تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد الحادي والثلاثون (سنة 461- 470)
]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة السابعة والأربعون
سنة إحدى وستين وأربعمائة
[حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ]
فِي نِصْفِ شَعْبَانَ حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ.
قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ [1] : كَانَ سَبَبُ احتراقه حرب وقع بَيْنَ
الْمَغَارِبَةِ وَالْمَشَارِقَةِ، يَعْنِي الدَّوْلَةَ، فَضَرَبُوا
دَارًا مُجَاوِرَةً لِلْجَامِعِ بِالنَّارِ فَاحَتْرَقَتْ، وَاتَّصَلَ
الْحَرِيقُ إِلَى الْجَامِعِ. وَكَانَتِ الْعَامَّةُ تُعِينُ
الْمَغَارِبَةَ، فَتَرَكُوا الْقِتَالَ وَاشْتَغَلُوا بِإِطْفَاءِ
النَّارِ، فَعَظُمَ الأَمْرُ، وَاشْتَدَّ الْخَطْبُ، وَأَتَى
الْحَرِيقُ عَلَى الْجَامِعِ، فَدُثِرَتْ مَحَاسِنُهُ، وَزَالَ مَا
كَانَ فِيهِ مِنَ الأَعْمَالِ النَّفِيسَةِ، وَتَشَوَّهَ مَنْظَرُهُ،
وَاحْتَرَقَتْ سُقُوفُهُ الْمُذَهَّبَةُ [2] .
[تَغَلَّبَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى دِمَشْقَ]
وَفِيهَا وَصَلَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ مُعَلَّى بْنُ حَيْدَرَةَ [3]
الْكُتَامِيُّ إِلَى دِمَشْقَ، وَغَلَبَ عَلَيْهَا قَهْرًا مِنْ غَيْرِ
تَقْلِيدٍ، بَلْ بِحِيَلٍ نَمَّقَهَا وَاخْتَلَقَهَا. وَذُكِرَ أَنَّ
التَّقْلِيدَ بَعْدَ ذَلِكَ وَافَاهُ، فصادر أهلها وبالغ، وعاث، وزاد
في الجور إلى أن خربت أعمال دمشق،
__________
[1] في: الكامل في التاريخ 10/ 59.
[2] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 12، تاريخ مختصر الدول 185، ذيل
تاريخ دمشق 96، تاريخ دولة آل سلجوق 37، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
15/ 259 (رقم 248) ، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، نهاية الأرب 23/
238، العبر 3/ 247، دول الإسلام 1/ 270، تاريخ ابن الوردي 1/ 373،
اتعاظ الحنفا 2/ 300، 301، مرآة الزمان (في حاشية ذيل تاريخ دمشق 97،
98) ، تاريخ الخلفاء 421، شذرات الذهب 3/ 308، 309، أخبار الدول
(الطبعة الجديدة) 2/ 163، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 24.
وجاء في: تاريخ الفارقيّ 192 أن الحريق كان في سنة 463 هـ، وفي الدرّة
المضيّة سنة 462 هـ.
[3] أمراء دمشق في الإسلام 85 رقم 258.
(31/5)
وَجَلا أَهْلُهَا عَنْهَا، وَتَرَكُوا
أَمْلاكَهُمْ وَأَوْطَانَهُمْ، إِلَى أَنْ أَوْقَعَ اللَّهُ بَيْنَ
الْعَسْكَرِيَّةِ الشَّحْنَاءَ وَالْبَغْضَاءَ، فَخَافَ عَلَى
نَفْسِهِ، فَهَرَبَ إِلَى جِهَةِ بَانْيَاسَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ،
فَأَقَامَ بِهَا وَعُمَرُ الحمام وَغَيْرُهُ بِهَا. وَأَقَامَ إِلَى
سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِبْعِينَ بِهَا، فَنَزَحَ مِنْهَا إِلَى صُورَ
خَوْفًا مِنْ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ.
ثُمَّ سَارَ مِنْ صُورَ إِلَى طَرَابُلْسَ، فَأَقَامَ عِنْدَ زَوْجِ
أُخْتِهِ جَلالِ الْمُلْكِ بْنِ عَمَّارٍ مُدَّةً. ثُمَّ أُخِذَ
مِنْهَا إِلَى مِصْرَ، وَأُهْلِك سَنَةَ 481، وللَّه الْحَمْدُ [1] .
[وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الثُّغُورِ]
وَفِيهَا أَقْبَلَتِ الرُّومُ مِنَ الْقَسْطَنْطِينِيَّةِ ووصلت إلى
الثّغور. [2]
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 95، 96، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 37،
تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (تأليفنا) 1/ 369 (الطبعة الثانية) .
وانظر حوادث سنة 468 هـ-.
[2] انظر: تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور 347) (سويّم 14، 15) ، والمنتظم
8/ 254، 255 (16/ 114) ، وتاريخ الزمان 108، وذيل تاريخ دمشق 298،
تاريخ ابن الوردي 1/ 373، البداية والنهاية 12/ 98.
(31/6)
سنة اثنتين وستين
وأربعمائة
[نزول ملك الروم على منبج]
أقبل صاحب القسطنطنية- لعنه الله- في عسكرٍ كبير إلى أن نزل على
مَنْبج، فاستباحها قْتلًا وأسْرًا، وهرب من بين يديه عسكر قِنسرين
والعرب، ورجع الملعون لشدّة الغلاء على جيشه، حتى أبيع فيهم رِطل الخبز
بدينار [1] .
[محاصرة أمير الجيوش صور]
وفيها سار بدر أمير الجيوش فحاصر صور [2] ، وكان قد تغلَّب عليها
القاضي عين الدولة بن أبي عَقِيل، فسار لنجدته من دمشق الأمير قرلوا في
ستّة آلاف، فحصَر صَيْداء، وهي لأمير الجيوش، فترحّل بدر، فردّ العسكر
النَّجدة.
ثمّ عاد بدر فحاصر صور بَرًا وبحرًا سنةً، فلم يقدر عليها، فرحل عنها
[3] .
[إعادة الخطبة للعباسيّين بمكة]
وفيها ورد رسول أمير مكة محمد بن أبي هاشم وولد أمير مكة على السلطان
ألْب أرسلان بأنّه أقام الخطبة العبّاسيّة، وقطع خطبة المستنصر
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 347 (سويّم) 15، المنتظم 8/ 256 (16/
116) ، الكامل في التاريخ 10/ 60، ذيل تاريخ دمشق 98، تاريخ دولة آل
سلجوق 37، زبدة الحلب 2/ 13، الدرّة المضيّة 388، العبر 3/ 248، 249،
دول الإسلام 1/ 270، مرآة الجنان 3/ 85، تاريخ ابن الوردي 1/ 373
(حوادث 461 هـ.) ، شذرات الذهب 3/ 310، البداية والنهاية 12/ 99.
[2] في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 20 «صفد» وهو غلط. والمثبت أعلاه هو
الصحيح.
[3] تاريخ حلب (زعرور) 347 (سويّم 15) ، الكامل في التاريخ 10/ 60، ذيل
تاريخ دمشق 98، اتعاظ الحنفا 2/ 303.
(31/7)
المصريّ، وتركّ الأذان بحيِّ على خير
العمل، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخِلْعًا، وقال: إذا فعل
مُهَنّا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار [1] .
[القحط في مصر]
وسببُ ذلك ذِلّة المصريين بالقحْط المُفْرِط، واشتغالهم بأنفسهم حتى
أذل بعضهم بعضًا، وتشتتوا في البلاد، وكاد الخراب يستولي على سائر
الإقليم، حتى أبيع الكلبُ بخمسة دنانير، والهِرّ بثلاثة دنانير. وبلغ
الإِرْدبّ مائة دينار [2] .
وردَّتِ التجارُ ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته نُهبت وأبيعت من الجوع.
وقد كان فيها أشياء نُهبت من دار الخلافة ببغداد وقت القبض على الطائع
للَّه ووقت فتنة البساسيري. وخرج من خزائنهم ثمانون ألف قطعة بِلَّور،
وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم، وأحد عشر ألف كزاغند، وعشرون
ألف سيف مُحلَّى، هكذا نقله ابن الأثير [3] .
قال صاحب «مرآة الزمان» [4]- والعُهده عليه-: خَرجت امرأة من القاهرة
وبيدها مُدّ جوهر فقالت: مَن يأخذه بِمُدّ بُرٍّ؟ فلم يلتفت إليها
أحدٌ، فألقته في الطريق وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة، ما أريده. فلم
يلتفت أحد إليه [5] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 61، تاريخ دولة آل سلجوق 38 وفيه أن أمير
الحرمين محمد بن أبي هاشم الحسني هو الّذي ورد إلى بغداد بقصد الوفادة
إلى السلطان، نهاية الأرب 23/ 238، العبر 3/ 249، مرآة الجنان 3/ 85،
مآثر الإنافة 1/ 347، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 304،
تاريخ الخلفاء 421، شذرات الذهب 3/ 310، البداية والنهاية 12/ 99.
[2] تاريخ الخلفاء 421، البداية والنهاية 12/ 99، بدائع الزهور ج 1 ق
1/ 216، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 61، 62، واقتبسه النويري في: نهاية
الأرب 28/ 233.
[4] هو: سبط ابن الجوزي.
[5] انظر: المنتظم 8/ 257، 258 (16، 117، 118) ، وتاريخ الزمان 108،
109، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186، وأخبار الدول المنقطعة 74، 75،
وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 20 وفيه قال مؤلّفه: «رأيت مجلّدا يجيء نحو
عشرين كرّاسا فيه ذكر ما خرج من القصر من التحف والأثاث والثياب والذهب
وغير ذلك» ، ونهاية الأرب 28/ 233، ودول الإسلام 1/ 270، 271، تاريخ
ابن الوردي 1/ 373، اتعاظ الحنفا 2/ 279- 300 وفيه تفصيلات كثيرة عن
الغلاء بمصر، النجوم الزاهرة 5/ 84، شذرات الذهب 3/ 310، بدائع الزهور
ج 1 ق 1/ 216- 218 (في حوادث سنة 440 هـ-.) ، أخبار الدول (الطبعة
الجديدة) 2/ 162.
(31/8)
وقال ابن الفضل [1] يهنّئ القائم بأمر الله
بقصيدة، منها:
وقد علم المصريُّ أن جُنُوده [2] ... سِنُو [3] يوسفٍ فيها [4] وطاعونُ
عَمَوَاسِ
أقامتْ [5] به حتى استراب بنفسه ... وأوجَس منها [6] خيفةً أيَّ
إِيجاسِ [7]
__________
[1] في: أخبار الدول المنقطعة 75 «ابن صرّبعر» .
[2] في: أخبار الدول: «بلاده» .
[3] في: أخبار الدول: «سني»
[4] في الكامل 8/ 108 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : منها، وكذا في طبعة
صادر 10/ 62.
[5] في: أخبار الدول: «أحاطت» .
[6] في الكامل 8/ 108 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : منه، وكذا في طبعة
صادر 10/ 62، وفي أخبار الدول «منهم» .
[7] في أخبار الدول: «أنجاس» . وفيه زيادة بيت:
قصور على الفسطاط أضحت كأنها ... قصور ربوع بالسماوة أرداس
(31/9)
سنة ثلاث وستين
وأربعمائة
[الخطبة في حلب للخليفة القائم]
فيها خطب محمود بن شبل الدّولة بن صالح الكلابي صاحب حلب بها للخليفة
القائم وللسلطان ألب أرسلان عند ما رأى من قوة دولتهما وإدبار دولة
المستنصر، فقال للحلبيين: هذه دولة عظيمة نحن تحت الخوف منهم، وهم
يستحلُّون دماءكم لأجل مذهبكم، يعني التشيُّع. فأجابوا ولبس المؤذنون
السواد.
فأخذت العامة حصر الجامع وقالوا: هذه حصر الإمام علي، فليأتِ أبو بكر
بحصر يُصلّي عليها الناس. فبعث الخليفة القائم له الخِلَع مع طراد
الزَّيْنبي نقيب النُّقَباء [1] .
[مسير ألب أرسلان إلى حلب]
ثم سار ألب أرسلان إلى حلب من جهة ماردين، فخرج إلى تلقِّيه من ماردين
صاحِبُها نصْر بن مروان [2] ، وقدَّم له تُحَفًا. ووصلَ إلى آمِد فرآها
ثغرًا منيعًا فتبرَّك به، وجعل يمر يده على السور ويمسح بها صدره. ثم
حاصر الرها فلم يظفر بها، فترحل إلى حلب وبها طِرادٌ بالرسالة، فطلب
منه محمود الخروج عنه إلى السلطان، وأن يعفيه من الخروج إليه. فخرج
وعرف السلطان بأنه قد لبس خلع القائم وخطب له. فقال: إيش تسوى خطبتهم
ويؤذّنون بحيّ على خير
__________
[1] زبدة الحلب 2/ 16- 18، تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 347، (سويّم)
15، الكامل في التاريخ 10/ 63، نهاية الأرب 23/ 238 و 26/ 312، العبر
3/ 250، مرآة الجنان 3/ 86، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، مآثر الإنافة 1/
347، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 302 (حوادث سنة 462
هـ-.) و 303، تاريخ الخلفاء 421.
[2] هو: نصر بن أحمد بن مروان، نظام الدين. انظر: الأعلاق الخطيرة ج 3
ق 2/ 735 فهرس الأعلام. والمثبت يتفق مع: بغية الطلب (تراجم السلاجقة)
29.
(31/10)
العمل؟ ولا بد أن يدوس بساطي.
فامتنع محمود فحاصرها مدة، فخرج محمود ليلةً بأمه، فدخلت وخدمت وقالت:
هذا ولدي فافعل به ما تحب.
فعفا عنه وخلع عليه، وقدم هو تقادُم جليلة، فترحل عنه [1] .
[موقعة منازكرد]
وفيها الوقعة العظيمة بين الإسلام والروم.
قال عزّ الدين في «كامله» [2] : فيها خرج أرمانوس طاغية [3] الروم في
مائتي ألف من الفرنج والروم والبجاك [4] والكرج [5] ، وهم في تجمل
عظيم، فقصدوا بلاد الإسلام، ووصل إلى مَنَازْكِرْدٍ [6] بُليدة من
أعمال خلاط. وكان السلطان ألب أرسلان بخويّ [7] من أعمال أَذْرَبَيْجان
قد عاد من حلب، فبلغه كثرة جموعهم وليس معه من عساكره إلا خمس عشرة ألف
فارس، فقصدهم وقال: أنا ألتقيهم صابرًا محتسبًا، فإن سلمت فبنعمة الله
تعالى، وإن كانت الشّهادة فابني ملك شاه ولي عهدي.
فوقعت مقدمته على مقدمة أرمانوس فانهزموا وأسر المسلمون مقدّمهم،
__________
[1] تاريخ حلب (زعرور) 348 (سويّم) 15، الكامل في التاريخ 10/ 64،
تاريخ الزمان 109، المختصر في أخبار البشر 2/ 187، نهاية الأرب 26/
312، 313، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 17 و 18 و 19 و 23، 24، الدرّة
المضيّة 391، 392، دول الإسلام 1/ 271، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، تاريخ
ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 302.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 65 وما بعدها.
[3] في الكامل 8/ 109 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «ملك» . وكذا في
طبعة صادر 10/ 65، وهو الإمبراطور رومانوس الرابع.
[4] في الكامل 8/ 109 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «البجناك» ، وكذا في
طبعة صادر 10/ 65.
[5] قال ابن العماد الحنبلي: الكزج بالزاي والجيم. (شذرات الذهب 3/
311) .
[6] في الكامل 8/ 109 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «ملازكرد» ، وكذا في
طبعة صادر 10/ 65، وفي (معجم البلدان 5/ 202) : منازجرد: بعد الألف زاي
ثم جيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال. وأهله يقولون منازكرد، بالكاف. بلد
مشهور بين خلاط وبلاد الروم، يعدّ في أرمينية وأهله أرمن الروم.
[7] خويّ: بلفظ تصغير خوّ. بلد مشهور من أعمال أذربيجان، حصن كثير
الخير والفواكه. (معجم البلدان 2/ 408) .
(31/11)
فأحضر إلى السلطان فجدع أنفه، فلما تقارب
الجمعان أرسل السّلطان يطلب المهادنة، فقال أرمانوس: لا هدنة إلا
بالري. فانزعج السلطان فقال له إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك
البخاري الحنفي: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر
الأديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح.
فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم
يدعون للمجاهدين [1] .
فلما كان تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان، فبكى [2] الناس لبكائه،
ودعا فأمنوا [3] ، فقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف، فما هاهنا
سلطان بأمر ولا ينهى [4] . وألقى القوس والنشاب، وأخذ السيف [5] ، وعقد
ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط وقال: إن قتلت فهذا
كفني.
وزحف إلى الروم، وزحفوا إليه، فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه بالتراب،
وبكى، وأكثر الدعاء، ثم ركب وحمل الجيش معه، فحصل المسلمون في وسطهم،
فقتلوا في الروم كيف شاءوا، وأنزل الله نصره، وانهزمت الروم، وقتل منهم
ما لا يحصى، حتى امتلأت الأرض بالقتلى، وأسر ملك الروم، أسره غلام
لكوهرائين فأراد قتله ولم يعرفه، فقال له خدم [6] مع الملك: لا تقتله
فإنه الملك.
وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام الملك، فرده استحقارًا له.
فأثنى عليه أستاذُه، فقال نظام الملك: عسى يأتينا بملك الروم أسيرًا.
فكان كذلك.
ولما أحضر إلى بين يدي السلطان ألب أرسلان ضربه ثلاث مقارع بيده
__________
[1] في (الكامل 10/ 66) زيادة: «بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة» .
[2] في الأصل: «فبكا»
[3] في الكامل 10/ 66: «ودعا ودعوا معه» .
[4] في الكامل: «يأمر وينهى» .
[5] زاد في الكامل: «والدبوس» .
[6] في الكامل 10/ 66: «خادم» .
(31/12)
وقال: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟.
فقال: دعني من التوبيخ وافعل ما تريد.
قال: ما كان عزمك أن تفعل بي لو أسرتني؟
قال: أفعل القبيح.
قال: فما تظن أنني أفعل بك؟
قال: إما أن تقتلني، وإما أن تشهرني في بلادك، والأخرى بعيدة، وهي
العفو، وقبول الأموال، واصطناعي.
قال له: ما عزمتُ على غير هذه [1] .
ففدى نفسه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، وأن ينفذ إليه عسكره
كلما طلبه، وأن يطلق كل أسير في مملكته. وأنزله في خيمةٍ، وأرسل إليه
عشرة آلاف دينار ليتجهز بها، وخلع عليه وأطلق له جماعة من البطارقة،
فقال أرمانوس: أين جهة الخليفة؟
فأشاروا له، فكشَفَ رأسه وأومأ إلى الجهة بالخدمة، وهادنه السلطان
خمسين سنةً، وشيعه مسيرة فرسخ [2] .
وأما الروم- لعنهم الله- فلما بلغهم أنه أسر ملكوا عليهم ميخائيل، فلما
وصل أرمانوس إلى طرف بلاده بلغه الخبر، فلبس الصوف وأظهر الزهد، وجمع
ما عنده من المال، فكان مائتي ألف دينار وجوهر بتسعين ألف دينار، فبعث
به، وحلف أنه لا بقي يقدر على غير ذلك.
ثم إن أرمانوس استولى على بلاد الأرمن.
__________
[1] في الكامل 10/ 67: «هذا» .
[2] علّق ابن العبري على هذا الخبر بقوله: «هكذا رأينا هذا الخبر في
نسختين أحدهما عربية والثانية فارسية، غير أن البطريرك ميخائيل المغبوط
ذكر أن ابن أخت السلطان هو الّذي قبض على الملك وأن رجلا كرديّا وثب
فقتله وأوثق الملك كأنه هو الّذي أحرز الغلبة، وأن السلطان لما سأل
الملك: ما كانت نيّتك أن تصنع بي لو وقعت بيدك؟ وأن ديو جنيس قال له:
كنت أحرقك بالنار. فعلى ما يظهر أن عبارة كهذه لا يعقل أن يقولها ملك
لملك. زد عليه أن رجلا كرديا لا يتيسّر له أن يقتل ابن أخت السلطان
ويخطف الملك من يده مدّعيا أنه هو الّذي أوثقه، إذا كان هذا الكردي
يخشى أقلّه أن يفضح الملك كذبه» . (تاريخ الزمان 111، 112) .
(31/13)
وكانت هذه الملحمة من أعظم فتح في الإسلام،
وللَّه الحمد [1] .
[مسير أَتْسِز بن أبق في بلاد الشام]
قال: وفيها سار أَتْسِز [2] بن أبق [3] الخوارزمي من أحد أمراء ألب
أرسلان في طائفةٍ من الأتراك، فدخل الشام، فافتتح الرملة، ثمّ حاصر بيت
المقدس وبه عسكر المصريين فافتتحه، وحاصر دمشق، وتابع النهب لأعمالها
حتى خربها، وثبت أهل البلد فرحل عنه [4] .
قلت: ولكن خرب الأعمال ورعى الزرع عدة سنين حتى عدمت الأقوات بدمشق،
وعظم الخطب والبلاء.
فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] انظر عن (موقعة منازكرد) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 348 (سويّم) 15، المنتظم 8/ 260- 265 (16/
123- 128) ، الأعلاق الخطيرة لابن شدّاد ج 3/ ق 1/ 376، 377، تاريخ
الفارقيّ 186- 192، الكامل في التاريخ 10/ 65- 67، تاريخ الزمان 110-
112، تاريخ مختصر الدول 185- 186، تاريخ دولة آل سلجوق 40- 44 المختصر
في أخبار البشر 2/ 187، راحة الصدور 188، 189، زبدة الحلب 2/ 27- 30،
نهاية الأرب 26/ 313- 315، زبدة التواريخ 107- 115، ومرآة الزمان 8/
142- 148، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 17 و 18 و 19 و 25، 26 و 31،
الإنباء في تاريخ الخلفاء 200، الدّرة المضيّة 390 و 392 تاريخ ابن
خلدون 3/ 470، النجوم الزاهرة 5/ 86، تاريخ الخلفاء 421، 422، شذرات
الذهب 3/ 311، البداية والنهاية 12/ 100، 101 (في حوادث سنة 462 هـ-.)
، لب التواريخ للقزويني 106، تاريخ كزيدة لحمد الله مستوفي القزويني
433، السلاجقة في التاريخ والحضارة 24- 26.
[2] يرد في المصادر: «أتسز» و «أتسيز» و «أطسز» و «أقسيس» . انظر:
المنتفى من أخبار مصر 242، والكامل في التاريخ 10/ 99 بالمتن والحاشية،
وتاريخ مختصر الدول 192.
وقال ابن الأثير: «هذا الاسم أقسيس، والصحيح أنه أتسيز، وهو اسم تركي»
. (الكامل في التاريخ 10/ 103) .
[3] في الكامل 8/ 110 (طبعة دار الكتاب العربيّ) : «أوق» وكذا في طبعة
صادر 10/ 68، وذيل تاريخ دمشق 98، ونهاية الأرب 26/ 316، ومختصر تاريخ
دمشق لابن منظور 4/ 204 والمثبت يتفق مع: المختصر في أخبار البشر 2/
187.
[4] انظر المصادر السابقة. والعبر 3/ 252، ودول الإسلام 1/ 273، ومرآة
الجنان 3/ 87، وتاريخ ابن الوردي 1/ 374، وتاريخ ابن خلدون 3/ 473،
والنجوم الزاهرة 5/ 87.
(31/14)
سنة أربع وستين
وأربعمائة
[فتح نظام الملك حصن فضلون]
فيها سار نظام الملك الوزير إلى بلاد فارس، فافتتح حصن فضلون، وكان
يضرب المثل بحصانته، وأُسِر فضلون صاحبه، فأطلقه السلطان [1] .
[الوباء في الغنم]
وفيها كان الوباء في الغنم، حتى قيل إنّ راعيا بطرف خراسان كان معه
خمسمائة شاة ماتوا في يوم [2] .
[وفاة قاضي طرابلس ابن عمار]
ومات قاضي طرابلس أبو طالب بن عمار [3] الذي كان قد استولى عليها، توفي
في رجب.
[تملك جلال الملك طرابلس]
وتملك بعده جلال الملك أبو الحسن بن عمّار، وهو ابن أخي القاضي [4] ،
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 71، 72، نهاية الأرب 26/ 317، 318.
[2] المنتظم 8/ 273 (16/ 139) ، دول الإسلام 1/ 273، تاريخ الخلفاء
422.
[3] هو: عبد الله، أو الحسن، الملقّب أمين الدولة. انظر عنه في كتابنا:
تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ ج 1/ 340- 352 (الطبعة الثانية) .
[4] الكامل في التاريخ 10/ 71، زبدة الحلب 2/ 35، المختصر في أخبار
البشر 2/ 188، الأعلاق الخطيرة 1/ ق 2/ 107، تاريخ ابن الوردي 1/ 375،
مآثر الإنافة 1/ 345، اتعاظ الحنفا 2/ 307، النجوم الزاهرة 5/ 89.
(31/15)
فامتدت أيّامه إلى بعد الخمسمائة [1] ،
وأخذت منه الفرنج طرابلس، ف لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ 18: 39 [2] .
__________
[1] هذا القول غير صحيح وفيه وهم، إذ أن جلال الملك أبا الحسن بن عمّار
توفي سنة 492 هـ.
ولم تمتدّ أيامه إلى بعد الخمسمائة. أما الّذي امتدّت أيامه إلى بعد
الخمسمائة. فهو «فخر الملك أبو علي عمّار» ، وهو أخو «جلال الملك» ،
انظر عنه كتابنا: تاريخ طرابلس 1/ 379- 429 و 459- 461 (الطبعة
الثانية) .
[2] كان أخذ الفرنج لطرابلس في أواخر سنة 502 هـ-. / 1109 م. انظر
كتابنا: تاريخ طرابلس 438- 446 (الطبعة الثانية) . وسيأتي خبر ذلك في
موضعه.
(31/16)
سنة خمس وستين
وأربعمائة
[مقتل ألب أرسلان]
فيها قتل السلطان ألب أرسلان، وقام في الملك ولده ملك شاه [1] .
[انتقال السلطنة إلى نظام الملك]
فسار أخو السلطان قاروت بك [2] صاحب كرمان بجيوشه يريد الاستيلاء على
السلطنه، فسبقه إلى الري السلطان ملك شاه ونظام الملك، فالتقوا بناحية
همذان في رابع شعبان، فانتصر ملك شاه، وأسر عمّه قاروت [2] ، فأمر
بخنقه بوترٍ فخنق، وأقر مملكته على أولاده. ورد الأمور في ممالكه إلى
نظام الملك، وأقطعه أقطاعًا عظيمةً، من جملتها مدينة طوس، ولقّبه
«الأتابك» ، ومعناه الأمير
__________
[1] انظر عن (مقتل ألب أرسلان) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 348 (سويم) 16، والمنتظم 8/ 276، 277 (16/
144، 145) ، وتاريخ الفارقيّ 197، والكامل في التاريخ 10/ 73، 74،
وتاريخ الزمان 113، وتاريخ مختصر الدول 186، وذيل تاريخ دمشق 106،
وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 26- 39، وزبدة التواريخ 117- 119، ونهاية
الأرب 26/ 318، 319، وتاريخ دولة آل سلجوق 47، 48، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 188، 189، والدرة المضيّة 398، والعبر 3/ 256، ودول الإسلام
1/ 274، ومرآة الجنان 3/ 89 و 90، تاريخ ابن الوردي 1/ 375، مآثر
الإنافة 1/ 342، تاريخ ابن خلدون 3/ 471، النجوم الزاهرة 5/ 92، تاريخ
الخلفاء 22، شذرات الذهب 3/ 318، 319، البداية والنهاية 12/ 106، أخبار
الدول 2/ 163، لب التواريخ للقزويني 106، تاريخ كزيدة لحمد الله مستوفي
القزويني 433، السلاجقة 36.
[2] في الكامل 8/ 114 (طبعة الدار) : «قاورت بك» ، وكذا في طبعة صادر
10/ 76 وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 20، والمثبت يتفق مع: تاريخ
الزمان 113، وفي نهاية الأرب 26/ 321 «قاورد» ، وكذا في: تاريخ دولة آل
سلجوق 48.
(31/17)
الوالد. وظهرت شجاعته وكفايته، وحسن سيرته
[1] .
[الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد
والعربان]
وفيها، وفي حدودها وقعت فتنة عظيمة بين جيش المستنصر العبيدي، فصاروا
فئتين: فئة الأتراك والمغاربة، وقائد هؤلاء ناصر الدولة، أبو عبد الله
الحسين بن حمدان [2] ، من أحفاد [3] صاحب الموصل ناصر الدولة بن حمدان،
وفئة العبيد وعربان الصعيد. فالتقوا بكوم الريش [4] ، فانكسر العبيد،
وقتل منهم وغرق نحو أربعين ألفًا، وكانت وقعة مشهورة [5] .
وقويت نفوس الأتراك، وعرفوا حسن نية المستنصر لهم، وتجمعوا وكثروا،
فتضاعفت عدتهم، وزادت كلف أرزاقهم، فخلت الخزائن من الأموال، واضطربت
الأمور، فتجمع كثير من العسكر، وساقوا إلى الصعيد، وتجمعوا مع العبيد،
وجاءوا إلى الجيزة، فالتقوا هم والأتراك عدة أيام، ثم عبر الأتراك
إليهم النيل مع ناصر الدولة بن حمدان، فهزموا العبيد [6] .
ثم إنهم كاتبوا أم المستنصر واستمالوها، فأمرت من عندها من العبيد
بالفتك بالمقدمين، ففعلوا ذلك، فهرب ناصر الدولة، والتفت عليهم الترك،
فالتقوا، ودامت الحرب ثلاثة أيام بظاهر مصر، وحلف بن حمدان لا ينزل عن
فرسه ولا يذوق طعامًا حتى ينفصل الحال. فظفر بالعبيد، وأكثر القتل
فيهم،
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 78، 79، تاريخ الزمان 113، 114، نهاية الأرب
26/ 321، تاريخ دولة آل سلجوق 50، 51، المختصر في أخبار البشر 2/ 189،
تاريخ ابن الوردي 1/ 376، البداية والنهاية 12/ 106.
[2] في الكامل 8/ 115 (طبعة الدار) هو: «ناصر الدولة أبو علي الحسن بن
حمدان» ، وكذا في طبعة صادر 10/ 80 وفي نهاية الأرب (المخطوط) «الحسين»
، وفي المطبوع 28/ 226 «الحسن» ، ومثله في: اتعاظ الحنفا 2/ 273.
[3] في الكامل: «من أولاد» .
[4] في: أخبار مصر 13، والنجوم الزاهرة 5/ 18 «كوم شريك» ، بفتح الشين
وكسر الراء، هي اليوم إحدى قرى مركز كوم حمادة بمديرية البحيرة.
(المواعظ والاعتبار 1/ 183، القاموس الجغرافي ج 2 ق 2/ 339) .
[5] يجعل النويري هذه الحوادث في سنة 459 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 227) .
[6] اتعاظ الحنفا 2/ 274 (حوادث سنة 459 هـ-.)
(31/18)
وزالت دولتهم بالقاهرة، وأخذت منهم
الإسكندرية، وخلت الدولة للأتراك، فطمعوا في المستنصر [1] ، وقلت هيبته
عندهم، وخلت خزائنه البتة.
وطلب ابن حمدان العروض، فأخرجت إليهم، وقومت بأبخس ثمن، وصرفت إلى
الجند. فقيل: إنّ نقد الأتراك كان في الشّهر أربعمائة ألف دينار [2] .
[تغلب العبيد على ابن حمدان]
وأما العبيد فغلبوا على الصعيد، وقطعوا السبل، فسار إليهم ابن حمدان،
ففروا منه إلى الصعيد الأعلى، فقصدهم وحاربهم، فهزموه. وجاء الفَلُّ
إلى القاهرة. ثم نُصِر عليهم وعظم شأنه، واشتدت وطأته، وصارحوا الكُلّ،
فحسده أمراء الترك لكثرة استيلائه على الأموال، وشكوه إلى الوزير، فقوى
نفوسهم عليه وقال: إنما ارتفع بكم.
فعزموا على مناجزته، فتحول إلى الجيزة، فنهبت دوره ودور أصحابه، وذل
وانحل نظامه [3] .
[انكسار ابن حمدان أمام المستنصر]
فدخل في الليل إلى القائد تاج الملوك شاذي واستجار به، وحالفه على قتل
الأمير إِلْدِكْز، والوزير الخطير. فركب إِلْدِكْز فقتل الوزير. ونجا
إلدكز، وجاء إلى المستنصر فقال: إن لم تركب وإلا هلكت أنت ونحن. فركب
في السلاح، وتسارع إليه الجند والعوام، وعبى الجيش، فحملوا على ابن
حمدان فانكسر واستحر القتل بأصحابه.
[تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد]
وهرب فأتى بني سنبس، وتبعه فَلٌّ من أصحابه، فصاهر بني سنبس وتقوى بهم،
فسار الجيش لحربه، فأراد أحد المقدمين أن يفوز بالظفر، فناجزه
__________
[1] العبر 3/ 257، دول الإسلام 1/ 275، تاريخ ابن الوردي 1/ 376، اتعاظ
الحنفا 2/ 273 و 275 (حوادث سنة 459 و 460 هـ-.)
[2] يجعل النويري هذه الحوادث في سنة 460 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 227) ،
اتعاظ الحنفا 2/ 275 (حوادث سنة 460 هـ-.) و 276.
[3] اتعاظ الحنفا 2/ 276.
(31/19)
بعسكره، والتقوا فأسره ابن حمدان، وقتل
طائفة من جُنْده.
ثم عدَّى إليه فرقة ثانية لم يشعروا بما تم، فحمل عليهم، ورفع رءوس
أولئك على الرماح، فرعبوا وانهزموا، وقتلت منهم مقتلة. وساق وكبس بقية
العساكر، فهزمهم، ونهب الريف، وقطع الميرة عن مصر في البر والبحر، فغلت
الأسعار، وكثر الوباء إلى الغاية، ونهبت الجند دور العامة، وعظم
الغلاء، واشتد البلاء [1] .
[رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر]
قال ابن الأثير [2] : حتى أن أهل البيت الواحد كانوا يموتون كلهم في
ليلةٍ واحدة.
واشتد الغلاء حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفًا بألف دينار، فاستبعد ذلك،
فقيل إنها باعت عروضها، وقيمته ألف دينار، بثلاثمائة دينار، واشترت به
قمحًا، وحمله الحمال على ظهره، فنهبت الحملة في الطريق، فنهبت هي مع
الناس، فكان الذي حصل لها رغيفًا واحدًا [3] .
[مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان]
وجاء الخلق ما يشغلهم عن القتال، ومات خلق من جند المستنصر، وراسل
الأتراك الّذين حوله ناصر الدولة في الصلح، فاصطلحوا على أن يكون تاج
الملك شاذي نائبًا لناصر الدولة بن حمدان بالقاهرة يحمل إليه المال [4]
.
__________
[1] حتى هنا يجعل النويري هذه الحوادث ضمن سنة 461 هـ-. (نهاية الأرب
28/ 227- 230) ، وهي في سنة 463 هـ-. عند المقريزي. (اتعاظ الحنفا 2/
305) .
[2] في الكامل 10/ 85.
[3] العبارة في الكامل: «فكان الّذي حصل لها ما عملته رغيفا واحدا» ،
وفي نهاية الأرب 28/ 234 «فحصّل لها ما جاء رغيفا واحدا» . وانظر:
اتعاظ الحنفا 2/ 278، والعبر 3/ 257، 258، ومرآة الجنان 3/ 89، 90،
وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 318 و 299.
[4] يجعل النويري هذه الحوادث في سنة 463 هـ-. (نهاية الأرب 28/ 230)
ومثله المقريزي في:
(اتعاظ الحنفا 2/ 306) .
(31/20)
[الحرب بين ابن
حمدان وتاج الملك شاذي]
فلمّا تقرّر شاذي استبدّ بالأمور، ولم يرسل إلى ابن حمدان شيئا، فسار
ابن حمدان إلى أن نزل بالجيزة. وطلب الأمراء إليه فخرجوا، فقبض على
أكثرهم، ونهب ظواهر القاهرة، وأحرق كثيرًا منها، فجهز إليه المستنصر
عسكرًا، فبيتوه، فانهزم. ثم إنه جمع جمعًا وعاد إليهم، فعمل معهم
مصافًا، فهزمهم، وقطع خطبة المستنصر بالإسكندرية ودمياط، وغلب على
البلدين وعلى سائر الريف. وأرسل إلى العراق يطلب تقليدًا وخلعًا [1] .
[اضمحلال أمر المستنصر]
واضمحل أمر المستنصر وخمل ذكره. وبعث إليه ابن حمدان يطلب الأموال،
فرآه الرسول جَالسًا على حصيرٍ، وليس حوله سوى ثلاثة خدم. فلما أدى
الرسالة، قال: أما يكفي ناصر الدولة أن أجلس على مثل هذه الحال؟ فبكى
الرسول وعاد إلى ناصر الدولة فأخبره بالحال، فرق له وأجرى له كل يومٍ
[2] مائة دينار.
وقدم القاهرة وحكم فيها، وكان يظهر التسنن ويعيب المستنصر.
وكاتب عسكر المغاربة فأعانوه.
ثم قبض على أمّ المستنصر وصادرها.
فحملت خمسين ألف دينار. وكانت قد قل ما عندها إلى الغاية.
[تفرق أولاد المستنصر]
وتفرق عن المستنصر أولاده وكثير من أهله من القحط [3] ، وضربوا في
البلاد. ومات كثير منهم جوعًا، وجرت عليهم أمورٌ لا توصف في هذه السنة
بالديار المصرية من الفناء والغلاء والقتل [4] .
__________
[1] اتعاظ الحنفا 2/ 306.
[2] في نهاية الأرب 28/ 231: «في كل شهر» ، ومثله في: اتعاظ الحنفا 2/
307.
[3] يجعل النويري هذه الحوادث إلى هنا في سنة 464 هـ-. (نهاية الأرب
28/ 231، 232) ، ومثله المقريزي في: اتعاظ الحنفا 2/ 307.
[4] انظر: أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي 73- 75، واتعاظ
الحنفا 2/ 279، 280.
(31/21)
وانحط السعر في سنة خمس وستين.
[المبالغة في إهانة المستنصر]
قال ابن الأثير [1] : وبالغ ناصر الدولة بن حمدان في إهانة المستنصر،
وفرق عنه عامة أصحابه، وكان يقول لأحدهم: إنني أريد أن أوليك عمل كذا.
فيسير إليه، فلا يمكنه من العمل، ويمنعه من العود. وكان غرضه من ذلك
ليخطب للقائم بأمر الله أمير المؤمنين، ولا يمكنه ذلك مع وجودهم، ففطن
له الأمير إِلْدِكْز، وهو من أكبر أمراء وقته، وعلم أنه متى تمّ له ما
أراد، تمكّن منه ومن أصحابه. فأطلع على ذلك غيره من أمراء الترك.
[قتل ابن حمدان]
فاتفقوا على قتل ابن حمدان، وكان قد أمن لقوته وعدم عدوه. فتواعدوا
ليلةً، وجاءوا سحرًا إلى داره، وهي المعروفة بمنازل العز [2] بمصر،
فدخلوا صحن الدار من غير استئذان، فخرج إليهم في غلالةٍ، لأنه كان
آمنًا منهم، فضربوه بالسيوف، فسبهم وهرب، فلحقوه وقتلوه، وقتلوا أخويه
فخر العرب.
وتاج المعالي، وانقطع ذكر الحمدانية بمصر [3] .
[ولاية بدر الجمالي مصر]
فلما كان في سنة سبعٍ وستين [4] ولي الأمر بمصر بدر الجماليّ أمير
__________
[1] في: الكامل 10/ 86.
[2] منازل العزّ: دار أنشأتها السيدة تغريد أم العزيز باللَّه، تشرف
على النيل. اتخذها الخلفاء الفاطميون متنزّها، وسكنها ناصر الدولة بن
حمدان إلى أن قتل. (المواعظ والاعتبار 1/ 484 و 2/ 364) .
[3] الكامل في التاريخ 10/ 80- 87، نهاية الأرب 28/ 214- 232، اتعاظ
الحنفا 2/ 279 و 309، 310، النجوم الزاهرة 5/ 91.
ويقول النويري: «وناصر الدولة هذا هو: الحسن بن الحسين بن ناصر الدولة
الحسن بن عبد الله بن أبي الهيجاء حمدان بن حمدون» . (نهاية الأرب 28/
232) .
[4] في تاريخ الفارقيّ 192: سنة 465 هـ، وفي الكامل في التاريخ 10/ 87
سنة ست وستين وأربعمائة. ومثله في: نهاية الأرب 28/ 235، وأخبار مصر
لابن ميسر 2/ 22، وفي المختصر في أخبار البشر 2/ 190 (حوادث سنة 465
هـ-.) ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377.
(31/22)
الجيوش، وقتل إِلْدِكْز، والوزير ابن
كُدِينَه [1] ، وجماعةً، وتمكن من الدولة إلى أن مات.
[ولاية الأفضل]
وقام بعده ابنه الأفضل [2] .
__________
[1] هو: أحمد بن عبد الكريم بن عبد الحاكم بن أبي كدينة أبو أحمد
الفارقيّ المعروف بأبي يعلى العرقي الملقّب جلال الملك. من أهل عرقة
القريبة من طرابلس الشام، ومن أسرة عبد الحاكم الفارقيّ الّذي ولي قضاء
طرابلس، كان ينتقل بين القضاء والوزارة. انظر عنه في: الإشارة إلى من
نال الوزارة 50، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 12- 16، وأخبار الدول
المنقطعة 80، 81، واتعاظ الحنفا 2/ 271 و 272 و 274 و 276 و 296 و 333،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا 1/ 315، 316
رقم 139) .
[2] الكامل في التاريخ 10/ 87.
(31/23)
سنة ستّ وستّين وأربعمائة
[الغرق العظيم ببغداد]
فيها كان الغرق العظيم ببغداد، فغرق الجانب الشرقي، وبعض الغربي، وهلك
خلق كبير تحت الهدم. وقام الخليفة يتضرع إلى اللَّه، ويصلي.
واشتد الأمر وأقيمت الجمعة في الطيار على ظهر الماء مرتين، ودخل الماء
في هذه النوبة من شبابيك المارستان العضدي. وارتفعت دجلة أكثر من عشرين
ذراعًا، وبعض المحال غرقت بالكلية، وبقيت كأن لم تكن. وهلكت الأموال
والأنفس والدواب. وكان الماء كأمثال الجبال.
وغرقت الأعراب والتركمان وأهل القرى. وكان من له فرس يركبه ويسوق إلى
التُّلُول العالية.
وقيل إن الماء ارتفع ثلاثين ذراعًا. ولم يبلغ مثل هذه المرة أبدًا.
وركب الناس في السفن، وقد ذهبت أموالهم، وغرقت أقاربهم، واستولى الهلاك
على أكثر الجانب الشرقي.
[رواية ابن الجوزي]
قال سبط الجوزي [1] : انهدمت مائة ألف دار وأكثر. وبقيت بغداد مَلَقَةً
واحدة، وانهدم سورها، فكان الرجل يقف في الصحراء فيرى التاج.
ونهب للناس ما لا يحصيه إلا اللَّه. وجرى على بغداد نحو ما جرى على مصر
من قريب.
__________
[1] في مرآة الزمان (حوادث 466 هـ-.) .
(31/24)
[رواية ابن الصّابيء]
قال ابن الصّابيء في «تاريخه» : تشققت الأرض، ونبع منها الماء الأسود،
وكان ماء سخطٍ وعقوبة. ونهبت خزائن الخليفة. فلما هبط الماء أُخْرِجَ
الناس من تحت الهدْم وعلا الناسَ الذُّلُّ. ثم فسد الهواء بالموتى،
ووقع الوباء، وصارت بغداد عِبْرةً ومَثَلًا [1] .
[أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ]
وكان صاحب سَمَرْقَنْد خاقان ألتكين [2] قد أخذ ترمذ بعد قتل السلطان
ألب أرسلان، فلما تمكن ابنه ملك شاه سار إلى ترمذ وحصرها، وَطمَّ
خندقها، ورماها بالمنجنيق، فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائبًا، وحصنها
وأصلحها وسار يريد سمرقند، ففارقها ملكها وتركها، وأرسل يطلب الصُّلْح،
ويضرع إلى نظام الملك ويعتذر، فصالحوه.
[وفاة إياس ابن صاحب سمرقند]
وسار ملك شاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكِش بلْخ وطخارِسْتان [3] .
ثم قدم الري، فمات ولده إياس، وكان فيه شرّ وشهامة، بحيث أن أباه كان
يخافه، فاستراح منه [4] .
[بناء قلعة صَرْخَد]
وفيها بنيت قلعة صرخد، بناها حسّان بن مسمار الكلبيّ [5] .
__________
[1] انظر عن الغرق في:
المنتظم 8/ 284- 286 (16/ 154- 157، والكامل في التاريخ 10) 90، 91،
وتاريخ الزمان 114، وذيل تاريخ دمشق 106، وتاريخ دولة آل سلجوق 51،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 190، ونهاية الأرب 23/ 239، 240، والإنباء
في تاريخ الخلفاء 200، والدرّة المضيّة 397 و 401، والعبر 3/ 261، ودول
الإسلام 1/ 275، ومرآة الجنان 3/ 93، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، وتاريخ
الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 324، 325، والبداية والنهاية 12/ 109.
[2] في نهاية الأرب 26/ 322: «خاقان تكين» .
[3] الكامل في التاريخ 10/ 92، نهاية الأرب 26/ 321، 322، دول الإسلام
1/ 275.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 92، تاريخ دولة آل سلجوق 51، النجوم الزاهرة
5/ 95.
[5] دول الإسلام 1/ 275، النجوم الزاهرة 5/ 95.
(31/25)
سنة سبع وستين
وأربعمائة
[دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها]
قال ابن الأثير [1] : قد ذكرنا في سنة خمسٍ ما كان من تغلب الأتراك،
وبني حمدان على مصر، وعجْز صاحبها المستنصر عن منعهم، وما وصل إليه من
الشدة العظيمة، والفقر المدقع، وقتل ابن حمدان. فلما رأى المستنصر أن
الأمور لا تنصلح ولا تزداد إلا فسادًا، أرسل إلى بدر الجمالي [2] ،
وكان بساحل الشام [3] ، فطلبه ليوليه الأمور بحضرته، فأعاد الجواب: إن
الجند قد فسدوا، ولا يمكن إصلاحهم، فإن أذنت أن استصحب معي جندًا حضرت
وأصلحت الأمور. فإذن له أن يفعل ما أراد. فاستخدم عسكرًا يثق بهم
وبنجدتهم، وسار في هذا العام من عكا في البحر زمن الشتاء، وخاطر لأنه
أراد أن يهجم مصر بغتةً.
وكان هذا الأمر بينه وبين المستنصر سرّا، فركب البحر في كانون الأوّل
[4] ،
__________
[1] هذا القول غير موجود عند ابن الأثير في كتابه «الكامل في التاريخ»
. والخبر في: نهاية الأرب 28/ 234، 235، وأعاده المؤلف في العبر 3/
262، 263.
[2] هو: بدر بن عبد الله الأمير الجمالي وزير مصر للمستنصر. أرمنيّ
الأصل، اشتراه جمال الملك ابن عمّار الطرابلسي وربّاه فترقّت به
الأحوال إلى الملك، ولي دمشق سنة 455 هـ-. ثم هرب منها بعد ثورة
أحداثها إلى صور. مات سنة 488 هـ-.
[3] قال ابن أيبك الدواداريّ: «وكان قبل ذلك بصور وعكا نائبا عن الظاهر
بن الحاكم» . (الدرة المضيّة 399) .
[4] قال ابن ظافر الأزدي في (أخبار الدول المنقطعة 76) : «وركب البحر
في وقت لم تجر العادة بركوبه في مثله، ووصل إلى القاهرة عشية يوم
الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى- وقيل:
الآخرة- سنة ست وستين» .
وقال النويري: «وسار في مائة مركب في أول كانون» (نهاية الأرب 28/ 235)
.
(31/26)
وفتح الله له بالسلامة، ودخل مصر، فولاه
المستنصر جميع الأمر، ولقبه «أمير الجيوش» ، فلما كان الليل بعث من
أصحابه عدة طوائف إلى أمراء مصر، فبعث إلى كل أمير طائفة ليقتلوه
ويأتوه برأسه، ففعلوا. فلم يُصبحوا إلا وقد فرغ من أمراء مصر، ونقل
جميع حواصلهم وأموالهم إلى قصر المستنصر، وسار إلى دمياط، وكان قد تغلب
عليها طائفة، فظفر بهم وقتلهم، وشيد أمرها [1] .
وسار إلى الإسكندرية فحاصرها ودخلها عنوة، وقتل طائفةً ممن استولى
عليها [2] .
وسار إلى الصعيد فهذّبه. وقتل به في ثلاثة أيام اثني عشر ألف رجل، وأخذ
عشرين ألف امرأة، وخمسة عشر ألف فرس، وبيعت المرأة بدينار، والفرس
بدينارٍ ونصف.
فتجمَّعوا بالصعيد لحربه، وكانوا عشرين ألف فارس، وأربعين ألف راجل،
فساق إليهم فكبسهم وهم على غرةٍ في نصف الليل، فأمر النفاطين فأضرموا
النيران، وضربت الطبول والبوقات، فارتاعوا وقاموا لا يعقلون. وألقيت
النار في دَجْلةٍ هناك، وامتلأت الدّنيا نارًا، وبلغت السماء فولوا
منهزمين، وقتل منهم خلق، وغرق خلق، وسلم البعض. وغنمت أموالهم
ودوابُّهم.
ثم عمل بالصعيد مصافًا آخر، ونصر عليهم وأحسن إلى الرعية، وأقام
المزارعين فزرعوا البلاد، وأطلق لهم الخراج ثلاث سنين، فعمرت البلاد
وعادت، وذلك بعد الخراب، إلى أحسن ما كانت عليه [3] .
__________
[1] نهاية الأرب 28/ 235، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، الدرّة المضيّة
399 وفيه: «ومما يعتدّ من مبادئ سعادة أمير الجيوش أنه حضر من بيروت في
البحر وأقلع منها فوصل منها إلى دمياط ثاني يوم، وصحت له هذه الصحوة
حتى ضرب بها المثل، فقيل: صحوة أمير الجيوش» . وقال المقريزي: «وواتتهم
ريح طيبة سارت بهم إلى دمياط ولم يمسسهم سوء، فكان يقال إنه لم ير في
البحر قطّ صحوة تمادت أربعين يوما إلّا في هذا الوقت» . (اتعاظ الحنفا
2/ 311) .
[2] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24.
[3] الدرّة المضيّة 399، 400، مرآة الجنان 3/ 94، تاريخ ابن الوردي 1/
377، اتعاظ الحنفا 2/ 311، 312 و 314.
(31/27)
[وفاة الخليفة
القائم بأمر الله]
وفي شعبان تُوُفّي أمير المؤمنين القائم بأمر الله العباسي [1] ،
واستخلف بعده حفيده عبد الله بن محمد، ولُقِّب بالمقتدي بأمر الله.
وحضر قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي،
والشيخ أبو نصر بن الصباغ، ومؤيد الملك ولد نظام الملك، وفخر الدولة بن
جهير الوزير، ونقيب النقباء طراد العباسي، والمعمر بن محمد نقيب
العلويين، وأبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه. فكان أول من بايعه
الشريف أبو جعفر، فإنه لما فرغ من غسل القائم بايعه وتمثل:
إذا سيد مضى قام سيد ثم ارتج عليه، فقال المقتدي:
قؤول لما قال الكرام [2] فعول فلما فرغوا من بيعته صلّى بهم العصر.
__________
[1] انظر عن (وفاة القائم بأمر الله) في:
تاريخ بغداد 9/ 399- 404، وتاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 16،
والمنتظم 8/ 290، 291 و 295 رقم 347 (16/ 162، 163 و 168، 169 رقم
3441) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء 200، وتاريخ الفارقيّ 193، 194 وفيه
وفاته في يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة 468 هـ-. ويعود الفارقيّ
فيقول «إن المقتدي صلّى على جدّه القائم يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى
سنة سبع وستين وأربعمائة. وقيل: بويع له ثالث عشر شعبان من السنة، لأن
بقي الأمر إلى أن ورد السلطان من خراسان، وكلاهما صحيح، ولأنه بايعه
أهل بغداد يوم مات جدّه. وبقي إلى أن ورد السلطان إلى بغداد وبايعه
وأصحابه ثانيا، واستقر في الخلافة أمره» . (195، 196) ، والكامل في
التاريخ 10/ 94، وتاريخ مختصر الدول 186، وتاريخ الزمان 114، وذيل
تاريخ دمشق 107، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، وتاريخ دولة آل سلجوق
53، وزبدة التواريخ 129، 130، وخلاصة الذهب المسبوك 267، والبيان
المغرب 4/ 28، والفخري 292، 293، ومختصر التاريخ 208، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 191، ونهاية الأرب 23/ 240، والدرّة المضيّة 402 وفيه
«القادر باللَّه» و «المقتدر بأمر الله» وهما غلط، ولم يتنبّه إليهما
محقّقه د. المنجد، والعبر 3/ 264، ودول الإسلام 1/ 275، ومرآة الجنان
3/ 94، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، 378، والجوهر الثمين 195، 196، وشرح
رقم الحلل 119، ومآثر الإنافة 1/ 335، وتاريخ ابن خلدون 3/ 472، وتاريخ
الخميس 2/ 401، والنجوم الزاهرة 5/ 97، 798 وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات
الذهب 3/ 326، 327، والبداية والنهاية 12/ 110، وأخبار الدول (الطبعة
الجديدة) 2/ 163.
[2] في المنتظم 8/ 293 (16/ 165) : «قؤول بما قال الرجال..» ، والمثبت
يتفق مع: الكامل في التاريخ 10/ 96 وفيه: «بما» ، ونهاية الأرب 23/
243.
(31/28)
وكان أبوه الذخيرة أبو العباس محمد بن
القائم قد توفي أيام القائم، ولم يكن له غيره، فأيقن الناس بانقراض نسل
القائم، وانتقال الخلافة من البيت القادري. وكان للذخيرة جارية تسمى
أرجوان [1] ، فلما مات، ورأت أباه قد جزع ذكرت له أنها حامل، فتعلقت
الآمال بذلك الحمل. فولدت هذا بعد موت أبيه بستة أشهر، فاشتد سرور
القائم به، وبالغ في الإشفاق عليه والمحبة له. وكان ابن أربع سنين في
[2] فتنة البساسيري، فأخفاه أهله، وحمله أبو الغنائم بن المحلبان إلى
حران، ولما عاد القائم إلى بغداد أعيد المقتدي، فلما بلغ الحلم جعله
ولي عهده.
[وزارة ابن جهير]
ولما استخلف أقر فخر الدّولة ابن جهير على وزارته بوصيةٍ من جده [3] .
[أخذ البيعة من السلطان ملك شاه]
وسير عميد الدولة بن فخر الدولة إلى السّلطان ملك شاه لأخذ البيعة،
وبعث معه تحفًا وهدايا [4] .
[قطع الخطبة للعباسيين بمكة]
وفيها بعث المستنصر باللَّه العبيدي إلى ابن أبي هاشم صاحب مكة هديةً
جليلة، وطلب منه أن يعيد له الخطبة. فقطع خطبة المقتدي باللَّه، وخطب
للمستنصر بعد أن خطب لبني العباس بمكة أربع سنين [5] .
ثم أعيدت خطبتهم في السنة الآتية.
__________
[1] وتدعى قرّة العين: (المنتظم 8/ 291) 16/ 164، وهي حبشية، كما يقول
ابن العمراني في:
الإنباء في تاريخ الخلفاء 201 وفيه: «الأرجوانية» .
[2] في: المنتظم: «دون الأربع سنين» . (8/ 292) (16/ 164) .
[3] المنتظم 8/ 293 (16/ 166) الإنباء في تاريخ الخلفاء 201، الكامل في
التاريخ 10/ 97.
[4] المنتظم 8/ 294 (16/ 166) ، الكامل في التاريخ 10/ 97، تاريخ دولة
آل سلجوق 53، 54.
[5] المنتظم 8/ 294 (16/ 167) ، الكامل في التاريخ 10/ 97، 98، اتعاظ
الحنفا 2/ 314، البداية والنهاية 12/ 111.
(31/29)
[اختلاف العرب
بإفريقية]
وفيها اختلفت العرب بإفريقية وتحاربوا، وقويت بنو رياح على قبائل زغبة،
وأخرجوهم عن البلاد [1] .
[حريق بغداد]
وفيها وقع ببغداد حريق عظيم بمرة، هلك فيه ما لا يعلمه إلا الله [2] .
قال صاحب «مرآة الزمان» [3] : أكلت النار البلد في ساعةٍ واحدة، فصارت
بغداد تُلُولًا.
[تحديد المنجمين موعد النيروز]
وفيها جمع نظام الملك المنجمين، وجعلوا النيروز أول نقطةٍ من
الْحَمَلِ، وقد كان النيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت. وصار ما
فعله النظام مبدأ التقاويم [4] .
[عمل الرّصد للسلطان ملك شاه]
وفيها عمل الرّصد للسّلطان ملك شاه، وأنفق عليه أموالًا عظيمة، وبقي
دائرًا إلى آخر دولته [5] .
[وفاة صاحب حلب]
وفيها مات صاحب حلب عز الدولة محمود بن نصر، وتملّك ابنه نصر بعده [6]
.
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 98، البيان المغرب 1/ 300.
[2] المنتظم 8/ 294 (16/ 167) ، الكامل في التاريخ 10/ 97، تاريخ
الخميس 2/ 400، 401، البداية والنهاية 12/ 111.
[3] في مرآة الزمان (حوادث 467 هـ-.)
[4] الكامل في التاريخ 10/ 98، المختصر في أخبار البشر 2/ 191، العبر
3/ 263، شذرات الذهب 3/ 326.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 98، المختصر في أخبار البشر 2/ 191، 192،
مرآة الجنان 3/ 94، تاريخ ابن الوردي 1/ 378، شذرات الذهب 3/ 325،
البداية والنهاية 12/ 111.
[6] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 16، العبر 3/ 266، دول
الإسلام 2/ 3، النجوم الزاهرة 5/ 100، شذرات الذهب 3/ 329.
(31/30)
سنة ثمان وستين
وأربعمائة
[استرجاع منبج من الروم]
فيها أخذ صاحب حلب نصر بن محمود مدينة منبج من الروم [1] .
[محاصرة أَتْسِز دمشقَ]
وفيها حَصَرَ أَتْسِز مدينة دمشق، وَأَمِيرَهَا الْمُعَلَّى بْن
حَيْدَرَةَ من جهة المستنصر، فلم يقدر عليها فترحل [2] .
[هرب المعلى من دمشق وقتله]
وفي ذي الحجة هرب المعلى بن حيدرة منها، وكان ظلومًا غشومًا للجند
والرعية، فثاروا عليه، فهرب إلى بانياس، فأخذ إلى مصر، وحبس إلى أن مات
[3] .
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 17، الكامل في التاريخ 10/
100، تاريخ الزمان 115، وفيه زاد ابن العبري: «وقد أقام الروم فيها
ثماني سنوات لا يفتر العرب عن محاصرتها حينا فحينا» ، تاريخ دولة آل
سلجوق 54، زبدة الحلب 2/ 13، 14، 146، نهاية الأرب 23/ 243، ديوان ابن
حيّوس 1/ 205، دول الإسلام 2/ 13، 14 البداية والنهاية 12/ 112.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 99، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24 وفيه تصحّف
اسم «أتسز» إلى «أسد» ، وفيه أيضا: «حيدرة بن سدوا» ، وهذا وهم،
والصواب: «المعلّى بن حيدرة» ، أما «سدوا» فهو تصحيف ل «منزو» ،
المختصر في أخبار البشر 2/ 192، نهاية الأرب 26/ 316، تهذيب تاريخ دمشق
2/ 334، العبر 3/ 266، اتعاظ الحنفا 2/ 315 وفيه «حيدرة بن ميرز
الكتامي» وهذا وهم.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 99، ذيل تاريخ دمشق 108، تاريخ طرابلس
السياسي والحضاريّ (تأليفنا) 369 (الطبعة الثانية) ، وقد تقدّم الخبر
في حوادث سنة 461 هـ-. وذكره المقريزي في هذه السنة 468 هـ-. (اتعاظ
الحنفا 3/ 315) ، وابن كثير في: البداية والنهاية 12/ 112.
(31/31)
[ولاية المصمودي
دمشق]
فلما هرب اجتمعت المصامدة، وهم أكثر جند البلد يومئذٍ، فولوا على البلد
رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي [1] . والمصامدة قبيلة من
المغاربة [2] .
[عودة أَتْسِز إلى دمشق]
وكان أهل الشام في غلاءٍ مفرطٍ وقحط، فوقع الخلف بين المصامدة.
وأحداث البلد، فعرف أَتْسِز، فجاء من فلسطين ونزل على البلد يحاصره،
وعُدِمت الأقوات [3] ، فسلّموا إليه البلد. وعَوَّض انتصار ببانياس
ويافا [4] ، ودخلها في ذي القعدة، وخطب بها لأمير المؤمنين المقتدي،
وقطع خطبة المصريين، وأبطل الأذان بحي على خير العمل، وفرح الناس به.
وغلب على أكثر الشام وعظُم شانه، وخافته المصريون، لكن حل بأهل الشام
منه قوارع البلاء، حتى أهلك الناس وأفقرهم، وتركهم على برد الدّيار [5]
.
__________
[1] ترجمته في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 5/ 60 رقم 60، وتهذيب
تاريخ دمشق 2/ 137 و 334.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 99، ذيل تاريخ دمشق 108، نهاية الأرب 26/
316، 317، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 166، 167، تهذيب تاريخ دمشق
4/ 356.
[3] زاد ابن الأثير بعدها: «فبيعت الغرارة، إذا وجدت- بأكثر من عشرين
دينارا» . (الكامل في التاريخ 10/ 100) ، واقتبس قوله ابن العبري في:
تاريخ مختصر الدول 192.
[4] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 5/ 60، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 137،
العبر 3/ 266.
[5] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 17، المنتظم 8/ 297 (16/
171) وهو لا يذكر سوى الغلاء بدمشق، فلا يتحدّث بشيء عن «أتسز»
والأحداث. والخبر في: الكامل في التاريخ 10/ 99، 100، وباختصار في:
أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24، والمنتقى من أخبار مصر 242، وتاريخ مختصر
الدول لابن العبري 192، وهو بكاملة في: ذيل تاريخ دمشق 108، و 109 وفيه
«واضطرّ الناس إلى أكل الميتان، وأكل بعضهم بعضا» .
وورد الخبر باختصار في: أخبار الدول المنقطعة 76 على هذا النحو: «وفي
ذي الحجة سنة سبع وستين خرجت دمشق عن أيدي المصريين بدخول الأفشين
إليها» .
وهو باختصار أيضا في: المختصر في أخبار البشر 2/ 192، ونهاية الأرب 26/
317، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 204، 205 وفيه: «وكان أتسز لما
دخل البلد أنزل جنده أدر الدمشقيين، واعتقل من وجوههم جماعة، وشمّسهم
بمرج راهط، حتى افتدوا نفوسهم منه بمال أدّوه إليه، ورحل جماعة منهم عن
البلد إلى أطرابلس، إلى أن أريحوا منه بعد» ، تهذيب تاريخ
(31/32)
__________
[ () ] دمشق 2/ 334 وفيه «أتسز بن آف» وهو تحريف، أمراء دمشق في
الإسلام 4 رقم 8.
وقال ابن العبري في حوادث سنة 469 هـ.: «وحدثت حرب شديدة عام 469 للعرب
في سورية بين عساكر التركمان والمصريين. وتبع الحرب غلاء ووباء ولا
سيّما في دمشق إذ هلك سكانها كلهم تقريبا. وكان مجموعهم فيما سبق
ثلاثمائة ألف نسمة فأمسوا ثلاثة آلاف نسمة فقط. وكان فيها مائتان
وأربعون خبّازا، فلم يبق فيها سوى خبّازين لا غير. وبيعت الدار التي
كانت قيمتها ثلاثة آلاف دينار بدينار واحد ولم يكن من يشتري. ولما صار
فيها رخص تفاقمت الفيران على الأهالي بسبب موت الخنافس وكان لامرأة
دمشقية داران اشترت الواحدة بثلاثمائة دينار والثانية بأربعمائة دينار،
فباعت إحداهما بسبعة دراهم فقط واشترت قطّة لتنجو من أذى الفيران» .
(تاريخ الزمان 119) ومثله في: مرآة الزمان (حوادث سنة 469 هـ.) الّذي
قال إنه لم يبق من أهل دمشق «سوى ثلاثة آلاف إنسان بعد خمسمائة ألف» ،
والخبر باختصار في:
العبر 3/ 266، ودول الإسلام 2/ 3، 4، ومرآة الجنان 3/ 96، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 378، ومآثر الإنافة 2/ 5، وتاريخ ابن خلدون 3/ 473، واتعاظ
الحنفا 2/ 315، والنجوم الزاهرة 5/ 101 وتاريخ الخلفاء 424، والبداية
والنهاية 12/ 113.
(31/33)
سنة تسع وستين
وأربعمائة
[انهزام أَتْسِز عن مصر]
فيها سار أَتْسِز بجيوشه الشامية، وقصد مصر وحاصرها، ولم يبق إلا أن
يملكها، فاجتمع أهلها عند ابن الجوهري الواعظ، ودعوا وتضرَّعوا، فترحل
عنهم شبه المنهزم من غير سبب [1] .
[دخول أَتْسِز دمشق]
وعصى عليه أهلُ القدس فقاتلهم، ودخل البلد عنوة، فقتل وعمل كل نحس،
وقتل بها ثلاثة آلاف نفس، وذبح القاضي والشهود صبرًا بين يديه [2] .
وقيل إنه إنما جاء من مصر منهزمًا في أنحس حالٍ بعد مصافٍ كان بينه
وبين بدر الجمالي، وهذا أشبه [3] .
[الفتنة بين القُشَيري والحنابلة]
وفيها قدم بغداد أبو نصر الأستاذ أبو القاسم القشيري، فوعظ بالنظامية،
وبرباط شيخ الشيوخ. وجرى له فتنة كبيرة مع الحنابلة، لأنه تكلم على
مذهب الأشعري، وحط عليهم. وكثر أتباعه والمتعصبون له، فهاجت أحداث
السُّنّة، وقصدوا نحو النظامية، وقتلوا جماعة [4] نعوذ باللَّه من
الفتن.
__________
[1] تاريخ حلب للعظيميّ 350 (زعرور) 17 (سويّم) ، أخبار مصر لابن ميسر
2/ 25، العبر 2/ 269، دول الإسلام 2/ 4، تاريخ ابن خلدون، 3/ 473،
اتعاظ الحنفا 2/ 317، 318.
[2] العبر 3/ 269، دول الإسلام 2/ 40، تاريخ ابن خلدون 3/ 473، 474.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 103، 104.
[4] المنتظم 8/ 305 (16/ 18، الكامل في التاريخ 10/ 104، 105، تاريخ
دولة آل سلجوق
(31/34)
[رواية ابن الأكفاني عن كسْرة أَتْسِز]
قال هبة الله بن الأكفاني: كان كسرة أَتْسِز بن أوق بمصر، ثم رجع وجمع،
وطلع إلى القدس ففتحها، وقتل بها ذلك الخلق العظيم، فمنهم حمزة ابن علي
العين زربي الشاعر.
[رواية ابن القلانسي]
وقال أبو يعلى حمزة: [1] سار أَتْسِز، فكسره أمير الجيوش. فأفلت في
نفرٍ يسير وجاء إلى الرملة وقد قُتِل أخوه، وقُطِعِت يد أخيه الآخر.
فسُرَّت نفوس الناس بمُصَابه، وتحكم السّيف في أصحابه [2] .
__________
[ (- 54،) ] نهاية الأرب 23/ 243، 244، العبر 3/ 269، مرآة الجنان 3/
97، تاريخ الخلفاء 424.
[1] في ذيل تاريخ دمشق، الخبر بأطول مما هنا قليلا: «فيها جمع الملك
أتسز واحتشد وبرز من دمشق ونهض في جمع عظيم إلى ناحية الساحل، ثم منها
إلى ناحية مصر طامعا في ملكتها ومجتهدا في الاستيلاء عليها، والدعاء
عليه من أهل دمشق متواصل، واللّعن له متتابع متّصل، فلما قرب من مصر
وأظلّت خيلة عليها برز إليه أمير الجيوش بدر في من حشده من العساكر ومن
انضاف إليها من الطائف والعرب، وكان قد وصل إليها واستولى على الوزارة،
وعرف ما عزم عليه أتسز، فاستعدّ للقائه وتأهّب لدفع قصده واعتدائه،
وجدّ في الإيقاع به، وحصلت العرب وأكثر العساكر من ورائه، وصدقوا
الحملة عليه، فكسروه وهزموه، ووضعوا السيوف في عسكره قتلا وأسرا ونهبا،
وأفلت هزيما بنفسه في نفر يسير من أصحابه ووصل إلى الرملة وقد قتل
أخوه، وقطعت يد أخيه الآخر. ووصل بعد الفلّ إلى دمشق، فسرّت نفوس الناس
بمصابه وتحكّم السيوف في أتباعه وأصحابه. فأمّلوا مع هذه الحادثة سرعة
هلاكه وذهابه» .
(ذيل تاريخ دمشق 109- 112) .
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 350 (سويّم) 17، أخبار مصر لابن ميسّر
2/ 25، تاريخ الزمان 115، ذيل تاريخ دمشق 109- 112، مرآة الزمان (حوادث
469 هـ-.) المختصر في أخبار البشر 2/ 192، نهاية الأرب 28/ 237،
المنتقى من أخبار مصر 44، اتعاظ الحنفا 2/ 317.
(31/35)
سنة سبعين وأربعمائة
[الصلح بين ابن باديس وابن علناس]
فيها اصطلح تميم بن المعزّ بن باديس صاحب إفريقية مع الناصر بن علناس
صاحب قلعة حماد بعد حروبٍ وفصول تطول. وَزَوَّجَهُ تميم بابنته، فبعث
الصَّداق ثلاثين ألف دينار، فأخذ منها تميم دينارًا واحدًا ورد الباقي،
وبعث معها جهازًا عظيمًا [1] .
[الفتنة ببغداد]
وفيها كانت ببغداد فتنة هائلة بسبب الاعتقاد، ونهب بعضهم بعضًا، فركب
الجند وقتلوا جماعة، فسكنوا على حَنَقٍ، وتشفت الرافضة بهم [2] .
[نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق]
وفيها نزل المصريون مع ناصر الدولة الجيوشي على دمشق، فأقام عليها
مُدَيْدة، ثم ترحل عنها [3] .
[نزول تتش على حلب]
وفيها نزل تاج الدولة تتش على حلب مُحاصِرًا لها، ثم رحل عنها [4] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 107، نهاية الأرب 24/ 229، البيان المغرب 1/
300، تاريخ ابن خلدون 6/ 327، المؤنس 8 (حوادث سنة 467 هـ-.)
[2] المنتظم 8/ 312 (16/ 190، 191) ، العبر 3/ 272، مرآة الجنان 3/ 98،
99 وفيه قال اليافعي: «هكذا أطلق بعض المؤرّخين ولم يبن هذه الفتنة بين
أهل السّنّة والرافضة، بين الأشعرية والحنبلية» ، البداية والنهاية 12/
117.
[3] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 26، ذيل تاريخ دمشق 112، دول الإسلام 2/
4.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 350 (سويّم) 17، المنتظم 8/ 313 (16/
192) ، ذيل تاريخ
(31/36)
[منازلة دمشق ثانية]
ثم جاء جيش مصر، فنازلوا دمشق ثانيا [1] .
__________
[ (-) ] دمشق 112، زبدة الحلب 2/ 56، 57، الدرّة المضيّة 405، تاريخ
ابن خلدون 3/ 474، البداية والنهاية 12/ 117.
[1] دول الإسلام 2/ 4.
(31/37)
المتوفون في هذه
الطبقة
سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير
- حرف الألف-
- أحمد بن إسحاق بن شيث [1] .
الإمام أبو نصر البخاري الصفار، الحنفيّ. المجاور بمكّة.
نشر علمه بالحرم، ومات بالطّائف [2] .
وابنه:
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في: تاريخ بغداد 6/ 403 رقم 3462،
والأنساب 8/ 76، 77، وفيهما «إسحاق بن أحمد بن شيث» ، ومعجم الأدباء 6/
66- 69 رقم 4، وفيه «إسحاق بن أحمد بن شبيب» ، والجواهر المضيّة 1/
142، 143 رقم 76، والعقد الثمين 3/ 17، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 259،
والطبقات السنية، رقم 135، والفوائد البهيّة 14، 15، والوافي بالوفيات
8/ 401، 402، وبغية الوعاة 1/ 438، وكشف الظنون 2/ 1428، ومعجم
المؤلفين 1/ 161 وفيه «أحمد بن إسحاق بن شبيب» ووفاته سنة 461-. وهذا
وهم واضح. فالمتوفى في هذه السنة هو ابنه الآتي «إسماعيل» .
[2] قال الخطيب: «إسحاق بن أحمد بن شيث أبو نصر البخاري، ويعرف
بالصفّار. قدم بغداد حاجّا في سنة خمس وأربعمائة، وحدّث بها عن نصر بن
إسماعيل الكشاني صاحب جبريل بن مجّاع السمرقندي. حدّثني عنه الحسن بن
علي بن محمد بن المذهب وأثنى عليه خيرا» .
(تاريخ بغداد 6/ 403) .
ونقل ياقوت الحموي قول الخطيب، ولكنّه ذكر: «ويعرف بالصدق» بدلا من
«ويعرف بالصفار» ، وورد عنده «الكناني» بدل «الكشاني» (معجم الأدباء 6/
69) .
وذكره ابن السمعاني أيضا باسم «إسحاق بن أحمد بن شيث بن نصر بن شيث بن
الحكم بن أقلت بن عقبة بن يزيد بن سلمة بن رؤبة بن خفاثة بن وائل بن
هيصم بن ذبيان، الأديب الصفّار البخاري، من أهل بخارى، له بيت في العلم
إلى الساعة ببخارى، ورأيت من أولاده جماعة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في (تاريخ نيسابور) فقال: أبو نصر
الفقيه الأديب الصفّار، قدم علينا حاجّا، وما كنت رأيت ببخارى في سنّة
في حفظ الأدب والفقه، وقد طلب الحديث في أنواع من العلم، وأنشدني لنفسه
من الشعر المتين ما يطول شرحه..» . قال ابن السمعاني:
وسكن أبو نصر هذا مكة وكثرت تصانيفه وانتشر علمه بها، ومات بالطائف
وقبره بها. (الأنساب 8/ 76، 77) .
(31/39)
1- إسماعيل [1] .
كان قوالًا بالحق، إمامًا، عالمًا، عاملًا قتله الخاقان نصر بن إبراهيم
[2] صبرًا لنهيه عن المنكر في سنة إحدى هذه. فالترجمة لإسماعيل لا
لوالده.
فتُحَوَّل.
2- أحمد بن الحسن بن عليّ بن الفضل [3] .
أبو الحسن البغدادي، الكاتب. أخو الشاعر أبي منصور عليّ صُرّدرّ.
سمع: أبا الحسين بن بِشْران، وأبا الحسن الحماميّ، وأحمد بن علي
الباداء.
وعنه: شجاع الذُّهْليّ، وأبو عليّ البرداني، وأبو الغنائم النرسي، وعلي
ابن أحمد الموحد.
وكان صالحًا خيرًا كبير الذِّكْر [4] .
__________
[ (-) ] وذكر ياقوت اسمه كاملا، أيضا، وفيه اختلاف: «أقلذ» بدل: «أقلت»
، و «خفاتة» بدل «خفاثة» ، و «هضيم» بدل «هيصم» . وقال: «كان أحد أفراد
الزمان في علم العربية، والمعرفة بدقائقها الخفيّة، وكان فقيها، وورد
إلى بغداد، وروى بها، ومات بعد سنة خمس وأربعمائة، فإنه في هذه السنة
حدّث ببغداد» .
وقال ياقوت أيضا: «ورأيت أنا له كتابا في النحو عجيبا، سمّاه كتاب
«المدخل إلى سيبويه» ذكر فيه المبنيّات فقط، يكوّن نحوا من خمسمائة
ورقة، ووقفت منه على كلام من تبحّر في هذا الشأن، واشتمل على غوامضه
إلى أقصى مكان، وله غير ذلك من التصانيف في الأدب، وكتاب «المدخل
الصغير» في النحو، وكتاب «الردّ على حمزة» في حدوث التصحيف» .
وذكر من شعره سبعة أبيات أولها:
العين من زهر الخضراء في شغل ... والقلب من هيبة الرحمن في وجل
(معجم الأدباء 6/ 66- 69) .
[1] هو أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شيث، انظر عنه في:
الأنساب 8/ 77، والجواهر المضيّة 1/ 395 رقم 321، والطبقات السنيّة،
رقم 284، والفوائد البهيّة 46، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 278، وسيعاد
ثانية برقم (8) .
وهو المقصود بالترجمة هنا لوفاته في هذه السنة، وليس أباه الّذي تقدّمت
وفاته في العشر الأول من هذا القرن. ولهذا أعطيت الرقم المتسلسل
لإسماعيل، وتركت أباه «أحمد» دون ترقيم.
[2] المعروف بشمس الملك ببخارى. (الأنساب 8/ 77) .
[3] انظر عن (أحمد بن الحسن بن علي) في: المنتظم 8/ 255 رقم 301 (16/
115 رقم 3396) وفيه: «أحمد بن الحسن بن الفضل» .
[4] في المنتظم 8/ 255 (16/ 115) : «وكان صالحا ثقة» .
(31/40)
تُوُفّي فِي ربيع الآخر، وَلَهُ خمسٌ
وثمانون سنة.
3- أحمد بن عبد الواحد بن مَعْمَر [1] .
أبو مَعْمَر الهَرَويّ البالكي [2] المزكي.
سمع: عبد الرحيم [3] بن أبي شُرَيْح، وغيره.
وتُوُفي في شوال.
وقد حدث «بالجعديات» كلها عن: ابن أبي شُرَيْح.
روى عنه أهلُ هَرَاة.
وكان من الفقهاء.
4- أحمد بن عليّ بن يحيى [4] أبو منصور الأَسَدَاباذيّ [5] المقرئ.
حدَّث ببغداد عن: أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يذكر أنه سمع من الدّار الدّارقطنيّ،
ويذكر أشياء تدلّ على تخليطه [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: الإكمال 1/ 471، 472، والأنساب
2/ 56، واللباب 1/ 113، ومعجم البلدان 1/ 329.
[2] البالكي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، واللام. هذه النسبة إلى
بالك، وظنّي أنها قرية من قرى هراة ونواحيها. قاله ابن السمعاني.
(الأنساب 2/ 56) .
[3] في الإكمال، والأنساب: «عبد الرحمن» وهو أبو محمد عبد الرحمن بن
أحمد بن أبي شريح الأنصاري. (الأنساب) .
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن يحيى) في: تاريخ بغداد 4/ 325، 326 رقم
2137، والمنتظم 8/ 258 رقم 306 (16/ 119 رقم 3401) في وفيات سنة 462
هـ.، وميزان الاعتدال 1/ 121 رقم 482 وفيه وفاته سنة 462 هـ، والمغني
في الضعفاء 1/ 49، رقم 382، وسير أعلام النبلاء 18/ 237 رقم 112، ولسان
الميزان 1/ 225، 226 رقم 703.
وسيعاد في وفيات السنة التالية برقم (28) .
[5] الأسداباذي: بفتح الألف والسين والدال المهملتين والباء المنقوطة
بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال، نسبة إلى أسداباذ، وهي بليدة على
منزل من همدان إذا خرجت إلى العراق، عمّرها أسد بن ذي السرو الحميري في
اجتيازه مع تبّع.
وأسداباذ أيضا: قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور أنشأها أسد بن عبد
الله القسري.
(الأنساب، معجم البلدان) .
[6] الموجود في تاريخ بغداد: «كان يذكر أنه سمع الكثير من أبي بكر بن
شاذان، وأبي الحسن
(31/41)
وعاش خمسًا وتسعين سنة.
5- أحمد بن عمر بن الحسن بن يوسف [1] .
أبو القاسم الأصبهاني المؤدب.
في المحرم.
رحل، وروى عن: أبي عمر الهاشمي، وأبي عمر بن مهدي، وهلال الحفار.
6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن بن مسعود [2]
.
أبو عمر الْجُذامي البِزِلْياني [3] ، القاضي ببَجَانَة.
صحب أبا بكر بن زرب، وأبا عبد الله بن مفرِّج، والزبيدي، وابن أبي
زمنين [4] .
__________
[ (-) ] الدار الدّارقطنيّ، وكان يجزّف في كلامه، ويذكر أشياء تدلّ على
تخليطه وقلّة تحصيله، واشترى وهو عندنا أصل أبي بكر بن شاذان بكتاب
«التفسير» لأبي سعيد الأشجّ، وسمع عليه لنفسه، رأيت التسميع طريّا
بخطّه ... سألت أبا منصور عن مولده فقال: ولدت بالكرج في سنة ست وستين
وثلاثمائة. وخرج من بغداد في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وبلغني أنه
مات سنة إحدى وستين وأربعمائة» . (4/ 326) .
وقال ابن الجوزي: روى عنه أبو الفضل بن خيرون، وأطلق عليه الكذب الصريح
واختلاق الشيوخ الذين لم يكونوا، وادّعى ما لم يسمع. (المنتظم 8/ 258/
16/ 119) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
ورّخ الخطيب وفاته سنة 461، بينما ورّخه ابن الجوزي في وفيات 462 هـ.
هكذا هنا. أما في (سير أعلام النبلاء 18/ 237) فقال المؤلّف الذهبي-
رحمة الله-: قيل عاش ستّا وتسعين سنة. وهذا يعني أنه توفي سنة 462 هـ.
وبها ورّخه في (ميزان الاعتدال 1/ 121) ، أما في (المغني في الضعفاء 1/
49) فأرّخ وفاته كما قال الخطيب، ومثله ابن حجر في (لسان الميزان 1/
225، 226) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 62
رقم 131، ومعجم البلدان 1/ 410.
[3] في الأصل ضبط بالسكون فوق الزاي، وما أثبتناه عن (معجم البلدان)
وفيه: «بزليانة» :
بكسرتين، وسكون اللام، وياء، وألف، ونون، بليدة قريبة من مالقة
بالأندلس.
وانظر: نزهة المشتاق 2/ 565 (المتن والحاشية) .
[4] وقع في المطبوع من (معجم البلدان) : «ابن أبي زمين» . وهو غلط.
(31/42)
وكان من العلماء [1] .
حدَّث عنه: ابن خزرج، وقال: ولد سنة ستّين وثلاثمائة.
قلت: فيكون مبلغ عمره مائة سنة وسنة [2] .
7- إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حُسَين بن أسد [3] .
أبو بكر التميمي الحماني المقرئ، القرطبي، المعروف بابن الطُبْني [4] .
أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه [5] .
وكان عالما بالطّبّ. من بيت حشمة. وكان صديقًا لأبي محمد بن حزْن [6] .
مولده سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة [7] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «كان مخلفا للقضاة بإلبيرة وبجّانة، ... وكان من
أهل العلم والفضل» .
[2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد
فات المؤلّف- رحمه الله- أن يذكره في المتوفين من (أهل المائة فصاعدا)
، فليحرّر.
[3] انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: جذوة المقتبس للحميدي 158، 159، رقم
294، والصلة لابن بشكوال 1/ 95، 96، رقم 213، وبغية الملتمس للضبيّ 227
رقم 531.
[4] ويعرف بالوزير.
[5] وشاركه فيمن لقيه منهم. (الصلة 1/ 95) .
[6] الصلة 1/ 95.
[7] ووفاته في أول ليلة من سنة 461 هـ-.
قال الحميدي: أديب شاعر من أهل بيت أدب وعلم وجلالة. أخبرني أبو محمد
علي بن أحمد قال: بات عندي أبو بكر إبراهيم بن يحيى في ليلة مطيرة،
فاستدعيت ابن عمه أبا مروان عبد الملك بن زيادة الله بهذين البيتين:
صنواك في ربعي فثلثهما ... غيث السّواري وأبو بكر
صلني بلقياك التي ابتغي ... أصلك بالحمد وبالشكر
وأنشدني له من قصيدة طويلة في مدح أبي العاص حكم بن سعيد بن حكم القيسي
وزير دولة المعتمد، قال أبو محمد وسمعته ينشده إيّاها، ومنها:
إنّ الرسوم، إذا اعتبرت نواطق ... فسل الربوع تجبك عند سؤالها
يأبى الفناء يرى فناء عامرا ... ويروم نقص الحال عند كمالها
قد أجملت جمل ولكن ضيّعت ... إجمالها يوم ارتحال جمالها
(جذوة المقتبس 158، 159. وقارن ببغية الملتمس 227 ففيه اختلاف طفيف
ببعض الألفاظ) .
وقال ابن بشكوال: قال لي شيخنا أبو الحسن بن مغيث: أدركت هذا الشيخ
وجالسته ...
وكان والده يحيى صاحب مواريث الخاصة. (الصلة 1/ 95 و 96) .
(31/43)
8- إسماعيل بن أبي نصر الصفار [1] .
كان إمامًا، قوالًا بالحق. قتله الخاقان ببخاري صبرًا لأمره بالمعروف
ونهيه عن المنكر.
- حرف الحاء-
9- حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن [2] .
النقيب أبو طاهر الحسيني ابن أبي الجن الدمشقي.
ولي نقابة العلويين.
قال ابن عساكر: بلغني أنه قتل بعكا [3] ، وسلخ في سنة إحدى [4] .
__________
[1] تقدّم برقم (1) .
[2] انظر عن (حيدرة بن إبراهيم) في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 19،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 12، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي
94، 96، 97 ومعجم الأدباء 4/ 35 وفيه «ابن أبي الحسن» ، ومثله في:
تذكرة الحفاظ 3/ 1142، والوافي بالوفيات 7/ 192، واتعاظ الحنفا 2/ 296،
والنجوم الزاهرة 5/ 85، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 24.
[3] وقع في (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 94) : «قتل بعكاظ» ، وهو غلط واضح.
[4] وقال ابن عساكر: سمع أبا بكر الخطيب، وما أظنّه حدّث بشيء. (تاريخ
دمشق 12/ 12، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 24) .
وقال ابن القلانسي في حوادث سنة 460 هـ-. من (ذيل تاريخ دمشق 94) :
«وصل الأمير قطب الدولة بارزطغان إلى دمشق واليا عليها في شعبان منها،
ووصل معه الشريف السيد أو طاهر حيدرة بن مستخصّ الدولة أبي الحسين،
ونزل قطب الدولة في دار العقيقي، وأقام مدّة، ثم خرج منها ومعه الشريف
المذكور في شهر ربيع الأول سنة 461 وورد الخبر بأنّ أمير الجيوش بدر
ظفر بالشريف السيد المذكور، وكان بينهما إحن بعثته على الاجتهاد في
طلبه والإرصاد له إلى أن اقتنصه، فلما حصل في يده قتله سلخا، فعظم ذلك
على كافّة الناس وأكثروا هذا الفعل واستبشعوه في حقّ مثله» .
وقال سبط ابن الجوزي في ترجمة الشريف إنه لما دخل عسكر بدر الجمالي إلى
دمشق هرب منها إلى عمّان البلقاء، فغدر به بدر بن حازم، وكان الشريف قد
أطلق أباه حازم من خزانة البنود.
وقال محمد بن هلال الصابي: لما خرج الشريف وبارزطغان من دمشق يريدان
مصر أشار عليه بارزطغان بأن لا يظهر بعمّان البلقاء لأن بها بدر بن
حازم، وأن يسير في الليل، فلم يقبل وسار بارزطغان إلى حلّة بدر بن حازم
وقال: جئناك لتذم لنا ولمن معنا. فقال: ومن معك؟ قالوا:
الشريف ابن أبي الجنّ. فقال قد ذمّ الله لكم إلّا الشريف فإنه لا بدّ
من حمله إلى أمير الجيوش. وسار إليه وقبض عليه، ومضى به إلى عكاء وباعه
بذهب وخلع وإقطاع. فأركبه أمير
(31/44)
- حرف العين-
10- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سعيد [1] .
أبو محمد الأندلسي البشكلاري [2] . نزيل قرطبة.
وبشكلار: قرية من قرى جيان.
روى عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي حفص بن نابل [3] وأحمد بن فتح الرسان،
ومحمد بن أحمد بن حيوة، وخلف بن يحيى الطليطلي.
وكان ثقة فيما رواه [4] ، شافعي المذهب.
روى عنه: أبو علي الغساني، وأبو القاسم بن صواب وأجاز له بخطه [5] .
تُوُفي في رمضان. وولد سنة سبعٍ وسبعين وثلاثمائة [6] .
11- عبد الرحمن بن محمد بن فوران [7] .
__________
[ (-) ] الجيوش جملا وقتله أقبح قتلة، ثم سلخ جلده، وقيل: سلخه حيّا
وصلبه. ولعن أهل الشام بدر بن حازم والعرب وقالوا: أما هذه عادتهم.
ولقد كان الشريف من أهل الديانة والصيانة والعفّة والأمانة، محبّا لأهل
العلم واصطناع المعروف.
وفي رواية أخرى لسبط ابن الجوزي أن بدر بن حازم باع الشريف من بدر
الجمالي باثني عشر ألف دينار، فقتله أمير الجيوش بعكا خنقا. (مرآة
الزمان لسبط ابن الجوزي- في حاشية ذيل تاريخ دمشق 94 و 96، 07) .
أقول: وهو الّذي اختبأ عنده الخطيب البغدادي بدمشق خوفا من أميرها
الّذي أراد قتله قبل أن يخرج إلى صور سنة 457 هـ-. وسيأتي في ترجمة
الخطيب رقم (64) .
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 280 رقم 615
وفيه: «عبد الله بن سعيد» بإسقاط «محمد» .
[2] هكذا ضبطت في الأصل، والصلة.
[3] في (الصلة) : «نائل» ، وفي الطبعة الأوروبية منه كما هو مثبت في
المتن.
[4] زاد ابن بشكوال: «ثبتا فيه» .
[5] وقال أبو محمد بن عتّاب: كان أبو محمد هذا إماما بمسجد يوسف بن
بسيل برحبة ابن درهمين.
[6] وقال ابن حيّان: وكان شيخا صالحا.
[7] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن فوران) في: الأنساب 9/ 341،
واللباب 2/ 444، والكامل في التاريخ 10/ 68، والمنتخب من السياق 311
رقم 1023، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 280، 281 رقم 482،
والطبقات، له (مخطوط) ورقة 89، ووفيات الأعيان 3/ 132 رقم 364،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والعبر 2/ 247، والإعلام
(31/45)
أبو القاسم المَرْوَزِيّ الفقيه، صاحب أبي
بكر القفال.
له المصنفات الكثيرة في المذهب والأصول والجدل، والملل والنحل.
وطبق الأرض بالتلامذة.
وله وجوه جيدة في المذهب.
عاش ثلاثا وسبعين سنة، وتوفي في رمضان.
وكان مقدم اصحاب الحديث الشافعية بمرو [1] .
سمع: علي بن عبد الله الطيسفوني [2] ، وأبا بكر القفال.
روى عنه: عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري، وزاهر، وعبد الرحمن ابن
عمر المَرْوَزِيّ.
وصنف كتاب «الإبانة» ، وغيرها.
وهو شيخ أبي سعد المتولّي صاحب «التّتمّة» . و «التّتمّة» هي تتمة
لكتاب «الإبانة» المذكور وشرحٌ لها.
وقد أثنى أبو سعد على الفُورَانيّ [3] هذا في خطبة «التّتمّة» .
__________
[ (-) ] بوفيات الأعلام 190، وسير أعلام النبلاء 18/ 264، 265 رقم 133،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 563، ومرآة الجنان 3/ 84، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 109- 115، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 255، 256، والبداية
والنهاية 12/ 98، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 255، 256 رقم 212،
ولسان الميزان 3/ 433، 434، و 5/ 222 (في ترجمة:
محمد بن عبد الله الخيام السمرقندي: رقم 776) ، وطبقات الشافعية لابن
هداية الله 162، 163، وكشف الظنون 1، 84، 1441، وشذرات الذهب 3/ 309،
وهدية العارفين 1/ 517، وديوان الإسلام 3/ 422 رقم 1622، والأعلام 4/
102، ومعجم المؤلفين 5/ 169.
[1] الأنساب 9/ 341.
[2] في الأصل: «الطيسفوري» ، والتصحيح من: الأنساب 8/ 292 و 9/ 341،
وشرح السّنة للبغوي 1/ 72 رقم 35 و «الطيسفونيّ» : بفتح الطاء المهملة،
وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح السين المهملة، وضم
الفاء، وسكون الواو، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى طيسفون، وهي قرية
من قرى مرو على فرسخين. (الأنساب 8/ 291) .
وقد تصحفت هذه النسبة في (لسان الميزان 3/ 343) إلى: «الطسورني» .
[3] الفورانيّ: بضم الفاء، وسكون الواو، وفتح الراء، وبعد الألف نون.
نسبة إلى جدّه فوران.
(الأنساب 9/ 341، اللباب 2/ 444، تهذيب الأسماء 2/ 280، وفيات الأعيان
3/ 132) .
(31/46)
وقد سمع منه أيضًا: محيي السُّنَّةَ
البَغَويّ [1] .
وكان أبو المعالي إمام الحرمين يحط على الفورَانيّ، حتى قال في باب
الأذان: والرجل غير موثوقٍ بنقْله.
ونَقَمَ العلماء ذلك على أبي المعالي ولم يصوّبوا كلامه [2] .
12- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو [3] .
__________
[1] تهذيب الأسماء 2/ 281، ولم يذكر محقّق «شرح السنة للبغوي»
(الفوراني) بين شيوخ البغوي، في مقدّمة الكتاب من الجزء الأول.
[2] تهذيب الأسماء 2/ 281.
وقال ابن خلّكان: «سمعت بعض فضلاء المذهب يقول: إن إمام الحرمين كان
يحضر حلقته وهو شاب يومئذ، وكان أبو القاسم لا ينصفه ولا يصغي إلى قوله
لكونه شابا، فبقي في نفسه منه شيء، فمتى قال في «نهاية المطلب» : وقال
بعض المصنّفين كذا، وغلط في ذلك، وشرع في الوقوع فيه، فمراده أبو
القاسم الفوراني» . (وفيات الأعيان 3/ 132) .
وقال السبكي: «والّذي أقطع به أن الإمام لم يرد تضعيفه في النقل من قبل
كذب، معاذ الله، وإنما الإمام كان رجلا مدقّقا يغلب بعقله على نقله،
وكان الفوراني رجلا نقالا، فكان الإمام يشير إلى استضعاف تفقّهه، فعنده
أنه ربّما أتي من سوء الفهم في بعض المسائل، هذا أقصى ما لعل الإمام
يقوله.
وبالجملة ما الكلام في الفوراني بمقبول، وإنّما هو علم من أعلام هذا
المذهب، وقد حمل عنه العلم جبال راسيات وأئمة ثقات. وقد كان من التفقّه
أيضا بحيث ذكر في خطبة «الإبانة» أنه يبيّن الأصحّ من الأقوال والوجوه،
وهو من أقدم المنتدبين لهذا الأمر» . (طبقات الشافعية الكبرى 5/ 110) .
وقد أثنى عبد الغافر الفارسيّ على الفوراني فقال: «الإمام بكورة مرو،
أحد أئمّة أصحاب الشافعيّ، صاحب الفتوى والتصنيف الحسن الفايق بحسن
الترتيب، من وجوه أصحاب الإمام أبي بكر القفّال، له التدريس والتلامذة،
مبارك النفس.
قدم نيسابور سنة سبع وخمسين، وحضره الفقهاء والأئمة، وروى الحديث
وخرّج» . (المنتخب من السياق 311) .
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد بن نصر) في: التكملة لكتاب الصلة لابن
الأبّار، رقم 1671، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 197 و 24/ 46،
والمختصر من تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 85- 87 رقم 63، والمعين في
طبقات المحدّثين 132 رقم 1463، والعبر 3/ 248، وتذكرة الحفاظ 3/ 1157-
1159، وسير أعلام النبلاء 18/ 257- 260 رقم 130، والإعلام بوفيات
الأعلام 190، ومرآة الجنان 3/ 85، والنجوم الزاهرة 5/ 84، وطبقات
الحفاظ 437، 438، وبغية الوعاة 1/ 539، ونفح الطيب 3/ 62- 64، وشذرات
الذهب 3/ 309، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
(تأليفنا) 3/ 123 رقم 792، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 112 رقم 984.
(31/47)
الحافظ أبو زكريا التميمي البخاري المحدث،
صاحب الرحلة الواسعة.
سمع بالشام، والعراق، ومصر، واليمن والثغور، والحجاز، وبُخَاري،
والقيروان.
وحدَّث عن: أبي نصر أحمد بن علي الكاتب، وأبي عبد الله محمد بن أحمد
الغُنْجار، وأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الفقيه، وأبي
يَعْلَى حمزة بن عبد العزيز المُهَلَّبي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي،
وهلال الحفار، وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع، وتمام بن
محمد الرازي [1] ، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وابن النحاس، وابن الحاج
الإشبيلي، وخلق كثير [2] .
روى عنه: أبو نصر بن الجبان، وهو من شيوخه، وعلي بن محمد الحنائي،
والفقيه نصر المقدسي، ومشرف بن علي التمار، وجميل بن يوسف المادرائيّ،
وأحمد بن إبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي،
وآخرون.
وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة [3] .
وأكبر شيخ له إبراهيم بن محمد بن يزداد الرّازيّ، حدّثه عن عبد الرحمن
ابن أبي حاتم، وذلك في مشيخة الرازي.
وفي الرواة عن أبي زكريا سابقٌ ولاحقٌ، بينهما في الموت مائة سنة، وهما
عبد الوهاب بن الجبان، والرازي.
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحمَّدِ بْنِ عَلَّانَ كَتَابَةً، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيِّ بِنِ الْحَسَنِ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ
الْمُسْلِمِ الْفَرَضِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيُّ،
أَنَا أَبُو نَصْرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْمُرِّيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بِنِ نَصْرٍ
البخاريّ: قدم علينا طالب عِلْمٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
نَصْرٍ الكاتب ببخارى، ثنا
__________
[1] لم يذكره محقّق (الروض البسّام) بين تلامذته في المقدّمة 1/ 49.
[2] ومنهم أيضا: أبو عبد الله الحُسَيْن بن عبد الله بن أبي كامل
الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الصمد بن لاوي الأطرابلسي بطرابلس، وأبو عبد
الله الحسين بن محمد بن الحسين الصوري الضرّاب النحويّ، بصور. (انظر:
موسوعة علماء المسلمين 3/ 123) و (بغية الوعاة 1/ 538، 539 رقم 1122) .
[3] في شهر ربيع الأول. (ابن عساكر) .
(31/48)
أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، ثَنَا
قَيْسُ بْنُ أَنَيْفٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ
الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي، عَنْ جَدِّهِ،
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ، وَخُذُوا
مِنْ شُعُورِكُمْ، وَاسْتَاكُوا، وَتَزَيَّنُوا، فَإِنَّ بَنِي
إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُونُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَزَنَتْ
نِسَاؤُهُمْ» [1] . قال أَبُو عَبْد اللَّه الرازي: دخل أَبُو زكريا
عَبْد الرحيم بلاد الأندلس وبلاد المغرب، وكتب بها، وكتب عمن هُوَ
دونه، وَفِي شيوخه كثرة، وكان من الحفاظ الأثبات.
قال السلفي هَذَا على لسان الرازي فِي مشيخته، وورخ وفاته ابن الأكفاني
فِي سنتنا هَذِهِ [2] .
وقال ابن طاهر المقدسي في كتاب «تكملة الكامل فِي الضعفان» إن شيخه سعد
بْن علي الزنجاني حدثه أنه لم يرو كتاب «مشتبه النسبة» عن مؤلفه عَبْد
الغني إلا ابن بنته علي بْن بقاء، وأن عَبْد الرحيم حدث به.
وَفِي قول الزنجاني نظر، فَإِن رشأ بْن نظيف قد روى هَذَا الكتاب، عن
عَبْد الغني أيضًا. وهو وعبد الرحيم بْن أَحْمَد ثقتان. وبمثل هَذَا لا
يحلّ تضعيف الرجل العالم [3] .
__________
[1] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وضعّفه بعبد الله بن ميمون. وذكره
المؤلّف- رحمه الله- في:
تذكرة الحفاظ 3/ 1158 وقال: هذا لا يصحّ، وإسناده ظلمة. وذكره أيضا في:
سير أعلام النبلاء 18/ 259، والسيوطي في (الجامع الكبير 1/ 125) وصاحب
كنز العمّال، برقم 17175.
[2] ونقل المقّري عن ابن عساكر أنه توفي سنة إحدى وسبعين. (نفح الطيب
3/ 64) ولكن الموجود في تاريخ ابن عساكر أنه توفي سنة إحدى وستين
وأربعمائة بالحوراء.
[3] مختصر تاريخ دمشق 15/ 87.
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إن تحت يدي وفي خزانتي نسختان مصورتان من «مشتبه النسبة» لعبد الغني بن
سعيد، نسخة المتحف البريطاني، ونسخة المكتبة السليمانية، وهما تنصّان
على قراءة عبد الرحيم البخاري هذا الكتاب على صاحب عبد الغني.
فقد جاء في نسخة المتحف البريطاني (ورقة 2 أ) :
(31/49)
13- عَبْد الواحد بن عَليّ بْن عَبْد
الواحد بن موحّد بن البرّي [1] ، بالفتح [2] .
__________
[ (-) ] «أخبرنا القاضي الفاضل البارع الأشرف المكين جمال الدين، بقيّة
الثقات، علم الرواة أبو القاسم حمزة بن القاضي السعيد الأثير، أبي
الحسن علي بن عثمان المخزومي، رضي الله عنه، بقراءتي عليه، في مجالس
آخرها ليلة النصف من جمادى الأولى التي من سنة إحدى عشرة وست مائة،
بالقاهرة، قال: أخبرنا الشريف أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى
العثماني، قراءة عليه وأنا أسمع في العشر الأول من المحرّم من سنة إحدى
وسبعين وخمسمائة، والفقيه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، فما
أذن لي شفاها في روايته عنه، قالا: أخبرنا الشيخ الأجلّ أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازيّ، قراءة عليه ونحن نسمع، في شهر رمضان
وشوّال من سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بالإسكندرية.
قال العثماني: وأخبرني به بقراءتي عليه الشيخ أبو الحسن علي بن
المشرّف، في شوال سنة سبع وخمسمائة، قال الحافظ السلفي: وأخبرني به
المذكور إجازة واللفظ للرازي، قالا:
أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري، قال ابن
المشرّف سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وقال الرازيّ: سنة ثلاث وخمسين،
وسنة سبع وخمسين وأربعمائة بمصر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن
سعيد بن علي الأزدي الحافظ ... » .
وجاء في نسخة السليمانية:
«أخبرنا الشيخ الحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري
بقراءتي عليه بالقدس المحروس، في جمادى الأولى من سنة ست وخمسين
وأربعمائة. قلت: قرأت على الشيخ ابن (كذا) محمد عبد الغني بن سعيد
الأزدي الحافظ بمصر في سنة بضع وأربعمائة» .
[1] انظر عن (عبد الواحد بن علي) في: الإكمال 1/ 401، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 25/ 109، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 259،
رقم 248، وتوضيح المشتبه 1/ 444. وعند ابن عساكر اسمه: «عبد الواحد بن
علي بن عبد الواحد بن موحّد بن إسحاق بن إبراهيم بن البري» ، ويقال:
«موحد بن إبراهيم بن إسحاق بن سلامة» .
[2] هكذا في الأصل: وهو يتفق مع: توضيح المشتبه 1/ 444 وقال المؤلّف
الذهبي- رحمه الله- في «المشتبه في أسماء الرجال» 1/ 64: «وبالضم
(البريّ) الحسن بن علي بن عبد الواحد بن الموحد السلمي البرّي، سمع عبد
الرحمن بن أبي نصر، وعنه الدماشقة» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
كيف يكون صاحب الترجمة «عبد الواحد بن علي» بالفتح، وأخوه «الحسن بن
علي» بالضمّ؟
لا شك أنه وهم في ذلك. قال ابن ناصر الدين: «وبنو البرّي الدمشقيون:
أبو الفرج الموحّد، وأبو الفضل عبد الواحد، والأمير سديد الدولة أبو
محمد الحسن: بنو علي بن عبد الواحد بن الموحّد إبراهيم بن إسحاق بن
إبراهيم بن سلامة بن البرّي السلمي الدمشقيّ ... » ، وعلّق على قول
(البرّي) بالضم في «سديد الملك» فقال: هو الأمير سديد الدولة الّذي
ذكرته مع إخوته آنفا، ونسبته بفتح الموحّدة لا بضمّها، ووهم المصنف في
تقييدها بالضم، وقد ذكره بالفتح ابن ماكولا وابن عساكر وأبو حامد بن
الصابوني، وغيرهم. (توضيح المشتبه 1/ 444) وقال ابن
(31/50)
أَبُو الفضل السُّلَمي.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وعبد
الرَّحْمَن بْن أبي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وابن أَخِيهِ علي بْن الْحَسَن
ابن البري.
مات فِي المحرم [1] .
14- عَبْد الغفار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب [2] .
أَبُو مَنْصُور الأصبهاني المعدل.
عن: إِبْرَاهِيم بْن خرشيد قوله.
مات فِي ذي القعدة.
15- عَبْد الواحد بْن أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المرزبان
[3] .
أَبُو مُسْلِم الأبهري [4] الأصبهاني.
روى «جزء لُوَيْن» عن والده.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الصمد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الجمال شيخ
أَبِي علي الحداد.
تُوُفّي فِي رجب، وله ثلاث وتسعون سنة.
والعجب من الحداد كيف لم يسمع منه وروى عن رجل، عنه.
__________
[ (-) ] الصابوني مستدركا على ابن نقطة: «وذكر في باب (البريّ) بفتح
الباء الموحّدة وبعدها راء مهملة، رجلين، وأغفل ذكر الأمير أبي محمد
الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البرّي السلمي» . (تكملة إكمال الإكمال
34، 35) وقد وهم محقّقه المرحوم الدكتور مصطفى جواد إذ قال في الحاشية
(1) ص 35: «لعلّه بضم الباء بخلاف ما ذكر المؤلّف، واستند إلى قول
الذهبي في «المشتبه» ، وهذا من أوهام الذهبي، (انظر: الإعلام بما وقع
في مشتبه الذهبي من الأوهام، ورقة 9 أ) .
[1] توفي من نشابة أصابته. (تاريخ دمشق) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي
آخرها الراء المهملة، هذا النسبة إلى موضعين أحدهما إلى أبهر، وهي بلدة
بالقرب من زنجان. (الأنساب 1/ 124) .
(31/51)
16- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
بْن مُحَمَّد بْن صالح [1] .
أَبُو الفضل المعلم.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وخلقًا.
17- عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بن عَبْد القدوس
[2] .
أَبُو القاسم الْأَنْصَارِيّ القرطبي.
حج وَسَمِعَ من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَليّ المطوعي بمكة.
وقرأ القراءات بدمشق على: أَبِي علي الأهوازي.
وسمع من أَبِي الْحَسَن السمسار، وأخذ بحران عن الشريف الزيدي.
وأخذ بمصر عن أَبِي الْعَبَّاس بْن نفيس، وبمَيَّافارقين عن مُحَمَّد
بْن أَحْمَد الفارسي [3] .
وكان من جلة المقرءين، ومن الخطباء المجودين.
كَانَتِ الرحلة إليه فِي القراءات [4] .
توفي فِي ذي القعدة [5] ، ومولده سنة ثلاث وأربعمائة.
ولي خطابة قرطبة. وصنف «المفتاح» فِي القراءات.
18- عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بْن مَنْصُور [6] .
الحافظ أَبُو حَفْص الْبُخَارِيّ البزاز.
محدِّث ما وراء النهر فِي وقته.
سمع: أَبَا عليّ بْن حاجب الكشاني، وأبا نصر أحمد بن محمد
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 381 رقم
816، وغاية النهاية 1/ 481 رقم 2004، وكشف الظنون 1770، وإيضاح المكنون
2/ 527، وهدية العارفين 1/ 637، ومعجم المؤلّفين 6/ 229.
[3] وقع في (الصلة 2/ 381) : «الفارسيّ» وهو غلط.
[4] الصلة 2/ 381.
[5] سنة 462 هـ. كما في الصلة. أما في (غاية النهاية 1/ 482) سنة 461
هـ-.
[6] انظر عن (عمر بن منصور) في: الأنساب 5/ 188، 189، واللباب 1/ 464،
465، وتذكرة الحفاظ 3/ 1158، وسير أعلام النبلاء 18/ 148، 149 رقم 81.
(31/52)
الملاحمي [1] ، وأبا الفضل أَحْمَد بْن علي
السليماني، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الرازي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني النخشبي، ومحمد بْن علي بْن سَعِيد
المطهري، ومحمد بْن عبد الله [2] السّرخكتيّ [3] ، وآخرون.
قال النخشبي: هُوَ مكثر، صحيح السماع، فيه هزل.
وقال أبو سعد بن السّمعانيّ [4] : مات بعد السّتّين وأربعمائة، وهو سبط
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خنب [5] .
- حرف الميم-
19- مُحَمَّد بْن مكي بْن عُثْمَان [6] .
__________
[1] تصحّفت نسبته إلى «الملاجمي» بالجيم، في (الأنساب 5/ 188) .
[2] في الأصل: «محمد بن علي» ، والتصويب من (الأنساب 5/ 188) وفيه:
«محمد بن عبد الله بن فامل السرخكتي» .
[3] في الأصل «السرخكي» ، ومثله في الأصل من (سير أعلام النبلاء) ، وهو
خطأ، والصواب ما أثبتناه، نسبة إلى سرخكت، بزيادة التاء المثنّاة بعد
الكاف، قال ابن السمعاني:
«السّرخكتيّ» : بضم السين المهملة، والراء الساكنة، والخاء المعجمة،
والكاف المفتوحتين، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
ذكر صدر الأفاضل القاسم بن الحسين الخوارزمي في «صلاة الرياحين» :
سرخكت: اسم لقريتين من قرى ما وراء النهر، إحداهما بناحية خزار،
والثانية بناحية أشروسنة. و «سرخكت» :
بليدة بغرجستان سمرقند.
وبما أن صاحب الترجمة كان محدّث ما وراء النهر، فهو منسوب إلى «سرخكت»
. أما «السّرخكيّ» فهي نسبة إلى «سرخك» : قرية على باب نيسابور. (انظر:
الأنساب 7/ 70، ومعجم البلدان 3/ 209، واللباب 2/ 112، 113، وتبصير
المنتبه 2/ 732) وقد نصّ ابن السمعاني على أنه «السرخكتي» في (الأنساب
5/ 188) .
[4] في الأنساب 5/ 189.
[5] خنب: بفتح أوله وسكون ثانيه.
وزاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 149) : «آخر من
حدّث عنه: ركن الإسلام إبراهيم بن إسماعيل بن أبي نصر الصفّاري، شيخ
قاضي خان» .
[6] انظر عن (محمد بن مكي) في: تاريخ بغداد 3/ 80، والفقيه والمتفقه
للخطيب البغدادي 2/ 67، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 32، 33،
ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 233/ 253، 254 رقم 280، والمعين في طبقات
المحدّثين 133 رقم 1464، والعبر
(31/53)
أَبُو الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: أَبَا الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد الحلبي، ومحمد بْن أَحْمَد
الإخميمي، والمؤمل بْن أَحْمَد، والميمون بْن حَمْزَة الحسيني، وأبا
مُسْلِم الكاتب [1] ، وعبد الكريم بْن أَحْمَد بْن أَبِي جرار [2]
الصواف، وجده لأمه أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رزيق [3] البغدادي،
وأبا علي أَحْمَد بْن عُمَر بْن خرشيد قوله، وغيرهم.
حدث بمصر، ودمشق.
حدث عَنْهُ: أبو بكر الخطيب [4] ، ونصر المقدسيّ، وعبد الواحد وعبد
اللَّه ابنا أَحْمَد السمرقندي، وأبو القاسم النسيب، وهبة اللَّه بْن
الأكفاني، وأبو القاسم ابن بطريق، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن
سهل الإسْفَرائينيّ، وغيرهم.
مولده سنة أربعٍ وثمانين وثلاثمائة.
ووثقه الكتاني وقال: توفي فِي نصف جُمَادَى الأولى بمصر، رحمه اللَّه
تعالى.
20- مُحَمَّد بْن وهْب بْن بُكَيْر [5] .
أَبُو عَبْد اللَّه الكناني [6] الأندلسي، قاضي قلعة رَبَاح.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن ذُنين، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخّار،
ومحمد بن ممين [7] .
__________
[ (-) ] 3/ 248، وسير أعلام النبلاء 18/ 253، 254 رقم 126، والإعلام
بوفيات الأعلام 190، وتذكرة الحفاظ 3/ 1158، ومرآة الجنان 3/ 85،
والنجوم الزاهرة 5/ 84، وحسن المحاضرة 1/ 374، وشذرات الذهب 3/ 309،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 20 رقم 1614.
[1] سمعه بمصر، وحدّث عنه بصور.
[2] هكذا في الأصل بالراء المشدّدة. وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 253) :
«جدار» بالدال.
[3] بتقديم الراء.
[4] وهو سمعه بصور. (تاريخ بغداد 3/ 80، الفقيه والمتفقه 2/ 67) .
[5] انظر عن (محمد بن وهب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 543 رقم 1191.
[6] هكذا في الأصل بالنون، وفي (الصلة) : «الكتاني» بالتاء.
[7] هكذا في الأصل. وفي (الصلة) : «يمن» .
(31/54)
وكان ينصر مذهب مالك مع الدين والخير [1] .
استوطن طليطلة، وبها توفي.
21- المسيب بْن مُحَمَّد بْن المسيب [2] .
أَبُو عمرو الأرغياني. وأرغيان قرى من أعمال نيسابور.
رَحَل وسمع ببغداد: أَبَا عُمَر بْن مهدي، وبالبصرة: أَبَا عُمَر
الهاشمي.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ.
وكان صالحًا، دينًا، سكن نيسابور [3] .
22- المظفر بْن الْحَسَن [4] .
أَبُو سعد الهمداني سبط أَبِي بَكْر بْن لال.
سكن بغداد، وحدث عن: جَدّه ابن لال، وأحمد بْن فراس العبقسي، وأبي
أَحْمَد مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن جامع الدهان.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
عاش ثمانين سنة.
- حرف النون-
23- نصر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن نوح [5] .
أَبُو الْحسين الفارسي الشيرازي، المقرئ المجود، نزيل مصر.
أقرأ بها القرآن زمانًا، وأملى مجالس.
وكان قد قرأ بالروايات على: أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بن عبد الله
__________
[1] قال ابن بشكوال: «كان يبصر المسائل، ومعاني الأحكام وولي قضاء قلعة
رباح، وله فيه قدر وشرف لأنه كان معروفا بالتضحية، ظاهر الإخلاص لجماعة
الناس، محبّبا إليهم، عفيفا، ليّنا طاهرا» .
[2] انظر عن (المسيب بن محمد) في: المنتخب من السياق 456 رقم 1550.
[3] قال عبد الغافر: شيخ صالح عفيف من بيت العلم والحديث. ولد سنة ثمان
وثمانين وثلاثمائة.
[4] انظر عن (المظفّر بن الحسن) في: تاريخ بغداد 13/ 130 رقم 7117.
[5] انظر عن (نصر بن عبد العزيز) في: العبر 3/ 248، والإعلام بوفيات
الأعلام 190، ومرآة الجنان 3/ 85، وغاية النهاية 12/ 336، 337 رقم
3729، والنجوم الزاهرة 5/ 84، وكشف الظنون 576، ومعجم المؤلفين 13/ 90.
(31/55)
السوسنجردي، وبكر بْن شاذان الواعظ، وأبي
أَحْمَد الفرضيّ، وأبي الحسين الحمامي، ومنصور بْن مُحَمَّد بْن
مَنْصُور صاحب ابن مجاهد، وجماعة.
قرأ عليه: أَبُو الحسين الخشاب، وأبو القاسم بْن الفحام، وغيرهما.
وكان يتفرد بُنكتٍ عن: أَبِي حيان التوحيدي.
وروى الحديث عن: أَبِي أَحْمَد الفرضي، وابن الصلت المجبر، وابن بشران
المعدل.
روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته.
ورحل إلى مصر هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وعمر بن عبد الكريم
الدهستاني في رأس سنة ستّين وأربعمائة فأدركاه وسمعا منه.
وروى عنه: أحمد بن يحيى بن الجارود، وروزبة بن موسى الخزاعي.
وكان من كبار أئمة القراء، قرأ بما فِي «الروضة» على جميع شيوخ مصنفها
[1] .
- حرف الياء-
24- يعقوب بْن مُوسَى بْن طاهر بْن أَبِي الحسام [2] .
أَبُو أيوب المُرْسِي.
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن ميْقل، وحاتم بْن مُحَمَّد، وجماعة.
قال ابن مدبر: كان فقيهًا حافظًا متفنّنا.
توفّي في صفر.
__________
[1] قال أبو القاسم بن الفحام: قال لنا أبو الحسين نصر الفارسيّ أنه
قرأ بالطرق والروايات والمذاهب المذكورة في كتاب «الروضة» لأبي علي
المالكي البغدادي على شيوخ أبي علي المذكورين في «الروضة» كلهم القرآن
كله، وأنّ أبا علي كان كلّما قرأ جزءا من القرآن قرأت مثله، وكلّما ختم
ختمة ختمت مثلها، حتى انتهيت إلى ما انتهى إليه من ذلك.
قال ابن الجزري: قلت: فتعلو لنا القراءات من طريقه، عن صاحب «الروضة»
بواحد. (غاية النهاية 2/ 336، 337) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/56)
25- يُونُس بْن عُمَر الأصبهاني [1] .
نزيل القدس.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، وأبو الفتيان الرؤاسي.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/57)
سنة اثنتين وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
26- أحمد بْن الحسن بْن أحمد بْن علي [1] .
أَبُو بَكْر بْن اللحياني، البغدادي الصفار المقرئ.
أحد قراء السبعة المحققين.
قرأ بالروايات على: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وغيره.
وسمع من: أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
قرأ عليه: علي بْن المجلي.
توفي فِي رجب، ورخه ابن خيرون وقال: قيل إنه نسي القرآن.
وقال أَبُو علي بْن البرداني: سَأَلْتُهُ عن مولده، فقال: في أول سنة
تسع وثمانين وثلاثمائة.
27- أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن سعد الطرسوسي [2] .
أَبُو الْحُسَيْن البزاز الشاهد الدَّمشقيّ، من أَهْل سوق الأحد.
حدث عن: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشيرازي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي
نصر.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني.
28- أَحْمَد بن عليّ الأسداباذي [3] القوهيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن اللحياني) في: المنتظم 8/ 258 رقم 305 (16/
119 رقم 3400) ، وغاية النهاية 1/ 48 رقم 202.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسين) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/
341.
[3] في الأصل: «الأستراباذي» ، والتصويب من مصادر ترجمته.
[4] انظر عن (أحمد بن علي الأسداباذي) في: تاريخ بغداد 4/ 325،
والمنتظم 8/ 258 رقم 306
(31/58)
حدث بدمشق عَن: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد
الصيدلاني، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الجعفي.
وعنه: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، ونجا العطار.
قال ابن خيرون: فيها توفي، وكان كذابًا، سمع لنفسه [1] .
29- أَحْمَد بْن علي بْن أَبِي قُتَيْبَة الأصبهاني [2] .
سمع: الحافظ ابن منده.
30- أحمد بْن مُحَمَّد بْن سياوش [3] .
أَبُو بَكْر الكازروني [4] الفارسي البيع.
شيخ ثقة، صالح، مكثر.
قال أَبُو سعد: سمع: أَبَا أَحْمَد الفرضي، وابن الصلت المجبر، وهلالًا
الحفار.
وأكثر عن هَذِهِ الطبقة. ثنا عَنْهُ: أَبُو بكر قاضي المرستان، وأبو
عُبَد الله السلال.
توفي فِي جمادى الأولى.
31- أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن خلف المغربيّ [5] .
__________
[ (-) ] (16/ 119 رقم 3401) وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 38،
ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 179 رقم 215، والمغني في الضعفاء 1/
49 رقم 382، وسير أعلام النبلاء 18/ 237 رقم 112، وميزان الاعتدال 1/
121 رقم 482، ولسان الميزان 1/ 225، 226 رقم 703.
وقد تقدّم في وفيات السنة الماضية برقم (4) . ولم أجد أحدا ذكر
«القوهي» في نسبه، ولعلّ هذه النسبة مقحمة.
[1] قال ابن عساكر: توفي أبو منصور الأسداباذي سنة اثنتين وستين وأربع
مائة. وكان شيخا كذابا يدّعي ما لم يسمع، ويدّعي سنّا ويختلق شيوخا.
ولد بالكرخ سنة ست وستين وثلاث مائة.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته، وقد ذكره المؤلّف في (سير أعلام النبلاء 18/
262) دون ترجمة.
[4] الكازروني: بفتح الكاف وسكون الزاي وضم الراء، وفي آخرها النون.
نسبة إلى كازرون، إحدى بلاد فارس. (الأنساب 10/ 318) .
وفي (اللباب) : بفتح الزاي.
[5] تقدّمت ترجمة (أحمد بن منصور) في الطبقة السابقة، برقم (224) .
(31/59)
قد ذكر في سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
32- إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن حاتم بن
صولة [1] .
أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر، ووالد أَبِي الْحَسَن علي.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفرضي.
وعنه: جَعْفَر السراج، وعلي بْن المؤمل بْن غسان الكاتب، وعلي بْن
الْحَسَن الفراء، ومحمد بْن أَحمد الرازي المعدل، وغيرهم.
وكان محدثًا، ثقة، عالمًا.
33- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [2] .
أَبُو إِسْحَاق الْأَزْدِيّ القرطبي.
أَخَذَ عن: مكي، وأبي الْعَبَّاس المهدوي.
وأقرأ الناس بقرطبة.
- حرف الثاء-
34- ثابت بْن مُحَمَّد بْن علي [3] .
أَبُو مُحَمَّد، وَأَبُو القاسم الطبقي [4] الفزاري.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن الصلت المجبر.
وعنه: أَبُو عُبَد اللَّه البارع، وعبيد اللَّه بْن نصر الزاغوني.
حدث فِي هَذَا العام، ولم أعرف وفاته.
- حرف الحاء-
35- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عِيسَى
[5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 96 رقم 214.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[5] انظر عن (الحسن بن علي) في: الأنساب 4/ 140 وفيه: «أبو الحسن
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن
بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الحسناباذي المعروف بابن أبي عيسى.
من أهل أصبهان. كان شيخا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث. يرجع إلى فضل
ودراية. سمع
(31/60)
أَبُو عليّ الحسناباذي [1] المحدث.
روى عن: أَبِي بكر بن مردويه الحافظ.
ورحل فسمع ببغداد من أبي الحَسَن بن رزقويه، وطبقته.
وكان يفهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد السلام الْحَسْنَاباذيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد
الدقاق.
36- الْحَسَن بْن علي بْن عَبْد الصمد بْن مَسْعُود [2] .
أَبُو مُحَمَّد الكلاعي [3] اللباد [4] ، المقرئ الدَّمشقيّ.
كان آخر من قرأ على الجبني [5] أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد.
سمع من: تمام الرازي [6] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعبد الوهاب
الميداني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وعمر الرّؤاسيّ، وسبطه محمد بن أحمد
__________
[ (-) ] بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وببغداد أبا
الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن رزق البزّاز، وغيرهما. روى
لنا عَنْهُ ابن عمه أبو الخير عبد السلام بن محمود الحسناباذي، وأبو
بكر محمد بن الفضل بن علي الخاني بأصبهان، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد
بْن عَبْد الواحد بْن محمد الدقّاق الحافظ بمرو. وتوفي بعد سنة ستين
وأربعمائة إن شاء الله» .
وذكره المؤلّف في (سير أعلام النبلاء 18/ 262) دون ترجمة.
[1] الحسناباذيّ: بفتح الحاء المهملة وسكون السين وبعدهما النون
المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 4/ 138) .
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 48 رقم
4، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 231، وسير أعلام النبلاء 18/ 262 (دون ترجمة)
.
[3] الكلاعي: بفتح الكاف وفي آخرها العين المهملة. نسبة إلى قبيلة يقال
لها: كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص. (الأنساب 10/ 514) .
[4] اللّبّاد: بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها
الدال المهملة. نسبة إلى بيع اللّبود- وهي جمع لبد- وعمله. (الأنساب
11/ 5) .
[5] الجبنّيّ: ضبطت في الأصل بضم الجيم وسكون النون. وهكذا في «المشتبه
في أسماء الرجال» 1/ 138 وذكر محمد بن أحمد الجبنّيّ، أما ابن السمعاني
فقال: «الجبنّيّ» : بضم الجيم والباء المنقوطة من تحتها بواحدة وتشديد
النون في آخره. هذه النسبة إلى الجبن وهو شيء يعمل من اللبن. (الأنساب
3/ 184) .
[6] الروض البسّام (المقدّمة) 1/ 44 رقم 4.
(31/61)
اللباد، وأبو القاسم علي بْن إِبْرَاهِيم
النسيب [1] ، وهبة اللَّه بْن الأكفاني وقال: هُوَ ثقة دين [2] . قال
لي: وُلِدتُ سنة 79. ومات فِي صَفَر.
37- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو عليّ الخفافي.
توفّي بنيسابور فِي شهر ربيع الآخر، وله تسع وستون سنة [4] .
38- حُسَيْنِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القاضي [5] .
أَبُو عليّ المروزي، يُقَالُ له أيضًا المرورّوذيّ، الشّافعيّ.
__________
[1] وهو قال: إنه ثقة.
[2] وقال: مضى على سداد وأمر جميل. (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 231) .
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد) في: المنتخب من السياق 203 رقم 607.
[4] قال عبد الغافر الفارسيّ: العميد الخفافي، محترم من رؤساء النواحي.
وكان بين الوالد وبينه صحبة السفر لقيه بمدينة السلام وبواسط، سمع من
أصحاب الأصمّ بنيسابور وبالعراق في حال الكبر.
[5] انظر عن (حسين بن محمد) في: طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 112،
والأنساب 522 ب، والمنتخب من السياق 201 رقم 598، وتهذيب الأسماء
واللغات 1/ 164 رقم 125، ووفيات الأعيان 2/ 134، 135 رقم 193، والعبر
3/ 249، ودول الإسلام 1/ 171، وسير أعلام النبلاء 18/ 260- 262 رقم
131، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
155، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوط) ورقة 178 أ، ومرآة الجنان 3/
85، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 407، 408، والوافي بالوفيات 13/ 36،
37، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 250، 251 رقم 206، وتبصير
المنتبه 4/ 1357، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 163، 164، وكشف
الظنون 1/ 424، 517، وشذرات الذهب 3/ 310، وديوان الإسلام 2/ 124 رقم
729، وإيضاح المكنون 2/ 188، والأعلام 2/ 254، ومعجم المؤلفين 4/ 45.
وقد أضاف السيد محمد الحجيري إلى مصادر صاحب الترجمة كتاب: «أخبار
القضاة لوكيع» (2/ 376) وذلك في تحقيقه لكتاب «الوافي بالوفيات» (13/
36- الحاشية رقم 33) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المذكور
في «أخبار القضاة» يروي عن جرير بن حازم. فجرير بن حازم هو أبو النضر
البصري الأزدي العكي، توفي سنة 175 هـ. (تهذيب التهذيب 2/ 69- 71 رقم
111) والّذي يروي عنه هو: «الحسين بن محمد بن بهرام التميمي المروزي
المتوفى سنة 213 أو 214 هـ. (تهذيب 2/ 366، 367 رقم 627) فبين وفاة
«حسين بن محمد» الّذي يروي عن «جرير بن حازم» ، و «حسين بن محمد» صاحب
الترجمة هنا نحو 250 سنة! فضلا عن أن القاضي وكيع صاحب «أخبار القضاة»
، توفي سنة 306 هـ. فكيف يذكر شخصا لم يولد بعد؟
(31/62)
فقيه خراسان فِي عصره [1] .
وكان أحد أصحاب الوجوه، تفقه على أَبِي بَكْر القفال.
وله: «التعليق الكبير» [2] ، و «الفتاوى» .
وعليه تفقه صاحب «التتمة» وصاحب «التهذيب» محيي السنة [3] .
وكان يقال له: حبر الأمة [4] .
ومما نقل في تعليقه أن البيهقي نقل قولًا للشافعي فِي أن المؤذن إذا
ترك الترجيع فِي الأذان لا يصح أذانه [5] .
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد الرزاق المنيعي، ومحيي السنة البغوي فِي تصانيفه
[6] .
قلت: توفي القاضي حسين بمروالرّوذ فِي المحرم من السنة.
ويقال: إن أَبَا المعالي تفقّه عليه أيضا [7] .
__________
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «كان عصره تاريخا به» .
[2] قال النووي: «وما أجزل فوائده وأكثر فروعه المستفادة، ولكن يقع في
نسخة اختلاف، وكذلك تعليق الشيخ أبي حامد» . (تهذيب الأسماء 1/ 164) .
[3] ذكر الأستاذ كحّالة في «معجم المؤلّفين» 4/ 45 أن من تصانيف القاضي
المروزي: «تلخيص التهذيب» للبغوي في فروع الفقه الشافعيّ، وسمّاه «لباب
التهذيب» فوهم، لأنّ البغوي- رحمه الله- هو الّذي لخّص التعليقة لشيخه
هذا في كتابه الّذي سمّاه «التهذيب» ، أما «لباب التهذيب» الّذي هو
«تلخيص التهذيب» فهو من تأليف الحسين بن محمد المروزي الهروي، وهذا
متأخّر عن الأول. (شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 بالحاشية) .
[4] قاله الرافعي، وزاد: «وسمعت سبطه الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد
بن القاضي حسين يقول: أتى القاضي- رحمه الله- رجل فقال: حلفت بالطلاق
أنه ليس أحد في الفقه أو العلم مثلك، فأطرق رأسه ساعة وبكى، ثم قال،
هكذا يفعل موت الرجال لا يقع طلاقك» .
(تهذيب الأسماء 1/ 165) .
[5] قال النووي: وفي هذا الكلام فوائد، منها فضيلة البيهقي بوصف القاضي
له بهذا، ومنها تواضع القاضي، ومنها معرفة هذا القول الغريب، والمذهب
الصحيح أن الأذان لا يبطل بتركه ولكن يتأكد المحافظة عليه. (تهذيب
الأسماء 1/ 165) .
[6] انظر مقدّمة شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 رقم 1 و 1/ رقم 129 و 130 و
147 وغيره.
[7] وقال النووي: يأتي كثيرا معرّفا بالقاضي حسين، وكثيرا مطلقا القاضي
فقط. وهو من أصحابنا أصحاب الوجوه، كبير القدر، مرتفع الشأن، غوّاص على
المعاني الدقيقة والفروع المستفادة الأنيقة، وهو من أجلّ أصحاب القفّال
المروزي. (تهذيب الأسماء 1/ 164) .
وقال أيضا: إنه متى أطلق القاضي في كتب متأخّري الخراسانيين «النهاية»
و «التتمّة» و «التهذيب» وكتب الغزالي ونحوها فالمراد القاضي حسين.
ومتى أطلق في كتب الأصول
(31/63)
39- حمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز
السكري [1] .
الأصبهاني العسال.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده.
أرخه يحيى بْن منده.
- حرف الذال-
40- ذؤيب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو عُمَر الْقُرَشِيّ الهروي.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح.
- حرف الزاي-
41- زياد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحكم [3] .
أَبُو مُحَمَّد الأصبهاني الحلاب البقال.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وجده.
شيخ صالح.
مات في شوال. قاله يحيى بن منده.
__________
[ (-) ] لأصحابنا فالمراد القاضي أبو بكر الباقلّاني الإمام المالكي في
الفروع. ومتى أطلق في كتب المعتزلة أو كتب أصحابنا الأصوليين حكاية عن
المعتزلة، فالمراد به القاضي الجبائي، والله أعلم. (تهذيب الأسماء 2/
165) .
وقال اليافعي: «كلما أطلق العلماء الشافعية في الفروع «من لفظ القاضي»
فالمراد به القاضي حسين المذكور» . (مرآة الجنان 3/ 85، 86) .
وأما في الأصول إذا أطلق ذلك أهل السّنّة فالمراد به القاضي أبو بكر
الباقلّاني.
وإذا قالوا: القاضيان، فالمراد، بهما هو، والقاضي عبد الجبّار
المعتزلي.
وإذا أطلقوا الإمام فالمراد به عند الفقهاء وبعض الأصوليين إمام
الحرمين، وأكثر الأصوليين يريدون به فخر الدين الرازيّ.
وإذا أطلقوا الشيخ فالمراد به أبو الحسين القشيري. وعند الفقهاء المراد
به الشيخ أبو محمد الجويني.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/64)
- حرف السين-
42- سَعِيد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد بْن لُبّ [1] .
أَبُو عُثْمَان الرعيني الطليطلي، ويعرف بالقرّيّ وبالأصغر ولد سنة
إحدى وثمانين وثلاثمائة، ودخل قرطبة طَالِب علمٍ فِي سنة تسعٍ وتسعين،
فلقي علي بْن سُلَيْمَان الزهراوي، ومحمد بْن فضل اللَّه.
وَلقي بمالقة نافعًا الأديب، وسمع منهم ومن خلق.
وبرع فِي اللغة والنحو، وصنف شرحًا «للجمل» ، وجلس للإفادة [2] .
أَخَذَ عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أفلح، وغيره.
وعاش إحدى وثمانين سنة [3] .
- حرف الْعَيْنِ-
43- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن طَلْحَة [4] .
أَبُو مُحَمَّد التنيسي ابن النخاس [5] .
ويعرف أيضًا بابن الْبَصْرِيّ.
قدم دمشق، ومعه ابناه مُحَمَّد وطلحة، فسمعوا الكثير من أبي بكر
الخطيب، وغيره.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عيسى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 223 رقم 509،
وتكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 711، وإنباه الرواة 2/ 47، وكشف الظنون
289، وإيضاح المكنون 1/ 212، ومعجم المؤلفين 4/ 228.
[2] قال ابن بشكوال: كان عالما بالنحو واللغة والأشعار، وله مشاركة في
المنطق وكتب الأخبار.
[3] قال ابن بشكوال: «توفي في نحو الستين وأربعمائة» .
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
24/ 124، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 171- 173
رقم 238، ومعجم البلدان 2/ 54، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 12/ 116
رقم 78، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 634، وتبصير المنتبه 1434، وتهذيب
تاريخ دمشق 7/ 363، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/
177 رقم 859.
[5] في الأصل: «النحاس» بالحاء المهملة، والتصويب (بالخاء المعجمة) من:
المشتبه 2/ 634، وتبصير المنتبه 1434، ووقع في (المختصر من تاريخ دمشق
12/ 116) «النحاس» بالحاء المهملة، وكذا في كتابنا «موسوعة العلماء» 3/
177.
(31/65)
وحدَّث عن: ابن نظيف الفراء، وجماعة [1] .
رَوَى عنه: نصر المقدسيّ، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ [2] ، وعبد الكريم
بْن حَمْزَة. وعاش بضعًا وخمسين سنة [3] . توفي تقريبًا [4] .
44- عَبْد اللَّه بْن محمود الدَّمشقيّ [5] البرزي [6] .
سمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيره.
وعنه: هبة اللَّه الأكفاني، وغيره.
وكان يحفظ «مختصر المُزَنيّ» ، وكنيته أَبُو علي [7] .
__________
[1] حدّث بدمشق سنة 458 هـ-.
[2] وهو قال: سألت الشيخ أبا محمد بن النحاس عن مولده، فقال: ولدت يوم
السبت السادس من ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة. (تاريخ دمشق 172) .
[3] قال ابن الأكفاني: توفي في شهور سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكتب
غيث بن علي الأرمنازي أنه توفي بتنيس سنة إحدى وستين وأربعمائة.
[4] وهو سمع: أبا الحسن عبد السلام بن محمد بن عبد الصمد بن لاوي
الزرافي الطرابلسي الّذي حدّث بتنيس، وقرأ عليه بها في سنة 441 هـ-.
(تاريخ دمشق- المخطوط) 24/ 124 (الموسوعة 3/ 177) .
[5] انظر عن (عبد الله بن محمود) في: ذيل تاريخ مولد العلماء ووفاتهم،
ورقة 157، وتاريخ دمشق (عبد الله بن قيس- عبد الله بن مسعدة) 38/ 292،
293، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 32 رقم 12، وتوضيح المشتبه 1/
434، وكنيته «أبو علي» .
[6] البرزي: بالباء المنقوطة بواحدة من تحتها، والراء الساكنة، ثم
الزاي. نسبة إلى «برزة» ، قرية بغوطة دمشق.
وهو يعرف أيضا بالخشبي. قال ابن ناصر الدين: «وأبو علي عبد الله بن
محمود بن أحمد البرزي المعروف بالخشبي- بموحّدة، وبعض الفقهاء قيّده
بنون بدل الموحّدة مع ضمّ أوله-» .
(توضيح المشتبه 1/ 434) .
[7] قال ابن الأكفاني: وفيها- يعني سنة ست وستين وأربعمائة- توفي أبو
علي عبد الله بن محمود بن أحمد البرزي الخشبي، رحمه الله، يوم الثلاثاء
للسادس عشر من شوال، وكان قد سمع من أبي القاسم عبد العزيز بن عثمان
القرقساني، وأبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، وغيرهما.
وجئت إليه بجزء أعطانيه الشيخ الإمام الحافظ الثقة أبو محمد عبد العزيز
بن أحمد رحمه الله فيه بلاغه من أبي نصر منصور بن رامش النيسابورىّ
وقال لي: أسمعه منه. فأريته إيّاه. فقال لي: ما أحق أني سمعت من هذا
شيئا. فقرأت عليه شيئا من حديث أبي الحسن محمد بن عوف المزني، وكان
يحفظ سواد كتاب أبي إبراهيم المزني، رحمه الله. (تاريخ دمشق 293) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ينبغي أن
تحوّل هذه الترجمة
(31/66)
45- عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي العجائز [1] .
القاضي أَبُو مُحَمَّد الأزْديّ الدّمشقيّ.
ناب فِي الحكم بدمشق.
سمع: أباه، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر، وأبا نصر بْن الْجُنْديّ.
رَوَى عَنْهُ: الضّحّاك بْن أَحْمَد الخولاني، وهبة اللَّه بْن
الأكفانيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي رجب فِي الثمانين [2] .
46- عَبْد الباقيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الرحمن بن الربيع ابن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بْن
عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كعب بْن مالك الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ [3] .
أَبُو طاهر.
والد القاضي أَبِي بَكْر.
ساق نسبه أَبُو سعد السَّمعاني، وقال: شيخ صالح ثقة، راغب فِي الخير،
مختلط بأهل العلم.
سمع: أبا الحسن بن الصّلت المجبر، وأبا نصْر بْن حسنون النَّرْسيّ.
ثنا عَنْهُ ولده.
وذكره عَبْد الْعَزِيز النَّخْشَبيّ فِي مُعْجَمه.
وقال أَبُو طاهر البزّاز: شيخ صالح ثقة، له كَرَم ونفقه على أَهْل
العلم.
وُلِد في حدود تسعين وثلاثمائة.
__________
[ () ] من هنا وتؤخر إلى وفيات سنة 466 هـ-. كما ورّخه ابن الأكفاني،
وابن عساكر، وغيره. ولهذا سيعاد برقم (178) .
ويستدرك في وفيات هذه السنة أيضا: «عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن
أحمد، أبو القاسم بن البرزي» . (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 152
رقم 137، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 62، توضيح المشتبه 1/ 433) .
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 21/ 240، والكامل في التاريخ 10/ 62، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 12/ 336، 337 رقم 163.
[2] ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
[3] انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في: سير أعلام النبلاء 18/ 260 (دون
ترجمة) .
(31/67)
47- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن منده [1] .
أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله العبدي الأصبهاني التّاجر.
روى عن: أَبِيهِ، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وأبي جَعْفَر بْن
المرزبان الأبهري، وأبي مُحَمَّد بْن يوة، وعمر بْن إِبْرَاهِيم بْن
الفاخر، والحسين بْن مَنْجُوَيْه، وجماعة.
قال شيرويه: قدم همدان. وكان صدوقًا، من بيت العلم. وحدَّث عَنْهُ
أصحابنا.
وقال أخوه أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن: تُوُفّي أخي أَبُو الْحَسَن
بجِيرَفْتْ [2] فِي عاشر ربيع الآخر.
وأما يحيى بْن عَبْد الوهاب فورَّخه كذلك، لكن قال فِي سنة أربعٍ
وستين.
وأنّه ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
فعلى هَذَا تكون مدة عمره ثمانين سنة.
قال: وله أعقاب.
قلت: روى عَنْهُ هُوَ، والحسين بْن عَبْد الملك الخلّال، وعدّة.
وكان يشبه أَبَاهُ، رحمهما اللَّه.
48- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو مُحَمَّد النجار الدَّمشقيّ، المعروف بابن كبيبة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد بن إسحاق) في: المنتخب من السياق 295
رقم 976، وسير أعلام النبلاء 18/ 355 رقم 169.
وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 464 هـ-. ويقول: «يرتّب هنا»
. انظر رقم (112) .
[2] جيرفت: بالكسر ثم السكون، وفتح الراء، وسكون الفاء، وتاء فوقها
نقطتان. مدينة بكرمان.
(معجم البلدان 2/ 198) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن إبراهيم) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 158،
وفيه: «عبد الله» ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و (25/ 242)
، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 302، 303 رقم 303، والمشتبه في
أسماء الرجال 2/ 543، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
3/ 260 رقم 972 وقيل إنه يسمّى: «عبد القادر» .
[4] كبيبة: بضم الكاف وباء بعدها معجمة بواحدة وياء معجمة باثنتين من
تحتها وبعدها باء معجمة
(31/68)
سمع من تمّام الرّازيّ [1] ، والحسين بْن
أَبِي كامل [2] ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وابنه صاعد بْن عَبْد اللَّه، وهبة اللَّه بْن
الأكفاني، وطاهر بْن الإسفرائيني، وإسماعيل بْن أَحْمَد السمرقندي.
قال ابن ماكولا [3] : هُوَ شيخ صالح، سمعنا منه بدمشق، وسمع منه
الحُمَيْديّ.
تُوُفيّ فِي ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين [4] .
49- عليّ بْن أَحْمَد بْن المَلَطيّ السراج [5] .
الْبَغْدَادِيّ.
سمع: ابن الصلت المجبر، وابن مهدي.
وعنه: يحيى، وأبو غالب ابنا البناء، والمبارك بْن الطيوري.
مات فِي جمادى الأولى، وله تسع وسبعون سنة.
50- عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيِّ بن شريعة اللخمي الباجي [6] .
أَبُو الْحَسَن.
من أَهْل إشبيلية.
روى عن: والده.
__________
[ (-) ] بواحدة. (الإكمال 7/ 158) .
وقد وقع في كتابنا «موسوعة العلماء» : «ابن كدينة» .
[1] لم يذكر محقّق «الروض البسّام» ابن كبيبة بين تلامذة «تمّام
الرازيّ» . انظر: الروض البسّام 1/ 49.
[2] هو الأطرابلسي.
[3] في الإكمال 7/ 158.
[4] وقع من سطح الجامع فمات. وهو روى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن
عَبْد الرَّحْمَن القطان، بسنده عن عائشة قالت: رحم الله لبيدا إذ
يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
فقالت عائشة: رحم الله لبيدا، كيف لو أدرك زماننا هذا؟
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] انظر عن (علي بن محمد اللخمي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 418 رقم
893.
(31/69)
وكان نبيه البيت والحَسَب.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد.
ووُلِد فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتوفي فِي ربيع الآخر.
51- عُمَر بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكَرَجيّ [1] .
حدِّث بإصبهان عن: هبة اللَّه اللالكائيّ.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء.
توفي فِي صفر.
- حرف الميم-
52- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن سهل [2] .
أَبُو غالب الواسطي، المعروف بابن بشران، وبابن الخالة، المعدل الحنفي
اللُّغَوِيِّ، شيخ العراق فِي اللغة.
وأما نسبته إِلَى ابن بشران فلأن جَدّه لأمه هُوَ ابن عُمَر أَبِي
الْحُسَيْن بْن بشران المعدل.
وُلد أبو غالب سنة ثمانين وثلاثمائة.
سمع: أَبَا القاسم علي بْن طَلْحَة بْن كُرْدان النحوي، وأبا الفضل
التميمي، وأبا الْحُسَيْن علي بْن دينار، وأبا عَبْد اللَّه العلوي،
وأبا عَبْد اللَّه بْن مهدي، وأبا الْحَسَن المطارديّ، وأبا الحسن
الصّيدلانيّ، وأبا الحسين بن
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن سهل) في: الكامل في التاريخ 10/ 62،
ودمية القصر للباخرزي 1/ 303- 305 رقم 114، وسؤالات الحافظ السلفي 58-
60 رقم 16 وص 69، 76، 85، 107، 108، 119، والمنتظم 8/ 259، 260 (16/
120، 121 رقم 3404) ، ومعجم الأدباء 17/ 214- 224، وإنباه الرواة 3/
44، 45، وأخبار المحمّدين من الشعراء 28، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط)
ج 1 ورقة 141 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 191، والعبر 3/ 250، وميزان
الاعتدال 3/ 459، 460، وسير أعلام النبلاء 18/ 235، 236 رقم 111، ومرآة
الجنان 3/ 86، والبداية والنهاية 12/ 100، والوافي بالوفيات 2/ 82، 783
والجواهر المضيّة 2/ 11، 12، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 12، ولسان
الميزان 5/ 43، 44، وتبصير المنتبه 2/ 524، والنجوم الزاهرة 5/ 85، 86،
وبغية الوعاة 1/ 26، 27، وشذرات الذهب 3/ 310، والأعلام 4/ 314، ومعجم
المؤلفين 8/ 267.
(31/70)
السماك، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن عُبَيْد
بْن بيري.
قال ابن السمعاني: كان الناس يرحلون إليه، يعني لأجل اللغة، وهو مُكْثر
من كُتُب الأدب وروايتها.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ، وهبة اللَّه بْن
مُحَمَّد الشيرازي.
وبالإجازة: أَبُو القاسم بْن السمرقندي، والقاضي أَبُو عبد الله بن
الجلابي.
قلت: رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد والد الجلابي ومن خطه نقلت من
الزيادات التالية «لتاريخ واسط» أنه توفي يوم الخميس الخامس عشر من رجب
من سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. وذكر مولده.
وقال خميس [1] : كان أحد الأعيان، تخصَّص بابن كُرْدان [2] النَّحْوي
وقرأ عليه «كتاب سيبويه» ولازم حلقة أَبِي إسحاق الرِّفَاعِيّ [3] صاحب
السيرافي [4] ، وكان يقول: قرأتُ عليه من أشعار العرب ألف ديوان [5] .
وكان مكثرا، حسن المحاضرة [6] ، إلا أنه لم ينتفع به أحدٌ [7] .
يعني أنه لم يتصدَّر للإفادة.
قال: وكان جيد الشعر، معتزليا [8] .
وممن رَوَى عَنْهُ: أَبُو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جهور
القاضي، وأبو نصر ابن ماكولا، وأهل واسط.
__________
[1] في سؤالات الحافظ السلفي 59.
[2] هو أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان المتوفى سنة 464 هـ-.
[3] هو إبراهيم بن سعيد المتوفى سنة 411 هـ.
[4] هو الحسن بن عبد الله القاضي النحويّ المتوفى سنة 268 هـ-.
[5] وقع في (لسان الميزان 5/ 43، 44) : «وكان يقول: قرأت القرآن على
أبي إسحاق الرفاعيّ تلميذ السيرافي وألّف ديوانا من أشعار العرب» ،
وهذا تصحيف، والصواب هو المثبت.
وقد توهّم الأستاذ الزركلي بسبب العبارة في (لسان الميزان) . وغيره بأن
لأبي غالب بن سهل ديوان شعر، وتابعه في هذا الوهم الأستاذ كحّالة، وقد
علّق الأستاذ مطاع الطرابيشي على هذا الوهم في تحقيقه لكتاب «سؤالات
الحافظ السلفي» ص 59 بالحاشية (7) فوفّق.
[6] في السؤالات 60 زيادة بعدها: «مليح العارضة» .
[7] في السؤالات زيادة: «بواسط ولم يبرع به أحد في الأدب» .
[8] زاد في السؤالات 60: «رأينا في كتبه بعده خطوط أشياخ عدّة بكتب
كثيرة في الأدب وغيره» .
(31/71)
وسمع هُوَ من خاله أَبِي الفرج مُحَمَّد بن
عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن بشران الواسطي [1] .
53- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ القاضي أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن حذلم [2] .
أَبُو الْحَسَن الأسدي الدَّمشقيّ.
سمع: أَبَاه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وصدقه بْن المظفر،
وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد، وأبو القاسم
النسيب، وعبد الكريم بن حمزة.
ووثّقه النّسيب [3] .
__________
[1] قال ابن الأثير: انتهت الرحلة إليه في الأدب، وله شعر، فمنه في
الزهد:
يا شائدا للقصور كهلا ... أقصر، فقصر الفتى الممات
لم يجتمع شمل أهل قصر، ... إلا قصاراهم الشتات
وإنما العيش مثل ظل، ... منتقل ما له ثبات
(الكامل 10/ 62) والأبيات في: المنتظم 8/ 259 (16/ 120) .
وقال ياقوت: أحد الأئمة المعروفين والعلماء المشهورين، تجمّع فيه أشتات
العلوم، وقرن بين الرواية والدراية والفهم وشدّة العناية، صاحب نحو
ولغة وحديث وأخبار ودين وصلاح، وإليه كانت الرحلة في زمانه، وهو عين
وقته وأوانه، وكان مع ذلك ثقة ضابطا محرّرا حافظا إلّا أنه كان محدودا
... قال الجلّابيّ: ودخلت إليه قبل موته، وجاءه من أخبره أن القاضي
وجماعة معه قد ختموا على كتبه حراسة لها وخوفا عليها، فقال:
لئن كان الزمان عليّ أنحى ... بأحداث غصصت لها بريقي
فقد أسدى إليّ يدا بأنّي ... عرفت بها عدوّي من صديقي
قال: وهذا آخر ما قاله من الشعر. قال الحميدي: وما أظنّ البيتين إلّا
لغيره ... وكان لابن بشران كتب حسنة كثيرة وقفها على مشهد أبي بكر
الصّدّيق فذهبت على طول المدى. وسئل ابن بشران عن مقدّمة العسكر
ومقدّمة الكتاب، فقال: أما مقدّمة العسكر فلا خلاف فيه أنه بكسر الدال،
وأما مقدّمة الكتاب فيحتمل الوجهين، والوجه حمله على مقدّمة العسكر.
(معجم الأدباء 17/ 214، 215 و 223، 224) .
وانظر شعره في:
دمية القصر، والمنتظم، وإنباه الرواة، ومعجم الأدباء، وغيره.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/
535، والكامل في التاريخ 10/ 62، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 343
رقم 300.
[3] قال ابن عساكر: «لم يكن الحديث من شأنه، ولكن أباه سمّعه» .
(31/72)
وتوفي فِي ذي القعدة.
54- مُحَمَّد بْن أَبِي الحزم جهور بْن مُحَمَّد بْن جهور بْن عُبَيْد
اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الغمر [1] .
الأمير أَبُو الْوَلِيد، رئيس قرطبة ومدبر أمرها لوالده.
قرأ القرآن على أَبِي مُحَمَّد مكّيّ.
وسمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي،
وابن بُنّوش.
وكان معتنيا بالرواية، وسمع الكثير.
وتوفي معتقلًا فِي سجن المعتمد مُحَمَّد بْن عباد فِي نصف شوال، وقد
جاوز السبعين.
لم يذكر ابن بشكوال شيئًا من سيرته [2] . وقد ولي إمرة قُرْطُبة بعد
والده فِي سنة خمسٍ وثلاثين، فحكم فيها مدة ثمانية أعوام إِلَى أنْ
قويت شوكة المعتمد ابن عباد واستولى على قرطبة فسجن ابن جهور فِي حصن.
55- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي علانة [3] .
أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ.
سمع: أَبَا طاهر المخلص، وابن جمكان الفقيه.
قال الخطيب [4] : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
__________
[ (-) ] وقع في: مختصر تاريخ دمشق 21/ 343 «ولكن أبوه» وهذا غلط.
[1] انظر عن (محمد بن جهور) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 546، 547 رقم
1195.
[2] بلى قال: كان حافظا للقرآن الكريم، مجوّدا لحروفه، كثير التلاوة
له. وكان معتنيا بسماع العلم من الشيوخ وروايته عنهم.
سمع في شبيبته علما كثيرا ورواه، وقرأت تسمية شيوخه المذكورين قبل هذا
بخط يده، وفيه تسمية ما سمعه منهم، فرأيت فيها كتبا كثيرة تدلّ على
العناية بالعلم والاهتمام به.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين بن عبد الله) في: تاريخ بغداد 2/ 257،
والمنتظم 8/ 260 رقم 310 (16/ 122 رقم 3405) .
[4] في تاريخه.
(31/73)
56- مُحَمَّد بْن عتاب بْن محسن مَوْلَى
عَبْد الملك بْن أَبِي عتاب الجذامي [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه مفتي قرطبة وعالمها.
وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة.
وروى عن: أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد التُّجَيْبِي، وأبي
القاسم خلف ابن يحيى، وأبي المطرف القنازعي، وسعيد بْن سلمة، وأبي
عَبْد اللَّه بْن نبات، ويونس القاضي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن
بشر القاضي، وأبي بَكْر بْن واقد القاضي، وأبي مُحَمَّد بْن بنوش
القاضي، وأبي أيوب بْن عمرو القاضي، وأبي عُثْمَان بْن رشيق، وغيرهم.
قال ابن بشكوال [2] : وكان فقيهًا، عالمًا، عاملًا، ورعًا، عاقلًا،
بصيرًا بالحديث وطُرُقه، عالمًا بالوثائق [3] لا يُجارى فيها، كتبها
عمره [4] فلم يأخذ عليها من أحدٍ أجرًا. وكان يحكي أنه لم يكتبها
حَتَّى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلَّفًا.
وكان متفننا فِي علوم وفنون من العلم، حافظًا للأخبار والأمثال
والأشعار [5] ، صليبًا فِي الحق، مريدًا [6] له [7] ، منقبضًا عن
السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ [8] متواضعًا، مقتصدًا [9] فِي
ملبسه، يتولّى حوائجه [10] بنفسه [11] وكان شيخ
__________
[1] انظر عن (محمد بن عتّاب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 544- 546 رقم
1194، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 810، 811، وبغية الملتمس للضبيّ
115 رقم 241 وفيه:
«محمد بن عقاب» وهو تحريف، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 513،
والإعلام في وفيات الأعلام 191، والعبر 3/ 250، والمعين في طبقات
المحدّثين 133 رقم 1465، وسير أعلام النبلاء 18/ 328- 330 رقم 152،
ومرآة الجنان 3/ 86، والوافي بالوفيات 4/ 79، والنجوم الزاهرة 5/ 86،
وشذرات الذهب 3/ 311.
[2] في الصلة 2/ 544.
[3] في الصلة زيادة: «وعللها، مدقّقا لمعانيها» .
[4] عبارته في الصلة: «كتبها مدّة حياته» .
[5] زاد في الصلة: «كثيرا في كلامه» .
[6] في الصلة: «مؤيّدا» .
[7] زاد في الصلة: «مميّزا متحفظا من أهله» .
[8] زاد في الصلة: «في جميع أحواله» .
[9] في الصلة: «مقصدا» .
[10] في الصلة: «يتصرّف في حوائجه» .
[11] زاد في الصلة: «ويتولاها بذاته» .
(31/74)
أَهْل الشورى فِي زمانه، وعليه كان مدار
الفتوى.
دُعي إِلَى قضاء قُرْطُبَة مِرارًا، فأبى ذلك [1] ، وكان يهاب الفتوى
ويخاف عاقبتها فِي الأخرى، ويقول: من يحسدني فيها جعله اللَّه مفتيا
[2] . وددت أني نجوت منها كفافًا [3] .
وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء، يأخذ بها فِي خاصة نفسه [4] .
وذكره أَبُو علي الغساني فقال: كان من جلّة العلماء الأثبات [5] ، وممن
عني بالفقه وسماع الحديث وأقره [6] ، وقيده فأتقنه. وكتب بخطه علما
كثيرا.
__________
[1] زاد في الصلة: «وكان قد دعي قبل ذلك إلى قضاء طليطلة والمرية
فاستعفاهما، وقدّمه القاضي أبو المطرّف ابن بشر إلى الشورى والناس
متوافرون، وذلك سنة أربع عشرة وأربعمائة. وهو ابن إحدى وثلاثين سنة» .
(2/ 544، 545) .
[2] زاد في الصلة: «وإذا رغب في ثوابها وغبط بالأجر عليها يقول» .
[3] زاد في الصلة: «لا عليّ ولا ليا، ويتمثّل بقول الشاعر:
تمنونني الأجر الجزيل وليتني ... نجوت كفافا لا عليّ ولا ليا
[4] زاد في الصلة: «لا يعدو بها إلى غيره. منها: أنه كان يقرأ بفاتحة
الكتاب في صلاة الجنائز على أثر التكبيرة الأولى أتباعا للحديث الثابت
في ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن قال بذلك من العلماء رحمهم
الله. وكان يقرأ بها في صلاة الجمعة إذا لم يسمع قراءة الإمام، وكان
إذا لم يسمع الخطبة في الجمعة والعيدين لبعده عن الإمام أقبل على الذكر
والدعاء والاستغفار والقراءة. وكان يبدأ بالتكبير في العيدين من مساء
ليلتهما إلى خروج الإمام وانقضاء الصلاة، وكان يتّقي المسح على الخفّين
ما أمكنه ذلك، ولم تدعه الضرورة إلى ذلك ويقول: أنا لا أعيب المسح
عليهما وأصلّي وراء من يمسح. وكان قد اعتقد قديما أن يشرك أبويه فيما
يفعله من نوافل الخيرات مما ليس يفرض القيام به، وأن يكون ثواب ذلك
بينه وبينهما سواء. وكان يقول: إني مضيت على هذه النيّة مدة، ثم إنه
وقع بنفسي من ذلك شيء، إذ خشيت أن أكون أحدثت أمرا لم أسبق إليه، ولم
أكن رأيت ذلك لغيري قبلي إلّا أني لم أقطع ما نويته من ذلك إلى أن مرّ
بي لبعض المتقدّمين مثل ذلك، فطابت نفسي، وازددت بصيرة في فعلي.
وكان يقول فيما ترك عندنا من القضاء باليمين مع الشاهد: إني لو وجدت من
يقضي بذلك لأفتيته به.
نقلت معظم ما تقدّم من مناقب هذا الشيخ بخط ابنه أبي القاسم» .
[5] العبارة في الصلة 2/ 546، «كان من جلّة الفقهاء وأحد العلماء
الأثبات» .
[6] في الصلة: «وسماع الحديث دهره» .
(31/75)
أخذتُ عَنْهُ [1] .
إِلَى أن قال: تُوُفي لعشرٍ بقيت من صفر، ومشى فِي جنازته المعتمد على
اللَّه مُحَمَّد بْن عباد [2] .
قلت: رَوَى عَنْهُ: ولده عَبْد الرَّحْمَن، وخلْق من الأندلسيين. رحمه
الله تعالى [3] .
__________
[1] زاد في الصلة: «وكان حسن الخط، جيد التقييد، وتقدّم في المعرفة
بالأحكام وعقد الشروط وعللها، بذ في ذلك أقرانه. وكان على سنن أهل
الفضل، جزل الرأي، حصيف العقل على منهاج السلف المتقدّم» .
[2] راجلا على قدميه. (الصلة 2/ 546) .
[3] وقال القاضي أبو الأصبغ عيسى بن سهل: كان إماما جليلا، متصرفا في
كل باب من أبواب العلم، أحد الفقهاء بالأندلس، حافظا نظارا، مستنبطا،
بصيرا بالأحكام والعقود، معه كان أكثر تفقّهي. وصحبته طويلا ورويت عنه
كثيرا. وأجاز لي جميع ما رواه.
وقال غيره: إنه كان متواضعا يتصرّف راجلا، ويحمل خبزه إلى الفرن بنفسه،
ويتولّى شراء حوائجه ويحملها إلى داره بنفسه، فإذا لقيه من يكبره من
طلبته وغيرهم، وسأله أن يكفيه مئونتها قال له: لا أفعل، الّذي يأكلها
يحملها. وهو مع ذلك في عيون الناس وقلوبهم النجم رفعة وجلالة، حتى رئيس
البلد ابن جهور ينزل إلى مسجده في الأحيان، لمهمّ الأمور، ويأخذ فيها
رأيه هناك، وربما جمع له بقية فقهاء الشورى، فيقضي قضاءه وينفّذ أحكامه
هناك.
وكان ابنه يقول: كان أبي يقول: لا غنى للطالب عن الإجازة، وإن سمع
الديوان أو الحديث قراءة على المحدّث أو منه، لجواز السهو والغفلة
والسّنة على أحدهما قال: وعلى هذا اعتمدت في روايتي.
... أريد على القضاء غير مرة، فامتنع ولم يقدر عليه بشيء. طلبه أهل
طليطلة، وأهل المرية لقضاء بلدهم على عادتهم معا في كون القضاء عندهم
في غير بلدهم للتنافس الّذي كان بين أهل هذين البلدين في القضاء،
فكانوا يطلبونه من غيرهم، فطلب أهل هذين البلدين ابن عتّاب لذلك،
وبذلوا له ليقبل ذلك الرزق الواسع فامتنع، ولما مات القاضي بقرطبة سراج
بن عبد الله رغبه ابن جهور بنفسه ولاطفه جهده، فلم يقدر عليه، وحلف
بحضرته ألا يلي وقال: ما إبايتي إلّا إباية ضعف وقوة، لا من وهن وطاعة.
وحكي أنه كان خلّف صندوقا مقفلا قد أوصى ألّا يفتح إلّا بعد موته، فلما
مات، فتح، فإذا فيه أربعة كتب من أربعة رؤساء: ابن عبّاد، وابن الأفطس.
وابن صمادح، وابن هود، كل منهم يدعوه إلى نفسه وتقلّد القضاء ببلده وقد
كتب على كل كتاب منها: «تركت هذا للَّه» .
وسأله رجل عن مسائل انتخبها وأعدّها فأجابه أحسن جواب، فأثنى عليه
الرجل فقال له: يا ابن أخي لا تتّخذ هذا عادة، فلولا أني طالعتها
البارحة ما أجبتك بمثل هذا، أو كما قال. (ترتيب المدارك 4/ 811، 812) .
(31/76)
57- مُحَمَّد بْن عليّ بْن ممّوس [1] .
أَبُو سعْد الهَمَذانيّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر بْن لال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الليث، وأبي
القاسم يوسف بن كج، والعلاء بن الحسين، وعلي بن إبراهيم بن حامد
البزاز، وأبي بكر بن حمدويه الطوسي، وجماعة كبيرة.
وكان شيخا صالحا [2] .
58- محمد بن علي بن حميد بن علي بن حميد [3] .
أبو نصر الهمداني، إمام الجامع.
روى عن: علي بْن إِبْرَاهِيم بْن حامد، وعلي بْن شعيب، والحسن بْن
أَحْمَد بْن مموش، وجماعة.
وهو صدوق.
59- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَنْصُور [4] .
أَبُو الغنائم بْن الغراء [5] الْبَصْرِيّ المقرئ.
رحل، وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن جهضم بمكة، وأحمد بْن الْحَسَن الرازي
بمكة وحدث عَنْهُ «بصحيح مُسْلِم» .
وسمع: أَبَا مُحَمَّد بْن النحاس بمصر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن
القطَّان، وابن أبي نصر بدمشق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي البزّاز) في: التقييد لابن نقطة 96 رقم 103
وفيه: «محرس» ، والكنية: «أبو سعيد» .
[2] وقال يحيى بن منه في تاريخه: كثير الحديث، صاحب أصول وفوائد، قدم
أصبهان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، سمعت منه كتاب «السنن» لأبي داود
بروايته عن أبي بكر بن لال عن أبي بكر يعني بن داسة التّمار- عنه،
وسمعت منه كتاب «التاريخ» لأبي العباس السراج. وسمع من أبي بركات، وأبي
طاهر بن مسلمة. (التقييد) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 45،
والأنساب 9/ 131، واللباب 2/ 377، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/
196، 197 رقم 239.
[5] الغرّاء: بفتح الغين المعجمة وبعدها الراء المشدّدة المفتوحة. هذه
النسبة إلى الغراء وعمله.
(الأنساب 9/ 131) .
(31/77)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو
نصر بْن ماكولا [1] ، ومكي الرميلي، والفقيه نصر المقدسي، وغيرهم.
سكن القدس، وبه تُوُفّي فِي شعبان وله ثمانون سنة [2] .
60- مُوسَى بْن هُذَيل بْن مُحَمَّد بْن تاجِيت البكْريّ [3] .
أَبُو مُحَمَّد القرطبي، ويعرف بابن أَبِي عَبْد الصمد.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن عابد، والقاضي يُونُس بن عبد الله،
وأبي محمد ابن الشقاق، وأبي مُحَمَّد بْن دحون.
وكان من أَهْل المعرفة والحفظ والصلاح. وكان مشاورًا فِي الأحكام
بقرطبة. عزم عليه مُحَمَّد بْن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال:
أخرني ثمانية أيام حَتَّى نستخير اللَّه. فأخره، فعمي فِي تلك الأيام،
فكانوا يرون أنه دعا على نفسه.
قال أَبُو القاسم بْن بشكوال: أخبرني مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن
الفقيه:
سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن فَرَج الفقيه يقول: قال لي أَبُو
عَبْد اللَّه بْن عابد ولابن أَبِي عَبْد الصمد معًا: لو رآكما مالك
رحمه اللَّه لقرَّت عينه بكُما.
وُلِد سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وتُوُفيّ فِي ربيع الأول.
- حرف النون-
61- نزار بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد [4] .
أَبُو مُضَر القُرْشيّ الهَرَويّ.
يروي عن أَبِي مُحَمَّد بْن أبي شريح الأنصاريّ.
__________
[1] وهو قال: قال لي إنه سمع «بهجة الأسرار» من علي بن عبد الله بن
جهضم الهمذاني وضاع كتابه وبقيت عنده الزيادات وهي خمسة أجزاء سمعتها
منه بالقدس. (الإكمال 7/ 45) .
[2] في (الأنساب) : توفي سنة ستين وأربعمائة.
[3] انظر عن (موسى بن هذيل) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 609، 610 رقم
1335.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/78)
الكنى
62- أَبُو بَكْر بْن عُمَر البربري اللمتوني [1] .
ملك المغرب.
وكان ظهوره قبل الخمسين وأربعمائة، أو فِي حدود الأربعين. فذكر الأمير
عزيز فِي كتاب «أخبار القيروان» ، وقد رَأَيْت له رواية فِي هَذَا
الكتاب فِي أوله عن الحافظ أَبِي القاسم بْن عساكر، ولا أعرف له نسبا
ولا ترجمة، قال: أخبرني عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن حسّان الغسّاني
قال: حَدَّثَنِي قاضي مركش علي بْن أَبِي فنون أن رجلًا من قبيلة جدالة
من كبرائهم، يعني المرابطين، اسمه الجوهر، قدم من الصحراء إِلَى بلاد
المغرب ليحج، وكان مؤثرًا للدين والصلاح، وذلك فِي عشر الخمسين
وأربعمائة، فمر بالمغرب بفقيه يقرئ مذهب مالك والغالب أنه عِمْرَانَ
الفاسي [2] بالقيروان.
قلتُ: أَبُو عِمْرَانَ مات بعد الثّلاثين وأربعمائة.
قال: فآوى إليه وأصغى إِلَى العلم، ثُمَّ حج وفيه قلبه من ذلك فعاد.
وأتى ذلك الفقيه، وقال: يا فقيه، ما عندنا فِي الصحراء من العلم شيء
إلا الشهادتين فِي العامة، والصلاة فِي بعض الخاصة.
فقال الفقيه: فخُذ معك من يُعلمّهم دينهم.
فقال له الجوهر: فابعث معي فقيهًا وعليَّ حِفْظُه وإكرامه.
فقال لابن أَخِيهِ: يا عُمَر اذهب مع هَذَا السيد إِلَى الصحراء، فعلم
القبائل دين اللَّه ولك الثواب الجزيل والشكر الجميل، فأجابه.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن عمر) في: الكامل في التاريخ 9/ 618- 622،
ووفيات الأعيان 7/ 113 في ترجمة (يوسف بن تاشفين) رقم 844، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 174، 175، والبيان المغرب 3/ 243، ودول الإسلام 1/ 271،
وسير أعلام النبلاء 18/ 425- 430 رقم 216، وتاريخ ابن الوردي 1/ 537،
538، والبداية والنهاية 12/ 134، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 180، 184،
ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 113، والأعلام 2/ 68.
[2] وكذا قال ابن الأثير في (الكامل في التاريخ 9/ 618) ، وهو خطأ كما
قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله.
(31/79)
ثُمَّ جاء من الغد فقال: دعني من الصحراء،
فَإِن أهلها جاهلية، وقد ألفوا ما نشئوا عليه.
وكان من طلبة الفقيه رَجُلٌ اسمه عَبْد اللَّه بْن ياسين الجزولي [1] ،
فقال: أيها الشَّيْخ، أرسلني معه، والله المعين.
فأرسله معه، وكان عالمًا قوي النفس، ذا رأيٍ وتدبير، فأتيا قبيلةَ
لمتُونة، وهي على ربوةٍ من الأرض، فنزل الجوهر، وأخذ بزمام الجمل
الَّذِي عليه عَبْد اللَّه بْن ياسين تعظيمًا له، فأقبلت المشيخة يهنون
الجوهر بالسلامة وقالوا:
من هَذَا؟ قال: هَذَا حامل سُنّة الرَّسُول عليه السلام.
فرحبوا به وأنزلوه، ثُمَّ اجتمعوا له، وفيهم أَبُو بَكْر بْن عُمَر،
فقصَّ عليهم عَبْد اللَّه عقائد الْإِسْلَام وقواعده، وأوضح لهم حَتَّى
فهم ذلك أكثرهم، فقالوا: أما الصلاة والزكاة فقريب، وأما قولك من قتل
يقتل، ومن سرق يقطع، ومن زنا يجلد، فلا نلتزمه، فاذهب إِلَى غيرنا.
فرحل، وأخذ بزمامه الجوهر، [2] وَفِي تلك الصحراء قبائل منهم وهم
ينتسبون إِلَى حمير، ويذكرون أن أسلافهم خرجوا من اليمن فِي الجيش
الَّذِي جهزه الصديق إِلَى الشام، ثُمَّ انتقلوا إِلَى مصر، ثُمَّ
توجّهوا إلى المغرب مع موسى بن نضير، ثُمَّ توجهوا مع طارق إِلَى طنجة،
فأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء [3] ، وهم لمتونة، وجدالة، ولمطة،
وإيتنصر، وإينواي، وسوفة، وأفخاذ عدّة، فانتهي الجوهر وعبد اللَّه
إِلَى جدالة، قبيلة الجوهر، فتكلَّم عليهم عبدُ اللَّه، فمنهم من أطاع،
ومنهم من عصى، فقال عَبْد اللَّه للذين أطاعوا: قد وجب عليكم أن
تقاتلوا هؤلاء الذين أنكروا دين الإسلام، وقد استعدّوا لقتالكم
وتحزّبوا عليكم، فأقيموا لكم رايةً وأميرًا.
فقال له الجوهر: أنت الأمير.
__________
[1] في (الكامل 9/ 619) : «الكزولي» .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 618، 619.
[3] الكامل 9/ 618.
(31/80)
قال: لا يمكنني هَذَا، أَنَا حامل أمانة
الشهد، ولكن كن أنت الأمير.
قال: لو فعلت هَذَا تسلطت قبيلتي على الناس وعاثوا، فيكون وزر ذلك
عليّ.
قال له: فهذا أَبُو بَكْر بْن عُمَر رأس لمتونة، وهو جليل القدر، محمود
السيرة، مطاعٌ فِي قومه، فسر إليه وأعرض عليه الإمرة، والله المستعان.
فبايعوا أَبَا بَكْر، وعقدوا له رايةً، وسماه عَبْد اللَّه أمير
المؤمنين. وقام حوله طائفة من جدالة وطائفة من قومه. وحضهم ابن ياسين
على الجهاد وسماهم «المرابطين» .
فتألبت عليهم أحزاب الصحراء من أَهْل الشر والفساد، وجيشوا لحربهم، فلم
يناجزوهم القتال، بل تلطَّف عَبْد اللَّه بْن ياسين وأبو بَكْر
واستمالوهم، وبقي قوم أشرار، فتحيّلوا عليهم حَتَّى جمعوا منهم ألفين
تحت زرب عظيم وثيق، وتركوهم فِيهِ أيامًا بغير طعام، وحصروهم فِيهِ،
ثُمَّ أخرجوهم وقد ضعُفوا من الجوع وقتلوهم. فدانت لأبي بَكْر أكثر
القبائل وقويت شوكته [1] .
وكان عَبْد اللَّه يبث فيهم العلم والسنة، ويقرئهم القرآن، فنشأ حوله
جماعة فقهاء وصلحاء. وكان يعظهم ويخوّفهم، ويذكره سيرة الصحابة
وأخلاقهم، وكثر الدين والخير فِي أَهْل الصحراء.
وأما الجوهر فإنه كان أخلصهم عقيدة، وأكثرهم صومًا وتهجُّدًا، فَلَمَّا
رَأَى أن أَبَا بَكْر استبد بالأمر، وأن عَبْد اللَّه بْن ياسين ينفّذ
الأمور بالسُّنّة، بقي الجوهر لا حكم له، فداخله الهوى والحسد، وشرع
سرًا فِي إفساد الأمر. فعُلم بِذَلِك منه، وعَقَدوا له مجلسًا وثبت ما
قبل عَنْه، فحكم فِيهِ بأنه يجب عليه القتل، لأنه شق العصا، فقال: وأنا
أحب لقاء اللَّه. فاغتسل وصلّى ركعتين، وتقدّم فضربت عنقه، رحمه اللَّه
[2] .
وكثرت طائفة المرابطين، وتتبعوا من خالفهم في القبائل قتلا ونهبا وسبيا
__________
[1] الكامل في التاريخ 9/ 620، والمختصر في أخبار البشر 2/ 1754، 175.
[2] الكامل 9/ 620، والمختصر 2/ 175.
(31/81)
إلّا مَن أسلم. وبلغت الأخبار إِلَى الفقيه
بما فعل عَبْد اللَّه بْن ياسين فعظم ذلك عليه وندم، وكتب إليه ينكر
عليه كثرة القتل والسَّبْي، فأجابه: أما إنكارك عليَّ ما فعلت وندامتك
على إرسالي، فإنك أرسلتني إِلَى أمةٍ كانوا جاهلية يُخرِج أحدُهم ابنه
وابنته لِرَعْي السوام، فتأتي البنتُ حاملًا من أخيها، فلا يُنكرون
ذلك، وما دَأْبهم إلا إغارة بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضًا. ففعلتُ
وفعلتُ وما تجاوزت حكم اللَّه، والسلام.
وفي سنة خمسين وأربعمائة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم، فأمر عَبْد اللَّه
بْن ياسين ضعفاءهم بالخروج إِلَى السُّوس، وأخذ الزّكاة، فخرج منهم نحو
سبعمائة [1] رَجُل، فقدموا سِجِلْماسَة، وسألوا أهلها الزكاة، وقالوا:
نَحْنُ قومٌ مرابطون خرجنا إليكم نطلب حق اللَّه من أموالكم. فجمعوا
لهم مالًا ورجعوا به.
ثمّ إن الصحراء ضاقت بهم، وأرادوا إظهار كلمة الحق، وأن يسيروا إِلَى
الأندلس للجهاد، فخرجوا إِلَى السوس الأقصى، فاجتمع لهم أَهْل السوس
وقاتلوهم وهزموهم، وقُتِل عَبْد اللَّه بْن ياسين.
وهرب أَبُو بَكْر بْن عُمَر إِلَى الصحراء، فجمع جيشًا وطلب بلاد السوس
فِي ألفي راكب، فاجتمعت لحربه من قبائل بلاد السوس وزناتة اثنا عشر ألف
فارس، فأرسل إليهم رُسُلًا وقال: افتحوا لنا الطريق فَمَا قصدنا إلا
غزو المشركين. فأبوا عليه واستعدوا للحرب، فنزل أَبُو بَكْر وصلى الظهر
على درقته وقال: اللَّهمّ إن كُنَّا على الحق فانصرنا عليهم، وإن
كُنَّا على باطلٍ فأرِحْنا بالموتِ.
ثُمَّ ركب والتقوا فهزمهم، واستباح أَبُو بَكْر أسلابهم وأموالهم
وعُددهم، وقويت نفسه. ثُمَّ تمادى إِلَى سِجِلْماسَة فنزل عليها، وطلب
من أهلها الزكاة، فقالوا لهم: إنما أتيتمونا فِي عددٍ قليل فوسعكم ذلك،
وضعفاؤنا كثير، وما هَذِهِ حال من يطلب الزكاة بالسلاح والخيل، وإنما
أنتم محتالون. ولو أعطيناكم أموالنا ما عمّتكم.
__________
[1] في الكامل 9/ 621: «تسعمائة» .
(31/82)
وبرز إليهم مسعود صاحب سجلماسة بجيشه،
فحاربوه، وطالت بينهم الحربُ. ثُمَّ ساروا إِلَى جبلٍ هناك، فاجتمع
إليهم خلق من كرونة، فزحفوا إلى سجلماسة وحاربوا مسعود بن واروالي
إِلَى أن قتل، ودخلوا سِجِلْماسَة وملكوها، فاستخلف عليها أَبُو بَكْر
بْن عُمَر يوسف بْن تاشفين اللمتوني، أحد بني عمه، فأحسن السيرة فِي
الرعية، ولم يأخذ منهم شيئًا سوى الزكاة. وكان فتحها فِي سنة ثلاثٍ
وخمسين وأربعمائة [1] .
ورجع أَبُو بَكْر إِلَى الصحراء فأقام بها مدة. ثُمَّ قدم سِجِلْماسةَ،
فأقام بها سنة وخطب بها لنفسه، ثُمَّ استخلف عليها ابن أَخِيهِ أَبَا
بَكْر بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، وجهز جيشًا عليهم يوسف بْن تاشفين
إِلَى السوس فافتتحه [2] .
وكان يوسف دَيِّنًا حَازِمًا مُجَرِّبًا، داهية، سائسا [3] .
وفي سنة اثنتين وستين توفي أَبُو بَكْر بْن عُمَر بالصحراء، وتملك بعده
يوسف [4] ، ولم يختلف عليه اثنان، وامتدّت أيّامه، وافتتح الأندلس،
وبقي إلى سنة خمسمائة [5] .
وأول من كان فيهم الملك صنهاجة ثم كتامة ثم لمتونة، ثم مصمودة، ثم
زناتة.
وذكر ابن دريد وغيره أن كتامة، ولمتونة، ومصمودة، وهوّارة من حمير،
__________
[1] الكامل 9/ 621، 622، وفيات الأعيان 7/ 130.
[2] الكامل 9/ 622.
[3] الكامل 9/ 622.
[4] الكامل 9/ 622، وقال صاحب «المغرب عن سيرة ملك المغرب» : إن أبا
بكر بن عمر كان رجلا ساذجا خيّر الطباع مؤثرا لبلاده على بلاد المغرب
غير ميّال إلى الرفاهيّة، وكانت ولاة المغرب من زناتة ضعفاء لم يقاوموا
الملثّمين، فأخذوا البلاد من أيديهم من باب تلمسان إلى ساحل البحر
المحيط. فلما حصلت البلاد لأبي بكر بن عمر المذكور سمع أن عجوزا في
بلاده ذهبت لها ناقة في غارةٍ فبكت وقالت: ضيَّعَنَا أبو بَكْر بن عمر
بدخوله إلى بلاد المغرب، فحمله ذلك على أن استخلف على بلاد المغرب رجلا
من أصحابه اسمه يوسف بن تاشفين، ورجع إلى بلاده الجنوبية. (وفيات
الأعيان 7/ 113) .
[5] الكامل في التاريخ 10/ 417، وفيات الأعيان 7/ 125.
(31/83)
وما سواهم من البرير، وبربر ومن ولد قندار
بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عليهم السلام. ومن أمهات قبائل
البربر: مليلة، وزنارة، ولواتة، وزواوة، وهوّارة، وزويلة، وعفجومة،
ومطرة، وعمارة.
ويقال إن دار البربر كَانَتْ فلسطين، وتملكهم جالوت، فَلَمَّا قتله
دَاوُد عليه السلام جلت البربر إِلَى المغرب وتفرقوا هناك فِي البرية
والجبال، ونزلت لواتة أرض برقة، ونزلت هوارة أرض طرابلس، وانتشرت
البربر إِلَى السوس الأقصى، وطول أراضيهم نحو من ألف فرسخ، والله أعلم.
(31/84)
سنة ثلاث وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
63- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الأزهر [1] .
النيسابوري الشروطي [2] ، أَبُو حامد الأزهري.
من أولاد المحدثين.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّد الْمَخْلَدِيّ، وأبي سَعِيد بْن حمدون،
والخفّاف.
وأصوله صحيحة [3] .
رَوَى عَنْهُ: زاهر، ووجيه ابنا الشّحّامِي، وعبد الغافر بْن
إِسْمَاعِيل وآخرون.
توفي فِي رجب. وولد فِي سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، وله خبرة بالشروط.
64- أَحْمَد بْن علي بْن ثابت بن أحمد بن مهديّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن الشروطي) في: التقييد لابن نقطة 135 رقم
152، والعبر 3/ 252، وتذكرة الحفاظ 3/ 1131، والإعلام بوفيات الأعلام
191، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1466 وسير أعلام النبلاء 18/
254، 255 رقم 127، ومرآة الجنان 3/ 87، وشذرات الذهب 3/ 311.
[2] الشروطي: بضم الشين المعجمة والراء المهملة. هذه النسبة لمن يكتب
الصكاك والسجلّات لأنها مشتملة على الشروط، فقيل لمن يكتبها الشروطي.
(الأنساب) .
[3] في التقييد: «سمع منه البلديون من أصول صحيحة» .
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن ثابت) في: المنتظم 8/ 265- 270 رقم 312
(16/ 129- 135 رقم 3407) ، والأنساب 5/ 166، وأدب الإملاء والاستملاء
لابن السمعاني 173، وتبيين كذب المفتري 268- 271، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 3/ 72- 80، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن
المؤمّل) 7/ 22- 30، وفهرسة ما رواه عن شيوخه
(31/85)
الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب،
الْبَغْدَادِيّ.
أحد الحفاظ الأعلام، ومن خُتِم به إتقان هَذَا الشأن. وصاحب التصانيف
المنتشرة فِي البلدان.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان أَبُوهُ أَبُو الْحَسَن
الخطيب قد قرأ على أَبِي حَفْص الكتّاني، وصار خطيب قرية درزيجان، إحدى
قرى العراق،
__________
[ (-) ] للإشبيلي 181- 182، ومعجم الأدباء 4/ 13- 45، ومعجم السفر
(المصوّر) 2/ 345، 455، 406، 407، ومعجم البلدان 1/ 158، ومعجم الألقاب
لابن الفوطي ج 4 ق 2/ 1127، والتقييد لابن نقطة 153- 155 رقم 176،
والإستدراك (مخطوط) له، ورقة 4 ب- 5 أ، واللباب 1/ 453، 454، والكامل
في التاريخ 10/ 68، وتاريخ دولة آل سلجوق 45، وذيل تاريخ دمشق لابن
القلانسي 105 (في حوادث سنة 464 هـ-.) والمنتخب من السياق 107 رقم 236،
ووفيات الأعيان 1/ 92، 93، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 173- 176
رقم 210، ومختار ذيل تاريخ بغداد المعروف بتاريخ ابن منظور (مخطوطة
كمبرج) 63- 65، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والمعين في طبقات
المحدّثين 133 رقم 1417، والرواة الثقات 51 رقم 9، وسير أعلام النبلاء
18/ 270- 296 رقم 137، وتذكرة الحفاظ 3/ 1135- 1146، والعبر 3/ 253،
والإعلام بوفيات الأعلام 191، وتذكرة الحفاظ لابن عبد الهادي 4/ 2،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/
54- 61، ومرآة الجنان 3/ 87، 88، والبداية والنهاية 12/ 101- 103 و
(10/ 144) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 12، والوافي بالوفيات 7/
190- 199، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 201- 203، والوفيات لابن قنفذ
251، 252 رقم 463، وتاريخ الخميس 2/ 400، وطبقات الشافعية لابن قاضي
شهبة 1/ 246- 248 رقم 201، والنجوم الزاهرة 5/ 87، وطبقات الحفاظ 434-
436، وتاريخ الخلفاء 423، وبغية الوعاة 1/ 158، وطبقات الشافعية لابن
هداية الله 164- 166، وكشف الظنون، 209، 288 و 2/ 1637، وشذرات الذهب
3/ 311، 312، وروضات الجنات 78، 79، وديوان الإسلام 2/ 215، 216 رقم
845، وإيضاح المكنون 1/ 30، 80، وهدية العارفين 1/ 79، وديوان الإسلام
2/ 215، 216 رقم 845، وإيضاح المكنون 1/ 30، 80، وهدية العارفين 1/ 79،
والرسالة المستطرفة 52، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 399- 402، ودائرة المعارف
الإسلامية 8/ 391- 393، وتاريخ آداب اللغة العربية 2/ 324، وتأنيب
الخطيب للكوثري، الفهرس التمهيدي 165، 370، وموارد الخطيب للدكتور أكرم
ضياء العمري 11- 84، وعلم التاريخ عند المسلمين لروزنثال (انظر فهرس
الأعلام) 778، والأعلام 1/ 166، ومعجم المؤلفين 2/ 3، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 333- 349 رقم 162، ومعجم طبقات
الحفاظ والمفسّرين 434 رقم 982.
درزيجان: هكذا جوّدت في الأصل، بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي مكسورة،
وياء مثنّاة من تحت، وجيم، وآخره نون. قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة
بالجانب الغربي. (معجم البلدان 2/ 450) وقال حمزة: كانت درزيجان إحدى
المدن السبع التي كانت للأكاسرة، وبها
(31/86)
فحض ولده أَبَا بَكْر على السماع فِي صغره،
فسمع وله إحدى عشرة سنة، ورحل إِلَى البصرة وهو ابن عشرين سنة، ورحل
إِلَى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ثُمَّ رحل إِلَى إصبهان. ثُمَّ
رحل فِي الكهولة إلى الشّام، فسمع: أبا عمر ابن مهدي الفارسي، وابن
الصلت الأهوازي، وأبا الْحُسَيْن بْن المتيم، وأبا الْحَسَن بْن
رزقويه، وأبا سعد الماليني، وأبا الفتح بْن أبي الفوارس، وهلال بن محمد
الحفار، وأبا الحسين بن بِشْران، وأبا طَالِب مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
بْن بَكْر، والحسين بْن الحسن الجواليقي الراوي عن مخلد العطّار، وأبا
إسحاق إبراهيم ابن مخلد الباقرحي [1] ، وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن
عُمَر البلدي المعروف بابن الحِطراني [2] ، والحسين بْن مُحَمَّد
العُكْبَرِيّ [3] الصّائغ، وأبا العلاء مُحَمَّد بْن الْحَسَن الورّاق،
وأُممًا سواهم ببغداد.
وأبا عُمَر القاسمي بن جعفر الهاشمي راوي «السُّنَن» ، وعلي بْن القاسم
الشاهد، والحسن بْن علي السابوري، وجماعة بالبصرة.
وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الحسن الحِيري، وأبا حازم عمر بن أحمد
العبدوييّ، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد الطِّرَازي [4] ، وأبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج،
وجماعة من أصحاب الأصَمّ فَمَن بعده بنَيْسابور.
وأبا الْحَسَن بْن علي بن يحيى بن عبد كويه، ومحمد بن عبد الله بن
__________
[ (-) ] سمّيت المدائن المدائن، وأصلها درزيندان فعرّبت على درزيجان.
وقد تحرّفت في (البداية والنهاية 12/ 101) إلى: درب ريحان، وفي (تهذيب
تاريخ دمشق) إلى: «دريحان» .
[1] الباقر حيّ: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء
المهملة، هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد، (الأنساب 2/
48) .
[2] الحطراني: بكسر الحاء وسكون الطاء المهملتين وفتح الراء وفي آخرها
النون بعد الألف.
(الأنساب 4/ 169) وقد ضبطها بالأصل بكسر الحاء وسكون الطاء.
[3] العكبريّ: بضم العين وفتح الباء الموحّدة، وقيل: بضم الباء أيضا،
والصحيح بفتحها. نسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من
الجانب الشرقي. (الأنساب 9/ 27، 28) .
[4] الطّرازي: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد
الألف، هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرّزة، أو يستعملها، (الأنساب
8/ 224) .
(31/87)
شهريار، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن عَبْد
اللَّه الحافظ، وأبا عَبْد اللَّه الحمال، وطائفة بإصبهان.
وأبا نصر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكسار، وجماعة بالدينور.
ومحمد بْن عِيسَى، وجماعة بَهَمذَان.
وسمع بالكوفة، والرِّيّ، والحجاز، وغيرها. وقدِم دمشقَ فِي سنة خمسٍ
وأربعين ليحج منها، فسمع بها: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أَبِي
نصر، وأبا علي الأهوازي، وخلقًا كثيرًا حَتَّى سمع بها عامة رُواة
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، لأنه سكنها مدة.
وتوجه إِلَى الحج من دمشق فحج [1] ، ثُمَّ قدمها سنة إحدى وخمسين
فسكنها، وأخذ يُصنِّف فِي كُتُبه، وحدَّث بها بعامة تواليفه.
روى عَنْهُ من شيوخه: أَبُو بَكْر البرقاني، وأبو القاسم الأزْهري،
وغيرهما.
ومِن أقرانه خَلْقٌ منهم: عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتاني، وأبو
القاسم بْن أَبِي العلاء.
وممّن روى هُوَ عَنْهُ فِي تصانيفه فرووا عَنْهُ: نصْر المقدسي الفقيه،
وأبو الفضل أَحْمَد بْن خَيْرون، وأبو عَبْد اللَّه الحميديّ، وغيرهم.
__________
[1] كان حجّة سنة 446 هـ-. فقد رافقه في تلك السنة الفقيه سليم بن أيوب
الرازيّ نزيل صور، وتوفي وهو عائد من الحجّ في بحر القلزم أول سنة 447
هـ-. كما رافقه إلى الحج في تلك السنة: «غيث بن علي الأرمنازي» المؤرّخ
الصوريّ المتوفى سنة 509 هـ-.
قال غيث: كان الخطيب معنا في طريق الحج، وكان يختم كل يوم ختمة إِلَى
قرب الغياب قراءة ترتيل. وقال: قلت للخطيب البغدادي: عظني، فقال: احذر
نفسك التي هي أعدى أعدائك أن تتابعها على هواها فذاك أعضل دائك،
واستشرف الخوف من الله تعالى بخلافها، وكرّر على قلبك ذكر نعوتها
وأوصافها فإنّها لأمّارة بالسوء والفحشاء، والموردة من أطاعها موارد
العطب والبلاء، واعمد في جميع أمورك إلى تحرّي الصدق، ولا تتبع الهوى
فيضلّك عن سبيل الله، وقد ضمن الله لمن خالف هواه أن يجعل جنّة الخلد
قراره ومأواه، ثم أنشد لنفسه:
إن كنت تبغي الرشاد محضا ... في أمر دُنياك والمَعَادِ
فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامع الفساد
(البداية والنهاية 10/ 144) .
(31/88)
ورَوَى عَنْهُ: الأمير أَبُو نصر عليّ بْن
ماكولا، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو الْحُسَيْن بْن
الطُّيُوري، ومحمد بْن مرزوق الزَّعْفراني، وأبو بكر ابن الخَاضِبة،
وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ.
وَفِي أصحابه الحفّاظ كثرة، فضلًا عن الرُّواة.
قال الحافظ ابن عساكر [1] : ثنا عَنْهُ: أَبُو القاسم النسيب، وأبو
مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيس، ومحمد بْن عليّ بْن
أَبِي العلاء، والفقيه نصْر اللَّه بْن مُحَمَّد اللّاذقي، وأبو تراب
حَيْدرة، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر بْن الْجَرْجَرائي، وعبد الكريم
بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل، وبركات النّجّاد، وأبو الْحُسَيْن [2] بْن
سَعِيد، وأبو المعالي بْن الشُّعَيري، بدمشق.
والقاضي أَبُو بَكْر الأنصاري، وأبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو
السعادات أَحْمَد المتوكلي، وأبو القاسم هبة اللَّه الشُّرُوطي، وأبو
بكر المزرفيّ [3] ، وأحمد ابن عَبْد الواحد بْن زُرَيْق [4] ، وأبو
السُّعود بْن المجلي، وأبو منصور عبد الرحمن ابن رزيق [5] الشَّيْباني،
وأبو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرون، وبدر بْن عَبْد
اللَّه الشِّيحيّ ببغداد.
ويوسف بْن أيوّب الهَمَذَاني، بمَرْو.
قلتُ: وكان من كبار فقهاء الشّافعيّة. تفقّه على أَبِي الْحَسَن بْن
المَحَامِلي، وعلى القاضي أَبِي الطّيّب.
وقال ابن عساكر [6] : أنا أبو مَنْصُور بْن خَيْرُون: ثنا الخطيب قال:
وُلِدتُ في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأول ما سمعت
فِي المحرَّم سنة ثلاثٍ وأربعمائة.
__________
[1] في تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 22، 23.
[2] في تاريخ دمشق 7/ 23: «أبو الحسن» .
[3] المزرفيّ: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الفاء، هذه
النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.
(الأنساب 11/ 275) ،
[4] بتقديم الزاي.
[5] بتقديم الراء.
[6] في تاريخ دمشق 7/ 24.
(31/89)
وقال: استشرتُ البَرْقانيّ فِي الرحلة
إِلَى ابن النحاس بمصر، أو أخرج إِلَى نَيْسابور إِلَى أصحاب الأصم،
فقال: إنك إنْ خرجت إِلَى مصر إنما تخرج إِلَى رَجُل واحد، إنْ فاتَكَ
ضاعتْ رحلتك. وإنْ خرجتَ إِلَى نَيْسابور ففيها جماعة، إنْ فاتَكَ
واحدٌ أدركتَ من بقي. فخرجت إِلَى نَيْسابور.
وقال الخطيب فِي تاريخه [1] : كنت كثيرا أذاكر البرقانيّ بالأحاديث،
فيكتبها عني ويُضَمِّنها جُمُوعَه. وحدَّث عني وأنا أسمع، وَفِي غيبتي.
ولقد حدَّثني عِيسَى بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ: أَنَا أَبُو بَكْر
الخوارزمي فِي سنة عشرين وأربعمائة: ثنا أَحْمَد بْن علي بْن ثابت
الخطيب، ثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى الصَّيْرَفي، ثنا الأصم، فذكر حديثًا
[2] .
وقال ابن ماكولا: كان أَبُو بَكْر آخر [3] الأعيان مِمَّنْ شاهدناه
معرفةً وحفظًا وإتقانًا وضبْطًا لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتفنُّنًا فِي عِلَلِه وأسانيده [4] ،
وعلمًا بصحيحه، وغريبه، وفَرْده، ومُنْكَره، [5] ومطروحه.
قال: ولم يكن للبغداديّين بعد أبي الحسن الدّار الدّارقطنيّ مثله [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 374 في ترجمة البرقاني.
[2] وبقية السند: حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا أبو يزيد
الهروي، حدّثنا شعبة، عن محمد بن أبي النوادر، قال: سمعت رجلا من بني
سليم يقال له خفّاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا
رجعتم. قال: إذا رجعت إلى أهلك. قال أبو بكر- يعني الصاغاني- لم يرو
هذا الحديث إلّا أبو زيد الهروي. ثم سمعت أنا أبا بكر البرقاني يرويه
عنّي بعد أن حدّثنيه عنه، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة
وأربعمائة، وقال لي: لم أكتب هذا الحديث إلا عنك، وكتب عني بعد ذلك
شيئا كثيرا من حديث التوّزي، ومسعر، وغيرهما مما كنت أذاكره به. (تاريخ
بغداد 4/ 374) و (تاريخ دمشق 7/ 23 و 24) .
[3] في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد) : «أحد» .
[4] زاد في تاريخ دمشق برواية ابن ماكولا: «وخبرة برواته وناقليه» .
[5] زاد في تاريخ دمشق: «وسقيمه» .
[6] عبارته في تاريخ دمشق: «بعد أبي الحسن علي بن عمر الدار
الدّارقطنيّ رحمه الله من يجري مجراه، ولا قام بعده منهم بهذا الشأن
سواه، وقد استفدنا كثيرا من هذا اليسير الّذي نحسنه به وعنه، وتعلّمنا
شطرا من هذا القليل الّذي نعرفه بتنبيهه ومنه، فجزاه الله عنّا الخير،
ولقّاه الحسنى، ولجميع مشايخنا وأئمتنا، ولجميع المسلمين» - (تاريخ
دمشق 7/ 25، 26) وانظر:
مختصر تاريخ دمشق 3/ 174.
(31/90)
وسألت أَبَا عَبْد اللَّه الصوري عن الخطيب
وعن أَبِي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلًا بينًا [1] .
وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدّار الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ
من أَبِي بَكْر الخطيب [2] .
وقال أَبُو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه [3] .
روى القولين الحافظ ابن عساكر [4] فِي ترجمته، عن أَخِيهِ أَبِي
الْحُسَيْن هبة اللَّه، عن أَبِي طاهر السلفي، عَنْهُمَا.
وقال فِي ترجمته: سمعتُ محمود بْن يوسف القاضي بتفليس يقول:
سمعتُ أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الفيروزاباذي يقول: أَبُو
بَكْر الخطيب يُشبَّه بالدارقُطْني ونُظَرائه فِي معرفة الحديث وحِفْظه
[5] .
وقال أَبُو الفتيان عُمَر الرُّؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصّنعة، ما
رَأَيْتُ مثله [6] .
وقال أَبُو القاسم النَّسيب: سمعت الخطيب يقول: كتبَ معي أَبُو بَكْر
البرقاني كتابًا إِلَى أَبِي نعيم يقول فِيهِ: وقد رحل إِلَى ما عندكم
[7] أخونا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن ثابت أيده اللَّه وسلمه
ليقتبس من علومك [8] ، وهو بحمد اللَّه مِمَّنْ له فِي هَذَا الشأن
سابقه حسنة، وقدم ثابتة [9] . وقد رحل فِيهِ وَفِي طلبه،
__________
[1] تبيين كذب المفتري 268.
[2] تاريخ دمشق 7/ 26، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 31، سير أعلام
النبلاء 18/ 276، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 57، تهذيب تاريخ
دمشق 1/ 400.
[3] تاريخ دمشق 7/ 26، معجم الأدباء 4/ 18، سير أعلام النبلاء 18/ 276،
تذكرة الحفاظ 3/ 1137، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 31، تهذيب
تاريخ دمشق 1/ 400.
[4] في تاريخ دمشق 7/ 26.
[5] تاريخ دمشق 7/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 276، تذكرة الحفاظ 3/
1138، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 32، الوافي بالوفيّات 7/ 196،
تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400، 401.
[6] تاريخ دمشق 7/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 276، طبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 32.
[7] العبارة في (تاريخ دمشق 7/ 26) : «وقد نفذ إلى ما عندك، عمدا
متعمّدا» .
[8] زاد في (تاريخ دمشق) : «ويستفيد من حديثك» .
[9] زاد في (تاريخ دمشق) : «وفهم به حسن» .
(31/91)
وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله
[1] ، وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك، مع التورُّع والتحفُّظ [2] ،
ما يُحسن لديك موقعُه [3] .
وقال عَبْد الْعَزِيز الكتاني: إنه، يعني الخطيب، أسمع الحديث وهو ابن
عشرين سنة. وكتب عَنْهُ شيخه أَبُو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ في
سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكتب عَنْهُ شيخه البرقاني سنة تسع عشرة،
وروى عَنْهُ. وكان قد علق الفقه عن أَبِي الطَّيّب الطبري، وأبي نصر
بْن الصباغ. وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ رحمه
اللَّه [4] .
قلتُ: مذهب الخطيب فِي الصفات أنها تمر كما جاءت.
صرَّح بِذَلِك فِي تصانيفه.
وقال أَبُو سعد بْن السمعاني فِي «الذيل» [5] فِي ترجمته: كان مهيبًا،
وَقُورًا، ثقة، متحرّيا، حُجّة، حَسَن الخط، كثير الضَّبْط، فصيحًا،
خُتِم به الحُفّاظ.
وقال: رحل إِلَى الشام حاجًا، فسمع بدمشق، وصور، ومكّة، ولقي بها أَبَا
عَبْد اللَّه القضاعي [6] ، وقرأ «صحيح الْبُخَارِيّ» فِي خمسة أيام
على كريمة المَرْوَزِيّة [7] ، ورجع إِلَى بغداد، ثُمَّ خرج منها بعد
فتنة البساسيري، لتشوش الحال، إِلَى الشام سنة إحدى وخمسين، فأقام بها
إِلَى صفر سنة سبعٍ وخمسين.
__________
[1] زاد في (تاريخ دمشق 7/ 27) : «الطالبين له» .
[2] زاد في (تاريخ دمشق) : «وصحّة التحصيل» .
[3] وبقية الرسالة في (تاريخ دمشق 7/ 27) : «ويجمل عندك منزلته، وأنا
أرجو إذا صحّت لديك منه هذه الصفة، أن يلين له جانبك، وأن تتوفّر به،
وتحتمل منه ما عساه يورده من تثقيل في الاستكثار، أو زيادة في
الاصطبار، فقدما حمل السّلف من الخلف ما ربّما ثقل، وتوفّروا على
المستحقّ منهم بالتخصيص والتقديم والتفضيل، ما لم ينله الكلّ منهم» .
وانظر: معجم الأدباء 4/ 41، 42، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 174، وتهذيب
تاريخ دمشق 1/ 401، وسير أعلام النبلاء 18/ 276، 277.
[4] تاريخ دمشق 7/ 30، سير أعلام النبلاء 18/ 277، طبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 32، الوافي بالوفيات 7/ 196.
[5] هو «ذيل الأنساب» .
[6] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية.
[7] ستأتي ترجمتها برقم (84) في وفيات هذه السنة (463 هـ-.
(31/92)
وخرج من دمشق إِلَى صور، فأقام بصور [1] ،
وكان يزور البيت المقدس ويعود إِلَى صور، إلى سنة اثنتين وستّين
وأربعمائة، فتوجه إِلَى طرَابُلس [2] ، ثُمَّ إِلَى حلب، ثُمَّ إِلَى
بغداد على الرَّحْبة، ودخل بغداد فِي ذي الحجّة [3] .
وحدَّث فِي طريقه بحلب، وغيرها.
سمعتُ الخطيب مَسْعُود بْن مُحَمَّد بمرْو: سمعتُ الفضل بْن عُمَر
النَّسَويّ يقول: كنتُ بجامع صور عند أَبِي بَكْر الخطيب، فدخل عليه
علويّ وفي كمّه
__________
[1] يفهم من هذا أن الخطيب دخل صور سنة 457 هـ-. ولكنّه دخلها قبل ذلك
سنة 446 هـ-. في طريقه إلى الحج، أو عند رجوعه. فقد ذكر في ترجمة أبي
الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال البغدادي المتوفى
سنة 447 هـ-. أنه انتقل عن بغداد إلى الشام فسكن بالساحل من مدينة صور
وبها لقيته وسمعت منه عند رجوعي من الحج وذلك في سنة 446 هـ-.
(تاريخ بغداد 11/ 34، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 21/ 543، الأنساب
408 ب) .
[2] يفهم من هذا أنه دخل طرابلس مرة واحدة، وذلك سنة 462 هـ-. والصحيح
أنه دخلها مرتين.
أولاهما بحدود سنة 446 أو 447 هـ-. عند عودته من الحج، ويؤكد ذلك ما
ذكره «الكراجكي» في رحلته من أن الخطيب كانت له مناظرة في الخطابة مع
القاضي الحسين بن بشر صاحب دار العلم بطرابلس. والمعروف أن الكراجكي
توفي سنة 449 هـ-. وهذا يعني أن الخطيب تناظر في طرابلس قبل تلك السنة،
حيث شهد الكراجكي المناظرة ودوّنها في رحلته، ونقلها عنه «ابن أبي
طيِّئ» ، ثم نقل «ابن حجر» هذا الخير نقلا عنه وذكره في (لسان الميزان
2/ 275) قال:
«الحسين بن بشر بن علي بن بشر الطرابلسي المعروف بالقاضي. ذكره ابن أبي
طيّ في رجال الشيعة، وقال: كان صاحب دار العلم بطرابلس وله خطب يضاهي
بها خطب ابن نباتة، وله مناظرة مع الخطيب البغدادي ذكرها الكراجكي في
رحلته، وقال: حكم له على الخطيب بالتقدّم في العلم» .
ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إنّ هذه المعلومة تؤكّد أن «دار العلم بطرابلس» كانت موجودة قبل سنة
449 هـ-. على الأقلّ، مما يسقط القول من أن جلال الملك أبا الحسن علي
بن محمد بن عمّار أسّس دار العلم بطرابلس سنة 472 هـ-. بل هو جدّد
بناءها في تلك السنة، إذ هي أقدم من ذلك.
انظر معالجتي لهذا الموضوع في كتابي: «دار العلم بطرابلس في القرن
الخامس الهجريّ» - صدر عن دار الإنشاء بطرابلس 1982، والبحث الّذي
نشرته في مجلّة الرسالة الإسلامية ببغداد، العدد المزدوج 76 و 77 لسنة
1974 ص 60- 67 بعنوان «الخطيب البغدادي المؤرّخ في طرابلس الشام» ،
والبحث الّذي نشرته في مجلّة «المجلّة العربية» بالرياض، العدد 1،
كانون الأول 1978 ص 94- 96 بعنوان «مع الخطيب البغدادي في رحلته إلى
بلاد الشام» .
[3] تاريخ دمشق 7/ 30، المنتظم 8/ 265 (16/ 129، 130) ، معجم الأدباء
4/ 18، الوافي بالوفيات 7/ 194.
(31/93)
دنانير، فقال: هَذَا الذهب تصرفه فِي
مهماتك. فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فِيهِ. فقال: كانك تستقله؟ ونفض
كُمَّه على سجادة الخطيب، فنزلت الدّنانير، فقال: هذه ثلاثمائة دينار.
فقام الخطيب خجلًا مُحْمرًّا وجهُهُ وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح،
فَمَا أنسى عِزَّ خُرُوجِه، وَذُلَّ ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من
شقوق الحصير [1] .
وقال الحافظ ابن ناصر: حَدَّثَنِي أَبُو زكريا التبريزي اللغوي قال:
دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له،
وكنت أسكن منارة الجامع، فصعِد إليَّ وقال: أحببتُ أن أزورك فِي بيتك.
فتحدَّثنا ساعة، ثُمَّ أخرج ورقةً وقال: الهديّة مستحبّة، اشتر بهذا
أقلاما و [نهض] [2] .
قال: فإذا هِيَ خمسة دنانير مصرية. ثُمَّ إنه صعد مرة أخرى، ووضع نحوًا
من ذلك. وكان إذا قرأ الحديث فِي جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع.
وكان يقرأ مُعْرَبًا صحيحًا [3] .
وقال أَبُو سَعِد: سمعت على ستة عشر نفسًا من أصحابه سمعوا منه، سوى
نصر اللَّه المصيصي فإنه سمع منه بصور، وسوى يحيى بن عليّ الخطيب، سمع
منه بالأنبار.
وقرأت بخط والدي: سمعت أَبَا مُحَمَّد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب
يقول: كلما ذكرت فِي التاريخ عن رجلٍ اختلفَ فِيهِ أقاويل الناس فِي
الجرح والتعديل، فالتعويل على ما أخّرت ذِكره من ذلك، وختمت به
التَّرجمة [4] .
وقال ابن شافع فِي «تاريخه» : خرج الخطيب إلى الشام في صفر سنة
__________
[1] معجم الأدباء 4/ 15 و 31، 32، تذكرة الحفاظ 3/ 1138، سير أعلام
النبلاء 18/ 277، 278، طبقات الشافعية للسبكي 4/ 34، 35.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: معجم الأدباء وغيره.
[3] معجم الأدباء 4/ 32، 33 وفيه: «وكان يقرأ مع هذا صحيحا» ، تذكرة
الحفاظ 3/ 1138، سير أعلام النبلاء 18/ 278.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1138، 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 278.
(31/94)
إحدى وخمسين، وقصد صور، وبها «عز الدولة»
[1] الموصوف بالكرم، وتقرب منه، فانتفع به، وأعطاه مالًا كثيرًا. انتهى
إليه الحِفْظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث [2] .
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [3] : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بن محمد يحكي، عن
أبي الفضل ابن خَيْرُونٍ أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ
ذَكَرَ أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ شَرِبَ مِنْ مَاءِ زمزم ثلاث شربات، وسأل
الله تعالى ثلاث حَاجَاتٍ، أَخْذًا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» [4] .
فَالْحَاجَةُ الْأُولَى أَنْ يُحَدِّثَ «بتاريخ بغداد» ببغداد،
والثانية أن يُملي الحديث بجامع المنصور، والثالثة أن يُدفن عند بِشْر
الحافي، فقضى اللَّه الحاجات الثلاث له [5] .
وقال غَيْث الأرمنازي: ثنا أَبُو الفَرَجِ الإسْفَرَائيني قال: كان
الخطيب معنا فِي الحج، فكان يختم كل يوم ختمة إِلَى قرب الغياب قراءة
ترتيل. ثُمَّ يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حَدَّثَنَا.
فيُحدِّثهم. أو كما قال [6] .
__________
[1] هكذا هنا، والتقييد لابن نقطة 154، وتذكرة الحفاظ، وسير أعلام
النبلاء، وهو: «محمد أبو الحسن» تولّى قضاء صور سنة 450 واستقلّ بها
سنة 455 ومات بها سنة 465 هـ-. (انظر كتابي: تاريخ طرابلس السياسي
والحضاريّ عبر العصور- الطبعة الثانية- مؤسسة الرسالة ببيروت، ودار
الإيمان بطرابلس 1404 هـ-. / 1984 م. - ص 350، ودراستي في مجلّة «تاريخ
العرب والعالم» بيروت العدد 16 سنة 1980 بعنوان «أسرة بني أبي عقيل في
مدينة صور» ص 9- 18) ووقع في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 45) :
«يمين الدولة» . وهو من أسرة بني أبي عقيل السّنية التي كانت تحكم
مدينة صور لفترة من العهد الفاطمي، وكان أفراد الأسرة في معظمهم من
القضاة والمحدّثين والأدباء الفضلاء.
أما ابن الفوطي فيجعل «عين الدولة» : «عَبْدِ الله بن علي بن عِياض بن
أحمد بن أيوب أبو محمد ابن أبي عقيل» ويصفه بأنه صاحب الساحل، وكذلك
يذكره غيث الأرمنازي في (تاريخ صور) ويصفه بالسخاء والمروءة، وكذا ابن
تغري بردي، ولكنهم يؤرّخون وفاته بسنة 450 هـ-.
(معجم الألقاب ج 4 ق 2/ 1127، النجوم الزاهرة 5/ 63) والرواية تتحدّث
عن دخول الخطيب إلى صور سنة 451 هـ-. أي بعد وفاة «عين الدولة عبد الله
بن علي» ، وكان بها ابنه «محمد» ، فهو «عز الدولة» .
[2] التقييد 154، تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 278،
279.
[3] في تاريخ دمشق 7/ 24، 25.
[4] رواه أحمد في المسند 3/ 357.
[5] في تاريخ دمشق زيادة، سوف تأتي لاحقا في سياق الترجمة.
[6] تبيين كذب المفتري 268، تاريخ دمشق 7/ 26، تذكرة الحفاظ 3/ 1139،
سير أعلام النبلاء
(31/95)
وقال المؤتمن الساجي: سمعت عَبْد المحسن
الشيحي يقول: كنت عديل أَبِي بَكْرٍ الخطيب من دمشق إِلَى بغداد، فكان
له فِي كل يومٍ وليلة وختمة [1] .
وقال الحافظ أَبُو سعْد بْن السمعاني: وله ستة وخمسون مصنَّفًا [2] ،
منها:
«التاريخ لمدينة السلام» فِي مائة وستة أجزاء [3] ، «شَرَف أصحاب
الحديث» [4] ثلاثة أجزاء، «الجامع» [5] خمسة أجزاء، «الكفاية فِي معرفة
الرواية» [6] ثلاثة عشر جزءًا، كتاب «السابق واللاحق» [7] عشرة أجزاء،
كتاب «المتّفق والمفترق» [8]
__________
[ (- 18] / 279، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 34، تهذيب تاريخ دمشق
1/ 401.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 279.
[2] وجعلها المرحوم الأستاذ يوسف العش 79 مصنّفا. (الأعلام 1/ 166) .
[3] طبع في 14 مجلّدا في مطبعة السعادة بالقاهرة 1931، ووقع سقط في
القسم الخاص بالمحمّدين وتمّ استدراك السقط في المجلّد الخامس، ص 231-
477، وأعادت دار الكتاب العربيّ ببيروت إصداره مصوّرا عن طبعة السعادة،
وألحقت به ثلاثة أجزاء من الموجود من «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار
المتوفى سنة 643 هـ، ثم جزءا أخيرا هو: «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد»
لابن الدمياطيّ المتوفى سنة 749 هـ-.
[4] طبع في أنقرة سنة 1971 بتحقيق الدكتور محمد سعيد خطيب أوغلي.
[5] واسمه الكامل: «الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع» وقد طبع في
الكويت سنة 1981، ثم أعيد طبعه وصدر في مجلّدين عن مؤسسة الرسالة
ببيروت 1412 هـ-. / 1991 م. بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب.
[6] طبع باسم «الكفاية في علم الرواية» في حيدراباد الدكن بالهند سنة
1357 هـ-، ثم أعيد طبعه بعناية عبد الحليم محمد عبد الحليم وعبد الرحمن
حسن محمود، وتقديم محمد الحافظ التيجاني، وأصدرته مطبعة السعادة
بالقاهرة 1972 م.
وقد سماه «ابن الجوزي» في (المنتظم) : (الكفاية في معرفة أصول علم
الرواية) .
[7] واسمه الكامل: «السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ
واحد» . وقد حققه محمد بن مطر الزهراني، ونشرته دار طيبة بالرياض 1982
وقال الشيخ شعيب الأرنئوط والسيد محمد نعيم العرقسوسي في تعليقهما على
كتاب «سير أعلام النبلاء» ج 18/ 290 في الحاشية رقم (1) ، عن كتاب
«السابق واللاحق» أنه «كتاب نفيس لم يسبق الخطيب إلى مثله في هذا الباب
أحد، ولم يحاكه أحد فيمن لحقه» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : بلى، لقد
سبق الخطيب إلى مثله في هذا الباب، فقد وضع القاضي أبو القاسم علي بن
المحسّن التنوخي المتوفى سنة 447 هـ-. كتابا بعنوان «الفوائد العوالي
المورخة من الصحاح والغرائب» ، وخرّجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي
الصوري شيخ الخطيب المتوفى 441 هـ-. وقد قمت بتحقيق الجزء الخامس الّذي
وصلنا منه، نسخة المكتبة الظاهرية، وصدر عن مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار
الإيمان، طرابلس الطبعة الأولى 1406 هـ-. / 1986 م. والثانية 1408 هـ-.
/ 1988 م. ويمكن الزعم بأن الخطيب اقتبس فكرة كتابه «السابق» عن كتاب
«الفوائد» لصاحبه التنوخي.
[8] لم أقف عليه.
(31/96)
ثمانية عشر جزءًا، كتاب «تلخيص المتشابه»
[1] ستة عشر جزءًا، كتاب «تالي التلخيص» [2] أجزاء، كتاب «الفصل للوصل
والمُدْرَج فِي النَّقْل» [3] تسعة أجزاء كتاب «المكمل فِي المهمل» [4]
ثمانية أجزاء، كتاب «غنية الملتمس فِي تمييز الملتبس» [5] ، كتاب «من
وافقت كُنْيتُه اسم أَبِيهِ» [6] ، كتاب «الأسماء المبْهَمَة» [7]
مجلَّد، كتاب «الموضح» [8] أربعة عشر جزءًا، كتاب «مَن حدَّث ونسي» [9]
، جزء، كتاب «التطْفيل» [10] ثلاثة أجزاء، كِتَابِ «القنوت» [11]
ثَلَاثَةٌ أجزاء، كِتَابِ «الرواة عن مَالِكِ» [12] ستة أجزاء، كتاب
«الفقيه والمتفقه» [13] ، اثنا عشر جزءًا، كتاب «تمييز متصل الأسانيد»
[14] ثمانية أجزاء، كتاب «الحِيَل» [15] ثلاثة أجزاء، «الآباء عن
__________
[1] أصدرته دار طلاس بدمشق 1985 في جزءين، بعنوان: «تلخيص المتشابه في
الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم» ، حقّقته الباحثة
سكينة الشهابي.
[2] لم أقف عليه. وسمّاه ابن الجوزي: «باقي التلخيص» .
[3] لم أقف عليه. وسمّاه ابن الجوزي: «الفصل والوصل» ، وياقوت: «كتاب
في الفصل والوصل» .
[4] لم أقف عليه، وسمّاه ابن الجوزي، وياقوت: «المكمل في بيان المهمل»
.
[5] في المنتظم، ومعجم الأدباء، وسير أعلام النبلاء: «غنية المقتبس في
تمييز الملتبس» .
[6] في الأصل: «ابنه» ، والتصحيح من: المنتظم 16/ 130، ومعجم الأدباء
4/ 20.
[7] في (المنتظم) : «الأسماء المبهمة والأنباء المحكمة» ، وفي (معجم
الأدباء) : «الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة» .
[8] طبع في حيدرآباد الدكن بالهند سنتي 1959 و 1960 في جزءين، باسم
«موضّح أوهام الجمع والتفريق» .
[9] في (المنتظم ومعجم الأدباء) : «من حدّث فنسي» .
[10] نشره حسام الدين القدسي بدمشق سنة 1346 هـ-. باسم «التطفيل
وحكايات الطفيليين ونوادر كلامهم وأشعارهم» ، ثم طبع في النجف بالمطبعة
الحيدرية سنة 1966 بعناية كاظم المظفر.
وقد سمّاه ياقوت (4/ 21) : «كتاب الطفيليين» .
[11] تحرف اسمه في (تذكرة الحفاظ 3/ 1140) إلى «الفنون» .
[12] لم أقف عليه.
[13] نشره الشيخ إسماعيل الأنصاري وصدر عن مطابع القصيم بالرياض سنة
1389 هـ، وأعادت طبعه دار إحياء السّنّة النبويّة سنة 1975 م. في
جزءين. وقد حدّث الخطيب بهذا الكتاب في جامع صور سنة 459 هـ-.
[14] في (المنتظم، ومعجم الأدباء) : «تمييز المزيد في متصل الأسانيد» .
[15] لم أقف عليه.
(31/97)
الأبناء [1] جزء، «الرحلة» [2] جزء، «مسألة
الاحتجاج بالشافعي» [3] جزء، كتاب «البخلاء» [4] أربعة أجزاء، كتاب
«المُؤْتَنِفْ لتكملة المؤتلف والمختلف» [5] ، كتاب «مُبهم المراسيل»
[6] ، «كتاب أن البَسْمَلَة من الفاتحة» [7] ، كتاب «الجهر
بالبَسْمَلة» [8] جزءان، كتاب «مقلوب الأسماء والأنساب» [9] ، كتاب
«صحة العمل باليمين مع الشاهد» [10] ، كتاب «أسماء المدلسين» [11] ،
كتاب «اقتضاء العلم العمل» [12]
__________
[1] في المنتظم ومعجم الأدباء: «رواية الآباء عن الأبناء» ، وفي (تذكرة
الحفاظ) : «رواية الأبناء عن آبائهم» ، وفي (سير أعلام النبلاء 18/
291) : «الإنباء عن الأبناء» .
[2] اسمه الكامل: «الرحلة في طلب الحديث» ، وقد طبع أولا ضمن «مجموعة
رسائل في علوم الحديث» بعناية صبحي البدري السامرائي، ونشرته المكتبة
السفية بالمدينة المنورة 1969، ثم أعيد طبعه في سلسلة روائع تراثنا
الإسلامي، منشورات أمين دمج، سنة 1395 هـ-. / 1975 م.
[3] في (المنتظم) : «الاحتجاج عن الشافعيّ» ، وفي (معجم الأدباء) :
«الاحتجاج للشافعي فيما أسند إليه والردّ على الجاهلين بطعنهم عليه» ،
وقد أخطأ المحقّقان في (سير أعلام النبلاء 18/ 291، بالحاشية 6) فقالا:
«.. والرد على الطاعنين بجهلهم عليه» .
[4] صدر عن مطبعة العاني ببغداد 1384 هـ-. / 1964 م. بتحقيق الدكتور
أحمد مطلوب والدكتورة خديجة الحديثي، وأحمد ناجي القيسي، وساعد المجمع
العلمي العراقي على نشره.
[5] في (معجم الأدباء 4/ 20) : «المؤتنف في تكملة المختلف والمؤتلف» ،
ووقع خطأ في (المنتظم) في طبعتيه، الأولى بحيدرآباد، والثانية بطبعة
دار الكتب العلمية ببيروت 1412 هـ-. / 1992 م. (16/ 130) فورد: «كتاب
المؤتنف بكلمة المختلف والمؤتلف» ، والصحيح «بتكملة» ، فهو تكملة لكتاب
«المختلف والمؤتلف» للدارقطني.
[6] في (المنتظم، ومعجم الأدباء) : «التفصيل لمبهم المراسيل» .
[7] في (المنتظم) : «كتاب لهج الصواب في أن التسمية من فاتحة الكتاب» ،
وفي (معجم الأدباء) :» كتاب منهج الصواب في أن التسمية من فاتحة
الكتاب» . وفي (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 59) : «منهج سبيل الصواب
في أن التسمية آية في فاتحة الكتاب» .
[8] لم أقف عليه.
[9] في (المنتظم) و (معجم الأدباء) : «كتاب رافع الارتياب في المقلوب
من الأسماء والألقاب» .
وقد وقع في (معجم الأدباء 4/ 20) : «القلوب» بدل: «المقلوب» .
[10] في (معجم الأدباء 4/ 19) : «كتاب الدلائل والشواهد على صحّة العمل
باليمين مع الشاهد» .
[11] في (المنتظم، ومعجم الأدباء: «التبيين لأسماء المدلّسين» .
[12] في (المنتظم) في الطبعتين: «اقتفاء العلم بالعمل» . وهو خطأ،
والصحيح «اقتضاء» ، وقد حقّقه الشيخ ناصر الدين الألباني، وصدر عن
المكتب الإسلامي في بيروت لأول مرة سنة
(31/98)
جزء، كتاب «تقييد العلم» [1] ثلاثة أجزاء،
كتاب «القول فِي علم النجوم» ، جزء، كتاب «روايات الصحابة من التابعين»
[2] ، جزء، «صلاة التسبيح» جزء، «مُسْنَد نُعَيْم بْن همار» [3] جزء،
«النهي عن صوم يوم الشك» جزء، «الإجازة للمعدوم والمجهول» [4] جزء،
«روايات السّتّة من التابعين بعضهم عن بعض» [5] .
وذكر تصانيف أُخَر، قال: فهذا ما انتهى إِلَيْنَا من تصانيفه. حج
وحدَّث ونِعْمَ الشَّيْخ كان. ولما حج كان معه حمْل كُتُب ليُجاور،
وكان فِي جملة كُتُبه «صحيح الْبُخَارِيّ» ، سمعه من الكشْمِيهني،
فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس.
وقد سُقنا هَذَا فِي سنة ثلاثين فِي ترجمة الحِيري، وهذا شيء لا أعلم
أحدًا فِي زماننا يستطيعه.
وقد قال ابن النجار فِي «تاريخه» [6] : وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي
نيّف وستّون مصنّفا، فنقلت أسماء الكُتُب التي ظهرت منها، وأسقطتُ ما
لم يوجد، فَإِن كُتُبَه احترقت بعد موته، وسلمَ أكثرها.
ثمّ سرد ابن النّجّار أسماءَها، وقد ذكرنا أكثرها آنفًا، ومما لم
نذكره:
كتاب «معجم الرواة عن شُعْبَة» ثمانية أجزاء، كتاب «المؤتلف والمختلف»
أربعة
__________
[ (- 1386] هـ-. ثم أعيدت طباعته مرتين.
[1] حقّقه المرحوم يوسف العشّ، ونشره المعهد الفرنسي بدمشق سنة 1949 م،
ثم أعادت دار إحياء السّنّة النبويّة نشره مصوّرا سنة 1974 م.
[2] في (سير أعلام النبلاء 18/ 292) : «رواية الصحابة عن تابعي» ،
والمثبت يتفق مع: المنتظم، ومعجم الأدباء.
[3] في (المنتظم) و (سير أعلام النبلاء) : «مسند نعيم بن حمّاد» . وفي
(معجم الأدباء) : «مسند نعيم بن همّاز» (بالزاي) ، والمثبت يتفق مع
(موارد الخطيب 57) للدكتور أكرم ضياء العمري، وهو «الغطفانيّ» ، وذكره
الأستاذ العش «هماز العصاني» .
[4] في (معجم الأدباء) : «الإجازة للمعلوم والمجهول» ، وفي (سير أعلام
النبلاء) : «إجازة المعدوم و «المجهول» ، والمثبت يتفق مع (المنتظم) ،
وقد طبع ضمن «مجموعة رسائل في علوم الحديث» بعناية صبحي البدري
السامرائي، ونشرته المكتبة السلفية سنة 1969 م.
[5] في (المنتظم) - بطبعتيه-: «روايات السنة من التابعين» ، ومثله في
(معجم الأدباء) وهو تحريف. أما في (سير أعلام النبلاء) : «ما فيه سنة
تابعيّون» .
[6] في الجزء الّذي لم يصلنا من «ذيل تاريخ بغداد» .
(31/99)
وعشرون جزءًا، «حديث مُحَمَّد بْن سوقة»
أربعة أجزاء، «المسلسلات» ثلاثة أجزاء، «الرُّباعيّات» ثلاثة أجزاء،
«طُرُق قبض العلم» [1] ثلاثة أجزاء، «غُسُل الجمعة» ثلاثة أجزاء [2] .
وفيها يقول الحافظ السِّلَفيّ:
تصانيف ابن ثابت الخطيبِ ... ألذُّ من الصبا [3] الغَضّ الرطيب
تراها إذْ رواها مَن حَواها ... رياضًا للفتى اليَقظِ اللّبيبِ [4]
ويأخذ حُسْنُ ما قد صاغ [5] منها ... بِلُبٍّ الحافظ الْفَطِن الأرِيبِ
فأيّةُ راحة ونعيم عيش ... يوازي كتبها [6] ، بل أيّ طيب؟ [7]
أنشدناها أبو الحسين اليُونيني [8] ، عن أَبِي الفضل الهَمَذَاني، عن
السلفي.
وقد رواها أَبُو سعد بْن السمعاني فِي «تاريخه» ، عن يحيى بْن سعدون
القُرْطُبّي، عن السِّلَفي، فكأني سمعتها منه.
وقال أَبُو الْحَسَن محمد بن عبد الملك الهمذاني في «تاريخه» : وفيها
توفّي
__________
[1] في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 9) : «قبض العلم» من غير «طرق» .
[2] زاد في (سير أعلام النبلاء 18/ 292) بعده: «الإجازة للمجهول» ، ولم
يأت بشيء فهو قد ذكره قبل قليل باسم «الإجازة للمعدوم والمجهول» .
[3] في الأصل: «الصبي» .
[4] في معجم الأدباء:
تراها إذ حواها من رواها ... رياضا تركها رأس الذنوب
وفي الوافي بالوفيات:
تراها إذ حواها من رواها ... رياضا رأسها ترك الذنوب
[5] في (المستفاد) : «ما قد ضاع» .
[6] في معجم الأدباء: «يوازي كتبه» ومثله في (الوافي بالوفيات) ، وفي
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: «يوازي عيشها» .
[7] الأبيات في: معجم الأدباء 4/ 33، 34، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد
18/ 59، وسير أعلام النبلاء 18/ 293، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
12، والوافي بالوفيات 7/ 191 وفيه «أم أي طيب» ، وتذكرة الحفاظ 3/
1140.
[8] هو: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى اليونيني البعلي،
ينسب إلى «يونين» بلدة بالقرب من بعلبكّ، ولذا يقال: «البعلي» اختصارا
ل- «البعلبكي» . ولد ببعلبكّ سنة 621 وتوفي بها سنة 701 هـ-. (انظر
ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي- القسم الثاني- ج 3/ 63- 66 رقم 761) .
(31/100)
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المحدث. ومات
هَذَا العلم بوفاته. وقد كان رئيس الرؤساء، تقدم إِلَى الخطباء والوعاظ
أن لا يرووا حديثًا حَتَّى يعرضوه عليه، فَمَا صححه أوردوه، وما رده لم
يذكروه [1] .
وأظهر بعض اليهود كتابًا ادّعى أنه كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسقاط الجزية عن أَهْل خيبر، وفيه شهادة
الصحابة، وذكروا أنه خط علي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِيه، وحُمِل الكتاب
إِلَى رئيس الرؤساء فعَرضه على الخطيب فتأمله ثُمَّ قال: هَذَا مزوَّر.
قيل له: ومن أَيْنَ قلتَ ذلك؟
قال: فِيهِ شهادة مُعَاوِيَة وهو أسلم عام الفتح، وفتحت خيبر سنة سبْع،
وفيه شهادة سعْد بْن مُعَاذ، ومات يوم بني قُرَيْظَة قبل فتح خيبر
بسنتين.
فاستحسن ذلك منه، ولم يُجْرِهم على ما فِي الكتاب [2] .
وقال أَبُو سعد السمعاني: سمعت يوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ يقول: حضر
الخطيب درس شيخنا أَبِي إِسْحَاق، فروى الشَّيْخ حديثًا من رواية بحر
بْن كُنيز السقاء، ثُمَّ قال للخطيب: ما تقول فِيهِ؟
فقال الخطيب: إنْ أذِنْتَ لي ذكرت حاله.
فأسند الشَّيْخ: ظهره إِلَى الحائط، وقعد كالتلميذ، وشرع الخطيب يقول:
قال فِيهِ فلان كذا، وقال فِيهِ فلان كذا، وشرح أحواله شرحًا حسنًا،
فاثني الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عليه وقال: هُوَ دارقطني عصرنا [3] .
وقال أَبُو علي البرداني: أَنَا حافظ وقته أَبُو بَكْر الخطيب، وما
رأيت مثله، ولا أظنه رَأَى مثل نفسه [4] .
__________
[1] معجم الأدباء 4/ 19.
[2] معجم الأدباء 4/ 18، المنتظم 8/ 265، 266 (16/ 129) ، المستفاد من
ذيل تاريخ بغداد 18/ 60، سير أعلام النبلاء 18/ 280، تذكرة الحفاظ 3/
1141، الوافي بالوفيات 7/ 192، 193، البداية والنهاية 12/ 101، 102.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 280، 281، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/
57، 58، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 35، 36، الوافي بالوفيات 7/
196.
[4] تقدّم هذا القول قبل قليل.
(31/101)
وقال السلفي: سَأَلت أَبَا غالب شجاعًا
الذهلي، عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ، لم ندرك مثله [1] .
وقال أَبُو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد المؤدِّب: سمعتُ أَبِي يقول: قلت
لأبي بَكْر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أبو بكر؟
فقال: انتهى الحفظ إلى الدّار الدَّارَقُطْنِي، أَنَا أَحْمَد بْن علي
الخطيب [2] .
وقال ابن الآبنوسيّ: كان الحافظ الخطيب يمشي وَفِي يده جزءٌ يطالعه [3]
.
وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق
يعرضه على الناس [4] .
وقال ابن طاهر فِي «المنثور» : ثنا مكي بْن عَبْد السلام الرميلي قال:
كان سبب خروج أَبِي بَكْر الخطيب من دمشق إِلَى صور أنه كان يختلف إليه
صبي مليح، سماه مكي، فتكلم الناس فِي ذلك. وكان أمير البلد رافضيا
متعصبًا، فبلغته القصة، فجعل ذلك سببًا للفتك به، فأمر صاحب شرطته أن
يأخذ الخطيب بالليل ويقتله. وكان صاحب الشرطة سنيا، فقصده تلك الليلة
مع جماعةٍ ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه، وقال: قد أمرت فيك بكذا
وكذا، ولا أجد لك حيلةً إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن
العلوي [5] ، فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار، فَإِنِّي لا أطلبك،
وأرجع إِلَى الأمير، فَأَخْبَرَه بالقصة.
ففعل ذَلِكَ، ودخل دار الشريف، فأرسل الأمير إِلَى الشريف أن يبعث به،
فقال: أيها الأمير، أنت تعرف اعتقادي فِيهِ وَفِي أمثاله، وليس في قتله
مصلحة.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281.
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281.
[3] المنتظم 8/ 267 (16/ 131) ، معجم الأدباء 4/ 22، تذكرة الحفاظ 3/
1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281، الوافي بالوفيات 7/ 196.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281، المستفاد من ذيل
تاريخ بغداد 59، 60.
[5] هو الشريف حيدرة بن إبراهيم بن العباس نقيب العلويّين بدمشق، الّذي
قتله أمير الجيوش بعكا سنة 461 هـ-. وقد تقدّمت ترجمته في هذه الطبقة
برقم (9) .
وتحرّف «ابن أبي الجنّ» إلى «بن أبي الحسن» في: معجم الأدباء 4/ 35،
وتذكرة الحفاظ 3/ 1142، والوافي بالوفيات 7/ 195.
(31/102)
هَذَا مشهور بالعراق، إن قتلته قتل به
جماعة من الشيعة، وخربت المشاهد.
قال: فَمَا ترى؟
قال: أرى أن يخرج من بلدك.
فأمرَ بإخراجه، فراح إِلَى صور، وبقي بها مدّة [1] .
قال ابنُ السمعاني: خرج من دمشق فِي صفر سنة سبعٍ [2] وخمسين، فقصد
صور، وكان يزور منها القدس، ويعود، إِلَى أن سافر ستة اثنتين وستين
إِلَى طرابلس، ومنها إِلَى حلب، فبقي بها أيامًا، ثُمَّ ورد بغداد فِي
أعقاب السنة [3] .
قال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن عليّ الدّمنشيّ [4] إلى أمير
الجيوش وقال: هو ناصبي، يروي فضائل الصحابة وفضائل الْعَبَّاس فِي
الجامع [5] .
وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حَتَّى مال إلى ما
مال إليه. فَلَمَّا عاد إِلَى بغداد وقع إليه جزء فِيهِ سماع القائم
بأمر اللَّه، فأخذ الجزء وحضر إِلَى دار الخلافة وطلب الإذن فِي قراءة
الجزء.
فقال الخليفة: هَذَا رَجُل كبير فِي الحديث، وليس له فِي السماع من
حاجة، ولعل له حاجة أراد أن يتوصل إليها بِذَلِك، فَسَلُوه ما حاجته؟
فَسُئل، فقال: حاجتي أن يؤذن لي أن أملي بجامع المنصور.
__________
[1] معجم الأدباء 4/ 34، 35، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 105، 106
(نقلا عن مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي) ، تذكرة الحفاظ 3/ 1141، 1142،
سير أعلام النبلاء 18/ 281، 282، الوافي بالوفيات 7/ 195.
[2] في تاريخ دمشق 7/ 30: «سنة تسع وخمسين» ، وهو وهم، والصواب هو
المثبت.
[3] تقدّم هذا القول قبل قليل، وقد علّقت عليه في موضعه.
[4] الدّمنشيّ: نسبة إلى دمنش. قال ياقوت: كذا وجدت صورة ما ينسب إليه
الحسين بن علي أبو على المقرئ، المعروف بابن الدمنشي، ذكره الحافظ
أَبُو القاسم في «تاريخ دمشق» وَقَالَ ...
وساق هذا الخبر. (معجم البلدان 2/ 71) .
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1142، سير أعلام النبلاء 18/ 282.
(31/103)
فتقدم الخليفة إِلَى نقيب النقباء بالإذن
له فِي ذلك، فأملي بجامع المنصور.
وقد دُفن إِلَى جانب بِشْر [1] .
وقال ابن طاهر: سألتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد الوارث
الشيرازي: هَلْ كان الخطيب كتصانيفه فِي الحفظ؟ قال: لا. كُنَّا إذا
سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام. وإن ألححنا عليه غضب. وكانت له بادرة
وحشة، ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه [2] .
وقال أَبُو الْحُسَيْن الُّطيُوري: أكثر كُتُب الخطيب، سوى «تاريخ
بغداد» ، مُستقاة من كتب الصُّوري [3] . كان الصُّوري ابتدأ بها، وكانت
له أخت [4] بصور خلِّف أخوها عندها اثني عشر عِدْلًا من الكُتُب،
فحصَّل الخطيب من كتبه أشياء [5] .
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 25.
[2] معجم الأدباء 4/ 27، 28، تذكرة الحفاظ 3/ 1142، سير أعلام النبلاء
18/ 283، الوافي بالوفيات 7/ 194.
[3] هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 هـ-.
وليس «عبد الله بن علي بن عياض أبا محمد الصوري الملقّب عين الدولة كما
ذكر محقّق (النجوم الزاهرة 5/ 87 بالحاشية رقم 4) وقال أيضا إنه مات
سنة 450 هـ-. وقد ذكر ابن تغري بردي وفاته في هذه السنة وقال: وهو
الّذي أخذ الخطيب مصنّفاته وادّعاها لنفسه» . (النجوم 5/ 63) والمعروف
أن الخطيب متّهم في أخذ كتب شيخه أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ
الصوري الحافظ. فليحرر.
[4] في مرآة الجنان 3/ 60، والبداية والنهاية 12/ 60 «أخيه» .
[5] معجم الأدباء 4/ 21، 22، المنتظم 8/ 143، 144 و 266، وزاد ابن
الجوزي نقلا عن ابن الطيوري (8/ 144) : «قال: وأظنّه لما خرج إلى الشام
أعطى أخته شيئا وأخذ منها بعض كتبه» .
وقد عقّب ابن الجوزي على قول ابن الطيوري فقال: «وقد يضع الإنسان طريقا
فتسلك، وما قصّر الخطيب على كل حال» (المنتظم 8/ 266) وفي هذا القول
ميل إلى رواية ابن الطيوري بأن الصوريّ وضع أبوابا مختلفة في مصنّفات
أفاد منها الخطيب في مصنّفاته المختلفة الأبواب.
ولكن المؤلّف- الذهبي- رحمه الله- يقول: «ما الخطيب بمفتقر إلى الصوري،
هو أحفظ وأوسع رحلة وحديثا ومعرفة» . (سير أعلام النبلاء 18/ 283) .
ويعتبر الدكتور أكرم ضياء العمري رواية ابن الطيوري بأنها فرية لا تصح،
لأنّ معظم مصنّفات الخطيب أتمها قبل خروجه إلى الشام. وهو بهذا يؤيّد
ما ذهب إليه المرحوم الأستاذ يوسف
(31/104)
وكان الصوري قد قسم أوقاته فِي نيفٍ
وثلاثين شيئًا [1] .
أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السلفي،
أَنَا مُحَمَّد بْن مرزوق الزعفراني: ثنا الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب
قال: أما الكلام فِي الصفات فَإِن ما رُويَ منها فِي السُّنَن الصحاح
مذهبُ السَّلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه
عَنْهَا [2] .
وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته اللَّه تعالى، وحققها قومٌ من
المُثْبِتين، فخرجوا فِي ذلك إِلَى ضربٍ من التّشبيه والتّكليف، تعالى
اللَّه عن ذَلِكَ، والقصد إنما هُوَ سلوك الطريقة المتوسطة بين
الأمرين. ودين اللَّه تعالى بين الغالي فِيهِ والمقصَّر عَنْهُ.
والأصلُ فِي هَذَا أن الكلام فِي الصفات فرع الكلام فِي الذات،
ويُحْتَذَى فِي ذلك حَذْوُهُ وَمِثَالُهُ. فَإِذَا كَانَ معلومٌ أن
إثبات رب العالمين إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات
صفاته، إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكليف. فَإِذَا قُلْنَا:
للَّه يد وسمع وبصر، فَإنَّمَا هِيَ صفاتٌ أثبتها اللَّه تعالى لنفسه،
ولا نقول أن معنى اليد القُدرة، ولا إن معنى السَّمْع والبصر العِلْم،
ولا نقول إنها جوارح، ولا نشبهها بالأَيْدي والأسماع والأبصار التي هي
جوارج وأدوات للفِعْل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف وَرَدَ
بها، ووَجَبَ نفْي التشبيه عنا لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
42: 11 [3] ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ 112: 4 [4] [5] .
__________
[ (-) ] العش. (الخطيب البغدادي للعش 156، 157) إلّا أنه يضيف معلّقا
علي ذلك بقوله: «ولا يتنافى مع هذا الرد أن الخطيب التقى بالصوري في
بغداد وأخذ عنه، فإنّ التهمة تنصبّ على أخذ الخطيب مصنّفات الصوري بعد
خروجه من بغداد إلى الشام» . (موارد الخطيب البغدادي 56 الحاشية رقم 1)
.
[1] المنتظم 8/ 144.
[2] وقال المؤلّف الذهبي: «تكلم فيه بعضهم، وهو وأبو نعيم وكثير من
علماء المتأخرين لا أعلم لهم ذنبا أكبر من روايتهم الأحاديث الموضوعة
في تأليفهم غير محذّرين منها. وهذا إثم وجناية على السنن» . (الرواة
الثقات 51) .
[3] سورة الشورى، الآية 11.
[4] سورة الإخلاص، الآية 4.
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 1142، 1143، سير أعلام النبلاء 18/ 283، 284،
الوافي بالوفيات
(31/105)
وقال الحافظ ابن النجار فِي ترجمة الخطيب:
وُلِد بقرية من أعمال نهر المُلْك، وكان أَبُوهُ يخطب بِدْرْزِيجان.
ونشأ هُوَ ببغداد، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقَّه على الطَّبَري،
وعلّق عَنْهُ أشياء من الخلاف.
إِلَى أن قال: ورَوَى عَنْهُ: أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك
بْن خَيْرُون، وأبو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزّوزنيّ، ومفلح بن
أحمد الدّوميّ، والقاضي محمد ابن عُمَر الأرمُويّ وهو آخر من حدَّث
عَنْهُ. قلتُ: يعني بالسماع. وآخر من حدَّث عَنْهُ بالإجازة: مَسْعُود
الثّقفي [1] .
وخَط الخطيب خطٌّ مليح، كثير الشَّكل والضَّبْط. وقد قرأتُ بخطّه:
أَنَا علي بن محمد السَّمْسار، أَنَا مُحَمَّد بْن المظفَّر، ثنا عَبْد
الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج، ثنا
جَعْفَر بْن نوح، ثنا مُحَمَّد بْن عِيسَى: سمعتُ يزيد بْن هارون يقول:
ما عزَّت النَّيّةُ فِي الحديث إلّا لشرفِه [2] .
وقال أَبُو مَنْصُور عليّ بْن علي الأمين: لما رجع الخطيب من الشام
كَانَتْ له ثروة من الثياب والذهب، وما كان له عَقِب، فكتب إِلَى
القائم باللَّه: إني إذا متُّ يكون مالي لبيت المال، فأْذَنْ لي حَتَّى
أُفِّرق مالي على من شئت. فإذِن له، ففرَّقها على المحدِّثين [3] .
وقال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أَبِي حدَّثها قال: كنتُ أدخل
على الخطيب وأُمرَّضه، فقلت له يومًا: يا سيّدي، إن أَبَا الفضل بْن
خيرون لم يُعطني شيئًا من الذَّهب الَّذِي أمرته أن يفرقه على أصحاب
الحديث. فرفَع الخطيب رأسه عن المخدَّة وقال: خُذْ هَذِهِ الخِرْقة
باركَ اللَّه لك فيها. فكان فيها
__________
[ (- 7] / 196 وفيه قال الصفدي: «الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله
تعالى له في آيات الصفات مذهبان، أحدهما أنه إذا مرّت به آية ظاهرها
يفهم منه الجسمية كاليد والجنب ردّها بالتأويل إلى ما ينفي الجسمية،
والثاني أنه يمرّ بظاهرها كما جاءت لا يتأوّلها ويكل العلم بها إلى
الله تعالى من غير اعتقاد الجسمية، فاختار الخطيب المذهب الثاني وهو
الأسلم.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1143، سير أعلام النبلاء 18/ 284، 285.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 285.
[3] المنتظم 8/ 269 (16/ 134) ، معجم الأدباء 4/ 217، تذكرة الحفاظ 3/
1143، 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 285، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي
4/ 35.
(31/106)
أربعون دينارًا. فأنفقتها مُدّةً فِي طلب
العلم [1] .
وقال مكّيّ الرُّمَيْليّ: مرض الخطيب ببغداد فِي رمضان فِي نصفه، إِلَى
أن اشتد به الحال فِي غُرّة ذي الحجة، وأوصى إِلَى أَبِي الفضل بْن
خَيْرُون، ووقَفَ كُتُبه على يده، وفرَّق جميعَ ماله فِي وجوه البِرّ
وعلى المحدَّثين، وتُوُفّي رابع ساعة من يوم الإثنين سابع ذي الحجة،
ثُمَّ أخرج بُكرة الثلاثاء وعبروا به إِلَى الجانب الغربي، وحضره
القضاة والأشراف والخلق، وتقدَّمهم القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن
المهتدي باللَّه، فكبَّر عليه أربعًا، ودُفن بجنْب بِشْر الحافي [2] .
وقال ابن خيرون: مات ضَحْوة الإثنين ودُفِن بباب حرب. وتصدَّق بماله،
وهو مائتا دينار، وأوصى بأن يُتصدَّق بجميع ثيابه، ووَقف جميع كُتُبه
وأُخْرِجت جنازته من حجرةٍ تلي النظامية فِي نهر مُعَلَّى، وتبَعه
الفُقهاء والخَلْق، وحُمِلت جنازته إِلَى جامع المنصور، وكان بين يدي
الجنازة جماعة يُنادون: هَذَا الَّذِي كان يذبّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا الَّذِي كان يَنْفي الكذِب
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الَّذِي
كان يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وخُتِم على قبره عدّة ختمات [3] .
وقال الكتاني: وردَ كتابُ جماعةٍ أَن أَبَا بَكْر الحافظ تُوُفّي فِي
سابع ذي الحجة، وكان أحدَ من حمل جنازته الْإِمَام أَبُو إِسْحَاق
الشّيرازي، وكان ثقة، حافظًا، متقِنًا، مُتَحَرّيا، مصنّفًا [4] .
وقال أَبُو البركات إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ: كان
الشَّيْخ أَبُو بَكْر بْن زهْراء الصُّوفي، وهو أَبُو بَكْر بْن عليّ
الطُّرَيْثِيثيّ الصُّوفي، برباطنا قد أعدّ لنفسه
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 285، 286.
[2] تاريخ دمشق 7/ 29، مختصر تاريخ دمشق 3/ 175، وكان الخطيب- رحمه
الله- يتمنّى أمرين: أن يعود إلى بغداد فيسمع منه تاريخه على كماله
بها، وأن يموت فيها فيدفن عند بشر، فعاد إلى بغداد في ذي الحجة سنة
اثنتين وستين وأربعمائة، وبلغ مناه في الأمرين، فسمع منه كتابه
البغداديون في المدرسة النظامية، ومات فدفن عند بشر. (التقييد 155) .
[3] تاريخ دمشق 7/ 29، تبيين كذب المفتري 269، 270، معجم الأدباء 4/
44، 45، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 175، 176، التقييد لابن نقطة
154، 155، وفيات الأعيان 1/ 93، تذكرة الحفاظ 3/ 1144، سير أعلام
النبلاء 18/ 286، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 37، المستفاد من ذيل
تاريخ بغداد 60، 61.
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 287.
(31/107)
قبرًا إِلَى جانب قبر بِشْر الحافي، وكان
يمضي إليه، فِي كل أسبوع مرّة، وينام فِيه، ويقرأ فِيهِ القرآن كلّه.
فلمّا مات أَبُو بَكْر الخطيب، وكان قد أوْصى أن يُدفن إِلَى جنب قبر
بِشْر الحافي، فجاء أصحاب الحديث إِلَى أَبِي بَكْر بْن زهراء وسألوه
أن يدفنوا الخطيب فِي قبره وأن يُؤْثِرُوه به، فامتنع وقال: موضع قد
أعددته لنفسي يؤخذ منّي؟! فلمّا رأوا ذلك جاءوا إِلَى والد أَبِي سعْد،
وذكروا له ذلك، فأحضرَ أَبَا بَكْر فقال: أَنَا لا أقول لك أعْطِهِم
القبر، ولكن أقول لك لو أن بِشْرًا الحافي فِي الأحياء، وأنت إِلَى
جانبه، فجاء أَبُو بَكْر الخطيب ليَقْعد دونك، أكان يَحْسُن بك أن تقعد
أعلى [1] منه؟
قال: لا، بل كنت أقوم وأُجِلسه مكاني.
قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة.
قال: فطاب قلبه، وأذِن لهم فدفنوه فِي ذلك القبر [2] .
وقال أَبُو الفضل بْن خَيْرُون: جاءني بعض الصالحين وأخبرني لمّا مات
الخطيب أنه رآه فِي المنام، فقال له: كيف حالك؟ قال: أَنَا فِي رَوْح
ورَيْحان، وجنّة نعيم [3] .
وقال أَبُو الْحَسَن علي بْن الْحُسَيْن بْن جدّاء: رَأَيْت بعد موت
الخطيب كأنّ شخصًا قائمًا بحذائي، فأردتُ أن أسأله عن الخطيب، فقال لي:
ابتِداءً أُنزِلَ وسطَ الجنّة حيث يتعارف الأبرار. رواها أَبُو عليّ
البَرَدَانيّ فِي «المنامات» ، له، عن ابن جدّاء [4] .
وقال غَيْث الأرمنازيّ: قال مكّيّ بْن عَبْد السلام: كنت نائما ببغداد
في
__________
[1] في الأصل: «أعلا» .
[2] تاريخ دمشق 7/ 24، 25، المنتظم 8/ 269 (16/ 134، 135) ، مختصر
تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 173، 174، معجم الأدباء 4/ 16، التقييد 155،
تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 279، طبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 35، الوافي بالوفيات 7/ 192، تهذيب تاريخ دمشق 1/
400.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 287، 288، الوافي بالوفيات 7/ 197.
[4] تذكرة الحفاظ 3/ 1154، سير أعلام النبلاء 18/ 288، الوافي بالوفيات
7/ 197.
(31/108)
ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاثٍ وستّين
وأربعمائة، فرأيتُ عند السَّحَر كأنّا اجتمعنا عند أَبِي بَكْر الخطيب
فِي منزله لقراءة «التاريخ» على العادة، فكأنّ الخطيب جالس، والشيخ
أَبُو الفضل نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه عن يمينه، وعن يمين الفقيه نصر
رجلٌ لم أعرفْه، فسألتُ عَنْه، فَقِيل: هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ ليسمع «التاريخ» ، فقلت فِي نفسي:
هَذِهِ جلالة لأبي بَكْر، إذْ يَحْضُرْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجلسَه.
وقلتُ: وهذا ردٌّ لقول من يعيب التاريخ، ويذكر أنه فِيهِ تحاملٌ على
أقوام [1] .
وقال أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مرزوق الزَّعْفرانيّ: حَدَّثَنِي
الفقيه الصالح أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد الْبَصْرِيّ قال:
رَأَيْت الخطيبَ فِي المنام، وعليه ثياب بيض حسان، وعمامة بيضاء، وهو
فرحان يبتسم. فلا أدري قلتُ: ما فعل اللَّه بك؟ أو هُوَ بَدَأَني فقال:
غفر اللَّه لي أو رحِمَني، وكلّ مَن نَجَا. فوقع لي أنّه يعني بالتوحيد
إليه يرحمه أو يغفر له، فأبشِروا. وذلك بعد وفاته بأيّام [2] .
وقال أَبُو الخطاب بْن الجرّاح يرثيه:
فاقَ الخطيبُ الوَرَى صِدْقًا ومعرفةً ... وأعجزَ الناسَ فِي تصنيفه
الكُتُبَا
حَمَى الشريعَةَ مِن غاوٍ يُدَنّسها ... بوصْفه [3] ونَفَى التَّدليسَ
والكذبا
جلا محاسن بغداد فأودعها ... تاريخا مخلصًا للَّه محتسبًا
وقال فِي الناس بالقِسْطاس منحرفا [4] ... عن الهوى، وأزال الشّكَّ
والرِّيَبا
سَقَى ثراكَ أَبَا بَكْرٍ على ظَمًأ ... جَوْنٌ رُكامٌ تَسُحُّ الواكفَ
السَّرِبا
ونُلْتَ فوزًا ورِضوانًا ومغفرةً ... إذا تحقَّقَ وعْدُ اللَّه واقتربا
يا أحمدَ بْن عليّ طِبْتَ مُضْطجِعًا ... وباءَ شانِئُكَ بالأَوْزار
محتقبا [5]
__________
[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 61.
[2] تاريخ دمشق 7/ 30، مختصر تاريخ دمشق 3/ 176، سير أعلام النبلاء 18/
288.
[3] هكذا في الأصل: وفي: معجم الأدباء، وتهذيب تاريخ دمشق، والوافي
بالوفيات «بوضعه» .
[4] في تاريخ دمشق، وتهذيبه، ومعجم الأدباء: «منزويا» .
[5] الأبيات في: تاريخ دمشق 7/ 27، ومعجم الأدباء 4/ 37، 38، وسير
أعلام النبلاء 8/ 294،
(31/109)
وقال أبو الحسين بْن الطُّيُوريّ: أنشدنا
أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
تغيّب الخلق عن عيني سوى قمرٍ ... حسْبي من الخلْقِ طُرًّا ذلكَ القمرُ
محلُّه فِي فؤادي قد تملَّكَهُ ... وحاز رُوحي فَمَا لي [1] عَنْهُ
مصطبرُ
والشّمسُ [2] أقربُ منه فِي تناولها ... وغايةُ الحظّ منه للوَرَى
النّظرُ [3]
ودِدْتُ [4] تقبيلَه يومًا مُخَالَسَةً ... فصار من خاطري فِي خدّه
أثرُ
وكم حليمٍ رآه ظنَّه مَلَكًا ... وردَّد [5] الفِكر فِيهِ أنّه بشر [6]
وقال غيث الأرمنازيّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
إن كنتَ تَبْغي الرَّشادَ مَحْضًا ... لأمرِ دُنياك والمَعَادِ
فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامعُ الفسادِ [7]
وقال أَبُو القاسم النسيب: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
لا تَغْبِطَنّ [8] أخا الدُّنيا لزُخْرُفِها [9] ... ولا لِلَذَّةِ
وَقْتٍ عُجِّلَتْ فَرَحَا
فالدَّهْرُ أسْرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبه ... وفِعْلُهُ بَيِّنٌ للخَلْق
قد وَضَحا
كم شاربٍ عسلًا فِيهِ مَنِيَّتُهُ ... وكم تقلّد سيفا من به [10] ذبحا
[11]
__________
[ (- 295،) ] والوافي بالوفيات 7/ 199، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401، وورد
البيت الأول منها في: النجوم الزاهرة 5/ 88.
[1] في معجم الأدباء، والوافي بالوفيات: «وما لي» .
[2] في المعجم، والوافي: «فالشمس» .
[3] في سير أعلام النبلاء: «انظر» .
[4] في المعجم، والوافي: «أردت» .
[5] في المعجم، والوافي: «وراجع» .
[6] الأبيات في: معجم الأدباء 4/ 37، 38، وسير أعلام النبلاء 18/ 395،
والوافي بالوفيات 7/ 199.
[7] البيتان في: تذكرة الحفاظ 3/ 1145، وسير أعلام النبلاء 18/ 296،
والبداية والنهاية 10/ 144.
[8] في البداية والنهاية: «لا يغبطن» .
[9] في المعجم، والوافي: «بزخرفها» .
[10] في البداية والنهاية: «وكم مقلد سيفا من قربه ذبحا» .
[11] الأبيات في: تاريخ دمشق 7/ 27، ومعجم الأدباء 4/ 25، ومختصر تاريخ
دمشق 3/ 175، وسير أعلام النبلاء 18/ 296، والوافي بالوفيات 7/ 199،
والبداية والنهاية 12/ 103،
(31/110)
__________
[ (-) ] وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401.
وللخطيب شعر ذكر ابن الجوزي 16 بيتا منه، أوله:
لعمرك ما شجاني رسم دار ... وقفت به ولا ذكر المغاني
ولا أثر الخيام أراق دمعي ... لأجل تذكّري عهد الغواني
(المنتظم 8/ 267/ 16/ 131، معجم الأدباء 4/ 22- 25) .
ومن شعره ما ذكره ياقوت، وأوله:
قد شاب رأسي وقلبي ما يغيّره ... كرّ الدهور عن الإسهاب في الغزل
وكم زمانا طويلا ظلت أعذله ... فقال قولا صحيحا صادق المثل ...
(معجم الأدباء 4/ 36) وقوله في أبي منصور بن النّقّور:
الشمس تشبهه والبدر يحكيه ... والدّرّ يضحك والمرجان من فيه
ومن سرى وظلام الليل معتكر ... فوجهه عن ضياء البدر يغنيه ...
(معجم الأدباء 4/ 38، 39 المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 55، 56) وله:
بنفسي عاتب في كل حال ... وما لمحبّه ذنب جناه
حفظت عهوده ورعيت منه ... ذماما مثله لي ما رعاه ...
(معجم الأدباء 4/ 39، 40) وله:
خمار الهوى يربي على نشوة الخمر ... وذو الحزم فيه ليس يصحو من السّكر
وللحبّ في الأحشاء حرّ أقلّه ... وأبرده يوفي على لهب الجمر ...
(معجم الأدباء 4/ 40، 41) .
وله أيضا:
إلى الله أشكو من زماني حوادثا ... رمت بسهام البين في غرض الوصل ...
(معجم الأدباء 4/ 41) وله:
لو قيل لي: ما اتمنّى؟ قلت في عجل ... أخا صدوقا أمينا غير خوّان
إذا فعلت جميلا ظلّ بشكرني ... وإن أسأت تلقّاني بغفران ...
(المستفاد 56، الوافي بالوفيات 7/ 199) .
قال ابن نقطة: «وله مصنّفات في علوم الحديث لم يسبق إلى مثلها، ولا
شبهة عند كل لبيب أنّ المتأخّرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر
الخطيب» . (التقييد 154) .
وقال ابن خلّكان: «كان من الحفّاظ المتقنين والعلماء المتبحّرين، ولو
لم يكن له سوى «التاريخ» لكفاه، فإنه يدلّ على اطّلاع عظيم، وصنّف
قريبا من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف» . (وفيات الأعيان 1/ 92)
.
ولكن ابن تغري بردي هاجم الخطيب البغدادي وكتابه «التاريخ» هجوما قاسيا
فقال: «يروى
(31/111)
__________
[ (-) ] عن أبي الحسين بن الطيوري أنه قال: أكثر كتب الخطيب مستفادة من
كتب الصوري يعني أخذها برمّتها، منها «تاريخ بغداد» الّذي تكلّم فيه في
غالب علماء الإسلام بالألفاظ القبيحة بالروايات الواهية الأسانيد
المنقطعة، حتى امتحن في دنياه بأمور قبيحة- نسأل الله السلامة وحسن
العاقبة- ورمي بعظائم. وأمر صاحب دمشق بقتله لولا أنه استجار بالشريف
ابن أبي الجنّ فأجاره، وقصّته مع الصبيّ الّذي عشقه مشهورة. ومن أراد
شيئا من ذلك فلينظر في تاريخ الإمام الحافظ الحجّة أبي الفرج ابن
الجوزي المسمّى ب «المنتظم» ، وأيضا ينظر في تاريخ العلّامة شمس الدين
يوسف بن قز أوغلي (أعني مرآة الزمان) وما وقع له من الأمور والمحن، وما
ربّك بظلّام للعبيد. أضربت عن ذكر ذلك كلّه لكونه متخلّقا بأخلاق
الفقهاء، وأيضا من حملة الحديث الشريف. غير أنني أذكر من شعره ما
تغزّله به في محبوبة المذكور، فمن ذلك قوله من قصيدة أولها:
تغيب الناس عن عيني سوى قمر ... حسبي من الناس طرّا ذلك القمر
وكلّه على هذه الكيفية» . (النجوم الزاهرة 5/ 87، 88) وقال ابن الجوزي:
«وكان أبو بكر الخطيب قديما على مذهب أحمد بن حنبل فمال عليه أصحابنا
لما رأوا من ميله إلى المبتدعة وأذوه، فانتقل إلى مذهب الشافعيّ وتعصّب
في تصانيفه عليهم فرمز إلى ذمّهم وصرّح بقدر ما أمكنه، فقال في ترجمة
أحمد بن حنبل سيّد المحدّثين، وفي ترجمة الشافعيّ تاج الفقهاء، فلم
يذكر أحمد بالفقه وحكى في ترجمة حسين الكرابيسي أنه قال عن أحمد أيش
نعمل بهذا الصبيّ؟ إن قلنا لفظنا بالقرآن مخلوق قال: بدعة، وإن قلنا:
غير مخلوق قال: بدعة، ثم التفت إلى أصحاب أحمد فقدح فيهم بما أمكن، وله
دسائس في ذمّهم، من ذلك أنه ذكر مهنّأ وكان من كبار أصحاب أحمد، وذكر
عن الدار الدّارقطنيّ أنه قال: مهنّأ ثقة نبيل، وحكى بعد ذلك عن أبي
الفتح الأزدي أنه قال: مهنّأ منكر الحديث، وهو يعلم أن الأزدي مطعون
فيه عند الكل.
قال الخطيب: حدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال:
رأيت أهل الموصل يهينون أبا الفتح الأزدي ولا يعدونه شيئا، قال الخطيب:
حدّثني محمد بن صدقة الموصلي أن أبا الفتح قدم بغداد على ابن بويه فوضع
له حديثا أن جبريل عليه السلام كان ينزل على النبي صلّى الله عليه وسلم
في صورنا، فأعطاه دراهم. أفلا يستحيي الخطيب أن يقابل قول الدار
الدّارقطنيّ في مهنّأ بقول هذا، ثم لا يتكلّم عليه، هذا ينبئ عن عصبيّة
وقلّة دين.
وقال ابن الجوزي: ومال الخطيب على أبي علي بن المذهب بما لا يقدح عند
الفقهاء وإنما يقدح ما ذكره في قلّة فهمه، وقد ذكرت ذلك في ترجمة ابن
المذهب. وكان في الخطيب شيئان أحدهما الجري على عادة عوامّ المحدّثين
في الجرح والتعديل فإنّهم يجرّحون بما ليس يجرح، وذلك لقلّه فهمهم.
والثاني: التعصّب على مذهب أحمد وأصحابه، وقد ذكر في كتاب «الجهر»
أحاديث نعلم أنها لا تصح، وفي كتاب «القنوت» أيضا، وذكر في مسألة صوم
يوم الغيم حديثا يدري أنه موضوع فاحتجّ به، ولم يذكر عليه شيئا، وقد
صحّ عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «من روى حديثا يرى أنه كذب
فهو أحد الكاذبين» . وقد كشفت عن جميع ذلك في كتاب «التحقيق في أحاديث
التعليق» وتعصّبه على ابن المذهب ولأهل البدع مألوف منه، وقد بان
(31/112)
65- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد
بْن غالب بن زيدون [1] .
__________
[ (-) ] لمن قبلنا. فأنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، عن
أبيه، قال: سمعت إسماعيل بن أبي الفضل القومسي، وكان من أهل المعرفة
بالحديث يقول ثلاثة من الحفّاظ لا أحبهم لشدّة تعصّبهم وقلّة إنصافهم:
الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر الخطيب. قال
المصنّف: لقد صدق إسماعيل وقد كان من كبار الحفاظ ثقة صدوقا له معرفة
حسنة بالرجال والمتون، غزير الديانة، وقال الحق، فإنّ الحاكم كان
متشيّعا ظاهر التشيّع والآخر سمع أبا الحسين بن المهتدي، وجابر بن
ياسين، وابن النقور، وغيرهم، وقال الحق، فإن الحاكم كان متشيّعا ظاهر
التشيّع والآخران كان يتعصبان للمتكلمين والأشاعرة، وما يليق هذا
بأصحاب الحديث لأن الحديث جاء في ذمّ الكلام، وقد أكّد الشافعيّ في هذا
حتى قال:
رأيي في أصحاب الحديث أن يحملوا على البغال ويطاف بهم» (المنتظم 8/
267- 269/ 16/ 132- 134، معجم الأدباء 4/ 25- 27) .
وقال ياقوت الحموي: «ونقلت من خطّ أبي سعد السمعاني، ومنتخبه لمعجم
شيوخ عبد العزيز بن محمد النخشبي، قال: ومنهم أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب، يخطب في بعض قرى بغداد، حافظ فهم، ولكنه كان يتّهم بشرب
الخمر، كنت كلّما لقيته بدأ في السلام، فلقيته في بعض الأيام فلم يسلّم
عليّ، ولقيته شبه المتغيّر، فلما جاز عني لحقني بعض أصحابنا، وقال لي:
لقيت أبا بكر الخطيب سكران، فقلت له: قد لقيته متغيّرا، واستنكرت حاله،
ولم أعلم أنه سكران، ولعلّه قد تاب إن شاء الله» .
قال السمعاني: ولم يذكر عن الخطيب- رحمه الله- هذا إلّا النخشبي، مع
أني لحقت جماعة كثيرة من أصحابه.
وقال في «المذيّل» : والخطيب في درجة القدماء من الحفّاظ. والأئمة
الكبار، كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن أبي خيثمة، وطبقتهم
... (معجم الأدباء 4/ 29، 30) .
[1] انظر عن (ابن زيدون الشاعر) في: جذوة المقتبس 130/ 131 رقم 224،
وقلائد العقيان 79، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج 1 ق 1/
336- 428، وخريدة القصر وجريدة العصر لابن العماد الأصفهاني (قسم شعراء
الأندلس) 2/ 48- 71، وبغية الملتمس للضبّي 186، 187 رقم 426، والمعجب
في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 74، وإعتاب الكتّاب لابن الأبّار 207،
والحلّة السيراء، له 1/ 250 و 2/ 43، 53، 99، 138، 159، والتذكرة
الفخرية للإربلي 98، 99، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 63- 69، ووفيات
الأعيان 1/ 139- 141، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والعبر 3/ 253،
وسير أعلام النبلاء 18/ 240، 241 رقم 116، والإعلام بوفيات الأعلام
191، والمطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية 164، وتاريخ ابن الوردي 1/
374، والبداية والنهاية 12/ 104، 105، ومرآة الجنان 3/ 14، 15، والوافي
بالوفيات 7/ 87- 94 رقم 3031، والنجوم الزاهرة 5/ 88، ونفح الطيب 1/
627 (وانظر فهرس الأعلام) ، وكشف الظنون 478، 481، وشذرات الذهب 3/
312، 313، وإيضاح المكنون 1/ 485، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 186،
وكنوز الأجداد لمحمد كردعلي 251- 260، ومعجم المؤلفين 1/ 284، وانظر
ديوان ابن زيدون الصادر عن دار الكتاب العربيّ، بيروت، شرح د. يوسف
فرحات 1991.
(31/113)
أَبُو الْوَلِيد المخزومي الأندلسي
القُرْطُبي، الشّاعر المشهور.
قال ابن بسام: [1] كان أَبُو الْوَلِيد غاية [2] منثور ومنظوم، وخاتمة
شعراء بني مخزوم. أحدُ من جرَّ الأيام جرًّا، وفاق الأنام طُرًّا،
وصرَّف السّلطان نَفْعًا وضُرًّا، ووسَّع البيانَ نظْمًا ونثرًا، إِلَى
أدبٍ ليس [3] للبر تدفُّقُه، ولا للبدر تألُّقُه، وشِعرٍ ليس للسِّحْر
بيانُه، ولا للنّجوم اقترانه، وحفظ من النَّثْر غريب المباني، شعْريّ
الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقُرْطُبة.
انتقل عن قُرْطُبة إِلَى المعتضد عَبَّاد صاحب إشبيلية بعد عام أربعين
وأربعمائة، فجعله من خواصه، وبقي معه فِي صورة وزير.
فَمَنْ شِعره قَوله:
بَيْني وبَيْنَكَ ما لو شئت لم يضع ... سر [4] ، إذا ذاعت الأسرارُ لم
يُذِعِ
يا بائعًا [5] حَظَّهُ مِنّي ولو بُذِلَتْ ... لِيَ الحياةُ بِحَظّي
منهُ لم أبعِ
يكفيك أنَّكَ لو حمَّلت [6] قلبي ما ... لا تستطيعُ [7] قلوبُ الناس
يَسْتَطِعَ
تِهْ أَحْتَمِل، وَاسْتَطِلْ أَصْبِر، وَعِزَّ أَهُنْ ... وَوَلِّ
أُقْبِل، وقُلْ أَسْمَع، ومُرْ أُطِعِ [8]
وله:
أَيَّتُها النّفسُ إليْهِ اذْهَبي ... فَمَا لِقَلْبِي عَنْهُ مِنْ
مَذْهَبِ
مُفَضَّضُ الثَّغْرِ لهُ نُقْطَةٌ ... مِن عَنْبَرٍ فِي خَدِّه المذهب
__________
[1] في الذخيرة ج 1 ق 1/ 336.
[2] في الذخيرة: «صاحب» .
[3] في الذخيرة: «ما» .
[4] في المختصر في أخبار البشر 2/ 187 «سرا» .
[5] في بغية الملتمس 186: «يا مانعا» .
[6] في الجذوة، والبغية: «حسبي بأنك إن حمّلت» .
[7] في المختصر في أخبار البشر: «ما لم تستطعه» ، ومثله في: تاريخ ابن
الوردي 1/ 374، وهو يتفق مع ما في الديوان 163 ففيه:
يكفيك أنك إن حمّلت قلبي ما ... لم تستطعه قلوب الناس يستطع
[8] الأبيات في ديوان ابن زيدون 163، وجذوة المقتبس 130، وبغية الملتمس
186، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والوافي بالوفيات 7/ 93.
(31/114)
أيأسني [1] التَّوْبَةَ من حُبِّهِ ...
طُلُوعُهُ شَمْسًا مِن المغربِ
وله القصيدة السائرة الباهرة:
بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا ... شوقًا إليكُمْ
ولا جفَّتْ مَآقِينا [2]
كُنّا نرى اليأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه ... وقَدْ يَئِسْنا فَمَا
لليّأْسِ يُغْرِينا
نَكَادُ حينَ تُنَاجِيكُمْ [3] ضَمَائِرُنا ... يَقْضِي علَيْنا
الأَسَى لولا تأسَينا [4]
طالت لِفَقْدكُم [5] أيَّامُنا، فَغَدَتْ ... سُودًا، وكانَتْ بِكُمْ
بيضًا ليالينا
بالأمسِ كُنَّا وما يُخشَى تَفَرُّقُنا ... واليومَ نحنُ وما يُرْجَى
تَلَاقينا [6]
إِذْ جانِبُ العَيْشِ طَلْقٌ من تَأَلُّفِنا ... ومورد [7] اللهو صافٍ
من تصافينا
كأنَّنا لَمْ نَبِت، والوصْلُ ثالِثُنا ... والسَّعْدُ قَدْ غَضَّ من
أجْفَانِ واشِينا
ليُسْقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُّرُورِ فَمَا ... كُنْتُمْ لأَرواحِنا
إِلّا رَياحِينا [8]
وهي طويلة.
تُوُفّي ابن زيدون فِي رجب بإشبيلية.
وولي ابنه أَبُو بَكْر وزارة المعتمد بْن عَبَّاد، وقُتِل يوم أَخَذَ
يوسف بْن تاشفين قُرْطُبة من المعتمد سنة أربعٍ وثمانين.
66- أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد بْن عُقْبة الأصبهانيّ [9] .
__________
[1] في الديوان ص 51: «أنساني» ، وكذا في النجوم الزاهرة 5/ 88.
[2] ورد هذا البيت فقط في: النجوم الزاهرة 5/ 88.
[3] في جذوة المقتبس: «تناجينا» .
[4] ورد هذا البيت فقط في: المختصر في أخبار البشر 2/ 187.
[5] في الديوان، ص 299، حالت ومثله في: سير أعلام النبلاء 18/ 241، وفي
التذكرة الفخرية 98 «حالت لبعدكم» ، وفي الجذوة 131 «حارت» ، ومثله في
البغية 187.
[6] ورد هذا البيت في الديوان ص 298، بتأخير موضعه، وفيه:
وقد نكون، وما يخشى تفرّقنا ... فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
[7] في الديوان ص 299: ومربع.
[8] الأبيات في الديوان 298، 299 (طبعة صادر 141) ، والوافي بالوفيات
7/ 91، 92، وبعضها في: جذوة المقتبس 130، 131، وبغية الملتمس 186، 187،
والتذكرة الفخرية 98، و 99، وسير أعلام النبلاء 18/ 240، 241، ومنها
بيت واحد في المختصر في أخبار البشر، وبيت واحد في النجوم الزاهرة 5/
88.
[9] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/115)
يروي عن: أبي عبد الله بن منده، وأبي
إِسْحَاق بْن خُرَّشِيد قُولَه.
وكان رجلًا صالحًا عفيفًا.
مات فِي المحرَّم.
67- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز العُكْبَريّ [1] .
أَبُو طاهر.
تُوُفّي بعُكْبَرا.
- حرف الباء-
68- بدْر الفَخْريّ.
أَبُو النّجْم.
عن: عُثْمَان بْن دُوَست.
سمع منه: شجاع الذُّهْلي، وهبة اللَّه السَّقَطيّ.
وتُوُفّي فِي رمضان.
كان يلزم الخطيب. ذكره فِي تاريخه.
- حرف الحاء-
69- حسان بْن سَعِيد [2] .
أَبُو علي المَنِيعيّ المَرْوَرُّوذِيّ. بَلَغَنَا أَنَّهُ من ذُرّية
خَالِد بْن الْوَلِيد رَضِيَ الله عنه [3] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (حسّان بن سعيد) في: شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 رقم 5،
والأنساب 11/ 509، 510، والمنتظم 8/ 370 رقم 313 (16/ 135 رقم 3408) ،
والكامل في التاريخ 10/ 69، واللباب 3/ 265، 266، ومعجم البلدان 5/
217، والمنتخب من السياق 214 رقم 655، والإعلام بوفيات الأعلام 191،
وسير أعلام النبلاء 18/ 265- 267 رقم 134، والعبر 3/ 253، 254، وتذكرة
الحفاظ 3/ 1131، ومرآة الجنان 3/ 88، والوافي بالوفيات 11/ 362،
والبداية والنهاية 12/ 103، 104، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/
299- 302، وشذرات الذهب 3/ 313، 314.
[3] في الهامش تعليق من الناسخ: ن: ذرية خالد رضي الله عنه انقطعت من
الصدر الأول على الصحيح.
(31/116)
سمع من: أبي طاهر بن مَحْمِش الزّيادي،
وأبي الْقَاسِمِ بْنُ حبيب، وَأَبِي الْحَسَنُ السقاء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محيي السُّنَّةِ البغوي، وَأَبُو المظفّر عَبْد المنعم
القُشَيْري، ووجيه الشّحّامي، وعبد الوهاب بْن شاه.
وذكره عَبْد الغافر الفارسيّ [1] فقال: هُوَ الرئيس أَبُو عليّ الحاجّي
شيخ الْإِسْلَام المحمود الخصال السَّنِيَّة [2] . عَمَّ الآفاق بخيره
وبرَّه. وكان فِي شبابه تاجرًا، ثُم عظُم حتّى صار من المخاطبين من
مجالس السَّلاطين، لم يستغنوا عن الاعتضاد به وبرأيه، فرغب إِلَى
الخيرات، وأناب إِلَى التَّقْوى والورع، وبنى المساجد والرَّباطات،
وبنى جامع مدينته مروالرّوذ.
وكان كثير البِرّ والإيثار، يكسو [3] فِي الشتاء نحوًا من ألف نفس،
وسعى فِي إبطال الأعشار عن البلاد، ورفع الوظائف عن القُرى. ومن ذلك
أنه استدعى صدقةً عامة على أَهْل البلد، غنيّهم وفقيرهم، فكان يطوف
العاملون على الدُّور والأبواب، ويُعدّون سكانها، فيدفع إِلَى كل واحدٍ
خمسة دراهم. وتمّت هَذِهِ السُّنَّة بعد موته [4] .
وكان يُحيى اللَّيالي بالصلاة، ويصوم الأيام، ويجتهد فِي العبادة
اجتهادًا لا يطيقه أحد.
قال: ولو تتبعنا ما ظهر من آثاره وحسناته لعجزنا [5] .
__________
[1] في المنتخب من السياق 214.
[2] في المنتخب: «المحمود بالخصال السنيّة والخلال المرضية» .
[3] في الأصل: «يكسي» .
[4] المنتظم 8/ 270 (16/ 135) ، الكامل في التاريخ 10/ 69، سير أعلام
النبلاء 18/ 266، طبقات السبكي 4/ 301.
[5] وعبارته في (المنتخب) : «كان يدخل نيسابور في أوائل أمره ويعامل
أهلها فلما رأى اضطراب الأمور وتزايد التعصّب من الفريقين قبل أن يجلس
السلطان ألب أرسلان على سرير ملكه، ويرين وجه الآفاق بطلعة نظام ملكه
انقطع حتى انقطعت مادّة الأهواء، وطوي بساط العصبية بذب نظام الملك عن
حريم الملّة الحنيفية، ومساعدة السلطان الّذي هو سلطان الوقت المذعن
إلى الخير المنقاد إلى المعروف ألب أرسلان، وعند ذلك سأل الرئيس أبو
علي السلطان
(31/117)
وقال أَبُو سعْد السمعاني [1] : حسّان بْن
سَعِيد بن حسّان بن محمد بن أحمد ابن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
منيع بْن خَالِد بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ
الْمَخْزُومِيُّ المنيعي، كان فِي شبابه يجمع بين الدّهْقَنة والتجارة،
وسلك طريق الفتيان حَتَّى سادَ أَهْل ناحيته بالفُتُوّة والمروءة
والثروة الوافرة. إِلَى أن قال: ولمّا تسلطت سلجوق ظهر أمره، وبنى
الجامع بمروالرّوذ، ثُمَّ بنى الجامع الجديد بنَيْسابور. وبلغني أن
عجوزًا جاءته وهو يبنيه [2] ، ومعها ثوبٌ يساوي نصف دينار وقالت: سمعتُ
أنّك تبني الجامع، فأردت أن يكون لي فِي البقعة المباركة أثر.
فَدَعا خازنه واستحضر ألف دينار، واشترى بها منها الثوب، وسلَّم
المبلغَ إليها، ثمّ قبضه منها الخازن، وقال له: أنفِقْ هَذِهِ الألف
منها فِي عمارة المسجد.
وقال: احفظ هَذَا الثوب لكَفَنِي أَلْقى اللَّه فِيهِ [3] .
وكان لا يُبالي بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم.
وحُكِي أنّ السلطان اجتاز بباب مسجده، فدخل مراعاةً له، وكان يُصلّي،
فَمَا قطع صلاته، ولا تكلَّف حَتَّى أتمّها. فقال السلطان: فِي دولتي
مَن لا يخافني ولا يخاف إلا اللَّه [4] .
وحيث وقع القحط سنة إحدى وستين كان ينصب القُدُور ويطبخ، ويُحضر كل يوم
ألف منّا خبز ويطعم الفقراء.
وكان فِي الخريف يتّخذ الجباب والقُمُص والسراويلات للفقراء، ويجهّز
بنات الفقراء، ورفع الأعشار من أبواب نَيْسابور. وكان متهجّدًا يقوم
اللّيل،
__________
[ () ] والوزير في بناء الجامع المنيعي بنيسابور، فأجيب إلى مسألته،
فعمد إلى خالص ما له وأنفق في بنائه الأموال الجزيلة، وكان لا يفتر
آونة من ليل ولا ساعة من نهار مخافة تغيّر الأمور، واضطراب الآراء إلى
أن تم، وأقيمت الجمعة فيه، وصار جامع البلد المشهور، وهو الّذي كان
إمام الحرمين خطيبه.
حج وسمع وصحب المشايخ، وسمع من أبي بكر محمد بن ريذة، سمع منه أبو
الحسن الحافظ، والجامع المنيعي ينسب إليه» .
[1] في ذيل الأنساب، ولم يصلنا.
[2] في الأصل: «وهي تبنيه» .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 266، 267، طبقات الشافعية للسبكي 4/ 300.
[4] المنتظم 8/ 270 (16/ 135) ، الكامل في التاريخ 10/ 69.
(31/118)
ويصوم النهار ويلبس الخشن من اللّباس [1] .
تُوُفّي رحمه اللَّه يوم الجمعة السّابع والعشرين من ذي القعدة، رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ [2] .
70- الْحَسَن بْن رشيق [3] .
أَبُو عليّ الأزْدي القيروانيّ.
شاعر أَهْل المغرب، ومصنْف كتاب «العمدة فِي صناعة الشّعر» ، وكتاب
«الأنموذج» ، والرسائل الفائقة، وغير ذلك.
فَمَنْ شعره:
أحبُّ أخي وإنْ أعرضتُ عنه ... وقَلَّ على مَسَامِعه كلامي
ولي فِي وجهه تقطيبُ راضٍ ... كما قطّبت في وجه المدام [4]
__________
[1] وقال ابن الأثير: كان كثير الصدقة والمعروف والعبادة والقنوع
بالقليل من القوت، والإعراض عن زينة الدنيا وبهجتها، وكان السلاطين
يزورونه ويتبرّكون به، وأكثر من بناء المساجد والخانقاهات والقناطر،
وغير ذلك من مصالح المسلمين. (الكامل 10/ 69) .
[2] وقال ابن السمعاني: «وروى لنا عنه أبو المظفر عبد المنعم بن أبي
القاسم القشيري ولم يحدّثنا عنه أحد سواه» . (الأنساب 11/ 509) .
[3] انظر عن (ابن رشيق) في: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج
4 ق 2/ 597- 612، وخريدة القصر (قسم شعراء المغرب) 2/ 230، ومعجم
الأدباء 8/ 110- 121، والحلّة السيراء 1/ 26 و 2/ 22، وإنباه الرواة 1/
298- 304، ووفيات الأعيان 2/ 85، 89، والروض المعطار 101، 354، 367،
521، 529، وتلخيص ابن مكتوم 54، 55، ومسالك الأبصار 11/ 277، وسير
أعلام النبلاء 18/ 324، 325 رقم 148، والوافي بالوفيات 12/ 11- 16 رقم
9، ومرآة الجنان 3/ 78، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي 58،
وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 301، وبغية الوعاة 1/ 504، وتاريخ الخلفاء
423، وكشف الظنون 1/ 185، 233، 301 و 2/ 973، 1029، 1103، 1169، 1323،
1444، 1907، 1918، وشذرات الذهب 297، 298، والحلل السندسية 101، 102،
وروضات الجنات 217، 218، وعنوان الأريب 1/ 52، وإيضاح المكنون 1/ 577،
2/ 190، 235، 626، وهدية العارفين 1/ 276، وخلاصة تاريخ تونس 99،
وديوان الإسلام 2/ 358، 359، رقم 1027، والأعلام 2/ 191، ومعجم
المؤلفين 3/ 225، وانظر: ديوان ابن رشيق القيرواني، وجمع الأستاذ
الميمني شعره في كتاب سمّاه «النتف من شعر ابن رشيق وابن شرف» ، ثم
جمعه وزاد عليه الدكتور عبد الرحمن ياغي- طبعة دار الثقافة، بيروت
1962.
[4] في الديوان 171: «في أثر المدام» .
(31/119)
وربّ تقطّب [1] من غير بغض ... وبغض كامن
[2] تحت ابتسامِ [3]
وله:
يا ربّ لا أقوى على حَمْل الأَذَى ... وبك استعنْتُ على الضّعيف المؤذي
ما لي بعثتَ إِليَّ ألفَ بَعُوضةٍ ... وبعثتَ واحدةً إِلَى نُمْرُوذِ!
وكان أَبُوه مملوكًا روّميا ولاؤه للأزْد.
وُلد أَبُو عليّ بالمهديّة سنة تسعين وثلاثمائة، ودخل بلد القيروان سنة
ستّ وأربعمائة ومدح ملوكها.
ودخل صقلّية.
وقيل: تُوُفّي سنة ست وخمسين، وسنة ثلاثٍ هَذِهِ أصحّ.
71- الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه [4] .
أَبُو مُحَمَّد التميمي المطاميري [5] . ثُمَّ الْمَكِّيّ.
سمع: أَبَا القاسم عُبَيْد اللَّه السقطي.
وحدَّث.
ومطامير قرية بحُلْوان.
72- حمْد بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن ولْكيز [6] .
أَبُو سهْل الصَّيْرفيّ.
سمع مسند أَبِي دَاوُد السَّجِسْتاني، أعني «السُّنَن» ، من مُحَمَّد
بْن الْحَسَن النِّيليّ فِي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وأخذ عن ابن مندة.
__________
[1] في معجم الأدباء: «وربّ تجهّم» .
[2] في معجم الأدباء: «وضغن كامن» ، وفي شذرات الذهب: «وبغض كان من» .
[3] الديوان 171، 172، معجم الأدباء 8/ 118، وفيات الأعيان 2/ 87،
الوافي بالوفيات 12/ 13، شذرات الذهب 3/ 298.
[4] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في: الأنساب 11/ 359.
[5] المطاميري: بفتح الميم والطاء المهملة وكسر الميم الثانية وسكون
الياء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الراء المهملة. نسبة إلى المطامير
وهي ضيعة بحلوان العراق.
[6] انظر عن (حمد بن أحمد) في: لسان الميزان 2/ 357 رقم 1448 وفيه
«دلكيز» .
(31/120)
مات فِي ذي الحجة سنة ثلاث.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعْد الْبَغْدَادِيّ.
قال يحيى بْن مَنْدَهْ: يُطْعَنُ فِي اعتقاده.
- حرف السين-
73- سَعِيد بْن أَحْمَد [1] أَبُو عُثْمَان الخواشتي [2] الهروي. نزيل
مَرْو.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر، ومولده فِي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
- حرف الطاء-
74- طاهر بْن أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْن محمود [3] .
أَبُو الحسين القائنيّ [4] الفقيه الشّافعي.
نزيل دمشق.
حدَّث عن: أَبِي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسن الحماميّ المقرئ، وأبي
طالب يحيى الدسكري، ومنصور بن نصر السّمرقنديّ الكاغديّ.
روى عنه: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن بن الموازيني،
وهبة الله بن الأكفاني ووثقه، وآخرون [5] .
- حرف العين-
75- عَبْد الله بْن علي بْن أبي الأزهر الغافقيّ [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] الخواشتيّ: بفتح الخاء والشين المعجمتين وفي آخرها التاء المنقوطة
باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى خواشت، وهي قرية من قرى بلخ.
(الأنساب 5/ 198) .
[3] انظر عن (طاهر بن أحمد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 11/ 170
رقم 99، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 50.
[4] القائني: بفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين بعد الألف من تحتها،
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قاين، وهي بلدة قريبة من طبس بين
نيسابور وأصبهان. (الأنساب 10/ 36) .
[5] خرج من دمشق سنة 461 قاصدا الحج وجاور بمكة، وتوفي بعد عوده من
الحج بطريق الحجاز.
[6] انظر عن (عبد الله بن علي) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 281، 282 رقم
619.
(31/121)
أبو بكر الطليطلي.
حج، وسمع من: أَبِي ذَرّ الهَرَوي، وأبي بَكْر المطَّوِّعي.
وكان من أَهْل المعرفة والذكاء.
حمل الناسُ عَنْهُ.
76- عَبْد الله بن محمد بن جماهير الحَجْري الطُّلَيْطِليّ [1] .
رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بْن الفَخَّارِ.
وحجّ أيضًا فأخذ عن أَبِي ذَرّ.
وكان رحمه اللَّه، مفتيا مرضيا.
77- عبد الله بن محمد بن عباس [2] .
أبو محمد بن الدباغ القرطبي.
روى عَن: مكّيّ القَيْسي، وأبي عَبْد اللَّه بْن عائذ.
وكان إمامًا دَيِّنًا، وَرِعًا، مُشَاوِرًا بقُرْطُبة [3] .
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
78- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهْل المالِينيّ
[4] .
الفقيه أَبُو سهل المزكّي.
روى عن: أبي منصور محمد بن محمد الأزْدي، وغيره.
تُوُفّي فِي صَفَر وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
79- عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن
الفُضَيْل [5] .
أَبُو القاسم الكَلاعيّ الحمصي، ثُمَّ الدَّمشقيّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، والمسدّد الأُمْلُوكي، وعبد
الرحمن بن الطّبيز.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: الصلة 1/ 281 رقم 618.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد الدباغ) في: الصلة 1/ 281 رقم 617.
[3] وكان صاحبا للفقيه أبي عبد الله بن الفرج، ومفتيا معه.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (عبد الرزاق بن عبد الله) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
15/ 92، 93 رقم 72.
(31/122)
ورَوَى عَنْهُ: عُمَر الدَّهِسْتاني، وهبة
اللَّه بْن الأكفانيّ، وأبو الفضل يحيى ابن عليّ القُرَشيّ.
تُوُفِي فِي ربيع الآخر كَهْلًا.
80- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن أَبِي القاسم بْن مُحَمَّد بْن
دَاوُد بْن أَبِي حاتم [1] .
أَبُو عُمَر المَلِيحي [2] الهَرَوي، محدِّث هَرَاة فِي وقته
ومُسْنِدُها.
سمع: أَبا مُحَمَّد المَخْلَدي، وأبا الْحُسَيْن الخفّاف، وعبد
الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، ومحمد بن محمد بْن سمعان، وأبا عَمْرو
الفُراتي [3] ، وأبا حامد النُّعَيْمي [4] ، وغيرهم.
وحدَّث بالصّحيح عن: النُّعَيْمي، عن الفِرَبْريِّ.
رَوَى عَنْهُ: محيي السُّنَّة أَبُو مُحَمَّد البَغَوِي، وخَلَف بْن
عطاء المَاوَرْدِي، وإسماعيل بْن مَنْصُور المقرئ، ومحمد بْن
إِسْمَاعِيل الفُضَيْلي، وغيرهم.
قال المؤتمن السّاجيّ: كان ثقة صالحًا قديم المولد. سمع «البخاريّ»
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في: شرح السّنّة للبغوي 1/ 23 رقم 2،
والإكمال لابن ماكولا 7/ 321، والأنساب 11/ 475، 476، ومعجم البلدان 5/
196، واللباب 3/ 256، والتقييد لابن نقطة 383 رقم 496، وتذكرة الحفاظ
3/ 1311، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1468، والعبر 3/ 254،
وسير أعلام النبلاء 18/ 255، 256 رقم 128، والإعلام بوفيات الأعلام
191، ومرآة الجنان 3/ 89، وبغية الوعاة 2/ 119، وكشف الظنون 931، 1204،
وشذرات الذهب 3/ 314، وروضات الجنات 464، وهدية العارفين 1/ 634،
وديوان الإسلام 4/ 237 رقم 1989، والأعلام 4/ 174، ومعجم المؤلفين 6/
205.
[2] تحرّف في (مرآة الجنان) : «أبو عمرو المنبجي» .
و «المليحي» : بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة،
بعد اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. (الأنساب 11/ 475) قال ياقوت:
قرية من قرى هراة. (معجم البلدان 5/ 196) وذكر منها صاحب الترجمة.
وقد وقع في آخر ترجمة «عبد الواحد» في (الأنساب 11/ 476) : «المليجي»
بالجيم، وهذا خطأ.
[3] في الأصل: «الغرابي» ، وورد في أصل الأنساب: «الفراني» ، كما ورد
في نسخة أخرى مهملا. والمثبت عن (الإكمال) 7/ 321) .
[4] تحرّف في (الأنساب) إلى: «التميمي» (11/ 476) : وقال: حدّث عنه
بكتاب الصحيح للبخاريّ. وزاد ابن السمعاني: ولم يحدثني عنه أحد
بالسماع.
(31/123)
بقراءة أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس.
وقال الْحُسَيْن الكُتُبيّ: تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة، وقال: مولده
سنة سبع وستّين وثلاثمائة، فَعُمْرهُ ستٌ وتسعون سنة [1] .
ومَلِيح: قرية بهَرَاة [2] .
81- عليّ بْن عَبْد الوهاب بْن علي المقرئ الدَّمشقيّ [3] .
حدَّث بصور عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي نصر.
روى عنه: غيث بن علي الأرمنازي، وقال: لا بأس به [4] .
82- عليَّ بْن يوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف [5] .
أَبُو الْحَسَن، عمّ أَبِي المعالي الْجُوَيْني، ويُعرف بشيخ الحجاز.
كان كثير التّرْحال.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن الْحَسَن بخُراسان، وعبد
الرَّحْمَن النّحاس بمصر، وابن أَبِي نصر بدمشق، وأبا عُمَر الهاشمي
بالبصرة، وعبد اللَّه بْن يوسف ابن يامويه بنيسابور.
وعقد مجلس الإملاء بخراسان [6] .
روى عنه: أبو سعيد بْن أَبِي صالح المؤذّن، وأبو عُبَد اللَّه
الفراويّ، وعبد
__________
[1] ذكر السيوطي أنه صنّف «الردّ على أبي عبيد في غريب القرآن» ، و
«الروضة» ، فيها ألف حديث صحيح، وألف غريب، وألف حكاية، وألف بيت شعر.
(بغية الوعاة 2/ 119) .
ووقع في (التدوين 384) أنه مات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
[2] جاء في (شذرات الذهب 3/ 314) : «المليجي» (بالجيم) . نسبة إلى مليج
بلد بمصر. مع أن الأصل: «المليحي» بالحاء المهملة. وهذا وهم من ابن
المعاد الحنبلي- رحمه الله-.
[3] انظر عن (علي بن عبد الوهاب) في: مختصر تاريخ دمشق 18/ 132 رقم 36.
[4] وكان ثقة. مولده سنة 395 هـ-.
[5] انظر عن (علي بن يوسف) في: شرح السنّة للبغوي 1/ 123 رقم 67 و 1/
151 رقم 82 وغيره، والأنساب 3/ 386، والمنتخب من السياق 384 رقم 1294،
والمختصر الأول من السياق، ورقة 64 ب، والتقييد لابن نقطة 419 رقم 559،
ومختصر تاريخ دمشق 18/ 191 رقم 132، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/
519، وشذرات الذهب 3/ 262.
[6] قال عبد الغافر الفارسيّ: «سمع الكثير بخراسان، والعراق والحجاز،
ومصر، وجاور بمكة مدّة، وجمع وحدّث وأملى في مسجد المطرّز مدّة» .
(المنتخب 384) .
(31/124)
الجبّار الحواري، وزاهر ووجيه ابنا
الشّحّاميّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
83- عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد [1] .
أَبُو طاهر الفاشاني [2] المَرْوَزِيّ. الفقيه الشافعي.
رحل فِي صباه وتفقه ببغداد على الشَّيْخ أَبِي حامد. وكان من بقايا
أصحابه.
وسمع بالبصرة من أَبِي عُمَر الهاشمي «السُّنّن» [3] ، وبرعَ فِي علم
الكلام والنظر.
رَوَى عَنْهُ: مُحيي السُّنّة البَغَوي [4] ، وغيره.
وقد أَخَذَ علم الكلام عن أَبِي جَعْفَر السِّمْنانيّ صاحب ابن
الباقلّانيّ [5] .
- حرف الكاف-
84- كريمة بنت أحمد [6]
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد العزيز) في: شرح السّنّة للبغوي (المقدّمة) 1/
24 رقم 10، والأنساب لابن السمعاني 9/ 226، 227 وفيه: «أبو حفص عمر بن
عبد الله الفاشاني» .
[2] الفاشاني: بفتح الفاء والشين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى قرية من قرى مرو يقال لها فاشان، وقد يقال لها بالباء، وبهراة قرية
أخرى يقال لها باشان بالباء الموحّدة.
(الأنساب 9/ 225، 226) .
[3] هو «سنن أبي داود» كما في (الأنساب 9/ 226) وقد حدّث به في مرو.
[4] انظر مقدّمة شرح السّنّة 1/ 24 رقم 10.
[5] وقال ابن السمعاني: وله أولاد فضلاء: عبد الله، وعبيد الله من أهل
فاشان أيضا، ورأيت ابنا لعبد الله اسمه عمر تولّى الأمور الجليلة بمرو
وبخوارزم وتوفي بذات عرق بعد فراغه من الحج في الرابع والعشرين من ذي
الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة (الأنساب 10/ 227) .
[6] انظر عن (كريمة بنت أحمد) في: الإكمال 7/ 171، والمنتظم 8/ 270 رقم
314 (16/ 135، 136 رقم 3409) ، والكامل في التاريخ 10/ 69، والمنتخب من
السياق 427 رقم 1454، والتقييد لابن نقطة 499 رقم 683، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 188، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير أعلام النبلاء
18/ 233- 235 رقم 110، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 469، وأهل
المائة فصاعدا 129، والعبر 3/ 254، ودول الإسلام 1/ 274، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 375، ومرآة الجنان 3/ 89، والبداية والنهاية 12/ 105،
(31/125)
بْن مُحَمَّد بْن حاتم [1] .
المَرْوَزِيّة.
تأتي فِي سنة خمسٍ وستين. ولكني جزمت بموتها فِي هَذِهِ السنة، لأن هبة
اللَّه بْن الأكفاني قال فِي «الوَفَيَات» فِي سنة ثلاثٍ وستين:
حَدَّثَني عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ الصُّوفي قال: سمعتُ بمكة من يخبر
بأن كريمة ابْنَة أَحْمَد المَرْوَزِيّ الهاشمي، رحمها اللَّه،
تُوُفّيت فِي شهور هَذِهِ السنة.
وقال أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عليّ الهَمَذَانيّ: حَجَجْتُ سنة
ثلاث، فنُعيَتْ إلينا كريمة فِي الطريق، ولم أُدْرِكْها [2]
- حرف الميم-
8- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عليّ بْن داود بن حامد [3] .
__________
[ (-) ] والقاموس المحيط، مادّة (كشميهنة) ، والعقد الثمين 8/ 310،
وشذرات الذهب 3/ 314، وتاج العروس (مادة: كرم) 9/ 43 ومادّة كشميهنة 9/
321، والدرّ المنثور 458، والأعلام 5/ 225.
وستعاد في وفيات سنة 465 هـ-. برقم (147) .
[1] وقع في (المنتظم) في طبعتيه الأولى والثانية: «ابن أبي حاتم» .
[2] قال أبو المظفر منصور بن السمعاني: وهل رأى أحد مثل كريمة؟
وقال ابن الأثير: هي التي تروي صحيح البخاري، إليها انتهى علوّ الإسناد
للصحيح إلى أن جاء أبو الوقت. (الكامل 10/ 69) .
وقال عبد الغافر: أم الكرام المجاورة بمكة، امرأة عفيفة صالحة مشهورة،
جاورت سنين، وروت صحيح البخاري، عن الكشميهني. وسمعت عن أبي علي زاهر
بن أحمد السرخسي، وعن طبقة المشايخ، وأجازت لنا بجميع مسموعاتها.
(المنتخب 428) وهو أرّخ موتها في سنة 463 هـ.
وقال ابن نقطة: وكانت عالمة تضبط كتابها فيما بلغنا، سمع منها الحافظ
أبو بكر الخطيب صحيح البخاري، وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وحدّث
عنها أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي في معجم شيوخه.
ونقل عن محمد بن ناصر قال: توفيت كريمة بنت أحمد الزاهدة المروزية بمكة
سنة خمس وستين وأربعمائة. (التقييد 499) .
وانظر ما ذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله عنها في (سير أعلام النبلاء
18/ 233، 234) .
[3] انظر عن (محمد بن إسحاق) في: تتمة يتيمة الدهر 2/ 30، ودمية القصر
للباخرزي 274، والأنساب 2/ 91، واللباب 1/ 123، ومعجم الأدباء 18/ 18-
29، وإنباه الرواة 3/ 66- 68، والمنتخب من السياق 51 رقم 96، والوافي
بالوفيات 2/ 197- 199، والمحمّدون من الشعراء 46، وتوضيح المشتبه 1/
373، والجواهر المضية 2/ 31، وإيضاح المكنون 1/ 165، 629، ومعجم
المؤلفين 9/ 41.
(31/126)
القاضي أبو جَعْفَر الزَّوزني البحاثي [1]
.
ذكره عَبْد الغافر فِي «سياق التاريخ» [2] ، فقال: أحد الفُضَلاء
المعروفين، والشعراء المُفْلِقين، صاحب التصانيف العجيبة، المفيدة [3]
جَدًّا وهزْلًا، والفائق أهلَ عصره ظرفا وفضلاء، المتعصب لأهل
السُّنَّة، (المخصوص بخدمة البيت الموفَّقيّ) [4] . ولقد رُزق فِي [5]
الهجاء فِي النَّظْم والنَّثْر طريقة لم يُسْبَق إليها، وما ترك من
الكُبَراء والفقهاء [6] أحدًا إلّا هجاه. وكان صديق والدي، ومن
البائتين عنده [7] فِي الأحايين، (والمقترحين عليه الأطعمة) [8] .
(سمعتً أَبِي يحكي عَنْهُ أحواله وتهتُّكَه، فممّا حكاه لي عَنْهُ أنه
قال: ما وقع بَصَري قط على شخص إلا تصوَّرَ فِي قلبي هجاءُه إلا القاضي
صاعد بْن مُحَمَّد، فَإِنِّي استحيت من اللَّه لعبادته وفضله.
ولقد خص طائفةً بوضع التصانيف فيهم، ورميهم بما برأهم اللَّه منه.
وبالغ فِي الإفحاش، وأغرب فِي فنون الهجاء، وأتى بالعبارات الرّشيقة.
وكان شِعْره فِي الطبقة العُليا فِي المديح أيضًا. وكان ينسخ كُتُب
الأدب أحسَن نسْخ) [9] ولقد نسخ نسخةً «بغريب الحديث» للخطّابي، وقرأها
على جدّي [10] .
__________
[1] البحاثي: بفتح الباء الموحدة والحاء المهملة المشدّدة وفي آخرها
الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى البحّاث وهو لقب لبعض أجداد المنتسب
إليه. (الأنساب 2/ 91) .
[2] ص 51 رقم 96.
[3] في المنتخب: «المفيدة العجيبة» .
[4] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) .
[5] في المنتخب: «من» .
[6] في المنتخب زيادة: «الكبراء والأئمة والفقهاء، مساير الأصناف من
الناس» .
[7] زاد في المنتخب: «في داره» .
[8] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) ، وهو في (معجم
الأدباء) 18/ 18) وفيه:
«والمقترحين عليه ما يشتهبه من الطبائخ والمطعومات» .
[9] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (المنتخب) ، وذكر بعضه ابن ناصر
الدين في (توضيح المشتبه 1/ 373) ونسبه إلى قول ابن السمعاني. وهو
موجود بأطول مما هنا في (معجم الأدباء 18/ 19، 20) .
[10] المنتخب 51 وزاد: «أبي الحسين عبد الغافر قراءة سماع، وعلى الحاكم
أبي سعد بن دوست
(31/127)
وقد ذكر الحافظ الحسكاني أنه روى له، عن
خاله أَبِي الْحَسَن بْن هارون الزَّوْزَني، عن ابن حيّان [1] .
ومن شِعْره:
يرتاحُ للمجد مُهتزًّا كَمُطَّرِدٍ ... مُثَقَّفٍ من رماحِ الخَطّ
عسّالِ
فمرّةً باسِمٌ عن ثغرِ بَرْقٍ حَيَاءً ... وَتَارَةً كاسرٌ [2] عن نابِ
رِئبالِ
فَمَا أُسامةُ مَطْرُورًا بَرَاثِنُهُ ... ضخْمُ الجزارةِ يحمي خِيسَ
أشبالِ
يومًا بأشْجَعَ منه حَشْوَ ملْحمةٍ ... والحربُ تصدُم [3] أبطالًا
بأبطال
ولا خضاره صخّابا غواربه ... تسمو أو اذيّه حالًا على حالِ
أَنْدَى وأسْمحُ منه إذ بشّر [4] ... مبشّروهُ بزُوَّارٍ [5]
وَنُزَّالِ [6]
وله:
وذي شَنَب لوْ أن جَمْرَة ظَلْمِهِ [7] ... أُشَبِّهُهَا بالخمر [8]
خفتُ به ظُلْما
قبضتُ عليه خاليا واعتنقته ... فأوْسَعَني شَتْمًا وأوسعتُهُ لَثْما
[9]
وله يصف البَرَد:
مُتَناثرٌ فوق الثَّرَى حبّاتُهُ ... كثُغُور مَعْسولِ الثّنايا
أشْنَبِ
__________
[ (-) ] قراءة تصحيح وإتقان وسمع الأصمّ، وروى عنه أبو الحسن
الطيسفوني، وغيره» .
وزاد في (معجم الأدباء 18/ 20، 21) :
«أقطع على الله تعالى أن لم يبق من ذلك الكتاب نسخة أبين ولا أملح
منها، وهي الآن برسم خزانة الكتب الموضوعة في الجامع القديم موقوفة على
المسلمين، ومن أراد صدقي في ادّعائي فليطالعه منها، ولم أظفر من
مسموعاته في الأحاديث بشيء يمكنني أن أودعه هذا الكتاب مع أني لا أشكّ
في سماعه» .
[1] في المنتخب 51 «حبان» ، والمثبت يتفق مع (معجم الأدباء 18/ 21) .
[2] في (المعجم) : «كاشف» .
[3] في (المعجم) : «تصدع» .
[4] في (المعجم) : «يبشّره» .
[5] في (المعجم) : «بروّاد» .
[6] الأبيات في (معجم الأدباء 18/ 21) .
[7] ظلمه: ريقه.
[8] في (المعجم) : «بالجمر» .
[9] البيتان في (معجم الأدباء 18/ 22) .
(31/128)
برد تحدّر من ذرى صخّابةٍ ... كالدُّرِّ
إلّا أنه لم يُثْقَبِ [1]
وديوان الزَّوْزَنيّ موجود، والله يسامحه.
تُوُفي بغَزْنَة سنة ثلاث [2] .
وقال غيره: سنة اثنتين [3] .
86- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي [4] .
أبو نصْر الْجُلْفَرِيّ [5] القزّاز. وجُلْفَرِ قرية على فرسخين من
مَرْو.
كان فقيهًا شهمًا.
رحل إِلَى الشام، وسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي،
وغيره.
وحدَّث فِي هَذِهِ السنة.
روى عنه: محيي السُّنَّة البَغَوي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي
العبّاس.
وكان من الدّهاة بمرو [6] .
__________
[1] البيتان في (معجم الأدباء 18/ 22) .
[2] المنتخب 51.
[3] وقال ابن السمعاني: «كان فاضلا عالما صنّف التصانيف والكتب منها
كتاب «نحو القلوب» .
(الأنساب 2/ 91) .
وقال ياقوت: ولم أر من تصانيف البحاثيّ هذا شيئا إلا شرح ديوان
البحتري، ولعمري إنّ هذا شيء ابتكره، فإنّي ما رأيت هذا الديوان
مشروحا، ولا تعرّض له أحد من أهل العلم، ولا سمعت أحدا قال: إنّي رأيت
ديوان أبي عبادة البحتري مشروحا، وتأمّلته فرأيته قد مليء علما وحشي
فهما، وذاك أن شروح الدواوين المعروفة كأبي تمام والمتنبي وغيرهما
تساعدت القرائح عليها، وتراقدت الهمم إليها، وما أرى له فيما أعتمده من
شرح هذا الكتاب عمدة إلّا أن يكون كتاب «عبث الوليد» للمعرّي، وكتاب
«الموازنة» للآمدي، لا غير. (معجم الأدباء 18/ 22، 23) .
وقال الثعالبي: وزينة زوزن، وظرف الظرف، وريحان الروح، وذكر شيئا من
شعره. (تتمة اليتيمة) وقال محمد بن محمود النيسابورىّ في كتاب «سرّ
السرور» إن شعر البحّاثيّ نيّف على عشرين ألف بيت، وأنه وقف عليه في
تسع مجلّدات. (معجم الأدباء 18/ 26، 27) .
[4] انظر عن (محمد بن الحسن) في: الأنساب 3/ 280، ومعجم البلدان 2/
154، واللباب 1/ 287.
[5] الجلفريّ: بضم الجيم وسكون اللام وفتح الفاء وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى جلفر، إحدى قرى مرو يقال لها كلبر. (الأنساب) .
[6] قال ابن السمعاني: «كان فقيها فاضلا داهيا كافيا، ذا شهامة، سافر
الكثير، ورحل إلى العراق والشام، ولقي المشايخ والأكابر. وكانت رحلته
إلى الشام في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وعاد
(31/129)
87- مُحَمَّد بْن علي بْن علي بْن الْحَسَن
[1] .
أبو الغنائم ابن الدجاجي [2] الْبَغْدَادِيّ.
ولي مرة حسبة بغداد، فلم يُجِد وعُزْل [3] .
قال الخطيب: [4] حدث عن علي بْن عُمَر الحربي [5] ، وابن معروف، وابن
سُوَيْد.
وكان سماعه صحيحا [6] .
قلت: وأجاز له المُعَافى الْجَرِيريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وشجاع الذُهْلي، وناصر بْن
عليّ الباقِلّاني، وطلحة بْن أَحْمَد العاقُولي، ومحمد بْن عَبْد
الباقي الْأَنْصَارِي، وأبو مَنْصُور بْن رُزَيق الشَّيْباني، وآخرون.
ومات فِي سلْخ شعبان وله ثلاثٌ وثمانون سنة. فإنه وُلِد سنة ثمانين [7]
.
قال السمعاني: [8] قرأت بخط هبة اللَّه بن المبارك السّقطيّ: ابن
الدّجاجيّ.
__________
[ (-) ] إلى بلده وحدّث ... وكان أحد الدهاة بمرو، مكينا عند الكبراء،
اعتزل ولزم البيت في آخر عمره بعد أن ضرب على الشارع برأس سكة عبد
الكريم، ومات بعد سنة ثلاث وستين وأربعمائة، فإنّه حدّث في هذه السنة»
. (الأنساب 3/ 280) .
[1] انظر عن (محمد بن علي الدجاجيّ) في: تاريخ بغداد 3/ 108، والإكمال
4/ 208، رقم 1111، والأنساب 5/ 282، والمنتظم 8/ 271 رقم 316 (16/ 136،
137 رقم 3411) ، واللباب 1/ 492، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير
أعلام النبلاء 18/ 262- 264 رقم 132، والمعين في طبقات المحدّثين 133
رقم 1470، والعبر 3/ 254، 255، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 335،
وتذكرة الحفاظ 3/ 1131، والوافي بالوفيات 4/ 136، 137، رقم 1648، ومرآة
الجنان 3/ 89، وتبصير المنتبه 2/ 657، وشذرات الذهب 3/ 314.
[2] الدّجاجيّ: بفتح الدال المهملة والجيم، وفي آخرها الجيم الأخرى.
هذه النسبة إلى بيع الدجاج. (الأنساب 5/ 282) .
وقد تحرّفت النسبة في المطبوع من (مرآة الجنان) إلى «الزجاجي» .
[3] في الوافي: بالوفيات 4/ 137، وسير أعلام النبلاء 18/ 263 «فلم
يحمد، فصرف» .
[4] في تاريخ بغداد 3/ 108.
[5] في تاريخ بغداد: «السكري» .
[6] وقال: كتب عنه أصحابنا، ولم أسمع منه شيئا.
[7] تاريخ بغداد 3/ 108.
[8] في ذيل الأنساب، ولم يصلنا.
(31/130)
كان ذا وَجَاهة وتقدُّم، وحالٍ واسعة.
وعَهْدي به وقد أَخْنَى عليه الزمان بصروفِه، وقد قَصَدْتُهُ فِي
جماعةٍ مُثْرين لنسمع منه وهو مريض، فَدَخلنا عليه وهو على بارِيَّة
[1] ، وعليه جُبّة قد أكلتِ النار أكثرها، وليس عنده ما يُساوي درهمًا،
فحمل على نفسه، حَتَّى قرأنا عليه بحسَب شَرَه أَهْل الحديث، وقمنا وهو
متحمل للمشقة فِي إكرامنا، فَلَمَّا خرجنا قلت: هَلْ مع سادتنا ما
نصرفه إِلَى الشَّيْخ؟ فمالوا إِلَى ذلك، فاجتمع له نحو خمسة مثاقيل،
فدَعَوْت ابنته وأعطيتها، ووقفت لأرى تسليمها إليه، فَلَمَّا دخلت
وأعطْته لطم حُرَّ وجهه ونادى:
وا فضيحتاه، آخُذُ عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِوَضًا، لا والله.
ونهض حافيا ينادي: بحُرْمة ما بيننا إلّا رجعت، فعُدت إليه، فبكى وقال:
تفضحني مع أصحاب الحديث! الموت أهْوَن من ذلك. فأعدتُ الذَّهبَ إِلَى
الجماعة، فلم يقبلوه، وتصدَّقوا به [2] .
88- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن [3] .
أبو عبد الله الطّالقانيّ [4] الصّوفيّ.
__________
[1] الباريّة: الحصيرة.
[2] الخبر باختصار شديد في (المنتظم 8/ 271/ 16/ 136، 137) .
وقال ابن ماكولا: كان ثقة في الحديث.
وقال ابن السمعاني: توفي بعد سنة ستين وأربعمائة. (الأنساب 5/ 282) .
[3] انظر عن (محمد الطالقانيّ) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/
319، 320، ومعجم البلدان 4/ 71، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 197
رقم 240، والوافي بالوفيات 1/ 273، ولسان الميزان 5/ 372، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 357، 358 رقم 1593.
[4] الطّالقاني، بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، بعدها القاف
المفتوحة، وفي آخرها النون.
نسبة إلى طالقان: بلدة بين مروالروذ وبلخ مما يلي الجبال، وطالقان:
ولاية أيضا عند قزوين.
ويقال للأولى: طالقان خراسان. والثانية: طالقان قزوين. (الأنساب 8/
175) وقال ابن الأثير أيضا بسكون اللام. (اللباب 2/ 269) .
أما ياقوت فقال:
«الطالقان» : بفتح اللام والقاف. (المشترك وضعا 291، ومعجم البلدان 4/
71) ومثله قال ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 1/ 232) والقزويني في
(آثار البلاد وأخبار العباد 402) وابن منظور في (مختصر تاريخ دمشق 23/
197) .
(31/131)
سمع: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي،
وعبد الرَّحْمَن بن أبي نصر التميمي [1] .
روى عنه: الخطيب [2] ، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وعمر الدهستاني،
[3] وهبة اللَّه بْن الأكفاني.
وسكن صور.
تكلموا فِي سماعه من السُّلَميّ [4] .
89- مُحَمَّد بْن أبي نصر [5] .
أبو بكر المروزيّ [6] الصّوفيّ.
حدّث [7] عن: عَبْد الوهاب بْن عَبْد اللَّه المُرّي، وعبد الرَّحْمَن
بْن الطُّبَيْز السّرّاج الدمشقيَّيْن.
تُوُفيّ فِي خامس رجب.
90- مُحَمَّد بْن أَبِي الهيثم عبد الصّمد [8] .
__________
[1] وسمع أيضا: أبا محمد الحسن بن محمد بن جميع الصيداوي المعروف
بالسكن المتوفى سنة 437 هـ-.
[2] وقد سمعه بدمشق.
[3] وقد سمع منه بصور.
[4] قال غيث الأرمنازي خطيب صور: «هو من طالقان المروز. سافر قطعة
كثيرة من البلاد، وتردّد إلى صور، ثم استوطن إلى أن مات فيها. وحدّث
بها عن أبي عبد الرحمن السلمي صاحب «طبقات الصوفية» من تأليفه، كتبنا
عنه، وكان سماعه صحيحا في الأصول الشامية، وحدثني أن وصوله إلى الشام
سنة 415 وبها سمع من الستيتي، وابن أبي نصر، ورأيت أنا بدمشق وبصور على
أحدهما سماعه بعد موته وقبله. وكان خيّرا، وكان كثير الدروس للقرآن.
توفي الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة سنة 466، وكنت سألته عن مولده
فقال: في عشر الثمانين، ونيّف على الثمانين» .
ذكره ابن عساكر في موضعين من (تاريخ دمشق) وقال في الثاني: محمد بن أبي
نصر سمع منه عيسى بن مكي، وكتب عنه شيخنا ابن الأكفاني، وفرّق بينه
وبين محمد بن أبي نصر المروزي ذكر أنهما اثنان فيما قرأته بخط أبي
الفرج الصوري. دفن يوم الأربعاء 6 ذي القعدة 466 عند قنطرة «منير
الدولة» خلف مسجد عتيق بصور. (تاريخ دمشق 10/ 114 و 10/ 255) .
[5] انظر عن (محمد بن أبي نصر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/
255، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 281، 282 رقم 308.
[6] في المختصر: «المرّوزي» .
[7] بجامع دمشق سنة 461 هـ-.
[8] انظر عن (محمد بن أبي الهيثم) في: الإكمال لابن ماكولا 1/ 534،
535، والأنساب 3/ 35،
(31/132)
أبو بَكْر المَرْوَزِيّ التُّرابيّ [1] .
روى عن: أَبِي سَعِيد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب
الرازي، وعبد اللَّه بْن حَمُّوَيْه السَّرْخَسِيّ.
وعُمِّر دهرًا طويلًا.
رَوَى عَنْهُ: مُحيي السُّنَّة البَغَوي [2] ، وغيره.
وقد أورده أبو سعد السمعاني فِي كتاب «الأنساب» [3] ، وأنه روى أيضًا
عن الحاكم أبي الفضل مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحَدَّادي [4] ، الراوي
عن أصحاب إسحاق ابن راهويه.
__________
[ (- 36،) ] واللباب 1/ 210، وسير أعلام النبلاء 18/ 251، 252 رقم 124،
والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 57، وتوضيح المشتبه 1/ 410، 411، وتاج
العروس 2/ 71.
[1] التّرابيّ: بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق والراء المهملة
المخفّفة. نسبة إلى جماعة بمرو ينتسبون بهذه النسبة يقال لهم «خاك
فروشان» (أي: باعة التراب) ، ولهم سوق ينسب إليهم، يبيعون فيه البزور
والحبوب. (الأنساب 3/ 35) .
[2] انظر مقدّمة (شرح السّنّة) للبغوي 1/ 24 رقم 6.
[3] ج 3/ 35، 36.
[4] الحدّادي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الدال الأولى وكسر الثانية
المهملتين، هذه النسبة إلى صنعة الحدادة وعمل الحديد، منها أبو الفضل
المذكور. (الأنساب 4/ 73) . وجاء في (تاج العروس 2/ 71 مادة: ترب) :
«أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد بن علي المروزي.
حدّث عن أبي عبد الله بن حمويه السرخسي، وعنه البغوي، والسمعاني، وتوفي
سنة 436، وفاته محمد بن الحسين الحدّاد الترابي، عن الحاكم، وعنه محيي
السّنّة البغوي» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إن في هذه الترجمة أكثر من غلط، فابن أبي الهيثم توفي سنة 463، وليس
436 كما وقع في المطبوع بتحقيق الأستاذ علي هلالي، ومراجعة العلّامة
عبد الله العلايلي، وعبد الستار أحمد فراج.
وقوله: «وفاته محمد بن الحسين الحدّاد الترابي، عن الحاكم، وعنه محيي
السّنة البغوي» ، فيه خلط ووهم، إذ لم يعرف «محمد بن الحسين الحدّادي»
بأنه «الترابي» ويروي عن «الحاكم» ، أما الّذي يعرف بالترابي فهو «أبو
الحسن محمد بن أحمد بن الحسين المروزي الّذي يروي عن البسطامي، ويروي
عنه أبو سعد الإدريسي، وأبو عبد الرحمن السّلمي. (انظر: الإكمال 1/
534، والأنساب 3/ 36) .
والصواب: إن محمد بن الحسين الحدّاد (الحدّادي) هو «الحاكم» وكنيته
«أبو الفضل» ، وهو شيخ ابن أبي الهيثم الترابي. أما محيي السّنّة
البغوي، فهو بروي عن ابن أبي الهيثم، وليس عن «محمد بن الحسين الحدّاد»
.
(31/133)
روى عنه جدّي أبو المظفّر، وعليّ بْن الفضل
الفَارَمْذِيّ [1] .
وقال ابن ماكولا [2] : وحدّث أيضا عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الزَّرْقيّ
[3] عن أَبِي حامد الكُشْمِيهني، عن علي بْن حجْر [4] .
ثُمّ قال: وتُوُفّي فِي رمضان عن ستٍ وتسعين سنة [5] .
91- محمد بن وشاح [6] .
__________
[ (-) ] وبسبب الغلط والخلط والوهم الواقع في المطبوع من (تاج العروس)
اختلط الأمر على الأستاذ «علي محمد البجاوي» في تحقيقه لكتاب «المشتبه»
(1/ 57) فبعد أن ذكر «محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد» ، أفرد في أول
السطر: «محمد بن الحسين الحدّادي الحاكم، وأضاف بين «الحدادي» و
«الحاكم» : «الترابي» وجعلها بين حاصرتين، وعنه محيي السّنّة البغوي.
وقد بينت فيما سبق أن محمد بن الحسين الحدّادي هو المعروف بالحاكم، ولم
يعرف بالترابي، وأن البغوي روى عن ابن أبي الهيثم الترابي وليس عن
الحدّادي.
وقد تنبّه إلى هذا الغلط السيد «محمد نعيم العرقسوسي» في تحقيقه لكتاب
«توضيح المشتبه» ج 1/ 410، 411 بالحاشية رقم 224 فعلّق عليه وأصاب في
تعليقه، ولكنه أخطأ في قوله:
«والصواب أن البغوي روى عن أصحابه» . (1/ 411 سطر 3 بالحاشية) والصواب:
إن البغوي روى عن ابن أبي الهيثم الترابي مباشرة وليس عن أصحابه. انظر
مقدّمة (شرح السّنّة للبغوي 1/ 24 رقم 6) وليحرّر.
[1] الفارمذيّ: بفتح الفاء والراء وسكون الميم. بينهما الألف، وفي
آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى فارمذ وهي قرية من قرى طوس.
(الأنساب 9/ 218) .
[2] في الإكمال 1/ 534، 535.
[3] في الأصل هنا، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 251) : «الدورقي» ،
والتصحيح من: الإكمال 1/ 534، والأنساب 6/ 267 ففيه: «الزرقيّ» : بفتح
الزاي وسكون الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو
يقال لها زرق على ستة فراسخ منها بأعالي البلد. ثم قال ابن السمعاني:
والمشهور منها أبو أحمد محمد بن أحمد بن يعقوب الزرقيّ المروزي.
[4] تحرّف في المطبوع من (الإكمال) إلى «هجر» بالهاء.
[5] قال ابن ماكولا: «تأخر موته فتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث وستين
وأربعمائة» ، (الإكمال 1/ 535) وتابعه في ذلك ابن السمعاني في (الأنساب
3/ 35) وابن الأثير في (اللباب 1/ 210) وبها ورّخه المؤلّف الذهبي-
رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 252) ، وهنا.
أما في (المشتبه في أسماء الرجال) له 1/ 57 فقال: «مات بمرو في رمضان
سنة اثنتين وستين وأربعمائة» وبها أرّخه ابن ناصر الدين في (توضيح
المشتبه 1/ 411) .
ووقع في المطبوع من تاج العروس 2/ 71) سنة 436 وهذا خطأ لعلّه من
الطباعة.
[6] انظر عن (محمد بن وشاح) في: تاريخ بغداد 3/ 336 رقم 1449، ودمية
القصر للباخرزي 1/ 346 رقم 152، والمنتظم 8/ 271 رقم 315 (16/ 136 رقم
3410) ، والإعلام بوفيات
(31/134)
أبو عليّ الزَّيْنبي، مَوْلَى أَبِي تمام.
بغداديّ فاضل، كان ذا رأي ودهاء.
قال ابن السّمعانيّ: كان يقول: أَنَا معتزليّ ابن معتزليّ.
قال: وسمعتُ أنه كان رافضيًّا.
سمع: أَبَا حَفْص بْن شاهين، وأبا القاسم الوزير، والمخلِّص [1] .
وحدَّثنا عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مَنْصُور القزّاز
الشَّيْباني، وأبو عَبْد اللَّه السّلّال.
وقال الخطيب فِي تاريخه [2] : وكان معتزليّا [3] ، ذكر لي أنّه ولد سنة
سبع [4] وسبعين وثلاثمائة.
قال السمعاني: تُوُفيّ فِي رجب، وصلّى عليه أبو نصر الزَّيْنَبي [5] .
9- الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن عُثْمَان [6] .
الشَّيْخ أبو الفضل بْن الحرمي الْبَغْدَادِيّ الصّوفيّ.
سمع من: عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن علّوَيْه الجوهري، وأبي
الْحُسَيْن بْن الميتم.
سمع منه: أبو نصر بْن ماكولا، والحميديّ، وأبو بكر ابن الخاضبة، وأبو
عليّ البَرَدَانيّ.
قال أبو نصْر بن المجلي: توفّي سنة ثلاث.
__________
[ (-) ] الأعلام 191، والعبر 3/ 250، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 547،
والبداية والنهاية 12/ 104، والنجوم الزاهرة 5/ 89، وشذرات الذهب 3/
314.
[1] وكان سماعه منهم صحيحا. (تاريخ بغداد 3/ 336) .
[2] ج 3/ 336.
[3] وأضاف: «وكان كاتبا، أديبا، مترسّلا، شاعرا» .
[4] في (المنتظم) : «سنة تسع وسبعين وثلاثمائة في جمادى الآخرة، وقيل:
سنة ست وسبعين» .
[5] قال محمد بن طاهر: أنشدنا أبو علي بن وشاح لنفسه:
حملت العصا لا الضعف أوجب حملها ... على ولا أنّي انحنيت من الكبر
ولكنّني ألزمت نفسي بحملها ... لأعلّمها أنّي المقيم على سفر
(المنتظم 8/ 271) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/135)
وقال غيره: سنة 462.
وشيخه ابن علُّوَيْه يروي عن المَحَامِليّ.
93- المشرِّف بْن علي بْن الخَضِر [1] .
أبو الطاهر التّمّار الأنماطي. مصري ثقة، محدِّث.
سمع أولاده. وكانت منيّتُه بصور فِي شوال.
ذكره ابن الأكفاني، ولم يذكره ابن عساكر.
- حرف الياء-
94- يوسف بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ البر بْن
عاصم [2] .
الْإِمَام أبو عمر النّمريّ [3] القرطبيّ العلم الحافظ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (ابن عبد البرّ) في: جمهرة أنساب العرب لابن حزم 302،
وجذوة المقتبس للحميدي 367- 369 رقم 874، ومطمح الأنفس للفتح بن خاقان
(القسم الثاني المنشور في مجلّة المورد العراقية- العدد المزدوج 3 و 4
لسنة 1981 بتحقيق هدى شوكة بهنام) ص 367- 369، وترتيب المدارك للقاضي
عياض 4/ 808- 810، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 214،
والصلة لابن بشكوال 2/ 677- 679 رقم 1501، وبغية الملتمس للضبّي 489-
491 رقم 1443، ووفيات الأعيان 7/ 66- 72، والمختصر في أخبار البشر 2/
187، 188، والمغرب في حليّ المغرب 2/ 407، والروض المعطار 435، وملء
العيبة للفهري 2/ 101، 298، 319، 411، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/
19، 20، 23، 127، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير أعلام النبلاء 18/
153- 163 رقم 85، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1472، ودول
الإسلام 1/ 253 وفيه: «يوسف بن محمد بن عبد الله» ، والعبر 3/ 255،
وتذكرة الحفاظ 3/ 1128- 1132، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 117، وتاريخ
ابن الوردي 1/ 374، 375، ومرآة الجنان 3/ 89، والبداية والنهاية 12/
104، والديباج المذهب 2/ 367- 370، والقاموس المحيط (مادّة: نمر) ،
والوفيات لابن قنفذ 249 رقم 463، وتاريخ الخلفاء 423، وطبقات الحفاظ
423، 433، وشرح ألفية العراقي 1/ 119، وكشف الظنون 1/ 12، 43، 78، 81،
142، وشذرات الذهب 3/ 314- 316، وتاج العروس 3/ 586 (مادّة: نمر) ،
وروضات الجنات 4/ 339، 340، وإيضاح المكنون 2/ 266، وهدية العارفين 2/
550، 551، وديوان الإسلام 3/ 345- 346 رقم 1528، والرسالة المستطرفة
للكتاني 15، وشجرة النور الزكية 1/ 119 رقم 337، والأعلام 8/ 240،
ومعجم المؤلفين 13/ 315، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 191 رقم 978،
وتاريخ الفكر الأندلسي لبالتشيا 396.
[3] النّمريّ: قال ابن خلكان: بفتح النون والميم، وبعدها راء. هذه
النسبة إلى النّمر بن قاسط،
(31/136)
محدّث قرطبة.
روى عن: الحافظ خَلَف بْن القاسم، وعبد الوارث بْن سُفيان، وسعيد بْن
نصر، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المؤمن، وعبد اللَّه بْن
مُحَمَّد بْن أسد الْجُهَني، وأحمد بْن فتح الرّسّان [1] ، والحسين بْن
يعقوب البَجَّاني، وأبي الْوَلِيد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
الفَرَضي، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن ضَيْفُون [2] ، والقاسم بْن
عَسَلون الفراء، ويعيش بْن مُحَمَّد الورّاق، وأبي عُمَر بْن
الْجَسُور، وأبي القاسم سَلَمَة بْن سَعِيد، ويحيى بْن مَسْعُود بْن
وجه الجنة، وأبي عُمَر الطَّلَمَنْكي، وأبي المُطَرِّف القَنَازِعي،
ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وآخرين.
وأجاز له أبو القاسم بْن عُبَيْد اللَّه السَّقَطي، وغيره من مكة، وأبو
الفتح بْن سِيبُخْت، والحافظ عَبْد الغني بْن سَعِيد، وأبو مُحَمَّد
النحاس من مصر.
قال طاهر من مفوّز: سمعته يقول: وُلِدتُ يوم الجمعة والإمام يخطُب
لخمسٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة [3] .
قلت: وطلب الحديث سنة بضْعٍ وثمانين، قبل أن يولد الحافظ أبو بَكْر
الخطيب بأعوام [4] .
قال أبو الْوَلِيدِ الْباجيّ: لم يكن بالأندلس مثل أَبِي عُمَر بْن
عَبْد البَرّ فِي الحديث [5] .
__________
[ (-) ] بفتح النون وكسر الميم، وإنما تفتح الميم في النسبة خاصة، وهي
قبيلة كبيرة مشهورة.
(وفيات الأعيان 7/ 71) .
[1] ترجمته في: الصلة لابن بشكوال 1/ رقم 43.
[2] تحرّفت في (تذكرة الحفاظ 3/ 128) إلى «صيفون» بالصاد المهملة.
[3] الصلة 2/ 679 وفيه زيادة: «وهو اليوم التاسع [و] العشرون من نونبر.
قال طاهر: أرانيه الشيخ بخط أبيه عبد الله بن محمد رحمه الله» . (وفيات
الأعيان 7/ 71) .
أما في: جذوة المقتبس 367، وبغية الملتمس 490 فمولده في شهر رجب من سنة
ثنتين وستين وثلاثمائة.
وجاء في (الروض المعطار للحميري 435) : «قال ابن عبد البر: ولدت مع أبي
عمران (موسى بن عيسى الغفجومي) في سنة واحدة ثمان وستين وثلاثمائة» .
[4] في الجذوة 367، والبغية 490: «وسمع بنفسه قبل الأربعمائة بمدّة» .
[5] الصلة 2/ 677، وفيات الأعيان 7/ 66.
(31/137)
وقال أبو مُحَمَّد بْن حزْم فِي رسالته في
«فضائل الأندلس» : ومنها- يعني المصنفات- كتاب «التمهيد» لصاحبنا أَبِي
عُمَر يوسف بْن عَبْد البر، وهو الآن بعْدُ فِي الحياة لم يبلغ سنّ
الشيخوخة.
قال: وهو كتابٌ لا أعلم فِي الكلام على فقه الحديث مثله أصلًا، فكيف
أحسن منه؟ [1] .
ومنها كتاب «الاستذكار» ، وهو اختصار «التمهيد» المذكور [2] . ولصاحبنا
أَبِي عُمَر تواليف لا مثل لها فِي جميع معانيها، مِنّها كتابه
المسمَّى بالكافي فِي الفقه، على مذهب مالك خمسة عشر كتابًا [3] ،
مُغْنٍ عن المصنفات الطِّوال فِي معناه، ومنها كتابه فِي الصحابة، يعني
«الاستيعاب» [4] ، ليس لأحد من المتقدّمين
__________
[1] قال الحميدي: «ومن مجموعاته: التمهيد لما فِي الموطأ من المعاني
والأسانيد» سبعون جزءا ثم ذكر القول أعلاه. (ص 268) واقتبسه الضبّي في
(بغية الملتمس 490) ولكنه قال: «في عشرة أسفار» بدل «سبعون جزءا» .
وذكر ابن بشكوال مثل الحميدي، وأضاف: «ورتّبه على أسماء شيوخ مالك على
حروف المعجم» . (الصلة 2/ 678) .
وقال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 158) : «هي أجزاء
ضخمة جدا» .
وفي (ترتيب المدارك 4/ 809) : «ألف أبو عمر رضي الله عنه على الموطّأ،
كتاب التمهيد لما فِي الموطأ من المعاني والأسانيد، وهو عشرون مجلّدا»
. وانظر: وفيات الأعيان 7/ 67.
[2] قال ابن بشكوال: «كتاب الإستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمّنه
موطّأ مالك من معاني الرأي والآثار، شرح فيه الموطّأ على وجهه، ونسق
أبوابه» . (الصلة 2/ 678، وفيات الأعيان 7/ 67) .
وقد طبع الجزء الأول منه في مصر سنة 1971.
[3] في (جذوة المقتبس 268) : «على مذهب أهل المدينة، ستة عشر جزءا» .
ومثله في (بغية الملتمس 490) .
[4] في (جذوة المقتبس 268) : «كتاب الاستيعاب في أسماء المذكورين في
الروايات والسير والمصنّفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم،
وتلخيص أحوالهم، ومنازلهم، وعيون أخبارهم على حروف المعجم، اثنا عشر
جزءا» .
وقال الضبيّ: «في أربعة أسفار، وهو كتاب حسن كثير الفائدة، رأيت أهل
المشرق يستحسنونه جدا، ويقدّمونه على ما ألّف في بابه» . (بغية الملتمس
490) .
وقد طبع على هامش كتاب الإصابة لابن حجر في 4 أجزاء بعنوان: «الاستيعاب
في أسماء الأصحاب» ، طبعة أولى في مصر سنة 1328 هـ-، وطبع أيضا بعنوان:
«الاستيعاب في معرفة الأصحاب» بتحقيق علي محمد البجاوي، مكتبة ومطبعة
نهضة مصر (دون تاريخ) .
(31/138)
قبله مثله، على كثرة ما صنفوا فِي ذلك،
ومنها كتاب «الاكتفاء فِي قراءة نافع وأبي عُمَرو» [1] ، ومنها كتاب
«بهجة الْمَجَالِسْ وَأُنْسُ الْمُجَالِسِ» [2] نوادر وأبيات، ومنها
كتاب «جامعُ بيانِ العِلْم وفضْلِه» [3] .
وقال القاضي عياض [4] : صنَّف أبو عمر بن عبد البر كتاب «التمهيد [لما]
فِي الموطأ من المعاني والأسانيد» فِي عشرين [5] مجلَّدًا، وكتاب
الاستذكار لمذهب علماء الأمصار لما تضمنه الموطأ من معاني «الرّأي
والآثار» ، وكتاب «التّقصّي لحديث الموطّأ» [6] ، وكتاب «الإستيعاب
لأسماء الصّحابة» ، وكتاب «العلم» [7] ، وكتاب «الإنباه على قبائل
الرُّواة» [8] وكتاب «الانتقاء لمذاهب الثلاثة علماء مالك وأبي حنيفة
والشافعي» [9] ، وكتاب «البيان فِي [10] تلاوة القرآن»
__________
[1] في (الجذوة 268، والبغية 490) : «الإكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو
بن العلاء بتوجيه ما اختلفا فيه. جزء واحد» .
[2] في (الجذوة 268، 269، والبغية 490، 491) : «بهجة المجالس وأنس
المجالس بما يجري في المذكرات من غرر الأبيات ونوادر الحكايات.
مجلّدان» .
وقال ابن خلّكان: «في ثلاثة أسفار، جمع فيه أشياء مستحسنة تصلح
للمذاكرة والمحاضرة» .
(وفيات الأعيان 7/ 67) .
وقد طبع في جزءين بعنوان: «بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن
والهاجس» .
بتحقيق محمد مرسي الخولي والدكتور عبد القادر القط، سلسلة تراثنا، طبعة
دار الكتاب العربيّ للطباعة والنشر بمصر.
[3] اسمه الكامل: «جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله» .
(الصلة 2/ 679، والبغية 490، ووفيات الأعيان 7/ 67) ، وفي (جذوة
المقتبس 268) : « ... وما ينبغي في روايته جملته ستة أجزاء» .
وقد نشرته المطبعة المنيرية بمصر 1398 هـ. / 1978 م، وصوّرته دار الكتب
العلمية، بيروت.
[4] في (ترتيب المدارك 4/ 809، 810) .
[5] في الترتيب: «وهو عشرون» .
[6] في (جذوة المقتبس 268) : «التقصّي لما في الموطأ من حديث رسول الله
صلّى الله عليه وسلم، أربعة أجزاء» .
وفي (بغية الملتمس 490) : «مجلّد» .
[7] في الترتيب: «وكتاب جامع بيان العلم» .
[8] طبع في القاهرة سنة 1350 هـ-. مع كتاب «القصد والأمم في التعريف
بأصول أنساب العرب والعجم» .
[9] في الترتيب: «الإنتقاء في فضائل الفقهاء مالك والشافعيّ وأبي حنيفة
رضي الله عنهم» .
[10] في الترتيب: «عن» ، وكذا في الجذوة 268، والبغية 490.
(31/139)
وكتاب «الأجوبة المُوعِبَة» [1] ، وكتاب
«بهجة المجالس» ، وكتاب «المعروفين بالكنى» [2] ، وكتاب «الكافي فِي
الفقه» [3] ، وكتاب «الدُّرَر فِي اختصار المغازي والسِّيَر» [4] ،
وكتاب «القصد والأمم فِي أنساب العرب والعجم وأول من نطق بالعربية من
الأمم» [5] ، وكتاب «الشواهد فِي إثبات خبر الواحد» [6] ، وكتاب
«الاكتفاء في القراءات» [7] ، وكتاب «الإنصاف فيما في اسم الله من
الخلاف» [8] ، وكتاب «الفرائض» [9] ، وأشياء من الكتب الصغار [10] .
قال أبو علي بن سكرة: سمعت أَبَا الْوَلِيد الباجي، وجرى ذكر ابن عَبْد
البر، فقال: هُوَ أحفظ أَهْل المغرب [11] .
وقال الحافظ أبو عليّ الغساني: سمعت أَبَا عُمَر بْن عبد البرّ يقول:
لم
__________
[1] في الترتيب: «الأجوبة الموعبة في الأسئلة المستغربة» . وقد ذكر
قبله عدّة كتب.
[2] في الترتيب: «أسماء المعروفين بالكنى، سبعة أجزاء» .
[3] زاد في الترتيب: «في الاختلاف وأقوال مالك وأصحابه رحمهم الله،
عشرون كتابا» .
[4] طبع في القاهرة سنة 1966 بتحقيق الدكتور شوقي ضيف.
[5] طبع باسم «القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم» ومعه
«الإنباه على قبائل الرواة» بالقاهرة سنة 1350 هـ-.
[6] قال في (جذوة المقتبس، وبغية الملتمس) : «جزء» .
[7] في الترتيب: «الإكتفاء في القراءة» . وقد سبق أنه «الإكتفاء في
قراءة نافع وأبي عمرو بن العلاء بتوجيه ما اختلف فيه» جزء واحد.
[8] في هامش الأصل: «ث كذا بخطه، وإنما هو فيما في البسملة» ، وفي
الترتيب «في بسم الله» .
[9] في الترتيب: «الإشراف في الفرائض» .
[10] وفاته أن يذكر: «البستان في الإخوان» ، و «اختصار تاريخ أحمد بن
سعيد» .
ومن مؤلّفات ابن عبد البرّ أيضا: «أخبار أئمة الأمصار» سبعة أجزاء.
«كتاب التجويد والمدخل إلى علم القرآن بالتجريد» ، جزءان.
«اختلاف أصحاب مالك بن أنس واختلاف رواياتهم عنه» ، أربعة وعشرون جزءا.
«كتاب العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم عن الحكماء والعلماء» ، جزء
واحد. (الجذوة، والبغية.
ولابن عبد البرّ في وصف كتاب «التمهيد» :
سهير فؤادي من ثلاثين حجة ... وصاقل ذهني والمفرّج عن همّي
بسطت لكم فيه كلام نبيّكم ... لما في معانيه من الفقه والعلم.
وفيه من الآداب ما يهتدى به ... إلى البرّ والتقوى وينهى عن الظلم
(ترتيب المدارك 4/ 820) .
[11] الصلة 2/ 677، 678، وفيات الأعيان 7/ 66.
(31/140)
يكن أحدٌ ببلدنا مثل قاسم بْن مُحَمَّد،
وأحمد بْن خَالِد الجباب [1] .
قال الغساني: وأنا أقول إن شاء اللَّه إن أَبَا عُمَر لم يكن بدونهما،
ولا متخلفًا عَنْهُمَا [2] .
وكان من النمر بْن قاسط، طلب وتفقه ولزم أَبَا عُمَر أَحْمَد بْن عَبْد
الملك الإشبيلي الفقيه، فكتب بين يديه، ولزم ابن الفرضي، وعنه أَخَذَ
كثيرًا من علم الحديث.
ودأب أبو عُمَر فِي طلب الحديث، وافتنَّ به، وبرعَ براعةً فاق بها مَن
تقدَّمه من رجال. الأندلس [3] .
وكان [4] مع تقدُّمه فِي علم الأثر، وبصره بالفقه والمعاني [5] ، له
بَسْطةٌ كبيرة فِي علم النَّسب والخبر. جلا [6] عن وطنه ومنشئِه
قُرْطُبة، فكان فِي الغرب مدة، ثُمَّ تحول [7] إِلَى شرق الأندلس، وسكن
دانية، وبَلَنْسِية، وشاطبة وبها تُوُفّي [8] .
وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي القضاء بأشبونة فِي دولة المظفّر بْن
الأفطس مدّة [9] .
وقد سمع «سُنَنَ أَبِي دَاوُد» عاليا من ابن عَبْد المؤمن، بسماعه من
ابن داسه. وسمع منه فوائد عن إِسْمَاعِيل الصّفّار، وغيره.
وقرأ كتاب الزّعْفراني على ابن ضَيْفُون، بسماعه من ابن الأعرابي،
عَنْهُ.
وسمع ابن عَبْد البر من جماعة حدَّثوه، عن قاسم بْن أصْبَغ.
__________
[1] الصلة 2/ 678.
[2] الصلة 2/ 678.
[3] الصلة 2/ 678، وفيات الأعيان 7/ 66، 67.
[4] في (الصلة 2/ 679) عبادة قبلها: «وكان موفّقا في التأليف، معانا
عليه، ونفع الله بتواليفه» .
[5] في الصلة: «ومعاني الحديث» .
[6] في الصلة: «جلى» وهو غلط.
[7] في الصلة: «تجوّل» .
[8] ترتيب المدارك 4/ 808 و 809، الصلة 2/ 679.
[9] وفيات الأعيان 7/ 67.
(31/141)
وكان مع إمامته وجلالته أعلى [1] أَهْل
الأندلس إسنادًا فِي وقته [2] .
رَوَى عَنْهُ: أبو العبّاس الدِّلائي، وأبو مُحَمَّد بْن أَبِي قحافة،
وأبو الْحَسَن بْن مفوّز، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وأبو عليّ
الغسّاني، وأبو بحر سُفْيان بْن العاص [3] ، ومحمد بْن فَتُّوح
الْأَنْصَارِي، وطائفة سواهم، وأبو داود سليمان بن نجاح المقرئ وقال:
تُوُفّي ليلة الجمعة سلْخ ربيع الآخر، ودُفن يوم الجمعة بعد العصر.
قلت: استكمل رحمه اللَّه خمسًا وتسعين سنة وخمسة أيام [4] .
وقال شيخنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح، ومن خطّه
نقلتُ: كان أبو عُمَر بْن عَبْد البر أعلم من بالأندلس فِي السُّنّن
والآثار واختلاف علماء الأمصار.
وكان فِي أوّل زمانه ظاهريّ المذهب مدّةً طويلة، ثُمَّ رجع عن ذلك
إِلَى القول بالقياس من غير تقليد أحد، إلا أنه كان كثيرًا ما يميل
إِلَى مذهب الشافعي [5] رحمه اللَّه.
قلتُ: وجميع شيوخه الذين حمل عَنْهُمْ لا يبلغون سبعين نفْسًا، ولا
رحلَ فِي الحديث، ومع هَذَا فَمَا هُوَ بدون الخطيب، ولا البَيْهقيّ
ولا ابن حزْم فِي كثرة الإطلاع، بل قد يكون عنده ما ليس عندهم مع
الصِّدْق والديانة والتَّثُّبت وحُسْن الاعتقاد، رحمه اللَّه تعالى.
قال الحُمَيْديّ [6] : أبو عُمَر فقيه حافظ مُكْثِر، عالم بالقراءات
وبالخلاف، وبعلوم الحديث والرّجال، قديم السماع، لم يخرج من الأندلس،
وكان يميل فِي الفقه إِلَى أقوال الشافعي.
قلت: وكان سلفيّ الاعتقاد، متين الدّيانة.
__________
[1] في الأصل: «أعلى» .
[2] كان سنده مما يتنافس فيه. (ترتيب المدارك 4/ 809) .
[3] وهو آخر من حدّث عنه من الجلّة. (ترتيب المدارك 4/ 809) .
[4] ترتيب المدارك 4/ 810.
وقال الحميدي: «وأخبرني أبو الحسن علي بن أحمد العابدي أنه مات في سنة
ستين وأربعمائة بشاطبة من بلاد الأندلس» (جذوة المقتبس 369) وبها أرّخه
الضبيّ في (بغية الملتمس 491) .
[5] جذوة المقتبس، بغية الملتمس.
[6] في جذوة المقتبس 367.
(31/142)
سنة أربع وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
95- أَحْمَد بْن أسعد بْن مُحَمَّد بْن حُسَين [1] .
أبو نصر الهَرَويّ التاجر.
سمع: أَبَاه، وعمَّه، وأبا عليّ مَنْصُور بْن عَبْد اللَّه الخالدي،
وغيرهم.
96- أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ بْن مُحَمَّد [2] .
القاضي أبو سعيد الثّقفي الأصبهاني.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْده.
وعنه: جماعة.
97- أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن الفضل بْن جَعْفَر [3] .
أبو الفَرَج الْبَغْدَادِي، المعروف بابن المَخْبَزِيّ [4] .
من بيت حشمة. ذُكِر أنّ كُتُبَه ذهبت فِي حريق الكَرْخ.
قال أبو سعْد السَّمعانيّ [5] : كَبْر وضعف، وكان مُقِلًّا من الحديث،
وسماعه صحيح.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن عثمان) في: تاريخ بغداد 4/ 302 رقم 2081،
والإكمال لابن ماكولا 7/ 310، والمنتظم 8/ 274 رقم 318 16/ 140، 141
رقم 3413) ، والأنساب 11/ 77.
وهو أخو «عبد الوهاب بن عثمان، أبو الفتح» المتوفى سنة 450 هـ-. (تاريخ
بغداد 11/ 34، 35) .
[4] المخبزيّ: بفتح الميم: وسكون الخاء المنقوطة، وفتح الباء المنقوطة
بواحدة، وبعدها زاي، هذه النسبة إلى المخبز، وهو موضع يخبز فيه
الرغفان. (الأنساب) .
[5] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (ذيل الأنساب) .
(31/143)
قال: ورأيت بخطّ بعض المحدثين أنه كان
يتشيَّع.
وقال الخطيب: [1] كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
ووثّقه ابن خيرون.
سمع: عِيسَى بْن الوزير، وعبيد اللَّه بْن حَبَابَة. ثنا عَنْهُ: أبو
بَكْر الْأَنْصَارِيّ، ويحيى بْن الطّرّاح.
ومات فِي صَفَر [2] .
98- أَحْمَد بْن عليّ بْن شجاع بْن مُحَمَّد [3] .
أبو زَيْدُ المَصْقَليّ [4] الأصبهاني أخو شجَاع.
ثقة [5] ، سمع من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْده [6] ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق [7] .
وتُوُفي فِي شوال.
وروى أيضًا عن: أَبِي جَعْفَر بْن المَرْزُبان «جُزء لُوَيْن» .
رواه عَنْهُ مُحَمَّد بْن أَبِي نصر هاجر، ومحمود بْن مُحَمَّد بْن
مَاشَاذَة.
99- أَحْمَد بْن الفضل بْن أَحْمَد [8] .
الجصّاص [9] الأصبهاني.
رحّال جوّال.
سمع: أَبَا سَعِيد النّقّاش، وجماعة بإصبهان، وأبا عَبْد الرحمن
السّلميّ
__________
[1] في تاريخ بغداد 4/ 302.
[2] وكان مولده في سنة 376 هـ-.
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن شجاع) في: الأنساب 11/ 249، والتقييد 155
رقم 178.
[4] المصقليّ: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة، وفتح القاف. هذه
النسبة إلى الجد، وهو مصقلة بن هبيرة. (الأنساب 11/ 348) .
[5] وثّقه ابن السمعاني.
[6] سمع منه «معرفة الصحابة» .
[7] روى عنه بمرو.
[8] لم أجد مصدر ترجمته.
[9] الجصّاص: بفتح الجيم والصاد المشدّدة المهملة وفي آخرها صاد أخرى،
هذه النسبة إلى العمل بالجصّ وتبييض الجدران. (الأنساب 3/ 260) .
(31/144)
بنيسابور، وعلي بْن أَحْمَد الرزاز ببغداد،
ومنصور الكاغذيّ بسَمَرْقَنْد، وبمرو، وبلْخ، ومواضع.
وحدَّث فِي هَذَا العام في رمضان بكتاب فضل الصَّلَاةُ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له.
100- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم [1] .
أبو الْعَبَّاس الأصبهاني الأعرج المؤدِّب.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْده.
وعنه: يحيى بْن مَنْده.
مات فِي صَفَر.
101- أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكِنانيّ الفلسطينيّ [2] .
تُوُفّي فِي المحرَّم.
روى عَنْهُ: عليّ بْن مُحَمَّد الحِنّائيّ.
102- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن بُنْدار [3] .
أبو عليّ الهَمَذَانيّ المعدّل، المعروف بابن الشّيخ.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي نصر، وابن لال، وشعيب بْن علي، وجماعة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة بهَمَذَان.
- حرف الباء-
103- بَكْر بْن مُحَمَّد بْن علي [4] بْن حِيد [5] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الكناني) في: تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة-
أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 177، 178 رقم 107، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 3/ 228 رقم 276.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (بكر بن محمد) في: تاريخ بغداد 7/ 98، 98 رقم 3538،
والأنساب 3/ 9، 10، والمنتظم 8/ 274 رقم 319 (16/ 141 رقم 3414) ، وفي
الطبعتين: «حيدر» ، والمنتخب من السياق 170 رقم 422 والعبر 3/ 256،
وسير أعلام النبلاء 18/ 252 رقم 125، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 181
بالحاشية رقم 6 و 1/ 182، والبداية والنهاية 12/ 105، ومرآة الجنان 3/
89، وتبصير المنتبه 1/ 268، وشذرات الذهب 3/ 318.
[5] وقع في (المنتظم) في الطبعتين وفي شذرات الذهب: «حيدر» ، وفي
(البداية والنهاية) ورد
(31/145)
أبو مَنْصُور النَّيْسابوريّ التاجر.
يُلقّب بالشّيخ المؤتمن.
حدَّث ببغداد، وهَمَذان، وتنقَّل.
وحدَّث عن: أَبِيه، وأبي الحسين أحمد بن محمد الخفّاف، ومحمد بن الحسين
العلوي، وأبي بكر بن عبدوس، وعبد الله بن يوسف بن بامويه.
قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه، وكنتُ أدور إذ ذاك وأسمع. وكان
صدوقًا أمينًا. ثنا عَنْهُ: المَيْدانيّ.
وقال السمعاني [1] : ثنا عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي
الْأَنْصَارِي، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيرفي [2] ، وإِسْمَاعِيل
بْن علي الحمامي الأصبهانيان.
وسمع منه: جدّي أبو المظفّر، وأبو بَكْر الخطيب وأثنى عَلَيْهِ [3] .
تُوُفّي فِي صَفَر [4] .
- حرف الجيم-
104- جَابِر بْن ياسين بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن
محموَيْه [5] .
أبو الحسن الحنّائيّ [6] العطّار، بغداديّ.
__________
[ (-) ] اسمه محرّفا إلى: «زكريا بن محمد بن حيده» . وهو بكسر الحاء
المهملة. (تبصير المنتبه) و (المشتبه في أسماء الرجال) .
[1] في الأنساب 3/ 10.
[2] لم يذكره في (الأنساب) ، بل ذكر آخر هو: «أبو بكر هبة الله بن
الفرج الظفرآباذي بهمذان» .
[3] وهذه العبارة ليست في الأنساب، ولعلّ المؤلّف ينقل عن (ذيل
الأنساب) لابن السمعاني.
[4] قال الخطيب: «كتبت عنه وكان ثقة حسن الاعتقاد، صحيح المذهب، كثير
الدرس للقرآن، محبّا لأهل الخير، مفتقدا للفقراء بالبرّ والإرفاق ...
سمعت ابن حيد يقول: ولدت في سنة ست وثمانين وثلاثمائة» .
وكرّر ابن السمعاني عبارة الخطيب، ولكنه قال في آخر الترجمة: مات سنة
خمس وستين وأربعمائة (الأنساب 3/ 9، 10) .
أما ابن الجوزي فذكره في وفيات سن 464 هـ-. (المنتظم) وبها ورخه عبد
الغافر الفارسيّ.
(المنتخب من السياق 170) والمؤلّف- رحمه الله- في مصنّفاته.
[5] انظر عن (جابر بن ياسين) في: تاريخ بغداد 7/ 239، 240 رقم 3734،
والمنتظم 8/ 274 رقم 320 (16/ 141 رقم 3415) ، والأنساب 4/ 244، وفيه:
«جابر بن ياسين محمويه» ، والعبر 3/ 256، والإعلام بوفيات الأعلام 192،
وسير أعلام النبلاء 18/ 246 رقم 120، ومرآة الجنان 3/ 89 وفيه: «جابر
بن نصر» ، وشذرات الذهب 3/ 316.
[6] تحرّفت هذه النسبة في (المنتظم 5/ 274) : «الجباني» ، وفي الطبعة
الجديدة بتحقيق محمد
(31/146)
قال الخطيب [1] : كتبت عنه، وكان سماعه
صحيحا [2] .
سمع: أَبَا حَفْص الكتاني، وأبا طاهر المخلص.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مَنْصُور القزّاز،
ويحيى بْن عليّ الطّرّاح، وَغَيْرِهِمْ.
تُوُفّي فِي شوال [3] .
- حرف الخاء-
105- الخضر بْن عَبْد اللَّه بْن كامل [4] .
أبو القاسم المُرّيّ.
حدَّث بدمشق، أو بغيرها عن: عقيل بْن عُبَيْد اللَّه السِّمسار، وأبي
طَالِب عَبْد الوهاب بْن عَبْد الملك الفقيه الهاشمي.
وعنه: ابن الأكفاني، وعلي بْن طاهر النَّحْوي [5] ، وغيرهما.
قال ابن الأكفانيّ: ولم يكن يدري شيئًا [6] .
- حرف العين-
106- عباد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عبّاد [7] .
__________
[ (-) ] عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا 16/ 141: «الجبائي» .
[1] في تاريخ بغداد 7/ 239.
[2] وقال ابن الجوزي: «وكان ثقة من أهل السّنّة، حدّثنا عنه جماعة من
مشايخنا» . (المنتظم) وقال ابن السمعاني: شيخ ثقة كان يبيع الحنّاء،
وكان عطارا. (الأنساب 4/ 244) .
[3] قال الخطيب: سألته عن مولده فقال: لثمان خلون من المحرّم من سنة
ثلاث وثمانين وثلاثمائة، قال: وأول سماعي في سنة تسع وثمانين
وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 7/ 240) .
[4] انظر عن (الخضر بن عبد الله) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/
73 رقم 27، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 165، 166 ويقال: الخضر بن عبيد الله.
[5] وهو سئل عنه، فقال: ما عملت عليه إلّا خيرا.
[6] وزاد: وأنا لم أسمع منه.
[7] انظر عن (عبّاد بن محمد) في: جذوة المقتبس للحميدي 296، 297 رقم
672، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج 2 ق 1/ 23- 41، وبغية
الملتمس للضبّي 395، 396 رقم 1118، والكامل في التاريخ 9/ 286، 287،
والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 151، والحلّة السيراء لابن
الأبّار 2/ 39- 52 رقم 119، ووفيات الأعيان 5/ 23،
(31/147)
المعتضد باللَّه أبو عَمْرو أمير إشبيلية
ابن قاضيها أَبِي القاسم.
قد تقدَّمَ أنَّ أَهْلَ إشبيلية ملّكوا عليهم القاضي أَبَا القاسم،
وأنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثلاثين، فقام بالأمر بعده المعتضد باللَّه
[1] . وكان شَهْمًا صارمًا، جَرَى على سَنَن والده مدّة، ثُمَّ سَمَتْ
هِمَّتُهُ وَتَلَقَّبَ بالمعتضد باللَّه، وخُوطب بأمير المؤمنين.
وكان شجاعًا داهية. قَتَل من أعوان أَبِيهِ جماعةً صبرًا، وصادرَ
بعضهم، وتمكَّن من الملك، ودانت له الملوك. وكان قد اتّخذ خُشُبًا فِي
قصره، وجلّلها برءوس ملوك وأعيان ومقدَّمين [2] .
وكان يُشبَّه بأبي جَعْفَر المنصور [3] . وكان ابنه ولي العهد
إِسْمَاعِيل قد همَّ بقتل أَبِيه، وأراد اغتياله، فلم يتم له الأمر،
فقبض عليه المعتضد، وضرب عُنقه، وعهد إِلَى ابنه أَبِي القاسم
مُحَمَّد، ولقّبه المعتمد على اللَّه.
ويقال إنّه أَخَذَ مال أعمى، فنزح وجاورَ بمكّة يدعو عليه، فبلغ
المعتضد، فندبَ رجلًا، وأعطاه حُقًّا فِيهِ جملة دنانير، وطلاها
بِسُمٍّ. فَسَافَرَ إِلَى مَكَّة، وأعطى الأعمى الدنانير، فأنكر ذلك
وقال: يظلمني بإشبيليّة، ويتصدّق عليّ هُنا. ثمّ أَخَذَ دينارًا منها،
فوضعه فِي فمه فمات بعد يوم.
وكذلك فرّ منه رَجُل مؤذّن إِلَى طُلْيطُلَة، فأخذ يدعو عليه فِي
الأسحار، فبعث إليه من جاءه برأسه.
__________
[ (- 24] رقم (205) ، والبيان المغرب 3/ 204- 285، والعبر 3/ 256، وسير
أعلام النبلاء 18/ 256- 257 رقم 129، ودول الإسلام 1/ 274، والإعلام
بوفيات الأعلام 192، ومرآة الجنان 3/ 89، وفوات الوفيات 2/ 147- 149،
وفيه: «عبّاد بن إسماعيل» ، وتاريخ ابن خلدون 4/ 156- 158، وشرح رقم
الحلل لابن الخطيب 167، 172، 173، والنجوم الزاهرة 5/ 90، ونفح الطيب
4/ 242- 244، وشذرات الذهب 3/ 316- 318، ومعجم الأنساب والأسرات
الحاكمة 86.
[1] الحلّة السيراء 2/ 41.
[2] الذخيرة ج 2 ق 1/ 26، 27، فوات الوفيات 2/ 147.
[3] وقيل: كان ذا سطوة كالمعتضد العباسي ببغداد. (البيان المغرب 3/
284) .
(31/148)
وطالت أيامه إِلَى أن تُوُفّي فِي رجب [1]
فقيل إنّ ملك الفرنج سَمَّهُ فِي ثيابٍ بعث بها إليه.
وقيل: مات حتْف أنفه، وقام بعده ابنه المعتمد.
وممّا تمَّ له فِي سنة أربع وأربعين أنه سكر ليلة، وخرج فِي الليل مع
غلام، وسار نحو قرمونة، وهي بعض يوم من إشبيلية. وكان صاحب قرمونة
إِسْحَاق بن سليمان البزاليّ قد جرت معه حروب، فلم يسر حَتَّى أتى
قرمونة، وكان إِسْحَاق يشرب فِي جماعة، فأُعلِم بالمعتضد بأنه يستأذن،
فزاد تعجُّبهم، وأذِن له، فسلَّم على إِسْحَاق، وشرع فِي الأكل، فزال
عَنْهُ السُّكْر، وسُقِط فِي يده، لما بينه وبين برزال من الحرب، لكنّه
تجلّد وأظهر السّرور، وقال: أريد أن أنام.
فنوّمه فِي فراش، فتناوم، وظنوا أنه قد نام، فقال بعضهم: هَذَا كبَشٌ
سمين، واللهِ لو أنفقتم مُلْك الأندلس عليه ما قدرتُم، فإذا قتل لم تبق
شوكة تَشُوككم.
فقام منهم مُعَاذ بْن أَبِي قُرَّة، وكان رئيسًا، وقال: واللهِ لا كان،
هَذَا رجلٌ قَصَدَنا ونزلَ بنا، ولو علم أنّا نؤذيه ما أتانا
مُسْتَأْمنًا. كيف تتحدَّث عنا القبائل أَنَا قتلنا ضيفنا وخفرنا
ذمتنا؟
ثُمَّ انتبه، فقاموا وقبلوا رأسه، وجدّدوا السلام عليه، فقال لحاجبه:
أَيْنَ نَحْنُ؟
قال: بين أهلك وإخوانك.
__________
[1] كرّر المؤلّف- رحمه الله- وفاة صاحب الترجمة في هذه السنة في
مصنّفاته، وتابعه في ذلك كلّ من: اليافعي في (مرآة الجنان) وابن شاكر
الكتبي في (فوات الوفيات) ، وابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة) ، وابن
العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) . أما ابن بسّام، وابن الأثير، وابن
الأبّار، وابن خلّكان، وابن خلدون، فأرّخوا وفاته بسنة 461 هـ-.
ولم يؤرّخ الحميدي، والضبّي لوفاته، بل قال الحميدي: «كان حيّا بعد
الأربعين وأربعمائة» .
(جذوة المقتبس 297) .
وانفرد ابن عذاري المراكشي بالقول إنه توفي سنة 460 في شهر جمادى
الآخرة وسنّه إذ ذاك سبع وخمسون سنة. (البيان المغرب 3/ 283، 284) .
(31/149)
فقال: إيتُوني بدَوَاة. فأتوه بها، فكتب
لكلٍ منهم بخِلْعة وذَهَب وأفراس وخَدَم، وأمَرَ كل واحد أن يبعث رسوله
ليقبض ذلك. ثُمَّ ركب من فوره، وقاموا في خدمته.
ثمّ طلبهم بعد ستّة أشهر لوليمة، فأتاه ستون رجلًا منهم، فأنزلهم،
وأنزل مُعَاذًا عنده. ثمّ أدخلهم حمّامًا، وطيَّن بابه فماتوا كلُّهم
[1] . فعزَّ على مُعَاذ ذلك، فقال المعتضد: لا تُرَعْ فإنهم قد
حَضَرَتْ آجالُهم، وقد أرادوا قتلي، ولولاك لقتلوني، فإنْ أردت أن
أقاسمك جميع ما أملك فعلت.
فقال: أقيم عندك، وإلّا بأيّ وجهٍ أرجع إِلَى قرمونة وقد قتلتُ سادات
بني بَرْزال.
فأنزله فِي قصْر وأقطعه، وكان من كبار أمرائه. ثُمَّ كان المعتمد يجلّه
ويعظّمُه. فحدَّث بعض الإشبيليين أنه رَأَى مُعَاذًا يوم دخل يوسف بْن
تاشفين، وعليه ثوب ديباج مذهب، وبين يديه نحو ثلاثين غلامًا، وأنه رآه
فِي آخر النهار وهو مُكَتَّف فِي تِلّيسٍ.
ذكر هَذِهِ الحكاية بطولها عزيز فِي تاريخه، فإنْ صحّت فِيهِ تدل على
لُؤْم المعتضد وعسْفِه وكُفْر نفسه. وقد لقّاه اللَّه فِي عاقبته.
وحكى عَبْد الواحد بْن علي فِي تاريخه أن المعتضد كان شَهْمًا شجاعًا
داهيةً. فَقِيل إنه ادّعى أنه وقع إليه هشام المؤيد باللَّه بْن
المستنصر الأُموي، فخطب له مدّةً بالخلافة، وكان الحامل له على تدبير
هَذِهِ الحيلة ما رآه من اضطراب أَهْل إشبيلية عليه، لأنهم أنفوا من
بقائهم بلا خليفة، وبلغه أنهم يطلبون أُمَويًّا ليقيموه فِي الخلافة،
فأخبرهم بأن المؤيد باللَّه عنده بالقصر، وشهد له جماعةٌ من حَشَمه
بِذَلِك، وأنه كالحاجب له. وأمر بذِكْره على المنابر، فاستمر ذلك سنين
إِلَى أن نعاه إِلَى الناس فِي سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة.
وزعَم أنه عهد إليه بالخلافة على الأندلس، وهذا مُحَالٌ. وهشام هلك من
سنة ثلاثٍ وأربعمائة، ولو كان بقي إِلَى الساعة لكان يكون ابن مائة سنة
وسنة.
__________
[1] تاريخ ابن خلدون 4/ 157 باختصار شديد.
(31/150)
107- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ أَحْمَد بْن جَعْفَر [1] .
القاضي أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الرجاء الأصبهاني الكَوْسَج.
مفتي البلد.
وكان من الأشعرية الغُلاة.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، وعمّ أَبِيهِ الْحُسَيْن،
وعدّة.
مات فِي ربيع الأول. قاله يحيى بْن مَنْدَهْ.
108- عَبْد الرحمن بْنُ سوار بْنُ أَحْمَد بْنُ سوار [2] .
أَبُو المطرف القُرْطُبيّ، الْفَقِيهُ، قاضي الجماعة.
روى عن: أَبِي القاسم بْن دِنيال، وحاتم بْن مُحَمَّد.
استقضاه المعتمد على اللَّه بقُرْطُبة بعد ابن منظور فِي جُمَادَى
الآخرة من هَذِهِ السنة.
وتُوُفّي بعد أشهُر فِي ذي القعدة، وله اثنان وخمسون عامًا.
وكان مِن أَهْل النباهة والذكاء. لم يأخذ على القضاء أجرًا.
109- عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن رجاء [3] .
أبو القاسم بْن أَبِي العَيْش الأطْرابُلُسيّ.
حدَّث عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن أبي كامل الأطرابلسيّ [4] ، وأبي سعد
المالينيّ، وخلف الواسطي الحافظ.
ولعله آخر من حدَّث عن خَلَف.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرُّؤاسي، ومكّيّ الرُّمَيْلي، وهبة اللَّه
الشيرازيّ.
سمعوا منه بأطْرابُلُس.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن سوار) في: الصلة 2/ 237 رقم 718.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن علي الأطرابلسي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 11/ 507 و 23/ 118 و 32/ 96، وبغية الطلب لابن العديم
(المصوّر) 5/ 219، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 310 رقم 227،
وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (المخطوط) 7/ 9 أ، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 59، 60 رقم 773.
[4] وكان أخبره إجازة.
(31/151)
تُوُفّي فِي جمَادَى الأولى [1] .
11- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو نصْر الهَمَذَاني، المعروف بابن شاذي شيخ الصُّوفيّة.
روى عَنْ: أَبِيه، وابن لال، وشعيب بْن علي، وأبي سهل محمود بن عمر
العكبريّ.
قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه، وكان يسلك سبيل الملامة.
صحِب طاهرًا الجصّاص. وبلغني أنه وقَف ثمانيا وعشرين وقفة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجة.
111- عَبْد الْعَزِيز بْن مُوسَى [3] .
أبو عُمَر المَرْوَزِيّ القصاب المعلم.
قال السمعاني فيما خرج لولده عَبْد الرحيم: شيخ صالح سديد السّيرة، ومن
المعمّرين.
أدرك أبا الحسين عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الدّهّان المقرئ، وسمع
منه «السُّنَن» لأبي مُسْلِم الكجّيّ [4] .
قرأ عليه جدّي هَذَا الكتاب فِي سنة أربع وستين هَذِهِ [5] .
وروى عَنْهُ بأخرة مُحَمَّد بْن علي بن محمد الكوّاز «الملحميّ» [6] .
__________
[1] نقل ابن عساكر من خط غيث بن علي خطيب صور أن محمد بن عبد الله بن
الحسن كتب إليه من طرابلس يذكر أن أبا القاسم بن أبي العيش توفي في
جمادى الأولى سنة أربع وستين وأربعمائة.
وقال غيث: ولي إجازة من أبي القاسم.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن موسى) في: الأنساب 10/ 160، 161.
[4] وقع في المطبوع من (الأنساب 10/ 160) : «الكنجي» .
[5] ولهذا قال إنه مات في حدود سنة 465 هـ-.
[6] الملحميّ: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها
الميم، هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما.
(الأنساب 11/ 465) .
(31/152)
112- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن منده [1] .
أبو الحسن.
تقدّم في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. يُرتَّب هنا.
113- عتيق بْن عليّ بْن دَاوُد [2] .
الزّاهد أبو بَكْر الصّقلي الصُّوفيّ السَّمَنْطاريّ [3] .
أكثر التطواف.
وسمع من أَبِي القاسم الزَّيْديّ بَحرَّان، ومن أَبِي نُعَيم الحافظ،
وبُشْرى الفاتنيّ.
وصنَّف كتابًا حافلًا فِي الزُّهد فِي اثنتي عشرة مجلدة سماه «دليل
القاصدين» . وله معجم فِي جُزْءَين. وشيوخه نيِّفٌ وسبعون شيخًا.
وكان رجلًا زاهدا صالحا رحمه الله تعالى [4] .
__________
[1] تقدّم برقم (47) في وفيات سنة 462 هـ-.
[2] انظر عن (عتيق بن علي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 107-
109، رقم 36، ومعجم البلدان 3/ 253، 254، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
16/ 70، 71، إيضاح المكنون 1/ 43، 44، 479 و 2/ 699، وهدية العارفين
6518، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 276 رقم 998.
[3] السّمنطاريّ: بفتح السين المهملة والميم، وسكون النون. نسبة إلى
سمنطار قرية في جزيرة صقلّيّة، وقيل: سمنطاري الذهب بلسان أهل المغرب.
(معجم البلدان) .
[4] قال ياقوت: «الرجل الصالح العابد، له كتاب كبير في الرقائق، وكتاب
«دليل القاصدين» يزيد على عشرة مجلّدات، ذكره ابن القطاع فقال: العابد
أبو بكر عتيق بن علي بن داود المعروف بالسمنطاري أحد عبّاد الجزيرة
والمجتهدين وزهّادها العالمين وممّن رفض الأولى ولم يتعلّق منها بسبب
وطلب الأخرى وبالغ في الطلب، وسافر إلى الحجاز فحجّ وساح في البلدان من
أرض اليمن والشام إلى أرض فارس وخراسان، ولقي بها من العبّاد وأصحاب
الحديث والزّهّاد، فكتب عنهم جميع من سمع وصنّف كل ما جمع، وله في دخول
البلدان ولقياه العلماء وكتاب بناه على حروف المعجم في غاية الفصاحة،
وله في الرقائق وأخبار الصالحين كتاب كبير لم يسبق إلى مثله في نهاية
الملاحة، وفي الفقه والحديث تأليف حسان في غاية الترتيب والبيان.
وله شعر في الزهد ومكابد الزمان، فمنه قوله:
فتن أقبلت وقوم غفول ... وزمان، على الأنام يصول
ركدت فيه لا تريد زوالا، ... عمّ فيها الفساد والتضليل
(31/153)
114- علي بْن الْحُسَيْن بْن سهل [1] .
أبو الْحَسَن المَرْوَزِيّ الدِّهْقان الفقيه.
تفقَّه بمرْو على: أَبِي عاصم النافلة، وأبي نصر المحسِّن بْن أَحْمَد
الخالديّ.
وسمع جدَّه مُحَمَّد بْن الفضل.
وقدِم بغداد فسمع هبة الله بن الحسن اللالكائيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو المظفّر بْن القُشَيْريّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة [2] .
- حرف الميم-
115- الْمُبَارَك بْن الْحُسَيْن [3] .
أبو طاهر الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ الصّفّار.
كان صالحًا خيِّرًا من أَهْل نهر القلّايين.
سمع: عَبْيد اللَّه بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبا الْحُسَيْن بْن
بشْران.
وعنه: أبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مُحَمَّد بْن الطّرّاح، وأبو
المعالي بن البدن.
__________
[ (-) ]
أيّها الخائن الّذي شأنه الإثم ... وكسب الحرام ماذا تقول؟
بعت دار الخلود بالثمن البخس ... بدنيا عمّا قريب تزول
(معجم البلدان 3/ 253، 254) .
وقد سمع عتيق بصيداء: الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المعروف
بالسكن، وبصور: سليم بن أيوب الرازيّ، وله سماع بأصبهان، ودمشق،
والموصل، وبغداد، والأهواز، وحرّان، وآمد، والكرج، وبروجرد، ونهاوند،
وهمدان، وميّافارقين.
قال ابن عساكر: جمع معجم البلدان التي سمع بها الحديث في جزءين ذكر فيه
تسمية ما سمعه في كل بلد دخله عن كل شيخ، وجميع شيوخه سبعة وسبعون
شيخا. توفي يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر» . (تاريخ
دمشق 26/ 107- 109) .
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في: المنتخب من السياق 387 رقم 1306،
والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 167.
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «الدهقان المروزي أبو الحسن قاضيها، قدم
نيسابور قدمات، وروى ونزل مدرسة المشطي سنة سبع وخمسين. وتوفي بمرو» .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/154)
مات فِي شعبان.
116- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور [1] .
أبو بَكْر القَيْسيّ الإشبيليّ.
روى عن: أَبِي القاسم بْن عُصْفُور الحضْرميّ الزّاهد، ومحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَن العوّاد.
وولي قضاء قُرْطُبة للمعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عَبّاد.
وكان عدْلًا فِي أحكامه.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْوَلِيد بْن طريف.
117- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الصمد بن المهتدي باللَّه [2] .
أبو الْحَسَن الهاشمي العباسي، خطيب جامع المنصور.
كان عَدْلًا نبيلًا، يلبس القَلانس الدّنيَّة.
روى عن: أَبِي الْحَسَن بْن رزْقُوَيْه، وغيره.
وعنه: أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، ويحيى بْن الطّرّاح.
قال الخطيب: كان صدوقا، كتبتُ عَنْهُ. وقرأ القرآن على أَبِي القاسم
الصّيدلانيّ رحمه الله [3] .
__________
[1] انظر عن (مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور) في: الصلة
لابن بشكوال، 2/ 547 رقم 1197 وفيه: «مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى
بْن مُحَمَّد بن منظور ... » .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الهاشمي) في: تاريخ بغداد 2/ 356، رقم 287،
والمنتظم 8/ 274، 275 رقم 321 (16/ 141، 142 رقم 3416) ، والكامل في
التاريخ 10/ 72، والبداية والنهاية 12/ 105، والنجوم الزاهرة 5/ 90.
[3] عبارة الخطيب في تاريخه: «حدّث شيئا يسيرا عن الحسين بن أحمد بن
عبد الله بن بكير. وكان صدوقا شهد عند قاضي القضاة وأبي عبد الله بن
شاكر، وقبلاه، وكتبت عنه وسألته عن مولده، فقال: سنة أربع وثمانين
وثلاثمائة. قال لي: وقرأت القرآن على أبي القاسم بن الصيدلاني، وسمعت
منه ولم يكن عنده عنه شيء» .
وقال ابن الأثير: «وكان قد أضرّ ... وكان إليه قضاء واسط، وخليفته
عليها أبو محمد بن السمال» ؟ (الكامل 10/ 72) .
(31/155)
118- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شاذة بْن
جَعْفَر [1] .
أبو عَبْد اللَّه الأصبهاني القاضي بدُجَيْل.
تفقه على مذهب الشافعي.
وسمع: أَبَا سعد الماليني، وحدَّث.
وكان ثقة صالحًا.
وسمع أيضًا أَبَا عُمَر بْن مَهْدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الأنصاريّ، ومفلح الدُّومي [2] ، ويحيى بْن
الطّرّاح 119- مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] .
أبو عَبْد اللَّه المَرْوَزِي، المقرئ.
حدَّث عن، أَبِي الفتح بْن ودعان المَوْصِليّ بجزءين. قاله ابن
الأكفاني.
120- مُحَمَّد بْن عَقِيل بْن أَحْمَد بْن بُنْدار [4] .
أبو عَبْد اللَّه الخُراساني، ثُمَّ الدَّمشقي، المعروف بابن
الكُرَيْديّ.
سمع: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَبِي الحديد، وأبا
مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
وتُوُفّي بصور.
روى عنه: هبة الله بن الأكفاني.
121- محمد بْن عليّ بْن الْحَسَن بْن زكريّا [5] .
أبو سَعِيد الطُّرَيْثيثي [6] ، المعروف بابن زهراء، أخو أَبِي بكر
أحمد بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن شاذة) في: المنتظم 8/ 275 رقم 322 (16/
142 رقم 3417) ، والبداية والنهاية 12/ 105 وفيه تحرّف اسم «شاذة» إلى
«شارة» (بالراء المهملة) ، وفي المنتظم: «شاده» .
[2] الدّوميّ: بضم الدال المهملة والميم بينهما الواو، هذه النسبة إلى
دومة الجندل، وهو موضع فأصل بين الشام والعراق. (الأنساب 4/ 367) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عقيل) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 58
رقم 90.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] الطريثيثي: بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة
من تحتها باثنتين، وبعدها
(31/156)
سمع: أَبَا القاسم الخرمي، وأبا الْحَسَن
بْن مَخْلَد البزّاز.
رَوَى عَنْهُ: المعمر بْن مُحَمَّد البيع.
ومات فِي سلْخ رجب.
122- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [1] .
أبو بَكْر النَّيْسابوري [2] المعدّل.
كان عابدًا خائفًا ورِعًا.
سمع: أَبَا الْحَسَن العلوي، وأبا يَعْلَى المهلّبيّ [3] .
رَوَى عَنْهُ: زاهر الشّحّامي، وغيره [4] .
- حرف النون-
123- نصر بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [5] .
أبو الفتح البالسيّ الجوهريّ.
حدَّث بجزء عن عَبْد الواحد بْن شماس الدّمشقيّ.
__________
[ (-) ] الثاء المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى. هذه
النسبة إلى طريثيث وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور بها قرى كثيرة،
ويقال لها بالعجمية «ترشيز» . (الأنساب 8/ 238) .
[1] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: المنتخب من السياق 63 رقم 126.
[2] قال عبد الغافر في نسبته: «الحريري» .
[3] وقع في المطبوع من (المنتخب) . «المهبلي» .
[4] قال عبد الغافر الفارسيّ: الدّين، العدل، الرضى، الثقة من
المحتاطين في الدين معيشة وأكلا ... ما روى إلّا القليل» .
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/157)
الكنى
124- أبو طَالِب بْن عمار [1] .
قاضي طرَابُلس.
كان قد استولى على طرَابُلس، واستبدَّ بالأمور إلى أن مات في رجب من
السّنة، فقام مكانه ابن أَخِيهِ جلال المُلْك أبو الْحَسَن بْن عمار،
فضبطها أحسن ضبْط [2] ، وظهرت شهامته [3] .
__________
[1] انظر عن (أبي طالب بن عمّار) في: كتاب التفضيل للكراجكي 8 وفيه
اسمه: «عبد الله بن محمد بن عمّار المعروف بالقاضي الجليل أبي طالب» ،
والفقيه والمتفقّه للخطيب 39 و 236 وفيه: «أبو علي الحسن بن أحمد بن
عمّار» ، والكامل في التاريخ 10/ 71، والإنصاف والتحرّي في دفع الظلم
والتجرّي عن أبي العلاء المعري (مخطوطة دار الكتب المصرية- الخزانة
التيمورية) ورقة 50، وفيه: «أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عمّار» ،
والأعلاق الخطيرة لابن شدّاد (قسم سورية ولبنان والأردن وفلسطين) ص
107، وفيه: «أبو الحسن بن علي بن محمد بن عمّار» ، ومرآة الزمان لسبط
ابن الجوزي (مخطوط) ج 12 ق 2/ 138 (حوادث سنة 464 هـ-) ، وفيه: «عبد
الله بن محمد بن عثمان بن الحسين بن قيدس أبو طالب القاضي أمين الدولة»
، وديوان ابن الخياط الدمشقيّ 22 وفيه: «أبو الحسن علي بن محمد بن
عمّار» ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 95، وزبدة الحلب 2/ 35، وديوان
ابن حيّوس 1/ 132، والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، وتاريخ ابن الوردي
1/ 375، وتاريخ سلاطين المماليك لمؤرّخ مجهول، نشره زترستين 246،
وتاريخ ابن الفرات 8/ 77، واتعاظ الحنفا 2/ 47، 266، 307، وفيه: «عبد
الله بن محمد بن عمّار بن الحسين بن قندس بن عبد الله بن إدريس بن أبي
يوسف الطائي» ، وفي موضع آخر منه: «أبو طالب عبد الله بن عمّار بن
الحسين» ، والإنافة في معالم الخلافة 1/ 345، والنجوم الزاهرة 5/ 89،
والذريعة إلى تصانيف الشيعة 3/ 105، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في
القرن الخامس) 109، 132 وخطط الشام لمحمد كردعلي 6/ 191، ودائرة
المعارف الإسلامية (مادّة بني عمّار) 353، ومعجم الأنساب والأسرات
الحاكمة لزامباور 1/ 160، وطرابلس الشام في التاريخ الإسلامي للدكتور
سيد عبد العزيز سالم 69، ولبنان من الفتح العربيّ لمحمد علي مكي
(الطبعة الأولى) ص 100، وكتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال
العصور الوسطى 266- 268، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر
العصور (الطبعة الثانية) ج 1/ 337- 352 وفيه مصادر أخرى، ودراستنا في
مجلّة تاريخ العرب والعالم، بيروت العدد 30، نيسان 1981 بعنوان أسرة
بني عمّار في طرابلس ص 3- 10، والعدد 31 أيار 1981 ص 3- 10، وكتابنا:
دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجريّ 23- 26.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 71.
[3] قال ابن شدّاد في أبي طالب ابن عمّار: «وكان ابن عمّار هذا من أعقل
الناس، وأسدّهم رأيا، فقيها على مذهب الشيعة. وكانت له دار علم
بأطرابلس، فيها ما يزيد على مائة ألف كتاب
(31/158)
__________
[ (-) ] وقفا. وهو الّذي صنّف كتاب «ترويج الأرواح ومفتاح السرور
والأفراح» المنعوت بجراب الدولة» . (الأعلاق الخطيرة 107، تاريخ ابن
الفرات 8/ 77) .
وقال سبط ابن الجوزي: «القاضي أمين الدولة الحاكم على طرابلس والمتولّي
عليها، كان عظيم الصدقة، كثير المراعاة للعلويّين، تفرّد بذلك في زمانه
ولم يدانه أحد من أقرانه» . (مرآة الزمان ج 12 ق 2/ ورقة 138) .
وقال ابن الفرات: «وكان ابن عمّار هذا رجلا عاقلا فقيها سديد الرأي» .
(تاريخ ابن الفرات 8/ 77) .
وقد رثاه الشاعر «ابن حيّوس» في ديوانه بقصيدة وهو يعزّي ابن أخيه جلال
الملك صاحب طرابلس: أولها:
ذد بالعزاء الهمّ عن طلباته ... لا تسخطنّ الله في مرضاته
لك من سدادك مخبر بل مذكّر ... إن الزمان جرى على عاداته
وفيها:
صبرا جلال الملك تحمد غب ما ... خوّلته فالصبر من آلاته
لا تشعرنّ الدهر أنك جازع ... من فعله فيلجّ في غدراته
فلأنت مجد ملوك دهرك فليعد ... عن قوله من قال مجد قضاته
(ديوان ابن حيّوس 1/ 132، مرآة الزمان ج 12 ق 2/ 138) .
(31/159)
سنة خمس وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
125- أَحْمَد بْن الْحسَن بْن عَبْد الودود بْن عَبْد المتكبر بْن
مُحَمَّد بْن هارون بْن المهتدي باللَّه [1] .
الخطيب أبو يَعْلَى العباسي.
من سراة البغداديين.
سمع: جدّه عَبْد الودود، وابن الفضل القطّان.
وعنه: قاضي المَرِسْتان.
وسمع منه أيضًا الحُمَيْدي، وغيره عَنْ أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن المتيم.
تُوُفي فِي شوّال.
126- أَحْمَد بْن الفضل بْن أَحْمَد [2] .
أبو الْعَبَّاس الأصبهاني الجصّاص.
سمع: ابن رزقوَيْه البزّاز، وعلي بْن أَحْمَد الرّزّاز ببغداد، وأبا
سَعِيد النّقّاش بإصبهان.
وسمع بمرْو، وبلْخ، وسَمَرْقَنْد فأكثر.
127- ألْب أرسلان بْن جُغْري بك، واسمه داود بن ميكائيل بن
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن عبد الودود) في: المنتظم 8/ 279 رقم 324
(16/ 147 رقم 3419) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/160)
سلجوق بْن تُقاق بْن سلجوق [1] .
السّلطان عَضُد الدولة أبو شجاع، الملقَّب بالعادل. واسمه بالعربي
مُحَمَّد بْن دَاوُد.
أصله من قرية يُقَالُ لها النور. وتُقاق: بالعربي قوس حديد. وهو أول
مَن دخل فِي الْإِسْلَام [2] .
وألْب أرسلان أول مَن ذُكر بالسلطان على منابر بغداد.
قدِم حلبَ فحاصرها فِي سنة ثلاثٍ وستين، حَتَّى خرج إليه محمود بْن نصر
بْن صالح بن مرداس صاحبها مع أمّه، فأنعم عليه بحلب، وسارَ إِلَى الملك
ديوجانس، وقد خرج من القسطنطينية، فالتقاه وأسره، ثُمَّ مَنَّ عليه
وأطلقه [3] .
ثُمَّ سار فغزا الخَزَر، والأبخاز [4] . وبلغ ما لم يبلغ أحدٌ من
الملوك.
وكان ملكًا عادلًا، مَهِيبًا، مطاعا، معظَّمًا. ولي السَّلطنة بعدَ
وفاة عمّه طُغْرُلْبَك بْن سلْجُوق فِي سنة سبْعٍ وخمسين [5] . وبلغ
طغرلبك من العمر نيّفا وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (ألب أرسلان) في: تاريخ حلب للعظيميّ 348 (16) ، والمنتظم
8/ 279 رقم 325 (16/ 147 رقم 3420) ، وتاريخ الفارقيّ 197، والكامل في
التاريخ 10/ 73، 74، وتاريخ دولة آل سلجوق 30، 33، 39- 49، وآثار
البلاد وأخبار العباد للقزويني 447، وزبدة التواريخ للحسيني 77- 119،
والإنباء في تاريخ الخلفاء 196، 199، 200، وزبدة الحلب 1/ 244، وبغية
الطلب لابن العديم (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 16- 39، وتاريخ
الزمان لابن العبري 113، وتاريخ مختصر الدول، له 186، وذيل تاريخ دمشق
لابن القلانسي 106، ووفيات الأعيان 5/ 69- 71، ونهاية الأرب للنويري
26/ 318، 319، والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، 189، والإعلام بوفيات
الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 414، 418 رقم 210، والعبر 3/ 256،
257، ودول الإسلام 1/ 274، والدرّة المضيّة 398، وتاريخ ابن الوردي 1/
375، ومرآة الجنان 3/ 89، 90، والوافي بالوفيات 2/ 308، 309، ومآثر
الإنافة 341، 347، 348، والبداية والنهاية 12/ 107، وتاريخ ابن خلدون
3/ 471، والنجوم الزاهرة 5/ 92، 93، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب
3/ 318، 319، وأخبار الدول 2/ 163، ولبّ التواريخ للقزويني 106، وتاريخ
گزيدة لحمد الله مستوفي القزويني 433، والسلاجقة 36، ومعجم الأنساب
والأسرات الحاكمة 80.
[2] بغية الطلب 16.
[3] بغية الطلب 17.
[4] بغية الطلب 17.
[5] في بغية الطلب 16: «استقرّ في السلطنة حين توفي عمّه السلطان
طغرلبك في النامن من شهر
(31/161)
قال عَبْد الواحد بْن الحُصَيْن [1] : سار
ألْب أرسلان فِي سنة ثلاثٍ وستين إِلَى ديار بَكْر، فخرج إليه نصر بْن
مروان، وخَدَمه بمائة ألف دينار. ثُمَّ سار إِلَى حلب ومنَّ على ملكها.
ثُمّ غزا الروم، فصادف مقدّم جيشه عند خِلاط عشرة آلاف، فانتصَر عليهم،
وأسَر مقدّمهم. والتقى ألْب أرسلان وعظيم الروم بين خِلاط ومَنَازكُرْد
فِي ذي القعدة من العام، وكان فِي مائتين ألوف، والسّلطان فِي خمسة عشر
ألفًا. فأرسل إليه السلطان فِي الهدْنة. فقال الكلب: الهُدْنةُ تكون
بالرّيّ. فعزم السلطان على قتاله، فلقِيَه يوم الجمعة فِي سابع ذي
القعدة، فنُصِر عليه، وقَتَل فِي جيشه قتلًا ذريعًا، وأسره ثمّ ضربه
ثلاث مقارع، وقطع عليه ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، وأيّ وقعت
طلبه السلطان بعساكره حضر، وأن يُسلم إليه كلّ أسير من المسلمين عنده
[2] . وأعزَّ اللَّه الْإِسْلَام وأذلَّ الشِّرْك.
وكان السلطان ألْب أرسلان فِي أواخر الأمر من أعدل الناس، وأحسنهم
سيرة، وأرغبهم فِي الجهاد وَفِي نصر الدين. وقنعَ من الرّعّية بالخراج
الأصليّ [3] . وكان يتصدَّق فِي كل رمضان بأربعة آلاف دينار ببلْخ،
ومرْو، وهَراة، ونَيْسابور، ويتصدق بحضرته بعشرة آلاف دينار [4] .
ورافعَ بعضُ الكُتّاب نظامَ المُلْك بقصة، فدعا النّظَّامَ وقال له:
خُذْ هَذِهِ الورقة، فإنْ صدقوا فيما كتبوه فهذِّب أحوالك، وإنْ كذبوا
فاغفر لكاتبها وأَشْغِلْهُ بمهمٍ من مهمات الديوان حَتَّى يُعْرِض عن
الكذب [5] .
وغزا السلطان في أوّل سنة خمس وستين جيْحُون. فعبر جيشه فِي نيِّفٍ
وعشرين يومًا من صَفَر، وكان معه زيادة على مائتي ألف فارس [6] ، وقصد
شمس
__________
[ (-) ] رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة» .
[1] روايته في (بغية الطلب 29) مع اختلاف في بعض الألفاظ وزيادة.
[2] بغية الطلب 31.
[3] في نوبتين من كل سنة.
[4] زبدة التواريخ 77، بغية الطلب 35.
[5] زبدة التواريخ 77، بغية الطلب 35.
[6] بغية الطلب 36، وفي (زبدة التواريخ 117) : «وكان معه مائة ألف فارس
مقاتل، خارجا عن الحشم والغلمان والسواد» .
وانظر: الكامل في التاريخ 10/ 25، والمنتظم 8/ 196.
(31/162)
المُلْك تِكِين بْن طمغاج [1] . وأتاه
أعوانه بوالي قلعة اسمه يوسف الخُوارَزْمي، وقربوه إِلَى سريره مع
غلامين، فأمر أن تُضرب له أربعة أوتاد وتُشدّ أطرافه إليها، فقال يوسف
للسلطان: يا مخنث، مثلي يُقتل هَذِهِ القتلة [2] ؟ فغضب السلطان، فأخذ
القوس والنشاب وقال: حُلّوه.
ورماه فأخطأه، ولم يكن يُخْطئ له سهم، فأسرع يوسف إليه إِلَى السرير
[3] ، فنهض السلطان، فنزل فعثر وخرَّ على وجهه، فوصل يوسف، فبرك عليه
وضَرَبه بسِكَينٍ كَانَتْ معه فِي خاصرته [4] ، ولحِق بعضُ الخَدَم
يوسف فقتلوه، وحُمِل السلطان وهو مُثْقَل، وقضى نَحْبَه. وجلسوا لعزائه
ببغداد فِي ثامن جُمَادَى الآخرة [5] ، وعاش أربعين سنة وشهرين. وعهد
إلى ابنه ملك شاه، ودُفن بمرْو.
ونقل ابن الأثير [6] : أنّ أَهْل سَمَرْقَنْد لما بلغهم عبور السلطان
النَّهر [7] تجمّعوا ودَعُوا اللَّه تعالى، وختموا ختمات، وسألوا
اللَّه أن يكفيهم أمره، فاستجاب لهم.
وقيل إنه قال: لما كان أمس صعدتُ إِلَى تلّ، فرأيت جيوشي، فقلتُ في
__________
[1] بغية الطلب 36، وفي زبدة التواريخ 117: «شمس الملوك صاحب طمغاج» .
وهو: شمس الملك أبو الحسن نصر الأول بن إبراهيم (1068- 1080 م) . يذكره
ابن الأثير وهو يتحدّث عن «ما وراء النهر وصاحبه شمس الملك تكين» (10/
25) وفي موضع آخر:
«التكين صاحب سمرقند» (10/ 26) ، وفي مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 196:
«شمس الملك تكين بن طغماج صاحب سمرقند، بخارى وما وراء النهر» .
[2] بغية الطلب 36، وفي زبدة التواريخ 118: «يا مخنّث، هكذا تقتل
الرجال» ؟.
[3] في بغية الطلب: «سدّة» ، وكذا في زبدة التواريخ.
[4] زاد الحسيني في (زبدة التواريخ 118) : «وكان سعد الدولة كوهرائين
واقفا فجرحه يوسف عدّة جراحات، ولم يفتر، ولحق يوسف فرّاش أرمني ضربه
بالمرزبة على رأسه فقتله، وتلاحقت الأتراك فقطّعوه بالسيوف» .
[5] في زبدة التواريخ 119 «وعاش السلطان بعد، ثلاثة أيام، وتوفي يوم
السبت سلخ ربيع الأول سنة خمس وستين وأربع مائة، وكانت مدّة ملكه عشر
سنين» .
وانظر: بغية الطلب 38، 39.
[6] في الكامل 10/ 73.
[7] زاد في (الكامل) : «وما فعل عسكره بتلك البلاد لا سيّما بخارى،
اجتمعوا، وختموا» .
(31/163)
نفسي أنا ملك الدّنيا، ومَن يقدر عليَّ؟
فعجَّزني اللَّه بأضعف من يكون. فأنا أستغفر اللَّه من ذلك الخاطر [1]
.
- حرف الباء-
128- بَكْر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سهل [2] .
أبو علي النيسابوري الصوفي المعروف بالسبعي [3] .
وسئل عن ذلك فقال: كَانَتْ لي جدة أَوْصَتْ بسُبع مالها، فاشتهر
بِذَلِك.
قدِم فِي هَذَا العام، فحدَّث عن: أَبِي بَكْر الحِيري [4] ، وجماعة
[5] .
- حرف الحاء-
129- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن فهد ابن العلّاف [6] .
عمّ عَبْد الواحد.
سمع منه سنة إحدى وأربعين جزءا. وعاش فوق المائة.
وكان صالحا عابدا كثير التّلاوة للختمة.
حدّث عنه: أبو غالب بن البنّاء.
130- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد [7] .
القاضي أبو نصر ابن القاضي أَبِي الْحُسَيْن قاضي الحرمين
النّيسابوريّ.
__________
[1] العبارة في (الكامل 10/ 74) : «ولما جرح السلطان قال: ما من وجه
قصدته، وعدوّ أردته، إلّا استعنت باللَّه عليه، ولما كان أمس صعدت على
تلّ، فارتجت الأرض تحتي من عظم الجيش وكثرة العسكر، فقلت في نفسي: أنا
ملك الدنيا، وما يقدر أحد عليّ، فعجّزني الله تعالى بأضعف خلقه، وأنا
أستغفر الله تعالى، وأستقيله من ذلك الخاطر» .
[2] انظر عن (بكر بن محمد) في: الأنساب 7/ 32، والمشتبه في أسماء
الرجال 1/ 351 وفيه:
«بكر بن محمد بن سهل» بإسقاط «أبي» .
[3] السّبعيّ: بضم السين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة من
تحتها، والعين المهملة.
[4] في (الأنساب) : «ورد بغداد وحدّث بها بجزء من فوائد الفقيه أبي
عثمان سهل بن الحسين النيسابورىّ سنة خمس وستين وأربعمائة» .
قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ: قرأت بخط أبي: سألت أبا علي بكر بن
أبي بكر السبعي عن مولده، فقال: في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ... » .
[5] أرّخ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- وفاته بسنة 475 هـ-. (المشتبه 1/
351) فإن كان كذلك فينبغي أن تحوّل هذه الترجمة من هنا إلى الطبقة
التالية.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (الحسين بن أحمد) في: المنتخب من السياق 200 رقم 592.
(31/164)
سمع من: أَبِي مُحَمَّد المَخْلَدي، وأبي
زكريّا الْجَرْمي، وطبقتهما.
وتفقه على القاضي أَبِي الهيثم.
وولي قضاء قاين [1] مدة.
وتُوُفّي فِي تاسع ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة وأَشْهُر [2] .
131- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن ابن الأمير صاحب الموصل
ناصر الدولة أَبِي مُحَمَّد الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد
بْن الأمير ناصر الدولة حفيد الأمير ناصر الدولة بْن حمدان [3] .
توثَّب على الدّيار المصرية، وجَرَت له أمور طويلة وحروب ذكرناها فِي
الحوادث [4] وكان عازمًا على إقامة الدعوة العباسية بمصر، وتهيَّأت له
الأسباب، وقهر المستنصر العبّيْدي، وتركه على برد الدّيار، وأخذ
أمواله، كما ذكرنا.
ثُمَّ وثبَ عليه إِلْدِكْز التُّركي فِي جماعة، فقتلوه فِي هَذِهِ
السَّنَة [5] .
وقد ولي إمرةّ دمشق [6] هُوَ وأبوه ناصر الدّولة وسيفها [7] . والله
أعلم.
__________
[1] قاين: بعد الألف ياء مثنّاة من تحت، وآخره نون. بلد قريب من طبس
بين نيسابور وأصبهان.
كذا قال ابن السمعاني.
وقال ابن عبد الله البشاري: قاين قصبة قوهستان صغيرة ضيّقة غير طيّبة،
لسانهم وحش وبلدهم قذر ومعاشهم قليل إلّا أن عليهم حصنا منيعا. (معجم
البلدان 4/ 301) .
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: ولم أسمع منه شيئا وإن سمعت فلم أظفر به.
[3] انظر عن (الحسين بن الحسن بن حمدان) في: الكامل في التاريخ 10/ 80-
88، وفيه: «أبو علي الحسن بن حمدان» ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي
83 وفيه: «أبو محمد الحسن بن الحسين بن حمدان» 87، 90، 93، 95، 109،
وأخبار مصر لابن ميسر 2/ 22، ونهاية الأرب 28/ 226 وفيه: «الحسن» ، وفي
الأصل المخطوط: «الحسين» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 335، 336 رقم 156،
ومرآة الجنان 3/ 90، واتعاظ الحنفا 2/ 309، 310 وفيه «الحسن» ، والوافي
بالوفيات 12/ 357، 358، والنجوم الزاهرة 5/ 13، 15، 19، 21، 83، 90، 91
وفيه: «الحسن بن الحسين بن حمدان» .
[4] انظر حوادث سنة 465 هـ-.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 87، نهاية الأرب 28/ 232، اتعاظ الحنفا 2/
310، المواعظ والاعتبار 1/ 484، و 2/ 364، النجوم الزاهرة 5/ 91.
[6] وليها في سنة 433 هـ-. (ذيل تاريخ دمشق 83) ثم في سنة 450 هـ-.
(ذيل تاريخ دمشق 86) و (أمراء دمشق 27 رقم 91) .
[7] أمراء دمشق 26 رقم 88.
(31/165)
132- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الهاشمي
الْبَغْدَادِيّ [1] .
أبو مُحَمَّد الدّلّال.
ليس بثقة ولا معروف.
حدّث عن الدّار الدّارَقُطْنيُّ بجزء عُهْدَتُهُ عليه.
مات فِي ربيع الآخر. وولد سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
قال ان خَيْرون: فِيهِ بعض العُهْدة [2] .
133- حَمْزَة بْن مُحَمَّد [3] .
الشريف أبو يَعْلَى الْجَعْفريُّ الْبَغْدَادِيُّ، من أولاد جعفر بن
أبي طالب.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد الهاشمي) في: المنتظم 8/ 279، 280 رقم 327
(16/ 148 رقم 3422) ، والمغني في الضعفاء 1/ 175 رقم 1570، وميزان
الاعتدال 1/ 547 رقم 2050، ولسان الميزان 2/ 311 رقم 4277.
[2] قال ابن حجر: «عن أبي الحسن الدار الدّارقطنيّ، متّهم، بالكذب، لا
شيء ذكره الخطيب» .
أقول: لم أجده في (تاريخ بغداد) .
وقال ابن حجر أيضا: «ما رأيت من اتّهمه بالكذب إلّا هبة الله السقطي،
فإنه ذكره في شيوخه، فقال: كان يزعم أن سمع من الدار الدّارقطنيّ،
وحدّث عنه بجزء سمعه من ابن خيرون وجماعة، ولم يصحّ عندي سماعه منه،
وحدّث بعد ذلك بثلاث سنين عن أبي علي بن شاذان، وكان يخلط، وليس من أهل
هذا الشأن. قلت: والسقطي لا يوثق به، لكن قال ابن خيرون: حدّث عن الدار
الدّارقطنيّ بجزء فيه بعض العهدة.
مات سنة خمس وستين وأربع مائة. وقال: مولده سنة ست وسبعين وثلاث مائة»
. (لسان الميزان 2/ 311) .
ولقد وقع في (المغني في الضعفاء 1/ 175) أنه مات سنة 468 هـ!.
وقال ابن الجوزي «توفي يوم الأحد رابع عشرين ربيع الآخر، ومرّ بجنازته
في الكرخ، وجرت فتنة عظيمة» ! (المنتظم) .
[3] انظر عن (حمزة بن محمد) في: فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم
لابن بابويه 62 رقم 135 وفيه كنيته «أبو طالب» واسمه: «حمزة بن محمد بن
عبد الله الجعفري» ، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 108 وفيه أيضا
كنيته «أبو طالب» (في ترجمة: إبراهيم بن الحسين بن محمد المشّاط
الصوفي) ، والمسند لعبد الوهاب الكلابي (المطبوع ملحقا بمناقب أمير
المؤمنين علي لابن المغازلي) ص 267 وفيه: «أبو طالب حمزة بن محمد بن
عبد الله بن محمد بن الحسن الجعفري» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 141، 142
رقم 76، والوافي بالوفيات 13/ 176، 177 رقم 203، ولسان الميزان 2/ 360
رقم 1468، وروضات الجنات 2/ 373، وأعيان الشيعة 28/ 59 رقم 5838
(والطبعة الجديدة) 6/ 251، ومعجم المؤلفين 40/ 80.
(31/166)
كان من كبار علماء الشيعة. لزِم الشَّيخَ
المفيد [1] ، وفاق فِي علم الأصلين والفقه على طريقة الإمامية.
وزوّجه المفيد بابنته، وخصَّه بكُتُبه.
وأخذ أيضًا عن السّيّد المرتضى [2] ، وصنَّف كُتُبًا حسانًا. وكان من
صالحي طائفته وعُبّادهم وأعيانهم.
شيَّع جنازته خلق كثير، وكان من العارفين بالقراءات. وكان يحتجّ على
حَدَث القرآن بدخول الناسخ والمنسوخ فيه [3] .
ذكره ابن أبي طيِّئ [4] .
- حرف الطاء-
134- طاهر بْن عَبْد اللَّه [5] .
أبو الرَّبِيع الإيْلاقيّ التُّركيّ. وإيْلاق هِيَ قصبة الشّاش.
كان من كبار الشّافعيّة، له وجه [6] .
__________
[1] الشيخ المفيد هو: أبو عبد الله محمد بن النعمان البغدادي الشيعي،
المتوفى سنة 413 هـ-. وقد تقدّمت ترجمته في تلك السنة من تراجم هذا
الكتاب وفيها المصادر.
[2] المرتضى هو: الشريف علي بن الحسين الموسوي العلويّ، المتوفى سنة
436 هـ-. وقد مرّت ترجمته ومصادرها في موضعها من هذا الكتاب.
[3] علّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على ذلك فقال: «فأمّا ما زعمه من
حدث القرآن، فإن عنى به خلق القرآن، فهو معتزليّ جهميّ، وإن عنى بحدوث
إنزاله إلى الأمّة على لسان نبيّها صلّى الله عليه وسلم، واعترف بأنه
كلام الله ليس بمخلوق، فلا بأس بقوله، ومنه قوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ
من ذِكْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ
يَلْعَبُونَ 21: 2 [سورة الأنبياء، الآية 2] . أي محدث الإنزال إليهم»
.
(سير أعلام النبلاء 18/ 142) .
[4] في كتابه «تاريخ الشيعة» وهو مفقود.
[5] انظر عن (طاهر بن عبد الله) في: طبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي
113، والأنساب 1/ 406، ومعجم البلدان 1/ 291، واللباب 1/ 98، وتهذيب
الأسماء واللغات 2/ 230، 231، رقم 344، وسير أعلام النبلاء 18/ 326 رقم
149، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 50، وطبقات الشافعية للإسنويّ
1/ 62، 63، والعقد المذهب 60، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 253
رقم 209، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 166، وفيه: «طاهر بن محمد بن
عبد الله» ، وشذرات الذهب 3/ 325.
[6] قال الإمام النووي: «ومن مسائله المستفادة ما حكيته عنه في
«الروضة» ووافقه عليه رفيقه
(31/167)
رحل وتفقَّه على أَبِي بَكْر القفال،
وببُخَاري على الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّه الحليمي، وحدَّث عَنْهُمَا
وعن أَبِي نُعَيْم الأزهري.
وكان إمام بلاد التُّرْك.
عاش ستًا وتسعين سنة.
- حرف العين-
135- عَائِشَة بِنْت أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البِسْطامي،
ثُمَّ النَّيْسابوريّ [1] .
إنْ لم تكن ماتت فِي هَذِهِ السنة، وإلا ففي حدودها.
سمعت: أبا الحسين الخفّاف، وغيره.
روى عَنْهَا: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وزاهر الشّحّامي،
وأخوه وجيه، ومحمد بْن حمُّوَيْه الْجُوَيْني، وآخرون.
وكان أبوها من كبار الأئمة رحمه اللَّه، مرَّ سنة ثمانٍ وأربعمائة.
136- عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم [2] .
الفقيه أبو حاتم الأبْهَري المالكي.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي جَعْفَر، وأبي مُحَمَّد بْن أَبِي زكريا البيع،
وأبي الحسين ابن بشْران، وأهل بغداد.
قال شيروَيْه: قدِم علينا فِي ذي القعدة همذان، وسمعتُ منه، وكان ثقة.
137- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [3] .
أبو المطرّف الطّليطليّ. عرف بابن الببرولة [4] .
__________
[ (-) ] القاضي حسين وغيره أنه لو غلت الخمر وارتفعت إلى أعلى الدّنّ
ثم نزلت ثم تخلّلت طهر الموضع الّذي ارتفعت إليه كما يطهر ما يلاحقها»
. (تهذيب الأسماء 2/ 231) .
[1] انظر عن (عائشة بنت أبي عمر) في: المنتخب من السياق 404 رقم 1377،
وسير أعلام النبلاء 18/ 425 رقم 215، وأعلام النساء لكحّالة 3/ 187.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 338 رقم
719.
[4] هكذا ضبطها في الأصل بفتح الباء المنقوطة من تحتها بواحدة، وأضاف
باء ثانية ساكنة.
(31/168)
سمع: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الخُشَني،
وخَلَف بْن أَحْمَد، وأبي بَكْر بْن زُهْر، وأبي عُمَر بْن سُمَيْق.
وكان من أَهْل الذّكاء والفصاحة. كان يعِظ الناس.
تُوُفّي فِي ربيع الأول. وكان سليم الصَّدر، حَسَن السّيرة.
138- عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن
المأمون [1] .
أبو الغنائم الهاشمي الْبَغْدَادِيّ.
قال السّمعانيّ [2] : كان ثقة، صدوقا نبيلا، مهيبا، كثير الصّمت،
وتعلوه سكينة ووقار. وكان رئيس بيت بني المأمون وزعيمهم. طعن فِي
السِّن، ورحلَ الناسُ إليه، وانتشرت روايته في الآفاق.
سمع: الدّار الدارَقُطْني، وأبا الحسن السُّكّري، وأبا نصر المُلاحمي،
وجدّه أَبَا الفضل بْن المأمون، وأبا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن
حَبَابَة.
روى لنا عَنْهُ: يُوسُفَ بْنُ أَيُّوبَ الهَمَذَانيّ، وَمُحَمَّد بْنُ
عَبْد الباقي الفرضي، وَعَبُدَ الرحمن بْنُ مُحَمَّد القزاز،
وَغَيْرِهِمْ قَالَ الخطيب [3] : كان صدوقًا، كتبتُ عَنْهُ. سَأَلتُ
أَبَا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الحافظ، عن أَبِي الغنائم،
فقال: شريف، محتشم، ثقة كثير السّماع.
وقال عَبْد الكريم بْن المأمون: وُلِد أخي أبو الغنائم فِي سنة ستٍّ
وسبعين وثلاثمائة.
وقال غيره، سنة أربعٍ.
وقال شجاع الذُّهْليّ: توفّي في سابع عشر شوّال.
__________
[ (-) ] والتصحيح من (الصلة) وفيه بكسر أوله.
[1] انظر عن (عبد الصمد بن علي) في: تاريخ بغداد 11/ 46 رقم 5727،
والمنتظم 8/ 280 رقم 329 (16/ 149 رقم 3424) ، والعبر 3/ 259، ودول
الإسلام 1/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/
221، 222 رقم 107، ومرآة الجنان 3/ 90، 91، وشذرات الذهب 3/ 319.
[2] لعلّ قوله في (ذيل الأنساب) .
[3] في تاريخه 11/ 46.
(31/169)
قلت: ورَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدي، وأُبَيّ
النَّرْسِي، وأحمد بْن ظَفَر المَغَازِلي، وأبو الفتح عَبْد اللَّه بْن
البَيْضاوي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَويّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: مَسْعُود الثَّقفيّ الَّذِي أجاز لكريمة
[1] ، وطعن فِي إجازته منه، فترك الرواية.
139- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن [2] .
أَبُو عَبْد اللَّه الشّالُوسيّ الفقيه. وشالوس: من نواحي طَبَرسْتان.
كان فقيه عصره بآمُل. وكان عالمًا واعظًا زاهدًا.
سمع بمصر من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن نظيف.
وأثنى عليه عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُرْجانيّ وسمع منه، وقال: مات
سنة خمسٍ وستين.
140- عَبْد الكريم بْن هوازن بْن عَبْد المُلْك بْن طلحة بن محمد [3] .
__________
[1] هي كريمة بنت أحمد المروزية، تقدّمت ترجمتها برقم (84) .
[2] انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في: الأنساب 3/ 290، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 8/ 29، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 260، 261 رقم
216.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن هوازن) في: تاريخ بغداد 11/ 83، رقم 5763،
وتبيين كذب المفتري 271، 276، ودمية القصر 2/ 243، 245 رقم 363،
والأنساب 10/ 156، والمنتظم 8/ 280 رقم 328 (16/ 148، 149 رقم 3423) ،
والكامل في التاريخ 10/ 88، واللباب 3/ 38، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط)
الورقة 61، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 210، 212، والتقييد لابن نقطة
366 رقم 468، وإنباه الرواة 2/ 193، والمنتخب من السياق 334، 335 رقم
1104، ووفيات الأعيان 3/ 205- 208، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190،
والعبر 3/ 259، ودول الإسلام 1/ 274، والمعين في طبقات المحدّثين 134
رقم 1475، وسير أعلام النبلاء 18/ 227- 233 رقم 109، والإعلام بوفيات
الأعلام 192، وتلخيص ابن مكتوم 114، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، ومسالك
الأبصار (مخطوط) ج 5 ق 1/ 89- 91، ومرآة الجنان 3/ 91- 93، والبداية
والنهاية 12/ 107، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 243- 248، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 313- 315، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 257- 261
رقم 52، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 261، 262 رقم 217، وتاريخ
الخميس 2/ 400، والوفيات لابن قنفذ 252 رقم 465، وطبقات المفسّرين
للسيوطي 61 ج 63 رقم 64، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 238- 346 رقم
302، ومفتاح السعادة 2/ 107- 109، والنجوم الزاهرة 5/ 91، 92، وكشف
الظنون 520، 1260، 1551، وشذرات الذهب 3/ 319- 322، ونفحات الأنس 354،
ودرر الأبكار
(31/170)
الْإِمَام أبو القاسم القُشَيْريّ [1]
النَّيْسابوري.
الزاهد الصُّوفيّ، شيخ خُراسان وأستاذ الجماعة، ومقدَّم الطّائفة.
تُوُفّي أَبُوهُ وهو طفل، فوقع إِلَى أَبِي القاسم اليماني الأديب،
فقرأ الأدب والعربية عليه. وكانت له ضَيْعة مُثْقَلَة الخراج بناحية
أُسْتُوا [2] ، فرأوا من الرأي أن يتعلم طَرَفًا من «الاستيفاء» ،
ويشرع في بعض الأعمال بعد ما أُوِنس رُشْدُه فِي العربية، لعله يصون
قريته، ويدفع عَنْهَا ما يتوجه عليها من مطالبات الدولة.
فدخل نيسابور من قريته على هَذِهِ العزيمة، فاتفق حضوره مجلس الأستاذ
أَبِي علي الدقاق، وكان واعظ وقته، فاستحلى كلامه، فوقع في شبكة
الدّقّاق، ونسخَ ما عزم عليه. طلب القباء، فوجد العباء، وسلك الطريق
الإرادة، فقبله الدّقّاق وأقبل عليه، وأشار إليه بتعلُّم العِلم، فمضى
إِلَى درس الفقيه أَبِي بَكْر الطُّوسي، فلازمه حَتَّى فرغ من التعليق،
ثُمَّ اختلف إِلَى الأستاذ أَبِي بَكْر بْن فُورَك الأُصُوليّ، فأخذ
عَنْهُ الكلام والنَّظَر، حَتَّى بلغ فِيهِ الغاية. ثُمَّ اختلف إِلَى
أَبِي إِسْحَاق الإسْفَرائيني [3] ، ونظر فِي تواليف ابن الباقِلّانيّ.
ثُمَّ زوجه أبو علي الدّقَاق بابنته فاطمة. فَلَمَّا تُوُفِّي أبو عليّ
عاشَ أَبَا عَبْد
__________
[ (- 111،) ] وروضات الجنات 444، وهدية العارفين 607، 608، وديوان
الإسلام 4/ 34، 35 رقم 1703، وإيضاح المكنون 1/ 194، والرسالة
المستطرفة 166، والأعلام 4/ 57، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 432 و 2/ 117،
وملحقه 1/ 771، ومعجم المؤلفين 6/ 6، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين
251 رقم 302.
وانظر مقدّمة كتابه «الرسالة القشيرية» للدكتور المرحوم عبد الحليم
محمود، ومحمود بن الشريف.
[1] القشيريّ: بضم القاف وفتح الشين وسكون الياء وفي آخرها راء. نسبة
إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
[2] أستوا: بضم أوله وسكون السين المهملة، وضم التاء المثناة وواو
وألف. ناحية من نيسابور كثيرة القرى.
[3] زاد ابن عساكر: وقعد يسمع جميع دروسه، وأتى عليه أيام فقال له
الأستاذ: هذا العلم لا يحصل بالسماع، وما توهّم فيه ضبط ما يسمع، فأعاد
عنده ما سمعه منه وقرّره أحسن تقرير من غير إخلال بشيء، فتعجّب منه
وعرف محلّه وأكرمه، وقال: ما كنت أدري أنك بلغت هذا المحلّ فلست تحتاج
إلى درسي، بل يكفيك أن تطالع مصنّفاتي وتنظر في طريقي، وإن أشكل عليك
شيء طالعتني به، ففعل ذلك، وجمع بين طريقته وطريقة ابن فورك» . (تبيين
كذب المفتري 273) (وفيات الأعيان 3/ 206) .
(31/171)
الرَّحْمَن السُّلَمّي وصحِبَه.
وكتب الخط المنسوبَ الفائق.
وبرع فِي عِلْم الفُروسية واستعمال السلاح، ودقق فِي ذلك وبالغ [1] .
وانتهت إليه رئاسة التّصوُّف فِي زمانه لِما أتاه اللَّه من الأهوال
والمجاهدات، وتربية المُريدين وتذكيرهم، وعباراتهم العذْبة. فكان عديم
النّظير في ذلك، طيّب النَّفس، لطيف الإشارة، غوّاصًا على المعاني [2]
.
صنَّف كتاب «نحر [3] القلوب» ، وكتاب «لطائف الإشارات» [4] ، وكتاب
«الجواهر» ، وكتاب «أحكام السماع» ، وكتاب «آداب الصُّوفيّة» [5] ،
وكتاب «عيون الأجوبة فِي فنون الأَسْوِلة» ، وكتاب «المناجاة» ، وكتاب
«المنتهى فِي نُكَت أُولي النُّهَى» ، وغير ذلك.
أنشدنا أبو الْحُسَيْن عليّ بْن مُحَمَّد، أَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد،
أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا القاضي حسن بْن نصر بْن مرهف بنهاوند: أنشدنا
أبو القاسم القُشَيْريّ لنفسه:
البدرُ من وجهكَ مخلوقُ ... والسِّحْر من طَرْفِك مسروقُ.
يا سيّدًا يتمَّنَى حُبّهُ ... عَبْدُكَ من صَدِّكَ مرزوقُ [6]
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفاف، وأبي نُعَيْم الإسْفَراينيّ، وأبي
بَكْر بْن عَبْدُوس الحِيريّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهاني، وأبي
نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد المهرجانيّ، وعلي بن أَحْمَد الأهوازي،
وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم الإسماعيليّ، وابن باكوَيْه الشّيرازيّ بنَيْسابور.
ومن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وغيره.
__________
[1] تبيين كذب المفتري 273.
[2] تبين كذب المفتري 273، 274، وفيات الأعيان 3/ 206، طبقات الشافعية
للسبكي 3/ 244، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 314.
[3] هكذا في الأصل بالراء، وهو «نحو القلوب» بالواو في: سير أعلام
النبلاء 18/ 229، وغيره.
[4] طبع الدكتور إبراهيم بسيوني الأقسام الثلاثة الأولى منه.
[5] لم يذكره في (سير أعلام النبلاء) .
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 232.
(31/172)
وكان إمامًا قُدوة، مفسّرًا، محدّثًا،
فقيهًا، متكلِّمًا، نَحْويًّا، كاتبًا، شاعرًا.
قال أبو سعْد السَّمعانيّ [1] : لم يَر أبو القاسم مثْلَ نفسه فِي
كماله وبراعته.
جمع بين الشريعة والحقيقة. أصله من ناحية أُسْتُوا، وهو قُشَيْريّ
الأب، سُلَميّ الأمّ [2] .
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد المنعم، وابن ابنه أبو الأسعد هُبة
الرَّحْمَن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراويّ، وزاهر الشّحّاميّ، وعبد
الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وعبد الجبار الخُواري، وعبد
الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البَحِيريّ، وخلْق سواهم.
ومن القُدَماءَ: أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وقال الخطيب [3] : كتبنا عَنْهُ وكان ثقة. وكان يقص، وكان حَسَن
الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الْأَشْعَرِيّ،
والفُروع على مذهب الشافعي.
قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ اللَّه، عَنْ أُمِّ الْمُؤَيَّدِ
زَيْنَبَ الشِّعْرِيَّةِ أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ شَاهٍ
أَخْبَرَهَا: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيّ، أَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ فورَك، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَاذ:
ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحَارِثِ الأَهْوَازِيُّ، ثنا سَلَمَةَ بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَة بْنُ [4] أَبِي عِمْرَانُ، ثنا عَلْقَمَةُ بْنُ
مَرْثَد، عَنْ زَاذَان، عَنِ الْبَرَاء قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «حَسِّنُوا
الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ
الْقُرْآنَ حسنا» [5] .
__________
[1] في الأنساب 10/ 156.
[2] تبيين كذب المفتري 272، التدوين في أخبار قزوين 3/ 210، المنتظم 8/
280 (16/ 148) ، المنتخب من السياق 334.
[3] في تاريخ بغداد 11/ 83.
[4] وقع في الأصل: «صدقة بنت» ، والتصويب من: تهذيب الكمال 13/ 139 رقم
2866.
[5] أخرجه الدارميّ في فضائل القرآن، باب 34.
(31/173)
قال القاضي شمس الدين بْن خلِّكان [1] :
صنفّ أبو القاسم القُشَيْري «التفسير الكبير» وهو من أجود التفاسير،
وصنَّف «الرسالة» فِي رجال الطريقة.
وحجَّ مع البَيْهقيّ، وأبي مُحَمَّد الْجُويني [2] .
وكان له فِي الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء [3] .
وقال فِيهِ أبو الحسن الباخَرْزي فِي «دُمْية القصر» [4] : لو قرع
الصَّخْر بسَوْط تحذيره لَذَاب، ولو رُبِط إبليس فِي مجلسه لتاب، وله:
«فصل الخِطاب، فِي فضل النُّطْق المُسْتطاب» [5] . كما هُوَ فِي التكلم
على مذهب الْأَشْعَرِيّ، خارج أحاطته بالعلوم عن الحد البشري، كلماته
للمستفيد فرائد وفوائد [6] ، وعَتَبات مِنْبره للعارفين وسائد. وله
شعرٌ يتوِّج به دروس مماليه [7] إذا ختمت به أذناب أماليه.
قال عبد الغافر في «تاريخه» [8] : ومن جملة أحواله ما خصّ به من المحنة
__________
[1] في وفيات الأعيان 3/ 206.
[2] المنتظم 8/ 280 (16/ 148) .
[3] وفيات الأعيان 3/ 206.
[4] ج 2/ 243- 245 طبعة بغداد.
[5] في (سير أعلام النبلاء 18/ 231) «فضل النطق المستطاب» . والمثبت عن
الدمية، ويتفق مع (كشف الظنون 2/ 1260) .
[6] في الدمية: «كلماته كلها- رضي الله عنه- للمستفيدين فوائد وفرائد»
.
[7] في الدمية: «وله نظم تتوّج به رءوس معاليه» .
[8] العبارة التالية لم ترد في المطبوع من (المنتخب من السياق) لعبد
الغافر الفارسيّ.
أما العبارة التي فيه فهي:
«أبو القاسم الإمام مطلقا الفقيه، المتكلّم الأصوليّ، المفسّر، الأديب،
النحويّ، الكاتب الشاعر. لسان عصره، وسيّد وقته، وسرّ الله بين خلقه،
شيخ المشايخ، وأستاذ الجماعة، ومقدّم الطائفة، ومقصود سالكي الطريقة،
وبندار الحقيقة، وعين السعادة، وقطب السيادة، وحقيقة الملاحة، لم ير
مثل نفسه، ولا رأى الراءون مثله من كماله وبراعته، جمع بين علمي
الشريعة والحقيقة، وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة.
أصله من ناحية أستوا من العرب الذين وردوا خراسان وسكنوا النواحي، فهو
قشيريّ الأب، سلميّ الأمّ.
صنّف «التفسير الكبير» قبل العشر وأربعمائة، ورتّب المجالس.
وخرج إلى الحجّ في رفقة فيها: أبو محمد الجويني، وأحمد البيهقي، وجماعة
من المشاهير،
(31/174)
فِي الدين، وظهور التعصُّب بين الفريقين
فِي عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة، وميل بعض الوُلاة إِلَى
الأهواء، وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط، حَتَّى أدى ذلك إِلَى رفع
المجالس، وتفرُّق شمل الأصحاب، وكان هُوَ المقصود من بينهم حَسَدًا،
حَتَّى اضطر إِلَى مفارقة الوطن، وامتد فِي أثناء ذلك إِلَى بغداد:
فورد على القائم بأمر اللَّه، ولقي فيها قبولًا، وعقد له المجلس فِي
منازله المختصة به. وكان ذلك بمحضرٍ ومَرْأَى منه. وخرج الأمر بإعزازه
وإكرامه فعاد إِلَى نيسابور: وكان يختلف منها إِلَى طوس بأهله وبعض
أولاده، حَتَّى طلع صُبْح النَّوبة ألب أرسلانيّة [1] سنة خمسٍ وخمسين،
فبقي عشر سِنين مرفَّهًا محترمًا مُطاعًا معظَّمًا [2] .
ولأبي القاسم:
سقى اللهُ وقتًا كنتُ أخلو بوجهكُمْ ... وثَغْرُ الهَوى فِي رَوْضة
الأُنْس ضاحِكُ
أقمنا [3] زمانًا والعيونُ قريرةٌ ... وأصبحتُ يومًا والْجُفُون
سَوَافِكُ [4]
قال عَبْد الغافر الفارسي: تُوُفّي الأستاذ عَبْد الكريم صبيحة يوم
الأحد السّادس عشر من ربيع الآخر [5] .
قلت: وله عدة أولاد أئمة: عَبْد اللَّه، وعبد الواحد، وعبد الرحيم،
وعبد المنعم، وغيرهم. ولمّا مرِض لم تَفُتْه ولا ركعة قائمًا حَتَّى
توفّي [6] .
__________
[ (-) ] فسمع معهم ببغداد، والحجاز، مثل أبي الحسين ابن بشران، وأبي
الحسين ابن الفضل ببغداد، وأبي محمد جناح بن نذير بالكوفة، وابن نظيف
بمكة، وعاد إلى نيسابور.
[1] ي: دولة ألب أرسلان الّذي تقدّمت ترجمته في وفيات هذه السنة.
[2] رواية عبد الغافر الفارسيّ هذه أوردها ابن عساكر في (تبيين كذب
المفتري 274، 275) ، وقيل: ولم يدخل أحد من أولاده بيته ولا مسّ ثيابه
ولا كتبه إلّا بعد سنين احتراما له وتعظيما.
[3] في سير أعلام النبلاء 18/ 232 «أقمت» . والمثبت يتفق مع: وفيات
الأعيان، وطبقات الأولياء.
[4] البيتان في: وفيات الأعيان 3/ 207، وسير أعلام النبلاء 18/ 232،
وطبقات الأولياء 260.
[5] هذه العبارة لم ترد في (المنتخب من السياق) ، بل أضاف محقق المطبوع
منه هذه العبارة بين الحاصرتين: و [توفي سنة 465 في ربيع الآخر..] .
(المنتخب 335) .
[6] ومن عجيب ما وقع أن الفرس التي كان يركبها كانت قد أهديت له،
فركبها عشرين سنة لم يركب غيرها، فذكر أنها لم تعلف بعد وفاته، وتلفت
بعد أسبوع.
(31/175)
ورآه فِي النوم أبو تُراب المَرَاغيَ يقول:
أَنَا فِي أطيب عَيْش، وأكمل راحة [1] .
141- عدنان بن محمد [2] .
أبو المظفّر الخطيب العزيزيّ، والخطيب بغاوردان [3] ، الهَرَويّ.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشاه صاحب المحبوبي.
142- علي بْن الْحَسَن بْن عليّ بن الفضل [4] .
__________
[1] وقال أبو الفداء: «كان فقيها أصوليا مفسّرا كاتبا ذا فضائل جمّة،
وكان له فرس قد أهدي إليه فركبه نحو عشرين سنة، فلما مات الشيخ لم يأكل
الفرس شيئا ومات بعد أسبوع، ومولده سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وكان
إماما في علم التصوّف، وقرأ أصول الدين على أبي بكر بن فورك، وعلى أبي
إسحاق الأسفرايني، وله تفسير حسن، وله شعر حسن، فمنه:
إذا ساعدتك الحال فارقب زوالها ... فما هي إلّا مثل حلبة أشطر
وإن قصدتك الحادثات ببؤسها ... فوسّع لها ذرع التجلّد واصبر
(المختصر في أخبار البشر 2/ 190) تاريخ ابن الوردي 1/ 377.
وقال الرافعي: «وكان رحمه الله قد أتى ظاهر قزوين، والظاهر أنه أتى إلى
باطنها أيضا. رأيت بخط عبد الملك بن المعافي. أنشدني أبو القاسم
القشيري بظاهر قزوين سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وكان في صحبة السلطان
طغرلبك:
الدهر ساومني عمري فقلت له ... لا بعت عمري بالدنيا وما فيها
ثم اشتراه تفاريقا بلا ثمن ... تبّت يدا صفقة قد خاب شاريها
وأنشد لنفسه:
يا ليلة الوصل قد أورثني أسفا ... من قبل أن أتوفّى مرّة عودي
إني لما مسّني من طول فقدكم ... قلبي على النار مثل النّدّ والعود
(التدوين في أخبار قزوين 3/ 211، 212) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أتبين هذا الموضع في معجم البلدان.
[4] انظر عن (علي بن الحسن بن علي) في: دمية القصر (طبعة بغداد) 1/
331- 333 رقم 141، والمنتظم 8/ 280- 282 رقم 331 (16/ 149- 151 رقم
3426) ، والكامل في التاريخ 10/ 88، 89، ووفيات الأعيان 3/ 385، 386،
والتذكرة الفخرية للإربلي 173، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190 وفيه:
«علي بن الحسين بن علي بن المفضّل» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 303، 304
رقم 143، والعبر 3/ 259، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 377، والبداية والنهاية 12/ 108، وفيه: «علي بن الحسين» ،
والنجوم الزاهرة 5/ 94، وكشف الظنون 773، وشذرات الذهب 3/ 322، 323،
وهدية العارفين 1/ 691، 692، وديوان الإسلام 3/ 197 رقم 1316، والأعلام
4/ 272، ومعجم المؤلفين 7/ 66، وانظر ديوانه.
(31/176)
أبو منصور، الكاتب الشاعر المشهور بلقب
بصرّدرّ [1] .
صاحب الديوان الشعر، كان أحد الفُصَحاء المفوّهيّن، والشعراء المجوّدين
له معرفة كاملة باللّغة والأدب.
وله فِي جارية سوداء:
عُلِّقْتُهَا سَوْدَاءَ مَصْقُولَةً ... سَوَادُ قَلْبِي صُفَّةٌ
فِيهَا
مَا انْكَسَفَ الْبَدْرُ عَلَى تَمِّهِ ... وَنُورِهِ إِلّا
لِيَحْكِيهَا [2]
ومن شعره:
تَزَاوَرْنَ عن أَذْرِعاتٍ يمينا ... نواشِر لَسْنَ [3] يطِقنَ
البُرِينا
كَلِفْنَ بنَجْدٍ، كأنّ الرِّيَاض ... أَخَذْنَ لنجدٍ عليها يمينا
ولمّا استمعْنَ زفيرَ المَشُوقِ ... ونَوْحَ الحَمام تركْت [4] الحنينا
إذا جئتُما بانَةَ الوادييْن، ... فأَرْخُوا النَّسُوعَ حُلُّوا
الوَضِينا [5]
وقد أنبأتْهُم مياهُ الْجُفُونِ ... أَنَّ بِقَلْبِكَ دَاءً دَفِينَا
[6]
سمع الكثير من الحديث من: أبي الحسين بن بِشْران، وأبي الحَسَن
الحمّاميّ.
ورَوَى عَنْهُ: فاطمة بِنْت أَبِي حكيم الخبري، وعلي بْن هبة اللَّه
بْن عَبْد السلام، وأبو الزَّوْزَنيّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي صفر، رَمَاهُ فرسه في زبية قد حفرت للأسد في قرية، فهلك
هو
__________
[1] قال ابن الأثير: كان نظام الملك قال له: أنت ابن صرّدرّ، لا صرّ
بعر، فبقي ذلك عليه.
(الكامل 7/ 88) .
[2] ديوان صردرّ، وفيات الأعيان 3/ 386، النجوم الزاهرة 5/ 94 وفيهما
زيادة بيت:
لأجلها الأزمان أوقاتها ... مؤرّخات بلياليها
وفي الديوان: «من لياليها» .
[3] في المنتظم 8/ 281 (16/ 150) والكامل 10/ 89 «ليس» .
[4] في المنتظم 8/ 281 (16/ 150) والكامل 10/ 89 «تركن» .
[5] أضاف في المنتظم بعده بيتا:
فثم علائق من أجلها ... ملاء الدجى والضحى قد طوينا
[6] المنتظم 8/ 281 (16/ 150) ، الكامل في التاريخ 10/ 89.
(31/177)
والفَرَس. وكان من أَهْل القرآن والسُّنّة.
وكان أبوه يلقّب بصرّبعر [1] لبخله، وقد يُدعى هُوَ بِذَلِك.
وقيل كان مخلطًا على نفسه [2] .
143- علي بْن مُوسَى [3] .
الحافظ المفيد أبو سعد [4] النيسابوري السُّكّريّ الفقيه.
سمع من: جَدّه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر السُّكّريّ، وأبي بَكْر
الحِيريّ، وأبي سَعِيد الصَّيْرفيّ، وأبي حُسَيْنِ المزكّيّ، ومحمد بْن
أَبِي الحق المزكي، وطبقتهم.
وكان يفهم الصَّنْعة، وانتقى على الشيوخ. وحدَّث، وتوفّي راجعا من
الحجّ.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بْن المؤذن، ويوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ.
144- عُمَر بْن القاضي أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الحسين [5] .
__________
[1] في المختصر في أخبار البشر 2/ 190 «وكان أبوه يلقّب بشحنة صردر،
فلما بلغ ولده المذكور وأجاد في الشعر قيل له: صردر» .
[2] وقال ابن الأثير: هجاه ابن البياضي فقال:
لئن نبز الناس قدما أباك، ... فسمّوه من شعره صرّبعرا
فإنك تنظم ما صرّه ... عقوقا له، وتسمّيه شعرا
وهذا ظلم من ابن البياضي، فإنه كان شاعرا محسنا. (الكامل 10/ 89) وقد
ورد البيتان في المنتظم 8/ 281 (16/ 1507149) على هذا النحو:
لئن نبز الناس شحّا أباك ... فسمّوه من شحّه صربعرا
فإنك تنبز بالصربعرا ... عقوقا له وتسمّيه شعرا
وورد البيتان باختلاف في الألفاظ في: البداية والنهاية 12/ 108.
[3] انظر عن (علي بن موسى) في: المنتخب من السياق 385 رقم 1299، وذيل
تاريخ نيسابور (مخطوط) ورقة 65 أ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1161، 1162، وسير
أعلام النبلاء 18/ 423، 424 رقم 213، والوافي بالوفيات 22/ 252 رقم
182، وطبقات الحفاظ 438، وشذرات الذهب 3/ 323، والرسالة المستطرفة 93،
ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 133 رقم 986.
وسيعاد برقم (186) .
[4] في معجم طبقات الحفاظ «أبو سعيد» .
[5] انظر عن (عمر بن القاضي أبي عمر) في: المنتخب من السياق 368، 369
رقم 1223، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 525.
(31/178)
المؤيَّد أبو المعالي البِسْطاميّ، سِبْط
أَبِي الطَّيِّب الصّعلوكيّ.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفاف، وأبا الْحَسَن العلوي.
وأملى [1] مجالس.
رَوَى عَنْهُ: سِبْطه هبة اللَّه بْن سهل السّيّديّ، وزاهر ووجيه ابنا
طاهر الشّحّاميّ، وغيرهم.
وهو أخو عَائِشَة [2] .
145- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن درهم [3] .
أبو القاسم البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسين بْن بشران، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو منصور القزاز، وغيره.
- حرف الغين-
146- غالب بْن عَبد اللَّه بْن أبي اليمن [4] .
أبو تمام القيسي الميورقي النحوي، المعروف بالقطيني.
- حرف الكاف-
147- كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزيّة [5] .
__________
[1] في الأصل: «وأملا» .
[2] قال عبد الغافر الفارسيّ: «المؤيّد أبو المعالي أخو الإمام الموفّق
أبي محمد هبة الله بن محمد بن الحسن، نبيل كبير، بهيّ المنظر، من بيت
الإمامة والرئاسة. وكان مع أخيه سبطي الإمام أبي الطيّب سهل بن محمد بن
سليمان الصعلوكي، وفي بيتهم الرئاسة والزعامة لأصحاب الحديث من مدّة
مائة وخمسين سنة. والموفّق، والمؤيّد لقبان سمّاهما جدّهما أبو الطيّب،
وكانا ابني القاضي أبي عمر البسطامي.
وهذا المؤيّد من وجوه الأصحاب. سمع الكثير عن الخفّاف، وجدة أبي
الطيّب، وأبيه القاضي أبي عمر، والأسفرايني، والسيد أبي الحسن،
والزيادي، والحاكم أبي عبد الله، وابن فورك، وابن يوسف، والطبقة من
أصحاب الأصمّ» . (المنتخب 369) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] ستعاد ترجمته في وفيات سنة 466 هـ. برقم (190) .
[5] انظر عن (كريمة) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 171، والمنتظم 8/ 270
رقم 314
(31/179)
أمّ الكِرام، المجاورة بمكة.
كَانَتْ كاتبة فاضلة عالمة.
سمعت من: محمد بن مكّي الكُشْمِيهَنيّ [1] ، وزاهر بْن أَحْمَد
السَّرْخسيّ، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامُوَيْه.
وكانت تضبط كتابها [2] ، وَإِذَا حدَّثَت قابَلتْ بنسختها. ولها فهم
ومعرفة.
حدَّثت «بالصحيح» ، وكانت بِكْرًا لم تتزوَّج. وطال عمرها. وأقامت
بمكّة دهرًا.
وحمل عَنْهَا خلْقٌ من المغاربة والمجاورين، وعلا إسنادها.
روى عَنْهَا: أبو بَكْر الخطيب [3] ، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ
[4] ، وأبو طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، ومحمد بْن
بركات السَّعِيديّ، وعليّ بْن الحسين الفرّاء، وعبد اللَّه بْن
مُحَمَّد بْن صدقة بْن الغزّال، وأبو القاسم عليّ بْن إِبْرَاهِيم
النّسيب، وأبو المظفّر السَّمعاني.
قال أُبَيّ: أَخرجَت إِلَيَّ النسخة، فقعدتُ بحذائها، وكتبتُ سبع [5]
أوراق.
__________
[ (-) ] (16/ 315، 136 رقم 3409) ، والكامل في التاريخ 10/ 69،
والتقييد لابن النقطة 499 رقم 683، والمنتخب من السياق 426 رقم 1454،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 188، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وسير
أعلام النبلاء 18/ 233- 235 رقم 110، والمعين في طبقات المحدّثين 133
رقم 1469، وأهل المائة فصاعدا 129، والعبر 3/ 254، ودول الإسلام 1/
274، وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، ومرآة الجنان 3/ 89، والبداية والنهاية
12/ 105، والقاموس المحيط (مادّة: كشميهنة) ، والعقد الثمين 8/ 310،
وشذرات الذهب 3/ 314، وتاج العروس (مادة: كرم) 9/ 43، و (مادّة
كشميهنة) 9/ 321، والدرّ المنثور 458، والأعلام 5/ 222.
وقد تقدّمت ترجمتها برقم (84) .
[1] الكشميهنيّ: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء
المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل. إذا خرجت إلى ما وراء
النهر. وكانت قرية قديمة، استولى عليها الخراب. (الأنساب 10/ 436) .
[2] التقييد 499.
[3] وقد سمع منها صحيح البخاري. (التقييد) .
[4] وحدّث عنها في معجم شيوخه. (التقييد) .
[5] في الأصل: «سبعة» .
(31/180)
وكنت أريد أن أعارض وحدي، فقالت: لا، حتّى
تعارضَ معي. فعارضت معها، وقرأتُ عليها من حديث زاهر.
وقال أبو بَكْر مُحَمَّد بْن مَنْصُور السّمعانيّ: سمعتُ الوالد يذكر
كريمة ويقول: هَلْ رَأَى إنسانٌ مثل كريمة؟
قال أبو بَكْر: وسمعتُ ابْنَة أخي كريمة تقول: لم تتزوَّج كريمة قط،
وكان أبوها من كُشْميَهن، وأَمّها من أولاد السَّيَّاريّ [1] ، وخرج
بها أبوها إِلَى بيت المقدس، وعاد بها إِلَى مكّة، وكانت قد بلغت
المائة.
قلتُ: الصّحيح وفاتها سنة ثلاثٍ كما مرّ، لكنْ قال ابن نُقْطة: [2]
نقلتُ وفاتها من خطّ ابن ناصر فِي سنة خمسٍ وستين [3] .
- حرف الميم-
148- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن الحسن بن عبيد بن
عمرو ابن خالد بن الرّفيل [4] .
أبو جعفر ابن المُسْلِمة السُّلميّ الْبَغْدَادِيّ.
أسْلَمَ الرُّفَيْل [5] على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
__________
[1] السّيّاريّ: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المثنّاة، هذه النسبة
إلى سيّار، وهو جدّ المنتسب إليه.
[2] في التقييد 499.
[3] ورّخها عبد الغافر الفارسيّ في سنة 463 وقال: امرأة عفيفة صالحة
مشهورة: جاورت سنين ... وأجازت لنا بجميع مسموعاتها. (المنتخب 427) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: تاريخ بغداد 1/ 356، 357،
والإكمال لابن ماكولا 7/ 12، والأنساب 11/ 313، 314، والمنتظم 8/ 282
رقم 333 (16/ 151، 152 رقم 3429) ، واللباب 3/ 211، والمعين في طبقات
المحدّثين 134 رقم 1436، والعبر 3/ 259، 260، ودول الإسلام 1/ 274،
والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 215، 216 رقم
103، والمختصر المحتاج إليه 1/ 55، والوافي بالوفيات 2/ 83، وتبصير
المنتبه 4/ 285، والنجوم الزاهرة 5/ 94، وشذرات الذهب 3/ 323.
[5] الرّفيل: أوله راء مضمومة بعدها فاء مفتوحة. جدّ بني المسلمة، من
الفرس. قال ابن ماكولا:
أسلم أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن ولده جماعة من المحدّثين
وغيرهم. (الإكمال 4/ 94 و 95) تاريخ بغداد 1/ 357، الأنساب 11/ 313.
(31/181)
كان أبو جَعْفَر نبيلًا، ثقة، كثير
السّماع، حسَن الطريقة، واسع الرّواية، رَحْلة العصر فِي عُلُوّ
الإسناد. سمع: أَبَا الفضل الزُّهْريّ، وأبا مُحَمَّد بْن معروف
القاضي، وإسماعيل بْن سُوَيد، وابن أخي ميمي، وعيسى بْن الوزير، وأبا
طاهر المخلِّص [1] .
رَوَى عَنْهُ: الخطيب واستملى عليه، وقال [2] : وُلِد فِي ربيع الأوّل
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو الفضل بْن خَيْرون: كان ثقة صالحًا.
وقال السمعاني [3] : سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن الفضل بأصبهان يقول: هو ثقة
محتشم [4] .
قلت: رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الأنصاري، ومحمد بْن أَبِي نصر
الحُمَيْديّ، وأُبَيّ النَّرْسِيّ، وأبو الفتح عَبْد اللَّه بْن
البَيْضاويّ، وأبو مَنْصُور بْن خَيْرون، وَأَبُو مَنْصُور عَبْد
الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القَزَّاز، ومحمد بْن علي بْن الدّاية، ومحمد
بن أحمد الطّرائفيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرمويّ، وأبو
تمام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار الهاشمي، وآخرون كثيرون [5]
.
وهو آخر من روى عن الزُّهْريّ وابن معروف.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي تاسع جُمَادَى الأولى.
149- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَفَرْجَل [6] .
أبو البركات الْبَغْدَادِيّ المكاتب.
__________
[1] قال ابن ماكولا: وهو آخر من حدّث عن أبي الفضل الزهري، وعثمان بن
محمد الأدمي، وعيسى بن علي الوزير، وأبي طاهر المخلّص. كتبت عنه.
(الإكمال 4/ 95) .
[2] في تاريخ بغداد 1/ 357، وقال: «كتبت عنه، وكان ثقة» .
[3] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[4] وقال: وكان أبو جعفر بن المسلمة حسن الطريقة، نبيلا، كثير السماع،
ثقة، صدوقا.
(الأنساب 11/ 313) .
[5] بلغ الذين رووا لابن السمعاني عنه «نحو سبعة عشر نفسا» . (الأنساب)
.
[6] انظر عن (محمد بن أحمد المكاتب) في: المنتظم 8/ 282، 283 رقم 334
(16/ 152 رقم 3429) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 313 رقم 246.
(31/182)
ثقة، واسع الرواية.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبا الحسين بْن بِشْران.
تصدَّق عند موته بألف دينار، وأوصَى بمثلها.
وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الآخرة وله سبعون سنة [1] .
وحدَّث بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعيّ، وهبة اللَّه الأكفاني [2] .
150- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ورقاء [3] .
أبو عُثْمَان الأصبهاني الصُّوفيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي
بالبصرة، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران ببغداد، وأبا سعْد المالِينيّ،
وجماعة.
وقدِم الشام فِي شَيْبته وصار شيخ الصُّوفية ببيت المقدس.
وكان مولده سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: نصْر المقدسيّ، وسلامة القطّان، ويحيى بْن تمّام الخطيب،
وآخرون.
151- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهدي [4] .
أبو القاسم العَلَويّ الشّيعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: عبد الله بن يوسف الأصبهاني، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ،
وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وعبد الغافر الفارسي، وقال:
كان من دُعاة الشّيعة، عارف بطُرُقهم وعُلومهم، فتقدّم فيهم.
__________
[1] مولده سنة 395 هـ-.
[2] قال ابن الجوزي: وكان يملك نحوا من عشرين ألف دينار فأوصى بالثلث
صدقة، وأخرج قبل موته ألف دينار فتصدّق بها. (المنتظم) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الصوفي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
21/ 312 رقم 245.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن مهدي) في: المنتخب من السياق 62 رقم 120،
ولسان الميزان 5/ 37 رقم 125.
(31/183)
تُوُفّي فِي ذي القعدة [1] 152- مُحَمَّد
بْن إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان [2] .
أبو بَكْر بْن البُنْدار الْبَغْدَادِيّ الأَدَميّ [3] البقّال.
روى عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وأخيه عَبْد الملك، وأبي الفتح
بْن أبي الفوارس، والحرفيّ.
رَوَى عَنْهُ: شجاع الذُّهليّ، وأبو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد
البَرَدَانيّ.
وكان شيخًا صالحًا.
مات فِي ربيع الآخر.
ورّخه ابن خَيْرُون.
153- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن الْحَسَن [4] .
أبو المظفَّر الشُّجاعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفاف، وأبا الْحَسَن العلوي، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: وجيه بْن طاهر، وغيره.
وكان فاضلًا موصوفًا بكتابة الشُّروط، بارعًا فِيهِ [5] .
تُوُفّي فِي ربيع الأول.
154- مُحَمَّد بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس الفَضْلَويّ
الهرويّ [6] .
__________
[1] وقع في (لسان الميزان) أنه توفي سنة خمس وعشرين وأربع مائة. وهو
غلط.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] الأدمي: بفتح الألف والدال المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة
إلى من يبيع الأدم.
(الأنساب 1/ 161) .
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المنتخب من السياق 53، 54 رقم 104.
[5] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو المظفر الشجاعي الأميني المعتمد في
مجلس الحكم بنيسابور، فاضل، مليح الخط، حسن المعرفة بالرسوم، صحيح
الاعتقاد، متعصّب في المذهب، كان في شبابه يختلف إلى أبي علي الدقّاق،
ويواظب على طريق الإرادة، ويشتغل بالعلم، وكان كالرفيق للإمام زين
الإسلام في الطريق، وكان بينهما أخوة الإرادة إلى أن صار به الحال إلى
الاشتغال بشغل القضاء هوايته في آخر عمره، كان إليه كتب السجلات وما
يتعلّق به من المهمّات ويعتمد على قوله» .
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/184)
حدّث في هذا العام، وانقطع خبره، بكتاب
الأطعمة للدّارِمي، عن أَبِي حامد البشْريّ.
وعنه: أبو الوقت.
155- مُحَمَّد بْن حَمْد بْن مُحَمَّد بْن حامد [1] .
أبو نصْر بْن شيذلة [2] الهَمَذانيّ الفقيه.
روى عن: ابن لال [3] ، وعبد الرَّحْمَن الْإِمَام، والعلاء بن الحسين
الزهيري وأبي طلحة [4] البوسنجيّ.
ورحل فأخذ عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران [5] ، وأبي محمد السّكّريّ،
وأبي الحسن الحماميّ، وجماعة.
وكان صدوقًا. ولكنه متهم بالتشيُّع [6] .
وأما أبو العلاء الهَمَذَانيّ فقال: كان مُتَعَصِّبًا للحنابلة، سيفًا
على الْأَشْعَرِيِّ.
مات فِي المحرَّم.
156- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن علي [7] .
أَبُو الْحَسَن العلويّ الحُسينيّ، البلْخيّ، شيخ العلويين ببلخ،
وخُراسان [8] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمد) في: لسان الميزان 5/ 148 رقم 501.
[2] في اللسان «سدلة» وهو تحريف.
[3] في اللسان: «ابن أبي لال» .
[4] في اللسان: «وابن» .
[5] في اللسان: «قران» .
[6] في اللسان: «لكنّه متّهم بالاعتزال، كثير الحطّ على الأشاعرة» .
[7] انظر عن (محمد بن عبيد الله العلويّ) في: المنتخب من السياق 61، 62
رقم 119 وقد ساق نسبه: «محمد بن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
عُبَيْد اللَّه بْن علي بن الحسن بن الحسين بْنِ جَعْفَرِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ أبي طالب الحسيني العلويّ» .
[8] قال عبد الغافر الفارسيّ: «السيد العالم، أبو الحسن البلخي،
المعروف بنو دولت، شيخ السادة وشرفهم، جمال الأفاضل بخراسان، من حسنات
عصره، له الشرف الباذخ نسبا، والأدب الظاهر شرقا وغربا، والشعر
والكتابة الفائقة الرائعة هزلا وجدلا، صار من كبراء أركان الدولة في
وقته.
دخل نيسابور وبلاد خراسان مرارا مع العسكر، وروى الأحاديث والأشعار.
(31/185)
له ديوان شعر مشهور.
وقد حدَّث عن: عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد العاصمي صاحب الخطّابيّ.
ومن نثره: معاداة [1] الأغنياء من عادات الأغبياء.
الغنيّ مُعان، ومن عادى مُعانًا عادَ مُهانًا.
ليس للفُسُوق سُوق، ولا للرياء رُواء.
وعَلَّقْت من شِعْرِه كذا.
157- مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد
الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن المهتدي باللَّه أَبِي إِسْحَاق
مُحَمَّد بْن الواثق باللَّه هارون بْن المعتصم بْن الرشيد [2] .
الخطيب أبو الحُسَين العباسي الهاشمي الْبَغْدَادِي، المعروف بابن
الغَرِيق [3] . سيّد بني العبّاس في زمانه وشيخهم.
سمع: الدّار الدَّارَقُطْنِيّ، وابن شاهين وهو آخر من حدَّث عنهُما،
وعليّ بْن عمُر الحربي، ومحمد بْن يوسف بْن دُوَسْت، وأبا القاسم بْن
حَبَابَة، وأبا الفتح القواس، وطائفة.
وله مشيخة فِي جُزْءين.
قال أبو بَكْر الخطيب: [4] وُلِد فِي ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة،
في
__________
[ (-) ] توفي بنيسابور سنة خمس وستين وأربع مائة، وحمل تابوته إلى بلخ.
(المنتخب) .
[1] في الأصل: «معادات» ، بالتاء المفتوحة.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد العباسي) في: تاريخ بغداد 3/ 108،
109، والمنتظم 8/ 283 رقم 336 (16/ 152، 153 رقم 3431) ، والكامل في
التاريخ 10/ 88، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 43، والتقييد لابن
النقطة 94 رقم 98، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 2/ 848 و 4/ 729،
والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 241- 244 رقم
117، والعبر 3/ 260، ودول الإسلام 1/ 274، ومرآة الجنان 3/ 93،
والبداية والنهاية 12/ 108، والوافي بالوفيات 4/ 137، ورفع الباس عن
بني العباس للسيوطي 254، وشذرات الذهب 3/ 324، وتاج العروس 7/ 34
(مادة: غرق) ، والرسالة المستطرفة 71، وفهرس مخطوطات الخزانة التيمورية
3/ 295، والأعلام 6/ 276، ومعجم المؤلفين 11/ 54.
[3] في البداية والنهاية: «ابن العريف» وهو تصحيف.
[4] في تاريخه 3/ 108، 109 بتقديم وتأخير في العبارة.
(31/186)
مستهلَّه. وكان ثقة نبيلًا. ولي القضاء
بمدينة المنصور، وهو ممّن شاع أمره بالعبادة والصّلاح، حَتَّى كان
يُقَالُ له: راهب بني هاشم. كتبتُ عَنْهُ.
وقال ابن السمعاني [1] : جازَ أبو الْحُسَين قَصَبَ السَّبْق فِي كلّ
فضيلة عقلًا، وعِلمًا، ودينًا، وحزْمًا، ورأيا، وورعًا، ووقف عليه علوّ
الإسناد. ورحل إليه الناس من البلاد. ثَقُل سمْعُه بأخرة، فكان يتولى
القراءة بنفسه، مع عُلُوّ سِنّهِ، وكان ثقة حُجّة، نبيلًا مُكْثِرًا.
وكان آخر من حدّث عن الدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين [2] .
وقال أبو بكر ابن الخاضبة: رَأَيْت كأنّ القيامة قد قامت، وكأنّ قائلًا
يقول:
أَيْنَ ابن الخاضبة؟ فَقِيل لي: أدخل الجنة. فلما دخلت الباب، وصرت من
داخل، استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رجلي على الأخرى وقلت: آه، استرحتُ
واللهِ من النَسْخ. فرفعت رأسي، وَإِذَا ببغلة مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ
في يد غلام، فقلت: لمن هذه؟ فقال: للشريف أَبِي الْحُسَيْن بْن الغريق.
فَلَمَّا كان صبيحة تلك الليلة نُعِيَ إلينا الشريف بأنه مات فِي تلك
الليلة [3] .
وقال أبو يعقوب يوسف الهمذانيّ: كان أبو الحسين بن طرَش، فكان يقرأ
علينا بنفسه. وكان دائم العبادة. قرأ علينا حديث المَلَكَيْن، فبكى
بُكاءً عظيمًا وأبكى الحاضرين.
وقال أُبَيُّ النَّرْسِيّ: كان ثقة يقرأ للناس، وكانت إحدى عينيه ذاهبة
[4] .
وقال أبو الفضل بْن خَيْرُون: مات فِي أول ذي الحجّة.
قال: وكان صَائِمَ الدّهر زاهدا، وهو آخر من حدّث عن الدّار
الدّارقطنيّ، وابن دوست. ضابط متحرّ، أكثر سماعاته بخطّه. ما اجتمع فِي
أَحدٍ ما اجتمع فِيهِ.
قَضى [5] ستًا وخمسين سنة، وخطب ستًّا وسبعين سنة [6] ، لم يُعْرف له
زلّة.
__________
[1] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[2] زاد ابن الجوزي: «وأبي بكر بن دوست» (المنتظم) .
[3] المنتظم 8/ 283 (16/ 153) .
[4] المنتظم.
[5] في الأصل: «قضا» .
[6] قال ابن الجوزي: «خطب وله ست عشرة سنة، وشهد في سنة سبع وأربعمائة،
وولي القضاء
(31/187)
وكانت تلاوته للقرآن أحسن شيء.
قلت: رَوَى عَنْهُ: يوسف الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وخلق
كثير آخرهم أبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَويّ.
وآخر من روى عَنْهُ فِي الأرض بالإجازة مَسْعُود الثّقفيّ، ثمّ ظهر
بُطلان الإجازة.
158- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُثْمَان
عمرو بْن مُحَمَّد بْن مُنتاب [1] .
أبو سعد [2] الدّقّاق الْبَغْدَادِيّ.
أكثر عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْدِيّ، وأبي بَكْر البَرْقانيّ، وأبي عليّ
بن شاذان، وجماعة.
وطلبَ بنفسه، وكان مليح الخطّ.
كتب عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ [3] .
وتُوُفيّ فِي شوال.
159- مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الْعَزِيز [4] .
أبو يَعْلَى الْبَغْدَادِيّ، الصَّيْرفيّ، المعروف بابن خرّاز.
روى عن: القاضي مُحَمَّد بْن عُثْمَان النَّصِيبيّ، عن أَبِي الطاهر
الخاميّ.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْديّ، وأبو السّعود بن المجلي.
مات في جمادي الآخرة عن 70 سنة.
__________
[ (-) ] في سنة تسع وأربعمائة، فبقي يخطب بجامعي المنصور والمهدي ستا
وسبعين سنة، وشهد ستين سنة، وتقضى ستة وخمسين سنة» . (المنتظم) .
[1] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في: الوافي بالوفيات 4/ 140، 141
رقم 1659.
[2] في (المنتظم 9/ 54 رقم 90/ 16/ 291 رقم 3612) : «أبو محمد» ،
والتصحيح من: الوافي، ففيه ترجمة ثلاثة إخوة باسم «مُحَمَّد بْن عَليّ
بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أبي عثمان الدقاق» ، أوّلهم: «أبو سعد»
، وثانيهم «أبو تمّام» (رقم 1660) ، وثالثهم «أبو الغنائم» (رقم 1661)
.
[3] قال الصفدي: «كتب بخطّه، وطلب بنفسه، وكان يكتب خطا حسنا، حدث
باليسير، سمع منه أبو البركات بن السقطي، وكتب عنه الخطيب، وأبو عبد
الله الحميدي شيئا من الأناشيد» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/188)
16- مكّيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
مُحَمَّد بْن المظفّر [1] .
أبو يَعْلَى بْن البصْريّ الهَمَذَانيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن تركان، ويوسف بْن كجّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ غير واحد.
وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة بهمذان.
- حرف النون-
161- نصر بْن أَحْمَد [2] .
أبو الفضل الكرنكي الأمير.
تُوُفّي فِي رجب بسجِستان. وكان مولده فِي سنة ستٍّ وثمانين وثلاثمائة.
- حرف الهاء-
162- هَنَّادُ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن نصْر [3] .
أبو المظفَّر النَّسَفيّ.
ونَسَف ممّا وراء النّهر.
سكن بغداد، وولي قضاء بَعْقُوبا، وغيرها.
وكان قد سمع وأكثر ورحل، وخرّج الفوائد. لكن الغالب على روايته الغرائب
والمناكير. قال السمعانيّ [4] : حَتَّى كنتُ أقول متعجّبًا: لعلّه ما
روى فِي مجموعاته حديثًا صحيحًا إلا ما شاء اللَّه.
سمع: أَبَا الحسين بْن بشران، وابن الفضل القطَّان ببغداد، وأبا عُمَر
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (هناد بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 14/ 97، 98 رقم 7440،
والموضوعات لابن الجوزي 2/ 286، والمنتظم 8/ 284 رقم 337 (16/ 153 رقم
3432) ، والمغني في الضعفاء 2/ 713 رقم 6769، وميزان الاعتدال 4/ 310
رقم 9254، والعبر 3/ 260، والإعلام بوفيات الأعلام 192، والكشف الحثيث
449 رقم 820، ولسان الميزان 6/ 200 رقم 711.
[4] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
(31/189)
الهاشمي بالبصرة، والسُّلَميّ بنَيْسابور،
والحافظ أَبَا عَبْد اللَّه الغُنْجار ببخاري، والمستغفريّ بنَسَف وهو
تلميذه. وقيل: هُوَ الَّذِي سمّاه هَنَّادًا.
علّق عَنْهُ: الخطيب وأشار إلى تضعيفه [1] .
وقال ابن خَيْرُون: تُوُفّي يوم السبت ثاني ربيع الأول. ومولده فِي سنة
أربعٍ وثمانين وثلاثمائة. فِيهِ بعضُ الشيء. سمعت منه.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي البرداني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبو
مَنْصُور القزّاز، وأبو البدْر الكرْخيّ، وآخرون.
قرأتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخَلالِ: أَخْبَرَكُمْ جَعْفَرٌ،
أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَلِيَّ البردانيّ،
وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الطُّيُورِيُّ قَالَا: أَنَا هَنَّادٌ
النَّسَفِيُّ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٌ، ثنا
الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقجروانِيُّ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الطَّوَاوِيسِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو
بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ حَكِيمٍ يَذْكُرُ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي
رُوِيَتْ أَنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ...
وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الأَحَادِيثِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ: هَذِهِ الأَحَادِيثُ قَدْ رَوَتْهَا الثِّقَاتُ، فَنَحْنُ
نَرْوِيهَا ونؤمن بها ولا نفسّرها [2] .
__________
[1] قال الخطيب: «لما أردت الخروج إلى نيسابور دفع إليّ هنّاد كتابه
وفيه أحاديث عن شيخ ذكر أنه حيّ بالنهروان يعرف بابن كردي، عن جعفر
الخلدي، وأحمد بن سلمان النجاد، فعلّقت بعضها، ولما صرت بالنهروان
اجتمعت إلى ذلك الشيخ وأردت قراءة تلك الأحاديث عليه، فأنكر أن يكون
يعرف الخلدي والنجاد، وقال: إنما حدّثني عبد الملك بن بكران المقرئ
بهذه الأحاديث، عمّن سمّيت من المشايخ.
ولم يزل هنّاد بالعراق، وسكن قرية من سواد عكبرا، وولي قضاء حربي، وكان
يقدم إلى بغداد في الأحايين، وآخر عهدي به في سنة خمسين وأربعمائة» .
(تاريخ بغداد 14/ 98) .
قال ابن حجر تعقيبا على قول ابن كردي: إنما حدّثني عبد الملك بن بكران
المقرئ: «وهذا يحتمل أن يكون سقط عليه اسم الواسطة» . (لسان الميزان 6/
200) .
[2] قال ابن الجوزي في (المنتظم) : «سمع منه شيوخنا وحدّثونا عنه،
وكانوا يتّهمونه، لأن الغالب على حديثه المناكير» .
وذكر في (الموضوعات) في باب فضل البطيخ حديثا ثم قال: وأنا أتّهم به
هنّادا، فإنه لم يكن ثقة.
(31/190)
- حرف الياء-
163- يوسف بن علي بن جبارة [1] .
أبو القاسم أبو الحَجّاج الهُذليّ المغربي، المقرئ.
صاحب «الكامل فِي القراءات» .
قيل: إنه تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة [2] .
وقد مرَّ سنة ستِّين [3] .
__________
[1] تقدّمت ترجمة (يوسف بن علي بن جبارة) في الطبقة الماضية برقم (320)
.
[2] أرّخه بها عبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب من السياق 490) .
[3] الصحيح أنه مرّ في (المتوفين تقريبا) من عشر الخمسين.
(31/191)
سنة ست وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
164- أحمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن حَميل [1] ، بحاء مهملة مفتوحة.
أبو عَبْد اللَّه العِجْليّ الكَرْخيّ الماسح.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَريّ، وعن: علي بْن مُحَمَّد
التهاميّ [2] من شعره.
وعنه: الحُمَيْدي، وأبو عليّ بْن البَرَدانيّ.
قال ابن النّجّار: يُقَالُ إنّه ألْحَقَ بخطّه اسمَه فِي أجزاء لم
يسمعها، وكان مذموم السيّرة، يسكن بدرب القيّار.
وُلِد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، ومات فِي آخر جُمَادَى الآخرة
غريقًا فِيمَنْ غرق.
165- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد
بْنُ مُحَمَّد بْنُ محمود بْن أَعْيَن [3] .
أبو الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر السّمنانيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: المغني في الضعفاء 1/ 33 رقم 236،
وميزان الاعتدال 1/ 79 رقم 275، ولسان الميزان 1/ 130 رقم 400.
[2] هو أبو الحسن صاحب الديوان. توفي سنة 416 هـ.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد السمناني) في: تاريخ بغداد 4/ 382 رقم 2260،
والمنتظم 8/ 287 رقم 338 (16/ 157، 158 رقم 3433) ، وتاريخ حلب
للعظيميّ (زعرور) 349 (سويّم) 16، والكامل في التاريخ 10/ 93، وسير
أعلام النبلاء 18/ 304، 305 رقم 144، والبداية والنهاية 12/ 109،
والجواهر المضيّة 1/ 254- 256 رقم 184، وتاريخ الخميس 2/ 400، والطبقات
السنية، رقم 300.
[4] السّمناني: ضبطها ابن السمعاني بكسر السين المهملة، وفتح الميم،
وقال: بلدة من بلاد
(31/192)
وليَ أَبُوهُ قضاء حلب فِي سنة سبْعٍ
وأربعمائة. وكان مع أَبِيه، فتفقّه على أَبِيهِ فِي مذهب أَبِي حنيفة
[1] . وتنقلت به الأحوال إِلَى أن تزوَّج قاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن علي الدّامغانيّ بابنته، واستنابه فِي القضاء.
وكان حسن الخلق والخلق، متواضعا في ذوي الهيئات والأقدار [2] .
وُلد بسِمْنان فِي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وكان ثقة صدوقًا.
سمع: ابن أَبِي مُسْلم الفَرَضي، وإسماعيل الصَّرْصَريّ، وأحمد بْن
مُحَمَّد بْن الصلت المُجْبِر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، وأبو البدر
الكرْخيّ.
قال الخطيب [3] : كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
قلتُ: تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى ببغداد، وشيَّعه أرباب الدّولة.
ودُفن فِي داره، ثُمَّ نقل منها إِلَى تربةٍ بشارع المنصور، ثُمَّ
نُقِل منها إِلَى تُربة بالخَيْزُرانيّة [4] . وكان يدري الكلام [5] .
166- إِبْرَاهِيم بن أحمد [6] بن تفاحة [7] الأزجيّ [8] .
__________
[ (-) ] قومس بين الدامغان وجوار الري، يقال لها: سمنان، وذكر والد
صاحب هذه الترجمة.
(الأنساب 7/ 148 و 149) .
أما ياقوت، وابن الأثير فقالا بسكون الميم. ونسب ياقوت أباه إلى سمنان
التي بالعراق.
[1] قال ابن الأثير: «وكان هو وأبوه من المغالين في مذهب الأشعري،
ولأبيه فيه تصانيف كثيرة، وهذا مما يستطرف أن يكون حنفيّ أشعريّا» .
(الكامل 10/ 93) (المنتظم) .
[2] الجواهر المضيّة 1/ 255.
[3] في تاريخه 4/ 382 وعبارته: «كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا» .
[4] قال ابن الجوزي: «ودفن بداره بنهر القلّائين، وجلس قاضي القضاة
للعزاء به، ثم نقل إلى الخيزرانية» . (المنتظم) ، وقال غيره: «ودفن في
داره شهرا ... » . (الجواهر المضية 1/ 256) .
[5] في سير أعلام النبلاء 18/ 305: «وكان يدري العقليات» .
وقال ابن خيرون: كان ثقة، جيّد الأصول.
وسأل السلفي أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عنه فقال: سمعت منه كتاب
«شفاء الصدور» للنقاش بتمامه، بقراءتي عليه، وشيئا من حديثه وفوائده.
(الجواهر المضيّة 1/ 256) .
[6] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: لسان الميزان 1/ 27، 28 رقم 38.
[7] في اللسان: «ساجد» !.
[8] الأزجي: بفتح الألف والزاي، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب
الأزج، وهي محلّة
(31/193)
سمع: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَري
[1] ، والحفار.
وعنه: عبد الله السّمرقنديّ.
كان عشّارا صاحب كبائر لا يحضر جمعة.
مات فِي شوال. أرّخه شجاع.
167- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] .
أبو إِسْحَاق [3] العَلويّ [4] الكوفيّ.
شريف فاضل، نحْويّ عارف باللّغة. شَرَحَ «اللُّمَع» [5] لابن جنّي.
ومات وله ثلاثٌ وستّون [6] .
وقد سكن مصر مدّة، ونفق [7] على أهلها. وله شعر جزل [8] .
__________
[ (-) ] كبيرة ببغداد، (الأنساب 1/ 197) .
[1] تحرّفت في اللسان إلى: «الضرصري» بالضاد المعجمة في أولها.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد العلويّ) في: تاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 37/ 387، 388، والمنتظم 8/ 288 رقم 339 (16/ 158 رقم 3434)
، ومعجم الأدباء 2/ 10- 14 رقم 3 و 15/ 260، 261 (في ترجمة ابنه عمر،
رقم 38) ، وإنباه الرواة 1/ 185، 186 رقم 113، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 4/ 158، 159 رقم 155، وتلخيص ابن مكتوم 33، وبغية الوعاة 1/ 430،
431 رقم 870، والوافي بالوفيات 6/ 119، 120 رقم 2552، وتهذيب تاريخ
دمشق 2/ 296، 297، ومعجم المؤلفين 1/ 105.
[3] هكذا هنا. وفي مصادر ترجمته: «أبو علي» . انظر: تاريخ دمشق،
ومختصره، وتهذيبه، والمنتظم، ومعجم الأدباء، وبغية الوعاة: والوافي
بالوفيات.
[4] تحرّفت «العلويّ» إلى «العدوي» في (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 296)
ويشتهر ب «الزيدي» .
[5] وقد قيل إنه لابنه «عمر» .
[6] في (معجم الأدباء 2/ 10) نقلا عن ابن السمعاني: مات عن ست وستين
سنة، وفي إنباه الرواة: مات وله ثلاث وعشرون سنة! (1/ 186) .
[7] هكذا في (معجم الأدباء 2/ 10) ، وفي (إنباه الرواة 1/ 185) : «فاق»
.
[8] قال ياقوت: له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب، وحظّ من الشعر
جيد، ندر مثله ... وكان قد سافر إلى الشام ومصر، وأقام بها مدّة، ونفق
على الخلفاء بمصر، ثم رجع إلى وطنه الكوفة، إلى أن مات بها.
وجدت بخط أبي سعد السمعاني: سمعت أبا البركات عمر بن إبراهيم، وسمعت
والدي يقول:
كنت بمصر، وضاق صدري بها، فقلت:
فإن تسأليني كيف أنت فإنّني ... تنكّرت دهري والمعاهد والصّبرا
وأصبحت في مصر كما لا يسرّني ... بعيدا من الأوطان منتزحا عزبا
(31/194)
رَوَى عَنْهُ: أبو البركات عُمَر بْن
إِبْرَاهِيم العلويّ [1] .
__________
[ () ]
وإنّي فيها كإمرئ القيس مرّة ... وصاحبه لما بكي ورأى الدّربا
فإن أنج من بابي زويلا فتوبة ... إلى الله أن لا مسّ خفّي لها تربا
قال: وقال الشريف: مرض أبي إمّا بدمشق أو بحلب، فرأيته يبكي ويجزع،
فقلت له: يا سيّدي، ما هذا الجزع؟ فإنّ الموت لا بدّ منه، قال: أعرف
ولكنّي أشتهي أن أموت بالكوفة، وأدفن بها، حتى إذا أنشرت يوم القيامة
أخرج رأسي من التراب فأرى بني عمّي، ووجوها أعرفها.
قال الشريف: وبلغ ما أراد.
قال: وأنشدني أبو البركات لوالده:
أرخ لها زمامها والأنسعا ... ورم بها من أعلا ما شسعا
وأجل لها مغتربا عن العدا ... توطئك من أرض العدا متّسعا
يا رائد الظّعن بأكناف العدا ... بلّغ سلامي إن وصلت لعلعا
وحيّ خدرا بأثيلات الغضا ... عهدت فيه قمرا مبرقعا
كان وقوعي في يديه ولعا ... وأوّل العشق يكون ولعا
ماذا عليها لو رثت لساهر ... لولا انتظار طيفها ما هجعا
تمنّعت من وصله فكلّما ... زاد غراما زادها تمنّعا
أنا ابن سادات قريش وابن من ... لم يبق في قوس الفخار منزعا
وابن عليّ والحسين وهما ... أبرّ من حجّ ولبّى وسعى
نحن بنو زيد وما زاحمنا ... في المجد إلّا من غدا مدفّعا
الأكثرين في المساعي عددا ... والأطولين في الضراب أذرعا
من كلّ بسّام المحيّا لم يكن ... عند المعالي والعوالي ورعا
طابت أصول مجدنا في هاشم ... فطال فيها عودنا وفرعا
قال: وأنشدني لأبيه:
لمّا أرقت بجلّق ... وأقضّ فيها مضجعي
نادمت بدر سمائها ... بنواظر لم تهجع
وسألته بتوجّع ... وتخضّع وتفجّع
صف للأحبّة ما ترى ... من فعل بينهم معي
واقر السلام على الحبيب ... ومن بتلك الأربع
(معجم الأدباء 2/ 10- 14) .
وقال ابن عساكر: قدم دمشق هو وأولاده عمر، وعمّار، ومعدّ، وعدنان، وسكن
بها مدّة، وما أظنّه حدّث فيها بشيء، ثم رجع إلى الكوفة وحدّث بها عن
الشريف زيد بن جعفر العلويّ الكوفي.
وذكر الأبيات السابقة. (تاريخ دمشق، المختصر، التهذيب) وفي (إنباه
الرواة 1/ 186) الأبيات الأربعة الأولى، ومثله في (الوافي بالوفيات 6/
119، 120) و (بغية الوعاة 1/ 430، 431) .
[1] هو ابن صاحب الترجمة. ولد سنة 442 وتوفي سنة 538 هـ. انظر ترجمته
ومصادرها في
(31/195)
وتُوُفّي فِي شوال، ودُفِن بالكوفة بمسجد
السّهلة رحمه اللَّه.
- حرف الجيم-
168- جُماهر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جُماهر [1] .
أبو بَكْر الحجريُّ الطُّلَيْطِليّ المالكيّ الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن دُنّين، وأبي مُحَمَّد بْن
عَبَّاس الخطيب، ومحمد الفخار، وخلف بن أحمد، والقاضي أبي عبد الله بن
الحذاء.
وحج سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، فأخذ عن كريمة، وسمع من القُضاعيّ
«شهابه» ، ومن أَبِي زكريّا الْبُخَارِيّ.
ولقي بالإسكندرية أَبَا علي حسن بْن مُعَافَى، وكان حافظًا للفقه،
ذكيًّا، سريع الجواب، متواضعًا. له مجلس للنّظَر والوعظ. وكانت العامّة
تحبّه وتعظّمه. وكان سُنّيا فاضلًا، قصير القامة جدًّا.
عاش ثمانين سنة. وازدحم الناسُ والخلْق على نعشه، ونادى منادٍ بين
يديه: لا ينال الشَّفاعَة إلّا من أحبَّ السُّنَّة والجماعة.
- حرف الحاء-
169- الْحَسَن بْن سعيد بن محمد العطّار [2] .
__________
[ (-) ] كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم
الثاني- ج 3/ 91، 92 رقم 793.
وجاء في (معجم الأدباء في ترجمته 15/ 260، 261) :
قال تاج الإسلام: سمعت عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي يقول: لما خرجنا
من طرابلس الشام متوجّهين إلى العراق خرج لوداعنا الشريف أبو البركات
بن عبد الله العلويّ الحسني، وودّع صديقا لنا يركب البحر إلى
الإسكندرية، فرأيت خالك يتفكّر، فقلت له: أقبل على صديقك. فقال لي: قد
عملت أبياتا أسمعها، فأنشدني في الحال ...
يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
يتبيّن من هذه الرواية أن صاحب الترجمة دخل طرابلس مع ابنه عمر وأبنائه
الآخرين، وذلك بعد عودته من مصر.
[1] انظر عن (جماهر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 132، 133 رقم 302، وسير
أعلام النبلاء 18/ 245، وذكره دون ترجمة.
[2] انظر عن (الحسن بن سعيد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/
443، وذيل تاريخ
(31/196)
أبو عليّ الدّمشقيّ الشّاهد. مقدَّم
الشّهود بدمشق.
وكان مذمومًا.
سمع: الحسين بْن أَبِي كامل الأطْرابُلُسي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الفقيه نصْر المقدسيّ، وابن الأكفانيّ.
ولِيّ شيئًا من الأمور فظلم وعَسَف.
170- الْحَسَن بْن عليّ بْن أَبِي خلاد المقرئ [1] .
أبو الغنائم الْبَغْدَادِيّ البزّاز.
قرأ القرآن على أَبِي الْحَسَن الحمامي.
وروى عن: أبي عليّ بن شاذان.
أرّخه بن النّجّار فِي رَجَبها.
171- الْحَسَن بْن عُمَر بْن الْحسن بْن يُونُس [2] .
أبو عليّ الأصبهاني الحافظ. ثقة مكثر، رحّال.
سمع: عُثْمَان بْن أَحْمَد البُرْجيّ، وابن مردوَيْه، وأبا عُمَر
الهاشميّ، وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، وأبا عُمَر
بْن مهديّ، والحفار.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، ومحمود بْن أَحْمَد
بْن ماشاذة، وأبو سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثابت الخُجَنْدِيّ
[3] .
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
وآخر مَن روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحماميّ.
__________
[ (-) ] دمشق لابن القلانسي 106، وفيه: «حسين» ، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 6/ 337، رقم 214، وملخص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوط)
7/ 74 أ، وتهذيب تاريخ دمشق (446 هـ) 4/ 178، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 103، 104 رقم 418.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (الحسن بن عمر) في: المنتخب من السياق 186 رقم 517، وسير
أعلام النبلاء 18/ 337 رقم 158، والوافي بالوفيات 12/ 194.
[3] الخجنديّ: بضم الخاء وفتح الجيم، نسبة إلى خجند، بلدة كبيرة كثيرة
الخير على طريق سيحون من بلاد المشرق.
(31/197)
172- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مظفّر بْن
أَبِي خريصة الهَمَدانيّ الدّمشقي [1] .
الفقيه المالكيّ الشّاهد.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر، وأبا نصر عَبْد الوهاب بْن
الجبّان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد القادر بْن عَبْد الكريم، وهبة اللَّه الأكفانيّ
وقال: كان أشعريًّا [2] .
173- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُمَيْر [3] .
أبو علي، أخو أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد العُمَيْريّ الهَرَويّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، ورافع بْن عُصم، وأبا عليّ
الخالدي، وجماعة.
- حرف الزاي-
174- زكريا بْن غالب [4] .
أبو يحيى الفِهْريّ الأندلسي القاضي.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن دُنّين، وخَلَف بْن عَبْد الغفور، وأبي
عَبْد اللَّه بْن الفخّار.
ورحل فسمع من أَبِي ذَرّ الهَرَويّ.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه
المعدّل، وأثنى عَلَيْهِ [5] .
- حرف الشين-
175- شجاع بن عليّ المصقلي [6] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في: تبيين كذب المفتري 276، ومختصر ريح
دمشق لابن منظور 7/ 92 رقم 84، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 289.
[2] وقال ابن عساكر: وكان قد كتب الكثير، وحدّث باليسير، وكان فقيها
على مذهب مالك ويذهب مذهب الأشعري.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (زكريا بن غالب) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 191، 192 رقم
438.
[5] قال: وكان رجلا ديّنا مواظبا على الصلوات في الجامع، وقدم طليطلة
واستوطنها.
[6] ستأتي ترجمته برقم (211) .
(31/198)
مات فيها.
وقيل: سنة سبْع.
- حرف العين-
176- عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أمّ الفتح الوَرْكانيّة [2] ، الأصبهانية الواعظة ووَرْكان محلّة
بإصبهان.
سَمعتُ: محمد بن أحمد بن جشنس [3] صاحب ابن صاعد، وعبد الواحد بْن
مُحَمَّد بْن شاه، ومحمد بْن إِسْحَاق بْنُ منده الْحَافِظُ، وجماعة.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو عَبْد الله الخلال، وسعيد بْنُ أَبِي الرجاء،
وإسماعيل بْنُ مُحَمَّد بْنُ الفضل الحافظ.
إن لم تكن تُوُفّيت فِي هَذِهِ السّنة، وإلّا توفيت بعدها بيسير.
قال أبو سَعْد السَّمعاني: [4] سألتُ عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحافظ فقال:
امرأة صالحة عالمة تَعِظ النساء، وكتبت بخطّها أمالي ابن مَنْدَهْ
عَنْهُ. وهي أوّل من سمعت منها الحديث. نفّدني أَبِي للسّماع منها.
قال: وكانت زاهدة [5] .
قلت: آخر من روى عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحماميّ.
ومن الرُّواة عنها: محمد بن حمد الكبريتيّ [6] .
__________
[1] انظر عن (عائشة بنت الحسن) في: الأنساب 12/ 250، ومعجم البلدان 5/
373، واللباب 3/ 371، والعبر 3/ 247، وسير أعلام النبلاء 18/ 302، 303
رقم 142، وشذرات الذهب 3/ 308، وتاج العروس (مادّة: ورك) 7/ 191.
[2] الوركانية: بفتح الواو وسكون الراء، وفي آخرها النون.
[3] في الأصل: «جشنش» ، والتصحيح من: سير أعلام النبلاء.
[4] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[5] وقال في (الأنساب) : «روت لنا عنها أمّ الرضا ضوء بنت حمد بن علي
الحبّال، وغيرها من الرجال والنساء» .
[6] اختلف في تاريخ وفاتها. ففي (الأنساب) ، توفيت سنة ستين وأربعمائة،
ومثله في (معجم البلدان 5/ 373) وفي (اللباب 3/ 361) توفيت سنة 463 هـ.
وفي العبر، والسير، وهنا: توفيت سنة 466 هـ. ومثلها في (شذرات الذهب) .
(31/199)
177- عبد الله بن محمد بن سعيد بن سِنان
[1] .
أبو مُحَمَّد الحلبيّ الخَفَاجي، الشاعر المشهور، صاحب «الدّيوان» .
أَخَذَ الأدب عن: أَبِي العلاء بْن سُلَيْمَان، وأبي نصر المنادي [2] .
وتُوُفّي بقلعة عَزَاز [3] .
178- عَبْد اللَّه بْن محمود [4] .
أبو عليّ البَرْزيّ الفقيه الشافعي.
من علماء دمشق. كان يحفظ «المُزَنيّ» .
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نَصْر.
رَوَى عَنْهُ: ابن الأكفاني.
179- عَبْد اللَّه بْن مُفَوّز [5] .
الْإِمَام أبو مُحَمَّد المَعَافِريّ، زاهد الأندلس.
أخو طاهر [6] بْن مفوّز الحافظ، وحيْدرة بْن مفوّز المعبّر.
كان عجْبًا فِي الزُّهد والتّقّلل والخير، مع البراعة فِي الفقه وجودة
العربيّة.
__________
[ (-) ] وفي (تاج العروس 7/ 191) : توفيت سنة 495 هـ.!
[1] انظر عن (عَبْد الله بن مُحَمَّد بن سَعِيد) فِي: دمية القصر (طبعة
بغداد) 1/ 142 رقم 41 (وتحقيق التونجي) 1/ 169، والأنساب 5/ 155،
وتاريخ دمشق (عبد الله بن قيس- عبد الله بن مسعدة) 90- 95، والوافي
بالوفيات 17/ 503- 508 رقم 434، وفوات الوفيات 2/ 220- 224، والنجوم
الزاهرة 5/ 96، وأعيان الشيعة 8/ 71- 83.
[2] في تاريخ دمشق 38/ 90 «المناري» (بالراء) .
وقال ابن عساكر: سمع بدمشق: أبا بكر الخطيب سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وذكر له سماعا بالمعرّة، وميّافارقين، وحلب. وأورد له شعرا قاله في
الأمير أبي سلامة محمود بن نصر ابن صالح بن مرداس.
[3] عزاز: بفتح أوله وتكرير الزاي. وربّما قيلت بالألف في أولها
(أعزاز) . بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب. (معجم البلدان 4/
118) وحمل الخفاجي من عزاز إلى حلب، وصلى عليه الأمير محمود بن صالح.
[4] تقدّم برقم (44) والصحيح وفاته في هذه السنة.
[5] انظر عن (عبد الله بن مفوّز) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 284 رقم 624
وفيه: «عبد الله بن مفوّز بن أحمد بن مفوز» .
[6] انظر عن (طاهر) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 240، 241 رقم 456 وهو
توفي سنة 484 هـ-.
(31/200)
تُوُفّي فِي شاطبة. وكانت جنازته مشهورة
[1] .
وأمّا جدُّهم:
- مفوّز بْن عَبْد اللَّه بْن مفوّز بْن غَفُول.
فهو أبو عَبْد اللَّه الزّاهد. ويُسمى أيضًا محمدًا [2] .
سمع من وهْب بْن مَسَرّة بقُرْطُبة. وكتبَ بالقيروان عن أَبِي العبّاس
بْن أَبِي العرب التميميّ.
قال طاهر بْن مُفَوَّز الْحَافِظُ: كان منقطع القرين فِي الزُّهد
والعبادة، متقلّلًا من الدنيا، وعُرِف بإجابة الدعوة. سمع الناس منه
كثيرًا. تُوُفّي سنة عشْرٍ وأربعمائة، أو أوّل سنة إحدى عشرة، وقد قارب
المائة. وكانت جنازته مشهودة.
180- عَبْد الحقّ بْن مُحَمَّد بْن هارون [3] .
أبو مُحَمَّد السَّهْميّ الصَّقَلّي [4] ، الفقيه المالكي.
أحد علماء المغرب.
تفقَّه علي: أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي عِمْرَانَ
الفارسيّ، وعبد الله الأجدابيّ [5] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «روى عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا. ثم زهد فيه
لصحبته السلطان، وعن أبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي تمّام القطيني،
وأبي العباس العذري، وغيرهم.
وكان من أهل العلم والفهم والصلاح والورع والزهد، مشهورا بذلك كله.
وتوفي سنة خمس وسبعين وأربعمائة، ذكره ابن مدبر» .
«أقول» : إن صحّت وفاته في سنة 475 هـ-. فينبغي أن تحوّل هذه الترجمة
إلى الطبقة التالية.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مفوّز) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 503
رقم 1096.
[3] انظر عن (عبد الحق بن محمد) في: ترتيب المدارك 4/ 474- 776، وتذكرة
الحفاظ 3/ 1660، وسير أعلام النبلاء 18/ 301، 302 رقم 141، والديباج
المذهب 2/ 56، وكشف الظنون 1/ 515، وشجرة النور الزكية 1/ 116 رقم 324،
وفهرس دار الكتب المصرية 1/ 206، ومعجم المؤلفين 5/ 94.
[4] الصّقلّيّ: بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا مشدّدة، وبعض
يقول بالسين، وأكثر أهل صقلّيّة يفتحون الصاد واللام. (معجم البلدان 3/
416) .
[5] الأجدابي: بالفتح، ثم السكون، ودال مهملة، وبعد الألف باء موحّدة،
وياء خفيفة وهاء، نسبة إلى أجدابية، بلد بين برقة وطرابلس الغرب. (معجم
البلدان 1/ 100) .
وفي (ترتيب المدارك 4/ 774) : «الأجذابي» (بالذال المعجمة) وهو تحريف.
(31/201)
وحجّ فَلَقِي الْقَاضِيَ عَبْدَ
الْوَهَّابِ [1] صَاحِبَ «التَّلْقِينِ» ، وأبا ذَرّ الهَرَويّ.
وجالس بمكّة بعد ذلك إمام الحرمين أَبَا المعالي، فباحثه وسأله عن
أشياء ألّفها، وهي مصنَّف معروف.
وكان مليح التصنيف. له كتاب «النُّكَت والفروق لمسائل المدوَّنة» ،
وصنَّف أيضًا كتابًا كبيرًا سمّاه «تهذيب الطّالب» [2] ، وله استدراك
على «مختصر البَرَاذِعيّ» [3] . وصنف «عقيدةً» .
توُفّي بالإسكندرية [4] .
181- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن سليمان [5]
.
__________
[1] هو القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي البغدادي المالكي الفقيه.
توفي سنة 422 هـ-.
[2] وقع في (كشف الظنون 1/ 515) : «المطالب» بإضافة ميم. وهو غلط.
[3] في الأصل، وترتيب المدارك 4/ 775 «البرادعي» بالدال المهملة،
والمثبت عن (سير أعلام النبلاء 18/ 302) و «البراذعي» هو: أبو سعيد خلف
بن أبي القاسم القيرواني المغربي المالكي. توفي بعد سنة 430 هـ-.
[4] قال القاضي عياض: كان عبد الحق يعترف بفضل أبي المعالي إمام
الحرمين، ويقول: لولا كبر سنّي ما فارقت عتبة منزله. وكان الآخر يجلّه
ويعترف بفضله.. وذكره ابن عمّار المتكلم فقال: إمام مشهور بكل علم
متقدّم، مدرّس للأصول والفروع. وذكره ابن سعدون فقال: كان من الصالحين
المتّقين، فيه قدر أهل العلم وسكينتهم، وإذعانهم للحق. كثير الإنصاف.
وأنشد له ابن القطان من شعره:
أرى فتن الدنيا تزيد وأهلها ... يخوضون بالأهواء في غمرة الجهل
فما أن ترى من مخلص ذي عقيدة ... وما أن ترى من صادق القول والفعل
فيا سوء حالي حين أصبح فارغا ... ولم أدّخر زادا وما زلت في شغل
وله أبيات يرثي فيها ابنه. (ترتيب المدارك 4/ 775، 776) .
[5] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في: مقدّمة الروض البسّام 1/ 49 رقم
7، والإكمال 7/ 187، والأنساب 10/ 353، والتحبير لابن السمعاني 1/ 278،
وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ج 10/ 174 أ- 175 أ، و (مخطوطة
التيمورية) 24/ 163- 166 و 36/ 390، والمنتظم 8/ 288 رقم 340 (16/ 158،
159 رقم 3435) ، ومعجم البلدان 5/ 109، والكامل في التاريخ 10/ 93،
واللباب 3/ 83، 84، والتقييد لابن نقطة 363 رقم 462، والمعين في طبقات
المحدّثين 134 رقم 1478، وسير أعلام النبلاء 18/ 248- 250 رقم 122،
والإعلام بوفيات الأعلام 192، وتذكرة الحفاظ 3/ 1170، 1171، والعبر 3/
261، ودول الإسلام 1/ 275، ومرآة الجنان 3/ 94، والبداية والنهاية 12/
109، وتاريخ الخميس 2/ 400، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/
163، وتبصير المنتبه 3/ 1206، والنجوم الزاهرة 5/ 96، وطبقات الحفاظ
438، وكشف الظنون 3019، وشذرات الذهب
(31/202)
المحدِّث أبو مُحَمَّد التميمي الكتاني [1]
الصُّوفيّ.
مفيد الدَّماشقة.
سمع الكثير، ونسخ ما لا ينحصر. وله رحلة ومعرفة جيّدة.
سمع: صَدَقَة بْن مُحَمَّد بْن الدَّلم، وتمام بْن مُحَمَّد الرازي [2]
، وأبا نصر بن هارون، وعبد الوهاب المري، وابن أبي نصر، وخلقا كثيرا
بدمشق حتّى سمع من أقرانه.
ورحل فسمع ببَلَدَ [3] من: أَحْمَد بْن خليفة بْن الصّبّاح، وأخيه
مُحَمَّد جزءًا من حديثه عليّ بْن حرب.
وسمع ببغداد من: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وعليّ بْن داود الرّزّاز،
والحرفيّ، ومحمد بْن الرُّوزْبَهَان.
وسمع بالموصل، ونصيبين [4] ومَنْبج [5] ، وأماكن.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، والحُمَيْديّ، وعمر الرؤاسي، وأبو
القاسم النسيب، وأبو محمد بْن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة،
وإسماعيل بن أحمد
__________
[ (- 3] / 325، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 99، والأعلام 4/ 13، ومعجم
المؤلفين 5/ 242، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/
139، 140 رقم 813، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 113 رقم 989.
[1] الكتّاني: بفتح أوله، وتشديد التاء المفتوحة. وفي (البداية
والنهاية 12/ 109) تحرّفت إلى «الكناني» بالنون.
[2] انظر مقدّمة: الروض البسّام بترتيب فوائد تمّام 1/ 49 رقم 7.
[3] بلد: بالتحريك. قال ياقوت: وربما قيل لها بلط، بالطاء. قال حمزة:
بلد اسمها بالفارسية شهراباذ، وهي شهراباذ، وهي مدينة قديمة على دجلة
فوق الموصل، بينهما سبعة فراسخ، وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون
فرسخا، قالوا: إنما سمّيت بلط لأن الحوت ابتلعت يونس النبي عليه السلام
في نينوى مقابل الموصل وبلطته هناك. (معجم البلدان 1/ 481) .
[4] نصيبين: بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح، مدينة عامرة
من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام. (معجم البلدان
5/ 288) وهي قريبة من القامشلي في القطر السوري.
[5] منبج: بالفتح، ثم السكون، وباء موحّدة مكسورة، وجيم، بلد قديم،
بينها وبين حلب عشرة فراسخ. (معجم البلدان 5/ 205، 206) وهي تابعة
لمحافظة حلب حاليا.
(31/203)
السَّمَرْقَنْدي، وأحمد بْن عقيل الفارسي،
وأبو الفضل يحيى بْن علي القُرَشي، وطائفة سواهم.
وُلِد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وبدأ بالسّماع في سنة سبع وأربعمائة
[1] .
قال ابن ماكولا [2] : كتبَ عنّي وكتبتُ عَنْه، وهو [3] مُكْثِر متقِن.
وقال النسيب، بل الخطيب: هُوَ ثقة أمين [4] .
ووصفه ابن الأكفاني بالصِّدْق والاستقامة، وسلامة المذهب ودوام الدّرس
للقرآن. وذكر لي أن شيخه أَبَا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد
الأزهريّ سمع منه ببغداد، وكان قد رحل إليها فِي سنة سبْع عشرة
وأربعمائة [5] .
وتُوُفيّ فِي العشرين من جُمَادَى الآخرة.
وقال القاضي أبو بَكْر بْن العربيّ: قال لنا أبو مُحَمَّد بْن
الأكفاني: دخلنا على الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيز الكتانيّ
فِي مرض موته، فقال: أَنَا أُشْهدُكم أَني قد أجزتُ لكل مَنْ هُوَ
مولودٌ الآن فِي الْإِسْلَام يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّه [6] .
قلت: روى عَنْهُ بهذه الإجازة غير واحدٍ، منهم: محفوظ بْن صَصْرى
التّغلبيّ [7] .
__________
[1] تاريخ دمشق 24/ 164.
[2] في الإكمال 7/ 187.
[3] قوله: «وهو» ليس في (الإكمال) .
[4] قاله في «فوائد النسب» ، كما في (تذكرة الحفاظ 3/ 1171) .
[5] تاريخ دمشق 24/ 165.
[6] تاريخ دمشق 24/ 165.
[7] وقال ابن عساكر: سمع الكثير، وكتب الكثير، ورحل في طلب الحديث
«وكان ثقة أمينا، كتب عنه شيوخه وسمعوا منه.
وقال: وكان مديما للتلاوة، مكبّا على طلب الحديث، وقد اشتاق أبوه إليه،
وسافر خلفه إلى بغداد، فوجده قد طبخ رزّا بلحم، فقرّبه إليه، فقال: يا
بنيّ، قد عرفت عادتي- وكان قد هجر أكل الرزّ خشية أن يبتلع فيه عظما
فيقتله- فقال: كل، لا يكون إلّا الخير، فأكل، فابتلع
(31/204)
182- عَبْد الغافر بْن الْحُسَيْن بْن
خَلَف بْن جبريل [1] .
أبو الفُتُوح الألمعي الكاشْغَرِيّ [2] .
سمع: أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الخطّابي، وعمّه عُثْمَان الكاشغَري،
وأبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدَّنْدانْقَاني
[3] ، وأبا جعفر بْن المسِلمة، وجماعة كثيرة من أمثالهم بالعراق،
وخُراسان.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن الفَرَج الهَمَذَاني، ومحمد بْن أَبِي
القاسم الغولْقاني [4] المَرْوَزيّ.
وكان فَهْمًا ذكيًّا، عارفًا بالحديث واللغة، حافظًا.
مات فِي أيّام طلبه رحمه الله، وعاش أبوه بعده مدّة [5] .
__________
[ (-) ] عظما، فمات. (تاريخ دمشق 24/ 165، 166) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
نزل عبد العزيز الكتاني مدينة جونية على ساحل الشام بين بيروت وجبيل في
سنة 441 فسمع بها إماما وخطيب جامعها أبا الحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو البغدادي، ونزل طرابلس الشام فسمع بها: أبا
صالح أحمد بن منير بن عبد الرزاق الأطرابلسي، وعبد الصمد بن محمد بن
عبد الصمد بن محمد بن لاوي الزرافي الأطرابلسي، وقرأ على ابن أبي كامل
الأطرابلسي، وروى عن أبي إسحاق إبراهيم بن هبة الله القرشي الطرابلسي.
وأجاز لأهل دمشق جزءا من حديث خيثمة الأطرابلسي.
من مؤلّفاته «الوفيات» على السنين. (موسوعة علماء المسلمين 3/ 139 و
140) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 249) :
«ومعرفته متوسّطة» .
وقال في (تذكرة الحفاظ 3/ 1170) : «ويحتمل أن يوصف بالحفظ في وقته، ولو
كان موجودا في زماننا لعدّ من الحفاظ» .
[1] انظر عن (عبد الغافر بن الحسين) في: الأنساب 10/ 325 و (9/ 192) في
ترجمة «محمد بن أبي القاسم الغولقاني» .
[2] الكاشغريّ: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين، وفي آخرها
الراء. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها: كاشغر.
[3] الدّندانقانيّ: بفتح الدالين المهملتين بينهما النون ونون أخرى بعد
الألف وبعدها القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الدندانقان. وهي
بليدة على عشرة فراسخ من مرو في الرمل.
(الأنساب 5/ 344) .
[4] الغولقاني: بضم الغين المعجمة والواو واللام الساكنتين وفتح القاف
وفي آخرها النون بعد الألف. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها
غولقان بنواحي كمسان، بينها وبين مرو خمسة فراسخ بأعلى البلد. منها
محمد بن أبي القاسم المذكور. (الأنساب 9/ 192) .
[5] توفي أبوه بعد سنة 484 هـ-. ولم يكن كذلك، والابن كان خيرا من الأب
بكثير.
(31/205)
183- عَبْد الكريم بْن عُثْمَان بْن
مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوَسْت العلّاف [1] .
أبو مُحَمَّد بْن الشَّيْخ أَبِي عَمْرو العِجْليُّ الْبَغْدَادِيّ
المالكي، ويعرف أيضًا بابن الشَّوْكيّ [2] . من ساكني باب الشّام.
كان زاهدًا عابدًا منقطعًا مُعَمَّرًا. ذا سَمْت وهيبة.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن الصلت الأهوازي، وأحمد بْن عَبْد اللَّه
السَّوْسَنْجِرديّ.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وغيره.
184- عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه [3] .
قاضي القضاة أبو الْحَسَن الحَفْصُويي [4] المَرْوَزِيّ الفقيه.
تُوُفّي ببلاد الروم فِي رجب [5] .
185- عليّ بن عليّ بن عمر بْن بكرون [6] .
الفقيه أبو طَالِب النَّهْرواني [7] ، قاضي النّهروان.
__________
[ (-) ] وقال ابن السمعاني في ترجمة عبد الغافر: توفي قبل الأب بعشر
سنين. (الأنساب 10/ 325) .
«وأقول» : الصحيح أكثر من عشر سنين.
[1] لم أجد مصدر ترجمته. بل ذكر ابن السمعاني أباه «عثمان بن محمد بن
يوسف، في (الأنساب 9/ 98) وقال في: «العلّاف» : بفتح العين المهملة،
وتشديد اللام ألف، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو بجمعه من الصحاري ويبيعه.
[2] الشّوكيّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الواو، وفي آخرها الكاف. هذه
النسبة إلى «الشوك» وحمله وتحصيله. وببغداد قنطرة يقال لها «قنطرة
الشوك» . (الأنساب 7/ 412) وهي معروفة على نهر عيسى في غربي بغداد.
(معجم البلدان) .
[3] انظر عن (علي بن الحسين) في: الأنساب 4/ 174 وفيه كنيته «أبو
الحسن» .
[4] الحفصوييّ: بفتح الحاء وسكون الفاء وضم الصاد المهملة بعدها الواو
وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى حفصويه وهو اسم أو لقب
لبعض أجداد المنتسب إليه.
[5] قال ابن السمعاني: «كان مقدّم أهل المدينة الأئمّة بمرو، وكان يليق
به الرئاسة لفضله وجوده وكرمه وبرّه مع أهل الخير والعلم والصلحاء من
المسلمين. سمع الحديث الكثير بنفسه، وحدّث بالشيء النزر اليسير» .
[6] لم أقف على مصدر ترجمته.
[7] النّهرواني: بفتح النون، وسكون الهاء، وفتح الراء المهملة والواو،
وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من
الدجلة يقال لها النهروان. (الأنساب 127/ 174) وقال ابن الأثير في
(اللباب) : بضم الراء.
(31/206)
حَكى عن المُعَافَى الْجَرِيري، وبقي إِلَى
جُمَادَى الأولى من هَذِهِ السّنة.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدي، وأبو البركات بْن السَّقَطيّ.
عاش سبعا وثمانين سنة.
186- عليّ بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد [1] .
أبو سعد السُّكَّريّ النَّيْسابوريّ الحافظ الفقيه.
سمع كثيرًا من أصحاب الأصم، وجمع وصنف، وأدركته المَنِية كهْلًا.
وقد خرَّج خمسة أجزاء للكَنْجَرُوذي سمعناها.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الغافر [2] .
187- زعيم المُلْك [3] .
الوزير الكبير أبو الْحَسَن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بن عبد
الرحيم العراقي.
وزر للملك أَبِي نَصْر خسرو بْن أَبِي كاليجار [4] بْن سلطان الدّولة
البُوَيْهيّ بعد هلاك أَخِيهِ كمال المُلْك هبة اللَّه سنة ثلاث
وأربعين وأربعمائة [5] .
ثمّ لمّا غلب البساسيريّ على بغداد دخل زعيم المُلْك على يمينه [6] ،
وكان يحترمه ويخاطبه بمولانا. ثمّ إنّه فرَّ إِلَى البَطِيحة [7] ،
وبقي إِلَى أَنَ مات سنة ستٍّ وستين، وله سبعون سنة [8] .
__________
[1] انظر عن (علي بن موسى) في: المنتخب من السياق 385 رقم 1299، وقد
تقدّم في السنة الماضية برقم (143) .
[2] وقال: ولم يرو الكثير.
[3] انظر عن (زعيم الملك) في: المنتظم 8/ 288 (16/ 159 رقم 3436) ،
والكامل في التاريخ 9/ 641 و 10) 92، وسير أعلام النبلاء 18/ 328 رقم
151.
[4] في الأصل: «حسن بن كاليجار» . والتصحيح من ترجمة الملك الرحيم التي
مرّت في وفيات سنة 450 هـ-.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 575.
[6] الكامل 9/ 641.
[7] البطيحة: بالفتح ثم الكسر، وجمعها البطائح. أرض واسعة بين واسط
والبصرة. (معجم البلدان 1/ 450) .
[8] هكذا في الكامل 10/ 92، أما في المنتظم 8/ 288 (16/ 159) : «وقد
عبر التسعين» .
(31/207)
188- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر
[1] .
أبو القاسم البَغَويّ [2] .
قال شيروَيْه الهَمَذَانيّ: قدِم علينا فِي رمضان سنة ستٍّ وستين، فروى
عن: مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز النِّيلي [3] ، وعليّ بْن مُحَمَّد
الطّرّازي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَارِث الأصبهاني، وأبي حسّان
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر، وجماعة.
وسمعتُ ثلاث مجالس من أماليه، وحضرَ مجلسه مشايخ هَمَذان. وكان مِن
عمّال الظَّلَمة [4] .
189- عُمَر بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن اللّيث [5] .
أبو مُسْلِم اللَّيْثيّ [6] الْبُخَارِيّ الْجِيراخَشتي [7] ، وهي قرية
ببخارى.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] البغويّ: بفتح أوله وثانيه. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان
بين مرو وهراة يقال لها بغ وبغشور. (الأنساب 2/ 254) .
[3] النيليّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه
النسبة إلى النيل، وهي بليدة على الفرات بين بغداد والكوفة. (الأنساب
12/ 186) منها «محمد بن عبد العزيز النيلي» هذا المتوفى في حدود سنة
440 هـ-. (12/ 188) .
[4] أي السلاطين.
[5] انظر عن (عمر بن علي) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 117،
118 رقم 113، والأنساب 3/ 407 و 11/ 48 ومعجم البلدان 2/ 197، واللباب
1/ 321 و 3/ 138، وتذكرة الحفاظ 4/ 1235، 1236، وسير أعلام النبلاء 18/
407- 409 رقم 204، ولسان الميزان 4/ 319، 320، وطبقات الحفاظ 451،
وهدية العارفين 1/ 782. ومعجم المؤلفين 7/ 297، ومعجم طبقات الحفاظ
والمفسّرين 135 رقم 1014.
[6] اللّيثيّ: بفتح اللام وتشديدها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها
بنقطتين، في آخرها ثاء منقوطة بثلاث من فوقها. (الأنساب 11/ 47) قال
ابن السمعاني إن أبا مسلم ممن ينسب إلى جدّه الليث لا إلى القبيلة.
(الأنساب 11/ 48) .
[7] في الأصل: «الجيراخشني» . والتصحيح من (الأنساب 3/ 407) وضبطها
بكسر الجيم، وسكون الياء آخر الحروف وفتح الراء والخاء المعجمة بينهما
الألف، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه النسبة
إلى «جيراخشت» وهي قرية من بخارا.
وقد وقع في المطبوع من الأنساب «الجيزاخشتي» (بالزاي) بدل (الراء) .
أما ياقوت فقال: «جيراخشت» : بالكسر ثم السكون، وراء، وألف، وخاء معجمة
مفتوحة، وشين معجمة ساكنة، والتاء فوقها نقطتان. (معجم البلدان 2/ 197)
.
(31/208)
كان أحد الحفاظ الرحّالة.
نزل إصبهان فِي الآخر. وحدَّث عن: عبد الغافر الفارسي، وأبي عُثْمَان
الصابوني، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق فأكثر، والحسين بْن عَبْد
المَلِك الخلّال، ومحمد بْن أَبِي الرجاء الصّائغ.
قال السِّلَفيّ: سَأَلت الحَوْزي [1] عن: أَبِي مُسْلِم اللَّيْثيّ
فقال: قدِم علينا فِي [2] سنة تسعٍ وخمسين وقال: كتبتُ وكُتب لي عشْرُ
رواحل.
وقد سَأَلت عَنْهُ ابن الخاضبة [3] فأثنى عليه وقال: كان له أنسٌ
بالصّحيح.
وأبو طاهر بركة بْن حسّان [4] يقول: ناظرتُ أَبَا الْحَسَن المَغازليّ
[5] فِي التفضيل بين مالك والشافعي، ففضّلت الشافعي [6] ، وفضَّلَ
مالكًا [7] ، وكان مالكيا، وأنا شافعي [8] فاحتكمنا إِلَى أَبِي
مُسْلِم اللَّيْثي، ففضّل الشافعي، فغضب المَغَازِليّ وقال: لعلّك على
مذهبه؟
فقال: نَحْنُ أصحاب الحديث، الناس على مذاهبنا، ولسنا على مذهب
__________
[1] في الأصل «الجوزي» ، بالجيم، وكذا في (لسان الميزان 4/ 319) وهو
تحريف، وصوابه بالحاء المهملة، وهو: أبو الكرم خميس بْن علي بن أحمد
بْن علي، والحوزي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها الزاي،
نسبة إلى الحوز، قرية بإزاء واسط من شرقيّها الأعلى يقال لها: حوز
برقة، وظنّها السمعاني نسبة إلى الحويزة بنواحي البصرة، فاستدرك عليه
ابن الأثير في اللباب. (انظر مقدّمة كتاب: سؤالات الحافظ السلفي بتحقيق
مطاع الطرابيشي- ص 7) .
[2] في السؤالات 117: «قدم علينا واسطا» .
[3] في السؤالات 117: «وسألت عنه أبا بكر الدّقّاق ابن الخاضبة ببغداد»
. ووقع في (لسان الميزان 4/ 319) : «ابن الخاصة» .
[4] في السؤالات 118: «وبلدينا أبو طاهر بركة بن سنان الحوزي» .
والصواب: «بركة بن حسّان» كما في المتن. انظر ترجمته في (سؤالات السلفي
86 رقم 65) .
[5] هو علي بن محمد بن الطيب المغازلي، توفي سنة 483 هـ-. وستأتي
ترجمته في الطبقة التاسعة والأربعين (481- 490 هـ-.) برقم (94) .
[6] زاد في السؤالات 118 «لأني أنتحل مذهبه» .
[7] زاد في السؤالات: «لأنه كان ينتحل مذهبه» .
[8] هذه العبارة ليست في السؤالات.
(31/209)
أحد. ولو كنَّا ننتسب إِلَى مذهب أحد لقيل:
أنتم تضعون له الحديث [1] .
وكان أبو مُسْلِم من بقايا الحفاظ. ذُكِر لإسماعيل بْن الفضل فقال: له
معرفة بالحديث. سافَرَ الكثير وسمع، وأدرك الشيوخ.
وذكره أبو زكريا يحيى بن منده فقال: أحد من يدعي الحفظ والإتقان، إلا
أنه كان يُدلس. وكان متعصّبًا لأهل البِدَع، أحوَل، شَرِه، وقّاح،
كلّما هاجت ريحٌ قام معها. صنَّف «مُسْنَد الصحيحين» ، وخرج إِلَى
خُوزستان [2] فمات بها [3] .
قال السمعاني [4] : أبو مُسْلِم خرج على عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي
عُبد اللَّه بْن مَنْده عم يحيى، وكان يُردّ عليه [5] .
وقال الدّقّاق: وَرَدَ أبو مُسْلِم إصبهان، فنزل فِي جوار الشَّيْخ
عَبْد الرَّحْمَن، وتزوّج ثُمّ، وأحسن إليه الشَّيْخ. ثُمَّ فارقه وخرج
على الشَّيْخ وأفرط، وبالغ فِي سفاهته، وطاف فِي المساجد والقُرى،
وشنَّع عليه، وسمّاهُ «عدوّ الرَّحْمَن» ، ليأخذ منهم الشيء الحقير
التّافه [6] .
وكان ممّن يعرف علم الحديث والصحيح، وجمع بين «الصّحيحين» في دفاتر
كثيرة اشتريتها من تركته لا من بركته [7] .
__________
[1] في السؤالات: «الأحاديث» .
[2] في الأصل: «خوزستان» بالراء، وهي بالزاي، بضم أوله، وبعد الواو
الساكنة زاي، وسين مهملة، وتاء مثنّاة من فوق، وآخره نون. اسم لجميع
بلاد الخوز، ليس بها جبال ولا رمال إلّا شيء يسير يتاخم نواحي تستر
وجنديسابور وناحية إيذج وأصبهان. (معجم البلدان 2/ 405) وفي (الأنساب
3/ 407) مات بكور الأهواز.
[3] تذكرة الحفاظ 4/ 1236، سير أعلام النبلاء 18/ 408، لسان الميزان 4/
319.
[4] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[5] قال ابن حجر: «وتعقّبه أبو سعد ابن السمعاني بأن الليثي كان يحطّ
على أبي القاسم بن مندة عم يحيى وكان بينهما اختلاف في المعتقد» .
(لسان الميزان 4/ 319، 320) .
[6] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 408) :
«آل مندة لا يعبأ بقدحهم في خصومهم، كما لا نلتفت إلى ذمّ خصومهم لهم،
وأبو مسلم ثقة في نفسه» .
[7] قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: الحفّاظ الذين شاهدتهم: أبو مسلم
الليثي، قدم علينا أصبهان، وكان أحفظ من رأيت للكتابين، جمع بين
الصحيحين في أربعين سنة. (سير أعلام النبلاء 18/ 409) قال ابن حجر:
«يعني عمل عليهما مستخرجا» ، (لسان الميزان 4/ 319) .
(31/210)
ورّخه ابن مَنْدَهْ، أعني يحيى، فِي هَذِهِ
السّنة [1] .
- حرف الغين-
190- غالب بْن عَبد اللَّه بن أبي اليمن [2] .
أبو تمام القيسي الميورقي [3] ، النّحويّ، المعروف بالقطينيّ [4] .
__________
[ (-) ] وقال شيرويه الديلميّ: قدم علينا- يعني همدان في سنة خمس وستين
وأربع مائة- ولم يقض لي السماع منه، وكان يحفظ ويدلّس، (سير أعلام
النبلاء 18/ 409، لسان الميزان 4/ 320) .
وقال شجاع الذهلي: كان يحفظ ويفهم، وكان قريب الأمر في الرواية. (تذكرة
الحفاظ 4/ 1236، سير أعلام النبلاء 18/ 408، لسان الميزان 4/ 319) وقال
المؤتمن الساجي: كان حسن المعرفة، شديد العناية بالصحيح. (تذكرة الحفاظ
4/ 1236، سير أعلام النبلاء 18/ 408) .
وقال ابن السمعاني: «كان حافظا من أهل بخارى، أحد حفّاظ الحديث، وممن
رحل في طلبه، وتعب في جمعه، خرّج التخاريج، وجمع الجموع، وسمع بخراسان،
والعراق، وبلاده، وسكن مدة أصبهان، (الأنساب 11/ 48) .
وقال في موضع آخر: «جمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة، كل واحد منها
قريبة من مجلّدة» . (الأنساب 3/ 407) وهكذا في تذكرة الحفاظ 4/ 1236)
«مشرسة» .
[1] وقال أبو الفضل بن خيرون: مات بالأهواز سنة ثمان وستين، سمعت منه،
وسمع مني. قال:
وكان فيه تمايل عن أهل العلم، وعجب بنفسه. (تذكرة الحفاظ 3/ 1236، سير
أعلام النبلاء 18/ 409) وقال الحوزيّ: وعده أبو طاهر بلدينا بأرز يطعمه
إيّاه، فتمادى الأمر فيه يومين أو ثلاثة، فقال: يا أبا طاهر، في الحديث
الصحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث
كذب، وإذا وعد خلف، وإذا ائتمن خان» ، قال: فطبخت له الأرزّ وأطعمته
إيّاه.
وانحدر من عندنا إلى البصرة، وتوجّه منها إلى الأهواز، فبلغنا وفاته.
(سؤالاته السلفي 118) .
[2] انظر عن (غالب بن عبد الله) في: جذوة المقتبس للحميدي 325 رقم 571
وفيه «غالب بن عبد الله الثغري» ، والصلة لابن بشكوال 2/ 457 رقم 980،
وبغية الملتمس للضبيّ 439 رقم 1274، وفيه: «غالب بن محمد» ، وص 440 رقم
1276، وسير أعلام النبلاء 18/ 326، 327 رقم 150، وغاية النهاية 2/ 2، 3
رقم 2536، وبغية الوعاة 2/ 240 رقم 887 أوفيه بياض في الأصل، ورد اسمه
فقط من غير ترجمة. وتحرّفت نسبته إلى «اليقطيني» ونفح الطيب 4/ 12.
[3] الميورقي: بفتح الميم وضم الياء المثنّاة من تحتها وسكون الواو
والراء، وآخرها قاف. نسبة إلى ميورقة، جزيرة شرقي الأندلس، وبالقرب
منها جزيرة يقال لها «منورقة» بالنون. (معجم البلدان 5/ 240) .
[4] القطيني: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة ثم آخر الحروف ثم نون.
(غاية النهاية 2/ 2، 3) وقد ضبطت في (الصلة) بضم القاف وكسر الطاء،
وكذا في (بغية الملتمس) ، ووقع في (بغية
(31/211)
وُلِد بِقَطِين من أعمال مَيُورْقَة سنة
ثلاثٍ وتسعين، وتحوَّل منها إِلَى البلد سنة سبْعٍ وأربعمائة، فسمع من:
حبيب بْن أَحْمَد صاحب قاسم بْن أَصْبَغ.
وسمع بقُرْطُبة من صاعد اللُّغويّ.
وقرأ بالروايات على أبي عمرو الداني، وعلم العربية، وحمل عَنْهُ طائفة.
وقرأ على: أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن قُتَيْبة الصّقِلّيّ صاحب أَبِي
الطّيّب بْن غلبون، وعلى غيرهما.
وأخذ عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد البرّ.
وكان قائمًا على «كتاب سيبويه» ، بصيرا به، رأسا في معرفته. وكان
متزهدا، منقبضا عن النّاس، متعفّفا، قد أراده إقبال الدّولة بن مجاهد
على القضاء فامتنع [1] .
وممّن قرأ عليه: عَبْد الْعَزِيز بْن شفيع. وذلك مذكورٌ فِي إجازات
الشّاطبيّ.
تُوُفّي رحمه اللَّه بدانِيّة [2] .
وله شعرٌ جيّد، فمنه:
يا راحلًا عن سواد المُقلتَين إِلَى ... سواد قلبٍ عن الإضلاع قد رحلا
بي للفِراق [3] جَوًى لو مرَّ أبْرَدُهُ ... بجامدِ الماء مرَّ البرْقِ
لاشتعلا [4]
__________
[ (-) ] الوعاة «اليقطيني» ) ، وهو خطأ.
و «قطين» قرية في جزيرة ميورقة. (بغية الملتمس 439) .
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 327.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 328) : «توفي
سنة خمس وستين وأربع مائة. وقيل: سنة ست» . وأرّخه ابن بشكوال في سنة
466 هـ-. (الصلة 2/ 457، ووقع في (غاية النهاية 2/ 3) : مات سنة ست
وأربعين وأربعمائة. وهذا خطأ.
[3] في جذوة المقتبس: «بي الفراق» .
[4] البيتان في: الجذوة 325، والصلة 2/ 457، والبغية 440.
وقد ورد في تلك المصادر بيت بين البيتين:
غدا كجسم وأنت الروح فيه فما ... ينفكّ مرتحلا إذ ظلت مرتحلا
والأبيات أنشدها أبو عبد الله محمد بن الأشبوني الأديب وقال إنه أنشدها
في فراق صديق له.
ووصف غالب بأنه شاعر أديب. (جذوة المقتبس 325) .
(31/212)
- حرف القاف-
191- قاسم بْن سَعِيد [1] .
أبو الفضل الهَرَويّ القطَّان.
سمع: أَبَا عليّ الزُّهْريّ.
- حرف الميم-
192- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله [2] .
أبو سهْل الحفصيّ المَرْوَزِيّ.
روى «صحيح البخاريّ» عن أَبِي الهيثم الكُشْمِيهَنيّ [3] .
وحدَّث به بمرْو، وبنيسابور.
وكان رجلا مباركا من العوامّ. أكرمه نظام الملك ووصله.
توفّي بمرو.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وأبو حامد الغزاليّ، وهبة
__________
[ (-) ] وقال ابن بشكوال: «وكان أبو تمّام رجلا ناهدا فاضلا» . (الصلة
2/ 457) .
وذكره الضبيّ مرّتين:
الأولى برقم (1274) وسمّاه: «غالب بن محمد القيسي القطيني» ، وقال:
«تصدّى لإقراء القرآن والأدب، وكان من أهل العفاف والتصاون» .
والثانية برقم (1276) وسمّاه: «غالب بن عبد الله الثغري» ، وذكر الشعر.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبيد الله) في: الأنساب 4/ 175، 176،
وفيه «عبد الله» بدل «عبيد الله» ، واللباب 1/ 376، والتقييد لابن نقطة
53 رقم 28، والمنتخب من السياق 60 رقم 114، والإعلام بوفيات الأعلام
192، وسير أعلام النبلاء 18/ 244، 245 رقم 118، وتذكرة الحفاظ 3/ 1160
(دون ترجمة) ، والعبر 3/ 61، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1477،
ومرآة الجنان 3/ 94، وشذرات الذهب 3/ 325.
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: «شيخ مستور، سليم النفس والجانب. ظهر له
سماع صحيح البخاري عن الكشميهني بمرو، وهو آخر من رواه عنه فيما أظنّه،
فسمع منه المشايخ بمرو، وظهر له العزّ والقبول بذلك السماع، وحمل إلى
نيسابور بسبب ذلك، وأكرمه نظام الملك، وقرئ عليه الصحيح في المدرسة
النظامية، وحضر أولاد القضاة والأئمة والرؤساء، واتفق له مجلس قام بهم
وبالفقهاء قلّ ما عهدنا مثله، وكنّا حاضرين، ولما فرغ منه ردّه مكرما
إلى مرو.
«وكان من جملة العوامّ، إلّا أنه كان صحيح السماع كما ذكر» . (المنتخب
60) .
(31/213)
الرحمن القشيريّ، وعبد الوهاب بْن شاه
الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وآخرون حدّثوا عنه «بالصّحيح» .
توفّي بمرو.
وقال أبو سعد السّمعانيّ [1] : لم يحدث «بالصحيح» بمرْو، وحمله النظام
إِلَى نيسابور، فحدَّث «بالصحيح» فِي النّظامية. وسمع منه عالم لا
يُحْصَوْن، وانصرف فِي سنة خمسٍ وستين، وفيها مات [2] . وهو مُحَمَّد
بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن سَعِيد بْن حَفْص رحمه
اللَّه [3] .
193- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد.
أبو زَيْدُ الهَرَويّ الفقيه الحنفي، قاضي هَرَاة وعالمها ومفتيها.
روى عن: أَبِي الْحَسَن الديناري، والقاضي أَبِي مَنْصُور الأزْديّ.
194- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ [4] .
أبو بَكْر الأصبهاني العطّار [5] الحافظ، مُستملي الحافظ أَبِي
نُعَيْم.
قال أبو سعْد السمعانيّ [6] : هُوَ حافظ عظيم الشأن عند أهل بلده، أملى
عدّة مجالس [7] .
__________
[1] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 245.
[3] قال السمعاني في (الأنساب 4/ 175، 176) : «شيخ سليم الجانب لا يفهم
شيئا من الحديث، غير أنه صحيح السماع. سمع «الجامع الصحيح» عن أبي
الهيثم محمد بن المكيّ الكشميهني، وحمله نظام الملك أبو علي الوزير إلى
نيسابور حتّى حدّث بهذا الكتاب بها، وسمع منه أكثر علماء الوقت
بنيسابور، وقرئ عليه الكتاب في المدرسة النظامية ... وقرئ عليه في سنة
خمس وستين وأربعمائة، وتوفي فيما أظن سنة ست» .
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن علي) في: تاريخ بغداد 1/ 417 رقم 420،
والمنتظم 8/ 288، 289 رقم 342 (16/ 159 رقم 3437) ، والعبر 3/ 261،
262، وسير أعلام النبلاء 18/ 338، 339 رقم 159، وتذكرة الحفاظ 4/ 1159،
1160، ومرآة الجنان 3/ 94، والوافي بالوفيات 1/ 355، والنجوم الزاهرة
5/ 97، وشذرات الذهب 3/ 325.
[5] وقع في (المنتظم) في طبعتيه القديمة والجديدة: «القطان» . وهو غلط.
[6] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعله في (الذيل) .
[7] تذكرة الحفاظ 3/ 1159، 1160، سير أعلام النبلاء 18/ 339.
(31/214)
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وأبا
سَعِيد النّقّاش، وهذه الطّبقة بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي، وعليّ بن
القاسم النّجّاد، بالبصرة، والحرفيّ، وأبا عليّ بْن شاذان، وجماعة
ببغداد.
حدَّث عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء، والحسين بْن عَبْد الملك
الأديب، وإسماعيل بْن عليّ الحمامي، وفاطمة بِنْت مُحَمَّد
الْبَغْدَادِيّ [1] .
وقال الدّقّاق: كان من الحفاظ يملي من حِفظه [2] .
تُوُفّي فِي صَفَر.
195- مُحَمَّد بْن سلطان بْن مُحَمَّد بْن حيُّوس [3] .
الفقيه أبو المكارم الغَنَويّ [4] الدّمشقيّ الفَرَضي، أخو الأمير
الشّاعر أبي الفتيان محمد [5]
__________
[1] قال الخطيب البغدادي: «ورد بغداد أيام أبي علي بن شاذان وهو شاب،
وكتب عني، وعلّقت عنه حديثا واحدا ذكره لي من حفظه. قال: حدّثنا أحمد
بن موسى أبو بكر الحافظ قال: نبأنا أبو عمرو بن حكيم، قال: نبأنا محمد
بن يعقوب الفرجي، قال: نبأنا محمد بن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال:
نبأنا أبي، عن أبي معشر، عن أبي سعيد المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «السرعة في المشي
تذهب بهاء المؤمن» . قال الخطيب: «لم أسمع لمحمد بن الأصمعيّ ذكرا إلا
في هذا الحديث» . (تاريخ بغداد) .
[2] تذكرة الحفاظ 3/ 1160، سير أعلام النبلاء 18/ 339.
وقال ابن الجوزي: سمع الكثير بالبلاد ... وهو عظيم الشأن عند أهل بلده،
ثقة. (المنتظم)
[3] انظر عن (محمد بن سلطان) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 370، وتاريخ
مولد العلماء ووفاتهم (مخطوطة الظاهرية) ورقة 156، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 2/ 189 رقم 250، وسير أعلام النبلاء 18/ 245 (بدون ترجمة) ،
والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 211، والوافي بالوفيات 3/ 118 و 121 (في
ترجمة أخيه الشاعر برقم 1057) ، والعبر 3/ 262، ومرآة الجنان 3/ 94.
[4] الغنويّ: بفتح الغين المعجمة والنون وكسر الواو.
هذه النسبة إلى غني وهو غني بن يعصر وقيل: أعصر، واسمه منبّه بن سعيد
بن قيس بن عيلان بن مضر. (الأنساب 9/ 184) .
[5] واسمه كاسم أخيه، وهو صاحب الديوان، توفي سنة 473 هـ-. وستأتي
ترجمته في الطبقة التالية، برقم (91) ولهذا اختلط أمره على الصفدي فذكر
صاحب الترجمة أبا المكارم في آخر ترجمة أخيه الشاعر أبي الفتيان، ولم
يتنبّه إلى هذا الخلط المستشرق س. ديدرينغ المعتني بالكتاب.
فقد قال الصفدي وهو يؤرخ لمولد ووفاة الشاعر: «مولد ابن حيّوس سنة أربع
وتسعين وثلاثمائة
(31/215)
سمع من: خاله أبي نصر بن الجندي، وأبي
مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وأبو نصر بْن ماكولا [1] ، وأبو الفتيان
الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وقال [2] :
كان مستخلفًا مِن قبل الحكام على الفروض والتزويجات.
قال: وكان دينًا حسن الطّريقة، أوحدَ زمانه فِي الفرائض.
مات فِي سلْخ ربيع الآخر [3] .
196- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أبي الرعد [4] .
القاضي أبو نصْر الحنفي قاضي عُكْبَرَا.
ذكره ابن السمعاني [5] فقال: أحد أجِلَّاء الزّمان وعُظَمائهم
وألِبّائهم.
سمع: هلال بْن عُمَر الصريفيني، وابن دُوسْت العلّاف. سمع منه جماعة من
الحفاظ، وتُوُفّي بعُكْبَرا فِي ربيع الأول.
وقال غيره: تُوُفّي فِي ربيع الآخر، وسمع أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو الْحَسَن، ومكّيّ الرُّمَيْليّ.
197- مُحَمَّد بْن قاسم بْن مَسْعُود الطُّلَيْطِليّ [6] .
أبو عَبْد اللَّه.
روى عن: أبي عبد الله بن الفخار [7] وابن العشاريّ [8] .
__________
[ (-) ] بدمشق وتوفي بحلب في شعبان سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وقيل
سنة ست وستين» ، ثم قال: «وكان أوحد زمانه في الفرائض، واستخلف من قبيل
الحكام على الفرائض والتزويجات» . (الوافي بالوفيات 3/ 121) والّذي عرف
بالفرائض هو صاحب الترجمة أبو المكارم وليس أخاه الشاعر.
[1] وهو قال: كتبت عنه بدمشق. (الإكمال 2/ 370) .
[2] في تاريخ مولد العلماء ووفاتهم 156.
[3] وكان مولده في سنة 410 هـ-.
[4] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: المنتظم 8/ 289 رقم 343 (16/ 159
رقم 3438) ، والنجوم الزاهرة 5/ 97.
[5] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[6] انظر عن (محمد بن قاسم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 547 رقم 1198.
[7] في الأصل: «النجار» والتصحيح من (الصلة) .
[8] في الأصل: «القشاري» بالقاف. والتصحيح من (الصلة) .
(31/216)
وكان فقيهًا مشاوَرًا [1] .
تُوُفّي فِي رمضان.
198- المسلّم بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو الفضل [3] .
ويقال أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الكعكيّ الحلاويّ الدّمشقيّ.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب وهو أكبر منه، وعمر الدّهستاني، وجمال
الْإِسْلَام أبو الْحَسَن السُّلّميّ [4] .
تُوُفّي فِي رمضان.
- حرف النون-
199- نوح بْن مَنْصُور [5] الشّاشيّ [6] .
الفقيه.
يروي عن: أَبِي بَكْر الحِيري، وغيره.
- حرف الياء-
200- يعقوب بن أحمد بن محمد [7] .
__________
[1] قال ابن بشكوال: «وكان من أهل العناية بالعلم والفقه والفتيا،
مشاورا في الأحكام، وكتب للقضاة بطليطلة» .
[2] انظر عن (المسلّم بن أحمد) في: الإكمال 7/ 244، ومختصر تاريخ دمشق
لابن منظور 24/ 278 رقم 244، و «المسلّم» بتشديد اللّام.
[3] ويقال: أبو الغنائم، ويقال أبو القاسم. ويعرف بابن بخانية.
[4] قال ابن ماكولا: كتبت عنه.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] الشاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى
مدينة وراء نهر سيحون يقال لها الشاش، وهي من ثغور الترك، (الأنساب 7/
244) .
[7] انظر عن (يعقوب بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 495 رقم 675،
والمنتخب من السياق 488 رقم 1660، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير
أعلام النبلاء 18/ 245، 246 رقم 119، وتذكرة الحفاظ 3/ 1160، والمعين
في طبقات المحدّثين 134 رقم 1479، والعبر 3/ 262، ومرآة الجنان 3/ 94،
وشذرات الذهب 3/ 325.
(31/217)
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصَّيْرَفيّ.
شيخ محتشم، ثقة.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأزهري، وأبا عَبْد اللَّه الحاكم، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفُراوي، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي،
وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وهبة الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ.
ترجمه ابن نقطة [1] ، وغيره [2] .
تُوُفيّ فِي سابع ربيع الأوّل.
وثّقه ابن السمعانيّ [3] ، وغيره.
__________
[1] في (التقييد 495 رقم 675) وذكر نحو الّذي هنا ونسبه إلى السمعاني.
[2] وذكره عبد الغافر الفارسيّ وقال: شيخ نبيل، ثقة، من أولاده
المياسير وذوي المروءة. لقي المشايخ والصدور، وخدم في صباه وشبابه مجلس
الإمام أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي.. وتوفي بغتة
(المنتخب 488) .
[3] لم يذكره في (الأنساب) فلعله في (الذيل) .
(31/218)
سنة سبع وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
201- أَحْمَد بْن أَبِي نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد
[1] .
الشَّيْخ أبو بَكْر الكوفاني [2] الهَرَوِيّ الصَّوفي، ويُعرف بكاكو.
رحل، وسمع بمصر من أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس جزءا، رواه عَنْهُ أبو
الوقت السجزيّ.
توفي فِي ربيع الأول.
202- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب بْن دَاوُد [3] .
أبو عُمَر بْن الحذاء، مَوْلَى بني أمية.
قرطبي، مشهور، مُكثر عن والده الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه.
ندبه أبوه صغيرًا إِلَى طلب العلم والسماع فأخذ عن: عَبْد اللَّه بْن
مُحَمَّد بْن أسد [4] ، وعن: سَعِيد بْن نصر، وعبد الوارث بْن
سُفْيَان، وأبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. وهؤلاء من كبار شيوخ
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجده هذه النسبة.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 62، 63
رقم 133، وبغية الملتمس للضبي 163 رقم 349، والمعين في طبقات المحدّثين
134 رقم 1480، والعبر 3/ 264، وسير أعلام النبلاء 18/ 344، 345 رقم
164، ومرآة الجنان 3/ 94، وشذرات الذهب 3/ 327.
[4] في سير أعلام النبلاء 18/ 344 «راشد» بدل «أسد» ، والمثبت كما في
الأصل، وهو يتفق مع (الصلة) و (البغية) .
(31/219)
ابن عَبْد البر. أدرك أبو عُمَر بهم درجة
أَبِيهِ.
وأول سماعه فِي حدود سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
ونزح عن قرطبة فِي الفتنة [1] ، فسكن سرقسطة، والمرية، وولي القضاء
بطليطلة، ثُمَّ بدانية. ثُمَّ رد فِي الآخر إِلَى قرطبة، وإشبيلية [2]
.
رَوَى عَنْهُ: أبو عليّ الغساني [3] ، وخلق كثير.
وكان حسن الأخلاق، موطأ الأكناف، كيسًا عالمًا، سريع الكتابة.
ولد سنة ثمانين وثلاثمائة. وتوفي فِي ربيع الآخر، ومشى فِي جنازته
المعتمد على اللَّه راجلًا [4] .
وكان أسند من بقي بأقطار الأندلس فِي زمانه [5] رحمه اللَّه [6] .
203- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُكْرَم [7] .
أبو حامد العطّار.
توفي بخراسان فِي رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن العلوي، وأبا بَكْر بْن عبدوس.
وحدّث [8] .
__________
[1] هي الفتنة التي وقعت بين المستعين باللَّه سليمان بن الحكم، وبين
جيش بن محمد بن عبد الجبار المهدي عند قرطبة، وقتل فيها اثنا عشر ألفا.
[2] الصلة 1/ 63.
[3] وهو قال: «سمعت أبا عمر بن الحذّاء يقول: كتبت بخطّي «مختصر العين»
في أربعين يوما بمدينة المرية. وكان أبو عمر أحسن الناس خلقا، وأوطأهم
كنفا، وأطلقهم برّا وبشرا، وأبدرهم إلى قضاء حوائج إخوانه» .
[4] وكان يوم جنازته غيث عظيم. (الصلة 1/ 63) .
[5] وقال الضبيّ: «وكان سماع ابن مغيث عليه لكتاب البخاري بقراءة أبي
علي الغساني» . (البغية 163) .
[6] وقال المؤلف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 345) :
«حدّث عنه الحافظ أبو علي الغساني، وجماعة ممن أعرفهم أولا أعرفهم،
وكذا غالب مشايخ الأندلس، لا اعتناء لنا بمعرفتهم، لأن روايتهم لا تقع
لنا» .
[7] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسن) في: المنتخب من السياق 106 رقم
235.
[8] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو حامد العطار الصيدلاني، شيخ نظيف،
مستور، ثقة، مشتغل بما يعنيه. كان يقعد على حانوته بباب معاذ والاعتماد
في الأشربة والمعجونات أكثر عليه، وكان
(31/220)
204- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن أسود [1] .
أبو إِسْحَاق الغساني الأندلسي البجاني.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد الرَّحْمَن الوهراني، والمهلب بْن أَبِي صفرة،
وأبا الْوَلِيد بْن ميقل.
وكان مشهورًا بالعلم والفهم والصّلاح.
ذكره ابن مدبر، حكاه ابن بشكوال عَنْهُ.
205- إِبْرَاهِيم بْن شكر بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو إِسْحَاق العثماني [3] الْمَصْرِيّ المالكي الواعظ، نزيل دمشق.
قدمها شابًا فسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن ياسر، وعبد
الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز، ومحمد بْن عوف، وصالح بْن أَحْمَد الميانجي،
وجماعة ثُمَّ سافر إلى العراق سنة بضع وعشرين وأربعمائة فذكر أنه سمع
من أَبِي القاسم بْن بشران.
وكان ضعيفًا مُتَّهمًا. قيل: إنه ادعى السماع من هبة اللَّه بْن سلامة
المفسر.
رَوَى عَنْهُ: غيث الأرمنازي، وأبو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن قبيس،
وغيرهما.
توفي بدمشق في ذي الحجّة [4] .
__________
[ (-) ] أهل العلم والخير والصالحون ينتابون حانوته ويقعدون عنده
ويعاملونه فيما يحتاجون إليه لصلاحه وأمانته وديانته» .
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 96 رقم 215.
[2] انظر عن (إبراهيم بن شكر) في: تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 58، 59 رقم
62، وميزان الاعتدال 1/ 37 رقم 111، والمغني في الضعفاء 1/ 16 رقم 97،
ولسان الميزان 1/ 68 رقم 175، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 217، 218، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 226، 227 رقم 25.
[3] العثماني: بضم العين المهملة، وسكون الثاء المنقوطة بثلاث، والميم،
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى «عثمان بن عفان رضي الله عنه، إمّا نسبا، أو ولاء،
واتّباعا وهو كأهل الشام قديما» . (الأنساب 8/ 395) .
ووردت النسبة في (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 218) ، «العفاني» .
[4] قال ابن عساكر: سكن دمشق واشتغل بها برواية الحديث، فرواه عن
أصحابه وأسمعه
(31/221)
- حرف الحاء-
206- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُوسَى [1] .
الشَّيْخ أبو مُحَمَّد الغَنْدَجاني [2] ، شيخ واسط ومسندها فِي زمانه.
وغندجان من كور الأهواز.
رحل وسمع مع ابن عمه أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب الغَنْدَجانيّ من:
أَبِي حَفْص الكتاني، والمخلص، وغيرهما.
وعنه: مُحَمَّد بْن عليّ الجلابي، وأهل واسط.
قال السمعاني [3] ولد ببغداد، وأقام بالأهواز مدّة، وكان ثقة صدوقا.
__________
[ (-) ] للطالبين ... قدم أبو إسحاق العفاني دمشق بعد العشرين
وأربعمائة، ثم سافر إلى العراق وأقام ببغداد مدة، ثم ورد دمشق مرة
ثانية سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وذكر أنه من ولد عثمان بن عفان.
وحكى عن نفسه أنه سمع كتاب «الناسخ والمنسوخ» من هبة الله بن سلامة بن
نصر البغدادي المفسّر الضرير. وهبة الله بن سلامة هذا توفي سنة عشر
وأربعمائة.
وقال ابن عساكر: وأراني غيث الأرمنازي جزءا دفعه إليه أبو إسحاق
المترجم فيه أحاديث جمعها، فرأيت في أثنائه، أخبرنا الحسن بن أحمد بن
فراس، أخبرنا أبو جعفر الدبيلي، وأظن أنه سمع من ابن فراس، وابن فراس
لم يسمع من الدبيلي لأن الأول توفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة،
والدبيلي توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ويقال إنه سمع معه علي بن محمد الرندي الحرّاني كتاب «شفاء الصدور» في
تفسير القرآن للنقاش، وروى عنه «تفسير القرآن» أيضا لعليّ الماوردي.
وقال محمد بن الغمر: أريت عبد العزيز الكتاني جزءا من كتب إبراهيم بن
شكر، وهو من مصنّفات الآجرّي محمد بن الحسن، وهو ملصق، والسماع عليه
مزوّر بيّن التزوير، فقال: ما يكفي الرندي الحرّاني علي بن محمد أن
يكذب حتى يكذب عليه؟! (تاريخ دمشق) أقول: «دخل صور ودفع إلى غيث جزءا
فيه أحاديث جمعها، وسمع: أبا مسعود صالح بن القاسم الميانجي قاضي صيدا»
. (موسوعة علماء المسلمين 1/ 226 و 227) .
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي
45، 46 رقم 2، والأنساب 9/ 180، 181، وسير أعلام النبلاء 18/ 247 رقم
121.
[2] الغندجاني: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة
والجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غندجان، وهي بلدة من كورة الأهواز من بلاد الخوز. قاله
السمعاني في (الأنساب 9/ 179) أما ياقوت فضبطها بضم الغين وفتح الدال
المهملة.
[3] قوله ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
وقال في الأنساب 9/ 180: «كان شيخا صالحا ثقة صدوقا مكثرا، سكن واسط
بأخرة، سمع ببغداد مع ابن عمّه أبا طاهر المخلّص، وأبا حفص الكتّاني،
وأبا أحمد الفرضيّ، وأبا
(31/222)
وقال خميس: [1] هُوَ جليل، نبيل [2] ،
صدوق. فارق بغداد بعد [3] الثّلاثين وأربعمائة وأقام بواسط متدبرًا
لها.
وقال السمعاني [4] : ولد فِي شوال سنة ثلاثٍ وثمانين، ومات بواسط سنة
سبع هَذِهِ.
207- الْحَسَن بْن عَبْد الودود بْن عَبْد المتكبر [5] .
أبو علي بْن المهتدي باللَّه، خطيب جامع المنصور.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب [6] ، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو
مُحَمَّد بْن الطراح.
وكان نبيلًا متواضعًا، طريفًا، له أُبَّهَة.
208- الْحُسَيْن بْن عليّ [7] .
أبو عَبْد اللَّه السجستاني، الخازن: شيخ صالح.
سمع بدمشق من: ابن سلوان، وأبي عليّ الأهوازي.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشحامي.
توفي رحمه اللَّه بهراة [8] .
__________
[ (-) ] عبد الله بن دوست العلاف. روى لي عنه أَبُو عَبْد الله
مُحَمَّد بْن علي بْن الخلال بواسط.
[1] في سؤالات الحافظ السلفي 46.
[2] في السؤالات: «صحيح الأصول» .
[3] في السؤالات: «بعيد» .
[4] في الأنساب 9/ 181.
[5] انظر عن (الحسن بن عبد الودود) في: تاريخ بغداد 7/ 344 رقم 3869،
والمنتظم 8/ 295 رقم 346 (16/ 167، 168 رقم 3440) .
[6] وهو قال: «كتبت عنه، وكان صدوقا، مقبول الشهادة عند الحكام.... قال
لي الحسن بن عبد الودود: سمعت ابن أبي طاهر المخلّص، إلّا أني لم يحصل
عندي ما سمعته منه، وسألته عن مولده، فقال: في شهر رمضان من سنة ثمانين
وثلاثمائة» . (تاريخ بغداد 7/ 344، 345) .
وأقول هو هاشميّ، وقد تحرّفت نسبته إلى «الشامي» في (المنتظم) .
[7] انظر عن (الحسين بن علي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 114
رقم 124، وتهذيب التهذيب 4/ 314.
[8] قال ابن عساكر: كانت له عناية بالحديث، ورحل لأجله إلى دمشق ومصر.
(31/223)
- حرف الزاي-
209- زَيْدُ بْن عليّ [1] .
أبو القاسم الفارسيّ النّحويّ اللّغويّ.
توفّي بأطرابلس الشّام [2] .
__________
[1] انظر عن (زيد بن علي) في: معجم الأدباء 11/ 176، 177، وبغية الطلب
(مخطوط) 7/ 124- 126، وإنباه الرواة 2/ 17 و 325، ونزهة الألبّاء 295،
وبغية الوعاة 1/ 573، ومفتاح السعادة 1/ 140، وروضات الجنات 3/ 394،
وكشف الظنون 212، 691، والغدير للعاملي 2/ 388، وطبقات أعلام الشيعة
(النابس في القرن الخامس» 2/ 83، ومعجم المؤلفين 4/ 190.
[2] قال ابن العديم: كان فضلا عالما، عارفا بعلوم كثيرة، وشرح «إيضاح»
أبي علي الفارسيّ، و «حماسة» أبي تمّام الطائي، وأقرأ النحو بحلب وروى
بها «الإيضاح» عن أبي الحسين ابن أخت أبي علي الفارسيّ، عن خاله أبي
علي. قرأه عليه بحلب الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد محمد
الحسني الزيدي الكوفي في سنة 455، وروى الحديث عن أبي الحسن بن أبي
الحديد الدمشقيّ، وأحمد بن أبي الفضل السلمي، وأبي عبيد نعيم بن مسعود
الهروي.
سمع منه القاضي أبو المفضّل القرشي، وعمر بن أبي الحسن الدهستاني، وأبو
الحسن علي بن طاهر النحويّ، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن
سنان الخفاجي الحلبي بميافارقين.
ونقل السّلفي من كتاب غيث الصوريّ قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن طاهر
الأديب، أنشدني زيد بن علي:
الزم جفاك لي ولو فيه الضنا ... وارفع حديث البين عمّا بيننا
فسموم هجرك في هواجره الأذى ... ونسيم وصلك في أصايله المنى
ما لي إذا ما رمت عتبا رمت لي ... ذنبا جديدا من هناك ومن هنا
مثن عليك وما استفاد رغيبة ... عجبا ومعتذر إليك وما جنى
ليس التلوّن من أمارات الرضا ... لكن إذا ملّ الحبيب تلوّنا
ما جرّ هذا الخطب غير تغرّبي ... لعن التغرّب ما أذلّ وأهونا
قال علي بن طاهر:
سمعت من شيخنا في العربية أبي القاسم الفارسيّ النحويّ غير مرة الإنكار
لصحة أحكام المنجّمين واستخفاف عقل المصدّق بها. وكان زيد اطّلع على كل
علم ومقالة.
قال ابن الأكفاني: توفي زيد بن علي على ما بلغني في شهر ذي الحجة سنة
467 بطرابلس.
وكان فهما عالما بعلم اللغة والنحو. وقع إليّ كتاب بخط بعض العلماء
الدمشقيين- وأظنّه ابن عبدان، ذكر فيه وفيات جماعة من العلماء على
السنين فذكر في سنة 467 وفاة زيد بطرابلس.
وذكر غيث في كتابه قال: حدّثني أبو محمد السميسمي أن زيدا توفي في شهر
ذي القعدة.
(31/224)
- حرف الشين-
210- شاذي بْن عَبْد اللَّه الأرمني [1] .
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه الجرجاني.
توفي ببزد [2] فِي جمادى الآخرة.
211- شجاع بْن علي بْن شجاع [3] .
أبو مَنْصُور المصقلي [4] الأصبهاني الصوفي.
طلب وسمع الكثير من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن منده، وأبي جَعْفَر
الأبهري.
وأحمد بْن يوسف الخشاب.
قال يحيى بْن منده: هُوَ كثير السماع [5] ، معروف بالطلب. مات فِي
المحرم.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك، وأبو
طاهر مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم المعروف بهاجر، ومحمود بْن مُحَمَّد
بْن ماشاذة، وآخرون.
212- أبو زَيْدُ أَحْمَد بْن علي [6] .
يروي عن أَبِي عُمَر السلمي، وطبقته.
رَوَى عنه: غانم بن خالد [7] .
__________
[ (-) ] وقيّد ابن عساكر وفاته بسنة 497 وقال القفطي: في هذا القول
نظر، فإنه يكون قد مات قبل ذلك.
(بغية الطلب 7/ 124- 126، معجم الأدباء 11/ 176، 177، إنباه الرواة 2/
17، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 25) .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أتبيّن موقعها.
[3] انظر عن (شجاع بن علي) في: الأنساب 11/ 349، والتقييد لابن نقطة
297، 298، رقم 363. وقد تقدّم برقم (175) .
[4] المصقليّ: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة، وفتح القاف، هذه
النسبة إلى الجدّ، وهو مصقلة بن هبيرة.
[5] زاد في التقييد: واسع الرواية.
[6] انظر عن (أحمد بن علي) في: الأنساب 11/ 349، والتقييد 155.
[7] قال ابن السمعاني: سمع «معرفة الصحابة» عن أبي عبد الله محمد بن
إسحاق بن مندة الحافظ، وسمع الظاهري أيضا. روى لنا عنه أبو عبد الله
محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ بمرو.
(الأنساب) .
(31/225)
- حرف الْعَيْنِ-
213- عَبْد اللَّه أمير المؤمنين القائم بأمر الله [1] .
أبو جعفر ابن القادر باللَّه أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن ولي العهد
إِسْحَاق بْن المقتدر باللَّه أَبِي الفضل جَعْفَر بْن المعتضد،
الهاشمي العباسي.
ولد فِي نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وبويع بالخلافة بقبة
الْإِسْلَام مدينة السلام بغداد يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة
اثنتين وعشرين وأربعمائة. وأمه أم ولد اسمها بدر الدجي الأرمنية، وقيل
اسمها قطر الندى، كذا سماها الخطيب [2] . أدركت خلافته، وعاشت بعدها
ثلاثين سنة.
بويع عند موت والده القادر، وكان ولي عهده فِي حياته، وهو الَّذِي لقبه
بالقائم بأمر اللَّه.
قال ابن الأثير [3] : كان جميلًا، مليح الوجه، أبيض. مشربا حمرة، حسن
__________
[1] انظر عن (القائم بأمر الله) في: تاريخ بغداد 9/ 399- 404 رقم 5007،
وطبقات الحنابلة 2/ 240، والمنتظم 8/ 295 رقم 347 (16/ 168 رقم 3441)
وخريدة القصر (القسم العراقي) 1/ 22- 24، وذيل تاريخ دمشق لابن
القلانسي 107، وتاريخ إربل 1/ 139، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 3/
566، 567 رقم 2711، والفخري لابن الطقطقي 392، وآثار البلاد وأخبار
العباد 418، وخلاصة الذهب المسبوك 264- 268، والإنباء في تاريخ الخلفاء
188- 200، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 202- 209، وتاريخ دولة آل
سلجوق 13 وما بعدها، وتاريخ مختصر الدول 183- 192، وتاريخ الفارقيّ
(انظر فهرس الأعلام) 326، والكامل في التاريخ 10/ 94، 95، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 158، 177- 179، 191، ونهاية الأرب 23/ 242- 253،
والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 307- 318 رقم
146، والعبر 3/ 264، ودول الإسلام 1/ 275، وتاريخ ابن الوردي 1/ 512،
547- 549، 568، ومرآة الجنان 3/ 94، وفوات الوفيات 2/ 157، 158،
والبداية والنهاية 12/ 21- 32 و 12/ 110، والوافي بالوفيات 17/ 20- 22
رقم 18، وتاريخ ابن خلدون 3/ 447، ومآثر الإنافة 2/ 1- 11، والقاموس
المحيط (مادة: قام) ، وشرح رقم الحلل 118، 119، والجوهر الثمين 192-
196، والنجوم الزاهرة 5/ 4- 11 و 97، 98، وتاريخ الخلفاء 417، 418،
422، واتعاظ الحنفا 2/ 314، وتاريخ الخميس 2/ 357- 359، وتاج العروس
(مادة: قام) ، وشذرات الذهب 3/ 236، 327، ومعجم الأنساب والأسرات
الحاكمة 4، وأخبار الدول 2/ 160، والنزهة السنية لابن الطولوني 109.
[2] في تاريخ بغداد 9/ 399.
[3] في الكامل في التاريخ 10/ 95.
(31/226)
الجسم، ورعًا [1] ، زاهدًا، عالمًا، قوي
اليقين باللَّه، كثير الصدقة [2] والصبر، له عناية بالأدب، ومعرفة حسنة
بالكتابة. ولم يكن يرضى [3] أكثر ما يكتب من الديوان، وكان يصلح فِيهِ
أشياء، وكان مؤثرًا للعدل والإحسان [4] وقضاء الحوائج [5] ، ولا يرى
المنع من شيءٍ يطلب منه.
قال: وكان سبب موته ماشرى [6] فافتصد ونام [7] ، فانفجر فصاده وخرج منه
دم كثير [8] ، فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته، فأيقن بالموت، وطلب [9] ولي
العهد ووصاه، ثُمَّ توفي رحمه اللَّه.
وحكى الْحَسَن بْن مُحَمَّد القيلوي فِي «تاريخه» قال: ولما رجع
الخليفة إِلَى داره، يعني نوبة البساسيري، لم يتجرد من ثيابه للنّوم
إِلَى أن مات، ولا نام على فراش غير مصلاه. وكان يصوم، فيما حكي عَنْه،
أكثر الزمان، ويقوم الليل، وعفا عن كل من عرفه بفساد وأحسن إليه، ومنع
من أذية من أذاه.
قال السلفي: حَدَّثَنِي عَبْد السلام بْن على القيسراني المعدل بمصر،
قال:
حَدَّثَنِي شيوخ بغداد أن القائم لم يسترد شيئًا مما نهب من قصره إلا
بالثمن، ويقول: هَذِهِ أشياء احتسبناها عند اللَّه. وأنه منذ خرج من
مقر عزه ما وضع رأسه على مخدة. وحين نهبوا قصره لم يجدوا فِيهِ شيئًا
من آلات الملاهي.
قال الخطيب فِي تاريخه: [10] ولم يزل أمره مستقيمًا إِلَى أن قبض عليه
فِي سنة خمسين. وكان السبب فِي ذلك أن أرسلان التركي البساسيريّ كان قد
عظم
__________
[1] زاد بعدها: «ديّنا» .
[2] «الصدقة» غير موجودة في المطبوع من الكامل.
[3] في (الكامل) : «يرتضي» .
[4] في (الكامل) : «للعدل والإنصاف» .
[5] في (الكامل) : «يريد قضاء حوائج الناس» .
[6] في (الكامل) : «كان قد أصابه شرى» . و «الماشرا» ورم حادّ ينتج عن
دم صفراوي يعمّ الوجه، وربّما غطّى العين.
[7] في (الكامل) : «ونام منفردا» .
[8] زاد في (الكامل) : «ولم يشعر» .
[9] في (الكامل) : «فأحضر» .
[10] تاريخ بغداد 9/ 399- 403.
(31/227)
أمره، واستفحل شأنه، لعدم نُظرائه، وانتشر
ذِكره، وتهيَّبته أمراء العرب والعجم، ودُعي له عَلَى المنابر، وجبي
لَهُ الأموال، وخرب القُرى. ولم يكن القائم يقطع أمرًا دونه. ثُمَّ
صحَّ عنده سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة أن البساسيري عرَّفهم وهو باسط
عزْمه على نْهب دار الخلافة، والقبض على أمير المؤمنين، فكاتب الخليفة
أَبَا طَالِب مُحَمَّد بْن ميكال سلطان الغُزّ المعروف بطُغْرُلْبَك،
وهو بالرِّيّ، يستنهضه فِي القدوم. ثُمَّ أُحرقت دار البساسيري.
وقدِم طُغْرُلْبَك فِي سنة سبعٍ وأربعين، فَذَهب البساسيري إِلَى
الرحْبة، وتلاحق به خلْق من الأتراك، وكاتَبَ صاحب مصر، فأمدّه
بالأموال.
ثُمَّ خرج طُغْرُلْبَك بعد سنتين إِلَى نصيبين، ومعه أخوه ينال [1] فِي
سنة خمسين، فخالف عليه أخوه، وسار بجيش عظيم وطلب الرّي، وكان
البساسيري قد كاتبه وأطمعه بمنصب أَخِيهِ طُغْرُلْبَك، فسار
طُغْرُلْبَك فِي أثر أَخِيه، فتفرَّقت عساكره، وتواقَع هُوَ وأخوه
بهَمَذان، فظهر عليه ينال [1] وحصَره بهمذان. فعزم الوزير الكُنْدُري
والخاتون زَوْجَة طُغْرُلْبَك وابنها على نجدة طُغْرُلْبَك، فاضطرب أمر
بغداد، وأرجفوا بمجيء البساسيري، فبطل عزم الوزير، فهمت خاتون بالقبض
عليه وعلى ابنها، ففرّا إِلَى الجانب الغربي، وقطعوا الجسر، فنهبت
دُورهما، ومضَتْ هِيَ بجمهور الجيش نحو هَمَذان، وخرج ابنُها والوزير
نحو الأهواز. فَلَمَّا كان فِي ذي القعدة رحل البساسيري إِلَى الأنبار،
ولم يحضر الخطيب يوم الجمعة، ونزلوا من المئذنة، فأخبروا أنهم رأوا
عسكر البساسيري. وصلى الناسُ ظُهْرًا.
ثُمَّ وَرَدَ من الغد من عسكره مائتا فارس، فَلَمَّا كان يوم الأحد دخل
البساسيري بغداد ومعه الرايات المصرية، فضرب مخيمه على دجلة، وأجمع
أَهْل الكرْخ والعوام من الجانب الغربي على مُضافَرة البساسيري. وكان
قد جمع العيّارين وأهل الرساتيق، وأطمعهم فِي نهب دار الخليفة، والناسُ
إذ ذاك فِي قَحْط، وبقي القتال كل يومٍ بين الفريقين فِي السُّفن،
فَلَمَّا كان يوم الجمعة المقبلة دُعي لصاحب مصر بجامع المنصور، وزِيد
في الأذان بحيّ على خير
__________
[1] في تاريخ بغداد 9/ 400 «أينال» .
(31/228)
العمل، وأصلحوا الجسر، وعَبَرَ الجيش،
فنزلوا بالزاهر، وكفوا عن المحاربة أيامًا. وخندّق الخليفة حول داره،
وأصلح سُورَها. ثُمَّ حشد البساسيري أَهْل الكرْخ وغيرهم، ونهضَ بهم
إِلَى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين، وقُتل قتلى كثيرة.
وَفِي اليوم الثالث أتى البساسيري وجُموعه نحو دار الخليفة، وأحرقَ
الأسواق بنهر مُعَلَّى، ووقع النَّهْب، وأحاطوا بدار الخلافة، وأُخذ
منها ما لا يُحصى. ووجَّه الخليفة إِلَى قُرَيْش العُقَيْليّ البدوي،
وكان قد جاء ناصرًا للبساسيري، فأذم للخليفة فِي نفسه، ولقيه فقبَّل
بين يديه الأرض، وخرج الخليفة معه من الدار راكبًا وبين يديه رايةٌ
سوداء، والأتراك بين يديه. ثُمَّ نزل بمخيمٍ ضُرِب له بأمر قريش. وقبض
البساسيري على الوزير وعلى القاضي الدامغاني، وجماعة، وقيد الوزير
والقاضي. فَلَمَّا كان يوم الجمعة من ذي الحجة، خطب لصاحب مصر فِي كل
الجوامع إلا جامع الخليفة. ولما كان يوم عَرَفَة بُعِث الخليفة إِلَى
عانة على الفُرات، وحُبِس هناك.
وشُهِّر الوزير فِي أواخر الشهر على جملٍ وطِيف به. ثُمَّ صُلب حيّا،
وهو أبو القاسم ابن المسلمة. ثُمَّ جعلوا فِي فكَّيْه كلوبين من حديد،
فمات ليومه.
وأُطْلِق قاضي القضاة.
وأما طُغْرُلْبَك فظفر بأخيه وقتله. وكاتب متولي عَانَة فِي رد الخليفة
إِلَى داره مُكْرَمًا.
وذُكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طُغْرُلْبَك متوجه
إِلَى العراق. وحصل الخليفة فِي مقر عزّه فِي الخامس والعشرين من ذي
القعدة من سنة إحدى وخمسين.
ثُمَّ جهز طُغْرُلْبَك جيشًا، فحاربوا البساسيري بِسَقي الفُرات،
وظفروا به فقُتل وحمل رأسُه إِلَى بغداد [1] .
وقال أبو الْحَسَن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السّلام الكاتب:
سمعت
__________
[1] إلى هنا ينتهي نقل المؤلّف عن تاريخ بغداد باختصار.
(31/229)
الأستاذ، أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن علي بْن
عامر قال: دخلنا فِي يومنا هَذَا إِلَى المخزن، فلم يبق أحد لقيني إلا
وأعطاني قصّة، فامتلأ كمّي بالرّقاع، فلمّا رَأَيْت كَثْرَتَها قلتُ:
لو كان القائم بأمر اللَّه أخي لأَقلَّ المراعاة لي ولضجر مني.
وألقيتها فِي بركة. وكان القائم ينظر وأنا لا أعلم، فَلَمَّا وقفت بين
يديه أمر بأخذ الرقاع من البركة وبُسِطت فِي الشمس، ثُمَّ حُمِلت إليه،
ووقَّع على الجميع. ثُمّ قال: يا عامّي، ما حملك على ما فعلت؟ وهل كان
عليك دركٌ فِي إيصالها إلينا؟
فقلتُ: خفت أن تملّ.
فقال: ويْحك، ما أطلقنا شيئًا من أموالنا، بل نَحْنُ خزّانهم فيها.
واحذر أن تعود إِلَى ما فعلت [1] .
قال أبو يَعْلَى بْن حَمْزَة بْن القلانِسيّ فِي «تاريخه» [2] : رُوي
أن القائم لمّا اعتُقِل نَوْبة البساسيري كتبَ قَصّةً ونفذها إِلَى بيت
اللَّه مستعديا إِلَى اللَّه على من ظلمه، فعلّقت على الكعبة، وهي:
«إِلَى اللَّه العظيم من المسكين عبده.
اللَّهمّ [3] إنّك العالم بالسّرائر، [و] المطّلع على الضمائر [4] ،
اللَّهمّ إنّك غنيٌّ بعلمك واطلاعك على خلقك، عن إعلامي، هَذَا عبدٌ
[5] قد كفر نِعَمك [6] ومَا شَكَرها، وألقى [7] العواقب وما ذكرها،
أطغاه حلْمُك [8] حَتَّى تعدّى علينا بغْيا، وأساء إلينا عتوّا وعدوا.
اللَّهمّ قَلَّ الناصر، واعتزَّ الظالم، وأنت المطلع العالم، [و]
المنصف الحاكم. بك نعتز عليه، وإليك نهربُ من يديه، فقد تعزّز علينا
__________
[1] المنتظم 8/ 59 (15/ 219) .
[2] ذيل تاريخ دمشق 107.
[3] بدأ قبلها بالبسملة.
[4] في ذيل تاريخ دمشق: «على مكنون الضمائر» .
[5] في الذيل: «هذا عبد من عبيدك» .
[6] في الذيل: «نعمتك» .
[7] في الذيل: «وألغي» .
[8] في الذيل: «حكمك وتجبّر بأناتك» .
(31/230)
بالمخلوقين، ونحن نعززُ بك [1] . وقد
حاكمنا إليك [2] ، وتوكلنا فِي إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا
هَذِهِ إِلَى حَرَمَك، ووثقنا فِي كشْفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق
وأنت خير الحاكمين» [3] .
تُوُفّي القائم بأمر اللَّه ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان، ودُفن
فِي داره بالقصر الحسني. وكانت دولته خمسًا وأربعين سنة، وغسّله الشريف
أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي شيخ الحنابلة [4] .
وبُويع بعده المقتدي.
214- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الهيصم الكرّامي [5] .
أبو بَكْر النَّيْسابوري، من وجوه أصحاب أَبِي عَبْد اللَّه بْن كرام
[6] .
تُوُفّي أَبُوهُ الْإِمَام مُحَمَّد، ولهذا إحدى عشرة سنة. وكان قد قرأ
عليه شيئا يسيرا، ثمّ قرأ على أَخِيهِ عَبْد السلام، وحصل سرائر المذهب
ودقائقه عن أَخِيهِ.
واختلف إِلَى الأديب أَبِي بَكْر الخطابي، وأحكم عليه الأدب [7] .
وسمع من: أَبِي عَمْرو بْن يحيى، والقاضي أَبِي الهيثم، وعبد اللَّه
بْن يوسف، وابن مَحْمِش، والحاكم أبي عبد الله.
__________
[1] في الذيل: «ونحن نعتزّ بك يا ربّ العالمين» .
[2] في الذيل: «اللَّهمّ إنّا حاكمناه إليك» .
[3] وتتمّة النص: «وأظهر اللَّهمّ قدرتك فيه، وأرنا ما نرتجيه، فقد
أخذته العزّة بالإثم، اللَّهمّ فاسلبه عزّه، وملّكنا بقدرتك ناصيته يا
أرحم الراحمين. وصلّ يا ربّ على محمد وسلّم وكرّم» .
[4] طبقات الحنابلة 2/ 240، ومن شعر القائم بأمر الله:
القلب من خمر التصابي منتش ... من ذا عذيري من شراب معطش؟
والنفس من برح الهوى مقتولة ... ولكم قتيل في الهوى لم ينعش
جمعت عليّ من الغرام عجائب ... خلّفن قلبي في إسار موحش
خلّ يصدّ، وعاذل متنصّح ... ومعاند يؤذي، ونمّام يشي
(خريدة القصر 1/ 23)
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد بن الهيصم) في: المنتخب من السياق 287،
288 رقم 950.
[6] قال عبد الغافر: «كبير أصيل، فاضل، نسيب، من بيت الإمامة، نشأ في
العلم والزهد والسداد، وصحب الكبار من أصحابهم» .
[7] وزاد عبد الغافر: «وحصّل الحديث» .
(31/231)
وتُوُفّي يوم عيد الفِطْر.
وكان أَبُوهُ رأسا فِي بدعته.
215- عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُعَاذ الصَّيْرَفيّ [1] .
الهَرَويّ.
وقد حج، وسمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا أسامة المقرئ بمكة.
216- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن محمود [2] .
أبو سَعِيد الهَرَويّ المعلم.
سمع من: الأمير خَلَف السِّجْزِي، وأبا علي مَنْصُور الخالدي.
وحدَّث.
217- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّد بْن المظفر بْن مُحَمَّد بْن
دَاوُد بْن أَحْمَد بْن مُعَاذ بْن سهل بْن الحكم بْن شيرزاد [3] .
أبو الْحَسَن بْن أبي طلحة الدّاوديّ البوشنجيّ [4] ، شيخ خُراسان جمال
الْإِسْلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
ذكره أبو سعد السمعاني فقال: [5] وجه مشايخ خُراسان فضلا عن ناحيته،
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر) في: الأنساب 5/ 263، 264،
والمنتظم 8/ 296 رقم 348 (16/ 168، 169 رقم 3442) ، والتقييد لابن نقطة
335، 336 رقم 405، واللباب 1/ 487، والمنتخب من السياق 312، 313 رقم
1024، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 57 أ، وطبقات النووي (مخطوط) ،
ورقة 89 ب- 91 أ، والعبر 3/ 264، 265، والإعلام بوفيات الأعلام 193،
وسير أعلام النبلاء 18/ 22- 226، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم
1481، ودول الإسلام 2/ 3، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 200 وفوات
الوفيات 2/ 295، 296، ومرآة الجنان 3/ 95، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 3/ 228، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 525، 526، والبداية
والنهاية 12/ 112، والنجوم الزاهرة 5/ 99، وطبقات المفسّرين 1/ 294،
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 256، 257 رقم 213، وشذرات الذهب 3/
327.
[4] انظر تعريف المؤلّف بها في آخر هذه الترجمة.
[5] في الأنساب 5/ 263، والمؤلف ينقل عنه بوساطة «المنتخب من السياق»
لعبد الغافر الفارسيّ 312.
(31/232)
المعروف [1] فِي أصله وفضله وسيرته وطريقته
[2] . له قَدَمٌ فِي التَّقْوى راسخْ [3] ، يستحق [4] أن يُطْوَى
للتبرُّك بلقائه فراسِخْ. وفضله فِي الفنون مشهور، وذِكْره فِي الكُتُب
مسطور. وأيّامه غُرَر، وكلماته دُرَرْ.
قرأ الأدب على أَبِي علي الفَنْجُكِرْدي [5] ، والفقه على: أَبِي بَكْر
القفال المَرْوَزِي، وأبي الطيب سهْل الصُّعْلُوكي، وأبي طاهر بْن
مَحْمِش، والأستاذ أبي حامد الأسفرائينيّ، وأبي الْحَسَن الطَّبَسي [6]
، وأبي سَعِيد يحيى بْن مَنْصُور الفقيه البُوسنجيّ [7] .
وسمعتُ أن ما كان يأكله فِي حالة التّفقُّه والمُقام ببغداد وغيرها
يحمل إليه من فوشنج [8] احتياطا فِي المأكول [9] .
وصحِب أَبَا عليّ الدّقّاق، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي
بنَيْسابور، والإمام فاخر السِّجْزِيّ بِبُسْت فِي رحلته إِلَى
غَزْنَة. ولقي يحيى بن عمّار [10] .
ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ورجع إلى وطنه سنة خمس
__________
[1] في الأنساب: «المشهور» .
[2] في الأنساب: «وورعه» بدل «وطريقته» .
[3] في الأنساب: «وله قدم راسخ في التقوى» .
[4] من هنا ينتهي النقل عن (الأنساب) ولعلّه ينقل عن (الذيل) .
[5] في الأصل: «القلجردي» ، والتصحيح من (الأنساب 5/ 263 و 9/ 334) و
«الفنجكرديّ» : بفتح الفاء وسكون النون وضمّ الجيم أو سكونها وكسر
الكاف وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى فنجكرد
وهي قرية من نواحي نيسابور.
[6] الطّبسيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين
المهملة، هذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برّيّة، إذا خرجت منها إلى
أيّ صوب منها سلكت وقصدت لا بدّ من ركوب البريّة، وهي بين نيسابور
وأصبهان وكرمان. (الأنساب 8/ 209) .
[7] ترد «البوسنجي» بالسين المهملة، و «البوشنجي» بالشين المعجمة، وهذا
هو الأكثر. وقال في (الأنساب 5/ 263) : «وبفوشنج على أبي سعيد يحيى بن
منصور الفقيه» .
[8] فوشنج: بضم الفاء وفتح الشين المعجمة بعدها نون ساكنة وجيم، وهي
«بوشنك» بلدة قديمة كثيرة الخير على سبعة فراسخ من هراة بخراسان،
والنسبة إليها فوشنجي وبوشنجي بالفاء والباء المنقوطة بنقطة. (الأنساب
9/ 346) .
[9] الأنساب 5/ 263.
[10] المنتخب من السياق 312.
(31/233)
وأربعمائة [1] ، وأخذ فِي مجلس التذكير
والتدريس والفتوى والتصنيف، وكان له حظٌّ وافر من النَّظْم والنَّثْر
[2] .
سمع ببوُشَنْج: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حمُّوَيْه السَّرْخَسِي
[3] ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
وبهَرَاة: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي شُرَيْح.
وبنَيْسابور: أَبَا عَبْد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد اللَّه بْن
باموَيْه، وابن مَحْمِش.
وببغداد: أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت المُجْبِر، وأبا عُمَر بْن
مَهْدِي، وعلي بْن عُمَر التّمّار.
حَدَّثَنا عَنْهُ: مسافر بْن مُحَمَّد، وأخوه أَحْمَد، وأبو المحاسن
أسعد بْن زياد [4] الماليني، وأبو الوقت عَبْد الأول. وعائشة بِنْت
عَبْد اللَّه البُوسَنْجيّة.
قال السمعاني [5] أبو سعْد: سمعتُ يوسف بْن مُحَمَّد بْن فارو
الأندلسيّ:
سمعتُ عليّ بْن سُلَيْمَان المرادي يقول: كان أبو الْحَسَن عَبْد
الغافر بْن إِسْمَاعِيل يقول: سمعتُ «الصحيح» من أَبِي سهل الحفصي،
وأجازه لي أبو الْحَسَن الداودي، وإجازة الداودي أحب إلي من السماع من
الحفصي [6] .
وسمعت أسعد يقول: كان شيخنا الداوديّ بقي أربعين سنة لا يأكل اللّحم
وقت تشوشّ التُّرْكُمان واختلاط النَّهْب، فأضرَّ به، فكان يأكل
السَّمَك ويُصطاد له من نهرٍ كبير، فحكي له أنّ بعض الأمراء أكل على
حافة ذلك النهر، ونُفِضت سفرتُه، وما فضل منه فِي النَّهْر، فَمَا أكل
السَّمَك بعد ذلك [7] .
__________
[1] المنتخب 312.
[2] المنتظم 8/ 296 (16/ 168) .
[3] سمع منه «صحيح البخاري» في صفر سنة 381 هـ. (التقييد 335) .
[4] هكذا هنا وفي سير أعلام النبلاء 18/ 224، أما في (الأنساب 5/ 264)
: «أبو المحاسن أسعد بن علي الحنفي» .
[5] قوله ليس في الأنساب، لعلّه في (الذيل) .
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 224، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228.
[7] التقييد 336، سير أعلام النبلاء 18/ 224، طبقات الشافعية للإسنويّ
1/ 525، والخبر باختصار في: (المنتظم) .
(31/234)
قال أبو سعْد: وسمعتُ محمود بْن زياد
الحنفي يقول: سمعتُ الْمُخْتَار بْن عَبْد الحميد البُوشَنْجيّ يقول:
صلى الْإِمَام أبو الْحَسَن الداوديّ أربعين سنه، وكان يده خارجة من
كُمّه استعمالًا للسُّنَّة، واحتياطًا لأحد القولين فِي وضع اليدين
وهما مكشوفتان حالة السُّجود [1] .
قال أبو القاسم عبد الله بن عليّ أخو نظام المُلْك: كان أبو الْحَسَن
الداودي لا تسكُن شفته من ذكر اللَّه، فحُكي أنّ مُزَيّنًا أراد أن يقص
شاربه فقال: سكِّن شفَتَك. فقال: قلْ للزمان حَتَّى يَسْكُن [2] .
ودخل أخي النظام عليه، فقعد بين يديه، وتواضعَ له، فقال لَهُ: أيُّها
الرجل، إنّك سلطان اللَّه على عباده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك
عَنْهُمْ [3] .
ومن شعر الداوديّ:
ربِّ تقبَّلْ عملي ... ولا تُخَيِّب أملي
أَصْلِحْ أُموري كلّها ... قبل حُلُول الأَجَلِ [4]
وله:
يا شاربَ الخمر اغتنِمْ توبةً ... قبل الْتِفاف الساقِ بالسّاق
الموتُ سلطانٌ له سَطْوةٌ ... يأتي على المَسْقِيّ والسّاقيّ [5]
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 225.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 215.
[3] المنتظم 8/ 296 (16/ 168) .
[4] البيتان في: سير أعلام النبلاء 18/ 225، وطبقات الشافعية للإسنويّ
1/ 525.
[5] البيتان في: سير أعلام النبلاء 18/ 225، 226.
وأنشد الداوديّ ببوشنج لنفسه:
كان اجتماع الناس فيما مضى ... يورث البهجة والسّلوه
فانقلب الأمر إلى ضدّه ... فصارت السّلوة في الخلوة
(سير أعلام النبلاء 18/ 226، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228،
فوات الوفيات 2/ 296) ومن شعره:
كان في الاجتماع للناس نور ... فمضى النور وادلهمّ الظلام
فسد الناس والزمان جميعا ... فعلى الناس والزمان السلام
(المنتظم 8/ 296/ 16/ 169) ، وهما في: سير أعلام النبلاء 18/ 226،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228، وفوات الوفيات 2/ 296، والنجوم
الزاهرة 5/ 99.
(31/235)
قال عَبْد الغافر الفارسي [1] : وُلِد
الداوديّ فِي ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وقال الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الكُتُبيّ: تُوُفّي بفوُشَنْج فِي شوال
[2] .
فُوشَنْج، ويقال بالباء، مدينة صغيرة بشين مُعْجَمَة على سبعة فراسخ من
هَرَاة. رحمه اللَّه تعالى.
218- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن عبد الكبير الطّليطليّ [3]
الطّبيب ابن وافد [4] ، الوزير أبو المطرِّف اللَّخْميّ الأندلسي.
من كبار العالمين بالطِّب، لا سيما بالأدوية المفردة [5] ، فإنه لم
يُدرِك شَأْوَه فيها أحدٌ. وألّف كتابًا حافلًا جمع فِيهِ بين قول
ديسقوريدوس [6] ، وقول جالينوس [7] .
وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي الْمُعَالَجَة، وسكن طُلَيْطُلَة. وكان له فِي
دولة ابن ذي النون ذِكرٌ. وكان حيًّا فِي سنة ستين وأربعمائة. وذكر
أنّه ولد سنة سبع [8] وثمانين وثلاثمائة. وهو مشهور بابن وافد، بالفاءِ
وله أيضًا كتاب «الرّشاد» فِي الطِّب، وكتاب «تدقيق النّظر فِي عِلَل
حَاسَّةِ الْبَصَرْ» ، وكتاب «مجرَّبات الطّبّ» .
توفّي في رمضان سنة سبع وستّين.
__________
[1] في المنتخب من السياق 312.
[2] وأنشد أبو القاسم أسعد بن علي البارع لنفسه في أبي الحسن الداوديّ:
أئمّة العالم جرّبتهم ... من بين مذموم ومحمود
سيرة داوديهم خيرهم ... وخير درع درع داود
(الأنساب 5/ 264)
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن
الأبّار 2/ 551، وأخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي 152 وفيه «عبد
الكريم» بدل «عبد الكبير» ، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي
أصيبعة 2/ 49، ومعجم المؤلفين 5/ 180، 181.
[4] في أخبار العلماء بأخبار الحكماء: «واقد» بالقاف.
[5] في الأصل: «الفردة» .
[6] في أخبار العلماء: «ذيوسقوريذس» .
[7] وهو في الأدوية المفردة، رتّبه أحسن ترتيب، وهو مشتمل على قريب من
خمسمائة ورقة.
[8] في أخبار العلماء: «سنة تسع» .
(31/236)
ورّخه الأبّار [1] وقال: له كتاب «الفلاحة»
. أَخَذَ الطبّ عن خلف بْن عَبَّاس الزَّهْراويّ [2] .
219- عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [3] .
أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ البابصري [4] . نقيب
الأَنْصَار، من ولد زَيْدُ بْن وديعة الْأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّه
عَنْهُ.
كان من أماثل الشيوخ وأعيانهم، ذا سَمْتٍ ووقار، ودِين وتواضع. وكان
ثقة، صحيح السماع.
سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن
بْن بشران.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن
المقتدي باللَّه، وأبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن سبْط الخيّاط، وأبو
المعالي بْن البدِن.
وُلِد سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة. وقيل: سنة ستٍّ وثمانين.
وتُوُفّي فِي يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان، وهو والد أَبِي
الفضل مُحَمَّد شيخ شهدة.
220- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن سعيد البقال الأصبهاني [5] .
مات في شعبان.
شيخ مستور عفيف صالح.
__________
[1] في التكملة 2/ 551.
[2] وقال القفطي: وله في الطب منزع لطيف ومذهب ظريف، وذلك أنه لا يرى
التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية أو ما كان منها قريبا فإذا
دعت الضرورة إلى الأدوية فلا يرى التداوي بمركّبها ما وصل إلى الشفاء
بمفردها، فإن اضطرّ إلى المركّب منها لم يكثر التركيب بل اقتصر على ما
يمكنه منه.
وله نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الإبراء من العلل الصعبة بأيسر علاج
وأقربه، وكان قريبا من وسط المائة والخامسة متوطّنا طليطلة.
[3] انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: المنتظم 8/ 296 رقم 349 (16/ 169
رقم 3443) .
[4] لم أجد هذه النسبة.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/237)
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهاب،
وأبي الْعَبَّاس المَخْلَديّ.
221- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الطيّب [1] .
الرئيس الأديب، أبو الحسن [2] الباخرزي [3] الشّاعر، مصنّف «دمية
القصر» [4]
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن الباخرزي) في: الأنساب 2/ 21، ومعجم البلدان
1/ 316، ومعجم الأدباء 13/ 33- 48 رقم 11، والكامل في التاريخ 10/ 11
واللباب 1/ 104، ووفيات الأعيان 3/ 387- 389، رقم 475، وبدائع البدائه
57، 58، 150، 254، 299 308، 351، وآثار البلاد وأخبار العباد 447،
والتذكرة الفخرية للإربلي 227، وزبدة التواريخ للحسيني 68- 70، والعبر
3/ 265، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 363، 364
رقم 174، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 185، 186، ومرآة
الجنان 3/ 95، والبداية والنهاية 12/ 112، والوافي بالوفيات (مخطوط)
12/ 26، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 298، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 1/ 234- 236، والنجوم الزاهرة 5/ 99، ومفتاح السعادة 1/ 263،
وكشف الظنون 761- 778، وشذرات الذهب 3/ 327، 328، وديوان الإسلام 1/
243، 244 رقم 372، وهدية العارفين 1/ 692، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 26،
27، ومعجم المؤلفين 7/ 65، ودائرة معارف الأعلمي 22/ 242.
[2] قال أبو الحسن البيهقي: كنية الباخرزي أبو القاسم وهو الصحيح.
(معجم الأدباء 13/ 33) .
[3] الباخرزي: بفتح الباء الموحّدة وفتح الحاء المعجمة وسكون الراء وفي
آخرها الزاي. هذه النسبة إلى باخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور.
(الأنساب 2/ 21) .
[4] اسمه الكامل: «دمية القصر وعصرة أهل العصر» . وفي (معجم الأدباء)
«دمية القصر في شعراء العصر» .
قال العماد الأصفهاني: وطالعت هذا الكتاب بأصفهان في دار الكتب التي
لتاج الملك بجامعها، وبعثني ذلك على تأليف كتابي هذا. (يعني كتابه
الّذي سمّاه «خريدة القصر في شعراء العصر» . (معجم الأدباء 13/ 33، 34)
والمعروف أن كتاب العماد اسمه: «خريدة القصر وجريدة العصر» .
وقد طبع كتاب الباخرزي «دمية القصر» عدّة طبعات: الأولى طبعة الشيخ
راغب الطباخ الحلبي بمطبعة العلمية بحلب في سنة 1349 هـ. 1930 م. في
(316 صفحة) وأضاف إليها:
«الملتقط من ديوان الباخرزي» وما جمعه من شعر الباخرزي، وأثبت في آخره
خمس تراجم سقطت من الكتاب عثّر عليها المستشرق سالم الكرنكوي في نسخة
المتحف البريطاني بلندن.
قال البحاثة محمد بهجة الأثري: إن النسخة التي اعتمد عليها نسخة مشوّهة
ومحرّفة، وفيها نقص كبير جدا يبلغ زهاء نصف الكتاب، وعدّة التراجم في
طبعة الشيخ راغب 292 ترجمة، بينما يوجد في النسخة التي يغلب عليها
الصحة 537 ترجمة (انظر: مقدّمة خريدة القصر- القسم العراقي- ج 1/ 85
بالحاشية 4) الطبعة الثانية: بتحقيق عبد الفتاح الحلو، صدر
(31/238)
كان واحدًا فِي فنه.
تفقه فِي مذهب الشافعي، ولازم أَبَا مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ والد إمام
الحَرَمَين، ثُمَّ شرع فِي الأدب، وأقبل على الكتابة والإنشاء، واختلف
إِلَى ديوان الرسائل وتنقلت به الأحوال، ورأى عجائب فِي أسفاره، وسمع
الحديث، وألف كتاب «دُمية القصر» ، وهو ذيل «ليتيمة الدّهر» للثّعالبي
فِي الشعراء، ذكر فِيهِ خلقًا كثيرًا. وقد وضع على كتابه أبو الْحَسَن
عليّ بْن زَيْدُ البَيْهَقيّ كتابًا سماه «وشاح الدُّمية» ، كذا سماه
أبو سعد السمعاني في «الذّيل» . وسمّاه العماد فِي كتاب «الخريدة» شرف
الدين على بْن الْحُسَيْن البَيْهَقيّ.
وللباخَرْزِيّ ديوان شِعْر كبير، منه:
يا فالقَ الصُّبْح من لألاءٍ غُرّتِهِ ... وجاعِلَ الليلِ من أصْداغه
سَكَنا
بصورة الوَثَن استعبدتني، وبها ... فتنتني، وقديما هجت لي شَجَنا
لا غَرْو أَنْ أحرقَتْ نار الهَوَى كَبِدي، ... فالنار حقُّ على من
يعبُد الوَثَنا [1]
قُتِل بباخَرز، وهي ناحية من نواحي نَيْسابور، وذهبَ دمُه هَدْرًا فِي
شهر ذي القعدة [2] .
__________
[ (-) ] المجلّد الأول منه بالقاهرة سنة 1968.
الطبعة الثالثة: بتحقيق الدكتور سامي مكي العاني. صدر المجلّد الأول
منه ببغداد سنة 1970.
الطبعة الرابعة: تحقيق الدكتور محمد التونجي، صدرت بدمشق. عن دار
الفكر.
وقد وضع «أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي» ذيلا على «الدمية»
سمّاه: «زينة الدهر وعصرة أهل العصر» .
[1] الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 388، ومرآة الجنان 3/ 95، وفي (معجم
الأدباء 13/ 48) بيتان: الأول والثالث.
[2] قال العماد الأصفهاني: قتل في مجلس أنس بباخرز وذهب دمه هدرا، قال:
وكان واحد دهره في فنّه، وساحر زمانه في قريحته وذهنه، صاحب الشعر
البديع، والمعنى الرفيع، وأثنى عليه وقال: ولقد رأيت أبناء العصر
بأصفهان مشغوفين بشعره، متيمين بسحره، وورد إلى بغداد مع الوزير
الكندريّ، وأقام بالبصرة برهة، ثم شرع في الكتابة معه مدّة، واختلف
إِلَى ديوان الرسائل، وتنقلت به الأحوال في المراتب والمنازل. (معجم
الأدباء 13/ 34) .
قال السمعاني: ولما ورد إلى بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي
صدّرها ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كلّ الشهور وفي الأمثال عش رجبا
(31/239)
222- عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بن الحسين [1] .
أبو الحسن التّغلبي [2] ابن صَصرى. أصلهم من مدينة [3] بلدٍ.
حدَّث عن: تمام الرّازي [4] ، وأبي عَبْد اللَّه بْن سهل، وعبد
الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر،
وجماعة.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب [5] ، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب،
وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني وقال: تُوُفّي فِي الثالث والعشرين من
المحرَّم بدمشق.
وكان ثقة كتب له تمام الجزء الأول من فوائد الْحُسَيْن بْن يحيى
الشّعراني، وكتب عليه علامة السماع له من أَبِي بَكْر بْن أَبِي
الحديد، فدَفعه إليَّ وقال: لم أسمع من أَبِي بَكْر شيئًا، كتب لي
تمّام هَذَا الجزء، ولم يتَّفق لي سماعه من أبي بكر [6] .
__________
[ () ]
أليس من عجب أني ضحى ارتحلوا ... أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وأنّ أجفان عيني أمطرت ورقا ... وأنّ سلعة خدّي أنبتت ذهبا
وإن تلهّب برق من جوانبهم ... توقّد الشوق في جنبيّ والتهبا
قال: فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، فانتقل إلى
الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدّة وتخلّق بأخلاقهم، واقتبس من
اصطلاحاتهم. ثم أنشأ قصيدته التي أولها:
هبّت عليّ صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجسمت الربَّى لتزورني ... من علّتي وهبوبها تعليل
فاستحسنوها وقالوا: تغيّر شعره ورقّ طبعه. (معجم الأدباء 13/ 34 و 38،
39) .
[1] انظر عن (علي بن الحسين التغلبي) في: موضح أوهام الجمع والتفريق
للخطيب البغدادي 2/ 87، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و 507 و
29/ 43، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 226 رقم 128، والعبر 3/ 265
وفيه: «علي بن الحسن» ، والنجوم الزاهرة 5/ 100، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 324، 325 رقم 1071.
[2] تحرّفت هذه النسبة إلى «الثعلبي» في (النجوم الزاهرة 5/ 100) .
[3] كتبت كلمة «مدينة» في الأصل فوق «بلد» .
[4] لم يذكره المعتني ب «الروض البسّام بترتيب فوائد تمّام» بين
تلاميذه. انظر مقدّمة الجزء الأول- ص 49.
[5] في (موضح أوهام الجمع 2/ 87) .
[6] وحدّث التغلبي عن: الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي،
وحمزة بن عبد الله بن الحسين بن الشامّ الأطرابلسي، (تاريخ دمشق 11/ 2
و 11/ 507، موسوعة العلماء 3/ 324، 325) .
(31/240)
- حرف الميم-
223- مُحَمَّد بْن بديع الأَسَدَاباذي [1] .
أبو الفتح.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نَصْر.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب مع تقدَّمه، وغَيْث الأرمنازيّ.
مات بالرملة قاصدًا القدس.
224- مُحَمَّد بْن المحدِّث أَبِي مُحَمَّد الجوهري [2] .
أبو الحسن.
سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَاني، وشجاع الذُّهْلي، وطائفة.
225- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد
اللَّه بْن عليّ [3] .
أبو الحُسَين الأزْديّ الدِّمشقيّ المعروف بابن أَبِي العجائز، الخطيب.
نزيل بيروت، وبها تُوُفّي.
روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبي نصر بْن هارون.
وعنه: عُمَر الرُّؤاسي، وابن الأكفاني، وغيرهما.
226- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ [4] .
أَبُو بَكْر القصّار المَدِيني، يُعرف بالغزّال.
مات فِي جُمَادَى.
227- مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن
الحُصَين [5] .
أبو عَبْد اللَّه الشَّيْباني، والد هبة اللَّه بن الحصين.
مات فيها.
__________
[1] انظر عن (محمد بن بديع) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/
198.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (ابن أبي العجائز) في: تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن
الأكفاني (مخطوط) ورقة 158، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 280، 281
رقم 356.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/241)
ومات ابنُه عَبْد الواحد بعده بأيام.
228- مُحَمَّد بن عقيل بن محمد بن عبد المنعم بْن هاشم [1] .
أبو عَبْد اللَّه القُرَشيّ الدّمشقيّ البزّاز.
صدوق.
سمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نَصْر.
رَوَى عَنْهُ: غَيْث الأرمنازي، وابن الأكفانيّ [2] .
229- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى [3] .
أبو بَكْر الخيّاط المقرئ الْبَغْدَادِيّ.
قرأ القراءات على: أَبِي أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي
الْحَسَن السَّوْسَنْجِرْدي [4] ، وبكر بْن شاذان، والحماميّ.
وتفرَّد بالعُلُو، فِي رواية أَبِي نشيط، عن قالون [5] . وَفِي اختيار
خَلَف، وَفِي رواية سجّادة، عن اليزيْديّ. وكان عالمًا، متقنًا،
ورِعًا، صالحًا، خشن الطّريقة، حنبلي المذهب.
سمع الحديث من: ابن الصَّلْت المُجْبِر، والفَرَضي، وأبي عُمَر بن
__________
[1] انظر عن (محمد بن عقيل) في: الإكمال لابن ماكولا 6/ 239، وتاريخ
دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 453، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 60
رقم 93.
و «عقيل» : بفتح العين المهملة.
[2] وكان ثقة. (تاريخ دمشق، والمختصر) .
[3] انظر عن (محمد بن علي الخياط) في: طبقات الحنابلة 2/ 232- 234 رقم
669 وفيه اسمه:
«أبو بكر بن علي بن محمد بن موسى» ، والمنتظم 8/ 297 رقم 351 (16/ 170
رقم 3445) ، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 521، والإعلام بوفيات
الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 436، 437 رقم 221، والعبر 3/ 265،
266، ومعرفة القراء الكبار 1/ 426، 427 رقم 365، والوافي بالوفيات 4/
136 رقم 1645، وغاية النهاية 2/ 208، 209 رقم 3279، وشذرات الذهب 3/
329.
[4] السّوسنجرديّ: بالواو بين السينين المهملتين، وسكون النون، وكسر
الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى قرية
بنواحي بغداد يقال لها سوسنجرد.
[5] في الأصل: «قانون» . والمثبت هو الصحيح. وهو: عيسى بن ميناء بن
وردان بن عيسى الزرقيّ مولى بني زهرة قارئ المدينة في زمانه ونحويّهم.
توفي سنة 220 هـ-. (انظر: معرفة القراء الكبار 1/ 155، 156 رقم 64) .
(31/242)
مَهْدي، وإسماعيل بْن الحَسَن الصَّرْصَري،
وجماعة.
وتصدَّر للإقراء، وكان بقية شيوخ العراق، فقيرًا قانعًا بكّاءً عند
الذَّكْر.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب فِي تاريخه، ومكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مَنْصُور
القزّاز، وعبد الخالق بْن البدِن، ويحيى بْن الطّرّاح، وأحمد بن ظفر
المغازليّ.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو الحسين بْن الفراء الحنبلي [1] ،
وهبة اللَّه بْن الصبر الحريري، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
المَزْرَفي [2] ، وأبو عَبْد اللَّه البارع.
وكان مولده في سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى [3] .
230- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [4] .
أبو يَعْلَى بْن الحرْبيّ [5] البزّاز.
روى عن: هلال الحفّار.
__________
[1] وهو قال: قرأت عليه ختمتين لنافع. وكان ختمي عليه في ذي الحجة سنة
أربع وستين وأربعمائة، وكان شيخي قرأ بها في المحرم سنة أربعمائة.
والختمة الثانية في المحرّم سنة خمس وستين وأربعمائة. وقال: كان شيخا
خيّرا أديبا ثقة.
وكان يتردّد إلى الوالد السعيد الدفعات الكثيرة، ويسمع درسه، ويحضر
أماليه بجامع المنصور وغيره. وكان ثقة ديّنا، يقرأ عليه القرآن والحديث
في كل يوم في بيته، وفي مسجده، وفي جامع المنصور، ويكثر عنده الناس.
وكان من شدّة تحنبله أنه كان إذا كتب إجازة أو سماعا، أو قراءة: كتب في
آخر نسبه: «الحنبلي» . (طبقات الحنابلة) .
[2] المزرفيّ: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء، وفي آخرها الفاء،
هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربيّ بغداد على خمسة فراسخ
منها. (الأنساب 11/ 275) قال ياقوت: فوق بغداد على دجلة.
[3] وقال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي بكر الخياط، فقال: كان
شيخا ثقة في الحديث والقراءة، صالحا، صابرا على الفقر.
وقال ابن الجوزي: توحّد في عصره في القراءات، وسمع الحديث الكثير،
وحدّث بالكثير، وكان ثقة صالحا، حدّثنا عنه أشياخنا. (المنتظم) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] الحربي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة
بواحدة. هذه النسبة إلى محلّة الحربية بغربيّ بغداد. (الأنساب 4/ 99) .
(31/243)
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ [1] وقال:
تُوُفّي فِي المحرم.
231- محمود بْن نصر بْن صالح بْن مرداس الكِلابيّ [2] .
الأمير عزّ الدولة صاحب حلب.
كَانَتْ مدّة مملكته حلب بعد أن تسلَّمها من عمه عطية عشر سنين.
وكان شجاعًا كريمًا عادلًا، يُداري المصريين والعراقيين.
مَدَحه ابن حيّوس بقصائد.
تُوُفّي سنة سبْعٍ هَذِهِ [3] . وتملَّك بعده ابنه الأمير نصْر، وأمُّه
هِيَ بِنْت الملك العزيز أبي منصور جلال الدّولة ابن بُوَيْه. فبقي سنة
قتله بعض الأتراك بظاهر حلب.
232- المسلم بْن الْحَسَن بْن هلال الأزْديّ [4] .
البزّاز المقرئ.
__________
[1] البرداني: بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى بردان، وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 135)
وأبو علي البرداني هو: أحمد بن محمد، حافظ ثقة صدوق توفي سنة 498 هـ-.
[2] انظر عن (محمود بن نصر) في: المنتظم 8/ 300 رقم 364، 468 هـ-. (16/
175 رقم 3458) ، وديوان ابن حيّوس (في عدّة مواضع) ، والكامل في
التاريخ 10/ 105، 106، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 108، وزبدة الحلب
2/ 42، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، 193، والعبر 3/ 266، وسير
أعلام النبلاء 18/ 358، 359 رقم 172، ودول الإسلام 2/ 3، ومرآة الجنان
3/ 95، وتاريخ ابن الوردي 1/ 570، 571، والبداية والنهاية 12/ 115،
وفيه «محمد» ، والنجوم الزاهرة 5/ 100، 101، وشذرات الذهب 3/ 329.
وقد أسقط المؤلّف الذهبي- رحمه الله- اسم أبيه في (سير أعلام النبلاء)
فقال: «محمود بن الملك صالح بن مرداس» .
[3] أرّخه بها ابن العديم في (زبدة الحلب 2/ 42) وقال: مرض محمود بن
نصر بن صالح في حلب في جمادى الأولى من سنة سبع وستين وأربعمائة، وحدثت
به قروح في المعى كانت سبب منيّته.
وكان محمود في أول ملكه حسن الأخلاق، ليّن الجانب، كريم النفس، عفيفا
عن الفروج والأموال، ثم تنكّر وزاد عليه حبّ الدنيا، وجمع المال فلحقه
من البخل ما لا يوصف.
وذكره ابن الجوزي. وابن الأثير في المتوفين سنة 468 هـ-. (المنتظم،
الكامل) .
[4] انظر عن (المسلّم بن الحسن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/
374، 375، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 279 رقم 246، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 65 رقم 1673.
(31/244)
تُوُفّي بصور فِي ربيع الأول.
قرأ بعدّة روايات، وتلا على: عليّ بْن الْحَسَن بْن أَبِي زروال [1]
الرَّبَعي [2] .
وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن الطّبَيْز، والعَقِيقيّ.
قال ابن الأكفاني: لم يحدث بشيء [3] .
- حرف الياء-
233- يوسف بْن أَحْمَد بْن صالح [4] .
أبو القاسم الغُوريّ [5] .
لقّن خلْقًا ببغداد [6] ، وكان من أعيان أصحاب الحماميّ.
مات فِي رجب.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْديّ.
234- يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن بْن عُثْمَان [7] .
أبو القاسم الرّازيّ، الخطيب.
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي تاريخ دمشق 41/ 374 «زوران» ، وفي غاية النهاية
1/ 532 «ذروان» .
[2] الرّبعيّ: بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين
المهملة، هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار. ويقال: الربعي أيضا لمن ينتسب
إلى ربيعة الأزد. (الأنساب 6/ 76) .
[3] وقال: كتب كثيرا واستورق، وكتب مصنّفات الخطيب البغدادي.
[4] انظر عن (يوسف بن أحمد) في: الأنساب 9/ 190، 191، واللباب 2/ 38.
[5] الغوري: بضم الغين المعجمة، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة
إلى الغور وهي بلاد في الجبال قريبة من هراة بخراسان.
[6] قال ابن السمعاني: كان عالما صدوقا يلقّن كتاب الله عليه، حدّث
بشيء يسير لأنّ الغالب عليه تلقين القرآن.
[7] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/245)
سنة ثمان وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
235- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر [1] البَرْمَكيّ [2] .
أبو الْحُسَيْن بْن الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق.
ديِّن خيِّر منعزل.
سمع: أَبَا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
ورَوَى عَنْهُ: قاضي المَرِستان أبو بَكْر. وأصلهم من قرية اسمها
البرمكية.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
236- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد [3] .
أبو بَكْر المقدسي القطّان المقرئ.
قرأ القراءات على جماعةٍ منهم: أبو القاسم عليّ بْن مُحَمَّد الزَّيديّ
بحَرّان، وأبو علي الأهوازيّ بدمشق، ومحمد بْن الْحُسَيْن الكارَزِينيّ
[4] بمكّة، وعُتْبَة بْن عَبْد الملك العثماني، وجماعة ببغداد.
وسمع الكثير.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم البرمكي) في: المنتظم 8/ 298 رقم 355
(16/ 172 رقم 3449) .
[2] البرمكيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء وفتح الميم،
وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى محلّة قديمة ببغداد تعرف بالبرامكة،
وقيل: بل قرية يقال لها البرمكية. (الأنساب 2/ 168) .
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاي بعدها الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد
فارس، بنواحيها مما يلي البحر. (الأنساب 10/ 316) .
(31/246)
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر المَزْرَفيّ [1] .
237- أَحْمَد بْن علي بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن
الْحُسَيْن النصيبيّ [2] .
ثُمَّ الدَّمشقي، جلال الدولة أبو الْحَسَن.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل [3] فيما زعم، وهو جدُّه
لأُمّه [4] .
وولي قضاء دمشق فِي دولة المستنصر العُبَيْديّ [5] . وهو آخر قضاة
العُبَيْدييّن بدمشق. ولي بعده الشريف أبو الفضل. وكان يُرمَى بالكذِب.
أَخَذَ عَنْهُ هبة اللَّه بْن الأكفاني.
وحكى الشريف النسيب عن أبي الفتيان بن حيّوس أنه كان يومًا مع الشريف
أَحْمَد، فقال الشريف: ودِدْت أَنّي كنتُ فِي الشجاعة مثل علي، وَفِي
السّخاء مثل حاتم. فقال له ابن حيُّوس: وَفِي الصِّدْق مثل أَبِي ذَرّ
[6] . يُعرّض بأنّه كذّاب [7] .
قال ابن الأكفانيّ: تُوُفّي قاضيا بدمشق وأعمالها [8] .
__________
[1] تقدم التعريف بهذه النسبة في حاشية الترجمة رقم (229) .
[2] انظر عن (أحمد بن علي النصيبي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
3/ 61، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 24 وفيه: «أبو الحسين بن أحمد
النصيبيني» ، وميزان الاعتدال 1/ 121 رقم 478، والمغني في الضعفاء 1/
49 رقم 381، ولسان الميزان 1/ 224 رقم 698، واتعاظ الحنفا 2/ 315،
والنجوم الزاهرة 5/ 102، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 409، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 354، 355 رقم 168.
[3] وهو الأطرابلسيّ.
[4] وسمع جدّه لأبيه: أبا عبد الله محمد بن الحسين بن عبيد الله
النصيبي قاضي دمشق وخطيبها ونقيبها المتوفى سنة 408 هـ-.
[5] بعد الشريف ابن أبي الجن الّذي تقدّمت ترجمته في هذا الجزء.
[6] وهو أبو ذرّ الغفاريّ الصحابي الجليل.
[7] زاد ابن عساكر: فخجل الشريف لأنه كان يتزيّد في كلامه.
وقال ابن ميسّر: فيه مقال.
[8] وفيه يقول أبو الفتيان بن حيّوس:
حاشى سميّك أن تدعى له ولدا ... لو كنت من نسله ما كنت كذا
(31/247)
238- أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد [1] .
أبو سَعِيد بْن الأزرق السوسي [2] ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد سنة تسعين وثلاثمائة.
وسمع من: أَبِي أَحْمَد الفَرَضي، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ.
وكانت أُصوله جيّدة.
سمع منه: مكي الرُّمَيْليّ، وغيره.
وتُوُفّي ليلة عيد الفِطْر رحمه للَّه [3] .
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْديّ.
239- أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد الغساني الغَنْميّ [4] .
الفقيه أبو العبّاس الدّارَانيّ الدَّمشقي، الفقيه المالكي المعروف
بابنُ قُبيس.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وعبد الرَّحْمَن المَيْداني،
وأبا نصر عَبْد الوهاب المُرِّي، وابن ياسر الْجَوْبَرِيّ [5] .
وأوّل سماعه سنة اثنتين وأربعمائة بداريّا.
رَوَى عَنْهُ: ابنه علي، وعمر الرّؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني،
وعليّ بْن المسلم.
ومات فِي شعبان وقت نزول التُّرْك على دمشق.
قال هبة اللَّه: كان ثقة حافظًا متحرِّزًا، مشتغلًا بالعلم [6] .
قلت: وأخذ من الفقه عن القاضي عَبْد الوهّاب المالكيّ رحمه اللَّه لمّا
مرّ بدمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في: المنتظم 8/ 298 رقم 354 (16/
172 رقم 3448) .
[2] في المنتظم: أبو سعد السدوسي. ولم أتبين أيّهما الصواب لأنه لم
يذكر في الأنساب.
[3] قال ابن الجوزي: توفي بواسط.
[4] انظر عن (أحمد بن منصور) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 305،
306 رقم 396، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 100.
[5] الجوبريّ: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية من قرى دمشق يقال لها جوبر. (الأنساب
3/ 344) .
[6] في تاريخ دمشق: «وكان ثقة متحرّزا ضابطا مشتغلا بالعلم مواظبا عليه
طول عمره» .
(31/248)
240- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [1] .
أبو طاهر الأصبهاني البقال النّقّاش.
حدَّث فِي هَذِهِ السنة عن: عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الخلال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِيّ.
241- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الطيب [2] .
القاضي أبو عليّ بْن كَمَارِيّ [3] الواسطي، الفقيه.
سمع من أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بِيري، وجماعة.
مات فِي جُمَادَى الأولى عن أربعٍ وثمانين سنة [4] .
وولي قضاء واسط مدّة.
وسمع أيضًا من: عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد، وابن خَزَفَة [5]
، وابن دينار، وأبي عَبْد اللَّه بْن مَهْدِيّ.
أخذ عنه أَهْل بلده. وقد وُثّق [6] .
242- انتصار بْن يحيى [7] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 175،
والأنساب 10/ 467، واللباب 3/ 50، وفيه اختلطت ترجمته بترجمة جدّه
الطيّب، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 66، 67 رقم 30، والمنتظم
8/ 298 رقم 353 (16/ 172 رقم 3447) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 107،
والجواهر المضيّة 1/ 159.
[3] كماري: بفتح الكاف والميم، ثم راء مكسورة. وقد تحرّفت في (المنتظم)
إلى: «كمادى» بالدال.
[4] قال ابن ماكولا: مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة يوم الفطر.
(الإكمال 7/ 175) .
[5] هو: أبو الحَسَن عَليّ بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن خزفة الصيدلاني.
توفي سنة 409 هـ-.
[6] وثّقه ابن ماكولا. وقال السلفي في سؤالاته: «وكان كاتبا مترسّلا
فصيحا، حسن العقل والتثبت، فقيها على مذهب أبي حنيفة وأصحابه، قرأ على
أبيه أبي الحسين محمد بن أحمد، وكان أبوه قرأ على أبي بكر الرازيّ، وهم
بيت معروف بالصون والعلم والمعرفة بالقضاء والأحكام. وكان ابنه أبو
المفضّل محمد بن إسماعيل قاضيا بعده على واسط، وكان ليّن الجانب كيّس
الأخلاق، إلّا أنه كان يزعم أنهم من ولد علي بن محمد صاحب الزنج
بالبصرة، ولم يثبت ذلك، ورأيت بخطّه بعد موته أشياء تدلّ على رفضه» .
(سؤالات الحافظ السلفي 67، 68) .
[7] انظر عن (إنتصار بن يحيى) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 108،
ومختصر تاريخ
(31/249)
زين [1] الدولة المصموديّ المغربي.
غلب فِي هَذَا العام على دمشق عند هروب مُعَلَّى بْن حَيْدرة عَنْهَا،
فاجتمعت المَصَامِدة إِلَى انتصار وقوَّوا نفسه، ورضي به أكثر الناس
لجودة سيرته، فبقي متوليّها تسعة أشهُر، حَتَّى قدم أَتْسِز، فعوّضه عن
دمشق بانياس ويافا، وذهب إليهما.
- حرف الحاء-
243- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مجالد بْن بِشْر [2] .
أبو عليّ البَجَليّ الكوفيّ.
ذكره أُبَيّ النَّرْسيّ فقال: كان أوحد عصره فِي علم الشّروط. ثنا عن
جدّه، عن أَبِي العبّاس بْن عُقْدَة.
قلت: جدّه مات سنة أربعمائة.
244- الْحَسَن بْن القاسم بْن عليّ الواسطي المقرئ [3] .
أبو عليّ إمام الحرمين، المشهور بغلام الهرّاس.
أحد من عني بالقراءات، وسافر فيها إلى النّواحي.
قرأ في حدود الأربعمائة على شيوخ العراق.
__________
[ (-) ] دمشق لابن منظور 5/ 60 رقم 20، وأمراء دمشق 13 رقم 44، وتهذيب
تاريخ دمشق 3/ 137.
[1] هكذا في الأصل، وذيل تاريخ دمشق، وأمراء دمشق. أما في مختصر تاريخ
دمشق، وتهذيب تاريخ دمشق: «رزين» (بالراء في أوله) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (الحسن بن القاسم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ج 4،
الورقة 169 ب، و (مخطوطة التيمورية) 10/ 259، 260، والمنتظم 8/ 298،
299 رقم 356 (16/ 173 رقم 3450) ، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي
88- 90 رقم 69، والكامل في التاريخ 10/ 101، ودول الإسلام 2/ 4،
والإعلام بوفيات الأعلام 193، والعبر 3/ 266، 267، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 427- 429 رقم 366، وميزان الاعتدال 1/ 518 رقم 1932، والمغني
في الضعفاء 1/ 166 رقم 1466، ومرآة الجنان 3/ 96، والوافي بالوفيات 12/
204 رقم 179، وغاية النهاية 1/ 228، 229 رقم 1040، ولسان الميزان 2/
245 رقم 1031، وشذرات الذهب 3/ 329، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 242.
(31/250)
قال خميس الحوزيّ [1] : قرأ على عَبْد
اللَّه بْن أَبِي عَبْد اللَّه العَلَويّ.
وهذا العَلَويّ قرأ على النّقّاش [2] .
قال: ورحل إِلَى بغداد فقرأ على: عَبْد الملك بْن بَكْران
النَّهْرواني، والسَّوْسَنْجِرْدي، والحماميّ.
وقرأ بمكّة على الكارَزِيني [3] ، وبمصر على ابن نفيس، وبحرّان على
العلوي [4] ، وبدمشق على: الرَّهَاوي [5] ، والأهوازي [6] ، وسمع منه
مصنَّفاته وكان يُقرئ معه بجامع دمشق. ثُمَّ عاد إِلَى واسط وقد كُفّ
بصرُه، وكان قديمًا أعور، ورحل الناس إليه من الآفاق، وقرءوا عليه.
رَأَيْته وقبّلت يده، وجلست بين يديه كثيرًا. [7] وتُوُفّي فِي أواخر
سنة سبْعٍ وستين، وكان يلقّب إمام الحرمين.
قال: والبغداديون لهم فيه كلام.
روى الحديث عن ابن خَزَفَة. وسمعت من أصحابنا مَن يقول: سمعتُ أَبَا
الفضل بْن خَيْرُون، وقيل له أبو عليّ غلام الهرّاس، عن أَبِي عليّ
الأهوازي، فقال: مُطرَّزٌ مُعْلَمٌ كذّابٌ عن كذّاب [8] .
قلت: قرأ عليه أبو العزّ القلانِسيّ بروايات كثيرة، وجميع كتابيه
«الكفاية» و «الإرشاد» مَدارُهُما على أَبِي علي، وفيهما أنّه قرأ على:
الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن دَاوُد بْن الفحّام، والقاضي
أَحْمَد بْن عَبْد الله بن عبد الكريم، وأبي أحمد عُبَيْد اللَّه بْن
أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي العلاء مُحَمَّد بْن عليّ بْن يعقوب
الواسطي، وأبي القاسم بُكَير بْن شاذان الواعظ، والقاضي أبي عبد الله
محمد بن
__________
[1] في: سؤالات الحافظ السلفي 88.
[2] هذه العبارة للمؤلّف وليست في (السؤالات) .
[3] تقدّم التعريف بهذه النسبة قبل قليل في الترجمة رقم (236) .
[4] العلويّ السّنّي وهو أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ الهاشمي الحسيني الزيدي الحرّاني الحنبلي. توفي سنة 322 هـ-.
[5] هو أبو علي الحسين بن علي بن عبيد الله: شيخ القراء بدمشق، توفي
سنة 414 هـ-.
[6] هو أبو علي الحسن بن علي بن أبرواز بن هرمز. شيخ القراء في عصره.
توفي سنة 446 هـ-.
[7] زاد الحوزي 89: «إلّا أنني لم أقرأ عليه» .
[8] سؤالات الحافظ السلفي 90، وفيه زيادة: «وكان اشتغاله بالقرآن أكثر»
.
(31/251)
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ
الهَرَواني، وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن
هارون التميمي النَّحْوي شيخ الكوفة، والحسن بْن عليّ بْن بشار
السابُوري [1] المصري، وعليّ بْن مُوسَى الصابوني الْبَغْدَادِي،
والحسن بْن ملاعب الحلبي، وجماعة مذكورين فِي الكتابَيْن، أكبرهم أبو
القاسم عبيد الله بن إبراهيم مقريء أَبِي قرّة، قرأ عليه لأبي عَمْرو
فِي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ على ابن مجاهد.
ونبّه على هَذَا الشَّيْخ أيضًا أبو سعْد السَّمعاني، ثُمَّ قال [2] :
قال هبة اللَّه بْن الْمُبَارَك السّقطي: كنت أحد من رحل إِلَى أَبِي
علي غلام الهرّاس، فألفيتُ شيخًا عالِمًا، فهمًا، صالحًا، صدوقًا،
متيقظًا، مُسْنِدًا، نبيلًا، وَقُورًا [3] .
قال: ووجدت بخطّ أَحْمَد بْن خَيْرُون الأمين: غلام الهرّاس، كان
مقرئًا، غير أنه خلّط فِي شيءٍ من القراءات، وادعى إسنادًا فِي شيء لا
حقيقة له، وروي عجائب [4] . ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
قال: وتُوُفّي يوم الجمعة سابع جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وستين بواسط
[5] .
قلتُ: هَذَا أصح مما ورّخ خميس.
قال الحافظ ابن عساكر [6] : روى عَنْهُ مكّيّ الرُّمَيْلي، وجماعة،
وأجازَ لجماعةٍ من شيوخنا.
وقال ابن السمعاني [7] : قرأ بالأمصار، وسافر فِي طلب إسناد القراءات،
وأتعب نفسَه في التّجويد والتّحقيق، حتّى صار طبقة العصر، ورحل إليه
النّاس من الأقطار.
__________
[1] السابوري: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة بعد الألف بعدها
الواو وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى سابور الّذي يقولها الناس
بالعجمية بشاوور. (الأنساب 7/ 4) .
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[3] غاية النهاية 1/ 229.
[4] المنتظم 8/ 299 (16/ 173) .
[5] وبها أرّخه ابن الجوزي في (المنتظم) .
[6] في: تاريخ دمشق 4/ 169 ب. (مخطوطة الظاهرية) .
[7] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
(31/252)
قلتُ: وممن قرأ عليه: عليّ بْن عليّ بْن
شِيران، وأبو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَهْوَر
قاضي واسط، والمبارك بْن الْحُسَيْن الغسّال، وأحمد بْن عَبْد السلام
بْن حيوخار [1] .
245- حَمْدُ بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن وُلْكِنْز [2] .
أبو سهل الصَّيْرَفيّ الأصبهاني.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِي، وعبد المغيث
بْن أَبِي عدنان.
تُوُفّي فِي ذي الحجة.
246- حَمْزَة بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن أَبِي حَمْزَة الغُورَجي
الهَرَويّ [3] .
أبو المظفَّر.
مات فِي رجب.
- حرف السين-
247- سُفيان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بْن عَبْد
اللَّه بْن فَنْجُوَيْه الثَّقفِيّ [4] .
الدِّينَوَرِي، ثُمَّ الهَمَذَانيّ أبو القاسم.
روى عن: أبيه أبي عبد الله، وأبي عمر محمد بن الحسين البسطاميّ،
__________
[1] لم يذكر المؤلّف هذا الأخير في (معرفة القراء الكبار) ، كما لم
يذكره ابن الجزري في (غاية النهاية) ، وذكر مكانه: «أحمد بن سعيد» .
وقال ابن الجزري: «ولبعض البغداديين فيه كلام، وعندي أنه ثقة، ربّما
يهمّ» . (غاية النهاية 1/ 229) .
وقال ابن حجر: «متّهم في لقاء بعض شيوخه في القراءات، وبكل حال فهو
أمثل حالا من أبي علي الأهوازي، وشيوخه معروفون بالعراق والشام وبمصر،
لقيهم على رأس الأربع مائة» .
(لسان الميزان 2/ 245) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (سفيان بن الحسين) في: المشتبه في أسماء الرجال 2/ 510.
(31/253)
ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وأبي حازم
العَبْدَوِيّ [1] .
قال شيروَيْه: سَمِعْتُ منه. ثقة زاهد، كُفّ بَصَرُه فِي آخر عمره.
وقال لي: ولدت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأخي أبو بَكْر سنة أربعٍ
وتسعين.
مات بَهَمَذان.
- حرف الظاء-
248- ظفْرُ بْنُ عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [2] .
أبو الفتح الأصبهاني.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن خُرَّشِيد قُولَه، وغيره.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
- حرف الْعَيْنِ-
249- عَبْد الجبار بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن
بُرْزَة [3] .
أبو الفتح الرّازيّ الأرْدَسْتانيّ [4] الجوهريّ الواعظ.
أحد التّجّار المعروفين.
__________
[1] هو عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس. توفي سنة 417 هـ-. و
«العبدوي» : بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحّدة، وفتح الدال
المهملة، وقيل في هذه النسبة:
«العبدويي» . (الأنساب 8/ 353) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الجبّار بن عبد الله) في: الإكمال لابن ماكولا 1/
238، 239، والأنساب 1/ 179، وفيه سقط لفظ: «عبد» ، والمنتظم 8/ 299 رقم
357 (16/ 173 رقم 3451) ، وتاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود- عبد الحميد
بن بكار) 39/ 425- 427، والمنتخب من السياق 343 رقم 1126، ومختصر تاريخ
دمشق لابن منظور 14/ 158 رقم 88، والعبر 3/ 267، والمشتبه في أسماء
الرجال 1/ 56، ومرآة الجنان 3/ 267، وتوضيح المشتبه 1/ 406، وشذرات
الذهب 3/ 330.
و «برزة» : بضم الأول، كما قال ابن ماكولا.
[4] الأردستاني: بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين
المهملتين وفتح النون المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية عند
ازوارة بينهما، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان. وقال ابن
السمعاني: ورأيت بخط والدي- رحمه الله- وكان ضبطها عن الحافظ الدقاق
بكسر الألف والدال. (الأنساب 1/ 177) .
(31/254)
كان يسافر كثيرًا إِلَى خُراسان، والعراق،
والشّام، ثُمَّ سكن فِي الآخر إصبهان، وبها مات فِي المحرَّم [1] .
وقد سكن دمشق مدّةً.
وحدَّث عن: علي بْن مُحَمَّد القصّار، وأبي طاهر بْن مَحِمِش،
والسُّلَمّي، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامويّه، والحسن بْن شهاب
العُكْبَرِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشْر، وهبة اللَّه بْن
الأكفاني، وَأَبُو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِي، وجماعة
آخرهم موتًا إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحمامي.
وكان سَمَاعه من القصّار قديما في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله سبْعُ
سِنين. وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ ماكولا [2] : كان عَبْد الجبّار يبيع الجوهر. سمعتُ منه
بدمشق، وبغداد [3] .
250- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عَلِيَّ بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ
الْحُسَيْن بْنُ مُوسَى [4] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ المزكيّ التّاجر.
سمع: أَبَا الحسين الخفّاف، ويحيى بن إسماعيل الحربيّ، وأبا القاسم
عليّ بْن أَحْمَد الخُزَاعي، وأبا أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي،
وأبا عُمَر بْن مهدي، وطائفة سواهم بنيسابور، وبغداد.
__________
[1] وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
[2] في الإكمال 1/ 238، 239.
[3] قال ابن عساكر: قال لي أبو محمد بن الأكفاني: ولد أبو الفتح عبد
الجبار في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان شيخا كبيرا. قلت له: هل مات
بدمشق؟ فقال: لا، بل خرج منها قبل حريق الجامع بسنة أو نحوها إلى بغداد
ومات بها. (تاريخ دمشق 39/ 426) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن علي بن محمد) في: المنتخب من السياق 313،
314 رقم 1027، والعبر 3/ 267، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام
النبلاء 18/ 355، 356 رقم 170، وشذرات الذهب 3/ 330.
(31/255)
قال عَبْد الغافر الفارسي [1] : رحل إِلَى
العراق فِي صباه، وسمع من أصحاب ابن صاعد، والمحاملي، وحدَّث، حَتَّى
حدث بالكثير.
وقال السمعاني [2] : ثنا عَنْهُ زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وهبة
الرَّحْمَن القُشَيْري، وغيرهم. وكان ثقة صالحًا مكثِرًا [3] .
251- عَبْد الغفار بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن حبشان [4] .
أبو الفَرَج الهَمَذَانيّ البزّاز.
روى عن: ابن عبدان الشّيرازيّ، والقاضي أَبِي عُمَر القاسم بْن جَعْفَر
الهاشمي، وأبي علي بْن فَضَالة، وجماعة.
وقال شيروَيْه: سمعتْ منه، وكان مائلًا إِلَى المبتدعة.
تُوُفّي فِي رابع عشر صَفَر.
252- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر [5] .
أبو سعد التيمي الطَّبري، المعروف بالوزّان.
روى بهَمَذَان وولي قضاءها فِي هَذِهِ السنة. ولا أعرف كم عاش بعدها.
روى عن: مَنْصُور السَّمَرْقَنْديّ الكاغدي، وأبي بَكْر عَبْد اللَّه
بْن مُحَمَّد القفال المَرْوَزِي، وأبي بَكْر الحيري، وعليّ بْن
مُحَمَّد الطّرّازي، وعبد الرحمن السّرّاج.
__________
[1] عبارته في (المنتخب 313، 314) : «رحل إلى العراق، فسمع من أصحاب
يحيى بن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد، وابن عقدة. وسمع بنيسابور من أبي
زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي، وأبي العباس السليطي، وكان من المكثرين
في الحديث. وسمع من بعدهم من السيد أبي الحسن، والحاكم، والزيادي، وابن
يوسف، والطبقة إلى أصحاب الأصمّ، وروى الكثير.
وطعن في السنّ، وتوفي سنة ثمانٍ وستّين وأربع مائة. روى عَنْهُ أبو
الحسن وغيره» .
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 356.
[4] انظر عن (عبد الغفار بن الحسين) في: لسان الميزان 4/ 41.
[5] انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في: المنتخب من السياق 335، 336 رقم
1105، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 242، 243.
(31/256)
قال شيروَيْه: كان صدوقًا، سمعتُ منه. وكان
واسع العلم قد استمليت عليه.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستين.
رَوَى عَنْهُ: زاهر الشّحّامي، وأبو عليّ أَحْمَد بْن سعْد العِجْليّ.
وقال السمعاني [1] : نزل الرِّي، وسكنها. وكان من كبار عصره فضلا وحشمة
وجاها. له القَدَم الرّاسخ فِي المناظرة وإفحام الخصوم: تفقه على
القفال، وبرع فِي الفقه. ووُلِد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. ومات سنة
68، وقيل: سنة 69 [2] .
253- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي [3] .
__________
[1] قال السمعاني ليس في الأنساب، ولعلّه في (الذيل) .
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو سعد مشهور معروف من كبار علماء
وقته فضلا وحشمة ونعمة، له القَدَم الرّاسخ فِي المناظرة وإفحام
الخصوم. والكرم الباذخ الراقي إلى مناط النجوم. دخل نيسابور سنة ثمان
وخمسين وأربعمائة، وعقد له مجلس الإملاء، وتكلّم على رءوس الكبار
والسادة من الإملاء، وخرج. وتوفي سنة تسع وستين وأربعمائة. روى عنه
زاهر بن طاهر، عن القفال، وكان قد دخل قديما نيسابور» . (المنتخب) .
وقال القاضي أبو الفضل عبد الله بن يوسف الحافظ إنه ولي قضاء ساوة، ثم
قضاء همذان.
وقال عبد الله بن يوسف الجرجاني إنه توفي سنة 468 هـ-. (طبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 243) .
[3] انظر عن (علي بن أحمد الواحدي) في: دمية القصر للباخرزي 2/ 255،
256 رقم 370، ومعجم الأدباء 12/ 257- 270 رقم 63، والكامل في التاريخ
10/ 101، وإنباه الرواة 2/ 223- 225، المنتخب من السياق 387 رقم 1305،
ووفيات الأعيان 3/ 303، 304 رقم 438، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192،
والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1483، ودول الإسلام 2/ 4، والعبر
3/ 267، وسير أعلام النبلاء 18/ 339- 342 رقم 168، والإعلام بوفيات
الأعلام 193، وتاريخ ابن الوردي 1/ 378، وتلخيص ابن مكتوم 125، ومسالك
الأبصار ج 4 ق 2/ 307- 309، ومرآة الجنان 2/ 96، 97، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 3/ 289، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 538، 539، والبداية
والنهاية 12/ 114، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي 145،
وغاية النهاية 1/ 523 رقم 2161، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 135-
138، وطبقات الشافعية، له 1/ 264، 265 رقم 219، والوفيات لابن قنفذ 253
رقم 468، والنجوم الزاهرة 5/ 104، وطبقات المفسّرين للسيوطي 23، وبغية
الوعاة 2/ 145، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 387- 390، ومفتاح السعادة
2/ 66، 67، وتاريخ الخميس 2/ 359، وطبقات الشافعية لابن هداية
(31/257)
أبو الْحَسَن الواحديّ [1] النَّيْسابوري،
من أولاد التُّجّار.
أصله من ساوة [2] ، وله أخٌ اسمه عَبْد الرحمن قد تفقّه وحدث أيضًا.
كان الأستاذ أبو الْحَسَن واحد عصره فِي التفسير. لازم أَبَا إِسْحَاق
الثعلبي [3] المفسر، وأخذ عَنْهُ.
وأخذ العربية عن: أَبِي الْحَسَن القُهُنْدُزيّ [4] الضرير. ودأبَ فِي
العلوم.
وسمع: ابن مَحْمِش، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن الحِيري، وأبا
إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الواعظ، ومحمد بن المزكّي
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان
النصروي، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم النّجّار، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عُمَر الأرْغِياني [5] ، وعبد الجبار بْن
مُحَمَّد الخُواري [6] ، وطائفة من العلماء.
__________
[ (-) ] الله 168، وكشف الظنون 1/ 76، 245، 355، 809 و 2/ 2002، وشذرات
الذهب 3/ 330، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 197، وروضات الجنات 484،
وإيضاح المكنون 2/ 673، 674، وهدية العارفين 1/ 692، وديوان الإسلام 4/
372، 373 رقم 2174، والأعلام 4/ 255، ومعجم المؤلفين 7/ 26، ومعجم
طبقات الحفاظ والمفسّرين 255 رقم 339.
[1] الواحدي: بفتح الواو وبعد الألف حاء مهملة مكسورة وبعدها دال
مهملة. قال ابن خلّكان: لم أعرف هذه النسبة إلى أي شيء هي، ولا ذكرها
السمعاني. ثم وجدت هذه النسبة إلى الواحد بن الدين بن مهرة، ذكره أبو
أحمد العسكري، (وفيات الأعيان 3/ 304) .
[2] ساوة: مدينة بين الري وهمذان.
[3] هو أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابورىّ الثعلبي. توفي سنة 427
هـ-.
[4] القهندزيّ: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي
آخرها الزاي. هذه النسبة إلى قهندز، بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة
المسوّرة. والمراد هنا: قهندز نيسابور فمنها أبو الحسن الضرير وهو أحمد
بن أبي الفضل محمد بن يوسف الفقيه. توفي سنة 392 هـ-. (الأنساب 10/ 274
و 277) أما ياقوت فقال: بفتح القاف والهاء والدال. (معجم البلدان) .
وقد تحرّفت هذه النسبة في (بغية الوعاة) إلى «القهندري» بالراء، وكذا
في طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة.
[5] الأرغياني: بفتح الألف وسكون الراء وكسر الغين المعجمة وفتح الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أرغيان،
وهي اسم الناحية من نواحي نيسابور بها عدّة قرى. (الأنساب 1/ 185، 186)
.
[6] الخواريّ: بضم الخاء المنقوطة، والراء بعد الواو والألف. هذه
النسبة إلى خوار الريّ، وهي
(31/258)
صنّف التّفاسير الثلاثة «البسيط» و
«الوسيط» و «الوجيز» [1] ، وبهذه الأسماء سمّي الغزالي كُتُبَه الثلاثة
فِي الفقه، وصنّف «أسباب النّزول» [2] في مجلّد، و «التحبير في شرح
أسماء الله الحسنى» [3] ، و «شرح ديوانَ المتنبي» [4] .
وكان من أئمة العربية واللغة.
وله أيضًا كتاب «الدعوات» ، وكتاب «المغازي» ، وكتاب «الإغراب فِي
الإعراب» ، وكتاب «تفسير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم» [5] ، وكتاب
«نفي التحريف عن القرآن الشريف» [6] .
وتصدَّر للإفادة والتدريس مدّة. وكان معظَّمًا محترمًا، لكنه كان
يُزْري على العلماء فيما قيل، ويبسط لسانه فيهم بما لا يليق [7] .
وله شِعرٌ مليح.
تُوُفّي بنيسابور فِي جُمَادَى الآخرة، وعاش بعده أخوه تسع عشرة سنة
[8] .
وقد قال الواحدي فِي مقدمة «البسيط» : وأظنني لم آلُ جهْدًا فِي إحكام
__________
[ (-) ] مدينة على ثمانية عشر فرسخا من الري. (الأنساب 5/ 195) .
[1] طبع «الوجيز» بهامش كتاب «التفسير المنير لمعالم التنزيل» المسمّى
ب «مراح لبيد لكشف ومبنى قرآن مجيد» تأليف الشيخ محمد نووي الجاوي، سنة
1305 هـ-.
[2] طبع بمصر سنة 1315 هـ-. ثم قام بتحقيقه السيد أحمد صقر وطبع سنة
1980 م.
[3] في (وفيات الأعيان) و (طبقات الشافعية) للسبكي: «التحبير في شرح
الأسماء الحسنى» بإسقاط لفظ الجلالة، وفي (سير أعلام النبلاء) :
«التحبير في الأسماء الحسنى» ، وفي (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة:
«التنجيز ... » .
[4] طبع عدّة طبعات، الأولى طبعة حجر في بومباي سنة 1271 هـ-. باعتناء
عبد الحسين حسام الدين، والثانية في برلين بين سنتي 1858- 1861 بتحقيق
المستشرق فريدرخ ديتريصي، وقامت مكتبة «المثنى» ببغداد بتصويره
بالأوفست. قال ابن خلّكان: وشرح ديوان أبي الطيب المتنبّي شرحا مستوفى،
وليس في شروحه مع كثرتها مثله. وذكر فيه أشياء غريبة. (وفيات الأعيان
3/ 303) .
[5] في (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة 1/ 464: «تفسير أسماء النبيّ
صلّى الله عليه وسلم» .
[6] ومن مؤلّفاته: «الوسيط في الأمثال» ، وقد طبع في الكويت سنة 1975
بتحقيق الدكتور عفيف محمد عبد الرحمن، وفي مقدّمته أسماء مؤلّفات أخرى
لم تذكر هنا.
[7] معجم الأدباء 12/ 260.
[8] توفي أخوه في سنة 487 هـ-. (معجم الأدباء 12/ 258) .
(31/259)
أُصُول هَذَا العلم على حَسب ما يليق
بزماننا. إِلَى أن قال: فأما اللغة فقد درسْتُها على أَبِي الفضل
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف العَرُوضي، وكان قد خنقَ التسعين فِي
خدمة الأدب، وروي عن أَبِي مَنْصُور الأزهريّ كتاب «التهذيب» وأدرك
العامري، وجماعة، وسمع أَبَا الْعَبَّاس الأصم، وله مصنّفات كبار. وقد
لازمتُه سِنين. وأخذتُ التفسير عن الثعلبي، والنحو عن أَبِي الْحَسَنِ
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الضرير، وكان من أبرع أَهْل زمانه
فِي لطائف النحو وغوامضه، علّقتُ عَنْهُ قريبًا من مائة جزء فِي
المسائل المُشْكِلة، وسمعت منه أكثر مصنّفاته. وقرأت القراءات على
جماعة، وسمّاهم وأثنى عليهم [1] .
وقد قال الواحديُّ كلمةً تدلُّ على حُسْن نقيّته فيما نقله أبو سعْد
السمعانيّ فِي كتاب «التذكرة» له [2] فِي ذِكر الواحديّ.
قال: وكان حقيقًا بكل احترام وإعظام، لكن كان فِيهِ بسْطُ اللسان فِي
الأئمة المتقدمين، حَتَّى سمعت أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
بشار بنيسابور مذاكرة يقول: كان عليّ بْن أَحْمَد الواحدي يقول: صنَّف
أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ كتاب «حقائق التفسير» ، ولو قال إن
ذاك تفسير للقرآن لَكَفَرَ بِهِ [3] .
قلت: صدق والله [4] .
__________
[1] معجم الأدباء 12/ 262- 268 وفيه توسّع.
[2] ذكره السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 289) .
[3] في (طبقات الشافعية للسبكي، وسير أعلام النبلاء) : «لكفّرته» .
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الإمام المصنّف المفسّر النحويّ، أستاذ
عصره. قرأ الكثير على المشايخ، وأدرك الإسناد العالي من الأستاذ
والإمام أبي طاهر الزيادي وأقرانه، وأكثر عن أصحاب الأصمّ، ثم عن مشايخ
الطبقة الثانية، كالشيخ أبي سعد النصروي، وأبي حسّان المزكّي، وأبي عبد
الله بن إسحاق، والنصرآباذيّ، والزعفرانيّ، ومن بعدهم من أبي حفص بن
مسرور، والكنجروذي، وأبي الحسين عبد الغافر، وشيخ الإسلام الصابوني،
والسادة العلوية، وغيرهم.
وتوفي عن مرض طويل بنيسابور في شهر جمادى الآخرة سنة ثمان ستين
وأربعمائة. وقد أجاز لي بجميع مسموعاته ومصنّفاته» . (المنتخب 387) .
ذكره ابن تغري بردي في وفيات سنة 469 هـ. وقال: الصحيح في التي قبلها.
(النجوم الزاهرة 5/ 104) .
(31/260)
254- عَبْد الغني بْن الحاجي الهوسمي [1] .
أبو مُحَمَّد النَّيْسابوري، أحد الزُّهّاد المنقطعين إِلَى اللَّه
تعالى.
تفقّه وسمع من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وغيره.
ثُمَّ ترهَّب وتوحَّد فِي جبل نيسابور نحوًا من ثلاثين سنة، ويحضر
الجمعة.
ثُمَّ شاخ وعجز. وكان يُزار، وعنده قمح من بذر إِبْرَاهِيم عليه
السلام، فكان يزرعه ويخبز منه، ويطعم من يزوره. قاله أبو سعْد
السَّمعاني [2] .
قال: ومات فِي رمضان سنة ثمانٍ أو تسع [3] وستّين وأربعمائة وشيّعه
الخلْق.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَنْصُور الحَرَضي، وغيره. رحمه اللَّه.
255- عَبْد الْعَزِيز بْن طاهر [4] .
أبو طاهر البابصري [5] .
سمع: بْن رزقَوَيْه.
وعنه: أبو السعود بن المجليّ.
وكان مختلّ العقل. قاله الحُمَيْديّ.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
256- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عليّ [6] بْن جَنِيّ [7] البيع [8] .
__________
[1] انظر عن (عبد الغني بن الحاجّي) في: المنتخب من السياق 362 رقم
1195 وفيه:
«الهومشي» بميم ثم شين معجمة.
ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب لأتحقّق من صحّتها.
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) ولعلّه في (الذيل) . وهو في
(المنتخب 362) مع اختلاف بسيط في الألفاظ.
[3] في المطبوع من (المنتخب) بياض، فلم تتّضح سنة الوفاة بالتحديد.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد هذه النسبة في المصادر التي تحت يدي.
[6] انظر عن (علي بن أحمد) في: المشتبه في أسماء الرجال 1/ 260.
[7] في الأصل ضبطت: «جنّي» بكسر الجيم وتشديد النون المفتوحة. والمثبت
عن (المشتبه) ففيه: بنون مكسورة، وقد ضبط الحاء المهملة بالفتح، وتشديد
الياء آخر الحروف.
[8] البيّع: بفتح الباء الموحّدة، وكسر الياء المشدّدة آخر الحروف، وفي
آخرها العين المهملة
(31/261)
أبو الْحَسَن.
بغدادي، روى عن: أَبِي الْحَسَن بْن رزقويه.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه السَّقَطي، وشجاع الذُّهْليّ.
257- علي بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جَدَّا [1] .
أبو الْحَسَن العُكْبَرِي [2] ، الفقيه الحنبلي.
كان شيخًا صالحًا، متعبّدًا، حسَن التلاوة، فصِيحًا، لسِنًا، مناظِرًا
مباحِثًا، له مصنَّفٌ فِي السُّنّة، ومصنَّف فِي الْجَدَل والمناظَرَة.
سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان، والبرقاني، وأَبَا علي بْن شهاب
العُكُبَرِي، وأبا القاسم بْن بِشْران، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وعبد
الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزّاز.
قال ابن خَيْرُون: كان مستورًا صَيِّنًا، ثِقَةً.
وقال أبو الحسين بْن الفرّاء [3] : تُوُفّي فجأةً فِي الصلاة فِي شهر
رمضان.
258- عليّ بْن عَبْد الرحمن بن الحسن [4] بن عليّك [5] .
__________
[ (-) ] هذه اللفظة لمن يتولّي البياعة والتوسّط في الخانات بين البائع
والمشتري من التجار للأمتعة.
(الأنساب 2/ 370) .
[1] انظر عن (علي بن الحسين العكبريّ) في: طبقات الحنابلة 2/ 234، 235
رقم 671، والمنتظم 8/ 299 رقم 358 (16/ 173 رقم 3452) ، وسير أعلام
النبلاء 18/ 391، 392، رقم 192، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 47، وذيل
طبقات الحنابلة 1/ 11، 12، وشذرات الذهب 3/ 331، ومعجم المؤلفين 7/ 71.
[2] العكبريّ: بضم العين، وفتح الباء الموحّدة، وقيل بضم الباء أيضا،
والصحيح بفتحها، بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب
الشرقي. (الأنساب 9/ 27، 28) .
[3] في (طبقات الحنابلة 2/ 235، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 12) .
[4] انظر عن (علي بن عبد الرحمن بن الحسن) في: تاريخ بغداد 12/ 33 رقم
6402، والإكمال لابن ماكولا 6/ 262، والمنتخب من السياق 384 رقم 1295،
والمنتقى الأول من السياق (مخطوط) ورقة 64 ب، والتقييد لابن نقطة 412،
413 رقم 547، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/
299، 300 رقم 139، والعبر 3/ 267، 268، وتبصير المنتبه 3/ 966، وشذرات
الذهب 3/ 330، 331.
[5] عليّك: بفتح العين المهملة، وكسر اللام وفتح الياء المشدّدة، وآخره
كاف، وانظر حاشية
(31/262)
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
فاضل عالم من أولاد المحدِّثين.
تنقَّل فِي البلاد، وسكن إصبهان مدّة، وحدَّث بها، وببغداد،
وأذَرْبَيْجان.
قال الخطيب فِي «تاريخه» [1] : حدَّث عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
العلوي، وأبي نعيم عبد الملك الأسفرائينيّ، والحافظ ابن البَيِّع،
وحمزة المُهَلَّبيّ. كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال ابن نقطة [2] : حدَّث عن: أَبِي الحسين الخفّاف، وعبد الرَّحْمَن
بْن إِبْرَاهِيم المُزَكّيّ.
سمع منه: أبو نصر بْن ماكولا، والمؤتمن السّاجيّ.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء [3] ، وأبو بَكْر
مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي القاضي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي،
وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل الحافظ، وأحمد بْن عُمَر الناتاني [4]
المقرئ شيخ السِّلَفّي وقال: قدِم علينا تِفْلِيس [5] وتُوُفّي بها.
قال: ثنا الخفّاف.
قلت: وهو من أكبر شيوخ إِسْمَاعِيل المذكور.
قال ابن السمعاني [6] : سَأَلت إِسْمَاعِيل عَنْه، فقال: كتبت عنه وله
سماع، ولأبيه حديث. وكان سيّئ الرأي فِيهِ.
وسمعتُ مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر اللَّفْتُوانيّ [7] يقول: كان أبو
القاسم بْن عَليَّك على أوقاف الجامع بإصبهان، فحُوسِب، فانكسر عليه
مال، وكان للوقف دكان
__________
[ (-) ] (الإكمال 6/ 261 رقم 1) .
[1] تاريخ بغداد 12/ 33.
[2] في التقييد 413.
[3] ذكره ابن نقطة في (التقييد 413) .
[4] لم أجد هذه النسبة.
[5] تفليس: بفتح أوله ويكسر. بلد بأرمينية.
[6] قوله ليس في (الأنساب) .
[7] اللّفتواني: بفتح اللام وسكون الفاء وضم التاء، هذه النسبة إلى
لفتوان، إحدى قرى أصفهان.
(الأنساب 11/ 27) .
(31/263)
حلواني أَخَذَ من صاحبها حلاوة كثيرة. فكان
الناس يضحكون منه ويقولون: ترى الجامع أكل الحلاوة؟! سألتُ أَبَا
سَعِيد [1] الْبَغْدَادِيّ عن ابن عَلِيَّك فقال: كان فاضلًا، ما سمعت
فِيهِ إلّا خيرًا. وكان والده محدِّثًا كتبَ الكثير، وما سمعت قَدْحًا
فِي سماعاته، وكتبَ عَنْهُ الْجَمُّ الغفير «مُسْنَد أَبِي عَوَانَة»
إلّا أنّه كان أشعريا [2] .
وقرأتُ بخطّ أَبِي عليّ البَرَدَانيّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الخاطئ
قال: مات ابن عَلِيَّك فِي رابع رجب بِتَفْلِيس.
قلتُ: وللحافظ ابن ناصر من أَبِي القاسم بْن عَلِيَّك إجازة [3] .
259- علي بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد [4] .
أبو الفَرَج البَجَليّ الْجَرِيريّ [5] الهَمَذَاني.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن تُرْكوان، وعبد الرَّحْمَن
بْن عُمَر بْن أَبِي اللَّيْث، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي،
وعلي بن أحمد بن عبدان، وطائفة بهمذان، وأبي القاسم الحرفي، وأحمد بن
علي الجعفري الكوفي، ومحمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني نزيل صنعاء.
قال شيرويه: سمعت منه عامة ما مر له، وكان ثقة عدلا، من بيت الإمارة.
__________
[1] في (سير أعلام النبلاء 18/ 300) : «أبا سعد» .
[2] قال السلفي: سألت مؤتمن الساجي عن أبي القاسم بن عليّك، فقال: رأيت
سماعه في كتاب أبي عوانة ثابتا صحيحا، في كتاب أبي نعيم، قال: حدّثني
بعض من كان يتعرّض لسماع الحديث أن إنسانا كاتبا من كتبة بعض الدواوين
حدّثه أنه كان يعطيه الأجزاء ليسمّع له فيها.
قال مؤتمن: ولا أعتمد على هذه الحكاية. (التقييد 413) .
[3] وصفه عبد الغافر الفارسيّ بأنه: «جليل فاضل، من بيت العلم والحديث،
ونشأ بنيسابور، وخالط المشايخ والصدور ...
كان كثير الحديث، كثير الشيوخ، من أولاد المحدّثين، أملى سنين بأصبهان
وأجاز لي» .
(المنتخب 384) .
[4] انظر عن (علي بن محمد بن الجريريّ) في: الإكمال لابن ماكولا 2/
206، والأنساب 3/ 242، 243، والتقييد لابن نقطة 414 رقم 550، وسير
أعلام النبلاء 18/ 300، 301 رقم 140.
[5] الجريريّ: بفتح الجيم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين
الراءين المهملتين. هذه النسبة إلى جرير بن عبد الله البجلي وإلى أتباع
مذهب محمد بن جرير الطبري. (الأنساب 3/ 242) .
(31/264)
والعلم، من أولاد جرير بْن عَبْد اللَّه
[1] رَضِيَ اللَّه عَنْهُ. وكان أحدَ تُنّاءِ [2] بلدنا.
وتُوُفّي فِي ثامن وعشرين رمضان. وسمعته يقول: ولدت سنة سبع وثمانين
وثلاثمائة [3] .
قال ابن نُقْطة [4] : حدَّث عن ابن لال «بالسُّنَن» لأبي دَاوُد. حدَّث
عَنْهُ: هبة اللَّه ابن أخت الطّويل، وأحمد بْن سعْد [5] العِجْليّ [6]
.
260- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصْر الدِّينَوَرِيّ [7] .
أبو الْحَسَن اللَّبّان، نزيل غَزْنَة.
كان أحد الجوالين فِي الحديث، المَعْنِييّن بجَمْعه.
سمع الكثير، وعمَّر حَتَّى رحل الناس إِلَى لُقِيّه. وروى الكثير
بغَزْنَة.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدِيّ ببغداد، وأبا عمر الهاشميّ بالبصرة،
وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وأبا بَكْر الحِيري، وأبا بَكْر
أَحْمَد بْن منجوَيْه الحافظ بنَيْسابور، ومحمد بْن عليّ النّقّاش
بإصبهان، وهذه الطّبقة.
رَوَى عَنْهُ: مسافر وأحمد أبنا مُحَمَّد بْن عليّ البِسْطاميّ. وأجاز
لحنبل بْن عليّ.
قال أبو سعد السَّمعانيّ: [8] سمعت الموفّق بْن عَبْد الكريم الهَرَويّ
يقول:
كان شيخنا أبو الْحَسَن بْن اللّبّان الدِّينورِيّ بغَزْنَة وعنده
«الحِلية» عن أبي نعيم،
__________
[1] التقييد 414.
[2] تناء: مفردها: تانيء. وهو الدّهقان رئيس البلد أو الإقليم.
[3] التقييد 414.
[4] في (التقييد 414) .
[5] في (التقييد) : «سعيد» .
[6] وقال ابن ماكولا: وكان مكثرا سمعت منه بهمذان، وهو ثقة. (الإكمال
2/ 206) .
وقال ابن السمعاني: روى لنا عنه: أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجليّ،
وأبو بكر هبة الله بن الفرج الظفراباذي بهمذان، ولم يحدّثنا عنه
سواهما، (الأنساب 3/ 243) .
[7] انظر عن (علي بن محمد الدينَوَريّ) في: التقييد لابن نقطة 415 رقم
553، وسير أعلام النبلاء 18/ 369، 370 رقم 178، والوافي بالوفيات 22/
149 رقم 94.
وسيعاد ذكره دون ترجمة برقم (297) وبرقم (363) .
[8] قوله ليس في (الأنساب) .
(31/265)
فأتاه صوفي ليسمع الكتاب، فقال له: إنّ
هَذَا كتابٌ فِيهِ ذكر المُمْتَحَنين، فإنْ أردت أن تقرأه فوطّن نفسك
على المحنة. فقال الصُّوفيّ: نعم.
فابتدأ فِي قراءته، فقرأ أيامًا إِلَى أن انتهى إِلَى ذِكر أَبِي حنيفة
وذَمَّه، فكان فِي المجلس حنفي، فسَعى بالشيخ إِلَى القاضي، ورُفع
الأمر إِلَى السلطان، فأمرَ الشيخَ بلُزُوم بيته، وأغلَق مسجده،
ومُنِعَ من التحديث، وكان ذلك فِي آخر عمره. وضُرِب الصُّوفيّ ونُفي،
وصحَّت فراسة الشَّيْخ [1] .
تُوُفّي بعد سنة سبْعٍ وستين سنة ثمانٍ [2] .
261- عَليّ بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن
الْحَسَن بْن زكريا [3] .
الحافظ أبو الحسن الزَّبَحيّ [4] الْجُرْجاني، مصنف «تاريخ جُرْجان» ،
وخال الحافظ عبد الله بن يوسف الْجُرْجانيّ.
سمع: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي، وحمزة بن يوسف السَّهْمي،
وعبد الله بن عبد الرحمن البُنَاني [5] الحُرُضي [6] ، وعبد الواحد بن
محمد المُنيريّ الْجُرْجاني، وعليّ بن محمد الحنّاطيّ [7] المؤدّب.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 369، 370.
[2] وقال ابن نقطة: «سمع السنن لأبي داود من القاسم بن جعفر الهاشمي
بقراءته ست مرات فيما ذكر. قال ابن شافع في تاريخه: بلغتنا وفاة أبي
الحسين عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن اللبّان بغزنة في أول سنة تسع
وستين وأربعمائة، وكان سمع الحديث ببغداد، وواسط، والبصرة، وبلاد
خراسان، وسمع الشيء الكثير، وحدّث، وجمع، وهو ثقة» (التقييد 415) .
[3] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: الأنساب 6/ 240، ومعجم البلدان 3/
130، واللباب 2/ 58، والمنتخب من السياق 385 رقم 1297، وذيل تاريخ
نيسابور (مخطوط) 64 ب، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 133، وسير أعلام
النبلاء 18/ 364، 365 رقم 175، والوافي بالوفيات 22/ 49 رقم 10، وتبصير
المنتبه 2/ 660، 661، وكشف الظنون 1/ 290، وهدية العارفين 1/ 692،
ومعجم المؤلفين 7/ 212.
[4] الزّبحيّ: بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة، وكسر الحاء المهملة.
[5] البنانيّ: بضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة والنون المفتوحة، هذه
النسبة إلى بنانة وهو بنانة بن سعد بن لؤيّ بن غالب. هكذا قال أبو حاتم
بن حبّان البستي. قال ابن السمعاني:
وصارت بنانه محلّة بالبصرة لنزول هذه القبيلة بها. (الأنساب 2/ 306) .
[6] الحرضيّ: بالضم وثانية يضم ويفتح، والضاد معجمة.
[7] الحنّاطي: بفتح الحاء المهملة والنون المشدّدة وفي آخرها الطاء
المهملة، هذه النسبة لجماعة
(31/266)
قال السمعاني [1] : هو منسوب إلى الزِّبَح،
وظنّي أنها من قرى جُرْجان.
سكن هَرَاة، وتُوُفّي بها في صفر، وله ستٌّ وسبعون سنة.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وأبو العلاء صاعد بن سيّار.
والزَّبَحيّ: ضبطه أبو نُعَيْم بن الحدّاد، ومحمد بن إبراهيم
الْجَرْبَاذْقانيّ [2] بالحَرَكَة، وكنتُ أحسب الزَّبْحيّ بالسُّكون،
فقيّده ابن نُقْطَة بالفتح [3] .
- حرف الميم-
262- محمد بن أحمد بن أسِيد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحسن
بْن أسِيد ابن عاصم الثقفي [4] .
الشَّيْخ الصالح أبو بَكْر المَدِينيّ.
مات فِي شعبان بإصبهان.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو نصر البار، ويحيى بن منده، والحسين بن عبد الملك.
وكان عالما، من أكابر أهل أصبهان.
263- محمد بن أحمد [5] .
الشيخ أبو الفضل التميمي المروزي. أحد أئمّة مرو ورؤسائها.
__________
[ (-) ] من أهل طبرستان، لعلّه كان بعض أجداده يبيع الحنطة. (الأنساب
4/ 242) .
[1] في الأنساب 6/ 240) .
[2] الجرباذقانيّ: بفتح الجيم وسكون الراء والباء الموحّدة المفتوحة
بعدها الألف وسكون الذال المعجمة والقاف المفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بلدتين إحداهما بين جرجان وأستراباذ، والثانية بين
أصبهان والكرج. ومحمد بن إبراهيم المذكور من جرباذقان أصبهان.
انظر (الأنساب 3/ 219) .
[3] قال عبد الغافر الفارسيّ: ثقة سديد، كثير الحديث والسماع، حافظ
عارف بطرق الحديث.
دخل نيسابور ومعه ابن أخته أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني، وسمعا
من أصحاب الأصمّ القاضي، والصيرفي، وسمعا من حمزة السهمي بجرجان،
وأكثرا عن الطبقة الثانية، وصنّف، وعاد إلى جرجان وحدّث بها سنين، وعاد
إلى هراة واستوطنها. وتوفي بهراة.
(المنتخب 385) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/267)
سمع: الحسين بن علي المنصوري.
روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي.
264- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز [1] .
أبو نعيم الواسطي المعدل.
سمع: علي بن عبد الرحيم بن غيلان صاحب المحاملي.
وتوفي رحمه الله في شعبان [2] .
265- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
عِيسَى [3] .
أبو تمام الهاشمي العباسي.
من ولد مَعْبَد بْن الْعَبَّاس.
سمع: أَبَاه، والحسين بْن الْحَسَن الغَضَائريّ [4] .
وعنه: ابنه عَبْد الرحيم، وأبو بَكْر قاضي المَرِسْتان.
وكان صالحًا رئيسًا [5] .
266- مُحَمَّد بْن عَمُّوَيه [6] .
واسم عَمُّوَيْه عَبْد اللَّه بْن سعد السُّهْرَوَرْدي [7] ، جدّ
الشَّيْخ أَبِي النجيب ووالد جد الشَّيْخ شهاب الدّين السّهرورديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: سؤالات الحافظ السلفي 65 رقم 26
وفيه: «ابن خصية» .
[2] قال الحوزي: كان عدلا مستقيما، سمع ابن خزفة، ورأينا سماعه في
الأصول.
[3] انظر عن (محمد بن علي الهاشمي) في: المنتظم 8/ 299 رقم 361 (16/
174) رقم 3455) ، والبداية والنهاية 12/ 113 وفيه: «محمد بن علي بن
أحمد بن عيسى» .
[4] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها
باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه الطعام. (الأنساب 9/ 155) .
[5] وقال ابن الجوري: سمع الحديث، وولي نقابه الهاشميين. وهو ابن عم
أبي جعفر بن أبي موسى الفقيه الحنبلي. روى عنه شيخنا أبو بكر بن عبد
الباقي. (المنتظم) .
[6] لم أجد مصدر ترجمته، بل وجدت ابنه أبا حفص عمر بن محمد بن عمويه،
وقد ذكره ابن السمعاني. في مادّة: السهروردي، وحفيده: عبد القاهر بن
عبد الله بن محمد بن عمويه.
[7] السّهرورديّ: بضم السين المهملة، وسكون الهاء، وفتح الراء والواو
وسكون الراء الأخرى، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى سهرورد،
وهي بلدة عند زنجان. (الأنساب 7/ 197) .
(31/268)
قال السِّلَفيّ: سمعت أَبَا حَفْص عُمَر
بْن مُحَمَّد بْن عَمُّوَيْه [1] يقول: مات أَبِي سنة ثمان وستّين
وأربعمائة، وقد بلغ من العُمر مائةً وعشرين سنة.
267- مُحَمَّد بْن القاسم بْن حبيب بْن عَبْدُوس [2] .
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصَّفّار الفقيه المفتي الشافعي.
سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الْحَسَن العَلوي، وأبا
عَبْد اللَّه الحاكم، وعبد اللَّه بْن يوسف.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه الشحاميّان.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
وذكره ابن السمعاني [3] فقال: تفقه على أَبِي مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ
وخلفَه فِي حلقته لمّا حجّ. وسمعتُ أَبَا عاصم العبّادي يقول: ما
رَأَيْت أحسن فُتْيا منه وأَصْوَب [4] .
قال: وتُوُفّي رحِمَه اللَّه فِي ربيع الآخر [5] .
268- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [6] .
__________
[1] كان أبو حفص جميل الأمر، مرضيّ الطريقة. توفي سنة 532 هـ. (الأنساب
7/ 197، 198) .
[2] انظر عن (محمد بن القاسم) في: المنتظم 8/ 299، 300 رقم 362 (16/
174 رقم 3456) ، والمنتخب من السياق 56 رقم 106، والكامل في التاريخ
10/ 101، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 28، والعبر 3/ 268، وسير
أعلام النبلاء 18/ 437، 438 رقم 223، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
342، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 139، والبداية والنهاية 12/ 113،
وشذرات الذهب 3/ 331.
[3] قوله ليس في (الأنساب) ، وهو في طبقات الشافعية للسبكي 3/ 342،
وطبقات الإسنوي 2/ 139، وسير أعلام النبلاء 18/ 438.
[4] وقال عبد الغافر الفارسيّ: «من أبناء المشايخ وأهل البيوتات
والمياسير. وكان من خواصّ تلامذة الإمام أبي محمد الجويني، ومن
المدرّسين وأهل الفتوى. لقي المشايخ ... وأملى سنين في مسجد المطرّز،
وكان حسن الخلق، سليم الجانب، محمود الطريقة والسيرة، صاحب التجمّل في
قلّة ذات اليد، بهيّ المنظر» . (المنتخب 56) .
[5] وقيل: في ربيع الأول. (السير) .
[6] انظر عن (محمد بن محمد البيضاوي) في: تاريخ بغداد 3/ 239 رقم 1320،
والأنساب 2/ 368، والمنتظم 8/ 300 رقم 363 (16/ 174، 175 رقم 3457) ،
ومعجم البلدان 1/ 529، واللباب 1/ 198، والكامل في التاريخ 10/ 101،
والبداية والنهاية 12/ 113،
(31/269)
القاضي أبو الْحَسَن البَيْضاويّ [1]
الْبَغْدَادِي الفقيه، قاضي الكرْخ.
خَتَنُ القاضي أَبِي الطيب الطَّبَريّ [2] . وعليه تفقَّه حَتَّى صار
من كبار الْأَئِمَّةِ. وكان خيرًا صالحًا، سليم المعتَقَد.
سمع من: أَبِي الْحَسَن بْن الْجُنْدي، وإسماعيل بْن الْحَسَن
الصَّرْصَريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الطراح، وأبو عَبْد اللَّه السلال،
وقاضي المَرِسْتان.
وقال الخطيب [3] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
وُلِد أبو الْحَسَن سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة [4] .
وتوفي رحمه الله في شعبان [5] .
269- محمد بن مُحَمَّد بْن مَخْلَد [6] .
أبو الْحَسَن الأَزْديّ الواسطي البزّاز.
تُوُفّي فِي رمضان.
سمع [بإفادة أَبِيهِ أَبِي طَالِب من [7] أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن
بيريّ [8] ، وأبي عبد الله
__________
[ (-) ] وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 81.
[1] البيضاوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها، وفتح الضاد المعجمة، وفي آخرها الواو. هذه النسبة
إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. (الأنساب 2/ 368) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 239.
[3] في تاريخه.
[4] وقال الخطيب: «وذكر لي أن أباه سمّاه لما ولد أحمد، ثم سمّاه
إدريس، ثم سمّاه محمدا، وثبت على محمد» .
[5] في يوم الجمعة 17 من شعبان بالكرخ، وتقدّم بالصلاة عليه أبو نصر بن
الصّبّاغ، وصلّى عليه قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغانيّ مأموما.
(المنتظم 8/ 300) .
ووقع في (طبقات الشافعية للسبكي 3/ 81) : «توفي في شعبان سنة ثمان
وأربعمائة عن ست وسبعين سنة» . وهذا خطأ، فقد سقطت كلمة «وستين» بعد
«ثمان» .
[6] انظر عن (محمد بن محمد بن مخلد) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس
الحوزي 62 رقم 19، والأنساب 3/ 278، واللباب 1/ 286، وسير أعلام
النبلاء 18/ 411، 412 رقم 207، وتبصير المنتبه 2/ 551.
[7] ما بين الحاصرتين استدركته من: سؤالات السلفي 62.
[8] بيري: أوّله باء معجمة بواحدة، وراء مكسورة ثم ياء باثنتين من
تحتها. (الإكمال 1/ 521) .
(31/270)
العَلَوي، وأبي عليّ بْن مُعَاذ [1] . وابن
خَزَفَة، والناس.
قال السِّلَفيّ: سَأَلت الحَوْزيّ عَنْهُ فقال [2] : سمع بإفادة
أَبِيه، وكان جيّد الأصول، ثقة [3] ، جيّد الخَطّ.
تُوُفّي سنة ثمان وستين.
قلت: وقال الحَوْزيّ [4] : إنّ العَلَويّ المذكور، واسمه الْحُسَيْن
بْن مُحَمَّد، ثقة روى عن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر «مُسْنَد
أَحْمَد بْن سِنَان» . وإنّ آخر من حدَّث عَنْهُ أبو الحسن ابن
مَخْلَد، والد أَبِي المفضل.
وذكر الحوْزي [5] أن العَلَويّ أيضًا آخر من حدَّث عن الخليل بْن أَبِي
رافع الطّحَان [6] صاحب تميم بْن المنتصر [7] .
270- مَسْعُود بْن الْمُحْسِن بْن عَبْد الْعَزِيز [8] .
__________
[1] في السؤالات، بعده: «وأبي الحسين بن دينار» .
[2] في السؤالات 62.
[3] في السؤالات: «ثقة فيما يرويه ويقول» .
[4] في السؤالات ص 47 رقم 4.
[5] في السؤالات 110 رقم 96.
[6] توفي سنة 313 هـ-.
[7] ذكره ابن السمعاني في مادّة: «الجلختيّ» بعد أن ذكر ابنه أَبَا
الكَرَم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن مخلد، وقال: يعرف
بابن الجلخت، من بيت الحديث، ثم قال: أبوه أبو الحسن من مشاهير
المحدّثين، سمع أبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري الواسطي وغيره. روى لنا
عنه ابنه، وأبو عبد الله محمد بن علي الجلابي، ولم يحدّثنا عنه سواهما.
(الأنساب 3/ 278) .
[8] انظر عن (مسعود بن المحسن) في: دمية القصر 1/ 378، والمنتظم 8/
300، 301، رقم 365 (16/ 175، 176 رقم 3459) ، والكامل في التاريخ 10/
101، 102، وفيه:
«مسعود بن المحسن بن الحسن بن عبد الرزاق) . وتاريخ إربل لابن المستوفي
1/ 39، ووفيات الأعيان 5/ 197- 199 رقم 719، (وسيأتي قوله في اسم صاحب
الترجمة) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192 وفيه: «مسعود بن عبد
العزيز» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 409، 410 رقم 205 وفيه: «مسعود بن
عبد العزيز بن المحسن» ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 378، ومرآة الجنان 3/
97، والبداية والنهاية 12/ 113، 114، وروض المناظر لابن الشحنة (بهامش
الكامل) 12/ 29، والنجوم الزاهرة 5/ 103، وشذرات الذهب 3/ 331، 332،
والأعلام 7/ 218، وديوان الإسلام 1/ 305، 306 رقم 478، ومعجم المؤلفين
12/ 227.
قال ابن خلّكان: «الشريف أبو جعفر مسعود بن عبد العزيز بن المحسن بن
الحسن بن
(31/271)
أبو جَعْفَر البياضي [1] العباسي الشريف،
أحد شعراء بغداد المجوّدين.
قال أبو سعد السمعاني [2] : ما أظن أنه سمع شيئًا من الحديث. رُوي لنا
من شِعره.
قال أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو سعد الروني [3] ، وغيرهما:
تُوُفّي فِي ثامن عشر ذي القعدة [4] .
وله ديوان شِعْرٍ معروف، فمنه:
يقولون لي: إنْ كان سمعْك عاشقًا ... فَمَا بال، دمْعُ العين فِي الخدّ
فقلت لهم: قد لُمْتُ طَرْفي، فقال لي: ... أَتَمْنَعُني من أن أساعد
جاريا؟
وله
يا مَن لَبُسْتُ بِهَجْرِهِ [5] ثَوْبَ الضَّنَا ... حَتَّى خَفِيتُ
بِهِ عَنِ الْعُوَّادِ
وَأَنِسْتُ بِالسَّهَرِ [6] الطَّوِيلِ فأُنْسِيَتْ ... أَجْفَانُ
عَيْنِي كَيْفَ كَانَ رُقَادِي
إِنْ كَانَ يُوسُفُ بِالْجَمَالِ مُقَطِّعَ ... الْأَيْدِي، فَأَنْتَ
مُقَطِّعُ [7] الْأَكْبَادِ [8]
__________
[ (-) ] عبد الرزاق البياضي، الشاعر المشهور، هكذا وجدته بخط بعض
الحفاظ المتقنين، ورأيت في أول ديوانه أنه أبو جعفر مسعود بن المحسن بن
عبد الوهّاب بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ
القرشي الهاشمي، والله أعلم بالصواب» .
وقد أضاف السيّد «سيّد كسروي حسن» في تحقيقه لكتاب «ديوان الإسلام» 21
ج 1/ 306 بالحاشية، إلى مصادر الشاعر «مسعود» : كتاب «طبقات فحول
الشعراء للجمحي، و «معجم الشعراء» (للمرزباني) ، و «الأغاني» لأبي
الفرج. وجميع مؤلّفي هذه الكتب ماتوا قبل صاحب الترجمة بمدّة طويلة،
وهذه من الأوهام في حشد المصادر دون تدبّرها.
[1] وقيل له البياضي لأن بعض أجداده كان مع جماعة من بني العباس وكلهم
قد لبسوا أسود غيره، فسأل الخليفة عنه وقال: من ذلك البياضي؟ فبقي عليه
لقبا، (الأنساب المتفقة 1/ 3، الأنساب 2/ 356، 357، ووفيات الأعيان 5/
199، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، تاريخ ابن الوردي 1/ 378، 379) .
[2] قول السمعاني ليس في (الأنساب) .
[3] هكذا في الأصل، ولم أتحقّق من صحّة هذه النسبة.
[4] في (تاريخ إربل 1/ 39) وفاته في سنة 468 أو 469 هـ-.
[5] في تاريخ ابن الوردي: «يا من لبست لبعده» . وفي (المنتظم) :
«لهجره» .
[6] في (المنتظم) : «بالسحر» .
[7] في (الكامل في التاريخ، والمختصر في أخبار البشر) : «فأنت مفتّت» .
[8] الأبيات في: المنتظم 8/ 300، 301 (16/ 175، 176) ، والكامل في
التاريخ 10/ 102،
(31/272)
271- مكّيّ [1] بْن جَابار [2] .
أبو بَكْر الدينوري الحافظ الفقيه.
رحل، وسمع بمصر والشام، ولقي: خَلَف بْن مُحَمَّد الواسطي، وعبد الغني
بْن سَعِيد الأزْدي، وصَدَّقَة بْن الدَّلَم [3] الدَّمشقي [4] ،
وجماعة.
وكتب الكثير. وكان سُفْيانيّ [5] المذهب.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر
الحِنَّائيِّ.
قال هبة اللَّه الأكفاني: كَانَتْ له عناية جيدة بمعرفة الرجال.
حدَّث بشيءٍ يسير، وولي القضاء بدَمِيرَة [6] ، وامتنع بأَخَرَة من
إسماع الحديث. وكان الخطيب قد طلب أن يسمع منه، فأبى عليه [7] .
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف النون-
272- ناصر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن العبّاس [8] .
__________
[ (-) ] والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، وتاريخ ابن الوردي 1/ 378.
[1] ورد في الأصل بعد ترجمة «ناصر بن أحمد بن محمد» ، فأثبتناه هنا.
[2] انظر عن (مكي بن جابار) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 11، وتاريخ
دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 363، 364، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور
25/ 236، 237 رقم 71، وسير أعلام النبلاء 18/ 412، 413 رقم 208، وتبصير
المنتبه 1/ 330، وشذرات الذهب 3/ 232، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 5/ 91، 92 رقم 1702.
[3] في الأصل: «الديلم» وهو غلط.
[4] وسمع: أبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي.
[5] على مذهب الصحابيّ الجليل «سفيان الثوري» .
[6] دميرة: بفتح أوله وكسر ثانيه. قرية كبيرة بمصر قرب دمياط.
[7] قال ابن ماكولا: رحل إلى بغداد في طلب الحديث، وسمع الكثير، وخرج
إلى مصر وأدرك ابن النحاس، وغيره. وكان بدمشق وامتنع من التحديث،
وتركته حيّا في أول سنة 457 وكان قد ولي القضاء بدميرة. (الإكمال 2/
11) .
[8] انظر عن (ناصر بن أحمد) في: المنتخب من السياق 461، 362 رقم 1571،
والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 91 ب. وفيه اسمه بالكامل:
«ناصر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن العباس بن مسلم بن عبد الله
بن الفضل بن سليمان الطوسي» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 27.
(دون ترجمة) .
(31/273)
أبو نصر الطُّوسيّ الفقيه الشافعي.
من كبار الأئمة.
تفقه على أَبِي مُحَمَّد الْجُويني. وكانت له كُتُب مفتخرة كثيرة.
روى عن: ابن مَحْمِش الزيادي، وأبي بَكْر الحِيريّ.
وأكثر عن المتأخرين [1] .
273- ناصر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن عُمَر [2] .
أبو مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ التُّركيّ الأصل، صهر أَبِي حكيم
الخَبْرِيّ [3] ووالد الحافظ أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر. أفنى عمره
فِي القراءات وطلب أسانيدها.
وكان حاذقًا مجوّدًا لُغَوِيًّا.
سمع الكثير من كتب اللُّغة، وسمع الناس بقراءته الكثير.
وكان أبو بَكْر الخطيب يرى له ويقدمه على من حضر، ويأمره بالقراءة.
وهو الَّذِي قرأ عليه «التاريخ» للناس. وكان ظريفًا صبيحًا [4] مليحًا
حيِّيًّا.
مات فِي الشبيبة. وقد روى القليل.
__________
[1] قال عبد الغافر: «مشهور معروف، من وجوه أصحاب الشافعيّ بنيسابور،
أديب فقيه فاضل، جمع الكثير من العلوم، وتفقّه على أبي محمد الجويني،
وسمع تصانيف زين الإسلام وكتبها، وكان عنده نفائس من الكتب في الأنواع
حصّلها بحيث لا يوجد مثلها، مثل ديوان الأدب بخط أبي الحسن السرخسي
وتصحيحه، وغرائب الحديث لأبي سليمان الخطابي بخط القاضي أبي جعفر
البحائي الزوزني وتصحيحه.
وسمع العالي من أبي طاهر الزيادي، ومن أصحاب الأصمّ كالقاضي، والصيرفي،
وكان أهلا لأن يعقد له الإملاء لصيانته وأمانته وإسناده العالي فلم
يتفق. وتوفي شهور سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وما روى إلا القليل» . (المنتخب 461، 462) .
[2] انظر عن (ناصر بن محمد التركي) في: المنتظم 8/ 301- 303 رقم 366
(16/ 176- 179 رقم 3460) ، والبداية والنهاية 12/ 114، وورد اسمه في
(الأنساب 5/ 39) : «ناصر بن محمد بن علي السلامي» .
[3] الخبريّ: بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء المنقوطة بنقطة واحدة، في
آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى خبر، وهي قرية بنواحي شيراز من
فارس. وأبو حكيم هو عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله المعلم الخبري.
كان فاضلا معلّما ببغداد. (الأنساب 5/ 39) .
[4] المنتظم 8/ 301 (16/ 176) .
(31/274)
سمع: الخطيب، وأبا جَعْفَر بْن المسلمة،
والصَّرِيفيني، وهذه الطبقة قال ابن ناصر [1] : وُلِد أَبِي في جمادى
الأولى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وأخبرتني والدتي رابعة [2] بِنْت
الخَبْرِيّ أن والدي توفي فِي رابع عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وستين،
رحمه اللَّه تعالى.
قَلت: تُوُفّي وابنه طفل يرضع بعد. وكان قد قرأ بواسط على غلام الهراس،
وببغداد على: أَبِي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنّاء،
وجماعة. وكتب بخطّه المليح كثيرا، وصنَّف فِي القراءات كتابًا.
وقد رثاه البارع [3] بقصيدة [4] .
274- نصر بْن محمود بْن نصر بْن صالح بْن مرداس [5] .
تملّكَ حلب بعد أَبِيهِ سنة، ووثب عليه الأتراك فقتلوه بظاهر حلب [6] .
وكان جوادا ممدّحا جيّد السّيرة [7] .
__________
[1] اسمه «محمد» وكنيته «أبو الفضل» . (الأنساب) .
[2] هي البنت الكبرى لأبي حكيم. (الأنساب) .
[3] هو: أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدبّاس، يعرف
بالبارع.
[4] مطلع القصيدة التي تتألّف من (49) بيتا) :
سلام وأنّى يردّ السّلاما ... معاشر في التّرب أمسوا رماما
لدى البيد صرعى كأنّ الحمام ... سقاهم بكأس المنايا مداما ...
(المنتظم 8/ 301 ج 303/ 16/ 176- 179) .
[5] انظر عن (نصر بن محمود) في: المنتظم 8/ 304 (16/ 180) وزبدة الحلب
2/ 45- 49، ديوان ابن حيّوس (في أكثر من موضع) ، وذيل تاريخ دمشق لابن
القلانسي 108، 109، والكامل في التاريخ 10/ 100، 105، ووفيات الأعيان
4/ 438- 441 في ترجمة (ابن حيّوس الشاعر) ، (وسير أعلام النبلاء 18/
349 في آخر ترجمة الهمدانيّ رقم 167) ، والنجوم الزاهرة 5/ 101.
[6] قال ابن القلانسي: قتل يوم الأحد عيد الفطر، وذاك أنه قبض على
مقدّم الأتراك المعروف بالأمير أحمد شاه، وخرج إليهم لينهيهم، فرماه
أحدهم بسهم فقتله. (ذيل تاريخ دمشق 109، زبدة الحلب 2/ 49) .
[7] قال ابن العديم: أمن الناس في أيام نصر، وكانت سيرته أصلح من سيرة
أبيه، وأحسن إلى أهل حلب، وأطلق من كان في اعتقال أبيه من أحداثهم،
وعمّ الناس بجوده، وكان بحرا للمكارم، إلّا أنه كان لا يستطيع أن يرى
أحدا يأكل طعامه مع كرمه وجوده. (زبدة الحلب 2/ 45) .
(31/275)
ولابن حيوس فِيهِ مدائح. وقد أجازه مرّةً
بألف دينار [1] .
وتملك بعده أخوه سابق آخر ملوك بني مرداس [2] .
- حرف الياء-
275- يحيى بْن سَعِيد بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى [3] .
أَبُو بَكْر بْن الحديدي الطُّلَيْطِليّ.
سمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس، وحماد بْن عمار.
وناظر على: أَبِي بَكْر بْن مغيث.
وكان نبيلًا، متفننًا، فصيحًا [4] ، مقدَّمًا فِي الشورى، وكان له
مكانة عند المأمون يحيى بْن ذي النون [5] . دخل معه قرطبة إذ ملكها.
وكان غالبًا عليه. فَلَمَّا تُوُفّي المأمون استثقله حفيده القادر
باللَّه حَتَّى قُتِل بقَصره فِي محرَّم سنة ثمانٍ.
276- يَعْلَى بْن هبة اللَّه بْن الفُضَيْل [6] .
أبو صاعد الفُضِيلي [7] ، الهَرَويّ، القاضي.
من بقايا الشيوخ بهَرَاة.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح، وغيره.
__________
[1] وذلك على قصيدته التي أولها:
كفى الدّين عزّا ما قضاه لك الدّهر ... فمن كان ذا نذر فقد وجب النذر
(ديوان ابن حيّوس 1/ 342) .
وفيها قال ابن حيّوس:
فجاد ابن نصر لي بألف تصرّمت ... وإنّي لأرجو أن سيخلفها نصر
فأطلق له نصر ألف دينار وقال: وحياتي، لو قال: سيضعفها نصر لأضعفتها.
(زبدة الحلب 2/ 46، وفيات الأعيان 4/ 439) .
[2] انظر: زبدة الحلب 2/ 53 وما بعدها.
[3] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 669، 670 رقم
1475.
[4] زاد ابن بشكوال بعدها: «فطنا» .
[5] زاد ابن بشكوال بعدها: «وكان لا يقطع في شيء من أوامره إلّا عن
مشورته» .
[6] انظر عن (يعلى بن هبة الله) في: التحبير في المعجم الكبير لابن
السمعاني 2/ 183، 184، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1484.
[7] الفضيليّ: بضم الفاء وفتح الضاد المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من
تحتها باثنتين، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى الفضيل وهو اسم لجدّ
المنتسب إليه. (الأنساب 9/ 315) .
(31/276)
وعنه: أبو الوقت وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
عاش أربعًا وثمانين سنة.
ومن الرواة عَنْهُ: أبو الفخر جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب الهروي [1] .
277- يوسف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد [2] .
أبو القاسم المِهْرَواني [3] الهَمَذَانيّ.
كان يسكن رباط الزوزني. وكان صالحًا، زاهدًا، ورِعًا، ثقة، معَمَّرًا.
سمع: أَبَا أَحْمَد بْن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الحسن
ابن الصلت، وأبا مُحَمَّد بْن البيع، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
وخرج له أبو بَكْر الخطيب خمسة أجزاء، وابن خيرون ثلاثة أجزاء [4] .
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي،
وإسماعيل بْن السَّمَرقندي، وأبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح،
والأرموي.
تُوُفّي فِي رابع عشر ذي الحجّة [5] ودُفِن على باب رباط الزَّوْزنيّ.
278- يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن [6] .
__________
[1] وروى عَنْهُ أيضا: أبو الفتح محمد بْن علي بن عبد الله المضري من
أهل هراة توفي سنة 530 هـ-. (التحبير 2/ 183، 184) .
[2] انظر عن (يوسف بن محمد بن أحمد) في: الأنساب 11/ 537، والمنتظم 8/
303، 304 رقم 367 (16/ 179 رقم 3461) ، ومعجم البلدان 5/ 233، واللباب
3/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 346، 347
رقم 166، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1485، والعبر 3/ 268،
ومرآة الجنان 3/ 97، والبداية والنهاية 12/ 114، وتبصير المنتبه 3/
1445، وشذرات الذهب 3/ 331.
[3] المهروانيّ: بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الراء، والواو، وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى مهروان، وهي ناحية مشتملة على قرى بهمذان.
(الأنساب 11/ 537) وتابعه ياقوت في (المعجم) ، وابن الأثير في (اللباب)
، وقد قيّدها محقّقا (سير أعلام النبلاء) بفتح الميم.
ووردت النسبة محرّفة في (المنتظم) بطبعتيه القديمة والجديدة، إلى:
«النهرواني» ، ولم يأت محقّقا الطبعة الجديدة ومراجعها بأي جديد في
التحقيق فبقيت الأغلاط هي هي كما في الطبعة القديمة.
[4] انظر: الأنساب 11/ 537.
[5] وكان مولده في سنة 380 هـ-. (المنتظم) .
[6] انظر عن (يوسف بن محمد بن يوسف) في: المنتظم 8/ 304 رقم 368 (16/
179 رقم
(31/277)
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الخطيب المحدِّث.
رحل، وصنَّف، وجمعَ الجموع، وانتشرت روايته.
سمع بهمذان: أَبَا سهل عُبَيْد اللَّه بْن زِيرَك، وأبا بَكْر بْن لال،
وأحمد بْن إِبْرَاهِيم التميمي، وأبا طاهر بْن سلمة.
وببغداد: أَبَا أَحْمَد الفرضي، وأبا الْحَسَن بْن الصلت، وابن مَهْديّ
الفارسي، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أبو مَنْصُور سعد بْن سَعِيد الخطيب، وأبو عليّ
أَحْمَد بْن سعد العجلي، وهبة اللَّه بْن الفَرَج، والرئيس أبو تمام
إِبْرَاهِيم بْن أحمد الهَمَذَانيّ البُرُوجِرْديّ [1] .
قال أبو سعد السمعاني: سمعت هبة اللَّه بْن الفَرَج يقول: كان يوسف بْن
مُحَمَّد الخطيب شيخًا كبيرًا صاحب كرامات.
وذكره الكيا شيرويه الدَّيْلَمي فأثنى عليه، ووصفه بالصِّدق والدّيانة.
وقال:
مولده في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة [2] .
قال: وتوفّي في خامس ذي القعدة.
__________
[ (- 3462] ، وسير أعلام النبلاء 18/ 348، 349 رقم 167، والعبر 3/ 268،
ومرآة الجنان 3/ 97، والبداية والنهاية 12/ 114، وشذرات الذهب 3/ 331.
[1] البروجرديّ: بضم الباء والراء، بعدها الواو وكسر الجيم وسكون الراء
وفي آخرها الدال المهملة، وهذه النسبة إلى بروجرد، وهي بلدة حسنة كثيرة
الأشجار والأنهار من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همدان.
(الأنساب 2/ 174) .
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 349.
(31/278)
سنة تسع وستين
وأربعمائة
- حرف الألف-
279- أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد [1] .
أبو الْحَسَن الإسماعيلي [2] النَّيْسابوري، الحاكم المعدل.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسَيْن الخفّاف، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الحربي،
وأبي العباس السليطي [3] ، وأبي علي الروذباري [4] .
وعمر دهرا.
روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن، وزاهر ووجيه ابنا الشحامي، وعبد
الغافر الفارسي ووثقه.
وكذا وثقه ابن السمعاني [5] . وكان يعظ.
إلى أن قال السمعاني: وروى «السُّنَن» لأبي دَاوُد، عن أَبِي عليّ
الْحَسَن بْن دَاوُد بْن رضوان السّمرقنديّ صاحب ابن داسة [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحيم) في: المنتخب من السياق 105، 106 رقم
234، والتقييد لابن نقطة 147 رقم 168، وتذكرة الحفاظ 4/ 1275، وسير
أعلام النبلاء 25088، 251 رقم 123
[2] الإسماعيلي: نسبة إلى جماعة اسمهم إسماعيل.
[3] السّليطيّ: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة
من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى سليط، وهو
اسم لجدّ المنتسب إليه. منهم أبو العباس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السليطي هذا. (الأنساب 7/ 119) .
[4] الرّوذباريّ: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الباء
الموحّدة وفي آخرها الراء بعد الألف. هذه اللفظة لمواضع عند الأنهار
الكبيرة يقال لها الروذبار. (الأنساب 6/ 180) .
[5] لم يذكره في الأنساب.
[6] وقال عبد الغافر الفارسيّ: الحاكم أبو الحسن السراجي المزكي، شيخ
مشهور، ثقة، بيته بيت
(31/279)
وقيل: إنه سمعه أيضًا من الرُّوذَبَاريّ.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي رابع عشر جُمَادَى الآخرة [1] .
280- أحمد بْن عبد الواحد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن
الحَكَم السُّلَميّ الدَّمشقيّ [2] .
أبو الْحَسَن بْن أَبِي الحديد.
سمع: جدّه، وأباه لِأُمِّهِ أَبَا نصر بْن هارون، وأبا الْحَسَن عليّ
بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم، لقِيَه بمكّة، وابن أَبِي كامل [3] ، وابن
أَبِي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرّؤاسيّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو
محمد ابن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وعليّ بْن المسلم الفقيه،
وطاهر بْن سهل الإسْفَرَائينيّ، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وآخرون
[4] .
وكان ثقة جليلًا، متفقدًا لأحوال الطَّلَبة الغرباء. وُلد سنة ستٍّ
وثمانين وثلاثمائة.
__________
[ (-) ] التزكية والعدالة، وأبوه القاضي المختار أبو سعد من المذكورين
والمنظور إليهم في البلد ومحافل السادة والأكابر. وهذا الحاكم أحمد من
أعيان مجلس القضاء وهو من المعتمدين المقبولين عند الطوائف. وكانت له
نوبة عقد مجلس التذكير والوعظ يوم الجمعة بعد الصلاة في الجامع القديم
بنيسابور، وهو حسن الاعتقاد، سنيّ الطريقة، وله مصاهرة مع البيت
الناصحي، وله أولاد من تلك الدوحة. (المنتخب 106) .
[1] وصلّى عليه القاضي الإمام أبو القاسم منصور بن صاعد في مدرسة جدّه،
ودفن في مقبرتهم.
(المنتخب) .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: موضح أوهام الجمع والتفريق
للخطيب البغدادي 2/ 88، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 529، وذيل
تاريخ دمشق لابن القلانسي 112، ومعجم البلدان 1/ 158 و 454، واللباب 2/
34، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 91، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/
160 رقم 188، والعبر 3/ 269، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1486،
وسير أعلام النبلاء 18/ 418، 419 رقم 211، ومرآة الجنان 3/ 97، وشذرات
الذهب 3/ 332، وفهرست مخطوطات الحديث بالظاهرية 8، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 324، 325 رقم 151.
[3] هو الأطرابلسي.
[4] منهم: غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور المتوفى سنة 509 هـ، وأبو
المضاء محمد بن علي بن أبي المضاء البعلبكي المتوفى سنة 509 هـ-.
(31/280)
وقال ابن الأكفاني: كان ثقة عَدْلًا رِضي،
توفي، في ربيع الأول [1] .
281- أحمد بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن سهلويه [2] .
أبو العبّاس الطّهرانيّ الأصبهانيّ. وطهران: قرية على باب إصبهان.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ [3] .
رُويَ عَنْهُ: أَبُو سَعْد أحمد البغداديّ.
ومات في رمضان.
وروى عَنْهُ: يحيى بْن مَنْدَهْ، وأبو عليّ الحدّاد [4] .
وهو ابن أخت الجوّاز.
282- أَسْبَهْدُوست بْن مُحَمَّد بن الحسن [5] .
أبو منصور الدّيلميّ الشّاعر [6] .
__________
[1] وهو في عشر التسعين من عمره. له مصنّفات منها «الفوائد» ، منها
«الجزء الباقي من الفوائد المخرّجة» بتخريج عبد العزيز بن أحمد
الكتاني، وهو مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق، ضمن مجموع رقم 80 حديث،
ورقة 18 وما بعدها. (فهرست مخطوطات دار الكتب الظاهرية) - المنتخب من
الحديث، للألباني- ص 8- دمشق 1970.
قال المؤلّف الذهبي رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 18/ 419) :
«أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الفقيه ببعلبكّ، أخبرنا عبد الواحد بن
أحمد القاضي، سنة ست وعشرين وست مائة، حدّثنا علي بن الحسن الحافظ
إملاء، سنة 551 ببعلبكّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب،
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد، أخبرنا جدّي،
أخبرنا محمد بن جعفر السامري، أنشدني محمد بن طاهر الرقي:
ليس في كل حالة وأوان ... تتهيّأ صنائع الإحسان
فإذا أمكنت فبادر إليها ... حذرا من تعذّر الإمكان
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الطهراني) في: الأنساب 8/ 271.
[3] وروى عنه مجالس من أماليه.
[4] وقال ابن السمعاني: روى لي عنه جماعة بأصبهان مثل: أبي نصر أحمد بن
عمر الغازي.
[5] انظر عن (أسبهدوست بن محمد) في: المنتظم 8/ 308، 309 رقم 369 (16/
184. 185 رقم 3463) ، في الطبعتين: «اسبهندوست» ، والكامل في التاريخ
10/ 106، ووفيات الأعيان 3/ 246، 247 (في ترجمة ابن جني، رقم 412) ،
والبداية والنهاية 12/ 116، والنجوم الزاهرة 5/ 104.
[6] قال ابن خلّكان: «وأمّا أبو منصور الديلميّ فالمشهور عنه غير هذه
التسمية، وأنه أبو الحسن علي بن منصور، وكان أبوه من جند سيف الدولة بن
حمدان، وكان شاعرا مجيدا خليعا، وكان بفرد عين، وله في ذلك أشياء
مليحة، فمن ذلك قوله:
(31/281)
أَخَذَ عن: عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن
البصري اللغوي، والحسين بْن أَحْمَد بْن حجاج المحتسب، وأبي نصر عَبْد
الْعَزِيز بْن نباتة وروي عنه ديوانه.
وكان شيعيّا غاليا، ثُمَّ ترك ذلك [1] .
وَفِي شعره سُخْفٌ ومُجُون، ومعانٍ بديعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن خَيْرون، وعبيد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز
الرسولي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وأبو
سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو مَنْصُور القزّاز، وآخرون.
وله فِي أَبِي الفتوح الواعظ، ولم يكن فِي زمانه أحسن منه صورة:
وواعظٍ تَيَّمَنَا وعْظُهُ ... فَعُرْفُه شِيبَ بإنكارِ
ينْهى عن الذَّنْب وألْحاظه ... تأمرُ فِي الذَّنْب بإصرار
وما رأينا قبله واعظًا ... مُكسِب آثامٍ وأوزارٍ
لسانُهُ يدعو إِلَى جنّةٍ ... ووجهُهُ يدعو إِلَى النارِ
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ربيع الأوّل، وله سبع وثمانون سنة.
__________
[ () ]
يا ذا الّذي ليس له شاهد ... في الحبّ معروف ولا شاهده
شواهدي عيناي إنّي بها ... بكيت حتى ذهبت واحده
وأعجب الأشياء أن التي ... قد بقيت في صحبتي زاهده
وله في غلام جميل الصورة بفرد عين، وقد أبدع فيه:
له عين أصابت كلّ عين ... وعين قد أصابتها العيون»
(وفيات الأعيان 3/ 247) .
[1] أنشد قصيدة في توبته قال فيها:
لاح الهدى فجلا عن الأبصار ... كالليل يجلوه ضياء نهار
ورأت سبيل الرشد عيني بعد ما ... غطّى عليها الجهل بالأستار
لا بدّ فاعلم للفتى من توبة ... قبل الرحيل إلى ديار بوار
يمحو بها ما قد مضى من ذنبه ... وينال عفو إلهه الغفّار ...
(المنتظم) وقال ابن الجوزي: وسئل شيخنا عبد الوهاب الأنماطي عن
اسبهندوست فقال: كان شاعرا يشتم أعراض الناس.
(31/282)
- حرف الحاء-
283- حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاتم [1] .
أبو القاسم التميمي القرطبي، المعروف بابن الطَّرابُلسيّ.
أصله من طرَابُلس الشام.
شيخ معمَّر محدّث مُسْند، مولده بخطّ جدّه في نصف شعبان سنة ثمان
وسبعين وثلاثمائة.
سمع من: عمر بن بْن حُسَين بْن نابِل الأُمَويّ صاحب قاسم بْن أصْبغ،
ومن أَبِي المطرِّف بْن فُطَيْس الحاكم، ومحمد بْن عُمَر بْن الفخار،
وحماد الزّاهد، والفقيه أبي محمد ابن الشّقّاق، والطّلمنكيّ.
ورحل سنة اثنتين وأربعمائة فلازم أَبَا الْحَسَن القابسي وأكثر عَنْه،
إِلَى أن تُوُفّي الشَّيْخ فِي جمادي الأولى سنة ثلاث. فحج فِي بقية
السنة.
وأدرك أَحْمَد بْن فراس العبقسي وسمع منه، وحمل «صحيح مسلم» عن أَبِي
سَعِيد السِّجْزِيّ عُمَر بْن مُحَمَّد صاحب الْجُلُودي، ولم يكتب بمصر
شيئًا.
وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن سفيان كتابه «الهادي» في القراءات.
__________
[1] انظر عن (حاتم بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 157- 160 رقم
354، وبغية الملتمس 270 رقم 658، والغنية (فهرست شيوخ القاضي عياض)
106، 161، 187، 228، 280، ومعجم البلدان 2/ 180، وفهرست ما رواه عن
شيوخه لابن خير الإشبيلي 44، 45، 57- 59، 82- 84، 87، 88، 90- 92، 97،
100، 112، 123، 141، 142، 145، 147، 149، 154، 155، 192، 205، 206،
234، 236، 242، 244، 250، 258، 260، 267، 269، 272، 298، 300، 303،
308، 435، 440، وترتيب المدارك 4/ 691، 710، 712، 718، 728، 730، 734،
735، 739، 750، 752، 754، 760، والإعلام بوفيات الأعلام 193، والمعين
في طبقات المحدّثين 135 رقم 1487، والعبر 3/ 269، 270، وسير أعلام
النبلاء 18/ 336، 337 رقم 157، ومرآة الجنان 3/ 97، وصلة الخلف
للروداني (القسم السادس) نشر في محلّة معهد المخطوطات العربية،
بالكويت، المجلّد 29- ج 2/ 495، 513، سنة 1406 هـ. / 1985 م، وشذرات
الذهب 3/ 333، وهدية العارفين 1/ 259، وشجرة النور الزكية 1/ 120،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 67- 74 رقم 385،
والحياة الثقافية في طرابلس الشام 207، 208.
(31/283)
وتفقه بالقيروان [1] ، ودخل بلد الأندلس
بعلمٍ جم. وسكن طُلَيْطُلَة، وأخذ بها عن أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس
الخطيب، وخَلَف بْن أَحْمَد، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم التِّبْرِيزيّ.
وسمعَ ببجّانة من أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن الوهْراني.
قال الغساني: كان شيخنا مِمَّنْ عني بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما
يروي، كتب أكثر كُتُبه بخطّه، وكان مليح الكتابة [2] .
وقال أبو الْحَسَن بْن مغيث [3] : كَانَتْ كُتُبه غي نهاية الإتقان،
ولم يزل مثابرًا على حمل العلم وبثه، والقعود لإسماعه، والصبر على ذلك
مع كبر السنّ [4] .
أَخَذَ عَنْهُ الكبار والصغار لطول سِنّه.
قال: وقد دُعي إِلَى القضاء بقُرْطُبة، فأبى، وكان فِي عِداد المشاورين
بها.
وممن روى عن حاتم: أبو محمد بن عتّاب [5] .
__________
[1] قال ابن بشكوال إنه انصرف إليها سنة أربع، وبقي في مقابلة كتبه،
وانتساخ سماعاته من أصول الشيخ أبي الحسن، وأخذ بها عن أبي عبد الله
محمد بن مناس القروي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن مسمار، جالس أبا عمران
الفاسي الفقيه، وأبا بكر بن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان
بن علي البوني، وأخذ عنهم كلهم، وهم جلّة أصحابه عند أبي الحسن
القابسي، وممّن ضمّهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه. (الصلة 1/ 157،
158) .
[2] في (الصلة 1/ 158) : «كتب أكثر كتبه بخطّه وتأنّق فيها، وكان حسن
الخط» .
[3] في (الصلة 1/ 158) : «شيخ جليل فاضل نشأ في طلب العلم وتقييد
الآثار، واجتهد في النقل والتصحيح» .
[4] زاد في (الصلة) : «وانهداد القوّة» .
[5] وهو قال: قرأت على أبي القاسم حاتم بن محمد قال: نا أبو الحسن علي
بن محمد القابسي بمنزلة بالقيروان سنة اثنتين وأربعمائة، قال: أخبرني
حمزة بن محمد الكناني بمصر وقد اجتمع عنده الطلبة يسأله كل واحد منهم
برغبته في دواوين أرادوا أخذها عنه، فقال: اجتمع قوم من الطلبة بباب
قتيبة بن سعيد، فسأله بعضهم أن يسمعه من الحديث، وبعضهم من الفقه،
وأكثر كل واحد منهم برغبته، وألحّ عليه الرحّالون، وكان روى كثيرا،
ولقي رجالا، فتبسّم ثم قال:
تسألني أمّ صبيّ جملا ... يمشي رويدا ويكون أولا
مهلا خليلي فكلانا مبتلى
قال أبو علي: قال لنا أبو القاسم حاتم بن محمد: كنّا عند أبي الحسن علي
بن محمد بن خلف القابسي في نحو من ثمانين رجلا من طلبة العلم من أهل
القيروان والأندلس، وغيرهم من المغاربة في علية له. فصعد إلينا الشيخ
وقد شقّ عليه الصعود فقام قائما، وتنفّس الصّعداء
(31/284)
وكان أسند من بالأندلس فِي زمانه.
تُوُفّي رحمه الله في عاشر ذي القعدة [1) .]
__________
[ (-) ] وقال: والله لقد قطعتم أبهري. فقال له رجل من أصحابنا
الأندلسيّين من أهل الثغر من مدينة وشقة: نسأل الله تعالى أن يحبسك
علينا أيها الشيخ ولو ثلاثين سنة. فقال: ثلاثون كثيرا. ثم أنشدنا:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
فقلنا له: أصلحك الله، وانتهيت إلى الثمانين؟ فقال: زدتها بشهرين أو
نحوهما، ثم توفي إلى شهرين أو ثلاثة، رحمه الله. (الصلة 1/ 158، 159) .
[1] وقال ابن بشكوال: وصلّى عليه أبو الأصبغ عيسى بن خيرة صاحبنا. قال:
وأخبرنا- رحمه الله- قال: قرأت بخطّ جدّي عبد الرحمن بن حاتم: ولد
حفيدي حاتم في النصف من شعبان من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. (الصلة 1/
159، 160) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
قرأ عليه الشيخان أبو محمد عبد الله بن محمد بن عتّاب، وأبو عليّ
الغسّاني كثيرا من المصنّفات، منها:
«الوقف والابتداء» لأبي بكر بن الأنباري، و «تفسير القرآن» لأبي بكر
النقاش المعروف ب «شفاء الصدور» ، و «تفسير القرآن» للنسائي، و
«الموطّأ» للإمام مالك، وقد قرئ عليه في سنة 447 هـ، وقرأ عليه أبو علي
الغسّاني مرتين في سنة 445 و 458، و «تفسير الموطأ» لأبي المطرّف
القنازعي، و «تفسير الموطّأ» لأبي جعفر الداوديّ المسمّى «الكتاب
النامي» ، و «تفسير الموطّأ» للبوني، و «الملخّص لمسند موطّأ مالك» ،
وهو سمعه من القابسي سنة 402، وسمعه منه يونس بن مغيث قراءة عليه في
أصل كتابه في ذي القعدة من سنة 466، وسمعه الغسّاني سنة 444، و «تفسير
غريب الموطّأ» لأحمد بن عمران الأخفش، و «المستقصية» لابن مزين، و
«صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» وسمعه من أبي سعد السجزيّ بمكة سنة 403،
و «الجامع الصحيح» للترمذي، و «المنتقى» في السنن المسندة لأبي محمد بن
الجارود، و «مسند أسد بن موسى» ، و «مسند حديث مالك بن أنس» للنسائي،
وقد سمعه عليه الغسّاني سنة 444، و «مسند حديث ابن جريج» للنسائي، و
«مسند حديث عقيل بن خالد الأيلي» ، و «مسند حديث الأوزاعي» لدحيم،
وكتاب «الأربعون حديثا» للآجرّي، و «شرح غريب الحديث ومعانيه» وهو
يسمّى بكتاب «الدلائل» لقاسم بن ثابت السرقسطي، و «التاريخ الكبير
المبسوط» للبخاريّ، وهو في ثلاثين جزءا، و «تاريخ أبي بكر بن أبي
خيثمة» ، و «سيرة رسول الله» لابن إسحاق، بتهذيب ابن هشام، و «المغازي»
لعبد الرزاق بن همّام، و «المستخرجة» للعتبي، و «الرسالة» للتفزي
المعروف بابن أبي زيد، و «مناسك الحج» للقابسي، و «رسالة الطائي فيما
التمسه فقهاء أهل الثغر بباب الأبواب من شرح أصول مذاهب المتّبعين
للكتاب والسّنّة» ، و «رسالة في رتب العلم لطالبه» لأبي الحسن القابسي،
و «عبارة الرؤيا» لابن قتيبة، و «الزهد» لابن حنبل، و «الرعاية لحقوق
الله تعالى» للمحاسبي، و «رسالة مالك بن أنس إلى هارون الرشيد» ، و
«رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد» ، وكتاب «البرّ والصلة» ، و «فضل
عاشوراء» لأبي ذرّ الهروي،
(31/285)
284- حيان بْن خلف بْن حُسَيْنِ بْن حيان
[1] .
أبو مروان القرطبي، مَوْلَى بني أمية. شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس.
لزم الشَّيْخ أَبَا عُمَر بْن أَبِي الحُباب النحوي صاحب الفالي، وأبا
إعلاء صاعد بْن الْحَسَن.
وسمع الحديث من: أَبِي حَفْص عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابل [2] ، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب، وأبو
الْوَلِيد مالك بْن عَبْد اللَّه السّهليّ، وأبو عليّ الغسّانيّ ووصفه
بالصّدق وقال: ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة [3] .
وقال أبو عبد اللَّه بْن عَوْن: كان أبو مروان بْن حيّان فصيحًا
بليغًا. وكان لا يتعمد كذِبًا فِيما يحكيه فِي تاريخه من القصص
والأخبار [4] .
قلت: له كتاب «المقتبس فِي تاريخ الأندلس» [5] فِي عشر مجلَّدات، وكتاب
«المتين فِي تاريخ الأندلس» أيضًا ستين مجلّدًا. ذكرهما ابن خَلِّكان
القاضي رحمه الله.
__________
[ (-) ] «الجمل» للزّجّاجيّ، و «فهرسة الشيخ الفقيه أبي بكر الإيادي» .
(انظر فهرست ابن خير، وموسوعة علماء المسلمين. (تأليفنا) 2/ 69- 74) .
[1] انظر عن (حيّان بن خلف) في: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن
بسّام المجلّد 1 القسم 2/ 573- 602، وجذوة المقتبس للحميدي 200 رقم
397، والصلة لابن بشكوال 1/ 153، 154 رقم 345، وبغية الملتمس للضبّي
275 رقم 679، والمغرب في حلي المغرب 117 رقم 54، وفهرست ابن خير 125،
والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 136، 204، 210، 269، ووفيات الأعيان
2/ 218، 219 رقم 210، والعبر 3/ 270، وسير أعلام النبلاء 18/ 370- 372
رقم 179، ومرآة الجنان 3/ 79 وفيه: «حبان» (بالباء الموحّدة) ،
والبداية والنهاية 12/ 117، والوافي بالوفيات 13/ 124، 125 رقم 268،
وكشف الظنون 2/ 1456، 1792، وشذرات الذهب 3/ 333، ونفح الطيب (انظر
فهرس الأعلام) ، والأعلام 2/ 289، ومعجم المؤلفين 4/ 88، وتراجم
أندلسية لعبد الله عنان 271- 281، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ 1/ 578،
وانظر مقدّمة: المقتبس من أبناء أهل الأندلس للدكتور محمود علي مكي.
[2] نابل: بكسر الباء الموحدة. وهو في (الإكمال 7/ 325، 326) .
[3] وفيات الأعيان 3/ 219.
[4] الصلة 1/ 153، وفيات الأعيان 3/ 219.
[5] توجد من هذا الكتاب عدّة قطع مخطوطة، نشرت منها ثلاث قطع، الأولى
بعناية المستشرق ملشور أنطونية، وصدرت في باريس سنة 1937، والثانية
بعناية الدكتور عبد الرحمن الحجّي، وصدرت في بيروت سنة 1965، والثالثة
بعناية الدكتور محمود مكي، وصدرت في القاهرة سنة 1971 بعنوان «المقتبس
من أنباء أهل الأندلس» .
(31/286)
ورآه بعضهم فِي النوم، فسأله عن «التاريخ»
الَّذِي عمله، فقال: لقد ندِمُت عليه، إلا أن اللَّه أقالني وغفر لي
بلُطْفه [1] .
تُوُفّي فِي أواخر ربيع الأول [2] .
285- حيْدر بْن عليّ بْن مُحَمَّد [3] .
أبو المُنَجَّا [4] القحطاني الأنطاكي المالكي، المعبر.
حدَّث بدمشق عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، والقاضي عَبْد الوهاب
بْن عليّ المالكي، والحسن بْن علي الكَفَرْطابيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم
الفقيه، وعليّ بْن أَحْمَد بْن قُبَيْس، وأبو الفضل بْن يحيى بْن عليّ
القُرَشيّ.
قال ابن الأكفانيّ: كان من أَهْل الدين.
__________
[1] الصلة 1/ 153، 154، وفيات الأعيان 3/ 219.
[2] وذكره أبو علي الغسّاني في شيوخه فقال: كان عالي السّنّ، قويّ
المعرفة، مستبحرا في الآداب بارعا فيها، صاحب لواء التاريخ بالأندلس،
أفصح الناس فيه، وأحسنهم نظما له. لزم الشَّيْخ أَبَا عُمَر بْن أَبِي
الحُباب النحويّ صاحب أبي علي البغدادي، ولزم أبا العلاء صاعد بن الحسن
الربعي البغدادي، وأخذ عنه كتابه المسمّى ب «الفصوص» . قال أبو علي:
سمعت أبا مروان بن حيّان يقول: التهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودّة،
والتعزية بعد ثلاث إغراء بالمصيبة. (الصلة 1/ 153) .
وقيل إنّ حيّانا ثلب أبا الحزم بن جهور «فتوعّده حفيده عبد الله بن
جهور، وحلف أن يسفك دمه، فأحضره أبوه أبو الوليد وقال: والله، لئن طرأ
على ابن حيّان أمر لا آخذنّ أحدا فيه سواك، أتريد أن يضرب بنا المثل في
سائر البلدان بأنّا قتلنا شيخ الأدب والمؤرخين ببلدنا تحت كنفنا مع أن
ملوك البلاد القاصية تداريه وتهاديه؟ وأنشد له نظما، وقال: سبحان من
جعله إذا نثر في السماء، وإذا نظم تحت تخوم الماء» . (المغرب في حليّ
المغرب رقم 54) .
وقد سمع ابن حيّان من الفقيه أبي علي الحسن بن أيوب الحدّاد، (الحلّة
السيراء 1/ 204) .
ووصف ابن الأبّار «ابن حيّان» بأنه «جهينة أخبار المروانية، ومؤرّخ
آثارها السلطانية» . (الحلّة السيراء 1/ 210) .
[3] انظر عن (حيدر بن علي) في: الإكمال 7/ 268، وترتيب المدارك 4/ 766،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 18، 19، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 7/ 295، 296 رقم 295، والعبر 3/ 270، 271، وسير أعلام النبلاء
18/ 405، و (410 رقم 206) ، و (18/ 450 برقم 206 أيضا) ، وتهذيب تاريخ
دمشق 5/ 25.
[4] تحرّف في (تهذيب تاريخ دمشق) إلى «النجا» ، وكذا في: «ترتيب
المدارك» .
(31/287)
قال: وكان يذكر انه يحفظ فِي علم تعبير
الرّؤيا عشرة آلاف ورقة.
وثلاثمائة ونيّفًا [1] وسبعين. كان يقول: زدتُ على أستاذي عَبْد
الْعَزِيز بْن عليّ الشهرُزُوريّ المالكي بحِفْظ ثلاثمائة وسبعين [2]
ورقة [3] .
قلتُ: هكذا كَانَتْ أيُّها اللَّعابُ هِمَمُ العلماء وأذهانهم؟ وأين
هَذَا من محفوظات علمائنا اليوم؟ [4] .
- حرف الراء-
286- رِزْقُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر الأنباريّ
[5] .
أخو أَبِي الْحَسَن الأقطع [6] .
كان ثقة.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْديّ [7] .
وتُوُفّي ليلة عيد الفطر [8] .
روى عنه: قاضي المارستان.
__________
[1] في الأصل، وتاريخ دمشق، وتهذيبه: «ونيّف» . والصواب ما أثبتناه.
[2] في تاريخ دمشق، وتهذيبه: «ثلاثمائة ونيّف وسبعين» .
[3] تاريخ دمشق 12/ 19، التهذيب 5/ 25، وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه
الله- على ذلك بقوله:
«يكون هذا القدر نحوا من أربعين مجلّدا، فاللَّه أعلم بصحة ذلك» . (سير
أعلام النبلاء 18/ 410 و 450) .
[4] وقال ابن ماكولا: حيدرة المالكي المعبّر شيخ كتبت عنه بدمشق.
(الإكمال 7/ 268) واقتبسه القاضي عياض في (ترتيب المدارك 4/ 766) .
[5] انظر عن (رزق الله بن محمد) في: المنتظم 8/ 309 رقم 370 (16/ 185،
186 رقم 3464) ، والكامل في التاريخ 10/ 106، والجواهر المضيّة 2/ 201
رقم 589، والطبقات السنية، رقم 878.
[6] ورد اسمه في (المنتظم) : «رزق الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي
أبو سعد الأنباري الخطيب، ويعرف بابن الأخضر من أهل الأنبار» .
[7] وأبي أحمد الفرضيّ، وغيرهما. وتفقّه على مذهب أبي حنيفة وحدّث،
وكان يفهم ما يقرأ عليه، ويحفظ عامّة حديثه، وانتشرت عنه الرواية، وكان
صدوقا، ثقة، حسن الصوت والسمت. وهو أخو أبي الحسن علي بن محمد بن محمد
الخطيب. (المنتظم) .
[8] ومولده سنة 399 نقله ابن النجار فيما قرأه بخط عبد المحسن
البغدادي. وقال أبو سعد: ناهز المائة، وكان ثقة، أمينا، تفقّه على مذهب
أبي حنيفة. (الجواهر المضيّة 2/ 201) .
وقال ابن الأثير: الفقيه الحنفي، سمع الحديث الكثير، كان ثقة حافظا.
(الكامل 10/ 106) .
(31/288)
- حرف السين-
287- سُلَيْمَان بْن عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد [1] .
أبو العلاء الحَسْنَابَاذيّ [2] الأصبهاني [3] .
روى عن: أبي عبد الله بن منده، وإبراهيم بن خُرَّشِيد قوله.
روى عنه: أبو عبد الله الخلال، وغيره [4] .
مات في ذي الحجة.
- حرف الطاء-
288- طاهر بن أحمد [5] بن بابشاذ [6] .
أبو الحسن المصريّ الجوهريّ النّحويّ، صاحب التّصانيف.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن عبد الرحيم) في: الأنساب 4/ 138، 139، ومعجم
البلدان 2/ 259، واللباب 1/ 365، 366.
[2] ويقال: «الرفّاء» .
[3] الحسناباذي: بفتح الحاء المهملة، وسكون السين المهملة، وبعدهما
النون المفتوحة، والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال
المعجمة. هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان.
[4] قال يحيى بن أبي عمرو بن مندة: رأيته ولم أرزق السماع منه، والحمد
للَّه رب العالمين، كان ينتحل مذهب أبي الحسن فيما قيل. (الأنساب 4/
139) .
وقال ياقوت: وكان فاضلا. (معجم البلدان) .
[5] انظر عن (طاهر بن أحمد) في: نزهة الألبّاء للأنباري 363، والمنتظم
8/ 309 رقم رقم 371 (16/ 186 رقم 3465) ، ومعجم الأدباء 12/ 17- 19، و
4/ 274، وإنباه الرواة 2/ 95- 97، والكامل في التاريخ 10/ 106، ووفيات
الأعيان 2/ 515- 517، والمختصر في أخبار البشر 2/ 193، وسير أعلام
النبلاء 18/ 439، 440 رقم 225، والعبر 3/ 271، وتلخيص ابن مكتوم 87،
88، وتاريخ ابن الوردي 1/ 379، ومسالك الأبصار (المخطوط) ج 4 ق 3/ 459-
461، والوافي بالوفيات 16/ 390، ومرآة الجنان 3/ 98 وفيه «باشاذ» ،
والبداية والنهاية 12/ 116، وإشارة التعيين (مخطوط) الورقة 22، 23،
وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 87، واتعاظ الحنفا 2/ 318، والنجوم
الزاهرة 5/ 105، وحسن المحاضرة 1/ 306، وبغية الوعاة 2/ 17، وكشف
الظنون 1/ 111- 423 و 603، 6043 و 2/ 1612، 1794، 1804، وشذرات الذهب
3/ 333، وديوان الإسلام 1/ 332، 333 رقم 519، وهدية العارفين 1/ 429،
والفلاكة والمفلوكون 116، وروضات الجنات 338، والأعلام 3/ 220، ومعجم
المؤلفين 5/ 32.
[6] بابشاذ: كلمة عجمية يتضمّن معناها الفرح والسرور. (مرآة الجنان 3/
98) .
(31/289)
ورد العراق تاجرًا فِي اللؤلؤ، وأخذ عن
علمائها. ثُمَّ رجع وخدم بمصر فِي ديوان الرّسائل لإصلاح المكاتبات
وإعرابها. وقرّروا له فِي الشهر خمسين دينارًا، ثُمَّ استعفى من ذلك
فِي آخر عمره، وتزهَّد فِي منارة جامع عَمْرو بْن العاص [1] .
وكان شيخ الديار المصرية فِي الأدب. ألَّف شرحًا للجُمَل [2] فِي غاية
الحُسْن، وصنَّف كتاب «المحسبة فِي النحو» [3] ثُمَّ شرحها.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو القاسم بْن الفحام المقرئ، ومحمد بْن بركات
السَّعِيديّ شيخ ابن برّيّ.
وصنف كتابًا سماه «تعليق الفرقة» [4] فِي النحو ألّفه أيام انقطاعه [5]
.
وبَلَغنَا أن سبب تزهُّدِه أنه كان إذا جلس للغداء جاءه سنور فوقف بين
يديه، فإذا ألقى له شيئًا لا يأكله، بل يحمله ويمضي، فتبِعَه يومًا
لينظر أَيْنَ يذهب، فإذا هُوَ يحمله إلى موضع مظلم في الدّار، فيه
سِنَّورٌ أُخرى عمياء، فيُلْقِيه لها فتأكله. فبُهِتَ من ذلك، وقال: إن
الَّذِي سخر هَذَا السنور لهذه المسكينة ولم يهمله، قادرٌ أن يُغْنِيني
عن هَذَا العالم. فلزم منارة الجامع كما ذكرنا.
__________
[1] انتفع الناس بعلمه وتصانيفه كان بمصر إمام عصره في النحو، وكانت
وظيفته أن ديوان الإنشاء لا يخرج حتى يعرض عليه ويتأمّله، فإن كان فيه
خطأ من جهة النحو واللغة أصلحه كاتبه وإلّا استرضاه، فيسير إلى الجهة
التي كتب إليها، وكان له على ذلك راتبة من الخزانة يتناوله في كل شهر،
وأقام على ذلك زمانا. (معجم الأدباء 12/ 18، وفيات الأعيان 2/ 516،
مرآة الجنان 3/ 98) .
[2] هو للزّجّاجيّ. كما في (معجم الأدباء) .
[3] هكذا في الأصل: وهو «المحتسب» كما في (معجم الأدباء 12/ 19) .
[4] معجم الأدباء 12/ 19.
[5] قال ابن خلكان: «وجمع في حال انقطاعه شدّة كبيرة في النحو، ويقال
إنها لو بيّضت قاربت خمس عشرة مجلّدة، وسمّاها النّحاة بعده الذين وصلت
إليهم: «تعليق الغرفة» ، وانتقلت هذه التعليقة إلى تلميذه أبي عبد الله
محمد بن بركات السعدي النحويّ اللغوي المتصدّر في موضعه، ثم انتقلت منه
إلى صاحبه أبي محمد عبد الله بن برّي النحويّ المتصدّر في مكانه، ثم
انتقلت بعده إلى صاحبه أبي الحسين النحويّ المنبوز بثلط الفيل،
المتصدّر في موضعه، وقيل: إن كل واحد من هؤلاء كان يهبها لتلميذه ويعهد
إليه بحفظها. ولقد اجتهد جماعة من الطلبة في نسخها، فلم يتمكّنوا من
ذلك. (وفيات الأعيان 2/ 515، 516) .
(31/290)
ثُمَّ خرج ليلة لشيء عرض له، والليلة
مقمرة، وَفِي عينيه بقية من النوم، فسقط من المنارة إِلَى سطح الجامع،
فمات [1] .
وأبوه من مشيخة أَبِي عَبْد اللَّه الرازي، وقد مرَّ [2] .
- حرف الْعَيْنِ-
289- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] .
أبو القاسم الطوسي [4] الزاهد، المعروف بكركان، من أَهْل الطابران: شيخ
الصوفية فِي عصره، ذو المجاهدة والأحوال. خدم الكبار، ولازم الفقراء.
وله الدُّوَيَرة والأصحاب الذين اهتدوا بهداه. وكان زكي النَّفْس،
مبارَك الصُّحْبَة. بقيت آثاره على المنتمين فِي الطريقة إليه.
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وحمزة بْن عَبْد الْعَزِيز المهلبي، وأحمد
بْن الْحَسَن الحِيري، وأصحاب الأصمّ.
قدِم بغدادَ فِي صِباه، وسمع بمكة من: محمد بن أبي سعيد الأسفرائينيّ،
وغيره.
__________
[1] المنتظم (باختصار شديد) ، ومعجم الأدباء 12/ 18، 19، ووفيات
الأعيان 2/ 516، 517، وإنباه الرواة 2/ 96، 97، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 193، وتاريخ ابن الوردي 1/ 379، ومرآة الجنان 3/ 98.
[2] ومن مؤلّفات طاهر: «المقدّمة» المشهورة، وشرحها، و «شرح كتاب
الأصول» لابن السرّاج.
وقال ابن الأنباري: كان من أكابر النحويين، حسن السيرة، منتفعا به
وبتصانيفه شرح كتاب «الجمل» للزّجّاجيّ، وصنّف مقدّمة في النحو وسمّاها
«المحتسب» ، وشرحها للشيخ أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي سعيد الصقلّي
القرشي. وكان هو وأبو الحسن علي بن فضال المجاشعي من حذّاق نحاة
المصريين، على مذهب البصريين. (نزهة الألباء 263) .
[3] انظر عن (عبد الله بن علي الطوسي) في: الأنساب 9/ 219، والمنتخب من
السياق 282 رقم 932، والعبر 3/ 271، ودول الإسلام 2/ 4، وسير أعلام
النبلاء 18/ 405 رقم 202، والوافي بالوفيات 17/ 326 رقم 278، وطبقات
الأولياء لابن الملقّن 505، 506، وشذرات الذهب 3/ 334.
[4] الطوسي: بضم الطاء المهملة، وفي آخرها السين المهملة أيضا. هذه
النسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها «طوس» ، وهي محتوية على بلدتين يقال
لإحداهما: الطابران، وللأخرى:
نوقان، ولهما أكثر من ألف قرية. (الأنساب 8/ 263) .
(31/291)
قال السمعاني [1] : ثنا عَنْهُ ابن بنته
عَبْد الواحد ابن القُدوة أَبِي علي الفضل الفارمذي [2] ، وعبد الجبار
[3] .
مات فِي ربيع الأول [4] .
290- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر
بْن أَحْمَد بن مجيب [5] بْن المجمع بْن بحر بن معبد [6] بْن
هَزَارْمَرْد [7] .
أبو مُحَمَّد الصريفيني [8] . خطيب صريفين.
اختلفوا فِي نسبه فِي تقديم «مجيب» على «مجمِّع» [9] . وُلِد فِي صفر
سنة أربعٍ وثمانين.
وسمع: أَبَا القاسم بْن حَبَابَة [10] ، وابن أخي ميمي الدّقّاق، وأبا
حفص
__________
[1] الموجود في (الأنساب) : سمع عبد الواحد بطوس جدّه أبا القاسم
الكركاني (9/ 219، 220) .
[2] انظر: التحبير 1/ 607.
[3] هو عبد الجبّار بن محمد الخواريّ. (سير أعلام النبلاء 18/ 405) .
[4] في: الوافي بالوفيات: توفي في حدود الستين والأربعمائة.
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد الصريفيني) في: تاريخ بغداد 10/ 146،
147 رقم 5294، والأنساب المتّفقة 89، والأنساب 8/ 59، والمنتظم 8/ 309،
310 رقم 372 (16/ 186، 187 رقم 3466) ، رقم 5294، ومعجم البلدان 3/
403، 404، والكامل في التاريخ 10/ 106، واللباب 2/ 240، والعبر 3/ 271،
والإعلام بوفيات الأعلام 193، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم
1488، وسير أعلام النبلاء 18/ 330- 332 رقم 153، ودول الإسلام 2/ 4،
والبداية والنهاية 12/ 116، 117، والوافي بالوفيات 17/ 502 رقم 432،
وتبصير المنتبه 3/ 1452، وشذرات الذهب 3/ 334.
[6] في تاريخ بغداد: « ... أحمد بن المجمع بن مجيب بن معبد بن بحر ...
المعروف والده بهزارمرد» . وفي المنتظم: « ... أحمد بن المجمع بن مجيب
بن بحر بن معبد» . وفي البداية والنهاية: «ابن أحمد بن المجمع بن محمد
بن يحيى بن معبد ... ويعرف بابن المعلّم» .
[7] هزارمرد: بفتح أوله وثانيه، وسكون الراء، وفتح الميم، وسكون الدال
المهملة، ودال مهملة في آخره.
[8] الصّريفيني: بفتح الصاد المهملة وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة
من تحتها باثنتين، والفاء بين الياءين، وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى «صريفين» ، قريتين إحداهما من أعمال واسط، والأخرى صريفين بغداد.
(الأنساب 8/ 58، 59) ونسبه ابن القيسراني إلى «صريفين عكبرا» .
(الأنساب المتّفقة 89) .
[9] انظر: تاريخ بغداد، والبداية والنهاية، والمنتظم.
[10] تصحّف في (البداية والنهاية) إلى «حبانة» .
(31/292)
الكتاني، وأبا طاهر المخلّص، وأَمَةَ
السلام [1] بِنْت القاضي أَحْمَد بْن كامل، وجماعة.
ذكره الخطيب [2] فقال: المعروف والده بَهَزارْمَرد، قدِم بغداد دُفعات،
وحدَّث بها، وكان صدوقًا، وقال أبو سعد السمعاني [3] : هُوَ شيخ صالح
خير، صارت إليه الرحلة من الأقطار. وُلد ببغداد وسكن صريفين.
قال: وكان أَحْمَد الناس طريقة، وأجلهم طبقة، وأخلصهم نيّة، وأصفاهم
طويّة، سمع من الكبار [4] مثل قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه
الدامغاني، وأبي بَكْر الخطيب، والحميدي، وجدّي أَبِي المظفر السمعاني،
وهبة اللَّه الشيرازي، ومحمد بْن طاهر المقدسي.
وثنا عَنْهُ أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب
الأنماطي، وعلي بْن علي بْن سكينة.
وحكى ابن طاهر أن هبة اللَّه بْن عبد الوارث كان مصعدا إلى الشّام،
منصرفًا من بغداد، فدخل صريفين، فرأى شيخًا ذا هيئةٍ قاعدًا على باب
داره، فسأله: هَلْ سمعت شيئًا؟ فقال: سمعت ابن حَبَابَة، والمخلِّص،
وأبا حَفْص الكتاني [5] ، وطبقتهم فتعجب من ذلك، وطالبه بالأُصُول،
فأخرج له أُصولًا عُتْقًا بخط ابن البقال، وغيره، وفيها سماعه. فقرأ
هبةُ اللَّه ما كان عنده ونَسَخه. ونمَّ الخبر إِلَى عُكْبَرَا،
وبغداد.
قال: فرحل الناسُ إليه وسمعوا منه [6] .
__________
[1] في تاريخ بغداد: «أمة السلم» .
[2] في تاريخ بغداد 10/ 146، 147.
[3] قوله ليس في (الأنساب) .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 331.
[5] في معجم البلدان: «الكناني» ، بنونين، وهو تحريف.
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 331، والحكاية هنا عن «هبة الله بن عبد
الوارث» ، عن شيخ لم يذكر اسمه! بينما يحكي ابن القيسراني الحكاية عن
«هبة الله بن عبد الوارث» في كتابه (الأنساب
(31/293)
وقال أبو الفضل بْن خَيْرُون، أبو مُحَمَّد
بْن هَزَارْمَرْد ثقة، وله أصول جِياد.
قرأتُ بخطّ والده: وُلِد ابني ليلة الجمعة لخمسٍ خَلَوْن من صَفَر،
وسمع من المخلّص كتاب «النّسب» ، وكتاب «الفتوح» ، وكتاب «المزنيّ» ، و
«أخبار الأصمعي» ، وكتاب «البرّ والصِّلَة» ، وكتاب «الزُّهْد» لابن
الْمُبَارَك، وكتاب «مُزاح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم» ، ومن
الفوائد جملة.
توفّي ابن هزارمرد في ثالث جمادى الآخرة.
__________
[ (-) ] المتفقة) عن الصريفيني. قال ابن القيسراني إن الخطيب الصريفيني
«هو آخر من حدّث بكتاب عليّ بن الجعد، وكان قد انقطع من بغداد. سمعت
أَبَا القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد الوارث الشيرازي صاحبنا- رحمه الله-
يقول: دخلت بغداد وسمعت ما قدرت عليه من المشايخ، ثم خرجت أريد الموصل،
فدخلت صريفين، وكنت في مسجدها، فدخل أبو محمد الصريفيني وأمّ الناس،
فتقدّمت إليه، وقلت له: سمعت شيئا من الحديث؟ فقال: كان أبي يحملني إلى
أبي حفص الكتاني، وابن حبابة وغيرهما، وعندي أجزاء. فقلت: أخرجها إليّ
حتى انظر فيها، فأخرج إليّ حزمة فيها كتاب علي بن الجعد بالتمام مع
غيره من الأجزاء، فقرأته عليه، ثم كتبت إلى أهل بغداد فرحلوا إليه،
وأحضره الكبراء من أهل بغداد، وسمعت الكتاب لما أحضره قاضي قضاة بغداد
أبو عبد الله الدامغانيّ ليسمع أولاده منه، فكلّ من سمعه من الصريفيني
فالمنّة لأبي القاسم الشيرازي- رحمه الله- فقد كان من هذا الشأن بمكان»
.
(الأنساب المتفقة 89) والحكاية في (معجم البلدان 3/ 404، والمنتظم) ،
وقد سقط من (المنتظم) بطبعتيه القديمة والحديثة اسم «هبة الله بن عبد
الوارث» بعد ابن طاهر المقدسي، فأصبحت الحكاية كأنها عن ابن طاهر
المقدسي المعروف بابن القيسراني، وكأنه هو الّذي دخل بغداد، ثم دخل
صريفين ...
وسقط من حكايته أيضا اسم الصريفيني فلم يعرف من الّذي كان يحمل إلى أبي
حفص الكتاني وابن حبابة، فجاء النص فيه: «أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي
قال: دخلت بغداد وسمعت ما قدرت عليه من المشايخ ثم خرجت أريد الموصل
فدخلت صريفين فكنت في مسجدها فقال: كان أبي يحملني إلى أبي حفص
الكتّاني ... » ! ولم يتنبّه المحقّقون للطبعة الجديدة من (المنتظم)
إلى هذا السقط، فبقيت الطبعة على أغلاطها كما في القديمة.
وقال ابن الجوزي في آخر الحكاية:
«وفي بعض ألفاظ هذه الحكاية من طريق آخر: إن الأصول التي أخرجها كانت
بخط ابن الصقال وغيره من العلماء، وأنه سمع منه أبو بكر الخطيب، وكان
ثقة محمود الطريقة، صافي الطويّة» .
ويلاحظ تحريف «ابن البقال» إلى «ابن الصقال» في الطبعتين!.
وقال ابن السمعاني في (الأنساب 8/ 59) : «كان أحد الثقات ... وروى لي
عنه ببغداد قريب من عشرين نفسا» .
(31/294)
291- عَبْد الباقي بْن أَحْمَد بْن عُمَر
[1] .
أبو نصر الواعظ [2] .
من أَهْل الأدب واللغة والشِّعْر.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا عليّ بْن شاذان.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بْن الطراح.
ومات فِي شعبان [3] .
292- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [4] .
العلامة أبو مُحَمَّد الأصبهاني الشافعي الكروني [5] ، مفتي البلد
وإمام الجامع العتيق.
سمع: ببغداد من الحمامي، وابن بِشْران.
أرّخه يحيى بْن مَنْدَهْ.
293- عَبْد الْحَمِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
[6] .
أبو مُحَمَّد البَحِيريّ النَّيْسابوريّ.
فقيه خير.
روي مُسْنَد أَبِي عَوَانة عن أَبِي نُعَيْم الأسْفَرائينيّ.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشّحّامي، وهبة الرَّحْمَن القُشَيْريّ.
قرأ عليه أبو المظفّر السّمعانيّ. جميع «مسند أبي عوانة» [7] .
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن أحمد) في: المنتظم 8/ 310 رقم 374 (16/ 187
رقم 3468) .
[2] أضاف ابن الجوزي إلى نسبته: «الداهداري» . ولم أجد هذه النسبة في
كتب الأنساب.
[3] وقال ابن الجوزي: «ولا نعلم به بأسا» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[6] انظر عن (عبد الحميد بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 345،
346 رقم 1135.
[7] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو محمد المزكّي الفقيه، شيخ عشيرته في
وقته، والمقدّم منهم، والأفضل فيما بينهم، والأكثر احتياطا وتيقّظا،
وقد تكرّر ذكر أسلافهم، وكان عفيفا ورعا كثير العبارة.
سمع الكثير من الحاكم أبي عبد الله، والمسند من أبي نعيم الأسفرايني،
عن أبي عوانة، وقرأ عليه مرارا، وسمع منه الأئمة والكبار. وسمع أيضا من
أصحاب الأصمّ، وكان ثقة في الرواية،
(31/295)
294- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن
طاهر [1] .
أبو زَيْدُ المُرْسيّ [2] .
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن مِيقل، وأبي القاسم الإفليليّ.
وحجّ فسمع من أَبِي ذر، وجماعة.
وكان فقيهًا مُفْتيا. عاش اثنتين وستين سنة.
295- عَبْد الكريم بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن رزْمة [3] .
أبو طاهر الخبّاز الكَرْخيّ.
صالح صدوق، صاحب أُصول جِياد.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدي، وأبا الْحَسَن بْن رزقُوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وإسماعيل بْن
السَّمَرْقَنْدي، وعليّ بْن عَبْد السلام، وغيرهم.
ووثقه أبو الفضل بْن خَيْرُون، وقال: تُوُفّي فِي ثاني عشرين ربيع
الآخر [4] .
296- عُبَيْد الله [5] .
أبو القاسم، ولد القاضي أبي يَعْلَى بْن الفراء الفقيه، أخو أَبِي
الْحُسَيْن وأبي حازم.
__________
[ (-) ] صدوقا، حسن الاستماع، فاضلا. سمعنا منه معرفة علوم الحديث من
تصنيف أبي عبد الله، وغيره.
توفي سنة ... وستين وأربعمائة. روى عنه أبو الحسن» .
يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هكذا ورد
في الأصل بياض.
ولم يثبت محقّقه سنة وفاته.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 339 رقم
724.
[2] «المرسي، بضم الميم وسكون الراء. نسبة إلى مرسيه، وهي بلدة من بلاد
المغرب» .
(الأنساب 11/ 245) .
[3] انظر عن (عبد الكريم بن الحسن) في: المنتظم 8/ 310 رقم 375 (16/
188 رقم 3469) .
[4] ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
[5] انظر عن (عبيد الله بن أبي يعلى) في: طبقات الحنابلة 2/ 235، 236،
رقم 672، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 16/ 117- 120 رقم 359.
(31/296)
قرأ القراءات على: أَبِي بَكْر مُحَمَّد
بْن عليّ الخيّاط [1] ، وأبي عليّ بن البنّاء.
وتفقه على والده، ثُمَّ على: أَبِي جعفر بْن أَبِي مُوسَى [2] .
وسمع من الخطيب. وأكثر من الحديث، وتوسَّع من العلم.
وتوفي شابًّا بطريق مكّة، وهو ابن سبْعٍ وعشرين سنة [3] .
حدَّث عَنْهُ: أخوه أبو الْحُسَيْن، وعمر الرُّؤاسي، والمبارك بْن
عَبْد الجبّار.
297- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن اللبّان [4] .
المحدِّث.
ذُكِر فِي العام الماضي.
298- عُمَر بْن أَحمد بْن مُحَمَّد بن موسى [5] .
__________
[1] في الأصل: «الحنّاط» ، والتصحيح من: غاية النهاية 2/ 218 رقم 3279.
[2] زاد ابن النجار: «وعلّق عنهما مسائل الخلاف، وسافر إلى آمد وقرأ
بها على أبي الحسن البغدادي تلميذ والده قطعة صالحة من المذهب والخلاف،
وسمع الحديث الكثير ببغداد وسافر في طلبه إلى الكوفة، والبصرة، وواسط،
والموصل، والجزيرة، وآمد، وصحب أبا بكر الخطيب، وأبا عبد الله الصوري،
ونقل عنهما معرفة الحديث وتحقيق أسماء الرواة وأنسابهم، وكتب بخطه
كثيرا من الحديث والفقهيات ومصنّفات الخطيب. وكان يكتب خطّا حسنا
صحيحا، ويحضر مجالس النظر في الجمع وغيرها، ويتكلّم مع شيوخ عصره في
مسائل الخلاف. وكان شابا عفيفا نزها متديّنا فاضلا عالما، كان والده
يؤمّ به في صلاة التراويح إلى حين وفاته» .
قال القاضي: أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفرّاء: أنشدني أخي أبو
القاسم عبيد الله لبعضهم قوله:
وليس خليلي بالملول ولا الّذي ... إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يدوم وصاله ... ويحفظ سرّي عند كل دخيل
[3] قال ابن النجار: قرأت بخط أبي علي بن البناء قال: ولد أبو القاسم
عبيد الله بن محمد بن الحسين بن الفراء في ليلة الأحد لثمان خلون من
شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. قرأت في كتاب القاضي أبي الحسين بن
الفرّاء بخطه قال: وكانت وفاة الأخ عبيد الله في مضيّه إلى مكة بموضع
يعرف بمعدن النقرة في أواخر ذي القعدة من سنة تسع وستين وأربعمائة وله
ست وعشرون سنة وثلاثة وأشهر ونيّف وعشرون يوما.
[4] تقدّمت ترجمته برقم (260) .
[5] انظر عن (عمر بن أحمد) في: الإكمال لابن ماكولا 3/ 11 بالحاشية،
والأنساب 3/ 350، 360، والمنتخب من السياق 369 رقم 1224، ومعجم البلدان
2/ 182، واللباب 1/ 307،
(31/297)
الحافظ أبو مَنْصُور الْجُوري [1] الحنفي
الصوفي [2] .
كان متعبدًا منعزلًا على طريقة السلف، ومن خواص أصحاب أَبِي عَبْد
الرَّحْمَن السلمي، أكثر عَنْه، وكتب عَنْهُ مُصنفاته.
وسمع قبله من: أَبِي الْحُسَيْن الخفّاف، وأبي نُعَيْم عَبْد الملك بْن
الْحَسَن، ومحمد بْن الْحُسَيْن العلوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ.
وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة.
__________
[ (- 308،) ] والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 188.
[1] الجوريّ: بضم الجيم، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الجور، وهي
بلدة من بلاد فارس.
وإليها ينسب الماوردجوري. (الأنساب 3/ 358) .
[2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
وفي (الإكمال، والأنساب، واللباب، والمشتبه، والتبصير، والتوضيح) رجل
آخر اسمه «عمر بن أحمد بن محمد الجوري. حدّث عن أبي حامد أحمد بن محمد
بن الحسن الشرقي، روى عنه أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله
النيسابورىّ» .
وقد علّق العلّامة «المعلمي اليماني» على هذه الترجمة فقال في (حاشية
الإكمال- ج 3/ 10 رقم 2) : «يأتي في كلام ابن نقطة ذكر أبي منصور عمر
بن أحمد بن محمد، والظاهر أنه هذا كما يأتي» . ثم أورد ما ذكره ابن
نقطة في كتاب «الإستدراك» من تراجم في باب «الجوري» ، وفيهم: «أبو
منصور عمر بن أحمد بن محمد بن موسى الجوري» وترجمته كما هي أعلاه في
المتن، وعلّق العلامة «المعلمي» على المذكور في (الإستدراك) بقوله:
«أليس هذا هو عمر بن أحمد بن محمد الجوري الّذي ذكره الأمير، فإنه
نيسابوريّ، والطبقة واحدة، ولخّص أبو سعد في الأنساب كلام الإكمال،
وفيه: عمر المذكور، ثم ذكر أبا منصور هذا ورفع نسبه وذكر له عدّة أشياخ
آخرين، وذكر رواية الشحاميين عنه. وفي المشتبه ذكر الاسمين، وكذا في
التبصير، وكذا في التوضيح، وأشار إلى القضية، وجعلهما ياقوت في معجم
البلدان واحدا فيما يظهر، وهو الظاهر» . (الإكمال 3/ 11 بالحاشية) .
وقد عاد العلّامة «الميمني» وأكّد اعتقاده بأن الترجمة التي في
(الإكمال) ، والترجمة التي في (الاستدراك) هي ترجمة لشخص واحد. وذلك في
تحقيقه لكتاب (الأنساب) انظر: ج 3/ 359 الحاشية رقم (9) .
يقول خادم العلم «عمر تدمري» : إن تعليق العلّامة «الميمني» في
«الإكمال» يحتاج إلى وقفة ومناقشة.
1- «أليس هذا هو عمر بن أحمد بن محمد الجوري الّذي ذكره الأمير، فإنه
نيسابوري، والطبقة واحدة» ؟
(31/298)
وروى عنه أيضا: عبد الغافر بن إسماعيل،
وإسماعيل بْن المؤذّن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراوي.
__________
[ (-) ] أقول: إنهما ليسا من طبقة واحدة، بدليل أنّ الّذي في (الإكمال)
حدّث عن: «أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي» ، والشرقيّ هذا توفي
سنة 325 هـ. (انظر: الأنساب 7/ 320) . فمتى سمعه «أبو منصور الجوري»
ليحدّث عنه، وهو قد توفي سنة 469 هـ.
ويكون بين سماعه من الشرقي ووفاته نحو 150 عاما، فهل عاش هذه المدّة؟
إذا فالجوري الّذي حدّث عن الشرقيّ هو غير أبي منصور الجوري، وإن
تشابهت الأسماء.
(2) وقال: «ولخّص أبو سعد في الأنساب كلام الإكمال وفيه عمر المذكور،
ثم ذكر أبا منصور هذا ورفع نسبه وذكر له عدّة أشياخ آخرين، وذكر رواية
الشحاميّين عنه» .
- أقول: لم يلخّص أبو سعد في (الأنساب) كلام (الإكمال) ، بل ذكر «عمر»
الّذي في (الإكمال) لوحده، ثم ذكر (أبا منصور) لوحده، كما جاء في
المنتخب من السياق لعبد الغافر الفارسيّ، والإستدراك لابن نقطة: ولم
يشر في الترجمتين إلى احتمال أنهما ترجمة واحدة لشخص واحد، بدليل أنه
أفردهما، وفصل بين الترجمتين بترجمتين أخريين. (انظر: الأنساب ج 3/ 358
و 359) .
3- وقال: «وفي المشتبه ذكر الاسمين، وكذا في التبصير، وكذا في التوضيح،
وأشار إلى القضية» .
- أقول: هذا يؤكّد على أنهما اثنان.
(4) وقال: «وجعلهما ياقوت في معجم البلدان واحدا فيما يظهر، وهو
الظاهر» .
- أقول: جاء في (معجم البلدان 2/ 182) ما يلي:
«عمر بن أحمد بن موسى بن (!) منصور الجوري. روى عن أبي حامد بن الشرقي
النيسابورىّ، وأبي الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى
الزاهد. حدّث عنه أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله
النيسابورىّ الخير (!) ، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن» .
أ- في النص: «بن منصور» ، والصواب: «أبو منصور» .
ب- في النص: «النيسابورىّ الخير» ، والصواب: «النيسابورىّ الحيريّ» .
ج- أوضحت في أول تعليقي أن ابن الشرقي توفي سنة 35 هـ. ولا يحتمل رواية
أبي منصور الجوري عنه لعدم لقائهما.
د- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابورىّ الحيريّ، توفي بعد سنة 430
هـ. وهو إمام عالم، مفسّر، مقريء، واعظ، فقيه، محدّث، زاهد، قرأ عليه
الخطيب البغدادي (صحيح البخاري) ، ولم يذكروا في ترجمته أنه حدّث عن
أبي منصور الجوري المتوفى سنة 469 هـ.
(انظر عنه في: المنتخب من السياق 129، 130 رقم 301، والأنساب 4/ 289،
والعبر 3/ 171، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 115، وشذرات الذهب 3/
245) .
وكذا يقال في «عبد الرحمن بن إبراهيم» ، و «أحمد بن عبد الملك المؤذّن»
.
إذا فالترجمة في (معجم البلدان) فيها خلط. وقد أصاب (ابن الأثير) حين
أسقط الترجمة
(31/299)
وهو من جُور نَيْسابُور [1] .
- حرف الفاء-
299- الفضل بْن الفَرَج [2] .
أبو القاسم الأصبهاني الأحدب. من سادة الصُّوفيّة.
كان عابدًا قانتًا مجتهدًا. ترك فراشه ثلاثين سنة، وكان يقوم أكثر
الليل.
وقد جاوَر مدّةً.
قال يحيى بْن مَنْدَهْ: كان والله للقرآن تاليا، وعن الفَحْشَاء ساهيا،
وعن المُنْكَر ناهيا، ومن دُنياه خاليا، وَفِي الأحوال للَّه شاكرًا.
مات فِجأة فِي الحمام فِي شوال.
- حرف الميم-
300- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هارون [3] .
أبو الْحَسَن البَرَدَاني [4] الحنبلي الفَرَضيّ.
وُلِد بالبَرَدَان فِي سنة ثمان وثمانين [5] وثلاثمائة، وسكن بغداد من
صغره.
__________
[ (-) ] الأولى، وأثبت الثانية فقط في (اللباب) ، وفرّق المؤلّف
الذهبي- رحمه الله- بينهما في (المشتبه) ، وهنا.
[1] قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو منصور بن أبي بكر، فاضل ثقة من
أصحاب أبي حنيفة، مستور بالحال، من مجاوري الجامع القديم وجيرانه، كان
في شبابه من خواصّ أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي وصاحب كتبه، كتب عنه
الكثير، وسمع من تصانيفه وقرأ الحديث الكثير.
وأدرك الإسناد العالي من الخفّاف، وأبي نعيم، والسيد أبي الحسن، وأبي
الحسن بن أبي إسحاق، وأبي العباس السليطي، والحاكم أبي عبد الله،
والزيادي، وابن يوسف، وأبي زكريا، وأبي عبد الرحمن، وطبقة أصحاب
الأصمّ» . (المنتخب من السياق) واقتبسه ابن السمعاني في (الأنساب) .
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد البرداني) في: الأنساب 2/ 136، والمنتظم 8/
311 رقم 378 (16/ 188، 189 رقم 3472) ، ومعجم البلدان 1/ 376، واللباب
1/ 135، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 13- 15 رقم 10، وهدية العارفين 2/ 33،
ومعجم المؤلفين 9/ 4.
[4] البرداني: بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة، وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى بردان وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 135)
.
[5] وقيل: سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 13) .
(31/300)
وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن رِزْقُوَيْه [1]
، وأبا الحسين بْن بشْران، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الفضل
التميمي، وأبا الْحَسَن بْن الباداء، والحفّار.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو عليّ الحافظ، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
وكان دينًا ثقة، عارفًا بالفرائض. كتب الكثير [2] .
تُوُفّي فِي ذي القِعْدَة [3] .
301- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بن سعيد [4] .
__________
[1] في (الأنساب) : «رزق» ، والمثبت يتفق مع: ذيل طبقات الحنابلة،
والمنتظم.
[2] قال القاضي أبو الحسين بن أبي يعلى: صحب الوالد، وتردّد إلى مجالسه
في الفقه وسماع الحديث، وكان رجلا صالحا.
وقال ابن النجار: وكان رجلا صالحا صدوقا، حافظا لكتاب الله تعالى،
عالما بالفرائض وقسمة التركات. كتب بخطّه الكثير، وخرّج تخاريج، وجمع
فنونا من الأحاديث، وغيرها. وخطّه رديء كثير السقم، وكان أمين القاضي
أبي الحسين بن المهتدي، ثم ذكر عن ابنه أبي ياسر عبد الله: أن أباه أبا
الحسن سرد الصوم ثلاثين سنة.
وذكر عن السلفي أنه جرى ذكر ابنه أبي علي، فقال الحافظ أبو محمد
السمرقندي: لو رأيت أباه وصلاحه لرأيت العجب. روى لنا عن ابن رزقويه
وطبقته، وكان فقيها ووضيئا، محدّثا، مرضيّا.
وذكر عن ابن خيرون: أن البرداني كان رجلا صالحا ثقة.
وقال ابن الجوزي: كان له علم بالقراءات والفرائض، وكان ثقة عالما صالحا
أمينا. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 14) .
[3] يوم الخميس ثامن عشرين ذي القعدة. ذكره ابن النجار. وذكر ابن شافع:
أنه توفي ليلة الجمعة تاسع عشرين ذي القعدة، ثم قال: قرأت بخط ابنه أبي
علي، أن أباه توفي يوم الخميس مستهل ذي الحجة من السنة. قال: وصلّيت
عليه يوم الجمعة في المقصورة، وتبعه خلق عظيم.
وأرّخ ابن أبي يعلى وفاته: ليلة الجمعة الثالثة من ذي الحجّة. (طبقات
الحنابلة 2/ 236) .
قال ابن رجب الحنبلي: له كتاب «فضيلة الذكر والدعاء» رواه عنه ابنه أبو
علي. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 14، 15) .
ذكر ابن السمعاني اسمه كاملا فقال: أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن
الحسن بن الحسين بن علي بن هارون البرداني، من أهل درب الشوا إحدى
محالّ شارع دار الرقيق. أحد المتميّزين ... روى لنا عنه أبو بكر محمد
بن عبد الباقي البزّاز، ولم يحدّثنا عنه سواه.
(الأنساب 2/ 136) .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 548 رقم
199، وغاية النهاية 2/ 63 رقم 2832.
(31/301)
أبو عبد اللَّه بْن الفراء الجياني [1]
المقرئ [2] .
كان فاضلًا زاهد. أَخَذَ القراءات عن مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.
وأقرأ الناس، وحج فِي آخر عمره.
ومات بمكّة [3] .
قرأ عليه بالروايات عليّ بْن يوسف السالمي.
302- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن منظور بْن
عَبْد اللَّه بْن منظور القَيْسيّ [4] .
أبو عُبَد اللَّه الإِشْبيليّ [5] .
حجَّ وجاور سنةً. وسمع «الصحيح» من أَبِي ذَرّ.
وكان من أفاضل الناس، حسن الضَّبْط. جيّد التقييد. صدوقًا نبيلًا.
تُوُفّي فِي شوال.
رَوَى عَنْهُ: نسيبه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور، وأبو عليّ
الغسّاني، ويونس بْن مُحَمَّد بْن مغيث، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد،
وآخرون.
وكان موصوفًا بالصلاح والفضل، من كبار الأئمّة.
لقي أيضًا أَبَا النجيب الأُرْمَوِي، وأبا عَمْرو السَّفاقسيّ.
وعاش سبعين سنةً رحمه اللَّه [6] .
__________
[1] الجيّانيّ: بفتح الجيم وتشديد الياء المعجمة بنقطتين من تحتها، وفي
آخرها النون. هذه النسبة إلى جيّان، وهي بلدة كبيرة من بلاد الأندلس من
المغرب. (الأنساب 3/ 404) .
[2] زاد ابن بشكوال في نسبته: «المعافري» .
[3] قال ابن بشكوال: قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب، وكان ممّن
أخذ عنه.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن عيسى) في: الصلة لابن بشكول 2/ 548، 549
رقم 1200.
[5] في الأصل: «الأسيلي» . والتصحيح من (الصلة) .
[6] وقال ابن بشكوال: قرأت بخط أبي محمد بن خزرج: أخبرني أبو عبد الله
بن منظور أنه خرج من إشبيلية إلى المشرق في شعبان سنة ثمان وعشرين
وأربعمائة، وأنه وقف وقفتين سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين. وأنه دخل
إشبيلية منصرفا سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. قرأت وفاته بخط القاضي
يحيى بن حبيب وكان ممّن أخذ عنه.
قال أبو علي: كان من أفاضل الناس، حسن الضبط، جيّد التقييد للحديث،
كريم النفس، خيارا.
قرأت بخط بعض الشيوخ: أخبرني من أثق به أن أهل إشبيلية أصابهم قحط في
بعض الأعوام
(31/302)
303- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن
بْن مُحَمَّد بْن وهْب [1] .
أبو الْحُسَيْن الهَمَذَانيّ البيع.
روى عن: ابن تُرْكان، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ الفارسي.
قال شيرويه: سمعتُ منه، وكان صدوقًا. قال لي: وُلِدت سنة 84.
وتُوُفّي ثالث عشر جُمَادَى الأولى.
304- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن سِكّينة [2] .
أبو عُبَد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الأنْماطي [3] .
صالح ورع، ثقة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة [4] .
سمع الكثير، لكن ذهبت أصوله فِي النَّهْب، نهْب البساسيري.
سمع: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن فارس الغوريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد
اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وعبد المنعم بْن أَبِي القاسم
القُشَيْريّ.
ومات فِي ذي القعدة رحمه الله.
__________
[ (-) ] وبلغ قفيزهم أحد عشر مثقالا، وزيتهم ثمانية مثاقيل القسط،
فانصرف بعض أهلها مهتمّا بذلك في بعض الأيام، ولم يتعشّ أحد في دار ذلك
الرجل لهمّهم بذلك، فرأت بنته في السحر شيخا حسن الهيئة لا يشبه رجال
أهل الدنيا فكأنها شكت إليه تلك الحال، فقال لها: سيحطّ السعر. قد
سقيتم بدعوة أبي عبد الله بن منظور البارحة، فنهضت إليه أمّها يوما
آخر، وكان بينهما متات، فتحدّثت معه ثم سألته: هل سألت ربك البارحة
حاجة؟ فاستحى وقال لها: ما الخبر؟ فأخبرته برؤيا ابنتها، فخرّ ساجدا
للَّه، ثم أمر بخمسين قفيزا ففرّقت في المساكين.
وكان له ابن عمّ يؤمّ بجامع إشبيلية، فشكاه إليه الناس ونهض إليه وقال:
تترك عيالك وتعطى في مثل هذه السنة خمسين قفيزا؟ فقال له: إنما أعطيتها
للَّه تعالى، فما انقضى النهار حتى سقاهم الله تعالى.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (محمد بن علي الأنماطي) في: تاريخ بغداد 11/ 401، والإكمال
4/ 320، والمنتظم 8/ 311 رقم 379 (16/ 189 رقم 3473) ، والمشتبه في
أسماء الرجال 1/ 364، وسير أعلام النبلاء 18/ 346 رقم 165، والبداية
والنهاية 12/ 117، وتاج العروس 9/ 240 (مادّة: سكن) .
[3] الأنماطي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الميم وكسر الطاء المهملة،
هذه النسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط. (الأنساب 1/ 376) .
[4] المنتظم.
(31/303)
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان لا بأس به
[1] .
305- مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن صالح [2] .
الأستاذ أبو طاهر الجبُّلي [3] ، ويُعرف بصاحب الجبُّلي، وبابن
العلّاف، وبالمؤدِّب الشاعر [4] .
روى عن: أَبِي علي بْن شاذان.
رَوَى عَنْهُ: الْمُبَارَك بن الطّيوريّ، وأبو غالب القزّاز، وهبة الله
بن عبد الله الواسطيّ، وجماعة.
قال السّلفيّ: أنشدنا محمد بن عبد الملك الأسديّ: أنشدنا أبو طاهر صاحب
الْجَبُّليّ لنفسه:
قد سَتَرَتْ وجْهَها عن البَشَرِ [5] ... بساعدٍ جلّ عِقْدَ مُصْطَبَري
كأنه والعيونُ ترمُقُهُ ... عَمُودُ نورٍ [6] فِي دارة القمرِ [7]
وممّا سار له قوله:
أتأذَنُ لي فِي أن أبُثَّك ما ألقي؟ ... فلستُ وَإنْ دام التَّجَلُّد
ليّ أبقا [8]
حَظَرت على طَرْفي الهجوع فلم أَنَمْ ... وأطْلقت عيني بالدموع فَمَا
ترقا
جرى فِي مجاري الروح حُبُّكَ وانْثَنَى ... فلم يُبْق لي عظمًا ولم
يُبْقِ لي عِرْقا
أيا مُتْلِفي شَوْقًا، ويا مُحْرِقي جَوًى ... ويا مُلْبِسي سقما، ويا
قاتلي عشقا
__________
[1] وقال ابن الجوزي: وكان كثير السماع، ثقة، حدّثنا عنه جماعة من
مشايخنا.
[2] انظر عن (محمد بن علي الجبليّ) في: سير أعلام النبلاء 18/ 438 رقم
224، والوافي بالوفيات 4/ 128.
[3] الجبليّ: بفتح الجيم، وضم الباء المشدّدة المنقوطة بنقطة واحدة،
وهذه النسبة إلى جبّل، وهي بلدة على الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب
3/ 182) .
[4] ويعرف بابن المكوّر صاحب أبي الخطّاب الجبليّ. وأبو الخطّاب هو:
مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشاعر المعروف
بالجبّلي. وكان رافضيا شديد الترفّض. توفي سنة 439 هـ. (تاريخ بغداد 3/
101- 103 رقم 1098) .
[5] في الوافي: «وسترت وجهها عن النظر» .
[6] في الوافي: «عمود صبح» .
[7] البيتان في: الوافي بالوفيات 4/ 128.
[8] هكذا في الأصل للقافية.
(31/304)
أرى كل مملوكٍ يُسَرّ بعتْقِه ... سواي،
فَإِنِّي عاشقٌ أكْره العتْقا
توفي رحمه اللَّه فِي المارستان عن ستٍ وثمانين سنه. [1] 306-
مُعَاوِيَة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُعارك [2] .
أبو عَبْد الرحمن العقيقيّ القرطبيّ.
شيخ محدّث ومقريء مجوّد.
روى عن: عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابِل، وأبي بَكْر بْن وافد القاضي،
وأبي القاسم الوَهْراني، وأبي المطرِّف القَنَازِعي، وأبي مُحَمَّد بْن
بنّوش، ويونس بْن مغيث.
وعني بالعلم وسماعه وتقييده. وكان مجوِّدًا للقرآن.
وكان ينوب في إمامة جامع قُرْطُبة.
ودُفِن يوم عيد الفِطْر [3] .
307- مغيث بْن مُحَمَّد بْن يُونُس بْن عَبْد الله بن محمد بن مغيث [4]
.
أبو الْحَسَن القرطبي.
لزِم جدَّه يُونُس وأكثر عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: حفيده يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث.
وتوفي فِي ربيع الأوّل محبوسًا بإشبيلية للمحنة التي نزلت به قدّس
اللَّه روحه، عن ستّ وسبعين سنة [5] .
__________
[1] ومن شعره أيضا:
ستروا الوجوه بأذرع ومعاصم ... ورنوا بنجل للقلوب كوالم
حسروا الأكمّة عن سواعد فضّة ... فكأنّما انتضيت متون صوارم
أغروا سهام عيونهم بقلوبنا ... فلنا حديث وقائع وملاحم
[2] انظر عن (معاوية بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 614، 615 رقم
1345، وغاية النهاية 2/ 303 رقم 3626 وفيه «معاوية بن محمد بن معارك»
بإسقاط اسم جدّه «أحمد» .
[3] وقال أبو الحسن بن مغيث- وكان قد جلس إليه وسمع منه-: كان قديم
الطلب، كريم العناية بالعلم والصحبة لأهله.
[4] انظر عن (مغيث بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 629، 630 رقم
1385.
[5] وقال حفيده أبو الحسين يونس بن محمد بن مغيث: أخبرني أبو طالب محمد
بن مكي أنه رأى فيما يرى النائم في غرّة ربيع الآخر رجلا يعلم أنه ميت.
فكان يسأله عن حاله، فكان يقول
(31/305)
- حرف النون-
308- نجا بْن أَحْمَد بْن عَمْرو بْن حرب [1] .
أبو الْحُسَيْن الدَّمشقيّ العطار المحدِّث.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن السِّمْسار، وأبا علي، وأبا الْحُسَيْن ابنا
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، ومحمد بْن الْحُسَيْن الطّفّال
الْمَصْرِي، وخلقًا سواهم.
وكتب الكثير وخرّج لنفسه مُعْجَمًا.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الْعَزِيز الكتاني وهو من شيوخه، وعمر
الرّؤاسيّ، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلّم
الفقيه.
وقد سمع ببيروت من عَبْد الوهاب بْن برهان [2] ، وبمكّة، ومصر.
قال غيث الأرمنازي: كان سماعه صحيحًا، إلا أنه لم يكن له فَهْمٌ
بالحديث. ففي مُعْجَمه من الخطأ والتصحيف ما اللَّه بْه عليم [3] . ولد
سنة أربعمائة. وتُوُفّي فِي عاشر صَفَر. وأوّل سماعه بعد الثّلاثين [4]
.
__________
[ (-) ] له: شرّ حال. فكان يقول له: مم ذا؟ فكان يقول لتضييعي الصلاة.
فكان يقول له: فما تنتظر؟
فيقول: النار. فكان يسأله أيضا عن رجل لم يسمّه، فكان يخبره بحاله ثم
كان يسأله عن مغيث بن محمد، فكان يقول له: انتفع بما دار عليه- يعني من
ذلك المحنة-.
[1] انظر عن (نجا بن أحمد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 508
و 39/ 41، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 120 رقم 72، والمغني في
الضعفاء 2/ 695 رقم 6603، وميزان الاعتدال 4/ 248 رقم 9018، ولسان
الميزان 6/ 148، 149 رقم 524، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 5/ 121، 122 رقم 1740، ومعجم المؤلّفين 13/ 76.
[2] هكذا، وهو: أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان
الغزّال الصوري. توفي بصور سنة 447 هـ-. (انظر عنه في كتابنا: موسوعة
علماء المسلمين 3/ 251- 253 رقم 960) .
[3] تاريخ دمشق، والمختصر، وفيه زيادة عن غيث قال:
ومن أعجب شيء رأيته فيه أنه ذكر في باب اللام ألف من حروف المعجم حين
أعوزه ذكر شيخ ابتداء اسمه لام ألف:
لا، والّذي خلق السماوات العلا ... أفضل من المبعوث بالآيات
خير البريّة كلّها وأتقاهما ... ذاك النبي محمد المبعوث
قال: وهذا غاية ما يكون من الجهل، وأشنع ما يكون من سخيف الشعر والعقل.
[4] أقول: ومن شيوخه الذين روى عنهم: إمام جامع صور أبو بكر محمد بن
عمر الدينَوَريّ
(31/306)
- حرف الياء-
309- يحيى بْن علي بْن محمد [1] .
أبو القاسم الحمدوييّ [2] الكُشْمِيهَنيّ، المَرْوَزِي، الفقيه
الشافعي.
قال السمعاني: [3] كان فقيهًا، مدرسًا، ورِعًا، متقنًا. قيل إنه تفقه
على أَبِي مُحَمَّد والد إمام الحرمين. وسمع الحديث وأملى عدة مجالس.
وحجّ سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة [4] .
سمع: أَبَاه، وأبا الهيثم مُحَمَّد بْن مكّيّ الكُشْمِيهَني، كذا قال
ابن السمعاني، وأبا سعد الماليني، وأَبَا بَكْر البَرْقاني، وأبا علي
بْن شاذان.
__________
[ (-) ] الطرايفي الّذي حدّث بدمشق وتوفي سنة 447 هـ-.
وأبو القاسم الخضر بن الفتح بن عبد الله الصوفي المزيّن الّذي كان له
سماع بصيداء. (انظر:
تاريخ دمشق 12/ 508 و 39/ 41، وموسوعة علماء المسلمين 5/ 121، 122 رقم
1740) .
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في: الأنساب 4/ 211، واللباب 1/ 387 وفيه:
«يحيى بن علي بن حمدويه» .
[2] الحمدوييّ: بفتح الحاء المهملة، وسكون الميم وضمّ الدال المهملة،
وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى حمدويه،
وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[3] قوله في (الأنساب) : «كان إماما فاضلا مفتيا مناظرا صالحا ورعا
متّقيا» .
[4] وكانت ولادته في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
(31/307)
سنة سبعين وأربعمائة
- حرف الألف-
310- أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه الواسطي التاجر.
سمع: أَبَا أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بْن مَهْدي، وعليّ بْن
مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن بشران.
وروي اليسير.
وتُوُفّي بخوزستان.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام، وإسماعيل بْن
السَّمَرْقَنْديّ [2] .
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل، وقد خانق السبعين [3] .
311- أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن عليّ بن أحمد عبد الصّمد بن بكر [4]
.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد بن سليمان) في: سؤالات الحافظ السلفي 86،
والمنتظم 8/ 313 رقم 380 (16/ 192 رقم 3474) .
[2] وسمعه: بركة بن حسان بن عيسى الحوزي أبو طاهر. (سؤالات الحافظ
السلفي 86) .
[3] وقال ابن الجوزي: «وكان سماعه صحيحا، وحدّث عنه شيخنا أبو القاسم
بن السمرقندي» .
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في: تاريخ بغداد 4/ 267 رقم 2009،
والمنتظم 8/ 314 (16/ 193 رقم 3478) ، والمنتخب من السياق 107- 109 رقم
238، ومعجم الأدباء 3/ 224- 226، والتقييد لابن نقطة 146، 147 رقم 167،
والكامل في التاريخ 10/ 108، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 158، 159
رقم 184، والإعلام بوفيات الأعلام 174، وسير أعلام النبلاء 18/ 419-
422 رقم 212، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1162- 1165، والمعين في طبقات
المحدّثين 135 رقم 1489، ودول الإسلام 2/ 4، والعبر 3/ 252، ومرآة
الجنان 3/ 99، والبداية والنهاية 12/ 118، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/
408، 409 رقم 1064، والوافي بالوفيات 7/ 156، والنجوم الزاهرة 5/ 106،
وطبقات الحافظ 438، وشذرات
(31/308)
أبو صالح النَّيْسابوري، المؤذن الحافظ
الصُّوفيّ.
محدِّث نَيْسابور.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك الإسْفَرائينيّ، وأبا الْحَسَن
العَلَوي، وأبا طاهر الزيادي، وأبا يَعْلي المهلّبي، وعبد اللَّه بْن
يوسف بْن ماموَيْه، وأبا عَبْد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن
السُّلميّ، وخلْقًا من أصحاب الأَصمّ.
ورحل فسمع بجُرْجَان من حَمْزَة بْن يوسف الحافظ، وبإصبهان من أبي
نعيم، وببغداد من أبي القاسم بن بشْران، وبدمشق من: المسدَّد
الأُمْلُوكي [1] ، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز [2] ، وأمثالهم.
وبمكّة من أَبِي ذَرّ الهَرَوي، وبَمْنبج من الْحَسَن بْن الأشعث
المَنْبِجِيّ.
وصحِب فِي الطريقة أَبَا عليّ الدّقّاق، وأحمد بْن نصر الطالقانيّ.
وعمل مسوَّدَة «تاريخ مَرْو» .
قال زاهر الشّحّاميّ: خرج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له [3] .
وقال الخطيب [4] : قدِم أبو صالح علينا فِي حياة ابن بشران، وكتب عنّي،
وكتبت عَنْهُ. وقال لي: أوّل سماعي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكنتُ إذ
ذاك قد حفظت القرآن. وكان ثقة.
__________
[ (-) ] الذهب 3/ 335، وإيضاح المكنون 1/ 119، وديوان الإسلام 3/ 203
رقم 1323، والأعلام 1/ 163، ومعجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين 54 رقم
987، وهدية العارفين 1/ 79، ومعجم المؤلفين 1/ 303.
[1] الأملوكي: بضم الألف وسكون الميم وضم اللام، وفي آخرها كاف، هذه
النسبة إلى أملوك، وهو بطن من ردمان، وردمان بطن من رعين، وهو ردمان بن
وائل بن رعين. (الأنساب 1/ 349) .
[2] الطّبيز: بضم الطاء المهملة المشدّدة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة
من تحتها، والياء المثنّاة من تحتها وهي ساكنة، والزاي آخر الحروف.
(انظر المشتبه 2/ 418) .
[3] المنتظم 8/ 314 (16/ 193) ، التقييد لابن نقطة 147، تذكرة الحفاظ
3/ 1163، سير أعلام النبلاء 18/ 420.
[4] في تاريخ بغداد: «قدم علينا حاجّا وهو شاب ... ثم عاد إلى نيسابور،
وقدم علينا مرة ثانية في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ... » .
(31/309)
قلت: وُلِد سنة ثمانٍ وثمانين [1] . وأول
سماعه كان من أَبِي نُعَيْم الإسْفَرائيني لمّا قدِم نيسابور، وحدَّث
بمُسْنَد الحافظ أَبِي عَوَانَة.
وذكره أبو سعد السمعاني [2] فقال: صوفي، حافظ، متقن، نسيج وحده فِي
الجمع والإفادة، وكان الاعتماد عليه فِي الودائع من كُتُب الحديث التي
فِي الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث، فيتعهّد
حفظها. ويتولّى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد، وغير ذلك [3] . ويؤذن
فِي المدرسة البَيْهَقّية مدة سنين احتسابًا. ووعظ المسلمين وذكّرهم
الأذكار في اللّيالي في المئذنة. وكان يأخذ صَدَقَات الرؤساء
والتُّجّار ويوصلها إِلَى المستحقين والمستورين [4] .
قلت: روى عَنْهُ ابنه إِسْمَاعِيل، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي، وعبد
الكريم بْن الحسين البسطاميّ، ومحمد بْن الفضل الْفُرَاوِيّ، وعبد
المنعم بْن القُشَيْري، وأبو الأسعد القُشَيْري، وآخرون.
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 108، المنتظم 8/ 314 (16/ 193) ، المنتخب من
السياق 109، التقييد 147، مختصر تاريخ دمشق 3/ 159.
[2] في غير كتابه (الأنساب) ، وقد أثبته ياقوت في (معجم الأدباء 3/
224، 225) .
[3] زاد في (معجم الأدباء) : «ويقوم بتفرقتها عليهم، وإيصالها إليهم» .
[4] زاد في (المعجم) : «ويقيم مجالس الحديث، وكان إذا فرغ جمع وصنّف
وأفاد، وكان حافظا ثقة ديّنا خيّرا كثير السماع، واسع الرواية، جمع بين
الحفظ والإفادة والرحلة، وكتب الكثير بخطّه» .
ثم ذكر أبو سعد جماعة كثيرة ممّن سمع عليه بجرجان، والريّ، والعراق،
والحجاز، والشام، ثم قال كما ينطق به تصانيفه وتخريجاته، ولم يتفرّغ
للإملاء لاشتغاله بالمهمّات التي هو بصددها، ثم ذكر جماعة رووا عنه.
ثم قال: وصنّف التصانيف، وجمع الفوائد، وعمل التواريخ، منها: كتاب
التاريخ لبلدنا مرو، ومسوّدته عندنا بخطّه، وأثنى عليه ثناء طويلا.
وذكر أن الخطيب أبا بكر ذكره في تاريخه، وأنه كتب عنه، وكتب هو عن
الخطيب ووصفه بالحفظ والمعرفة، والذّبّ عن حديث النبيّ صلّى الله عليه
وسلم، ثم روى عنه أخبارا وأسانيد كثيرة، منها ما أسنده إليه. وقال:
أنشد الشريف أبو الحسن عمران بن موسى المغربي لنفسه:
حذيت وفائي منك غدرا وخنتني ... كذاك بدور التّمّ شيمتها الغدر
وذكر ثلاثة أبيات أخرى. (معجم الأدباء 3/ 224- 226) .
(31/310)
وقال الحافظ عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل:
[1] أبو صالح المؤذن، الأمين، المتقن، المحدث، الصوفي، نسيج وحده فِي
طريقته، وجمعه، وإفادته. ما رأينا مثله، حفظ القرآن، وجمع الأحاديث،
وسمع الكثير، وجمع [2] الأبواب والشيوخ [3] ، وأذن سنين [4] حسبةً.
وتوفي فِي سابع رمضان. وكان يحثني على معرفة الحديث. ولم أتمكن من جمع
هَذَا الكتاب إلا من مسودَّاته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها فيما
أحتاج إِلَى معرفته وتخريجه [5] .
إِلَى أن قال: ولو ذهبت أشرح ما رَأَيْت منه لسودت أوراقًا جمة، وما
انتهيت إِلَى استيفاء ذلك. سمعتُ منه كتاب «الحلية» لأبي نُعَيْم
بتمامه، «ومعجم» الطّبرانيّ، و «مسند الطّيالسيّ» ، و «الأحاديث الألف»
. وما تفرّغ لعقد الإملاء من كثيرة ما هُوَ بصدده من الاشتغال والقراءة
عليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ
الْهَرَوِيِّ، أَنَا زَاهِرٌ، أَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ، ثنا عبد الرحمن بن بشر، ثنا
بِشْرِ بْنِ السُّرِّيُّ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ
سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُراجِعَها [6] .
__________
[1] في (المنتخب) من السياق 107.
[2] في (المنتخب) : «وصنّف» .
[3] في (المنتخب) زيادة: «وأفاد أولاد الأئمة، وسعى في الخيرات، وصحب
مشايخ الصوفية، ولزم زين الإسلام أبا القاسم القشيري في طريقته بعد أن
لقي أبا علي الدقّاق وطبقة الأئمة كالأستاذ أبي بكر بن فورك، ثم جمع
الأربعينات للأحفاد، وجمع لنفسه الآحاد الألف عن ألف شيخ من مشايخ
خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، وكنت ممّن يخصّني بالإقبال عليه
لحقوق الأسلاف، ويفيدني السماع منه ومن غيره مع أولاده» .
[4] في المطبوع من (المنتخب 108) : «سنن» .
[5] زاد في (المنتخب) : «وقد كانت له صحبة واختصاص بالشيخ أبي الحسين
عبد الغافر جدّي، ومداخلة وعناية بتربية مجلسه ونصب القراءة لكتابي
«الصحيح» و «الغريب» والمختصّين به وبروايته. ثم كان عليه الاعتماد في
الودايع وكتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ ... » .
[6] صحيح الإسناد، وله طرق كثيرة عن ابن عمر في الموطّأ لمالك 2/ 576،
ومسند الشافعيّ 2/ 368، 369، وصحيح البخاري (4908) و (5251) و (5252) و
(5253) و (5258)
(31/311)
وقال أبو جعفر محمد بن أبي علي
الهَمَذَانيّ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي زكريا المزكي
يقول: ما يقدر أحد أن يكذب فِي الحديث فِي هَذِهِ البلدة وأبو صالح
حيٌ.
وسمعتُ أَبَا المظفر مَنْصُور بْن السمعاني يقول: إذا دخلتم على أَبِي
صالح فادخلوا بالحُرْمة، فإنه نجم الزمان، وشيخ وقته فِي هَذَا الأوان
[1] .
قال أبو سعد السمعاني: رآه بعض الصالحين ليلة وفاته، وكأن النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم قد أَخَذَ بيده وقال له: جزاك اللَّه عني خيرًا،
فنِعْمَ ما أقمت بحقي، ونِعْمَ ما أدَّيتَ من قولي، ونشرت من سُنَّتي
[2] .
312- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن
النَّقُّور [3] .
__________
[ (-) ] و (5264) و (5332) و (5333) و (7160) ، وصحيح مسلم (1471/ 1-
14) ، وسنن أبي داود (2179) و (2180) و (2181) و (2182) و (2184) و
(2185) ، والجامع الصحيح للترمذي (1175) و (1176) ، وسنن ابن ماجة
(2019) ، ومسند ابن الجارود (733) و (734) و (735) و (736) ، والمسند
لأحمد 2/ 6 و 43 و 51 و 54 و 61 و 63 و 64 و 79 و 80 و 81 و 102 و 104
و 145 و 146، ومشكل الآثار للطحاوي 3/ 51، 52، 53، ومسند الطيالسي 1/
313، وسنن الدارميّ 2/ 160، وسنن الدار الدّارقطنيّ 4/ 5 و 6 و 7 و 8،
والسنن الكبرى للبيهقي 7/ 323 و 324 و 325 و 326 و 327.
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1163، 1164، سير أعلام النبلاء 18/ 421.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1164، سير أعلام النبلاء 18/ 421.
وأنشد أبو صالح المؤذن بسنده لمهدي بن سابق:
يا ربّ ساع له في سعيه أمل ... يفنى ولم يقض من تأميله وطرا
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له ... ولن ترى قانعا ما عاش مفتقرا
العرف من يأته يحمد مغبّته ... ما ضاع عرف ولو أوليته حجرا
وكان أبو صالح قد سأل الله بمكة أن لا يقبضه إلّا في شهر رمضان، فكان
إذا دخل شهر رجب تفرّغ للعبادة إلى أن يخرج شهر رمضان. (مختصر تاريخ
دمشق 4/ 158 و 159) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد النّقور) في: تاريخ بغداد 4/ 381، 382، رقم
2259، والمنتظم 8/ 314 رقم 383 (16/ 193 رقم 3477) ، والكامل في
التاريخ 10/ 107، 108، وفيه:
«أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد» ، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني
(القسم السادس) نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية، بالكويت العدد 29
ج 2/ 443، والعبر 3/ 272، 273، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير
أعلام النبلاء 18/ 372- 374 رقم 180، والمعين في طبقات المحدّثين 135
رقم 1490، ودول الإسلام 2/ 4، وتذكرة الحفّاظ
(31/312)
أبو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ البزّاز،
مُسْنِد العراق فِي وقته.
رحل الناسُ إليه من الأقطار، وتفرد فِي الدنيا بنسخٍ رواها البغوي عن
أشياخه، ونسخة هُدْبة بْن خَالِد، ونسخة كامل بْن طَلْحَة، ونسخة عمر
بن زرارة، ونسخة مُصْعب الزُّبَيْريّ.
وكان مُتَحَرِّيا فيما يرويه [1] .
سمع: علي بْن عُمَر الحربي، وعلي بْن عَبْد العزيز بن مردك، وعبيد
اللَّه بْن حَبَابَة [2] ، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، ومحمد بْن
عَبْد الرَّحْمَن المخلص، ومحمد ابن أخي ميمي الدّقّاق.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وأبو بكر ابن الخاضبة، وابن طاهر المقدسي،
والمؤتمن السَّاجي، والحسين بْن عليّ سبط الخياط، وإسماعيل بْن أَحْمَد
السَّمَرْقَنْدي، وأبو البركات عمرو بْن إِبْرَاهِيم الحسيني الكوفي،
وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صرما [3] ، وأبو الفضل
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المهتدي باللَّه، وأبو نصر أَحْمَد بْن
علي الغازي الأصبهاني، وأبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو
نصر إِبْرَاهِيم بْن الفضل البأر [4] ، وأبو البدر إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد الكرخي، والقاضي مُحَمَّد بْن عُمَر الأرموي [5] ، وخلق كثير.
قال الخطيب [6] : كان صدوقًا.
وقال ابن خيرون: هُوَ ثقة.
وقال الْحُسَيْن سبط الخيام: كُنَّا نكون في مجلس ابن النّقّور، فإذا
تكلّم
__________
[ (- 3] / 1164، ومرآة الجنان 3/ 99 وفيه: «محمد بن محمد أبو الحسن» ،
والبداية والنهاية 12/ 118، والوافي بالوفيات 8/ 35، 36 رقم 3438،
والنجوم الزاهرة 5/ 106، وشذرات الذهب 3/ 335، 336.
[1] المنتظم (8/ 314 (16/ 193) .
[2] تحرّفت في المطبوع من تاريخ بغداد 4/ 381 إلى: «جابه» .
[3] بكسر الصاد المهملة، وسكون الراء.
[4] البأّر: بفتح الموحّدة وهمزة مشدّدة ممدودة، ثم راء. (المشتبه في
أسماء الرجال 1/ 39، توضيح المشتبه 1/ 307) .
[5] الأرموي: بضم الهمزة، وسكون الراء، وفتح الميم.
[6] في تاريخ بغداد 4/ 387.
(31/313)
أحدٌ من الحلقة قال لكاتب الأسماء: لا تكتب
اسمه [1] .
وقال أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام: كان أبو مُحَمَّد التميمي يحضر
مجلسه ويسمع منه، ويقول: حديث ابن النَّقُّور سبيكة الذَّهَب [2] .
وكان يأخذ على نسخة طالوت بْن عَبّاد دينارًا [3] .
قال ابن ناصر: وإنمّا أَخَذَ ذلك لأن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشيرازي
أفتاه بِذَلِك، لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه من الكسب لعياله [4] ،
وكان أيضًا يمنع من ينسخ فِي سماع الحديث [5] .
وقال أبو عليّ الْحَسَن بْن مَسْعُود الدَّمشقيّ ابن الوزير: كان ابن
النَّقُّور يأخذ على جزء طالوت دينارًا، فجاء غريب فقير، فأراد أن
يسمعه، فقرأه عليه، عن شيخه، قال: ثنا البغوي، ثنا أبو عثمان
الصّيرفيّ، فما عرف بن النَّقُّور أنه طالوت، وحصل للغريب الجزء كذلك
[6] .
ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فِي جُمَادَى الأولى [7] .
ومات فِي سادس عشر رجب [8] .
وآخر من روى حديثه عاليا الأَبَرْقُوهيّ [9] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 373.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 373، الوافي بالوفيات 8/ 36.
[3] المنتظم 8/ 314 (16/ 193) ، سير أعلام النبلاء 18/ 373، الوافي
بالوفيات 8/ 36، البداية والنهاية 12/ 118.
[4] في (المنتظم 8/ 314 (16/ 193) : «كانوا يشغلونه» ، سير أعلام
النبلاء 18/ 373، مرآة الجنان 3/ 990، البداية والنهاية 12/ 118.
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 373.
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 373، 374.
[7] تاريخ بغداد 4/ 382، المنتظم 8/ 314 (16/ 193) .
[8] عن تسعين سنة. (سير أعلام النبلاء 18/ 374) ، وفي (البداية
والنهاية 12/ 118) : عن تسع وثمانين سنة.
[9] الأبرقوهيّ: بفتح الألف والباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم
القاف وفي آخرها الهاء:
هذه النسبة إلى أبرقوه، وهي بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها.
(الأنساب 1/ 115) .
وقال ابن الجوزي: حدّثنا عنه جماعة من أشياخنا آخرهم أبو القاسم بن
الحاسب، وهو آخر
(31/314)
313- أحمد بن محمد بن يعقوب [1] بن
حُمَّدُوه [2] . ويقال حُمَّدُوَيْه.
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ المقرئ الرّزّاز [3] .
من أَهْل النَّصْرية [4] .
عُمّر، وكان آخر من حدَّث عن أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون.
سمع: ابن سمعون، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الْحُسَيْن بْن
بشْران، وأبا نصر بْن حسْنُون النَّرْسيّ [5] .
وقرأ لعاصم على الحمامي.
ووُلِد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة [6] .
__________
[ (-) ] من حدّث عنه. (المنتظم 8/ 314/ 16/ 193) .
«أقول» : روى مسند عائشة لابن أبي داود السجستاني عن أحمد بن محمد
الجندي. رواه عنه:
يحيى بن علي الطراح. (صلة الخلف- القسم السادس- نشر في مجلّة معهد
المخطوطات العربية، بالكويت، المجلّد 29- ج 2/ 442، 443- سنة 1406 هـ-.
/ 1985 م.) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يعقوب) في: تاريخ بغداد 4/ 381 رقم 2258،
وطبقات الحنابلة 2/ 242، 243 رقم 676 وفيه: «أحمد بن محمد بن أحمد
الرزاز المقرئ المعروف بابن حمدويه» ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 557،
والمنتظم 8/ 313، 314 رقم 382، وفيه:
«أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد» ، (16/ 192، 193 رقم 3476) ، وفيه:
«أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن حمد» ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/
249، والبداية والنهاية 12/ 118 وفيه: «أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب
بن أحمد أبو بكر اليربوعي» ، وشذرات الذهب 3/ 338.
[2] حمّدوه: قال ابن نقطة، بالضم. حدّثني أبو عبد الله محمد بن عبد
الواحد الجبليّ بالجبل من ظاهر دمشق، قال: أنا أبو طاهر السلفي إجازة
قال: سألت أبا علي البرداني عن ابن حمدويه صاحب ابن سمعون فقال: هو
بضمّ الحاء وتشديد الميم وضمّه أيضا.
قال ابن نقطة: وغير أبي علي يقول بخلاف قوله، منهم من يقول: حمّدوه
بضمّ الحاء وتشديد الميم وفتحها بغير ياء بعد الواو. (الإكمال 2/ 557
بالحاشية، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 249) .
[3] تحرّفت في (المنتظم) بطبعتيه: «الوزّان» .
[4] النّصريّة: بالفتح ثم السكون، وراء وياء مشدّدة للنسبة، وهاء
التأنيث. وهي محلّة بالجانب الغربي من بغداد في طرف البريّة متصلة بدار
القزّ، منسوبة إلى أحد أصحاب المنصور يقال له نصر. (معجم البلدان 5/
287، 288) .
[5] النّرسي: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة، هذه النسبة
إلى النرس، وهو نهر من أنهار الكوفة عليه عدّة من القرى. (الأنساب 12/
69) .
[6] تاريخ بغداد 4/ 381، طبقات الحنابلة 2/ 242.
(31/315)
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد
الوهاب الأنْماطي، والمبارك السِّمِّذِيّ [1] وأبو بَكْر القاضي.
قال أبو سعْد السمعاني [2] : كان زاهدًا، منقطعًا، حسن الطريقة، خشنها،
أجهد نفسه فِي الطاعة والعبادة. ودرس عليه خلق القرآن.
قال الخطيب [3] : كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال غيره: تُوُفّي فِي ذي الحجة [4] .
314- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [5] .
أبو صالح السّواجيّ [6] الفقيه.
شيخ رئيس، بهيّ ظريف لطيف.
سمع من: عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
ولم يحدِّث.
وقد صاهر بيت القُشَيْريّ.
315- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى [7] .
أبو طاهر الحربي الدلّال.
سمع: ابن رزقُوَيْه، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
__________
[1] السّمّذيّ: بكسر السين المهملة وكسر الميم المشدّدة، وقيل بفتحها،
وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى السّمّذ، وهو نوع من الخبز
الأبيض كانت تعمله الأكاسرة والملوك.
(الأنساب 7/ 135) .
[2] قوله ليس في (الأنساب) : وانظر: المنتظم.
[3] في تاريخ بغداد 4/ 381.
[4] ورّخه فيه ابن الجوزي في المنتظم، وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة
2/ 243 وهو قال:
تفقّه على الوالد السعيد في السنة التي تفقّه فيها شيخنا الشريف أبو
جعفر، وكانا يصطحبان إلى مجلس الوالد السعيد. وكان كثير القراءة للقرآن
والإقراء له. وختم ختمات كثيرة ... قلت أنا:
وسمعت منه ما كان عنده، عن ابن سمعون.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد الفقيه) في: المنتخب من السياق 118 رقم 262.
[6] في المنتخب «السواحي» (بالحاء المهملة) ، ولم أجد هذه النسبة.
[7] انظر عن (أحمد بن محمد الدلّال) في: المنتظم 8/ 313 رقم 381 وفيه:
«أحمد بن محمد بن طالب، أبو طالب الدلّال وهو أحمد بن القزويني» ، و
(16/ 192 رقم 3475) وفيه: «حمد بن محمد بن طالب، أبو طالب الدلّال، وهو
حمو ابن القزويني الزاهد» .
(31/316)
وعنه: عَبْد اللَّه بْن السَّمَرْقَنْدي،
وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر [1] .
316- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن عُثْمَان بْن وَرْدُون [2] .
أبو إِسْحَاق النُّمَيْريّ الأندلسي.
من أَهْل المَرِيّة.
روى عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الوَهْراني،
وأبي عَبْد اللَّه بْن حمّود، وعمر بْن يوسف.
وكان مَعْنِيا [3] بالعلم والرّواية.
أَخَذَ الناس عَنْهُ الكثير.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عَنْهُ غير واحد من شيوخنا، واسْتُقْضِيّ [4]
بالمَرِيّة (فِي سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وعُزِل بعد سنتين) [5] .
وعاش إحدى وثمانين سنة.
- حرف الحاء-
317- الحُسَيْن بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن الحسين بن أحمد بن طلّاب
[6] .
__________
[1] في المنتظم: توفي يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 96، 97 رقم
217.
[3] في الصلة: «معتنيا» .
[4] تحرّفت في الصلة إلى: «استقصي» . (بالصاد المهملة) .
[5] ما بين القوسين ليس في المطبوع من (الصلة) .
[6] انظر عن (الحسين بن محمد القرشي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 11/ 288- 290، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 112، ومرآة
الزمان لسبط ابن الجوزي 8/ 591، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 7/ 166،
167 رقم 147، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 37،
376 رقم 182، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1491، ودول الإسلام
2/ 4، والعبر 3/ 273 وفيه: «الحسين بن أحمد بن محمد» ، وتذكرة الحفاظ
3/ 1164، والوافي بالوفيات 13/ 48، 49 رقم 54، والنجوم الزاهرة 5/ 107،
وشذرات الذهب 3/ 336 وفيه: «الحسين بن أحمد بن محمد القرشي» ، وتهذيب
تاريخ دمشق 4/ 356، 357، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 2/ 163، 164 رقم 507، وتاج العروس 15/ 198، 199.
(31/317)
أبو نصْر القُرَشيّ [1] الدَّمشقيّ الخطيب.
مَوْلَى عِيسَى بْن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْحُسَيْن بْن جُمَيْع «مُعْجَمَه» [2] .
وعن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الحديد، وعبد
الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعطية اللَّه الصَّيْداويّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بن أبي الحديد، وعمر الرّواسيّ، وأبو
القاسم النسيب، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيْس، وجمال الْإِسْلَام [3] ،
وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وقال النسيب: هُوَ ثقة أمين [4] .
وقال ابن قُبَيْس: كان ابن طَلَّاب قد كَسب فِي الوكالة كسْبًا عظيما،
__________
[1] ساق ابن عساكر نسبه مطوّلا، وفيه: «مولى طلحة بن عيسى بن طلحة بن
عبد الله» . (تاريخ دمشق 11/ 288) .
[2] أي «معجم شيوخ» أبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغسّاني
الصيداوي، المتوفى سنة 402 هـ-. وقد قمت بتحقيقه عن النسخة الفريدة
المحفوظة بمكتبة جامعة ليدن بأمستردام بهولندة، ونشرته دار الإيمان،
طرابلس، ومؤسسة الرسالة، بيروت، وصدرت طبعته الأولى سنة 1405 هـ-. /
1985 م. وطبعته الثانية 1407 هـ-. / 1987 م.
وجاء في افتتاحية الكتاب ما نصّه:
«أخبرنا الشيخ الإمام، الأجلّ، القاضي، الفقيه، العالم، العامل، جمال
الدين، شيخ الإسلام، أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل
الأنصاري- أيّده الله بطاعته- قراءة عليه ونحن نسمع.
أخبرنا الفقيه، الإمام، جمال الإسلام، أبو الحسين علي بن المسلم بن
محمد بن علي بن الفتح السلمي، قراءة عليه وأنا أسمع في ذي القعدة سنة
ثمان وعشرين وخمسمائة، قال:
أنبأنا الشيخ أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلّاب الخطيب قراءة
عليه بدمشق، قال:
أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغسّاني الصيداوي، قراءة عليه
في داره بصيداء، في شهور سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، قال:
هذا ما اشتمل عليه ذكر شيوخي الذين لقيتهم في سائر الآفاق، بمكة،
والعراق، وفارس، وأرض إصطخر، والثغور، وديار بكر، والشام، ومصر، مرتّب
ذلك على حروف المعجم، وابتدأنا بمن اسمه «محمدا» تبركا به صلّى الله
عليه وسلم وعلى آله، ثم نتبعه باب الألف، وإن كان أحمد ومحمد واحدا،
ونخرّج عن كل واحد منهم حديثا أو حكاية مستحسنة.
والله أسأل التوفيق لذلك» . (ص 55، 56) .
[3] هو أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي. انظر الحاشية التي
سبقت.
[4] تاريخ دمشق 11/ 288.
(31/318)
فحدَّثني قال: لمّا استوفيت سبعين سنةً
قلت: أكثر ما أعيش عشر سِنين أخرى، فجعلت لكلّ سنة مائة دينار.
قال: فعاش أكثر من ذلك، وكان له مِلْكٌ بالشّاغور [1] .
وقال النسيب [2] : سَأَلْتُهُ عن مولده، فقال: فِي آخر سنة تسعٍ وسبعين
ودُفِن بباب الصغير.
قال: وكان فاضلًا كثير الدّرْس للقرآن، ثقة، مأمونا.
قال: وكان يخطب للمصريين، ثُمَّ تخلّى عن ذلك.
وذكر النّسيب أنّه مات بصيداء في المحرّم، والأوّل أصحّ [3] .
__________
[1] الشاغور: بالغين المعجمة، محلّة بالباب الصغير من دمشق مشهورة، وهي
في ظاهر المدينة.
(معجم البلدان 3/ 310) .
وبقية الرواية:
«فاحتاج إلى ضمانة، فضمّنه من بعض المصامدة، فلم يوفّه أجر ذلك المكان،
فتحمّل عليه بالرئيس أبي محمد بن الصوفي، فسأله، فلم ينفع فيه سؤله،
فقال له أبو محمد: إنه يشكوك إلى الأمير رزين الدولة. فقال المصمودي:
دعه يمرّ إلى الله عزّ وجلّ. فقال أبو نصر: «والله لا أشكونّه إلّا إلى
الّذي قال. فتشبّث به ابن الصوفيّ فلم يجبه. ثم دخلت الأتراك دمشق ومضت
المصامدة، ولم يمض ذلك المصمودي، وقال: لا أدع ملكي وأمضي، فقبض عليه،
فقيل لأبي نصر: قد بقي له، ثم صدور وجرى عليه أمر عظيم. ثم ضربت عنقه،
فقيل له. فقال:
هذا الّذي كنت أنتظر له.
أنشد أبو نصر لأمير المؤمنين عليّ:
إذا كنت تعلم أن الفراق ... فراق النفوس قريب قريب
وأنّ المقدّم ما لا يفوت ... على ما يفوت معيب معيب
وأنّ المعدّ أداة الرحيل ... ليوم الرحيل مصيب مصيب
وقلبك من موبقات الذنوب ... وما قد جنيت كئيب كئيب
فزاد أبو نصر من قوله هذين البيتين:
وأنت فمع ذاك لا ترعوي ... فأمرك عندي عجيب عجيب
فاخلص لمولاك واضرع إليه ... فمولاك ربّ قريب مجيب
(تاريخ دمشق) .
[2] هو: علي بن إبراهيم.
[3] وذكر أبو عبد الله بن قبيس أنه مات سنة 471 وقد وهم في ذلك. (تاريخ
دمشق 11/ 290) .
«أقول» : وهو روى أيضا عن: الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع المعروف
بالسكن، وأبي مسعود صالح بن أحمد الميانجي قاضي صيدا، والمحسن بن علي
بن كوجك، وأبي القاسم
(31/319)
- حرف السين-
318- سعد بْن عليّ [1] .
أبو الوفاء النَسَويّ [2] .
حدَّث بأطْرابُلُس «بالبخاري» فِي هَذِهِ السَّنة، وادّعى أنه سمعه من
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُلَيْجَة [3] ، عن الفِرَبْريّ [4] . وكذا
افترى أنه سمع من إِبْرَاهِيم الشرابي [5] وحدَّثه عن عَلِيِّ بْن
أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فكَذَب [6] .
__________
[ (-) ] حمزة بن الشامّ الأطرابلسي، وعبد المحسن بن محمد الصوري
الشاعر، وأبي المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي. وغيره. (انظر: تاريخ
دمشق 11/ 288، 889، وموسوعة علماء المسلمين (من تأليفنا- 2/ 163) .
[1] انظر عن (سعد بن علي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 365،
ومعجم البلدان 2/ 233، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/ 248 رقم 117،
والمغني في الضعفاء 1/ 255 رقم 2348، وميزان الاعتدال 2/ 124 رقم 3121،
ولسان الميزان 3/ 18 رقم 65، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملا (مخطوطة
مكتبة وزارة الأوقاف العراقية ببغداد) 7/ ورقة 87 أ، وتهذيب تاريخ دمشق
6/ 92، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 271، 272
رقم 608.
[2] النّسويّ: بفتح النون والسين المهملة والواو. هذه النسبة إلى نسا.
[3] في تاريخ دمشق 43/ 365 «غلنجة» بالغين المعجمة، والنون.
[4] الفربريّ: بفتح الفاء أو كسرها، وفتح الراء، وسكون الباء الموحّدة،
وراء أخرى. نسبة إلى فربر بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى.
[5] تحرفت في (لسان الميزان) إلى: «الشوالي» .
[6] حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم الشرابي- قرية على باب نهاوند بمدينة
سهرورد- قال: رأيته بها سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة، ثم رأيته بعد ذلك
فسمعته يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: خمسة من خمسة محال: الأمن من
العدوّ محال، والنصيحة من الحسود محال، والحرية من الفاسق محال،
والهيبة من القبر محال، والوفاء من النساء محال.
قال: وحدّثني أبو إسحاق قال: سمعت عليّا يقول بالكوفة على باب الجامع:
أربع لا تدرك بأربع: لا يدرك الشباب بالخضاب، ولا الغنى بالمنى، ولا
البقاء بالدواء، ولا الصحة بالاحتماء. (تاريخ دمشق 43/ 365) .
وجاء في (مختصر تاريخ دمشق 9/ 248) أنه رأى الشرابي سنة ثمان وسبعين
وثلاثمائة.
وجاء في (لسان الميزان) 3/ 18) أنّه روى في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وهذا خطأ.
«أقول» : وسمعه بطرابلس: أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق
الحافظ الحيفي الّذي حدّث بصور سنة 486 هـ. وأبو الحزم مكي بن الحسن بن
المعافي، السلمي الجبيليّ.
(الموسوعة 2/ 271، 272) .
(31/320)
- حرف الطاء-
319- طَلْحَة بْن أَحْمَد [1] .
أبو القاسم الأصبهاني القصّار [2] الغسّال [3] ، المالكّي.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
رَوَى عَنْهُ: أبو نصر البئّار [4] ، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال.
مات فِي ربيع الآخر.
- حرف الْعَيْنِ-
320- العاص بْن خَلَف [5] .
أبو الحَكَم الإشبيليّ المقرئ.
مصنِّف «المذكرة» فِي القراءات السَّبْع، وكتاب «التّهذيب» .
ذكره ابن بَشْكُوال مختصرًا [6] .
321- عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد
بْن الْحَسَن بْن عليّ الخلال [7] .
أبو القاسم البغداديّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] القصّار: بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى قصارة.
[3] الغسّال: بتشديد السين المهملة، أي الّذي يغسّل الموتى، ولهذا
يلقّب بالقصّار. (الأنساب 10/ 163/ 164) .
[4] بفتح الباء الموحّدة، وتشديد الهمزة الممدودة. وقد تقدّم قبل قليل.
[5] انظر عن (العاص بن خلف) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 451 رقم 968،
وغاية النهاية 1/ 346 رقم 1495 وفيه: «العاص بن خلف بن محرز» ، ومثله
في: معجم المؤلفين 5/ 51.
[6] وقال: «كان من أهل المعرفة بالقراءات وطرقها» . (الصلة) .
وقال ابن الجزري: وقد حسبه أبو عبد الله الحافظ اثنين وترجمه ترجمتين،
وجعل جدّ أحدهما محمدا وهما واحد. أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني،
ومكي القيسي فيما أحسب.
قرأ عليه عبد الله بن محمد بن خلف الداني. (غاية النهاية) .
[7] انظر عن (عبد الله بن الحسن الخلّال) في: تاريخ بغداد 9/ 439،
والمنتظم 8/ 314، 315 رقم 385 (16/ 194 رقم 3479) ، والعبر 3/ 273،
وسير أعلام النبلاء 18/ 368، 369 رقم 177، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1164،
والبداية والنهاية 12/ 118، وشذرات الذهب 2/ 336.
(31/321)
قال السمعاني [1] : كان شيخًا صالحًا
صدوقًا، صحيح السماع، من أولاد المحدثين. بَكْر به أَبُوهُ لسماع
الحديث، وسمعه من عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتّانيّ [2] ، وأبي الحسن
ابن الْجُنْدي، وأبي طاهر المخلص، وأبي القاسم الصَّيْدلاني، وغيرهم.
وعُمِّرَ حَتَّى نقل عَنْهُ الكثير.
روى لنا عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو الفضل بْن
المهتدي باللَّه، وأبو الْحَسَن بْن صِرْما، وجماعة سواهم [3] .
ووثّقه أبو الفضل بْن خَيْرُون [4] .
وقال الخطيب [5] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. وقال لي: ولدت في سنة
خمس وثمانين وثلاثمائة [6] .
وقال شجاع الذُّهْليّ: تُوُفّي فِي ثامن عشر صَفَر [7] .
322- عَبْد الخالق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد [8] بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى
بْن أَحْمَد بْن
__________
[1] قوله ليس في (الأنساب) .
[2] قال ابن الجوزي: «وهو آخر من حدّث عن الكتّاني، وعمّر، ونقل عنه
الكثير، وروى عنه أشياخه وكان ثقة» . (المنتظم 8/ 314- 16/ 194) .
وقد علّق المؤلّف الذهبي رحمه الله- على سماعه من الكتّاني فقال:
«سماعه من الكتّاني في الخامسة، ومن هذا الحين أخذ الطلب في تسميع
أولادهم في سنّ الحضور، ففسد النظام، بل الإجازة أجود من الحضور في
القوة، إذ من سمع حضورا بلا فهم لم يتحمّل شيئا، والمجاز له قد يحمل،
أما إذا كان مع الحضور إذن من الشيخ في الرواية، فهو أجوده» . (سير
أعلام النبلاء 18/ 369) .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 368، 369.
[4] السير 18/ 369.
[5] في تاريخ بغداد 9/ 439.
[6] المنتظم 8/ 314، 315 (16/ 194) .
[7] المنتظم 8/ 315 (16/ 194) .
[8] انظر عن (عبد الخالق بن عيسى) في: طبقات الحنابلة 2/ 237- 241 رقم
674، والمنتظم 8/ 315- 318 رقم 388 (16/ 195- 197 رقم 3482) ، والإعلام
بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 546- 548 رقم 276، والعبر
3/ 273، 274، ودول الإسلام 2/ 5، والبداية والنهاية 12/ 119، وذيل
طبقات الحنابلة 1/ 15- 26 رقم 11، ومناقب أحمد 521،
(31/322)
مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن
عَبْد اللَّه بْن معْبد بْن العبّاس بْن عَبْد المطّلب بْن هاشم.
الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى الهاشميّ الفقيه.
إمام الطائفة الحنبلية فِي زمانه بلا مُدافعة [1] .
سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بِشْران، وأبا الحسين بْن الحَرَّاني، وأبا
مُحَمَّد الخلّال، وأبا إِسْحَاق البرمكي، وأبا طَالِب العُشَاريّ [2]
.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وغيره.
وهو أجلّ أصحاب القاضي أَبِي يَعْلَى.
قال السمعاني [3] : كان حَسَن الكلام فِي المناظرة، ورِعًا زاهدا،
متقِنًا، عالمًا بأحكام القرآن والفرائض. مَرْضِيّ الطريقة [4] .
وقال أبو الْحُسَيْن بْن الفراء: لِزمَتُه خمسَ سِنين [5] .
قال: [6] وكان إذا بلغه مُنْكَر قد ظهر عظُم ذلك عليه جدًّا [7] ، وكان
شديدًا على المبتدِعة [8] ، لم تَزَلْ كلمته عالية عليهم، وأصحابُه
يقمعونهم [9] ، ولا يردّ يده
__________
[ (-) ] والنجوم الزاهرة 5/ 106، وشذرات الذهب 3/ 336، والأعلام 3/
292، ومعجم المؤلفين 5/ 110، 111.
[1] العبارة لابن السمعاني. (انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 16) .
[2] العشاريّ: بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد
الألف. وهو لقب جدّ أبي طالب المذكور لأنه كان طويلا، فقيل له العشاريّ
لذلك. (الأنساب 8/ 459) .
[3] قوله ليس في (الأنساب) .
[4] سير أعلام النبلاء 18/ 547، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 16 وفيه زيادة:
«ثم ذكر بعض شيوخه وقال: روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي
البزار، ولم يحدّثنا عنه غيره» .
[5] عبارة ابن الفرّاء في (طبقات الحنابلة 2/ 238) : «وبدأت أنا
بالتعليق عنه والدرس عليه في أول سنة خمس وستين وأربعمائة وصحبته إلى
أن توفي» .
ثم ذكر وفاته فقال: «وتوفي يوم الخميس النصف من صفر سنة سبعين
وأربعمائة» (2/ 241) ، وقد اختصر المؤلّف الذهبي- رحمه الله-
العبارتين، فقال إن ابن الفرّاء لزمه خمس سنين.
[6] في (طبقات الحنابلة 2/ 238) .
[7] في الطبقات: «عظم عليه ذلك» .
[8] عبارته في الطبقات: «عظم عليه ذلك جدّا، وعرف فيه الكراهة الشديدة،
وكان شديد القول واللسان في أصحاب البدع والقمع لباطلهم، ودحض كلمتهم
وإبطالها» .
[9] في الطبقات: «وأصحابه متظاهرين على أهل البدع» .
(31/323)
عَنْهُمْ أحد. وكان عفيفًا نزها [1] . وكان
يدرّس بمسجده، ثُمَّ انتقل إِلَى الجانب الشرقي يدرس فِي مسجد. ثُمَّ
انتقل فِي سنة ستٍّ وستين لأجل ما لحق نهر المُعَلَّى من الغرق إِلَى
باب الطاق، ودرس بجامع المهديّ [2] .
ولما احتضر القاضي أبو يَعْلَى أوصى أن يغسّله الشّريف أبو جعفر. فلمّا
احْتِضِر القائم بأمر اللَّه أوصى أيضًا أن يغسّله، ففعل [3] .
__________
[1] في الطبقات: «وكان حسن الصيانة، عفيفا نزها» .
[2] العبارة في الطبقات بأطول ممّا هنا: «وكان أحد الشهود المذكورين،
شهد عند قاضي القضاة أبي علي عبد الله الدامغانيّ في يوم الثلاثاء
الثاني من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وشهد بعده
القاضي أبو علي يعقوب، وأبو الحسن المبارك بن عمر الخرقي، وتولّى
تزكيتهم الوالد السعيد. ولم يزل يشهد سنين كثيرة، إلى أن ترك الشهادة
قبل وفاته بسنين كثيرة تورّعا. ولم يزل على الطريقة الحسنة المرضيّة،
سالكا نهج الوالد السعيد، والسلف الصالح الرشيد.
ثم انتقل في سنة ست وستين إلى باب الطاق، وسكن درب الديوان من الرصافة
لأجل ما لحق نهر المعلّى من الغرق. ودرّس بجامع المهدي، وبالمسجد الّذي
على باب درب الديوان.
وكنت أمضي إليه في طلب العلم إلى هناك، أنا وجماعة من الأصحاب، فكان له
مجلس للنظر في كل يوم اثنين. ويقصده جماعة من الفقهاء والمخالفين.
ويتكلّم في بعض الأوقات تارة مبتدئا، وتارة مستدلّا إلى سنة تسع وستين.
فوصل إلى مدينة السلام، بالجانب الشرقي ولد القشيري، وأظهر على الكرسي
مقالة الأشعري، ولم تكن ظهرت قبل ذلك على رءوس الأشهاد، لما كان يلحقهم
من أيدي أصحابنا وقمعهم لهم، فعظم ذلك عليه، وأنكره غاية الإنكار. وعاد
إلى نهر المعلّى منكرا لظهور هذه البدعة، وقمع أهلها، فاشتدّ أزر أهل
السّنّة، وقويت كلمتهم، وأوقعوا بأهل هذه البدعة دفعات، وكانت الغلبة
لطائفتنا، طائفة الحق.
فلما أدحض الله تعالى مقالتهم، وكسر شوكتهم، عظم ذلك على رؤسائهم،
وأجمعوا للهرب والخروج عن بلدنا إلى خراسان.
فبلغ ذلك وزير الوقت فقال: ما الّذي حملكم على ذلك؟ فأظهروا الشكاية
ممّا قد تمّ عليهم.
فوعدهم بأن يكفّ عنهم ذلك، واجتمعوا ودبّروا على حضور شيخنا الشريف
عندهم. فأنفذ إليه وزير الوقت، فقال: قد عرض أمر لا بدّ من مشاورتك
فيه. فلما دخل إلى باب العامّة عدلوا به إلى دار في القرية، قد أفردت
له، ومنع معظم الأصحاب من الدخول عليه، وكانوا قد تخرّصوا عليه، ورفعوا
إلى إمام الوقت الكذب والزور والبهتان، في أشياء لا يحتمل كتابنا
ذكرها. قد نزّه الله تعالى مذهبنا وشيخنا عنها.
ولم يزل عندهم مدّة أشهر، وكانوا قد عرضوا عليه أشياء من دنياهم، فلم
يقبلها، ولم يأكل لهم طعاما مدّة مقامه عندهم، وداوم الصيام في تلك
الأيام» . (2/ 238، 239) .
[3] طبقات الحنابلة 2/ 240.
(31/324)
وكان قد وصى له القائم بأمر اللَّه بأشياء
كثيرة، فلم يأخذْها. فَقِيل له: خُذْ قميص أمير المؤمنين للبركة، فأخذ
فُوطته فنشّف بها القائم وقال: قد لحِق الفُوطة بركة أمير المؤمنين [1]
.
ثُمَّ استدعاه المقتدي، فبايعه منفردًا [2] .
ولمّا تُوُفّي كان يوم جنازته يومًا مشهودًا، وحُفِر له إِلَى جانب قبر
الْإِمَام أَحْمَد، ولزم النّاس قبره ليلًا نهارًا، حَتَّى قيل: خُتِم
على قبره أكثر من عشرة آلاف ختمة [3] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 240.
[2] قال ابن أبي يعلى: «وكان الوالد السعيد- في مرضه الّذي مات فيه- قد
أوصى أن يغسّله الشريف أبو جعفر، فحضر وتولّى ذلك بنفسه، وعرف ذلك
الإمام القائم بأمر الله. فلما حضرت القائم بأمر الله الوفاة قال:
يغسّلني الّذي غسّل ابن الفراء، ابن أبي موسى. وعدل عن جميع أهل العلم
والقضاة والأشراف. ففعل. وكان ذلك في يوم الخميس ثالث عشر شعبان سنة
سبع وستين وأربعمائة. فصعد باب الغرفة وأدخل من هناك إلى حجرة الإمام
القائم بأمر الله، وهو ميت مسجّى فيها. فغسّله وعاونه في غسله- من صبّ
ماء وغيره- عفيف، وصافي، وسلامة، ومسعود، في المطبوع تحرّف إلى:
«مسعود» .
وتنزّه أن يأخذ ممّا هناك شيئا، فقيل له: قد أوصى لك أمير المؤمنين
بأشياء كثيرة من المال والثياب، هي حاضرة هناك، لها قيمة، فأبي أخذها،
فقيل له: فقميص أمير المؤمنين تتبرّك به.
فأخذ فوطة نفسه، فنشّف بها الإمام القائم بأمر الله وقال: قد لحق هذه
الفوطة- وهي ملكي- بركة أمير المؤمنين، ولم يأخذ القميص.
فقلت له بعد اجتماعي معه: أين سهمنا ممّا كان هناك؟ فقال: أحببت حال
شيخنا والدك الإمام أبي يعلى، يقال: هذا غلامه تنزّه عن هذا القدر
الكثير. فكيف لو كان الوالد السعيد؟
... وقد بلغ من قدره ومحلّه عند الإمام المقتدي بأمر الله، أنه لما فرغ
شيخنا الشريف من غسل الإمام القائم بأمر الله، لم يأذن له بالمصير إلى
منزله، حتى بايع الناس الإمام المقتدي بأمر الله على الإجماع، واستدعاه
لبيعته مفردا مخليا به، فبايعه، ثم قال له شيخنا الشريف في جملة كلامه
له:
إذا سيّد منّا مضى، قام سيّد ... قؤول بما قال الكرام فعول
ثم أذن له بالمضيّ إلى منزله بعد بيعته.
وانتهى إليه في وقته الرحلة بطلب مذهب إمامنا أحمد» . (طبقات الحنابلة
2/ 240، 241) .
[3] المنتظم 8/ 317، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 24 وفيه: «وصلّي عليه يوم
الجمعة ضحى بجامع المنصور، وأمّ الناس أخوه الشريف أبو الفضل محمد، ولم
يسع الجامع الخلق وانضغطوا، ولم يتهيّأ لكثير منهم الصلاة، ولم يبق
رئيس ولا مرءوس من أرباب الدولة، وغيرهم إلّا حضره، إلّا من شاء الله،
وازدحم الناس على حمله. وكان يوما مشهودا بكثرة الخلق، وعظم
(31/325)
ورئي فِي النوم، فَقِيل لَهُ: ما فعل
اللَّه بك؟
قال: لَقِيني أَحْمَد بْن حنبل فقال: يا أَبَا جَعْفَر، لقد جاهدتَ فِي
اللَّه حقَّ جهاده، وقد أعطاك اللَّه الرضا [1] .
وطوّل ترجمته ابن الفراء إِلَى أن قال فيها: وأُخِذ الشريف أبو جَعْفَر
بْن أَبِي مُوسَى فِي فتنة أَبِي نصر بْن القُشَيْري، وحُبِس أيامًا،
فسرد الصَّوم وقال: ما آكل لأحدٍ شيئًا [2] .
ودخلتُ عليه فِي تلك الأيام، فرأيته يقرأ فِي المصحف، فقال لي: قال
اللَّه تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ 2: 45 [3]
الصَّبرُ الصوم، ولم يُفْطِر إِلَى أن بلغ منه المرض، فَلَمَّا ثَقُل
وضجّ الناس من حبْسه، أُخرج إِلَى الحريم الطاهري [4] ، فمات هناك.
ومولده سنة إحدى عشر وأربعمائة [5] .
__________
[ (-) ] البكاء والحزن. وكانت العامة تقول: ترحّموا على الشريف الشهيد،
القتيل المسموم، لما ذكر من أنّ بعض المبتدعة ألقى في مداسه سمّا، ودفن
إلى جانب الإمام أحمد.
قال ابن السمعاني: سمعت أبا يعلى بن أبي حازم بن أبي يعلى بن الفراء
الفقيه الحنبلي يوم خرجنا إلى الصلاة على شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي،
ورأى ازدحام العوام، وتزاحمهم لحمل الجنازة. فقال أبو يعلى: العوام
فيهم جهل عظيم. سمعت أنه في اليوم الّذي مات فيه الشريف أبو جعفر حملوه
ودفنوه في قبر الإمام أحمد، وما قدر أحد أن يقول لهم: لا تنبشوا قبر
الإمام أحمد بن حنبل، وادفنوه بجنبه. فقال أبو محمد التميمي- من بين
الجماعة: كيف تدفنونه في قبر الإمام أحمد بن حنبل وبنت أحمد مدفونة معه
في القبر؟ فإن جاز دفنه مع الإمام لا يجوز دفنه مع ابنته. فقال بعض
العوام: اسكت، فقد زوّجنا بنت أحمد بن الشريف، فسكت التميمي، وقال: ليس
هذا يوم كلام.
ولزم الناس قبره، فكانوا يبيتون عنده كل ليلة أربعاء، ويختمون الختمات،
ويخرج المتعيّشون، فيبيعون الفواكه والمأكولات، فصار ذلك فرجة للناس.
ولم يزالوا على ذلك مدّة شهور، حتى دخل الشتاء ومنعهم البرد» . (ذيل
طبقات الحنابلة 1/ 23، 24) .
[1] طبقات الحنابلة 2/ 241، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 24.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 239، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 22.
[3] سورة البقرة، الآية 45.
[4] في (طبقات الحنابلة 2/ 240) تحرّفت إلى «الظاهري» بالظاء المعجمة
وكذا في (المنتظم) بطبعتيه، والمثبت يتفق مع (ذيل الطبقات 1/ 22) .
[5] طبقات الحنابلة 2/ 237، المنتظم 8/ 315 (16/ 195) ، ذيل طبقات
الحنابلة 1/ 15.
(31/326)
وقال شجاع: تُوُفّي فِي نصف صفر سنة سبعين
رحمه اللَّه ورضي عَنْهُ [1] .
323- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن
يحيى بْن مَنْدَهْ، واسمه إِبْرَاهِيم، بْن الْوَلِيد [2] .
أبو القاسم بن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه العبدي [3] الأصبهاني.
كان كبير الشأن، جليل المقدار، حسن الخطّ، واسع الرواية، أمّارا
__________
[1] وقال ابن الجوزي: «وقرأت بخط أبي علي بن البنّاء قال: جاءت رقعة
بخط الشريف أبي جعفر ووصيّته إلى الشيخ أبي عبد الله بن جردة، فكتبتها
وهذه نسختها:
«ما لي يشهد الله سوى الدلو والحبل أو شيء يخفى عليّ لا قدر له. والشيخ
أبو عبد الله لئن راعاكم بعدي، وإلّا فاللَّه لكم. قال الله عزّ وجلّ:
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا من خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً
خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا الله 4: 9 (النساء، الآية 9) .
ومذهبي: الكتاب والسّنّة وإجماع الأمّة وما عليه مالك، وأحمد،
والشافعيّ، وغيرهم ممّن يكثر ذكرهم، والصلاة بجامع المنصور إن سهل ذلك
عليهم، ولا يقعد لي عزاء، ولا يشقّ عليّ جيب، ولا يلطم خدّ، فمن فعل
ذلك فاللَّه حسيبه» . (المنتظم) .
وللشريف أبي جعفر تصانيف عدّة، منها: «رءوس المسائل» ، وهي مشهورة،
ومنها «شرح المذهب» وصل فيه إلى أثناء الصلاة، وسلك فيه مسلك القاضي في
«الجامع الكبير» ، وله جزء في «أدب الفقه» ، وبعض «فضائل أحمد» وترجيح
مذهبه. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 17) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق) في: طبقات الحنابلة لابن
أبي يعلى 2/ 242 رقم 675، ومناقب الإمام أحمد 523، والمنتظم 8/ 315 رقم
386 (16/ 194، 195 رقم 3480، والمنتخب من السياق 310 رقم 1018،
والتقييد لابن نقطة 336، 337 رقم 406، والكامل في التاريخ 10/ 108،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 193، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير
أعلام النبلاء 18/ 349- 354 رقم 168، والمعين في طبقات المحدّثين 135
رقم 1492، ودول الإسلام 2/ 5، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1165- 1170، والعبر 3/
274، وتاريخ ابن الوردي 1/ 379، ومرآة الجنان 3/ 99، وفوات الوفيات 2/
288، 289، والبداية والنهاية 12/ 118، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 26- 31،
والنجوم الزاهرة 5/ 105، والمقصد الأرشد (مخطوط) ورقة 165، وطبقات
الحفّاظ 439، والدرّ المنضّد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، ورقة 51 ب،
وكشف الظنون 1671، وشذرات الذهب 3/ 337، 338، وهدية العارفين 1/ 517،
ومعجم المؤلفين 5/ 171.
[3] العبديّ: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي
آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى «عبد القيس» في ربيعة بن نزار،
وهو: عبد القيس بن أقصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار،
والمنتسب إليه مخيّر بين أن يقول «عبدي» أو «عبقسيّ» . (الأنساب 8/
355، 356) .
(31/327)
بالمعروف، نهّاءً عن المنكر، ذا وقارٍ
وسكون وسَمْتٍ. له أصحاب وأتْباع يقتفون بآثاره [1] .
وُلِد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة [2] ، وهو أكبر الإخوة. أجاز له زاهر
بْن أَحْمَد السَّرْخَسِي، وسمع الكثير من: أَبِيه، وإبراهيم بْن
خُرَّشِيد قُوله، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الجلاب [3] ، وأبي بَكْر بْن
مردويه، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهريّ، وأبي ذرّ بن الطَّبَراني
[4] ، وأبي عُمَر الطَّلْحيّ.
وسافر إِلَى بغداد سنة ستّ وأربعمائة، فأدرك نفرًا من أصحاب
المَحَامِلي، وسمع بواسط من ابن خزَفَة [5] الواسطي، وبمكة من أَبِي
الْحَسَن بْن جَهْضَم، وابن نظيف الفرّاء.
وسمع بشيراز، والدِّينَور، وهَمَذَان. ودخل نيسابور، وسمع من: أَبِي
بَكْر الحِيري، ولم يروِ عَنْهُ لأشعريته، كما فعل شيخ الْإِسْلَام
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي [6] ، فإنه قال: تركت
الحِيريّ للَّه.
وقال أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق: وُلِد الشَّيْخ السديد أبو [7] القاسم
عَبْد الرَّحْمَن فِي سنة إحدى وثمانين، فِي السنة التي مات فيها أبو
بَكْر بْن المقري [8] .
قال: وفضائله ومناقبه أكثر من أن تُعَدّ. وأقول أَنَا، ومَن أنا لنشر
فضيلته؟ [9]
__________
[1] انظر: المنتظم 8/ 315 (16/ 194) .
[2] في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 242، وتذكرة الحفاظ 3/ 1165،
وذيل طبقات الحنابلة 1/ 27: «مولده سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة» . وفي:
المنتظم 8/ 315 (16/ 194) : «ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة» .
والمثبت هنا يتفق مع: سير أعلام النبلاء 18/ 350، والمنتخب من السياق
310، ففيه توفي عن تسع وثمانين سنة.
[3] تحرّفت في (تذكرة الحفّاظ) إلى: «الحلاب» بالحاء المهملة، وكذا في
(التقييد 336) .
[4] تحرّفت في (تذكرة الحفّاظ) إلى: «ذراين» .
[5] بالتحريك، والخاء والزاي المعجمتين.
[6] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27.
[7] في الأصل: «أبي» ، وهو غلط.
[8] تذكرة الحفّاظ 3/ 1165.
[9] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27.
(31/328)
سمع من أَبِيهِ. ثُمَّ سمى أشياخه، إِلَى
أن قال: وكان صاحب خُلُق وفُتُوة، وسخاء وبهاء. والإجازة كَانَتْ عنده
قوية [1] .
وكان يقول: ما حدَّثتُ بحديث إلا على سبيل الإجازة، كي لا أُوبَق،
فأدخل فِي كتاب أَهْل البِدْعة [2] .
وله تصانيف كثيرة، ورُدُود جَمَّة على المبتدعين والمنحرفين فِي صفات
اللَّه تعالى وغيرها [3] .
وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة من زاهر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي
شُرَيْح، وأبي عَبْد اللَّه الحاكم، وحمد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني
ثُمَّ الرّازي، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن زكريّا الجوزقيّ [4] .
روى لنا عَنْهُ: أبو نصر الغازي، وأبو سعد الْبَغْدَادِي، وأبو عَبْد
اللَّه الخلّال، وأبو بَكْر الباغْبان [5] ، وأبو عَبْد اللَّه
الدّقّاق، وجماعة كثيرة [6] .
قال ابن طاهر المقدسي: سمعتُ أَبَا علي الدّقّاق بإصبهان يقول: سمعتُ
أَبَا القاسم بْن مَنْدَهْ يقول: قرأتُ على أَبِي أَحْمَد الفَرَضيّ
ببغداد جزءًا فأردت أخْذَ خطّه بِذَلِك، فقال: يا بُنيّ لو قال لك
قائلٌ بإصبهان: ليس هَذَا خطّ فلان، بم [7] كنت تجيبه؟ ومَن كان يشهد
لك؟
قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخٍ خطًّا [8] .
قال السمعاني: سمعتُ الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال يقول: سمعت
أبا
__________
[1] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27، 28.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1165، 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 350.
[3] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.
[4] الجوزقي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف، هذه
النسبة إلى جوزقين:
أحدهما إلى جوزق نيسابور، منه محمد بن عبد الله المذكور. (الأنساب 3/
365) .
[5] الباغبان: بفتح الباء الموحّدة، وسكون الغين المعجمة، وباء أخرى،
وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الباغ وهو البستان. (الأنساب 2/ 44) .
[6] تذكرة الحافظ 3/ 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 351.
[7] في الأصل: «بما» .
[8] تذكرة الحفّاظ 3/ 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 351.
(31/329)
القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد
اللَّه الحافظ يقول: قد تعجبت من حالي فِي سَفَري وحَضَري مع الأقربين
منّي والأبعدين، والعارفين بي والمُنْكِرين، فإنّي وجدتُ بمكة
وبخُراسان وغيرهما من الآفاق التي قصدتها، من صِبايّ وإلى هَذَا الوقت،
أكثر من لقيته بها، موافقًا أو مخالفًا، دعاني إِلَى مساعدته على ما
يقوله، وتصديق قوله، والشهادة له فِي فِعْله على قبولٍ ورِضى. فإنْ كنت
صدقته فيما كان يقوله، وأجزت له ذلك كما يفعل أَهْل هَذَا الزّمان،
سماني موافقًا، وإنْ وقفتُ فِي حرف من قوله، وَفِي شيء من فِعله، سماني
مخالفًا. وإنْ ذكرتُ فِي واحدٍ منهما أن الكتاب والسُّنّة بخلاف ذلك،
سماني خارجيًّا. وإنْ قُرئ عليَّ حديثٌ فِي التوحيد، سماني مشبِّهًا،
وإنْ كان فِي الرؤية سماني سالميًّا.
إِلَى أن قال: وأنا متمسكٌ بالكتاب والسُّنّة، متبرّئ إِلَى اللَّه من
الشِّبْه والمِثْل، والضد والنّد، والجسم والأعضاء والآلات متبرّئ
إِلَى اللَّه مِن كل ما يشبه الناسبون إليَّ ويدّعيه المدَّعون عليّ،
مِن أن أقول فِي اللَّه شيئًا مِن ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهّمه،
أو أتجرّأه، أو أنتحله [1] ، أو أصفه به [2] ، وإن كان على وجه
الحكاية. سبحانه وتعالى عمّا يقولُ الظالمون عُلُوًّا كبيرًا.
وقال أبو زكريا يحيى بن منده: كان عميّ رحمه اللَّه سيفًا على أَهْل
البِدَع، وأكبر من أن يُثني عليه مثلي. كان والله آمرا بالمعروف، ناهيا
عن المنكر، وفي الغدوّ والآصال ذاكرًا، ولنفِسه فِي المصالح قاهرًا.
فأعقب اللَّه من ذَكَره بالشّرّ الندامة إِلَى يوم القيامة. وكان عظيم
الحِلْم كثير العلم [3] .
وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين [4] .
قرأت عليه حكاية شُعْبة: مَن كتبَ عَنْهُ حديثًا فأنا له عبدٌ. فقال
عمي: من كتب عني حديثًا فأنا له عبد [5] .
__________
[1] إلى هنا في: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28، 29، وتذكرة الحفّاظ 3/
1167.
[2] إلى هنا في: سير أعلام النبلاء 18/ 351.
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 352، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.
[4] تقدّم في أول الترجمة أنه ولد سنة 381، وانظر التعليق في الحاشية.
[5] سير أعلام النبلاء 18/ 352.
(31/330)
وسمعت أبي أبا عمرو يقول: اتّفق أن ليلةً
كُنَّا مجتمعين للإفطار فِي رمضان، وكان الحَرُّ شديدًا. وكنا نأكل
ونشرب. وكان عَبْد الرَّحْمَن يأكل ولا يشرب، فقلتُ أَنَا على سبيل
اللَّعِب: مِن عادة أخي أن يأكل ليلةً ولا يشرب، ويشرب ليلةً أخرى ولا
يأكل.
قال: فَمَا شرب تلك الليلة. وَفِي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل.
فَلَمَّا كَانَتِ الليلة الثالثة قال: أيها الأخ، لا تلعب بعد هَذَا
بِمِثْلِه، فَإِنِّي ما اشتهيت أن أكذِّبك [1] .
قلت: وقال الدّقّاق فِي رسالته: أول شيخ سمعتُ منه الشَّيْخ الْإِمَام
السّيّد السديد الأوحد أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، فرزقني اللَّه جلّ
جلاله ببركته وحُسْن نيّته، وجميل سيرته، وعزيز طريقته، فَهْم حَدِيثَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ جِذْعًا
فِي أعيُن المخالفين أَهْل البِدَع والتّبدّع المتنطّعين. وكان مِمَّنْ
لا يخاف فِي اللَّه لومه لائم. ووَصْفُه أكثر من أن يُحْصَى [2] .
ذكر أبو بَكْر أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد اللُّورُدجاني [3]
أنه سمع من لفظ أَبِي القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ اللَّه
الْإِسْلَام برجُلَين أحدهما بإصبهان، والآخر بهَرَاة عَبْد الرَّحْمَن
بْن مَنْدَهْ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ [4] .
وقال السمعاني: سمعتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الرّضا العَلَويّ
يقول:
سمعتُ خالي أَبَا طَالِب بْن طَبَاطَبَا يقول: كنت أشتمُ أبدًا عَبْد
الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ إذا سمعتُ ذِكره، أو
جرى ذِكْره فِي محفَل، فسافرت إِلَى جَرْباذَقْان [5] ، فرأيت أمير
المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ الله عنه في المنام،
__________
[1] سير أعلام النبلاء 8/ 352.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، سير أعلام النبلاء 18/ 352، ذيل طبقات
الحنابلة 1/ 28.
[3] اللّوردجاني: نسبة إلى لوردجان، من ناحية كور الأهواز. (معجم
البلدان 5/ 25) .
[4] المنتظم 8/ 315، تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، سير أعلام النبلاء 18/
352، 353.
[5] جرباذقان: بالفتح. قال ياقوت: والعجم يقولون: كرباذكان. بلدة قريبة
من همذان بينهما وبين الكرج وأصبهان، كبيرة ومشهورة. وجرباذقان أيضا:
بلدة بين أستراباذ وجرجان من نواحي طبرستان. (معجم البلدان) .
وقد تحرّفت في (فوات الوفيات) إلى: «جرداباقان» .
(31/331)
ويده فِي يد رَجُل عليه جُبّة زرقاء، وَفِي
عينه نكتة، فسلّمتُ عليه، فلم يردّ وقال: لِمَ تشتُم هَذَا إذا سمعتَ
اسمه؟ فَقِيل لي فِي المنام: هَذَا أمير المؤمنين عُمَر، وهذا عَبْد
الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
فانتبهت، ثُمَّ رجعتُ إِلَى إصبهان، وقصدت الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن،
فَلَمَّا دخلت عليه ورأيته، صادفته على النَّعْت الَّذِي رَأَيْته فِي
المنام، وعليه جُبّة زرقاء، فلمّا سلمت عليه قال: وعليك السلام يا
أَبَا طَالِب. وقبل ذلك ما رآني ولا رَأَيْته، فقال لي قبل أن أكلّمّه:
شيءٌ حرَّمه اللَّه ورسوله، يجوز لنا أنْ نُحِلَّه؟
فقلتُ له: اجعلني فِي حِلٍّ. ونَشَدْتُه اللَّه، وقبّلتُ عينيه، فقال:
جعلتك فِي حِلٍّ فيما يرجع إليَّ [1] .
قال السمعاني: سَأَلت أَبَا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل
الحافظ، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه، فسكت ساعة
وتوقّف، فراجعته، فقال: سمع الكثير، وخالف أَبَاهُ فِي مسائل، وأعَرض
عَنْهُ مشايخ الوقت، وما تركني أَبِي أسمع منه.
ثُمَّ قال: كان أخوه خيرًا منه [2] .
وقال المؤيّد ابن الإخوة: سمعت عَبْد اللطيف بْن أَبِي سعد
الْبَغْدَادِي، سمعت أَبِي، سمعتُ صاعد بْن سيّار الهَرَويّ: سمعت
الْإِمَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يقول فِي عَبْد
الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ: كان مَضَرّته فِي الْإِسْلَام أكثر من
مَنْفَعَته [3] .
ذكر يحيى أن عمّه تُوُفّي فِي سادس عشر شوال، وغسّله أَحْمَد بْن
مُحَمَّد
__________
[1] تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، فوات
الوفيات 2/ 288، 289، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 29.
[2] تذكرة الحفّاظ 3/ 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، ذيل طبقات
الحنابلة 1/ 28.
[3] التقييد لابن نقطة 337، تذكرة الحفّاظ 3/ 1168، سير أعلام النبلاء
18/ 353، 354، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28، وفيه قال ابن رجب: «وهذا ليس
بفادح- إن صحّ- فإن الأنصاريّ والتيميّ وأمثالهما يقدحون بأدنى شيء
ينكرونه من مواضع النزاع، كما هجر التيمي عبد الجليل الحافظ كوباه على
قوله: «ينزل بالذات» ، وهو في الحقيقة يوافقه على اعتقاده، لكن أنكر
إطلاق اللفظ لعدم الأثر به» .
(31/332)
البقال، وصلى عليه أخوه عَبْد الوهاب،
وحضَر جنازته مَن لا يعلم عدَدَهم إلا اللَّه عزّ وجلّ [1] .
وأوّل ما قُرِئ عليه الحديث سنة سبع وأربعمائة [2] .
سمع عليه: عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُقرِن [3] .
324- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن [4] .
أبو القاسم النّيسابوريّ، المعروف بالحافظ.
قدم همذان فِي هَذَا العام، وحدَّث عن: أَبِي إسحاق إبراهيم بن محمد
__________
[1] المنتظم 8/ 315.
[2] سير أعلام النبلاء 18/ 354، تذكرة الحفّاظ 3/ 1168.
[3] تذكرة الحفّاظ 23/ 1168، وقال ابن الأثير: «وله طائفة ينتمون إليه
في الاعتقاد من أهل أصبهان، يقال لهم العبد رحمانيّة» . (الكامل 10/
108) (المختصر في أخبار البشر 2/ 193) (تاريخ ابن الوردي 1/ 379) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: «أطلق عبارات بدّعه بعضهم بها، الله
يسامحه، وكان زعرا على من خالفه، فيه خارجيّة، وله محاسن، وهو في
تواليفه حاطب ليل، يروي الغثّ والسمين، وينظم رديء الخرز مع الدّرّ
الثمين» . (سير أعلام النبلاء 18/ 354) .
ونقل اليافعي أن الذهبي قال: وفيه تسنّن مفرط أوقع ببعض العلماء في
الكلام في معتقده وتوهموا في التجسيم. قال: وهو بريء منه فيما علمت،
ولكن لو قصر من شأنه لكان أولى به.
قال اليافعي: وكلام الذهبي هذا يحتاج إلى إيضاح، فقوله «فيه تسنن مفرط»
أي مبالغ في الأخذ بظواهر السّنّة والاستدلال بها وجحد حملها على
التأويل. وقوله: «أوقع بعض العلماء» يعني بعض العلماء المتكلمين
المتأوّلين. وقوله: «توهّموا فيه التجسيم» ، لأن الجري على اعتقاد
الظواهر ومنع التأويل فيها يدل على ذلك، والكلام فيه يطول، وقد أوضحت
ذلك في الأصول. وقوله: «لو قصّر من شأنه لكان أولى به أي لو ترك
المبالغة في التظاهر بذلك والاستشهاد به لكان أولى. وأما قوله: «وهو
بريء منه» فشهادة على أمر باطن والله أعلم بحقيقته نهاية مأثم أنه ما
يصرّح بالتجسيم بلسانه لكن يقول بالجهة، وأسلم ما في ذلك أنه يلزم منه
القول بالتجسيم وفي لزوم المذهب خلاف مشهور عند العلماء هل هو مذهب أم
لا، هذا إذا اقتصر على اعتقاد الجهة: فأما إذا اعتقد الحركة والنزول
والجارحة فصريح في الجسم، لا دوران حوله. (مرآة الجنان 3/ 99، 100) .
ولابن مندة تصانيف كثيرة، منها: «حرمة الدّين» ، وكتاب «الردّ على
الجهميّة» بين فيه بطلان ما روى عن الإمام أحمد في تفسير حديث: «خلق
الله آدم على صورته» بكلام حسن. وله كتاب «صيام يوم الشك» . (ذيل طبقات
الحنابلة 1/ 29) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
(31/333)
الإسفرائيني، وأبي العلاء صاعد بْن
مُحَمَّد، ويحيى بْن إِبْرَاهِيم المزكيّ.
325- عَبْد الرزّاق بْن سلْهب الأصبهاني [1] .
صالح خير.
روى عن: أَبِي عَبْد الله بن مندة.
وقع من سُلَّمٍ فمات فِي ذي القعدة.
وكان خيّاطًا.
326- عَبْد الكريم بْن أَبِي حاتم السِّجِسْتانيّ [2] .
أبو بِشْر الحافظ.
تُوُفّي فِي هَذَه السنة بسِجِسْتان.
327- عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] .
أبو سعْد السَّرْخَسِيّ الحنفي. من علماء بغداد.
ولي قضاء البصرة، وبها مات فِي شوال [4] .
سمع من: هلال الحفار ببغداد، ومن عليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي
بنيسابور، ومن عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدِّينَوري.
كتب عَنْهُ: أبو طاهر بْن سوار، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد المغيث بْن مُحَمَّد العَبْديّ [5] .
328- عَبْد الملك بْن عَبْد الغفار بن محمد [6] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرحمن) في: ذيل تاريخ بغداد لابن
النجار 15/ 96- 99 رقم 27، والجواهر المضيّة 2/ 470، 471، والطبقات
السنية، رقم 1333.
[4] قال ابن النّجار: شهد عند قاضي القُضاة أَبِي عَبْد اللَّه بن
ماكولا في يوم الخميس لسبع يقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين
وأربعمائة، فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة ومضى إليها وحدّث بها
وبأصبهان. (ذيل تاريخ بغداد 15/ 97) .
[5] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 98 «البردي» ، وكان من عباد الله الصالحين.
وقد سمع أبا سعد في ربيع الأول سنة 469.
[6] انظر عن (عبد الملك بن عبد الغفار) في: البداية والنهاية 12/ 118
وفيه: «عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن
المظفّر بن علي يلقّب ببجير» .
(31/334)
أبو القاسم الهمذانيّ الفقيه الملقّب
ينجير.
روى عن: أَبِيه، وأبي طاهر بْن سَلَمَة، وأبي سَعِيد بْن شبَانة، وابن
عبدان، وأبي القاسم بْن بِشْران، والحسن بْن دُوما النّعّالي، وأبي
نُعَيْم الحافظ، والحسين الفلاكيّ.
قال شيروَيْه: سمعتُ منه، وكان فقيهًا حافظًا، أحد أولياء اللَّه. ما
رأيتُ مثله. تُوُفّي فِي المحرَّم.
كان يكتب لنا ويقرأ لنا.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن سعد العجلي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن
بطال، لقِيه بهمذان.
329- عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان
[1] .
أبو عمرو بْن أَبِي عقيل السلمي النَّيْسابوريّ المائقي [2] ابن خال
الأستاذ أَبِي القاسم القُشَيْري [3] .
شيخ كبير نبيل ثقة، من كبار شيوخ الصُّوفية العارفين بلغة القوم
ورموزهم فِي الحقائق.
تُوُفّي فِي حدود هَذِهِ السنة.
سمع: أَبَا طاهر بْن مَحْمِش، وعبد اللَّه بْن يوسف.
وببغداد: أَبَا الحسين بْن بِشْران.
رَوَى عَنْهُ: حفيده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
عَبْدِ الوهّاب، وأبو الأسعد هبة الرحمن القشيريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الرحمن) في: الأنساب 11/ 108، 109،
ومعجم البلدان 5/ 50، واللباب 3/ 158.
[2] المائقي: بفتح الميم، والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين
بعد الألف، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى مائق الدّشت، وهي قرية
بنواحي أستوا من نواحي بنيسابور. (الأنساب) قال ياقوت: ومعنى الدّشت
بالفارسية. الصحراء. (معجم البلدان) .
[3] وختنه على ابنته الكبرى من أسباط أبي علي الدقّاق، وشريك الأستاذ
أبي القاسم القشيري في الإرادة والانتماء إلى الدّقّاق. له الأحوال
السنية، والكلمات والأشعار بالفارسية في بيان الطريقة والمجاهدات
والرياضات. (الأنساب 11/ 109) .
(31/335)
وعادل القُشَيْريّ فِي المحمل إِلَى
الحجاز.
330- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن
عُثْمَان [1] .
أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد، السلمي الدَّمشقيّ المعدل.
سمع: جَدّه، وأباه، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
روى عنه: غيث بْن علي، وعمر الرَّؤاسي، وأبو القاسم النسيب.
روى عن جَدّه شيئًا يسيرًا [2] .
331- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ العطار [3] .
أخو فاطمة بِنْت الأقرع.
سمع من: ابن مخلد «جزء ابن عَرَفَة» .
وعنه: القاضي أبو بَكْر.
332- عليّ بْن الْحَسَن بْن القاسم بْن عنان [4] .
القاضي أبو الْحَسَن الأَسَدَاباذي، نزيل قسنان.
روى عن: القاضي أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْميّ.
قال شِيرُوَيْه: سمعت منه، وكان صدوقًا متعبّدًا فاضلًا. ومولده سنة
إحدى وتسعين وثلاثمائة.
333- عليّ بْن الخَضِر بْن عبدان بْن أَحْمَد بْن عبدان [5] .
أبو الْحَسَن الدَّمشقيّ المعدل.
حدَّث عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، ومنصور بْن رامش.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وأبو
الْحَسَن بْن المسلم.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن عبد الواحد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 25/ 358، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 340 رقم 328.
[2] وكان مولده سنة 392 هـ.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (علي بن الخضر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/
141، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 279 رقم 150.
(31/336)
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
334- عليُّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
أبو القاسم التّميميّ الكوفي، ثُمَّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا زكريا يحيى بْن المزكي، وأبا بَكْر الحيري [2] .
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وعبد المنعم بْن
القُشَيْريّ.
وكان صوفيًّا.
حجّ مرات، وحدَّث بهمذان [3] .
وتُوُفّي رحمه اللَّه بطريق مكّة. وكان صدوقًا.
335- عليّ بْن ناعم بْن عليّ بْن سهل [4] .
أبو الحسن البغداديّ البزّاز الحنبليّ.
صالح ورع، مقريء.
سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الْحَسَن بْن بشْران.
وعنه: قاضي المَرِسْتان، وابن السمرقندي، وأبو الحسن بن عبد السلام.
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف الميم-
336- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بْن
بَقِيّ بْن مَخْلَد بْن يزيد القُرْطُبيّ [5] .
أبو عَبْد اللَّه قاضي قُرْطُبَة.
روى عن: أَبِيه، وعمه عَبْد الرَّحْمَن.
وولي القضاء مرَّتين، ولم تحفظ له قضيّة جور.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: التقييد لابن نقطة 414، 415 رقم
551.
[2] حدّث عنه ببغداد بمسند الشافعيّ، قرأه عليه مؤتمن بن أحمد الحافظ
في سنة سبعين وأربعمائة وسمعه معه شيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن
أحمد بن محمد الصوفي النيسابورىّ.
[3] قال شيرويه في (تاريخ همدان) : «سمعت منه بهمذان وبغداد، وكان
صدوقا» .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن مخلد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 550 رقم
1203.
(31/337)
روى عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وابناه أبو
الْحَسَن وأبو القاسم ابنا أَبِي عَبْد اللَّه.
وعُزِل ثاني مرة، وامتْحن بسبب القضاء محنة عظيمة.
ومات بعد إطلاقه من السجن فِي صَفَر بإشبيلية، وله ثلاث وسبعون سنة [1]
.
337- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مأمون [2] .
أبو عَبْد اللَّه الكرتيّ [3] .
تُوُفّي فِي هَذِهِ السنة ببلده.
338- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه [4] .
أبو الْحَسَن بْن الورّاق النَّحْوي، شيخ العربية ببغداد.
قال السمعانيّ: تفرَّد بعِلم النَّحْو، وانتهى إليه علم العربية فِي
زمانه. وكان له فِي القراءات وعلوم القرآن يدٌ ممتدّة، وباعٌ طويل.
وكان صدوقًا مأمونًا متحرِّيا صالحًا وَقُورًا.
سمع: أَبَا القاسم بْن بِشْران.
وكان ضريرًا.
رَوَى عَنْهُ: عليّ بْن عَبْد السلام.
وتُوُفّي فِي رمضان.
وقد استدعاه القائم أمير المؤمنين ليعلم أولاده، فَلَمَّا خرج قال: هذا
البحر [5] .
__________
[1] كان مولده في صفر سنة 397 هـ-.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] لم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: إنباه الرواة 3/ 227، 228 رقم 725،
وبغية الوعاة 1/ 255، 256 رقم 475.
[5] قيل: استدعاه القائم بأمر الله لتعليم أولاده، وكان ضريرا، فلما
وصل إلى الباب الّذي فيه الخليفة، قال له الخادم: وصلت، فقبّل الأرض،
فلم يفعل، وقال: السلام عليك ورحمة الله يا أمير المؤمنين، وجلس، فقال
القائم: وعليك السلام يا أبا الحسن ادن منّي، فدنا، فسأله
(31/338)
قال ابن النّجّار: هُوَ سِبْط أَبِي سَعِيد
السّيرافيّ. ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وسمع من: أَبِي عليّ بْن شاذان.
وقال أبو البركات بْن السَّقَطيّ فِي مُعْجَمه: انتهى إليه علم العربية
[1] .
قرأتُ عليه كتاب «الإقناع» لجدّه لأمّهِ أَبِي سَعِيد [2] .
339- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُثْمَان
[3] .
أبو تمّام الدّقّاق، أخو أَبِي سعد المذكور سنة خمسٍ وستين.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْدِيّ، وابن رِزْقوَيْه.
سمع منه: ولده أَحْمَد، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ.
قال شُجاع الذُّهْليّ: تُوُفّي سنة سبعين.
340- مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد [4] .
أبو الفضل الهاشمي، أخو الشريف أَبِي جَعْفَر عَبْد الخالق.
سمع: أَبَا القاسم بْن بِشْران، وغيره.
وكان من كبار علماء الحنابلة.
كتب عَنْهُ: شجاع الذُّهْليّ، وغيره.
341- مَنْصُور أبو القاسم [5] .
قاضي قضاة نيسابور ابن قاضي القُضاة أبي الحسن إسماعيل ابن القاضي
__________
[ (-) ] عن قوله:
ألا يا صبا نجد ... متى هجت من نجد
فشرحه، ثم سأله عن غوامض العروض والنحو، فأجاب، فلما خرج قال القائم:
هذا هو البحر.
[1] وزاد: وكان قيّما بالنحو والتصريف والأبنية، وكان طبقة في عصره في
علوم القرآن والأدب، ثقة صدوقا، متحرّيا مأمونا، حجّة من بيوت العلم
والأدب.
[2] ولد في سنة 398 هـ-.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] انظر عن (محمد بن عيسى) في: طبقات الحنابلة 2/ 241 (في ترجمة أخيه:
عبد الخالق) ، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 23 (في ترجمة أخيه) .
[5] انظر عن (منصور) في: المنتخب من السياق 440، 441 رقم 1490.
(31/339)
أَبِي العلاء صاعد بْن مُحَمَّد
النَّيْسابوريّ الحنفي.
سمع: جدَّه، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وغيرهما.
ومات في ربيع الأوّل.
وكان سنيا سليمان مِن الاعتزال، وكان عارِفًا بالعربية، عالمًا
بالحديث، وكانت إليه الفتوى على مذهب أَبِي حنيفة. سافر إِلَى ما وراء
النَّهر وإلى بغداد.
رَوَى عَنْهُ: عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل الخفّاف شيخ السمعاني.
وقد سمع أيضًا من: أَبِي القاسم السّرّاج، وجماعة [1] .
342- مُوسَى بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي [2] .
أبو عِمْرَانَ الصَّقَلّيّ [3] النَّحْويّ.
قدِم الشام، وسمع: أَبَا ذَرّ الهَرَويّ بمكّة، ومحمد بْن جَعْفَر
الميماسيّ [4] ، والحسن بْن جُمَيْع، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: من شيوخه، عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وغيث الأرمنازيّ.
وكان مؤدِّب الشريف النسيب.
تُوُفّي بصور [5] .
__________
[1] قال عبد الغافر: سبق أهل بيته بالعلم والتدريس والفتوى والتذكير
والخطابة ... تولّى القضاء مدّة نيابة عن أبيه، ثم صار قاضي القضاة.
وسمع الكثير من أصحاب الأصمّ ومن جدّه ومن الطبقة الثانية، وقرأ لنفسه
الكثير وحصّل النسخ وجمع الكثير، وكان حسن القراءة، عارفا بالعربية
وبطرق الحديث، وسمع من المتأخّرين أيضا، وسمّع ابنه وأفاده الكثير.
وقال: سمعنا منه «شرح آثار الطحاوي» بتمامه والمتفرّقات.
[2] انظر عن (موسى بن علي) في: الفقيه والمتفقّه للخطيب البغدادي 1/ 78
و 116 و 157 و 236 و 2/ 74 و 146 و 205، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 10/ 212 و 255، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 25/ 299، رقم
139، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 105 رقم 1723.
[3] الصّقلّيّ: بفتح الصاد المهملة، والقاف، وفي آخرها اللام. قال ابن
السمعاني: هكذا رأيت بخط عمر الرؤاسيّ مقيّدا مضبوطا بفتح الصاد
المهملة والقاف وفي آخرها اللام، نسبة إلى جزيرة صقلّيّة. (الأنساب 8/
80) .
[4] الميماسي: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وميم أخرى، وآخره سين. نسبة إلى
الميماس، وهو نهر الرستن وهو العاصي بعينه. (معجم البلدان 5/ 244) .
[5] قال ابن عساكر: وكان من أهل العلم والفضل والثقة. وكان يقول: حفظت
القرآن ولي تسع
(31/340)
- حرف الهاء-
343- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحَسَن البرونيّ النَّيْسابوري.
روى عَن: الحاكم، وغالب بْن عليّ الحافظ، وجماعة.
توفي في حدود السبعين.
روى عنه: عثمان الخفاف.
344- هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمد بن
الطيب [2] .
أبو الفتح القرشي المخزومي الكوفي. نزيل بغداد.
حدث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ، ومحمد
بْن جَعْفَر النّجّار.
وعنه: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
قال الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان سماعه صحيحًا.
وقال هبة اللَّه السَّقَطيّ: كان زَيْديًّا.
وقال ابن خَيْرُون: تُوُفّي هبة اللَّه بن عليّ بن الجاز في ربيع
الأوّل.
__________
[ (-) ] سنين، وجوّدته في الحادية عشرة، ودخلت مصر سنة ثلاث عشرة
وأربعمائة.
وذكر أنه قدم دمشق أيضا سنة 432 وخرج منها في شوّال سنة 443.
وهو سمع بجامع صور الجزء الثاني من كتاب «الفقيه والمتفقّه» على الخطيب
البغدادي في شهر ربيع الأول سنة 459 (الفقيه والمتفقّه 1/ 78 و 116 و
157 و 236 و 2/ 74 و 146 و 205) .
سمعه بصور: عبد الله بن الحسن بن أحمد الديباجي العثماني. (تاريخ دمشق
20/ 212)
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي) في: تاريخ بغداد 14/ 73 رقم 7422.
(31/341)
المتوفون تقريبًا
- حرف الألف-
345- أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه [1] .
أبو نصر الدِّينَوَريّ السُّلَميّ الصُّوفيّ المقرئ.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن جَهْضَم، وأبا مُحَمَّد بْن النحاس، وأبا سعد
الماليني، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسيّ، ومكّيّ الرّميليّ، وأبو بكر ابن الخاضبة،
وغيرهم.
توفّي بعد السّتّين وأربعمائة، أو قبلها [2] .
346- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [3] .
أبو القاسم البْصريّ المناديليّ [4] المقرئ المعدّل.
سمع من أحمد بن يعقوب المعدّل سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ومن:
القاضي أَبِي عُمَر الهاشمي، وعليّ بْن أَحْمَد بْن غسّان الحافظ،
وطائفة.
وعنه: الغِطْرِيف بْن عَبْد اللَّه، ومحمد بْن أَبِي نصر الأشنانيّ [5]
شيخ
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 183-
185 رقم 221.
[2] سمع بدمشق، ومكة، ومصر، وبغيرها. وحدّث ببيت المقدس.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] المناديلي: بفتح الميم والنون والدال المهملة المكسورة بعد الألف
وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها باثنتين، واللام في آخرها. هذه
النسبة إلى بيع المناديل ونسجها.
(الأنساب 11/ 480) .
[5] الأشناني: بضم الألف وسكون الشين المنقوطة وفتح النون الأولى وكسر
الثانية. هذه النسبة إلى بيع الأشنان وشرائه، (الأنساب 1/ 280) .
(31/342)
السِّلَفيّ، وغير واحد.
حدَّث سنة ستٍّ وستين بالبصرة. وقَعَ لنا من حديثه جزءان.
347- إِسْمَاعِيل بْن عليّ [1] .
الأديب أبو مُحَمَّد الدَّمشقيّ، الكاتب. المعروف بابن العين زَرْبِيّ
[2] .
شاعرٌ مُفْلِقٌ.
تُوُفّي سنة سبع وستّين وأربعمائة. وهو القائل:
ترك الظّاعنون جسمي بلا قد ... ب وعيني عينًا من الهَمَلانِ
وَإِذَا لم تِفضْ دَمًا سُحُبُ أجفاني ... على بُعْدكمْ [3] فَمَا
أجفاني
حلَّ فِي مقلتي فلو فتّشوها ... كان ذاك الْإِنْسَان فِي إنساني [4]
- حرف التاء-
348- تُبَّع بْن القاسم بْن نصر [5] .
أبو الْحَسَن التُبَّعيّ [6] الهَمَذَانيّ، نزيل بغداد.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: معجم البلدان 4/ 178، وخريدة القصر
(قسم شعراء الشام 2/ 180) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 371- 373
رقم 390، وفوات الوفيات 8/ 182، 183 رقم 70، والوافي بالوفيات 9/ 168-
170، رقم 4080، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 36.
[2] العين زربيّ: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون،
والزاي المفتوحة، والراء الساكنة، والباء والموحّدة. هذه النسبة إلى
عين زربة. هكذا قال ابن السمعاني وذكر أيضا أنها بلدة من بلاد الجزيرة
ممّا يقرب الرها وحرّان. (الأنساب 9/ 108، 109) .
وقال ياقوت: زربى: بالألف المقصورة، وهو بلد بالثغر من نواحي المصّيصة.
(معجم البلدان 4/ 177) .
وعقّب ابن الأثير على قول ابن السمعاني فقال إن عين زربى كانت قديما من
ثغور المسلمين الموغلة في بلاد الروم تقارب طرسوس وأذنة، وملكها الروم
من المسلمين أيام سيف الدولة بن حمدان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
(اللباب) .
[3] في مختصر تاريخ دمشق: «بعدهم» .
[4] في مختصر تاريخ دمشق 4/ 372: «في الإنسان» .
وانظر له شعرا في مصادر ترجمته.
[5] لم أجد مصدر ترجمته.
[6] التّبعيّ: بضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفتح الباء
الموحّدة المشدّدة، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى تبّع.
(الأنساب 3/ 22) .
(31/343)
وكان له بها آثار جميلة من قنوات، ومنائر.
وكان فقيرًا مُعانًا كثير التّلاوة.
سمع: أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن عليّ بْن لال.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
- حرف الثاء-
349- ثابت بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الفَزَاريّ [1] .
أبو القاسم ابن الطبقيّ [2] .
سمع: ابن الصّلت المجبر.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه البارع، وغيره.
- حرف الحاء-
350- الْحَسَن بْن مَكّيّ بْن الْحَسَن [3] .
أبو مُحَمَّد الشَّيْزَرِيّ [4] المقرئ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل صاحب خيثمة [5] ، وأبا الفوارس
أَحْمَد بْن مُحَمَّد الشَّيْزَرِيّ.
وعنه: المؤتمن السّاجّي، ومحمد بْن طاهر المقدسيّ، وعمر الدّهسْتانيّ
بحلب.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] لم أجد هذه النسبة.
[3] انظر عن (الحسن بن مكي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 304
و 11/ 2، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 11، ومختصر تاريخ دمشق لابن
منظور 7/ 74 رقم 59، وملخص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة وزارة
الأوقاف العراقية) 7/ ورقة 89 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 251، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 129، 130 رقم 459.
[4] الشّيزريّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفتح الزاي، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى شيزر، وهي
مدينة وقلعة حصينة بالشام قريبة من حمص. (الأنساب 7/ 469) .
[5] ابن أبي كامل هو الأطرابلسي، وخيثمة هو الحافظ خيثمة بن سليمان
القرشي الأطرابلسي (250- 343 هـ-.) . وقد سمع الشيزري من ابن أبي كامل
بطرابلس، كما سمع الحديث بميّافارقين.
(31/344)
351- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن
الْحُسَيْن بْن الشُّوَيْخ [1] .
الفقيه أبو عَبْد اللَّه الأُرْمَويّ [2] الشافعي.
سمع: أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن البيِّع،
وعبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن سَبَنَك ببغداد، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد بْن بَكْر الهِزّانيّ بالبصرة.
رَوَى عَنْهُ: عمر الرّواسيّ.
وتوفّي بمصر بعد السّتين وأربعمائة.
قاله السمعاني.
وروى عَنْهُ الرّازيّ فِي مشيخته.
- حرف الشين-
352- شبيب بن أحمد بن محمد بْن خُشْنَام [3] .
أبو سعْد البَسْتِيغيّ [4] الخبّاز النَّيْسابوريّ الكرّاميّ.
حدَّث عن: أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك الإسفرائيني، وأبي الْحَسَن
العلوي، وغيرهما.
وعنه: أبو عبد الله الفراوي، وزاهر ووجيه ابنا الشحامي، وهبة
الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وعبد
الغافر بن إسماعيل الفارسيّ
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في: الأنساب 1/ 190، 191، ومعجم
البلدان 1/ 159، واللباب 1/ 44، 45،
[2] الأرمويّ: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو. هذه
النسبة إلى أرمية وهي من بلاد أذربيجان. (الأنساب 1/ 190) .
[3] انظر عن (شبيب بن أحمد) في: الأنساب 2/ 207، 208، وفيه: «شبيب بن
أحمد بن خشنام أحمد» ، والمنتخب من السياق 252 رقم 812، ومعجم البلدان
1/ 419، 420، واللباب 1/ 151، وفيه: «مسيب بن أحمد بن محمد بن هشام» ،
وسير أعلام النبلاء 18/ 406، 407 رقم 203، وتبصير المنتبه 2/ 26، ولسان
الميزان 3/ 137، 138 رقم 479.
وسيعاد في الطبقة التالية (471- 480 هـ.) برقم (344) . و «خشنام» كلمة
فارسية معناها:
الاسم الطيب.
[4] البستيغيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وكسر
التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وبعدها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى بستيغ وهي قرية بسواد
نيسابور. (الأنساب 2/ 207) .
(31/345)
وقال: هو شيخ صالح صحيح السماع، مشتغل
بكسبه [1] .
قال: وتُوُفّي سنة نيّف وستّين وأربعمائة [2] .
وقال ابن ناصر: ذكر لي زاهر الشّحّامي أنه سمع مِنْهُ، فسألته عَنْهُ
فقال:
لم يكن يعرف الحديث، وكان كرّاميًّا مُغاليا فِي معتَقَدة [3] .
وقال ابن السمعاني: كان شيخًا صالحًا عفيفا، سديد الرأي [4] . ولد قبل
التّسعين وثلاثمائة [5] .
روى عَنْهُ جدّي أبو المظفّر فِي «أماليه» . وتوفّي في حدود السّبعين
وأربعمائة وروى لأبي عَنْهُ: سَعِيد بْن الحُسين الجوهري، وأبو الأسعد
بْن القُشَيْريّ.
- حرف الْعَيْنِ-
353- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [6] .
أبو مُحَمَّد الكروني الأصبهاني. أحد أئمة الشافعية.
تفقه على أَبِي الطَّيِّب الطّبريّ ببغداد.
وسمع من: أَبِي الْحُسَيْن بْن بِشْران، وهبة اللَّه اللالْكائي،
وجماعة كثيرة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، وغانم بْن خَالِد،
ومحمود بْن أَحْمَد الخانيّ.
قال السمعاني: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وستين.
354- عبد الله بن عبد الرحمن [7] .
__________
[1] الموجود في المطبوع من (المنتخب من السياق 253) : «شيخ صالح عفيف
ثقة، سمع العلي عن السيد أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود، وأبي نعيم
الأسفرائيني، والطبقة، وكان يقرأ عليه على حانوته. سمعنا منه الكثير» .
[2] في المنتخب، وعنه ياقوت في (معجم البلدان) ، أما في: الأنساب،
واللباب: «توفي في حدود السبعين والأربعمائة» .
[3] سير أعلام النبلاء 18/ 407.
[4] هذا القول غير موجود في (الأنساب) .
[5] في: الأنساب، قال ابن السمعاني: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي سنة
ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 281 رقم
929.
(31/346)
أبو الْحَسَن البَحِيريّ [1] المزكّي
النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن الْحَسَن العلويّ، وأبا عبد الله
الحاكم، وعبد الله بن يوسف، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عبدوس المزكّي،
وطبقتهم.
وحدَّث وأملى [2] .
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم الشّحّاميّ.
وابنه عَبْد الرَّحْمَن هُوَ المذكور فِي سنة أربعين وخمسمائة.
355- عبد الله بْنُ عُبَيْد الله بْنُ مُحَمَّد [3] .
أَبُو مُحَمَّد المصريّ المَحَامِليّ [4] .
سمع: مُحَمَّد بْن الحسن بْن عُمَر الصَّيْرفيّ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: صالح بْن حُمَيْد اللّبّان، وعلي بْن الْحُسَيْن
الفرّاء، وغيرهما.
أخبرنا أبو بَكْر بْن عُمَر النَّحْويّ: أَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد
الأوقيّ [5] ، أَنَا السَّلَفيّ، أَنَا صالح بْن حُمَيْد، أَنَا عَبْد
اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه المَحَامِليّ، أَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن،
أَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى النّقّاش: نا مُحَمَّد بْن صالح
الخَوْلانيّ، نا مُحَمّد بْن إِبْرَاهِيم الخَوْلانيّ، نا سَعِيد بْن
نصر، ثنا حُسَيْنُ الْجُعْفي قال: كان أبو يُونُس يطوف فِي كل يومٍ
سبعين أسبوعًا.
356- عَبْد الجليل بن أبي بكر [6] الرّبعيّ [7] القرويّ [8] .
__________
[1] البحيريّ: بفتح الباء الموحّدة وكسر الحاء بعدها الياء المنقوطة من
تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بحير، وهو اسم لبعض
أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 2/ 97) .
وقد ضبطه محقّق (المنتخب) بضم الباء وفتح الحاء. وهو غلط.
[2] وقال عبد الغافر: وكان ثقة ثبتا في الرواية.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] المحامليّ: بفتح الميم، والحاء المهملة، والميم بعد الألف، وفي
آخرها اللام. هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال
إلى مكة. (الأنساب 11/ 152) .
[5] هكذا في الأصل. ولم أجد هذه النسبة.
[6] لم أجد مصدر ترجمته.
[7] الرّبعيّ: بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها العين
المهملة، هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار، ويقال الربعي أيضا لمن ينتسب
إلى ربيعة الأزد. (الأنساب 6/ 76) .
[8] القرويّ: بفتح القاف والراء وكسر الواو. ذكر ابن ماكولا أن هذه
النسبة إلى القيروان، البلد المعروف بالمغرب. والنسبة إلى القرية أيضا:
قروي. ويمكن أنّ من لم يكن من البلد وكان
(31/347)
أبو القاسم الدّيباجيّ، المعروف بالصابوني،
المتكلم.
أَخَذَ عن: أَبِي عِمران الفارسي، وأبي عَبْد اللَّه الأزديّ [1] صاحب
ابن الباقِلّانيّ.
وصنَّف كتاب «المستوعب» فِي أصول الفقه، وكتاب «نُكَت الانتصار» .
وألَّفَ معتقدًا.
درَّس بقلعة حمّاد، وبفاس.
أَخَذَ عَنْهُ الأصول: أبو عَبْد اللَّه بْن شبرين.
ورَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن الخير، وأبو عَبْد اللَّه بْن خليفة،
ومحمود بْن دَاوُد القلعيّ، وأبو الحَجّاج يوسف بْن الملجوم.
357- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد [2] .
أبو حنيفة الزَّوْزَنيّ [3] ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل نَيْسابور.
شيخ بهيّ رئيس، كثير التلاوة، بارع الخط.
كان يداوم على كتابة المصاحف ويتأنَّق فيها. ونَفَقَ سُوقه وازدحموا
على مصاحفه.
سمع: أَبَا بَكْر الحِيريّ، ومنصور بْن رامش.
تُوُفّي سنة نيِّفٍ وستين.
358- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر بْن أَحْمَد [4] .
__________
[ (-) ] من السواد يقال له القروي. (الأنساب 10/ 116) .
وقال ياقوت: وينسب إلى القيروان: قيروانيّ وقيرويّ. (معجم البلدان 4/
421) .
[1] هو الحسين بن حاتم الأزدي. درس عليه علم الأصول بالقيروان أبو بكر
عتيق بن محمد بن هبة الله التميمي القيرواني المتكلّم المتوفى سنة 512
هـ-. (معجم البلدان) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في: المنتخب من السياق 316 رقم
1039.
[3] الزّوزنيّ: بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور، وكان بعض
الكبراء قال: زوزن هي البصرة الصغرى، لكثرة فضلائها وعلمائها. قيل إن
إمارتها تعدل إمارة مدينة كبيرة بخراسان، وكذلك القضاء بها، وحدودها
متّصلة بحدود البوزجان، ومن الناحية الأخرى بقهستان. (الأنساب 6/ 320)
.
[4] انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في: المنتخب من السياق 335، 336 رقم
1105.
(31/348)
أبو سعد التّيميّ الوزّان، من أَهْل
طَبَرِسْتان.
سكن الرَّيّ، وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها. له قَدَم فِي
المناظرة، وإفحام الخصوم [1] .
تفقّه بمَرْو علي الْإِمَام أَبِي بَكْر القفّال.
359- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مروان بْن زهر.
أبو مروان الإيَاديّ [2] الإشبيليّ.
تفقَّه وتفنّن فِي العِلْم، ثُمَّ حجّ، وتعلم الطّبّ، فتقدم فِيهِ وسكن
دانية.
وَفِي ذرّيته أطبّاء.
وهو والد الطبيب أَبِي العلاء بْن زُهْر.
مات فِي حدود السّبعين وأربعمائة.
360- عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان
بْن أَحْمَد [3] .
أبو عَمرو السُّلَميّ الزّاهد.
من نُبلاء مشيخة نَيْسابور، ومن أعيان الصّوفيّة [4] .
__________
[1] زاد عبد الغافر: والكرم الباذخ الراقي إلى مناط النجوم. دخل
نيسابور سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وعقد له مجلس الإملاء، وتكلّم على
رءوس الكبار والسادة من الإملاء، وخرّج.
وتوفي سنة تسع وستين وأربعمائة.
روى عنه: زاهر بن طاهر، عن القفّال.
وكان قد دخل قديما نيسابور، وسمع أصحاب الأصمّ كالقاضي الحيريّ، وأبي
الحسن الطرازي، والإمام أبي إسحاق الأسفرايني، وخرج إلى مرو وسمع بها،
وسمع مشايخ الري والعراق، وسمع بما وراء النهر من الكاغذي، عن الهيثم
بن كليب الشاشي، وله أعقاب من الصدور.
«أقول» : لقد حدّد عبد الغافر تاريخ وفاة أبي سعد الوزّان، لذا ينبغي
أن تحوّل الترجمة من هنا لتوضع في وفيات سنة 469 هـ-.
[2] الإيادي: بكسر الألف وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها الدال. هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان وتشعّبت
منه القبائل. (الأنساب 1/ 394) .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 355 رقم
1175.
[4] زاد عبد الغافر: له الأحوال السنيّة، والكلمات في بيان الطريقة،
والمجاهدات والرياضيات، حجّ مع زين الإسلام وكان عديله في المحمل
ورفيقه في الطريقة.
سمع ببغداد، والكوفة، والحجاز، وبنيسابور من الزيادي، والأصبهاني،
وأصحاب الأصمّ، وأكثر عن القاضي، والصيرفي.
(31/349)
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش،
وأبا الْحُسَيْن بْن بِشْران، وعدّة.
وعاش تسعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الأسعد هبة الرَّحْمَن.
361- عَقِيل بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
أبو الفضل الفارسي ثُمَّ البَعْلَبَكِّيّ [2] ، الفقيه الشافعي.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وعبد
الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وابنه أَحْمَد
بْن عقيل.
وكان يحفظ «مختصر المُزَنيّ» [3] .
362- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر [4] .
أبو الْحُسَيْن اللّحْسانيّ [5] الطُّرَيْثيثي [6] .
وطُرَيْثِيث من نواحي نَيْسابور.
قال السمعاني: كان شيخًا صالحًا عفيفًا صوفيًّا ظريفًا.
حجّ مرات، وكان يحدَّث بَنْيسابور ويرجع إِلَى ناحيته.
سمع بَهَراة: شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن
جَعْفَر المالِينيّ، وبنَيْسابور: أَبَا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد الخفّاف.
رَوَى عنه: أبو عبد الله الفراوي، وأبو القاسم الشّحّاميّ.
__________
[1] انظر عن (عقيل بن محمد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/
103، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 128، 129 رقم 40، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 270، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 294 رقم 1022.
[2] البعلبكيّ: بفتح الباء الموحّدة، وسكون العين المهملة، وفتح اللام
والباء الموحّدة، وكسر الكاف المشدّدة. نسبة إلى بعلبكّ مدينة معروفة
في لبنان.
[3] قيل: كان يحفظه حفظا جيّدا، وكان يمتنع من الرواية، ويقول: لست
أصلح لرواية حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وسمع منه أبو محمد بن
الأكفاني بعد جهد، وكان مكثرا.
[4] انظر عن (علي بن محمد اللحساني) في: المنتخب من السياق 383 رقم
1289، وسير أعلام النبلاء 18/ 238.
[5] لم أجد هذه النسبة. ويقال: اللحاسي. (سير أعلام النبلاء) .
[6] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
(31/350)
وتُوُفّي بعد سنة ستين. وقد جاوز الثمانين
[1] .
363- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدِّينَوَريّ [2] .
نزيل غزنة.
ذُكِر فِي سنة ثمانٍ وستين ظنًّا.
364- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
الرَّحْمَن [3] .
أبو الْحَسَن بْن أَبِي عِيسَى الحَسْنَابَاذِيّ الأصبهاني.
مشهور، صدوق، عارف بالرواية.
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وببغداد أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت،
وابن رزقوّيْه قال السمعاني: روى لنا عَنْهُ: ابن عمه أبو الخير عَبْد
السلام بْن محمود، ومحمد بْن الفضل الخانيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد
الدّقّاق.
365- عليّ بْن محمد بن عبد الرحمن [4] .
أبو الحسين الْبَغْدَادِيّ الحنْبليّ.
أحد الأئمة الكِبار.
خرج فِي فتنةِ البساسيريّ فسكن ثغر آمِد.
كان أحد الأذكياء المعدودين.
تفقّه على القاضي أَبِي يَعْلَى [5] .
وسمع من: أَبِي القاسم بْن بِشْران، وأبي الحسين بن الحرّانيّ، وأبي
عليّ ابن المذهب.
ورحل إليه أبو القاسم بْن الفراء للتّفقُّه عليه.
تُوُفّي بآمد [6] سنة سبع أو ثمان وستّين وأربعمائة.
__________
[1] وقال عبد الغافر: من شيوخ الصوفية، كثير الاستفادة، من سكان ناحية
بست.
[2] تقدّمت ترجمته برقم (260) .
[3] انظر عن (علي بن محمد الحسناباذي) في: الأنساب 4/ 140.
[4] انظر عن (علي بن محمد الحنبلي) في: طبقات الحنابلة 2/ 234 رقم 670.
[5] وأجلس في حلقة النظر والفتوى بجامع المنصور في الموضع الّذي كان
يجلس فيه شيخ الوالد ابن حامد. ولم يزل على ذلك يدرّس ويفتي ويناظر إلى
أن خرج من بغداد سنة خمسين وأربعمائة إلى ثغر آمد لما جرى على الإمام
القائم بأمر الله، واستوطنها، ودرّس بها.
[6] وكان يدرّس في مقصورة بجامعها.
(31/351)
366- عليّ بْن غنائم [1] .
أبو الْحَسَن الأوْسيّ المصريّ، المالكيّ.
سمع: ابن نظيف، وصِلَة بْن المؤمل، وأبا حازم بْن الفرّاء، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن طاهر، وجمال الْإِسْلَام عليّ بْن المسلّم، وإسماعيل
بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وثقة ابن الأكفاني [2] .
- حرف الفاء-
367- الفضل بْن عطاء [3] .
أبو إِبْرَاهِيم المِهْرانيّ [4] النَّيْسابوريّ.
شيخ بهيّ فاضل، من بيت الزُّهْد والورع.
سمع الكثير من: أَبِي عَبْد اللَّه الحاكم، وغيره.
وكان مبالغًا فِي الزُّهْد والورع.
روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله البَحِيريّ.
وتُوُفّي سنة نيّف وستين، وله سبعون سنة.
- حرف الميم-
368- مُحَمَّد بْن خَلصَة [5] .
أبو عبد الله النّحويّ الشّذونيّ [6] ، نزيل دانية.
__________
[1] انظر عن (علي بن غنائم) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 146
رقم 49.
[2] قال ابن عساكر: قدم دمشق مجتازا إلى بغداد، وكان ديّنا ثقة.
[3] انظر عن (الفضل بن عطاء) في: المنتخب من السياق 409، 410 رقم 1395،
والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 75 أ، وفيهما اسمه: «الفضل بن
عطاء بن محمد بن أحمد بن محمد المهراني» .
[4] المهراني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون
بعد الألف. هذه النسبة إلى مهران، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب
11/ 531) .
[5] انظر عن (محمد بن خلصة) في: جذوة المقتبس للحميدي 54، 55 رقم 49،
والأنساب 7/ 304، ومعجم البلدان 3/ 329، واللباب 2/ 189، والوافي
بالوفيات 3/ 42، 43 رقم 931، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 100 رقم 164.
[6] قال ياقوت: بفتح أوله، وبعد الواو الساكنة نون. مدينة بالأندلس
تتصل نواحيها بنواحي موزور
(31/352)
كان كفيفا ذكيّا ظريفًا، من كبار النُّحَاة
المذكورين، والشعراء المشهورين أخذ عن أَبِي الْحَسَن بْن سِيدَه.
وبرعَ فِي اللغة والنّحو، وأشغل مدّة.
أخذ عنه: أبو عمر بن شرف، وأبو عبد الله بن مطرف، وغيرهما.
وشعره مدوّن، فمنه:
أمد نف نفسي بالهوى [1] أَمْ جَلِيدُهَا ... غَدَاةَ غَدَتْ فِي
حَلْبةِ الْبَيْنِ غِيدُهَا
تَخُدُّ بِأَلْحَاظٍ لَهَا وَجَنَاتُهَا [2] ... وَتُرْهَبُ أن
تَنْقَدَّ لِينًا قُدودُها
فَيا لَدِماء الأُسْد تسفكها الدِّما ... وللصيد من عُفْرِ الظِّباء
تَصِيدُها [3]
قال الأَبّار: بقي إِلَى بعد سنة ثمان وستّين وأربعمائة [4] .
369- محمد بن أحمد [5] .
__________
[ (-) ] من أعمال الأندلس، وهي منحرفة عن موزور إلى الغرب مائلة إلى
القبلة.
وقال: قال أبو سعد: الشّذونيّ، بالفتح، ثم السكون وفتح الواو ونون،
قال: وهي من أعمال إشبيلية، ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلصة
الشذوني النحويّ، كان حيّا بعد سنة 444، وكان ضريرا، وما أظنّ السمعاني
أصاب فإنّهما واحد وإعرابه الثانية تصحيف منه أو من الراويّ له. (معجم
البلدان 3/ 329) . وردت «موزور» بالزاي، وهي في (الروض المعطار 339)
«مورور» بالمهملتين.
[1] في: جذوة المقتبس: «نفس ذو هوى» .
وقال الصفدي: توفي سنة سبعين وأربع مائة، أو ما قبلها. ورأيت ابن
الأبّار قد ذكر في «تحفة القادم» ابن خلصة النحويّ الشاعر في أول
كتابه، لكنه محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن فتح بن قاسم بن
سليمان بن سويد، وقال: هو من أهل بلنسية، وأقرأ وقتا بدانية، وذكر
وفاته في سنين مختلفة وصحّح سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، ولعلّه غير هذا
لبعد ما بين الوفاتين. (الوافي بالوفيات 3/ 42) .
[2] في الجذوة: «تخدّ بألحاظ العيون خدودها» .
[3] الأبيات مع أبيات أخرى في: جذوة المقتبس 54، 55.
[4] وقال الحميدي: كان من النحويين المتصدّرين، والأسانيد المشهورين،
والشعراء المجوّدين، رأيته بدانية فيما بعد الأربعين، ولم أسمع منه
شيئا. (الجذوة 54) .
[5] انظر عن (محمد بن أحمد التميمي) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
21/ 325 رقم 274.
(31/353)
الفقيه أبو المظفّر التميمي
المَرْوَرُّوذِيّ [1] الشافعي الواعظ.
روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي الدَّمشقيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وعليّ بْن الخَضِر، ومُحيي
السُّنَّة أبو مُحَمَّد البَغَويّ [2] .
370- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد [3] .
القاضي أبو عمرو [4] النّسويّ، والملقّب بأقضى القُضاة.
من أكابر أهل خُرَاسان فضلًا وحشمةً وإفضالًا وجاهًا.
وكان رسول الملوك إِلَى الخلافة المشرفة.
سمع: أَبَا بَكْر الحِيريّ، وأبا إِسْحَاق الإسفْرائيني، ومحمد بْن
زهير النَّسائيّ.
وبمكّة: أَبَا ذَرّ الهَرَويّ، وابن نظيف.
وبدمشق: أَبَا الْحَسَن بْن السِّمْسار.
أملى سنين وتكلَّم على الأحاديث.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفراوي، وأبو المظفَّر القُشَيريّ،
وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وعبد الغافر الفارسيّ في تاريخه
وأطنب في وصفه، وقال: [5]
__________
[1] المروروذيّ: بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، بعدها
الألف واللام، وراء أخرى مضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الذال
المعجمة، هذه النسبة إلى مروالرّوذ، وقد يخفّف في النسبة إليها فيقال
المروذي أيضا. هذه بلدة حسنة مبنية على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا.
والوادي بالعجمية يقال له: الروذ، فركّبوا على اسم البلد الّذي ماؤه في
هذا الوادي والبلد اسما وقالوا: مروالروذ. (الأنساب 11/ 253) .
[2] قال ابن عساكر: كان أبو المظفّر هذا حيّا إلى بعد الخمسين
وأربعمائة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المنتخب من السياق 71 رقم 153،
ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 346 رقم 411، وسير أعلام النبلاء 18/
477، 478 رقم 241، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 74، 75، وطبقات
المفسّرين للسيوطي 36، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 178- 181 رقم 519.
[4] في طبقات الشافعية للسبكي، وطبقات المفسّرين للداوديّ: «أبو عمر» .
[5] قول عبد الغافر غير موجود في (المطبوع من المنتخب) ، والموجود فيه:
«وله شعر يتفق مثله للفقهاء مثل قوله في أماليه:
أحسن شيء على الرجال ... صدق حديث وصدق حال
كل كريم حبا بوعد ... حقق ذا الوعد بالفعال
(31/354)
وقَفَ بعضَ بساتينة بنَسَا على مدرسة
الصُّوفيّة المنسوبة إِلَى أَبِي علي الدّقّاق بنَسَا. وله بخُوارَزْم
مدرسة اتخذها لمّا ولي قضاءها. وعاش ثمانين سنة وولي قضاء خُوارَزْم
وأعمالها، وصنَّف كتبا في التّفسير والفقه [1] .
__________
[ (-) ] ولد سنة 378 وتوفي سنة 478» (المنتخب) .
[1] قال ابن عساكر: أنشد أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن لنفسه:
اتّخذ طاعة الإله سبيلا ... تجد الفوز بالجنان وتنجو
واترك الإثم والفواحش طرّا ... يؤتك الله ما تروم وترجو
(المختصر 22/ 346) .
وقال السبكي: ذكره كل واحد من عبد الله بن محمد الجرجاني في «طبقات
الشافعية» وأبي سعيد السمعاني في «الذيل» ، ومحمود الخوارزمي في «تاريخ
خوارزم» .
وقال ابن السمعاني: هو المعروف بالقاضي الرئيس. كان من أكابر أهل عصره
فضلا وحشمة وقبولا عند الملوك، بعث رسول إلى دار الخلافة ببغداد من جهة
الأمير طغرلبك، وله آثار وجدت بخراسان وخوارزم، وولي قضاءها مدة، وبني
بها مدرسة.
وقال الخوارزمي: فاق أهل عصره فضلا وإفضالا، وتقدّم على أبناء دهره
رتبة وجلالة وحشمة ونعمة وقولا وإقبالا له الفضل الوافر في فنون العلوم
الدينية وأنواعها الشرعية، وكان لغويّا، نحويا، مفسّرا، مدرّسا فقيها،
مفتيا، مناظرا، شاعرا، محدّثا، إلى أن قال: وله الدّين المتين، الوازع
عن ارتكاب ما يشين. إلى أن قال: وكان سلاطين السلجوقية يعتمدونه فيما
يعنّ لهم من المهمّات: وذكر أن السلطان ملك شاه ابن ارسلان استحضره
بإشارة نظام الملك من خوارزم إلى أصبهان وجهّزه إلى الخليفة ليخطب له
ابنته، فلما مثل بين يدي الخليفة وضعوا له كرسيّا جلس عليه، والخليفة
على السرير، فلما بلغ من إبلاغ الرسالة نزل عن السرير وقال: هذه
الرسالة، وبقيت النصيحة. قال: قل. قال: لا تخلط بيتك الطاهر النبوي
بالتركمانية. فقال الخليفة: سمعنا رسالتك وقبلنا نصيحتك، فرجع عن حضرة
الخليفة، وقد بلغ الوزير نظام الملك الخبر قبل وصوله إليه، فلما دخل
إلى أصبهان قال له: دعوتك من خوارزم لإصلاح أمر أفسدته، فقال: قال رسول
الله صلّى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» ، وأنا لا أبيع الدين
بالدنيا، ولم تنقص حشمته بذلك.
ومن شعره قوله:
من رام عند الإله منزلة ... فليطع الله حقّ طاعته
وحقّ طاعاته القيام بها ... مبالغا فيه وسع طاقته
ثم ذكر البيتين اللذين ذكرهما ابن عساكر.
قال محمود الخوارزمي: ولم يكن له كل قضاء خوارزم إنما كان قاضيا
بالجانب الشرقي منها.
قال: وكان أبو القاسم محمود الزمخشريّ يحكى أنه كان لا يذكر أحدا إلّا
بخير، وأنه ذكر له فقيه كثير المساوي، فقال: لا تقولوا ذلك، فإنه
يتعمّم حسنا، يعني لم يجد وصفا جميلا إلّا حسن عمّته، فذكره به.
توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. ولم يذكره ابن النجار. (طبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 74، 75) .
(31/355)
- حرف الواو-
371- واصل بْن حَمْزَة بْن علي [1] .
أبو القاسم الخُنْبُونيّ [2] . وخُنْبُون: قرية من قرى بُخارَى.
الصُّوفي الحافظ، ثقة صالح، خيرّ، رحّال.
سمع: عَبْد الكريم بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَلّابَاذيّ [3] ، وأحمد بْن
ماما الأصبهاني الحافظ، وإبراهيم بْن سَلْم الشِّكَّاني [4] ببُخَارَى،
وأبا العبّاس المستغفريّ بنسف، وأبا الحسين بْن فاذشاه، وأصحاب
الطَّبَراني بإصبهان.
قال الخطيب: [5] كتبتُ عَنْهُ، ولم يكن به بأس [6] .
ورَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر قاضي المارِسْتان [7] .
قال أبو زكريا بْن مَنْدَهْ: كان يرجع إِلَى الحِفْظ والدّيانة، وجمعَ
الأبواب والطُّرُق. ثُمَّ ترك ذلك كلَّه واشتغل بشيء لا يرضاه اللَّه.
وقال السمعاني: حدَّث في سنة سبع وستّين [8] .
__________
[1] انظر عن (واصل بن حمزة) في: تاريخ بغداد 13/ 493 رقم 7345،
والأنساب 5/ 189، 190، ومعجم البلدان 2/ 391، واللباب 1/ 465.
[2] الخنبونيّ: بضم الخاء المعجمة وسكون النون وضم الباء الموحّدة وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى خنبون. قاله ابن السمعاني في (الأنساب) ،
وتابعه ابن الأثير في (اللباب) . أما ياقوت فقال: بفتح أوله. من قرى
بخارى بما وراء النهر، بينها وبين بخارى أربعة فراسخ على طريق خراسان.
(معجم البلدان) .
[3] الكلاباذي: بفتح الكاف والباء الموحّدة وفي آخرها الذال المعجمة،
هذه النسبة إلى محلتين:
إحداهما محلّة كبيرة بأعلى البلد من بخارى، يقال لها كلاباذ. (الأنساب
10/ 506) .
[4] الشّكّانيّ: بكسر الشين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى «شكّان» .
قال ابن السمعاني: وظنّي أنها من قرى بخارى، والله أعلم. وقرأت في كتاب
«القند في معرفة علماء سمرقند» أنّ شكّان من قرى كس، ثم كتب على
الحاشية. وثبت أنّ شكان قرية من قرى بخارى. (الأنساب 7/ 373) .
[5] في تاريخ بغداد 13/ 493.
[6] وذكر الخطيب حديثا سمعه منه في سنة 450 هـ-.
[7] قال ابن السمعاني: روى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي
الأنصاري، ولم يحدّثنا عنه أحد سواه. (الأنساب 5/ 189، 190) .
[8] الموجود في (الأنساب 5/ 190) : «وتوفي في سنة سبع وستين وأربعمائة
بقريته» ، وتابعه ابن الأثير في (اللباب) .
(31/356)
|