتحاد المؤرّخين العرب،
وذلك بعد عشاء يوم الإثنين الواقع في السابع عشر من شهر ربيع
الأنور 1413 هـ. / الموافق للرابع عشر من أيلول (سبتمبر) 1992 م.
وكان الفراغ منه في منزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس المحروسة،
حماها الله، وهو الموفّق) .
(30/516)
|