تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد الخمسون (سنة 671- 680) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم اللَّهمّ إنّي أسألك حسن الخاتمة بمنّك وكرمك ذكر الحوادث الكائنة في
الطّبقة الثّامنة والسّتّين من «تاريخ الإسلام»
سنة إحدى وسبعين وستّمائة
مسير السلطان بيبرس إِلَى دمشق
ففي المحرَّم سار السّلطان من دمشق على البريد، وَفِي صُحبته البَيْسَريّ، وجرمك النّاصريّ، وأقوش الرُّوميّ، فوصلوا فِي ستّة أيّام، وأقام خمسة، ورجع فوصل دمشق فِي خمسة [1] .
[عدوان صاحب النُّوبة والردّ عليه]
وَفِي المحرَّم قدِم الكافر صاحب النُّوبة [2] فنهب عيْذاب، وقتل خلْقًا، منهم واليها وقاضيها، فسار مُتَوَليّ قُوص وقصد بلادَ النّوبة، فدخل بلد الجون، وقتل مَن فِيهِ وأحرقه، وكذا فعل بحصن إبريم، وأرْمنا [3] ، وغير ذلك. وهو علاء الدّين آيدغديّ الحرب دار [4] .
__________
[1] تاريخ الملك الظاهر، لابن شدّاد 51، التحفة الملوكية 75، زبدة الفكرة 77 ب، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 31 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 11، منتخب الزمان لابن الحريري 2/ 358، دول الإسلام 2/ 173، الجوهر الثمين 2/ 76، السلوك ج 1 ق 2/ 604، 605، عقد الجمان (2) 100، النجوم الزاهرة 7/ 158، ذيل مرآة الزمان 3/ 1.
[2] هو «داود ابن أخت مرتشكر» ، كما في المصادر.
[3] في الأصل: «ارميا» ، والتصحيح من: تاريخ الملك الظاهر.
[4] تاريخ الملك الظاهر 53، ذيل مرآة الزمان 3/ 2 و 190 وفيه: «أيدكين بن عبد الله علاء الدين الخزندار الصالحي» ، الدرّة الزكية 168، النهج السديد، لمفضّل ابن أبي الفضائل، ورقة 40 ب، البداية والنهاية 13/ 263، حسن المناقب، ورقة 132 ب، المقتفي

(50/5)


[موقعة البيرة]
وَفِي جُمَادَى الأولى بلغ السّلطانَ، وهو بدمشق أنّ فرقة من التّتار نازلوا البيرَة، فسار إِلَى حمص، ثُمَّ إِلَى بزاعَة [1] ، فأُخبر أنّ التّتار على الفُرات ثلاثة آلاف، فرحل إِلَى الفُرات، وأمر الجيش بخَوْضها، فخاض الأمير سيف الدّين قلاوون، وبدر الدين بَيْسَريّ فِي أوّل النّاس، ثُمَّ تبِعَهُما هُوَ، ووقعوا على التّتار، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا نحو المائتين، وساق وراءهم البَيْسريّ إِلَى سَرُوج. أمّا الّذين نازلوا البِيرَة فإنّهم سمِعوا بِذَلِك، فترحّلوا عن البيرة منهزمين، وأتاها السّلطان فخلع على الكبار، وفرَّق فِي أهلها مائة ألف درهم [2] .
وللشّهاب محمود، أبقاه الله، في ذلك:
سر حيث شئت لك المُهَيْمنُ جارُ ... واحكُمْ فطَوْعُ مُرادك الأقدارُ
حَمَلْتكَ أمواجُ الفُرات ومَن رَأَى ... بحْرًا سِواك تُقِلُّه الأنهارُ
وتقطَّعت فرقا ولم يكُ طَوْدَها ... إذ ذاك إلّا جيشك الجرّار [3]
__________
[1] / ورقة 31 ب، السلوك ج 1 ق 2/ 608، عقد الجمان (2) 105.
[1] في الأصل بالغين المعجمة. وتكتب: «بزاعا» . وهي بلدة من أعمال حلب تقع بينها وبين منبج.
[2] انظر عن موقعة البيرة في: تاريخ الملك الظاهر 55، 56، والروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر 405- 410، وذيل مرآة الزمان 3/ 2- 5، والدرّة الزكية 169- 171، ومسالك الأبصار، لابن فضل الله العمري 27/ ورقة 337، والتحفة الملوكية 75- 77، وزبدة الفكرة، ورقة 78 ب، 79 أ، والمقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 32 ب، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 11، ونهاية الأرب 30/ 333- 335، والمختصر في أخبار البشر 4/ 7، والعبر 5/ 295، ودول الإسلام 2/ 173، وتاريخ ابن الوردي 2/ 221، والبداية والنهاية 13/ 263، وعيون التواريخ 21/ 9، 10، وتاريخ ابن خلدون 5/ 391، والسلوك ج 1 ق 2/ 606، 607، وعقد الجمان (2) 101، 102، والنجوم الزاهرة 7/ 159، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 434، وشذرات الذهب 5/ 333، وتاريخ الأزمنة 253، (سنة 673 هـ.) ، وبدائع الزهور ج 1 ق/ 332 (سنة 670 هـ.) ، ومنتخب الزمان 2/ 358، والجوهر الثمين 2/ 76.
[3] الأبيات في: البداية والنهاية 13/ 263، 264، وعيون التواريخ 21/ 100، وذيل مرآة

(50/6)


[الإفراج عن الأمير الدّمياطيّ]
وَفِي جُمَادَى الآخرة أفرج عن عزّ الدّين الدِّمياطيّ الأمير عن تِسعِ سِنين حُبِسَها [1] .
[خِلعة الأمراء]
وَفِي رجب خلع على الأمراء وفرّق فيهم نحو ثلاثمائة ألف دينار [2] .
[إطلاق سنجر المعزّي]
وَفِي شعبان أُطِلقَ عَلَمُ الدّين سِنْجَر الغتْميّ المعزّيّ، واشتراه السّلطان [3] .
[مهاداة السلطان لمنكوتمر]
وبعث السّلطان رُسُلَ منكوتمر ابن أخي بَرَكة ومعهم رسولا بتُحَفٍ وَتَقَادُم [4] .
[اعتقال الشَّيْخ خضر]
وَفِي شوّال استدعى السّلطان الشَّيْخ خضر [5] شيخَه إِلَى القلعة فِي جماعةٍ حاققوه على أشياء، ورموه بفواحش، فأمر باعتقاله. وكان السّلطان
__________
[ () ] الزمان 3/ 402، والنجوم الزاهرة 7/ 159.
[1] تاريخ الملك الظاهر 57، الروض الزاهر 411، ذيل مرآة الزمان 3/ 5، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 ب، السلوك ج 1 ق 2/ 607، النجوم الزاهرة 7/ 660.
[2] تاريخ الملك الظاهر 57، عيون التواريخ 21/ 13، السلوك ج 1 ق 2/ 607، عقد الجمان (2) 104، النجوم الزاهرة 7/ 161.
[3] تاريخ الملك الظاهر 57، الروض الزاهر 411، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 34 ب، النجوم الزاهرة 7/ 161.
[4] تاريخ الملك الظاهر 58، الروض الزاهر 411، المقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 34 أ.
[5] هو الشيخ خضر بن أبي بكر بن موسى المهراني العدوي، أبو العباس. توفي سنة 676 هـ.
وستأتي ترجمته.

(50/7)


ينزل إليه ويحبّه ويمازحه، ويستصحبه فِي سائر أسفاره، ويُمدّه بالعطاء، ولا يردّ شفاعته، وامتدّت يده، ودخل إِلَى كنيسة قُمامة فذبح قِسّيسها بيده، ونهب أصحابُه ما فيها، ثُمَّ هجم كنيسة اليهود ونهبها، وبدّع فيها. ودخل كنيسة الإسكندريّة ونهب ما فيها، وصيّرها مسجدا. وبنى له السّلطان مسجدا وزاوية بالحُسَيْنيّة، ومن أجْله بنى الجامع بالحُسَيْنيّة، وماتا في شهر [1] .
__________
[1] تاريخ الملك الظاهر 58- 60، ذيل مرآة الزمان 3/ 5، 6، مسالك الأبصار 5/ ورقة 167- 172، المختصر في أخبار البشر 4/ 10، نزهة الناظرين في تاريخ أخبار الماضين ممّن ولي محروسة مصر من سالفي العصر من الخلفاء والسلاطين، لمرعي بن يوسف الحنبلي، مخطوطة لندن، رقم 23325، ورقة 86 ب، زبدة الفكرة، ورقة 80 أ، المقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 35 أ، الدرة الزكية 171، عيون التواريخ 21/ 13، 14، السلوك ج 1 ق 2/ 608، عقد الجمان (2) 104، 105، النجوم الزاهرة 7/ 161.

(50/8)


سنة اثنتين وسبعين وستّمائة
[مسير السلطان إِلَى الشام]
فِي المحرَّم توجَّه السّلطان إِلَى الشّام فِي طائفةٍ، منهم سُنْقُر الأشقر، وبَيْسَريّ، وأيْتِمش [1] السَّعْديّ، فَلَمَّا وصل إِلَى عسقلان بلغه أنّ أبْغا قدِم بغداد، فنفّذ السّلطان وراء الجيش، فقدِموا فِي الشّتاء ولم يكن بأس [2] .
[قصَّة ملك الكُرْج]
وكان قد أتى من بلاده ليزور بيت المقدس والقُمامة متنكّرا فِي زيّ الرُّهْبان هُوَ وطائفة، فسلك أرض الرّوم إِلَى سيس، ثُمَّ ركب فِي البحر، وطلع من عكّا، وأتى القدس، فاطَّلعَ الأمير بدر الدّين بيليك الخَزْنَدَار على أمره وهو على يافا، فأرسل من قبض عليه، ثُمَّ سيَّره مع الأمير منكورس إِلَى السّلطان وهو بدمشق، فسأله السّلطان، وقرّره بلُطْفٍ حَتَّى اعترف، فحبسه وأمره أن يكتب إِلَى بلاده بأسره، ودخل السّلطان إِلَى القاهرة فِي رجب [3] .
__________
[1] ويقال: «أيتامش» و «أتامش» .
[2] تاريخ الملك الظاهر 71- 73، النهج السديد، ورقة 42 ب، التحفة الملوكية 78، زبدة الفكرة، ورقة 80 ب، المقتفي 1/ ورقة 36 أ، الدرّة الزكية 172، عيون التواريخ 21/ 29، عقد الجمان (2) 112، ذيل مرآة الزمان 3/ 30.
[3] تاريخ الملك الظاهر 74، 75، زبدة الفكرة، ورقة 81 أ، حسن المناقب، ورقة 133 ب، 134 أ، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 39 أ، ب، الروض الزاهر 423، نهاية الأرب 30/ 208، النجوم الزاهرة 7/ 163، 164، تاريخ ابن سباط 1/ 436، 437، عيون التواريخ 21/ 29، 30، عقد الجمان (2) 113، ذيل مرآة الزمان 3/ 32، 33.

(50/9)


[ختان وُلِدَ السلطان]
وَفِي يوم العيد خُتِن خضِر ولدُ السّلطان فِي عدّة صبيان من أولاد الأمراء [1] .
[سفر الملك السعيد إِلَى دمشق]
وفي رمضان توجّه الملك السّعيد فِي صحبته الفارقانيّ وأربعون نفسا إِلَى دمشق على البريد، ثُمَّ ردّ ثاني يوم [2] .
[حضور قليج خان إِلَى مصر]
وَفِي ذي القعدة حضر والي القرافة إِلَى والي القاهرة، وأخبر أن شخصا دخل إِلَى تُرْبة الملك المُعِزّ، وجلس عند القبر باكيا، فسُئل عن بكائه، فذكر أنّه قليج خان [3] ابن الملك المُعِزّ. وقد كان السّلطان نفى [4] آل المعزّ هَذَا، والملك المنصور عليّ إِلَى بلاد الأشكري، فطُلب وقُيِّد، وطولع به السّلطان، فأحضره، وسأله عن أمره، فذكر أنّ له فِي البلاد نحو ستّ سنين يتوكّل الأجناد، فحُبس بمصر، وحنا عليه بعض مماليك أَبِيهِ فأجرى عليه نفقة [5] .
__________
[1] تاريخ الملك الظاهر 76، الروض الزاهر 423، التحفة الملوكية 79، زبدة الفكرة، ورقة 81 أ، حسن المناقب، ورقة 134 أ، المقتفي 1/ ورقة 41 ب، 42 أ، السلوك ج 1 ق 2/ 612، عقد الجمان (2) 114، النجوم الزاهرة 7/ 164.
[2] تاريخ الملك الظاهر 76، 77، الروض الزاهر 426، ذيل مرآة الزمان 3/ 33، السلوك ج 1 ق 2/ 612، تاريخ ابن الفرات 7/ 8، التحفة الملوكية 79، زبدة الفكرة، ورقة 81 ب، حسن المناقب، ورقة 134 ب، المقتفي 1/ ورقة 41 أ، ب، عقد الجمان (2) 115، النجوم الزاهرة 7/ 164.
[3] في الهامش: «قان» ، وفي المصادر: «قاآن» .
[4] في الأصل: «تفا» .
[5] تاريخ الملك الظاهر 77.

(50/10)


[رؤية المؤلّف لقليج قان]
قلت: رَأَيْت قليج قان هذا في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، فحكى لنا أخباره، وأنّه وُلِدَ سنة ثمانٍ وأربعين وستّمائة، وأنّه نجا من بلاد الأشكريّ، وأنّ أخاه الملك المنصور عليّ تنصّر هناك، وبقي إلى سنة سبعمائة أو نحوها، وله أولاد هناك نصارى، وأنّه هُوَ الَّذِي باع للملك الأشرف مملوكه لاجين الَّذِي تملّك: بخمسة آلاف درهم.
[كتاب صاحب الحبشة وجواب السلطان عليه]
وفيها ذكر محيي الدّين ابن عَبْد الظّاهر أنّه وصل كتاب صاحب الحبشة إِلَى السّلطان فِي طيّ كتاب صاحب اليمن، وفيه: «أقلّ المماليك أمحرا ملاك [1] يقبّل الأرض، ويُنْهي بين يدي السّلطان الملك الظّاهر، خلّد الله مُلكه، أنّ رسولا وصلَ إِلَى والي قوص بسبب الراهب الَّذِي جاءنا، ونحن ما جاءنا مُطْران، وبلادُنا بلادُ السّلطان، ونحن عبيده، فيأمر الأبَ البَتْرَك يعمل لنا مطرانا رجلا عالما لا يحبُّ [2] ذهبا ولا فضّة، ويسيّره إلى مدينة عوان، والمملوك يسيّر إِلَى أبواب الملك المظفَّر ما يلزمه ليُسَيّره إِلَى ديار مصر. وقد مات الملك دَاوُد، وتملَّك ابنه، وعندي فِي عسكري مائة ألف فارس مسلمين، وأمّا النّصارى فكثير، وكلُّهم غِلمانُك ويدعون لك» [3] .
فكتب جوابه: «ورد كتاب الملك الجليل الهُمام، العادل فِي رعيّته [4] حطي ملك أمحرة [5] ، أكبر ملوك الحُبشان، نجاشي عصره، سيف الملّة
__________
[1] في الدرّة الزكية: «محرا ملالك» . (ص 673) ، وفي المختار من تاريخ ابن الجزري 273 «أمحرا أملاك» ، وفي عقد الجمان (2) 131 «محر أملاك» .
[2] في الدرّة الزكية: «لا يجبي» ، والمثبت يتفق مع المختار من تاريخ ابن الجزري 273.
[3] انظر تكملة النص في: المختار من تاريخ ابن الجزري 274.
[4] في المختار 274 «في رغبته» .
[5] كذا. وقد تقدّم «أمحرا» ، وكذا في: الدرّة الزكية 174، والمختار 274.

(50/11)


المسيحيّة، حرسَ الله نفسَه، ففهِمْناه، فأمّا المُطْران فلم يحضر من جهة الملك رسولٌ حَتَّى كنّا نعرف الغَرَض» . فِي كلام نحو هَذَا [1] .
وأمحرا: إقليم كبير، صاحبه يحكم على أكثر الحبشة، ويُلقَّب حَطّي، وهو الخليفة.
ومدينة عوان: هِيَ ساحل بلاد الحبشة وأوّل الحبشة. وكان قد نفَّذ هديّة من جُملتها سِباع، فأخذ صاحب سحرت الهديَة ونهبها [2] .
[وعظ ابن غانم]
وفيها وعظ بدمشق المُعزّ عَبْد السّلام بْن أحمد بن غانم، فأعجب النّاس جدّا [3] .
__________
[1] الخبر باختصار في: حسن المناقب، ورقة 135 ب، وهو في: الدرّة الزكية 173- 175، والمختار من تاريخ ابن الجزري 274.
[2] انظر: الدرّة الزكية 173، 174، وفيه «سبع سود مثل الليل الدامس» ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 274.
[3] المختار من تاريخ ابن الجزري 274.

(50/12)


سنة ثلاثٍ وسبعين وستّمائة
[سفر السلطان إِلَى الكَرَك]
فِي صفر توجّه السّلطان إِلَى الكَرَك على الهُجْن، وكان قد وقع بها بُرْج أحبّ أن يُصَلّح بحضوره [1] .
[غزوة سِيس]
دخل السّلطان- عَزَّ نصْرُهُ- دمشق فِي آخر شعبان، ثُمَّ سار إِلَى سِيس، وعبر إليها من الدّربند، فافتتحها، وأخذ إياس، وأذَنَة، والمصّيصَة فِي العشْر الأخير من رمضان، وبقي الجيش بها شهرا، وقتلوا وأسروا وسبوا خلائق وغنِمُوا. وبقي السّلطان بجسر الحديد إلى أواخر ذي القعدة [2] .
__________
[1] تاريخ الملك الظاهر 101، الروض الزاهر 429، ذيل مرآة الزمان 3/ 85، السلوك ج 1 ق 2/ 614، النجوم الزاهرة 7/ 164، التحفة الملوكية 80، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 44 أ، عقد الجمان (2) 130.
[2] تاريخ الملك الظاهر 106، الروض الزاهر 432- 438، مفرّج الكروب، لابن واصل، مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم 1702، ورقة 438، 439، ذيل مرآة الزمان 3/ 88، الدرّة الزكية 177، التحفة الملوكية 80، 81، حسن المناقب، ورقة 137 أ، ب، المقتفي 1/ ورقة 48 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 11، نزهة المالك والمملوك، ورقة 63 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 9، نهاية الأرب 30/ 337- 340، تاريخ الزمان 331، دول الإسلام 2/ 175، العبر 5/ 301، المختار من تاريخ ابن الجزري 276، درّة الأسلاك 1/ ورقة 46، تاريخ ابن الوردي 2/ 223، البداية والنهاية 13/ 268، عيون التواريخ 21/ 53، 54، تاريخ ابن خلدون 5/ 391، السلوك ج 1 ق 2/ 617، 618، عقد الجمان (2) 131- 133، تاريخ ابن سباط 1/ 438، 439، تاريخ الأزمنة 253، شذرات الذهب 5/ 340، ومنتخب الزمان 2/ 358، والجوهر الثمين 2/ 77.

(50/13)


[ذكر استيلاء بيت لاون على سيس والثغور]
قَالَ العماد الكاتب [1] : كَانَتْ هَذِهِ البلاد يحميها متملّك الرّوم ويحفظها، فاستولى عليها مليح بْن لاون النَّصْرانيّ.
قَالَ: وذلك لأنّ السّلطان نور الدّين محمود بن زنكي كان يشدّ منه ويقوّي جأشه، وكان كما يُقَالُ: قد سلَّط الكَفَرَة على الفجرة [2] . فَلَمَّا تقوّى مليح بْن لاون وجّه صاحب الرّوم جيشا، فكسرهم ابن لاون، وأسر من مُقَدَّميهم [3] ثلاثين نفسا. وذلك في ربيع الآخر سنة ثمان وستّين وخمسمائة [4] . فبلغ ذلك نورَ الدّين، فأرسل خَلَعَ عليه، وكتب إِلَى الخليفة يعظّم أمره ويقول: إنّ مليح بْن لاون الأرمنيّ من جُملة غلمانه، وأنّه كسر الرّوم، ويمتّ على الدّيوان بهذا. ومن هَذَا الوقت تملّك هذا التكْفُور هَذِهِ البلاد نيابة عن نور الدّين لا غير، واستمرّ على ذلك.
وبلاد سيس هَذِهِ تُعرف بالدّروب، وتعرف بالعواصم، وبها كان الرّباط والمثاغرة، وكان أمرها مضافا إلى مملكة مصر [5] .
__________
[1] في البرق الشامي، وسنا البرق الشامي 1/ 133. وانظر: الدرّة الزكية 180- 182، والروض الزاهر 440، والمختار من تاريخ ابن الجزري 276.
[2] في الأصل: «العجزة» .
[3] في المختار 276 «من مقدّمتهم» .
[4] انظر: الكامل في التاريخ (بتحقيقنا) - طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1417 هـ. / 1997 م. ج 9/ 380، 381، والنوادر السلطانية 45، والتاريخ الباهر 160، 161، وزبدة الحلب 2/ 337، 338، ومفرّج الكروب 1/ 233، والروضتين ج 1 ق 2/ 542- 545، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 294- 295، والمختصر في أخبار البشر 3/ 53، ودول الإسلام 2/ 82، والعبر 4/ 202، وتاريخ الإسلام (حوادث 568 هـ.) 41، 42، وتاريخ ابن الوردي 2/ 81، وعيون التواريخ 17/ ورقة 147 ب- 148، والكواكب الدرّية 217، 218، وعقد الجمان 12/ ورقة 175 أ، ب، والدرّ المنتخب 171، وتاريخ ابن سباط 1/ 133، 134، والإعلام والتبيين 30.
[5] المختار من تاريخ ابن الجزري 276.

(50/14)


وقد افتتح أَحْمَد بْن طولون هَذِهِ البلاد وأخذها من سِيما الطّويل [1] .
وَفِي أيّام كافور الإخْشيديّ حصل التّهاون فِي أمر الثّغور، فقصدها الملك تكفور، ويقال: نِقْفُور الرّوميّ، لعنه الله، فَعَصَتْ عليه، فحرّق قُراها، وقطّع أشجارها [2] ، فبعث كافور نجدة لها [3] .
والشّرح فِي ذلك يطول، وليس هَذَا موضعه.
وللمولى محيي الدّين بْن عَبْد الظّاهر فِي هَذِهِ النَّوبة:
يا ملكَ [4] الأرض الَّذِي جيشُهُ ... يملأ من سِيسَ إِلَى قُوصِ [5]
مَصيصة التكْفُور قَالَتْ لنا ... باللَّه إفراري وتخصيصي
كم بدن فصّله سيفك ... للفرا والأكثر مصّيصيّ [6]
[الرمل بالموصل]
وَفِي شعبان وقع رمل عظيم بالموصل، وظهر من القِبْلة، وانتشر يمينا وشمالا حَتَّى ملأ الُأفُق، وعُمِّيت الطُّرُق، فخرج الخلْق إِلَى ظاهر البلد، وابتهلوا إِلَى الله تعالى، واستغاثوا إلى أن كشف ذلك عنهم [7] .
__________
[1] في سنة 265 هـ. كما في: المختار من تاريخ ابن الجزري 276، والخبر في: تاريخ الطبري 9/ 543، وسيرة ابن طولون للبلوي 95، ومروج الذهب 4/ 211، 212، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 265، وزبدة الحلب 1/ 77، وتاريخ مختصر الدول 148، والكامل في التاريخ (بتحقيقنا) 6/ 353، 355، والمختصر في أخبار البشر 2/ 51.
[2] في حوادث سنة 353 هـ. انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 190، وتجارب الأمم 2/ 208، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 17، وزبدة الحلب 1/ 142، والكامل في التاريخ (بتحقيقنا) 7/ 250، والعبر 2/ 296، ودول الإسلام 1/ 219، وتاريخ الإسلام (351- 380 هـ.) ص 17، 18.
[3] الروض الزاهر 441، المختار من تاريخ ابن الجزري 277، الدرّة الزكية 182.
[4] في المختار: «يا مالك» .
[5] تحرّفت في المختار إلى: «قومي» .
[6] الأبيات في: الدرّة الزكية 182، والمختار من تاريخ ابن الجزري 277.
[7] تاريخ الملك الظاهر 107، ذيل مرآة الزمان 3/ 89، المقتفي 1/ ورقة 48 أ، دول الإسلام

(50/15)


[قُتِلَ الزنديق بغَرناطة]
وَفِي ربيع الآخر قُتِلَ بغَرْنَاطَة الزِّنديق الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الصّفّار، قتلوه رجْمًا بالحجارة بأمر السّلطان محمد بن السّلطان مُحَمَّد بْن يوسف بْن نصْر صاحب الأندلس، وكتب بِذَلِك إِلَى أَهْل المَريَّة يُعْلمِهُمُ بكُفْره، ويُحذّرهم من سلوك سبيله. وَفِي الكتاب: «إنّه كان يفضّل إِبْرَاهِيم وعيسى على نبيّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّهُ كان يفضّل الوليّ على النّبيّ، ويستحلّ المحرّمات» .
وَفِي الكتاب: «وإنّ هَؤُلَاء الكفرة، يعني أصحاب إِبْرَاهِيم الصّفّار، تلاعبوا بالدّين، واعتقدوا الولايةَ فِي كثير من الفُسّاق المكِبّين على الكبائر، كالمشَوْرب المشهور، وأبي زيدان، وأشباههما من سُخفاء المجانين والمُجّان» . وهذا فِي مجلّد بخطّ أبي الْوَلِيد المالكيّ.
[القحط باليمن]
وفيها كان القحط المُفْرِط باليمن، حَتَّى أكلوا الميتات.
__________
[2] / 175، تاريخ الزمان 333 (حوادث 1276 م.) ، عقد الجمان (2) 134.

(50/16)


سنة أربع وسبعين وستّمائة
[منازلة التتار البيرة]
فِي شهر جُمَادَى الآخرة نزلت التّتار على الْبِيرة فِي ثلاثين ألفا، وأكثرهم من عسكر الرّوم وماردين، فَبيّتهم أَهْل الْبِيرة، وأحرقوا المجانيق، ونهبوا وعادوا، فجدّ التَّتار فِي الحصار، والقلعة، بحمد الله، عاصية، ثُمَّ رحلوا عَنْهَا، وسلّم الله، وله الحمد. وأقاموا عليها تسعة أيّام. ولمّا بلغ السّلطان ذلك أنفق فِي الجيش ستّمائة ألف دينار وأكثر، وسار، فبلغه وهو بالقطيفة [1] رحيل التّتار، فوصل إِلَى حمص، ورجع إِلَى القاهرة [2] .
[اتفاق البرواناه مع السلطان الظاهر]
ولمّا رحلت التّتار اتّفقوا مع البَرَوَاناه على مُنابذة مَلكهم أَبْغَا، فحلف البَرَوَاناه، والأمير حسام الدين بيجار [3] ، وولده بهاءُ الدّين، وشَرَفُ الدّين مَسْعُود الخطير، وأخوه [4] ضياء الدّين [5] ، والأمير ميكال [6] ، على أن يكونوا
__________
[1] القطيفة: بالشام بينها وبين دمشق 24 ميلا. (الروض المعطار، للحميري 466) .
[2] تاريخ الملك الظاهر 124- 128، ذيل مرآة الزمان 3/ 114، 115، التحفة الملوكية 82، حسن المناقب، ورقة 139 أ، ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 9، تاريخ الزمان 333، نهاية الأرب 30/ 219، 220، مسالك الأبصار 27/ ورقة 339، دول الإسلام 2/ 175، تاريخ ابن الوردي 2/ 223، البداية والنهاية 13/ 269، عيون التواريخ 21/ 69- 71، تاريخ الخميس 2/ 424، السلوك ج 1 ق 2/ 621، عقد الجمان (2) 139، 140، تاريخ الأزمنة 253، شذرات الذهب 5/ 342.
[3] في تاريخ الملك الظاهر 128 «بيجار البابيري» ، وفي ذيل مرآة الزمان 3/ 116 «النابتري» .
[4] في الأصل: «وأخاه» .
[5] هو ضياء الدين محمود.
[6] في تاريخ الملك الظاهر: «أمين الدين ميكائيل» .

(50/17)


مع الملك الظّاهر، ثُمَّ كتب إِلَى الظّاهر بِذَلِك على أن يرسل إليهم جيشا، ويحمل إِلَى الظّاهر ما يحمل إِلَى التّتار، ويكون غياث الدّين على ما هُوَ عليه من السّلطنة [1] .
[غزوة النُّوبة ودُنْقُلَة]
توجّه من مصر جيش عليهم عزّ الدّين أَيْبَك الأفرم، وشمس الدّين الفارقانيّ إلى النّوبة في ثلاثمائة فارس، فوصلوا دُنْقُلَة [2] ، فخرج إليهم ملكها دَاوُد على النُّجُب، بأيديهم الحِراب، وليس عليهم لَامَة، فَرَمَوْهُم بالنُّشّاب، فانهزموا، وقُتِل منهم خلْق، وأسِر خلْق، وبِيع الرّأسُ من السَّبْي بثلاثة دراهم، ومرّ دَاوُد فِي هروبه بملكٍ من ملوك النُّوبة، فقبض عليه وأرسله إِلَى الملك الظّاهر، ووُضِعت الجزية على أَهْل دُنْقُلَة، وللَّه الحمد [3] .
وأوّل ما غُزِيَت النُّوبة فِي سنة إحدى وثلاثين، غزاها عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ فِي خمسة آلاف فارس، وأصيبت فِي هَذِهِ الغزوة عين حُدَيْج بْن مُعَاوِيَة، وعين أبرهة بْن الصّباح. ثُمَّ هادنهم عَبْد الله وردّ. ثُمَّ غُزِيَت فِي زمن هشام، ولم تفتح.
ثمّ غزيت زمن المنصور، ثُمَّ غزاها تكِين التّركيّ، ثُمَّ غزاها كافور صاحب مصر، ثُمَّ غزاها ناصر الدّولة ابن حمدان، فبيّتوه وردّ مهزوما. وغزاها
__________
[1] تاريخ الملك الظاهر 128، 129، التحفة الملوكية 82، عيون التواريخ 21/ 71، 72.
[2] دنقلة، ويقال: «دمقلة» بالميم.
[3] تاريخ الملك الظاهر 129- 131، ذيل مرآة الزمان 3/ 117، النهج السديد، ورقة 47 ب، الدرّة الزكية 183، التحفة الملوكية 82، 83، حسن المناقب، ورقة 139 ب، تاريخ الدولة التركية، ورقة 11، المختصر في أخبار البشر 4/ 8، نهاية الأرب 30/ 344- 348، المختار من تاريخ ابن الجزري 280، 281، درّة الأسلاك 1/ ورقة 47، تاريخ ابن الوردي 2/ 243، البداية والنهاية 13/ 269، 270، عيون التواريخ 21/ 72، 73، الجوهر الثمين 2/ 77، السلوك ج 1 ق 2/ 621- 623، عقد الجمان (2) 143- 145، تاريخ ابن سباط 1/ 440، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 335.

(50/18)


توران شاه أخو السّلطان صلاح الدّين فِي سنة ثمانٍ وستّين وخمسمائة [1] ، ووصل إِلَى أبريم، ولم تُفتح إلّا الآن [2] كما قَالَ ابن عَبْد الظّاهر:
هَذَا هُوَ الفتح لا شيء سمِعْتُ بهِ ... فِي شاهد العين لا ما في الأسانيد
__________
[1] الدرّة الزكية 187.
[2] نهاية الأرب 30/ 348، 349.

(50/19)


سنة خمس وسبعين وستمائة
[نزول السلطان على حارم]
فِي أوّلها دخل السّلطان دمشق، من الكرك، فبعث بدر الدّين الأتابكيّ فِي ألفٍ إِلَى الرّوم، فوصلوا إِلَى البُلُسْتَيْن [1] ، فصادفوا بها جماعة من عسكر الرّوم، فبعثوا إِلَى بدْر الدّين بإقامات وخدموه، وسألوه أن يقتل التّتر الّذين بالُبلُسْتَيْن، ويصيروا معه إِلَى السّلطان، فأخذهم معه، ووافوا السّلطان على حارم، فأكرم مَوْردهم [2] ، ثُمَّ بعث الأمير حسام الدّين بيجار إِلَى مصر، فخرج الملك السّعيد لتلقَّيه، ثُمَّ قدِم على السّلطان ضياءُ الدّين ابن الخطير، ورجع السّلطان إِلَى مصر بعد ذلك [3] .
[مقتل ابن الخطير]
وحضر إِلَى الرّوم طائفةٌ كبيرة من المغول، فقتلوا شرف الدّين ابن الخطير، وبعثوا برأسه إِلَى قُونية [4] ، وقُتِل معه جماعةٌ من الأمراء والتُّركُمان، وذلك لأنّ ابن الخطير شرع يفرّق العساكر، وأذِن لهم فِي نهْب مَن يجدونه من التّتار وقتلهم.
__________
[1] البلستين: وتسمّى: الأبلستين. وهي مدينة مشهورة في بلاد الروم، قريبة من آبس مدينة أصحاب الكهف. (معجم البلدان) .
[2] تاريخ الملك الظاهر 154، 155، ذيل مرآة الزمان 3/ 165، النهج السديد، ورقة 50 أ، الدرّة الزكية 189، السلوك ج 1 ق 2/ 625، التحفة الملوكية 84، 85.
[3] حسن المناقب، ورقة 143 أ، المختصر في أخبار البشر 3/ 9، الدرّة الزكية 189.
[4] تاريخ الملك الظاهر 163، 164، ذيل مرآة الزمان 3/ 173، النهج السديد، ورقة 196، تاريخ الدولة التركية، ورقة 11، الجوهر الثمين 2/ 78، عيون التواريخ 21/ 90.

(50/20)


وانحاز الأمير مُحَمَّد بْن قرمان وإخوتُه وأصحابه التُّركُمان إِلَى سواحل الرّوم وأغاروا على التّتار، وكاتب الملك الظّاهر. وطلب الملك غياث الدّين صاحب الرّوم وابن البرواناه الأمير شرف الدّين ابن الخطير، فقِدم عليهما، فجمعوا من حواليهم من المغول، فخرج تاج الدّين كيوي إِلَى ابن الخطير، وعنّفه ابن الخطير، وأمر به فقُتِل، وقُتِل معه سِنَان الدّين والي قُونية، ثُمَّ نِدم وخاف من البَرَوَاناه، فأتى إِلَى باب الملك غياث الدّين فِي يوم الجمعة ثالث عشر صفر فِي أُهْبة وطائفة. وتخبّط البلد، ولم يُصلّوا جُمُعه. ثُمَّ نودي فِي البلد بشِعار الملك الظّاهر وراسلوا الملك الظّاهر يستوثقون منه باليمين لأنفسهم ولغياث الدّين، فاستأذنهم ابن البَرَوَاناه فِي أن يدخل قيصريّة، ويحمل حواصله ويخرج إليهم، ودخل وحمل حُرمَهَ وأمواله، وخرج ليلا، وسار إِلَى دوقات. فَلَمَّا تحقّق شرف الدّين ابن الخطير مسيرَه إِلَى دوقات بعث أخاه ضياء الدّين وسيف الدّين طرقطاي، وولده سِنَان الدّين فِي جماعة نحو الخمسين إِلَى الملك الظّاهر يحثّه على المجيء، فوافوه على حمص، وحرّضوه فقال: أنتم استعجلتم فِي المنابذة، وأنا وعدت معينَ الدّين البَرَوَاناه قبل توجُّهه إِلَى الأردو أنّي أطأ البلاد فِي آخر هَذِهِ السّنة. وأنا الآن فعساكري بمصر. وأمّا ذهاب مهذّب الدّين ابن البَرَوَاناه إِلَى دوقات فنِعمْ ما فعل. ثُمَّ أكرمهم. فقال ضياء الدّين: يا خَوَنْد مَتَى لم تقصد البلاد الآن لم نأمَنْ على أخي أن يُقتل هُوَ والأمراء الّذين حلفوا لمولانا السّلطان، وإنْ كان ولا بُدّ فتبعث عسكرا يكونون رِدْءًا له. فقال: المصلحة أنْ ترجعوا إِلَى بلادكم وتحصّنوها وتحتموا بالقِلاع إِلَى أنْ أمضي إِلَى مصر ونُرْبِع الخيلَ ونعود.
ثُمَّ تجهّز الأمير سيف الدّين بَلَبان الزَّيْنيّ إِلَى الرّوم ليُحضر من خُلّف بها من الأمراء والملك غياث الدّين، فَلَمَّا كان بالطّريق جاء الخبر بعَوْد البَرَوَاناه إِلَى الرّوم فِي خدمة منكوتمر وإخوته فِي ثلاثين ألفا. فردّ.
وأمّا شرف الدّين ابن الخطير فعزم على حرب منكوتمر، فسفّه الأمراءُ رأيَه وقالوا: كيف نلتقيه ونحن فِي أربعة آلاف؟ فعلم أنّه مقتول، فقصد قلعة

(50/21)


لؤلؤة ليحتمي بها، فَمَا مكَّنَه واليها من دخولها إلّا وحده ومعه مملوك، فَلَمَّا دخل قبض عليه وبعث به إِلَى البَرَوَاناه، فَلَمَّا دخل عليه شَتَمَه وبَصَق فِي وجهه، ورسّم عليه. ولمّا قدِمَ البَرَوَاناه جلس هُوَ والطّوامين تتاون، وكريه، وتقو، مجلسا عامّا، وأحضروا الملك غياث الدّين وأمراءه.
فقالوا: ما حملك على ما فعلت من خلْع أبْغا ومَيْلك إِلَى صاحب مصر؟
فقال: أنا صبيّ وما علِمتُ المصلحة. ورأيت الأمراء قد فعلوا شيئا، فخفْتُ إنْ خالفْتُهُم أن يمُسكوني.
فقام البَرَوَاناه إِلَى الطّواشي شجاع الدّين قابنا لالا السّلطان فذبحه بيده.
ثُمَّ إنّ الأمراء اعتذروا بأنّ ابن الخطير هُوَ الَّذِي فعل هَذَا كلّه، وخفنا أن يفعل بنا كما فعل بتاج الدّين كيوي. فسألوا شرف الدّين ابن الخطير فقال للبرواناه:
أنت حرّضتني على ذلك، وأنت كاتبت صاحب مصر، وفعلت وفعلت. فأنكر البَرَوَاناه ذلك. وكتب المقدَّمون بصورة ما جرى إِلَى أَبْغا ثُمَّ أمروا بضرب ابن الخطير بالسِّياط ويقرّروه بمن كان معه، فأقرّ على نور الدّين ابن جيجا، وسيف الدّين قلاوون، وعَلَم الدّين سنْجر الْجَمْدار، وغيرهم. فَلَمَّا تَحقّقّ البَرَوَاناه أنّه يقتل بإقرار ابن الخطير عليه، أوحى إليه يقول: مَتَى قتلوني لم يُبْقوك بعدي، فاعملْ على خلاصي وخلاصك بحيث أنّك تصرّ على الإنكار، واعتذر بأنّ اعترافك كان من ألم الضَّرْب.
ثُمَّ جاء الجواب بقتل ابن الخطير، فقُتل فِي جُمَادَى الأولى، وبُعِث برأسه إِلَى قُونية، وبإحدى يديه إِلَى أنكوريّة، وبالأخرى إِلَى أرزنكان. وقتلوا معه سيف الدّين قلاوون، والْجَمْدار، وجماعة كبيرة. وأثبتوا ذَنْبًا على طرقطاي، ففدى نفسه بأربعمائة ألف درهم وبمائتي فَرَس، على أن يَقُم بألف من المغل في الشّتاء [1] .
__________
[1] عيون التواريخ 21/ 91- 97.

(50/22)


[قتل القسّيس مرخسيا]
وفيها قتل مرخسيا النّصرانيّ القِسّيس، لا رحِم الله فِيهِ عُضْوا، وكان واصلا عند أبغا، متمكّنا منه، وله عليه دالّةٌ زائدة. وكان يُغريه بأذِيّة المسلمين. قتله مُعين الدّين محمود والي أرْزَنْكان [1] بأمر البَرَوَاناه، وقتل نيِّفًا وثلاثين نفسا معه من أهله وأتباعه [2] ، فلله الحمد.
[واقعة صاحبي مكة والمدينة]
وفيها تواقع أَبُو نُميّ صاحب مكّة، وجمّاز صاحب المدينة، فالتقوا على مَرّ الظَّهْران [3] ، وسببها أنّ إدريس بْن حسن بْن قَتَادَة صاحب اليَنْبُع، وهو ابن عمّ أبي نُمَيّ اتّفق هو وجمّاز على أبي نميّ، وسارا لقصده، فخرج وكسرهما، وأسر إدريس، وهرب جمّاز [4] .
[انتصار السلطان على التتار]
وَفِي شوّال قدِم السّلطان دمشق، ودخل حلب فِي أوّل ذي القعدة.
وسار ابن مجلّي بعسكر حلب فنزل على الفرات، وسار السّلطان بالجيوش فقطع الدَّرْبَنْد الرّوميّ، ووقع سُنْقُر الأشقر بثلاثة آلاف من التّتار، فالتقاهم فكسرهم، وأسر منهم، وصعِد العسكر الْجِبَال، وأشرفوا على صحراء البُلُسْتَيْن، فشاهدوا التّتار، قد رتّبوا عسكرهم أحد عشر طلبا [5] ، الطّلب
__________
[1] وتكتب «أرزنجان» .
[2] تاريخ الملك الظاهر 169، ذيل مرآة الزمان 3/ 229، المختار من تاريخ ابن الجزري 292.
[3] مرّ الظّهران: بفتح أوّله. موضع بينه وبين البيت الحرام ستة عشر ميلا. (الروض المعطار 531، 532) .
[4] تاريخ الملك الظاهر 165، ذيل مرآة الزمان 3/ 174.
[5] الطّلب: بضمّ الأول والثاني جمعه أطلاب. لفظ كردي. معناه الأمير الّذي يقود مائتي فارس في ساحة المعركة. وأول ما استعمل هذا اللفظ في الديار المصرية والشامية، أيام صلاح الدّين، ثمّ عدّل مدلوله فصار يطلق على الكتيبة من الجيش.

(50/23)


ألف، ومقدَّم الكُلّ النُّوِين [1] تناون [2] ، وعزلوا عَنْهُمْ عسكر الرّوم خوفا من مخامرتهم، فَلَمَّا التقى الجمعان حملت ميسرة التّتار فصدمت سناجق السّلطان، ودخلت طائفةٌ منهم، وحملوا على الميمنة، فَلَمَّا رَأَى ذلك السّلطان ردَفهم بنفسه وخاصكيّته، ثُمَّ رَأَى ميسرَته قد اضطربت، فردَفَها بطائفة، ثُمَّ حمل بالجيش حملة واحدة على التّتار، فترجّلوا وقاتلوا أشدّ قتال، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وانهزم الباقون فِي الجبال والوعر، فأحاطت بهم العساكر المنصورة، فقاتلوا حَتَّى قُتِلَ أكثرهم، وقُتِل من المسلمين جماعة، منهم الأمير ضياء الدّين ابن الخطير، وشرف الدّين قيران العلّانيّ، وعزّ الدّين أخو المحمّديّ، وسيف الدّين قلنجق [3] الشّشنْكِير [4] ، وعزّ الدّين أَيْبَك الشَّقِيفيّ [5] .
وأُسِر خلقٌ من التّتار، فمنهم على ما ذكر الملكٌ المؤيَّدُ [6] : سيف الدّين سلّار، وسيف الدّين قبجق، وسنذكر من أخبارهما.
ونجا البَرَواناه، وساق إِلَى قيصريّة، وذلك فِي ذي القعدة. واجتمع بصاحب الرّوم غياث الدّين وأعيان الدّولة وأخبرهم بكسرة التّتار، فاجتمع رأيهم على الانتقال إِلَى دوقات خوفا من مرور التّتار بهم وأذيّتهم [7] .
__________
[1] النّوين: بضمّ النون المشدّدة وكسر الواو.
[2] ويكتب: «تناوون» ، وفي الدرّة الزكية 198 «تتاوون» ، ومثله في السلوك ج 1 ق 2/ 628.
[3] في ذيل مرآة الزمان 3/ 177 «قلعق» ، وفي النهج السديد 55 ب، والدرّة الزكية 199 «قليج» ، وفي السلوك «قفجاق» .
[4] ويكتب: «الجاشنكير» .
[5] في النهج السديد «السنقزي» ، وفي الدرّة الزكية: «السقسيني» .
[6] في المختصر في أخبار البشر 4.
[7] تاريخ الملك الظاهر 169- 174، الروض الزاهر 456- 463، النهج السديد 54 ب- 56 أ، ذيل مرآة الزمان 3/ 175- 178، الدرّة الزكية 198- 200، تاريخ الدولة التركية، ورقة 11 و 12، المختصر في أخبار البشر 4/ 9، نهاية الأرب 30/ 350- 353، دول الإسلام 2/ 176، العبر 5/ 304، المختار من تاريخ ابن الجزري 285، درّة الأسلاك 1/ ورقة 49، تاريخ ابن الوردي 2/ 223، 224، البداية والنهاية 13/ 271، عيون التواريخ 21/ 91، تاريخ ابن خلدون 5/ 393، السلوك ج 1 ق 2/ 625، عقد الجمان (2) 153،

(50/24)


[فتح قيصرية]
وأمّا السّلطان فبعث سُنْقُرَ الأشقر إِلَى قيصريّة بأمان أهلها وإخراج السُّوقيّة، ثُمَّ رحل السّلطان، عَزّ نصرُه، إِلَى قيصريّة، فمرّ بقلاع، ونزل وُلاتُها إِلَى خدمته، ودخلوا فِي طاعته. وقدِم قيصريّة، وطلع الأعيان والأمراء والكبار والفضلاء على طبقاتهم وتلقّوه، وخرج به المسلمون، وكان يوما مشهودا. وركب يوم الجمعة للصّلاة، فدخل إِلَى مدينة قيصريّة، ونزل بدار السّلطنة [1] ، وجلس على سرير المملكة، وجلس بين يديه القضاة والعلماء على قاعدة مملكة الرّوم، ومدّوا سِماطًا عظيما، وخطبوا له، وضُرِبت السكّة باسمه [2] .
ثُمَّ بلغ السّلطان أنّ البَرَوَاناه كتب إِلَى أبغا يحرّضه على إدراك السّلطان الملك الظّاهر بالرّوم. وبلغه أيضا الغلاء الَّذِي بالبلد، فرحل عَنْهُ إِلَى الشّام [3] .
وممّن أسر المسلمون فِي وقعة البلستين من الكبار: مهذّب الدّين ابن البرواناه، وابن أُخته، والأمير نور الدّين جبريل [4] ، والأمير قُطْب الدّين محمود، والأمير سِراج الدّين إِسْمَاعِيل بْن جاجا، والأمير سيف الدّين سُنْقُر
__________
[ () ] النجوم الزاهرة 7/ 168، تاريخ ابن سباط 1/ 441، تاريخ الأزمنة 253، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 237.
[1] الحوادث الجامعة 187، تالي وفيات الأعيان 51، تاريخ الدولة التركية، ورقة 12، الجوهر الثمين 2/ 79.
[2] تاريخ الملك الظاهر 175، 176، حسن المناقب، ورقة 143 ب، 144 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 9، الدرّة الزكية 200، 201، نهاية الأرب 30/ 356، تاريخ الزمان 335، 336، تاريخ مختصر مختصر الدول 287، 288، الروض الزاهر 453- 471، دول الإسلام 2/ 176، العبر 5/ 305، المختار من تاريخ ابن الجزري 285، 286، ذيل مرآة الزمان 3/ 170، البداية والنهاية 13/ 271، 272، عيون التواريخ 21/ 93، 94 و 101، مرآة الجنان 4/ 174، زبدة الفكرة، ورقة 184 أ، تاريخ ابن خلدون 5/ 392، السلوك ج 1 ق 2/ 629- 631، عقد الجمان (2) 159- 162، النجوم الزاهرة 7/ 170- 173، تاريخ ابن سباط 1/ 441، 442، تاريخ الأزمنة 253، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 338.
[3] تاريخ الملك الظاهر 176، 177.
[4] هو جبريل بن جاجا.

(50/25)


شاه [1] الزُّوباشيّ، ونُصْرة الدّين بَهْمَن، وكمال الدّين إِسْمَاعِيل عارض الجيش، وحسام الدّين كباول [2] ، والأمير سيف الدّين الجاويش، وشهاب الدّين غازي التُّركُمانيّ [3] .
ومن أمراء التّتار: زيِرك [4] صهر أبْغا، وسرطق [5] ، وجركر [6] ، وتماديه، وسركوه [7] .
وأمّا صاحب الرّوم فتحوّل إِلَى دوقات، وهي حصينة، على أربعة أيّام من قيصريّة [8] .
ورجع الملك الظّاهر على المعركة، فسأل عن عدّة القتلى كم بلغت؟
فَقِيل: إنّ عدّة قتلى المغل ستّة آلاف وسبعمائة وسبعون نفسا [9] . وتعِب الجيش وقاسوا مشقَّةً عظيمة.
وكان على يَزَك الجيش عزّ الدّين أَيْبك الشَّيْخيّ، وكان قد ضربه السّلطان بسبب تقدُّمه، فتسحّب إلى التّتار [10] .
__________
[1] ويكتب: «سنقرجاه» (زبدة الفكرة، ورقة 383) ، وفيه «السيواسي» .
[2] في ذيل مرآة الزمان: «كاول» ، وفي الروض الزاهر «نولناول» ، وفي الدرّة الزكية «كيكاوك» ، وفي تاريخ الملك الظاهر «كياوك» ، ومثله في: زبدة الفكرة، ورقة 83 ب.
[3] تاريخ الملك الظاهر 173، تالي وفيات الأعيان 51 و 79، حسن المناقب، ورقة 144 أ.
[4] في الروض الزاهر «يربزك» والمثبت يتفق مع: تاريخ الملك الظاهر، وذيل مرآة الزمان، ونزهة الناظرين.
[5] ويكتب «صرطق» .
[6] في تاريخ الملك الظاهر، وذيل مرآة الزمان: «حبركر» ، وفي النهج السديد «حبركر» ، وفي زبدة الفكرة، ونزهة الناظرين «جدديه» ، والمثبت يتفق مع الروض الزاهر.
[7] في الأصل: «سرلده» ، وفي الروض الزاهر: «سردار» ، وفي النهج السديد «شركوه» ، وفي نزهة الناظرين «سيردكيه» ، والمثبت يتفق مع: تاريخ الملك الظاهر، وذيل مرآة الزمان.
وفي زبدة الفكرة، ورقة 83 ب «مردكيه» .
[8] تاريخ الملك الظاهر 173، 174، الروض الزاهر 462، ذيل مرآة الزمان 3/ 177، النهج السديد 56 أ، نزهة الناظرين 83 ب.
[9] تاريخ الملك الظاهر 178، الروض الزاهر 470، النهج السديد 58 أ، ذيل مرآة الزمان 3/ 183، عيون التواريخ 21/ 105، 106.
[10] تاريخ الملك الظاهر 177، الروض الزاهر 467، ذيل مرآة الزمان 3/ 181، 182، النهج

(50/26)


وجاء إِلَى السّلطان رسول البرواناه يستوقفه عن الحركة، فكان جوابه:
إنّا قد عرفنا طُرُق الرّوم وبلاده، وما كان جلوسنا على تخت المُلْك رغبة فِيهِ إلّا لنُعْلِمَكُمْ أنّه لا عائق لنا عن شيءٍ نريده بحول الله وقوّته [1] .
ثُمَّ قطع السّلطان الدَّربَنْد وعبر النَّهر الأزرق، وقدم الشّام في آخر العام [2] .
[أخْذ قونية]
ولمّا بلغ شمس الدّين ابن قرمان وقعةُ البُلُسْتَيْن جمع وحشد، وقصد أقْصرا ونازلها، ثُمَّ قصد قُونية ومعه ثلاثة آلاف فارس فنازلها، ورفع السّناجق الظّاهريّة، وأحرق بابها، ودخلها يوم عَرَفَه، فنهب دُور الأمراء والنّائب، ثُمَّ ظفر بنائبها، فعذّبه وقتله، وعلّق رأسه. وأقام بقُونية سبعة وثلاثين يوما [3] .
[مذبحة أبغا بأهل قيصريّة]
وأمّا الملك أبغا فإنّه أسرع إِلَى الرّوم فوافى البُلُسْتَيْن على أثر رجوع الملك الظّاهر، فشاهد القتلى، فبكى وأنكر على البرواناه كوْنه لم يعرّفه بجَلِية الأمر، فقال: لم أعرف. فلم يقبل قوله، وحنق عليه، وبعث أكثر جيشه إِلَى جهة الشّام، وكان معه أيْبك الشَّيْخيّ، فقال له: أرني مكان ميمنتكم وميسرتكم، فأراه، فقال: ما هَذَا عسكرٌ يكفيه هَذِهِ الثّلاثون ألفا الّتي معي. ثُمَّ بعث يجمع العساكر. وكان قد هلك لهم خيلٌ كثيرة. ثُمَّ عطف، لعنه الله، على قيصريّة فخرج إليه القُضاة والعُلماء، فقال: كم للملك الظّاهر عنكم؟
__________
[ () ] السديد 57 أ، نهاية الأرب 30/ 357.
[1] تاريخ الملك الظاهر 178، نهاية الأرب 30/ 357.
[2] تاريخ الملك الظاهر 179، الروض الزاهر 472، المختصر في أخبار البشر 4/ 10، ذيل مرآة الزمان 3/ 183، النهج السديد 58 أ، حسن المناقب، ورقة 144 ب، نهاية الأرب 30/ 358.
[3] تاريخ الملك الظاهر 179- 181، الروض الزاهر 471، ذيل مرآة الزمان 3/ 185، تاريخ مختصر الدول 288، تاريخ الزمان 336، تاريخ ابن سباط 1/ 443، 444.

(50/27)


قَالُوا: خمسة وعشرون يوما. وعزم على قتْل أَهْل قيصريّة فلاطَفُوه، وقالوا:
هَؤُلَاء رعيّة لا طاقة لهم بدفع جيش. فلم يقبل هَذَا العُذر، وقتل جماعة من الأعيان صبْرًا. ثُمَّ أمر عسكره بالقتل والنَّهْب فِي البلد [1] .
قَالَ قُطْبُ الدّين فِي «تاريخه» [2] : فيقال إنّه قُتِلَ من الرّعيّة ما يزيد على مائتي ألف، وقيل خمسمائة ألف من قيصريّة إِلَى أرزن الرّوم [3] . وممّن قُتِلَ:
القاضي جلال الدّين حبيب. فَمَا قوّم دخول السّلطان وحُكمه على الرّوم أسبوعا بما جرى على أهلها [4] . فلا حول ولا قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم.
__________
[1] زبدة الفكرة، ورقة 185 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 12، الدرّة الزكية 205، نهاية الأرب 30/ 361، 362، تاريخ مختصر الدول 288، تاريخ الزمان 336، تاريخ الملك الظاهر 162- 164 و 181- 184، تالي وفيات الأعيان 79، 80، الروض الزاهر 462، المختصر في أخبار البشر 4/ 9، 10، دول الإسلام 2/ 176، العبر 5/ 305، المختار من تاريخ ابن الجزري 287، 298، ذيل مرآة الزمان 3/ 171، 172، تاريخ ابن الوردي 2/ 224، مرآة الجنان 4/ 174، البداية والنهاية 13/ 272.
[2] في ذيل مرآة الزمان 3/ 171.
[3] الدرة الزكية 206.
[4] تاريخ الملك الظاهر 181، 182، النهج السديد 159، ذيل مرآة الزمان 3/ 186، التحفة الملوكية 85، الجوهر الثمين 2/ 79.

(50/28)


سنة ستٍّ وسبعين وستّمائة
[دخول السلطان دمشق]
دخل السّلطان دمشق فِي سابع المحرَّم، فدخل القلعة، ثُمَّ نزل إِلَى قصره [1] .
[المشورة فِي أمر التتار]
وتواترت الأخبار بوصول أبغا إِلَى البُلُسْتَيْن، فضرب السّلطان مشورة ووقع الاتّفاق على الخروج من دمشق بالعساكر المنصورة، وملتقى أبغا حيث كان. وأمر بالدِّهليز فضُرب على القصر. ثُمَّ بلغه رجوع أبْغا، فأمر بردّ الدّهليز [2] .
[وفاة الملك الظاهر]
وجلس فِي رابع عشر المحرَّم بالقصر فرِحًا مسرورا يشرب القُمز، فتوعّك عقيب ذلك اليوم وتقيّأ، فعسُر عليه القيء، ثُمَّ ركب لكي ينشط فقوي به الألم ومرض، واشتكى فِي اليوم الثّالث حرارة باطنِه، ثُمَّ أجمعت الأطبّاء على استفراغه، فسَقَوْه دواء، فلم ينجع، فحرّكوه بدواءٍ آخر كان سببا لإفراط إسهاله، وضعُف، والحمَّى تتضاعف، فتخيّل خواصُّه أنّ كبده تتقطّع، وأنّه سُمّ، فسقوه جواهر فِي اليوم السّادس [3] . وكانت المرضة ثلاثة عشر يوما.
__________
[1] زبدة الفكرة، ورقة 86 ب، حسن المناقب، ورقة 144 ب، عيون التواريخ 21/ 131، السلوك ج 1 ق 2/ 635، النجوم الزاهرة 7/ 174.
[2] تاريخ الملك الظاهر 221، 222، المختصر في أخبار البشر 3/ 10، الدرّة الزكية 208، تاريخ ابن سباط 1/ 445.
[3] وقال صاحب الحوادث الجامعة 188 «قيل إنه لما عاد من بلاد الروم نزل قريبا من حماة،

(50/29)


ومات رحمه الله وعفا عَنْهُ، كما هُوَ مؤرَّخ فِي ترجمته فِي المحرَّم [1] .
[سلطنة الملك السعيد]
وَفِي سادس عشر ربيع الأوّل ركب السّلطان الملك السّعيد بأُبَّهة الملك، وخلع على الأمراء، وله نحو ثمان عشرة سنة [2] .
[القبض على سُنقر والبَيْسري]
وَفِي الخامس والعشرين من ربيع الأوّل قبض الملك السّعيد على سنقر الأشقر والبيسريّ، وسجنهما [3] .
__________
[ () ] وعزم على قتل أمير من أمرائه كان مقطع بعلبكّ، فجلس معه يشرب القمز، فأمر أن يوضع له في قدحه السّمّ، فلما شربه نهض البندقدار لحاجة، فلما عاد سقاه الساقي في ذلك القدح، ولم يكن يعرف بالقضية، فلما شربه أحسّ بالشرّ، فأنكر ذلك على من عرف به كيف لم يكسر القدح، وأراد قتله، ثم أمسك عنه، ونهض صاحب بعلبكّ نحو منزله فهلك، ومرض البندقدار، فسار نحو دمشق واستحلف الأمراء لولده، وعهد إليه، ولقّبه الملك السعيد، وعاش بعد ذلك شهرا ومات وهو يستغيث من الحرّ واللهيب» .
[1] ستأتي ترجمته في وفيات سنة 676 هـ. وهناك أحشد مصادرها.
[2] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 ب، 68 أ، التحفة الملوكية 86، زبدة الفكرة، ورقة 87 ب، الفضل المأثور، ورقة 13 ب، 14 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 12، نزهة المالك والمملوك، ورقة 63 ب.، المختصر في أخبار البشر 4/ 11، الدرّة الزكية 219، نهاية الأرب 30/ 369، منتخب الزمان 2/ 361، العبر 5/ 307، الجوهر الثمين 2/ 85، السلوك ج 1 ق 2/ 641، 642، عقد الجمان (2) 185.
[3] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 أ، التحفة الملوكية 87، زبدة الفكرة، ورقة 89 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 12، المختصر في أخبار البشر 3/ 11، الدرّة الزكية 219، نهاية الأرب 30/ 372، تاريخ ابن الوردي 2/ 226، السلوك ج 1 ق 2/ 643، عقد الجمان (2) 186، 187، النجوم الزاهرة 7/ 262، 263، تاريخ ابن سباط 1/ 456، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 343، الجوهر الثمين 2/ 85، 86، عيون التواريخ 21/ 133، عقد الجمان (2) 186.

(50/30)


[نيابة الفارقاني]
وكان قبل ذلك بأيّام قد مات نائب السّلطنة بيليك الخَزْنَدَار، فولّى مكانه شمس الدّين آق سنقر الفارقانيّ [1] .
[قدوم رُسُل بركة]
وفيه قدِمتْ رُسُل بركة فِي البحر، وطلعوا من الإسكندريّة.
[القبض على الفارقاني]
وَفِي ربيع الآخر قبض السلطان على نائبة الفارقانيّ فِي جماعةٍ من الأمراء وحُبِسوا، وولّى نيابةَ السّلطنة الأمير شمس الدّين سُنْقُر الألفيّ [2] .
[الإفراج عن سنقر والبيسري]
وفيه أفرج السّلطان عن سُنْقُر الأشقر وبَيْسَريّ، وخلع عليهما، ورضي عَنْهُمَا [3] .
[اختلاف الآراء على الملك السعيد]
وَفِي جُمَادَى الآخرة قبض السّلطان على خاله بدْر الدّين بركة خان لأمرٍ نَقَمَه عليه، ثُمَّ أطلقه بعد عشرة أيّام. وبقيت الآراء مختلفة، وكلّ واحد يشير
__________
[1] التحفة الملوكية 87، زبدة الفكرة، ورقة 88 ب، المختصر في أخبار البشر 3/ 11، وفيه «تتليك الخزندار» ، نهاية الأرب 30/ 372، الجوهر الثمين 2/ 85، عيون التواريخ 21/ 133، السلوك ج 1 ق 2/ 643، عقد الجمان (2) 185.
[2] التحفة الملوكية 87، زبدة الفكرة، ورقة 88 ب، 89 أ، ب.، تاريخ الدولة التركية، ورقة 12، الدرّة الزكية 220، نهاية الأرب 3/ 373، الجوهر الثمين 2/ 86، عيون التواريخ 21/ 133، السلوك ج 1 ق 2/ 644.
[3] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 أ، التحفة الملوكية 87، الدرّة الزكية 220، نهاية الأرب 30/ 373، عيون التواريخ 21/ 133.

(50/31)


على السّلطان بما يوافق هواه، والسّلطان شابّ غرّ بالأمور [1] .
[دفن الملك الظاهر]
وعُمِلت التُّرْبة الظّاهريّة بدمشق، وبالَغُوا فِي الإسراع فِي إنشائها، ونقل تابوت المرحوم الملك الظّاهر من دمشق إِلَى تُربته ليلا ومعه نائب السّلطنة عزّ الدّين أَيْدمر، ومن الخواصّ دون العشرة [2] .
[قضاء القضاة فِي مصر]
وَفِي ذي القعدة عُزل القاضي محيي الدّين عَبْد الله ابن قاضي القضاة شرف الدّين ابن عين الدّولة عن قضاة مصر وأعمالها، ثُمَّ أضيف ذلك إِلَى قاضي القضاة تقيّ الدّين ابن رزين، فلم يفرد بعد ذلك قضاة مصر عن قضاء القاهرة [3] .
[قضاء الشام]
وَفِي ذي الحجّة وُلّي قضاء الشام ابن خَلِّكان وصرف ابن الصّائغ، رحمهما الله [4] .
__________
[1] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 66 ب، التحفة الملوكية 87، زبدة الفكرة، ورقة 88 ب، 89 أ، الفضل المأثور، ورقة 15 أ- 16 أو 16 ب- 18 أ، المختصر في أخبار البشر 3/ 11، نهاية الأرب 30/ 373، عيون التواريخ 21/ 133، السلوك ج 1 ق 2/ 645.
[2] عيون التواريخ 21/ 134، السلوك ج 1 ق 2/ 646.
[3] نهاية الأرب 30/ 375، عيون التواريخ 21/ 134، السلوك ج 1 ق 2/ 647.
[4] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 أ، نهاية الأرب 30/ 375، 376، عيون التواريخ 21/ 134، السلوك ج 1 ق 2/ 647.

(50/32)


سنة سبع وسبعين وستمائة
[الترحيب بالقاضي ابن خلّكان بدمشق]
فدخل قاضي القضاة ابن خَلِّكان دمشق فِي أوّل العام، وتلقّاه نائب السّلطان والدّولة والأعيان، وفرح الأكابر بمَقْدَمِه، ومدحه غيرُ واحدٍ من الشّعراء، وتكلَّم نور الدّين ابن مُصْعَب، وأنشأ هَذِهِ الأبيات:
رأيت أَهْل الشّام طُرًّا ... ما فيهم قَطُّ غيرُ راضِ
نالهم الخيرُ بعد شَرّ ... فالوقتُ بسْطٌ بلا انقباضِ
وعُوِّضوا فرحة بحُزْنِ ... قد [1] أنصف الدّهرُ فِي التّقاضي
وسَرَّهم بعد طول غمٍّ ... قدومُ قاضٍ وعَزْلُ قاض
فكُّلهُم شاكرٌ وشاكٍ ... لحالِ مستقبل وماضي [2]
[التدريس فِي الظاهرية بدمشق]
وَفِي صفر أُديرت المدرسة الظّاهرية بدمشق، ولم تكن كملت عمارتُها، وكانت قبل ذلك دار إمرة، وتُعرف بدار العقيقيّ، فاشتُريت، فدرّس للشّافعية الشّيخ رشيد الدّين الفارقيّ، ودرّس للحنفيّة الشّيخ صدر الدّين سُلَيْمَان [3] .
[قضاء الحنفية بدمشق]
وَفِي جُمَادَى الأولى ولي قضاء الحنفيّة بدمشق الشّيخ صدر الدّين
__________
[1] في عيون التواريخ 21/ 170 «من» .
[2] الخبر والأبيات في: عيون التواريخ 21/ 170، وذيل مرآة الزمان 3/ 294، والبداية والنهاية 13/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 114.
[3] عيون التواريخ 21/ 171، ذيل مرآة الزمان 3/ 295، عقد الجمان (2) 199.

(50/33)


سُلَيْمَان، بعد وفاة ابن العديم، فتُوفّي بعد ثلاثة أشهر، ووُلّي بعده القاضي حسام الدّين الرّوميّ [1] قاضي ملطية [2] .
[التدريس بالنجيبيّة]
وَفِي ذي القعدة أديرت المدرسة النّجيبيّة، وهي صغيرة، إِلَى جانب المدرسة النُّوريّة فدرّس بها قاضي القضاة ابن خلّكان مديدة، ثمّ نزل عنها لولده [3] .
[فتح الخانكاه النجيبيّة]
وفتحت أيضا الخانكاه النّجيبيّة، وكان سبب تأخّر فتح المكانين عن تاريخ وفاة النُّجِيبيّ شُمُول الحَوْطة على التَّرِكة والوقْف [4] .
[عبور الملك السعيد إِلَى قلعة دمشق]
وَفِي خامس ذي الحجّة كان عبور السّلطان الملك السّعيد إلى قلعة دمشق، وكان يوما مشهودا، وعُمِلت القباب، وفرح النّاس ودعوا له دعاء كثيرا، وسُرّوا به سرورا زائدا لجودته ولِينه [5] .
[وزارة السنجاري بمصر]
وَفِي يوم عَرَفَه باشر الوزارة بمصر القاضي برهانُ الدّين الخَضِرُ بْن الْحَسَن السّنْجاريُّ بحُكم وفاة الوزير بهاء الدّين ابن حنّا [6] بمقتضى مرسوم سلطانيّ [7] .
__________
[1] في عيون التواريخ 21/ 171، وذيل مرآة الزمان 3/ 295 «حسام الدين الرازيّ» .
[2] تاريخ ابن الفرات 7/ 115، عقد الجمان (2) 200.
[3] عيون التواريخ 21/ 172، 173، عقد الجمان (2) 200.
[4] عيون التواريخ 21/ 173، عقد الجمان (2) 200.
[5] الدرّة الزكية 225، نهاية الأرب 30/ 385، منتخب الزمان 2/ 361، العبر 5/ 313، الجوهر الثمين 2/ 86، عيون التواريخ 21/ 173، السلوك ج 1 ق 649، عقد الجمان (2) 200، 201.
[6] في الأصل: «جنّي» .
[7] الدرّة الزكية 225، نهاية الأرب 30/ 389، عيون التواريخ 21/ 172، ذيل مرآة الزمان

(50/34)


[وزارة ابن القيسراني بالشام]
وَفِي هَذَا الشّهر وُلّي الوزارة بالشّام الصّاحبُ فتْح الدّين ابن القَيْسرانيّ، وبسط يده، وأمر القُضاة بالرّكوب معه أوّل مباشرته [1] .
[الإغارة على بلاد سيس]
وبعث السّلطان شطر الجيش للإغارة على بلاد سِيس، وعليهم الأمير الكبير سيف الدّين قلاوون [2] .
[إسقاط المقرَّر على الأمراء]
وبقي السّلطان يتردّد إِلَى المرج والرنيقة للفُرْجة. وجلس بدار العدل، وأسقط ما قرّره أَبُوهُ على الأمراء، فسُرَّ النّاس ودعوا له على هَذِهِ الحَسَنَة العظيمة [3] ، ولعلّ الله قد رحمه بها.
[ولاية شدّ الشام]
وفيها عُزِل عن الشّدّ بكتوت الأقرعيّ، وأرسل إلى حلب على خبز الأمير علم الدّين الدّواداريّ، ثُمَّ أُحضر الدّواداريّ وأعطي شدّ الشّام، فباشره أواخر ذي الحجّة.
__________
[3] / 296، السلوك ج 1 ق 2/ 649.
[1] عقد الجمان (2) 201.
[2] التحفة الملوكية 88، الفضل المأثور، ورقة 16 ب، 17 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 11، دول الإسلام 2/ 178، ذيل مرآة الزمان 4/ 2، الدرّة الزكية 225، تاريخ ابن الوردي 2/ 126، عيون التواريخ 21/ 171، 172، النور اللائح لابن القيسراني (بتحقيقنا) 56، السلوك ج 1 ق 2/ 650، تاريخ بيروت لصالح بن يحيى 70، عقد الجمان (2) 201، النجوم الزاهرة 7/ 256، تاريخ ابن سباط 1/ 457، تاريخ الأزمنة 256، منتخب الزمان 2/ 361.
[3] تالي وفيات الأعيان 52.

(50/35)


سنة ثمان وسبعين وستمائة
[قضاء المالكية بدمشق]
فِي المحرَّم ولي قضاء المالكيّة بدمشق الَّذِي كان ينوب عن الشَّيْخ زين الدّين الزَّواويّ، وهو جمال الدّين أبو يعقوب الزَّواويّ.
[ولاية دمشق]
وفيه ولي ولاية دمشق عزّ الدّين ابن أبي شيحا، وعُزِل الأمير ناصر الدّين الحرّانيّ.
[وقوع الخلاف بين الخاصكية والسلطان]
وَفِي ربيع الأوّل وقع الخُلْف بين الخاصكيّة بدمشق وعجز السّلطان عن تلافي ذلك، وخرج عن طاعته نائبة الأمير سيف الدّين كَوُنْدُك، وتقدَّم بالّذين التفّوا عليه نحو القُطَيِّفة [1] ، ومعه نحو أربعمائة من الظّاهرية، وفيهم فرسان وشجعان، فنزل بالقُطَيِّفة ينتظر الجيش الّذين فِي سِيس، فقِدموا، واتّصل بهم كَوُنْدُك وأصحابه، ونزل الكلّ بَعْذرا، ثُمَّ راسلوا السّلطان فِي معنى الخُلْف الَّذِي حصل [2] . وكان كَوُنْدُك مائلا إِلَى البيسريّ، ولمّا اجتمع به وبالأمير سيف الدّين قلاوون وغيرهما من الكبار أوحى إليهم ما وَغَر صُدُورَهم وخوّفهم من خواصّ الملك السّعيد، وأنّ نِيَّتهم نَحْسة، وأنّ السّلطان موافق
__________
[1] القطيّفة: قرية دون ثنيّة العقاب بينها وبين النبك، في سورية. (انظر معجم البلدان) ويلفظها الناس الآن: «القطيفة» بتخفيف الياء.
[2] الخبر في: الفضل المأثور لشافع بن علي، ورقة 17 أ- 20 ب.، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 13، والعبر 5/ 317، والجوهر الثمين 2/ 86، 87.

(50/36)


لما يختارونه. وكثُر القول، ونفّر الخواطر. فاقترح الأمراء على السّعيد إبعاد الخاصكيّة عَنْهُ وتَفرُقهم، فلم يُجِب إِلَى ذلك عجزا عَنْهُمْ، وخوفا من العاقبة، وحار فِي أمره، وصار وحيدا، فرحل الجيش من عذرا، وساروا على المرج إِلَى الكسْوة، وتردّدت الرُّسُل بينهم. ثُمَّ ساروا إِلَى مرج الصُّفَّر، ففارقهم نائب دمشق عزّ الدّين أَيْدمر، ومعه أكثر عسكر دمشق، ودخلوا البلد، فبعث السّلطان أمّه بِنْت بركة خان فِي محفَّة، وَفِي خدمتها سُنْقُر الأشقر، فإنّه كان مقيما بدمشق عند السّلطان، فتلقَّتْها الأمراء، وقبّلوا الأرض أمام المحفّة، فكلّمتهم فِي الصُّلح وحلفت لهم على بطلان ما نُقِل إليهم، وأنّ السّلطان يعرف حقّهم. فاشترطوا شروطا كثيرة التزمت لهم بها، وعادت إِلَى ولدها، وعرّفته الصّورة، فمنعه من حوله من الخاصكيّة من الدّخول تحت تلك الشّروط، وقالوا: قصْدُهم إبعادنا ليتمكّنوا منك ويعزلوك. ولم يتّفق أمرٌ [1] ، وترحّل العسكر طالبين الدّيار المصريّة، فساق السّلطان جريدة فِي طلبهم، فبلغ رأس الماء، فوجدهم قد أبعدوا، فعاد من آخر النّهار، ودخل القلعة ليلا، وأصبح فِي غرّة ربيع الآخر، فسافر بمن بقي معه من الجيش المصريّ والشّاميّ فِي طلبهم، وسيّر والدته وخزائنه إِلَى الكرك. ووصل إِلَى بلبيس فِي خمسة عشر يوما. وقد دخل أولئك القاهرة، ورجع نائب دمشق وأكثر الأمراء إِلَى الشّام. وساق هُوَ إِلَى قلعة مصر، فوجد العساكر محدقة بالقلعة، وكان بها نائبة الأمير عزّ الدّين الأفرم، فحصل بينهم مقاتلة يسيرة، وحمل به الأمير علم الدّين سنْجر الحلبيّ، وشقَّ الأطلاب، وفتح له الأفرم وطلع إِلَى القلعة، وقتل جماعة يسيرة، وبقي جماعة مِمَّنْ كان مع السّلطان برّا، فاحتاجوا أن ينضمّوا إِلَى سائر العسكر [2] .
__________
[1] زبدة الفكرة، ورقة 91 أ- 92 أ، الفضل المأثور، ورقة 20 ب- 21 ب.، نزهة المالك والمملوك، ورقة 63 ب.، الدرّة الزكية 227، 228، نهاية الأرب 30/ 393، الجوهر الثمين 2/ 87، 88، عيون التواريخ 21/ 219- 222، ذيل مرآة الزمان 4/ 1، السلوك ج 1 ق 2/ 651.
[2] الجوهر الثمين 2/ 88، 89.

(50/37)


وأمّا سُنْقُر الأشقر فإنّه انعزل بالمَطَرِيّة بطُلُبهِ، وحاصروا القلعة، وقطعوا عَنْهَا الماء الَّذِي يطْلُع فِي المدارات، وزحفوا عليها، وجدّوا فِي ذلك. فرأى السّلطان تخلّي من يرجو نصره عَنْهُ، وتخاذُلّ من بقي معه وأنّه عاجز [1] .
[مشاركة قلاوون الملك السعيد فِي السلطنة]
وكان مُقَدَّم الجيش الَّذِي قام على الملك السّعيد حموُه الأمير سيف الدّين قلاوون، فجرت المراسلات على أن يخلع نفسه ويسلطنوا [2] أخاه سلامش، وأن يُعْطوا للسّعيد الكَرَك، ويُعطوا أخاه الشَّوْبَك، يعني نجم الدّين خضِر، فبعث عَلَم الدّين الحلبيّ وتاج الدّين ابن الأثير الكاتب إليهم، وحلفوا له على ذلك، ونزل من القلعة.
وكان الحصار يومين، فعقدوا له مجلسا لخلْعه من المُلْك، وأحضروا الفُقهاء والعُلماء والأمراء، وعملوا محضرا بخلعه، وكتبوا به نُسخًا، ورتّبوا فِي السّلطنة أخاه بدْر الدّين سلامش، وهو ابن سبْع سنين، وجعلوا أتابكه الأمير سيف الدّين قلاوون، وحلفت الأمراء له ولأتابكه [3] .
[ضرْب السكّة]
وضُرْبت السّكَة باسمه على وجهٍ، وباسم أتابكه على وجهٍ، ودُعي لهما معا في الخطبة [4] .
__________
[1] الجوهر الثمين 2/ 88، عيون التواريخ 21/ 222، ذيل مرآة الزمان 4/ 5، السلوك ج 1 ق 2/ 655، عقد الجمان (2) 220، 221.
[2] في الأصل: «ويسلطنون» .
[3] التحفة الملوكية 90، زبدة الفكرة، ورقة 96 أ، الفضل المأثور، ورقة 25 ب، 26 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 12- 14، الدرّة الزكية 228، 229، نهاية الأرب 30/ 395- 398، منتخب الزمان 2/ 362، العبر 5/ 318، عيون التواريخ 21/ 222، ذيل مرآة الزمان 4/ 5، السلوك ج 1 ق 2/ 656، عقد الجمان (2) 221.
[4] زبدة الفكرة، ورقة 96 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 14، المختصر في أخبار البشر 4/ 12، نهاية الأرب 30/ 399، العبر 5/ 318، عيون التواريخ 21/ 222، 223.

(50/38)


[نفي الملك السعيد إِلَى الكرك]
وتوجّه السعيد إِلَى الكرك [1] ، وقد زال مُلْكه وعليه صورة تسليم. ثُمَّ أعيد إِلَى القلعة من الغد لأمرٍ أرادوه، ثُمَّ سيّروه ليلا.
[انحياز سُنْقر إِلَى قلاوون]
وجاء سُنْقر الأشقر، واجتمع بالأتابك سيف الدّين، وصار معه [2] .
[القبض على نائب دمشق]
وجاءت الأخبار إِلَى دمشق قبل وصول نائبها أيْدمر، فقدِم دمشق فِي أوّل جُمَادَى الأولى، فخرج يتلقّاه الأمير جمال الدّين أقوش الشّمسيّ، فقبض هُوَ وجماعة من الأمراء على نائب السّلطنة عزّ الدّين أيْدمر عند المصلّى، وفصلوه عن الموكب، ودخلوا به من باب الجابية، ورسّموا عليه بدار عند مئذنة فيروز إِلَى العشيّ، وحبسوه بالقلعة. وكان بها الأمير علم الدّين الدُّوَيْداريّ، أعني بدمشق والقلعة، قد استنابه الملك السّعيد عليها مدّة غيبة نائبها عزّ الدّين [3] .
__________
[1] تالي وفيات الأعيان 52، تاريخ الدولة التركية، ورقة 14، نزهة المالك والمملوك، ورقة 63 ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 12، نهاية الأرب 30/ 398، تاريخ ابن الوردي 2/ 226، 227، ذيل مرآة الزمان 4/ 504، الدرة الزكية 229، عيون التواريخ 21/ 221- 223، البداية والنهاية 13/ 287، السلوك ج 1 ق 2/ 652- 665، عقد الجمان (2) 215- 222، النور اللائح 57، النجوم الزاهرة 7/ 267- 269، تاريخ ابن سباط 1/ 468، 469، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 345، 346، منتخب الزمان 2/ 362، الجوهر الثمين 2/ 89، تاريخ ابن الفرات 7/ 146، 147.
[2] عيون التواريخ 21/ 223.
[3] المختصر في أخبار البشر 4/ 12، الدرّة الزكية 229، 230، منتخب الزمان 2/ 362، عيون التواريخ 21/ 223، 224.

(50/39)


[عزل قضاة مصر]
وفيه عزل قضاة مصر الثلاثة معا، تقيّ الدّين بْن رزين الشّافعيّ، ونفيس الدّين ابن شُكر المالكيّ، ومُعِزّ الدّين النُّعمان الحنفيّ [1] .
[نيابة سُنْقر بدمشق]
وَفِي ثالث جُمَادَى الآخرة قدِم سُنْقر الأشقر نائبا على دمشق [2] ، وقُرِّر الدَّواداريَّ مُشِدًّا كما كان.
[سلطنة السلطان الملك المنصور]
في الحادي والعشرين من رجب شالوا سلامش من السّلطنة من غير نزاع، وبايعوا المولى السّلطان سيف الدّين قلاوون الصّالحيّ التُّركيّ، المعروف بالألْفيّ. ولُقِّب بالملك المنصور، وحلف له الأمراء البيسريّ، والحلبيّ، ولم يختلف عليه اثنان [3] .
[القبض على ابن القيسراني]
وَفِي رجب قُبض على الصّاحب فتح الدّين ابن القيسرانيّ [4] .
__________
[1] نهاية الأرب 30/ 399، عيون التواريخ 21/ 224، السلوك ج 1 ق 2/ 657، عقد الجمان (2) 224.
[2] التحفة الملوكية 90، زبدة الفكرة، ورقة 96 أ، الفضل المأثور، ورقة 33 ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 12، الدرّة الزكية 231، نهاية الأرب 30/ 399، تذكرة النبيه 49، منتخب الزمان 2/ 362، العبر 5/ 318، أمراء دمشق في الإسلام 40 رقم 130، ذيل مرآة الزمان 4/ 7، عيون التواريخ 21/ 224، السلوك ج 1 ق 2/ 657، عقد الجمان (2) 224.
[3] التحفة الملوكية 91، زبدة الفكرة، ورقة 97 أ، الفضل المأثور، ورقة 26 ب، 27 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 15 أ، نزهة المالك والمملوك، ورقة 63 ب، 64 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 12، 13، الدرّة الزكية 231، 232، نهاية الأرب 31/ 7- 9، منتخب الزمان 2/ 362، العبر 5/ 319، الجوهر الثمين 2/ 90، عيون التواريخ (2) 224، السلوك ج 1 ق 3/ 663، عقد الجمان (2) 223 و 226، أخبار الدول 2/ 273.
[4] نهاية الأرب 30/ 399، السلوك ج 1 ق 2/ 658، عقد الجمان (2) 236.

(50/40)


[تحليف الأمراء]
ثُمَّ وصل أمير يُحلّف أمراء الشّام فحلفوا. وقيل إنّ سُنْقر الأشقر لمّا حلف الأمراء لم يحلف هُوَ وكاسر، ولم يُرْضِه ما جرى، ودُقّت البشائر بدمشق يوم السّابع والعشرين من رجب وزُيّن البلد [1] .
[عزل السنجاري عن وزارة مصر]
وَفِي شعبان عُزِل برهان الدّين السّنْجاريّ عن وزارة مصر بالصّاحب فخر الدّين إِبْرَاهِيم بْن لُقمان صاحب ديوان الإنشاء [2] .
[حبس أيدمر الظاهريّ]
وفيه سُيِّر الأمير عزّ الدّين أيْدمر الظّاهريّ من قلعة دمشق فِي محفّة متمرِّضًا إِلَى مصر، فحُبِس بقلعتها [3] .
[حجّ الركْب الشامي]
وَفِي شوّال خرج الرَّكْب الشّاميّ وأميرهم عماد الدّين يوسف ابن الشّقاريّ، وحجّ الشَّيْخ شمس الدّين شيخ الجبل، وطائفة من الحنابلة، وحجّ أبي وخالي.
وحدَّثني أبي أنّهم رأوا الملك السّعيد يسيّر بظاهر الكرك في أواخر شوّال.
__________
[1] نزهة المالك والمملوك، ورقة 64 أ، عيون التواريخ 21/ 225، ذيل مرآة الزمان 4/ 10، عقد الجمان (2) 226.
[2] نهاية الأرب 31/ 12، تذكرة النبيه 51، عيون التواريخ 21/ 225، ذيل مرآة الزمان 4/ 10، السلوك ج 1 ق 3/ 666، عقد الجمان (2) 226.
[3] نهاية الأرب 31/ 13، ذيل مرآة الزمان 4/ 225، الدرّة الزكية 234، تشريف الأيام والعصور 59، البداية والنهاية 13/ 289، عيون التواريخ 21/ 225، السلوك ج 1 ق 3/ 668، تاريخ ابن سباط 1/ 472.

(50/41)


[موت الملك السعيد]
قلت: ثُمَّ مات فِي منتصف ذي القعدة أو فِي عاشره، وعُمِل عزاؤه بمصر، وحضر السّلطان وهو لابسٌ البياض [1] .
[سلطنة سُنْقر الأشقر بدمشق]
وَفِي الرّابع والعشرين من ذي الحجّة ركب نائب السّلطنة شمس الدّين سُنْقر الأشقر الصّالحيّ بعد العصر من دار السّعادة وبين يديه جماعةٌ من الأمراء والْجُنْد، ودخل البلد، فأتى باب القلعة فهجمها راكبا، ودخل وجلس على تخت المُلْك، وحلفوا له، وتلقّب بالملك الكامل. ودُقّت البشائر بعد ساعة، ونودي فِي البلد. بسلطنته، وكان محبَّبًا إِلَى النّاس. وحلف له القضاة والأكابر [2] . وقبض على الوزير تقيّ الدّين البيّع، وكان له فِي الوزارة شهرا ونصفا، واستوزر مجدَ الدّين ابن كُسَيْرات. ولم يحلف له الأمير رُكْن الدّين
__________
[1] تالي وفيات الأعيان 52، الفضل المأثور، ورقة 32 أ، ب.، تاريخ الدولة التركية، ورقة 15 ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 13، الدرّة الزكية 234، نهاية الأرب 31/ 25، 26، تذكرة النبيه 1/ 53، ذيل مرآة الزمان 4/ 32، زبدة الفكرة، ورقة 101 أ، دول الإسلام 2/ 180، العبر 5/ 321، تاريخ ابن الوردي 2/ 227، البداية والنهاية 13/ 289، 290، عيون التواريخ 21/ 236، الوافي بالوفيات 2/ 248، مرآة الجنان 4/ 190، الجوهر الثمين 2/ 93، مآثر الإنافة 2/ 124، درّة الأسلاك 1/ ورقة 60، تاريخ ابن الفرات 7/ 165، السلوك ج 1 ق 3/ 669، عقد الجمان (2) 232، النجوم الزاهرة 7/ 259، تاريخ ابن سباط 1/ 471، تاريخ الأزمنة 257، شذرات الذهب 5/ 362، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 346.
[2] الحوادث الجامعة 196، التحفة الملوكية 92، زبدة الفكرة، ورقة 100 أ، ب.، الفضل المأثور، ورقة 29 أ، و 33 أوما بعدها، المختصر في أخبار البشر 4/ 13، نهاية الأرب 31/ 14، 15، تذكرة النبيه 1/ 52، الدرّة الزكية 234، دول الإسلام 2/ 180، العبر 5/ 319، تاريخ ابن الوردي 2/ 227، البداية والنهاية 13/ 289، عيون التواريخ 21/ 225، مرآة الجنان 4/ 189، السلوك ج 1 ق 3/ 670، 671، عقد الجمان (2) 233، 234، تاريخ ابن سباط 1/ 471، تاريخ ابن الفرات 7/ 162، منتخب الزمان 2/ 362، الجوهر الثمين 2/ 93.

(50/42)


الجالق، فقبض عليه وحبسه. وقبض على نائب القلعة لاجين المنصوريّ الَّذِي تسلطن. وولّى فِي المدينة عَلَم الدّين ... [1] .
[سلطنة الملك خضر فِي الكرك]
وأمّا الكرك فرُتَب فِي السّلطنة بها الملك خضِر بعد أَخِيهِ، وسار طائفة إِلَى الشَّوْبَك فتسلّموها بالأمان بعد محاصرة أيّام [2] . وكان الّذين بها قد عصوا على الملك المنصور لمّا نزح عَنْهَا الملك خضِر بْن الملك الظّاهر إِلَى عند أَخِيهِ السّعيد.
ثُمَّ أحرقت أسوار الشّوبك وأذهبت حصانة قلعتها [3] .
__________
[1] بياض في الأصل.
[2] التحفة الملوكية 92، زبدة الفكرة، ورقة 100 ب.، الدرّة الزكية 235، تذكرة النبيه 1/ 52، 53.
[3] تذكرة النبيه 1/ 52، 53.

(50/43)


سنة تسع وسبعين وستمائة
[استعراض سُنْقر بالسلطنة]
فِي مستهلّها ركب السّلطان سُنْقر الأشقر من القلعة بأُبَّهة المُلْك، ودخل الميدان وبين يديه الأمراء بالخِلَع، وسيّر لحظة، وعاد إِلَى القلعة [1] .
[انهزام الشاميّين عند غزّة]
وجهّز عسكرا، فنزلوا عند غزّة.
وكان عسكر المصريّين بغزّة، فأظهروا الهرب، ثُمَّ كرّوا على الشّاميّين، فكبسوهم ونالوا منهم، وهزموهم إِلَى الرَّملة [2] .
[قدوم ابن مهنا وأمير آل مرّي على سُنْقر]
وَفِي خامس المحرَّم وصل أمير العرب عِيسَى بْن مُهَنّا، ودخل فِي طاعة الملك الكامل سُنْقر الأشقر [3] ، فبالغ فِي إكرامه، وأجلسه على السِّماط إِلَى جانبه، ثُمَّ قدِم أمير آل مرّيّ أَحْمَد بن حجّي على الكامل فأكرمه [4] .
__________
[1] الدرّة الزكية 235، العبر 5/ 322، ذيل مرآة الزمان 4/ 35، عيون التواريخ 21/ 242، السلوك ج 1 ق 3/ 674، عقد الجمان (2) 241.
[2] الحوادث الجامعة 197، التحفة الملوكية 93، زبدة الفكرة، ورقة 102 ب، الدرّة الزكية 236، 237، نهاية الأرب 31/ 17، ذيل مرآة الزمان 4/ 36، عيون التواريخ 21/ 242، السلوك ج 1 ق 3/ 675.
[3] الحوادث الجامعة 197، تذكرة النبيه 1/ 57، عيون التواريخ 21/ 242، ذيل مرآة الزمان 4/ 36.
[4] منتخب الزمان 2/ 362 وفيه «أحمد بن حجر» ، وهو تصحيف، العبر 5/ 322، السلوك ج 1 ق 2/ 675، عقد الجمان (2) 241.

(50/44)


[تدريس الأمينيّة]
وفيه ولي قاضي القضاة ابن خلّكان تدريس الأمينيّة، وعزل نجم الدّين ابن سَنِّي الدّولة [1] .
[انهزام سُنْقر أمام المصريّين]
وَفِي أواخر المحرَّم جهّز السّلطان الملك المنصور من مصر جيشا، عليهم الأمير علم الدّين سنجر الحلبيّ لحرب الملك الكامل سُنْقر الأشقر، فنزل على الجسورة، واستخدم وأنفق، وجمع خلْقًا من البلاد، وحضر معه ابن مُهَنّا وابن حجّي بعرب الشّام، وجاءته نجدة حماة وحلب [2] ، وتصمّد معه جيشُ كثيف، لكن لم يكونوا كلّهم معه فِي الباطن، بل كان كثير منهم عليه، وبعضهم فارغين. وأقبل الحلبيّ بالمصريّين، فالتقوا بُكْرَةً عند الجسورة، والْتحم الحرب، واستمر المَصافّ إِلَى الرّابعة، وقاتل سُنْقر الأشقر بنفسه، وحمل عليهم، وبيّن، لكنْ خامَرَ عليه أكثَرُ عسكره، فانهزم بعضُهم، وتحيّز بعضهم إِلَى المصريّين، وانهزم صاحب حماة من أوّل ما وقعت العينُ فِي العين، وبقي فِي قُلٍّ من النّاس، فولّى وسلك الدّرب الكبير إِلَى القُطَيِّفَة، ولم يتبعه أحد، وتجمّع المنهزمون على القصب من أعمال حمص، ثُمَّ عاد أكثر الأمراء، ولم يُعاقبوا [3] .
وأمّا المصريّون فأحاطوا بدمشق، ونزلوا فِي خِيَم المنهزمين، وراسلوا نائب سُنْقر الأشقر الَّذِي بالقلعة، ففتح لهم باب الفَرَج، وفُتِحت القلعة بالأمان. ثُمَّ جهّز الأمير علم الدّين الحلبيّ ثلاثة آلاف في طلب سنقر الأشقر [4] .
__________
[1] عقد الجمان (2) 241، البداية والنهاية 13/ 290.
[2] عيون التواريخ 21/ 243، ذيل مرآة الزمان 4/ 40.
[3] العبر 5/ 322، ذيل مرآة الزمان 4/ 40، عيون التواريخ 21/ 243.
[4] التحفة الملوكية 93، زبدة الفكرة، ورقة 103 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 15 ب، نزهة

(50/45)


[ولاية ابن سنيّ الدولة قضاء دمشق]
وركب قاضي القضاة ابن خَلِّكان للسّلام على الحلبيّ فحبسه بعُلُوّ الخانقاه النَّجِيبيّة، وعزله، ووُلّي القضاء القاضي نجم الدّين ابن سَنِيّ الدّولة، وكان يحترمه لأنّه لمّا تسلطن بدمشق فِي آخر سنة ثمانٍ وخمسين كان نجم الدّين هُوَ قاضي دمشق حينئذٍ. وحكم الحلبيّ فِي البلد [1] .
وحضر إليه الأمير أَحْمَد بْن حجّي، ودخل فِي الطّاعة [2] .
[التحاق ابن مُهنّا بسُنقر]
وأمّا ابن مُهَنّا فإنّه توجَّه صُحبَة سُنْقر الأشقر، ولازَم خدمته، ونزل به وبمن معه من العسكر في برّيّة الرّحبة وأقام بهم [3] .
[أحكام القاضي الحلبي بدمشق]
وأخرج الحلبيّ من حبس القلعة رُكْن الدّين الجالق، وحسام الدّين لاجين [4] ، وتقيّ الدّين الصّاحب، وحبس ابن كُسَيْرات، وابن صَصْرَى. وبقي ابن خَلِّكان فِي الاعتقال نيّفا وعشرين يوما. وضُرِب زين الدّين وكيل بيت المال، لأنّهم تسرّعوا إِلَى مبايعة سُنْقر الأشقر. وطلب ابن الصّانع فأكرمه، فشفع فِي القاضي ابن خَلِّكان وَفِي زين الدّين الوكيل. وعرض عليه الحلبيّ
__________
[ () ] المالك والمملوك، ورقة 64 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 13، نهاية الأرب 31/ 27- 30، تذكرة النبيه 1/ 57، 58، تاريخ مختصر الدول 288، دول الإسلام 2/ 180، منتخب الزمان 2/ 362، ذيل مرآة الزمان 4/ 40، 41، عيون التواريخ 21/ 244.
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 42، عيون التواريخ 21/ 244، عقد الجمان (2) 244، 245، البداية والنهاية 13/ 291.
[2] الدرّة الزكية 237، 238.
[3] الحوادث الجامعة 197، التحفة الملوكية 93، زبدة الفكرة، ورقة 103 أ، نهاية الأرب 31/ 20، 21، العبر 5/ 322، 323.
[4] زبدة الفكرة، ورقة 103 أ.

(50/46)


القضاء فعيّن نجم الدّين ابن سَنِيّ الدّولة، وعلم أنّها ولايةٌ مُقَلْقَلَة لكونها من غير السّلطان [1] .
[عفو السلطان المنصور عن الرعيّة]
ثُمَّ ورد البريد فِي الثّامن والعشرين من مصر بأنّا قد عَفَوْنا عن جميع النّاس من الخاصّ والعامّ، ولم نؤاخِذْ أحدا، وأن يُقَرّ كلُّ أحدٍ على منصبه [2] .
[نيابة السلطنة بدمشق]
وباشر نيابة السّلطنة الأمير بدر الدّين بكتوت العلائيّ أيّاما إِلَى أوائل ربيع الأوّل [3] . ثُمَّ جاء تقليدٌ بالنّيابة لملك الأمراء حسام الدّين لاجين المنصوريّ الَّذِي حبسه سُنْقر الأشقر، فباشر يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأوّل، وقُرِئ تقليده بدار السّعادة [4] .
وكان شابّا عاقلا، شجاعا، دينا، من سلَحْداريّة السّلطان الملك المنصور أيّام إمرته. ودخل معه دار السّعادة الأميرُ علم الدّين الحلبيّ، ورتّبه فِي النّيابة [5] ، ومشى فِي خدمته الأمراء.
[إعادة ابن خَلِّكان إِلَى القضاء بدمشق]
وصَرَفَ الحلبيّ ابن خَلِّكان إِلَى منزله بالمدرسة العادليّة، وبقي ابن سَنِيّ الدّولة يتردّد إِلَى المدرسة ويحكم بها. وأمره الحلبيّ بأن يتحوّل من العادليّة
__________
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 24، عيون التواريخ 21/ 245، السلوك ج 1 ق 3/ 678.
[2] زبدة الفكرة، ورقة 103 أ، ب، العبر 5/ 323، ذيل مرآة الزمان 4/ 43، عيون التواريخ 21/ 245، عقد الجمان (2) 245.
[3] أمراء دمشق في الإسلام 18 رقم 64.
[4] زبدة الفكرة، ورقة 103 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 13، تذكرة النبيه 1/ 59، تاريخ ابن سباط 1/ 472، العبر 5/ 323، أمراء دمشق 72 رقم 224، ذيل مرآة الزمان 4/ 43، عيون التواريخ 21/ 245، السلوك ج 1 ق 3/ 679، عقد الجمان (2) 245.
[5] المختصر في أخبار البشر 4/ 13.

(50/47)


ويسلّمها إِلَى ابن سَنِيّ الدّولة، فشُقّ ذلك عليه، وتكرّر إليه القول بسُرعة التَّحَوُّل، فبينا هُوَ كذلك وقد أحضر جمالا لنقْل حوائجه إِلَى جبل الصّالحيّة، وَإِذَا بكتاب سُلطانيّ بإكرامه، والإقرار له على منصبه، وإعادته إِلَى القضاء، فباشر الحُكَمَ يومئذٍ الظُّهْر، ولبس الخِلْعة [1] .
[ولاية ابن الحرّاني]
وأعيد إِلَى ولاية المدينة ابن الحرّانيّ.
[مطاردة المصريين سُنْقر الأشقر]
وَفِي أوائل ربيع الآخر توجّه من دمشق الأميرُ عزّ الدّين الأفرم نجدة للجيش المصريّ الّذين توجّهوا لمضايقة سُنْقر الأشقر، فاجتمعوا بحمص، ثُمَّ ساروا فِي طلب الأشقر، ففارق ابن مُهَنّا وتوجَّه إِلَى الحصون الّتي بيد نوّابه، وطلع إليها، وهي صهيُون- وكان سيَّر أهله إليها وخزائنه- وبلاطُنُس، وبرزية، وعكّار، وجَبَلة، واللّاذقيّة، وشَيْزَر وبَكّاس [2] .
[نزول الحاج أزدمر بشَيْزر]
وكان قد انهزم يوم الوقعة الأمير الحاجّ أزْدمر إِلَى جبل الْجُرْدِيين، وأقام عندهم، واحتمى بهم، ثُمَّ مضى إِلَى خدمة سُنْقر الأشقر فِي طائفة من الجبليّين، فأنزله بشيزر يحفظها [3] .
__________
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 43، 44، عيون التواريخ 21/ 245، 246.
[2] التحفة الملوكية 94، زبدة الفكرة، ورقة 184 أ، ب.، الفضل المأثور، ورقة 40 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 16 أ، نزهة المالك والمملوك، ورقة 64 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 13، الدرّة الزكية 237، نهاية الأرب 31/ 21، دول الإسلام 2/ 180، العبر 5/ 322، تاريخ ابن الوردي 2/ 227، ذيل مرآة الزمان 4/ 35، البداية والنهاية 13/ 290، عيون التواريخ 21/ 246، مرآة الجنان 4/ 190، تذكرة النبيه 1/ 57، 58، السلوك ج 1 ق 3/ 676، عقد الجمان (2) 242- 246، تاريخ ابن سباط 1/ 472، منتخب الزمان 2/ 363، الجوهر الثمين 2/ 93.
[3] ذيل مرآة الزمان 4/ 44، عيون التواريخ 21/ 246.

(50/48)


[ولاية ابن النّحاس الدواوين]
وَفِي جُمَادَى الآخرة وُلّي نظر الدّواوين الصّاحب محيي الدّين ابن النّحّاس.
[وقوع الجفل فِي البلاد الحلبية]
وفيه وصل الْجُفّال من البلاد الحلبيّة من التّتار، وتقهقر عسكرها.
وسبب حركتهم ما بلغهم من اختلال الكلمة [1] .
[تواتر العساكر لمواجهة التتار]
وتوجّه فِي جُمَادَى الأولى عسكر المصريّين، ونازلوا شَيْزَر، وضايقوها بلا محاصرة، وتردّدت الرُّسُل بينهم وبين سُنْقر الأشقر فِي تسليمها. فبينا هُمْ فِي ذلك وصلَت الأخبارُ فِي جُمَادَى الآخرة بأنّ التّتار قد دهموا البلاد، فخرج من بدمشق من العساكر، وعليهم الرُّكْن أباجو، وانضمّ إِلَى العساكر الّتي على شَيْزر، ثُمَّ نزل الكُلُّ على حماة [2] .
وقدِم من مصر بكتاش النّجميّ فِي ألفٍ، ولحِق بهم [3] .
[اتفاق الأمراء مع سُنْقر لقتال التتار]
وأرسل هَؤُلَاء إِلَى سُنْقر الأشقر يقولون: هَذَا العدوّ قد دهَمَنا، وما سببه إلّا الخلف الَّذِي بيننا، وما ينبغي أن تهلك الرّعيّة فِي الوسط، والمصلحةُ أنّنا نجتمع على دفْعه. فنزل عسكر سُنْقر الأشقر من صهيون، والحاجّ أزدمر من
__________
[1] الدرّة الزكية 238، ذيل مرآة الزمان 4/ 44، عيون التواريخ 21/ 247.
[2] التحفة الملوكية 94، زبدة الفكرة، ورقة 104 ب، 105 أ، الفضل المأثور، ورقة 41 أ- 43 أ، العبر 5/ 323، ذيل مرآة الزمان 4/ 44، 45، عيون التواريخ 21/ 247.
[3] ذيل مرآة الزمان 4/ 45، عيون التواريخ 21/ 247.

(50/49)


شَيْزَر، وخيّمت كلُّ طائفةٍ تحت حصنها، واتّفقوا على المُلْتَقَى وقتال التّتار [1] .
وجاءت طائفةٌ عظيمةٌ من التّتار، فقتلوا من تَبَقَّى بحلب، وسبوا ونهبوا، وأحرقوا منبر الجامع والمدارس ودُور الأمراء، وعملوا كلَّ قبيح كعاداتهم، وأقاموا بحلب يومين، واستاقوا المواشي والغنائم [2] .
[نداء حلبي يائس بنصر الإِسْلَام]
وقيل إنّ بعض من كان استتر بحلب يئس من الحياة، ووقف على رأس منارة حلب، وكبّر بأعلى صوته على التّتار وقال: الله أكبر جاء النّصر من عند الله. ولوّح بثوبه، وبقي يقول: أمسِكُوهم من البيوت مثل النّساء يا عسكر الإِسْلَام. فخرج التّتار على وجوههم يظنّون أنّ المسلمين جاءوا. وكانوا قد بلغهم اجتماع العسكر على حماة، وسلِم ذلك الرّجل. نقل ذلك الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [3] .
[تسحُّب الأمراء عن سُنْقر]
وَفِي هَذِهِ الأيّام تسحّب جماعةٌ من الأمراء الذين عند سُنْقر الأشقر إِلَى السّلطان. وكان السّلطان قد سار ببقيّة الجيش فنزل غزّة [4] .
__________
[1] التحفة الملوكية 95، زبدة الفكرة، ورقة 105 أ، منتخب الزمان 2/ 363، ذيل مرآة الزمان 4/ 45، عيون التواريخ 21/ 247.
[2] التحفة الملوكية 95، نزهة المالك والمملوك، ورقة 64 ب، تذكرة النبيه 1/ 59، منتخب الزمان 2/ 363، العبر 5/ 323، الجوهر الثمين 2/ 93، 94، ذيل مرآة الزمان 4/ 45، عيون التواريخ 21/ 247.
[3] في ذيل مرآة الزمان 4/ 45، والخبر في: تاريخ مختصر الدول 288، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، وتاريخ ابن الوردي 2/ 228، والبداية والنهاية 13/ 292، وعيون التواريخ 21/ 247، 248، والسلوك ج 1 ق 3/ 681، 682، وتاريخ ابن سباط 1/ 474.
[4] التحفة الملوكية 95، الفضل المأثور، ورقة 29 ب.، المختصر في أخبار البشر 4/ 14، الجوهر الثمين 2/ 94، ذيل مرآة الزمان 4/ 45، عيون التواريخ 21/ 248، السلوك ج 1 ق 3/ 683.

(50/50)


[الخطبة بولاية العهد للملك الصالح]
وَفِي هَذِهِ المدّة خُطِب على المنابر بولاية العهد للملك الصّالح عليّ ابن السّلطان الملك المنصور [1] .
[عودة السنجاري وابن لقمان إِلَى منصبيهما]
وفيها أعيد السّنجاريّ إِلَى الوزارة، ورُدّ ابن لقمان إِلَى ديوان الإنشاء [2] .
[رجوع السلطان من غزّة]
ورجع السّلطان من غزّة لمّا بلغه رجوع التّتار وأمْن البلاد [3] .
[إعادة القضاة إِلَى مناصبهم بمصر]
وَفِي رمضان أعيد تقيّ الدّين ابن رزين إِلَى قضاء الدِّيار المصريّة، وعُزِل صدر الدّين ابن بِنْت الأعزّ. وأعيد قبل ذلك إِلَى القضاء القاضيان نفيس الدّين ابن شُكْر، ومُعِّز الدّين النُّعمان. ورُتّب قاضٍ حنبليّ وهو الشَّيْخ عزُّ الدّين عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن عوض المقدسيّ صهر الشّيخ شمس الدّين ابن العماد [4] .
__________
[1] التحفة الملوكية 95، زبدة الفكرة، ورقة 105 أ، ب.، المختصر في أخبار البشر 4/ 14، الدرّة الزكية 238، تذكرة النبيه 1/ 59، الجوهر الثمين 2/ 94، ذيل مرآة الزمان 4/ 45، عيون التواريخ 21/ 248، السلوك ج 1 ق 3/ 682.
[2] ذيل مرآة الزمان 4/ 46، وعيون التواريخ 21/ 248، 249 وفيه «ابن نعمان» ، السلوك ج 1 ق 3/ 682، عقد الجمان (2) 257.
[3] زبدة الفكرة، ورقة 108 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 14، الدرّة الزكية 239، تاريخ ابن سباط 1/ 474، ذيل مرآة الزمان 4/ 52، عيون التواريخ 21/ 249، السلوك ج 1 ق 3/ 683.
[4] ذيل مرآة الزمان 4/ 52، عيون التواريخ 21/ 249، السلوك ج 1 ق 3/ 683، عقد الجمان (2) 257.

(50/51)


[هزيمة طائفة من الشاميّين أمام الفرنج بالمرقَب]
وَفِي ذي القعدة كان طائفة من الشّاميّين نُزّالٌ بمرج المَرْقَب، فداخلهم طمعٌ فركبوا من اللّيل، وصبّحوا المَرْقَب للغارة، فخرج الفِرَنْج وقد جاءتهم نجدةٌ فِي البحر، وحملوا على المسلمين، فهزموهم ومزّقوهم فِي أودية وعرة، ونالوا منهم نَيْلًا عظيما، وقتلوا وأسروا. فَمَا شاء الله كان [1] .
[خروج السلطان إِلَى الشام]
وَفِي أوّل ذي الحجّة خرج السّلطان إِلَى الشّام، وَخَلَفه ولدُه الملكُ الصّالح [2] .
[البَرَد بمصر]
ويوم عرفة وقع بديار مصر بردٌ كِبار، فأهلك بعض الزَّرْع، وبدّع في الوجه القبليّ [3] .
__________
[1] يجعل صاحب «الحوادث الجامعة» هذه الحادثة في سنة 680 هـ. ويذكر: «وفيها سيّر الملك المنصور الألفي صاحب مصر والشام، بعد عود منكوتمر والمغول من قتاله، سبعة آلاف فارس مع بعض أمرائه إلى قلعة المرقب ليحصروها، فلما بلغهم ذلك خرج منهم جمع كثير وكمنوا في واد قريب من القلعة، فلما وصل العسكر ونزلوا وأحاطوا بالقلعة وهم آمنون خرج الكمين عليهم، فقتلوا أكثرهم، وانهزم الباقون، وعادوا إلى الألفي وهو سائر إلى مصر، فعظم عليه ذلك ودبّر في المسير إليهم» . (ص 199) ، والخبر في: التحفة الملوكية 95، 96، وزبدة الفكرة، ورقة 108 ب، 109 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، والدرّة الزكية 239، وذيل مرآة الزمان 4/ 52، وعيون التواريخ 1/ 249، 250، والسلوك ج 1 ق 3/ 684.
[2] التحفة الملوكية 96، زبدة الفكرة، ورقة 109 ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 14، الدرّة الزكية 239، ذيل مرآة الزمان 4/ 53، عيون التواريخ 21/ 250.
[3] الدرّة الزكية 239، تذكرة النبيه 1/ 60، ذيل مرآة الزمان 4/ 53، عيون التواريخ 21/ 250، عقد الجمان (2) 257.

(50/52)


[الصاعقة بالجبل الأحمر]
ووقع تحت الجبل الأحمر صاعقة على حجر، فأُخِذَت وسُبِكت، وجاء منها نحو الُأوقيّة [1] .
[الصاعقة بالإسكندرية]
ووقعت يومئذٍ صاعقة بالإسكندريّة [2] .
[مراسلة أَهْل عَكَا بالهدنة]
وَفِي سابع عشر ذي الحجّة نزل السّلطان على الرَّوْحاء قُبالة عكّا، فراسله أهلها فِي الهُدْنة. وأقام هناك أيّاما [3] .
[قدوم ابن مُهنّا على السلطان]
وقدِم عليه عِيسَى بْن مُهنّا طائعا، فبالغ السّلطان فِي إكرامه واحترامه، وصفح عَنْهُ من قيامه مع سُنْقر الأشقر [4] .
[وزارة ابن مزهر بدمشق]
وفيها وَزَرَ بدمشق الشَّرَف ابن مُزْهر، ومدّ يده، ثمّ أعيد التّقيّ البيّع.
__________
[1] تذكرة النبيه 1/ 60، ذيل مرآة الزمان 4/ 53، عيون التواريخ 21/ 250، عقد الجمان (2) 257.
[2] ذيل مرآة الزمان 4/ 53، عيون التواريخ 21/ 250، عقد الجمان (2) 257.
[3] ذيل مرآة الزمان 4/ 54، عيون التواريخ 21/ 250، 251، السلوك ج 1 ق 3/ 685، عقد الجمان (2) 257.
[4] التحفة الملوكية 96، تاريخ ابن سباط 1/ 475، العبر 5/ 323، ذيل مرآة الزمان 4/ 54، عيون التواريخ 21/ 251.

(50/53)


سنة ثمانين وستمائة
[كشف مؤامرة الفتك بالسلطان]
فِي أوائل المحرَّم هادن السّلطان أَهْل عكا، ونزل اللَّجُون، وقبض على الأمير سيف الدّين كَوُنْدُك الظّاهريّ وعدّة أمراء بحمراء بيسان. فَقِيل إنّ كَوُنْدُك، وأيْتِمش السَّعْديّ، وسيف الدّين الهارونيّ اتّفقوا على الفتْك بالسّلطان، وعرف ذلك البَيْسَريّ، فأعلمه، فقبض على كوندك وغيره، وهرب الباقون، الهارونيّ، والسّعديّ، ونحو ثلاثمائة فارس على حَمِيّةٍ إِلَى عند سُنْقر الأشقر. وأهلك كَوُنْدُك، فَقِيل إنّه غُرِّق ببُحَيْرة طبريّة [1] .
[جرح الأمير طقصو]
وساق طقصُو فِي عسكر وراء أيْتمِش السَّعْديّ، فجُرِح وردّ [2] .
[حبْس أمراء بقلعة دمشق]
ويوم سابع عشر المحرَّم وصل المحمَّديّ مقدَّم البحريّة إِلَى دمشق ومعه جماعةُ أمراء ممسوكين، فحبسهم بقلعة دمشق [3] .
[دخول السلطان دمشق]
ودخل السّلطان دمشق يوم تاسع عشر المحرّم، وحمل
__________
[1] التحفة الملوكية 97، زبدة الفكرة، ورقة 110 أ- 111 أ، تاريخ الدولة التركية، ورقة 116 أ، ب، الدرّة الزكية 240، العبر 5/ 325، عيون التواريخ 21/ 276، ذيل مرآة الزمان 4/ 86، تشريف الأيام والعصور 84، عقد الجمان (2) 263، 264.
[2] زبدة الفكرة، ورقة 111 أ، عقد الجمان (2) 266.
[3] الدرة الزكية 241، عيون التواريخ 21/ 276، 277.

(50/54)


الْجَتَر [1] البَيْسريُّ يومئذٍ [2] ، فعزل ابن خَلِّكان عن القضاء بابن الصّائغ، وولي قضاء الحنابلة نجم الدّين أحمد ابن الشَّيْخ شمس الدّين، وذلك بعد خُلُوّ الشّام من قاضٍ حنبليّ مدّة [3] .
[مصالحة السلطان وسُنقر الأشقر]
ثُمَّ جهزت المجانيق وطائفةٌ لحصار شَيْزَر، فنازلوها وتسلّموها، وذلك أنّ الرُّسُل تردّدت فِي الصّلح بين السّلطان وبين سُنْقر الأشقر، ووصل من جهته الأمير علم الدّين الدَّواداريّ، والأمير خَزْنَدَار سُنْقر الأشقر. فحلف له السّلطان ونودي فِي دمشق باجتماع الكلمة، ودُقّت البشائر لذلك، وسيّر إليه فخر الدّين المقري الأمير ليحلّفه، وحينئذٍ سلّم سُنْقر الأشقر قلعةَ شَيزر للسّلطان، فعوّضه عَنْهَا كفَرْطاب، وفامية، وأنطاكية، والسُّوَيْديّة، وشَغَرَ، وبكّاس، ودركوش، بضياعها، على أن يقيم ستّمائة فارس على جميع ما تحت يده من البلاد، وذلك ما ذكرناه، وصهيون، وبلاطُنُس، وجَبَلَة، وبرزية، واللّاذقية. وخوطب فِي ذلك بالمقرّ العالي، المولويّ، السّيّديّ، العالميّ، العادِليّ، الشّمسيّ، ولم يصرَّح له فِي ذلك لا بالملك ولا بالأمير [4] .
[إدارة الخمور بدمشق ومصر وإبطالها]
وَفِي ربيع الأول أُديرت الجهة الملعونة والخمور بدمشق، وكانت بطّالة من خمس عشرة سنة، وأديرت بالدّيار المصريّة أيضا قبل هَذَا التّاريخ بمدّة، فلا قوّة إلّا باللَّه.
__________
[1] الجتر: بالتحريك: المظلّة التي تحمل فوق رأس السلطان في المواكب والأعياد. (صبح الأعشى 4/ 7، 8) و (تكملة المعاجم العربية، لدوزي 2/ 143) .
[2] العبر 5/ 325، 326.
[3] عيون التواريخ 21/ 277، السلوك ج 1 ق 3/ 686، عقد الجمان (2) 266.
[4] التحفة الملوكية 98، المختصر في أخبار البشر 4/ 14، الدرّة الزكية 241، نهاية الأرب 31/ 21، 22، العبر 5/ 326، الجوهر الثمين 2/ 94، تاريخ ابن الفرات 7/ 209، عيون التواريخ 21/ 277، عقد الجمان (2) 267، 268.

(50/55)


وبقيت دائرة بدمشق أيّاما، ولَطَفَ الله تعالى، وأُبِطلت، وأُريقت الخمور. وطُهِّر البلد من ذلك [1] . وللَّه الحمد.
[مصالحة السلطان والملك خضر]
ووقع الصُّلح بين صاحب الكَرَك الملك خضِر وبين السّلطان [2] .
[إقامة العزاء بالملك السعيد]
ثُمَّ جاءت امْرَأَة الملك الظّاهر بِنْت بركة خان ومعها تابوت ولدها الملك السّعيد، ثُمَّ استقوا التّابوت باللّيل من الصّور [3] ، ودُفن إِلَى جانب والده.
وأدخله القبر قاضي القضاة عزّ الدّين ابن الصّانع، ونزلت أمّه بدار صاحب حمص، وعُقِد العزاء من الغد بالمدرسة الظّاهريّة، وحضره السّلطان والأمراء والأعيان والوُعّاظ [4] .
[عزل ابن البيّع ووزارة ابن السنهوري]
وعُزِل تقيّ الدّين البيِّع من الوزارة، وباشر عِوضَه تاجُ الدّين ابن السَّنْهُوريّ.
[الأخبار بخروج التتار]
وَفِي جُمَادَى الأولى جاءت الأخبار بأن التتار على عزم المجيء [5] .
__________
[1] عقد الجمان (2) 269.
[2] زبدة الفكرة، ورقة 112 أ، المختصر في أخبار البشر 4/ 14، عيون التواريخ 21/ 277.
[3] كذا في الأصل، وهو «السور» .
[4] عيون التواريخ 21/ 277، 278.
[5] عيون التواريخ 21/ 278.

(50/56)


[وقعة حمص [1]]
انجفل أَهْل البلاد الشّماليّة، وقويت الأخبار، واهتمّ السّلطان بدمشق للعَرْض، وجاء أَحْمَد بن حجّي بخلق من العربان، وكثُرت الأراجيف، وكثُرت الْجُفّال، وعدّى التّتار الفُرات من ناحية حلب، ونازل الرّحبَةَ منهم ثلاثة آلاف، منهم القان أبْغا، فخرج السّلطان بسائر الجيوش، وقَنت الأئمّةُ فِي الصَّلوات، وحضر سُنْقر الأشقر، وأيْتمش السَّعْديّ، والحاجّ أزْدمر، وبالغَ السّلطان في احترام سُنْقر الأشقر، وأقبل منكوتمر يطوي البلاد، فالتقى الجمعان، ووقع المَصَافّ ما بين مشهد خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى قريب الرَّسْتن، وذلك شماليّ حمص، فِي يوم الخميس رابع عشر رجب. ويوم الأربعاء فاق العالم بدمشق وأحسّوا بقرب اللّقاء، وفزِعوا كافّة إِلَى جامع دمشق بالشّيوخ والأطفال، واستغاثوا إِلَى الله تعالى، ثُمَّ خرج الخطيب بالمُصْحَف العثمانيّ إِلَى المُصَلّى، ومعه خلائق يتضرّعون إِلَى الله تعالى، وكان يوما مشهودا، شهدَهُ مع السّلطان مماليكُهُ، مثل طرنطيه، وبيدرا، وكَتْبُغا، ولاجين، وجنق، وسنْجر الشِّجاعيّ، والطّبّاخيّ، وسَنْدَمُر، وعدّةٌ كلّهم أمراء، ومنهم من تَسَلْطَن، وسُنْقُر الأشقر، والحاجّ أزْدَمر الَّذِي قيل إنّه طعن طاغية العدوّ،
__________
[1] انظر عن (وقعة حمص) في: الحوادث الجامعة 198، والتحفة الملوكية 99- 102، وزبدة الفكرة، ورقة 113 ب- 124 أ، والفضل المأثور، ورقة 47 أ- 52 أ، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 64 ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 14، والدرّة الزكية 241- 247، ونهاية الأرب 31/ 30- 36، وتذكرة النبيه 1/ 62، 63، وتاريخ مختصر الدول 288، 289، وتاريخ الزمان 341، 342، ودول الإسلام 2/ 182، 183، والعبر 5/ 326، 327، وتاريخ ابن الوردي 2/ 228، 229، والبداية والنهاية 3/ 295، 296، وعيون التواريخ 21/ 278- 280، ومرآة الجنان 4/ 191، وتاريخ ابن خلدون 5/ 398، ومآثر الإنافة 2/ 129، والسلوك ج 1 ق 3/ 690- 699، وتاريخ الخميس 2/ 424، ومشارع الأشواق 2/ 947، 948، وعقد الجمان (2) 272- 288، والنجوم الزاهرة 7/ 302- 306، وتاريخ ابن سباط 1/ 475- 478، وتاريخ الأزمنة 259، 260، وتاريخ ابن الفرات 7/ 212، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 350، ومنتخب الزمان 2/ 363، 364، والجوهر الثمين 2/ 94، 95.

(50/57)


وعلم الدّين الدّواداريّ، والمنصور صاحب حماة فِي أَمرائه، فكان رأس الميمنة، ويليه البَيْسَريّ، ثُمَّ طَيْبَرس الوزيريّ، وعزّ الدّين الأفرم، ونائب دمشق لاجين المذكور فِي عسكر دمشق.
وكان رأس الميسرة سُنْقر الأشقر المذكور، ثُمَّ الأيْدمريّ، ثُمَّ بكتاش أمير سلاح. وكان فِي طرف الميمنة العرب، وفي طرف الميسرة التُّرْكُمان.
وشاليش القلب طرنطايّ.
وكانت المُغْلُ خمسين ألفا، والمجمَّعة ثلاثين ألفا.
قلت: وكان الملتقى يوم الخميس، كما ذكرنا، طلوع الشّمس. وكان عدد التّتار على ما قيل مائة ألف أو يزيدون. وكان المسلمون على النّصف من ذلك أو أقلّ.
وكانت ملحمة عظيمة، واستظهر التّتار فِي أوّل الأمر، واضطربت ميمنة المسلمين، ثُمَّ حملت التّتار على الميسرة فكسروها، وهزموها مع طرف القلب. وثبت السّلطان بمن معه من أبطال الإِسْلَام، وكان القتال يعمل من ضحوةٍ إِلَى المغيب. وساق طُلُبٌ من التّتار وراء الميسرة إِلَى بُحَيْرة حمص، وقتلوا خلقا من المطّوّعة والغلمان، وأشرف الإِسْلَام على خطّهِ صَعْبة. ثُمَّ إنّ الكبار مثل البَيْسريّ، وسُنْقُر الأشقر، وعلاء الدّين طيبرس، وأيْتمِش [1] السَّعْديّ، وبكتاش أمير سلاح، وطرنطيه [2] ، ولاجين، وسنْجر الدّواداريّ لمّا رأوا ثبات السّلطان حملوا على التّتار عدّة حملات، ثُمَّ كان الفتح، ونزل النّصر وجُرح مقدَّم التّتار منكوتمر بْن هولاكو، وجاءهم الأمير عِيسَى بْن مُهَنّا عَرْضًا، فتمّت هزيمتهم، واشتغلوا بما دَهَمُهم من جرح مقدَّمهم. وركب المسلمون أقفيتهم، وقتلوا منهم مقتلة هائلة، وساقوا وراءهم حَتَّى بقي السّلطان فِي نفرٍ قليل من الخاصكيّة، ونائبة طرنطاي قُدّامه بالسّناجق. وردّت
__________
[1] ويقال «أيتامش» .
[2] ويقال: «طرنطاي» .

(50/58)


ميمنة التّتار الّتي كسرت ميسرة المسلمين، فمرّوا بالسّلطان وهو تحت العصائب والكوسات تضرب، وحوله من المقاتلة أقلّ من ألف، فَلَمَّا جاوزوه ساق وراءهم، فانهزموا لا يلوون على شيء، وتمّ النّصر بعد العصر، وانهزموا عن آخرهم قبل الغروب، وافترقوا، فأخذت فرقة على سَلَمية والبرّيّة، وأخرى على ناحية حلب. وعاد السّلطان إِلَى منزلته بليلٍ، وجهّز من غدٍ وراءهم الأيْدمريّ فِي طائفةٍ كبيرة [1] .
وجاءت يوم الجمعة بطاقة بالنّصر، فضُربت البشائر، وزُيّنت دمشق، فَلَمَّا كان نصف اللّيل وصل إِلَى ظاهر دمشق المنهزمون من الميسرة أمراء وجناد، ولم يعلموا بما تجدّد من النّصر، فقلق الخلْق، وماج البلد، وشرع خلْقٌ فِي الهروب. ثُمَّ وصل وقت الفجر بريديّ بالبشارة بعد أن قاسي الخلْق ليلة شديدة، وتودّعوا من أولادهم واستسلموا للموت، فإنّ أولئك التّتار كانوا يبذلون السّيف من غير تردُّد. ورأسهم كافر، وأكثرهم على الكُفر، فلله الحمدُ على السّلامة. وكان للصّبيان والنّسوان فِي تلك اللّيلة فِي الأسطحة ضجيجٌ عظيمٌ وبُكاء والتجاء إلى الله تعالى لا يعبّر عنه.
وكان رُكْنُ الدّين الجالق من جملة المنهزمين، ولم يعنّفْه السّلطان لأنّه رَأَى ما لا قِبَل له به. فَلَمَّا صُليّت الصُّبْح قُرِئ الكتاب السّلطانيّ بكسرة التّتار، وأنّهم كانوا مائة ألفٍ أو يزيدون. ثُمَّ جاء كتاب آخر قبل الظُّهْر فِي المعنى، وزُيّنت دمشق. واستشهد نحو مائتي فارس منهم الحاجّ أزْدمر، وسيف الدّين الرُّوميّ، وشهاب الدّين توتل الشَّهْرَزُوريّ، وناصر الدّين ابن جمال الدّين الكامليّ، وعزّ الدّين ابن النّصرة المشهور بالقوّة المُفْرِطة والصّرامة.
ودخل السّلطان دمشق يوم الجمعة المقبلة، وبين يدي موكبه أسرى
__________
[1] وقال ابن أيبك الدواداريّ: حدّثني والدي- سقى الله عهده- قال: لما كسرت ميمنتنا ميسرة التتار، نظرت إلى من بقي مع السلطان تحت السناجق، فلم يكونوا يلحقوا عنده ثلاثمائة فارس. وكنت في ألف السلطان، وكان مقدّمنا يومئذ علم الدين زريق الرومي، فلم يبرح مع السلطان وأنا معه. (الدرّة الزكية 243) .

(50/59)


التّتار يحملون رماحا على شعث القتلى، وقدِم فِي خدمته مِمَّنْ كان انضمّ إِلَى سُنْقر الأشقر أيْتمش السَّعْديّ، وسيفُ الدّين بلبان الهارونيَ، وعلم الدّين الدّواداريّ، وودّعه سُنْقر الأشقر من حمص وعاد إِلَى صهيون [1] .
وترحّل أولئك الّذين نازلوا الرَّحبَة.
ثُمَّ قدِم بعد جمعة علاء الدّين الأيدمريّ وقد أنكى في التّتار، وتبعهم إِلَى قريب الفرات، وهلك منهم خلقٌ عند تَعْدِيتهم الفرات، ونزل إليهم أَهْل البيرة، فقتلوا فيهم وأسروا، وتمزّقوا وتعثّروا، وتوصّلوا إِلَى بلادهم فِي أسوأ حال، فلله الحمد على كلّ حال.
[دخول السّلطان القاهرة]
ودخل السّلطان القاهرة يوم الأحد ثاني شعبان، فوصل فِي عشرين يوما إِلَى القاهرة [2] .
[ولاية شدّ الدواوين]
وترتّب فِي شدّ الدّواوين عَلَم الدّين الدّواداريّ.
[موت ملك التتار]
ومات بين العيدين ملك التّتار أبْغا [3] .
[القبض على أميرين بمصر]
وَفِي شعبان قُبض بمصر على الأمير رُكن الدّين أباجو [4] الحاجب، وبهاء الدّين يعقوبا.
__________
[1] الدرّة الزكية 247، 248.
[2] التحفة الملوكية 103، الفضل المأثور، ورقة 54 ب، نزهة المالك والمملوك، ورقة 64 ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 15، نهاية الأرب 31/ 36، عيون التواريخ 21/ 280.
[3] تشريف الأيام والعصور 2- 4.
[4] في السلوك ج 1 ق 3/ 702 «المعروف بأياحى الحاجب» .

(50/60)


[فتح المدرسة الجوهرية]
وَفِي رمضان فُتِحت المدرسة الجوهريّة، ودرّس بها القاضي حسامُ الدّين الحنفيّ بحضرة واقفها الصَّدر نجم الدّين.
الثلج والبرد والجليد ببعلبكّ]
وجاء فِي رمضان ثلجٌ مُفْرِط، وطال بقاؤه، واشتدّ البرد، وجلّد ببْعلَبَكّ الفُقّاع، وذلك غير مُنْكَر بها.
عرض الإِسْلَام على أَهْل الذمّة وتغريمهم وَفِي جُمَادَى الآخرة من هذه السُّنّة رسم الملك المنصور بعرض الدّواوين من أَهْل الذِّمة على السّيف، أو يُسْلِمون، فأبوا، فأخرجوهم بدمشق إِلَى سوق الخيل، وجُعلت الحبال فِي أعناقهم للشَّنْق، فأسلموا حينئذٍ، وأُحضِروا إِلَى الحاكم فأسلموا على يده.
فَلَمَّا كان فِي شوّال من السّنة فكّروا فِي أنفسهم واستفتوا الفقهاء. ثُمَّ عُقِد لهم مجلسٌ ورُسم للقاضي المالكيّ أن يسمع كلامهم، ويحكم بما يوافق مذهبهم، فأثبتوا ذلك، وعاد أكثرهم إِلَى دِينهم، وغُرّموا مبلغا من المال على ذلك.
[الاستسقاء بصحراء دمشق]
وَفِي ثاني عشر آذار فِي شهر ذي القعدة خرج النّاس ونائب السّلطنة إِلَى الصّحراء بدمشق يستسقون [1] .
[إرسال بنات الملك الظاهر إِلَى الكَرَك]
وفيه بعث السّلطان الملك المنصور بنات الملك الظّاهر وسلامش وخدمهم إِلَى قلعة الكرك [2] .
__________
[1] عيون التواريخ 21/ 281.
[2] ذيل مرآة الزمان 4/ 99، عيون التواريخ 21/ 281.

(50/61)


[جفاف تربة ببولاق وغلاء الماء]
وَفِي هَذِهِ السّنة تُرِّبَتْ جزيرةٌ هائلة تجاه بولاق، وبَعُدَ البحرُ عن القاهرة، وغلا سعر الماء.
[الإفراج عن السنجاري]
ويوم عَرَفَه أُفرِج عن البُرهان السّنْجاريّ الوزير، ولزِم بيته بعد مَشَاق شديدة.
[تدريس ابن الزملكاني بالأمينية
وَفِي رجب درَّس بالأمينية الشّيْخ علاء الدين ابن الزَّمْلَكَانيّ، شدّ منه الشّمسيّ، وتعجّب الفُضلاء، فإنّه كان قليل الفِقْه، لكنّه مليح الشَّكْل، ثُمَّ أخذت منه، ثمّ وليها.
آخر هذه العشر، ويتلوه المتوفّون في الطّبقة الثّامنة والسّتّين في سنة إحدى وسبعين وستّمائة وأسأل الله حسن الخاتمة بكرمه

(50/62)


بسم الله الرحمن الرحيم
المتوفّون في هذه الطبقة
سنة إحدى وسبعين وستّمائة هجرية
- حرف الألف-
1- أَحْمَد بْن جَعْفَر [1] بْن أبي نصر بْن سَعِيد بْن طاجيك.
أبو الْعَبَّاس الماردينيّ.
شيخ مُعَمَّر، قارب المائة، وحدَّث بالقاهرة عن: زين الأُمَناء، وغيره.
وتُوُفِّي فِي نصف شعبان.
2- أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ.
المُسْنِد الجليل، أبو البركات ابن النّحّاس الأَنْصَارِيّ، الإسكندرانيَّ المالكيّ، أخو مَنْصُور. وكانا تَوْأمين، وُلِدَا فِي حدود سنة خمسٍ وثمانين، وسمعا من: عَبْد الرَّحْمَن ابن مُوقا، ومحمد بْن مُحَمَّد الكِرْكِنْتيّ [3] .
وأجاز لهما: أبو جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، وحمّاد بْن هبة الله الحَرّانيّ، وأبو الْحَسَن بْن نجا الواعظ، ومكّيّ بْن عوف الزّهريّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن جعفر) في: المقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 34 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 أ، والعبر 5/ 295، وتذكرة الحفاظ 4/ 1463، ومشيخة ابن جماعة 1/ 142- 144 رقم 7، ومعجم الشيوخ للدمياطي، 1/ ورقة 103 أ، وحسن المحاضرة 1/ 381، وشذرات الذهب 5/ 333، 334.
[3] الكركنتي: بكسر الكافين، بينهما الراء الساكنة وبعدها النون ساكنة وفي آخرها التاء المنقوطة من فوق باثنتين. هذه النسبة إلى كركنت وهي قرية من قرى القيروان إحدى بلاد المغرب. (الأنساب 10/ 399) .

(50/63)


وحدّث بمصر والإسكندريّة.
روى عنه: الدّمياطيّ، والشّريف عزّ الدّين، والشّيخ شعبان، وعلاء الدّين ابن عمرون الكاتب، وعلم الدّين الدّواداريّ، والشّريف يعقوب بْن الصّابونيّ، وسعد الدّين الحارثيّ قاضي الحنابلة، وطائفة.
وتُوُفِّي فِي أواخر جُمَادَى الأولى بالإسكندريّة.
3- أَحْمَد بْن عَبْد الواحد [1] .
الْبَصْرِيّ.
عن: أبي الْحَسَن القَطِيعيّ، ونصر الحنبليّ.
4- أَحْمَد بْن عُثْمَان [2] بْن سياوش.
الْمُقْرِئ الزّاهد، تقيُّ الدّين، أبو الْعَبَّاس الإخلاطيّ، إمام الكلّاسة [3] .
قرأ القراءات على أصحاب أبي الجود.
وحدّث عن شيخه السّخاويّ.
وأقرأ ببعض الرّوايات. وكان مشهورا بالصّلاح والخير.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وأبو الْحَسَن بْن العطّار [4] .
وهو والد الخطيب شمس الدّين مُحَمَّد إمام الكلّاسة.
تُوُفِّيَ فِي خامس رمضان، وقد نيَّف على السّبعين.
لقّن مدّة الصّبيان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 ب.
[2] انظر عن (أحمد بن سياوش) في: تاريخ الملك الظاهر 64، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 34 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 11.
[3] الكلّاسة: مدرسة شافعية لصيق الجامع الأموي من الجهة الشمالية، ولها باب إليه. عمّرها نور الدين زنكي سنة 555 هـ. وسمّيت بهذا الاسم لأنها كانت موضع عمل الكلس أيام بناء الجامع. (مسالك الأبصار 1/ 146، الدارس 1/ 447، 448) .
[4] وقال البرزالي: «تلقّنت عليه شيئا من أول القرآن العظيم، ولي منه إجازة» .

(50/64)


5- أَحْمَد بْن عليّ [1] بْن حِمْيَر.
البَعْلَبَكّيّ، ابن أخت العزّ ابن مَعْقَل، صفيّ الدّين.
رئيس متميّز. رافضيّ متعال، معروف كخاله.
تُوُفِّيَ فِي شعبان كهْلًا.
6- أَحْمَد بْن هبة اللَّه [2] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الوهّاب.
السُّلَميّ، أبو الْعَبَّاس الكهفيّ.
ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة تقريبا بكهف جبل قاسيون.
وسمع من: عُمَر بْن طَبْرَزد، وحنبل، والكِنْديّ، وابن ملاعب.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وجماعة.
ومات في ثالث رجب بالجبل.
ولأبيه أبي الغنائم رواية عن عَبْد الواحد بْن هلال.
7- أَحْمَد بْن أبي الفضائل [3] بْن أبي المجد بْن أبي المعالي.
المحدّث، الرّئيس، كمالُ الدّين، أبو الْعَبَّاس الدُّخْمَيْسيّ [4] ، الحمويّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، التّاجر.
صدْرٌ محتشم، متموّل.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: المقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 34 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 11- 14، والبداية والنهاية 13/ 265، وعيون التواريخ 21/ 19، والنجوم الزاهرة 7/ 240.
[2] انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: المقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 34 أ، والعبر 5/ 295، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، وشذرات الذهب 5/ 334.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي الفضائل) في: معجم البلدان 2/ 445 وفيه «أحمد بن أبي الفضل» ، والمعين في طبقات المحدّثين 213 رقم 2227، وتذكرة الحفاظ 4/ 1463، ودول الإسلام 2/ 174.
[4] تصحّفت هذه النسبة في (دول الإسلام 2/ 174) إلى: «الدخميني» . والصواب ما أثبتناه، بضمّ أوله، وسكون ثانيه، وفتح الميم، ثم مثنّاة تحت ساكنة، ثم سين مهملة مكسورة.
نسبة إلى دخميس: من قرى مصر في ناحية الغربية. (معجم البلدان 2/ 445، وتوضيح المشتبه 4/ 27، 28) .

(50/65)


سمع الكثير وعُنِي بالحديث، وكتب بخطّه الكثير، ورحل فِي الحديث، وحصَّل وفهم. وُلِدَ فِي حدود السّتّمائة.
وحدّث بالإجازة عن حنبل المكبّر، وأقبل على الطَّلَب سنة نيِّفٍ وعشرين وستّمائة.
وسمع من: أبي القاسم بن صَصْرى، والنّاصح بْن الحنبليّ، وابن صباح، وابن اللّتّيّ، والهَمْدَانيّ، وأبي عليّ الأوقيّ، وخلق كثير.
وسمع ببغداد من: عمر بْن كرم، وعبد السّلام الدّاهريّ، وطائفة.
وكان له مماليك مِلاح أتراك قد سمعوا معه. ثُمَّ إنّه دخل الهند واستوطنها دهرا. وخطُّهُ طريقةٌ معروفة بين المحدّثين.
وعاش إِلَى هَذَا الوقت، ولا أتحقّق مَتَى مات. بل سمع منه الفقيه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ المقدشاويّ فِي سنة سبعين. وروى لنا عَنْهُ.
8- إِبْرَاهِيم بْن بركات [1] بْن فضائل.
الْمصريّ، الحدّاد. شيخ زاهد، عابد، قانت، مُقبِلٌ على شأنه، مُتَّبِع للسُّنّة.
صحب الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ مدّة، وسمع منه.
تُوُفِّيَ فِي أوّل صفر، وشيّعه خلْقٌ كثير.
9- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [2] بْن هبة الله بْن قُرْناص.
الأديب، مُخْلِصُ الدّين الحمويّ، الشّاعر.
توفّي في شوّال [3] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن بركات) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 31 ب.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 35 أ، والوافي بالوفيات 6/ 133، 134 رقم 2570، والمنهل الصافي 1/ 122، 123 رقم 64، والنجوم الزاهرة 7/ 238، وعيون التواريخ 21/ 17- 19، وذيل مرآة الزمان 3/ 8، والسلوك گ 1 ق 2/ 609، وهدية العارفين 1/ 13.
[3] وقال البرزالي: «وكان أديبا فاضلا، وله نظم جيّد» . وله شعر في: الوافي، وذيل مرآة الزمان، وعيون التواريخ.

(50/66)


10- أسد بْن أبي الطّاهر [1] .
أبو الوحش الدّمياطيّ، اللَّخميّ.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر، وله بِضْعٌ وسبعون سنة.
روى عن: جلدك التَّقَويّ.
سمع منه: الدّمياطيّ، والشّريف عزّ الدّين، وغيرهما.
أَخْبَرَنِي مَحْمُودٌ الْعَقِيلِيُّ، عَنِ الدِّمْيَاطِيِّ، عَنْ أَسَدٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ نِعْمَةَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ قَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَسَنِ التِّكَكِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَوْفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأُدْفُوِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ النَّحَّاسِ، عَنِ النَّسَائِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم دخل مكّة وعليه المغفر» [2] .
رواه مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُ بِنُزُولِ أَرْبَعِ دَرَجَاتٍ.
__________
[1] انظر عن (أسد بن أبي الطاهر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 أ.
[2] حديث صحيح، في: صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب أين ركّز النبي صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح 5/ 92، وصحيح مسلم (1375) كتاب الحجّ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، والموطّأ 1/ 423 في الحج، باب جامع الحج، وأبو داود (2685) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، والترمذي (1693) في الجهاد، باب ما جاء في المغفر، والنسائي 5/ 210 في الحج، باب دخول مكة بغير إحرام، ومسند الحميدي 2/ 509 رقم 1212، وطبقات ابن سعد 2/ 139، والفوائد العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرائب للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) ، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 133- 135، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 72، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 1/ 199، والإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي 1/ 168، وتاريخ الإسلام (المغازي) ص 547.
و «المغفر» : بكسر الميم وسكون الغين المعجمة، وفتح الفاء، هو ما غطّى الرأس من السلاح، كالبيضة، ونحوها، سواء كان من حديد أو من غيره. (لسان العرب 60/ 330، 331، مادّة غفر-، تاج العروس 3/ 354، فتح الباري لابن حجر 4/ 60) .

(50/67)


- حرف الجيم-
11- جَعْفَر بْن عليّ.
الإرِبليّ. خطيب مَنِين [1] .
- حرف الراء-
12- رسلان بْن مُحَمَّد [2] .
أبو مُحَمَّد الْمصريّ، الفاكهيّ.
حدَّث عن مُكْرَم.
ومات فِي جُمَادَى الأولى بمصر.
- حرف السين-
13- ستُّ العجَمَ [3] بِنْت مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن عَبْد الواسع الهَرَوي.
شيخة مُسْنِده، من أَهْل الصّالحيّة.
تروي عن: عُمَر بْن طَبَرْزَد.
وكتب عنها الطّلبة.
وحدّث عنها: ابن الخبّاز، والدّمياطيّ، وجماعة.
وتُوُفِّيت فِي صفر.
14- سُلَيْمَان بْن عَبْد الغنيّ [4] .
أبو الرَّبِيع الغَمْريّ، الدّمياطيّ.
وُلِدَ بمُنْية غَمْر سنة خمسٍ وستّمائة.
وحدَّث عن: ابن المقيّر.
ومات في المحرّم.
__________
[1] منين: قرية بالشام قرب دمشق. بفتح الميم وكسر النون.
[2] انظر عن (رسلان بن محمد) في: المقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 32 أ.
[3] انظر عن (ستّ المعجم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 31 ب.
[4] انظر عن (سليمان بن عبد الغني) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 31 ب.

(50/68)


- حرف الشين-
15- شرف الدّين ابن السُّكَّريّ.
عدْلٌ، رئيس، مشهور. وقف دارَه بالقصّاعين لأهل العلم والحديث.
وهي الّتي يسكنها شيخنا ابن تيميَّة.
- حرف العين-
16- عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر [1] بْن عَبْد الجليل بْن عليّ.
الإِمَام، أبو الفتح القموديّ، اللّخميّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ، الفقيه.
ولد في حدود الثّمانين وخمسمائة.
وسمع من أبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن مَوْلَى ابن باقا.
وحدَّث ودرّس.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وغيره.
وقمودة: بُلَيدة على يومين من القيروان.
مات فِي ثالث المحرَّم.
17- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [2] بْن خليل.
أَسَد الدّين، أبو القاسم الُأرْمَوِيّ [3] ، ثُمَّ الْمَوْصِلِيّ.
وُلِدَ سنة بضعٍ وتسعين.
وروى بالإجازة عن عَبْد الْعَزِيز بن الأخضر.
وهو ابن أخت الإِمَام عليّ بْن عدلان النّحويّ.
مات بالقاهرة في أوّل رمضان.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 31 أ، وزبدة الفكرة، ورقة 80 أ، وعقد الجمان (2) 108.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 35 أ، وفيه «عبد الرحمن بن عثمان» .
[3] الأرموي: بضم الهمزة وبسكون الراء وفتح الميم.

(50/69)


18- عَبْد الرّحيم بْن الرّضى مُحَمَّد [1] بْن الإِمَام عماد الدّين مُحَمَّد بْن يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مَنَعة.
العلّامة، تاجُ الدّين، أبو القاسم الْمَوْصِلِيّ، مصنّف «التّعجيز» [2] .
وُلِدَ سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة.
وله أيضا: «مختصر المحصول» للرّازيّ، و «مختصر طريقة الطّاووسيّ» فِي الخِلاف.
قَالَ قُطْبُ الدّين [3] : تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى ببغداد. وكان قد قدِمَها من قريب، وولي بها قضاء الجانب الغربيّ، وتدريس البشيريّة، وخُلِع عليه.
وله: «التّطريز فِي شرح الوجيز» ، و «مختصر درّة الغوّاص» ، و «جوامع الكِلم الشّريفة فِي مذهب أبي حنيفة» . وألّف تصانيف عدّة لم يُكملها [4] .
وممّن أَخَذَ عَنْهُ الفقه شيخنا البرهان الجعبريّ [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن الرضى محمد) في: الحوادث الجامعة 374، وتاريخ الملك الظاهر 66، ذيل مرآة الزمان 3/ 14، 15، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، وتذكرة الحفاظ 4/ 1463 وفيه: «عبد الرحمن» ، ودول الإسلام 2/ 174، والبداية والنهاية 13/ 265، ومرآة الجنان 4/ 171، 172 (في وفيات سنة 670 هـ.) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 72- 74 (8/ 191- 194) ، والوافي بالوفيات 18/ 391 رقم 401، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 208 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 574، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 179 أ، وعيون التواريخ 21/ 20، ووفيات الأعيان 4/ 255، والنجوم الزاهرة 7/ 240، وتاريخ الخلفاء 483، وعقد الجمان (2) 108، وكشف الظنون 1/ 417، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 224، 225: وهدية العارفين 1/ 561، ومعجم المؤلفين 5/ 213.
[2] وهو «التعجيز في اختصار الوجيز وشرحه» .
[3] في ذيل مرآة الزمان 3/ 14.
[4] ومن مؤلفاته: «مناقب الشافعيّ» ، و «التنبيه في اختصار التنبيه» ، و «مختصر القدوري» ، و «شرح الإرشاد» للعميدي.
[5] وقال ابن شدّاد: «وكان إماما عالما مفتيا لم يساجل في عصره» . (تاريخ الملك الظاهر 66) .

(50/70)


19- عبد القاهر ابن الخطيب سيف الدّين عَبْد الغنيّ [1] بْن الإِمَام فخر الدّين مُحَمَّد بْن أبي القاسم [2] ابن تيميّة.
الشَّيْخ فخرُ الدّين، أبو الفرج الحرّانيّ.
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة وستّمائة بَحرّان.
وسمع من: جدّه، ومن: ابن اللّتّيّ، وغيرهما.
وخطب بجامع حَرّان. وكان ديِّنًا، عالما، فاضلا، جليلا.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي حادي عشر شوّال بخانقاه القصر.
20- عَبْد الهادي بْن عَبْد الكريم [3] بْن عليّ بْن عِيسَى بْن تميم.
الخطيب، المقرئ، المعمر، أبو الفتح القَيْسيّ، الْمصريّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ سنة سبع وسبعين وخمسمائة. وقرأ بالرّوايات على أبي الجود، وهو والمليجيّ آخر من قرأ عليه.
__________
[1] انظر عن (عبد القاهر بن عبد الغني) في: تاريخ الملك الظاهر 66، 67، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 35 أ، والبداية والنهاية 13/ 264، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 282، والوافي بالوفيات 19/ 45 رقم 48، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 282 رقم 396، وعقد الجمان (2) 107، والدارس 2/ 167، 168، وشذرات الذهب 5/ 334، وذيل مرآة الزمان 3/ 16، والسلوك ج 1 ق 2/ 609، وعيون التواريخ 21/ 20، والمنهج الأحمد 392، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 79، والنجوم الزاهرة 7/ 240، والدرّ المنضد للعليمي 1/ 413 رقم 1111.
[2] في تاريخ الملك الظاهر 66 «محمد بن القاسم» .
[3] انظر عن (عبد الهادي بن عبد الكريم) في: المقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 34 أ، ب، والعبر.
5/ 295، 296، والإعلام بوفيات الأعلام 280، وزبدة الفكرة، ورقة 80 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، وتذكرة الحفاظ 4/ 1463، ومرآة الجنان 4/ 172، ومعرفة القراء الكبار 2/ 663 رقم 632، وصلة التكملة لابن الأبار 2/ ورقة 10 أوغاية النهاية 1/ 473 رقم 1975، وحسن المحاضرة 1/ 502، 503، وشذرات الذهب 5/ 334، والوافي بالوفيات 19/ 246، 247 رقم 221، ومشيخة ابن جماعة 1/ 371- 374 رقم 41، والنجوم الزاهرة 7/ 240، وعقد الجمان (2) 109، وفهرس الفهارس والأثبات 2/ 643، ومعجم الشيوخ، للدمياطي 2/ ورقة 72 ب، وذيل التقييد 2/ 161 رقم 1353 وفيه:
«عبد الهادي بن يحيى بن عبد الكريم» ، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 333.

(50/71)


وسمع من: قاسم بْن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ، وأبي عَبْد الله الأرتاحيّ، وأبي نزار ربيعة اليمنيّ، وأبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الْمُقْرِئ، وأبي عَبْد الله مُحَمَّد بْن الْحَسَن اللُّرّسْتَانيّ [1] ، وابن المفضّل الحافظ، وغيرهم.
أجاز له أبو طالب أحمد بن المسلّم اللَّخْميّ، ومُقاتل بْن عَبْد الْعَزِيز البَرْقيّ، وأبو طاهر إِسْمَاعِيل بْن عوف الزُّهْرِيّ، وأبو الفضل أَحْمَد، وأبو عَبْد الله مُحَمَّد ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ، وعبد المجيد بن دُليل، ومخلوف بْن جاره الفقيه، وخلْق.
وتفرّد فِي عصره عن جماعةٍ. وروى الكثير.
قرأ عليه الشّيخ أبو بكر الجعبريّ نزيل دمشق للسّبعة، وعلى المليجيّ، فسألته: أيّ الرّجلين أعرف بالفنّ؟ قَالَ: لا ذا يعرف ولا ذا.
قلت: وكان الخطيب عَبْد الهادي صالحا خيِّرًا، كثير التّلاوة. خطب بجامع المقياس مدّة.
حدَّث عنه: الدّمياطيّ، والدّواداريّ، وجماعة.
ومات فِي الرّابع والعشرين من شعبان رحمه الله تعالى.
21- عُبَيْد الله بْن الفقيه الإِمَام كمال الدّين [2] أبي حَفْص عمر بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بْن الْحَسَن.
المحدّث، الرّئيس، شهاب الدّين، أبو صالح بْن العجميّ، الحلبيّ.
وُلِدَ سنة تسعٍ وستّمائة.
__________
[1] اللّرّستاني: بضمّ وتشديد الراء، من: اللّرّ: جيل من الأكراد في جبال بين أصبهان وخوزستان، وتلك النواحي تعرف بهم فيقال بلاد اللّرّ، ويقال لها لرستان، ويقال لها اللّور أيضا. (معجم البلدان 5/ 16) .
[2] انظر عن (عبيد الله بن كمال الدين) في: تاريخ الملك الظاهر 65، 66، والمقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 32 أ، والسلوك ج 1 ق 2/ 609، وذيل مرآة الزمان 3/ 17. ولم يذكره محمد راغب الطبّاخ في أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء.

(50/72)


وروى عَنْهُ الإفتخار الهاشميّ، وسمع الكثير بنفسه من: ابن رواحة، وابن خليل، وابن يعيش، وطائفة [1] .
وكتب بخطّه الكثير عن المتأخّرين. وحرِص كلّ الحرص وحدَّث باليسير.
سمع منه: الدّمياطيّ، والشّريف عزّ الدّين، وغيرهما.
ومات بحلب فجأةٌ فِي تاسع عشرين [2] جُمَادَى الأولى.
22- عليّ بْن أَحْمَد بْن يوسف.
أبو الْحَسَن القُرْطُبيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الضّرير.
ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
وسمع من: أبي القَاسِم بْن الحَرَسْتانيّ، وأبي عبد الله بن البنّاء، وابن مُلاعب.
ثنا عنه: أبو الْحَسَن بْن العطّار، والنَّجْم بْن الخبّاز.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
23- عليّ [3] .
العلّامة، أبو الْحَسَن المتيويّ، المغربيّ، أحد أئمّة العِلم والعمل ومن انتهى إليه معرفة مذهب مالك.
كان يحفظ «المدوّنة» و «تفريغ ابن الجلّاب» ، و «رسالة ابن أبي زَيْد» ، وغير ذلك.
ومع قوّة حِفْظه وذكائه لم يزل يلازم درْسَ الفِقْه إِلَى أن مات.
قَالَ لي أبو القاسم ابن عِمْرَانَ: لم يكن فِي زمانه أحفظ منه لمذهب مالك ولا أشدّ ورعا. كان معتكفا فِي بيته، وفيه يُقِرئ، لم يخرج إلّا إِلَى الجمعة. ويخرج مُغَطَّى الوجه على حمارٍ لئلّا يرى مكروها. ولا يأكل إلّا ما سُيِّر إليه من بلده من مواضع يعرف أصولها.
__________
[1] ودخل بغداد وسمع بها جماعة كثيرة من أصحاب ابن شاتيل، وابن يونس، وغيرهما.
[2] وفي تاريخ الملك الظاهر 65 «في التاسع عشر» .
[3] انظر عن (علي المتيوي) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1463، وذيل مرآة الزمان 3/ 17، 18 وفيه: «علي بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّدِ، أبو الحسن» .

(50/73)


مات فِي حدود السّبعين، وقبره يُتبارك به ويُزار.
24- عُمَر الملك المغيث [1] .
فتْحُ الدّين، أبو الفتح، وَلَدُ الملك الفائز سابق الدّين إِبْرَاهِيم بْن السّلطان المَلِك العادل سيف الدّين أَبِي بَكْر بْن أيّوب.
روى بالإجازة عن: عَبْد المُعزّ بْن مُحَمَّد الهرويّ.
كتب عَنْهُ طلبة المصريّين.
ومات فِي ذي الحجّة مسجونا بخزانة البُنُود، ودُفِن بتُربتهم بجوار ضريح الشّافعيّ رحمه الله، وله ستٌّ وستون [2] سنة.
25- عُمَر بْن مُحَمَّد [3] .
العدل، شرف الدّين السُّلَميّ السُّكّريّ.
دمشقيّ جليل. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى.
- حرف الميم-
26- محمد بْن أحمد [4] بْن أَبِي بكر بن فرح [5] .
__________
[1] انظر عن (الملك المغيث عمر) في: تاريخ الملك الظاهر 67، وزبدة الفكرة، ورقة 80 أ، ب، والمقتفي 1/ ورقة 35 ب، وعقد الجمان (2) 110، 111، وذيل مرآة الزمان 3/ 18، 19.
[2] في تاريخ الملك الظاهر: «سبع وستون» .
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 أ، ب.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تاريخ الملك الظاهر 68، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 35 ب، 36 أ، والوافي بالوفيات 2/ 122، 123 رقم 470، وغاية النهاية 2/ 80، وشذرات الذهب 5/ 335، وعيون التواريخ 21/ 27، وتاريخ الخلفاء 483، وطبقات المفسّرين للسيوطي 28، والديباج المذهب 317، ونفح الطيب 7/ 221، وكشف الظنون 383، 390، وإيضاح المكنون 1/ 81 و 2/ 241، وهدية العارفين 2/ 129، وديوان الإسلام 4/ 28، 29 رقم 1694، والأعلام 5/ 322، ومعجم المؤلفين 8/ 239، وتوضيح المشتبه 7/ 65.
[5] في تاريخ الملك الظاهر «فرج» ، وكذا في عيون التواريخ 21/ 27، وشذرات الذهب 5/ 335، والتحرير من: توضيح المشتبه: بسكون الراء، وحاء مهملة.

(50/74)


الإِمَام، العلّامة، أبو عَبْد الله الأَنْصَارِيّ، الخَزْرجَيّ، القُرْطُبيّ.
إمام متفنّن متبحِّر فِي العلم، له تصانيف مفيدة تدلّ على كثرة اطّلاعه ووُفُور فضْله.
تُوُفِّيَ فِي أوائل هَذِهِ السّنة بمُنْية بني خصيب من الصّعيد الأدنى. وقد سارت بتفسيره العظيم الشّأن الرُّكْبان، وهو كامل فِي معناه.
وله كتاب «الأسْنَى فِي الأسماء الحُسْنى» ، وكتاب «التّذكرة» ، وأشياء تدلّ على إمامته وذكائه وكثْرة اطّلاعه [1] .
27- مُحَمَّد بْن رضوان [2] .
السّيّد شرف الدّين العلويّ، الحُسَينيّ، الدّمشقيّ، النّاسخ.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر عن تسعٍ وستّين سنة.
كان يكتب خطّا مُتَوَحدّ الحُسْن، منسوبا [3] . وله يدٌ فِي النَّظْم والنَّثْر والأخبار، وعنده مشاركة فِي العلوم.
28- مُحَمَّد بْن عَبْد المحسن [4] بْن عَوَض.
الصّدر، عِمادُ الدّين، ابن النّحّاس الأَنْصَارِيّ، الْمصريّ، العدل.
روى عن: ابن الُمَقيِّر.
وتقلَّب فِي الدّواوين، ونسخ الكثير بخطّه لنفسه. وكان رئيسًا متميّزا.
__________
[1] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله-:
- محمد بن إسرائيل أبو عبد الله السلمي الدمشقيّ القصّاع المقرئ، وصنّف «المفتي» و «الاستبصار» في القراءات والكتابات. (معرفة القراء الكبار 2/ 699 رقم 668، وغاية النهاية 2/ 100، ونهاية النهاية، ورقة 225) .
[2] انظر عن (محمد بن رضوان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 أ، والوافي بالوفيات 3/ 70- 72، وذيل مرآة الزمان 3/ 19- 25، وعيون التواريخ 21/ 21- 25، والسلوك ج 1 ق 2/ 609، والنجوم الزاهرة 7/ 239.
[3] في الوافي بالوفيات: «كان يكتب خطا متوسط الحسن في المنسوب» . وقال: وكان مغرى بتصانيف ابن الأثير الجزري مثل «المثل السائر» و «الوشي المرقوم» ، يكتب منها كثيرا. وله شعر كثير.
[4] انظر عن (محمد بن عبد المحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 ب.

(50/75)


29- مُحَمَّد بْن شِبْل [1] .
تقيُّ الدّين، الْمُقْرِئ، الضّرير ببغداد.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن ابن الخبّازة.
30- مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم [2] بْن عمّار [3] بْن كاهل.
المحدّث، العالِم، شمسُ الدّين، أبو عَبْد الله الحَرّانيّ.
سمع: أَبَا عَبْد الله بْن الزُّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، والإربليّ، وأبا الفضل الهَمْدَاني، وابن رواحة، والسَّخَاويّ، وطائفة من الشّاميّين، وأبا الْحَسَن القَطِيعيّ، وعُمَر بْن كرم، ونصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ، وطائفة ببغداد، ومرتضى بْن حاتم، وعليّ بْن الصّابونيّ، وابن رَوَاح، وجماعة بديار مصر.
وعُني بالحديث عناية كلّيّة، وكتب الكثير، وتعِب، وحصَّل.
وكان يسمع الحديث، ويتألّف النّاس على روايته. وفيه دِين وحُسْن عِشْرة، ولديه فضيلةٌ ومُذاكرة جيّدة وإتقان.
أقام بدمشق.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والدّمياطيّ، وابن أبي الفتح، وابن العطّار، وجماعة [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن شبل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 35 ب.
[2] انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في: تاريخ الملك الظاهر 67، 68، وذيل مرآة الزمان 3/ 25، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 34 ب، والعبر 5/ 396، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، والمعين في طبقات المحدّثين 213 رقم 2228، وتذكرة الحفاظ 4/ 1463، ودول الإسلام 2/ 174، ومرآة الجنان 4/ 172، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 281، 282 رقم 395، والوافي بالوفيات 4/ 50 رقم 1507، وعيون التواريخ 21/ 25، والمنهج الأحمد 392، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 79، والمقصد الأرشد، رقم 997، والنجوم الزاهرة 7/ 244، والدرّ المنضّد 1/ 413 رقم 1110، وشذرات الذهب 5/ 334.
[3] في تذكرة الحفاظ 4/ 1463 «بن عماد» .
[4] وقال ابن شدّاد: سمعت منه كثيرا. (تاريخ الملك الظاهر 68) .

(50/76)


وتُوُفِّي فِي ثامن رمضان، وله ثمانٍ وستّون سنة [1] .
ووقف أجزاءه بالضّيائيّة. وكان شيخ الحديث بالعالِمِيَّة، ومعلومه فيها يسير، رحمه الله.
31- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [2] بْن منكورس بْن خمردكين.
الأمير، سيف الدّين ابن الأمير مظفّر الدّين، صاحب صهيون.
ملك صهيون وبَرْزِيَة بعد والده سنة تسعٍ وخمسين.
ومات بصهيون فِي عَشْر السّبعين. ثُمَّ طلب السّلطان وَلَدَه سابق الدّين فأخذ منه الحصنين، وأعطاه إمريّة أربعين فارسا بدمشق، وأقطع عَمَّيْه مجاهد الدّين وجلال الدّين، وبعث السّلطان نوّابه إِلَى البلدين.
32- مُحَمَّد بْن عُمَر [3] بْن يوسف بْن يحيى.
الخطيب، مُوَفَّق الدّين، أبو عبد الله ابن الخطيب أبي حَفْص الزُّبَيْديّ، المقدسيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الشّافعيّ، خطيب بيت الأبار وابن خطيبها.
وُلِدَ سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: حنبل، وابن طَبَرْزَد، والكِنديّ، وغيرهم.
وأجاز له الخُشُوعيّ، وغيره.
وهو من بيت الحديث والعدالة والخطابة.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، وجماعة سواهم.
وتُوُفِّي فِي سابع عشر صفر.
__________
[1] وكان مولده بحرّان سنة 603 هـ.
[2] انظر عن (محمد بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 أ، والعبر 5/ 296، والبداية والنهاية 13/ 263، والوافي بالوفيات 4/ 85 رقم 1552، وذيل مرآة الزمان 3/ 25، 26، وعيون التواريخ 21/ 25، 26، وعقد الجمان (2) 111 وفيه «أحمد» ، وشذرات الذهب 5/ 335.
[3] انظر عن (محمد بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 31 ب، والعبر 5/ 296، وتذكرة الحفاظ 4/ 1463، 1464، وذيل مرآة الزمان 3/ 26، 27، وعيون التواريخ 21/ 26.

(50/77)


33- مُحَمَّد بْن عِيسَى [1] بْن مُحَمَّد بْن مهديّ.
الإسكندرانيّ، الْمُقْرِئ. نزيل دمشق.
عاش ثمانين سنة [2] .
روى عن ابن طَبَرْزَد، وأجازه.
مات فِي ذي الحجّة [3] .
34- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
العلّامة بُرهان الدّين المطرّزيّ، المتكلّم.
مات فِي العام بتبريز. قاله الكازرُونيّ.
35- محمود بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد.
الإِمَام، الفقيه، أبو المحامد الأفْشَنجيّ [4] ، الْبُخَارِيّ، الحنفيّ، الواعظ.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وعشرين وستّمائة.
وتفقّه عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد الفرْينيّ.
وسمع من: مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر التّرمِذيّ.
وكان إماما مُفْتيًا، مدرّسا، واعظا، مفسّرا.
قَالَ أبو العلاء الفَرَضيّ: فيها كَانَت الكائنة على أَهْل بُخَارى من التّتار الكَفَرَة، لعنهم الله، فقُتِل أبو حامد بظاهر بُخَارى.
قلت: وقُتِل خلْقٌ عظيم من أَهْل البلد، ونُهب وأُحرق فِيهِ أماكن. وهذه ثالث محنة للبلد من التّتار، نسأل الله السَّتْر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 35 ب.
[2] مولده سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
[3] وقال البرزالي: وكان رجلا صالحا، حافظا للقرآن. كتب عنه الدمياطيّ في معجمه.
[4] الأفشنجي: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، والشين معجمة مفتوحة، ونون، نسبة إلى أفشنة:
من قرى بخارى. (معجم البلدان 1/ 231) .

(50/78)


- حرف الياء-
36- يَحْيَى بْن مُحَمَّد [1] بْن أَحْمَد بْن حَمْزَة بْن عليّ بْن هبة الله.
المحتسب، الرّئيس، تاج الدّين، أبو المفضّل [2] الثَّعْلبيّ، الدّمشقيّ، المعدّل، ابن الحُبُوبيّ [3] .
وُلِدَ سنة عشر وستّمائة [4] .
وسمع حُضُورًا من: أبي الفُتُوح البكريّ، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.
ثُمَّ سمع من: مُحَمَّد بْن حسّان، وابن المُقَيِّر، والعلم بْن الصّابونيّ، ويونس بْن مُحَمَّد الفارقيّ.
وأجاز له: المؤيَّد الطُّوسيّ، وعبد المُعِزّ الهَرَويّ، وجماعة كثيرة.
وخرّج له ابن بَلَبان مشيخةٌ كبيرةٌ فِي ثلاث مجلَّدات، فحضرها جماعة بقراءة الشَّيْخ شرف الدّين الفَزَاريّ.
روى عَنْهُ: سِبْطُه مجدُ الدّين ابن الصَّيْرفيّ، وقال: كان صدْرًا جليلا، عدْلًا، كبيرا، وقُورًا، مَهِيبًا، محبوبا إِلَى النّاس، عفيفا عن أموالهم، عزيزَ النَّفْس، كثير البِرّ والصّيام، ذا هيئة حسنة، وحُرْمة وافرة، وُلّي نظر الأيتام مدّة، ثُمَّ الحِسْبَةً، ثُمَّ وكالةَ بيت المال إِلَى أن تُوُفّي فِي الرّابع والعشرين من ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: تاريخ الملك الظاهر 68، 69، وذيل مرآة الزمان 3/ 26، 27، وتالي وفيات الأعيان 170 رقم 282، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 ب، وعيون التواريخ 21/ 26، وعقد الجمان (2) 107، والبداية والنهاية 13/ 264 وفيه: «الشيخ تاج الدين أبو المظفر محمد بن أحمد» .
[2] في تاريخ الملك الظاهر «أبو الفضل» ، وكذا في عقد الجمان 2/ 107.
[3] في ذيل مرآة الزمان 3/ 27 «التاج المحبوبي» .
[4] في تاريخ الملك الظاهر 68 «في حدود سنة ستمائة» ، وفي ذيل مرآة الزمان: مولده سنة عشرين وست مائة، وفي المقتفي: مولده في سنة أربع عشرة وستمائة.

(50/79)


37- يوسف بْن الْحَسَن [1] بْن بدْر [2] بْن الْحَسَن بْن المفرّج بْن بكّار.
الحافظ، المفيد، الإمامُ، المُسْنِد، شرف الدّين، أبو المظفَّر النّابلسيّ الأصل، الدّمشقيّ الشّافعيّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّمائة.
وأجاز له على يد نسيبه الزّين خَالِد أبو الفتح المندائيّ [3] ، وأبو حفص الدّارقزّيّ، وجماعة.
وسمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن البُنّ، وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وأبي المجد القزوينيّ، وزين الُأمَنَاء، وابن صباح وطبقتهم فأكثر.
وكتب عامّة مسموعاته، ورحل.
وسمع من: عَبْد السّلام الدّاهريّ، وعُمَر بْن كرم [4] ، وعبد اللّطيف بْن أبي جَعْفَر الطَّبَريّ، ومحمد بْن أَحْمَد القطيعيّ، والحسن بْن الزُّبَيْديّ، وطبقتهم ببغداد.
وسمع من: يحيى ابن الدّامغانيّ، والموفَّق يعيش النَّحْويّ، وجماعة بحلب.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 31 أ، ب، وزبدة الفكرة، ورقة 80 أ، والعبر 5/ 297، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 364، 365، والمعين في طبقات المحدّثين 213 رقم 2229، وتذكرة الحفاظ 4/ 1462، 1463 رقم 1158، ودول الإسلام 2/ 174، ومرآة الجنان 4/ 172، وعيون التواريخ 21/ 14- 17، وذيل مرآة الزمان 3/ 27- 30، وعقد الجمان (2) 108، والنجوم الزاهرة 7/ 239، وشذرات الذهب 5/ 335.
[2] في المعين في طبقات المحدّثين: «بن بدران» .
[3] المندائي: بفتح أوله وسكون النون، وهمزة ممدودة بعدها ياء النسب. ويقال: الماندائي.
بزيادة ألف قبل النون. ومعناها بالفارسية: الباقي. (توضيح المشتبه 8/ 317- 319) .
[4] في عيون التواريخ 21/ 15 «عمر بن مكرم» ، والمثبت هو الصواب، وهو أبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسن علي بن عمر الدفيوري ثم البغدادي الحمّامي، توفي سنة 629 هـ.
ببغداد وله تسعون سنة. (توضيح المشتبه 3/ 298) .

(50/80)


وقرأ الكثير، ونسَخ لنفسه وبالُأجرة، وعُنِي بهذا الشّأن، وخطُّه طريقةٌ مشهورة حُلْوة.
وخرّج لنفسه «الموافقات» فِي خمسة أجزاء. وحدَّث بدمشق، والقاهرة، والإسكندريّة.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، وأبو الْحَسَن الكِنْديّ، وأبو الْحَسَن بْن النّصير، وخلْق سواهم.
وكان ثقة، حافظا، متيقِّظًا، جيّد المذاكرة، مشهورا بالحديث والطَّلَب، جيّد النَّظْم [1] ، حَسَن الدّيانة، ذا عقل ووقار وأخلاق رضيَّة. وُلّي مشيخة دار الحديث النُّوريّة. وروى الكثير.
وتُوُفِّي إِلَى رحمة [2] الله فِي حادي عشر المحرَّم. وله شِعْرٌ رائق.
الكنى
38- أبو القاسم بْن أَحْمَد [3] بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي العلاء ابن الحمصيّ.
الأَزْدِيّ.
سمع من ابن الحَرَسْتانيّ كتاب «مكارم الأخلاق» .
وتُوُفِّي فِي رجب وله ثمان وستّون سنة [4] .
وفيها وُلِدَ: زين الدّين عُبَادة بْن عَبْد الغنيّ الحرّانيّ، المؤذّن، الفقيه.
وفتْحُ الدّين أبو الفتح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سيّد النّاس اليَعْمُريّ، المحدّث، الأديب بالقاهرة في ذي الحجّة،
__________
[1] أورد له ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ أبياتا كثيرة، وكذلك قطب الدين اليونيني في ذيل مرآة الزمان.
[2] في الأصل: «رحمت» .
[3] انظر عن (أبي القاسم بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 32 ب، 33 أ.
[4] مولده في سنة ثلاث وستمائة. وقال البرزالي: «ولي منه إجازة» .

(50/81)


وشهاب الدّين عَبْد الله بْن نجم الدّين علي بن محمد بن عمر بن هلال الأَزْدِيّ، فِي المحرَّم، والنّجم إِسْحَاق بْن أبي بَكْر بْن أكمى التُّركيّ، ثُمَّ المصريّ، الحسينيّ، الحنبليّ، الشّاعر، ووالي دمشق الأمير شهاب الدّين أَحْمَد بْن سيف الدّين أبي بَكْر بْن بَرْق السنْبسيّ، والبدر حسن بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن المجد بْن عساكر، كاتب الحُكْم، والعماد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المسلم بْن علّاق الشّاهد، وعماد الدّين إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن القَيْسرانيّ، فِي ذي الحجّة، والد القاضي شهاب الدّين.

(50/82)


سنة اثنتين وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
39- أَحْمَد بْن علي [1] بْن إِبْرَاهِيم.
الإِمَام كمالُ الدّين المحلّيّ [2] ، الْمُقْرِئ، الضّرير، أبو الْعَبَّاس، شيخ الإقراء بالقاهرة.
كان معه عدّة جهات. وكان أستاذا في القراءات ووجوهها.
أخذ عن أصحاب أبي الجود، والشّاطبيّ.
ولم يدرك أخْذًا عن الصَّفراويّ، وطبقته.
قرأ عليه جماعة منهم الشَّيْخ مُحَمَّد الضّرير المعروف بالمزراب، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن أبي ثعلب القلانسيّ.
وعاش اثنتين وخمسين سنة [3] .
وتُوُفِّي فِي ثامن عشر ربيع الآخر بالقاهرة.
وكان مولده بالمَحَلّة.
40- أَحْمَد بْن عليّ [4] بن محمد بن سليم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: ورقة 114، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 38 ب، والعبر 5/ 297، وطبقات الشافعية، للمطري، وصلة التكملة للحسيني 2/ ورقة 215 أ، وغاية النهاية 1/ 82 رقم 373، وشذرات الذهب 5/ 336، ومعرفة القراء الكبار 2/ 685 رقم 653، وحسن المحاضرة 1/ 503.
[2] المحلّي: نسبة إلى المحلّة بظاهر القاهرة.
[3] مولده سنة عشرين وستمائة.
[4] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ الملك الظاهر 84، 85، وذيل مرآة الزمان 3/ 34، 35، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب، والمقتفي 1/ ورقة 40 ب، وعقد الجمان (2) 126، والنجوم الزاهرة 7/ 241، وتاريخ ابن الفرات 7/ 19.

(50/83)


الصّاحب محيي الدّين، أبو الْعَبَّاس ابن الوزير الكبير بهاء الدّين أبي الْحَسَن ابن القاضي السّديد المصريّ، الشّافعيّ.
سمع من جماعةٍ، وروى اليسير. وكان منقطعا عن المناصب، مُنْعَزِلًا منفردا كثير المعروف والدّيانة. بنى [1] رِباطًا حسنا بمصر، ودرَّس بمدرسة والده إلى أن مات، وهي بزقاق القناديل. ووجد عليه أَبُوهُ وجْدًا كثيرا، وعُملت له الأعزِية والتّلاوة والخِتَمُ فِي البلاد المعتبرة.
مات رحمه الله فِي ثامن [2] شعبان [3] .
41- أَحْمَد ابن الامام الْمُقْرِئ أبي عَبْد الله مُحَمَّد [4] بْن عُمَر بْن يوسف.
الشَّيْخ العالِم، ضياء الدّين، أبو الْعَبَّاس الأَنْصَارِيّ، القُرْطُبيّ والده.
وُلِدَ سنة اثنتين وستّمائة [5] ، وسمع من: زاهر بْن رُسْتُم، وأبي عبد الله ابن عبدون البنّاء، وجماعة.
وكان أديبا فاضلا له النَّظْم والنَّثْر، وفيه كَرَم زائد ومروءة وإحسان إِلَى من يرد عليه.
تُوُفِّيَ بقِنا من الصِّعيد فِي نصف شوّال.
__________
[1] في الأصل: «بنا» .
[2] في تاريخ الملك الظاهر 84 «في ليلة اليوم الثامن عشر» .
[3] ومولده في سنة 635 هـ. وقال ابن شدّاد: «كان كريما عاقلا، كثير الصدقة، كثير البرّ، له المعروف الزائد والصدقات الكثيرة السّريّة، كثير الاشتمال على أهله، ديّنا، صالحا، عفيفا» .
[4] انظر عن (أحمد بن أبي عبد الله محمد) في: تاريخ الملك الظاهر 85، وذيل مرآة الزمان 3/ 35، 36، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 42 أ، والوافي بالوفيات 7/ 339- 346 رقم 3334، والطالع السعيد للأدفوي 112- 125 رقم 63، ونهاية الأرب 8/ 51، وعيون التواريخ 21/ 30، 31 وفيه: «ضياء الدين أبو العباس محمد بن عمر بن يوسف بن عبد المنعم المعروف بابن القرطبي» ، ومثله في تاريخ ابن الفرات 7/ 12، وعقد الجمان (2) 127، والأعلام 1/ 212، ومعجم المؤلفين 2/ 141.
[5] في تاريخ الملك الظاهر: «مولده سنة إحدى وتسعين وخمسمائة» .

(50/84)


وأبوه تلميذ الشّاطبيّ.
ذكر ضياء الدّين هَذَا أبو جَعْفَر بْن الزُّبَيْر فِي «تاريخه» فقال: ويُعرف بابن المزيّن. كذا قَالَ فَوَهِم، بل إنّ ابن المزيّن أبو الْعَبَّاس القُرْطُبيّ نزيل الثّغر ومختصر «مسلم» [1] .
ثمّ قال: سمّعه أبوه بمكّة، والمدينة، ومصر، والقدس، فسمع من زاهر بْن رستم وله سبعة أعوام. أجازني وأخذ النّاس عَنْهُ، رحمه الله [2] .
42- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هبة [3] الله بْن حمدان.
الواعظ، تقيُّ الدّين القُضَاعيّ، الْمصريّ.
مشهور بحُسْن الوعظ، وتنميق التّذكير، وكَثْرة المحفوظ. وله قَبُولٌ تامٌ وسُوقٌ نافقة بمصر.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل بالقرافة عن اثنتين وأربعين سنة [4] .
__________
[1] كتب في هامش الأصل: «ث. وشارح مسلم» .
[2] وقال ابن شدّاد: كان فاضلا بارعا متفنّنا في الآداب. اشتغل بالقرآن الكريم بالقراءات على الشيخ الشاطبي وعلى والده، وبالأدب على والده وجماعة، وسمع الحديث على الشيخ الشاطبي وجماعته. وكان يكتب جيّدا، ويعرف علم البيان معرفة جيّدة، كريما يطعم الطعام، جليل القدر والذكر، له نظم ونثر كثير. فمن نظمه من قصيدة:
لتجلى على الأيام نعمى يمينه ... ووجه معاليها من البرّ مشرق
وتتلى معاني حمده وثنائه ... وكلّ سميع للجلالة مطرق
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن هبة الله) في: تاريخ الملك الظاهر 83، 84، والمقتفي للبرزالي 1/ 38 أ.
[4] ومولده يوم الثلاثاء سابع شهر ربيع الأول سنة ثلاثين. وقال ابن شدّاد: كان أولا بزّازا في قيسارية جهاركس، فلمّا ورد عماد الدين أحمد الواسطي الواعظ مصر، وانثالت عليه الناس، كان فيمن صحبه وواظب مواعيده، وكتب عنه كثيرا مما سمعه منه. ثم حملته الرغبة في مشايعته إلى ترك صنيعة البزّ، وأقبل على وعظ ما كتب. وأخذ في حكاية العماد في جلسته مع أصحابه حتى شعر به العماد، فحضر متخفّيا فأعجبه، فاجتهر وآثره وقرّبه، ولم يزل في صحبته إلى أن توفي العماد، فوعظ بعده على المقابر، ورزق مكانة، وأقرأ في العامّة، وقولا في الخاصّة، وبهي في فنّه حتى ما شنف أحد عبارة فيه. (تاريخ الملك الظاهر 84) .

(50/85)


43- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ إِبْرَاهِيم بْن مُزَيبل.
أبو إِسْحَاق الْقُرَشِيّ، المخزوميّ، الْمصريّ.
روى عن: ابن باقا، ومُكرم.
وحدَّث من بيته جماعة.
تُوُفِّيَ فِي ثامن شوّال عن اثنتين وستّين سنة [2] .
44- الأتابك المستعرب [3] .
هُوَ الأمير الكبير فارسُ الدّين أقطاي الصّالحيّ، النَّجميّ.
ولّاه الإمرةَ أستاذُه الملك الصّالح نجم الدّين، ورفع الملك المظفّر قطز رتبته، وجعلته أتابك الجيش. فَلَمَّا قُتِلَ قُطُز، رحمه الله، تطلّع إِلَى السّلطنة كبار الأمراء، فقدّم هُوَ الملك الظّاهر وسَلْطَنه، وحَلَف له فِي الحال، وتابعه أكابر الدّولة، فكان الظّاهر يتأدَّب معه ويَرْعَى له ذلك.
قَالَ قطب الدّين فِي «تاريخه» [4] : كان من رجال الدّهر حَزْمًا ورأيا وتدبيرا ومَهَابة.
ولمّا نشأ الأمير بدر الدّين بيليك أمره السّلطان بملازمة الأتابك والتّخلُّق بأخلاقه، ثُمَّ جعله مشاركا له فِي أمر الجيش.
ثُمَّ قُطِعت رواتبُ كَانَتْ للأتابك فوق خُبزه، فجمع نفسه، وتبع مراد
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 42 أ.
[2] مولده سنة عشر وستمائة.
[3] انظر عن (الأتابك المستعرب أقطاي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 39 ب، ومنتخب الزمان لابن الحريري 2/ 358، والعبر 5/ 297، 298، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، ودول الإسلام 2/ 174، ومرآة الجنان 4/ 172، والبداية والنهاية 13/ 266، والوافي بالوفيات 9/ 318، 319 رقم 4251، وذيل مرآة الزمان 3/ 45، وتالي وفيات الأعيان للصقاعي، ورقة 6 أ، وتاريخ ابن الفرات 8/ 19، وعيون التواريخ 21/ 37، 38، والسلوك ج 1 ق 2/ 613، والنجوم الزاهرة 7/ 242، وشذرات الذهب 5/ 336، وعقد الجمان (2) 128، والمنهل الصافي ج 2/ 504، 506، رقم 506، والدليل الشافي 1/ 143 رقم 505.
[4] ذيل مرآة الزمان 3/ 45- 47.

(50/86)


السّلطان. ثُمَّ قبْل موته بمدّةٍ عَرَضَ له شيءٌ يسير من جُذام، فأمره السّلطان أن يقيم فِي داره ويتداوى، فلزِمَ بيتَه ومات مغبونا.
وعاده السّلطان غير مرّة، فعاتبه الأتابك بُلْطف ومَتَّ بخدمته وبكى، وأبكى السّلطان.
ثُمَّ إنّه مات بالقاهرة فِي جُمَادَى الأولى، وقد نيَّفَ على السّبعين.
45- إِسْحَاق بْن خليل [1] بْن غازي.
الشَّيْخ عفيفُ الدّين الحَمَوِيّ.
قَالَ قطب الدّين [2] : كان فاضلا فِي الفِقْه والقراءات والنَّحْو.
درَّس بحماة، وخَطَب بقلعتها. وكان له حلقه إشغال.
ومات رحِمَه اللَّه فِي ذِي الحجَّة عَنْ خمسٍ وثمانين سنة [3] .
46- إِسْرَائِيل بْن مُحَمَّد [4] بْن ماضي بْن إِبْرَاهِيم.
الأجَلُّ، بدر الدّين، ابن العدل رَضِيَ اللَّهُ الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، خال المولى شمس الدّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجزريّ.
قال شمس الدين: توفّي في شوال. وكان سمحا، كريما، منقطعا عن النّاس، يعيش من ملكه، ويركب البَغْلَة.
دُفِنَ بتربتهم بقاسيون، وقد جاوز السّبعين، رحمه الله تعالى.
47- أسعد بْن المظفَّر [5] بْن أسعد بن حمزة بن أسد بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن خليل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 43 أ، والوافي بالوفيات 8/ 412 رقم 3867، وبغية الوعاة 1/ 191، والدليل الشافي 1/ 116 رقم 404، والمنهل الصافي 2/ 358 رقم 406، وذيل مرآة الزمان 3/ 38.
[2] في ذيل مرآة الزمان.
[3] مولده سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
[4] انظر عن (إسرائيل بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 275.
[5] انظر عن (أسعد بن المظفّر) في: تاريخ الملك الظاهر 85، 86، وذيل مرآة الزمان 3/ 36- 38 وتالي وفيات الأعيان للصقاعي 47 رقم 70، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب،

(50/87)


الصّاحب الرّئيس، مؤيَّد الدّين، أبو المعالي التّميميّ، الدّمشقيّ، ابن القلانسيّ. والد الصّاحب عزّ الدّين حَمْزَة.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وتسعين [1] ظنّا.
وسمع حضورا من حَنْبَل المُكَبِّر.
وسَمِعَ من: عُمَر بن طبرزد، وأبي اليمن الكندي.
وحدث بدمشق ومصر.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وجماعة فِي الأحياء.
وكان صدْرًا جليلا، مُعظَّمًا وافر الحُرْمة، كثير الأملاك، تامّ الخبرة، ذا عقلٍ ورأي وحزْم. وكان أهلا للوزارة، ولكنّه لم يدخل فِي هَذِهِ الأشياء عقلا وحشمة. ولمّا تُوُفِّيَ ابن سُوَيْد أُلْزِم بمباشرة خاصّ الملك الظّاهر، فباشره متكلّفا بلا معلوم. وبيته مشهور بالتّقَدُّم والجلالة.
تُوُفِّيَ ببُستانه فِي ثالث عشر المحرَّم.
48- إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم [2] بْن أبي اليُسر شاكر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي المجد.
__________
[ () ] والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 36 أ، والعبر 5/ 297، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، ومرآة الجنان 4/ 172، والبداية والنهاية 13/ 266، والوافي بالوفيات 9/ 39 رقم 3943، ومعجم الشيوخ للدمياطي 1/ ورقة 150 ب، وعيون التواريخ 21/ 31، والسلوك ج 1 ق 2/ 613، ومشيخة ابن جماعة 1/ 196- 206 رقم 15، والنجوم الزاهرة 7/ 241، وتاريخ ابن الفرات 7/ 19، وشذرات الذهب 5/ 236، والمقفّى الكبير 2/ 82، 83 رقم 741، وعقد الجمان (2) 121، 122.
[1] في تاريخ الملك الظاهر 85: مولده في سنة ثمان أو تسع وتسعين وخمسمائة، ومثله في المقتفى 1/ ورقة 36 أ، وفي نهاية الأرب: «مولده بدمشق في سنة تسع وتسعين وخمسمائة» .
[2] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: تاريخ الملك الظاهر 86، 87، وذيل مرآة الزمان 3/ 38- 45، والمقتفي 1/ 37 أ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1490، والعبر 5/ 299، ودول الإسلام 2/ 174، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، والمعين في طبقات المحدّثين 213 رقم 2230، والبداية والنهاية 13/ 267، وعيون التواريخ 21/ 32- 36، وفوات الوفيات 1/ 22، 23، والوافي بالوفيات 9/ 71- 74 رقم 3990، والسلوك ج 1 ق 2/ 613، وعقد الجمان (2) 123، والمنهل الصافي 2/ 383 رقم

(50/88)


مُسْنِد الشّام، تقيّ الدّين، شرف الفضلاء، أبو مُحَمَّد التَّنُوخيّ، المَعَرّيّ الأصل، الدّمشقيّ.
وُلِدَ فِي سابع عشر المحرّم سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وسمع، فأكثر عن: الخُشُوعيّ، وعبد اللّطيف ابن شيخ الشّيوخ، والقاسم بْن عساكر، وابن ياسين الدَّوْلَعيّ الخطيب، وحنبل، ابن طَبَرْزَد، وأبي الفَرَج جَابِر بْن اللّحية الحمويّ، وأبي اليُمْن الكِنْديّ، وطائفة.
وروى الكثير، واشتهر ذكره، وبَعُد صيته، وتفرّد بأشياء كثيرة.
وكان رئيسا متميّزا فِي كتابة الإنشاء، جيّد النَّظْم [1] ، حَسَن القول، دِينًا، متصوِّنًا، صحيح السَّماع، قويّ المشاركة فِي الفضائل، من بيت كتابةٍ وجلالة. وكان جدّه كاتب الإنشاء للسّلطان نور الدّين.
روى عن تقيّ الدّين: الشَّيْخ عليّ الْمَوْصِلِيّ، وابن تَيْميّة، وأَخَواه، وابن أبي الفتح، وابن العطّار، وقاضي القُضاة نجم الدّين ابن صَصْرى، وبُرهان الدّين ابن الشَّيْخ تاج الدّين، ومجد الدّين ابن الصَّيْرفيّ، وعلاء الدّين ابن النَّصير، وخلْقٌ من كُهُول وقتنا.
__________
[425،) ] والنجوم الزاهرة 7/ 244، وتاريخ ابن سباط 1/ 437، وشذرات الذهب 5/ 338، ومعجم الشيوخ للدمياطي 1/ ورقة 50 أ، ومشيخة ابن جماعة 1/ 207- 216 رقم 16، والدليل الشافي 1/ 122 رقم 424، وذيل التقييد 1/ 461، 462 رقم 894، وديوان الإسلام 4/ 412 رقم 2230.
[1] ومن شعره:
خرس اللسان وكلّ عن أوصافكم ... ماذا أقول وأنتم ما أنتم
الأمر أعظم من مقالة حاير ... قد تاه فيكم أن يعيد فيكم
العجز والتقصير وصفي دائما ... والبرّ والإحسان يعرف منكم
وله:
يا ربّ قد قرب المسرى وأكثر ما ... يرجوه مثلي بلا زاد على سفر
إنّ الكريم إذا وافاه مرتزق ... وكثرة الزاد ذنب غير مغتفر
وله غيره.

(50/89)


وتُوُفِّي فِي السّادس والعشرين من صفر. وقد أجاز لوالدي، وكتب الإنشاء للملك النّاصر دَاوُد، ووُلّي بدمشق نظر البيمارستان النُّوريّ.
وقد سمع ببغداد من عَبْد السّلام الدّاهريّ، وأبي القاسم أَحْمَد بْن السّمّذيّ، وأبي عليّ ابن الزُّبَيْديّ.
وولّي مشيخة تربة أمّ الصّالح، ومشيخة الرّواية بدار الحديث الأشرفيّة.
49- أقوش [1] .
الأمير الكبير، مبارز الدّين المنصوريّ، الحمويّ، التّركيّ. أستاذ دار صاحب حماة.
كان أجَلَّ أمراء حماة. وكان متحكِّمًا فِي دولة أستاذه إِلَى الغاية. وكان موصوفا بالشّجاعة والكرم، ولِين الجانب.
ولمّا تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة أقرّ الملك المنصور خُبزَه على أولاده وكانوا صغارا.
تُوُفِّيَ وقد جاوز الأربعين بقليل، وحزن عليه أستاذه حُزنًا كبيرا.
50- أياز الرُّوميّ [2] .
عتيق ابن جامع التّميميّ.
روى عن: ابن اللّتّيّ، وزَين الُأمَنَاء، وجماعة.
ثنا عَنْهُ: ابن العطّار.
توفّي في المحرّم.
__________
[1] انظر عن (أقوش) في: المقتفي 1/ ورقة 42 ب، والمختصر في أخبار البشر 4/ 8، والوافي بالوفيات 9/ 322 رقم 4256، وذيل مرآة الزمان 3/ 48، وعقد الجمان (2) 127، 128.
[2] انظر عن (أياز الرومي) في: المقتفي 1/ 36 ب.

(50/90)


- حرف الباء-
51- بيليك [1] .
الأمير الكبير بدر الدّين الفائزيّ.
من أعيان أمراء دمشق.
تُوُفِّيَ فِي شوّال، ودُفِن بالصّالحية.
- حرف الجيم-
52- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد [2] .
الأديب، العلّامة، المترسّل، تاج الدّين العَلَويّ، الحَسَنيّ. ويُعَرَف بابن مُعيّة. كُفَّ بأَخَرَة.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل ببغداد.
- حرف الحاء-
53- الْحُسَيْن بْن بدران [3] .
المولى نجم الدّين ابن شيخ السّلاميّة، مَشارِف بَعْلَبَكّ.
وُليّ مشارفَةَ القلعة والبلدة مدّة طويلة. وكان موصوفا بالمروءة والخير.
وعاش نيّفا وثمانين سنة.
وتُوُفِّي فِي شعبان ببَعْلَبَكّ.
- حرف السين-
54- سُلَيْمَان بن هود [4] بن موسك بن جكو.
__________
[1] انظر عن (بيليك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 42 أ، وتاريخ الدولة التركية، لمجهول، ورقة 12.
[2] وردت هذه الترجمة بعد ترجمة الأمير علم الدين سنجر، وحقّها أن تتقدّم إلى هنا.
[3] انظر عن (الحسين بن بدران) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 41 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 48، 49.
[4] انظر عن (سليمان بن هود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 أ، وفيه: «سليمان بن داود» .

(50/91)


الأمير أسد الدّين الهَذَبانيّ.
مات فِي عشر السّبعين في جمادى الآخرة.
حدّث عن: ابن اللّتّيّ.
أَخَذَ عَنْهُ: أَحْمَد الإربليّ.
55- سنْجر.
الأمير علمُ الدّين الافتخاريّ، الحرّانيّ.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي شوّال بعد بدر الدّين الفائزيّ [1] بيوم.
- حرف الصاد-
56- الصَدْر القُونُويّ [2] .
هُوَ الشَّيْخ الكبير، الشّهيد، الزّاهد، أبو عَبْد الله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يوسف الرُّوميّ، الصُّوفيّ على مذهب أَهْل الوحدة. شيخ الاتّحاديّة بقُونية.
صحب الشَّيْخ محيي الدّين ابن العربيّ. وكان قد قرأ كتاب «جامع الأصول» على الأمير العالم شرف الدّين يعقوب الهَذَبانيّ. ورواه عَنْهُ قراءة عليه الشَّيْخ قُطْبُ الدّين الشّيرازيّ.
وله تصانيف فِي السّلوك على مذهبه نسأل الله العافيةَ، فَمَنْ ذلك كتاب «النَّفَحات الإلهيّة» ، وكتاب «تُحفة الشّكور» ، وكتاب «مفتاح غيب الجمع
__________
[1] هو بيليك الّذي تقدّم قبل قليل برقم (51) .
[2] انظر عن (الصدر القونوي) في: دول الإسلام 2/ 74، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 19، والوافي بالوفيات 2/ 200 رقم 572، وذيل التقييد 1/ 96 رقم 111، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، والدليل الشافي 2/ 602، والنجوم الزاهرة 7/ 25، وطبقات المفسّرين 2/ 103، 104، وطبقات الأولياء لابن الملقن 467، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 211، وكشف الظنون 120 وغيرها، وإيضاح المكنون 1/ 335 و 2/ 41، وهدية العارفين 2/ 130، وديوان الإسلام 4/ 32، 33 رقم 1701، والأعلام 6/ 30، ومعجم المؤلّفين 9/ 43، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 138، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 1/ 133. وسيعاد في وفيات سنة 673 هـ. برقم (134) .

(50/92)


والوجود» ، و «تفسير الفاتحة» عمله فِي مجلّد، وكتاب «النّصوص» ، «وفكوك النّصوص» ، وغير ذلك. تُوُفِّيَ فِي هَذَا العام بقُونية، وأوصى أن يُحمَل تابوتُه إِلَى دمشق، وأنْ يُدفَنَ مع شيخه ابن العربيّ، فلم يتهيّأ ذلك.
ومات وهو ابن ثلاثٍ وستّين سنة تقريبا، فيما بلغني.
- حرف الضاد-
57- ضياء بن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن حرب.
شمس الدّين، أبو بَكْر، وهو بكُنْيته أشهر.
روى عن ثابت بْن مشرّف.
ومات فِي شعبان.
- حرف العين-
58- عَبْد الله بْن جبريل [1] بْن عبد الجليل [2] .
جمال الدّين ابن الخطيب الصُّوفيّ، الأبْهريّ، أبو بَكْر.
وُلِدَ بأَبْهَر [3] سنة سبعٍ وتسعين.
وروى شيئا يسيرا عن: أبي عَمْرو بْن الصّلاح.
وكان شيخا حَسَنًا.
توفّي بالقاهرة في رجب.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن جبريل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 أ.
[2] في المقتفي: «عبد الجبار» .
[3] أبهر: بالفتح ثم السكون وفتح الهاء والراء. مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الجبل. والعجم يسمّونها: أوهر. وقال بعض العجم: معنى أبهر مركّب من آب، وهو الماء، وهر، وهي الرحا، كأنه ماء الرحا. وأبهر أيضا: بليدة من نواحي أصبهان.
(معجم البلدان 1/ 82 و 83) .

(50/93)


59- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد [1] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن عَلّاق [2] بْن خلف بْن طلائع.
المُسْنِد المعمَّر، أبو عِيسَى الأَنْصَارِيّ، البخاري، المصري، الرزاز، المعروف بابن الحجاج [3] .
ولد سنة ستٍّ وثمانين تخمينا.
وسمع من: هبة الله البُوصِيريّ، وإسماعيل بْن ياسين، وفاطمة بِنْت سعد الخير، ويونس بْن يحيى الهاشميّ، والحافظ عَبْد الغنيّ، وغيرهم.
وهو آخر من روى بالسّماع عن البُوصيريّ، وابن ياسين.
وكان شيخا حَسَنًا، صحيح السّماع، عالي الإسناد.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والشّيخ علي المَوْصِليّ، والشّيخ شعبان، وبدر الدّين محمد البادفيّ [4] ، وعلم الدّين الدّواداريّ، وقاضي القضاة بدر الدّين ابن جماعة، والقاضي سعد الدّين الحارثيّ، وأحمد بْن حسن ابن شمس الخلافة، وزين الدّين أحمد ابن القاضي تقيّ الدّين ابن رزين، وبدر الدّين مُحَمَّد بْن الجوهريّ، وأخوه شهاب الدّين أَحْمَد، والأمين عَبْد القادر الصَّعْبيّ، وابنه عَبْد الرَّحْمَن، وتقيّ الدّين عتيق العُمريّ، والفخر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي خازم الجليل، وخلق لا يمكنني إحصاؤهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الواحد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 37 ب، والمشتبه 1/ 218 بالحاشية، والعبر 5/ 299، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، والمعين في طبقات المحدّثين 213 رقم 2231، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، ودول الإسلام 2/ 174، والوافي بالوفيات 17/ 301 رقم 256، وتوضيح المشتبه 3/ 125، والسلوك ج 1 ق 2/ 614، والنجوم الزاهرة 7/ 244، وحسن المحاضرة 1/ 382 رقم 93، وشذرات الذهب 5/ 338، ومشيخة ابن جماعة 1/ 263- 280 رقم 25، والسلوك ج 1 ق 2/ 614، وتبصير المنتبه 1/ 415، وذيل التقييد 2/ 39، 40 رقم 1124، وذيل مشتبه النسبة لابن رافع 19.
[2] تصحّف في الوافي بالوفيات 16/ 301 إلى «علاف» بالفاء، وفي تذكرة الحفاظ 4/ 1491 إلى «علان» .
[3] الحجّاج: بضم الحاء المهملة. مفردها: الحاجّ.
[4] هكذا في الأصل. ولم أجد هذه النسبة.

(50/94)


تُوُفِّيَ فِي مُسْتَهلّ ربيع الأوّل بمصر.
60- عَبْد الله بْن عُمَر [1] بْن يوسف.
الزّاهد، العارف، أبو مُحَمَّد الصّنْهاجيّ، الحُمَيْديّ، القَصْريّ.
ذكره الشّريف عزُّ الدّين فقال: تُوُفِّيَ ليلة رابع ربيع الآخر بظاهر القاهرة، وقد قارب المائة. صحِبَ جماعة من المشايخ، وكان مشهورا بالعِلْم والدّين، مذكورا بالصَّلاح، مقصودا للزّيارة والتَّبَرُّك به.
حدَّث عن شيخه أبي زَيْد عَبْد الرَّحْمَن بْن العلم الرّهونيّ بفوائد.
كتبتُ عَنْهُ، وانتفع به جماعة، رحمه الله تعالى.
61- عَبْد الله بْن غانم [2] بْن عليّ.
القُدْوة الزّاهد، أبو مُحَمَّد ابن الشَّيْخ الكبير العارف أبي عَبْد الله النّابلسيّ، رحمة [3] الله عليهما.
تُوُفِّيَ بنابلس فِي سابع عشر شعبان. وبها وُلِدَ فِي سنة ثمانٍ وستّمائة.
ولعلّه سمع بها من البهاء عَبْد الرَّحْمَن، فإنّه روى بها الكثير فِي سنة تسع عشرة.
وقد سمع بدمشق من الحافظ ضياء الدّين المقدسيّ.
وكان شيخ الأرض المقدّسة فِي وقته زُهْدًا وصلاحا وشُهْرة وجَلالة.
ولمّا تُوُفِّيَ صُلِّيَ عليه صلاة الغائب بجامع دمشق.
حدَّث عَنْهُ: النّجمُ بْن الخبّاز فِي مشيخته، وابن جعوان.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 38 أ، ب، وعقد الجمان (2) 125، 126، وتاريخ ابن الفرات 7/ 19، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب.
[2] انظر عن (عبد الله بن غانم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 41 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 51- 59، وتذكرة الحفاظ 4/ 1490، والبداية والنهاية 13/ 266، وعيون التواريخ 21/ 39- 44، وعقد الجمان (2) 122، وتاريخ ابن سباط 1/ 437، والوافي بالوفيات 17/ 398 رقم 332.
[3] في الأصل: «رحمت» .

(50/95)


62- عَبْد الحليم بْن سُلَيْمَان [1] بْن أَحْمَد.
المَقْدِسيّ، الحرّانيّ.
حدّث عن: حنبل، والفرويّ، والفخر ابن تيميَّة، وطائفة.
يلقَّب زين الدّين.
مات فِي شوّال بقاسيون وله ثمانون سنة.
أَخَذَ عَنْهُ: ابن الخبّاز، والطَّلَبَة.
63- عَبْد الغنيّ بْن عَبْد الرحمن بن مكّيّ.
البغداديّ، البزّاز.
روى عن: ابن سُكَيْنة.
تُوُفِّيَ فِي شوّال، وله ثمان وسبعون سنة.
64- عَبْد اللّطيف بْن سالم.
الشَّيْخ الصّالح، القُدْوة، أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، تلميذ الشَّيْخ عليّ بْن إدريس. كان متعبّدا، مشتغلا. ذَكَرَه الظّهيرُ الكازرُونيّ فأثنى عليه وأرّخه، وقال: كنت أزوره وأتبرّك به. كاشفني مرّة، رحمه الله.
65- عليّ [2] بْن عُثْمَان [3] بْن عَبْد القادر بْن محمود بْن يوسف.
الإِمَام، شمسُ الدّين، أبو الحسن ابن الوجوهيّ، الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، شيخ القُرّاء، وشيخ رِباط ابن الأثير.
ولد سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وقرأ بالسَّبْع على الفخر المَوْصِليّ، وسمع منه.
__________
[1] انظر عن (عبد الحليم بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 39 أ.
[2] من هنا يلحظ عدم مراعاة ترتيب تراجم حرف العين. وقد أبقينا عليها كما هي في الأصل.
[3] انظر عن (علي بن عثمان) في: الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 284، 285 رقم 398، والوافي بالوفيات 21/ 299 رقم 199، وغاية النهاية 1/ 556 رقم 2274، وشذرات الذهب 5/ 337، ومعجم المؤلّفين 7/ 147، والمنهج الأحمد 392، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 79، والمقصد الأرشد لابن مفلح، رقم 738، والدرّ المنضّد للعليمي 1/ 414 رقم 1113، ومعجم المؤلفين 7/ 147.

(50/96)


ومن: الشَّيْخ شهاب الدّين السُّهْرَوَرْديّ، وأبي الْحَسَن بْن روزبه.
ولو بكّر بالسماع للَحِقَ يحيى بْن بَوْش وأكبرَ منه.
تلا عليه بالرّوايات: برهان الدّين الجعْبريّ.
قَالَ الظّهير الكازرونيّ: كان من الأخيار الأبرار، أجاد قراءة القرآن، وروى الحديث.
مات فِي ثالث جُمَادَى الأولى.
66- عَبْد الغنيّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مكّيّ بْن يوسف.
الصّالح، العدْل، عماد الدّين الْبَغْدَادِيّ، شيخ رباط البسْطاميّ.
مات فِي شوّال. وكان ورعا، كثير التّلاوة. كُفَّ بَصَرُهُ فصبر وشكر.
عدّل سنة ثلاثٍ وعشرين. وقارب الثّمانين، رحمه الله.
67- عَبْد الْعَزِيز بن عَبْد المنعم [2] بْن الخطيب أبي البركات الخضِر بْن شبل بْن الحُسَيْن بْن علي بْن عَبْد الواحد.
المُسْنِد الجليل، كمالُ الدّين، أبو نصر الحارثيّ، الدّمشقيّ، العدْل، المعروف بابن عَبْد.
وُلِدَ في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وسمع من: الخشوعي، والقاسم بن عساكر، وعبد اللّطيف الصُّوفيّ، وأبي جَعْفَر القُرْطُبيّ.
وكاد ينفرد بالرّواية عَنْهُم.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، وقاضي القضاة بدر
__________
[1] انظر عن (عبد الغني بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 42 أ.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن عبد المنعم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 ب، والعبر 5/ 299، 300، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، والمعين في طبقات المحدّثين 213 رقم 2232، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، وتكملة إكمال الإكمال 252 رقم 242، ومعجم الشيوخ للدمياطي 2/ ورقة 45 أ، ومشيخة ابن جماعة 1/ 336- 342 رقم 36، والنجوم الزاهرة 7/ 244، وشذرات الذهب 5/ 338.

(50/97)


الدّين ابن جماعة، وقاضي القضاة نجم الدّين ابن صَصْرَى، وخلْق سواهم.
تُوُفِّيَ فِي ثاني شعبان.
68- عَبْد الْعَزِيز بْن جَعْفَر [1] بْن ليث.
النَّيْسابوريّ، الملك عزّ الدّين، متولّي واسط وشِحْنتَها للتّتار.
كان مشكورا محمودا جوادا معطاء.
مات فِي ذي القعدة [2] .
69- عَبْد اللطيف بْن عَبْد المنعم [3] بْن علي بْن نصر بْن مَنْصُور بْن هبة الله.
الشَّيْخ الجليل، مُسْنِد الدِّيار المصريّة، نجيب الدّين، أبو الفَرَج، ابن الإِمَام الواعظ أبي مُحَمَّد بْن الصَّيْقَل النُّمَيْريّ، الحرّانيّ، الحنبليّ، التّاجر السّفّار.
ولد سنة سبع وثمانين وخمسمائة بحرّان.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن جعفر) في: الحوادث الجامعة 181، 182.
[2] قال صاحب «الحوادث الجامعة» : في منتصف ذي القعدة، ببغداد، وكان شيخا جوادا مواصلا لكلّ من يسترفده، واشتهر ذكره في البلاد بالكرم، تولّى شحنكية واسط والبصرة، وكان حسن السيرة، عظيم الناموس، دفن في مشهد عليّ، عليه السلام، ورثاه الشعراء بأشعار كثيرة منها قول ابن الكبوش البصري من قصيدة هذا منها:
لم أبك حتى بكى لك الكرم ... والسيف يوم القراع والقلم
واحمرّ وجه الثرى عليك أسى ... إذ كلّ دمع جرى عليك دم
وهي طويلة. وله ذكر في ترجمة «نصير الدين الطوسي» رقم (86) بالحاشية.
[3] انظر عن (عبد اللطيف بن عبد المنعم) في: المقتفي 1/ 36 ب، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب، والعبر 5/ 298، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، والمعين في طبقات المحدّثين 214 رقم 2232، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، ودول الإسلام 2/ 174، ومرآة الجنان 4/ 173، وذيل مرآة الزمان 3/ 50، ومعجم الشيوخ للدمياطي 2/ ورقة 63 أ، وعيون التواريخ 21/ 38، ومشيخة ابن جماعة 1/ 352- 360 رقم 38، والسلوك ج 1 ق 2/ 614، والدليل الشافي 1/ 428، والنجوم الزاهرة 7/ 244، وحسن المحاضرة 1/ 382، وشذرات الذهب 5/ 366، وذيل التقييد 2/ 148، 149 رقم 1324، وعقد الجمان (2) 125، وتاريخ ابن الفرات 7/ 19.

(50/98)


وأسمعه أبوه ببغداد من: عَبْد المنعم بْن كُلَيْب، وأبي طاهر الْمُبَارَك بْن المعطوش، وأبي الفرج ابن الجوزيّ، وأبي القاسم هبة الله بْن السِّبْط، وأبي الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن العُمريّ، وعبد الله بن أبي المجد، وأبي الفرج ابن مَلّاح الشّطّ [1] ، وعبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، والحسن بن إبراهيم بن قحطبة ابن أُشْنانَة، وعبد اللَّه بْن مُسْلِم بْن جُوَالِق، وعبد الملك بْن مواهب الورّاق، وعُمَر بْن مُحَمَّد القطّان، والمبارك بْن إِبْرَاهِيم بْن السّيبيّ، وعبد الله بْن أبي بَكْر ابن الطَّويلة أصحاب ابن الحُصَين، وطائفة سواهم.
وأجاز له من أصبهان: أبو جَعْفَر الطَّرَسُوسيّ، ومسعود الجمّال، وخليل الرّارانيّ [2] ، وأبو المكارم اللّبّان.
وروى الكثير ببغداد، ودمشق، ومصر، وانتهى إليه عُلُوّ الإسناد، ورُحِل إليه من البلاد، وازدحم عليه الطّلبة والنُّقَاد، وألحق الأحفاد بالأجداد.
وكان يجهّز البَزّ، ويتكسّب بالمَتَاجر. وله وجاهةٌ وحُرْمة وافرة عند الدّولة.
ثُمَّ انقطع إِلَى رواية الحديث، ووُليّ مشيخة دار الحديث الكامليّة إِلَى أن مات فِي مستهلّ صفر.
وقد خرّج له الشّريف عزّ الدّين «مشيخة» فِي خمسة أجزاء، وخرّج له «ثُمانيات» فِي أربعة أجزاء.
وخرّج له شيخُنا ابن الظّاهريّ «الموافقات» فِي ثلاثة عشر جزءا، «والأبدال العوال» في أربعة أجزاء، و «المصافحات» في جزءين، وغير ذلك.
وكان شيخا متميّزا، حسن البِزّة، ديّنا، صيّنا، صدوقا، صحيح السّماعات.
__________
[1] هو عبد الرحمن بن محمد بن أبي ياسر هبة الله القصري. توفي سنة 597 هـ. (تكملة المنذري 1/ 380) .
[2] الراراني: نسبة إلى راران: قرية من قرى أصبهان. (توضيح المشتبه 4/ 86) .

(50/99)


وجرت عليه محنةٌ من الدّولة، ولَطَفَ الله به.
روى عَنْهُ: ابن الظّاهريّ، والدّمياطيّ- وحضّرا ولديهما عليه- وقاضي القضاة زين الدّين، وقاضي القضاة نجم الدّين، وقاضي القضاة سعد الدّين، والشّيخ كمال الدّين ابن الشَريشيّ، والشّيخ نصر المَنْبِجيّ، والعفيف أبو بَكْر الصُّوفيّ الهُنداسة، ومحمد بْن الشَّرَف الميدوميّ، والصّفيّ محمود الُأرْمَوِيّ، والشّيخ عليّ الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن محمود الحَرَّانيّ، وبهاء الدّين يوسف بْن العجميّ، وهارون الكَنْجيّ، وأحمد بْن الشَّيْخ عليّ القارئ، وأبو نُعَيْم بْن التّقيّ الإسْعِرْديّ، وعزّ الدّين عَبْد الْعَزِيز بْن غازي الحمويّ، والعفيف عبد الخالق ابن الفارغ، ومحمد وأحمد ابنا المُحِبّ، والتّقيّ أَحْمَد بْن العِزّ، ومحمد بْن عُمَر اللّاوي، وعلاء الدّين الكِنْديّ، والجمال يوسف بْن إِبْرَاهِيم القاضي، والشَّرَف يعقوب بْن أَحْمَد الحلبيّ، وأحمد بْن عليّ العلاميّ، وأحمد بْن عليّ الكَلْوَتاتيّ، وأحمد بْن عَبْد الرّحيم المِنْشاويّ، وفخر الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النّطّاع الأَنْصَارِيّ، وبدر الدّين محمد بن منصور ابن الجوهريّ، وأخوه شِهاب الدّين أَحْمَد، والقُطْب إِبْرَاهِيم بْن الملك المجاهد إِسْحَاق ابْن صاحب المَوْصِل، وشمس الدّين حسين بن أسد ابن الأثير، وأخوه بهاء الدّين سُلَيْمَان، وكمال الدّين عَبْد الرَّحْمَن البسطاميّ، الحنفيّ، وبهاء الدّين عليّ بْن عُثْمَان بْن أبي الحوافر، والنّجم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن بنين، ومحمد بْن سعد الصّفّار، ومحمد بْن شعبان الخلاطيّ، وفتح الدّين مُحَمَّد بْن عُثْمَان الشّارعيّ، وقُطْب الدّين مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب بْن مرتضى، وصدر الدّين مُحَمَّد بْن أبي برك بْن البوريّ، وعالَمٌ كثير بمصر والشّام من كهول زماننا، عمّرهم الله تعالى في طاعته [1] .
__________
[1] وقال ابن جماعة: ولما توفي والده اشتغل بالتجارة، وكان حسن الأخلاق، كريم النفس، متودّدا إلى الناس، كثير المعروف، حسن المعاملة، محبوب الصورة. واتّجر لدار الخلافة، وكان له منزلة رفيعة وحرمة وافرة، وأسمع الكثير في آخر عمره، وحدّث قديما، وسمع منه جماعة من الأئمّة والحفّاظ. (مشيخة بدر الدين بن جماعة 1/ 354) .

(50/100)


70- علي بْن عَبْد الكافي [1] بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الكافي.
الفقيه، الحافظ، المفيد، نجمُ الدّين، أبو الحسن ابن الخطيب الإِمَام جمال الدّين الرَّبعيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
سمع: ابن عَبْد الدّائم، والكرْمانيّ، وابن أبي النّسر، وأصحاب الخُشُوعيُّ، وابن طَبَرْزَد، ثُمَّ أصحاب ابن مُلاعب، وابن أبي لُقْمة، ثُمَّ أصحاب ابن اللّتّيّ، ومُكرَم.
وكتب العالي والنّازل. وكان شابّا ذكيّا، فَهْمًا، كثير الإفادة، جيّد التّحصيل، من نُجَباء الطّلبة وظُرّافهم ومُتَّقِيهم. وكان صحيح القراءة، مليح الكتابة، سريع القلم.
حدّث باليسير، ومات شابّا طريّا فِي سنّ طلبه. وكان يتلهّف على مصر والرّحلة إليها ليلحق حديث البُوصيريّ، فيمنعه أَبُوهُ.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر وله ستٌّ وعشرون سنة، وحزن عليه أَبُوهُ والأصحاب، والله يعوّضه بالجنّة. وأجزاؤه موقوفة بالنّوريّة. وكان من تلامذة الشَّيْخ تاج الدّين.
71- عليّ بْن رمضان [2] .
الصّدر، النّقيب، تاج الدّين ابن الطَقْطقيّ، العَلَويّ.
قتلته العراقلة بظاهر بغداد غِيلةً.
وكان متولّيا أعمال الحلّة والكوفة، مليح الشّكل [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الكافي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 38 ب، والعبر 5/ 298، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، 366، والمعين في طبقات المحدّثين 214 رقم 2234، وتذكرة الحفاظ 4/ 1490، والوافي بالوفيات 21/ 252 رقم 179، وذيل مرآة الزمان 3/ 62- 64، وعيون التواريخ 21/ 44، والنجوم الزاهرة 7/ 244، وشذرات الذهب 5/ 336.
[2] انظر عن (علي بن رمضان) في: الحوادث الجامعة 181.
[3] وقال صاحب الحوادث الجامعة: لم يزل الصاحب علاء الدين يفحص عن قاتليه حتى

(50/101)


72- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن وضّاح.
الشَّيْخ كمال الدّين الشَّهرابابيّ [2] ، الفقيه، الحنبليّ، المحدّث.
تُوُفِّيَ فِي صفر من هَذِهِ السّنة، وقيل فِي الّتي قبلها، والصّواب هنا.
وكذا قَالَ الكازرونيّ إنّه مات فِي ثالث صفر يوم الجمعة [3] .
قَالَ: واجتمع عَالمٌ لا يُحَصْون للصّلاة عليه. وكان منوَّر الوجه، عالما بالمذهب، له تصانيف [4] .
إِلَى أن قَالَ: وبَلَغني أنّه ولد في رجب سنة تسعين وخمسمائة [5] .
لقي الشَّيْخ عليّ بْن إدريس. وكان حنبليّا، نحْويًّا، كاتبا، شيخا، صالحا، محدّثا، مجموع الفضائل.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ عَلِيّ بْن إدريس الزّاهد، وعُمَر بْن كرم الدِّيَنَورِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وغيره.
وكان مولده بشهر آبان، وهي من سواد العراق سنة نيِّفٍ وتسعين
__________
[ () ] حصّلهم وقتلهم، ثم أخذ أكثر أملاكه بشبهة ما بقي عليه من ضمان الأعمال الحلّية.
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: الحوادث الجامعة 181، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 37 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 280، وتذكرة الحفاظ 4/ 463 أ، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 282- 284 رقم 397، وذيل التقييد 2/ 221 رقم 1480، وبغية الوعاة 2/ 200، والمنهج الأحمد 392، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 79، والمقصد الأرشد لابن مفلح، رقم 760، والدرّ المنضد للعليمي 1/ 413، 414 رقم 1112.
[2] في الحوادث الجامعة: «الشرابائي» .
[3] كان مدرّس المجاهدية، ودفن تحت أقدام الإمام أحمد بن حنبل- رحمهما الله-، وكان شيخا صالحا زاهدا ورعا، عارفا بالمذهب والأحاديث النبويّة، وله تصانيف كثيرة. كان مولده سنة تسعين وخمسمائة. (الحوادث الجامعة) .
[4] منها: «الدليل الواضح في اقتفاء نهج السلف الصالح» ، و «الردّ على أهل الإلحاد» ، وجزء في أن الإيمان يزيد وينقص.
[5] في المقتفي 1/ ورقة 37 أ «مولده في رجب سنة إحدى وتسعين وخمسمائة» ، وكذا في الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 282.

(50/102)


وخمسمائة. واشتغل ببغداد، وبرع فِي العربيّة، وشارك فِي فنون من العلم.
وسمع الكثير. وكان صديقا للشّيخ يحيى الصَّرْصَرِيّ.
تُوُفِّيَ ببغداد، رحمه الله تعالى [1] .
73- عُمَر بْن بُنْدار [2] بْن عُمَر.
القاضي العلّامة، كمال الدّين، أبو حَفْص التّفْلِيسيّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ بتفْلِيس [3] سنة اثنتين وستّمائة [4] تقريبا. وتفقّه وبرع فِي المذهب والأصلين وغير ذلك. ودرّس وأفتى.
وسمع من: أبي المُنَجّا بْن اللّتّيّ.
وجالس أَبَا عَمْرو بْن الصّلاح. وولي القضاء بدمشق نيابة.
وكان محمود السّيرة، حَسَن الدّيانة، صحيح العقيدة. ولمّا تملّكت التّتار جاءه التّقليد من هولاكو بقضاء الشّام والجزيرة والمَوْصل، فباشر مدّة
__________
[1] كتب في هامش الأصل: «ث. ترجمه في موضعين فاقتصرت على أحدهما وزيادات الأخرى» . وقال ابن رجب الحنبلي: وتوفي، رحمه الله، ليلة الجمعة ثالث صفر، سنة اثنتين وسبعين وستمائة. كذا ذكره غير واحد من أهل بغداد من شيوخنا وغيرهم. وهو أصحّ ممّا قاله الذهبي: إنه سنة إحدى وسبعين. وأبعد من ذلك ما قال الدمياطيّ: إنه توفي سنة ثلاث، أو أربع، وهذا قاله بالظنّ والتقريب لبعد البلاد، وعدم من يراجعه في تحقيق ذلك.
(الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 284) .
[2] انظر عن (عمر بن بندار) في: تاريخ الملك الظاهر 91، وذيل مرآة الزمان 3/ 64، 65، والمقتفي 1/ ورقة 37 ب، 38 أ، والعبر 5/ 298، 299، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 365، والبداية والنهاية 13/ 267، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 181 ب، 182 أ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 130، 131 (8/ 309، 310) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 317، 318، والوافي بالوفيات 22/ 442، 443 رقم 315، والبدر السافر، ورقة 39 ب، وعيون التواريخ 21/ 44، 45، والسلوك ج 1 ق 2/ 613 وفيه: «عمر بن شدّاد بن عمر» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 474، 475 رقم 444، وعقد الجمان (2) 122، 123، والنجوم الزاهرة 7/ 244، وحسن المحاضرة 1/ 416، وقضاة دمشق 70، وشذرات الذهب 5/ 337، 338.
[3] تفليس: بفتح أوله وكسره. وهي مدينة قديمة من بلاد الأرمن. (معجم البلدان 2/ 35) .
[4] في البداية والنهاية 13/ 267 «ولد بتفليس سنة إحدى وستمائة» ، ومثله في المقتفي.

(50/103)


يسيرة، وأحسن إِلَى النّاس بكلّ ممكِن، وذَبَّ عن الرّعيَّة. وكان نافِذَ الكلمة، عزيز المنزِلة عند التّتار، لا يُخالفونه فِي شيء.
قَالَ قُطْبُ الدّين [1] : فبالَغَ فِي الإحسان، وسعَى فِي حقْن الدّماء، ولم يتدنّس فِي تلك المدّة بشيءٍ من الدُّنيا مع فَقْره وكثرة عياله، ولا استصفى مدرسة ولا استأثر بشيء. وكان مدرّس المدرسة العادليّة، وقد تعصّبوا عليه، ونُسِب إليه أشياء برّأه الله منها.
وسار محيي الدّين ابن الزَكيّ، فجاء بالقضاء على الشّام من جهة هولاكو، وتوجّه كمال الدّين إِلَى قضاء حلب وأعمالها، وقد عَصَمَه الله مِمَّنْ أراد ضرره.
وكان نهاية ما نالوا منه أنّهم ألزموه بالسَّفَر إِلَى الدِّيار المصريّة، فسافر وأفاد أهلَ مصر واشتغلوا عليه.
قَالَ الشّريف عزّ الدّين: كان مشكور الطّريقة، أقام بالقاهرة مدّة يشغل الطَّلبَة بعلوم عِدّة فِي غالب أوقاته، فوجد به النّاس فِي ذلك نفْعًا كثيرا، ولازمتُهُ مدّة، وقرأت عليه شيئا من أحوال الفِقْه، وانتفعت به.
وكان أحد العلماء المشهورين، والأئمّة المذكورين.
تُوُفِّيَ ليلة رابع عشر ربيع الأوّل بالقاهرة.
- حرف الكاف-
74- كُيُّ [2] .
شابٌّ ذكيّ ادَّعَى النُّبُوَّة بتُسْتَر، وزعم أنّه عِيسَى ابن مريم، وأسقط عن أتباعه العصر والعشاء.
أمر بقتله صاحب الدّيوان.
__________
[1] في ذيل مرآة الزمان 3/ 64.
[2] انظر عن (كيّ) في: الوافي بالوفيات 24/ 378 رقم 432.

(50/104)


75- كيكاوس [1] .
السّلطان عزّ الدّين بْن السّلطان كيخسرو بْن قِليج رسلان، أخو السّلطان رُكْن الدّين كَيْقُباذ.
تُوُفِّيَ بسوداق، من بلاد التُّرْك، وله ستٌّ وعشرون سنة.
اقتسم هُوَ وأخوه مُلْك الرّوم بعد أبيهما، ثُمَّ إنّ رُكْن الدّين غَلَبَ على الأمر، فهرب عزّ الدّين بأهله وخواصّه إِلَى ملك القُسطنطينيّة، فلم يركن إليه بل حبسه.
ثُمَّ إنّ ملك التّتار بَرَكَة جهّز عشرين ألفا، فأغاروا على أعمال القُسطنطينيّة، ثُمَّ هادَنَهم ملكُها على أن يسلّم إليهم عزَّ الدّين، وذلك فِي سنة ستّين، فسلّمه إليهم، فأكرمه بَرَكَةُ، وصيَّره من كبار أمرائه، ثُمَّ كان فِي خدمة منكوتَمِر بعده، وخلْف ولده الملك المسعود وهو فِي خدمة منكوتَمِر.
- حرف اللام-
76- لؤلؤ بْن أَحْمَد [2] بْن عَبْد الله.
نجيبَ الدّين، الدّمشقيّ، الحنفيّ، الضّرير، الْمُقْرِئ.
وُلِدَ سنة ستّمائة، وحدّث عن: ابن الحَرَسْتانيّ، والشّمس العطّار.
وتصدّر للإقراء بجامع الحاكم، وحدّث.
ومات في رجب بالقاهرة.
__________
[1] انظر عن (كيكاوس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 43 أ، ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 66، 67، والوافي بالوفيات 24/ 384 رقم 448، وعقد الجمان (2) 213، وتاريخ ابن الفرات 7/ 136 وفيه وفاته سنة 677 هـ.
[2] انظر عن (لؤلؤ بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 أ، ب، والجواهر المضيّة 2/ 719 رقم 1130، والمقفّى الكبير 5/ 15 رقم 1566، وبغية الوعاة 1/ 363، والأعلام 6/ 111.

(50/105)


- حرف الميم-
77- مُحَمَّد بْن إياس [1] .
أبو عَبْد الله الأشِيريّ.
وُلِدَ سنة خمسٍ وعشرين وستّمائة بالقاهرة.
وسمع من: ابن الُمَقَيرِّ، وأصحاب السَّلَفي.
وكتب وحصّل وعُني بالحديث.
وكان عنده فَهْمٌ ومعرفة. وحدَّث بشيءٍ قليل.
وكان أَبُوهُ مَوْلَى لابن الأثير.
تُوُفِّيَ بالنُّوَيْرة من الصّعيد فِي أوّل صفر، رحمه الله تعالى.
78- مُحَمَّد بْن زياد.
شمس الدّين الحَرّانيّ.
أخو البهاء، خطيب بيت لِهْيا.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل، ودفن بقاسيون.
79- مُحَمَّد بْن سُليمان [2] بْن مُحَمَّد بْن سُليمان بْن عَبْد الملك بْن عليّ.
أبو عَبْد الله المعافِريّ، الشّاطبيّ، الزّاهد. نزيل الإسكندريّة.
كان من كبار مشايخ الثَغَر المشهورين بالعبادة والصّلاح والانقطاع.
وكان كبير القدر، رفيع الذِّكْر، يقصد للتّبرّك والزّيارة، ويعدّ في طبقة القبّاريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إياس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 36 ب.
[2] انظر عن (محمد بن سليمان) في: تاريخ الملك الظاهر 97، 98، وذيل مرآة الزمان 3/ 72، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 41 ب، والعبر 5/ 300، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، والوافي بالوفيات 3/ 128 رقم 1071، وعيون التواريخ 21/ 49- 52، وتاريخ ابن الفرات 7/ 21، والبداية والنهاية 13/ 267، والسلوك ج 1 ق 2/ 614، والنجوم الزاهرة 7/ 245، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 333، وغاية النهاية 2/ 149 رقم 3044.

(50/106)


تُوُفِّيَ فِي العشرين من رمضان، وله سبْعٌ وثمانون سنة [1] . ودُفن بمرج سوار. ولا أعلمه روى شيئا إلّا عن أبي القاسم بْن صصريّ.
روى عنه: أبو محمد الدّمياطيّ، وغيره.
وقد لبس الخرقة من جعفر الهمدانيّ. ثمّ وجدت أربعين حديثا قد خرّجها ابن عَبْد الباري له، وَإِذَا به قد سمع من: ابن صَصْرَى فِي دمشق، ومن: مُوسَى بْن عَبْد القادر، وأحمد بْن الخضِر بْن طاوس، وزين الُأمَناء، وغيرهم.
وأنّه قرأ بالسَّبْع بالأندلس. وله تفسير صغير. وله كتاب «المنهج المفيد فيما يلزم الشَّيْخ والمريد» .
سمع منه: شيخنا التّاج الغرافيّ هَذِهِ الأربعين، والوجيه عَبْد الرَّحْمَن السّبتيّ.
وكتب الطّبقة الغرافيّ، فكتب له: «قدوة الطّوائف، شيخ الإِسْلَام» .
80- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن هبة الله [2] بْن يوسف.
الشَّيْخ، جمالُ الدّين، أبو عَبْد الله الهوّاريّ، الجلوليّ، التُّونِسيّ، المالكيّ.
وُلِدَ سنة ستّمائة بالقاهرة.
وسمع من: أبي الْحَسَن عليّ بْن المفضَّل الحافظ، وعبد الْعَزِيز بْن باقا.
وكان صالحا، فاضلا، خيّرا، له شِعْرٌ حَسَن.
تُوُفِّيَ فِي السّادس والعشرين من رمضان.
__________
[1] مولده سنة خمس وثمانين وخمس مائة. وفي الوافي بالوفيات 3/ 128 توفي سنة ثلاث وسبعين وست مائة.
[2] انظر عن (محمد بن سليمان بن هبة الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 41 ب، والوافي بالوفيات 3/ 127، 128 رقم 1070، وفوات الوفيات 3/ 371، رقم 2307، وذيل مرآة الزمان 3/ 71، وعيون التواريخ 21/ 48، 49 وفيه: «محمد بن سليمان بن عبد الله» ، والمقفّى الكبير 5/ 693، 694 رقم 2307.

(50/107)


روى عنه الدمياطي من شعره [1] .
81- محمد بن صالح [2] بْن أبي عليّ.
البَهْنسِيّ.
روى عن: عليّ بن البنّاء.
وحدَّث بمصر فِي شوّال. وهو أخو تاج الدّين البَهْنَسِيّ إمام المقام بمكّة.
82- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بن جَعْفَر.
القاضي عزّ الدّين البصْريّ، الشّافعيّ، نائب الحُكْم ببغداد، ومدرّس النّظاميّة.
كان متبحّرا فِي العِلم، صاحب تصانيف.
مات فِي ذي الحجّة ودُفِن خلْف الْجُنَيْد، ورَثَتْه الشُّعراء.
ووُلِد فِي أوّل سنة ستٍّ وستّمائة.
روى عن جَدّه [4] .
83- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [5] بْن عَبْد اللَّه بْن مالك.
__________
[1] ومن شعره:
لولا التطيّر بالخلاف وأنهم ... قالوا: مريض لا يعود مريضا
لقضيت نحبي خدمة بفنائكم ... لأكون مندوبا قضى مفروضا
وقال يخاطب رجلا ينعت بالصدر:
ما زلت في بعد وقرب ... صبّا إليك وأيّ صبّ
حزت القلوب بأسرها ... والصدر موضع كل قلب
[2] انظر عن (محمد بن صالح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 42 أ.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: الحوادث الجامعة 181 وفيه «عزّ الدين أبو العزّ محمد بن جعفر البصري» ، والمقتفي 1/ ورقة 38 أ.
[4] قال صاحب «الحوادث الجامعة» : وكان عالما فاضلا، ولّي تدريس النّظامية بعد واقعة بغداد، ثم نقل إلى تدريس مدرسة الأصحاب، ودرّس في المدرسة العصمتية عند فتحها، وناب في الحكم والقضاء ببغداد.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تاريخ الملك الظاهر 95، 96، وزبدة الفكرة، ورقة

(50/108)


العلّامة الأوحد، جمال الدّين، أبو عَبْد الله الطّائيّ، الْجَيَّانيّ، الشّافعيّ، النَّحْويّ، نزيل دمشق.
وُلِدَ سنة ستّمائة أو سنة إحدى وستّمائة.
وسمع بدمشق من: مُكْرَم، وأبي صادق الْحَسَن بْن صبّاح، وأبي الْحَسَن السَّخاويّ، وغيرهم.
وأخذ العربيّة عن غير واحد، وجالس بحلب: ابن عمرون، وغيره.
وتصدّر بحلب لإقراء العربيّة، وصرف همّته إِلَى إتقان لسان العرب حَتَّى بلغ فِيهِ الغاية، وحاز قَصَب السَّبْق، وأربى على المتقدِّمين.
وكان إماما فِي القراءات وعِللها، صنَّف فيها قصيدة داليّة مرموزة في مقدار «الشّاطبيّة» .
__________
[82] ب، والمقتفي 1/ ورقة 40 ب، 41 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 8، وذيل مرآة الزمان 2/ 132، ونهاية الأرب 30/ 214، ودول الإسلام 2/ 174، والعبر 5/ 300، والمعين في طبقات المحدّثين 214 رقم 2235، والمشتبه في الرجال 1/ 129، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، ومشيخة ابن جماعة 2/ 491- 495 رقم 58، والوفيات لابن قنفذ 332 رقم 672، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 28، وتاريخ ابن الوردي 2/ 222، 223، ومرآة الجنان 4/ 172، وعيون التواريخ 21/ 50، والبداية والنهاية 13/ 267، وفوات الوفيات 3/ 4 رقم 471، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، والوافي بالوفيات 3/ 359- 364 رقم 1439، والسلوك ج 1 ق 2/ 613، وتوضيح المشتبه 2/ 149، وعقد الجمان (2) 123، 124، والنجوم الزاهرة 7/ 244، وبغية الوعاة 1/ 130، ونفح الطيب 7/ 257- 296، وتاريخ ابن سباط 1/ 435، ومفتاح السعادة 1/ 115- 117، وكشف الظنون 82، 119، 133، 144، 151، 205، 412، 553، 649، 694، 978، 1087، 1166، 1170، 1219، 1301، 1338، 1344، 1369، 1395، 1396، 1462، 1536، 1587، 1774، 1798، 1800، و 1964، وشذرات الذهب 5/ 295، وإيضاح المكنون 1/ 260 و 2/ 23، ومعجم المؤلّفين 10/ 234، وذيل معرفة القراء الكبار، لابن مكتوم 610، وتاريخ ابن الفرات 7/ 19، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي 229، وطبقات النحاة واللغويّين لابن قاضي شهبة 133، والدليل الشافي 2/ 642 رقم 2209، وهدية العارفين 2/ 130، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 272، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 5، 6 رقم 450، والأعلام 7/ 111، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 140، وتاريخ الخلفاء 483، وديوان الإسلام 4/ 239، 240 رقم 1991.

(50/109)


وأمّا اللّغة فكان إليه المْنَتَهى فِي الإكثار من نقل غريبها، والاطّلاع على وحشِيّها.
وأمّا النّحْو والتّصريف فكان فِيهِ بحرا لا يُجارى، وحَبْرًا لا يُبارى.
وأمَا أشعار العرب الّتي يُستشهَد بها على اللّغة والنّحْو فكانت الأئمّة الأعلام يتحيّرون فِيهِ، ويتعجّبون من أَيْنَ يأتي بها.
وكان نظْم الشِّعر سهلا عليه، رجْزه وطويله وبسيطه، وغير ذلك.
هَذَا مع ما هُوَ عليه من الدّين المتين، وصِدْق اللهجة، وكثرة النّوافل، وحُسْن السَّمْت، ورقّة القلب، وكمال العقل والوقار والتُّؤَدَة.
أقام بدمشق مدّة يصنّف ويُشغِل. وتصدَّر بالتُّربة العادليّة، وبالجامع المعمور، وتخرّج به جماعة كثيرة.
وصنَّف كتاب «تسهيل الفوائد فِي النَّحْو» ، وكتاب «سبْك المنظوم وفكّ المختوم» ، وكتاب «الشّافية الكافية» ، وكتاب «الخُلاصة» وشرحها [1] ، وكتاب «إكمال الإعلام بتثليث الكلام» ، و «المقصور والممدود» ، و «فعل وأفعل» ، و «النّظم الأوجز فيما يهمز وما لا يهمز» ، و «الاعتقاد فِي الطّاء والضّاد» ، وتصانيف أُخر مشهورة لا يحضُرُني ذِكرُها.
روى عَنْهُ: ولده الإِمَام بدْر الدّين، والإمام شمس الدّين بْن جعوان، والإمام شمس الدّين بْن أبي الفتح، وعلاء الدّين ابن العطّار، وزين الدّين أبو بَكْر المِزّيّ، وشيخنا أبو الْحُسَيْن اليُونِينيّ، وأبو عَبْد الله الصَّيْرفيّ، وقاضي القُضاة ابن جماعة، وطائفة سواهم.
أنشدنا أبو عَبْد الله بْن أبي الفتح: أنشدنا العلّامة جمال الدّين بْن مالك لنفسه فِي تذكير الأعضاء وتأنيثها:
يمين شمال كفّ القلب خنصر ... سه بنصر سن رحم ضلع كبد
__________
[1] جاء فوقها: كذا. وفي الهامش: ث. إنما نعرف شرحها لولده بدر الدين.

(50/110)


كرش عين الأذن القتب فخذ قدم ... ورك وكتف وعقب ساق الرجل ثم يد
لسان ذراع عاتق عنق قفا ... كراع وضرس ثمّ إبهام العضد
ونفس وروح فرسن ذفرى إصبع ... معا بطن إبط عجز الدّبر لا تزد
ففي يد التّأنيث حتما وما تلت ... ووجهان فيما قد تلاها فلا تحد
وأنشدنا ابن أبي الفتح: أنشدنا ابن مالك لنفسه فِي أسماء الذَّهَب:
نَضْرٌ نضيرٌ نُضارٌ زبْرجُ سَيرا ... زُخرف عسجد عقيانٌ الذَّهَبُ
والِّتبرُ ما لم يُذَبْ وأشركوا ذَهَبًا ... وفضّة فِي نَسِيكِ هكِذا الغربُ [1]
وأنشدنا ابن أبي الفتح: أنشدنا ابن مالك لنفسه فِي خيل السّباق العشرة على الولاء:
خَيْلُ السّباقِ المُجَلّي يقتفيه مُصَلٍّ ... والمُسَلّي وتالٍ قبل مُرْتاحِ
وعاطِفٌ وحَظِيٌّ والمؤمَّلُ واللَّطيمُ ... والفِسْكِلُ السُّكَيْتُ يا صاحِ [2]
تُوُفِّيَ ابن مالك رحمه الله فِي ثاني عشر شعبان، وقد نيّف على السّبعين.
__________
[1] البيتان في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 28 وفيه: «نسيك هذا الغرب» . ونسيك: بفتح النون ثم سين مهملة مكسورة ثم آخر الحروف ثم كاف، والغرب بفتح الغين المعجمة والراء، من أسماء كلّ من الذهب والفضّة.
[2] من نظمه يلغز في الشكر:
ما اسم بإجماع البريّة واجب ... وإذا يخفّ مصحّفا فحرام
وإذا تنقله لدى تصحيفه ... فهو الحلال الحلو حيث يرام
وله يلغز في امرأة اسمها عين:
عجبت للفظ في اكتمال حروفه ... يبين معنى ثلثه عنه يعرب
وفي لثلث الثاني دلالات أربع ... وفي الثلث الباقي دليلان فاعجبوا

(50/111)


84- مُحَمَّد بْن عَبْد القادر [1] بْن ناصر بْن الخضِر بْن عليّ.
القاضي شهابُ الدّين الأَنْصَارِيّ الشّافعيّ. قاضي بلد الخليل.
ويُعرف بابن العالمة.
ولد سنة ستّمائة بدمشق.
قَالَ قُطْب الدّين [2] : كان من الفُضلاء الُأدباء، سافر فِي طلب العِلم إِلَى البلاد وحصّل.
وكانت أُمُّه عالمة فاضلة تحفظ القرآن وشيئا من الخُطَب والمواعظ.
وتكلّمت فِي عزاء السلطان الملك العادل. وتعُرف بدُهْن اللَّوْز. كَانَتْ عالمَة وقْتِها، وقد ضبط أبو شامة وفاتَها.
روى عَنْهُ ولده قاضي القضاة زين الدين عَبْد الله قاضي حلب شيئا من نظْمه، فمنه:
أَتُرَى أعيشُ أرى العريشَ وشامَة ... فبِمِصْرَ قد سَئِم المحبُّ مقامَه
أم هَلْ تبلّغُ عَنْهُ أنفاسُ الصّبا ... يوما إِلَى دار الحبيب سلامَة [3]
يا سادة خلْفت قلبي عندهم ... هَلْ تحفظون عهوده وذِمامَه
أسعرتُم نارَ الغرامِ بمهجتي ... وسلبتم طرْف الكئيب منامه
إنْ لم تجُدْ قطْرٌ على مَغناكم ... أغناكم دمعي يقوم مقامَه
بأهل تعبد الله أيّام الحِمَى ... من قبل أن يلقى المحبّ حِمامه
وهو أخو العلّامة الحكيم نجم الدّين ابن المنفاخ الطّبيب لأمّه. وقد مرّ سنة اثنتين وخمسين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 39 ب، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 182 ب، والوافي بالوفيات 3/ 269 رقم 1313، وذيل مرآة الزمان 2/ 148.
[2] في ذيل مرآة الزمان.
[3] إلى هنا في: الوافي بالوفيات 3/ 269.

(50/112)


85- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] ابْن الشَّيْخ الزّاهد أبي مُحَمَّد عبدُ الرَّحْمَن [2] بْن عَبْد اللَّه بْن عُلْوان.
القاضي الجليل، محيي الدّين، أبو المكارم ابْن القاضي الأوحد جمال الدّين ابْن الأستاذ الأسديّ، الحلبيّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة وستّمائة.
وروى عن: جدّه، وبهاء الدّين ابن شدّاد.
ودرّس بالقاهرة بالمسروريّة، ثمّ ولي قضاء حلب إلى حين وفاته بها في ثالث عشر جمادى الأولى. وسمع منه المصريّون.
86- مُحَمَّد بن محمد بن حسن [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ الملك الظاهر 92- 94، وذيل مرآة الزمان 3/ 81، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب، والمقتفي 1/ ورقة 39 أ، والوافي بالوفيات 1/ 183، 184 رقم 113، وعيون التواريخ 21/ 52، ومشيخة ابن جماعة 2/ 517- 519 رقم 65، والسلوك ج 1 ق 613، والمقفّى الكبير 7/ 47 رقم 3115، وعقد الجمان (2) 126، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 476 رقم 258.
[2] في ذيل مرآة الزمان «عبد الرحيم» .
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن حسن) في: الحوادث الجامعة 183، وتاريخ الملك الظاهر 98، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 43 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 8، وذيل مرآة الزمان 3/ 79، وتاريخ الزمان 330، وتاريخ مختصر الدول 286، 287، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، ودول الإسلام 2/ 147، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، والعبر 5/ 300، ومسالك الأبصار 5/ 380- 386، وتاريخ ابن الوردي 2/ 223، والبداية والنهاية 13/ 267، 268، والوافي بالوفيات 1/ 179- 181، رقم 112، وفوات الوفيات 2/ 307، وعيون التواريخ 21/ 52، والسلوك ج 1 ق 2/ 614، وعقد الجمان (2) 124، 125، والنجوم الزاهرة 7/ 245، وتاريخ ابن سباط 1/ 436، وكشف الظنون 95، 139، 142، 143، 346، 351، 352، 357، 391، 859، 896، 950، 969، 1103، 1361، 1436، 1493، 1644، 1739، وشذرات الذهب 5/ 339، 340، وإيضاح المكنون 2/ 243، 352، 353، 420، 421، وهدية العارفين 2/ 131، والفوائد الرضوية لعباس القمّي 602- 615، وأعيان الشيعة 46/ 4- 19، والأعلام 7/ 257، 258، ومعجم المؤلّفين 11/ 207، 208، وتاريخ الخلفاء 483، وديوان الإسلام 4/ 308، 309 رقم 2085، وروضات الجنات 605.

(50/113)


الشَّيْخ نصيرُ الدّين، أبو عَبْد الله الطُّوسيّ، الفَيْلَسُوف.
كان رأسا فِي عِلم الأوائل، لا سيما معرفة الرّياضيّ وصَنْعة الأرصاد، فإنّه فاق بِذَلِك على الكبار.
قرأ على المعين سالم بْن بدران الْمصريّ المعتزليّ، الرّافضيّ، وغيره.
وكان ذا حُرْمةٍ وافرة، ومنزلةٍ عالية عند هولاكو. وكان يطيعه فيما يشير به، والأموال فِي تصريفه. وابتنى بمدينة مَرَاغَة قُبّةً وَرَصَدًا عظيما، واتّخذ فِي ذلك خزانة عظيمة عالية، فسيحةَ الأرجاء، ومَلَأها بالكُتُب الّتي نُهِبَت من بغداد والشّام والجزيرة، حتّى تجمّع فيها زيادة على أربعمائة ألفِ مجلَّد.
وقرّر للرَّصْد المنجّمين والفلاسفة والفُضَلاء، وجعل لهم الجامكيّة.
وكان سَمْحًا جوادا، حليما، حَسَن العِشْرة، غزير الفضائل، جليل القدْر، لكنّه على مذهب الأوائل فِي كثير من الُأصول، نسأل الله الهُدّى والسَّداد.
تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة [1] ببغداد، وقد نيَّف على الثّمانين. ويُعرف بخواجا نصير.
قَالَ الظَّهير الكازرُونيّ: مات المخدوم خواجا نصير الدّين أبو جَعْفَر الطُّوسيّ فِي سابع عشري ذي الحجّة، وشيّعه خلائقُ وصاحب الدّيوان والكُبَراء. ودُفِن بمشهد الكاظم. وكان مليح الصّورة، جميل الأفعال، مَهيبًا، عالِمًا، متقدّما، سهْل الأخلاق، متواضعا، كريم الطِّباع، محتملا، يشتغل إِلَى قري ب الظُّهْر.
ثُمَّ طوَّل الكازرُونيّ ترجمتَه، وفيها تواضُعُه وحلمه وفتوّته.
__________
[1] ورّخ صاحب «الحوادث الجامعة» وفاته في سنة 672 هـ، في ثامن عشر ذي الحجّة.

(50/114)


ثمّ رأيت في «تاريخ تاج الدّين الفَزَاريّ» : حَدَّثَنِي شمس الدّين الأيكيّ أنّ النّصير تمكّن إِلَى الغاية، والنّاس كلُّهم من تحت تصرّفه. وكان حسن الشّكْل، فصيحا، خبيرا بجميع العلوم.
كان يقول: اتّفق المحقّقون على أنّ علم الكلام قليل الفائدة، وأقلّ المصنّفات فِيهِ فائدة كُتُب فخر الدّين، وأكثرها تخليطا كتاب «المحصّل» .
قَالَ: وأقمت مع شيخنا النّصير سبْع سنين. وصنّف كُتُبًا عدّة.
ومَولده بطُوس يوم الأحد حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 597 [1] .
__________
[1] قال صاحب الحوادث الجامعة، ص 183 «دفن في مشهد موسى بن جعفر، عليه السلام، في سرداب قديم البناء، خال من الدفن. قيل إنه كان قد عمل للخليفة الناصر لدين الله، وكان فاضلا، عالما، كريم الأخلاق، حسن السيرة، متواضعا، لا يضجر من سائل، ولا يردّ طلب حاجة ... ورثاه الشعراء، فممّا قاله بهاء الدين بن الفخر عيسى الإربلي المنشئ فيه وفي الملك عزّ الدين عبد العزيز [بن جعفر النيسابورىّ] :
ولما قضى عبد العزيز بن جعفر ... وأردفه رزء النصير محمد
جزعت لفقدان الأخلاء وانبرت ... شئوني كمرفض الجمان المبدّد
وجاشت إليّ النفس حزنا ولوعة ... فقلت: تعزّي واصبري فكان قد
وقيل كان بينه وبين عماد الدين محمد بن حسن الأبهري المعروف بالزمهرير منافسة، وتقدّم بعض الخواقين إلى خواجه نصير الدين الطوسي بمشيخة رباط الخلاطية، فرتّبه عوضا عن شمس الدين بن البزدي، وكان شيخا لم يخالط الصوفية، ولا عرف قواعدهم، ولا تأدّب بآدابهم، وكان الناس يولعون به، فقال له يوما شمس الدين الكوفي الواعظ: «أنا وأنت لا نرى في الجنة» ، فتأثّر لذلك واغتاظ منه، فقال له: إنّ الله تعالى يقول: لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً 76: 13. ولم يزل شيخا بالرباط إلى سنة سبع وسبعين، ثم سافر وأعيد ابن البزدي إلى الرباط.
وقال ابن شدّاد في تاريخ الملك الظاهر 98 «كان رجلا عالما فاضلا، مبرّزا في الخلاف والمنطق والأصولين والهيئة والأرتماطيقي والرياضي. خلّف من الكتب بعد موته مائة ألف وأربعة عشر ألف كتاب» .
وقال ابن العبري: امتاز بالفضل في كل العلوم الحكمية ولا سيما في العلوم الرياضية وآلات الرصد والدوائر النحاسية الكبرى، ففاق فيها ما أقامه بطليموس في الإسكندرية. واختبر سير الكواكب وأتقنه. واجتمع كثير من الحكماء من مختلف البلاد وأقبلوا إلى مراغة بأذربيجان. وكانت جميع أوقاف المساجد والمدارس في بغداد وأثور تحت حكمه يوزّع منها الأجور على المعلّمين والطلّاب الذين لديه. وقد صنّف كتبا جمّة في المنطق

(50/115)


87- مُحَمَّد بْن يوسف [1] بْن نصر.
السّلطان، أبو عَبْد الله بْن الأحمر الأرجونيّ، صاحب الأندلس.
بويع سنة تسعٍ وعشرين بأَرْجُونَة، وهي بُلَيْدةٌ بالقُرب من قُرْطُبَة.
وكان سعيدا مؤيَّدًا، مدبّرا، حازما، بطلا، شجاعا، ذا دِينٍ وعفاف.
هزم ابن هود ثلاث مرّات، ولم تُكْسَر له راية قطّ، وقد جاء أذفونش فحاصر جيّان عامين، وأخذها بالصُّلْح، وعُقدت بينهما الهدنة عام اثنتين وأربعين، فدامت عشرين سنة، فعُمّرت البلاد.
وأخبار ابن الأحمر علَّقْتُها فِي ورقتين.
مات فِي رجب [2] ، وتملّك بعده ابنه مُحَمَّد.
88- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن أبي الَّليْث.
الدّاوَريّ، من زِمِنْدَاوَر [3] ، وهي من أقصى خُراسان.
العلّامة شهاب الدّين، أبو منصور.
سمع ببلده من: مخلص الدّين الوخي. وفصيح الدّين الدّاوريّ.
ورحل إِلَى بُخَارى فتفقّه على: شمس الأئمّة أبي الوحدة مُحَمَّد بْن عَبْد السّتّار، وجمال الدّين عُبَيْد الله بْن إِبْرَاهِيم المحبوبيّ.
وقرأ الأدب.
__________
[ () ] والطبيعيات والإلهيّات وأوقليدس ومجسطي بدقّة تامة. وله كذلك كتاب أخلاق في الفارسية جمع فيه نصوص أفلاطون وأرسطو في الفلسفة العملية. وكان متشبّثا بآراء الفلاسفة الأقدمين يعارض معارضة قويّة في تصانيفه كل من يخالفهم. (تاريخ الزمان 330) و (تاريخ مختصر الدول 286، 287) .
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: دول الإسلام 2/ 174، والوافي بالوفيات 5/ 255 رقم 2336.
[2] وقع في الوافي بالوفيات أنه توفي سنة اثنتين وستين وستمائة. وهو غلط.
[3] الداوري: نسبة إلى داور. وأهل تلك الناحية يسمّونها زمنداور، ومعناه: أرض الداور، وهي ولاية واسعة ذات بلدان وقرى مجاورة لولاية رخّج وبست والغور. (معجم البلدان 2/ 434) .

(50/116)


وسمع من: أبي رشيد مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن الغزّال، وقِوام الدّين محمود بْن أَحْمَد ابن مازة.
قرأ عليه الأدبَ جماعةٌ من أصحابنا.
وُلِدَ فِي حدود سنة ستٍّ وثمانين وخمسمائة، وتُوُفِّي بسرخس فِي سنة 672.
قَالَ فِيهِ الفَرَضيّ: شيخنا شِهابّ الدّين.
89- مُحَمَّد بْن الرّجاء [1] بْن أبي الزّهر بْن أبي القاسم.
الحكيم شمس الدّين، أبو عَبْد الله التَّنُوخيّ، الدّمشقيّ، الطّبيب، المعروف بابن السَّلعُوس.
وُلِدَ سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.
وحدَّث بالقاهرة ومات بها فِي شعبان.
90- مجاهد بْن سُلَيْمَان [2] بْن مرهف.
الْمصريّ، الأديب، المعروف بالخيّاط، ويعرف بابن الرّبيع.
توفّي في جمادى الآخر وقد ناهز السّبعين، وله أشياء حَسَنَة، ومعانٍ مُبَتَكَرَة.
وكان من كبار أدباء العوامّ. وقد قرأ النَّحْو، وفهِم. فَمَنْ رائق نظْمه [3] قوله:
أعِدْ يا برقُ ذِكْرَ أهيل [4] نجد ... فإنّ لك اليد البيضاء عندي
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الرجاء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 أ، والوافي بالوفيات 3/ 70 رقم 973، وذيل مرآة الزمان 3/ 82.
[2] انظر عن (مجاهد بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 275، وذيل مرآة الزمان 3/ 68- 71، وفوات الوفيات 3/ 236، 237، والنجوم الزاهرة 7/ 242، 243، وذيل مرآة الزمان 3/ 70، وعيون التواريخ 21/ 46- 48.
[3] لم يذكر البرزالي له شعرا، بل اكتفى بالقول: «وله شعر جيّد كثير» .
[4] في ذيل المرآة «أصيل» . والمثبت يتفق مع المختار.

(50/117)


أشيمك بارقا فيضلّ عقلي ... فوا عجبا تُضِلّ وأنت تَهْديّ
ويبكيك السحاب وليس مِمَّنْ [1] ... تحمل بعض أشواقي ووجْديّ
بعثت مع النّسيم لهم سلاما ... فَمَا منّوا [2] عليّ له بردِّ [3]
وله يهجو أَبَا الْحُسَيْن الجزّار، وأجاد:
إنْ تاه جزّارُكُم عليكم ... بفِطْنةٍ نالها [4] وَكَيْسِ
فَلَيْس يرجوه غير كلبٍ ... وليس يخشاه غير تَيْسٍ [5]
91- محمود بْن أبي سَعِيد [6] بْن محمود بْن محمد.
الشّيخ ناصح الدّين، أبو الثّناء الطّاووسيّ القزوينيّ.
ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة تقريبا.
وسمع بحلب من: أبي مُحَمَّد بْن الأستاذ، وأبي المحاسن بْن شدّاد، وغيرهما.
وهو ابن أخت الإِمَام أبي القاسم الرّافعيّ صاحب «الشَّرْح» .
تُوُفِّيَ بالقاهرة فِي ربيع الأوّل.
روى عن خاله بالإجازة أربعين حديثا له، سمعها منه البرهان رئيس المؤذّنين.
92- مكرَّم بْن مظفَّر [7] بن أبي محمد.
العين زربيّ.
__________
[1] في ذيل المرآة: «السخاء ولست ممن» . والمثبت يتفق مع المختار.
[2] في المختار: «فما عنوا» ، وكذا في عيون التواريخ.
[3] الأبيات في ذيل مرآة الزمان 3/ 70، والمختار من تاريخ ابن الجزري 275، وعيون التواريخ 46، وفوات الوفيات 3/ 236.
[4] في ذيل المرآة، والمختار: «بفطنة عنده» ، وكذا في عيون التواريخ.
[5] البيتان في ذيل مرآة الزمان 3/ 69، والمختار من تاريخ ابن الجزري 275، وعيون التواريخ 21/ 48.
[6] انظر عن (محمود بن أبي سعيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 38 أ.
[7] انظر عن (مكرّم بن مظفر) في: المقتفي 1/ ورقة 42/ أ، ب، وعقد الجمان (2) 127، وتاريخ ابن الفرات 7/ 20.

(50/118)


ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
وسمع من: الحافظ أبي نزار ربيعة اليَمَنيّ.
وحدَّث. وكان شيخا صالحا، منقطعا، بالقرافة بزاوية الشَّيْخ رُزبهان.
وتُوُفِّي فِي شوّال.
- حرف اللام ألف-
93- لاجين [1] .
الأمير الكبير، حسامُ الدّين الأيْدمريّ، الدّوادار، الملقَّب بالدّرفيل.
سمع من سِبْط السِّلَفيّ.
وكان مُحِبًّا للعلماء، مُقَرِّبًا لهم، مؤْثِرًا للفُقراء، خاضعا لهم. له معرفة وفضيلة ومشاركة، وذكاء مُفْرِط، وهِمّة عالية، وَنَفْس شريفة.
وكان السّلطان يحبّه ويعتمد عليه فِي المهمّات والمكاتبات وأمر القُصّاد.
تُوُفِّيَ فِي رمضان، ولم يُكمل أربعين سنة.
- حرف الياء-
94- يحيى بْن النّاصح عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن نجم بْن عَبْد الوهاب بْن الشَّيْخ أَبِي الفَرَج الشّيرازيّ.
الفقيه، المُسْنِد الكبير، سيفُ الدّين، أبو زكريّا ابن الحنبليّ، الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (لاجين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 41 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 97 وعيون التواريخ 21/ 46، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب، والسلوك ج 1 ق 2/ 613، وتاريخ ابن الفرات 7/ 20، وعقد الجمان (2) 127.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: تاريخ الملك الظاهر 99، والمقتفي 1/ ورقة 42 أ، والعبر 5/ 300، 301، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والمعين في طبقات المحدّثين 214 رقم 2236، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، وذيل التقييد 2/ 303 رقم 1678، والدليل الشافي 2/ 777، والمنهج الأحمد 393، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 79، والمقصد الأرشد لابن مفلح، رقم 1225، والدرّ المنضّد للعليمي 1/ 414، 415 رقم 1114، وشذرات الذهب 5/ 340.

(50/119)


ولد سنة اثنتين [1] وتسعين وخمسمائة.
وسمع من الخُشُوعيّ فِي الخامسة، وبه ختم حديثه بالسّماع.
وسمع من: حنبل، وابن طَبَرْزَد، وأبي اليُمْن الكِنْديّ، وجماعة.
وسمع بالمَوْصِل من عَبْد المحسن بْن عَبْد الله الخطيب.
وليس هُوَ بالمُكْثِر عن الخُشُوعيّ.
روى عَنْهُ: الدمياطي، وابن الخباز، وأبو الْحَسَن بن العطار، وأبو عَبْد الله بْن الزّرَاد، ومحمد بْن المُحِبّ، وأبو عَبْد الله بْن أبي الفتح، وطائفة سواهم.
وتوفّي في سابع عشر شوّال.
95- يوسف بْن عَبْد الله [2] بْن عَبْد الباقي بْن نهار.
الإِمَام العالِم، فخر الدّين، أبو المحاسن البكريّ، الْمصريّ، المالكيّ، خطيب جامع ابن طولون.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّمائة. وسمع ببغداد من: أبي الحسن بن روزبه، وغيره.
وحدَّث. وتُوُفِّي بمصر فِي رابع وعشرين ربيع الآخر.
الكنى
96- أبو بَكْر بْن أَحْمَد [3] بْن عُمَر بْن الحبّال.
البَعْلَبكّيّ.
تُوُفِّيَ ببَعْلَبَكّ فِي عَشْر السّبعين، وخلَّف ترِكةً، قيل إنّها تقارب مائة ألف
__________
[1] رسمت في الأصل: «لدر» .
[2] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 38 ب.
[3] انظر عن (أبي بكر بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 38 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 82- 84.

(50/120)


دينار، فاحتاط السّلطان عليها، واصطفى منها نحو أربعمائة ألف درهم، وأفرج عن الأملاك والوثائق، فتمحّق أكثر ذلك.
وله وقف جيّد على البرّ. وكان يشحّ على نفسه باليسير.
وكان أوّلا فقيرا لا مال له، فاكتسب ذلك بالمعاملة.
97- أبو بَكْر بْن فتيان [1] .
الشّطّيّ [2] ، الزّاهد، العارف ابن الزّاهد القُدوة، رحمهما الله تعالى.
سكن سفح قاسيون. وكان زاهدا صالحا، له أحوال وكرامات ومقامات، وله أتباعٌ ومُحبّون ومريدون، وله شِعْرٌ كثير رَأَيْته فِي ديوان مُفْرَد، وهو شِعرٌ طيّب يقع على القلب، ويحرّك السّاكن ويُثير العزم وإن كان ملحونا. فمنه فِي كان وكان:
يا سعد احذَرْ تجهلْ وإيّاك تَصْحَب مُبتدع ... ولا تُداني باطل تلعب بك الآفاتُ
أحذر تخلي التّقوى حوك اتّكالك على النَّسَب ... بو جهلٍ وابن المغيرة خُذلوا وهم سادات
احذر أفاعي الدّعاوى السُّمُّ فِي أنيابها ... سمومهنّ قواتل ما تنفعوا الرّقيات
تُوُفِّيَ الشَّيْخ أبو بَكْر فِي جُمَادَى الأولى. وكان أَبُوهُ من كبار المشايخ، رحمهما الله تعالى [3] .
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن فتيان) في: تاريخ الملك الظاهر 99، والمختار من تاريخ ابن الجزري 274، 275.
[2] الشّطي: نسبة إلى أن أصله من شاطئ الفرات.
[3] وقال ابن شدّاد: توجّهت في صحبة المولى الصاحب الوزير بهاء الدين ابن حنا إلى الشام، فحصل لي حضور جنازته، والصلاة عليه، فمن عجيب الاتفاق الّذي اتفق أن هذا المتوفّى المذكور، لما علم الناس بوفاته منهم من بادر بإحضار الكفن رجاء الثواب وشمول بركة المذكور، فحصل فوق العشرة أكفان، فلم يقدّر الله أن يكفّن إلّا بالكفن الّذي سيّره المولى الصاحب الوزير بهاء الدين، فعجب من هذا الاتفاق، ولا غرو فإن الله سبحانه إذا أحبّ عبدا صرف وجوه الناس إليه، واستخرج ماله فيما يثيبه عليه. (تاريخ الملك الظاهر 99) .

(50/121)


98- أبو بَكْر بْن محمود [1] بْن عُمَر بْن محمود.
الفَرْغانيّ، الحنفيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وثمانين وخمسمائة.
وسمع، مُقْبِلًا، وابن صباح. وحدَّث.
مات فِي جُمَادَى الأولى سنة اثنتين. نقلتُه من ابن الدّمياطيّ.
وفيها وُلِدَ:
أبو عَمْرو أَحْمَد بْن أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحاجّ القُرْطُبيّ، المالكيّ بغَرْناطّة، وشَرَفُ الدّين أَحْمَد بْن الرِّضَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر السّنْجاريّ، الحنفيّ، فِي ربيع الأوّل، وصاحب حماة المؤيَّد عماد الدّين إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن المظفَّر محمود بدمشق في جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن محمود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 39 أ.

(50/122)


سنة ثلاث وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
99- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر.
العلّامة علم الدّين الشِّرْمساحيّ، المالكيّ. أخو الشَّيْخ سِراج الدّين عَبْد الله.
درّس بالمستنصريّة بعد أَخِيهِ، وعاش بعده أربع سنين.
ومات فِي المحرَّم.
100- أَحْمَد بْن عَبْد القادر [1] بْن حسّان.
الدّمشقيّ، العامريّ، بالمِزَّة.
سمع من: ابن الحَرَسْتانيّ.
وأجاز لي.
101- أَحْمَد بْن مُوسَى [2] بْن يغمور.
الأمير شهابُ الدّين، أبو الْعَبَّاس ابن الأمير الكبير جمال الدّين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد القادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 50 أ، ب.
[2] انظر عن (أحمد بن موسى) في: تاريخ الملك الظاهر 110، 111، وذيل مرآة الزمان 3/ 91، 92، ومسالك الأبصار 18/ ورقة 153 ب، والمقتفي 1/ ورقة 46 ب، والطالع السعيد 149 رقم 76، والوافي بالوفيات 8/ 202- 204 رقم 3636، والنجوم الزاهرة 7/ 245، وعيون التواريخ 21/ 57- 59، والمقفّى الكبير 1/ 685، 686 رقم 644، وعقد الجمان (2) 137، والسلوك ج 1 ق 2/ 619 وفيه «يوسف بن أحمد» ، والمنهل الصافي 2/ 229 رقم 319، وتاريخ ابن الفرات 7/ 27.

(50/123)


أديب فاضل، له شِعْر، ولي الأعمال الغربيّة فهذّبها، وقطع وشنق ووسَّطَ، وأفرط فِي ذلك وأسرف، وراح البريء بجريرة المفسِد.
وقد قطع أيدي خلْقٍ وأرجُلهم، إلّا أنّه هذّب تلك النّاحية.
مات بالمحلّة فِي جُمَادَى الأولى [1] .
102- إِبْرَاهِيم بْن شروة [2] بْن عليّ.
الأمير سيف الدّين الكرديّ، الجاكي [3] ، الزّهيريّ.
توفّي في رجب ببَعْلَبَكّ وقد نيَّف على السّبعين.
حَدَّثَنَا عَنْهُ قُطْبُ الدّين اليُونينيّ حكاية، وقال [4] : كان أمينا، شريف النّفس. وكان أمير جُنْدار الملك الْعَزِيز بحلب. وأخذ خُبْزَه بعده الأميرُ علاء الدّين أَحْمَد بن الجاكي.
103- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [5] بْن عَبْد الغنيّ.
المحدّث المفيد: أبو إِسْحَاق ابن النّشْو القُرَيْشيّ، الدّمشقيّ، الْمصريّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّمائة.
__________
[1] ومولده في سنة إحدى وأربعين وستمائة. وله نظم حسن، فمنه:
وبي أهيف واف وفيه محاسن ... تبدي عليها للعيون تهافت
مشى في ضياء الدين كالبدر وجهه ... وبينهما للناظرين تفاوت
وأعجب ما شاهدته فيه أنه ... يكلّم قلبي لحظه وهو ساكت
وقال في غلام يمدّ الشريط:
وبي زيّنا كالبدر والظبي بهجة ... وجدّ بقلبي ناره وهو جنّتي
منعم خدّ كاللّجين بياضه ... نضارا كاصفراري ودقتي
وورّخ المقريزي مولده بسنة أربعين وستمائة. (المقفّى الكبير 1/ 685) .
[2] انظر عن (إبراهيم بن شروة) في: المقتفي للبرزال ي 1/ ورقة 47 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 89، وعيون التواريخ 21/ 57.
[3] في الأصل وعيون التواريخ «الحاكي» بالحاء المهملة.
[4] في ذيل مرآة الزمان 3/ 89.
[5] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 50 أ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، والمقفّى الكبير 1/ 307، 308 رقم 365.

(50/124)


وسمع من مُكْرَم بْن أبي الصَّقْر، وعبد الوهّاب بْن رواح، والسّاوي، وابن الْجُمَّيْزيّ، والسِّبْط، وخلْق كثير.
وعُني بالطَّلَب، ونسخ الأجزاء، وأفاد وتعب.
ثُمَّ سمّع أولاده من إِبْرَاهِيم بْن خليل، وطبقته.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وغيرهما.
وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة بدمشق.
104- إِبْرَاهِيم البراذعيّ [1] .
الشَّيْخ المولَّه، بدمشق، مُرِيد الشَّيْخ يوسف القمينيّ.
له كشْفٌ، وحالٌ على طريقة المُولَّهِين.
تُوُفِّيَ فيها.
105- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد [2] بْن بَلْدَق.
الحرّانيّ.
حدَّث عن: الشَّيْخ الموفَّق.
ذكره ابن الدّمياطيّ.
106- إِسْمَاعِيل بْن أبي سعد [3] أَحْمَد بْن عليّ.
الصّاحب، العالِم، شرف الدّين، أبو الفداء الشَّيْبانيّ، الآمِديّ، الحنبليّ، المعروف بابن التِّيتيّ.
صدْرُ، فاضل، صاحب أدبٍ وفنون، ومعرفة بالحديث والتّاريخ والأيّام والشّعر [4] ، مع الدّين والعقل والرّئاسة والحشمة. جمع تاريخا لآمد، وترسّل عن صاحب ماردين إلى الدّيوان العزيز.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم البراذعي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 278 وفيه «الراذعي» .
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 44 ب.
[3] انظر عن (إسماعيل بن أبي سعد) في: تاريخ الملك الظاهر 111، 112، والمقتفي 1/ ورقة 48 أ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، والوافي بالوفيات 9/ 88 رقم 4003، ومعجم الشيوخ للدمياطي، ورقة 100، ومعجم المؤلفين 2/ 260.
[4] ومن شعره:

(50/125)


وسمع بالقاهرة مع ولده شمس الدّين من: أبي الْحَسَن بْن المُقَيَّر، وابن الْجُمَّيْزِيّ.
وسمع بالشّام، وماردين.
توفّي في رجب بماردين.
وسمع من: كريمة، وجماعة بدمشق.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابنه. وعاش أربعا وسبعين سنة.
107- إلياس بْن عَلوان [1] بْن ممدود.
الْمُقْرِئ، الزّاهد، رُكن الدّين الإربليّ، الملقّن، نزيل دمشق.
قرأ بالعراق وديار بَكْر، وقرأ بدمشق على أبي الْحَسَن السَّخَاويّ.
وسمع من: الشَّيْخ شهاب الدّين السُّهْرَوَرْديّ، وغيره.
وحدَّث. وعاش خمسا وسبعين سنة. وتصدّر للإقراء بجامع دمشق.
ولقّن خلْقًا وكان موصوفا بتعليم الرّاء [2] . ويقال: ختم عليه أربعة آلاف نفس وأكثر. كذا قَالَ شمس الدّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْجَزَريّ [3] . وذكر أنّه قرأ عليه القرآن. وما كان يطلب من أحدٍ شيئا ولا يردّ شيئا.
وتُوُفِّي بمسجده مسجد طوغان الَّذِي بالفسقار، وهو على قدر سعة الكعبة. وأوصى به لتلميذه الشَّيْخ عليّ الخبّاز.
__________
[ () ]
كلّما زادت الديار دنوّا ... زاد قلبي إلى لقاك اشتياقا
ولعمري ما زلت مذ شطّت الدار ... وغبتم أبكي هوى واحتراقا
وأنادي من فرط وجدي وشوقي ... يا أحبّائي هل ترى نتلاقى
[1] انظر عن (إلياس بن علوان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 45 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 277، 278، ومعرفة القراء الكبار 2/ 686، 687 رقم 655، والوافي بالوفيات 9/ 372 رقم 4298، وغاية النهاية 1/ 171 رقم 801، والمنهل الصافي 3/ 97، 98 رقم 551، والدليل الشافي 1/ 155.
[2] في المختار: «الزاء» ، والمثبت يتفق مع: معرفة القراء الكبار 2/ 687.
[3] في المختار.

(50/126)


وتُوُفِّي، رحمه الله، فِي ربيع الآخر [1] .
108- أيّوب بْن عَبْد الرحيم [2] بْن أبي حامد مُحَمَّد ابْن قاضي القُضاة صَدْر الدين عَبْد الملك بْن عِيسَى بْن درباس.
قُطْبُ الدّين المارانيّ، الْمصريّ.
وُلِدَ سنة إحدى وعشرين وستمائة.
وسمع من: عَبْد الْعَزِيز بْن باقا.
وحدَّث.
ومات فِي جُمَادَى الأولى.
- حرف الباء-
109- بردويل بْن إِسْمَاعِيل [3] بْن بردويل.
ويُسَمَّى أيضا عَبْد الْعَزِيز، أبو العِزّ الدّمشقيّ، الحنفيّ.
يروي عن: ابن ملاعب، وابن راجح، وجماعة.
روى لنا عَنْهُ: ابن العطّار، وغيره.
110- بلك [4] .
المؤذّن بمنارة الكجك [5] .
كان يؤذّن فِي الثُلُث الأخير. وكان جهوريّ الصّوت بالمرّة، بحيث يُسمِع سائرَ أهلِ البلد. ويقولون: قد أذّن بلك. وكان فِي شبيبته حمّالا على الخشب. وكان من أطول الرّجال، رحمه الله تعالى.
__________
[1] وقال ابن الجزري: وأنشدنا لبعضهم:
لا يعجبنك من يصون ثيابه ... حذر الغبار وعرضه مبذول
فلربّما افتقر الفتى قرابته ... دنس الثياب وعرضه مغسول
[2] انظر عن (أيوب بن عبد الرحيم) في: المقتفي 1/ ورقة 46 ب.
[3] انظر عن (بردويل بن إسماعيل) في: المقتفي 1/ ورقة 50 أ.
[4] انظر عن (بلك) في: المقتفي 1/ ورقة 49 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 279.
[5] تكتب: «الكجك» و «الكشك» .

(50/127)


111- بيليك الجلاليّ [1] .
الأمير بدْر الدّين، من أُمراء دمشق.
ودُفِن بالجبل.
112- بيمند الإفرنجيّ [2] .
صاحب طَرَابلس.
تُوُفِّيَ فيها، ومَلَكَ بعده ولدُه.
- حرف الخاء-
113- الخضِر بْن خليل [3] .
أبو الْعَبَّاس الهكّاريّ، الصُّوفيّ، المؤذّن.
تُوُفِّيَ بالقاهرة فِي رجب.
قَالَ الشّريف: سمعت منْهُ.
روى عن: إِبْرَاهِيم السّنْهوريّ.
114- خلف بْن عليّ بْن أبي بَكْر بْن عليّ.
أبو القاسم العسقلانيّ، ثُمَّ التّونيّ، الدّمياطيّ.
عاش نيَّفًا وسبعين سنة. وكان راغبا فِي الحديث وطلبه.
روى عَنِ: ابن المقيّر.
ومات فِي شوّال.
__________
[1] انظر عن (بيليك الجلالي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 278 وفيه «بيلك» .
[2] انظر عن (بيمند الإفرنجي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 1/ 48 أ، ب.، ونهاية الأرب 30/ 343، وتاريخ الزمان 332، والبداية والنهاية 13/ 269، والوافي بالوفيات 10/ 368 رقم 4865، وذيل مرآة الزمان 3/ 92- 94، وعقد الجمان (2) 138، والنجوم الزاهرة 7/ 246، والمنهل الصافي 3/ 515 رقم 751، والدليل الشافي 1/ 212، ودرّة الأسلاك (حوادث سنة 688 هـ.) ، والروض الزاهر 445، وتاريخ ابن الفرات 7/ 34، وحسن المناقب، ورقة 138 أ، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير- (تأليفنا) - طبعة دار الإيمان، طرابلس 1417 هـ. / 1997 م. - ص 331.
[3] انظر عن (الخضر بن خليل) في: المقتفي للبرزالي 1/ 47 ب.

(50/128)


- حرف الراء-
115- الرّشيد بْن أبي الدُرّ [1] .
المكينيّ، الْمُقْرِئ. واسمه: أبو بَكْر.
قرأ القراءات بدمشق على: السَّخَاويّ، والزَّيْن الكرديّ.
وبالإسكندريّة على: ابن عِيسَى، وجعفر الهَمْدانيّ.
وبمصر على: أبي مَنْصُور عَبْد الله بْن جامع.
وقرأ للكسائيّ ختمة على أبي القاسم الصَّفْراويّ.
وقرأ بالقراءات العَشْر على: التّقيّ بْن ناسوَيْه، والمرجّى بْن شُقَيْرة.
وقرأ ليعقوب على العفيف ابن الرّمّاح.
وكان خبيرا بالقراءات، بصيرا بالتّجويد والأداء.
قرأ عليه: رضيّ الدّين بْن دَبُوقا القراءات، ثُمَّ عرضها على السَّخاويّ.
وكان يُقرئ فِي أيّام السّخاويّ.
وقرأ عليه القراءات الشَّيْخ مُحَمَّد الْمصريّ، وغير واحد.
- حرف الزاي-
116- زُهَير بْن عُمَر [2] بْن زُهَير.
الزُّرَعيّ، الفقيه الحنبليّ.
وُلِدَ بزرع سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. وقدم دمشق ليشتغل، فسمع من: عمر بْن طَبَرْزَد، ومحمد بْن وهب بْن الشّريف، وشيخه الشَّيْخ الموفَّق.
وحدَّث بدمشق، وزُرَع. وكان إنسانا مباركا، فقيها، فاضلا.
__________
[1] انظر عن (الرشيد بن أبي الدرّ) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1468، ومعرفة القراء الكبار 2/ 676 رقم 643، وغاية النهاية 1/ 181 رقم 842.
[2] انظر عن (زهير بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 49 أ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، وتوضيح المشتبه 4/ 288.

(50/129)


سمع منه جماعة كبيرة منهم: ابن الخبّاز، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وحفيده الشّهاب مُحَمَّد بْن عُمَر، والبرهان الذّهبيّ.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
117- زينب بِنْت نصر [1] بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ.
روت عن زَيْد بْن هبة الله ببغداد [2] .
- حرف السين-
118- سعد الله بْن سعد الله [3] بْن سالم بْن واصل.
زين الدّين الحَمَويّ، الطّبيب.
كان بصيرا بالعلاج، ماهرا بالفنّ، ديِّنًا.
تُوُفِّيَ فِي شوّال [4] .
119- سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
أبو الرَّبِيع الهَذَبانيّ، الإربِليّ، الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ فِي رمضان عن بضْع وسبعين سنة.
وكان فقيها فاضلا، منقطعا بمدرسة الشّافعيّ بالقرافة.
وحدَّث عن مُكرَّم.
120- سُلَيْمَان الملك المغيث [5] بْن الملك السّعيد عَبْد الملك بْن الصّالح إسماعيل.
ولد سنة خمسين وستّمائة.
__________
[1] انظر عن (زينب بنت نصر) في: المقتفي 1/ ورقة 44 أ.
[2] مولدها في أواخر سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
[3] انظر عن (سعد الله بن سعد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 49 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 94.
[4] مولده في شهر صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة.
[5] انظر عن (الملك المغيث سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 44 أ، ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 278.

(50/130)


ومات فِي صفر شابّا، ودُفِن بتُربة أمّ الصّالح، وشيّعه الأمراء وبكوا عليه.
- حرف الشين-
121- شجاع بْن هبة الله [1] بْن شجاع.
زينُ الدّين ابْن الهليس الأَنْصَارِيّ، الْمصريّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وستّمائة، وحدَّث عن: عَبْد الْعَزِيز بْن باقا، ومُكرم.
ومات فِي أوّل المحرَّم.
- حرف الصاد-
122- الصَّفِيّ.
المؤذّن مجامع دمشق. شيخ مُعمَّر، صالح، مشهور.
شيَّعه خلْقٌ، وأذَّن فِي الجامع نحوا من ستّين سنة.
وقيل إنّه جاوز المائة.
- حرف العين-
123- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عطاء [2] بْن حسن بن عطاء.
__________
[1] انظر عن (شجاع بن هبة الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ رقة 43 ب.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عطا) في: تاريخ الملك الظاهر 114، 115 و 236، وذيل مرآة الزمان 3/ 95، 96، ومسالك الأبصار 3/ ورقة 548، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 46 أ، والعبر 5/ 301، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، ودول الإسلام 2/ 175، ومرآة الجنان 4/ 173، والبداية والنهاية 13/ 268، والوافي بالوفيات 17/ 582، 583 رقم 487، والجواهر المضية 1/ 286، 287 رقم 257، والسلوك ج 1 ق 2/ 619، والنجوم الزاهرة 7/ 246، 247، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 512 و 544، 545، والقلائد الجوهرية 1/ 151، 152، وشذرات الذهب 5/ 340، والفوائد البهية 106، ومعجم الشيوخ للدمياطي 1/ ورقة 256 أ، ومشيخة ابن جماعة 1/ 285- 289 رقم 27، والطبقات السنية، رقم 1099، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 116، وأعلام الأخيار 448، وذيل التقييد 2/ 60 رقم 1154، والدليل الشافي 1/ 389، وعقد الجمان (2) 135.

(50/131)


قاضي القضاة، شمس الدّين، أبو مُحَمَّد الأدرعيّ [1] ، الحنفيّ.
ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة [2] .
وسمع من: حنبل، وعُمَر بْن طَبَرْزَد، وأبي اليُمْن الكِنْديّ، وداود بْن ملاعب، والشيخ الموفَّق.
وتفقّه ودرّس وأفتى، وصار المشار إليه فِي المذهب. وولي عدّة مدارس. وناب فِي القضاة عن صدر الدّين ابن سَنِيّ الدّولة، وغيره.
ثُمَّ ولي قضاء الحنفيّة لمّا جددت القُضاة الأربعة. وكان إماما فاضلا، ديِّنًا، متواضعا، محمود السّيرة، حسن العشرة، قانعا باليسير، قليل الرَّغْبة فِي الدُّنيا، تاركا للتكلُّف.
تفقَّه عليه جماعة. ولقد صدع بالحقّ لمّا حصلت الحَوْطة على البساتين، فجرى الكلام فِي دار العدل بدمشق بحضور السّلطان، فكلُّ أَلان القولَ، وداري الحدَّة من الدّولة، وخشي سطْوةَ الملك، إلّا هُوَ، فإنّه قَالَ: ما يحلّ لمسلمٍ أن يتعرّض لهذه الأملاك، ولا إِلَى هَذِهِ البساتين، فإنّها بيد أصحابها، ويَدُهم عليها ثابتة.
فغضب السّلطان الملك الظّاهر، وقام وقال: إذا كنّا ما نَحْنُ مسلمين أيش قُعُودنا؟ فأخذ الأمراء فِي التَّلطُّف، وقالوا: لم يقل عن مولانا السّلطان.
ولمّا سكن غضبه قَالَ: أثبتوا كتبنا الّتي تخصُّنا عند الحنفيّ. وتحقَّق صلابتَه فِي الدّين، ونَبُلَ فِي عينه.
روى عنه: قاضي القضاة شمس الدّين ابن الحريريّ، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وجماعة.
ومات فِي جُمَادَى الأولى بمنزله بسفح قاسيون، وشيّعه خلائق، ولم يخلف بعده مثله.
__________
[1] تحرّفت هذه النسبة في (مرآة الجنان 4/ 173) إلى «الأوزاعي» ، وكذا في: شذرات الذهب 5/ 340.
[2] في تاريخ الملك الظاهر 115 «مولده تقريبا سنة ثمان وتسعين وخمس مائة» .

(50/132)


124- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد [1] بْن القاضي شمس الدّين أَبِي نصر مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن جميل.
الصّدْرُ، نجمُ الدّين، أبو بَكْر بْن القاضي تاج الدّين بْن الشّيرازيّ، الدّمشقيّ.
من بيت الرّواية والعِلم والرّئاسة والنّبل.
روى عن: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وزيد بْن الْحَسَن الكِنْديّ، وداود بْن ملاعب، وابن الحَرَسْتانيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، والمجد بْن الصَّيْرفيّ، وجماعة.
كان من أعيان الشّهود. وهو والد شيخنا الزَّيْن إِبْرَاهِيم.
تُوُفِّيَ فِي الثّاني والعشرين من جُمَادَى الآخرة بدمشق.
وقد سمع جميع «المُسْنَد» من حنبل.
مولده تقريبا سنة ثمانٍ وتسعين.
125- عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عليّ [2] بْن المخلص إبراهيم بْن قرناص.
جمال الدّين الحَمَويّ. صدرٌ كبير محتشم، كثير الأموال وافر الدّيانة.
من أعيان بلده.
تُوُفِّيَ بحماة فِي ربيع الأوّل، وهو فِي عَشْر السّبعين.
126- عُثْمَان بْن مُحَمَّد [3] بْن الحاجب مَنْصُور بْن عَبْد الله بْن سرور.
فخرُ الدّين، أبو عمرو الأمينيّ، الدّمشقيّ، نزيل القاهرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 47 أ، ب، تذكرة الحفاظ 4/ 1468 وفيه: «علي بن عبد الرحمن» ، والوافي بالوفيات 18/ 100 رقم 111.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي علي) في: المقتفي 1/ ورقة 45 ب.
[3] انظر عن (عثمان بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 45 أ، ب، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، وذيل مرآة الزمان 3/ 96، وعيون التواريخ 21/ 59.

(50/133)


أخو الحافظ أبي الفتح عُمَر بْن الحاجب.
وُلِدَ سنة اثنتين وستّمائة.
وسمع من: هبة الله بْن طاوس والشيخ المُوفَّق، وابن أبي لُقمة، وابنُ البُنّ، وهذه الطّبقة مع أَخِيهِ.
كتب عَنْهُ الطَّلَبَة المصريّون.
ومات فِي رابع ربيع الآخر.
والأميني نسبة إِلَى أمين الدّولة صاحب صَرْخَد.
وممّن روى عَنْهُ الأمير عَلَمُ الدّين الدّواداريّ.
127- عُثْمَان بْن أبي الرجاء [1] .
فخر الدّين ابْن السَّلعُوس التَّنُوخيّ، الدّمشقيّ، التّاجر.
والد الصّاحب شمس الدّين.
وكان عدْلًا، مسموع القول.
128- عزيزة بِنْت عُثْمَان [2] بْن طرخان بْن بزوان.
أمّ المعالي الشَّيْبانيّة المَوْصلاية.
وُلِدَت بإِرْبِل فِي حدود سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
وسمعت من: مسمار بْن العُوَيسَ النّيّار مع ابن عمّها زوجها أبي الفضل عَبَّاس بْن بزوان.
وحدّثت بالقاهرة. وبها تُوُفِّيَت فِي المحرَّم.
129- عليّ بْن الفضل [3] بْن عقيل بْن عُثْمَان النَّظّام.
أبو الْحَسَن الهاشميّ، العبّاسيّ، الدّمشقيّ، المعدّل.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أبي الرجاء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 43 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 278.
[2] انظر عن (عزيزة بنت عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 43 ب، 44 أ.
[3] انظر عن (علي الفضل) في: المقتفي 1/ ورقة 47 ب.

(50/134)


تُوُفِّيَ بدمشق فِي ثالث عشر رجب وله ثمانون سنة [1] .
أجاز لشيخنا ابن تيميّة وإخوته.
سمع منه: ابن الخبّاز.
روى عن أَبِيهِ. وأجاز له الخُشُوعيّ، والقاسم بْن عساكر، وغيرهما.
130- عليّ بْن مُحَمَّد [2] بْن هِبة اللَّه بْن مُحَمَّد.
الرّئيسُ، العدْل، علاءُ الدّين، ابن القاضي أبي نصر ابْن الشَيرازيّ، الدّمشقيّ.
أخو القاضي تاج الدّين أَحْمَد، وعِماد الدّين مُحَمَّد.
سمع من: الكِنْديّ، وابن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب.
وكتب عَنْهُ الطَّلَبة.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
131- عُمَر بْن مُحَمَّد [3] بْن حُسَيْن.
مجيرُ الدّين، الطّحان، الدّمشقيّ.
شابٌّ مليح، بارعُ الحُسْن. قرأ القراءات على الشَّيْخ زين الدّين الزّواويّ، والعماد الْمَوْصِلِيّ.
وحفظ «التّنبيه» [4] و «الجرجانيّة» [5] و «الشّاطبيّة» [6] . وقال الشّعر.
وتوفّي شابّا في شوّال.
__________
[1] مولده صبيحة السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
[2] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 47 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 278.
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 279.
[4] لعلّه «التنبيه» على النقط والشكل، لأبي عمرو عثمان بن سعيد الدارانيّ، أو «التنبيه» لأبي الفتح عثمان بن جني النحويّ.
[5] مختصر لكتاب «الجمل» في النحو للشيخ عبد القاهر الجرجاني. ت 474 هـ.
[6] وتعرف ب «حرز الأماني ووجه التهاني» ، وهو قصيدة في القراءات السبع لأبي محمد القاسم بن فيرّه الشاطبي الضرير. ت 590 هـ.

(50/135)


132- عُمَر بْن يعقوب [1] بْن عُثْمَان بْن أبي طاهر.
الشَّيْخ تقيُّ الدّين، أبو الفتح الإربليّ، الذَّهبيّ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وتسعين بإربِل.
وسمع بدمشق من: أَبِي القاسم بْن صَصْرَى، وزين الُأمَنَاء، والمسلّم المارنيّ، وابن الزُّبَيْديّ، وابن صباح، وطبقتهم.
وأجاز له: أبو جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، والمؤيَّد الطُّوسيّ، وزينب الشّعريّة، وجماعة.
وحدَّث بمصر والشّام. وكان صُوفيًّا خيِّرًا، ساكنا. وهو أخو يوسف والد شيخنا مجد الذّهبيّ.
تُوُفِّيَ يوم عيد الأضحى بدمشق.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، والدّواداريّ، والمجد الصَّيْرفيّ، وجماعة.
وكان مُحِبًّا للرّواية، ومن صوفيّة الخانقاه السُّمَيْساطيّة.
وحدّث بالقاهرة بقراءة الشّيخ قطب الدّين ابن القسطلانيّ، وبقراءة الشَّيْخ شَرَف الدّين حسن بْن عليّ بْن الصَّيْرفيّ.
- حرف الميم-
133- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن عَبْد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم.
الصّدر، عزّ الدّين ابن المولى كمال الدّين ابن العجميّ، الحلبيّ، الكاتب.
__________
[1] انظر عن (عمر بن يعقوب) في: المقتفي 1/ ورقة 49 ب، والعبر 5/ 301، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، وذيل التقييد 2/ 257، 258 رقم 1570، وعقد الجمان (2) 137، والنجوم الزاهرة 7/ 248، وشذرات الذهب 5/ 341.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 50 أ، والوافي بالوفيات 2/ 103 رقم 423 وفيه شعر له، وذيل مرآة الزمان 3/ 97، وعيون التواريخ 21/ 59- 61، وتاريخ ابن الفرات 7/ 38.

(50/136)


أخو الرّئيس بهاء الدّين.
رُتِّبّ فِي كتابة الإنشاء بعد والده بدمشق.
وتُوُفِّي شابّا، رحمه الله [1] .
134- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [2] .
الزّاهد، شيخُ، أَهْل الوحدة، صدرُ الدّين القُونويّ، صاحب التّصانيف.
قَالَ الكازرُونيّ: بلغني أنّه تُوُفِّيَ فِي سابع عشر المحرَّم سنة ثلاثٍ.
قلت: مرّ بلَقَبِه سنة اثنتين.
135- مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ بْن عَبْد الكريم بن نِعمة.
الإِمَام، زكيُّ الدّين، أبو عَبْد الله المُضَريّ الحَنْدفيّ، الثَّوْريّ، الْمصريّ، الْمُقْرِئ، المعروف بابن المهذَّب.
وُلِدَ سنة خمسٍ وستّمائة. وقرأ القراءات، وتصدّر لإقرائها بجامع مصر.
وكان صالحا، ساكنا، فاضلا.
تُوُفِّيَ فِي رمضان.
136- مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ [3] بْنِ مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن.
الشَّيْخ، أمينُ الدّين، أبو بَكْر الأَنْصَارِيّ، المحلّيّ، النّحويّ.
أحد أئمّة العربيّة بالقاهرة. تصدّر لإقرائها، وانتفع به النّاس.
وله شِعْرٌ حسن.
ومات فِي ذي القعدة عن ثلاث وسبعين سنة [4] .
__________
[1] وقال البرزالي: «وكان فيه أهلية وفضيلة ومروءة غزيرة، ومثابرة على قضاء حوايج الناس» .
[2] هو صدر الدين القونوي، وقد تقدّم في وفيات سنة 672 هـ وبرقم (56) وهو من المتوفّين في هذه السنة 673 هـ. كما في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 19.
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: المقتفي 1/ ورقة 49 أ، ب، والوافي بالوفيات 4/ 187، 188 رقم 1728 وفيه شعر له، وذيل مرآة الزمان 3/ 101، وعيون التواريخ 21/ 61، 62، وبغية الوعاة 1/ 192، والمقفّى الكبير 6/ 364، 365 رقم 2851، والدليل الشافي 657 رقم 2259، والسلوك ج 1 ق 2/ 619.
[4] مولده في شهر رمضان سنة ستمائة.

(50/137)


وله تصانيف حسنة، منها أُرْجُوزة فِي العَرُوض.
137- مُحَمَّد بْن مرتضى [1] بْن أبي الجود حاتم بْن المُسلّم.
أبو الطّاهر الحارثيّ.
شيخ، صالح ديّن.
ولد سنة تسعين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه مولى ابن باقا، وعليّ بن المفضّل الحافظ، وأبي عبد الله بن البنّاء.
وحدّث. روى عنه: الدّواداريّ، وغيره.
ومات في جمادى الأولى.
138- مُحَمَّد بن أبي الغنائم [2] المسلّم بن مُحَمَّد بن المسلّم.
أبو عَبْد الله بْن علّان القَيْسيّ، الدّمشقيّ.
سمع من: الزُّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، وجماعة.
وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة وله إحدى وستّون سنة.
مات فجأة.
روى لنا عَنْهُ ابن العطّار.
139- مُحَمَّد بن يَحْيَى [3] بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرَّحْمَن بْن ربيع.
العلّامة، القاضي، أبو الْحُسَيْن ابْن العلّامة المصنّف المتكلّم، قاضي غَرْناطة أبي عامر الأَشْعَرِيّ، اليَمَانيّ، القُرْطُبيّ المحتد، الغَرْناطيُّ الدّار والملحد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مرتضى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 46 ب، 47 أ.
[2] انظر عن (محمد بن أبي الغنائم) في: المقتفي 1/ ورقة 49 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 279.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 45 ب، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، ودول الإسلام 2/ 175، والوافي بالوفيات 5/ 202 رقم 2263، وذيل مرآة الزمان 3/ 102. وقد تقدّم أخوه «ربيع بن يحيى» في الطبقة الماضية، برقم (229) .

(50/138)


أحد فُرسان الكلام.
روى عن: أَبِيهِ، وعمّه أبي جعفر أحمد، وأبي القاسم أحمد بن بقيّ، وأبي الحسين عليّ بن محمد التّجيبيّ، وأحمد بن إسحاق بن كوزانة المخزوميّ.
وله إجازة من أبي الحسن الشّقوريّ.
قال الإمام أبو حيّان: أجاز لي ونقلتُ أسماء شيوخه. وعمل برنامجا.
إِلَى أن قَالَ: وهو كان المشار إليه بالأندلس فِي العلوم العقليّة من أُصول الفِقه وعِلْم الحساب والهندسة. وله معرفة بالطّبّ ووجاهة عند السّلطان أبي عَبْد الله مُحَمَّد بْن السّلطان أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن نصر الخزرجيّ ابن الأحمر.
وكان يعظِّمه ويقدّمه.
وكان أشعريّ النَّسَب والمذهب، متجنّيا على أَهْل البِدَع وعلى الفلاسفة.
وكان يستطيل على أبي عَبْد الله مُحَمَّد بْن عصام الرّقوطيّ بحضرة السّلطان بسبب البحث، إذ كان يُقَالُ إنّ الرّقوطيّ كان يميل لنصرة الفلاسفة.
ولأبي الحسين تصانيف فِي المعقولات.
قَالَ: وسمعت قاضي القضاة أبا الفتح ابن دقيق العيد يقول: ما وقفنا على كلام أحدٍ من متأخّري المغاربة مشبها لكلام العجم مثل كلام هَذَا، يعني أَبَا الحسين.
وقال لنا أبو جَعْفَر بْن الزُّبَيْر: ما بقي بالمغرب مثل أبي الحسين فِي فنونه.
قلت: وهو أخو أبي القاسم عبد الله بن يحيى، الرّاوي عن الخطيب أبي جَعْفَر بْن يحيى، وأبي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد الشّقوريّ، وأبي الْحَسَن بْن خَرُوف، وقد مرّ سنة ستٍّ وستّين وستّمائة. وأخو أبي الزّهر ربيع بْن يحيى

(50/139)


المُتَوفَّى سنة سبْعٍ وستّين، وأخو أبي عَبْد الله مُحَمَّد بْن يحيى نزيل مالقة، وكان شُرُوطيًّا، وهو آخر من حدَّث عن أَبِيهِ بالسّماع، وعُمِّر دهرا طويلا. بقي إِلَى سنة تسع عشرة وسبعمائة.
فأمّا العلّامة أبو الْحُسَيْن فتُوُفّي بغَرْناطة فِي ثالث جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين [1] ، ولم يُعْقِب إلّا ولدا صغيرا وبنتا. فالولد كبر وقدِم دمشق سنة خمسٍ وتسعين، وسمع معنا من الشَّرَف ابن عساكر وطائفة. وهو أبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصُّوفيّ. ثُمَّ دخل بلاد العراق والعجم، ورجع ومات كهْلًا.
140- مُحَمَّد بْن يحيى بْن الفضل [2] بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم.
القاضي محيي الدّين بْن القاضي تاج الدّين الشّهْرَزُوريّ، الْمَوْصِلِيّ.
وُلِدَ سنة تسعين وخمسمائة [3] .
له شِعْرٌ وأدب. ترك زِيّ بيته ولبس زيّ الأجناد.
وكان أَبُوهُ قاضي الجزيرة.
تُوُفِّيَ مُحَمَّد بمصر فِي ربيع الآخر.
وروى عَنْهُ الدّمياطيّ من نظْمه [4] .
141- مُسْلِم البدويّ [5] .
البَرْقيّ، الزّاهد، شيخ الفقراء. له زاوية بالقرافة الصُّغْرى، وأصحابٌ ومريدون، وكان مقصودا بالزّيارة والتّبرّك [6] .
__________
[1] مولده في ثامن عشر رمضان سنة تسعين وخمسمائة. (المقتفي) .
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن الفضل) في: المقفّى الكبير 7/ 444 رقم 3539.
[3] وقال المقريزي: ولد بالجزيرة في ثامن عشر رمضان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
[4] ومن شعره:
وما زالت الأنباء تخبر عنكم ... بطيب حديث يفضح المسك نشره
إلى أن تأمّلت الجناب الّذي لكم ... فصغّر أخبار المكارم خبره
[5] انظر عن (مسلّم البدوي) في: تاريخ الملك الظاهر 117، وذيل مرآة الزمان 3/ 103، والمقتفي 1/ ورقة 44 ب، وعيون التواريخ 21/ 62، والبداية والنهاية 13/ 268 وفيه «سالم» ، وعقد الجمان (2) 136.
[6] وقال ابن شدّاد: كان في أول عمره حراميّا فلما تاب توّب نحوا من ستمائة حرامي.

(50/140)


تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل [1] .
142- مَنْصُور بْن سُلَيم [2] بْن مَنْصُور بْن فتوح.
الإِمَام، المحدّث، وجيه الدّين، أبو المظفّر الهمدانيّ، الإسكندرانيّ، الشّافعيّ، محتسب الثَّغْر.
وُلِدَ فِي ثامن صفر سنة سبْعٍ وستّمائة.
وسمع من: مُحَمَّد بْن عماد الحرّانيّ، وجعفر الهَمْدانيّ، وابن رَوَاج، وجماعة من أصحاب السِّلَفيّ.
وسمع ببغداد من: ابن روزبه، والقَطِيعيّ، وأبي إِسْحَاق الكاشْغريّ، وأبي بَكْر بْن الخازن، وجماعة من أصحاب شُهْدَة.
وبمصر من: مرتضى بْن أبي الْجُود، وعليّ بْن مختار، وطبقتهما.
وبدمشق من: النّاصح بْن الحنبليّ، وابن اللّتّيّ، ومكرم، وجماعة.
__________
[1] ورّخ ابن كثير وفاته في سنة 672 هـ.
[2] انظر عن (منصور بن سليم) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 103، والمقتفي 1/ ورقة 48 ب، 49 أ، والعبر 5/ 301، 302، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، والمعين في طبقات المحدّثين 215 رقم 2237، وتذكرة الحفاظ 4/ 14667، 1468 رقم 1160، ومرآة الجنان 4/ 173، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 157 (8/ 375، 376) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 225، 226، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 182 ب، وذيل مرآة الزمان 2/ 544- 547 رقم 70، ومعجم الشيوخ للدمياطي 2/ ورقة 166 أو 5/ ورقة 301، وعيون التواريخ 21/ 63، والمنتخب المختار لابن رافع، ورقة 229- 231، والسلوك ج 1 ق 2/ 619 وفيه «منصور بن مسلم» ، وتبصير المنتبه 2/ 691، والإعلان بالتوبيخ 615، وتبصير المنتبه 2/ 691، وحسن المحاضرة 1/ 356 وفيه «منصور بن سليمان» ، وطبقات الحفاظ للسيوطي 509 وفيه: مات سنة سبع وسبعين وستمائة، وكشف الظنون 1637، وإيضاح المكنون 1/ 458، وشذرات الذهب 5/ 341، والرسالة المستطرفة 117، وفهرس الفهارس 2/ 633، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 89، ومشيخة ابن جماعة 2/ 544- 547 رقم 70، وذيل التقييد 2/ 285 رقم 1635، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 7، 8 رقم 452، والأعلام 8/ 238، وعقد الجمان (2) 136، 137، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 334 وفيه «وجيه الدين أبو المظفّر منصور بن العماديّة» .

(50/141)


وبَحَرّان من: حمْد بْن صُدَيْق، وغيره.
وبحماه من: القاسم بْن رواحة. وبحلب من: الموفَّق يعيش، وابنُ خليل، وجماعة.
وبمكّة من: أبي النُّعمان بشير بْن سُلَيْمَان.
وصنَّف وخرّج، وعُنِي بالحديث والرّجال والتّاريخ والفِقْه وغير ذلك.
ودرّس بالإسكندريّة، وجمع «المعجم» لنفسه. وخرّج «أربعين حديثا فِي أربعين بلدا» ، ولكنّ بعض بُلدانه قُرَى ومَحَالّ. وصنَّف «تاريخا للإسكندريّة» فِي مجلَّدتين.
وكان ديِّنًا، خيّرا، حميد الطّريقة، كثير المروءة، مُحِسنًا إِلَى الرّحّالة، ليّن الجانب.
كتب عَنْهُ: الدّمياطيّ، والشّريف عزّ الدّين.
ولم يخلّف بعده ببلده مثلَه. ويُعرف بالوجيه ابن العماديّة.
سمعتُ من أَخَوَيْه لأمّه أبي القاسم الهواريّ وأخته وجيهية [1] .
تُوُفِّيَ ليلة الحادي والعشرين من شوّال [2] .
- حرف النون-
143- نصر الله بْن عَبْد المنعم [3] بْن نصر الله بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حواري بْن الشَّيْخ.
شَرَف الدّين، أبو الفتح التَّنُوخيّ، الدّمشقيّ، الحنفيّ، الأديب. ويُعرف بابن شُقَيْر أيضا.
__________
[1] في تذكرة الحفاظ 4/ 1467 «وجهية» .
[2] وقع في تذكرة الحفاظ وفاته سنة سبع وسبعين وست مائة.
[3] انظر عن (نصر الله بن عبد المنعم) في: تاريخ الملك الظاهر 117- 119، وذيل مرآة الزمان 3/ 103، 104، والمقتفي 1/ ورقة 45 أ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1468، 1469، والوافي بالوفيات 27/ 40، 41 رقم 10، وتالي كتاب وفيات الأعيان 161، وعيون التواريخ 21/ 55- 57، وذيل التقييد 2/ 294، 295 رقم 1661، وفوات الوفيات 4/ 186، والدليل الشافي 2/ 758، وتاريخ ابن الفرات 7/ 37، وشذرات الذهب 5/ 341، 342.

(50/142)


وُلِدَ سنة أربع وستّمائة [1] .
وسمع «الأربعين» ، من أبي الفتح البكْريّ، وسمع من دَاوُد بْن ملاعب، وغيرهما.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، وعَلَمُ الدّين الدّواداريّ، وقاضي القضاة نجم الدّين ابن صَصْرى، وآخرون من كُهُول شيوخنا.
وخطُّه أسلوب غريب. وكتب بخطّه نُسَخًا كثيرة بالأربعين القُشَيْريّة الأسْعديّة. وكانَ من سمع منه وَهَبَة نُسخةً.
وكان أديبا فاضلا، حسن المحاضرة، حَفَظَه للأشعار والأخبار والنّوادر، حَسَن البِزّةَ، كريما، متجمّلا. عمّر فِي آخر عُمُره مسجدا عند طواحين الأشنان على النّهر، وتأنّق فِي عمارته. وكان يدعو إليه الأصحاب، ويبالغ فِي الاحتفال.
تُوُفِّيَ رحمه الله فِي ربيع الآخر ودُفن بمغارة الجوع [2] . وهو أخو مُحَمَّد.
- حرف الياء-
144- يوسف بْن أَحْمَد [3] بْن محمود بْن أَحْمَد.
المحدّث، الملقَّب بالحافظ اليَغْمُوريّ، جمال الدّين، أبو المحاسن الأسديّ، الدّمشقيّ.
وُلِدَ فِي حدود السّتّمائة. وسمع الكثير بدمشق، والموصل، ومصر، والإسكندريّة.
__________
[1] في ذيل مرآة الزمان 3/ 103 «مولده سنة ثلاث أو أربع وست مائة» .
[2] وقال ابن شدّاد: وله نظم كثير، وله تصانيف كثيرة، من جملتها كتاب يتضمن فضائل دمشق وأهلها وصفة جامعها سمّاه «إيقاظ الوسنان في تفضيل دمشق علس سائر البلدان» في جزءين.
[3] انظر عن (يوسف بن أحمد) في: تاريخ الملك الظاهر 119، وذيل مرآة الزمان 3/ 106- 109، والمقتفي 1/ ورقة 45 ب، 146، وعيون التواريخ 21/ 63- 65، والسلوك ج 1 ق 2/ 619، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 334.

(50/143)


وعُني بالحديث وتعِب فِيهِ، وحصّل وكتب الكثير. وكان له فَهْمٌ ومعرفة وإتقان، ومشاركة فِي الآداب والتّواريخ. وله جُموعٌ حسنة لم أرها، بل أثنى على فضائله الشّريف عزُّ الدّين، وقال: «تُوُفِّيَ فِي ليلة الحادي والعشرين من ربيع الآخر. وسمعت منه. وكان حَسَن الأخلاق، لطيف الشّمائل، مشغولا بنفسه.
وقال الدّمياطيّ: يوسف بْن أَحْمَد أبو العزّ أخو محمود بْن الطّحّان التّكريتيّ الجدّ، الْمَوْصِلِيّ الأب، الدّمشقيّ المولد، المَحلّيّ الوفاة رفيقنا، أنبا قَالَ: أنبا أَحْمَد بْن الأصفر سنة ستّ عشرة.
قلت: وروى عَنْهُ: الدّواداريّ أيضا، وجماعة.
تُوُفِّيَ عند شهاب الدّين ابن يغمور. وتُوُفِّي ابن يغمور بعده بشهر.
وكان يصحب والده جمال الدّين نائب السّلطنة، فعُرف به.
الكنى
145- أبو غالب بْن أبي طَالِب بْن مفضَّل بْن سَنِيّ الدّولة.
زين الدّين الدّمشقيّ، أخو مفضّل الآتي سنة سبْعٍ.
سمعا من: حنبل.
كتب عن هَذَا: ابن جعْوان، وابن العطّار.
وتُوُفِّي فِي هَذَه السّنة.
وفيها وُلِدَ:
شمس الدّين مُحَمَّد بْن يوسف بْن أبي الفرج العسقلانيّ الْمُقْرِئ، الفقيه، صاحبي رحمه الله، فِي شعبان، ووُلِدتُ أَنَا فِي ربيع الآخر، وَفِي شوّال وُلِدَ قاضي القضاة تقيّ الدّين أَحْمَد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عِوَض الحنبليّ، بمصر.

(50/144)


وفيها وُلِدَ: المفتي شرف الدّين حُسَيْن بْن عليّ بْن إِسْحَاق بْن سلالم الشّافعيّ، وأبو عَبْد الله مُحَمَّد بْن جَابِر الوادياشيّ التُّونسيّ، الْمُقْرِئ، والمولى علاء الدّين عليّ بْن مُحَمَّد القلانِسيّ، وقاضي حلب كمال الدّين عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن العديم، وإبراهيم ابن قاضي حماة شرف الدّين البارزيّ، وعلاء الدّين عليّ ابن شيخنا البرهان الإسكندريّ، والفقيه الزّاهد نور الدّين عليّ بْن يعقوب البكْريّ، الْمصريّ، والشّيخ صدر الدّين سُلَيْمَان المالكيّ، الغماريّ.

(50/145)


سنة أربع وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
146- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن عَبْد الأحد بْن عَبْد الْعَزِيز.
تقيُّ الدّين، أبو الْعَبَّاس بْن العُنَّيقة الحرّانيّ، الحنبليّ، العطّار، أخو شيخنا عَبْد الملك [2] .
شيخ جليل فاضل. سمع من: الموفَّق بْن يعيش، وابن رواحة، وابن خليل، وجماعة بحلب.
ورحل إِلَى بغداد، وكتب عن الشَّيْخ يحيى الصَّرصريّ ديوانَه، ونقله إِلَى دمشق.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وأبو عَبْد الله بْن أبي الفتح، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وجماعة.
تُوُفِّيَ فِي صفر بدمشق، وله 63 سنة.
147- أَحْمَد بْن الحافظ عَبْد العظيم [3] بْن عَبْد القويّ بْن عَبْد الله.
علم الدّين، أبو الْحُسَيْن المُنْذِرِيّ، الْمصريّ.
وُلِدَ سنة خمسٍ وعشرين وستمائة.
وسمع من: عَبْد الْعَزِيز بْن باقا، وأبي الْحَسَن بْن المقيّر، وأصحاب السِّلَفيّ.
وأضرّ قبل موته. وكان يحفظ أشياء مفيدة ويذاكر بها.
كتب عنه جماعة.
__________
[1] لم أجده في كتب الحنابلة.
[2] معجم شيوخ الذهبي 333 رقم 478.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد العظيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 ب.

(50/146)


ومات فِي ربيع الأوّل.
148- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحيم [1] بْن عليّ بْن شيت.
كمال الدّين، أبو إِسْحَاق الْقُرَشِيّ، الكاتب، الأمير.
خدم النّاصَر دَاوُد مدّة، وترسَّل عَنْهُ، ثُمَّ خدم النّاصر يوسف، فأعطاه خُبزًا، واعتمد عليه وقرَّبه. ثُمَّ وُلّي الرَّحبَةَ للملك الظّاهر، ثُمَّ ولّاه بَعْلَبَكّ [2] .
وله أدبٌ وتَرَسُّل ونَظْمُ [3] ، ومعرِفة بالتّاريخ والأخبار. وكان يحفظ متُونَ «الموطّأ» ، وله اعتناء بالحديث.
وقد روى عن: القاضي أبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.
وثنا عَنْهُ أبو الْحُسَيْن اليُونِينيّ.
وكان أَبُوهُ جمال الدّين [4] من كبراء دولة المعظَّم.
تُوُفِّيَ الكمال فِي صفر بالسّاحل [5] ، وقد نيَّف على السّتّين، وحمل
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 50 ب وفيه: «إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحيم بْن عليّ بْن إسحاق بن علي بن شيت» ، وتالي وفيات الأعيان للصقاعي 20 رقم 28 وفيه: «إبراهيم بن شيت القرشي الأموي» ، وذيل مرآة الزمان (مخطوطة إسطنبول 2907/ 3) ورقة 45 ب، والمطبوع 3/ 125- 131، وتاريخ الملك الظاهر 141، 142، وحسن المناقب، ورقة 138 ب، والروض الزاهر 332، والوافي بالوفيات 6/ 47 رقم 2485، وعيون التواريخ 21/ 83- 85، والسلوك ج 1 ق 2/ 625، وتاريخ ابن الفرات 7/ 59، 60، والطالع السعيد 54، والمنهل الصافي 1/ 82، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 1/ 217 رقم 31.
[2] فولّي البلد والقلعة، كما قال البرزالي، وسيّره السلطان رسولا إلى عكا. وقال ابن شدّاد:
ولّاه قلعة بعلبكّ، وحكم في القلعة والبلد. واستمرّ في الحكم واليا إلى أن توفي.
[3] ومن شعره:
كن مع الدهر كيف قلّبك الدهر ... بقلب راض وصدر رحيب
وتيقّن أنّ الليالي ستأتي ... كل يوم وليلة بعجيب
فالليالي كما علمت حيالي ... مقربات يلدن كل عجيب
[4] هو العالم بالطب والشاعر: توفي سنة 623 هـ. (انظر: تاريخ إربل 1/ 314، 315 رقم 218) .
[5] وقع في المطبوع من تاريخ الملك الظاهر 141 أنه توفي بحلب. وهذا غلط «والصواب:
«حلبا» ، وهي بالقرب من طرابلس في عكار. ومدينة حلب ليست بالساحل. ولم يتنبّه

(50/147)


فدُفن بمقابر بَعْلَبَكّ [1] .
149- إِبْرَاهِيم بْن يحيى [2] بْن غنّام.
النُّمَيْريّ، الحرّانيّ.
أبو إِسْحَاق العابر، ناظم كتاب «درّة الأحلام» فِي عِلم التّعبير.
وله قصيدة لاميّة فِي التّعبير. وقد سكن بمصر، وكان رأسا فِي التّعبير.
مات فِي جُمَادَى الأولى بالقاهرة.
150- إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن نصر الله بْن حرب.
الفارقيّ. عدلٌ، له ملْك جيّد.
حدَّث «بصحيح الْبُخَارِيّ» عن ابن الزُّبَيْديّ.
ثنا عَنْهُ إِسْحَاق الآمِديّ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة.
151- إِسْمَاعِيل بْن سُلَيْمَان [4] بْن بدْر.
أبو الطّاهر الأَنْصَارِيّ، الجيتيّ، الْمصريّ.
يروي عن: ابن عماد.
__________
[ () ] محقّق الكتاب زميلنا الدكتور أحمد حطيط إلى ذلك، فليصحّح، ووقع في الكتاب مرة ثانية «حلب» ، فقال ابن شدّاد: «وهو الّذي عمّر ولاية قلعة بعلبكّ، وكان السبب في موته ب «حلب» (كذا) أنه توجّه لمحاققة صاحب طرابلس فتوفي بها» .
[1] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- فيمن اسمه «إبراهيم» .
- إبراهيم بن الحسين بن علي بن يونس، زين الدين، أبو إسحاق، الزيلعي، اليمني، المقرئ، ولد بزبيد من اليمن سنة ستمائة تقريبا. وقدم مصر، وقرأ القراءات السبع، وتصدّر بالجامع الظافري بالقاهرة مدّة، وأعاد في الفقه بالمدرسة القطبية وأفتى، توفي بالقاهرة ليلة الثاني والعشرين من ذي القعدة. (المقفّى الكبير 1/ 1444 رقم 114) .
[2] انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: شذرات الذهب 6/ 265، وكشف الظنون 417، 37، وإيضاح المكنون 1/ 455 و 2/ 514، ومعجم المصنّفين للتونكي 4/ 475، 476، ومعجم المؤلفين 1/ 126، والوافي بالوفيات 6/ 168 رقم 2619، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 913.
[3] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 53 أ.
وسيعاد برقم (152) .
[4] انظر عن (إسماعيل بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 أ.

(50/148)


روى عَنْهُ: الدّواداريّ، وغيره.
ومات فِي شعبان.
152- إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن نصر [1] .
الفارقيّ، بدْر الدّين.
سمع: ابن الزُّبَيْديّ.
153- أيبك [2] .
الأمير عزّ الدّين الإسكندرانيّ، الصّالحيّ. من خواصّ الملك المُعِزّ، ثمّ ولّي بعلبكّ مدّة للظّاهر، ثمّ ولّاه الرّحبة. وقد تزوّج بابنة الشَّيْخ الفقيه مُحَمَّد اليُونينيّ.
وكان فِيهِ كَرَم وديانة.
تُوُفِّيَ بالرّحبة فِي رمضان، وهو من أبناء السّتّين [3] .
- حرف الحاء-
154- حَبيبة بِنْت الشَّيْخ أبي عُمَر [4] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قُدَامة.
أمُّ أَحْمَد، زَوْجَة الإِمَام تقيّ الدّين مُحَمَّد بْن محمود المراتبيّ وأمّ أولاده.
روت عن: حنبل، وابن طَبَرْزَد.
وأجاز لها: عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وعائشة بِنْت معمَّر، وجماعة.
وكانت صالحة، عابدة، قوّامة تالية لكتاب الله. تلقّن نساء الدّير.
وكانت تنكر على أخيها الشَّيْخ شمس الدّين دخوله فِي القضاء وَفِي التّوسُّع من الدُّنيا وكثْرة الأواني والقماش. رضي الله عنها.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (150) .
[2] انظر عن (أيبك الأمير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 أ، والوافي بالوفيات 9/ 477 رقم 4435، والمنهل الصافي 3/ 134 رقم 579، والدليل الشافي 1/ 162، والنجوم الزاهرة 7/ 248، وذيل مرآة الزمان 3/ 131- 133.
[3] وقال البرزالي: «وكان مواظبا على شنّ الغارات ونهب الجشارات وقطع الطرق على الفرنج» .
[4] انظر عن (حبيبة بنت أبي عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 ب.

(50/149)


روى عَنْهَا: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، وابن الزّرّاد، وابن العطّار، وغير واحد.
وتُوُفِّيت فِي ثاني عشر ذي القعدة، وهي فِي عَشْر الثّمانين.
155- الْحَسَن بْن عليّ [1] بْن الْحَسَن.
السّيّد فخر الدّين ابْن أبي الْجِنّ العلويّ، الحُسَينيّ، الدّمشقيّ، نقيب الأشراف [2] .
توفّي في ربيع الأوّل [3] عن نيّف وستّين سنة [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 أ، وتاريخ الملك الظاهر 140، وذيل مرآة الزمان 3/ 134، 135، والنجوم الزاهرة 7/ 248، والوافي بالوفيات 12/ 193، 194 رقم 161، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 44 رقم 336.
[2] أضاف البرزالي: «وابن نقيب بعلبكّ» .
[3] في ذيل مرآة الزمان 3/ 134، 135، وتاريخ الملك الظاهر 140 «توفي في شهر صفر» ، والمثبت يتفق مع المقتفي، والنجوم الزاهرة وفيه: «توفي سحر يوم الأحد تاسع ربيع الأول» . وكانت وفاته ببعلبكّ، ونقل إلى دمشق ودفن في الصالحية.
[4] مولده سنة ثمان وستمائة.
وقال ابن شدّاد: وكان فاضلا عالما يعرف العربية، وله النثر الرائق والنظم الفايق. قرأ النحو على جماعة. وكان والده متولّيا نقابة الأشراف بدمشق في الأيام الظاهرية بعد النقيب بهاء الدين، ولم يزل متولّيها إلى أن عزل عنها في سنة ثمان وستين بسبب وقوف الأشراف فيه. وخلّف له والده نعمة ضخمة فمحقها ولم يبق له إلّا صبابة يسيرة.
ومن شعره في الملك الظاهر ركن الدنيا والدين بيبرس صاحب الديار المصرية:
بستان روح العدل في أمانه ... وفنون طيب جناه في أفنائه
يأوي جميعهم إلى ركن له ... الباع الشديد بسيفه وسنانه
ركن الدنا والدين سلطان الورى ... من بارك الرحمن في سلطانه
ولقد غدا المعتزّ طائع ملكه ... واشتدّ منتصرا بجوب عنانه
بشرى لدين محمد بعصابة ... لولاهم انهدّت قوى أركانه
وتراه في ليل الخطوب إذا دجى ... متيقّظا للَّه عن وسنانه
ترك الضلالة من دعاه إلى الهدى ... ما عاينت عيناه من برهانه
ورأى العباد الدهر فيه ديانة ... من نكر عن خوف بطلاه (؟) مع عزاله

(50/150)


- حرف الخاء-
156- خاصّ تُرْك [1] .
الأميرُ رُكنُ الدّين الكبير. من أعيان الدّولة.
تُوُفِّيَ بدمشق، ودُفن بقاسيون.
وكان عالي الرُّتْبة عند الملك الظّاهر.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل.
157- الخَضِر [2] ، ويُسَمَّى مَسْعُود، ابن عَبْد السّلام.
ويُسمَّى أَبُوهُ عَبْد الله بْنِ عُمَر بْنِ عَليّ بْنِ محمد بن حمويه.
الشّيخ الكبير سعد الدّين أبو سعد ابن شيخ الشّيوخ تاج الدّين، أخو شيخ الشّيوخ شرف الدّين.
ولد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة [3] .
__________
[ () ] وقال الصفدي: جمع تاريخا ولم يتمّه، وحضر بين يدي هولاكو فلم يجد منه إقبالا فعاد على غير شيء من الولايات. ومن شعره:
بعلبكّ علت على البلدان ... وغدا كون نورها النيران
رقّ فيها الهواء إذ راق فيها ... الماء وافترّ ثغرها الأقحواني
وتغنّى الأطيار فيها بصوت ... لذّ للسامعين في الأغصان
حصنها باذخ على كلّ طود ... ثابت الأسّ شامخ البنيان
[1] انظر عن (خاص ترك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283، وذيل مرآة الزمان 3/ 135، والسلوك ج 1 ق 2/ 624، والنجوم الزاهرة 7/ 249، وتاريخ ابن الفرات 7/ 60، والوافي بالوفيات 13/ 245 رقم 298، والدرة الزكية 14، 32، 38، 112، 241، وتالي كتاب وفيات الأعيان 100 رقم 149، والمنهل الصافي 5/ 198 رقم 976، والدليل الشافي 2/ 283، وفيهما «خاص بك» .
[2] انظر عن (الخضر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 56 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والعبر 5/ 303، وذيل مرآة الزمان 3/ 162، وعيون التواريخ 21/ 79- 81، والسلوك ج 1 ق 2/ 624، والنجوم الزاهرة 7/ 251، وتاريخ ابن الفرات 7/ 63، وشذرات الذهب 5/ 342، والوافي بالوفيات 13/ 332، ومرآة الجنان 4/ 173، 174.
[3] في المقتفي: مولده سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وخمسمائة.

(50/151)


وسمع من: عمر بن طبرزد، وأبي اليمن الكِنْديّ، وجماعة.
وأجاز له: عَبْد المنعم بْن كُلَيب، وأبو الفرج بْن الجوزيّ، والمبارك بْن المعطوش، وعبد الله بْن أبي المجد الكربيّ، وجماعة.
وخدم فِي شبيبته، وتعانى الْجُنْدية مع بني عمّه الأمراء الأربعة.
ثُمَّ تصوّف ولبس البقيار [1] . وأُمُّه من ذُريّة أبي القاسم القُشَيْريّ.
وقد جمع تاريخا فِي مجلَّدتين. وكان لديه فضيلة، وشِعْرٌ حَسَن.
ومرض فِي أواخر عُمُره، وقَلَّ بَصَرُه.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وعَلَم الدّين الدّواداريّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْويَاته، وكتب عَنْهُ بِذَلِك الشَّيْخ أبو الْحَسَن الْمَوْصِلِيّ.
وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، رحمه الله. وكان مشاركا لأخيه فِي المشيخة.
نقلتُ من خطّ سعد الدّين، وأجازه لي. قَالَ: رَأَيْت عند خطيب القاهرة فخر الدّين القاضي السُّكّريّ قِشْر حيّة أُهدي لوالده من الهند، عَرْضه ثلاثة أشبار.
قال: ورأيت بقرية من أعمال الزَّبدانيّ سنة ثلاثٍ وخمسين وستّمائة شجرة جَوْز دَوْرها اثني عشر ذراعا، وحَمْلها مائة ألف وعشرون ألف جوزة.
قَالَ: ورأيت بقرب مَيَّافارِقين شجرةَ بلُّوط، قسْت دَوْرها اثنين وعشرين شبرا.
ونزلت عند الملك المظفّر غازي ابن العادل، فأحضروا بين يديّ جَدْيَيْن تَوْأَم، وجهُ أحدِهما قريبٌ من وجه الآدميّ، وله خُرْطُوم كالخنزير، وتحت الخُرطوم عينان، وَفِي جبهته عينان أيضا، وله فمٌ كفم الآدميّ، ولسان عريض.
ورأيت أيضا جدْيًا بفَرْد عين فِي وسط جبهته، وله إلْيه مثل الضَّأْن.
- حرف الراء-
158- الرَّبِيع بْن سلمان [2] بْن مُحَمَّد بْن سالم.
__________
[1] البقيار: نوع من الثياب المصنوعة من وبر البعير. (المعجم المفصّل لأسماء الملابس، لدوزي 74) .
[2] انظر عن (الربيع بن سلمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 53 أ.

(50/152)


شمس الدّين، أبو الفضل الْقُرَشِيّ.
سمع «الصّحيح» من ابن الزُّبَيْديّ.
وحدَّث. وكان رجلا فاضلا من أبناء السّبعين.
تُوُفِّيَ بحمص.
- حرف السين-
159- سنجر [1] .
الأمير عَلَمُ الدّين الحِصْنيّ.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي جُمَادَى الأولى [2] . وكان من أمراء الُألُوف. وقد باشر نيابة السّلطنة فِي دمشق وقتا.
160- سيف الدّين الحجّاميّ [3] .
الأمير.
تُوُفِّيَ أيضا فِي جُمَادَى الأولى بدمشق.
- حرف الصاد-
161- صُبَيْح [4] .
عتيق الحافظ عَبْد العظيم.
سمع الكثير، وحدَّث عن: مكرّم.
ومات في صفر بمصر.
__________
[1] انظر عن (سنجر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 52 ب، وتاريخ الملك الظاهر 142، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283، والوافي بالوفيات 15/ 473 رقم 626، والدليل الشافي 1/ 324 رقم 1107، والمنهل الصافي 6/ 72 رقم 1110، والنجوم الزاهرة 7/ 248، والدارس 1/ 558.
[2] وكان قد نيّف على الستين سنة.
[3] انظر عن (سيف الدين الحجّامي) في: ترجمة «طغريل» الآتية برقم (163) ، وهو في المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 52 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283.
[4] انظر عن (صبيح) في: المقتفي للبرزالي، ورقة 50 ب، وفيه: «أبو اليمن صبيح بن عبد الله الحبشي» .

(50/153)


- حرف الطاء-
162- طرخان بْن إِسْحَاق بْن طرخان.
الشّاغوريّ.
روى عن: أَبِيهِ.
له خُطَب وأدب.
163- طُغْريل [1] .
الأمير سيف الدّين والي البَرّ بدمشق [2] .
لعلّه الحجّامي [3] .
- حرف العين-
164- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد [4] بْن مُحَمَّد بْن عبد الوهاب بن إلياس [5] .
الصّدرُ الصّالح، بدر الدّين، أبو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، ابن الشَّيْرجيّ [6] .
أخو القاضي عماد الدّين مُحَمَّد.
روى عَنِ: الْحُسَيْن بْن الزُّبَيْديّ.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وجماعة.
وتُوُفِّي في المحرّم [7] . وكان يلبس بزيّ الفقراء [8] .
__________
[1] انظر عن (طغريل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 أ.
[2] أضاف البرزالي: في الأيام الناصرية.
[3] الّذي تقدّم برقم (160) .
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: تاريخ الملك الظاهر 142، والمختار من تاريخ ابن الجزري 284، والوافي بالوفيات 17/ 58، 59 رقم 49.
[5] وقع في المختار من تاريخ ابن الجزري: «إياس» .
[6] وقع في المختار من تاريخ ابن الجزري: «الشرجي» .
[7] ومولده سنة خمس عشرة وستمائة.
[8] وقال ابن شدّاد: «سمع الحديث وصحب جماعة من المشايخ. وتجنّد وخدم في حلقة الملك الصالح نجم الدين أيوب، صاحب الديار المصرية، ثم تزهّد وانقطع إلى الله تعالى، وصحب أهل الخير فيه، وحجّ عدّة دفوع، وخدم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن

(50/154)


وسمع من القزوينيّ، ومن جدّه. وأجاز لي مَرْوِيّاته.
165- عَبْد الله بْن أبي القَاسِم [1] بْن علي بْن مكي بْن ورخز.
أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وستّمائة.
وسمع من: ابن الأخضر، وعُمَر بْن الْحُسَيْن بْن المِعْوَجّ، وأحمد بْن عليّ الغَزْنويّ، وعدّة.
روى القلانسيّ، وابن عَبْد الصّمد، والدَّقُوقيّ، والصّدر بْن حمُّوَيْه، وخلْقٌ عَنْهُ.
166- عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل [2] بْن مُحَمَّد بْن أيّوب.
الملك المسعود بْن الملك الصّالح.
رئيس جليل. وهو أخو الملك المنصور مُحَمَّد والملك السّعيد أبي الكامل.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى بدمشق [3] .
167- عَبْد الله بْن شُكر [4] بْن عليّ.
اليُونينيّ.
شيخٌ، صالح، عابد، قانع، متعفّف.
صحِب المشايخ، وسمع الكثير فِي كهولته.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز.
قَالَ قُطْبُ الدّين [5] : كان قانعًا باليسير، متحرِّيًا فِي مَطْعَمه وملبسه،
__________
[ () ] محمد بن عاد بن يوسف بن أيوب صاحب الشام وأحسن إليه، ثم احتاج في آخر زمانه إلى أن تولّى أمورا دنيّة وتوفي. رحمه الله» .
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي القاسم) في: ذيل التقييد 2/ 71، 72 رقم 1175.
[2] انظر عن (عبد الله بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 53 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 268، 269، والوافي بالوفيات 17/ 75 رقم 63، والمنهل الصافي 7/ 80، 81 رقم 1318.
[3] وقال البرزالي: «وكان حسن الصورة، لطيفا، كثير الأدب، حسن العشرة» .
[4] انظر عن (عبد الله بن شكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 136، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم المخطوط) .
[5] في ذيل مرآة الزمان.

(50/155)


ويتقوَّت من مُغَلّ أرضٍ له، لعلّ مغلّها خمسون درهما [1] . وحصل له من الجوع يَبَسٌ أورثه تخيُّلات فاسدة.
وتُوُفِّي بدمشق فِي رمضان وقد جاوز السّبعين.
حدَّث عن: الحافظ الضّياء.
وروى عَنْهُ: ابن تمّام، وابن الخبّاز.
168- عَبْد الرَّحْمَن بْن دَاوُد [2] بْن رسلان.
الشَّيْخ عمادُ الدّين، أبو القاسم الْقُرَشِيّ، المخزوميّ، الْمصريّ، السَّمَربائيّ [3] . وسَمَرْبيه من أعمال الغربيّة.
عاش ثمانين سنة.
وكان ديِّنًا، خيِّرًا، مشهورا، له فضلٌ وأدب.
توفّي رحمه الله في رجب [4] .
__________
[1] العبادة في المقتفي: «كان يتقوّت في جميع سنته بنحو خمسين درهما تحصّل له من أرض ورثها من والده بقرية يونين.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن داود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 86 ب، والوافي بالوفيات 18/ 144، 145 رقم 173، وتاريخ ابن الفرات 7/ 107، وعقد الجمان (2) 179.
[3] في المقتفي: «السمرباري» براءين. ولم ترد هذه النسبة في كتب الأنساب.
وقال علم الدين البرزالي: وكان من المشايخ المعروفين بالفضل والدين والعلم والخير.
كتبت عنه من نظمه. ومولده مستهلّ جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وخمسمائة» .
[4] ورّخه بيبرس الدواداريّ في زبدة الفكرة في المتوفين سنة 675 هـ.
وقال الصفدي:
وجدت له أبياتا يخرج بها الضمير وحكمها حكم أبيات الخطيريّ سعد بن علي، وهي:
أتاني غزال ظلّ إذ جاء شيّقا ... يخوض دجى ليل لشأن لقاء
بغرّة صبح حل كعبة صورة ... كروضة زهر صبّحت برخاء
صفيّ خليل كيّس حيث لا شجى ... يحثّك في ضيق لأجل جفاء
يروض شمولا من يمين نديّة ... لأزهر ذي صدّ وسيم رواء
ظلوم غويّ عطفه لا يقيمه ... على كلف ينمي لطول وفاء

(50/156)


169- عَبْد الرَّحْمَن بْن الشَّيْخ الْمُقْرِئ [1] أبي القاسم عِيسَى بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عِيسَى.
أبو المعالي اللَّخْميّ، الإسكندرانيّ.
قرأ القرآن على أَبِيهِ. وتصدّر للإقراء. وحدَّث.
لَقَبُهُ: عزُّ الدّين.
وقد أجاز له: الكِنْديّ، وداهر بْن رُسْتُم، وخلْق.
وقرأ أيضا بالسَّبْع على جَعْفَر الهَمْدانيّ. وسمع «جامع التّرمِذيّ» سنة إحدى عشرة من ابن البنّاء.
ومولده تخمينا سنة أربع وستّمائة.
ومات فِي عاشر ربيع الأوّل بالإسكندريّة، وله سبعون سنة.
170- عَبْد الرَّحْمَن بْن العلّامة أبي العِزّ [2] مظفَّر بْن عَبْد الله.
شَرَف الدّين، أبو القاسم الأَنْصَارِيّ، الخزرجيّ، الْمصْرِيّ، المعروف أَبُوهُ بالمقترح [3] .
وُلِدَ بالإسكندريّة سنة سبْعٍ وستّمائة.
وسمع من عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن مجلّي.
وحدَّث. ومات فِي رجب.
171- عَبْد الملك بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحسن.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الشيخ المقرئ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 أ، وعقد الجمان (2) 152، وتاريخ ابن الفرات 7/ 60.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي العزّ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 53 ب، وعقد الجمان (2) 152، وتاريخ ابن الفرات 7/ 60.
[3] وقال البرزالي: «وكان والده.. أحد الأئمّة المعروفين بالعلم والتدريس» .
[4] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 56 أ، وتاريخ الملك الظاهر 143- 146، وذيل مرآة الزمان 3/ 136، 137، ومعجم شيوخ الدمياطيّ 2/ ورقة 66 ب، ومشيخة ابن جماعة 1/ 361- 365 رقم 39، وعيون التواريخ 21/ 87، 88، وتاريخ ابن الفرات 7/ 60، والنجوم الزاهرة 7/ 246، وشذرات الذهب 5/ 344.

(50/157)


العجميّ، زينُ الدّين، أبو المظفَّر العدْل، العاقد بالقاهرة.
ولد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: الافتخار، وثابت بْن مشرّف.
روى عَنْهُ الدّمياطيّ من نظْمه.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة بالقاهرة [1] .
__________
[1] وقال البرزالي: وكان يجلس مع الشهود بالشارع ظاهر القاهرة وهو خال قاضي القضاة كمال الدين ابن الأستاذ قاضي حلب. أجاز لي جميع ما يرويه. روى لنا عنه قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة.
وقال ابن شدّاد: وكان فقيها فاضلا أديبا له شعر رائق ونثر فايق. عمل كتاب ضاهى بها المقامات والخطب النباتية، وله مصنّف كبير في الألغاز والأحاجي من نظمه، وله كتاب على طريقة الصوفية ونمطهم لما ولي مشيخة الشيوخ بحلب، وله مدايح في النبي صلّى الله عليه وسلّم في مجلد واحد. وله مدايح في أصحابه وغيرهم سفر كبير، لا على جهة الرفد، فإنه كان ذا ثروة ومكانة ووجاهة. خلع عليه بطيلسان في سنة أربع وأربعين في الأيام الناصرية بحلب.
جمع بخطّه ما كتب به إليّ تفضّلا لا استرفادا، مجلّدا كاملا، وله في الغزل مجلّد كبير.
فمن شعره في اللّينوفر:
لينوفر خضر يحكي لرامقه ... عند الصباح إذا ما لاح م الورق
نجوم جوّ بدت في الأرض طالعة ... والماء من تحتها ينساب كالشفق
وقال في دمّل أصابت الأمير شهاب الدين موسى بن مجلي بن مروان الهكّاري، وكان من أعيان الأمراء بحلب، في ركبته:
أظنّ دمّل موسى عند رؤيته ... خافته فاجتمعت من عظيم هيبته
وعند ما عاينته عينها سجدت ... وقبّلت شفتاها عين ركبته
وقال في غلام اسمه عيسى:
عادة عيسى في الورى لم تزل ... تعيد من مات لهم حيّا
والآن عيسى في الهوى قاتلي ... وهو الّذي يحيي إذا حيّا
وقال في يوم غيم وثلج وريح شديدة باردة فانكشفت السماء وثبت الثلج على الأرض، وذلك في شهور سنة ثلاث وعشرين وستمائة:
وجه تجلّى منيرا بارزا نضرا ... وكان عنّا بنقب الغيم محتجبا
أظنّ إذ صفّقت فيه الرياح رمى ... به على الأرض من إيقاعه طربا
وقال في غلام في عنقه خال:
العزّ بدر ولكن ليس شامته ... مسلوخة في دجى صدغيه والغسق
وإنّما حبّة القلب التي احترقت ... في حبّه علّقت للظلم في العنق

(50/158)


172- عُثْمَان بْن عَبْد الكريم [1] .
سديدُ الدّين [2] الصَّنْهاجيّ، الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة عن تسعٍ وستّين سنة [3] .
وقد درّس واشتغل وناب فِي قضاء القاهرة [4] .
173- عُثْمَان بْن مُوسَى [5] بْن عَبْد الله.
الفقيه الزّاهد، أبو عَمْرو الإربليُّ، ثُمَّ الآمِديّ. إمام الحنابلة بمكّة.
يروي عن: يعقوب بْن عليّ الحكّاك، ومحمد بْن أبي البركات.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن العطّار.
وكتب إِلَيَّ بالإجازة.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى، وصُلّيّ عليه يوم جمعة بدمشق صلاة الغائب.
وكان من الزّهّاد، رحمه الله تعالى.
__________
[ () ] وقال في غلام في عنقه حرز ذهب:
إشارة حرز عزّ الدين لمّا ... بدا للناظرين من النضار
وترجمه بأنّي سوف أرمي ... قلوب العاشقين بسهم نار
وقال في المعنى:
لا تحسبوا حرز عزّ الدين حين بدا ... في جيدة من لجين صيغ أو ذهب
لكن شهاب وأنّ الحسن أرصده ... لرجم شيطان قلب العاشق الوصب
[1] انظر عن (عثمان بن عبد الكريم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 ب، 56 أ، وتاريخ الملك الظاهر 147، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 208، 209 (5/ 54) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 213، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 114 أ.
[2] في تاريخ الملك الظاهر: «نفيس الدين» و «سديد الدين» .
[3] مولده سنة خمس وستمائة.
[4] وقال البرزالي: «وكان أحد أئمّة الفقهاء المشهورين، موصوفا بمعرفة الحكومات» .
[5] انظر عن (عثمان بن موسى) في: الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 286، 287 رقم 401، والمنهج الأحمد 393، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 80، والمقصد الأرشد، رقم 691، والدرّ المنضّد 1/ 415 رقم 1115، وشذرات الذهب 5/ 343، وذيل مرآة الزمان 3/ 137، 138، وفيه: «عثمان بن عبد الله» .

(50/159)


174- عُثْمَان بْن هبة الله [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مكيّ بْن الْإِمَام أَبِي الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن عَوْف.
أبو الفتح الْقُرَشِيّ، الزُّهْرِيّ، العَوْفيّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ، الشّمّاع.
آخر أصحاب عَبْد الرَّحْمَن بْن موقا بالسَّماع.
وُلِدَ سنة تسعٍ وثمانين وخمسمائة.
وتُوُفِّي فِي سلْخ ربيع الأوّل بالإسكندريّة.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والشّيخ شعبان الإربلِيّ، وَعَلَم الدّين الدّواداريّ، والقاضي سعد الدّين الحارثيّ، وجماعة كبيرة.
وعاش خمسا وثمانين سنة. وكانت جنازته مشهودة [2] .
175- عليّ بْن أَحْمَد [3] بْن العُقيب.
الشَّيْخ نورٌ الدّولة العامريّ، البَعْلَبَكيّ، النَّحْويّ.
أَخَذَ العربيّة عن: ابن معقل الحمصيّ.
وله شِعْرٌ جيّد [4] . وَفِي دين وشرف نفس، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن هبة الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 ب، وفيه: «وكان يسمّى محمدا أيضا» ، والعبر 5/ 302، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والمعين في طبقات المحدّثين 215 رقم 2238، وتذكرة الحفاظ 4/ 1461، 1470، ومعجم شيوخ الدمياطيّ 2/ ورقة 85 أ، ومشيخة ابن جماعة 1/ 384- 387 رقم 44، والنجوم الزاهرة 7/ 250، وحسن المحاضرة 1/ 382، وشذرات الذهب 5/ 343.
[2] وقال البرزالي: «وكان صالحا متيقّظا..، أجاز لي في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين وستمائة بالإسكندرية، وروى لنا عنه الدواداريّ، وغيره» .
[3] انظر عن (علي بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 138- 146 وفيه: «المعروف بابن العقيب» ، وعيون التواريخ 21/ 85، والسلوك ج 1 ق 3/ 625، والجامع لمحمد بامطرف 3/ 66، وتاريخ ابن الفرات 7/ 61، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم المخطوط) ، وبغية الوعاة 2/ 145 رقم 1662.
[4] ومن شعره:
وبركة راق ماؤها فغدا ... أرق من دمع عيني مكتئب
تريك فوارة تفيض بها ... ماء لجين يسيل من ذهب

(50/160)


تُوُفِّيَ ببَعْلَبَكّ فِي ربيع الأوّل [1] .
176- عليّ بْن أنجب [2] بن عُثْمَان بْن عُبَيْد الله.
الشَّيْخ تاجُ الدّين، أبو الْحَسَن، وأبو طَالِب ابن السّاعي [3] البغداديّ، المؤرّخ، خازن كُتُب المستنصريّة.
تُوُفِّيَ فِي رمضان وقد قارب الثّمانين أو جاوزها [4] .
وكان أديبا فاضلا، إخباريّا، عمل تاريخا، وما زال يجمع فِيهِ إلى أن مات.
وعمل تاريخ الشعراء زمانه، وذيّل على «الكامل» لابن الأثير. وله كتاب «غزل الظّرّاف» في مجلّدين أجازه عليه المستنصر باللَّه بمائة دينار.
وله كتاب «التّاريخ المعلّم الأتابكيّ» ، التَمَسَ منه تأليفَه صاحب شهْرَزُور نورُ الدّين أرسلان شاه بْن زنكي بْن أرسلان شاه بْن السّلطان عزّ الدّين مَسْعُود بْن السّلطان قُطْب الدّين مودود بْن زنكي بن آقسُنْقُر التُّركيّ، وَفِي أخبار بيتهم، وأجازه عليه بمائة دينار.
وله كتاب «نُزْهة الأبصار» فِي ختان ابني المستعصم الشّهيد، وما أنفق
__________
[ () ]
صبت إليها العيون حين غدت ... في صعد تارة وفي صبب
كراقص تارة يقوم على ... ساق وطورا يجثو على الركب
[1] وقال البرزالي: ودفن من الغد بمقابر باب نحلة.
[2] انظر عن (علي بن أنجب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 أ، والحوادث الجامعة 185، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 70، 71، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 471، 472، رقم 441، والبداية والنهاية 13/ 270، وشذرات الذهب 5/ 343، وذيل مرآة الزمان 3/ 147، وتذكرة الحفاظ 4/ 1469، وعيون التواريخ 21/ 788 وتاريخ ابن الفرات 7/ 61، وطبقات الحفاظ 509، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 255، 256 رقم 342، وتاريخ علماء بغداد 137، والرسالة المستطرفة 141، وعقد الجمان (2) 152، وشذرات الذهب 5/ 343، 344، وتاريخ الخلفاء 483، ومعجم المؤلفين 7/ 41.
[3] تصحفت في تاريخ الخلفاء إلى «ابن السباعي» .
[4] مولده سنة 593 هـ.

(50/161)


عليهما من الأموال، وتفاصيل ما عُمِل من المآكل والملبوس، وما عُمِل من المدائح، فأُعطي عليه مائة دينار.
وكان إقبال الشّرابيّ ينفّذ إليه بالذَّهَب ويحترمه. وله فِي إقبال مدائح، وَفِي غيره.
ولقد أورد الكازرُونيّ فِي ترجمة ابن السّاعي أسماء التّصانيف الّتي صنّفها، وهي كثيرة جدّا، لعلَّها وِقْر بعير، منها «مشيخته» بالسّماع والإجازة فِي عَشْر مجلَّدات، فروى بالإجازة عن أبي سعد الصّفّار، فأحسبها العامّة.
وعن: عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنة، والكِنْديّ، وابن الأخضر، وأحمد بْن الدّبيقيّ.
وسمع من: أصحاب أبي الوقْت.
وقرأ على ابن النّجّار «تاريخه الكبير لبغداد» ، وقد تكلّم فِيهِ، فاللَّه أعلم. وله أوهام.
قَالَ ابن أنجب: وَفِي رجب سنة أربعٍ وثلاثين وستّمائة، برز إِلَيَّ من البرّ المستنصريّ مائة دينار فِي مقابلة كتاب وسَمْتُهُ بكتاب «الإيناس فِي مناقب خلفاء بني الْعَبَّاس» .
وله كتاب «الحثّ على طلب الولد» ألّفه باسم مجاهد الدّين أَيْبك الدُّوَيدار الصّغير، فقدّمه له يوم عُرْسه على ابْنَة صاحب المَوْصِل لؤلؤ.
وحكى ابن أنجب أنّه اشترى مملوكا بخمسة عشر دينَارًا. قَالَ: ثُمَّ بعْتُهُ بمائة دينار على الأمير بكلك، فوهبه لفتاه سُنْقر شاه، فظهرت منه نهضة تامّة، وكفاة، وكثُرت أمواله، إِلَى أن نقم أستاذُه، وأخذ من أمواله ما قيمته أَزْيد من مائة ألف دينار، فَلَمَّا انتهى أمره إِلَى الدّيوان أحضر من خُوزستان، وكان سُنْقر جاء زعيمها، فساعة وصوله، واسمه أدرج، خلع عليه وأُلحِق بالزُّعماء.
فلم تطُلْ أيّامه حَتَّى تُوُفِّيَ. وكان ينفِّذ إِلَيَّ فِي كلّ سنةٍ بمائة دينار من ابتداء سعادته إِلَى أن مات.

(50/162)


قلت: وله من التّواليف: «تاريخ الوزراء» ، و «تاريخ نساء الخلفاء من الحرائر والإماء» ومنهنّ سمر أمّ أولاد المستعصم الأمراء أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن، ومبارك.
وله مصنَّف فِي «سيرة المستنصر» ، وآخر فِي «سيرة النّاصر» . ومصنَّف فِي «أخبار أَهْل البيت» . وله عدّة تواليف [1] .
وعاش اثنتين وثمانين سنة [2] .
وقد ذكر الظّهير الكازرُونيّ له ترجمة طويلة وأثنى عليه بالدّيانة [3] ، رحمه الله تعالى.
177- عليّ بْن عَبْد الرحيم [4] بن عليّ بْن إِسْحَاق بْن شيث.
أخو كمال الدّين إِبْرَاهِيم [5] . الْقُرَشِيّ، علاءُ الدّين.
وُلِدَ سنة إحدى وستّمائة. وكان الأكبر.
وحدَّث بالقاهرة، أظنّ عن ابن الحرستانيّ.
مات في رجب [6] .
__________
[1] قال صاحب «الحوادث الجامعة» : «آخرها كتاب الزّهّاد» ، وجد عليه بخط الشيخ زكيّ الدين عبد الله بن حبيب الكاتب:
ما زال تاج الدين طول المدى ... من عمره يعنق في السير
في طلب العلم وتدوينه ... وفعله نفع بلا ضير
أملى علي بتصانيفه ... وهذه خاتمة الخير
[2] ومولده في شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله- في «تذكرة الحفاظ» : وما هو من أحلاس الحديث بل عداده في الأخباريّين.
[4] انظر عن (علي بن عبد الرحيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 أ، والطالع السعيد 388 رقم 301، والوافي بالوفيات 21/ 233 رقم 158.
[5] تقدّمت ترجمته في هذه السنة برقم (148) .
[6] وقال البرزالي: «وكان أقام بإسنا مدّة،.. أجاز لي من القاهرة في سنة إحدى وسبعين وستمائة» .

(50/163)


178- عليّ بْن عُمَر [1] بْن عَبْد الْعَزِيز.
الْقُرَشِيّ، كمالُ الدّين، العدل، أخو المعين المحدّث.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي جُمَادَى الأولى.
سمع من: الكِنْديّ، وابن الحَرَسْتانيّ. وحدَّث [2] .
179- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ [3] .
الآمديّ، الرّئيس، موفَّق الدّين الكاتب.
كان متعيّنا لنظر الدّواوين الكبار. وطال عُمُره وتقلّب فِي الخِدَم. ثُمَّ صار إِلَى نظر الكَرَك والشَّوْبَك، ومات هناك فِي ذِي الحجَّة وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة [4] .
وقدِم الشّام هُوَ وأخوه فِي أيّام الملك الكامل.
180- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الله [5] .
الصّاحبُ علاءُ الدّين ابن منتجب الدّين الحلبيّ، وزير صاحب حماة.
وزَرَ إِلَى أن مات فِي الكهولة فِي صفر بحماة [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 52 أ، ب.
[2] وقال البرزالي: «وكان يشهد تحت الساعات. ولي منه إجازة» .
ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله-:
- علي بن أبي غالب بن علي بن غيلان البغدادي الأزجي القطيعي الفرضيّ المعدّل، موفّق الدين، أبو الحسن. ولد سنة 653 هـ. (المنهج الأحمد 393، الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 286، مختصره 80، المقصد الأرشد، رقم 747، الدرّ المنضّد 1/ 415 رقم 1116) .
[3] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 56 ب، وتاريخ الملك الظاهر 146، 147، وذيل مرآة الزمان 3/ 147، وعيون التواريخ 21/ 86، وتاريخ ابن الفرات 7/ 70، والوافي بالوفيات 22/ 96 رقم 44.
[4] مولده ثامن شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
[5] انظر عن (علي بن محمد بن نصر الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 51 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 147، 148، وتاريخ الملك الظاهرة 146، وعيون التواريخ 21/ 86، وتاريخ ابن الفرات 7/ 70، وتالي كتاب وفيات الأعيان 104، والوافي بالوفيات 22/ 152 رقم 96.
[6] مولده سنة ثمان عشرة وستمائة، وقال ابن شدّاد: «وكانت له اليد الطولى في علم الحساب

(50/164)


- حرف الفاء-
181- الفارقاني [1] .
الأمير بدر الدّين [2] .
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة [3] .
- حرف الميم-
182- مُحَمَّد بْن الجمال [4] أبي صالح عَبْد الله بْن أبي أسامة.
الشيخ الضّالّ، مفيد الدّين ابن الأحواضيّ، رأس الشّيعة الغُلاة وقُدوتهم [5] .
مات فِي جُمَادَى الأولى بقرية حَرَاجل [6] بالحاء المهمَلَة من جبل الْجُرْد، وقد قارب الأربعين.
وكان كثير الفنون والفضائل، عُرْيًا من علم الكتاب والسُّنّة. ولكنّه محكم للمنطق والفلسفة ومذهب الأوائل.
__________
[ () ] وأمور الجيش» .
[1] انظر عن (الفارقاني) في: عيون التواريخ 21/ 88، وتاريخ ابن الفرات 7/ 62.
[2] وهو: بدر الدين مروان بن عبد الله الفارقيّ. قال ابن شاكر الكتبي: كان رجلا خيّرا مشغولا بنفسه، وله حرمة وافرة ومكانة عند الأعيان والأكابر.
[3] في عيون التواريخ: وكانت وفاته في شوّال بالقاهرة. وقال الكتبي: وهو والد الشيخ زين الدين الفارقيّ.
[4] انظر عن (محمد بن الجمال) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 52 ب، وتاريخ الملك الظاهرة 139، 140 وفيه: «أحمد بن عبد الله بن عبد الملك بن أبي أسامة الحلبي» ، وذيل مرآة الزمان 3/ 151.
[5] وقال البرزالي: «وأبوه شيخ الشيعة والمقتدى به عندهم» .
[6] حراجل: بقضاء كسروان، بين فاريّا وميروبا بجبل لبنان. وقال ابن شداد: قرية حراجل من جبل لبنان، من أعمال بعلبكّ. ومولده في العاشر من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وستمائة. كان علّامة في علم الأصول وعلم المنطق والعلوم الحكمية، وتصدّر وصنّف.
كان اشتغاله في علم الأصول على والده، وفي علم المنطق على الشيخ شمس الدين خسروشاهي العجمي، والشيخ فخر الدين بن البديع البندهي.

(50/165)


183- مُحَمَّد بْن عَبْد القادر [1] بْن عَبْد الخالق بْن خليل بْن مقلّد.
ويُسَمَّى أيضا: عَبْد الْعَزِيز، العدْلُ، عمادُ الدّين، أبو عَبْد الله بْن الصّائغ الأنصاريّ، الدّمشقيّ أخو قاضي القُضاة عزّ الدّين.
وُلِدَ سنة إحدى عشرة وستّمائة.
وسمع من: ابن الزُّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، وابن صباح، ومُكَرَّم بْن أبي الصَّقْر.
ولازم ابن العَرَبيّ محيي الدّين، وكتب جُملةً من تصانيفه. نسأل الله السّلامة، ولكن ما أظنُّ فهِمَ مَغْزاه.
وقد درّس بالعَذْراويّة. وكان بصيرا بالأدب، بارعا فِي معرفة المساحة والقِسْمة. وكان من شُهُود الخزانة. كتب عَنْهُ جماعةٌ، وأجاز لي مرويّاته [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: المقتفى للبرزالي 1/ ورقة 53 ب، وفيه اسمه «عبد العزيز أو محمد بن عبد القادر» ، ومعجم شيوخ الذهبي 521 رقم 773، وذيل مرآة الزمان 3/ 150، 151، ومشيخة ابن جماعة 2/ 503- 505 رقم 60، والعبر 5/ 344، ودول الإسلام 2/ 186، وتاريخ ابن الوردي 2/ 232، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 31، (8/ 74) ، وطبقات الشافعية الوسطى، ورقة 80 أ، ومرآة الجنان 4/ 199، وعيون التواريخ 21/ 332، والوافي بالوفيات 3/ 270 رقم 1315، والبداية والنهاية 13/ 270، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 49، وذيل التقييد 1/ 161 رقم 277، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 51- 53 رقم 488، والنجوم الزاهرة 3/ 364، والدليل الشافي 2/ 638، وقضاة دمشق لابن طولون 76، وشذرات الذهب 5/ 383، وعقد الجمان (2) 151، والمنهل الصافي 7/ 302 رقم 1446.
[2] وقال البرزالي أيضا: ولي منه إجازة، وروى لنا عنه الدواداريّ، وغيره.
وقال ابن جماعة: أحد العلماء المشهورين، والقضاة المشكورين، نشأ في الاشتغال بالعلم والديانة، والصيانة، إلى أن درّس بالشامية ظاهر دمشق، وأفتى، ثم ولي وكالة بيت المال مدة يسيرة، ثم ولي قضاء القضاة بالشام، وكان مشكور السيرة، حسن السمت، مليح الوجه، ظاهر الوضاءة، كثير التقشّف، عظيم السياسة، كثير الاهتمام بأمر القضاء والأمور المتعلّقة به من أموال اليتامى والصدقات والأسرى وجهات البرّ، مثابرا على النظر في ذلك، وفي أمر الغرباء والفقهاء وأهل الخير، واضعا الصدقات في مواضعها، مقرّبا لأهل الخير والصلاح.

(50/166)


ومات، سامحه الله وغفر له، فِي رجب.
184- مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله [1] بْن جبريل [2] .
الصّدرُ زَيْنُ الدّين الْمصْرِيّ.
شاعر كاتب [3] . وهو القائل:
أيا بديعَ الجمال رقّ لِمَنْ ... ستْرُ هواه عليكَ مَهْتُوكُ
دموعُهُ فِي هَوَاكَ جارِيةٌ ... وقلْبُهُ فِي يديك مملوك [4]
185- مُحَمَّد بْن مَزْيَد [5] بْن مبشّر.
أبو عَبْد الله الخُويّيّ [6] .
صالحٌ خيِّر، له رواية.
توفّي في شوّال [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 151- 153، وتاريخ الملك الظاهر 147- 149، والمختار من تاريخ ابن الجزري 284، وتالي وفيات الأعيان 74، 75، والسلوك ج 1 ق 2/ 624، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 401، والنجوم الزاهرة 7/ 249، وتاريخ ابن الفرات 7/ 62، والوافي بالوفيات 4/ 17 رقم 1472، والمقفّى الكبير 6/ 166 رقم 2634، وعيون التواريخ 21/ 81- 83 وفيه:
«محمد بن عبد الله» .
[2] في ذيل مرآة الزمان: «حزيل» .
[3] وقال البرزالي: وكان كاتبا حسنا وأديبا فاضلا، وهو في عشر الستين.
وقال ابن شدّاد: ومولده سنة خمس وعشرين وستمائة.. اشتغل بعلم الأدب، وكتب في ديوان الإنشاء في الأيام المعزّية والظاهرية، وحصل له في عينيه ألم أوجب انقطاعه، وبقيت الجامكية جارية عليه: وكان يترسّل جيدا وينظم جيدا.
[4] ومن شعره:
إنّما الشكوى إلى الخلق ... هوان ومذلّه
فاترك الخلق وأنزل ... كلّ ما نابك باللَّه
[5] انظر عن (محمد بن مزيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283 وفيه «محمد بن مؤيّد» ، والمقفى الكبير 7/ 231 رقم 3300.
[6] في المختار: «الخوفي» ، والنسبة تصغير خوّ. وخويّ: بلد من أعمال أذربيجان.
[7] وولد بخويّ سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

(50/167)


186- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر.
أبو مَنْصُور بْن النّعّال، عُرِف بابن الكرك.
من شيوخ الحديث ببغداد.
مات، رحمه الله، فِي شوّال.
187- مبارك بْن حامد [1] بن أبي الفَرَج.
تقيُّ الدّين الحدّاد. رأس الرّافضة.
تُوُفِّيَ فِي عَشْر السّبعين، وله صِيت فِي الحِلّة والكوفة.
ومات ببَعْلَبَكّ، رثاه الجمال بْن مُقْبِل بقصيدة أوّلُها:
لو أنّ البكاء يُجْدي على أثر هالِكٍ ... بكينا على الزَّهر [2] التّقيّ مبارك
يرى ودّ آل المصطفى خير مَتْجرٍ ... وإنْ صُدّ عَنْهُ بالظِّبا والنَّيازك [3]
188- محمود بْن عابد [4] بْن حُسَيْن بْن مُحَمَّد.
الشَّيْخ تاجُ الدّين، أبو الثّناء التّميميّ، الصّرخديّ، النّحويّ، الشّاعر المشهور، الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (مبارك بن حامد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 56 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 148- 150، وعيون التواريخ 21/ 86، 87، وشذرات الذهب 5/ 344، وموسوعة علماء المسلمين (القسم المخطوط) .
[2] في ذيل المرآة: «الدهر» ، وفي عيون التواريخ: «الجد» .
[3] ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله-:
- محفوظ بن معتوق بن البزوري عزّ الدين أبو بكر المؤرّخ، مؤلّف ذيل المنتظم لابن الجوزي. مات في صفر. (ذيل التقييد 2/ 277، 278 رقم 1619، تذكرة الحفاظ 4/ 1475، الدليل الشافي 2/ 573، شذرات الذهب 5/ 427) .
[4] انظر عن (محمود بن عابد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 52 أ، وتالي وفيات الأعيان 61 رقم 92، وتاريخ الملك الظاهر 149، 150 وفيه «محمود بن عامد» ، وذيل مرآة الزمان 3/ 154- 161، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والعبر 5/ 302، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والمختار من تاريخ ابن الجزري 284، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 48، وفوات الوفيات 4/ 121، 122، رقم 515، والسلوك ج 1 ق 2/ 624، والنجوم الزاهرة 7/ 249، 250، وبغية الوعاة 2/ 278، وتاريخ ابن الفرات 7/ 63، وشذرات الذهب 5/ 344، والجواهر المضيّة 2/ 158، والبداية والنهاية 13/ 270، وعيون التواريخ 21/ 75- 78، ومرآة الجنان 4/ 173، وفيه «محمود بن عائذ» ، وعقد الجمان (2) 151.

(50/168)


ولد بصرخد في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة [1] . وكان فقيها فاضلا، نحْويًا، بارعا، شاعرا، مُحسِنًا، زاهدا، متعفّفا، خيِّرًا، متواضعا، قانعا، فقيرا، كبير القدر، دَمِث الأخلاق، وافر الحُرمة [2] .
تُوُفِّيَ بالمدرسة النّوريّة فِي ربيع الآخر.
كتب عَنْهُ: الدّمياطيّ، والأمير شمس الدّين مُحَمَّد بْن التّيتيّ، وجمال الدّين ابن الصّابونيّ.
ومن شعره:
لَمعت بين حاجر والمُصَلَّى ... نارُهُم فانجلى الظَّلَامُ وولّى
لا تعيدوا لنا حديثا قديما ... حدّثَتْناهُ عنكُمُ الرّيحُ نقْلا
مُذْ تناءوا فالعَيْنُ تحسدُ القلْبَ ... عليهم وتبعثُ الدَّمع رُسْلا
وهي معذورةٌ على مثل ليلى ... بقتْل المستهام نفسا وأهلا
وله:
خليليّ ما لي لا أرى بان حَاجِر ... يلوح ولا نشْر الخُزام يفوح [3]
يعزّ علينا أنْ تشطّ بنا النَّوَى [4] ... ولي عندكم قلبٌ يذوبُ ورُوحُ
إذا نفحت من جانب الرَّمل نفحةٌ ... وفيها عَرار للغوير وشيح
__________
[1] وقال ابن أبي الوفاء القرشي، على لسان صاحب الترجمة كلاما مفاده أنه ولد سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة. ووقع في ذيل المرآة، والبداية والنهاية، والنجوم أن مولده سنة ثمان وسبعين وخمس مائة. والمثبت يتفق مع فوات الوفيات 4/ 121، وفي تاريخ الملك الظاهر: مولده ليلة النصف من شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة.
[2] وقال ابن شدّاد: وله أشعار رائقة يغنّى بها، مشهورة، وهو نعم الرجل كياسة وبشرا وانقباضا عن الناس، عالي الهمّة، لا يقبل لأحد شيئا، شريف النفس. طلبه ملوك بني أيوب يخدمهم في كتابة الإنشاء فامتنع، وكان مقيما بالمدرسة النورية يفيد الناس، وينفعهم، يقرءون عليه العربية والأدب والفقه وغير ذلك.
[3] في المختار: «يلوح ولا نشر للأراك تفوح» .
[4] في المختار: «يعز علينا أن بسطت النور» .

(50/169)


تذكّرتُكُم [1] والدَّمعُ يستر مُقْلتي ... وقلبي بأسباب البعاد جريحُ [2]
وله:
بدا كقضيب البان والظَّبي إذْ يعطر ... يُرنّح عِطْفَيْه من الظَلْم أسفطُ
له من عبير النَّدّ فِي الخدّ نُقْطةٌ ... ينمّ بها من نبْت عارضه خطُّ
على خصره جال الوشاح كما غدا ... على جيدة من عجبه يمرح القرط
ومن عَجَبٍ أنّ الظّباء إذا رنا ... تغار، وأنّ الُأسْدَ من لحظه تسطُو
إذا ما تجلَّى في غياهِب شَعْرِهِ ... فللبدر من أنوار طلْعته مِرْطُ
خُذا لي أمانا من لحاظٍ جُفْونِهِ ... فَمَا أحدٌ من لحْظه سالما قطُّ [3]
189- محمود بْن عُبَيْد الله [4] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله.
الإِمَام، المفتي، ظهير الدّين، أبو المحامد الزَّنْجانيّ [5] ، الشّافعيّ الصُّوفيّ، الزّاهد.
__________
[1] في المختار: «تذكرتم» .
[2] الأبيات في: ذيل مرآة الزمان 3/ 159، والمختار، وعيون التواريخ 21/ 77، 78.
[3] ومن نظمه:
آيات سحرك من لحاظك تنزل ... ما إنّ لها نسخ ولا تتبدّل
أنت النبيّ بها وطرفك لحظه ... في فترة منه لدمعي مرسل
ويظلّ يهدي من جبينك صبحه ... ويضلّ من صدغيك ليل أليل
ودليل سحرك أن ليلي ما له ... سحر وصلّ للذؤابة مذهل
إن كنت أهديت الرقاد ولم تزر ... بخلا فطيفك بالزيارة مبخل
يا قلب كم أرسلت قلبك رائدا ... حتى غدا للبدر فيك المنزل
دع من يلومك في معاطف ذابل ... بل كيف يذبل من يلومك يذبل
فلقد أجنّ الصّدغ عارض خدّه ... فهما عليه مقيّد ومسلسل
[4] انظر عن (محمود بن عبيد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 ب، 55 أ، والعبر 5/ 303، وذيل مرآة الزمان 3/ 161، 162، وطبقات الشافعية للإسنويّ 12/ 16 وفيه «محمود بن عبد الله» ، وعيون التواريخ 21/ 78، 79، وتاريخ ابن الفرات 7/ 63، وشذرات الذهب 5/ 344 وفيه: «ظهير الدين أبو الثناء محمود بن عابد» وهو خلط مع الّذي قبله، وتذكرة الحفاظ 4/ 1470، ومرآة الجنان 4/ 174 وفيه «محمود بن عبد الله» .
[5] تحرّفت النسبة إلى «الريحاني» في مرآة الجنان.

(50/170)


ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة ظنًّا [1] .
وسمع: الإِمَام شهابَ الدّين السُّهْرَوَرْديّ وصِحبَه مدّة، وعبد السّلام الدّاهريّ، وأبا المعالي صاعد بْن عليّ الواعظ، والمحدّث أَبَا المُعَمَّر بدلا التّبريزيّ.
وكان فقيها، إماما، صالحا، زاهدا، كبير الشّأن. اشتغل عليه جماعة.
وروى عَنْهُ: أبو الحسن ابن العطّار، وأبو الفداء ابن الخبّاز، وأبو عَبْد الله إمام الكلّاسة الخطيب، وجماعة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته. وكان إماما بالتَّقَوِيّة، وأكثر نهاره ومَبِيته بالسُّمَيْساطيّة.
حدَّث بكتاب «العوارف» [2] عن المصنّف.
ومات فِي رمضان رحمه الله تعالى.
190- مَسْعُود بْن عَبْد الله بْن عُمَر.
الْجُويْنيّ. ويُسمَّى الخضِر [3] ، وقد مرّ.
191- مُوسَى بْن عِيسَى بْن نجاد بْن عِيسَى.
أبو عِمران الْمَوْصِلِيّ، الفقيه، الصّالح، خطيب بيت لِهيا.
روى عن: ابن اللّتّيّ، وجعفر الهَمْدانيّ.
روى عنه: ابن العطّار.
ومات في عشر الثّمانين.
__________
[1] وقال البرزالي: «مولده في ليلة السبت الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بزنجان» .
[2] أي كتاب «عوارف المعارف» .
[3] تقدّم برقم (157) .

(50/171)


- حرف النون-
192- نَصْر اللَّه بْن أَحْمَد [1] بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد.
بهاء الدّين ابن سيده العدل.
روى عن: ابن الزُّبَيْديّ، والإرِبليّ، وابن اللّتّيّ، وجعفر الهَمْدانيّ.
وعاش اثنتين وخمسين سنة [2] . وهو والد صاحبنا شرف الدّين أحمد [3] .
__________
[1] انظر عن (نصر الله بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 ب.
[2] وقال البرزالي: مولده في نصف شهر رمضان سنة خمس عشرة وستمائة، وكان يشهد تحت الساعات ... ولي منه إجازة.
[3] معجم شيوخ الذهبي 81- 83 رقم 98، توفي سنة 730 هـ.
وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله-:
- «أبو الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن أحمد بن أبي جعفر بن حواري التنوخي الدمشقيّ الحنفي. ورد صحبة والده صغيرا، ثم ورد إربل في صفر من سنة سبع وعشرين وستمائة لسماع الحديث ببغداد وغيرها حين استتمّ عذاره. سألته عن مولده، فقال: سنة ست وستمائة بدمشق.
أنشدني لنفسه في ثامن صفر:
سألتكم باللَّه من مرّ منكم ... على جلّق يقرا السلام على أصحابي
ويخه برهم شوقي ووجدي وغربتي ... وإني كثير الاشتياق إلى أحبابي
فإن هجروني لم أكن هاجرا لهم ... وإن هم نسوني كان ذكرهم دأبي
سلام عليهم لا تغيّر حسنهم ... ولا زالت الأرواح تخبرهم ما بي
(تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 454 رقم 330) .
- وناصر بن حسنا المغربي النحويّ، الشاعر المشهور، الفقيه، الأجلّ، العالم، ناصر الدين.
توفي في شهر رمضان. وكان له من العمر نيّف وسبعون سنة.
أخذ النحو عن الأستاذ أبي علي الشلوبيني، وعن ابن منصور مصنّف «المقرّب» ، وغيرهما.
وسمع الحديث على جماعة بالغرب ومكة والشام.
فمن شعره:
أمن المسك عذار رقما ... لم في خدّيه لما نمنما
أم من الخزّ بدت زيبرة ... تشبه الرّيحان لما حمحما
أم دبيب النمل قد أوحى له ... فوق ذاك الخدّ عن شهد اللّما

(50/172)


- حرف الياء-
193- يحيى بن أبي بكر [1] بن عمر.
السّلاويّ. صالح، زاهد، خيّر، مقرئ، معروف.
توفّي بدمشق في رمضان، رحمه الله، عن سبْعٍ وثمانين سنة [2] .
وكان إمام الزّلّاقة.
194- يوسف بْنُ مُحَمَّدِ [3] بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَلي.
أبو المفاخر القُرَشيّ، المغيريّ [4] .
تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة.
195- يحيى بْن إِسْمَاعِيل [5] بْن جَهْبَل.
محيي الدّين الحلبيّ، الشّافعيّ.
مات فِي ربيع الآخر. حدّث عن ابن الصّلاح.
__________
[ () ]
بل عليه لأمة من زرد ... قد غدا الوهم بها متّهما
كلّما كرّ عليه ناظري ... أرسلت عيناه منها أسهما
ظبي أنس قد رعي قلبي ولم ... يرع ودّي وأضاع الذّمما
وأنا الظالم إذ حكّمته ... وجعلت الخصم في الحكما
(تاريخ الملك الظاهر 150، 151) .
[1] انظر عن (يحيى بن أبي بكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 54 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283.
[2] مولده سنة سبع وثمانين وخمسمائة بمدينة سلا.
[3] انظر عن (يوسف بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 ب، وتاريخ الملك الظاهر 151، 152، وذيل التقييد 2/ 328 رقم 1727.
[4] في تاريخ الملك الظاهر: وهو المقرئ المعروف بابن عثمان القرشي المخزومي. ومولده في مستهلّ شعبان بالقاهرة سنة اثنتي عشرة وستمائة.
[5] انظر عن (يحيى بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 52 أوفيه: «يحيى بن إسماعيل بن طاهر بن فضل الله بن جهبل» .

(50/173)


الكنى
196- أبو بَكْر بْن إِبْرَاهِيم [1] .
الخِلاطيّ. إمام مغارة الدّم. إنسانٌ مبارَك.
197- أبو بَكْر بْن عليّ [2] بْن أبي بَكْر.
تقيُّ الدّين الصُّوفيّ.
من قُدماء الصُّوفيّة بالسَّمَيْساطيّة.
سمع من: تاج الدّين بْن حمّوَيْه شيخ الشّيوخ. وحدَّث.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة.
198- أبو بَكْر بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن هلال.
قُطْبُ الدّين. روى «الأربعين البُلدانيّة» لابن عساكر.
سمع منه: ابن عبد الكافي.
ومات فِي رمضان، رحمه الله تعالى.
199- أبو الْحَسَن بْن عَبْد العظيم [4] بْن أبي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل.
المحدّث، العالم، مكين الدّين ابن الحصْنيّ، الْمصْرِيّ.
وُلِدَ بمصر فِي أحد الجمادين سنة ستّمائة.
وسمع الكثير من الْجَمّ الغفير. وكتب وتعب، وحصّل وفهِم، وأكثر عن أصحاب السِّلَفيّ.
ذكره الشّريف عزّ الدّين فقال: تُوُفِّيَ فِي تاسع عشر رجب.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 أ.
[2] انظر عن (أبي بكر بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 53 أ.
[3] انظر عن (أبي بكر بن علي بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 55 أ.
[4] انظر عن (أبي الحسن بن عبد العظيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 53 ب، 54 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، 367، والعبر 5/ 302، والمعين في طبقات المحدّثين 215 رقم 2239، وتذكرة الحفاظ 4/ 1470، والنجوم الزاهرة 7/ 250، وشذرات الذهب 5/ 343.

(50/174)


وقال: كتبت عَنْهُ، ولم يزل يسمع ويُفيد وتقرأ عليه الطَّلَبة ويقرأ لهم إِلَى حين وفاته، وكان حَسَن القراءة، فاضلا، متميّزا، ثقة، جميل السّيرة.
وسمعتُ منه ورافقتُه مدّةُ، وسمعت بقراءته جُملة من الكُتُب الكبار والأجزاء المنثورة. وكان حَسَن الأخلاق، مأمون الصُّحْبة، كثير الإفادة. وقد سمّاه بعض الطَّلَبة: ثابتا، وبعضُهم: عَلِيًّا.
قلت: وله ولدان حَيّان شُهْدَة، ومحمد قد حدّثا.
مات محمد قديما، وشهدة سنة إحدى وعشرين فِي المحرَّم.
200- أبو القاسم بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن.
الكلائيّ، ابن العُصيْفر.
روى عن: ابن الحَرَسْتانيّ.
وفيها وُلِدَ، فخر الدين محمد بن مُحَمَّد بن محمد بن عبد القادر بْن الصّائغ، وعلاء الدّين عليّ بْن أبي بَكْر بْن يوسف بْن خضِر الحرّائيّ، وتقيّ الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المحسّن بْن عُمَر الواسطيّ، الشّافعيّ، المحدّث فِي ذي الحجّة، وجمال الدّين دَاوُد بْن أبي الفرج الدّمشقيّ، الصُّوفيّ، الطّبيب، وعزُّ الدّين عَبْد المؤمن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العجميّ، الحلبيّ، الزّاهد، صاحب الخطّ المنسوب، وبرهان الدّين إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الزُّرَعيّ، الشّافعيّ، رحمه الله.
وجمال الدّين إِبْرَاهِيم بْن نصر الله بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد الله بْن جماعة الحمويّ، رحمه الله، وشهاب الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المهذَّب كاتب الحُكْم، وهمّام بْن منبّه الصُّمَيْديّ.

(50/175)


سنة خمس وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
201- أَحْمَد بْن تمّام [1] بْن حسّان.
الحاجّ الصّالح، أبو الْعَبَّاس التّلّي، الصَّحراويّ. والد الشَّيْخ الزّاهد.
كان يضمن البساتين ويستغلّها.
روى عن: الشَّيْخ الموفَّق، وغيره.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الأولى بالصّالحيّة.
سمع: القزوينيّ.
202- أَحْمَد بْن عَبْد السّلام [2] بْن المطهّر بْن أبي سَعْد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن أَبِي عَصْرُون.
الرّئيس، العالِم، القاضي، قُطْبُ الدّين، أبو المعالي بْن أبي مُحَمَّد التّميميّ، الحلبيّ، الشّافعيّ.
ولد في رجب سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وختم القرآن فِي أواخر سنة تسعٍ وتسعين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن تمّام) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 ب.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد السلام) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 ب، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 85 ب، وتاريخ الملك الظاهر 201، 202، وذيل مرآة الزمان 3/ 190، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والعبر 5/ 305، وذيل التقييد 1/ 158، 159 رقم 269 وفيه «محمد» ، والوافي بالوفيات 7/ 60 رقم 2995، والدليل الشافي 2/ 637، وشذرات الذهب 5/ 345، ومرآة الجنان 4/ 174، والسلوك ج 1 ق 2/ 634، وعقد الجمان (2) 172، والمنهل الصافي 1/ 337 رقم 185، وتاريخ ابن الفرات 7/ 70، والنجوم الزاهرة 7/ 257.

(50/176)


وأجاز له: عَبْد المنعم بْن كُلَيب، وأبو الفرج بْن الجوزيّ، والمبارك بْن المعطوش، وجماعة من العراق، وأبو [طاهر الخُشُوعيّ] [1] من دمشق.
وسمع من: عمر بن طبرزد، وأبي اليمن الكِنْديّ، وعبد الجليل بْن مندوَيْه، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب، وغيرهم.
وتفقَّه مدّة، ولم يبرع فِي الفِقْه، لكنْ له محفوظات وبيت وجلالة، فدرّس بالأمينيّة والعصرونيّة بدمشق. وطال عُمُرُه، وعَلَتْ رواياتُه، وأكثَرَ عَنْهُ الطَّلَبة.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن تَيْميّة، وابن العطّار، وابن الخبّاز، والدّواداريّ، وجماعة.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة. وقد أجاز لي جميع مَرْوِيّاته، وهو من أكبر شيوخي، واسمه فِي إجازة ابن عَبْدان المؤرّخة بالمحرّم سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وأجاز ابن كُلَيْب له بخطّه فِي المحرَّم سنة ستٍّ [2] .
203- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بَكْر.
المحدّث، المُتْقِن، شَرَفُ الدّين، أبو الْعَبَّاس الْمَوْصِلِيّ، النّاسخ، نزيل دمشق.
وُلِدَ سنة اثنتين وستمائة.
وسمع من: أبي عبد الله بن الزّبيديّ، وجماعة.
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من: معجم شيوخ الذهبي 50، 51 رقم 52.
[2] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في حرف الألف:
- السيد أحمد البدوي، وهو أبو العباس أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْنِ أبي بكر القرشي. ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة. وعرف بالبدوي لملازمته اللثام. (بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 335، 336) و (شذرات الذهب 5/ 345- 347) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 أ، والبداية والنهاية 13/ 272، وعقد الجمان (2) 169.

(50/177)


وصحب أَبَا عَمْرو بْن الصّلاح مدّة، وكتب الكثير بخطّه.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وعَلَم الدّين الدّواداريّ، وجماعة.
وتُوُفِّي فِي رجب بالأشرفيّة.
204- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ميكال [1] .
الأمير، الأديب، العلّامة، شهاب الدّين الرَّبَعيّ، الكَركَيّ.
له تصانيف ونظْم ونثْر، ويد طُولى فِي العربيّة. مِن أعيان الْجُنْد.
205- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [2] بْن أبي المفاخر.
الَأزَجيّ.
سمع: ابن رُوزَبَة، والقَطِيعيّ، وابن اللّتّيّ.
روى عَنْهُ بالإجازة شرف الدّين ابن الكازرُونيّ.
مات فِي المحرَّم.
206- إِبْرَاهِيم بْن سعد الله [3] بْن جماعة بْن عليّ بْن جماعة بْن خازم بْن صخر.
الزّاهد العابد، أبو إِسْحَاق الكِنانيّ، الحمويّ شيخ البيانيّة بحماة.
كان صالحا، خيّرا، كثير الذِّكرْ، دائم المراقبة، سَلَفيّ المعتقد.
ولد بحماة سنة ستّ وتسعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن ميكال) في: الوافي بالوفيات 8/ 135 رقم 3555، والمنهل الصافي 2/ 187 رقم 305، والدليل الشافي 1/ 87 رقم 304.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 57 أ.
[3] انظر عن (إبراهيم بن سعد الله) في: مشيخة ابن جماعة 1/ 95- 107 رقم 1، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 187- 190، والوافي بالوفيات 5/ 353، رقم 2429، وعيون التواريخ 21/ 128، والبداية والنهاية 13/ 273، وطبقات الشافعية الكبرى 18/ 115، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 53، وعقد الجمان (2) 170، والمنهل الصافي 1/ 64 رقم 27، والنجوم الزاهرة 7/ 251، وتاريخ ابن سباط 1/ 445، وتاريخ ابن الفرات 7/ 69، والدليل الشافي 1/ 21 رقم 27، والأنس الجليل 2/ 494، وعيون التواريخ 21/ 128، 129، وعقد الجمان (2) 170، وتاريخ الخلفاء 483.

(50/178)


وسمع من: المفتي أبي مَنْصُور بن عساكر، وغيره.
روى عَنْهُ ولده قاضي القُضاة بدْر الدّين أبو عَبْد الله، وخرج فِي أيّامه من حماة وودَّع أصحابه وقال: أذهبُ فأموت بالبيت المقدس، فسار وزار، وأدركه الأجَل كما أنطق الله به لسانه فِي بُكرة يوم عيد النّحر بالقدس الشّريف [1] ، فرحِمه الله تعالى ورضي عنه.
__________
[1] وقال ابن جماعة: كان كثير التهجّد، ملازما للاشتغال بالحديث، مواظبا على صيام ثلاثة أيام من الأسبوع، الإثنين والخميس والجمعة، وكتب بخطّه «جامع الأصول» لابن الأثير مرّات، وكان يرويه عن الشيخ ابن أبي الدم، قرأه عليه بسماعه من مصنّفه، وكان عارفا بعلم أهل الطريق، حسن الكلام فيه، حلو المذاكرة بصيرا بذلك، إذا شرع فيه يفتح عليه، وإذا سمع الحاضرون كلامه يحصل لهم التواجد والبكاء والخشوع والرقّة، وكان شيخ الجماعة المنتسبين إلى الشيخ أبي البيان رضي الله عنه، أقام هو وأخوه مدّة في المشيخة، فلما توفي أخوه في شعبان سنة خمسين وستمائة، انفرد هو بذلك إلى حين وفاته، وكان يقصده الناس ويلبسون منه الخرقة، ويتبرّكون به، وكان يذكّر في ثلاث ليال من السنة، ليلة المولد الشريف النبوي، وليلة المعراج وليلة النصف من شعبان، بجامع حماة يذكر في كل ليلة ما يتعلّق بها، ويجتمع عنده خلق كثير، ويقصد من البلاد والقرى لسماع مجلسه وحضوره، وربّما كثر الناس: بحيث يجلسون على سطح الجامع، ولما رأى كثرة الناس نصب كرسيّه على المنارة الشمالية، فكان يجلس عليه ليسمع الناس، وكان الحاضرون يكثرون البكاء والتواجد لسماع كلامه، وكان يقرأ الحديث النبويّ بالجامع على منبر صغير في أيام الجمع قبل الصلاة، لم يزل كذلك إلى آخر عمره.
وكان معظّما مبجّلا محبّبا إلى جميع الناس الخاصّة والعامّة، كثير الذكر إذا تكلّم في باب من العلم أتى بأشياء حسنة وفوائد جليلة في معنى ذلك من الكتاب والسّنّة وكلام السلف، يظهر على كلامه التأييد من الله تعالى، ولكلامه وقع وتأثير في قلوب السامعين لا يملّ جليسه من مجالسته لحلاوة لفظه وعذوبة كلامه وحسن منطقه.
وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في من اسمه «إبراهيم» .
- إبراهيم بن محمد بن علي الربّاني المالكي، المعروف بالبوشي، القاضي برهان الدين.
توفي يوم الإثنين الحادي عشر من شهر شعبان، ودفن بتربة المولى الصاحب بها الدين علي بن محمد، ومولده في شهر رمضان المعظم سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، قرأ الفقه على جماعة منهم الفقيه. جلال الدين بن شاس المالكي، والفقيه أبو المنصور الكبير، والفقيه جمال الدين بن رشيق، والفقيه العالم تقيّ الدين المقترح، وسمع الحديث على جماعة من أصحاب السلفي وابن المقدسي وغيرهم. وولي عقود الأنكحة والفروض بالديار المصرية في أيام القاضي شرف الدين بن عين الدولة، واستمر في أيام القاضي بدر الدين

(50/179)


207- إِبْرَاهِيم بْن مهلهل [1] .
نبيهُ الدّين [2] الأجهُوريّ، الْمصْرِيّ.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم بالقرافة [3] .
208- أَسَدُ بْن الْمُبَارَك [4] بْن الأثير.
أبو أسامة الْمصْرِيّ، الدّلّال.
تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة، وهو والد شمس الدّين حُسَيْن، وبهاء الدّين سُلَيْمَان. وهما باقيان فِي وقتنا سنة أربع عشرة. ورويا «جزء ابن عَرَفَة» .
ومنهم من كنّاه: أَبَا الفوارس.
روى عن: ابن المقيّر، وغيره.
209- إِسْمَاعِيل بْن عُمَر [5] .
الأمير شُجاعُ الدّين الطُّوريّ، المبارز. متولّي قلعة دمشق.
كان ديِّنًا، علّامة، وافر الحُرْمة عند السّلطان، له آثار حَسَنة فِي عمارة أبرجة القلعة.
__________
[ () ] أبي المحاسن يوسف السنجاري، في سنة تسع وثلاثين وستمائة. ولم يزل مستمرّ المباشرة إلى أن ولي قضاء ثغر الإسكندرية المحروس في أوائل سنة أربع وسبعين وستمائة، ووصل إلى مصر وانقطع في بيته بمصر، إلى أن توفي.
(تاريخ الملك الظاهر 200، 201) و (المقفى الكبير 1/ 315 رقم 372) و (عقد الجمان (2) 173.
[1] انظر عن (إبراهيم بن مهلهل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 57 ب، وتاريخ الملك الظاهر 209 وفيه اسمه: «محمد» وقيل: أبو إسحاق إبراهيم بن مهلهل بن صارم بن شدّاد الفزاري» .
[2] في تاريخ الملك الظاهر: «نسيب الدين» .
[3] وصفه ابن شداد بالفقيه الأجلّ العالم، المحدّث، الأديب، المؤرّخ. مولده سنة خمس وستمائة. كان أحد المحدّثين بدار الحديث الكاملية بين القصرين، وكان رجلا فاضلا.
[4] انظر عن (أسد بن المبارك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 290.
[5] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 291، والوافي بالوفيات 9/ 182 رقم 4089، والمنهل الصافي 2/ 413 رقم 442، والدليل الشافي 1/ 126 رقم 441.

(50/180)


تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى.
210- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد [2] .
الفقيه أبو الطّاهر المغربيّ، القَيْروانيّ، المالكيّ.
تُوُفِّيَ بمصر فِي شعبان. وكان من أعيان المالكيّة وأئمّة المذهب.
درّس بمدرسة الصّاحب بْن شُكْر.
وقيل: مات فِي رمضان [3] .
لَقَبُه: وجيهُ الدّين.
211- أيدكِين الصّالحيّ [4] الأمير علاءُ الدّين الخزْنَدَار، نائب قوص.
بَطَلٌ شجاع مشهور، من كبار الأمراء المصريّين، ضابط لأعماله، له غزوٌ ونكاية في النّوبة. وخلّف أمولا عظيمة.
ومات فِي ذي القعدة. وكان من مماليك الصّالح نجم الدّين أيّوب.
وأمّا أيدكين الصّالحيّ الَّذِي ناب فِي صفد فمنسوبٌ إِلَى الصّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل بْن العادل، وسيأتي.
- حرف الباء-
212- بُريد بْن مَنْصُور [5] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 ب، وتاريخ الملك الظاهر 202، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289.
[2] ذكر أنه كان يعدّ من أجداده أحد عشر محمدا بن محمد متواليا.
[3] ورّخه فيه ابن شدّاد. وقال: وسئل عن مولده فقال: لا أعلم.
[4] انظر عن (أيدكين الصالحي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 أ، وتاريخ الملك الظاهر 203 وفيه اسمه «آيدغدي» ، والوافي بالوفيات 9/ 490 رقم 4453، والمنهل الصافي 3/ 154، 155 رقم 592، والدليل الشافي 1/ 165، وذيل مرآة الزمان 3/ 190.
[5] انظر عن (بريد بن منصور) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 أ.

(50/181)


الحَوْرانيّ، الفقيه، خطيب قلعة جَوْبر.
وُلِدَ سنة ستّمائة. وحدّث بالدّارميّ، عن ابن اللّتّيّ.
روى عنه: ابن الخبّاز، وغيره.
ومات فِي شعبان.
213- بكتمر [1] .
الأمير سيفُ الدّين النّجيبيّ.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي ربيع الآخر، وهو:
- بلبان [2] ، الأمير سيف الدّين المعظَّميّ.
214- بهاء الدّين التِّرمِذيّ.
الحنفيّ، قاضي حصن الأكراد.
مات فِي ربيع الآخر.
- حرف الثاء-
215- ثامر بْن سعد [3] .
المُرّيّ، خادم الشَّيْخ عُثْمَان.
تُوُفِّيَ بالمِزّة. وقد روى وكتب في الإجازات [4] .
__________
[1] انظر (بلبان) .
[2] انظر عن (بلبان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 أوفيه وفاته يوم الإثنين ثامن عشر شعبان.
[3] انظر عن (ثامر بن سعد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 ب وفيه «ثامر بن سعد الله بن رزق الله بن سعد» .
[4] وقال البرزالي: أجاز لنا على يد ابن الخباز.
وفي «تالي وفيات الأعيان» «للصقاعي» : محيي الدين ثامر الفقيه المعروف بالنواوي:
المشهور بالفضل والزهد، حضر بدار العدل وحدّث السلطان بسبب الحوطة على البساتين مرارا وتكلّم ونذر وحنق منه، وما رجع. وتوفي بنوى عند أبيه في سنة ست وسبعين وستمائة. (61 رقم 93) فيحتمل أنه هو أو غيره.

(50/182)


- حرف الجيم-
216-[جَعْفَر] [1] بْن مُحَمَّد [2] بْن عليّ.
الصّاحب بدر الدّين، أبو الفضل الآمِديّ. أخو موفّق الدّين.
ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة بحصن كيفا. وكان من بيت حشمة وكتابة. قدِم هُوَ وأخوه الشّام فِي الدّولة الكامليّة فعُرفا بالبراعة فِي الكتابة الدّيوانيّة والأمانة فِي التّصرُّف.
وولي نَظَرَ الشّام بدر الدّين [3] ، وكان حَسَن البِشْر، ليّن الكلمة، يُضرب به المُثَل فِي الأمانة.
تُوُفِّيَ فِي شوّال بدمشق. ومع هَذَا فَنَظُر الدّواوين وظيفةُ مكسٍ [4] ، نسأل الله العفو.
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 ب، والاستدراك منه، ومن تالي وفيات الأعيان 61- 64 رقم 94، وتاريخ الملك الظاهر 203، وذيل مرآة الزمان 3/ 190، وعيون التواريخ 21/ 112، وتاريخ ابن الفرات 7/ 70، والوافي بالوفيات 11/ 150 رقم 235.
[3] في سنة ست وستين وستمائة.
[4] وقال الصقاعي: «وكان معلوم النظر أولا في الشهر ألف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين درهما وثلث وعشر غرائر، فجعلوه نكاية في حق نجم الدين بن اللبودي، مباشر النظر، في الشهر أربعمائة درهم وأربع غرائر ونصف، فاستمر ذلك لبدر الدين المذكور مع عدم الموجود، ولم يشك قلّة المعلوم إلى أحد. (تالي وفيات الأعيان 61، 62) .
وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في وفيات حرف «الخاء» :
- خالد بن عبد الرحمن بن موفّق الدين معدّ بن البوري. نسبه متّصل بعمر بن عبد العزيز الأموي القرشي- رضي الله عنه- القاضي قطب الدين.
توفي يوم الأربعاء سلخ ذي القعدة، وكان عمره إذ ذاك تسعة وستين سنة، ومولده بدمياط.
ولي النظر بثغر دمياط مدة عشر سنين، ثم نقل إلى نظر الشرقية والشمور. ثم ولي نظر الرباع والأحكام بمصر والقاهرة المحروستين، ولم يزل مستمرّا إلى أن توفي.

(50/183)


وقد ولي نَظَر الدّواوين بدمشق بدْر الدّين الأميريّ، رئيس آخر تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وثمانين كما سيأتي. ذكرت ذلك ليُعرف أنّهما اثنان.
- حرف الحاء-
217- حسن بْن عتيق بْن رمْليّ.
العدلُ، نبيهُ الدّين الأَنْصَارِيّ، الإسكندريّ.
سمع كتاب «الشّفا» من ابن جُبَيْر.
مات فِي شوّال عن ثلاثٍ وتسعين سنة بالثَّغر.
- حرف الراء-
218- رمضان بْن حُسَيْن [1] بْن خطْلج [2] .
الحنفيّ، العلّامة، صائنُ الدّين التُّركيّ [3] .
مدرّس السّيوفيّة بالقاهرة.
حدَّث بمصر عن: يوسف بْن خليل.
روى عَنْهُ: الأمير علم الدّين الدّواداريّ.
ومات بالقاهرة فِي شعبان [4] .
__________
[1] انظر عن (رمضان بن حسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 أ، والجواهر المضيّة 2/ 204، 205، رقم 593، والطبقات السنية، رقم 884، وتاريخ الملك الظاهر 204.
[2] في الجواهر المضية: «قطلغ أبه» .
[3] كنيته: أبو الخير، السّرماري.
[4] مولده سنة أربع عشرة وستمائة بسرماري.
ومما يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في حرف الراء:
- رضوان الفارقاني الأصل والمولد، المصريّ الدار. توفي في الحادي والعشرين من شهر رجب الفرد شهيدا، وسبب موته أنه كان مقيما بالرصد ظاهر مصر منقطعا به متزهدا، وكان يصحبه ويتردد إليه رجل يقال له يوسف بن أخي البدر النحس، فحصل بينهما شنئان فحقد عليه الشخص المذكور باطنا. ولم يره شيئا من ذلك، وتردّد على حاله إلى تلك الليلة المتوفى بها، أحضر طعاما قد جعل فيه البنج، فلما أكله غاب عن الحسّ، فخنقه وقضى عليه، وخنق ولده ورمى به في بيت الماء وفيه روح، فافتقدوه، فسمعوا صوت الصغير في بيت الماء، فأصعدوه. فقال لهم صورة الحال. وعاش، ومات والده. (تاريخ الملك

(50/184)


219- ريَحان الطّواشيّ [1] .
عزيزُ الدّولة الخاتونيّ، الأشرفيّ، الأقطعَانيّ، النُّوبيّ الجنْس.
حدَّث عن: ابن اللّتّيّ.
ومات فِي رمضان. روى جزء بِيبي [2] .
- حرف السين-
220- ستُّ العرب [3] بِنْت عَبْد المجيد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن عَبْد الرحمن.
أخت الصّدر عون الدّين سليمان ابن العجميّ، والدة الصّاحب مجد الدّين عَبْد الرَّحْمَن ابن الصّاحب كمال الدّين ابن العديم، وأخواته.
رَوَت عن الرُّكن الحنفيّ هِيَ وبناتها.
وتُوُفِّيت فِي ربيع الآخر بدمشق. ولها إجازات من أبي الفتوح البكريّ، وابن ملاعب، وجماعة.
خرّج لها جزءا عَنْهُم ابن الظّاهريّ، فحدّثت به هِيَ وابنُها، فسمع التّقيّ عُبَيْد، وبدر الدّين ابن الجوهريّ، والشّريف عزّ الدّين.
221- سُلَيْمَان بن دَاوُد [4] بن عمر ابن خطيب بيت الآبار.
فخر الدّين الكاتب، أخو شيخنا الشَّرَف مُحَمَّد [5] .
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة وستّمائة.
__________
[ () ] الظاهر 204) .
[1] انظر عن (ريحان الطواشي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 ب.
[2] وقال البرزالي: سمع منه ابن جعوان، ولي منه إجازة.
[3] انظر عن (ست العرب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 58 أ، ب، والوافي بالوفيات 15/ 119 رقم 173.
[4] انظر عن (سليمان بن داود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 57 ب، 58 أ، وتاريخ الملك الظاهر 203.
[5] معجم الشيوخ للذهبي 493، 494 رقم 726، المعين في طبقات المحدّثين 230 رقم الدرر الكامنة 4/ 57.

(50/185)


وروى عن: ابن اللّتّيّ، وغيره [1] .
مات فِي صفر.
222- سُلَيْمَان بْن سلمان [2] بْن مُحَمَّد.
الدّمشقيّ.
كتب فِي الإجازات. وعاش ثلاثا وثمانين سنة [3] .
223- سُمُّ الموت [4] .
الأمير الكبير عزّ الدّين إيغان [5] الرُّكْنيّ، ثُمَّ الظّاهريّ.
وقيل: اسمُه ولادمر بْن عَبْد الله، مَوْلَى الأمير رُكن الدّين بَيْبَرس، الَّذِي كسر الفرنج بغزّة.
كان أحد الموصوفين بالشّجاعة والإقدام. وله الكلمة النّافذة والرُّتْبة العالية. ثُمَّ غضب عليه السّلطان، ورماه فِي الْجُبّ إِلَى أن مات فِي جُمَادَى الآخر بقلعة الجبل.
- حرف الشين-
224- شرف الدّين الأردويليّ [6] .
__________
[1] وقال البرزالي: سمع من جدّه الخطيب عمر في سنة سبع عشرة وستمائة. وكان يعاني الخدم في جهات الكتابة، ويشهد على القضاة.
[2] انظر عن (سليمان بن سلمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 ب.
[3] وقال البرزالي: ومولده سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. أجاز لنا على يد ابن الخبّاز، ونسبه: بالقرشي التدمري.
[4] انظر عن (سمّ الموت) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 ب، وتاريخ الملك الظاهر 219، وذيل مرآة الزمان 3/ 230، والمختار من تاريخ ابن الجزري 292، والسلوك ج 1 ق 2/ 633، وتاريخ ابن الفرات 7/ 70، والمختصر في أخبار البشر 4/ 7، وعيون التواريخ 21/ 127، 128، والوافي بالوفيات 10/ 24 رقم 4465، والمنهل الصافي 3/ 187، 188 رقم 612، والدليل الشافي 1/ 171، والدرّة الزكية 107، 112، 160، 163، 172.
[5] ويكتب أيضا: «يغان» .
[6] انظر عن (شرف الدين الأردويلي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 57 أ.

(50/186)


الصّوفيّ، زاهد جليل، من كبار أهل السُّمَيْساطيّة.
قَالَ قُطْبُ الدّين: صاحب خلوات ومجاهدات، وتربية للمريدين.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم وقد جاوز السّبعين.
- حرف الطاء-
225- طاهر.
الملك عزّ الدّين، نائب خراسان.
مات في هذا العام ورَثَتْه الشُّعراء، وعُمِل له عزاء حفِل ببغداد، رحمه الله تعالى.
- حرف العين-
226- عَبْد الله بن المحدّث مجد الدّين [1] أحمد ابن الحُلوانية.
شمس الدّين أبو سعد.
سمع صاحبنا شمس الدّين مُحَمَّد بْن السّرّاج.
تُوُفِّيَ فِي رجب ولم يتكهَّل، بل مات شابّا رحمه الله تعالى [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مجد الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 أ.
[2] وقال البرزالي: وكان شابّا طلب الحديث، وكتب الطباق، وسمع الكثير، ووقف أجزاءه، ومرض مرضة طويلة.
وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- فيمن اسمه «عبد الله» :
- عبد الله بن الفقيه زكيّ الدين أبي الفتح نصر بن ظافر بن هلال المعروف بابن الفقيه نصر، عماد الدين. توفي في الليلة المسفرة عن صباح الأحد سلخ جمادى الأولى، ودفن بالقرافة الكبرى، وكان عمره نيّفا وسبعين سنة. كان رجلا عاقلا ديّنا كثير المروءة صالحا، وكان تاجرا من المتردّدين إلى اليمن وغيرها من البلاد (تاريخ الملك الظاهر 204) .
- عبد الله بن نضر بن سعيد بن أبي الفخر المعروف بالهزيع القوصيّ الأصل، المصريّ الدار، النحويّ المشهور، المحدّث، القاضي رشيد الدين، توفي يوم الجمعة سلخ ربيع الأول. ومولده بقوص في غرّة المحرّم سنة ستمائة. (الطالع السعيد 282، 283، تاريخ الملك الظاهر 210) .

(50/187)


227- عبد الله ابن العلّامة اللُّغويّ أبي عَمْرو عُثْمَان بْن دحْية.
المغربيّ.
وُلِدَ سنة أربع عشرة.
وحدّث عن أَبِيهِ وغيره بالمَوْصِل.
228- عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بن مُوسَى.
المقدسيّ.
فُقد هُوَ وجماعة بدرب الحجاز الشّاميّ. وكأنه حدَّث عن ابن اللّتّيّ، وغيره.
وسماعُهُ حضورٌ [1] .
229- عُثْمَان بن سليمان [2] بن رمضان بن أبي الكرم.
أبو عَمْرو، رشيد الدّين الثّعلبيّ، الْمصْرِيّ، ويُعرف بالرّشيد بُصَيْلَة.
ويوصف بالصّلاح والزُّهد [3] .
حدَّث بمصر ودمشق، وعاش بضعا وثمانين سنة.
__________
[1] ومما يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في وفيات حرف العين:
- عبد العزيز بن أبي القاسم عبد الله بن الفضل الهاشمي العباسي الحلبي المعروف بابن ملكة. توفي في 15 من ذي القعدة بدمشق. ومولده سنة 613 بحلب. وكان حنفيّ المذهب، اشتغل بالفقه، وكان عدلا من عدول القاضي كمال الدين قاضي قضاة حلب:
وكان ملازما للخير والفقه والنزاهة كثير الرئاسة. (تاريخ الملك الظاهر 204، 205) .
[2] انظر عن (عثمان بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 ب، وتاريخ الملك الظاهر 205 وفيه: «عثمان بن رمضان بن أبي الكرم بن إبراهيم بن عبد الخالق» ولم يذكر اسم أبيه «سليمان» ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289 وفيه «عثمان بن سلمان» .
[3] وقال ابن شدّاد: وكان يحفظ القرآن حفظا جيدا، وصحب الشيخ علي الحريري وجماعة من المشايخ، وكان زاهدا عابدا كثير الورع، ومن جملة زهده أنه لم ينكح يوما قط.
ويستدرك على المؤلف- رحمه الله-:
- عثمان بن حسن المعروف بابن دحية، كمال الدين- توفي في شهر جمادى الآخرة قريبا من قوص. سمع الحديث على جماعة، وكتب بخطه الكثير، وكان رجلا عاقلا محدّثا، وحصّل أشياء حسنة ورواها وحدّث بها. (تاريخ الملك الظاهر 205، 206) .

(50/188)


تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة.
سمع من الحكيم أبي الْحَسَن بْن هُبَل بالمَوْصِل. وهو عمّ شيخنا أبي الْحَسَن علي بْن القيّم المعمَّر.
سمع منه: الضّياء الزّرزاريّ، وابنه، والمكيَن الحصنيّ، والتّقيّ عُبَيْد، وشرف الدّين المَقْدِسيّ، وأخوه محيي الدّين.
230- عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سوار.
الصّنهاجيّ، الشَّيْخ زين الدّين البُوصِيريّ، المحدّث.
سمع فأكثر عن أصحاب السِّلَفيّ، وكتب الكثير.
مات راجعا فِي طريق الحجّ فِي عَشْر السّبعين.
231- عليّ بْن محمود [1] بن عليّ.
القاضي، الإِمَام، شمسُ الدّين أبو الْحَسَن الشهْرَزُوريّ، الكرديّ، الشّافيّ، مدرّس القَيْمُريّة وأبو مدرّسها الصّلاح وجدّ مدرّسها القاضي شمس الدّين عليّ.
شيخ، فقيه، إمام، عارف بالمذهب، موصوف بجودة النَّقْل، حَسَن الدّيانة، قويّ النّفسْ، ذو هَيْبةٍ ووقار.
بنى الأمير ناصر الدّين القَيْمُريّ مدرسة بالحريمين، وفوَّض تدريسَها إليه وإلى أولي الأهليّة من ذريّته.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمود) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 192، 193، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 أ، وتاريخ الملك الظاهر 206، 207، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283 (في وفيات سنة 674 هـ.) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 300، 301، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 120، و 2/ 357، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 181 ب، والبداية والنهاية 13/ 272، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 472، 473 رقم 442، وعقد الجمان (2) 170، والوافي بالوفيات 21/ 185 رقم 130، والأعلاق الخطيرة 2/ 245، وتالي كتاب وفيات الأعيان 103، وذيل مرآة الزمان 3/ 192، والنجوم الزاهرة 7/ 257، والدارس 1/ 442.

(50/189)


وقد ناب فِي القضاء عن القاضي شمس الدّين ابن خَلِّكان، وتكلَّم بدار العدل بحضرة الملك الظّاهر عند ما احتاط على الغُوطة، وقال: الماء والكلأ والمرعى للَّه لا يُملَك، وكلّ من بيده ملْك فهو لَهُ. فَبُهِت السّلطان لكلامه، وانفصل الموعد على هَذَا المعنى [1] .
وقد سمع القاضي شمس الدّين ببغداد من جماعة مع ابن العديم، ولم يَرْوِ.
وتُوُفِّي فِي شوّال [2] ، رحمه الله، بالقَيْمُرّية [3] .
232- عُمَر بْن أسعد [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن كنفيّ [5] .
الهَمْدانيّ، الزّاهد، العابد، أخو الزّاهد مُحَمَّد.
مقرئ صالح، يلقّن بحلقة الحنابلة، ويخيط، ويتصدّق بأجرته.
وله وِرْدٌ، وتهجُّد وصيام، وفيه مروءة، وقضاء للحاجة وإغاثة للملهوف.
روى عن: أبي إِسْحَاق الكاشغريّ، وأبي المجد القزوينيّ.
روى لنا عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العطار، وغيره.
ومات بالمدرسة الجوْزية فِي ذي القعدة.
__________
[1] المختار من تاريخ ابن الجزري 283 (سنة 674 هـ.)
[2] ومولده بشهرزور سنة خمس وستمائة.
[3] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله-:
- علي بن عمر بن شبل الصنهاجي المعروف باليغموري. توفي في العشرين من ربيع الأول بالقاهرة، وقد نيّف على الخمسين سنة. كان في مبدإ عمره جنديا مع الأمير جمال الدين موسى بن يغمور، فلما توفي تزهّد واشتغل بعلم الحديث وسماعه، واقتنى كتبا كثيرة.
(تاريخ الملك الظاهر 207) .
[4] انظر عن (عمر بن أسعد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 1 د ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 193، والمختار من تاريخ ابن الجزري 291، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 308، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 70، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 473 رقم 443.
[5] في ذيل المرآة: «ليفي» .

(50/190)


233- عُمَر بْن أَحْمَد [1] بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن سعد.
الإِمَام العدْل الكبير، عزّ الدّين، أبو حَفْص المَقْدِسيّ، الحنبليّ، كاتب الحُكم.
سَمِعَ من: الشَّيْخ الموفَّق، وموسى بْن عَبْد القادر، وابن أبي لقمة، وابن الزّبيديّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والطَّلَبة.
وقد روى «الثّلاثيات» بجمّاعيل فِي سنة خمسٍ وستّين، فسمعها منه:
الخطيب أيّوب بْن يوسف، وأولاده يوسف، وعليّ، وعبد الله، وطائفة من الصِّغار بجامع القرية.
وكان بارعا فِي كتابة الشّروط.
تُوُفِّيَ فِي رمضان [2] ، رحمه الله.
234- عُمَر بْن مُحَمَّد [3] بْن الحسن ابن الحَافِظ الكبير أَبِي الْقَاسِم بْن عساكر.
أبو حَفْص.
يروي عن: ابن اللّتّيّ، وغيره.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة.
235- عِيسَى بْن عُبَيْد [4] .
الدّمشقيّ. شيخ معمّر.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل. وكان يذكر أنّ مولده سنة أربعٍ وستّين
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 ب.
[2] ومولده في رابع عشر شهر رمضان سنة إحدى عشرة وستمائة.
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 ب، 60 أ.
[4] انظر عن (عيسى بن عبيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 58 أ، والبداية والنهاية 13/ 273، وعقد الجمان (2) 169.

(50/191)


وخمسمائة. فإنْ صَدَقَ فقد فاته السّماع من أبي الفهم عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي العجائز، والحافظ أبي القاسم بْن عساكر.
- حرف الفاء-
236- فريدون [1] .
شهاب الدّين الدّمشقيّ [2] .
- حرف الميم-
237- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [3] بْن عَبْد السّخيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله.
العدّلُ، شَرَف الدّين، أبو عَبْد الله العُمريّ، الْمَوْصِلِيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.
وُلِدَ سنة إحدى وستّمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن الحرستانيّ، وأبي اليمن الكنديّ، وداود ابن ملاعب.
وحدَّث: وشهد مدّة، وأَمَّ بمسجد الزَّيْنبيّ بداخل باب توما.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وجماعة.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة.
238- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [4] بْن أبي المحاسن بْن رسلان.
__________
[1] انظر عن (فريدون) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 أوفيه: «شهاب الدين ابن فريدون» .
[2] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في حرفي الفاء والقاف:
- فرج ابن الملك المفضل قطب الدين موسى بن الناصر صلاح الدين يوسف بْن أيّوب- تُوُفّي يوم الثلاثاء 27 ذي الحجة.
- الفضل بن محمد بن يحيى بن عقل البهنسي القاضي. ولد سنة 604 وتوفي في مستهلّ جمادى الآخرة ببلبيس.
- قيران الفخري الأمير شرف الدين. توفي بحلب في شهر جمادى الآخرة.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 أو 59 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 197.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 57 أ، وتاريخ الملك الظاهر 209، 210، وذيل مرآة الزمان 3/ 193، 194.

(50/192)


الشَّيْخ شمس الدّين الدّمشقيّ، الطّبيب، المعروف بالكُلّيّ، لاشتغاله «بالكُليّات» فِي الطّبّ. كان حاذقا بالطّبّ، بصيرا بالعلاج، له معرفة جيّدة بالتّاريخ.
روى عن: أبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ وغيره.
وتُوُفِّي بالقاهرة فِي المحرَّم وله ثمانون سنة [1] .
قَالَ ابن أبي أُصَيْبعة: كان والده أندلُسِيًّا فقدِم دمشق وبها تُوُفِّيَ. ونشأ ولدُه هَذَا فقرأ الطّبّ على شيخنا مهذَّب الدّين عَبْد الرحيم، يعني الدّخوار، ولازَمه حقّ الملازمة، حَتَّى إنّه حفظ الكتاب الأوّل من القانون، وهو «الكُلّيات» جميعها حفظا متقَنًا، واستقصى فهم معانيه، وقرأ كثيرا من الكتب العمليّة، وباشر الصّناعة. وهو جيّد الفهم لا يُخلي وقْتًا من الاشتغال.
وقد خدم بالطّبّ الملك الأشرف مُوسَى، ثُمَّ خدم بمارستان نور الدّين.
وقد ذكر صاحب «تاريخ مصر» الكُلّيَّ، وأنّه سمع من ابن الحَرَسْتانيّ، وداود بن ملاعب، وعبد الجليل بْن منْدُوَيْه، وأبي القاسم العطّار.
ثُمَّ روى عَنْهُ أوّل حديث في «معجم ابن جميع» [2] .
__________
[1] مولده بدمشق سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
[2] أول حديث في «معجم الشيوخ» لابن جميع الصيداوي، هو: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد، ببغداد، حدّثنا حميد بن الربيع، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، وأبو معاوية الضرير، ومحمد بن عبيد، وشجاع بن الوليد، واللفظ ليحيى، قالوا: حدّثنا الأعمش، حدّثنا زيد بن وهب، حدّثنا عبد الله بن مسعود، قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصادق المصدوق: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يوما، ثم يكون مثل ذلك علقة، ثم يكون مثل ذلك مضغة، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، فيؤمر بأربع كلمات، فيكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّا أو سعيدا» . وأخبرنا محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا حميد بن الربيع، قال: حدّثنا أبو صالح، هو كاتب اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عن عمرو بن زامل، عن سليمان الكاهلي، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو الصادق المصدوق. فذكر نحوه.
(معجم الشيوخ لابن جميع- بتحقيقنا- طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، طبعة أولى

(50/193)


239- مُحَمَّد بْن بدْر [1] بْن مُحَمَّد بْن يعيش.
أبو عَبْد الله الْجَزَريّ النّسّاج. رَجُل صالح من أَهْل جبل قاسيون.
حدَّث عن: عُمَر بْن طَبَرْزَد، والشّيخ أبي عُمَر.
وروى عَنْهُ: القاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، والدّمياطيّ، والنّجم بْن الخبّاز، والشّمس بْن الزّرّاد، وغيرهم.
وتُوُفِّي فِي ثامن عشر شعبان [2] .
240- مُحَمَّد بْن سَعِيد [3] بْن مُحَمَّد بْن هشام بْن الْجَنّان.
الشَّيْخ فخر الدّين، أبو الْوَلِيد الكتّانيّ، الشّاطبيّ، الحنفيّ.
وُلِدَ سنة خمس عشرة وستّمائة بشاطِبة [4] . وقدم الشّامَ، وصحِب الصّاحب كمال الدّين ابن العديم وولده، فاجتذبوه بالإحسان، وصار حنفيّا.
وقد درّس بالإقباليّة [5] ، وكان أديبا فاضلا، وشاعرا مُحسِنًا. وكان مُخالِطًا للأكابر، حسن العِشْرة والمُزَاح. وهو القائل:
للَّه قومٌ يعشقون ذوي اللِّحَى ... لا يسألون عن السّواد المقبل
وبمُهجتي نفرٌ وإنّي منهم ... جبلوا على حبّ الطّراز الأوّل [6]
__________
[1405] هـ. / 1985 م. وطبعة ثانية 1407 هـ. / 1987 ك. ص 59- 61) .
[1] انظر عن (محمد بن بدر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 أ، ب.
[2] وقال البرزالي: وكان رجلا مباركا، ولي منه إجازة، وروى لنا عنه قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي.
[3] انظر عن (محمد بن سعيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 58 ب، وتاريخ الملك الظاهر 211، 212، وذيل مرآة الزمان 3/ 197- 203، وفوات الوفيات 2/ 321، وعيون التواريخ 21/ 112- 117، والوافي بالوفيات 1/ 175، والسلوك ج 1 ق 3/ 634، ونفح الطيب 1/ 321، وتاريخ ابن الفرات 7/ 73.
[4] شاطبة: مدينة في شرقيّ الأندلس شرقي قرطبة، وهي مدينة قديمة كبيرة، مشهورة بعمل الكاغد الجيّد.
[5] الإقبالية: تقع داخل باب الفرج وباب الفراديس شمالي الجامع الأموي بدمشق. أنشأها إقبال خادم نور الدين زنكي سنة 573 هـ. (الدارس 1/ 158، 159، خطط الشام 6/ 75) .
[6] ومن نظمه:

(50/194)


وقع فِي النّهر ببستان ابن الصّائغ فغرق فِي ربيع الآخر، تجاوز الله عَنْهُ.
241- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [1] .
الطّحّان، شمسُ الدّين الدّمشقيّ. رَجُل صالح، خيّر، متموِّل، كثير الصّدقات.
تُوُفّي فِي ذي القعدة [2] .
242- مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حفّاظ.
الصَّدرُ بدر الدّين السُّلَميّ، الدّمشقيّ، الحنفيّ، المعروف بابن الفويرة.
__________
[ () ]
دارت على الشرب أفلاك من الطرب ... والكاس قطب عليه أنجم الحبب
والروض يهدي لنا من زهره أرجا ... يحيي المسرّة من بعد ومن كثب
والقضب ترقص والأنداء ناثرة ... من فوقها دررا من صنعة السحب
والنهر يخفق والأطيار صادحة ... ولم يبرحا مذ تولّى الليل في صخب
قم فاسقنيها وجيش الليل منهزم ... والصبح أعلامه محمرّة العذب
والسّحب قد نثرت في الأرض لؤلؤها ... فضمه الشمس في ثوب من الذهب
قابل بها مثيلها من كفّ ذي هيف ... بالغنج مكتحل بالراح مختضب
بدر أطال سرارا في الحجاب فقد ... جاءت عليك به مزرورة الحجب
كم من رقيب حماني عن مطالعة ... والآن ليس عليه عين مرتقب
من لازم الصبر لم يخفق له طلب ... وأمكنته لياليه من الأرب
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 290 وفيه قال ابن الجزري: وهو جدّ إخوتي لأمّهم.
[2] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله-:
- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الغني قاضي دمياط. شرف الدين، أبو عبد الله. توفي ليلة الجمعة سابع شهر رمضان المعظم. (تاريخ الملك الظاهر 213) و (المقفّى الكبير 6/ 35 رقم 2426) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 أ، وتاريخ الملك الظاهر 211، وذيل مرآة الزمان 3/ 203- 206، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والمختار من تاريخ ابن الجزري 290، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 50، والسلوك ج 1 ق 2/ 634، والنجوم الزاهرة 7/ 253، 254، وتاريخ ابن الفرات 7/ 74، وشذرات الذهب 5/ 347، 348، والعبر 5/ 306، والبداية والنهاية 13/ 273، والوافي بالوفيات 3/ 235، 236 رقم 1246، وعيون التواريخ 21/ 117، 118، وعقد الجمان (2) 171، 172، والجواهر المضية 2/ 78، وفوات الوفيات 2/ 276.

(50/195)


تفقَّه على الصّدر سُلَيْمَان، وبرَع فِي المذهب، وأفتى، ودرّس، وناظرَ، وولي غير مدرسة. وأخذ العربيّة عن الشّيخ جمال الدّين ابن مالك. ونظر فِي الُأصول. وقال الشِّعْر الفائق.
وكان ذا مُرُوءة ودِين وبِرّ ومعروف ومكارم.
وهو والد المولى جمال الدّين. فَمَنْ شِعره:
عاينتُ [1] حَبَّة خالِهِ ... فِي روِضةُ من جلّنار
فغدا فؤادي طائرا ... فاصطاده شرك العذار [2]
وله:
وشاعر يسحرني طرفه ... ورقّة الألفاظ من شعره
أنشدني نظْمًا بديعا فَمَا ... أحسنَ ذاك النَّظْم من ثغرهِ [3]
تُوُفِّيَ الإِمَام بدْر الدّين فِي جُمَادَى الأولى. وقد حدَّث عن العَلَم السّخاويّ، وغيره.
وعنه الدّمياطيّ فِي «معجمه» .
243- مُحَمَّد بْن عبد الوهّاب [4] بن منصور.
__________
[1] في المختار «عانيت» .
[2] في المختار «الفذار» . والبيتان في: ذيل مرآة الزمان، ودرّة الأسلاك، وعيون التواريخ، والوافي 3/ 236، وتاريخ ابن الفرات 7/ 74.
[3] البيتان في: ذيل مرآة الزمان 3/ 204، 205، وتاريخ الملك الظاهر 211، وعيون التواريخ 21/ 118، وتاريخ ابن الفرات 7/ 74، والوافي بالوفيات 3/ 235.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 58 ب، 59 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والعبر 5/ 306، والمنهج الأحمد 393، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 287- 289 رقم 403، ومختصره 80، والمقصد الأرشد، رقم 998، والدرّ المنضّد 1/ 415، 416 رقم 1117، والوافي بالوفيات 4/ 75 رقم 1533، والمقفّى الكبير 6/ 161، 162 قم 2630، والدليل الشافي 651 رقم 2239، وشذرات الذهب 5/ 348، وعيون التواريخ 21/ 119، 120، وذيل مرآة الزمان 3/ 206- 208 والبداية والنهاية 13/ 273، 274 والسلوك ج 1 ق 3/ 634، والنجوم الزاهرة 7/ 254، وتاريخ ابن الفرات

(50/196)


العلّامة شمسُ الدّين أبو عَبْد الله الحرّانيّ، الحنبليّ.
كان شيخا إماما بارعا، أُصُوليًّا، من كبار الأئمّة فِي الفِقْه والُأصول والخلاف.
تفقَّه على القاضي نجم الدّين بْن راجح الحنبليّ، ثمّ الشّافعيّ، والشّيخ مجد الدّين ابن تَيْميّة وناظَرَه مرّات.
وقدِم دمشق فقرأ الُأصُول والعربيّة على الشَّيْخ عَلَم الدّين القاسم.
ودخل الدِّيار المصريّة،. ولازم دروس الشَّيْخ عزّ الدّين بْن عَبْد السّلام.
وناب فِي القضاء عن تاج الدّين ابن بِنْت الأعزّ، فَلَمَّا جُعلت القُضاة أربعة ناب فِي القضاء عن الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بْن العماد.
ثُمَّ قدم دمشق، وانتصب للإشغال والإفادة.
تفقّه عليه: شمس الدّين مُحَمَّد بْن الفخر، وشمس الدّين بْن أبي الفتح، ومجد الدّين إِسْمَاعِيل.
وكانت له حلقة للتّدريس والفتوى.
وكان حسن العبارة، طويل النَّفَسَ فِي البحث. وأعاد بالْجَوزِيّة مدّة.
وناب فِي إمامة محراب الحنابلة مدّة. ثُمَّ ابُتلي بالفالج، وبَطَل شقّه الأيسر، وثقُل لسانُه، حَتَّى كان لا يُفصح، ولا يُفهم منه إلّا اليسير، فبقي على ذلك أربعة أشهر ومات.
وكان من أذكياء النّاس.
روى عن: ابن اللّتّيّ، والموفَّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف، وجماعة.
ومات فِي عَشْر السّبعين.
روى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح، وابن العطار.
ومن شِعره:
__________
[7] / 74، وعقد الجمان (2) 172، وفوات الوفيات 2/ 297.

(50/197)


طار قلبي [1] يوم ساروا فَرَقا ... وسواءٌ فاضَ دمعي أوْ رقا [2]
جار فِي سقَمي من بُعْدهم ... كلُّ من فِي الحيّ داوى أو رقى [3]
بعدهم لا ظلّ وادي الُمْنَحَنا [4] ... وكذا بان الحمى لا أورقا [5]
وكان يحضر حلقة شمس الدّين ابن عَبْد الوهّاب جماعة من المذاهب، وكان يُقرِئ قصيدة ابن الفارض التّائيّة الملقَّبة بنظم السّلوك، ويشرحها، فيبكي بكاء كثيرا.
وكان رقيق القلب، صحِب الفقراء مدّة، وقد ترجمه صاحبُه شمسُ الدّين ابن أبي الفتح بهذا وأكثر.
وحدَّثني ابن تَيْميّة شيخُنا، عن ناصر الدّين إمام النّاصرية، أنّه كان يحضر فِي حلقة ابن عَبْد الوهّاب، فرآه يشرح فِي «التّائيّة» لابن الفارض، قَالَ:
فَلَمَّا رُحتْ أخذني ما قدّم وما حدّث، وانحرجت وقلت: لُأنكِرنّ غدا عليه، وأحُطّ على هَذَا الكلام.
قَالَ: فَلَمَّا حضرتُ وسمعتُ الشّرح لَذَّ لي وحلا، فَلَمَّا رحتُ فكّرت فِي الكلام الَّذِي شرحه، وَفِي الأبيات، فثارت نفسي، وعزمتُ على الإنكار، فَلَمَّا حضرتُ لذَّ لي أيضا واستغرقني. أصابني ذلك مرّتين أو ثلاثا.
__________
[1] في عيون التواريخ 21/ 120 «طار نومي» .
[2] الصواب: «رقى» .
[3] في الأصل: «أو رقا» .
[4] هكذا في الأصل. والصواب: «المنحنى» .
[5] ومن شعره:
أيّها المعرض عنّي ... جعلت روحي فداكا
كان لي صبر ولكن ... أحسن الله عزاكا
فيه، لا بل في إن دام ... - وحاشاك! - جفاكا
وقوله:
أليس من العجائب فرط شوقي ... إلى من ليس يبرح في فؤادي
وتطلبه مدى الأيام عيني ... القريحة وهو منها في السواد

(50/198)


قلت: ما أملح ما مثل به شيخنا إِبْرَاهِيم الرّقّيّ كلام ابن العربيّ وابن الفارض، قال: مثله مثل عسل أذيف فيه سُمّ، فيستعمله الشّخص، ويستلذّ بالعسل وحلاوته، ولا يشعر بالسُّمّ فيسري فِيهِ وهو لا يشعر، ولا يزال حَتَّى يُهلكه.
تُوُفِّيَ الشَّيْخ شمس الدّين ليلة الجمعة سادس جُمَادَى الأولى، وصُلّيَ عليه بجامع دمشق بعد الصّلاة، وصلَّى عليه خارج البلد الشّيخ زين الدّين ابن المُنَجّا، ودُفِن بمقابر باب الصّغير، رحمه الله.
وما كان الرّجل يدري أيش هُوَ الاتحاد، ولا يعرف مَحَطَّ هَؤُلَاء، وهذا الظّنّ به وبكثيرٍ من أتباعهم.
244- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي القاسم.
العدْلُ بدر الدّين العدويّ ابن السّكاكريّ، الشُّرُوطيّ.
كان عدلا كبيرا، صَدُوقًا، مُتَحَرِيًّا، خبيرا بعقد الوثائق والسِّجِلّات، وفيه دِين ومُرُوءة، وحُسْن عِشْرة وبسْط ونوادر.
سمع من الشَّيْخ الموفَّق «مُسْنَد الشّافعيّ» وعاش ثمانين سنة أو دونها [2] .
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
ومات فِي ربيع الآخر بدمشق.
245- مُحَمَّد بن عبيد الله [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 158، وذيل مرآة الزمان 3/ 207، وعيون التواريخ 21/ 120، وتاريخ ابن الفرات 7/ 75.
[2] مولده بدمشق سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: عيون التواريخ 21/ 107- 112، والوافي بالوفيات 2/ 97 و 4/ 25 (ترجم له في موضعين) ، وتاريخ ابن الفرات 7/ 72.

(50/199)


الواعظ، الأديب، خطيب جامع السّلطان ببغداد، شمس الدّين الكوفيّ، الهاشميّ، الشّاعر، مدرّس البششة.
مات في الكهولة [1] . له نظم كثير جيّد [2] ، منه مَرْثيّة بغداد.
246- مُحَمَّد بْن عليّ [3] بْن أبي الطّاهر بْن مقلّد.
الشَّيْخ مُعِين الدّين الْجَزَريّ، التّاجر، السّفّار، من أعيان التّجّار.
عاش تسعين سنة. وذكر ولده أَحْمَد أنّ أباه دخل إلى ثلاثمائة بلد للتّجارة، ثُمَّ سكن دمشق.
وتُوُفِّي يوم الأضحى.
247- مُحَمَّد بْن عليّ بْن حُسَيْن [4] .
الفقيه، أبو الفضل البدْلِيسيّ، الأخلاطيّ [5] .
تُوُفِّيَ فِي رمضان بدمشق [6] .
248- مُحَمَّد بْن عِوَضَة [7] بْن عليّ بْن عوضة.
__________
[1] مولده في سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
[2] ذكر منه ابن شاكر الكتبي كثيرا.
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 290، والمقفى الكبير 6/ 30 رقم 2763.
[4] انظر عن (محمد بن علي بن حسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 60 ب، وتاريخ الملك الظاهر 213، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 32 (8/ 80 رقم 1087) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 504 رقم 462، وحسن المحاضرة 1/ 417، وتاريخ ابن الفرات 7/ 97، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 7 رقم 451، والمقفى الكبير 6/ 263، 264 رقم 2733، وعقد الجمان (2) 173، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 86 ب.
[5] كنيته: نجيب الدين.
[6] وقال ولده إن عمره كان إحدى وثمانين سنة كان معيدا بالمدرسة المسرورية بالقاهرة.
صنّف على التنبيه كتابا في مجلّدين ذكر فيه الصحيح من القولين في جميع المسائل التي فيه، وبيّن اختلاف الفقهاء في الصحيح من القولين والوجهين، وتقدّمت له ولايات ونيابات في المقس والشارع. (تاريخ الملك الظاهر) .
[7] انظر عن (محمد بن عوضة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 57 أ، ب، وتالي وفيات

(50/200)


الشَّيْخ عماد الدّين العُرْضيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.
جليل، متميّز، نبيل، يرجع إِلَى فضل وديانة وقضاء حوائج النّاس.
تُوُفِّيَ ببستانه بالمِزَّة فِي منتصف المحرَّم [1] ، ودُفِن بجبل قاسيون، وشيّعه طائفة من الأعيان.
وكان للأمراء فِيهِ حُسْن ظَنّ [2] .
249- مُحَمَّد بْن مشكور [3] .
شرف الدّين الْمصْرِيّ، ناظر الجيوش بالدّيار المصريّة، وصهر الوزير بهاء الدّين ابن حِنّا.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى عن خمس وستّين سنة [4] ، 250- مُحَمَّد بْن يحيى [5] بْن عَبْد الواحد بن عمر بن يحيى.
__________
[ () ] الأعيان 150 رقم 244، وتاريخ الملك الظاهر 208، 209، وذيل مرآة الزمان 3/ 208 وفيه: «عوض» ، وكذا في: فوات الوفيات 2/ 546، وعيون التواريخ 21/ 120، 121، والبداية والنهاية 13/ 272، والمثبت يتفق مع: النجوم الزاهرة 7/ 255، وتاريخ ابن الفرات 7/ 75، وشذرات الذهب 5/ 349.
[1] مولده سنة تسع وستمائة.
[2] وقال الصقاعي: كان متعيّنا من الأعيان بدمشق وصار له صورة في الدول، ومشيخة، وفيه ظرف وودّ وبشاشة ومكارمة. وأقام بالمزّة ببستانه مستمرا ويركب بعض الأوقات في التهاني والتعازي إلى أربابها باطنا وظاهرا. وقيل إنه يعرف غسل الآزورد فيكتسب منه نفقته.
[3] انظر عن (محمد بن مشكور) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 59 أ، وتاريخ الملك الظاهر 211، وذيل مرآة الزمان 3/ 208، 209.
[4] ومولده في سنة عشر وستمائة. (المقتفي) وسنة ست عشرة وستمائة. (تاريخ الملك الظاهر) وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في حرف الميم:
- محمد بن مؤمّل بن شجاع بن شاور السعدي، شرف الدين، وزير الدولة العزيزية المعروف بابن كامل، توفي يوم الأربعاء ثاني عشر شهر رمضان المعظم. (تاريخ الملك الظاهر 213) .
[5] انظر عن (محمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 63 أ، ب، وتاريخ الملك الظاهر 188- 200، وذيل مرآة الزمان 3/ 209- 212، ودول الإسلام 2/ 176، والعبر 5/ 306، ومرآة الجنان 4/ 274، 175، والسلوك ج 1 ق 2/ 634، 635، وعقد الجمان (2) 173، والوافي بالوفيات 21/ 202- 204، رقم 2264، وشذرات الذهب 5/ 349.

(50/201)


الأمير أبو عَبْد الله ابن الأمير أبي زكريّا الهَنْتانيّ، البربريّ، الموحّديّ، صاحب تونُس، وأجَلُّ ملوك المغرب فِي زمانه.
كان جَدّه الشَّيْخ عُمَر الهنتانيّ من العَشَرة خواصّ ابن تومرت. وولي أبو زكريّا المُلْك مُدّةً، ومات فِي سنة سبْعٍ وأربعين وستّمائة. وكان قد عهد إِلَى ولده أبي عَبْد الله هَذَا. فذكر الشَّيْخ قُطْبُ الدّين أنّ ابن شدّاد نقل فِي «سيرة الملك الظّاهر» أنّ الأمير أَبَا عَبْد الله كان ملكا مدبّرا، عالي الهمّة، شجاعا، سائسا، متحيّلا على بلوغ مقاصده، مقتحما للأخطار، كريما، جوادا، ذا عزْمٍ بالعمارات واللّذّات، تُزَفّ إليه كلّ ليلة جارية.
وكان وليّ عهد أَبِيهِ، واتّفق موت أَبِيهِ وهو غائب عن تونس، يعني أَبَا عَبْد الله، فساق إليها على بغْلٍ فِي خمسة أيّام، ومات البغل، وأسرع خوفا من عمَّيْه، ثُمَّ لمّا تمكّن قُتِلَ عمّيه، وأنفق فِي العرب الأموال واستخدمهم، وأباد جماعة من الخوارج عليه، وظفر بجماعةٍ من أعيانهم وسجنهم، ثُمَّ أهلكهم ببناء قُبّةٍ عمل أساسَها من ملح، وحبسهم بها، ثُمَّ أرسل الماء على أساسها، فانردمت عليهم.
وكانت أسلحة الجيش كلّها فِي خزائنه، فإذا وقع أمرٌ أخرجها وفرّقها عليهم، وَإِذَا فرغ الحرب أعادها إِلَى الخزائن. ولم يكن لجُنْده إقطاع، بل يجمع ارتفاع البلاد، فيأخذ لنفسه الرّبع والثّمن، وينفق ما بقي فيهم في كلّ عام أربع نفقات.
تُوُفِّيَ فِي أواخر هذه السّنة [1] ، وهو في عَشْر السّتّين، وتملّك بعده ابنه أبو زكريّا يحيى.
وكتب إِلَيَّ أبو حيّان، وحدَّثني عَنْهُ أبو الصّفا الصّفديّ أنّ المستنصر باللَّه
__________
[1] وقال ابن شدّاد: وكان سبب موته أنه خرج إلى الصيد، وحصل له من كثرة الحركة انزعاج، فتغلّث مزاجه، وزاد به الألم، فعاد إلى المدينة، وهو ضعيف، فبقي على ذلك مدّة إلى أن توفي وله من العمر اثنتان وخمسون سنة تخمينا لا يقينا. (تاريخ الملك الظاهر) .

(50/202)


كان شجاعا هُمامًا، سائسا، عالما بفنون، جميل الصّورة، استدعى العلماء ووصلهم. وكان يُقْدِم على قتل الأسد. وله حظٌّ من الأدب. يميل فِي الفِقْه إِلَى طريقة أَهْل الحديث.
قلت: روى عَنْهُ الخطيب أَبُو بَكْر بْن سيّد النّاس.
251- مُحَمَّد بْن يوسف [1] بْن مَسْعُود بْن بركة.
الأديب البارع، شهابُ الدّين، أبو عَبْد الله الشَّيْبانيّ، التّلّعْفَرِيّ، الشّاعر المشهور.
وُلِدَ فِي الموصل سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، واشتغل بالأدب، وقال الشِّعر، ومدح الملوك والأعيان، واشتهر ذِكْره، وسار شِعره، وله ديوان موجود. وكان خليعا معاشرا، سامحه الله وإيّانا.
قَالَ سعد الدّين فِي تاريخه: كان قد امتُحِن بالقِمار، وكلّما أَعْطَاه الملك الأشرف يقامر به، فطرد إِلَى حلب، فمَدَح بها صاحبها الْعَزِيز، فأحسن إليه، وقرّر له مرسوما، فسَلك معه مسلك الملك الأشرف، فنودي فِي حلب: «إنّ من قامر مع الشّهاب قطعنا يده» . فامتنع النّاس من اللّعب معه [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 85 ب، وتالي وفيات الأعيان 141، 142 رقم 226، وذيل مرآة الزمان 3/ 218- 228، وتاريخ الملك الظاهر 214- 217، والدرّة الزكية 279 (في وفيات سنة 685 هـ.) ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 10، والعبر 5/ 306، والمختار من تاريخ ابن الجزري 291، 292، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، وتاريخ ابن الوردي 2/ 224، والفلّاكة والمفلوكين 95، والبداية والنهاية 13/ 272، وفوات الوفيات 4/ 62- 71، وعيون التواريخ 21/ 121- 127، والوافي بالوفيات 5/ 255 رقم 2337، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 51، والسلوك ج 1 ق 2/ 634، وعقد الجمان (2) 169، 70، والنجوم الزاهرة 7/ 255، وتاريخ ابن الفرات 7/ 76- 79، وتاريخ ابن سباط 1/ 442، وشذرات الذهب 5/ 349، والمقفّى الكبير 7/ 515 رقم 3616، والأعلام 8/ 25، وعقد الجمان (2) 169، 170، وكشف الظنون 780، وديوان الإسلام 2/ 35 رقم 612، والأعلام 7/ 151، ومعجم المؤلفين 12/ 138، وهدية العارفين 2/ 132.
[2] قال الصقاعي: فكتب إلى السلطان في جملة أبيات:

(50/203)


قَالَ: فضاقت عليه الأرض، وترك الخدمة، وجاء إِلَى دمشق، ولم يزل يستجدي بها ويقامر حَتَّى بقي فِي أتون من الفقر.
قلت: ثُمَّ نادم فِي الآخر صاحب حماة وبها تُوُفِّيَ فِي شوّال [1] ، سامحه الله وعفا عَنْهُ.
ومن شِعره الفائق:
يا برقُ حُلَّ بأبرق الجنان عن ... كئيبٍ عُرى جيب الحيا المزرورِ
وأعِدْ جُمان الظّلّ وهو منظّمٌ ... عِقْدًا لجِيدِ البانةِ الممطورِ
وَإِذَا الثّنيَّة أشرقت وشممتَ من ... أرجائها أرجا كنشرِ عبيرِ
سل هضْبَها المنصوب أَيْنَ حديثُه ... المرفوع عن ذيل الصّبا المجرورِ [2]
وله:
تتيه على عُشّاقها كلّما رأت ... حديث صفات الحُسْن عن وجهها يُرْوَى
فتاةُ لها فِي مذهب الحبّ حاكم ... بقتل الورى أعطى لواحظها الفتوى
يُرنّحها سُكْر الشّباب فتنثني ... بقدٍّ إذا ماست يكاد بأن يُلوى
ولم لم تكن فِي ثغرها بِنْت كَرْمةٍ ... لما أصبحت أعطافُ قامتِها نَشْوَى [3]
وله:
يا أهل ودّي يوم كاظمة أما ... عن متكلّم صبري الجميل قبيح
__________
[ () ]
سير لو تقادم العهد فيها ... ما خلا من صفاتها التنزيل
هو رسم عليك في كل عام ... ومن الشيخ قد تبقّى القليل
فأعاد معلومه عليه إلى أن توفي.
[1] وله قبل وفاته:
إذا أمسى فراش من قارب ... وبتّ مجاور الربّ الرحيم
فهنّوني أخلّائي وقولوا ... لك البشرى قدمت على كريم
(تالي وفيات الأعيان 142)
[2] الأبيات في ذيل مرآة الزمان 3/ 224، 225، والمختار من تاريخ ابن الجزري 291.
[3] الأبيات في المختار من تاريخ ابن الجزري 291، 292.

(50/204)


سرتم وأسررتم بقلبي مهجة ... أَوْدَى بها الهجرات والتّبريحُ
قلبي لحِفْظكم وطَرْفي شاهد ... لا أرتضيه لأنّه مجروحُ
مَن لي بطَيْفٍ منكم إنْ أغمضت ... عيني يُعينُ على الأسى ويريحُ
هذي الجفونُ وإنّما أَيْنَ الكَرَى ... منها، وهذا الجسم أَيْنَ الرّوحُ؟ [1]
252- مروان بْن عَبْد الله [2] بْن منير.
الشَّيْخ بدر الدّين، أبو عَبْد الله الفارقيّ، والد شيخنا زين الدّين.
تُوُفِّيَ بالقاهرة فِي شوّال. وقد نيَّف على السّبعين [3] .
طلب العلم، وسمع الكثير سنة أربعين وقبلها. وأسَمَعَ ولدَيه عَبْد الله وسَعد الله. وكتب عَنْهُ بعض الطَّلَبة [4] .
253- مظفّر بْن الخِضر بْن إِسْمَاعِيل.
ابن العُصَيْفير الكِلابيّ، الدّمشقيّ.
تُوُفِّيَ بدرب الأكفانيّين فِي المحرَّم وله تسعٌ وستّون سنة.
سمع ابن الحَرَسْتانيّ، وأبا الفتوح البكْريّ. قاله ابن الخبّاز.
254- مظفَّر بْن عُمَر [5] بْن مُحَمَّد بْن أبي سَعْد.
تاجُ الدّين، أبو المنصور الدّمشقيّ، الخرزيّ.
ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: حنبل بْن عَبْد الله، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وعبد الجليل بْن منْدُوَيْه.
__________
[1] الأبيات في المختار من تاريخ ابن الجزري 292، وذيل مرآة الزمان 3/ 223، 224.
[2] انظر عن (مروان بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 أ، ب، وتاريخ الملك الظاهر 218 وفيه: «مروان بن فيروز بن حسن» .
[3] ومولده في سنة ثمان وستين.
[4] وقال ابن شدّاد: كان رجلا صالحا تقيّا ورعا حافظا للقرآن العزيز، كثير التلاوة له. قرأ بميّافارقين على جماعة، ورحل منها سنة ثمان وعشرين، وقصد دمشق وولي بها مشارفة دار الحديث الأشرفية.
[5] انظر عن (مظفّر بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 57 أ.

(50/205)


روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والدّواداريّ.
وكنّاه بعضُهم أَبَا غالب.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم.
255- مظفَّر بْن رضوان [1] بْن أبي الفضل.
القاضي بدر الدّين المَنْبِجيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الحنفيّ. مدرّس المُعِينيّة.
ناب فِي القضاء عن: ابن عطا، وابن العديم.
وكان ذا سكون وعقل ودين وتواضع.
تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة، وهو فِي عَشْر السبعين، ورثاه المجد بْن الظّهير بقصيدة.
256- مُهَلهل بْن ظافر [2] .
الشّقراويّ.
يروي عن الشَّيْخ الموفَّق وغيره.
تُوُفِّيَ فِي صفر [3] .
257- ميّاس بْن أَحْمَد [4] بْن ميّاس.
الحمصيّ، عفيفُ الدّين.
ديِّن، صالح، معمّر.
ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
وسمع سنة أربع عشرة من شمس الدّين أَحْمَد بْن عَبْد الواحد الْبُخَارِيّ، بحمص «الأربعين الفراويّة» .
__________
[1] انظر عن (مظفّر بن رضوان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 ب، وتاريخ الملك الظاهر 218، وذيل مرآة الزمان 3/ 229، 230، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283 (في المتوفين سنة 674 هـ.) .
[2] انظر عن (مهلهل بن ظافر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 58 أ.
[3] مولده سنة سبع وستمائة.
[4] انظر عن (ميّاس بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 أ.

(50/206)


سمع منه: ابن يُونُس، وابن جعوان.
وتُوُفِّي بدمشق فِي شوّال.
وأجاز لَعَلم الدّين البِرْزاليّ [1] .
- حرف النون-
258- النّجم الكاتبيّ [2] .
المتكلّم، العلّامة، أبو الْحَسَن عليّ بْن عُمَر بْن عليّ الدّيبرانيّ، القزوينيّ، المنطقيّ، الفيلسوف. صاحب التّصانيف فِي مذهب الأوائل، ومات وهو يقول بقِدَم العالم.
وله تصانيف عدّة.
مات فِي رمضان، وقيل فِي شوّال.
وكان مولده في رجب سنة ستّمائة. قَالَ ذلك الظّهير الكازرُونيّ، وبعضه من قيلي.
259- نوفل الأمير [3] .
سيّد عرب آل زبيد. يلقَّب بناصر الدّين.
كان ذا حُرمةٍ ووجاهة ومكانة. وهو الَّذِي أَخَذَ الملك النّاصر يوسف ونجا به يوم المصافّ مع البحريّة فِي سنة ثمانٍ وأربعين، فعرف له ذلك.
تُوُفِّيَ فِي شعبان وقد نيّف على السّبعين.
__________
[1] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- في حرف الميم:
- ميلاد بن إبراهيم بن عدلان، الأمير فخر الدين، الهشتكي، توفي يوم الثلاثاء رابع عشر شهر صفر بمصر. (تاريخ الملك الظاهر 218، 219) .
[2] انظر عن (النجم الكاتبي) في: فوات الوفيات 2/ 66، وكشف الظنون 540، 680، 842، 1182، 1614، 1819، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 225، وهدية العارفين 1/ 713، ومعجم المؤلّفين 7/ 159، وتاريخ الخلفاء 483.
[3] انظر عن (نوفل الأمير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 230، والوافي بالوفيات 27/ 186، 187 رقم 147.

(50/207)


- حرف الياء-
260- يُمن الطّواشيّ [1] .
غرسُ الدّين الحبشيّ، شيخ الخُدّام بالمدينة النّبويّة.
حدَّث عن: عَبْد الوهّاب بْن رواح.
ومات فِي ربيع الآخر [2] .
وقد سمع من: الصَّفراويّ، والسّخاويّ، وعدّة.
261- يوسف بْن صَدَقَة [3] بْن الْمُبَارَك.
الشَّيْخ تاج الدّين البغداديّ، التّاجر. عدْلٌ جليل، صاحب أموال ومتاجر.
أُقعِد فِي آخر عُمُره. ومات فِي ذي القعدة [4] بالقاهرة.
ذكر قُطْبُ الدّين أنَ الملك النّاصر يوسف قَالَ له: بحياتي على كم تقدر؟
قال: على أربعمائة ألف دينار.
262- يوسف بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَلي بْن عُثْمَان.
القاضي عَلَمُ الدّين المخزوميَ، الْمصْرِيّ.
سمع من: ابن باقا، وغيره.
مات في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (يمن الطواشي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 58 ب وفيه: «الطواشي عزيز الدولة ريحان» ، وتاريخ الملك الظاهر 219، 220، والبداية والنهاية 13/ 272، وعقد الجمان (2) 173، وذيل مرآة الزمان 3/ 231.
[2] وقال ابن شدّاد: وكان قد نيّف على الثمانين. كان من الصلحاء الأتقياء الزّهّاد والعبّاد.
وكان له زاوية بالقرافة، وعمل حوضا للسبيل. صحب المشايخ الكبار الصلحاء. وكان سبب موته أنه صلّى العشاء الآخرة، ثم قام لبعض أشغاله، فسقط فمات.
[3] انظر عن (يوسف بن صدقة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 أ، وتاريخ الملك الظاهر 220، وذيل مرآة الزمان 3/ 231، 232، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289.
[4] مولده في الثامن والعشرين من صفر سنة تسعين وخمسمائة.

(50/208)


الكنى
263- أبو الفتح بْن محسن [1] .
العطّار، الدّمشقيّ، شَرَفُ الدّين.
وهو أبو الفتح مُحَمَّد بْن محمود بْن أبي الوحش [2] بْن سلامة الشَّيْبانيّ، الشّرابيّ، والد شيخنا كمال الدّين الموقّع.
كان أديبا فاضلا متميّزا.
حدَّث عَنْ أَبِي القاسم بْن صَصْرى فيما قِيلَ، وعن: مُكرَّم التّاجر، وأبي صادق بْن صباح.
مات فِي شوّال.
سمع منه جماعة.
وفيها وُلِدَ:
فخر الدّين عُثْمَان بْن بلبان المقاتليّ، المحدّث، وشرف الدّين مُحَمَّد بْن المُنَجا بْن عُثْمَان التَّنُوخيّ، مدرّس المِسماريّة، وأبو مُحَمَّد عَبْد الله بْن الشَّيْخ أبي الْوَلِيد بْن الحاجّ المالكيّ، بغَرْناطة، وبدر الدّين مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن أبي المُنَى الحلبيّ، الحنبليّ، بصفد فِي رجب، وشهاب الدّين أَحْمَد بْن مظَّفر بْن النّابلسيّ، سِبْط الزّين خَالِد المحدّث، وعماد الدّين مُحَمَّد بْن عليّ بْن حرميّ الدّمياطيّ، الفَرَضيّ، وشَرَفُ الدّين لُقمان بْن عِيسَى الصُّمَيْديّ، تقريبا، وقد روى عن ابن البخاريّ، وهمّام بن منبّه الصّميديّ،
__________
[1] انظر عن (أبي الفتح بن محسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 61 أ.
[2] في المقتفي: «شرف الدين أبو الفتح محمود بن أبي الوحش..» .

(50/209)


ومحمد ابن الشّيخ محمد الكنجيّ، وجمال الدّين أحمد بن يعقوب الصّابونيّ، والسّيّد جلال الدّين محمد بن محمد العناكيّ، في المحرّم، والشّيخ شهاب الدّين أحمد بن عليّ الرّماحي، الحصبيّ.

(50/210)


سنة ست وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
264- أحمد بن محمد بن طرخان [1] بن أبي الحسن.
أبو العبّاس الدّمشقيّ، الصّالحيّ، أخو شيخنا أبي بكر.
روى بالحضور عن: ابن طَبَرْزَد.
وسمع من جماعة.
وتُوُفِّي بقوص.
265- أَحْمَد بْن مجد الدّين [2] مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عُثْمَان بْن عساكر.
مؤيَّد الدّين، أبو الْعَبَّاس الدّمشقيّ.
من بيت الحديث والعدالة.
روى عن: المجد القزوينيّ، وزين الُأمَنَاء، وجماعة.
وأجاز لَهُ: المؤيِّد الطُّوسيّ، وأبو رَوْح الهَرَويّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ فِي رمضان.
ثنا عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العطّار.
266- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [3] بْن إِسْمَاعِيل بن إبراهيم بن فارس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن طرخان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن مجد الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 أ.
[3] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 65 ب، وتالي وفيات الأعيان 8 رقم 66، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والعبر 5/ 307، والإشارة إلى وفيات الأعيان

(50/211)


شيخ القُرّاء ومُسْنِدُهُم، كمالُ الدّين، أبو إِسْحَاق، ابن الوزير الصّاحب نجيب الدّين التّميميّ، الإسكندرانيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الْمُقْرِئ الكاتب.
وُلِدَ بالإسكندريّة سنة ستّ وتسعين وخمسمائة، وحفظ كتاب الله فِي صِغره. وحرص عليه والده حَتَّى قرأ القراءات العَشْر بعدّة تصانيف على العلّامة تاج الدّين الكنديّ، وكان آخر من قرأ عليه موتا.
وسمع منه، ومن: أبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.
وانتهى إليه عُلُو الإسناد فِي القراءات. وكان ذاكرا لأكثر الفنّ، إلّا أنّه كان مباشرا نظَرَ بيتِ المال من المكوس، وغيرها، فتورّع جماعةٌ من القرّاء، وحالته هَذِهِ، عن الأخذِ عَنْهُ.
وقرأ عَلَيْهِ القراءات: أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل القصّاع، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن غالب الحِمْيَريّ البدويّ، وأبو عَبْد الله مُحَمَّد الْمصْرِيّ المزراب، والدلاصيّ شيخ مكّة، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مظفَّر الوزيريّ، وابنه إِسْحَاق، وآخرون.
وحدَّث عنه: ابن الخبّاز، وأبو الحسن ابن العطّار، وجماعة.
وذكره قُطْبُ الدّين فقال: كان أمينا حَسَن السّيرة، كثير الدّيانة والخير، ولي نظر الدّيوان الَّذِي لبيت المال، ونظر الجيش. وأقرأ بالرّوايات [1] .
وتُوُفِّي فِي صفر وله ثمانون سنة.
__________
[368،) ] والمعين في طبقات المحدّثين 215 رقم 2240، ودول الإسلام 2/ 177، وذيل التقييد 2/ 413 رقم 809، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، ومعرفة القراء الكبار 2/ 664، 665 رقم 634، وذيل مرآة الزمان 3/ 237، 238، وغاية النهاية 1/ 6 رقم 6، ونهاية الغاية، ورقة 6، وحسن المحاضرة 1/ 503، وشذرات الذهب 5/ 351، والوافي بالوفيات 5/ 309، 10 رقم 2380، والنجوم الزاهرة 7/ 274 و 279، وذيل مرآة الزمان 3/ 237، 238.
[1] وقال الصقاعي: ويقرئ في الديوان، ويضبط مياومته بيده، ولم ير في البلد راكبا، ويشتري حاجته بنفسه تحملها خادمة امرأة ... وكان له أحاديث رائقة، وأجوبة سادّة. (تالي وفيات الأعيان) .

(50/212)


قلت: وهو أخو عَبْد الله الَّذِي لقِيَه أبو الحجّاج المِزّيّ بالإسكندريّة.
267- إِبْرَاهِيم بْن حمْد [1] بْن كامل.
أبو إِسْحَاق المقدِسيّ، الحنبليّ، من أَهْل جبل قاسيون.
وُلِدَ سنة أربعٍ وستّمائة، وسمع من: ابن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب، وموسى بْن عَبْد القادر، والشيخ المُوفَّق، وابن راجح، والقزوينيّ، وابن البُنّ.
وأجاز له: عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وعُمَر بْن طَبَرْزَد، وابن الأخضر.
وكان ديِّنًا خيِّرًا، حافظا لكتاب الله، مُحِبًّا للرّواية.
أَخَذَ عَنْهُ: الشَّيْخ عليّ الْمَوْصِلِيّ، والوجيه السّبتيّ، وابن الخبّاز، والطّلبة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة. لَقَبُه الشَّرَف [2] .
268- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبْد الوهّاب بْن مناقب.
الشّريف عِمادُ الدّين الحسينيّ.
حدَّث بمصر عن: حنبل، وابن طَبَرْزَد.
وأجاز له جماعة من الأصبهانيّين.
تُوُفِّيَ بمصر فِي جُمَادَى الأولى، ومولده سنة سبع وتسعين بدمشق.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن حمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 أ.
[2] وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله- فيمن اسمه «إبراهيم» :
- إبراهيم بن أبي المجد عبد المجيد، ويقال عبدُ العزيز، بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز بن قريش القرشي، الدسوقي. إليه ينسب أتباع كثيرون جدّا يعرفون إلى الآن بالدسوقية، ولهم فيه اعتقاد. توفي بدسوق عن 43 سنة. (المقفّى الكبير 1/ 263- 268 رقم 308، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 165- 181، وجامع كرامات الأولياء 1/ 239، وشذرات الذهب 6/ 350، والسلك ج 1 ق 3/ 739) .
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 أ، وذيل التقييد 1/ 449، 450 رقم 873.

(50/213)


روى عَنْهُ: الْحَارِثيّ، وقُطْبُ الدّين عَبْد الكريم [1] .
269- آسية بِنْت حسّان [2] بْن رافع بْن سُمير.
العامريّة الدّمشقيّة [3] .
سمعت مع أخيها مُحَمَّد من: حنبل المكبّر.
وتُوُفِّيت فِي جُمَادَى الأولى. وكان شهرا وَبِيًّا.
270- آقوش [4] .
الأمير الكبير جمالُ الدّين الصّالحيّ، النَّجميّ المعروف بالمحمّديّ الَّذِي قدم دمشق بشيرا بكسْرة التّتار على عين جالوت.
سجنه الملك الظّاهر مدّة، ثُمَّ أَخْرَجَهُ وأعطاه خبزا.
تُوُفِّيَ بالقاهرة فِي ربيع الأوّل، وقد قارب السّبعين.
271- إياس [5] .
فخر الدّين المقرئ.
روى عن: ابن اللّتّيّ، وغيره.
ومات فِي شوّال. وهو مولى شرف الدّين الحمويّ ابن القطب.
272- أيبك [6] .
__________
[1] وقال البرزالي: أجاز لي جميع ما يرويه.
[2] انظر عن (آسية بنت حسّان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 أ.
[3] كنيتها: أمّ الجود. وتكنّى أيضا: أمّ عبد الرحيم. وقال البرزالي: أجازت لي جميع ما ترويه.
[4] انظر عن (آقوش) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 66 أ، ب، وتالي وفيات الأعيان 11، 12 رقم 17، والعبر 5/ 307، والدرّة الزكية 224، ونهاية الأرب 30/ 380، وعقد الجمان (2) 197، الوافي بالوفيات 9/ 323 رقم 4257، والمنهل الصافي 3/ 23، 24 رقم 515، والدليل الشافي 1/ 145، والنجوم الزاهرة 7/ 274 (سنة 676 هـ.) ، وذيل مرآة الزمان 3/ 238 (سنة 676 هـ.) ، وتاريخ ابن الفرات 7/ 101، ومختصر تنبيه الطالب، ورقة 21 وفيه وفاته سنة 667 هـ.
[5] انظر عن (إياس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 أ.
[6] انظر عن (أيبك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 70 ب، والعبر 5/ 307، 308، والدرّة

(50/214)


الأمير الكبير عزّ الدّين الدّمياطيّ.
أمير كبير من أعيان الصّالحيّة، فِيهِ شجاعة وجُود وكَرَم. حبسه السّلطان مدّة.
تُوُفِّيَ بمصر فِي شعبان وقد نيَّف على السّبعين، قاله اليُونينيّ.
قَالَ ابن الدّمياطيّ: هُوَ مَوْلَى جدّي لأمّي، وإليه نَسَبي.
273- أيبك عزّ الدّين [1] الْمَوْصِلِيّ.
الظّاهريّ، نائب حصن الأكراد.
قُتِلَ فِي داره بالحصن غيلة، وذلك فِي رجب.
وكان كافيا ناهضا، فِيهِ تشيُّع.
274- أيدمر [2] .
الأمير عزّ الدّين العلائيّ، أخو أيدكين الصّالحيّ.
كان ديِّنًا أمينا، مُحِبًا للعلماء والفقراء. وولي نيابة صفد.
ثُمَّ جرت بينه وبين الأمراء مقاولة، فطلب دستورا وحضر إِلَى مصر، فأقام يسيرا.
ومات في رجب.
__________
[ () ] الزكية 224، ونهاية الأرب 30/ 380، والوافي بالوفيات 9/ 477 رقم 4436، والمنهل الصافي 3/ 134، 135 رقم 580، والدليل الشافي 1/ 162، والنجوم الزاهرة 7/ 275، ودرّة الأسلاك (حوادث سنة 676 هـ.) ، والمواعظ والاعتبار 2/ 429، وذيل مرآة الزمان 3/ 238، وتاريخ ابن الفرات 7/ 101.
[1] انظر عن (أيبك عز الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 ب، ونهاية الأرب 30/ 381، والوافي بالوفيات 9/ 477 رقم 4437، والمنهل الصافي 3/ 135 رقم 581، والنجوم الزاهرة 7/ 275، والدليل الشافي 1/ 163، وذيل مرآة الزمان 3/ 238.
[2] انظر عن (أيدمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 ب، والمقفّى الكبير 2/ 361، 362 رقم 883، والوافي بالوفيات 10/ 6 رقم 4458، والمنهل الصافي 3/ 169 رقم 599، والنجوم الزاهرة 7/ 276، ونهاية الأرب 30/ 380، 381، وذيل مرآة الزمان 3/ 239، والدليل الشافي 1/ 167.

(50/215)


- حرف الباء-
- البَرَوَاناه.
اسمه سُلَيْمَان [1] .
275- بهادر [2] .
الأمير شمس الدّين صاحب سميساط، وابن صاحبها.
كان قدِم إِلَى دمشق مهاجرا من ثلاثٍ سنين، فأكرمه السّلطان، وأعطاه إمرة، فمات فِي شعبان كهلا.
276- بيبرس [3] .
__________
[1] سيأتي برقم (288) .
[2] انظر عن (بهادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 70 ب، 71 أ، ونهاية الأرب 30/ 381، والوافي بالوفيات 10/ 295 رقم 4807، والمنهل الصافي 3/ 428 رقم 703، والدليل الشافي 1/ 199، ودرّة الأسلاك (حوادث 676 هـ.) ، وذيل مرآة الزمان 3/ 239، وتاريخ ابن الفرات 1/ 102.
[3] انظر عن (بيبرس السلطان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 65 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 86 ب- 88 أ، والحوادث الجامعة 188، والتحفة الملوكية 86، وتالي وفيات الأعيان 49- 51 رقم 79، وتاريخ الملك الظاهر 222 وما بعدها، وذيل مرآة الزمان 3/ 245 وما بعدها، والنهج السديد، ورقة 60 ب، وما بعدها، والروض الزاهر 472 وما بعدها، وتاريخ ابن الفرات 7/ 87 وما بعدها، وتاريخ مختصر الدول 288، وتاريخ الزمان 336، 337، والمختصر في أخبار البشر 4/ 10، 11، والنور اللائح لابن القيسراني (بتحقيقنا) 56، ونهاية الأرب 30/ 365- 368، والدرّة الزكية 208- 218، ودول الإسلام 2/ 177، والعبر 5/ 307، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، 368، والمختار من تاريخ ابن الجزري 293، 294، والحوادث الجامعة 392، 394، وتاريخ ابن الوردي 2/ 224، 225، والبداية والنهاية 13/ 274- 276، وفوات الوفيات 1/ 235- 247، وعيون التواريخ 21/ 132 و 135- 145، ومرآة الجنان 4/ 175، والوافي بالوفيات 10/ 329- 348 رقم 4841، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 51، 52، وتاريخ ابن خلدون 5/ 293، ومآثر الإنافة 2/ 106، 107، والسلوك ج 1 ق 2/ 635- 641، وعقد الجمان (2) 174- 184، والمنهل الصافي 3/ 447 رقم 717، والنجوم الزاهرة 7/ 94 وما بعدها، وتاريخ ابن سباط 1/ 446- 455، وتاريخ ابن الفرات 7/ 81، وحسن المحاضرة 2/ 95، وشذرات الذهب 5/ 350، والدارس 1/ 349، وتاريخ الأزمنة 254، وبدائع

(50/216)


السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتوح البُنْدُقْداري الصالحي النجمي الأيوبي التركي، صاحب مصر والشام.
وُلِدَ فِي حدود العشرين وستمائة، قبلها بقليل أو بعدها.
وأصله من صحراء القفجاق فأبيع بدمشق ونشأ بها، فيقال: كان مملوكا للعماد الصائغ الَّذِي كان يسكن عند المنكلانية. وسأكشف عن هَذَا.
ثُمَّ اشتراه الأمير علاء الدين البندقداري الصالحي فطلع بطلا شجاعا نجيبا لا ينبغي أن يكون إلّا عند ملك. فأخذه الملك الصالح إليه وصار من جملة البحرية. وشهد وقعة المنصورة بدمياط، وصار أميرا فِي الدولة المعزية. وتقلّبت به الأمور وجرت له أحوال ذكرناها فِي الحوادث، واشتهر بالشّجاعة والإقدام، وبعُد صِيتُه. ولمّا سارت الجيوش المنصورة من مصر لحرب التّتار كان هُوَ طليعة الإِسْلَام. وجلس على سرير المُلْك بعد قُتِلَ المظفَّر، وذلك فِي سابع عشر ذي القعدة من سنة ثمانٍ وخمسين بقلعة الجبل.
وكان أستاذه البُنْدُقْدار من بعض أمرائه.
وكان غازيا، مجاهدا، مرابطا، خليقا للمُلك، لولا ما كان فِيهِ من الظّلم والله يرحمه ويغفر له ويسامحه، فإنّ له أيّاما بيضاء فِي الإِسْلَام، ومواقف مشهودة، وفتوحات معدودة.
وله سيرتان كبيرتان لابن عَبْد الظّاهر [1] ولابن شدّاد [2] رحمهما الله، لم أقف عليهما بعد.
__________
[ () ] الزهور ج 1 ق 1/ 338- 342، وأخبار الدول 198، 199، والجوهر الثمين 2/ 79- 84، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 12 ونزهة المالك والمملوك، ورقة 63 أ، ومنتخب الزمان 2/ 359- 361، وآثار الأول في ترتيب الدول 167- 192، 196، 200، 212، 225، 230، 233، 241، 243.
[1] هو كتاب الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، نشره د. عبد العزيز الخويطر.
[2] هو تاريخ الملك الظاهر. نشر قسما منه د. أحمد حطيط.

(50/217)


وقد دخل الرّوم، قبل موته بشهرين، وكسر التّتار، ودخل مدينة قيصريّة، وجلس بها فِي دست الملك، وصلّى بها الجمعة، وخطبوا له، وضُرِبت السّكّة باسمه، وذلك فِي ذي القعدة، ثُمَّ رجع وقطع الدّرَبَنْد، وعبر النّهر الأزرق، ودخل دمشق فِي سابع المحرَّم مؤيَّدًا منصورا، فنزل بالقلعة، ثُمَّ انتقل إِلَى قصره الأبلق، فمرض فِي نصف المحرَّم، وانتقل إِلَى عفو الله وسعة رحمته يوم الخميس بعد الظُّهر الثّامن والعشرين من المحرَّم بالقصر، وحُمل إِلَى القلعة ليلا مع أكابر أمرائه، وغسّله وصبّره المهتار شجاعُ الدّين عنبر، والكمال عليّ بن المتيجيّ الإسكندرانيّ المؤذّن، والأمير عزّ الدّين الأفرم. ووُضع فِي تابوت، وعُلِّق فِي بيت بالقلعة، وهو فِي أوّل عَشْر السّتّين.
وخلّف عشرة أولاد: الملك السّعيد مُحَمَّد، وسلامش، وخضِر، وسبْع بنات.
قَالَ ذلك الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [1] ، وقال: كان له عشرة آلاف مملوك.
وحكى الشَّيْخ شرف الدّين عَبْد الْعَزِيز الأَنْصَارِيّ الحمويّ قَالَ: كان الأمير علاء الدّين البُندقْدار الصّالحيّ لمّا قُبِض وأُحضِر إِلَى حماة واعتُقِل بجامع قلعتها، اتّفق حضور رُكن الدّين بَيْبرس مع تاجر، وكان الملك المنصور إذ ذاك صبيّا، فأراد شراء رقيق تبصره الصّاحبة والدته. فأحضر بيبرس هَذَا وخشداشه، فرأتهما من وراء السّتْر، فأمرت بشراء خُشْداشة، وقالت: هَذَا الأسمر لا يكُن بينك وبينه معاملة، فإنّ فِي عينيه شرّا لائحا.
فردّهما جميعا، فطلب البُنْدُقْدار الغلامين، فاشتراهما وهو معتقل، ثُمَّ أفرج عَنْهُ، وسار بهما إِلَى مصر، وآل أمر رُكْن الدّين إِلَى ما آل.
وقد سار غير مرّةٍ فِي البريد حال سُلطته. وعمل فِي حصارات المدائن الّتي أخذها من الفرنج فِي بذْل نفسه وفرْط إقدامه على المخاوف ما يقضى منه
__________
[1] في ذيل المرآة.

(50/218)


العَجَب، فبه يُضرب المثل، وإليه المنتهى فِي سياسة المُلْك وتفقّد أحوال جُنْده. فهو كما قيل: لولا نقص عدله لكان أَحْوذِيًّا نسيج وحده. وقد أعدّ للأمور أقرانها، أقامه الله وقت ظهور هولاكو وأبغا فهاباه، وانجمعا عن البلاد.
277- بيليك [1] .
الأمير الكبير بدر الدّين الخَزْنَدَار الظّاهريّ نائب الملك، وأتابك الجيوش المنصورة. كان أميرا نبيلا، عالي الهمَّة، ليّن الكلمة، كثير المعروف، مُجِلًّا للصُّلَحاء والعلماء، حسَنَ السّيرة، جيّد العقل، صحيح الذِّهْن، وله فَهْمٌ وذكاء، يسمع الحديث ويطالع التّواريخ، ويكتب خطّا مليحا. وكان سهل المِراس، محبَّبًا إِلَى النّاس. وكان أستاذه يحبّه ويعتمد عليه في مهمّاته.
كتم موت السّلطان، وساس العساكر والخزائن، وساق الخاصكيّة حول محفَّة السّلطان بصورة أنّه متمرّض فيها، فَلَمَّا وصل إِلَى الملك السّعيد بمصر أظهر نعي السّلطان، ورمى بعمامته بين يدي الملك السّعيد وصرخ، فتحدَّث النّاس أنّ الأمير شمس الدّين سُنْقر الفارقانيّ نائب السّلطنة سقاه سُمًّا، واشتهر ذلك فإنّه خاف منه.
تأسّف النّاس عليه.
ومات في سابع ربيع الأوّل عن بضع وأربعين سنة.
__________
[1] انظر عن (بيليك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 66 ب، والتحفة الملوكية 86، وتالي وفيات الأعيان 52، 53 رقم 80، والمختصر في أخبار البشر 4/ 11 وفيه «تتليك» ، ونهاية الأرب 30/ 371، 372، وذيل مرآة الزمان 3/ 362- 364، والدرّة الزكية 224، ودول الإسلام 2/ 177، والعبر 5/ 309، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والنهج السديد 289، 290، وتاريخ ابن الوردي 2/ 226، والبداية والنهاية 13/ 377، والوافي بالوفيات 10/ 365- 367 رقم 4861، وعيون التواريخ 21/ 133 و 167، 168، والجوهر الثمين 2/ 87، والسلوك ج 1 ق 2/ 643 و 648، وعقد الجمان (2) 197، والنجوم الزاهرة 7/ 276، والمنهل الصافي 3/ 512 رقم 749، وشذرات الذهب 5/ 351، وتاريخ ابن سباط 1/ 455، 456، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 343، ومرآة الجنان 4/ 186، 187 وورد اسمه مضطربا، ففيه: «وفيها توفي الجريدلة الظاهري نائب سلطنة مولاه» !،.

(50/219)


وكانت له جنازة مشهودة.
قَالَ شمس الدّين الْجَزَريّ [1] : لمّا أظهر الخَزْنَدار موت السّلطان وفرغ من تحليف الأمراء للملك السّعيد قام فأتى يعزيّ أمَّ الملك السّعيد، فَلَمَّا عزّاها أخرجت له هنات سكّر وليمون، فشرب جرعتين، وألحّوا عليه بالشُّرْب فتوهَّم وتركه، وكانت القاضية، فثقُل فِي المرض، وحصل له قولنج، وسيّروا إِلَى طبيبه العماد بْن النّابلسيّ ثلاثة آلاف دينار ليسكت ولا يقول إنّه مسموم، فتغافل عَنْهُ، ولم ينصح فِي معالجته، فمات بعد جمعة، وخلّف بنتين.
قَالَ قُطْبُ الدّين [2] : وخلّف تَرِكةً عظيمة.
- حرف التاء-
278- تركانشاه بْن عُمَر [3] .
الأسديّ المحدّث، الأديب، أبو المنهال.
سمع من: قايماز المعظَّميّ، وابن رواج، وجماعة.
وحدَّث، وله شِعْرٌ حسن.
تُوُفِّيَ فِي رمضان بالصّعيد.
حدَّث عَنْهُ: الدّواداريّ، وغيره.
ويُسمّى أيضا: منكبا، فسأعيده.
- حرف الحاء-
279- الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل [4] بْن القاضي صدر الدّين عَبْد الملك بْن درباس.
__________
[1] في المختار من تاريخ ابن الجزري، في الجزء الضائع ولم ينشر.
[2] في ذيل مرآة الزمان.
[3] انظر عن (تركانشاه بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 أ.
[4] انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 264، والوافي بالوفيات 11/ 404، 405، رقم 581، والدليل الشافي 1/ 260، والمنهل الصافي 5/ 69، رقم 892.

(50/220)


الشَّيْخ ناصر الدّين، مدرّس مدرسة سيف الإِسْلَام الّتي بالبُنْدُقانيّين بالقاهرة.
تُوُفِّيَ فِي رجب [1] . وكان أديبا شاعرا.
280- الْحُسَيْن بْن رزق الله [2] .
الحنبليّ، الصّالحيّ، الحجازيّ.
حدّث عن النّاصح ابن الحنبليّ.
ومات فِي جُمَادَى الأولى. وكان ناظر رباط بلدق.
- حرف الخاء-
281- خضر بْن أبي بَكْر [3] بْن مُوسَى.
المهرانيّ، العَدَويّ، الشَّيْخ المشهور، شيخ الملك الظّاهر. كان صاحب حال ونفْس مؤثرة، وهمّة إبليسيّة، وحالٍ كاهنيّ.
ذكره شيخنا قطب الدّين فقال: كان أخبر بسلطنة الملك الظّاهر له قبل وقوعها، فلهذا كان يعظّمه وينزل إِلَى زيارته فِي كلّ أسبوع مرّة ومرّتين وثلاث، ويُطلعه على غوامض أسراره، ويستشيره ويستصحبه في أسفاره،
__________
[1] مولده سنة ثمان عشرة وستمائة.
[2] انظر عن (الحسين بن رزق الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 ب.
[3] انظر عن (خضر بن أبي بكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 64 ب، وتالي وفيات الأعيان 69، 70، رقم 106، ونهاية الأرب 30/ 376- 380، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، ودول الإسلام 2/ 177، والعبر 5/ 309، 310، والدرّة الزكية 220- 224، والوافي بالوفيات 13/ 333 رقم 413، ومسالك الأبصار (المخطوط) 8/ ورقة 167، والمقفى الكبير 3/ 750- 756 رقم 1365، وحسن المحاضرة 1/ 521 رقم 48، والطبقات الكبرى للشعراني 2/ 2 رقم 302، وفوات الوفيات 1/ 298- 300، وشذرات الذهب 5/ 351، 352، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 79- 81 رقم 387، ومرآة الجنان 4/ 187، والبداية والنهاية 13/ 278، والسلوك ج 1 ق 6342 (في وفيات سنة 675 هـ.) ، والدليل الشافي 1/ 288، والمنهل الصافي 5/ 218- 220 رقم 990، وذيل مرآة الزمان 3/ 264، والقلائد الجوهرية 1/ 363، والمواعظ والاعتبار 2/ 429، 430، والنجوم الزاهرة 7/ 276، 277.

(50/221)


ويخبره بأمورٍ قبل وقوعها. وسأله وهو محاصر أرسوف مَتَى تؤخَذ؟ فعيّن له اليوم، فوافق ذلك، كذلك فِي صفد وقَيْساريّة.
ولمّا عاد إِلَى الكَرَك سنة خمسٍ وستّين استشاره فِي قصده، فأشار أن لا يقصده، وأن يمضي إِلَى مصر فخالفه، وقصد الكَرَك، فوقع عند بركة زيزى وانكسرت فخِذُه.
ولمّا قصد حصنَ الأكراد مرَّ الشَّيْخ خضِر بَبَعْلَبَكّ، فسألوه عن أَخَذَ الحصن، فقال: يأخذه السّلطان فِي أربعين يوما. فوافق ذلك [1] .
ولمّا توجّه السّلطان إِلَى الرّوم، كان خضِر فِي الحبْس، فأخبر أنّ السّلطان يظفر ويعود إِلَى دمشق، وأموت ويموت بعدي بعشرين يوما. فاتّفق ذلك كذلك.
قَالَ: ولمّا نَقَم السّلطان عليه، وأحضر من يحاققه، ونسب إلى أمور لا تصدر عن مُسْلِم، فشاور السّلطان فِي أمره، فأشاروا بقتله، فقال هو للسّلطان: أَنَا أجلي قريبٌ من أَجَلِك، وبيني وبينك أيّامٌ يسيرة. فوجم السّلطان وتوقّف فِي قتله، وحبسه وضَيّق عليه، لكنّه كان يرسل له الأطعمة الفاخرة والملابس.
وكان حُبِس فِي شوال سنة إحدى وسبعين.
ولمّا وصل السّلطان من الرّوم إِلَى دمشق كتب إِلَى مصر بإخراجه، فوصل البريد بعد موته.
وكان السّلطان قد بنى له عدّة زوايا فِي عدّة بلاد، وصرَّفه في المملكة
__________
[1] وقال الصقاعي: كان في تردّده إلى الشام يقيم بالقبّة التي رسم الملك الظاهر بعمارتها له على الربوة من صوب المزّة، وكان يسمّيها: المعبد. وأطلق له كنيسة اليهود وأملاكهم التي حولها. وعمل وليمة في الكنيسة من جملتها بسائس في نقائر، وتراجموا به وداسوا خبزه تحت الأرجل في رقصهم عند عود السلطان من فتوح حصن الأكراد وعكار. (تالي وفيات الأعيان 69، 70) .

(50/222)


بحيث كان لا يخالف أمره. وكان كلّ أحدٍ يتَّقي جانبه، حَتَّى بيليك نائب السّلطنة والصّاحب بهاء الدّين.
وكان واسع الصّدر، كثير العطاء، وكانت أحواله غير متناسبة.
قلت: كان ينبسط ويخرّب ويمزح، وَإِذَا كتب ورقة كتب: «من خضِر نيّاك الحمارة» .
أُخرج من سجن القلعة ميتا فِي سادس المحرَّم، فحُمِل إِلَى الحُسينيّة، فدُفن بزاويته وقد نيَّف على الخمسين.
وقال شيخنا ابن تَيْميّة: كان خضِر مسلما، صحيح العقيدة، لكنّه قليل الدّين، باطوليّ. له حال شيطانيّ.
282- خديجة [1] السّتّ النّبويّة باب جوهر.
ابنة أمير المؤمنين الشّهيد المستعصم.
ماتت ببغداد فِي المحرَّم، واحتفل الأعيان لجنازتها وعزائها، وتذكّروا أيّام والدها وما جرى عليه، وبكوا. وكثُرت النّوائح والنّوادب، ورُفعت الطّرحات. وحزِن صاحب الدّيوان، وجلس فِي الجنازة على الأرض، رحمها الله تعالى.
283- خطلو الرُّوميّ.
عتيق المفتي تقيّ الدّين مُحَمَّد بْن حُسَيْن المجلّيّ العطّار.
سمع «مُسْنَد الشّافعيّ» من ابن باقا.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة بمصر عن بضْعٍ وسبعين سنة.
- حرف الراء-
284- رُقيَّة بِنْت الحافظ تقيّ الدّين [2] إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله بْن الأنماطيّ.
رَوَت بالإجازة عن جماعة.
__________
[1] انظر عن (خديجة) في: الوافي بالوفيات 13/ 197، رقم 361، وأعلام النساء 1/ 325.
[2] انظر عن (رقيّة بنت تقيّ الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 أ.

(50/223)


وتُوُفِّيت بدومة فِي جُمَادَى الأولى [1] .
- حرف الزاي-
285- زكيُّ بْن الْحَسَن [2] بْن عِمْرَانَ.
أبو أَحْمَد بْن البَيْلقَانيّ، الشّافعيّ، المتكلّم.
فقيهٌ مُناظِر، عارف بالُأصول والكلام والعقليّات.
قرأ على الفخر الرّازيّ عِلم الكلام.
وسمع الحديث من المؤيِّد الطّوسيّ، وغيره. وكان يروي عنه «صحيح مسلم» ، و «الموطّأ» المصعبيّ و «جزء ابن نجيّة» .
ولد سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وقدِم دمشقَ تاجرا سنة ستٍّ وثلاثين وستّمائة وحدَّث بها بأحاديث قرأها عليه الشَّيْخ تاج الدّين أبو الْحَسَن بْن أبي جَعْفَر القُرْطُبيّ.
وسمع منه: النّجيب الصّفّار، والجمال بْن الصّابونيّ.
ثُمَّ سافر وأقام باليمن مدّة واشتهر بها. وقرءوا عليه فِي العَطّيّات وغيرها. وعُمِّر دهرا.
روى عَنْهُ: المحدّث نور الدّين عليّ بْن جَابِر الهاشميّ، وشهاب الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد الإسْعِرديّ التّاجر، نزيل الإسكندريّة، وغيرهما.
وذكر ابن جَابِر أنّه تُوُفِّيَ بثغر عَدَن أبين سنة ستٍّ هَذِهِ.
وقد مدحه ابن جَابِر بأبيات، وسُئل عنه فقال: كان فريد دهره علوما
__________
[1] وقال البرزالي: ومولدها يوم الإثنين قبل عاشر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وستمائة. روت جزء ابن نجيد بالإجازة، ولي منها إجازة.
[2] انظر عن (زكيّ بن الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 أ، والعبر 5/ 310، والوافي بالوفيات 14/ 211، 212 رقم 294، (وفيه وفاته سنة 676 هـ.) ، وذيل التقييد 1/ 533 رقم 1041، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، ومرآة الجنان 4/ 187، 188، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 52، وتاريخ ثغر عدن 2/ 80 رقم 108، وشذرات الذهب 5/ 352.

(50/224)


وورعا وزُهدًا، من أصحاب فخر الدّين. وكان رُفَقاؤه فِي الاشتغال الخُسْروشاهي، والأفضل الخونجيّ، وجُلّ اشتغاله على القُطْب الْمصْرِيّ.
تخرَّج به جماعة باليمن. وكان معظَّمًا بها عند الخاصّة والعامّة.
قلت: وروى عنه من القدماء الجمال ابن الصّابونيّ. وقد سكن الإسكندريّة، مدّة. وكان كارميّا [1] ، تجاوز الله عنّا وعنه.
- حرف السين-
286- ستُّ العرب [2] بِنْت الجمال عَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك بْن عُثْمَان المقدِسيّ.
روت عن ابن اللّتّيّ.
وماتت فِي رمضان.
287- سلطان شاه [3] بْن أبي بَكْر بْن عُثْمَان بْن عليّ.
أبو مُحَمَّد الزَّنْجيليّ، حفيد صاحب المدرسة الّتي برأس السّبعة.
روى عن: أبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وغيره.
وأجاز لأبي محمد البرزاليّ.
ومات في صفر بمدرسة جدّه.
288- سليمان بن عليّ [4] .
__________
[1] الكارميّ: التاجر بالتوابل والأفاويه.
[2] انظر عن (ست العرب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 أ.
[3] انظر عن (سلطان شاه) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 66 أ.
[4] انظر عن (سليمان بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 62 ب، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 85 ب، والتحفة الملوكية 82، 83 (حوادث سنة 674 هـ.) ، والنهج السديد للمفضّل بن أبي الفضائل، ورقة 59 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والعبر 5/ 310، والوافي بالوفيات 15/ 407، 408 رقم 556، وفوات الوفيات 2/ 71 رقم 178، والدرة الزكية 8، وذيل مرآة الزمان 3/ 268، والدليل الشافي 1/ 319 رقم 1098، والمنهل الصافي 6/ 43- 45 رقم 1092، وشذرات الذهب 5/ 352، وعقد الجمان (2) 164، والنجوم الزاهرة

(50/225)


الصّاحب معين الدّين البرواناه.
كان أبوه مهذّب الدّين عليّ بن محمد أعجميّا سكن الرّوم، وكان يقرئ القرآن، ويعلّم أولاد مستوفي الرّوم.
ثمّ إنّه ناب عنه، ثمّ ولي موضعه في أيّام السّلطان علاء الدّين صاحب الرّوم. ثُمَّ ظهرت كفايته فاستوزره مدّة. ثُمَّ وَزَرَ لولده غياث الدّين إِلَى أن مات سنة اثنتين وأربعين.
ورتّب علاء الدّين بعده فِي وزارته وَلَدَه هَذَا، فعظُم أمره إِلَى أن استولى على ممالك الرّوم، وصانع التّتار وداراهم، وعمرت البلاد به.
وكاتب الملك الظّاهر. وكان من رجال العالم ودُهاتهم وشجعانهم. له إقدام على الأهوال وخبرة بجمع الأموال. ثُمَّ نقم عليه أبْغا ونسَبَهَ إِلَى أنّه هُوَ الَّذِي جسّر الملك الظّاهر على دخول الرّوم، فحصل ما وقع من قتْل أعيان المُغْل فِي المَصَاف. فبكت الخواتين، وشقّوا الثّياب بين يدي أبْغا، وقالوا:
«البرواناه هُوَ الَّذِي قُتِلَ رجالنا، ولا بدّ من قتْله» [1] . فقتله أبْغا فِي المحرَّم.
ومات فِي عَشْر السّتّين.
قيل فِي سابع عشر ربيع الأوّل. وقيل: قُطِّعَت أربعته وهو حيّ، ثُمَّ أُلقي فِي مِرْجَلٍ وسُلِق، وأكل المُغْلُ من لحمه من حنْقهم. وقتلوا معه فِي الرّوم خلائق.
289- سنقر [2] .
الأمير عزّ الدّين الرّوميّ.
__________
[7] / 297، والحوادث الجامعة 189.
[1] تالي وفيات الأعيان 80 وعبارته: «هذا الّذي كان سبب قتل الرجال ولا بدّ من قتله» .
فسوّفهم أبغا أياما إلى أن أضجروه، فأمر بقتله. فقتل معين الدين البرواناه المذكور وسبعة وثلاثين نفرا من أصحابه في أواخر سنة خمس وسبعين وستمائة» .
[2] انظر عن (سنقر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 271.

(50/226)


أحد الشّجعان المذكورين والأمراء المتكلمين فِي دولة الظّاهر إِلَى أن قبض عليه وحُبس مدّة. ثُمَّ مات وقد نيَّف على الخمسين.
قاله قُطْبُ الدّين.
- حرف الشين-
290- الشّهاب التّلّعفريّ مُحَمَّد بْن يوسف.
قد مرّ سنة خمسٍ [1] . وذكر بعضهم أنّه تُوُفِّيَ سنة ستٍّ.
- حرف العين-
291- عامر بْن محمود [2] بْن سلامة.
القلعيّ، الحرّانيّ [3] .
روى عن: عَبْد القادر الرّهاويّ.
ومات بالقاهرة فِي ربيع الأوّل.
كان آدميا فِيهِ دِين وخير.
سمع منه جماعة كالحارثيّ، وابن جعوان.
292- عَبْد الباقي بْن عليّ [4] بْن عَبْد الباقي.
الصّالحيّ، الصّحراويّ.
سمع ابن الزُّبَيْديّ.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
293- عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرّحيم بن عليّ.
__________
[1] برقم (251) .
[2] انظر عن (عامر بن محمود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 66 ب، والإعلام بوفيات الأعلام 282، وفيه قال محقّق الكتاب بالحاشية رقم (4) : «لم نقف على ترجمة له فيما بين أيدينا من المصادر» .
[3] كنيته: أبو سلامة.
[4] انظر عن (عبد الباقي بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 أ.

(50/227)


المغيريّ، المخزوميّ، الشَّيْخ عماد الدّين، أبو القاسم.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وتسعين.
وسمع من: ابن المفضّل.
تُوُفِّيَ فِي رمضان بالثّغر.
294- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [1] بْن عِمْرَانَ.
المفتي الإِمَام تاج الدّين المالكيّ، إمام المالكيّة بدمشق.
مات فِي ربيع الأوّل.
295- عَبْد السّلام بْن عُمَر [2] بْن صالح.
الأديب البارع، نجمُ الدّين [3] ، أبو الميسّر الْبَصْرِيّ الشّاعر، صاحب الشِّعر البديع.
مات فِي رجب ببغداد، ويعرف بابن الدّوس [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 أ.
[2] انظر عن (عبد السلام بن عمر) في: الحوادث الجامعة 190 وفيه: «عبد السلام بن الكبوش» ، وعيون التواريخ 21/ 157- 160، وفيه «عبد السلام بن صالح» ، وتاريخ ابن الفرات 7/ 104، وفيه «ابن اللبوس» ، وشذرات الذهب 5/ 352، والوافي بالوفيات 18/ 432 رقم 443.
[3] في الحوادث الجامعة: «عزّ الدين» .
[4] وقال صاحب «الحوادث الجامعة» : سكن في آخر وقته في المدرسة النظامية، وصان نفسه عن مدح الناس واسترفادهم، وكان مولعا بصنعة الكيمياء فذهب بصره من أبخرة ما كان يصعده من الأدوية. كان بينه وبين تقيّ الدين بن المغربي الشاعر منافرة، فقال فيه:
يا ابن الكبوش وأصل كافك ضمّة ... إذ فتحه في الجمع ليس بجائز
للَّه درّك كيف أشبهت الجدي ... والضأن ليس بمشبه الماعز
ومن شعره من قصيدة:
ودع عنك التعلّل بالأماني ... أخي ولا تبع نقدا بنقد
فمجلسنا كما نهواه زين ... بمن نهواه في قرب وبعد
به المنثور منثورا ولكن ... حواشيه مقرنة بورد
وفي أوساطه كاسات خمر ... كنار أضرمت في ماء خدّ
وساقينا رخيم الدّلّ رخص ... ظريف مازج هزلا بجد

(50/228)


296- عَبْد الصّمد بْن أَحْمَد [1] بْن عَبْد القادر بْن أبي الجيش.
الإِمَام الْمُقْرِئ، المجوِّد، الزّاهد، القُدوة، مجدُ الدّين، أبو أَحْمَد الحنبليّ، الْبَغْدَادِيّ.
سمع من مُحَمَّد بْن ... [2] شيخ قديم، وعبد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن النّاقد، وأحمد بْن صرْما، والفتح بْن عَبْد السّلام، وجماعة.
وقرأ القرآن والفِقْه، ولم يمعن فِيهِ. وأجاز له أبو الفرج بْن الجوزيّ، وجماعة.
وقرأ القراءات السَّبْع على الفخر الْمَوْصِلِيّ، وجماعة.
وسمع «الشّاطبيّة» من أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُمَر القُرْطُبيّ الْمُقْرِئ.
وسمع الكُتُب الكبار فِي القراءات، واعتنى بها عناية كلّيّة، وانتهت إليه مشيخة بغداد فِي الإقراء.
قرأ عليه القراءات: تقيّ الدّين أبو بَكْر الْجَزَريّ المقصّاتيّ، وابن خروف الحنبليّ، وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد الْمَوْصِلِيّ الحنبليّ، وجماعة.
وروى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والشّيخ إِبْرَاهِيم الرّقّيّ الزّاهد، وأبو سعد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْن أَبِي صالح الجيليّ، وجماعة.
__________
[ () ]
لنا من كفّه سكر يخمر ... ومن ترسانه (؟) سكر يشهد
وكنت عرفت وجدك بالبوادي ... وما تخفيه من شوق ووجد
[1] انظر عن (عبد الصمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 أ، والحوادث الجامعة 190، والمعين في طبقات المحدّثين 215 رقم 2241، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، ودول الإسلام 2/ 178، والعبر 5/ 311، ومعرفة القراء الكبار 2/ 665- 667 رقم 635، والوافي بالوفيات 18/ 443 رقم 462، ومنتخب المختار، رقم 86، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 290- 294، رقم 405، وغاية النهاية 1/ 387، 388، ونهاية الغاية، ورقة 96، وبغية الوعاة 2/ 96، وشذرات الذهب 5/ 353، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 80، والمنهج الأحمد 94، والمقصد الأرشد، رقم 605، والدرّ المنضد 1/ 417، 418 رقم 1121.
[2] بياض في الأصل.

(50/229)


وكانت له حلقة كبيرة، تخرّج به جماعةٌ في القرآن والخير والفقر والتّصوُّف والسُّنّة.
قرأت بخطّ السّيف ابن المجد قَالَ: كنت ببغداد وقد بنى الخليفة المستنصر مسجدا كبيرا وزخرفه واعتنى به، وجعل به من يتلقّن ويُسمع الحديث، فامتدّت الأعناق إليه، فاستدعى الوزير ابن النّاقد جماعة من القرّاء، وكان هناك بعض الحنابلة، فقال: تنقل عن مذهبك وتكون إماما، فأجاب.
وأمّا صاحبنا عَبْد الصّمد بْن أَحْمَد فقال له ذلك، فقال: لا أنتقل عن مذهبي.
فَقِيل: أليس مذهب الشّافعيّ حَسَنًا؟ فقال: بلى، ولكنّ مذهبي ما علمت به عَيْبًا لأتركه لأجله. فبلغ الخليفة ذلك، فاستحسن قوله وقال: هُوَ يكون إمامه دونهم [1] .
وعُرِضت عليه العدالة، والنّاس هناك يتنافسون فيها جدّا، فأباها.
قلت: وحدَّثني المقصّاتيّ أنّ الشَّيْخ عَبْد الصّمد حدَّثه أنّه باع مقيارا بسبعة دنانير، وأعطاها لشيخه الفخر الْمَوْصِلِيّ حَتَّى طوّل روحه، وأسمعه كتابا فِي القراءات لمكيّ «التّبصرة» أو غيره.
وحدَّثني أنّه قَالَ: عرضتُ «الشّاطبيّة» على القُرْطُبيّ، ثُمَّ قلعتُ فرجيَّةً عليَّ، ووضعتها على أكتافه، فنظر فيها وقال: هَذِهِ لي أَنَا؟ فقلت: نعم.
وحدَّثني أنّ الشَّيْخ عَبْد الصّمد قَالَ: اعمل لي مِقَصًّا. فعملته وأتيت به، فَمَا أخذه حَتَّى أعطاني ثمنه وأكثر من ثمنه.
قَرَأْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الزَّاهِدِ: أنا عَبْدُ الصَّمَدِ، أنا عبد العزيز بن النّاقد، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا جَابِرُ بْنُ ياسين، أنا عمر بن إبراهيم، ثنا
__________
[1] وقال صاحب «الحوادث الجامعة» : وكان زاهدا ورعا، يقرئ الأيتام بمسجد قمرية ويصلّي إماما به من حيث فتح، ثم نقل إلى مشيخة رباط دار سوسبان، وجعل ولده الأكبر أحمد نائبا عنه في مسجد قمرية، وبعد واقعة بغداد رتّب خازنا بالديوان، ثم أعيد إلى مسجد قمرية على قاعدته الأولى، وأضيف إليه الخطابة بجامع الخليفة.

(50/230)


البغويّ، ثنا هدبة، نا همّام: سمعت عطا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «يُمْسِكُ الْمُعْتَمِرُ عَنِ التَّلْبِيَةِ حِينَ يَفْتَتِحُ الطَّوَافَ» .
تُوُفِّيَ فِي سابع عشر ربيع الأوّل، ومولده فِي أوّل سنة ثلاثٍ وتسعين [1] .
297- عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن أبي الفتح.
المَقْدِسيّ.
روى عن: الموفَّق، وابن الزُّبَيْديّ.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة.
298- عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي نصر [3] عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عساكر.
شمس الدّين أبو مُحَمَّد.
وُلِدَ سنة ستٍّ وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: عمر بن طبرزد، وأبي اليمن الكنديّ، وأحمد بن أبي الفضل ابن حديد، وأحمد بْن سيِّدهم.
روى عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العطّار، وابن الخبّاز، وجماعة.
وخرّج عَنْهُ الدّمياطيّ فِي «معجمه» [4] .
ومات فِي جُمَادَى الأولى [5] .
__________
[1] الحوادث الجامعة 190.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 أ.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن أبي نصر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 ب، ومشيخة ابن جماعة 1/ 329- 335 رقم 35، ومعجم شيوخ الدمياطيّ 2/ ورقة 43 ب.
[4] معجم شيوخ الدمياطيّ 2/ ورقة 43 ب.
[5] وقال ابن جماعة: كان له إسناد معتبر، وهو من بيت الرواية له في ذلك سلف صالح، وكان أبوه كثير الرواية عن عمّه الحافظ أبي القاسم، وكان يسمّع بدار الحديث النورية بعد أخيه زين الأمناء.

(50/231)


299- عَبْد القاهر بْن عَبْد السّلام [1] بْن أبي القاسم.
المهذّبُ جمال الدّين السُّلَميّ، الدّمشقيّ، أخو الشَّيْخ عزّ الدّين بْن عَبْد السّلام.
تُوُفِّيَ فِي شوّال بمنزله بعَقَبَة الكتّان.
كتب فِي الإجازات لعَلَم الدّين البِرْزاليّ، وغيره.
وله إجازة من الخُشُوعيّ، والقاسم بْن عساكر.
سمع منه بعض الطَّلَبة.
300- عَبْد الكريم بْن الْحُسَيْن [2] بْن رزين.
شمس الدّين الحمويّ، الشّافعيّ، أخو الشَّيْخ تقيّ الدّين ابن رزين.
فقيه ديِّن، منقبض عن النّاس. درّس مُدَيْدة بالسَّيْفيّة بالقاهرة.
ومات فِي ذي الحجّة [3] .
301- عَبْد الملك بْن عِيسَى [4] بْن أبي بَكْر بْن أيّوب.
الملك القاهر، بهاءُ الدّين بْن السّلطان الملك المعظّم.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
وسمع من: ابن اللّتّي، وغيره. وحدَّث.
__________
[1] انظر عن (عبد القاهر بن عبد السلام) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 ب.
[2] انظر عن (عبد الكريم بن الحسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 271، وعيون التواريخ 21/ 152، 153، وتاريخ ابن الفرات 7/ 103.
[3] وقال ابن البرزالي: وهو في عشر السبعين، وكان فقيها كثير الديانة، مؤثّرا للعزلة والخمول.
[4] انظر عن (عبد الملك بن عيسى) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 272، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والمختار من تاريخ ابن الجزري 294، ودول الإسلام 2/ 135، ودرّة الأسلاك، ورقة 52، وذيل مرآة الزمان 3/ 272- 274، والنجوم الزاهرة 7/ 278، وشفاء القلوب 359، 360، وترويح القلوب 74، وتاريخ ابن الفرات 7/ 103، ونهاية الأرب 30/ 381، وعيون التواريخ 21/ 153، 154، والوافي بالوفيات 19/ 186، 187 رقم 175، وعقد الجمان (2) 125، وشذرات الذهب 5/ 336، والمنهل الصافي 7/ 363- 365 رقم 1490، والدليل الشافي 1/ 430 رقم 484.

(50/232)


وكان حسن الأخلاق، سليم الصّدر، كثير التّواضع، يُعاني زيّ الأعراب فِي لباسه ومركبه و ... [1] .
وكان بطلا شجاعا من الفُرسان المعدودين.
قَالَ الشّيخ قطب الدّين [2] : حدّثني تاج الدّين نوح ابن شيخ السّلاميَّة أنّ الأمير عزّ الدّين أيْدَمُر العلائيّ نائب صفد حدّثه قَالَ: كان الملك الظّاهر مُولَعًا بالنّجوم، فأُخبِر أنّه يموت فِي هَذِهِ السّنة بالسُّمّ ملك. فوجم لذلك، وكان عنده حَسَدٌ لمن يوصف بالشّجاعة، أو يُذكر بجميل. وأنّ الملك القاهر لمّا كان مع السّلطان فِي وقعة البُلُسْتَيْن فعل أفاعيلَ عجيبةُ، وبيّن يوم المَصَافّ، وتعجّب النّاس منه، فحسده. وكان حصل للسّلطان نوعُ ندمٍ على تورّطه في بلاد الرّوم، فحدّثه الملك القاهرة بما فِيهِ نوعٌ من الإنكار عليه، فأثّر أيضا عنده. فَلَمَّا عاد بَلَغَه أنّ النّاس يُثْنون على ما فعل الملك القاهر، فتخيّل فِي ذِهنه أنّه إذا سمّه كان هُوَ الَّذِي ذكره المنجّمون، فأحضره عنده يوم الخميس ثالث عشر المحرَّم لشُرْب القُمْز، وجعل السَّقْيَة فِي وُرَيْقة فِي جَيْبه. وكان للسّلطان ثلاث هنابات مختصّة به، كلّ هناب [3] مع ساقٍ، فَمَنْ أكرمه السّلطان ناوله هنابا منها.
فاتّفق قيام القاهر ليبزل [4] ، فجعل السّلطان ما فِي الوُرَيقة فِي الهناب، وأمسكه بيده، وجاء القاهر فناوله الهناب، فقبّل الأرض وشربه.
وقام السّلطان ليبزل فأخذ السّاقي الهناب من يد القاهر وملأه على العادة ووقف. وأتى السّلطان فتناول الهناب وشرِبه وهو لا يشعر أو نسي، فَلَمَّا شرب أفاق على نفسه، وعلم أنّه شرب من ذلك الهناب وفيه آثار من السُّمّ، فتخيّل وحصل له وَعَكٌ وتمرّض ومات.
__________
[1] بياض في الأصل مقدار ثلاث كلمات. والموجود في (المختار من تاريخ ابن الجزري) :
«ويتخلّق بأفعالهم في كثير من أوصافه» .
[2] في ذيل مرآة الزمان 3/ 272.
[3] الهناب: قدح الشراب.
[4] البزل البزال: التصفية، يبزل: يصفّي. (تكملة المعاجم العربية 1/ 327) .

(50/233)


وأمّا القاهر فمات من الغد.
ذكر العلّانيّ أنّه بَلَغَه ذلك من مطِّلِع على الأمور لا يشكّ فِي أخباره.
وقال شمس الدّين الْجَزَريّ [1] : فِي منتصف محرَّم يوم السّبت مات القاهر فجأةً. كان راكبا يسوق الخيل، فاشتكى فؤاده، فأسرع إِلَى بيت أخته زَوْجَة الملك الزّاهر لقُربه، فأدركه الموت فِي باب الدّار.
وَفِي «تاريخ» المؤيَّد: اختُلِف فِي سبب موت الظّاهر، فَقِيل: انكسف القمر كلُّه، وتكلَّم النّاس أنّه لموت كبير، فأراد الظّاهر صَرْفَ ذلك عَنْهُ، فاستدعى القاهر وسمَّ له القُمز وسقاه، ثُمَّ نسي وشرب من ذلك الهناب، فحصل له حُمَّى محرقة.
302- عزيَّة [2] بِنْت مُحَمَّد بْن عبدُ الملك بن عبد الملك بن يوسُف المقدسيّ.
روت عن ابن اللّتّيّ.
ماتت فِي صفر.
303- عتيق بْن عَبْد الجبّار [3] بْن عتيق.
العدل عماد الدّين أبو بَكْر الأَنْصَارِيّ، الصُّوفيّ، الشّاهد.
وُلِدَ بالإسكندريّة سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وستّمائة. وقدِم دمشق فسمع بها من: أَبِي مُحَمَّد بْن البُنّ، وزين الُأمَنَاء، وابن الزُّبَيْديّ.
وكان صدوقا، صالحا، متديّنا، متواضعا، من كتّاب الحُكْم، سقط فِي بِركة المقدّميّة وهو يتوضّأ، فاختنق ومات شهيدا في شوّال.
__________
[1] في المختار من تاريخ ابن الجزري 294.
[2] انظر عن (عزيّة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 65 ب.
[3] انظر عن (عتيق بن عبد الجبار) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 274.

(50/234)


كتب عَنْهُ الطَّلَبة، وأجاز لي مَرْويّاته.
فائدة، وهي:
عتيق بْن عَبْد الجبّار البَلَنْسيّ [1] الشّاهد، كتب للقُضَاة أربعين سنة.
ومات سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة. ذكره الأبّار.
304- عليّ بْن درباس [2] بْن يوسف.
الأمير جمال الدين الحُميْديّ.
ذكره اليُونينيّ [3] فقال: وُلِدَ سنة أربعٍ وستّمائة. وكان علي الهمَّة، وافر البِرّ والإفضال، جوادا، له مَهابة شديدة وسطوة وسياسة. ولمّا تُوُفِّيَ الملك الظّاهر أحضره نائب دمشق وحبسه وصادره، وكان فِي نفسه منه. ثُمَّ خرج وبقي بطّالا من الولاية فِي منزله بجبل قاسيون وخُبزه عليه.
ولمّا عُزِل تاب وأقلع عن المظالم، وبقي يصلّي باللّيل ويبكي.
وكان حسن المحاضرة، فاضلا [4] .
__________
[1] انظر عن (عتيق البلنسي) في: تاريخ الإسلام (521- 540 هـ.) ص 508 رقم 433.
[2] انظر عن (علي بن درباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 70 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 275، وعيون التواريخ 21/ 154- 156، والنجوم الزاهرة 7/ 276، وتاريخ ابن الفرات 7/ 107 وفيه: «علي بن دبيس بن يونس الحميدي» ، والوافي بالوفيات 21/ 102 رقم 50، وتالي كتاب وفيات الأعيان 173، 174.
[3] في ذيل مرآة الزمان 3/ 275.
[4] وقال ابن شاكر الكتبي: ولي عدة ولايات جليلة منها المرج، والغوطة، والبقاع العزيزي، وصيدا، وبيروت، ووادي التيم. فلما توفي الملك الظاهر قصده الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب السلطنة بالشام المحروس، وكان في قلبه منه فأحضره إلى دمشق واعتقله وغرّمه جملة طائلة وبقي في منزله بجبل الصالحية بطّالا إلى أن أدركته منيّته في سلخ رجب. وكان صرفه عن الولاية لطفا من الله تعالى به، فإنه لما صرف أقلع عن مظالم العباد وتاب إلى الله تعالى من العود إليها. ولما كان متولّي البقاع العزيزي كان معه مجيد الدين ابن الكويس ناظرا، وكان قبل ذلك قد جرى لديوان السكّر بدمشق جناية كبيرة اتصل خبرها بالأمير جمال الدين النجيبي نائب السلطنة بالشام، فقام فيها جدّ القيام وسمّر أحد من كان

(50/235)


تُوُفِّيَ آخر رجب.
305- عليّ بْن صالح [1] بْن عليّ بْن صالح بْن أبي عمامة.
القاضي عماد الدّين الْقُرَشِيّ، الْمصْرِيّ [2] .
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى، ودُفن بالقرافة [3] .
سمع ابن باقا [4] . وحدَّث [5] .
306- عليّ بْن أبي عَبْد الله بْن النّظام.
الْبَغْدَادِيّ، الطّبيب البارع، نجم الدّين.
مات ببغداد فِي شعبان.
307- علي بْن علي [6] بن إسفنديار بْن الموفَّق بْن أبي عليّ.
الواعظ، العالم، نجم الدّين، أبو عِيسَى الْبَغْدَادِيّ.
وُلِدَ سنة ستّ عشرة وستّمائة.
وسمع من: ابن اللّتّي، والحسين ابن رئيس الرؤساء، وعبد اللّطيف ابن القُبَّيْطيّ.
__________
[ () ] له فيها دخول على جمل وطاف به البلدان، فسمّيت تلك الواقعة وقعة الجمل، لتسمير ذلك الشخص على جمل، وبقي ذلك على ألسن الناس.
[1] انظر عن (علي بن صالح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 ب، وذيل التقييد 2/ 195 رقم 1424.
[2] كنيته: «أبو الحسن» .
[3] سمع على عبد القويّ بن عبد العزيز بن الجبّاب «السيرة النبويّة» لابن إسحاق، تهذيب ابن هشام. سمع عليه السيرة: «فخر الدين التوزري في سنة خمس وسبعين وستمائة في شعبان بمصر» .
[4] سمع عليه «مسند الشافعيّ» .
[5] وكان مولده بمصر سنة 95 هـ.
[6] انظر عن (علي بن علي) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 276، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 70 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والعبر 5/ 311، والبداية والنهاية 13/ 279، وشذرات الذهب 5/ 353، والسلوك ج 1 ق 2/ 648، وعيون التواريخ 21/ 156، 157، والنجوم الزاهرة 7/ 279، وتاريخ ابن الفرات 7/ 102، وعقد الجمان (2) 195.

(50/236)


وقدِم دمشق ووعظ فحصل له قَبُولٌ زائد، وازدحم النّاس على ميعاده لحُسن إيراده ولُطْف شمائله. وكان يتكلَّم فِي المحافل. وولي مشيخة المجاهديّة.
روى عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العطّار، وابن الخبّاز، وجماعة.
وكان حُلْو النّادرة، طيّب الأخلاق، لا يُمَلّ منه، ومجالسه نزِهة الوقت.
وفيه حُلْم زائد واحتمال.
حكى القاضي شهاب الدّين محمود أنّ ابن سمنديار [1] كان كثير المبيت عنده والمباسطة.
قَالَ: وكان يُحيي غالب اللّيل فِي [عمل] [2] الخير، ويُصبح يعمل المجلس، فتُرى عليه هيبة وجلالة، ولا يَمَلّ أحدٌ من المجلس.
قَالَ ابن خَلِّكان [3] : أَنَا أحكي الحكاية للشّيخ نجم الدّين، ثُمَّ يعيدها هُوَ، فأتمنّى أنّه لا يفرغها من تنميقه وفصاحته وبيانه [4] .
وقد استأذن الملك النّاصر فِي الوعظ فِي أيّام ابن الجوزيّ، فلم يأذَن له.
مات فِي رجب، ودفن بمقابر الصُّوفيّة، رحمه الله.
308- عليّ بْن عُمَر [5] بْن عليّ بْن حربون.
الْقُرَشِيّ، الإسكندرانيّ، الْمُقْرِئ، أبو الْحَسَن. عُرِف بالمهتدي.
__________
[1] هكذا رسمها في الأصل، وكتب فوقها: (كذا) . والصحيح «إسفنديار» .
[2] في الأصل بياض.
[3] لم أجد قوله في وفيات الأعيان.
[4] ومن شعره:
إذا زار بالجثمان غيري فإنني ... أزور مع الساعات ربعك بالقلب
وما كل ناء عن ديار بنازح ... ولا كلّ دان في الحقيقة ذو قرب
[5] انظر عن (علي بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 ب.

(50/237)


تُوُفِّيَ بالقاهرة، رحمه الله تعالى.
309- العماد بْن أبي العواقب.
رَجُل متميِّز، معروف.
قُتِلَ فِي داره بدرب العجم فِي ربيع الأوّل.
310- عُمَر بْن إلياس [1] بْن الخضِر بْن قُزغليّ.
الرّهاويّ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة بدمشق.
سمع ابن البرهان، وحدَّث.
311- عُمَر بْن عَبْد السّلام [2] .
أبو حَفْص الدُّنَيْسريّ.
حدَّث بمصر عن: ابن اللّتّيّ.
ومات فِي صفر [3] .
312- عُمَر [4] .
الشَّيْخ شرف الدّين النّهاونديّ، الصُّوفيّ، المعروف بالرّمّال.
قَالَ اليُونينيّ [5] : تُوُفِّيَ بمصر وقد جاوز التّسعين، وكان صالحا، زاهدا، متعبّدا، كثير الأسفار، مشهورا.
مات فِي صفر.
__________
[1] انظر عن (عمر بن إلياس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 أ.
[2] انظر عن (عمر بن عبد السلام) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 294، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 65 ب.
[3] وصفه البرزالي بالشيخ الصالح. وقال: مولده سنة سبع وستمائة.
[4] انظر عن (عمر النهاوندي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 65 أ، ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 279.
[5] في ذيل المرآة.

(50/238)


313- عنبر [1] .
عتيق الفخر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الفارسيّ، الصّوفيّ.
روى عن مولاه.
ومات فِي ربيع الآخر.
- حرف الفاء-
314- فريدون [2] بن همايون [3] بن زرّين كمر.
أبو المناقب الدَّيْلميّ، الشّيرازيّ.
روى مجلس رزق الله عن أبي بَكْر بن سابور.
كتب عنه: الشّريف، وسعد الدّين مسعود، وشمس الدّين بن جعوان، والطّلبة.
ومات في ذي القعدة بمصر عن بضعٍ وستّين سنة.
وسمع أيضا من مُكْرم.
315- فوارس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز.
الغسّانيّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ، الصّدر الكبير، وجيهُ الدّين.
سمع: مُحَمَّد بْن عماد، وجماعة.
وله مشيخة.
تُوُفِّيَ فِي شهر شعبان، رحمه الله.
- حرف الميم-
316- محمد بن أحمد بن منظور [4] .
__________
[1] انظر عن (عنبر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 ب.
[2] انظر عن (فريدون) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 ب.
[3] هكذا في الأصل. وفي المقتفي: «همام» .
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن منظور) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 280- 281، والوافي بالوفيات 2/ 104 رقم 425، والمقفى الكبير 5/ 281 رقم 1850.

(50/239)


الإِمَام الزّاهد، أبو عَبْد الله الكِنانيّ، الْمصْرِيّ، العسقلانيّ.
شيخ صالح عارف له أتباع ومريدون، وزاوية بالمقس.
حدّث عن: أبي الفُتُوح الحلاجليّ.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والدّواداريّ.
وتُوُفِّي فِي رجب.
وكان فقيها فاضلا عاش ثمانين سنة. وله صِلَة وصَدَقَة.
317- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَبْد الواحد بْن عَليّ بْن سُرُور.
الشَّيْخ الإِمَام، قاضي القضاة، شمس الدّين أبو بكر ابن الشَّيْخ العماد المقدسيّ. الصّالحيّ، الحنبليّ.
وُلِدَ فِي صفر سنة ثلاثٍ وستّمائة.
وسمع: أَبَا اليُمْن الكِنْديّ، وأبا القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وابن ملاعب والشّيخ الموفّق وتفقّه عليه، وأبا عبد الله بن البنّاء الصُّوفيّ، ومحمد بْن كامل التَّنُوخيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن سيدهم.
وحضر على عُمَر بْن طَبَرْزَد، وسمع ببغداد من: الفتح بْن عَبْد السّلام، وعُمَر بْن كرم الحمّاميّ، وعبد السّلام الدّاهريّ، وابن روزبه، وجماعة.
وسكنها وتأهّل بها، وجاءته الأولاد، فأسمعهم من الكاشْغَريّ، وغيره.
ثُمَّ ارتحل وسكن الدِّيار المصريّة فِي سنة بضْعٍ وأربعين، ورأَسَ بها فِي مذهب أَحْمَد، وصار شيخ الإقليم وحاكمه، وشيخ الخانقاه السّعيديّة فِي الأيّام
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 279، 280، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 64 ب، والعبر 5/ 311، 312، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والمعين في طبقات المحدّثين 215 رقم 2242، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، ودول الإسلام 2/ 178، والوافي بالوفيات 2/ 9، 10 رقم 263، وذيل التقييد 1/ 91، 92 رقم 98، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 294، والدليل الشافي 2/ 579، وشذرات الذهب 5/ 353، والسلوك ج 1 ق 2/ 648، وعقد الجمان (2) 193، والمنهل الصافي 2/ 9 رقم 292.

(50/240)


الظّاهريّة. وكان إماما محقّقا، كثير الفضائل، صالحا، خيّرا، حَسَنِ البِشْر، مليح الشّكْل، كثير النّفع والمحاسن. وقد نالته محنةٌ ذكرناها فِي الحوادث.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والقاضي سعد الدّين الحارثيّ، والشّيخ عليّ النّشّار، والشيخ قُطْبُ الدّين عَبْد الكريم وقال: هُوَ أوّل شيخٍ سمعت منه، وذلك فِي سنة أربعٍ وسبعين، وطائفة.
وكان حَسَن السَّمْت، مَهيبًا، له مشاركة فِي عدّة فنون، ويعرف كلام الصّوفيَّه، ويتكلَّم على طريقتهم فيما بلغني. وتُحكى عَنْهُ كرامات ومكاشفات.
وكان كثير البِرّ والإيثار للفقهاء، حَسَن التّواضع، كبير القدر.
وقد عزل عن القضاء في سنة سبعين، وحُبس سنتين بالقلعة. ثُمَّ أُطلق ولزِم بيته يدرّس ويُفتي ويُشغل، ويروي الحديث إِلَى أن تُوُفِّي فِي الثّاني والعشرين من المحرَّم بالقاهرة.
وقد سمعت من ولديه أَحْمَد وزينب.
وقد خرّج شيخنا ابن الظّاهريّ له معجما حدَّث به، سوى الجزء العاشر.
قَالَ الحافظ عَبْد الكريم: سمعتُ منه «صحيح مُسْلِم» بسماعه من ابن الحَرَسْتانيّ. قَالَ: وسمع بمكة من أبي الْعَبَّاس القسطلانيّ، وبحلب من أبي مُحَمَّد ابن الأستاذ، وبحرّان من أَحْمَد النّجّار، وبالمَوْصِل من عُمَر بْن معالي.
318- مُحَمَّد بْن حياة [1] بْن يحيى.
القاضي، الإِمَام، الزّاهد، تقيّ الدّين الشّافي، الرّقّيّ. كان من خيار القضاة وصلحائهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حياة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 64 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والوافي بالوفيات 3/ 29، 30 رقم 906، والسلوك ج 1 ق 2/ 648، وذيل مرآة الزمان 3/ 281، 282.

(50/241)


ولّاه الملك الظّاهر قضاء حمص. وكان يعرفه قديما ويثق بدينه، فزاره بحمص فِي بيته، وقال: أَطْعِمنا شيئا. فأحضر مأكولا، وأكل منه أوّلا، فابتسم السّلطان، وأكل وفرَّق على خواصّه. ثُمَّ ندبه لقضاء حلب. وكان محمود السّيرة، متين الدّيانة.
حجّ وتُوُفِّي إِلَى رحمة [1] الله بتَبُوك راجعا فِي المحرَّم.
وكان عديم التكلُّف. سار إِلَى قضاء حلب على حمارٍ مع المَكَاريّة، ولم يتّخذ بغلة.
وقد ناب فِي القضاء لابن الصّائغ، وأَمَّ بالعادليّة.
319- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن مُهَنَّا بْن مخلوف.
الإسكندرانيّ، أبو عَبْد الله.
سمع الكثير. وحجَّ ومات فِي الرَّجْعة فِي المحرَّم [3] .
سمع من ابن عماد «الخِلَعيّات» كاملة.
320- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [4] بن عثمان.
المفتي الإمام، عماد الدّين ابن الشّمّاع الماردينيّ، الحنفيّ، مدرِّس مدرسة [قصّاعين] [5] وغيرها. وإمام مقصورة الحنفيّة، ومدرِّس الصّادريّة.
كان ديِّنًا خيرا، من علماء الحنفيّة المذكورين بالسّماحة والكرم.
توفّي كهلا في رجب.
__________
[1] في الأصل: «رحمت» بالمدّ.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 64 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 294، والمقتفي الكبير 6/ 53، 54 رقم 2449.
[3] مولده سنة 605 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 ب، والوافي بالوفيات 3/ 281 رقم 1324، والجواهر المضيّة 2/ 85، والدارس 1/ 413، 435، وذيل مرآة الزمان 3/ 282.
[5] في الأصل بياض. والمستدرك من المصادر.

(50/242)


323- مُحَمَّد بْن شجاع [1] بْن عليّ بْن سالم.
الشّيخ محيي الدّين ابن الكمال الضّرير، الهاشميّ، العبّاسيّ.
سبط أبي القاسم الشّاطبيّ.
وُلِدَ سنة أربع عشرة.
وسمع من: ابن باقا، وجماعة.
وحدَّث. وكان أديبا فاضلا له النَّظْم والنَّثْر.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة بمصر.
322- مُحَمَّد بْنُ عُمَرَ [2] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الواحد بْن هلال.
الصّدر الجليل، عماد الدّين، ابن المولى كمال الدّين الأزْديّ، الدّمشقيّ، ناظر الأيتام.
وُلِدَ سنة اثنتين وستمائة.
وسمع من: أبي القاسم بْن صَصْرى، وجماعة.
وحدَّث. وكان عدْلًا، مأمونا، ديِّنًا، خيِّرًا، صاحب مكارم ولُطْف وحُسْن محاضرة. ولي نظر الأيتام مدّة سنين، وحُمِدت سيرته.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة وله أربعٌ وسبعون سنة. وهو من بيتٍ مشهورٍ بالعدالة والرّئاسة ورواية العلم.
ثنا عنه الشّيخ عليّ بن العطّار [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن شجاع) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 282، والمختار من تاريخ ابن الجزري 294 وفيه: «أبو الفضل محمد بن الشيخ كمال الدين علي بن شجاع الضرير» .
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 ب، والمقفّى الكبير 6/ 416 رقم 2905، وذيل مرآة الزمان 3/ 282، 283.
[3] هو: علي بن إبراهيم بن داود بن سليمان، أبو الحسن علاء الدين الدمشقيّ ابن العطار الشافعيّ المفتي. توفي سنة 724 هـ. (معجم شيوخ الذهبي 352 رقم 507) .

(50/243)


323- مُحَمَّد بْن أبي ذكري [1] يحيى بْن عَبْد الواحد بْن أبي حَفْص عُمَر الهِنْتيّ.
السّلطان، أبو عَبْد الله البَرْبريّ، صاحب تُونُس وإفريقية.
مات فِي حادي عشر ذي الحجّة بتُونس، وكانت دولته سبعا وعشرين سنة أو أكثر. ولَقَبُه المستنصر باللَّه، وولي بعده ابنه.
324- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن إِبْرَاهِيم [2] .
عفيف الدّين الشّاغوريّ، مؤذّن القلعة.
حدَّث عن: ابن الزُّبَيْديّ [3] .
وتُوُفِّي فِي صفر.
ثنا عَنْهُ إِسْحَاق الآمِديّ. وولد تقريبا سنة ستّمائة.
325- محمود بْن عليّ [4] بْن أبي القاسم.
الغسّال.
أحد من سمع الكثير من ابن عَبْد الدّائم، وطبقته، وحصَّل، وأثبت له الطَّلَبة.
وحجّ فتُوُفِّيَ فِي أيّام مِنَى. وما أظنّه حدَّث.
326- منكبا بْن عُمَر [5] بن منكبا.
الَأسَديّ، الْمصْرِيّ، مجاهد الدّين.
حدَّث عن: يوسف بْن المخيليّ، وقيماز المعظّميّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي ذكري) في: الوافي بالوفيات 5/ 202- 204 رقم 2264، وشرح رقم الحلل للسان الدين ابن الخطيب 209، 219.
[2] انظر عن (محمد بن أبي بكر بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 65 ب، وذيل التقييد 1/ 106 رقم 132.
[3] وسمع منه «صحيح البخاري» . وكان حدّث به مع 27 شيخا في سنة 666 بجامع دمشق، بقراءة شرف الدين الفزاري.
[4] انظر عن (محمود بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 أ.
[5] انظر عن (منكبا بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 71 أ.

(50/244)


وكان فاضلا شاعرا.
توفّي في رمضان. ويدعى أيضا تركانشاه كما تقدّم.
وكان محدّثا كثير الفضائل.
- حرف النون-
327- نصر بن عبيد [1] .
الشّيخ أبو الفتح السّواديّ، المقدّميّ، الحنبليّ، المقرئ الصّالحيّ.
ولد سنة ستّمائة بقريته من السّواد، واشتغل بجبل قاسيون وسمع من:
ابن الزُّبَيْديّ، والإربِليّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن الخباز، والدّواداريّ، وابن العطّار، وغيرهم.
وكان صالحا، زاهدا، فاضلا، خيِّرًا.
وهو والد العدل زين الدّين عَبْد الرَّحْمَن الحنفيّ، والشّيخ أَحْمَد الْمُقْرِئ.
تُوُفِّيَ فِي رجب.
328- نعمة بْن مُحَمَّد بْن نعمة بن أَحْمَد.
أبو الشُّكْر النّابلسيّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّمائة.
وسمع من: ابن الزُّبَيْديّ، والعَلَم السّخاويّ، وابن الصّلاح.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار.
مات فِي جُمَادَى الآخرة.
- حرف الْيَاءِ-
329- يَحْيَى بْن زكريّا [2] بْن مسعود.
__________
[1] انظر عن (نصر بن عبيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69 أ، ب، وذيل التقييد 2/ 293 رقم 1659.
[2] انظر عن (يحيى بن زكريا) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 63 ب، 64 أ، والعبر 5/ 312.

(50/245)


الشَّيْخ، الْمُقْرِئ، الزّاهد، أبو زكريّا المنبجيّ [1] .
كان شيخا صالحا، خيِّرًا، عابدا، مجوِّدًا للقرآن. عرض على الشَّيْخ أبي عَبْد الله الفاسيّ، وتصدّر بجامع دمشق للإقراء والتّلقين.
وكانت له حلقة كبيرة.
وحدّث عن أبي القاسم بْن رواحة، وغيره.
وتخرَّج به جماعة. وأقرأ زمانا.
تُوُفِّيَ فِي خامس المحرَّم [2] .
330- يحيى بْن شرف [3] بْن مُرّي بْن حسن بْن حُسَيْن.
مفتي الأمَّة، شيخ الإِسْلَام، محيي الدّين، أبو زكريّا النّواويّ، الحافظ، الفقيه، الشّافعيّ، الزّاهد، أحد الأعلام.
__________
[1] تصحّفت النسبة في العبر إلى: «المنيحي» .
[2] ومولده في العشر الأول من ربيع الأول سنة عشرين وستمائة.
[3] انظر عن (يحيى بن شرف) في: المقتفي 1/ ورقة 70 أ، ب، وزبدة الفكرة 9/ ورقة، 90 ب، ونهاية الأرب 30/ 383، 384، ودول الإسلام 2/ 178، والعبر 5/ 312، 313، والمعين في طبقات المحدّثين 215 رقم 2243، وتذكر الحفاظ 4/ 1470، والإعلام بوفيات الأعلام 282، وذيل مرآة الزمان 3/ 283، ومرآة الجنان 4/ 182- 186، والبداية والنهاية 13/ 278، 279، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 165، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 476، 477، رقم 1162، وفوات الوفيات 4/ 264 رقم 568، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة، ورقة 218، والسلوك ج 1 ق 2/ 648، وعقد الجمان (2) 194، 195، والنجوم الزاهرة 7/ 278، وكشف الظنون 59/ 70، 96، 97، 115، 200، 210، 244، 340، 379، 398، 465، 490، 504، 550، 557، 688، 717، 915، 936، 1039، 1162، 1188، 1613، 1648، 1694، 71833 1838، 1859، 1873، 1877، 1982، 2025، وحسن المحاضرة 2/ 75 وتاريخ الخلفاء 483، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 225- 227، وتاريخ ابن سباط 1/ 456، ومفتاح السعادة 1/ 182، والدارس 1/ 23، وإيضاح المكنون 1/ 252 و 2/ 152، 199، 475، وتاريخ الخميس 2/ 424، ومعجم المؤلفين 11/ 302، 303، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 9- 13 رقم 454، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 242، وشذرات الذهب 5/ 354، والأعلام 9/ 184، وتاريخ ابن الوردي 2/ 236، وعيون التواريخ 21/ 160- 161، ومختصر تاريخ الإسلام، ورقة 290، وطبقات الحفاظ 510، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 187 رقم 1128.

(50/246)


وُلِدَ فِي العَشْر الأوسط من المحرَّم سنة إحدى وثلاثين بنَوى. وجدّهم هُوَ حُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جُمعة بن حزام الحِزَاميّ، بحاء مهملة وزاي.
نزل حُسَيْن بالجولان بقرية نَوَى على عادة العرب، فأقام بها ورزقه الله ذُرّيَّة إِلَى أن صار منهم عددٌ كثير.
قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين: كان بعض أجدادي يزعم أنّها نسبة إِلَى حزام والد حكيم بْن حِزام، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وهو غلط.
والنَّووي بحذْف الألِف، ويجوز إثباتها.
حكى والده لشيخنا أبي الْحَسَن بْن العطّار أن الشَّيْخ كان نائما إِلَى جنبه وهو ابن سبْع سنين ليلة السّابع والعشرين من رمضان، قَالَ: فانتبه نحو نصف اللّيل وأيقظني وقال: يا أَبَه ما هَذَا الضّوء الَّذِي قد ملأ الدّار؟ فاستيقظ [أهلي] [1] كلّهم، فلم نر شيئا، فعرفت أنّها ليلة القدر.
وقال ابن العطّار: ذكر لي الشَّيْخ ياسين بْن يوسف المُرّاكِشيّ، رحمه الله قَالَ: رَأَيْت الشَّيْخ محيي الدّين وهو ابن عشر بنَوَى والصّبيان يُكرهونه على اللِّعب معهم، وهو يهرب ويبكي، ويقرأ القرآن فِي [ذلك] [2] الحال، فوقع فِي قلبي محبّتُه. وجعله أَبُوهُ فِي دُكّانٍ بالقرية، فجعل لا يشتغل بالبيع [والشراء] [3] عن القرآن، فوصَّيْت الَّذِي يُقرِئه وقلت: هَذَا يُرجى أن يكون أعلم أَهْل زمانه. ف (....) [4] وقال لي: أَمُنَجّمٌ أنت؟ قلت: لا، إنّما أنطقني الله بِذَلِك.
فذكر ذلك لوالده فحرص عليه ( ... ) [5] وقد ناهَزَ الاحتلام.
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] في الأصل بياض.
[3] في الأصل بياض.
[4] في الأصل بياض.
[5] في الأصل بياض.

(50/247)


قَالَ ابن العطّار: قَالَ لي الشَّيْخ: فَلَمَّا كان لي تسع عشرة سنة قدِم بي والدي إِلَى دمشق فِي سنة تسع وأربعين فسكنتُ المدرسة الرّواحية، وبقيتُ نحو سنتين لم أضع جنْبي إِلَى الأرض. وكان قُوتي بها جراية المدرسة لا غير.
وحفظت «التّنبيه» فِي نحو أربعة أشهر ونصف.
قَالَ: وبقيت أكثر من شهرين أو أقلّ لما قرأت: يجب الغُسْل من إيلاج الحشفة فِي الفَرْج، أعتقد أنّ ذلك قرقرة البطن. وكنت أستحمّ بالماء البارد كلّما قرقر بطني.
قَالَ: وقرأت حِفْظًا رُبع «المهذَّب» فِي باقي السّنة، وجعلت أشرح وأصحِّح على شيخنا كمال الدّين إِسْحَاق بْن أَحْمَد المغربيّ، ولازَمْتُه فأُعجِب بي وأحبّني، وجعلني أُعيد لأكثر جماعته. فَلَمَّا كَانَتْ سنة إحدى وخمسين حججتُ مع والدي، وكانت وقْفَة جُمعة، وكان رحيلنا من أوّل رجب، فأقَمْنا بالمدينة نحوا من شهر ونصف.
فذكر والده قَالَ: لمّا توجّهنا من نَوَى أَخَذَتْه الحُمّى، فلم تفارقْه إِلَى يوم عرفة، ولم يتأوَّه قَطَّ.
ثُمَّ قدِم ولازَم شيخه كمال الدّين إِسْحَاق.
قَالَ لي أبو المفاخر مُحَمَّد بْن عَبْد القادر القاضي: لو أدرك القُشَيْريُّ شيخكَم وشيخَه لما قدّم عليهما فِي ذِكره لمشايخها، يعني الرّسالة، أحدا لِما جُمع فيهما من العِلم والعمل والزُّهد والورع والنُّطْق بالحِكَم.
قَالَ: وذكر لي الشَّيْخ أنّه كان يقرأ كلّ يوم اثني عشر درسا على المشايخ شرحا وتصحيحا، درسين فِي «الوسيط» ودرسين فِي «المهذّب» ودرسا فِي «الجمع بين الصّحيحين» ودرسا فِي «صحيح مُسْلِم» ، ودرسا فِي «اللُّمَع» لابن جَنّيّ، ودرسا فِي «إصلاح المنطق» لابن السِّكّيت، ودرسا فِي «التّصريف» ، ودرسا فِي أصول الفِقْه، تارة فِي «اللُّمَع» لأبي إِسْحَاق، وتارة فِي «المنتخب» لفخر الدّين، ودرسا فِي أسماء الرجال، ودرسا فِي أصول الدّين.

(50/248)


وكنتُ أعلِّق جميع ما يتعلَّق بها من شرح مُشْكل، ووضوح عبارة، وضبْط لُغة، وباركَ الله لي فِي وقتي. وخطر لي الاشتغال بعِلم الطّبّ، فاشتريت كتاب «القانون» فِيهِ، وعزمتُ على الاشتغال فِيهِ، فأظلم عليَّ قلبي، وبقيت أيّاما لا أقدر على الاشتغال بشيء، ففكّرت فِي أمري، ومِن أَيْنَ دخل عليَّ الدّاخل، فألهمني الله أنّ سببه اشتغالي بالطّبّ، فبعث «القانون» فِي الحال، واستنار قلبي.
وقال: كنت مريضا بالرّواحيّة، فبينا أَنَا فِي ليلة فِي الصّفّة الشّرقيّة منها، وأبي وإخوتي نائمون إِلَى جنْبي إذ نشّطني الله وعافاني من ألمي، فاشتاقت نفسي إِلَى الذِّكْر، فجعلت أُسبِّح، فبينا أَنَا كذلك بين السّرّ والجهر، إذ شيخ حَسَن الصّورة، جميل المنظر، يتوضّأ على البِرْكة فِي جوف اللّيل، فَلَمَّا فرغ أتاني وقال: يا ولدي لا تذكُر الله تُشوِّش على والدك وإخوتك وأهل المدرسة. فقلت: من أنت؟ قَالَ: أَنَا ناصحٌ لك، ودعني أكون مَن كنت.
فوقع فِي نفسي أنّه إبليس فقلت: أعوذ باللَّه من الشّيطان الرّجيم، ورفعتُ صوتي بالتّسبيح، فأعرض ومشى إِلَى ناحية باب المدرسة، فانتبه والدي والجماعة على صوتي، فقمت إِلَى باب المدرسة فوجدته مقفلا، وفتّشتها فلم أجد فيها أحدا غير أهلها. فقال لي أبي: يا يحيى ما خَبَرُك؟
فأخبرته الخبر، فجعلوا يتعجّبون، وقعدنا كلّنا نسبِّح ونذكر.
قلت: ثُمَّ سمع الحديث، فسمع «صحيح مُسْلِم» من الرّضَى ابن البرهان. وسمع «صحيح البخاريّ» و «مسند أحمد» ، و «سنن أبي داود» ، والنّسائيّ، وابن ماجة، و «جامع التّرمذيّ» و «مسند الشّافعيّ» و «سنن الدّارقطنيّ» و «شرح السُّنّة» وأشياء عديدة.
وسمع من: ابن عَبْد الدّائم، والزّين خَالِد، وشيخ الشّيوخ شرف الدّين عَبْد الْعَزِيز، والقاضي عماد الدّين عَبْد الكريم بْن الحَرَسْتانيّ، وأبي مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن سالم الأنباريّ، وأبي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بْن أبي اليسر، وأبي

(50/249)


زكريّا يحيى بْن الصَّيْرفيّ، وأبي الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن البكريّ، والشّيخ شمس الدّين أبي الفرج عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمَر، وطائفة سواهم.
وأخذ علم الحديث عن جماعة من الحفّاظ، فقرأ كتاب «الكمال» لعبد الغنيّ الحافظ، على أبي النّقا خَالِد النّابلسيّ، وشرح مسلما ومعظم «الْبُخَارِيّ» على أبي إِسْحَاق بْن عِيسَى المراديّ.
وأخذ أُصول الفِقْه عن القاضي أبي الفتح التّفليسيّ، قرأ عليه «المنتخب» وقطعة من «المستصفى» للغزاليّ.
وتفقّه على الإِمَام كمال الدّين إِسْحَاق المغربيّ ثُمَّ المَقْدِسيّ، والإمام شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن نوح المقدسيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، وعزّ الدين عُمَر بْن أسعد الإرِبليّ.
وكان النَّووي يتأدَّب مع هَذَا الإرِبليّ، ربّما قام وملأ الإبريق ومشى به قُدّامه إِلَى الطّهارة.
والإمام كمال الدّين سلّار بْن الْحُسَيْن الإربليّ، ثُمَّ الحلبيّ صاحب الإِمَام أبي بَكْر الماهانيّ.
وقد تفقّه الثّلاثة الأوّلون على ابن الصّلاح، رحمه الله.
وقرأ النّحو على فخر الدّين المالكيّ، والشّيخ أَحْمَد بْن سالم الْمصْرِيّ.
وقرأ على ابن مالك كتابا من تصانيفه، وعلّق عَنْهُ أشياء.
أَخَذَ عَنْهُ: القاضي صدر الدّين سُلَيْمَان الجعبريّ خطيب داريّا، والشّيخ شهاب الدّين أَحْمَد بْن جعوان، والشّيخ علاء الدّين عليّ بْن العطّار، وأمين الدّين سالم بن أبي الدُرّ، والقاضي شهاب الدّين الإربِديّ.
وروى عَنْهُ: ابن العطّار، والمِزّيّ، وابن أبي الفتح، وجماعة كثيرة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُوَفَّقِ الْفَقِيهُ: أنا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ الْفَقِيهُ، أنا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ الْحَافِظُ.
ح وَأَنْبَأَتْنَا سِتُّ الْعَرَبِ بِنْتُ يَحْيَى قَالا: أنا زَيْدُ بْنُ الحسن، أنا

(50/250)


الْمُبَارَكُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ ثنا شَيْبَانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ أُعْطِهَا [1] وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ شَيْبَانَ. وقرأت بخطّ نجم الدّين ابن الخبّاز: أنبَا الإِمَام محيي الدّين النّوويّ، أَنَا عبد الرحمن ابن أبي عمر بن قدامة الفقيه، أنا أبو عَبْد الله بْن الزُّبَيْديّ، أَنَا أبو الوقت فذكر أوّل حديث فِي الصّحيح.
قَالَ شيخنا ابن العطّار: ذكر لي شيخنا رحمه الله أنّه كان لا يضيّع له وقتا فِي ليلٍ ولا نهار إلّا فِي وظيفةٍ من الاشتغال بالعِلم حَتَّى فِي ذهابه فِي الطّريق يكرّر أو يطالع. وأنّه بقي على هَذَا نحو ستّ سنين، ثُمَّ اشتغل بالتّصنيف والاشتغال والنُّصح للمسلمين ووُلاتهم، على ما هُوَ عليه من المجاهدة لنفسه، والعمل بدقائق الفِقْه، والحرص على الخروج من خلاف العلماء والمراقبة لأعمال القلوب وتصفيتها من الشّوائب. يُحاسب نفسه على الخطْرة بعد الخطْرة.
وكان محقّقا فِي علِمه وفنونه، مدقّقا فِي عِلمه وشئونه، حافظا لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عارِفًا بأنواعه من صحيحه وسقيمه وغريب ألفاظ واستنباط فِقهه، حافظا للمذهب وقواعده وأُصوله، وأقوال الصّحابة والتّابعين، واختلاف العلماء ووفاقهم. سالكا فِي ذلك طريقة السَّلَف. قد صرف أوقاته كلّها فِي أنواع العِلم والعمل بالعِلم.
قَالَ: فذكر لي صاحبنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح الحنبليّ قَالَ:
كنت ليلة فِي أواخر اللّيل بجامع دمشق والشّيخ واقف يُصلّي إِلَى سَارِيَة فِي ظُلْمة، وهو يردّد قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ 37: 24 [2] مرارا بحُزنٍ وخشوع، حَتَّى حصل عندي من ذلك ما الله به عليم.
__________
[1] كذا في الأصل. وفي رياض الصالحين للإمام النووي، طبعة دار الكتاب العربيّ، ص 329 رقم الحديث 1322: أعطيها.
[2] سورة الصافات، الآية 24.

(50/251)


قَالَ: وكان إذا ذكر الصّالحين ذكرهم بتعظيم وتوقير، وذكر مناقبهم وكراماتهم، فذكر لي شيخنا وليّ الدّين عليّ المقيم ببيت لِهْيا قَالَ: مرضتُ بالنِّقْرِس فعادني الشَّيْخ محيي الدّين، فَلَمَّا جلس شرع يتكلَّم في الصّبر، فبقي كلما تكلّم جعل الألم يذهب قليلا قليلا. فلم يزل يتكلّم حَتَّى زال جميع الألم. وكنت لا أنام فِي اللّيل، فعرفت أنّ زوال الألم من بركته.
وقال الشَّيْخ رشيد الدّين ابن المعلّم. عذلتُ الشَّيْخ فِي عدم دخول الحمّام، وتضييق عيشه فِي أكله ولبْسه وأحواله، وقلت: أخشى عليك مرضا يُعطّلك عن أشياء أفضل ممّا تقصده.
فقال: أن فلانا صامَ وعبد الله حَتَّى اخضرّ. فعرفتُ أنّه ليس له غرض فِي المُقام فِي دارنا هَذِهِ، ولا يلتفت إِلَى ما نَحْنُ فِيهِ.
قَالَ: ورأيت رجلا قشّر خيارة ليُطعمه إيّاها، فامتنع وقال: أخشى أن ترطّب جسمي وتجلب النّوم.
قَالَ: وكان لا يأكل فِي اليوم واللّيلة إلّا أكلة بعد العشاء الآخرة. ولا يشرب إلّا شُربةً واحدة عند السَّحَر. ولا يشرب الماء المبرَّد، ولا يأكل فاكهة، فسألته عن ذلك فقال: دمشق كثيرة الأوقاف وأملاك المحجوز عليهم، والتّصرّف لهم لا يجوز إلّا على وجه الغبطة، والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها خلاف والنّاس لا يفعلونها إلّا على جزءٍ من ألف جزء لمالكٍ فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك؟
وقال لي شيخنا مجد الدّين أبو عَبْد الله بن الظّهير: ما وصل بالشّيخ تقي الدّين ابن الصّلاح إِلَى ما وصل إليه الشَّيْخ محيي الدّين من العِلم فِي الفِقْه والحديث واللّغة وعذوبة اللّفْظ.
فصل
وقد نفع الله تعالى الأمَّة بتصانيفه، وانتشرت فِي الأقطار، وجُلبت إِلَى

(50/252)


الأمصار، فمنها: «المنهاج في شرح مسلم» ، و «كتاب الأذكار» ، و «كتاب رياض الصّالحين» ، و «كتاب الأربعين حديثا» ، و «كتاب الإرشاد» في علوم الحديث، و «كتاب التّيسير» في مختصر الإرشاد المذكور، و «كتاب المبهمات» ، و «كتاب التّحرير في ألفاظ التّنبيه» ، و «العمدة في صحيح التّنبيه» ، و «الإيضاح» في المناسك، و «الإيجاز» فِي المناسك، وله أربع مناسك أُخَر.
وكتاب «التّبيان فِي آداب حملة القرآن» ، وفتاوى له. و «الرّوضة» في أربع مجلّدات، و «المنهاج» في المذهب، و «المجموع» فِي شرح المهذّب، بلغ فِيهِ إِلَى باب المطرة فِي أربع مجلّدات كِبار. وشَرَح قطعة من الْبُخَارِيّ، وقطعة جيّدة من أوّل «الوسيط» ، وقطعة فِي «الأحكام» ، وقطعة كبيرة فِي «تهذيب الأسماء واللّغات» ، وقطعة مسوّدة فِي طبقات الفُقهاء، وقطعة فِي التّحقيق فِي الفِقْه، إِلَى باب صلاة المسافر.
قَالَ ابن العطّار: وله مُسَوَّدات كثيرة، ولقد أمرني مرّة ببيع كراريس نحو ألف كرّاس بخطّه، وأمرني بأن أقف على غسْلها فِي الوراقة، فلم أخالف أمره، وَفِي قلبي منها حَسَرات.
وقد وقف الشَّيْخ رشيد الدّين الفارقيّ على «المنهاج» فقال:
اغتنى بالفضل يحيى فاغتنى ... عن بسيط بوجيز نافعِ
وتحلّى بتُقاه وفضله ... فتجلّى بلطيف جامعِ
ناصبا أعلام علم جازما ... بمقالٍ رافعا للرافعي
فكأنّ ابن صلاح حاضرٌ ... وكأنّ ما غاب عنّا الشّافعي
وكان لا يقبل من أحدٍ شيئا إلّا فِي النّادر ممّن لا له به عُلقة مِن إقراء.
أهدى له فقير مرّة إبريقا فقبِله. وعزم عليه الشَّيْخ برهان الدّين الإسكندرانيّ أن يُفطر عنده فِي رمضان فقال: أحضر الطّعام إِلَى هنا ونفطر جملة. قَالَ أبو الْحَسَن: فأفطرنا ثلاثتنا على لونين من طعام أو أكثر.
وكان الشَّيْخ يجمع إدامين ببعض الأوقات. وكان أمّارا بالمعروف نهّاء

(50/253)


عَن المنكر، لَا تأخذه فِي اللَّه لومةُ لائم. يواجه الملوك والجبابرة بالإنكار، وَإِذَا عجز عن المواجهة كتب الرسائل. فممّا كتبه وأرسلني فِي السّعي فِيهِ وهو يتضمَّن العدل فِي الرّعيّة وإزالة المكوس. وكتَب معه فِي ذلك شيوخنا الشَّيْخ شمس الدّين، والزّواويّ، والشّريْشيّ، والشيخ إبراهيم بن الأرمويّ، والخطيب ابن الحَرَسْتانيّ، ووضعها فِي ورقة إِلَى الخَزْنَدَار، فيها:
من عَبْد الله يحيى النّواويّ، سلام الله ورحمته وبركاته على المولى المحسن، ملك الأمراء بدْر الدّين أدام الله له الخيرات، وتولّاه بالحسنات، وبلّغه من خيرات الدُّنيا والآخرة كلّ آماله، وبارك له فِي جميع أحواله آمين، وينهى إِلَى العلوم الشريفة أنّ أَهْل الشّام فِي ضيقٍ وضعف حال بسبب قلّة الأمطار وغلاء الأسعار.. وذكر فصلا طويلا فلمّا وقف على ذلك أوصل الورقة الّتي فِي طيّها إِلَى السّلطان، فردّ جوابها ردّا عنيفا مؤلما، فتنكّدت خواطر الجماعة.
وله غير رسالة إِلَى الملك الظّاهر فِي الأمر بالمعروف.
قَالَ ابن العطّار: وقال لي المحدّث أبو الْعَبَّاس بْن فرح، وكان له ميعادان فِي الجمعة على الشَّيْخ يشرح عليه فِي الصّحيحين، قَالَ: كان الشَّيْخ محيي الدّين قد صار إليه ثلاث مراتب، كلّ مرتبة منها لو كَانَتْ لشخصٍ شُدّت إليه الرحال. المرتبة الأولى: العِلم. والثّانية: الزُّهد. والثّالثة: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر.
سافر الشَّيْخ إِلَى نوى وزار القدس والخليل وعاد إِلَى نوى، وتمرّض عند أَبِيهِ. قَالَ ابن العطّار: فذهبتُ لعيادته ففرح ثُمَّ قَالَ لي: ارجع إِلَى أهلك. وودّعته وقد أشرف على العافية، وذلك يوم السّبت. ثُمَّ تُوُفِّيَ ليلة الأربعاء.
قَالَ: فبينا أَنَا نائم تلك اللّيلة إذ منادٍ ينادي على سُدّة جامع دمشق فِي يوم جمعة: الصّلاة على الشَّيْخ ركن الدّين الموقّع. فصاح النّاس لذلك.
فاستيقظت فقلت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون. فَلَمَّا كان آخر يوم الخميس جاءنا وفاته، فنودي يوم الجمعة بعد الصّلاة بموته، وصُلِّيَ عليه صلاة الغائب.

(50/254)


قَالَ الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [1] : وَفِي ليلة الأربعاء رابع وعشرين رجب تُوُفِّيَ الشَّيْخ محيي الدّين النّووي صاحب التّصانيف بنوى ودُفن بها [2] . وكان أوحد زمانه فِي الورع والعبادة والتّقلل وخشونة العيش والأمر بالمعروف.
واقَفَ الملك الظّاهر بدار العدل غير مرّة، وحُكي عن الملك الظّاهر أنّه قَالَ: أَنَا أفزع منه.
وكانت مقاصده جميلة. وُلّي مشيخة دار الحديث.
قلت: وُلّيها بعد موت أبي شامة سنة خمسٍ وستّين وإلى أن مات.
وقال شمس الدّين ابن الفخر: كان إماما، بارعا، حافظا. مُفْتيًا، أتقن علوما شتّى، وصنَّف التّصانيف الجمّة. وكان شديد الورع والزّهد. ترك جميع مَلاذّ الدُّنيا من المأكول إلّا ما يأتيه به أَبُوهُ من كعك يابس وتين حَورانيّ، والملبس إلّا الثّياب الرّثّة المرقَّعة. ولم يدخل الحمّام. وترك الفواكه جميعها.
وكان أمّارا بالمعروف ناهيا عن المنكر على الأمراء والملوك والنّاس عامّة، فنسأل الله أن يرضى عَنْهُ وأن يرضى عنّا به [3] .
__________
[1] في ذيل مرآة الزمان 3/ 283.
[2] وقد أنشد ابن الوردي فيه يرثيه:
لقيت خيرا يا نوى ... وحرست من ألم النوى
فلقد نشا بك زاهد ... في العلم أخلص ما نوى
وعلى عداه فضله ... فضل الحبوب على النوى
[3] وقال شهاب الدين النويري: «لم يكن في زمانه مثله في ورعه وزهده، وكان لا يأكل إلّا مما يأتيه من جهة أبيه من نوى، فكان يخبز له الخبز بها ويقمّر ويرسل إليه فيأكل منه، وما كان يجمع بين إدامين، فيأكل إمّا الدبس أو الخلّ أو الزيت أو الزبيب، ويأكل اللحم في كل شهر مرة. وكان يتولّى دار الحديث الأشرفية، فيجمع المباشر للوقف جامكيّته بها، ثم يستأذنه فيما يفعل بها إذا اجتمعت، فتارة يشتري بها ملكا ويوقفه على المكان، وتارة يشتري بها كتبا ويوقفها ويجعلها في خزانة المدرسة المذكورة. وكان لا يقبل لأحد هدية، ولا يأكل لأحد من أهل دمشق طعاما ولا غيره، وكان- رحمه الله تعالى- يواجه السلطان الملك الظاهر بالإنكار عليه في أفعاله، ويلاطفه السلطان ويحمل جفوة كلامه ويخاطبه: يا سيّدي. رحمه الله تعالى» . (نهاية الأرب 30/ 384) .

(50/255)


وذِكرْ مناقبه يطول. وتَرَكَ جميع الجهات الدّنياويّة ولم يكن يتناول من جهةٍ من الجهات دِرهمًا فردا.
وحكى لنا الشَّيْخ أبو الْحَسَن بْن العطّار أنّ الشَّيْخ قلع ثوبه ففلّاه بعض الطَّلَبة، وكان فِيهِ قملٌ فنهاه وقال: دعه.
قلت: وكان فِي ملبسه مثل آحاد الفقهاء من الحوارنة لا يؤبه به. عليه شبخْتانيّة صغيرة، ولحيته سوداء فيها شعرات بيض، وعليه هيبة وسكينة.
وكان لا يتعاني لَفْظ الفُقهاء وعياطهم فِي البحث، بل يتكلّم بتؤدة وسمْت ووقار.
وقد رثاه غيرُ واحد يبلغون عشرين نفْسًا بأكثر من ستّمائة بيت، منهم:
مجد الدّين ابن الظّهير، وقاضي القضاة نجم الدّين ابن صَصْرَى، ومجد الدّين ابن المهتار، وعلاء الدّين الكِنْديّ الكاتب، والعفيف التِّلمْسانيّ الصُّوفيّ الشّاعر.
وأراد أقاربه أن يبنوا عليه قبّة فرأته عمّته، أو قرابةٌ له، فِي النّوم فقال لها: قولي لهم لا يفعلوا هَذَا الَّذِي قد عزموا عليه، فإنّهم كلّما بَنَوا شيئا تهدَّم عليهم. فانتبهتْ منزعجة وحدَّثتهم، وحوّطوا على قبره حجارة تردّ الدّوابّ.
قَالَ أبو الْحَسَن: وقال لي جماعة بنَوَى أنهم سألوه يوما أن لا ينساهم فِي عَرَصات القيامة، فقال لهم: إن كان لي ثُمَّ جاهٌ، واللهِ لا دخلتُ الجنّة وأحدٌ مِمَّنْ أعرفه ورائي.
قلت: ولا يحتمل كتابنا أكثر ممّا ذكرنا من سيرة هَذَا السّيّد رحمة الله عليه. وكان مذهبه فِي الصّفات السّمعية السّكوت وإمرارها كما جاءت. وربّما تأوَّل قليلا في شرح مسلم، رحمه الله تعالى [1] .
__________
[1] جاء في هامش الأصل: ث. لم يرض التاج السبكي عن المؤلف بهذه الترجمة وكتب على خطه هنا حاشية.

(50/256)


331- يحيى بْن مُوسَى [1] .
السُّلَميّ، الزُّرَعيّ، الفقيه محيي الدّين الحنبليّ.
روى عن: ابن اللّتّيّ.
وتُوُفِّي بدمشق. وحدَّث.
وللِبرزْاليّ منه إجازة سنة سبْع.
332- يحيى بن محمد بن هبة الله بن الْحَسَن.
ابن الدّواميّ، الرّئيس الأنبل عزّ الدّين بْن فخر الدّين.
مات فِي شعبان ببغداد عن أربع وستّين سنة.
من بيت كبير.
333- يحيى الزَبَشة.
الحنبليّ، الشُّرُوطيّ.
من مشاهير وُكلاء الحُكم بدمشق.
تُوُفِّيَ بها فِي ربيع الأوّل.
334- يوسف الكُرديّ [2] .
العدويّ، الزّاهد. ويُعرف بالشّيخ يوسف أبونا.
صالحٌ، زاهد، خيّر، مجتهد فِي خدمة الفقراء، مشهور.
تُوُفِّيَ بالقرافة فِي المحرَّم. وكان شيخا مُسِنًّا، رحمه الله.
الكنى
335- أبو القاسم بْن عَبْد الغنيّ [3] بْن مُحَمَّد بْن الخضر ابن تَيْميّة.
الحرّانيّ، شمس الدّين أخو شيخنا أبي الحسن عليّ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن موسى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 69.
[2] انظر عن (يوسف الكردي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 64 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 291، وعيون التواريخ 21/ 166، 167، وتاريخ ابن الفرات 7/ 112.
[3] انظر عن (أبي القاسم بن عبد الغني) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 68 أ.

(50/257)


حدَّث عن جَدّه الإِمَام فخر الدّين «بمُسْنَد الحُمَيْديّ» .
كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن أبي الفتح، والطّلبة.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الأولى بدمشق، ودُفِن بمقابر الصّوفيَّه.
وقد سمع أيضا من: ابن روزبه، والموفق عَبْد اللّطيف.
336- الرّشيد [1] أبو الوحش بْن أبي حُلَيْقَة.
القَسّ الطّبيب النَّصْرانيّ، الكلب، والد شيخ الأطبّاء عَلَم الدّين الَّذِي أسلم.
هلك فِي شهر ربيع الأوّل، وله خمسٌ وثمانون سنة.
وفيها وُلِدَ:
شهاب الدّين أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن موسك الهكّاريّ، والإمام بدْر الدّين أبو اليُسْر مُحَمَّد ابن قاضي القضاة ابن الصّائغ، وجمال الدّين إِبْرَاهِيم ابن القاضي شهاب الدّين محمود الكاتب، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن حسن بْن السّلون البَعْليّ، والشيخ جمال الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف الخزرجيّ المدنيّ، المعروف بالمطريّ محدّث الحرمين.
__________
[1] انظر عن (الرشيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 67 أ، ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 292، وعيون التواريخ 21/ 167، وتاريخ ابن الفرات 7/ 112.

(50/258)


سنة سبْعٍ وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
337- أَحْمَد بْن شجاع [1] بْن ضرغام.
أبو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ، المصريّ، الكاتب.
ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: عليّ بْن المفضّل الحافظ.
كتب عَنْهُ: الأبِيوَرديّ، والحارثيّ، والمصريّون. تُوُفِّيَ فِي شعبان.
338- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن مُحَمَّد.
الدّشناويّ، الإِمَام جلال الدّين.
تُوُفِّيَ بقوص عن نيَّف وستّين سنة.
قرأ عليه جماعة، وأخذ النّحو عن المُرسيّ.
339- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن عِيسَى.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن شجاع) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 ب.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: طبقات الشافعية الوسطى، ورقة 29 أ، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 9، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 460، 461 رقم 429، وحسن المحاضرة 1/ 235، والأعلام 1/ 143، ومعجم المؤلّفين 1/ 268، والطالع السعيد 80 رقم 43، والوافي بالوفيات 7/ 55 رقم 298، والمقفى الكبير 1/ 491- 494 رقم 479.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 75 ب، والعبر 5/ 313، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والمعين في طبقات المحدّثين 216 رقم 2244، والمشتبه في الرجال 1/ 156، وتوضيح المشتبه 2/ 322،

(50/259)


المحدّث، العالم، شهابُ الدّين، أبو الْعَبَّاس الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، الخَرَزِيّ، الحنبليّ.
وُلِدَ سنة ثلاث عشرة وستمائة.
وسمع من: أَبِي المُنَجّا بْن اللّتّيّ، وأبي الفضل الهمدانيّ، وأبي الْحَسَن بْن المقيّر.
ورحل فسمع بحلب من: ابن رواحة، وابن خليل.
وأكثر، وحصّل ونسخ بخطّه الكثير. وكان حَسَن القراءة فِيهِ حُسْن ونباهة.
قَالَ شيخنا ابن الظّاهريّ: كنّا نسمّيه الحُويْفظ لمعرفته.
قلت: وكان يقرأ على كرسيّ ابن بطحان بالحائط الشّماليّ.
روى عَنْهُ: ابن الخباز، وابن العطار، والمِزّيّ، وغيرهم.
وأجاز لي مَرْويّاته. وقد قرأ كتبا كبارا على أبي الحجّاج بْن خليل.
تُوُفِّيَ بدار الحديث الأشرفيّة فِي جُمَادَى الآخرة رحمه الله. وكان فقيرا قانعا، وربّما عرّض بالطّلب فِي مجلسه لحاجته.
340- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
ابن البالِسيّ. أخو المحدّث ضياء الدّين عليّ.
تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة.
حدَّث عن: أبي نصر بْن الشّيرازيّ.
أَخَذَ عَنْهُ السِّبْط.
341- أَحْمَد بْن نوال بْن غَثْوَر.
الرّصافيّ، المقرئ، نزيل الصّالحيّة، ووالد شيخنا محمد.
عمّر وأسنّ. وحدّث عن: الشّهاب بن راجح.
__________
[ () ] وشذرات الذهب 5/ 356.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 أ.

(50/260)


سمعه: ابن الخبّاز، والمِزّيّ.
ولم يدركه البِرْزاليّ.
لا أعرف وفاته.
342- أَحْمَد بْن يوسف [1] بْن بُنْدار.
أبو الْعَبَّاس السَّلماسيّ.
له رواية.
سمع من: الشّمس العطّار جزء بِيبي.
قرأه عليه سعد الدّين الحارثيّ.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
343- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [2] بْن أبي الفَرَج بْن أبي عبد الله.
زين الدّين ابن السّديد، الحنفيّ، الدّمشقيّ إمام مقصورة الحلبيّين من جامع دمشق.
سمع: أَبَا اليُمْن الكِنْديّ، وأبا القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.
وكان عدلا خيّرا، ديِّنًا، ذا مروءة.
وسمع من المحدّث عُمَر بْن بدْر الْمَوْصِلِيّ «مُسْنَد أبي حنيفة» ، رواية ابن الثّلجيّ.
روى عَنْهُ: ابن العطّار، والمِزّيّ، وجماعة.
ومات فِي جُمادى الأولى وَلَهُ ثلاثٌ وسبعون سنة.
ومن مَرْويّاته كتاب «الشّمائل» للِّترْمِذيّ.
344- إِبْرَاهِيم بْن يوسف [3] بن خليل.
ابن الفحّام الإربليّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 75 ب.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 75 أ، وذيل التقييد 1/ 414 رقم 811 (دون ترجمة) ، والدليل الشافي 1/ 6، والمنهل الصافي 1/ 22، 23 رقم 7، وذيل مرآة الزمان 3/ 297، 298.
[3] انظر عن (إبراهيم بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 ب، 78 أ.

(50/261)


حدّث عن ابن الْجُمّيزيّ بأحاديث.
ومات فِي ذي القعدة.
وهو أخو البدر خليل.
تُوُفِّيَ بدمشق.
345- إِسْحَاق بْن الخضِر [1] بْن كيلوا.
المراغيّ. صوفيّ بمصر.
روى عن مُكْرَم.
مات فِي ذي القعدة.
346- آقسُنْقُر [2] .
الأمير الكبير شمس الدّين الفارقانيّ.
قبض عليه الملك السّعيد فِي السّنة الماضية، واختفى خبره، فَقِيل إنّه خُنِق عقيب اعتقاله.
وكان أستاذ دار الملك الظّاهر وممّن يعتمد عليه ويقدّمه على الجيوش.
ثُمَّ إنّ الملك السّعيد جعله نائب السّلطنة، فلم ترض حاشية السّعيد بِذَلِك، ووثبوا على الفارقانيّ واعتقلوه، ولم يَسَع السّعيد مخالفتهم.
قال قُطْبُ الدّين [3] : كان وسيما جسيما، شجاعا، مِقْدامًا، كثير البِرّ والصّدقة، خبيرا بالتّصرُّف، حَسَن التّدبير، عليه هيبة شديدة مع لِين كلمته.
عُمِل عزاؤه فِي جُمَادَى الأولى بدمشق. ومات فِي عَشْر الخمسين.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن الخضر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 أ.
[2] انظر عن (آقسنقر) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 298، 299، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، وتالي وفيات الأعيان 12، 13 رقم 18، ومرآة الجنان 4/ 188، والوافي بالوفيات 9/ 310، 311 رقم 4245، والعبر 5/ 314، والمنهل الصافي 2/ 494- 496 رقم 500، والدليل الشافي 1/ 141 رقم 499، والنجوم الزاهرة 7/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 101، وشذرات الذهب 5/ 357.
[3] في ذيل المرآة.

(50/262)


347- آقطوان [1] .
الأمير علاء الدّين المهمنْدار الظّاهري. أحد أمراء الشّام.
تُوُفِّيَ فِي شعبان.
أمير عاقل، ديِّن، شجاع، عارف.
348- آقوش [2] .
الأمير جمال الدّين النَّجيبيّ، الصّالحيّ، النَّجميّ، نائب السّلطنة بدمشق.
قَالَ قُطْبُ الدّين [3] : أمّره مولاه الملك الصّالح وجعله أستاذ داره، وكان يعتمد عليه. ووُلِدَ فِي حدود العَشْر وستّمائة. وقد جعله الملك الظّاهر فِي أوّل دولته أستاذ داره، ثُمَّ ناب له بدمشق تسع سِنين، وصُرِف بعزّ الدّين أيدمر فانتقل إِلَى القاهرة، وأقام بداره بطّالا كبير الحُرْمة، عالي المكانة. ولمّا مرض عاده الملك السّعيد، وكان قد لحِقَه فالج قبل موته بأربع سِنين. وكان كثير الصَّدَقة مُحِبًّا للعلماء والفقراء، شافعيّ المذهب، حَسَن الاعتقاد.
وقال غيره: كان مشكورا، قليل الأذى، كارها للمواقعة. لم يُرزق ولدا.
وكان ضخم الشّكل، سمينا، جهوريّ الصّوت، كثير الأكل. له أوقاف على الحرمين.
__________
[1] انظر عن (آقطوان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 299، والوافي بالوفيات 9/ 320، وعيون التواريخ 21/ 181، وتاريخ ابن الفرات 7/ 119، والمنهل الصافي 2/ 506 رقم 508، والدليل الشافي 1/ 143 رقم 507.
[2] انظر عن (آقوش) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 300، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 73 أ، ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 11، 12 رقم 17، ودول الإسلام 2/ 178، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والعبر 5/ 314، والوافي بالوفيات 9/ 323، رقم 4258، والبداية والنهاية 13/ 281، والسلوك ج 1 ق 2/ 650، ونهاية الأرب 30/ 387، وعيون التواريخ 21/ 184، والنجوم الزاهرة 7/ 281، وتاريخ ابن الفرات 7/ 118، وعقد الجمان (2) 211، 212.
[3] في ذيل المرآة 3/ 300.

(50/263)


تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر.
349- أيدكين [1] .
الأمير علاء الدّين الشّهابيّ، أحد أمراء دمشق. وصاحب الخانقاه الشّهابيّة.
وهو منسوب إِلَى شهاب الدّين رشيد الصّالحيّ الخادم.
وقد ولي نيابة حلب مدّة.
ومات بدمشق فِي ربيع الأوّل وهو كهل.
- حرف الباء-
350- بَلَبان الزَّيْنيّ [2] .
الأمير الكبير، سيف الدّين الصّالحيّ.
كان مقدَّم البحريّة فِي أوّل دولة التُّرْك. ثُمَّ حبسه السّلطان مدّة ثُمَّ أطلقه وأعطاه إمرة دمشق. وكان ذا نهضةٍ وشهامة وشجاعة مات فِي عَشْر السّتّين.
- حرف الحاء-
351- الْحَسَن بْن علي [3] بْن مُحَمَّد بن إلياس.
شَرَفُ الدّين أبو عليّ بْن الشّيْرجيّ، الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ، المعدّل.
الملقَّب بالقاضي.
حدَّث عن: أبي محمد بن البنّ الأسديّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (أيدكين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 74 أ، والبداية والنهاية 13/ 281، والسلوك ج 1 ق 2/ 650، وذيل مرآة الزمان 3/ 301، والوافي بالوفيات 9/ 491، رقم 4455، وعيون التواريخ 21/ 181، وتاريخ ابن الفرات 7/ 119، وعقد الجمان (2) 212، والمنهل الصافي 3/ 152 رقم 590، والدليل الشافي 1/ 165 وفيه وفاته سنة 697 هـ. وهو وهم، ودرّة الأسلاك 1/ حوادث 677 هـ.
[2] انظر عن (بلبان الزيني) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 ب، والوافي بالوفيات 10/ 281 رقم 4783، والمنهل الصافي 3/ 417 رقم 692، والدليل الشافي 1/ 197، والسلوك ج 1 ق 2/ 510، 533، 666، والدرّة الزكية 194، وذيل مرآة الزمان 3/ 301.
[3] انظر عن (الحسن بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 أ.

(50/264)


ومات فِي ذي القعدة.
سمع منه: ابن نفيس، وابن الخبّاز، وابن هلال.
352- الْحَسَن بْن عليّ بْن نُبَاتة [1] .
جمال الدّين الفارقيّ الكاتب المشطوب، والد أولاد المشطوب.
وُلِدَ سنة ستّمائة، وكتب فِي الإجازات فِي هَذِهِ السّنة.
ولا أعلمُ مَتَى مات.
- حرف الخاء-
353- خديجة [2] بِنْت الشّهاب مُحَمَّد بْن خَلَف بْن راجح المَقْدِسيّ.
والدة شيخنا القاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان [3] .
روت عن: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وغيره.
وكانت من عجائز الدّير الصّالحات العوابد.
روى عَنْهَا: ولدُها، والدّمياطيّ، وعلم الدّين الدّواداريّ، وعلاء الدّين ابن العطّار، وجمال الدّين المِزّيّ.
وسماعها حضور ولها أربع سنين. وقد أجاز لها المؤيّد ابن الإخوة، وعفيفة الفارقانيّة.
وتُوُفِّيت إِلَى رحمة الله فِي ربيع الأوّل.
- حرف الزاي-
354- زينب [4] بِنْت الصّاحب أبي القاسم عُمَر بْن أَحْمَد بْن العديم العقيليّ.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن نباتة) في: الوافي بالوفيات 12/ 193، رقم 160، والدليل الشافي 1/ 266، والمنهل الصافي 5/ 104، 105 رقم 915.
[2] انظر عن (خديجة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 73 أ.
[3] هو سليمان بن عبد الرحيم بن عبد الرزاق الصالحي العطار، أبو الفضل، توفي سنة 729 هـ.
(معجم شيوخ الذهبي 217 رقم 299) .
[4] انظر عن (زينب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 73 أ.

(50/265)


روت عن: الرّكْن الحنفيّ.
وتُوُفِّيت فِي ربيع الأوّل أيضا.
- حرف السين-
355- ستُّ العرب بِنْت مُحَمَّد.
أمّ علاء الدّين عليّ بْن بَلَبَان النّاصريّ.
روت عن: ابن اللّتّي.
وماتت فِي جُمَادَى الآخرة.
356- سَلِيم الهُوّيّ [1] .
الشّاعر المجوّد حسن بن بدْر النّيليّ.
مدح ببغداد صاحب الدّيوان علاء الدّين، وغيره.
أرَّخ موته ابن الفوطيّ.
357- سُلَيْمَان بْن أبي العزّ [2] بْن وُهَيْب.
المفتي الكبير، الشَّيْخ صدر الدّين قاضي القضاة أبو الفضل الأذرعيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الحنفيّ، إمام عالم متبحِّر، عارف بدقائق المذهب وغوامضه.
انتهت إليه رئاسة الحنفيّة بمصر والشّام.
وتفقّه على الشَّيْخ جمال الدّين الحصيريّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (سليم الهوّي) في: الوافي بالوفيات 15/ 339 رقم 489.
[2] انظر عن (سليمان بن أبي العزّ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 302، والمختار من تاريخ ابن الجزري 297، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 54، والبداية والنهاية 13/ 281، ودول الإسلام 2/ 179، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والوافي بالوفيات 15/ 404، 405 رقم 552، وتالي كتاب وفيات الأعيان 76 رقم 115، والجواهر المضية 2/ 52، وتاريخ الخلفاء 483، ومرآة الجنان 4/ 188، والعبر 5/ 315، والسلوك ج 1 ق 2/ 651، وعيون التواريخ 21/ 181، 182، والنجوم الزاهرة 7/ 7677 وتاريخ ابن الفرات 7/ 119، وشذرات الذهب 5/ 357، والدارس 1/ 475، وعقد الجمان (2) 205، والمنهل الصافي 6/ 57، 58 رقم 1101، والدليل الشافي 1/ 321 رقم 1098.

(50/266)


أقرأ الفِقْه بدمشق مدّة، ثُمَّ سكن مصر وحكم بها ودرّس بالصّالحيّة ثُمَّ انتقل إِلَى دمشق قبل موته بيسير. واتّفق موت القاضي مجد الدّين ابن العديم فقُلِّد بعده القضاء، فلم يبق فِيهِ ثلاثة أشهر.
وكان الملك الظّاهر يحبّه ويبالغ فِي احترامه، وقد أذِن له أن يحكم حيث حلّ. وكان لا يكاد يفارقه فِي غزواته، وحجَّ معه. ولم يخلُف بعده مثله فِي مذهبه. وله شِعر جيّد.
تُوُفِّيَ إِلَى رحمة [1] الله فِي سادس شعبان عن ثلاثٍ وثمانين سنة. ودُفِن بسفح قاسيون، وولي القضاء بعده حسام الدّين الرُّوميّ.
358- سَنْجَر [2] .
الأمير عَلَمُ الدّين التُّركُسْتانيّ.
كان ذا حُرمة وتجمُّل مع الشّجاعة الموصوفة والإقدام.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى. ودُفِن بسفح قاسيون كَهْلًا.
- حرف الطاء-
359- طه بن إبراهيم [3] بن أبي بكر.
__________
[1] في الأصل: رحمت.
[2] انظر عن (سنجر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 74 ب، والوافي بالوفيات 15/ 473 رقم 637، وذيل مرآة الزمان 3/ 303، والدارس 1/ 558، والدليل الشافي 1/ 323 رقم 1105، والمنهل الصافي 6/ 68 رقم 1108.
[3] انظر عن (طه بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 75 أ، والسلوك ج 1 ق 2/ 651، وذيل مرآة الزمان 3/ 303، وفوات الوفيات 2/ 130 رقم 201، وعيون التواريخ 21/ 202- 204، وتاريخ ابن الفرات 7/ 120، والوافي بالوفيات 16/ 413، 414 رقم 453، والعبر 5/ 316، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 153، وعقود الجمان للزركشي 1/ ورقة 139 أ، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ 225، والبداية والنهاية 13/ 282، والنجوم الزاهرة 7/ 281، وحسن المحاضرة 1/ 195، وشذرات الذهب 5/ 357، وعقد الجمان (2) 207، والمنهل الصافي 7/ 8- 10 رقم 1273، والدليل الشافي 1/ 370 رقم 453، وتاريخ ابن الفرات 7/ 120.

(50/267)


الشَّيْخ جمال الدّين أبو مُحَمَّد الإربِليّ، الفقيه، الشّافعيّ، الأديب.
وُلِدَ بإربل سنة بضْعٍ وتسعين وخمسمائة.
وقدِم الدِّيار المصريّة شابّا.
وسمع من: مُحَمَّد بْن عماد، وغيره.
وحمل النّاس عنه. وله شعر جيّد.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والدّواداريّ، والمصريّون.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الأولى، وقد نيَّف على الثّمانين. ولا أعلم فِي كتابنا من اسمه طه غيره.
- حرف الظاء-
360- ظافر بْن نصر [1] .
كمال الدّين، أبو المنصور الْمصْرِيّ، الفقيه. وكيل بيت المال بالدّيار المصريّة.
وُلِدَ سنة إحدى وستّمائة، وحدَّث عن عَبْد الْعَزِيز بْن باقا.
وله نظُمٌ حَسَن ونثْر، وفيه رئاسة. وله مكانة عند الملك الصّالح نجم الدّين، قَالَ قُطْبُ الدّين [2] ، بحيث كتب فِي وصيّته أن يُقرّ على منصبه، فلم يزل فِيه إِلَى أن مات.
تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة.
وقد حدَّث عن: مُكْرم بْن أبي الصَّقْر.
روى عنه: الدّمياطيّ في «معجمه» ، والدّواداريّ.
__________
[1] انظر عن (ظافر بن نصر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 93، رقم 137، وذيل مرآة الزمان 3/ 305، وفيه: «ظافر بن مضر» ، وعيون التواريخ 21/ 204، 205، وتاريخ ابن الفرات 7/ 120، والوافي بالوفيات 16/ 532، 533 رقم 575، والدليل الشافي 1/ 377 رقم 1294، والمنهل الصافي 7/ 45 رقم 1297.
[2] في ذيل المرآة.

(50/268)


- حرف العين-
361- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن [1] بْن إِسْمَاعِيل بْن محبوب.
الصّدر الأجَلّ بهاء الدّين المَعَرّيّ الأصل، البَعْلَبَكّيّ.
ولي نظر الجوشخاناه ونظر بَعْلَبَكّ، ثُمَّ نظر جامع دمشق قليلا.
وولي نظر المارستان النّوريّ ونظر الأسرى. وكان مشهورا بالأمانة والدّين ومعرفة الكتابة.
وكان عاقلا، حَسَن المحاضرة، من أعيان البَعْلَبَكّيّينَ.
استوطن دمشق، وحدَّث عن: أبي المجد القزوينيّ.
سمع منه: أولاده: القاضي شهاب الدّين قاضي البقاع، والرئيس نجم الدّين، والشيخ فخر الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وعلاء الدّين الكَتَبة، والفقيه محيي الدّين، والعدل صدر الدّين.
وسمع منه: الشَّيْخ عليّ المَوْصِليّ، والوجيه السَّبْتيّ، والطَّلَبة.
تُوُفِّيَ فِي ليلة الجمعة سلْخ ذي القعدة بداره بدرب برّيّ، وقد قارب الثّمانين.
362- عَبْد الله بْن الْحُسَيْن [2] بْن عليّ.
الشَّيْخ الإِمَام، مجدُ الدّين، أبو مُحَمَّد الكرديّ، الزَّرْزاريّ، الإرِبليّ، الشّافعيّ، إمام المدرسة القَيْمُرية. وقد أمّ بالتّربة الظّاهريّة، ودرّس بالكلّاسة.
وكان خبيرا بالمذهب، عارفا بالقراءات، متين الدّيانة، حَسَن الأخلاق،
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 78 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 320، وعيون التواريخ 21/ 183، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123، والوافي بالوفيات 17/ 133 رقم 119.
[2] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 أ، ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 321، وعيون التواريخ 21/ 183، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 154، والوافي بالوفيات 17/ 146 رقم 131، وشذرات الذهب 5/ 358.

(50/269)


صاحب زهد وتعبّد وحسن سمت.
روى عن: الحافظ يوسف بْن خليل.
وقرأ القراءات على أبي عَبْد الله الفاسي.
وتُوُفِّي إِلَى رحمة [1] الله فِي ذي القعدة عن ستٍّ وستّين سنة.
وهو والد المفتي شهاب الدّين والشيخ رُكْن الدّين، والشّيخ عفيف الدّين المحمّدين.
363- عَبْد الله بْن عُمَر [2] بْن نصر.
الأديب، العالم، موفَّق الدّين، أبو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، الوَرَنْ.
تُوُفِّيَ بمصر فِي صَفَر.
قَالَ قُطْبُ الدّين: كان قادرا على النَّظْم، وله مشاركة فِي الطّبّ والوعظ والفقه، حُلو النّادرة، لا تُمَلّ مجالسته. أقام بَبْعَلَبَكّ مدّة، وقد خمّس مقصورة ابن دُرَيد، ورثى بها الْحُسَيْن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
ومات كهْلًا.
ومن شِعره:
جميعي لسان وهو باسمك ناطق ... وكلّي قلب عند ذكرك خافقُ
وإنّي وإنْ لم أقضِ فيك صبابة ... فَمَا أَنَا فِي دعوى المحبّة صادقُ
خليليَّ ما للبرق يخفق غيرة ... أبرق حِماها مثل قلبي عاشقُ
تميل قدودُ البان شوقا لقدِّها ... فتنِطقُ إشفاقا عليها المناطقُ
وينشق قلبي للشّقائق غيرة ... إذا حدّقت يوما إليها الحدائق
__________
[1] في الأصل: «رحمت» .
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 ب، والسلوك ج 1 ق 2/ 651، وعيون التواريخ 21/ 155، 156، و 194- 200، وذيل مرآة الزمان 3/ 321، وفوات الوفيات 1/ 481، والنجوم الزاهرة 8/ 282، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123، وشذرات الذهب 5/ 358، والدليل الشافي 1/ 388 رقم 1335، والمنهل الصافي 7/ 109، 110 رقم 1338، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 135، والوافي بالوفيات 17/ 375، 376.

(50/270)


364- عَبْد الله بْن مَسْعُود [1] .
الصّدر الكبير جمالُ الدّين اليَزْديّ.
ولي نظر جامع دمشق، والخوانق أيّام التُّجِيبيّ، ثُمَّ عُزِل بعده.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي صفر.
365- عَبْد الباقي بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن خليل.
الإِمَام عزّ الدّين الأَنْصَارِيّ، الْمصْرِيّ، والد المحدّث أبي بَكْر مُحَمَّد.
رئيس عالم نبيل، ولي خاطبة جامع الفسطاط مدّة.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى [3] .
366- عَبْد الرَّحْمَن بْن حُسَيْن [4] بن يوسف.
الشّاطبيّ، ثُمَّ الإسكندرانيّ، العدْل، وجيه الدّين، أبو القاسم.
سمع كتاب «الشّفا» من ابن جبير الكنانيّ، و «الخلعيّات» من ابن عماد.
وأكثر عن العثمانيّ الصّغير.
وعاش أربعا وسبعين سنة.
مات فِي جُمَادَى الآخرة.
أجاز للبِرْزالي.
367- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله [5] بن مُحَمَّد بن الحسن.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مسعود) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 298.
[2] انظر عن (عبد الباقي بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 74 ب، وعيون التواريخ 21/ 193، وتاريخ ابن الفرات 7/ 125.
[3] ومن شعره ما ذكره الدمياطيّ في معجمه:
فؤادي لبعد الدار في غاية البلوى ... وإني على جور التفرّق لا أقوى
يذكرني مرّ النسيم إذا سرى ... معاهد أحباب هم الغاية القصوى
ترى أحبّتي يوما ثمار وصالهم ... ويجمعنا حي بعدهم أقوى
لئن بعدت عني ديار أحبتي ... فإن سويدا القلب من مهجتي مثوى
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن حسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 70 أ.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 أ، والبداية والنهاية

(50/271)


الإِمَام، جمالُ الدّين ابن الشَّيْخ الإِمَام نجم الدّين الباذرائيّ، الشّافعيّ.
درّس بمدرسة والده إِلَى أن مات عن نيَّف وخمسين سنة. وكان صدرا رئيسا، حسن الأخلاق، كريما.
تُوُفِّيَ فِي رجب، ودرّس بعده الشَّيْخ تاج الدّين.
يروي عن: الكاشغريّ، وابن الخازن.
سمع منه: ابن جعوان، والسّيْبيّ.
368- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [1] بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أبي جرادة.
الصّاحب قاضي القضاة مجد الدّين، أبو المجد بْن الصّاحب العلّامة كمال الدّين أبي القاسم ابن العديم العُقَيْليّ، الحلبيّ، الحنفيّ.
وُلِد سنة ثلاث عشرة أو قريبا منها.
وسمع من: ثابت بن مشرّف حضورا، ومن: عمّ أَبِيهِ القاضي أبي غانم مُحَمَّد بْن هبة الله، وأبي مُحَمَّد عبدُ الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عُلْوان، وأبي حَفْص السُّهْرَوَرْديّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بُصْلا، وأبي المحاسن يوسف بْن شدّاد الحكم، وعبد اللّطيف بْن يوسف، وابن رُوزبة، وابن اللّتّي، وأبي الْحَسَن بْن الأثير، وأبي حَفْص عُمَر بن عليّ بن قُشام، وأبي المجد القزوينيّ، وأبي الوفاء مُحَمَّد بْن حمزة الحرّانيّ، ومحمد بْن عَبْد الجليل الميمنيّ، وطائفة بحلب.
__________
[13] / 292، وذيل مرآة الزمان 3/ 306، وعيون التواريخ 21/ 183، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123، والوافي بالوفيات 18/ 168 رقم 213، وتالي كتاب وفيات الأعيان 108، وعقد الجمان (2) 206.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 306، ونهاية الأرب 30/ 390، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 73 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعلام 282، ودول الإسلام 179، والجواهر المضية 2/ 386، والوافي بالوفيات 18/ 201- 203، رقم 246، والبداية والنهاية 13/ 282، وتاريخ ابن الوردي 2/ 236، والعبر 5/ 315، والسلوك ج 1 ق 2/ 651، وعيون التواريخ 21/ 174- 181، والنجوم الزاهرة 7/ 281، وتاريخ ابن الفرات 7/ 121، وتالي كتاب وفيات الأعيان 103، والمنهل الصافي 2/ 299، 300، وحسن المحاضرة 1/ 466، وشذرات الذهب 5/ 358، والمقفى الكبير 4/ 89 رقم 1459، وعقد الجمان (2) 206، والمنهل الصافي 7/ 203، 205، رقم 1394، والدليل الشافي 1/ 403 رقم 1390.

(50/272)


وأبي عليّ بْن الزُّبَيْديّ، وأبي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بْن أيّوب، وجماعة بمكة، وأبي مُحَمَّد بْن البُنّ، وأبي القاسم بْن صصرى، وزين الُأمَناء، وطبقتهم بدمشق. ومنصور بْن المعوجّ، وإبراهيم بْن عُثْمَان الكاشْغَريّ، وإلياس بْن أنجب الغرّاد، وجماعة بدمشق.
والحسن بْن دينار، وابن الطُّفَيل، وجماعة بمصر.
ومحمد بْن عُمَر القُرْطُبيّ بالمدينة. وهبة الله ابن الواعظ بالإسكندريّة.
وقرأ بالسّبْع على الفاسي. وخرَّج له شيخنا ابن الظّاهري «معجما» فِي مجلّدة.
وأجاز له المؤيَّد الطّوسيّ، وجماعة.
وكان صدرا معظَّمًا، مَهِيبًا محتشما، ذا دِين وتعبُّد وأوراد، وسيرة حميدة، لولا بأْوٍ فِيهِ وتِيه، رحمه الله.
وكان إماما، مُفتيًا، مدرّسا، بارعا فِي المذهب، عارفا بالأدب. وهو أوّل حنفيّ ولي خطابة جامع الحاكم، ودرّس بالظّاهريّة الّتي بالقاهرة، وحضر السّلطان، وهو لم يأتِ بعد، وطلبه السّلطان فَقِيل: حَتَّى يقضي وِرده الضُّحى.
ثُمَّ جاء وقد تكامل النّاس، فقام كلّهم له، ولم يقُم هُوَ لأحدٍ. ثُمَّ قدم على قضاء الشّام. وكان بزِيّ الوزراء والرؤساء، لم يَعْبأ بالمنصب، ولا غيّر لبسَه، ولا وسَّع كمّه.
وقد مرّ ليلة بوادي الرُبَيْعة، وهو مَخوُف إذ ذاك، فنزل وصلّى ورده بين العشاءين والغلمان ينتظرونه بالخيل، فَلَمَّا فرغ ركب وسار.
ثُمَّ وجدت أنّه وُلِدَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أربع عشرة.
وكان رحمه الله يتواضع للصّالحين، ويعتقد فيهم. وقد درّس بدمشق بعدّة مدارس.
وسمع منه: ابن الظّاهريّ، والدّمياطيّ، والحارثيّ، وشرف الدّين

(50/273)


الْحَسَن بْن العطّار، وشمس الدّين ابن جعوان، ومجد الدّين ابن الصَّيْرفيّ، والقاضي شمس الدّين مُحَمَّد بْن الصّفيّ، وجماعة كثيرة.
وأجاز لي مَرْويّاته.
وتُوُفِّي فِي سادس عشر ربيع الآخر. ودُفِن بتربته قبالة جوسق ابن العديم عند زاوية الحريريّ، وكان يوما مشهودا، ورثَتْه الشّعراء، فَمَنْ ذلك ما أنشدني المولى القاضي شهاب الدّين محمود بْن سلمان الكاتب لنفسه:
رُقادي أبى إلّا مفارقة الجفْن ... وقلبي نأى إلّا عن الوجْد والحُزْنِ
أبيت وراحي أدمُعي وكآبتي ... كؤوسي وحزني مؤنسي والأسى خَدْني
وأضْحى وطَرْفي يحسد العُمي إذ يرى ... حِمَى المجد تغشاه الخطوب بلا إذنِ
ألا فِي سبيل المجْد وجْدٌ وأدمُعٌ ... وهبتهما للبَرْق إن كلَّ والمُزْنِ
لأنّهما سنّا الحدادَ وأقبلا ... يزوران فِي سود الملابس والدُكَنِ
ثَوَى المجْدُ فِي حَزْنٍ من الأرض ... فاغتدت تتيه على سَهْل الربى رَوْضَةُ الحَزْنِ
وكان لوفد الجود مغناه كعبة ... يطوفون منها من يمينه بالركنِ
فأضحت وهذا القلب مرمى جمارها ... وأسست وهذا الجفن مجرى دمِ البُدْنِ
غدت بعده كأسُ العلوم مريرة ... وكانت به من قبلُ أحلا من الأمنِ
كأنّ سماء الدَّسْت من بعد شخصه ... تغشّى محيّاها عبوسٌ من الدجن
كأنّ غروس الفضل عزّت قطوفها ... وطالت وقد غاب المدلَّل والمدني
أمرُّ على مغناه كي يذهب الأسى ... كعادته الأولى فيُغري ولا يُغني
وتنثر عيني لؤلؤا كان كلّما ... يساقطه مِن فِيهِ تلقطه أذني [1]
وأحسد عجم الطّير فِيهِ لأنّها ... تزيد على إعراب نظمي باللّحنِ
وأقسم أنّ الفضل مات لموته ... ويخطر فِي ذهني أخوه فأستثني
ورثاه شهاب الدّين أيضا بقصيدة أوّلها:
__________
[1] في هامش الأصل قرب هذا البيت:
قلت هو الدرّ الّذي كان قد حشى ... أبو مضر أذني تساقط من عيني

(50/274)


أقِم يا ساريَ الخطب الذّميم ... فقد أدركت مجد بني العديم
هدمت، وكنت تقصّر عَنْهُ، بيتا ... له شرف يطول على النّجومِ
عثرتَ وقد ضللت بطود علمٍ ... أما تمشي على السَّنَن القويم
صحيح الزّهد غادره تُقاه ... وخوف الله كالنّضر السّقيمِ
وكم قد بات وهو من الخطايا ... سليم النّفس فِي ليل السّليمِ
369- عَبْد الرّحيم بْن عَبْد الحميد [1] بْن مُحَمَّد بْن ماضي.
المقدسيّ، أخو شيخنا هديّة.
رجلٌ خيِّرٌ، مات بمصر فِي ذي القعدة، رحمه اللَّه تعالى.
370- عَبْد الملك بْن يوسف [2] بْن عَبْد الوهّاب بْن عُمَر.
المحدّث، نجمُ الدّين السّهرزوريّ.
إمام مسجد فيروز بمقابر باب الفراديس، وأحد الشّهود بالعُقَيْبة.
سمع الحديث الكثير، وكتب الطّباق والأجزاء. وحدَّث.
وُلِدَ سنة ستّ عشرة وستّمائة.
وسمع من: ابن الزُّبَيْديّ، والمسلم المازنيّ، وابن اللّتّي، والإربليّ، وابن باسويه.
روى لنا عنه ابن العطّار. وكان من فقهاء العزيزيّة.
تُوُفِّيَ فِي الحادي والعشرين من جُمَادَى الأولى. وكان يُعرف بابن الباقِلّانيّ.
371- العَزَفيّ [3] .
صاحب سبْتة وأعمالها الشَّيْخ أبو القاسم بْن الفقيه أبي الْعَبَّاس أَحْمَد.
امتدّت دولته، فإنّه تملّك من بعد والده.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الحميد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 ب، 77 أ.
[2] انظر عن (عبد الملك بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 74 ب، 75 أ.
[3] انظر عن (العزفي) في: شرح رقم الحلل 321.

(50/275)


وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة بسَبْتَة، رحمه الله.
372- عليّ بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن إِبْرَاهِيم.
العدل نجم الدّين ابن القصّاع الدّمشقيّ.
أحد عدول ( ... ) [2] .
سمع من أبي المجد القزويني. وما كأنه حدث.
توفي في ذي القعدة.
373- عليّ بْن مُحَمَّد [3] بْن سُلَيْم.
الصّاحب، الوزير الكبير، بهاء الدّين ابن حِنّا الْمصْرِيّ. أحد رجال الدّهر حَزْمًا وعزْمًا ورأيا ودهاء وخبرة بالتّصرُّف.
استوزره الملك الظّاهر، وفوَّض إليه الأمور، ولم يجعل على يده يدا، فساسَ الأحوال، وقام بأعباء المملكة، وأخمل خلقا مِمَّنْ ناوأه. وكان واسع الصّدر، عفيفا، نزها، لا يقبل لأحدٍ شيئا إلّا أن يكون من الصّلحاء والفقراء.
وكان قائلا بهم يُحسن إليهم ويحترمهم ويدرّ عليهم الصِّلات. وقد قصده غيرُ واحدٍ بالأذى، فلم يجدوا ما يتعلّقون به عليه. واستمرّ فِي وزارة الملك السّعيد، وزادت رُتبته. وله مدرسة وبرّ وأوقاف ومتاجر كثيرة.
ابتُلي بفَقْد ولديه فخر الدّين ومحيي الدّين فصبر وتجلّد.
__________
[1] انظر عن (علي بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 أ.
[2] بياض في الأصل، ولعلّ المقصود: «أحد عدول دمشق» .
[3] انظر عن (علي بن محمد) في: نهاية الأرب 30/ 388، 389، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 77 ب، ودول الإسلام 2/ 179، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والوافي بالوفيات 21/ 30- 33 رقم 4، ومرآة الجنان 4/ 188، 189، والبداية والنهاية 13/ 282، والعبر 5/ 315، 316، والسلوك ج 1 ق 2/ 651، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 344، وعيون التواريخ 21/ 200، وذيل مرآة الزمان 3/ 384، وتاريخ ابن الفرات 7/ 125، وتالي كتاب وفيات الأعيان 99، وفوات الوفيات 3/ 76، والدرّة الزكيّة 225، وتبصير المنتبه 473، والنجوم الزاهرة 7/ 285، وحسن المحاضرة 1/ 216، وشذرات الذهب 5/ 358، وتاج العروس 9/ 186، وعقد الجمان (2) 207، 208.

(50/276)


ولسعد الدّين الفارقيّ الكاتب فِيهِ:
يمِّمْ عليا فهو بحر النّدا ... وناده فِي المضلع المعضلِ
فرِفْدُه مُجْدٍ على مجْدِبٍ ... ووَفْدُه مُفْضٍ إِلَى مفضلِ
يُسْرع إن سيل نداه وهل ... أسرع من سيلٍ أتى من عَلِ
تُوُفِّيَ فِي سلخ ذي القعدة، وشيّعه الخلْق. وعاش أربعا وسبعين سنة.
ذكره الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [1] ، ووصفَه بهذا وأكثر.
- حرف الغين-
374- غازي بْن خليل [2] .
الرّقّي.
تُوُفِّيَ بمسجد كُثَر [3] . أجاز للِبْرزاليّ. وعاش ثمانيا وثمانين سنة [4] .
- حرف الفاء-
375- فاطمة بِنْت مُحَمَّد [5] .
والدة المحدّث عليّ بْن بَلَبَان.
روت عن: ابن اللّتّي.
تُوُفِّيَت بدمشق.
- حرف الميم-
376- مُبارك بْن عَبْد الله بن منصور.
الأمير أبو المناقب ابن المستعصم باللَّه العبّاسيّ.
__________
[1] في ذيل المرآة 3/ 384.
[2] انظر عن (غازي بن خليل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 78 ب.
[3] لم أجد له ذكرا في الدارس.
[4] ومولده سنة 589 هـ.
[5] انظر عن (فاطمة بنت محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 75 ب.

(50/277)


روى عن: أَبِيهِ.
روى عَنْهُ: ابن الفُوطيّ.
تُوُفِّيَ بمَرَاغَة فِي جُمَادَى الأولى، واحتفل لعزائه ببغداد، وَرَثته الشّعراء.
عاش سبعا وثلاثين سنة وخلّف مُحَمَّدًا، وعبد الله، ويوسف.
ودُفن عند المسترشد باللَّه.
377- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر [1] بْن أَحْمَد بْن أبي شاكر.
الشَّيْخ، الإِمَام، مجد الدّين، أبو عبد الله ابن الظّهير الإربِليّ، الحنفيّ، الأديب.
وُلِدَ بإربل فِي ثاني صفر سنة اثنتين وستّمائة.
وسمع ببغداد فِي الكهولة من: أبي بَكْر بن الخازن، وأبي إِسْحَاق الكاشْغريّ، وبدمشق من: السّخاويّ، وكريمة، وتاج الدّين بن حمّويه، وتاج الدّين ابن أبي جَعْفَر.
وقيل إنّه سمع من ابن اللّتّيّ.
روى عَنْهُ الكبار: أبو شامة، والقُوصيّ، والدّمياطيّ، وأبو الْحُسَيْن اليُونينيّ.
ومن المتأخّرين: شهاب الدّين محمود الكاتب تلميذه، وعلاء الدّين ابن العطّار، وابن الخبّاز، والمزّيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عمر) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 386- 405، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 73 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 298، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والوافي بالوفيات 2/ 123- 127 رقم 471، وتالي كتاب وفيات الأعيان 170، 171 رقم 283 وفيه: «مجد الدين يوسف المعروف بابن الظهير الإربلي» ، والبداية والنهاية 13/ 282، 283، والعبر 5/ 316، وذيل التقييد 1/ 1، 72 رقم 57، وفوات الوفيات 3/ 301- 310 رقم 432، ومعجم شيوخ الذهبي 465، 466 رقم 683، والنجوم الزاهرة 7/ 285، والدليل الشافي 2/ 587، وعقد الجمان للزركشي 266، والجواهر المضية 2/ 401، والبدر السافر 77، وتاريخ ابن الفرات 7/ 127- 137، وشذرات الذهب 5/ 359، والسلوك ج 1 ق 2/ 651، وعيون التواريخ 21/ 185- 193، وعقد الجمان (2) 208، 209، والمنهل الصافي 2.

(50/278)


وكان من كبار الحنفيّة وفُضلائهم. درّس بالقيمازيّة مدّة، وكان ذا دين وعبادة وانقطاع وطريقة حميدة ومكارم أخلاق وظُرْف وكَيْس. وكان من أعيان شيوخ الأدب وفُحول الشّعراء والكُتّاب.
له ديوان. وقد رثاه شهاب الدّين محمود بقصيدة.
قَالَ قُطْبُ الدّين [1] : كان فقيها مدرّسا، وافر الدّيانة، واسع الصَّدر، محتملا للأذى، يتصدَّق دائما ويحسن إِلَى تلامذته، وشِعره سائر.
تُوُفِّيَ ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر ودُفن بمقابر الصّوفيَّه.
أنشدنا أبو عَبْد الله بْن الظّهير لنفسه كتابة:
إذا رُمْت أن تتوخّى الهدى ... وأن تأتي الحقّ من بابهِ
فَدَعْ كلّ قولٍ ومَن قاله ... لقولِ النّبيّ وأصحابهِ
فلم تنجُ من مُحْدَثاتِ الأمورِ ... بغَيْرِ الحديث وأربابهِ
وله دو بيت:
يختال بقدٍّ كالقضيبِ النَّضِرِ ... نشوان يُميله نسيمُ السَّحَرِ
ما جاد بوصلي فِي دُجًى من شَعْر ... إلّا فضحتنا طلعةٌ كالقمرِ
وله:
عَجِّلْ هديت المثاب يا رجلُ ... أبطأتَ والموتُ سائق [2] عجلُ
أسْرَفت فِي السّيّئاتِ لا مَلَلٌ ... يَعْروكَ من قُبْحها ولا خجلُ
تفرح إنْ أمكَنَتْكَ مُوبِقةٌ ... وأنت مِن خوفِ فَوْتها وجِلُ
يا مُعسِرًا والغريمُ طالبهُ ... وقد دنا من كتابه الأجَلُ
كم تتروّى [3] إذا دعاك هدى ... وعند داعي هواك ترتجل [4]
__________
[1] في ذيل المرآة 3/ 386.
[2] في معجم شيوخ الذهبي 466 «سابق» .
[3] في معجم شيوخ الذهبي 466 «كم تنزوي» .
[4] في معجم شيوخ الذهبي 466 «ترتحل» .

(50/279)


وله:
أترجو من مدامعك انتصارا ... وقد جدّ الخليطُ ضُحًى وسارا
وتأمل بعَدهمْ صبرا جميلا ... مَتَى هلك المجنون اصطبارا
وتطمع فِي الرقاد على التّنائي ... لترقب من خيالهم مزارا
فأحلى الوجد ما جانبت فِيهِ ... رقَادك والتّبصُّر والقرارا
وأشهر الحبّ ما جرّ النّوايا ... وما ظلمَ الحبيب به وجارا
وإن لم يتلف الشّوق المعنّى ... لَعَمْري كان شوقا مُستعارا
حَدَّثَنِي جمال الدّين إِبْرَاهِيم البدويّ الْمُقْرِئ قَالَ: أتيتُ مجدَ الدّين بإجازةٍ فكتب فيها:
أجازهم ما سألوا بشرطهِ المعتَمَدِ ... مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن أحمدِ [1]
378- مُحَمَّد بْن سَوّار [2] بْن إِسْرَائِيل بن خضر بن إسرائيل بن الحسن.
__________
[1] ومن شعره:
أيّها العالم الّذي بهر العالم فضلا ... وفاق طبعا وذهنا
ابن اسما مؤذنا مفردا وضعا ... ويغدو مذكرا لأنثى
وإذا شئت حال فعلا وحرفا ... وعن الجملتين في اللفظ أغني
وإذا ما تركته كان لفظا ... وإذا ما عكسته صار معنى
وله:
اسم من قد هويته ... طاهر غير طاهري
قسم البعد قلبه ... بين قلبي وناظري
وله:
فله الحظ مانعي قصد أرض ... أنت فيها وكثرة للإفلاس
ولو أني ملكت أمري لوافتك ... سعيا على يدي وراسي
لم ترق بعدكم دمشق ولا ... ما يزيد كلا ولا بأناس
[2] انظر عن (محمد بن سوّار) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 73 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 405- 432، والمختار من تاريخ ابن الجزري 298، 299، وفيه: «محمد بن إسرائيل» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والعبر 5/ 316، وفوات الوفيات 2/ 431، ولسان الميزان 5/ 195 (6/ 174- 177 رقم 7529) ، ووفيات الأعيان 6/ 429 (في ترجمة أبي محمد التستري، رقم 281) ، والوافي بالوفيات

(50/280)


الشّاعر المشهور، الأديب، البارع، نجم الدّين الشَّيْبانيّ، الدّمشقيّ، صاحب الشَّيْخ عليّ الحريريّ، وصاحب الدّيوان المعروف.
وُلِدَ فِي ثاني عَشْر ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ وستّمائة. وصحِب الشَّيْخ عليّ الحريريّ من سنة ثمانٍ عشرة. ولبس الخِرْقة من الشَّيْخ شهاب الدِّين السُّهْرَوَرْديّ وسمع عليه. وكان قادرا على النّظم الرّائق مكثرا منه. وقد مدح الأمراء والكُبراء. وسلك فِي نظْمه مسلك ابن الفارض وابن العربيّ. وتجرَّد، وسافر على قدم الفقراء وقضّى أوقاتا طيّبة.
وكان رَيحانة المشاهد وديباجة السّماعات وأنيس المجالس. وكان يلثغ بالرّاء، ولا يحسن الرّقص، ولا له فِيهِ طبع.
وقد حضر مرّة وقتا وفيه نجم الدّين ابن الحكيم الحمريّ، فغنّى لهم القوّال بقول ابن إِسْرَائِيل:
وما أنت غير الكون بل أنتَ عينُه ... ويفهم هَذَا السّرّ مَن هُوَ ذائِقُ
فقال ابن الحكيم: كفرتَ كفرتَ. وتشوّش الوقت. فقال ابن إِسْرَائِيل:
لا ما كفرتُ، ولكنْ أنت ما تفهم هَذِهِ الأشياء.
ولا رَيْبَ فِي كثرة التّصريح بالاتّحاد فِي شِعر هَذَا المرء على مقتضى ظاهر الكلام، فإنْ عنى بقوله ما يظهر من نظْمه فلا ريب في كفره، وإن عنى به
__________
[3] / 143 رقم 1093، والبداية والنهاية 13/ 283، والنجوم الزاهرة 7/ 285، وشذرات الذهب 5/ 359، وكشف الظنون 766، وإيضاح المكنون 1/ 485، وهدية العارفين 2/ 133، والأعلام 6/ 153، ومعجم المؤلفين 10/ 58، وريحانة الأدب 7/ 382، وديوان الإسلام 1/ 186 رقم 277، ودائرة معارف الأعلمي 26/ 282، وتاريخ ابن الفرات 7/ 131- 136، ومرآة الجنان 4/ 188 وفيه «نجم الدين محمد بن نوار الشيبانيّ» وهو غلط، والسلوك ج 1 ق 2/ 651، ونهاية الأرب 30/ 391 وفيه: «محمد بن الخضر بن سوار..» ، وعيون التواريخ 21/ 205 وفيه: «محمد بن سواره» ، والمقفى الكبير 5/ 708 رقم 2326، ومسالك الأبصار 16/ 101 رقم 31، وعقد الجمان (2) 209، 210.

(50/281)


غير ما يفهم منه وتكلِّف له أنواع التّأويلات البعيدة فقد أساء الأدب وأطلق فِي جانب الربوبيّة ما لا يجوز إطلاقه، وتَجَهْرَمَ على الله تعالى إذ جعل ذلك ديدنه. وهذا إنّما هُوَ على سبيل الفرض.
أمّا من عرف مذهب القوم وحقيقة ما يعتقدونه فلا يرتاب فِي خروجهم عن الملّة أو هُوَ منهم. نسأل الله العظيم أن يثبّت قلوبنا على دِينه، آمين.
والمعصوم من عصم اللَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه.
فَمَنْ شِعره:
أسُكّان قلبي إن تناءوا وإن حلّوا ... ومُلّاك ودّي واصلوني أو ملّوا
تساوى لديَّ البعدُ والقربُ فيكم ... كما قد تساوى عندي الهجر والوصلُ
إنْ شئتم صُدّوا وإنْ شئتم صِلُوا ... فإنّ سواكم فِي فؤادي لا يحلو
سُهادي بكم أحلا لديَّ من الكرى ... وأصعب ما ألقاه فِي حبّكم سهلُ
فبحق جنوني فِي الهوى بكم اسفكوا ... دما هدرا ما أن يراد به عقلُ
إذا آثرت قتلي سيوفُ لحاظكم ... فأعذب شيء عند عبدكم القتلُ
أأخشى إذا استشهدت فيكم صبابة ... ببدرِ ومثلي ليس يخفى له فضلُ
دعوني منّي واصنعوا ما بدا لكم ... فإنّي لما أهّلتموني له أهلُ
حلفتُ بتوريد الخدود وما جنت ... عليَّ القدود الهيف والأعين النُّجلُ
وليلتنا بالسّفح إذ يسفح النّدا ... دموعا وإذ سمّارنا البان والأثلُ
لقد ضاع ذِكري فِي الوجود بحبّكم ... كما ضاع فِي وجدي بحسنكم العذلُ
ودقّ عن الواشي حديث تولّهي ... كما جلّ شوقي أنْ تبلغه الرسلُ
وصِرْتُ أمير العاشقين وكيف لا ... ونقلُ أحاديثي لندمانهم نُقْلُ
فكلّ مُحبّ مات فيكم صبابة ... صُبابةُ كأسي أكسبته الضّنى قبلُ
وما سمحت روحي بحبّ سواكم ... على أنّها ما من خلائقها البخلُ
نديميّ هَلْ فِي حبّهم من ندامة ... فأتركه أم هَلْ لهم فِي الورى مثلُ
أردت بذلي فِي هواهم تقرُّبًا ... ومَن عزَّ مَن يهواه لذَّ له الذّلّ

(50/282)


ومن شِعره أيضا:
لا تشرب الراحَ إلّا مع أخي ثقة ... يرعى مودّة أهلِ الحان فِي الحانِ
ولا يرى وجه ساقيها سوى رجلٍ ... لا ينظر الخمر والخمارَ اثنانِ
إن غُيِّبت ذاتها عنّي فلي بصرٌ ... يرى محاسنها فِي كلّ إنسانِ
فِي القلب سِرٌّ لليلى لو نطقت به ... جهرا لأفتوا بكفري بعد إيماني
السّرّ الَّذِي فِي قلْبه هُوَ أنّ العباد حقيقة المعبود، وأنّ المعبود حقيقة العباد، أي ليس الله عنده شيئا آخر سوى المخلوقات، ولا لربّ العالمين وجود متميّز فِي نفس الأمر عن الموجودات. وهذا مذهب الدّهريّة بعينه، لا بل شرّ من مذهب الدّهريّة، سبحان الله وتعالى عمّا يقولون عُلُوًّا كبيرا. فينبغي للإنسان إذا حكى قول الكُفر أن يسبّح الله تعالى ويقدّسه ويمجّده لينجيه من الكفر.
ولقد اجتمعتُ بغير واحد مِمَّنْ كان يقول بوحدة الوجود ثُمَّ رجع وجدّد إسلامه وبيّنوا لي مقالة هَؤُلَاء أن الوجود هُوَ الله تعالى، وأنه تعالى يظهر فِي الصورة المحلية والأشياء البديعة.
ومن قصيدة ابن إسرائيل المسمّاة بعَرْف العرفان حيث يقول:
لقد حق لي عشق الوجود وأهله ... وقد علقت كفّاي جمعا بموجدي
نديميّ من سعدٍ أريما ركابي ... فقد أمنت من أن تروح وتغتدي
ولا تلزماني النُّسْك فالحبّ شاغلي ... ولا تذكرا لي الورد فالراح موردي
أمِن بعد ما قد برّد الوصْلُ غلّتي ... وزار الكَرَى أجفانَ طَرْفي المسهَّدِ
وأمسيت والكاسات شمسي وأصبحت ... عروسُ حمَيّا الرّاح تُجلَى على يدي
ونادمت فِي ديَر الحبيس غزالة ... وزُخرِف لي فِي هيكلِ الدَّيرِ مقعدي

(50/283)


منها:
ذَرَاني وعزْمي والدُّجى ومزاره ... فقد أَبَتِ العَلياءُ إلّا تفرّدي
ولا تيأسا من رَوْحه وتأسّيا ... فكم مُعْرِضٍ فِي اليوم يقبلُ فِي غدِ
فتى الحبّ [1] صَبٌّ باع مُهجة نفسهِ ... لجيرةِ ذاك الحيّ نْقدًا بموعدِ
هُوَ الحبُّ إما مُنْية أو مَنِيّةٌ ... ودون العُلَى حدُّ الحسام المهنَّدِ
ألم تريا أنّي وجدتُ تلذُّذي ... برؤياهُ عُقْبَى حيرتي وتلدُّدي
وقد عشت دهرا والجمالُ يهزّني ... وتُطْربني الألحانُ من كلّ مُنْشدِ
وأغدو [2] وَفِي ليل الغدائر دائبا ... أضلّ ومن صُبح المباسِمِ أهتدي
ويسقم جسمي كلّ جفنٍ وتارةُ ... يورّد دمعي كلُّ خدٍّ مورّدِ
وأصبو [3] مَتَى هبّت صبا هاجريه ... تخبّرني عن منجدٍ غير منجدي
فَلَمَّا تجلّى لي على كلّ شاهدٍ ... وسامَرَنِي بالرَّمز فِي كلّ مشهدِ
تجنَّبت تقييدَ الجمال ترفُّعًا ... وطالعتُ أسرارَ الجمال المبدَّدِ
وصار سماعي مطلقا منه بْدؤُهُ ... وحاشى لمثلي من سماع مقيِّدِ
فِي كلّ مشهودٍ لقلبي شاهدٌ ... وَفِي كلّ مسموعٍ له لحن مَعْبَدِ
أراه بأوصافِ الجمال جميعها ... بغير اعتقاد للحلول المبعَّد
ففي كلّ هيفاء المعاطفِ غادة ... وَفِي كلّ مصقول السّوالف أغْيَدِ
وعند اعتناقي كلّ قَدٍّ مهفهفٍ ... ورشْفي رضابا كالرّحيق المبرَّدِ
وَفِي الدرّ والياقوت والمِسْك [4] والحلَى ... على كلّ ساجي الطّرفِ لَدْن المقلدِ
وَفِي خلل [5] الأثواب راقت لناظر ... بزبرجها من مُذْهب ومعمّدِ [6]
وَفِي الرّاح والرَّيْحان والشّمع [7] والغِنا ... وَفِي سجع ترجيع الحمام المغرّد
__________
[1] في ذيل مرآة الزمان: «فتى الحيّ» .
[2] في ذيل المرآة: «واغزو» .
[3] في الأصل: «وأصبوا» .
[4] في البداية والنهاية 13/ 284 «والطيب» .
[5] في البداية والنهاية 13/ 285 «حلل» بالحاء المهملة.
[6] في البداية والنهاية 13/ 285 «ومورد» .
[7] في البداية والنهاية 13/ 285 «والسمع» بالسين المهملة.

(50/284)


وَفِي الدَّوح والأنهار والرّوح [1] والنَّدَى [2] ... وَفِي كلّ بستانٍ وقصرٍ مُشيَّدِ
وَفِي الرّوضة الغنّاء غبّ [3] سمائها ... يضاحكُ نور الشّمس نوّارها النّدي
وَفِي صفو رَقراق الغديرِ إذا حكى ... وقد جعّدته الرّيحُ صفحة مَبرّد
وَفِي اللَّهْو والأفراح والغفْلة الّتي ... تمكِّنُ أَهْل الفرق من كلّ مقصدِ
وعند انتشاء الشُّرْب فِي كلّ مجلسٍ ... بهيج بأنواع الثّمار منضَّدِ
وعند اجتماع النّاس فِي كلّ جمعة ... وعيد وإظهار الرّياش المجدّد
وفي لَمَعان المَشْرَفيّات فِي الوغى ... وَفِي مَيْلِ أعطاف القنا المتأوّد
وفي الأعوجيّات العِتاق إذا انبرت ... تسابقُ وفْدَ الرّيح فِي كلّ مطردِ
وَفِي الشّمس تحكي فِي تبرّج نورها [4] ... لدى الُأفْق الشّرقيّ مرآة عسجدِ
وَفِي البدر بدر الُأفق ليلةَ تَمِّهِ ... جلته سماءٌ مثل صرْحٍ ممرَّدِ
وَفِي أنجُمٍ زانت دُجاها كأنّها ... نثارُ لآلٍ فِي بساطٍ زبرجدِ
وَفِي البرق يبدو مُوهنًا فِي كآبةٍ [5] ... كباسمِ ثغرٍ أو حسامٍ مُجَرَّدِ
وَفِي حُسن تَنْميقِ الخطابِ وسُرعة الجواب ... وَفِي الخطّ الأنيقِ المجوّدِ
وَفِي رقَّة الأشعار راقت لسامع ... بدائعُها من مقصر ومقصَّدِ
وَفِي رحمة المعشوقِ شكوى مُحِبّتي [6] ... وَفِي رقَّة الألفاظ عند التّودُّدِ
وَفِي أَرْيَحيّاتِ الكريمِ إِلَى النّدى ... وَفِي عاطفاتِ العفْو من كلّ سيّدِ
وحالةِ بسطِ العارفين وأُنسهم ... وتحريكهم عند السّماع المقيَّدِ
وَفِي لُطْف آياتِ الكتابِ الّتي بها ... تبسّم [7] روح الوعد بعد التّوعّد
__________
[1] في البداية والنهاية 13/ 285 «والزهر» .
[2] في الأصل: «والندا» .
[3] في البداية والنهاية: «وفي الروضة الفيحاء تحت» .
[4] في البداية والنهاية: «في الشمس تحكي وهي في برج نورها» .
[5] في البداية والنهاية 13/ 285 «في سحابة» .
[6] في البداية والنهاية: «محبه» .
[7] في البداية والنهاية: «تنسّم» .

(50/285)


المظاهر الجلاليَّة
كذلك أوصاف الجلالِ مظاهرٌ ... أشاهدُه فيها بغير تردُّدِ
ففي صَوْلة [1] القاضي الجليلِ وسمْتهِ ... وَفِي سطوة السّلطان عند التمرُّدِ [2]
وَفِي حدَّة الغضبان حالةَ طيِشه ... وَفِي نَخْوة القرْم المَهيبِ المسوَّدِ
وَفِي سَوْرة [3] الصَّهباء جار [4] مديُرها ... وَفِي يبس [5] أخلَاق النّديم المعربد
وعند اصطدام الخيل فِي كلّ مأزقٍ [6] ... يعثر فِيهِ بالوشيج المنَضَّدِ
وفي شدَّةِ اللَّيْث الهصور [7] وبأسهِ ... وشدّة عَيشٍ بالسّقام منكدِ
وَفِي روعة البَيْن المثبت [8] وموقف ... الوداع لحرّان الجوانح مكمدِ
وَفِي فرقة الُألّافِ بعد اجتماعهم ... وَفِي كلّ تشتيت وشُمْلٍ مبدّدِ
وَفِي كلّ دارٍ أقفرتْ بعد أُنْسها ... وَفِي طَلَلٍ بالٍ ودارسِ معهدِ [9]
وَفِي هَولِ أمواجِ البِحار ووحشة ... القِفار وسيلٍ بالمذانب [10] مُزبدِ
وعند خشوعي للصّلاة لعزَّة ... المناجي وَفِي الإطْراق عند التَّشَهُّدِ [11]
وحالة إهلال الحجيج لحجِّهم ... وإعمالهم للعيس [12] في كلّ فدفد
__________
[1] في البداية والنهاية 13/ 285 «سطوة» .
[2] في البداية والنهاية: «وفي سطوة الملك الشديد الممرد» .
[3] في البداية والنهاية 13/ 286: «وفي صولة» .
[4] في البداية والنهاية 13/ 286: «جاز» .
[5] في البداية والنهاية 13/ 286: «بؤس» .
[6] في البداية والنهاية 13/ 286: «في كل موقف» .
[7] في البداية والنهاية 13/ 286: «الصئول» .
[8] في البداية والنهاية 13/ 286: «المسيء» .
[9] في البداية والنهاية: «معمد» .
[10] في البداية والنهاية: «بالمزاييب» .
[11] في البداية والنهاية: «عند التهجّد» .
[12] في البداية والنهاية: «للعيش» .

(50/286)


المظاهر الكماليَّة
ويبدو بأوصافِ الكمالِ فلا أرى ... برؤيته شيئا قبيحا ولا ردي
فكلّ مسيء بي إليّ كمحسن ... وكلّ مضلّ لي لديَّ [1] كمرشدِ
ولا فرق عندي بين أُنْسٍ ووحشةٍ ... ونورٍ وإظلامٍ ومُدْنٍ ومُبْعدِ
وسيّانَ إفطاري وصَوْمي وفترتي ... وجهدي ونومي وادعا وتهجُّدي [2]
أُرى تارة فِي حانة الخمر خالعا ... عذاري وطَورًا فِي حنيّةِ مَعْبدِ [3]
وهي مائة بيت اخترتُ منها هَذَا.
وله أيضا:
جهد المحبّة لوعةٌ وغرام ... وصبابةُ وكآبة وسقامُ
ومدامع مسفوحة وأضالع ... مقروحة وتولُّه وغرامُ
وتذكّرٌ إنْ لاح برقٌ بالغضا ... أو ناح فِي عذْب الغصون حمامُ
وبكا على الأطلال غيّرها البلى ... ورَمَت نضارةَ رسمها الأعوام
ورضى بأحكام الحبيب وإنْ جنا ... ونأى وعزّ من الخيال مرامُ
أوصاف باقٍ لم يبن عن رسمه ... وبقاء أبناء الغرام حرامُ
والعاشقون على اختلاف شئونهم ... عما يحقّقه الفناء نيامُ
كلٌّ يشير إِلَى سواه ولا سوى ... إلّا إذا ما ضلّت الأفهامُ
وهي طويلة من أبدع قصائده، لولا ما عكّر بقوله فيها:
قومٌ بهم قام الوجود لأنّهم ... قعدوا بعرفان الإله وقاموا
ظهروا وقد خفيت صفات نفوسهم ... فهم لإعلام الورى أعلامُ
وردوا معين الجمع فاجتمعت لهم ... صُوَرُ العوالم فالشَّتات نظامُ
وحقائق الأشياء فِي ميزانهم ... شيء فَمَا بين الأنام خصام
__________
[1] في البداية والنهاية: «لي إليّ» .
[2] في البداية والنهاية: «وادعاء تهجدي» .
[3] في البداية والنهاية: «مسجد» .

(50/287)


والعارفون بفضلهم ورّاثهم ... والجاحدو إنعامهم أنعامُ
ووراءهم قومٌ معارفهم إِلَى ... حدّ الصّفات يردُّها الإعظامُ
وهم على رُتبٍ تفاوت قدرُها ... وكذلك يقسم فضله القسّامُ
فَمَن اجتلى صفة الجمال فدهره ... عشقٌ وقصْفٌ والغرام مدامُ
وتشوقه الأغصان والتركان ... والكثبان والغزلان والآرامُ
ويحبُ أخبار الغرام وأهلَه ... وتهزّه الأوتارُ والأنغامُ
هش تراه للخلاعة باسما ... كالبدر جلّى عن سناه غمامُ
ويرى المليحة فِي القبيح فَمَا له ... بسوى الجمال على المدى إلمامُ
ومَن انتحى صفة الجلال فدهره ... قبضٌ وكلُّ زمانه إحجامُ [1]
وقد روى عَنْهُ: أبو الْحُسَيْن اليُونينيّ، وأبو مُحَمَّد الدّمياطيّ، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وغيرهم من شِعره.
وتُوُفِّي فِي رابع عشر ربيع الآخر ودُفن بقُبة الشَّيْخ رسلان. وشيّعه قاضي القضاة شمس الدّين ابن خَلِّكان، والأعيان والفقراء والخلْق.
379- مُحَمَّد بْن صالح [2] .
الفقيه شمس الدّين الهسكوريّ، المغربيّ. خطيب جامع جرّاح خارج باب الصّغير.
روى عن: مُكْرم، وشُهد على القضاة. ثُمَّ عمي.
تُوُفِّيَ فِي شعبان، وشيّعه قاضي القضاة والنّاس.
وعاش ستّا وسبعين سنة. فإنّه وُلِدَ سنة إحدى وستّمائة.
380- مُحَمَّد بْن عَبْد القادر [3] بْن عَبْد الكريم بن عطايا.
__________
[1] في هامش الأصل: ث. إلى هنا المظاهر الجلالية ثم الكمالية.
[2] انظر عن (محمد بن صالح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 أ.
[3] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 78 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 433، والوافي بالوفيات 3/ 269، رقم 1312، وعيون التواريخ 21/ 216، وتاريخ ابن الفرات 7/ 127.

(50/288)


الصّدر شَرَف الدّين الْقُرَشِيّ، الْمصْرِيّ، ناظر الخزانة.
دُفِن بالقرافة وقد جاوز الثّمانين. وكان خيِّرًا، ديِّنًا، جليلا، عالما، مُفْتيًا. أجاز له جَعْفَر بْن أموسان.
381- مُحَمَّد بْن عَبْد المهيمن [1] .
شيخ مصريّ.
روى عن: ابن المُقَيّر [2] .
382- مُحَمَّد بْن عَرَبْشاه [3] بْن أبي بَكْر بْن أبي نصر.
المحدّث، العالم، ناصر الدّين، أبو عَبْد الله الهَمَدَانيّ.
سمع: ابن الزُّبَيْديّ، وابن صبّاح، وابن اللّتّي، والنّاصح بْن الحنبليّ، والمسلّم المازنيّ، وابن ماسويه، وأبي الفضل الهَمَدَانيّ، وكريمة، وابن الشّيرازيّ، وطبقتهم.
وسمع الكثير، وكتب الأجزاء، وأكثر وحصّل. وأوّل سماعه من المشايخ فِي سنة سبْعٍ وعشرين وله عشرون سنة إذ ذاك.
ورحل فسمع بالدّيار المصريّة من ابن رواج، وغيره. وبحلب من ابن خليل. وأسمع أولاده.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد المهيمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 ب، والمقفّى الكبير 6/ 146 رقم 2606.
[2] قال المقريزي: الكناني النويري الشافعيّ، محتسب مصر، وابن محتسبها، ومن المعدّلين بها. مولده منتصف المحرم سنة أربع وعشرين وستمائة بمصر.
[3] انظر عن (محمد بن عربشاه) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 74 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 433، والعبر 5/ 311، والوافي بالوفيات 4/ 93، 94 رقم 1568، والإعلام بوفيات الأعلام 292، والمعين في طبقات المحدّثين 216 رقم 2245، ومعجم شيوخ الذهبي 529 رقم 789، والمعجم المختص 243 رقم 313، وذيل التقييد 1/ 173، 174 رقم 310، والمقفى الكبير 6/ 226، 227 رقم 2690، والدليل الشافي 2/ 654، والنجوم الزاهرة 7/ 285، وشذرات الذهب 5/ 359، وتاريخ ابن الفرات 7/ 127.

(50/289)


وأجاز لي مَرْويّاته. وكان ثقة، صحيح النّقل، حسن الخطّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
383- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل.
الصّدر شَرَفُ الدّين ابن الورّاق.
سمع: ابن باقا، وغيره.
384- مُحَمَّد بْن عليّ بْن يوسف [1] بْن ميسَّر.
الأجلّ، تاج الدّين، أبو عَبْد الله الْمصْرِيّ، المؤرّخ.
صنَّف «تاريخ القضاة» ، وتُوُفِّي فِي محرَّم بالقاهرة. وله تاريخ كبير ذيّل به على «تاريخ المسبّحيّ» . وهبني منه مجلّدا الحافظ قُطْبُ الدّين وعلى المجلّد بخطه «مختصر من تاريخ تاج الدّين مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن ميسّر» ، ويُعرف بابن جلب راعب من بيت وله أصالة.
تُوُفِّيَ فِي ثامن عشر المحرَّم.
385- محمود بْن عُمَر.
القاضي نظام الدّين الهَرَويّ، قاضي الجانب الغربيّ.
من أئمّة الشّافعيّة، ويُعرف بشيخ الإسلام.
توفّي عن ثلاثٍ وسبعين سنة. ورَثَتْه الشّعراء. وله تصانيف عدّة وفنون، وباع طويل فِي الطّبّ، مع التَّقْوى والدّين والزُّهد.
وله ابن هُوَ شمس الدّين مُحَمَّد شيخ المشايخ بالهند، وابنه الآخر من علماء هَرَاة تاج الدّين مُحَمَّد، وابنه صدر الدّين جُعل بعد أَبِيهِ قاضي الجانب الغربيّ. وابنه الآخر شهاب الدّين إِسْمَاعِيل شيخ رباط البسطاميّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 أ، وذيل مرآة الزمان 3/ 433، والوافي بالوفيات 4/ 188، رقم 1729، وعيون التواريخ 21/ 174، وتاريخ ابن الفرات 7/ 127، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ 1/ 574، والمقفى الكبير 6/ 395 رقم 2864، والأعلام 7/ 222، ومعجم المؤلفين 11/ 23.

(50/290)


386- محمود بْن مُحَمَّد بْن بُنْدار [1] .
الفقيه عزُّ الدّين التّوريزيُّ، الشّافعيّ، البَعْلَبَكّيّ.
وُلِدَ فِي حدود العشر وستّمائة.
وسمع من: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وغيره.
وتفقَّه وأتقن المذهب، وناب فِي قضاء بَعْلَبَكّ عن القاضي صدر الدّين عَبْد الرحيم. وولي قضاء بَعْلَبَكّ أيضا مدّة، وولي قضاء عجلون.
ومات على قضاء حصون الإسماعيليّة، فتُوُفِّيَ بحصن الكهف.
وكان محمود السّيرة، حسن الأخلاق، ذا كرم ومروءة واحتمال.
روى عَنْهُ: شمس الدّين بْن أبي الفتح الحنبليّ، وغيره.
ومات فِي جُمَادَى الأولى فِي عَشْر الثّمانين.
387- محمود بْن مُحَمَّد بْن جبريل [2] بْن أبي الفوارس.
الدَّرْبَنْديّ، المحدّث، الشّاعر، الصُّوفيّ، أبو عَبْد الله.
سمع من: السّبط، وعدّة.
وسمَّع بنته فاطمة من أصحاب البُوصِيريّ.
ومات فِي ذي الحجّة بمصر.
388- مفضّل بْن أبي طَالِب [3] بْن سَنِيّ الدّولة.
أبو عُثْمَان الخيّاط.
حدَّث عن حنبل المكبّر.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم أو صفر [4] عن نيَّفٍ وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (محمود بن محمد بن بندار) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 78 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 433، 434 وفيه: «محمد بن محمد بن بيدار، أبو الثناء» .
[2] انظر عن (محمود بن محمد بن جبريل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 78 أوفيه:
«محمد بن محمد» .
[3] انظر عن (مفضّل بن أبي طالب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 78 ب.
[4] هكذا ضبطه الحافظ المزّي. وقال البرزالي: ووجدت بخط الشيخ علي الموصلي: بلغني

(50/291)


389- مؤمّل بْن مُحَمَّد [1] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مَنْصُور.
عز الدين أبو المرجّى بْن البالسيّ الدمشقيّ، عم شيخنا العماد.
وُلِدَ سنة ثلاث وستمائة [2] .
وسمع: أبا اليمن الكندي، والخضر بْن كامل الدّلّال، وأبا القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وهبة الله بْن طاوس، وأبا الغنائم هبة الله الكهفيّ.
روى عَنْهُ: ابن الخباز، وابن العطار، والمزي، والفقيه زكري الشّافعيّ، وابن التّاجر، وجماعة.
أجاز لي مَرْوِيّاته.
وتُوُفِّي فِي سابع رجب.
سَأَلت المِزّيّ عَنْهُ فقال: كان شيخا حَسَنًا، قديم المولد، كثير السّماع.
- حرف الهاء-
- الوَرَن [3] .
عَبْد الله. مَرّ.
390- هبة الله نفيس الدّين [4] بْن الحافظ رشيد الدّين أبي الْحُسَيْن العطّار.
تُوُفِّيَ بمصر فِي رجب.
روى عن: ابن المقيّر، وغيره. ومات كهلا.
__________
[ () ] وفاة مفضّل بن سنيّ الدولة في سنة ست وسبعين وستمائة.
[1] انظر عن (مؤمّل بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 76 أ، والعبر 5/ 317، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والنجوم الزاهرة 7/ 285، وشذرات الذهب 5/ 360.
[2] في المقتفي مولده يوم الثلاثاء سابع جمادى الأولى سنة اثنتين وستمائة.
[3] تقدّم باسم «عبد الله بن عمر بن نصر الله» رقم 363.
[4] انظر عن (هبة الله نفيس الدين) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 298.

(50/292)


- حرف الياء-
391- يحيى بْن مُحَمَّد [1] بْن سالم.
أبو زكريّا الحنفيّ، السِّمْسار. كهلٌ مصريّ.
روى عن: ابن الْجُمَّيْزيّ.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة.
392- يحيى بْن مُوسَى [2] .
الفقيه محيي الدّين الزُّرَعيّ، الحنبليّ.
حدَّث عن: ابن اللّتّيّ.
ومات فِي المحرَّم بقاسيون.
393- يوسف بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن يوسف.
شَرَفُ الدّين أبو الحجّاج الأَنْصَارِيّ، الشّمّاع، الصُّوفيّ.
أجاز لجماعة.
وتُوُفِّي فِي ربيع الأوّل بدمشق. ويُعرف بابن الخبّازة.
روى عن: ابن المقيّر.
الكنى
394- أبو بَكْر، إِسْمَاعِيل بْن بردويل.
التّاجر بقَيْساريّة الفرس بدمشق.
روى عن: مُوسَى بن عبد القادر.
وعاش سبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 75 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 297.
[2] انظر عن (يحيى بن موسى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 أ.
[3] انظر عن (يوسف بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 73 أ.

(50/293)


395- أبو بَكْر بْن مَسْعُود [1] .
الرئيس جمال الدّين اليزديّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، التّاجر.
ولي مشيخة الشّيوخ ونظر الجوامع وغير ذلك. ولم تُحمد سيرته.
وعُزِل بعد عَزل مخدومه جمال الدّين النّجيبيّ نائب دمشق وسُفِّر إِلَى مصر وصودر، ثُمَّ لزِم وبيته. ومات فِي صفر وقد نيَّف على السّبعين.
396- أبو بَكْر بْن يُونُس [2] بْن عليّ.
الزَّنْجانيّ [3] .
رَجُل صالح، كثير الحجّ.
حدَّث عن الشَّيْخ الموفَّق.
ومات فِي صفر.
أَخَذَ عَنْهُ: ابن نفيس، وغيره.
وفيها وُلِدَ:
القاضي شمس الدّين عليّ بْن الصّلاح الشّافعيّ مدرّس القَيْمُريّة، وشهاب الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْمَاعِيل بن مُرّيّ البَعْلَبَكّيّ فِي رمضان بدمشق، ثُمّ قَالَ لي سنة عشرين: لا بل سنة ستٍّ.
وناصر الدّين مُحَمَّد بن ألْدُكْز الزّرّاديّ سِبْط ابن دبوقا، يوم الفطر، ومحيي الدّين محمود بن محمد بن محمد بن القلانسيّ،
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن مسعود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 ب، وذيل مرآة الزمان 3/ 434.
[2] انظر عن (أبي بكر بن يونس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 72 ب.
[3] مهملة في الأصل، والتحرير من المقتفي.

(50/294)


وشرف الدّين مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن خضر المالكيّ ابن النّقيب، والشّيخ عليّ بْن مُحَمَّد بْن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الُأرْمَويّ، والقاضي علاء الدّين عليّ بْن المُنَجّا الحنبليّ فِي شعبان، وسيف الدّين أبو بَكْر بْن الموفَّق عِيسَى بْن قواليح الجنْديّ، ومجير الدّين خليل بْن يحيى بْن النّعّال.

(50/295)


سنة ثمان وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
397- أَحْمَد بْن أبي الخير [1] سلامة بْن إِبْرَاهِيم بْن معروف بْن خَلَف.
المُسْنِد، المعمَّر، زين الدّين، أبو الْعَبَّاس الدّمشقيّ، الحدّاد، الحنبليّ، الْمُقْرِئ، الخيّاط، الدّلّال.
وُلِدَ فِي رابع عشر ربيع الأوّل سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وتُوُفِّي والده الشَّيْخ أبو الخير إمام حلقة الحنابلة وله خمسُ سنين، ولم يُسمّعه شيئا، بل استجاز له.
ثُمَّ سمع سنة ستّمائة من: أبي اليُمْن الكِنْديّ.
وسمع بحمص من شمس الدّين أَحْمَد بْن عَبْد الواحد الْبُخَارِيّ والد الفخر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الخير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 79 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والعبر 5/ 319، ودول الإسلام 2/ 180، والمعين في طبقات المحدّثين 216 رقم 2246، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 462، والنجوم الزاهرة 7/ 290، وذيل مرآة الزمان 4/ 12، والمنهل الصافي 1/ 284- 287 رقم 159، والوافي بالوفيات 6/ 397 رقم 290، وشذرات الذهب 5/ 360، وذيل التقييد 1/ 314، 315 رقم 627، وفيه أضاف محقّقه السيد كمال يوسف الحوت، إلى مصادر ترجمته، كتاب «الدرر الكامنة» لابن حجر ج 1/ 140، وهذا غلط واضح، لأن صاحب الترجمة هنا من المتوفين في القرن 7 هـ.، وكتاب «الدرر الكامنة» ، خاص بوفيات القرن 8 هـ. وقد اشتبه عليه الاسم، فالمذكور في «الدرر الكامنة» (رقم 396) هو: أحمد بن أبي الخير سلامة بن أحمد بن سلامة الإسكندري المالكي. ولد سنة 671 ومات سنة 718 هـ.
بالإسكندرية. فالفرق واضح بين الاثنين.

(50/296)


وأجاز له من أصبهان: خليل بْن أبي الرجاء الرّارانيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الطَّرَسُوسيّ، ومسعود بْن أبي مَنْصُور الحمّال، وعبد الرحيم بْن مُحَمَّد الكاغديّ- وتفرَّد فِي الدُّنيا عَنْهُمْ- وأبو المكارم أَحْمَد بْن مُحَمَّد اللَّبَّان، وَمُحَمَّد بْن أبي زَيْد الكرّانيّ، وأبو جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، وسَبْعَتُهم من أصحاب أبي عليّ الحدّاد.
وأجاز له طائفة من أصبهان من أصحاب فاطمة الجوزدانيّة، وأبي عَبْد الله الخلّال.
وأجاز له من مصر: أبو القاسم البُوصيريَ، وفاطمة بِنْت سعد الخير، وابن نجا الواعظ، وعليّ بْن حَمْزَة، والحافظ عَبْد الغنيّ، وأبو عَبْد الله الأرتاحيّ، وغيرهم.
وأجاز له من بغداد: أبو الفَرَج بْن كُلَيْب، وأبو القاسم بْن بَوْش، وأبو الفرج ابن الجوزيّ، وأبو طاهر بْن المعطوش، وعبد الخالق بن البُنْدار، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عُليّان، وطائفة من أصحاب ابن الحصنيّ، وقاضي المَرِسْتان.
وأجاز له بدمشق: أبو طاهر الخُشُوعيّ، وأبو جَعْفَر القُرْطُبيّ، وأبو مُحَمَّد بْن عساكر، وغيرهم.
سمع منه: عُمَر بْن الحاجب بعَرَفات سنة عشرين وستّمائة.
وروى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وأبو الْعَبَّاس ابن الحلُوانيّة، وابن الخبّاز، وابن العطّار، وابن جعوان، والمِزّيّ، وابن أبي الفتح، وابن الشَريْشيّ، وابن تَيْميّة، وأخوه أبو مُحَمَّد، والمجد بْن الصَّيْرفيّ، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وأبو بَكْر بن شرف، وطائفة سواهم.
وقرأ عليه المِزّيّ شيخنا شيئا كثيرا، وسمع منه «حلية الأولياء» ، ورثاه بأبيات بعد موته.
وسألته عَنْهُ فقال: شيخ جليل متيقّظ، عُمِّر وتفرَّد بالرّواية عن كثيرٍ من مشايخه. وحدَّث سنين كثيرة، وسمعنا منه الكثير، وكان سهلا فِي الرواية.

(50/297)


وقال: تُوُفِّيَ يوم عاشوراء وقد قارب التّسعين.
قلت: كان إنسانا خيّرا متواضعا، من أَهْل الرباط النّاصريّ، أضرَّ بأَخرَة، وكان فقيرا متعفّفا. أجاز لي جميع مروياته.
قَالَ: أَنْبَأَنَا خَلِيلٌ، أنا الْحَدَّادُ، أنا أَبُو نُعَيم، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا أَيْمَنُ بْن نَابِلٍ: سَمِعْتُ قُدَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكِلابِيَّ قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ لا طَرْدَ وَلا ضَرْبَ وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ» . هذا حديث صحيح رواه الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ فِي «مَشْيَخَتِهِ» عَنِ الْعِزِّ بْنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ، عَنْ خَلِيلِ بْنِ أَبِي الرَّجَاءِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا.
398- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن عبدُ المُحسن ابْن خطيب المَوْصِل أبي الفضل عَبْد الله بْن أَحْمَد.
الطُّوسيُّ، ثُمَّ المَوْصِليُّ، تاج الدّين الشّاهد تحت السّاعات.
تُوُفِّيَ بزُرَع راجعا من الحجّ فِي صفر، رحمه الله تعالى.
399- أَحْمَد بْن عَبْد المحسن [1] بْن أَحْمَد.
الواعظ الشّهير بزين الدّين كتاكت الدّمياطيّ.
مات فِي شوّال بمصر. له نظم وبلاغة، فِيهِ دِين وخير.
وهو القائل:
على الحُبّ لا عاش من يعدِلُ ... وهبْه يقول فَمَنْ يقبلُ
غريب الحِمَى أَنَا عَبْد لكم ... فَمَا شاء بي حبّكم يفعلُ
400- إسحاق بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن يحيى.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد المحسن) في: عيون التواريخ 21/ 237، وتاريخ ابن الفرات 7/ 166، وشذرات الذهب 5/ 360.
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 84 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 14، والوافي بالوفيات 8/ 397، 398 رقم 3837، وعيون التواريخ 21/ 226،

(50/298)


الشَّيْخ الفقيه، صفيُّ الدّين، أبو مُحَمَّد العكيّ، الشّقراويّ، الحنبليّ.
كان أَبُوهُ قد سكن دمشق، وسمع من الخُشُوعيّ، فولد له هَذَا ونجم الدّين مُوسَى وغيرهما.
وُلِدَ سنة خمسٍ وستّمائة. وسمع من: مُوسَى بْن عَبْد القادر، والشيخ الموفَّق، وأحمد بْن الخضِر بْن طاوس.
وكان من فُضَلاء الفقهاء، وأخيارهم. وكان يقيم كثيرا بزُرَع، وحكَم بها نيابة عن الشَّيْخ شمس الدّين.
وكان مطبوعا دمث الأخلاق.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والمِزّيّ، والطّلبة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
تُوُفِّيَ فِي تاسع عشر ذي الحجّة ودُفن بقاسيون.
401- أقوش [1] .
الرُّكنيّ، الأمير الكبير، جمال الدّين، المعروف بالبطّاح [2] .
أحد أمراء دمشق.
تُوُفِّيَ كهْلًا فِي ربيع الأوّل.
وهو مملوك ركن الدّين بَيْبرس الأمير الَّذِي كسر الفرنج بأرض غزّة، وله
__________
[ () ] والنجوم الزاهرة 7/ 289، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 297، ومختصر الذيل 81، والمنهج الأحمد 396، والمقصد الأرشد، ورقة 235، والدرّ المنضد 1/ 420 رقم 1124، وشذرات الذهب 5/ 360، والمنهل الصافي 2/ 354 رقم 400.
[1] انظر عن (أقوش البطّاح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 80 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 12، والعبر 5/ 314 (في وفيات سنة 677 هـ.) ، والوافي بالوفيات 9/ 342، رقم 4260، وعيون التواريخ 21/ 226، والنجوم الزاهرة 7/ 289، وتاريخ ابن الفرات 7/ 118، وعقد الجمان 21/ 239، والمنهل الصافي 3/ 22، 23 رقم 514 وفيه وفاته سنة 298 هـ.
والدليل الشافي 1/ 145.
[2] في المنهل الصافي: «الطباخ» ، وفي ذيل المرآة: «البطاج» .

(50/299)


عدّة مماليك، منهم الأمير سُمّ الموت إيغان الرُّكنيّ، وعلاء الدّين الأعمى نزيل القدس.
402- أقوش [1] .
الشّهابيّ، السِّلَحْدار، جمال الدّين.
أحد أمراء دمشق. أدركه الموت بحماة فِي ربيع الآخر.
وكان هُوَ والّذي قبله فِي صُحبة الجيش بسِيس ورجعا فماتا.
- حرف الباء-
403- بَلَبَان [2] .
النَّوْفليّ، العزيزيّ، ناصر الدّين.
أحد أمراء دمشق. أدركه الموت بحلب فِي ربيع الأوّل.
وهو من أعيان العزيزيّة، فِيهِ دِين وخَير، وله معروف. وعنده حشمة وتواضع ولِين.
وكان فِي جملة الجيش بسِيس، ومات فِي مُعْتَرَك المنايا.
وهو من مماليك الْعَزِيز صاحب حلب.
404- بَلَبَان.
السّاقي [3] ، الأمير عَلَم الدين. مِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي رَجعة سِيس.
__________
[1] انظر عن (أقوش السلحدار) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 81 ب، والسلوك ج 1 ق 3/ 674، والوافي بالوفيات 9/ 24 رقم 4259، والمقفى الكبير 2/ 235 رقم 809، والدليل الشافي 1/ 146، والمنهل الصافي 3/ 31 رقم 520، وذيل مرآة الزمان 4/ 13، والنجوم الزاهرة 7/ 290.
[2] انظر عن (بلبان العزيزي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 80 ب، 81 أ، والسلوك ج 1 ق 3/ 674، وذيل مرآة الزمان 4/ 13، وعيون التواريخ 21/ 227، وتاريخ ابن الفرات 7/ 162، وتذكرة النبيه 1/ 55، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 61، والوافي بالوفيات 10/ 281 رقم 4785، والمقفى الكبير 2/ 484 رقم 952، والمنهل الصافي 3/ 417، 418 رقم 693، والدليل الشافي 1/ 197.
[3] لعلّه هو (بلبان المشرفي) الّذي ذكره المقريزي في وفيات هذه السنة. (السلوك ج 1

(50/300)


405- وكذا الأمير سيف الدّين قلاجا [1] فِي أحد الرّبيعين.
فهذه خمسة أمراء تقاربت آجالُهم، وما أدري هَلْ سُقوا أم لا.
406- بيرم بْن سُنْقر الشّهابيّ.
سمع من ابن رواحة.
ومات فِي ذي الحجّة.
- حرف الجيم-
407- جُنْق بْن صُوَن [2] بْن أيل.
الأمير جمالُ الدّين، أحد أمراء دمشق.
يُقَالُ إنّه من أولاد الملك صول صاحب جُرْجان الَّذِي أسلم على يد يزيد بْن المهلّب.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي جُمَادَى الآخرة، وكان من أبناء الخمسين.
- حرف الراء-
408- رافع بْن يحيى [3] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
جمال الدّين الصَّنْهاجيّ، الْمُقْرِئ على الجنائز.
روى عن: ابن المُقَيّر.
سمع منه: ابن عَبْد الباقي، وابن نفيس الموصليّ، والطلبة.
__________
[ () ] ق 3/ 674) ، هو وفي الوافي بالوفيات 10/ 281 رقم 4786، والمنهل الصافي 3/ 418 رقم 695، والدليل الشافي 1/ 197، وتاريخ ابن الفرات 7/ 165.
[1] انظر عن (قلاجا) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 31، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 81 أ، وسيعاد باسمه، برقم (430) .
[2] انظر عن (جنق بن صون) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 82 أوفيه: «جبق» ، وذيل مرآة الزمان 4/ 13 وفيه: «حبق» .
وفي السلوك ج 1 ق 3/ 674 في وفيات هذه السنة: «الأمير سيف الدين حمق» ، وفي نهاية الأرب 29/ ورقة 276 أ «جمق» بالجيم، فلعلّه هو.
[3] انظر عن (رافع بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 79 أ.

(50/301)


وروى لنا عَنْهُ: ابن العطّار.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم وله ثمانٍ وستّون سنة. ومولده برابغ.
409- رسلان بْن دَاوُد بْن يوسف بْن أيوب.
الملك المعظّم ركن الدّين ابن الزّاهر ابن السّلطان الكبير صلاح الدّين.
حدَّث بإجازة عامّة من الصّيدلانيّ.
مولده بقلعة إلبيرة في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وبقي إِلَى هَذِهِ السّنة.
وأجاز للبِرْزاليّ وجماعة. وقد حدَّث بدمشق وبالقاهرة.
وسمع منه: المِزّيّ، وغيره بقراءة ابن جعوان فِي ذي الحجّة من هَذِهِ السّنة.
- حرف الشين-
410- شهرمان المُوَلَّه [1] .
التُّرْكُمانيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.
كان صاحب دُكّانٍ بالفُسْقار، فوقع له يومَ خروج الرَّكْب بكاءٌ كثير، فتهيّأ لوقته وتبِع الرَّكْب وحجّ، وعاد مسلوب العقل، وصار له حال من جنس حال المولَّهين. وللعامّة فِيهِ عقيدة.
تُوُفِّيَ فِي شعبان، وشيّعه خلْق كثير.
- حرف العين-
411- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ.
__________
[1] انظر عن (شهرمان المولّه) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 300، والوافي بالوفيات 16/ 195، 196 رقم 227، والدليل الشافي 1/ 345 رقم 1188، والمنهل الصافي 6/ 255، 256 رقم 1191.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 79 ب وفيه: «عبد الله بن محمد» ، وتذكرة النبيه 1/ 55.

(50/302)


الإِمَام تقيُّ الدّين ابن الشَّيْخ التّقيّ بْن العزّ بْن الحافظ المقدسيّ.
سمع من: ابن اللّتّيّ، وجعفر الهمدانيّ، وكريمة.
وحدَّث. ومات فِي صفر.
وقد سمع النّاس بقراءته.
412- عَبْد الله بْن عَبْد الله [1] بْنِ عُمَر بْنِ عَليّ بْنِ مُحَمَّد بْن حمُّوَيْه.
شيخ الشّيوخ شرف الدّين أبو بَكْر بْن شيخ الشّيوخ تاج الدّين، الْجُوَيْنيّ ثُمَّ الدّمشقيّ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّمائة من عالي النَّسَب بِنْت عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الماجد بْن القُشَيْريّ.
وسمع من: أَبِيهِ، وأبي القاسم بْن صَصْرَى، وأبي صادق بْن صبّاح، وابن اللّتّيّ.، وأجاز له مسمار بْن العُوَيْس، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمزي، والبِرْزاليّ، وغيرهم.
وأجاز لي مَرْوِيّاته. وكان شيخا جليلا محترما بين الصّوفيَّه لأبوّته وقُعدُده. وكان طريفا حسن الصُّحبة، لا بأس به.
تُوُفِّيَ فِي ثامن شوّال ودُفِن بتُربة الشَّيْخ عَبْد الله الأرمنيّ، وشيّعه الخلْق.
413- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بن علي بن حرْب.
الفقيه المُسْنِد شمس الدّين أبو مُحَمَّد ابن الأوحد القرشيّ، الزّبيريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 ب، والعبر 5/ 320، والإعلام بوفيات الأعلام 283، ومرآة الجنان 4/ 190، والسلوك ج 1 ق 3/ 674، وذيل مرآة الزمان 4/ 27، 28، وعيون التواريخ 21/ 236، 237، وتاريخ ابن الفرات 7/ 165، وشذرات الذهب 5/ 361، وتذكرة النبيه 1/ 56، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 61، والوافي بالوفيات 17/ 299 رقم 252، والدارس 2/ 155، والمنهل الصافي 7/ 92 رقم 1330، والدليل الشافي 1/ 386 رقم 1327.
[2] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 أ، والعبر 5/ 320، وذيل مرآة الزمان 4/ 28.

(50/303)


وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّمائة.
وسمع بحلب من: الافتخار الهاشميّ.
وحدَّث بدمشق، وكتب بديوان المارِسْتان النّوريّ.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والشّيخ رضوان النّابلسيّ، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته. وكان قد تفرّد بسماع جزء الوخشيّ.
تُوُفِّيَ فِي شوّال فِي أوائله.
414- عَبْد الله بْن أبي الْحَسَن بْن محمود بْن حُسَيْن.
الحاجّ بدْر الدّين الدّمشقيّ، الحنبليّ، ويُعرف بملكشاه.
أجاز بخطّه مَرْوِيّاته فِي إجازة الوجيه النّفري، وقال للوجيه ولدتُ سنة ثلاثٍ وتسعين، وسمعت «مُسْنَد» أَحْمَد على حنبل المكبر.
وله خمسٌ وأربعون وقْفَة. وأنّه جاور بمكة عشرين سنة.
قَالَ: وذلك فِي سنة ثمانٍ هَذِهِ ببَعْلَبَكّ.
415- عَبْد الله بْن قاضي القضاة [1] مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الحَسَن بْنِ علي بْن عين الدّولة صَدَقَة بْن حَفْص [2] .
قاضي القضاة محيي الدّين أبو الصّلاح الصّفراويّ، الإسكندرانيّ، الشّافعيّ.
مات فِي رجب بمصر وله إحدى وثمانون سنة.
سمع من القاضي عليّ بْن يوسف الدّمشقيّ، ومُكَرّم، والفارسيّ، وابن باقاه وله إجازة من ابن الحرستانيّ وعدّة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله ابن قاضي القضاة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 82 أ، وذيل التقييد 2/ 59 رقم 1151، والسلوك ج 1 ق 3/ 674، وذيل مرآة الزمان 4/ 29، وعيون التواريخ 21/ 237، وتذكرة النبيه 1/ 54، 55، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 61، والوافي بالوفيات 17/ 584 رقم 489.
[2] وسيعاد ثانية برقم (417) .

(50/304)


ولي قضاء مصر وأعمالها، ثُمَّ لحِقَه فالج وَأُقعد خمسة أَعوام ثُمَّ عزِل.
وكان أَبُوهُ قاضي مصر أيضا، مات سنة 639.
416- عَبْد الله بْن مُحَمَّد [1] بْن أبي الخير بْن سطيح.
الشّيخ القدوة نجم الدّين ابن الحكيم الحمويّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّمائة بحلب، ويُعرف بابن سطيح.
ويُقال إنّهم من ذرّيّةِ سطيح الكاهن.
كان شيخا صالحا زاهدا عارفا، كبير القدْر. رَأَيْت شيخنا ابن الدّباهيّ يُثْني عليه ويصف أخلاقه. وكان يحضر السّماع. وقد تقدّم أنّه أنكر على نجم الدّين ابن إِسْرَائِيل.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى. وهو والد الشَّيْخ شرف الدّين المحتسب.
ولهم زاوية بحماة.
مات نجم الدّين بدمشق، ودُفن بمقابر الصّوفيَّه عند شيخه الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الكورانيّ.
417- عَبْد الله بْن مُحَمَّد بن عين الدّولة [2] .
قاضي مصر محيي الدّين أبو الصّلاح بْن قاضي القضاة شرف الدّين الصَّفراويّ، ثُمَّ الإسكندرانيّ، ثُمَّ الْمصْرِيّ، الشّافعيّ.
عاش إحدى وثمانين سنة، وولي القضاء بمصر والوجه القِبْليّ بعد القاضي تاج الدّين ابن بِنْت الأعزّ مدّة. ثُمَّ أصابه فالج فأُقعد وعجز عن الكتابة خمسة أعوام. فكان كاتب الحكم يعلّم عَنْهُ. ثُمَّ عُزِل فِي سنة ستّ وسبعين.
وكان فِيهِ رئاسة ولُطْف ودماثة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 1/ 82 أ، ومرآة الجنان 4/ 190، والعبر 5/ 320، وذيل مرآة الزمان 4/ 30، 31، وعيون التواريخ 21/ 234، 235، وشذرات الذهب 5/ 362، والوافي بالوفيات 17/ 583 رقم 488.
[2] تقدّم ذكره برقم (415) وهو سهو من المؤلّف- رحمه الله-.

(50/305)


418- عَبْد الباري بْن عِيسَى [1] بْن سالم.
الأَنْصَارِيّ، الْمصْرِيّ.
تُوُفِّيَ فِي رجب بمصر.
هُوَ الشَّيْخ تاج الدّين الْمُقْرِئ، إمام جامع الحاكم.
وُلِدَ بدمشق سنة إحدى عشرة وتلا بالسّبْع على السّخاويّ. وهو من شيوخ الشَّطَنوفيّ.
سمع من: ابن الزُّبَيْديّ.
419- عَبْد الرَّحْمَن بْن الخطيب محيي الدّين مُحَمَّد بْن الخطيب عماد الدّين عَبْد الكريم بْن القاضي جمال الدين ابن الحَرَسْتانيّ.
الفقيه شمس الدّين.
عاش سبْعًا وعشرين سنة.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وغيره.
حفظ جملة من «الوسيط» ، وتفقّه على الشَّيْخ تاج الدّين.
وكان من الأذكياء.
420- عَبْد السّلام بْن أَحْمَد [2] بْن غانم بن عليّ.
الواعظ الكبير، عزّ الدّين النّابلسيّ.
قدِم دمشق ووعظ بها وأعجب النّاس.
وله نظْمٌ رائق وكلام حَسَن.
تُوُفِّيَ فِي شوّال بالقاهرة، وكان جدّه من سادة الشّيوخ رحمه الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (عبد الباري بن عيسى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 82 ب.
[2] انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 13- 27، والمختار من تاريخ ابن الجزري 300، والعبر 5/ 321، والبداية والنهاية 13/ 289، والإعلام بوفيات الأعلام 283، وتذكرة النبيه 1/ 54، وتاريخ ابن الفرات 7/ 166، وشذرات الذهب 5/ 362، ومرآة الجنان 4/ 190، وعيون التواريخ 21/ 227- 234، وتذكرة النبيه 1/ 54، والأعلام 4/ 128، والوافي بالوفيات 18/ 414- 416 رقم 426، والمنهل الصافي 2/ 317، وعقد الجمان (2) 238.

(50/306)


421- عَبْد القادر بْن عُثْمَان [1] بْن الزُّبَيْر.
تقيّ الدّين الإسْعِرديّ.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي رمضان.
422- عُثْمَان بْن أبي الفضل [2] بْن إِسْمَاعِيل بْن المحبر.
الشَّيْخ رشيد الدّين.
عَدْل مبارك مُسِن، معروف.
يروي عن ابن الزُّبَيْديّ، وحدَّث «بصحيح الْبُخَارِيّ» كلّه.
وروى عَنْهُ: القزوينيّ، وابن اللّتّي.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، والطَّلَبَة.
ومات فِي صفر.
423- العَلَمُ بْن العادليّ [3] .
الصّدر الصّاحب ناظر الدّواوين بدمشق.
من كُبراء المصريّين.
تُوُفِّيَ فِي شوّال بدمشق، وخَلّف كُتُبًا كثيرة.
424- عليّ بْن عُمَر [4] بْن مُجَلّي.
الأمير نور الدّين الهكّاريّ.
ولّي ابن مجاهد هَذَا نيابة السّلطنة بحلب مدّة، وكان حسن السّيرة،
__________
[1] انظر عن (عبد القادر بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 ب، 84 أ.
[2] انظر عن (عثمان بن أبي الفضل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 79 ب.
[3] انظر عن (العلم بن العادلي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 ب، والسلوك ج 1 ق 3/ 674 وفيه اسمه: «إسحاق» .
[4] انظر عن (علي بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 81 ب، والسلوك ج 1 ق 3/ 674، وذيل مرآة الزمان 4/ 31، وعيون التواريخ 21/ 235، والنجوم الزاهرة 7/ 290، وتذكرة النبيه 1/ 54 وفيه: «عليّ بن عبد الله بن عمر بن مجلّي» ، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 61، والوافي بالوفيات 21/ 365 رقم 234، وعقد الجمان (2) 239.

(50/307)


عالي الهمّة، متواضعا، ليّن الكلمة، مُحسِنًا إِلَى العلماء والفُقراء عُزِل عن النّيابة قبل موته فأقام بحلب إِلَى أن مات.
وكان أَبُوهُ عزّ الدّين من كبار الأمراء أيضا.
425- عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّه [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
الْقُرَشِيّ، الهاشميّ.
أظنّ له إجازة من أبي رَوْح، والمؤيّد.
مات فِي صفر. وكان مولده فِي سنة إحدى وستّمائة.
426- عليّ بْن يحيى بْن عليّ بْن سلطان.
أبو الْحَسَن الصّعيديّ، ثُمَّ الإسكندرانيّ، المؤدّب، والد المعمّرة وجيهة.
كان حيّا فِي هَذَا العام، وسمع الكثير فِي حدود الأربعين، واستجاز لابنتيه في سنة إحدى وأربعين، وسمعتُ منه.
427- عُمَر بْن مُحَمَّد [2] بْن عُمَر بْن مزاحم.
أبو حَفْص الدُّنَيْسريّ.
شيخ معمَّر من أبناء التّسعين.
سمع فِي الكُهُولة من: ابن اللّتّي.
وحدَّث. ومات بالقاهرة فِي ثامن ذي الحجّة.
روى عَنْهُ: الدّواداريّ، وغيره.
428- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد.
الموصليّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 79 ب.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 84 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 300، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 101 ب وفيه: «عمر بن مزاحم» ، ومثله في: عقد الجمان (2) 238.

(50/308)


روى عن: ابن رواح.
مات بالرّوم.
- حرف الفاء-
429- فاطمة بِنْت الملك [1] المحسن أَحْمَد بْن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب.
ولدت سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
وسمعت من: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وحنبل، وستّ الكَتَبَة، وجماعة.
وأجاز لها: زاهر بْن أَحْمَد الثَّقفيّ، وأبو الفتوح العِجْليّ، وجماعة.
روى عَنْهَا: الدّمياطيّ وكنّاها أمَّ عُمَر، وابن العطّار، وابن الخبّاز، والدّواداريّ، وآخرون.
وكانت جليلة عالية الإسناد. تُوُفِّيَت ببزاعة من حلب في إحدى الجمادين عن إحدى وثمانين سنة.
وتُكَنَّى أمّ الْحَسَن، رحمها الله تعالى.
- حرف القاف-
430- قلاجا الرّكنيّ [2] .
الأمير سيف الدّين.
مات فِي رجوعه من سِيس عن بضْعٍ وأربعين سنة. وهو خُشْداش الأمير علاء الدّين الأعمى.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأول.
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت الملك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 85 أ، والعبر 5/ 321، والإشارة إلى وفيات الأعيان 470، وذيل التقييد 2/ 384 رقم 1861، وترويح القلوب 100، وشذرات الذهب 5/ 362.
[2] تقدّم برقم (405) .

(50/309)


- حرف اللام-
431- لؤلؤ [1] .
حسام الدّين الكاتب، عتيق بدْر الدّين جَعْفَر الآمِديّ، أو عتيق أَخِيهِ موفّق الدّين، ومنهم تعلَّم الكتابة والتّصرّف. وحصل له التّشيُّع.
خدم الملك الأشرف صاحب حمص وترقّى عنده. ثُمَّ خدِم بدمشق.
وكان ديوانه عبارة عَنْهُ. وكان ذا مروءة غزيرة وإفضال على الأصحاب، إلّا أنّه كان غاليا فِي التَّشيُّع رُكنًا للمؤمنين، لا بارك الله فِي أعمارهم. ومع ذلك فكان عاقلا لم تحفظ عَنْهُ كلمةُ سبّ، بل كان يترضّى عن الصّحابة، وكان من أبناء السّتّين. رَأَيْته ودخلت دارَه وهي قاعتان بجُنينة فِي درب طَلْحَة. وكان جدّي العلم سَنْجَر يلوذ به. وكان عنده فِي ديوان الجيش مُديرًا.
مات فِي ربيع الأول.
- حرف الميم-
432- مُحَمَّد بْن بركة [2] خان بْن دَولة خان.
الأمير بدر الدّين، خال الملك السّعيد.
من كبار أمراء مصر. وحصل له تقدُّم كثير فِي دولة ابن أخته.
وتُوُفِّي لمّا قدم دمشق فِي ربيع الأوّل، ودفن قبالة الرباط النّاصريّ، عن نحو خمسين سنة. وعُملت له الأعزية والختم. حضر السّلطان بعضها عند القبر، ثُمَّ نقِل تابوته إِلَى القدس، ودُفن عند والده. وكان أبوه من كبار أمراء الخوارزميّة.
__________
[1] انظر عن (لؤلؤ) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 31، 32، وعيون التواريخ 21/ 235، 236، والوافي بالوفيات 24/ 409 رقم 482.
[2] انظر عن (محمد بن بركة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 80 أ، والسلوك ج 1 ق 3/ 674، وذيل مرآة الزمان 4/ 32، والمختصر في أخبار البشر 4/ 12، وتاريخ ابن الوردي 2/ 327، وعيون التواريخ 21/ 236، والوافي بالوفيات 2/ 248، 249 رقم 655، وتاريخ ابن الفرات 7/ 165، وتذكرة النبيه 1/ 53، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 60، والدرّة الزكية 235.

(50/310)


433- مُحَمَّد بْن بيْبرس [1] .
السّلطان الملك السّعيد، ناصرُ الدّين، أبو المعالي بركة خان ابن السّلطان الملك الظّاهر.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وخمسين فِي ( ... ) [2] بالعشّ من ضواهي القاهرة، وسلطنه أَبُوهُ وهو ابن خمس سنين أو نحوها. وبويع بالمُلْك بعد والده وهو ابن ثمان عشرة سنة.
وكان شابّا مليحا، كريما، فِيهِ عدل ولِين وإحسان إِلَى الرعيّة ليس فِي طبْعه ظُلم ولا عسف، بل يحبّ الخير وفعله.
قدِم بالجيوش دمشق فِي ذي الحجّة من سنة سبْع، وعُمِلت لمجيئه القباب وأحقها شبحا. وكان يوم دخوله يوما مشهودا.
وكان مُحبّبًا إِلَى الرّعيَّة، لكنّه شاب غِرّ لم يحمل أعباء الملك، وعجز عن ضبط الأمور فتعصّبوا لذلك، وخلعوه من السّلطنة، وعملوا محضرا بِذَلِك، وأطلقوا له سلطنة الكَرَك، فسار إليها بأهله ومماليكه، فَلَمَّا استقرّ بها قصده جماعة من النّاس، فكان يُنعم عليهم ويَصِلهم، وكثروا عليه بحيث نفذ كثيرٌ من حواصله، وبلغ ذلك السّلطان الملك المنصور فتأثّر منه، فيُقال إنّه سُمّ، وقيل غير ذلك.
__________
[1] انظر عن (محمد بن بيبرس) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 23، 24، ونهاية الأرب 31/ 25- 27 المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 84 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 101 أ، والتحفة الملوكية 92، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، ودول الإسلام 2/ 180، ومرآة الجنان 4/ 190، والوافي بالوفيات 2/ 274، رقم 697، والبداية والنهاية 13/ 290، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، وتاريخ ابن الوردي 2/ 227، والعبر 5/ 321، ومآثر الإنافة 2/ 19، 20، 124، ووفيات الأعيان 5/ 87، والجوهر الثمين 2/ 93، والسلوك ج 1 ق 3/ 669، والمقفى الكبير 5/ 459 رقم 1951، وعقد الجمان (2) 232، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 60، وتذكرة النبيه 1/ 53، والدرّة الزكية 234.
[2] في الأصل بياض.

(50/311)


وذكر المؤيَّد فِي «تاريخه» أنّ سبب موته أنّه لعب بالكُرة فتقنطر به فرسه، وحصل له بِذَلِك حُمّى شديدة، وتُوُفِّي بعد أيّام.
قلتُ: مات عن مرض قليل فِي منتصف ذي القعدة وله عشرون سنة وأشهر. مات بقلعة الكَرَك ودُفن عند جَعْفَر الطّيّار، ثُمَّ نُقل إِلَى تُربته بدمشق بعد سنةٍ وخمسة أشهر، ودُفن عند والده. ووَجدت عليه امرأته بنت الملك المنصور سيف الدّين وجدا كثيرا، ولم تزل باكية حزينة إِلَى أن ماتت بعده بمدّة.
وترتّب بعده فِي مملكة الكَرَك أخوه الملك المسعود خضر مُدَيدة وحبس.
434- مُحَمَّد بْن عَبَّاس [1] بْن أَبِي بَكْر بْن جعْوان.
كمال الدّين أبو عَبْد الله الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
رئيس جليل، كاتب، عدْل، مُهِيب، صاحب برّ وأخلاق.
روى عن: مُكْرم، وابن المقيّر.
سمع منه: ولده الحافظ شمس الدّين مُحَمَّد بْن محمد، ومجد الدّين ابن الصّيرفيّ، وجماعة.
وتوفّي في ثاني عشر شوّال عن بضعِ وخمسين سنة. ودُفِنَ بمقبرة باب الصّغير.
435- مُحَمَّدُ بْن عليّ بْن مُلاعِب [2] بْن محرز بْن حرّاز.
الْبَغْدَادِيّ، شيخ من أَهْل الصّالحيّة.
روى عن: مُوسَى بْن عَبْد القادر.
ومات فِي ذي القعدة.
كتب عنه بعض الطّلبة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 ب.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن ملاعب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 84 أ.

(50/312)


436- مُحَمَّد بْن مَسْعُود [1] بْن الخضِر.
ناصر الدّين ابن الشُكْريّ، الْجُنْديّ.
روى عن: يوسف بْن خليل.
وكان يسمع على الجمال ابن الصّابونيّ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى [2] .
437- مُحَمَّد بْن المفضَّل [3] بْن مُحَمَّد بْن سَعْد الله بْن الوزَّان.
الإِمَام نجمُ الدّين الحنفيّ، الدّمشقيّ.
مات فِي صفر.
سمع: الفخر بْن عساكر، والشّيخ الموفَّق.
438- مُحَمَّد بن (العادلي) [4] .
الرّئيس علم الدّين ابن العادليّ الكاتب، ناظر الدّواوين بدمشق.
تُوُفِّيَ فِي شوّال. وتُوُفِّي أخوه تاج الدّين ناظر حلب قريبا منه.
وكان عَلَمُ الدّين صاحب كُتُبٍ كثيرة فأُبيعت بعد موته.
439- محمود بْن فتح [5] .
البغداديّ.
رجل صالح معروف. وكان يلوذ بالأمير بدْر الدّين الأتابك.
قرأ على السَّخاوي.
وسمع من: جعفر الهمدانيّ، وكريمة، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 85 أ.
[2] ومولده ليلة الأربعاء ثالث شوال سنة تسع عشرة وستمائة بحلب.
وقال البرزالي: ثم وجدت موته في جمادى الأولى. وكان رجلا جيدا. سمع معنا الحديث.
[3] انظر عن (محمد بن المفضل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 79 ب.
[4] انظر عن (محمد بن العادلي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 300، والمستدرك منه، وتالي وفيات الأعيان 176، 177 وفيه: «علم الدين يعقوب العادلي» .
[5] انظر عن (محمود بن فتح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 أ، ب.

(50/313)


كتب عَنْهُ بعض الطَّلَبة.
ومات فِي شوّال. وله ابن قصّاص حنفيّ.
- حرف الياء-
440- يحيى بْن الحُسَيْنُ [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر بْن خَلِّكان.
العدل جمال الدّين ابن عمّ قاضي القضاة.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وستّمائة.
وحدَّث بالإجازة عن: أبي رَوْح، وغيره.
ومات بدمشق فِي رمضان. وهو والد الركن حُسَيْن.
441- يحيى ابن صاحب تونس [2] مُحَمَّد بْن الأمير أبي زَكَرِيّا يحيى بْن عَبْد الواحد بْن عُمَر.
الهنْتانيّ، البربريّ، صاحب تونُس وأعمالها أبو زكْري، المشتهر بالمخلوع.
بويع بعد والده. ثُمَّ خُلِع بعد عامين، وبويع عمّه إِبْرَاهِيم فِي هَذَا العام.
فكأنّ هَذَا قُتِلَ.
442- يَحْيَى بْن أَبِي مَنْصُور [3] بْن أَبِي الفَتْح بْن رافع بْن علي بن إبراهيم.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن الحسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 83 أ.
[2] انظر عن (يحيى ابن صاحب تونس) في: شرح رقم الحلل للسان الدين ابن الخطيب 210، 219، 220.
[3] انظر عن (يحيى بن أبي منصور) في: معجم شيوخ الدمياطيّ 2/ ورقة 203 أ، ومشيخة ابن جماعة 2/ 555- 561 رقم 72، وذيل مرآة الزمان 4/ 34، 35، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 79 ب، ودول الإسلام 2/ 180، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والعبر 5/ 321، 322، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والمعين في طبقات المحدّثين 216 رقم 2247، ومعجم شيوخ الذهبي 648، 649 قم 973، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 295- 297، والمعجم المختص 111، 112 رقم 128، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 81، والمنهج الأحمد 395، وذيل التقييد 2/ 311، 312 رقم 1697، والمقصد

(50/314)


الإمام، المفتي، المعمَّر، المحدّث، الصّالح، جمال الدّين ابن الصَّيْرفيّ، الحرّانيّ، الحنبليّ، ويُعرف بابن الحبيشيّ.
وُلِدَ سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة بحرّان.
وسمع من: حمّاد بْن هبة الله الحافظ. ولم يظهر سماعه منه.
ثمّ سمع سنة خمس وستّمائة من الحافظ عَبْد القادر، وارتحل إِلَى بغداد سنة سبْع فأدرك عُمَر بْن طَبَرْزَد، وسمع منه أجزاء من أوّل «الغيلانيّات» .
و «صفة النّفاق» للِفْريابيّ.
وسمع من: عَبْد الْعَزِيز بْن الأخضر الحافظ، وأحمد بْن الدّبيقي، وابن منينا، وعليّ بْن مُحَمَّد الْمَوْصِلِيّ، وثابت بْن مشرّف، وأبي حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد السُّهْرَورَديّ، ومحمد بْن عليّ بْن القُبيّطيّ، وأبي البقاء العُكْبَرِيّ، وجماعة.
واشتغل على أبي البقاء، وعلى أبي بَكْر بْن غنيمة، وتفقّه.
وقدِم الشّام فسمع بها من: أَبِي اليُمن الكِنْديّ، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وأبي البركات ابن ملاعب، وابن البنّاء، والْجُلاجُليّ، وجماعة.
وتفقَّه على الشَّيْخ موفَّق الدّين. ثُمَّ ردّ إِلَى حَوْران. ثُمَّ قدِم دمشق، ثُمَّ دخل بغداد ثانيا، ووُلِد له بها.
وسمع على: عُمَر بْن كَرَم، وجماعة.
وسمَّع ولده فخر الدّين، وأقام ببغداد مدَّة، وبرع فِي المذهب، ودرّس، وناظر. وجالس بحرّان رفيقَه أبا البركات ابن تيميّة.
__________
[ () ] الأرشد، رقم 1211، والدرّ المنضّد 1/ 420 رقم 1123، والنجوم الزاهرة 7/ 290، وشذرات الذهب 5/ 363، وعيون التواريخ 21/ 239، وتذكرة النبيه 1/ 52، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 61، والأعلام 9/ 219، 220، والمشتبه في الرجال 1/ 218، وتبصير المنتبه 2/ 488، وتوضيح المشتبه 3/ 122، وتاج العروس، مادّة «حبش» ، وهدية العارفين 2/ 525.

(50/315)


وكان لطيف القدّ، ضخم العِلم والعمل، صاحب تعبّد وأوراد وتهجّد.
قرأت بخطّ شمس الدّين ابن الفخر: تُوُفِّيَ شيخنا الإمام جمال الدّين أبو زكريّا ابن الصَّيْرفيّ عشيّة الجمعة رابع صفر، وله خمسٌ وتسعون سنة، أو نحو ذلك.
وكان إماما كبيرا مُفْتيًا، أفتى ببغداد، وحَرّان، ودمشق. وله مناقب جمّة، منها قيام اللّيل فِي مُعظَم عمره. كان يقوم فِي وقتٍ، والله، يعجز الشّباب عن ملازمته وهو جوف اللّيل. وكان يجتهد فِي أسرار ذلك، وسائر عمل التّقرُّب.
ومنها سخاء النّفس وحُسْن الصُّحْبة والتّعصُّب فِي حقّ صاحبه بدعائه واجتهاده وتضرّعه ومساعدته بجاهه وحُرمته.
ومنها التّعصّب فِي السُّنّة والمغالاة فيها، وقمْع أَهْل البدع، ومُجانبتهم ومُنابذتهم.
ومنها قول الحقّ وإنكار المنكر على من كان.
ولم يكن عنده من المداهنة والمراءاة شيء أصلا. يقول الحقّ ويصدع به.
لقي الكبار كالسّامريّ مصنّف «المستوعب» ، والشّيخ أَبَا البقاء، والشّيخ الموفَّق.
وكان حَسَن المناظرة والمحاضرة، حُلْو العبارة، عالي الإسناد، له مختصرات ومجاميع حَسَنَة.
قلت: كَانَتْ له حلقة بجامع دمشق، وتخرَّج به جماعة. وروى الكثير.
حدّث ب «جامع التّرمِذيّ» ، وب «معالم السُّنَن» للخطّابيّ، وأشياء كثيرة.
وقد سمع كتاب «معرفة الصّحابة» لابن مَنْدَه، من ابن القُبَّيْطيّ، بسماعه من أبي سعد الْبَغْدَادِيّ.

(50/316)


وسمع من عَبْد القادر الأجزاء «المَحَامليّات» ، وهي بضعة عشر جزءا، و «معجم ابن طاهر» بكماله، و «الزّهد» بكماله لسعيد بن منصور، وسبعة عشر جزءا من «أمالي» الحافظ ابن مَنْدَه، وكتاب «التّوحيد» له، ونحو شطر «الأربعين البلديّة» الّتي جمعها عَبْد القادر غير مُتَوالٍ، وكتاب «تضييع العُمُر والأيّام فِي اصطناع المعروف إِلَى اللّئام» للحافظ أبي مُوسَى المَديِنيّ، بسماعه منه، «وفوائد» مَسْعُود الثَّقفيّ.
وقرأ على أبي البقاء جميع كتابه في «إعراب القرآن» .
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والشّيخ عليّ الْمَوْصِلِيّ، وابن أبي الفتح، والدّواداريّ، وسعد الدّين الحارثيّ، وابن تَيْميّة، وأخواه أبو مُحَمَّد وأبو القاسم، وابن العطّار، وتقيّ الدّين مُحَمَّد ابن شيخنا أبي الْحُسَيْن، والقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وخلْق سواهم [1] .
وأجاز لي مَرْوِيّاته، وكتب بخطّ يده، وذلك فِي سنة أربعٍ وسبعين، فِي أوائل السّنة. وبقي قبل موته بنحو سنتين منقطعا فِي البيت، وضَعُف وانهرم، ومنع ابنه فخر الدّين الطّلبة من الدّخول إليه وبقي يتعلّل عليهم، وما أعلم هَلْ تغيَّر حينئذٍ أم لا.
ولم يسمع منه الحافظان المِزّيّ والبِرْزاليّ لهذا السّبب.
وحدَّثني حفيده أبو الفتح أنّه فِي أواخر عُمُره كان يطلب من ولده أن يشتري له سُريّة.
443- يوسف بْن الظّهير [2] تمام بن إسماعيل بن تمام.
__________
[1] ومنهم بدر الدين ابن جماعة، وهو قال عنه: أحد الفقهاء الصالحين، والأئمّة المفتين، كان، رحمه الله، شيخا جليلا كثير الفوائد، قد جالس العلماء، وأخذ عنهم، وصحب العراقيّين، وله معرفة بالفقه من أجلّاء شيوخ مذهبه.
[2] انظر عن (يوسف بن الظهير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 80 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 299، 300 وفيه: «يوسف بن عامر بن إسماعيل السلمي» .

(50/317)


الشَّيْخ العدل، ضياء الدّين الدّمشقيّ، الحنفيّ. أحد عدول القيمة.
سمع من: الكِنْديّ، وابن الحَرَسْتانيّ، وجماعة.
وأجاز له المؤيَّد الطُّوسيّ، وغيره.
ومولده سنة إحدى وستّمائة. وكان عسِرًا فِي الرّواية، نكِدًا.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والمِزّيّ، وجماعة.
وتُوُفِّي ليلة الجمعة عاشر ربيع الأوّل [1] .
وفيها وُلِدَ:
تقيّ الدّين أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن المولى الإمام بدر الدّين محمد بن الجوهريّ الحلبيّ فِي صفر، وعلاء الدّين عليّ بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الكريم الأَنْصَاريّ الشّافعيّ، والفقيه جمالُ الدّين يوسف بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر الشّاطبيّ خطيب جامع جرّاح، والفقيه شهاب الدّين أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الظّاهريّ المدرّس، فِي شوّال، والقاضي بدْر الدّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن قاضي حرّان، والشّيخ عليّ بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ خازن السُّمَيْساطيّة، وبدر الدّين محمد بن القاضي الزّرعيّ.
__________
[1] وقال ابن الجزري: كان صاحب والدي، وكان ديّنا، صالحا، متواضعا، لطيفا. ولّاه ابن الصائغ مخزن الأيتام فباشره، ثم استقال خوفا على دينه وأمانته.

(50/318)


سنة تسع وسبعين وستمائة
- حرف الألف-
444- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن أَحْمَد.
النَّحْويّ، العدل، شَرَفُ الدّين الإسكندرانيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وستّمائة.
وسمع من أصحاب السّلفيّ.
مات فِي شوّال.
وسمع بحرّان من: حمْد بْن صُديق.
445- أَحْمَد بْن عليّ [2] بْن عَبْد الواحد.
محيي الدّين ابن السّابق، بباء موحّدة، الحلبيّ. أحد عدول دمشق. وقد كتب الحكم لقضاة حلب ودمشق.
وكان من أبناء الثّمانين.
تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة فجأة بالقولنج.
446- إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل [3] بْن إبراهيم بن محمود.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 93 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 54 وفيه: «أحمد بن عبد الواحد» ، وعيون التواريخ 21/ 267 وفيه: «أحمد بن عبد الواحد بن السابق» ، والنجوم الزاهرة 7/ 344.
[3] انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 86 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474.

(50/319)


العدل شرف الدّين بْن القصّاع الدّمشقيّ.
شيخ جليل من عُدُول القيمة.
سمع من: أبي المجد القزويني.
وما كأنه حدث.
توفي في صفر.
447- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله [1] بْن فتوح.
الْمُقْرِئ مكينُ الدّين الأَنْصَارِيّ، الْمصْرِيّ، الضّرير.
ويُعرف بابن العطّيط [2] .
ولد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. وسمع «مُسْنَد الشّافعيّ» من القاضي زين الدّين.
وسمع من: الفخر الفارسيّ، وحدَّث.
مات فِي منتصف ذي الحجّة.
448- أقوش الشّمسيّ [3] .
الأمير جمال الدّين. أحد أبطال المسلمين. وهو الَّذِي قتل كتْبُغا مقدَّم التّتار على عين جالوت. وهو الَّذِي قبض على نائب دمشق عزّ الدّين أيدمر الظّاهريّ، وهو خُشْداش الأمير بدْر الدّين بيْسريّ وغيره من الشّمسيّة مماليك الأمير شمس الدّين سُنْقر.
وُلّي جمال الدّين نيابة حلب فِي السّنة الحاليّة فتُوفيّ بها فِي المحرَّم كهلا.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في: المقفى الكبير 2/ 191 رقم 192.
[2] في المقفّى «الغطّيط» بالغين المعجمة.
[3] انظر عن (آقوش الشمسي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 85 ب، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، والبداية والنهاية 13/ 292، وتاريخ ابن الوردي 2/ 228، والسلوك ج 1 ق 3/ 684، وذيل مرآة الزمان 4/ 55، والوافي بالوفيات 9/ 325، رقم 4262، وعيون التواريخ 21/ 267، والمقفى الكبير 2/ 247 رقم 812، وعقد الجمان (2) 260، 261، والمنهل الصافي 3/ 21 رقم 513، وتذكرة النبيه 1/ 49، 57، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 60.

(50/320)


449- أَمَة الله [1] ابنة النّاصح عَبْد الرَّحْمَن بْن نجم بْن الحنبليّ.
امْرَأَة جليلة، كاتبة، فاضلة، شيخة رباط يلدق.
سمعت من أبيها.
كتب عَنْهَا: ابن الخبّاز، والِبْرزاليّ.
وسمعت بإربل سنة عشرين فِي «صحيح الْبُخَارِيّ» . أو لعلّ تيك أختها باسمها فإنّ هَذِهِ تصغُر عن ذلك. هكذا قرأت بخطّ علم الدّين.
قَالَ: وتُوُفِّيت فِي رابع شوّال.
- حرف الدال-
450- دَاوُد بْن عثمان [2] بن رسلان.
الرّئيس فتح الدّين ابن البَعْلَبَكّيّ الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
حدَّث عن الْحَسَن بْن صباح.
ومات فِي رجب.
- حرف الراء-
451- رافع بْن أبي العزّ [3] بْن رافع.
الفقيه عفيفُ الدّين الشُرَيحيّ، الحنبليّ، الْمُقْرِئ، الضّرير.
حدَّث عن تقيّ الدّين ابن الصّلاح.
__________
[1] انظر عن (أمة الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 ب، والوافي بالوفيات 9/ 387 رقم 4316 وفيه: «أمة الكريم» .
[2] انظر عن (داود بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 89 ب.
وممّا يستدرك على المؤلّف- رحمه الله-:
- داود بن حاتم بن عمر الحبّال كان حنبليّ المذهب، له كرامات وأحوال صالحة، ومكاشفات صادقة. وأصل آبائه من حرّان. وكانت إقامته ببعلبكّ. وتوفي فيها رحمه الله عن ست وتسعين سنة. وقد أثنى عليه الشيخ قطب الدين ابن الشيخ الفقيه اليونيني. (البداية والنهاية 13/ 293، عقد الجمان (2) 259) .
[3] انظر عن (رافع بن أبي العزّ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 93 أ.

(50/321)


ومات فِي ذي الحجّة.
أَخَذَ عَنْهُ ابن أبي الفتح.
452- رضيُّ الدّين البابا.
من كبار دولة المغول. ولي المَوْصِل فأحسن السّياسة.
ثُمَّ قُتِلَ شهيدا.
- حرف الصاد-
453- صفيَّة بِنْت مَسْعُود [1] بْن أبي بَكْر بْن شكر.
أمّ عُمَر المقدسيّة.
ولدت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
وسمعت من: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وغيره.
روى عنها: الدّمياطيّ، وابن العطّار، والمزّيّ، والبرزاليّ، وابن الخبّاز، وجماعة.
وكانت من الصّالحات.
تُوُفِّيَت فِي رابع عشر ذي القعدة.
- حرف العين-
454- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن رَفِيعا.
أبو مُحَمَّد الْجَزَريّ، الْمُقْرِئ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة بالمَوْصِل.
قرأ بالرّوايات على جماعة. وتصدّر مدّة.
قرأ عليه الشَّيْخ مُحَمَّد بْن خَرُوف بالسَّمع، وكان يثني على فضائله.
__________
[1] انظر عن (صفية بنت مسعود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 92 أ.
[2] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 89 أ، والمنهج الأحمد 396، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 298، ومختصر الذيل 81، والمقصد الأرشد، رقم 500، والدرة المنضّد 1/ 421 رقم 1125.

(50/322)


455- عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الضّوء [1] بْن السّيّد.
الشَّيْخ عماد الدّين الصّائغ، الأَنْصَارِيّ، العدل، الكاتب.
وكان شيخا طوالا، حصل له ثِقَل فِي سمعه فترك الشّهادة.
وحدَّث عن الكِنْديّ بشيء من «تاريخ بغداد» وغيره غير مرّة.
سمع منه: ابن جعوان، وجماعة.
تُوُفِّيَ فِي رمضان عن ثمانٍ وثمانين سنة.
وسمع من: ابن مندوَيْه، والشّمس العطّار.
وله خرّج ابن جعوان الميعاد. وكان من رؤساء العدول.
مولده يوم الفطر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. ومات أَبُوهُ الصّدر نجيب الدّين أبو الضّوء بْن السّيّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن غيهب بْن أَحْمَد السّمالي السّلمانيّ فِي سنة اثنتين وستّمائة.
وروى عن العماد: شيخنا المِزّيّ، ومحمد بْن الخبّاز، ومحمد بْن البرهان.
456- عَبْد الرّحيم بْن مُحَمَّد [2] بْن عطا.
العدل كمالُ الدّين الأذرِعيّ، الحنفيّ.
أخو القاضي شمس الدّين.
سمع ببَعْلَبَكّ من البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وحدَّث.
ومات فِي شعبان. وكان رجلا جيّدا، ديِّنًا، حسن العِشْرة.
ودُفِن عند قبر أَخِيهِ.
457- عَبْد السّاتر بْن عَبْد الحميد [3] بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بكر بن ماضي بن وحيش.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الضوء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 أ.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 90 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 56.
[3] انظر عن (عبد الساتر بن عبد الحميد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 90 أ، والمنهج الأحمد 396، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 298، ومختصر الذيل 82، والمقصد الأرشد، رقم

(50/323)


الشّيخ الفقيه، الصّالح، تقيّ الدّين ابن الفقيه أبي مُحَمَّد المقدِسيّ، الحنبليّ، الصّالحيّ.
تُوُفِّيَ بالجبل فِي ثامن شعبان وقد نيَّف على السّبعين، فإنّه وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّمائة بالجبل أيضا. وقرأ القرآن على أَبِيهِ، وتفقّه على التّقيّ بن المُعِزّ ومَهَر في المذهب.
وسمع من: الشَّيْخ الموفَّق، وموسى ابن الشَّيْخ عَبْد القادر، والقزوينيّ، وابن راجح، وطائفة.
وقلَّ من سمع منه لأنّه كان فِيهِ زعارة، وكان فِيهِ غُلُو فِي السُّنّة ومُنابذة للمتكلّمين ومبالغة فِي اتّباع النّصوص، رَأَيْت له مصنَّفًا فِي الصّفات. ولم يصحّ عَنْهُ ما كان يُلطّخ به من التّجسيم، فإنّ الرّجل كان أتقى للَّه وأخْوَف من أن يقول على اللَّه ذلك، ولا ينبغي أن يُسمع فِيهِ قول الخصوم.
وكان الواقع بينه وبين شيخنا العلّامة شمس الدّين ابن أبي عُمَر وأصحابه، وهو فكان حنبليّا خشِنًا متحرِّقًا على الأشعريّة. وبلغني أنّ بعض المتكلّمين قَالَ له: أنت تقول إنّ الله استوى على العرش؟ فقال: لا والله ما قُلتُه، لكنّ الله قاله، والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلَّغ، وأنا صدّقت، وأنت كذَّبت. فأفحم الرجل.
سمع منه: ابن الخبّاز، والشّيخ عليّ الزّوليّ، وتلميذه علاء الدّين عليّ الكِنانيّ.
وكان كثير الدَّعَاوي، قليل العِلم، قد رُمي فِي الجملة ببلايا ومصائب نعوذ باللَّه من الخذلان. واستحكمت بينه وبين أَهْل الصّالحيّة عداوة، وحبسوه مرة، وحطّوا عليه.
__________
[646،) ] والدرّ المنضّد 1/ 421 رقم 1126، والعبر 5/ 323، 324، والوافي بالوفيات 18/ 414 رقم 425، وشذرات الذهب 5/ 363، 364، ومعجم المؤلفين 5/ 221.

(50/324)


458- عَبْد الْعَزِيز الزُّعبيّ [1] .
شيخٌ صالح، له فوق ثلاثين حجّة. وكان سليم الباطن، ساذجا.
459- عَبْد القويّ بْن عَبْد الله [2] بْن عَبْد القويّ.
أبو مُحَمَّد الشّارعيّ، الْمُقْرِئ.
تُوُفِّيَ فِي شوّال، وله رواية.
460- عَبْد الهادي بْن هبة الله.
القاضي كمال الدّين أبو الفضل التّكْريتيّ.
من مشايخ العلم ببغداد.
مات فِي ربيع الأوّل، وله ثلاثٌ وستّون سنة.
461- عُثْمَان بْن أبي الْحَسَن [3] بْن عَبْد الوهّاب.
صفيُّ الدّين الأَنْصَارِيّ، الحريريّ، التّاجر.
والد قاضي القضاة شمس الدّين الحنفيّ.
كان ثقة، حسن السّيرة. ظهر له سماع من السّخاويّ، وغيره في مسلم ولم يحدّث.
توفّي في صفر.
462- عليّ بن عمر [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز الزعبي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 31.
[2] انظر عن (عبد القويّ بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301.
[3] انظر عن (عثمان بن أبي الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 86 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301، وعيون التواريخ 21/ 273 وفيه «عثمان بن الحسن» .
[4] انظر عن (علي بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 86 ب، والبداية والنهاية 13/ 293، والسلوك ج 1 ق 3/ 684، وذيل مرآة الزمان 4/ 56، وعيون التواريخ 21/ 167، 268، وتاريخ ابن الفرات 7/ 201، وتذكرة النبيه 1/ 60، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 62، والوافي بالوفيات 21/ 365 رقم 235، وعقد الجمان (2) 261.

(50/325)


الأمير نورُ الدّين الطُّوريّ.
أحد الأبطال والشّجعان المذكورين.
كَانَتْ له نكاية عظيمة فِي الفرنج ومواقف. وكان ضخما شهما قويّا، له لتٌّ هائل قَلَّ من يحمله، وكان يقاتل فِيهِ.
وكان فِيهِ كرم ودين. لم يبرح هُوَ وعشيرته مرابطا بالسّواحل، ولم يزل محتَرَمًا فِي الدُّوَل. وولي عدّة جهات بالشّام، وجاوز التّسعين سنة. حضر المَصَافّ مع سُنْقر الأشقر بظاهر دمشق، فجُرح وضعُف، وسقط بين حوافر الخيل، ومات بعد أيّامٍ فِي صَفَر، رحمه اللَّه تعالى.
463- عليّ بْن هُمام [1] بْن راجي الله.
أبو الْحَسَن الْمصْرِيّ، الشّافعيّ، إمام جامع الصّالح بظاهر القاهرة.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم. وقد حدَّث. يلقَّب بتاج الدّين.
وكان مولده فِي سنة 599.
464- عمر بن موسى [2] بن عمر.
__________
[1] انظر عن (علي بن همام) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 85 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301.
[2] انظر عن (عمر بن موسى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 92 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 57- 59.
- ويستدرك على المتوفّين لهذا العام:
غازي الإربلي، غرس الدين، الفاضل الأديب، الشاعر المشهور. له شعر جيّد، ومن جملته:
سألت شيخا عن صبغ لحيته ... ولبسه للسواد في البلد
فقال لي والدموع جارية ... من مقلتيه تسيل كالمدد
مات شبابي فقد حزنت وقد ... ألبست شعري السواد مع جسدي
وله:
صبرا عسى يا نفس تلقى راحة ... بعد الإياس وتذهب الآلام
فالصبر خير من توجع شامت ... يبدي التأوّه ما به إيلام
لا تسأل الأيام دفع ملمّة ... إنّ الشدائد ما لهنّ دوام

(50/326)


الشَّيْخ، الإِمَام، القاضي، محيي الدّين أبو حَفْص الشّافعيّ، قاضي غزّة، وابن قاضيها. وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّمائة. وروى اليسير عن الرِّضى بْن البُرهان.
وقد سمع الكثير فِي الكُهُولة بدمشق والجبل. وكان فقيها إماما كبير القدر، مشكور السّيرة، وافر الحُرْمة، موصوفا بالعِلْم والدّين والشّجاعة والكَرَم والسُّؤْدد.
وقد حضر عدّة حروب وجاهد فِي سبيل الله.
ولي قضاء غزّة مع الرملة وغير ذلك.
وتُوُفِّي بغزّة فِي خامس ذي الحجّة. ثُمَّ نُقِل فدُفن بالقدس.
وكان مع القضاء له خبز جنْديّ.
وكان أثَرِيًّا ديِّنًا. وقد درّس بالصّلاحيّة بالقدس.
- حرف الميم-
465- مُحَمَّد بْن حَمْد [1] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صُدَيق.
أبو عَبْد الله الحرّانيّ.
سمع: أبان، والموفّق عَبْد اللّطيف.
وحدَّث.
ومات بدمشق فِي رجب.
466- مُحَمَّد بْن دَاوُد [2] بْن إلياس.
__________
[ () ] توفي بدمشق سنة تسع وسبعين وستمائة. (تالي وفيات الأعيان 127 رقم 201) .
[1] انظر عن (محمد بن حمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 90 أ.
[2] انظر عن (محمد بن داود) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 59، 60، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 أ، والمنهج الأحمد 396، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 399، والدر المنضد 1/ 421 رقم 1127، ومرآة الجنان 4/ 191، والعبر 5/ 324 وفيه «محمد بن إلياس» .
والوافي بالوفيات 3/ 63، 64 رقم 958، وشذرات الذهب 5/ 364، والمعجم المختص 228، 229 رقم 278، ومعجم شيوخ الذهبي 494 رقم 327، والمنهل الصافي

(50/327)


الفقيه، العالم، شمس الدّين أبو عَبْد الله الحنبليّ، البَعْلَبَكّيّ، خادم الشَّيْخ الفقيه.
وُلِدَ سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وصحب الشَّيْخ الكبير عَبْد الله، ثُمَّ خدم الشَّيْخ الفقيه، وسمع معه من: الشَّيْخ الموفَّق، وأبي المجد القزوينيّ، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والنّفيس ابن البُنّ، وأبي القاسم بْن صَصْرَى، وابن صباح، وابن الزُّبَيْديّ، وجماعة كثيرة.
وكان مليح الخطّ، كتب الأجزاء والطّباق، وتفقّه. وكان فِيهِ خير وعدالة ودِين وورع، ومروءة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والدّواداريّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
وتُوُفِّي فِي ثاني عشر رمضان ببَعْلَبَكّ. وسمع «سُنَن ابن ماجة» من الموفَّق.
467- مُحَمَّد بْن سالم [1] بْن السَّلْم.
القاضي نجم الدّين، قاضي نابلس، وأبو قاضيها جمال الدّين مُحَمَّد.
ولد سنة تسعين وخمسمائة. وكان صدرا نبيلا، ترسَّل عن الصّالح نجم الدّين أيّوب، وأُقِعد فِي آخر عُمُره، وانقطع. وولي ابنه القضاء.
وكان أَبُوهُ أيضا قاضيا.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر. وقد سمع من أبي عليّ الإوَقيّ مع أولاده.
وله إجازة من المؤيّد الطّوسيّ.
كتب عنه: الأبيورديّ.
__________
[ () ] (المخطوط) 3/ ورقة 155، والدليل الشافي 2/ 620، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 1001، وله ذكر في: تهذيب التهذيب لابن حجر 9/ 401.
[1] انظر عن (محمد بن سالم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 86 أ، ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 60، 61، والوافي بالوفيات 3/ 84، رقم 1002، وعيون التواريخ 21/ 268، 269.

(50/328)


وكان من نُبلاء الرّجال.
468- مُحَمَّد بن عَبْد الله [1] .
ناصر الدّين الأتابكيّ، الجنديّ.
عُرِف بجندي رخيص.
قُتِلَ مع سُنْقر الأشقر فِي صفر، ودُفِن بقباب التُّركُمان.
469- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَسْعُود.
الشَّيْخ، شمس الدّين ابن النَّنّ العَنسيّ، الْبَغْدَادِيّ الشّافعيّ، الفقيه.
وُلِدَ سنة تسع وتسعين وخمسمائة ببغداد.
وسمع من: عَبْد الْعَزِيز بْن منينا، وسليمان الْمَوْصِلِيّ، ويحيى بْن ياقوت الفرّاش، وثابت بْن مشرّف، وغيرهم.
وكان ثقة متيقّظا.
روى لنا عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العطار، وغيره.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
وتُوُفِّي فِي الحادي والعشرين من رجب بالإسكندريّة.
وفيها ارتحل إليه الحافظ عَبْد الكريم الحلبيّ.
470- مُحَمَّد بْن عَبْد الحَكَم [3] بْن العلّامة أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مَنْصُور.
العراقيّ، الشّافعيّ، بدْر الدّين، خطيب جامع عَمْرو بْن العاص.
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة وستّمائة.
__________
[1] نظر عن (محمد بن عبد الله) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 301.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 90 أ، والمشتبه في الرجال 2/ 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والعبر 5/ 324، والوافي بالوفيات 3/ 364 رقم 1441، والسلوك ج 1 ق 3/ 685، وشذرات الذهب 5/ 364.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الحكم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 88 أ.

(50/329)


وله نظْم حَسَن يروق.
مات رحمه الله فِي ذي الحجَّة.
471- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن أبي الغنائم.
شهاب الدّين الشّافعيّ المعروف بالحزّام.
مؤذن مسجد ابن منكلان.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وعشرين وستّمائة.
وحدَّث عن: ابن اللّتّي.
وتُوُفِّي فِي رمضان.
472- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] بْن مُحَمَّد بن الحُسَيْن.
عماد الدّين الإربليّ. عُرف بابن الكُرَيْديّ.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم بمصر.
حدَّث عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن المسيريّ، وابن مُكْرم.
سمع منه: العلاء الكنديّ.
473- محمد بن أبي بكر [3] بن عليّ.
الشّيخ الشّريف، ضياء الدّين، أبو عبد الله الهاشميّ، الجعفريّ، المقدسيّ الأسود.
سمع «صحيح البخاريّ» من ابن روزبه بحرّان. وسكن دمشق، وأمّ بمسجد الرّمّاحين.
سمع منه: ابن جعوان، وابن تَيْميّة شيخنا، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 ب.
[2] انظر عن (محمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 85 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301.
[3] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 86 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 599 رقم 891، وذيل التقييد 1/ 107، 108 رقم 138.

(50/330)


وأجاز لي مَرْوِيّاته.
ومات رحمه الله فِي خامس ربيع الآخر.
- حرف الياء-
474- يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن بْن تامتيت.
المغربيّ.
مات فِي شوّال بمصر، ودُفِن عند والده الَّذِي روى بالعامّة عن أبي الوقت.
475- يحيى بن أحمد [1] بن محمد بن الحسين بن تميم.
الأجلّ محيي الدّين بْن المولى جمال الدّين التّميميّ، الدّمشقيّ.
كان صالحا، زاهدا، عابدا، فِيهِ خير، عالما، جليل القدر.
تُوُفِّيَ فِي ثاني عشر صفر، وقد جاوز السّبعين. كذا قَالَ الشَّيْخ قُطْبُ الدّين. وإنّما مولده فِي سنة ثلاث عشرة وستّمائة.
وحدَّث عَنْ: ابن الزُّبَيْديّ، وابن ماسوَيْه، وابن اللّتّي، والسّخاويّ.
ثنا عَنْهُ أبو الْحَسَن بْن العطّار.
وكان أبي يعظّمه ويصفه.
476- يحيى بْن الْحُسَيْن.
الإربليّ العدْل، جمال الدّين ابن خَلِّكان.
تُوُفِّيَ بدمشق فِي رمضان.
له إجازة من المؤيَّد الطّوسيّ، وأبي رَوْح.
477- يحيى بْن عبد العظيم [2] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أحمد التميمي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 86 أ، وعيون التواريخ 21/ 269.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد العظيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 61- 78، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370،

(50/331)


الأديب الشّهير، أبو الحسين الْمصْرِيّ جمال الدّين الشّاعر، المعروف بالجزّار.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّمائة تقريبا. وكان بديع المعاني، حُلْو النّادرة، صاحب مُجُون وزوائد. مدح الملوك والكُبَراء.
وروى عن: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الجبّاب.
روى عَنْهُ الدّمياطيّ، وابن الحُلْوانيّة من شِعره.
أدركوني فبي من البردِ همٌّ ... ليس يُنسى وَفِي حشاي التهاب
كلّما ازرقّ لون جسمي من البر ... د تخيّلت أنّه سنجابُ [1]
وله، وقد أُطِلق له قمحٌ فكان رديئا:
أتاني برُّك المقبول بُرًّا ... وقصدا للثّناء وللثّوابِ
فكدّر صفوة الكيّال حَتَّى ... غدونا منه في أمر عجاب
رضيناه وقد وافى عتيقا ... إلينا فاستحال أَبَا ترابِ [2]
وله يمدح الصاحب الأمير فخر الدين ابن شيخ الشيوخ:
بذلُ وجهي إلّا لوجهك بَذْلَهْ ... واعتزازي إلا بجاهك ذلّه
__________
[ () ] والعبر 5/ 324، وكشف الظنون 463، وشذرات الذهب 5/ 364، وإيضاح المكنون 2/ 113، وهدية العارفين 2/ 525، وديوان الإسلام 2/ 94، 95 رقم 690، والأعلام 8/ 153، ومعجم المؤلفين 3/ 207، وفوات الوفيات 4/ 277- 293، والبداية والنهاية 13/ 293، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 59، 60، وتذكرة النبيه 1/ 60، 61، وتالي كتاب وفيات الأعيان 171- 173، وتاريخ ابن الفرات 7/ 202، والسلوك ج 1 ق 3/ 684، وعيون التواريخ 21/ 251- 267، وتذكرة النبيه 1/ 60، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 64، وعقد الجمان (2) 260.
[1] البيتان في: ذيل مرآة الزمان 4/ 61، والمختار من تاريخ ابن الجزري 302، والبداية والنهاية 13/ 293، وزاد الصقاعي في تالي كتاب وفيات الأعيان:
ألبستني الأطماع وهما فها جسمي ... عار ولي فرى وثياب
[2] البيتان في ذيل مرآة الزمان 4/ 63، والمختار من تاريخ ابن الجزري 303.

(50/332)


يا جوادا سحاب كفيه بالجودِ ... على كل قاصدٍ مستهلهْ
والّذي لو حكاه فِي دَسْتِه ... الفضل بْن يحيى لجاء يطلب فضلَهْ
لي نصفية تُعدّ من العُمر سنينا ... غسّلتُها ألف غسلَهْ
لا تَسَلْني عن مَشتراها ففيها ... منذ فصّلتها نشاءٌ بجملهْ
كلّ يوم يحوطها العصر والدّقّ ... مِرارًا وما تقرّ بعملَهْ
نسّف الريح صدرها والتّحاريس ... فباتت تشكو هواء ونزلَهْ
تُوُفِّيَ الأديب الجزّار، رحمه الله، فِي ثاني عشر شوّال بمصر. وكان بِزي الكُتّاب، ومحاسن نظْمه لا تحصى.
478- يحيى بْن الفضل [1] بْن تاج الُأمَنَاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن.
أبو زكريّا ابن عساكر الدّمشقيّ، الفقير.
تُوُفِّيَ فِي شعبان، وله ستّون سنة.
وقد حدَّث.
479- يوسف بْن مُحَمَّد [2] بْن عليّ بْن سرور.
الشَّيْخ شمس الدّين أبو عَبْد الله. ويقال أبو المظفَّر الْبَغْدَادِيّ.
قَالَ الفَرَضيّ: مولده فِي ذي الحجّة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ومات فِي رجب. ولم يذكر مِمَّنْ سمع.
وذكره الظّهير الكازرُونيّ فِي «تاريخه» ، وذكر أنّه وكيلا عند القضاة.
وأنّه روى عن أبي الفرج بْن الجوزيّ، يعني بالإجازة.
وأجاز له ابن كليب.
وسمع من: ابن الأخضر.
روى عَنْهُ: صدر الدّين بْن حمُّوَيْه، وعبد الْعَزِيز بن أبي الدّرّ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن الفضل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 91 أ.
[2] انظر عن (يوسف بن محمد) في: العبر 5/ 324، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، وشذرات الذهب 5/ 365.

(50/333)


48- يوسف بْن نجاح [1] بْن موهوب.
الشَّيْخ القُدوة الزّاهد، الفُقّاعيّ.
دُفن بزاويته فِي شوّال بسفح قاسيون، وقد نيَّف على الثّمانين.
وكان عبدا صالحا، قانتا للَّه، حنيفا، كبير الشّأن، له أصحاب ومحبّون.
وكان حسن التّربية، كريم الأخلاق، متواضعا، مطّرح التكلُّف، رحمه الله ورضي عَنْهُ.
خلّف إحدى وعشرين ولدا.
الكنى
481- أبو بَكْر بن إِسْمَاعِيل [2] بْن بردويل.
الأجلّ سيفُ الدّين الدّمشقيّ، البزّار.
روى عن: دَاوُد بْن ملاعب.
وتُوُفِّي فِي السّادس والعشرين من شعبان.
حدَّث «بالبعث» عن مُوسَى بْن عَبْد القادر. وعنه جماعة.
482- أبو بَكْر بْن أسبهسلّار [3] .
الأمير سيف الدّين.
وُلّي شَرِطة مصر مدّة. وكان موصوفا بالكرم المفرط. وكان ممّن زاد به
__________
[1] انظر عن (يوسف بن نجاح) في المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 92 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 78، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والعبر 5/ 324، 325، والنجوم الزاهرة 7/ 347، وشذرات الذهب 5/ 365.
[2] انظر عن (أبي بكر بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 90 أ.
[3] انظر عن (أبي بكر بن أسبهسلّار) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 88 ب، والسلوك ج 1 3/ 685، وذيل مرآة الزمان 4/ 86، وعيون التواريخ 21/ 273، وعقد الجمان (2) 261، وتالي كتاب وفيات الأعيان 21، 22 رقم 31.

(50/334)


السِّمنُ حَتَّى قاسي منه شدّة. وأشار عليه الطّبيب بعدم النّوم على جنْب. وبقي مدّة لا يرمي جنْبه إِلَى الأرض خوفا من أن يُغِرق فِي النّوم فيموت.
483- أبو بَكْر بْن مُحَمَّد [1] بْن إِبْرَاهِيم.
الأديب غَرْسُ [2] الدّين الإربليّ.
أديب شاعر، فاضل، دَيِّن، خيّر.
تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة بدمشق.
فَمَنْ شِعره قولُه:
وبي [3] رشأ أحوى حوى الْحَسَن كُلَّه ... بمشرف صدْغَيه وعامل قدّهِ
تبدّى فخِلْنا البدرَ تحت لثامه ... وماسَ فقُلنا: الغُصْنُ فِي طَيّ بُرْدهِ
وقفت له أشكو إليه توجُّعي [4] ... وما نال قلبي من مرارة صدِّهِ
وسعَّرت الأنفاسُ نارَ صَبَابتي ... فَمَنْ حرّها أثر الحريق بخدّه
ولولا ارتشافي من برود رَضابهِ ... لأحرقت نبت الآسي من حول وردهِ [5]
روى عَنْهُ شمس الدّين مُحَمَّد بْن الْجَزَريّ فِي «تاريخه» ، وذكر أنّه كان صديق والده.
484- أبو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن طرخان [6] .
الإِمَام، الْمُقْرِئ بالألحان زينُ الدّين الصّالحيّ.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 303، وذيل مرآة الزمان 4/ 93- 95، وتالي كتاب وفيات الأعيان 127، وعيون التواريخ 21/ 270- 271، وعقد الجمان (2) 259.
[2] في ذيل المرآة: «عرش» . وهو تصحيف واضح.
[3] في ذيل المرآة: «ولي» .
[4] في ذيل المرآة: «توجّهي» .
[5] الأبيات في المختار من تاريخ ابن الجزري 303، وذيل المرآة، وعيون التواريخ 21/ 270، 271.
[6] انظر عن (أبي بكر بن محمد بن طرخان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 89 أ.

(50/335)


حضر ابن الحَرَسْتانيّ. وسمع: ابن قدامة، وابن أبي لُقمة، وجماعة.
وروى الكثير.
مولده سنة إحدى عشرة. ومات فِي جُمَادَى الآخرة سنة تسعٍ.
وكان ديِّنًا، عالما.
روى عَنْهُ: ابن العطّار، وابن الخبّاز، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ.
ولي منه إجازة. وله أولاد. وكان والده من الرُّواة.
485- أبو بَكْر بْن هلال [1] بْن عيّاد.
الفقيه، المعمّر، عماد الدّين البيّاضيّ، الحنفيّ.
وُلِدَ فِي العشرين من رجب سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
وعمّر دهرا، وبان عليه الهرم.
وقد سمع وهو كبير من أبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وابن الزُّبَيْديّ.
سمع منه: المفتي رشيد الدّين سَعِيد البُصْرَويّ، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وابن الخبّاز.
وقد روى بالإجازة العامّة عن السِّلَفيّ.
ورأيت خطَّه مرجوفا مضطربا من الضّعف والكِبَر. وكان معيد المدرسة الشِّبْليّة.
تُوُفِّيَ فِي تاسع رجب عن مائة وأربع سنين كاملة. وكان صدوقا لا يُرتاب فِي مولده. ولو سمع فِي صِباه من إِسْمَاعِيل الْجَنْزَويّ والخُشُوعيّ وهذه الطّبقة لصار أسند أَهْل الأرض. وكان يُعرف بالعماد الجبليّ.
486- أبو القاسم بْن الْحُسَيْن [2] بْن العود.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن هلال) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 89 ب، والعبر 5/ 325، ومرآة الجنان 4/ 191، وذيل مرآة الزمان 4/ 85.
[2] انظر عن (أبي القاسم بن الحسين) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 434- 441، (في وفيات سنة 677 هـ.) ، والمقتفى للبرزالي 1/ ورقة 91 ب، والعبر 5/ 324، والإشارة إلى وفيات

(50/336)


الشَّيْخ نجيبُ الدّين الأسديّ، الحِلّيّ، الفقيه، المتكلّم، رأس الرّافضة.
وشيخ الشّيعة. وكان قد أسنّ وعُمِّر وانهرم. وعاش نيَّفًا وتسعين سنة.
كان عالما متفنّنا، مشاركا فِي أنواع من الفضائل.
قدِم حلب وتردَّد إِلَى الشّريف عزّ الدّين مرتضى نقيب الأشراف، فاسترسل معه يوما، ونال مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزبره النّقيب وأمر بجرّه بين يديه، وأركب حمارا مقلوبا، وصُفع فِي الأسواق. فحدّثني أبو الفضل بْن النّحّاس الأسديّ أنّ فاميّا [1] نزل من حانوته وجاء إِلَى مزبلة، فاغترف غائطا ولطّخ به ابن العود. وعظُم النّقيب عند النّاس، وتسحّب ابن العود من حلب.
ثُمَّ إنّه أقام بقرية جزّين مأوى الرّافضة، فأقبلوا عليه وملّكوه بالإحسان.
وبلغني أنّه كان فِي الآخر متديّنا متعبّدا، يقوم اللّيل.
وقد رثاه إِبْرَاهِيم بْن الحسام أبي الغيثِ بأبياتٍ أوّلها:
عرِّس بجزّين يا مستبعد النّجف ... ففضلُ مَن حلّها يا صاح غير خفي
مات ليلة النّصف من شعبان بجزّين. قاله قُطْبُ الدّين.
وقيل إنّه تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
وفيها وُلِدَ:
جلال الدين مُحَمَّد بْن سعد الدّين مُحَمَّد بْن محمود الْبُخَارِيّ، الحنفيّ، خطيب الزّنجيليّة، ومات عن نيَّف وثلاثين سنة.
ورئيس المؤذّنين شمس الدّين مُحَمَّد بْن سَعِيد بن فلّاح النّابلسي،
__________
[ () ] الأعيان 380، ومرآة الجنان 4/ 191، وشذرات الذهب 5/ 365، والبداية والنهاية 13/ 287 وفيه: «أبو القاسم الحسين بن العود» وذكره في وفيات سنة 677 هـ.، وعيون التواريخ 21/ 216، 217 (في وفيات سنة 677 هـ.) ، وتاريخ ابن الفرات 7/ 136.
[1] الفامي: بائع الخضر.

(50/337)


والمحيي يحيى بْن عُثْمَان المرزُبانيّ، والشّيخ غازي بْن عُثْمَان الْمُقْرِئ صاحب الميعاد، والشّهاب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف الورّاق، والشّيخ مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن محمود بْن بِشْر الحنبليّ، والشّيخ عليّ الخازن صاحب التّعبير.

(50/338)


سنة ثمانين وستمائة
- حرف الألف-
487- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد الملك بن عثمان.
بدْر الدّين المَقْدِسيّ، المؤدّب، الحنبليّ.
سمع من: ابن الزُّبَيْديّ، وابن اللّتّي، وجعفر.
وحدَّث ومات فِي حادي عشر رجب. وأمّه زينب بِنْت مكيّ.
488- أَحْمَد بْن عَبْد الصّمد [1] بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد.
القاضي محيي الدّين الْمصْرِيّ، الشّافعيّ، ويُعرف بقاضي عجلون.
كان أَبُوهُ رشيد الدّين قاضي قليوب.
وكان هَذَا فقيها، عالما، رئيسا، كريما. حكم بعجلون مدّة، وله شُهرة فِي السّخاء وعُلُو الهمّة.
وكان ذا مكانةٍ من السّلطان النّاصر. وقد وُلّي أَبُوهُ قضاء بَعْلَبَكّ أيضا.
وقد وُلّي محيي الدّين وكالة بيت المال بدمشق وتدريس الشّاميّة الكبرى فِي أوّل دولة الظّاهر. ثُمَّ عُزِل سريعا.
تُوُفِّيَ بدمياط فِي ذي القعدة.
سمع من: ابن اللّتّي، والعَلَم بْن الصّابونيّ.
وحدَّث.
عاش ستّا وستّين سنة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الصمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 104 ب، والوافي بالوفيات 7/ 66، 67 رقم 3004، وذيل مرآة الزمان 4/ 101، 102.

(50/339)


489- أَحْمَد بْن عطّاف [1] بْن أَحْمَد.
الكِنْديّ، الرّهاويّ، أبو الْعَبَّاس.
مات فِي ذي الحجّة. وقد أجاز للبِرْزاليّ، وجماعة. وله سماع.
490- أَحْمَد بْن عليّ [2] بن مظفّر.
الرّئيس نجم الدّين ابن الحِلّيّ، ثُمَّ المصريّ.
وُلِدَ بالقاهرة سنة ثلاثٍ وستّمائة. وكان ذا نعمة طائلة ومتاجر وتقدُّم فِي الدُّول.
روى عن: ابن باقا.
وإليه يُنْسَب الأمير عزّ الدّين الحِلّيّ.
تُوُفِّيَ فِي رمضان بالقاهرة.
491- أَحْمَد بْن عَلِيّ [3] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى.
العلّامة الشّهير، والخطيب البليغ، أبو جَعْفَر بْن الطّبّاع الرُّعَيْنيّ، الأندلُسيّ، شيخ القُرّاء بغَرْناطَة.
مولده بعد السّتّمائة. وقرأ بالرّوايات على الخطيب عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن اللوّاب، وغيره.
وقد ولي القضاء كُرْهًا فحكم حكومة واحدة وعزل نفسه.
أَخَذَ عَنْهُ القراءات أبو حيّان، وأبو القاسم بْن سهل.
قَالَ لي ابن سهل إنّه مات سنة ثمانين وستّمائة. وهو فِي عَشْر الثّمانين، رحمه الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عطّاف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 105 أ، ب.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 106 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 102، 103، والوافي بالوفيات 7/ 240 رقم 3197، وعيون التواريخ 21/ 293، 294، والنجوم الزاهرة 7/ 348.
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن محمد) في: الوافي بالوفيات 7/ 240، 241 رقم 3198، وغاية النهاية 1/ 87 رقم 393.

(50/340)


492- أَحْمَد بْن محمود بْن عُمَر.
التّبريزيّ.
مات بالمَوْصِل فِي رمضان عن مائة سنة سوى أشهر.
يروي عن: الباذرائيّ، وجماعة.
سمع فِي الكهولة.
493- أَحْمَد بْن النُّعمان [1] بْن أَحْمَد بْن المنذر.
الصّدر فخرُ الدّين الحلبيّ، ناظر الجيش الشّاميّ.
رئيس نبيل، صاحب مكارم، وهو معروف بالتَّشيُّع.
تُوُفِّيَ فِي رمضان وقد ناهز السّتّين.
494- أَحْمَد بْن قاضي القضاة [2] محيي الدّين يحيى بن محيي الدّين ابن الزّكيّ.
الْقُرَشِيّ، الدّمشقيّ، القاضي علاء الدّين.
رئيس، فاضل، أديب.
كتب الإنشاء مدّة، ثُمَّ درّس بالعزيزيّة، والتَّقَويّة.
وحدَّث عن: أبي بَكْر بْن الخازن.
وُلِدَ سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
وتُوُفِّي فِي شعبان.
وقد ناب فِي القضاء عن أبيه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن النعمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 103 أ، والوافي بالوفيات 8/ 219، رقم 3655، وعيون التواريخ 21/ 297، وتذكرة النبيه 1/ 68، وذيل مرآة الزمان 4/ 103، 104.
[2] انظر عن (ابن قاضي القضاة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 101 ب، و 102 ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 169، ومرآة الجنان 4/ 192، والدليل الشافي 1/ 95 رقم 333، والمنهل الصافي 2/ 256، 257 رقم 335، والوافي بالوفيات 8/ 250 رقم 2689، وذيل مرآة الزمان 4/ 104.

(50/341)


وسمع أيضا ببغداد من: أبي جَعْفَر بْن السّنْديّ. وابن المَنِّيّ، وغير واحد.
495- أَحْمَد بْن يوسف بن محمود [1] .
أبو العبّاس ابن السّاوي.
سمّعه أَبُوهُ من المطهّر بْن أبي بَكْر البَيْهقيّ.
وروى عَنْهُ: أبو الفتح اليَعْمُرِيّ.
وأجاز للبِرْزاليّ.
مات فِي جُمَادَى الآخرة بالقاهرة.
496- أَحْمَد بْن يوسف بْن حسن [2] بْن رافع بْن حُسَيْن بْن سودان.
الشَّيْبانيّ، الإِمَام، العلّامة، الزّاهد الكبير، موفَّق الدّين، أبو الْعَبَّاس الكَوَاشيّ، المفسّر، نزيل الموصل.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف بن محمود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 97 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن يوسف بن حسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ 100 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 104، 105، والمختار من تاريخ ابن الجزري 306، 307، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي 5/ 839، 840، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 42، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، والعبر 5/ 327، 328، والمعين في طبقات المحدّثين 216 رقم 2250، ومعرفة القراء الكبار 2/ 685، 686، رقم 654، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، وتذكرة النبيه 1/ 86، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 63، 64، وغاية النهاية 1/ 151 رقم 701، ونهاية الغاية، ورقة 29، والسلوك ج 1 ق 3/ 705، والنجوم الزاهرة 7/ 35، وبغية الوعاة 1/ 401 رقم 796، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 98- 100، وشذرات الذهب 5/ 365، 366، وروضات الجنات 1/ 304، 305، ومعجم المؤلّفين 2/ 209، وديوان الإسلام 4/ 75 رقم 1759، وهدية العارفين 1/ 98، وكشف الظنون 339، وإيضاح المكنون 1/ 222، ومفتاح السعادة 1/ 435، والأعلام 1/ 274، ودول الإسلام 2/ 183، وتاريخ ابن الوردي 2/ 328، ونكت الهميان 116، ومرآة الجنان 4/ 192، والكنى والألقاب 3/ 107، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 461، 462 رقم 430 د وتاريخ الخلفاء 483، 484، ومرآة الجنان 4/ 192 وفيه: «أبو العباس يوسف بن حنين الشيبانيّ الموصلي الكواشي» ، وهو غلط، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، وعيون التواريخ 21/ 298- 300 وفيه: «أحمد بن الحسن بن يوسف الكواشي» ، وهو غلط، وتذكرة النبيه 1/ 68، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 68، والوافي بالوفيات 8/ 291، 292 رقم 3711، والمقفى الكبير 1/ 742 رقم 684.

(50/342)


وُلِدَ بكَوَاشَة، وهي قلعة من أعمال المَوْصِل، سنة تسعين أو إحدى وتسعين وخمسمائة.
قرأ القرآن على والده، واشتغل وبرع فِي القراءات والتّفسير والعربيّة والفضائل.
وسمع من: أبي الْحَسَين بْن روزبه، وقدِم دمشقَ، وأخذ عن: أبي الْحَسَن السّخاويّ، وغيره.
وحجَّ من دمشق وزار بيت المقدس ورجع إِلَى بلده وتعبّد.
وكان منقطع القرين، عديم النّظير زُهدًا وصلاحا وتبتّلا وصدقا واجتهادا.
كان يزوره السّلطان فمَن دونه، فلا يعبأ بهم، ولا يقوم لهم، ويتبرَّم بهم، ولا يقبل لهم شيئا.
وله كشْفٌ وكرامات. وأضرّ قبل مواته بنحوِ من عشر سنين.
صنَّف التّفسير الكبير والتّفسير الصّغير. وأرسَل نسخة إِلَى مكة، ونسخة إِلَى المدينة، ونسخة إِلَى بيت المقدس.
قَالَ شمس الدِّين الْجَزَريّ فِي «تاريخه» [1] : حَدَّثَنِي الحاجّ أَحْمَد بْن الصُّهَبيّ وأمين الدّين عَبْد الله بْن الفراقيعيّ الْجَزريّان، عن الشَّيْخ موفّق الدّين أنّ والده تُوُفِّيَ وهو صغير، وربّاه خالُه وأشغَلَه بالعِلم عنده بالجزيرة إِلَى أن بلغ عشرين سنة، فسافر إِلَى الشّام وحجّ [2] ، واشترى قمحا من قرية الجابية [3] ، لكونها من فُتُوح عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، ثلاثة أمداد وحملها على عُنقه فِي جُراب إِلَى المَوْصِل، ثُمَّ زرعها بأرض البُقعة من أعمال المَوْصِل، وبقي يعمل بالفاعل بتلك القرية إِلَى أن حصد ذلك الزّرع، وأخذ منه ما يقوته، وترك منه
__________
[1] المختار من تاريخ ابن الجزري 307.
[2] أضاف ابن الجزري بعدها: «من دمشق وزار القدس، واشترى لما رجع من دمشق..» .
[3] زاد بعدها: «من أرض نوى» .

(50/343)


بذارا ثُمَّ بذره، وبقي على هَذَا إِلَى أن بقي يدخل عليه من ذلك القمح جملة تقوم به وبجماعةٍ من أصحابه وزواره.
وكان لا يقبل من أحدٍ شيئا. وكان كثير الإنكار على بدْر الدّين صاحب المَوْصِل، وَإِذَا سيّر إليه يشفع عَنْهُ فِي أحدٍ لا يردّه. وكان خواصّ صاحب المَوْصِل المتديّنون يحبّون الشَّيْخ ويعظّمونه.
قَالَ شمس الدّين الْجَزَريّ [1] : وحكى جماعةٌ كبيرة من التّجّار أنّهم جرى لهم معه وقائع وكرامات وكشْف. وأنّه كان يعرف اسم الله الأعظم.
ولأهل المَوْصِل والجزيرة فِيهِ اعتقاد عظيم.
قلت: وكان شيخنا تقيّ الدّين المقصائيّ «يُطنب فِي وصف الشَّيْخ موفّق الدّين ويُسهب. وقرأ عليه «تفسيرَه» قَالَ: فَلَمَّا وصلت إلى سورة الفجر منعني من ختْم الكتاب، وقال: أَنَا أجيزه لك ولا تقول كمّلت الكتاب على المصنّف. يعني أنّ للنّفس فِي ذلك حظّا.
قلت: وحدَّث تقيّ الدّين بالكتاب عَنْهُ سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وقال لي: غبت عن الشَّيْخ نحو سنةٍ ونصف، فَلَمَّا قدمتُ دققت الباب قَالَ: مَن ذا أبو بَكْر؟ قلتُ: نعم. واعتددتها له كرامة. وقد لازم جامع المَوْصِل مدّة طويلة تزيد على أربعين سنة.
وقد سمع منه أبو العلاء الفَرَضيّ، وقال: هُوَ أَحْمَد بْن يوسف بْن حسن بْن رافع بْن حُسَيْن بن سودان الشَّيْبانيّ، الشّافعيّ، الكَوَاشيّ، كان إماما، عالما، زاهدا، قدوة، ورعا، علّامة. تُوُفِّيَ فِي سابع عشر جُمَادَى الآخرة، ودُفَن خارج الباب القِبْليّ من جامع المَوْصِل.
وقد قرأ بالسّبْع على والده عن تلاوته على مكيّ بْن زيّان الماكسانيّ، عن ابن سعدون القرطبيّ.
__________
[1] في المختار 307.

(50/344)


وسمع «التّجريد» من عَبْد المحسن بْن الطّوسيّ، بسماعه من ابن سعدون.
وحدَّثني الشَّيْخ مُحَمَّد بْن منتاب، عن عَبْد الشَّيْخ صالح أنّه خدم الشَّيْخ سنين، وأنّ الشَّيْخ كان ينفق من الغيب، وأنّني أبدا ما طلبتُ من الشَّيْخ درهما أو أقل أو أكثر إلّا قَالَ: خذ. ويشير إِلَى كُوة، فأجد ما طلبت لا يزيد ولا ينقص.
كان ينبغي للشّيخ أن يتورّع عن أَخَذَ ما فِي الكوّة لجواز أن يكون هَذَا من الجانّ، وما ذاك ببعيد، هَذَا إنْ صحّت الحكاية. وأنا أعتقد صحّتها وأعتقد صلاحه، وجواز أن يكون مخدوما، والله أعلم.
ولا تنكَر له الكرامات، رحمه الله تعالى.
497- إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر [1] بْن إِبْرَاهِيم.
العدل أمينُ الدّين البكريّ، الْمصْرِيّ، ويُعرف بالقرافيّ.
كان إمام السّلطَنة ومحتسب الجيش المنصور، وإمام قبّة الشّافعيّ.
سمع من: أصحاب السّلفّي.
ومات كهلا فِي شعبان بمصر.
498- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد [2] .
الشّاغوريّ، المولّه جيْعانة.
مات فِي جُمَادَى الأولى، وكان من أبناء السّبعين، وشيّعه الخلْق، وازدحموا على نعشه. ولطائفةٍ من العامّة فِيهِ اعتقاد زائد لما يرونه من كشْفه وكلامه على الخواطر، مع عدم صلاته وصيامه. وقد يشاركه فِي كشْفه الرّاهب والكاهن، فانتفت الولاية بمجرّد الكشف.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أبي بكر) في: المقفى الكبير 1/ 117 رقم 77.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سعيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 أ، والعبر 5/ 328، والبداية والنهاية 13/ 298، وذيل مرآة الزمان 4/ 100، وعيون التواريخ 21/ 297، 298، والنجوم الزاهرة 7/ 358، وشذرات الذهب 5/ 366.

(50/345)


499- إِبْرَاهِيم بْن النّاصح [1] مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد.
العدْل، تقيّ الدّين أبو إِسْحَاق المقدسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ.
سمع من: ابن الزُّبَيْديّ، والنّاصح بْن الحنبليّ، وابن اللّتّي.
روى عَنْهُ: ابن الخباز، وابن العطار، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وآخرون.
وتُوُفِّي فِي سَلْخ رجب، وله ثمانٍ وستّون سنة [2] .
وكان جيّد الكتابة، خبيرا بالشّروط.
500- أبْغا [3] بْن هولاكو [4] .
ملك التّتار وصاحب العراق والجزيرة وخُراسان وغير ذلك.
مات بنواحي هَمَدَان بين العيدين، وله نحوٌ من خمسين سنة.
قاله قُطْبُ الدّين [5] ، قَالَ: وكان مقداما شجاعا، عالي الهمّة، لم يكن فِي إخوته مثله، وهو على دين التّتار لم يدخل في الإِسْلَام. وكان ذا رأي وحزْم وخبرة فِي الحرب. ولمّا توجّه أخوه منكوتمر بالعساكر إِلَى الشّام لم يكن ذلك بتحريضه، بل أُشير عليه فوافق.
قلت: وكان كافر النّفس، سفّاكا للدماء. قتل فِي الروم خلْقًا كثيرا لكونهم دخلوا فِي طاعة الملك الظّاهر، وفرحوا بمجيئه إليهم. وقد نفّد
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن الناصح) في: المقتفي للبرزالي 1/ 101 أ، ب.
[2] مولده سنة 612 هـ.
[3] كتب فوقها في الأصل: «أباقا» .
[4] انظر عن (أبغا بن هولاكو) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 100، 101، والمختصر في أخبار البشر 4/ 16، وتاريخ الزمان 343 وفيه: «أباقا» ، ومثله في تاريخ مختصر الدول 289، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، والعبر 5/ 328، ومآثر الإنافة 2/ 120، 127، 7129 وتشريف الأيام والعصور 2، 3، وتاريخ الأزمة 259، 260، وأخبار الدول 2/ 495، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والوافي بالوفيات 6/ 187، رقم 2639، والبداية والنهاية 13/ 267، والسلوك ج 1 ق 3/ 704، وعيون التواريخ 21/ 293، والنجوم الزاهرة 7/ 348، وشذرات الذهب 5/ 366، والمنهل الصافي 1/ 185- 187 رقم 100، والدرّة الزكية 248.
[5] في ذيل المرآة.

(50/346)


الملك الظّاهر إليه رُسُله وهديّه، فحضروا بين يديه وامرأة أَبِيهِ ألْجي خاتون على شماله على التّخت فِي خِرْكاه [1] .
قَالَ ابن عَبْد الظّاهر فِي السّيرة: وصفته أنّه شابّ- قَالَ هَذَا فِي سنة سبعين.
قَالَ: وهو أسمر أكحل، رَبْع القامة، جهوريّ الصّوت، فِيهِ بحّة يسيرة، عليه قُباء نفطيّ روميّ، وسراقوج بنفسجيّ. وزوجة أَبِيهِ قد تزَّوج بها وهي كهلة.
قال لنا الظّهير الكازرونيّ: مات أباقا بهَمَدَان فِي العشرين من ذي الحجّة، فكانت أيّامه سبْعٍ عشرة سنة وثمانية أشهر.
501- أزدمر [2] .
الأمير، الحاجّ عزّ الدّين الْجَمْدار، الشهيد.
كان من أعيان الأمراء، وعنده فضيلة ومعرفة ومكارم كثيرة.
ولمّا قام فِي المُلْك سُنْقر الأشقر بدمشق قام معه واختصّ به، فجعله نائب سلطنته، ثُمَّ تحوّل معه إِلَى صهيون وغيرها. ونزل بقلعة شَيْزَر فِي جهة سُنْقر الأشقر.
وكانت نفسه تحدّثه بأمورٍ قصّر عَنْهَا الأجل. وجاءته سعادة لم تكن فِي حسابه، فحضر المَصَافّ فِي رجب، وأبلى [3] بلاء حسنا، وصدق الله فاستشهد مقبِلًا غير مُدبر، وقد قارب ستّين سنة، رحمه الله تعالى.
__________
[1] الخركاه: الخيمة الكبيرة.
[2] انظر عن (أزدمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 99 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 105، وتالي كتاب وفيات الأعيان 14، 15 رقم 20، والعبر 5/ 328، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، ومرآة الجنان 4/ 191، والبداية والنهاية 13/ 298، والوافي بالوفيات 8/ 370، رقم 3803، والنجوم الزاهرة 7/ 349، وتاريخ ابن الفرات 7/ 236، وشذرات الذهب 5/ 366، وعيون التواريخ 21/ 292، 293، والمنهل الصافي 2/ 348 رقم 396، والدليل الشافي 1/ 114 رقم 394.
[3] في الأصل: وأبلا.

(50/347)


وهو الَّذِي طعن طاغية العدوّ.
502- إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن يعيش.
الشَّيْخ شمس الدّين المالكيّ.
شيخ مُسْنِد، صالح، خيرِّ.
سمع من: أبي البن الكِنْديّ، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.
روى عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وليس بالمُكْثِر.
تُوُفِّيَ فِي ثالث عشر شعبان.
503- أسماء [2] بِنْت زين الُأمناء الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عساكر.
زَوْجَة عماد الدّين حُسَيْن بْن عليّ بْن القاسم بْن الحافظ.
تُوُفِّيَت فِي ذي القعدة.
سمعت من أبيها، وأجاز لها المؤيِّد، وزينب.
504- أيبك [3] .
الشّجاعيّ، الصّالحيّ، العماديّ، الأمير عزّ الدّين، والي إقليم حَوران والسّواد.
كان كافيا، ناهضا صارما. وكان الملك الظّاهر يعتمد عليه ويُكرمه.
وقد وُلّي أستاذ داريّة أستاذه ومُعتِقه الملك الصّالح إِسْمَاعِيل بْن العادل.
وعُمّر دهرا، وبلغ بضْعًا وثمانين سنة، وقُطِع خبزه فِي الآخر قبل موته بأشهر.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 101 ب، 102 أ.
[2] انظر عن (أسماء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 105 أ.
[3] انظر عن (أيبك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 97 أ، والسلوك ج 1 ق 3/ 704، وتذكرة النبيه 1/ 67، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 67، والنجوم الزاهرة 7/ 349، والوافي بالوفيات 9/ 479 رقم 4441، وذيل مرآة الزمان 4/ 105، 106.

(50/348)


- حرف الباء-
505- بكتوت [1] .
الخَزْنَدَاريّ، الأمير بدر الدّين، نائب بَعْلَبَكّ الخَزْنَدَار بالشّام.
كان مشكور السّيرة، كثير الصّدقات.
استشهد على حمص، وهو فِي عَشْر الخمسين.
506- بَلَبَان [2] .
الرّوميّ، الدّوادار، الأمير سيف الدّين.
من أعيان الأمراء ونُجَبائهم، كان الملك الظّاهر يعتمد عليه ويحمّله أسراره إِلَى القُصّاد. ولم يؤمّره إلّا الملك السّعيد.
واستشهد بمَصَاف حمص.
507- بهادر [3] .
الأميرُ بهاءُ الدّين بْن حسام الدّين بيجار.
تُوُفِّيَ فِي شعبان بغزّة وهو فِي عَشْر السّبعين.
وكان موصوفا بالشّجاعة والنّجدة. وهو كان السّبب فِي قدوم أَبِيهِ إِلَى بلاد المسلمين.
__________
[1] انظر عن (بكتوت) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 99 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 106، وعيون التواريخ 21/ 294، والنجوم الزاهرة 7/ 349، وتاريخ ابن الفرات 7/ 237، والسلوك ج 1 ق 3/ 696، والمقفى الكبير 2/ 475 رقم 941.
[2] انظر عن (بلبان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 99 ب، 100 أ، والمقفى الكبير 2/ 484 رقم 954، وذيل مرآة الزمان 4/ 106، 107، والدرّة الزكية 38، 267، والوافي بالوفيات 10/ 282، والسلوك ج 1 ق 3/ 696، والنجوم الزاهرة 7/ 332، والمنهل الصافي 3/ 419، 420 رقم 696، والدليل الشافي 1/ 197.
[3] انظر عن (بهادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 102 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 107، وعيون التواريخ 21/ 294، وتاريخ ابن الفرات 7/ 238، والوافي بالوفيات 10/ 295 رقم 4808، والسلوك ج 1 ق 2/ 625، والنهج السديد 239، والدرّة الزكية 188، 189، 191، والمنهل الصافي 3/ 427 رقم 701، والدليل الشافي 1/ 199.

(50/349)


توفّي صُحْبة الجيش المنصور وأبوه حيّ إذ ذاك بمصر وقد كُفَّ بصره.
- حرف التاء-
508- توتل [1] .
الأمير سيفُ الدّين الشَّهْرزُوريّ. أحد أمراء دمشق الأبطال.
بيّن يوم المَصافّ وقتلَ جماعة واستشهد، وقد نيَّف على الثّمانين.
- حرف الجيم-
509- الجمال الإسكندرانيّ [2] .
الحاسب، المؤدّب بدمشق تحت مئذنة فيروز.
كان يُضرب به المثل فِي الحساب، وتخرَّج عليه خلْق من الدّواوين وأبناء النّاس.
تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة، وقد رَأَيْته شيخا أبيض اللّحية.
- حرف الحاء-
510- خضِر بْن محاسن [3] .
المقدِّم موفّق الدّين الرّحبيّ، الأمير.
كان من دُهاة العالم وشجعانهم. كان جمّاسا لشخصٍ من أَهْل الرحبة فمات، فتزوَّج بامرأته وحاز ترِكته. وتنقّلت به الأحوال، وصار قرا غلام بالرّحبة فِي أيّام صاحبها الملك الأشرف.
ثُمَّ خدم نوّاب الملك الظّاهر، فوجدوه كافيا خبيرا.
__________
[1] انظر عن (توتل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 100 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 108، وفيه:
«بويل» ، وعيون التواريخ 21/ 294، وتاريخ ابن الفرات 7/ 238، والوافي بالوفيات 10/ 436 رقم 4928 وفيه: «توبل» .
[2] انظر عن (الجمال الإسكندراني) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 105 أ.
[3] انظر عن (خضر بن محاسن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 108- 110، والوافي بالوفيات 13/ 335 رقم 414، وتاريخ ابن الفرات 7/ 172 و 238.

(50/350)


وتعرّف بعيسى بْن مهنّا، ثُمَّ أُعطي خبزا بتسعين، وانبسطت يده، وتمكّن إِلَى أن ولي إمرة الرّحبة بعد موت أيبك الإسكندرانيّ، فدبّر الأمور، وجهّز القصّاد.
فَلَمَّا انكسر سُنْقر الأشقر ولحِق بالرَّحبة ومعه ابن مُهَنّا وأمراء، فطلب من الموفَّق تسليم القلعة، فخادعه وراوغه، وبعث له الإقامات، وطالع الملك المنصور بأحواله وأموره، وتألّف الأمراء وأفسدهم على سُنْقر الأشقر.
فَلَمَّا قدِم السّلطان دمشقَ وفد إليه بهدايا فَأَقْبَلَ عليه، لكن أتى تجّار أُخِذوا فوجدوا بعض قماشهم عنده فشكوه، وعضدهم الأمراء عَلَم الدّين الحلبيّ، وغيره، فاعُتقِل، فعزّ عليه ذلك، واغتمّ ومرض ومات كمدا بدمشق وقد قارب السّبعين.
- حرف السين-
511- سَعِيد بْن حكم [1] بْن سَعِيد بْن حكم.
الأمير، أبو عُثْمَان الْقُرَشِيّ، الطَّيْبريّ.
مولده بَطيْبَرَة من غرب الأندلس فِي حدود السّتّمائة.
وقرأ بإشبيليّة «الموطّأ» على أبي الْحُسَيْن بْن رزقون.
واشتغل على أبي عليّ الشّلُوبين. وكان أديبا، محدّثا، كاتبا، رئيسا.
نزل جزيرة مَيُرْقَة [2] ، وكان حَسَن السياسة، فقدّمه أهلها وأمّروه عليهم فدبّر أمرها إِلَى أن مات.
وأجاز لمن أدرك حياته، كذا قَالَ ابن عِمران الحصرميّ، وولي بعده ولده الحكم. ثُمَّ قصده الفرنج، ودام الحصار مدّة، ثُمَّ أُخذ البلد في سنة
__________
[1] انظر عن (سعيد بن حكم) في: الحلّة السيراء 2/ 318 رقم 170، والمغرب في حلى المغرب 2/ 469، والوافي بالوفيات 15/ 212، 213 رقم 294، وبغية الوعاة 2/ 255.
[2] هكذا في الأصل، وهي: «ميورقة» .

(50/351)


خمسٍ وثمانين وقدِم هُوَ سَبْتَة.
512- سلامة بْن سُلَيْمَان [1] .
الشَّيْخ بهاء الدّين الرّقّيّ، النَّحْويّ.
كان من أئمة العربيّة، أقرأ جماعة بمصر.
ومات فِي صفر وقد ناهز الثّمانين.
513- سُنْقر الألفيّ [2] .
الظّاهريّ، الأمير شمس الدّين.
لمّا أفضت السّلطَنَة إِلَى الملك السّعيد، ومُسك الفارقانيّ رتّب هَذَا نائب السّلطنة، فبقي مدّة. وكان حسن السّيرة، محبوبا إِلَى النّاس، ثُمَّ استعفى، فصُرِف بسيف الدّين كُونْدك.
تُوُفِّيَ مقتولا بالإسكندريّة، وكان من أبناء الأربعين. وكان فِيهِ دين وفضيلة وأدب.
- حرف الصاد-
514- صالح بْن الهُذَيْل [3] .
الملك مجد الدّين، ناظر واسط.
مات بها عن نيَّفٍ وستّين سنة. وقد ولي أماكن، وصودر مرّة وعُذِّب، وخُرِم أنفُه، عفا الله عَنْهُ.
__________
[1] انظر عن (سلامة بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 94 أ، ب، والوافي بالوفيات 15/ 329 رقم 467، وبغية الوعاة 2/ 259، وذيل مرآة الزمان 4/ 110.
[2] انظر عن (سنقر الألفي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 106 ب، والسلوك ج 1 ق 3/ 704، وذيل مرآة الزمان 4/ 110، والبداية والنهاية 13/ 297، وعيون التواريخ 21/ 294، وتاريخ ابن الفرات 7/ 238، وشذرات الذهب 5/ 368، وتذكرة التنبيه 1/ 67، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 67، والوافي بالوفيات 15/ 490 رقم 655، والمنهل الصافي 7/ 86، 87 رقم 1121، والدليل الشافي 1/ 326 رقم 1118.
[3] انظر عن (صالح بن الهذيل) في: الحوادث الجامعة 199، 200، والوافي بالوفيات 16/ 274، 275 رقم 308.

(50/352)


- حرف الضاد-
515- ضياء بن عَبْد الكريم [1] .
الإِمَام، وجيه الدّين أبو الْحَسَن المناويّ.
مات فِي عَشْر الثّمانين. له نظمٌ وفضل.
- حرف العين-
516- عَبْد الله بْن الشَّيْخ مُحَمَّد [2] بْن الشَّيْخ القُدوة عَبْد الله بْن عُثْمَان.
اليُونينيّ.
وُلِدَ سنة أربعٍ وستّمائة، وأدرك جدّه.
قَالَ الشَّيْخ قُطْبُ الدّين: كان خيّرا.، كثير التّعبُّد، سليم الصّدر، متواضعا ذا مروءة غزيرة وشجاعة وإقدام.
قاتل يوم حمص قتالا شديدا، ثُمَّ قُتِلَ شهيدا، رحمه الله.
517- عَبْد الله بْن أبي العزّ [3] بْن صَدَقَة بْن إِبْرَاهِيم.
أبو مُحَمَّد الحرّانيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّمائة [4] .
وروى عن: فخر الدّين ابن تَيْميّة، والمجد القزوينيّ.
ومات بدمشق فِي شعبان.
وأجاز له ابن الأخضر، وأحمد بْن الدّبيقيّ، وجماعة.
سمع منه: البِرْزاليّ، والطّلبة.
__________
[1] انظر عن (ضياء بن عبد الكريم) في: عيون التواريخ 21/ 300- 302، وعقود الجمان للزركشي 1/ ورقة 138 ب، وفوات الوفيات 2/ 125، والوافي بالوفيات 16/ 371- 373 رقم 406.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 100 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 111، 112.
[3] انظر عن (عبد الله بن أبي العزّ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 102 أ.
[4] في المقتفي سنة تسع وستمائة.

(50/353)


518- عَبْد الدّائم بْن محمود [1] بْن مودود بْن بلدجي.
أبو الخير الفقيه، الحنفيّ، المدرّس.
وُلِدَ سنة أربعٍ وستّمائة.
وسمع من: مسمار بْن العُويس.
كتب عَنْهُ: أبو العلاء بْن الفَرضيّ، وجماعة.
ومات رحمه الله بالمَوْصِل فِي شعبان.
519- عَبْد الرّحيم بْن عبدُ الملك [2] بْن عَبْد الملك بْن يوسُف بْن مُحَمَّد بن قدامة بْن مقدام.
الشَّيْخ كمال الدّين، أبو مُحَمَّد المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ.
شيخ صالح، ورع، عاقل حافظ لكتاب الله، عالي السَّنَد.
وُلِدَ فِي حدود سنة ثمانٍ وتسعين [3] .
وسمع من: حنبل حضورا، ومن: عُمَر بْن طَبَرْزَد، والكِنْديّ، ومحمد بْن الزّنف، والخضِر بْن كامل، وابن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب، وأبي الفتوح الْجُلاجُليّ. وغيرهم.
وأجاز له: أبو عبد الله بن الخصيب الدّمشقيّ، وأبو جَعْفَر الصّيدلانيّ، وعفيفة، ومنصور الفُراويّ، وعبد الرّزّاق الجيليّ، وعبد الوهّاب بْن سُكَيْنة، وأبو حامد عَبْد الله بْن جوالق، وأبو الفتح بْن المِنْدائيّ، وخلْق.
وحدَّث فِي أيام الحافظ ابن خليل بحلب.
وروى الكثير.
__________
[1] انظر عن (عبد الدائم بن محمود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 101 ب.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الملك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 أ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، والعبر 5/ 328، 329، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والوافي بالوفيات 18/ 334، رقم 393، وشذرات الذهب 5/ 366، وذيل التقييد 2/ 110 رقم 1248، وذيل مرآة الزمان 4/ 111 وفيه: «عبد الرحمن بن عبد الملك» .
[3] وقال البرزالي: مولده سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

(50/354)


روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وتلك الطّبقة، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، والشّيخ مُحَمَّد بْن قوام، وأبو عَبْد الله بْن الصَّيْرفيّ، وطائفة لم يظهروا بعد.
تُوُفِّيَ فِي عاشر جُمَادَى الأولى، وهو سِبْط الشَّيْخ أبي عُمَر.
520- عَبْد الرّحيم [1] .
الإِمَام عماد الدّين العبّاسيّ السّلمانيّ. مدرّس مدرسة زين التّجّار بمصر.
تُوُفِّيَ فِي المحرَّم عَنْ بضعٍ وسبعين سنة.
521- عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد [2] بْن غارز.
أبو مُحَمَّد اللّحّام الصّالحيّ.
روى بالإجازة عن: زاهر الثَّقفيّ، وعبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وغيرهما.
مات فِي رجب.
522- عَبْد الْعَزِيز بْن الْحُسَيْن [3] بْن الْحَسَن.
الشَّيْخ مجدُ الدّين أبو مُحَمَّد الدّاريّ، الخليليّ، ثُمَّ الْمصْرِيّ. والد الصّاحب فخر الدين عُمَر.
وُلِدَ سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمصر. وسمع «الشّفا» للقاضي عياض من أبي الْحُسَيْن بْن جُبَيْر الكِنانيّ.
ودخل بغداد فِي شبيبته فسمع من: الفتح بْن عَبْد السّلام، وأبي عليّ بن
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم السلماني) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 93 ب.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 101 أ.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن الحسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 94 ب، و 95 أ، ب، والعبر 5/ 329، وذيل التقييد 2/ 125، 126 رقم 1281، وشذرات الذهب 5/ 366، وذيل مرآة الزمان 4/ 111، وعيون التواريخ 21/ 296، وتاريخ ابن الفرات 7/ 239، وتاريخ علماء بغداد 101، 102، والوافي بالوفيات 18/ 473 رقم 500.

(50/355)


الجواليقيّ، وعبد السّلام الدّاهريّ، وعُمَر بْن كرم، وزكريّا العلبيّ، وأبي حَفْص السهْرَوَرديّ، وجماعة.
أَخَذَ عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ [1] ، والطَّلَبَة المصريّون والدّمشقيّون.
قَالَ الشَّيْخ قُطْبُ الدّين مُوسَى [2] : زعم أنّه من وُلِدَ تميم الدّاريّ. وكان ديِّنًا متعبّدا، يَبرّ الفقراء، ويُحسن إليهم. وله وجاهة فِي الدّولة. وعلى ذهنه من التّواريخ والأيام قطعة صالحة وثبت.
تُوُفِّيَ فِي ثالث عشر ربيع الآخر، ودُفن بجبل قاسيون.
523- عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الجبّار [3] بْن عُمَر.
العلّامة فخر الدّين الخِلاطيّ، الحكيم.
شيخ معمّر شهير. استدعاه هولاوو لعمارة الرّصْد. اشتغل بالمَوْصِل على: المهذّب بْن هُبَل. وصحب أوحد الدّين الكرمانيّ.
قَالَ ابن الفُوطيّ: رَأَيْت سماعة بجميع جامع الُأصُول من مصنّفه مجد الدّين، ونيَّفَ على المائة. وأجاز لي مَرْوِيّاته.
مات فِي شوّال. وكذا أرّخه الكازرُونيّ، وقال: كثُر مالُه وجهل وشرِب الخمر، فلا قوّة إلّا باللَّه.
524- عبد العزيز بن عبد المنعم بن نصر الله بن حواري.
التّنوخيّ، أخو الشّرف والتّاج محمد.
مات بالمنيحة.
حدّث عن ابن المقيّر.
__________
[1] قاله البرزالي: سمعت منه «المائة» لشيخ الإسلام بسماعه من ابن الخبّازة، عن أبي الوقت، وجزء ابن نجيد، وغيره.
[2] في ذيل المرآة.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الجبار) في: عيون الأنباء 2/ 191، 192، والوافي بالوفيات 18/ 515 رقم 513.

(50/356)


تُوُفِّيَ فِي صفر.
525- عَبْد القاهر بْن مظفَّر بْن الْمُبَارَك بْن أَحْمَد.
الرّئيس، سيفُ الدّين أبو النّجيب البغداديّ.
سمع من والده بهاء الدّين أبي الكرم. وكان بيده إجازة من الخليفة النّاصر لدين الله. وكان حَسَن السَّمْت، كريم الأخلاق.
مولده سنة سبْعٍ وتسعين. ومات فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانين. أنبأني بِذَلِك ابن الفُوطيّ. وقال غيره: سمع من الْمُبَارَك بْن أَحْمَد «المائة السّريجيّة» أَنَا أبو الوقت.
526- علي بْن أبي القاسم [1] أَحْمَد بن بدْر.
الشَّيْخ القُدوة، الزّاهد، وليُّ الدّين، أبو الْحَسَن الْجَزَريّ [2] ، الشّافعيّ.
أصله من جزيرة ابن عُمَر. وتفقّه بالموصل ثُمَّ بحلب ودمشق ومصر، ثُمَّ أقبل على العبادة والتّبتُّل إِلَى الله تعالى، وبنى له معبدا فِي جامع بيت لِهْيا، وأقام به دهرا على التّجرُّد والتّوكّل والرّياضة، وهو صادق فِي طريقه، مخلص ربَانيّ مكاشف، صاحب أحوال ومقامات، وللنّاس فِيهِ عقيدة صالحة.
وتشوَّشَ فأُدخل إِلَى القَيْمُريّة ومرضَ بها.
وتُوُفِّي إِلَى رحمة الله فِي ثالث شوّال، ودُفِن بسفح قاسيون. ومات فِي عشر السّتّين.
527- عليّ بْن الملك الظّاهر [3] عليّ بْن الملك الْعَزِيز بن الظّاهر.
__________
[1] انظر عن (علي بن أبي القاسم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 112، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 103 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والعبر 5/ 329، ومرآة الجنان 4/ 193، وشذرات الذهب 5/ 367، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والنجوم الزاهرة 7/ 353.
[2] تصحّفت هذه النسبة إلى: «الجوزي» في: مرآة الجنان.
[3] انظر عن (علي ابن الملك الظاهر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 014 أ، و 105 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 112، 113، ونهاية الأرب 29/ ورقة 279 ب، والوافي بالوفيات 21/ 339 رقم 222، والسلوك ج 1 ق 3/ 706.

(50/357)


الأمير نور الدّين.
كان شابّا بديع الجمال، تامّ الخلقة، كريما، شجاعا، رئيسا.
تُوُفِّيَ، وأمّه يومئذٍ زَوْجَة البّيْسريّ، فِي شوّال بالقاهرة عن نيَّفٍ وعشرين سنة رحمه الله.
528- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن يوسف.
الأستاذ الشّهير، أبو الْحَسَن الكُتاميّ، الإشبيليّ، النَّحْويّ، المعروف بابن الضّائع، بضاد معجمة وعين مهمَلَة.
أَخَذَ العربيّة عن: أبي عليّ الشّلُوبين.
وكان روضة معارف. حَدَّثَنَا أبو القاسم بْن سهل أنّه قرأ عليه العربيّة، وقرأ عليه طائفة من «التّفريع» لابن الحلّاب. وعرضتُ عليه الفصيح وأشعار السّتّة ودولا من عِلم الكلام وأصول الفِقْه.
قَالَ: وتوفّي، رحمه الله، سنة ثمانين وستّمائة بالأندلس.
529- عليّ بْن محمود [1] بْن حسن بْن نبهان بْن سَند.
علاء الدّين أبو الْحَسَن اليَشكُريّ، ثُمَّ الرَّبعَيّ، الْبَغْدَادِيّ المحتد، الْمصْرِيّ المولد، الدّمشقيّ، الشّاعر المنجّم.
وُلِدَ أَبُوهُ ببغداد فِي سنة ستّ عشرة وخمسمائة، ووُلد هُوَ فِي سنة خمسٍ وتسعين.
وسمع بدمشق من: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وحنبل، والكِنْديّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمود) في: عقود الجمان لابن الشعار 5/ 58، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 103 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 112 رقم 168، والعبر 5/ 329، والسلوك ج 1 ق 3/ 705، وذيل مرآة الزمان 4/ 113- 119، وفوات الوفيات 2/ 170، وعيون التواريخ 21/ 282، والنجوم الزاهرة 7/ 350، وشذرات الذهب 5/ 367، وتذكرة النبيه 1/ 67، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 68، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 226 ب، والوافي بالوفيات 22/ 185، 186 رقم 131.

(50/358)


أَخَذَ عنه أبو مُحَمَّد الدّمياطيّ، وغيره من شِعره.
وتورّع كثير من الطَّلَبة عن الأخذ عَنْهُ لكونه منجّما ساقط العدالة.
وسمع منه: أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وغيره.
قَالَ بعض المؤرّخين: كَانَتْ له اليد الطُّولّى فِي عِلْم الفلك والتّقاويم وعِلْم الأزياج، مع النَّظْم الرّائق، وحُسن الخطّ.
ومن شِعره فِي مظفّر الدّين صاحب صهيون، وله فِيهِ قصائد:
ما لليلي ما له سِحْرُ ... أتراهم مُقلتي سحروا
غدَروا لا ذقْتُ فَقْدهم ... فدموعي بعدهم غُدُرُ
لا أبالي مُذْ كَلِفْتُ بهم ... عذَلَ العُذّالْ أم عذروا
طاعتي فرضٌ لحُكْمهم ... إنْ نهوا فِي الحبّ أو أمروا
هكذا حُكْمُ الهوى أفما ... لك فِي العشّاق معتَبَرُ
مَن عذيري مِن هوى قمرٍ ... بات يحكي حُسْنه القمرُ
ماسَ فِي برد الشّباب كما ... ماس خوط البانة النّضرُ
ريقه ماء الحياة لمن ... ذاقه والشّارب الخضرُ
وكحيل بات يفتك بي ... حين يرنو وهو منكسِرُ
حربي إذ راح مبتسما ... من عقيق حشْوه دُرَرُ [1]
وهي طويلة.
ومات فِي ليلة شريفة، ليلة الجمعة السّابع والعشرين من رمضان بدمشق.
__________
[1] ومن شعره:
أكرمتني وأهنتني متعمّدا ... إني بفعلك ما حييت لراض
فالماء قوت للنفوس وإنه ... ليهان بعد العزّ في الميحاض
والشعر تكرمه الأنام جميعهم ... ويهان بعد الموس والمقراض
وله:
ولما أتاني العاذلون عدمتهم ... وما منهم إلّا للحمى قارض
وقد بهتوا لما رأوني شاحبا ... وقالوا به عين: فقلت: وعارض

(50/359)


530- عليّ بْن محمود [1] .
الحكيم نجم الدّين الدّامغانيّ، الأصطرلابيّ.
كان رأسا فِي علم الرّياضيّ، وتقرَّر فِي رصد مَرَاغة.
مات ببغداد فِي هَذَا العام.
ذكره الظّهير فِي شهر صفر.
531- عُمَر بْن عَبْد الوهّاب [2] بْن خَلَف.
قاضي القضاة صدرُ الدّين ابن قاضي القُضاة تاج الدِّين العَلامي [3] الْمصْرِيّ، الشافعي، المعروف بابن بِنْت الأعز.
ولد سنة خمس وعشرين وستمائة.
وسمع من: الزّكيّ المنذريّ، والرشيد العطّار.
وما أحسبه حدَّث. وولي قضاء الدِّيار المصريّة فِي سنة ثمانٍ وسبعين، وعُزِل فِي رمضان سنة تسعٍ، وكان فقيها، عارفا بالمذهب، يسلك طريقة والده فِي التّحرّي والصّلابة.
تُوُفِّيَ يوم عاشوراء.
وكان يدري العربيّة، وفيه دِين وتعبُّد، ولَديه فضائل.
وكان عظيم الهيبة، وافر الجلالة، عديم المزاح، بارّا بالفقهاء، مؤثرا، متصدّقا. وكان أَبُوهُ يحترمه ويتبَّرك به.
درّس بأماكن.
قَالَ ابن الدّمياطيّ: حدَّث عن المنذريّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمود) في: الوافي بالوفيات 22/ 186 رقم 132.
[2] انظر عن (عمر بن عبد الوهاب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 93 ب، والعبر 5/ 329، 330، ومرآة الجنان 4/ 192، والبداية والنهاية 213/ 297، والسلوك ج 1 ق 3/ 704، 705، وذيل مرآة الزمان 4/ 7119 وعيون التواريخ 21/ 294، 295، والنجوم الزاهرة 7/ 350، وتاريخ ابن الفرات 7/ 239، وتذكرة النبيه 1/ 67، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 67.
[3] في البداية والنهاية: «الغلابي» .

(50/360)


532- عُمَر بن مظفَّر [1] .
الأمير جمال الدّين الهكّاريّ.
من مقدَّمي حلقة دمشق. كان ذا شجاعة ودِين ومُروة، وخيّرا.
استشهد يوم المَصافّ، وقد جاوز الخمسين، رحمه الله.
- حرف القاف-
533- القاسم بْن أبي بَكْر [2] بْن القاسم بْن غنيمة.
العدلُ أمينُ الدّين، أبو مُحَمَّد الإربليّ، الْمُقْرِئ.
وُلِدَ سنة خمسٍ وتسعين، أو قبلها، بإربل.
وروى «صحيح مُسْلِم» عن المؤيِّد الطُّوسيّ بدمشق من غير أصل، فسمع منه: ابن تَيْميّة، وابن أبي الفتح، وابن الوكيل، والمِزّيّ، والبرْزاليّ [3] ، والفقيه عُبَادة، وطائفة سواهم.
سَأَلت أَبَا الحجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: شيخ جليل، قديم المولد، كان يذكر أنّ أَبَاهُ سفّره إِلَى نَيْسابور مع إخوته لذلك. وأنّه سمع «صحيح مُسْلِم» من المؤيِّد، وسمعناه منه اعتمادا على قوله بعد أن سألنا عَنْهُ القاضي شمس الدّين ابن خَلِّكان وغيره، فأثنوا عليه خيرا.
قلت: وحدَّثني الثقة أنّه قَالَ لهم: كان لي فَوْتٌ فِي الكتاب، وأعيد بالقصد على المؤيِّد.
__________
[1] انظر عن (عمر بن مظفّر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 100 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 120.
[2] انظر عن (القاسم بن أبي بكر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 121، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 أ، والعبر 5/ 330، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والمعين في طبقات المحدّثين 216 رقم 2249، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، ودول الإسلام 2/ 184، ومعجم شيوخ الذهبي 434، 435 رقم 635، والنجوم الزاهرة 7/ 353، وشذرات الذهب 5/ 367، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والوافي بالوفيات 24/ 115، 116 رقم 120.
[3] قال البرزالي: سمعت عليه صحيح مسلم بكماله بقراءة شمس الدين ابن أبي الفتح البعلبكي، بإفادة والدي وحضوره.

(50/361)


وحدَّثني أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ أنّ الفخر بْن الْبُخَارِيّ حدّثهم أنّ والد هَذَا الشَّيْخ كان تاجرا إِلَى والده شمس الدّين، وقال له: ما تخلّي ولدك عليّا يرحل معنا ويسمع من المؤيِّد، فلم يفعل أبي. ثُمَّ إنّه سافر بابنه.
وذكر أمين الدّين الإربليّ للجماعة أنّه كان له ثَبَتٌ بسماع الكتاب فذهب منه.
وكان من عدول تحت السّاعة فِي أواخر عُمُره. وقبل ذلك كان تاجرا مشهورا هُوَ وأخوه، ثمّ تضعضع. وكان يُعرف بالمقرئ.
أجاز لي مَرْوِيّاته [1] ، ومات بالعادليّة الكبيرة فِي ثاني جُمَادَى الأول.
وبخطّ القاضي شمس الدّين ابن خَلِّكان: تُوُفِّيَ الشَّيْخ أمين الدّين القاسم الإربليّ التّاجر المعروف بالمقرئ فِي يوم الثّلاثاء ثاني جُمَادَى الأولى، ودُفِن بمقابر الصّوفيَّه. وأخبرني غير مرّة أنّ مولده في سنة أربع وتسعين وخمسمائة بإربل.
تردَّد إِلَى مصر وإلى العجم مِرارًا. وسمع «صحيح مُسْلِم» على المؤيِّد الطّوسيّ.
قَالَ شيخنا ابن أبي الفتح: وبلغني عن قاضي القضاة ابن خَلِّكان أنّه قَالَ: رأيتُ ثَبَتَه «بصحيح مسلم» .
وقال شيخنا شمس الدّين ابن أبي عُمَر: اسمعوا على هَذَا الشَّيْخ «صحيح مسلم» ، فإنّ سماعه صحيح.
قال ابن أبي الفتح: سمع الكتاب فِي أواخر سنة عشر وأوائل سنة إحدى عشرة وكان قد قرأ القرآن وعرف الفرائض، رحمه الله.
- حرف الميم-
534- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى [2] بْن هبة الله بْن الْحَسَن بْن سَنِيّ الدّولة.
__________
[1] معجم شيوخ الذهبي 434.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 93 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 143 رقم 232، والبداية والنهاية 13/ 297، ومرآة الجنان 4/ 192،

(50/362)


قاضي القضاة نجم الدّين أبو بَكْر ابن قاضي القضاة صدر الدّين أبي الْعَبَّاس ابن قاضي القضاة شمس الدّين أبي البركات، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
ناب عن والده فِي القضاء بدمشق، ثُمَّ ولي قضاء القضاة عند كسره التّتار على عين جالوت فبقي سنة، ثُمَّ عُزِل بابن خَلِّكان. ثُمَّ أُسِكن مصر وصودر وتعب.
ثُمَّ ولي قضاء دمشق أيّاما عقِب زوال دولة سُنْقر الأشقر، ولم تتمّ ولايته. وولي قضاء حلب قبل ذلك. وقد درّس بالأمينيّة وعدّة مدارس. وكان موصوفا بجودة النّقل وصحّته وكثرته.
وحدّث عن: أبي القاسم بن صصريّ، وابن باسويه، وغيرها.
ووُلِد سنة ستّ عشرة وستّمائة وكان مشهورا بالصّرامة والهيبة والهمّة العالية والتّحرّي فِي الأحكام.
تُوُفِّيَ فِي ثامن المحرَّم، ودُفِن بسفح قاسيون.
535- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى.
المحدّث، النّاسخ، شَرَفُ الدّين، أبو عَبْد الله بْن المُجِير الْقُرَشِيّ، الدّمشقيّ، الكُتُبيّ.
وُلِدَ فِي ربيع الأوّل سنة عشر وستّمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن صَصْرَى، وأبي عَبْد اللَّه بن الزبيديّ، وجماعة.
__________
[ () ] والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، والوافي بالوفيات 2/ 127- 129 رقم 472، وقضاة دمشق 74، وشذرات الذهب 5/ 367، والعبر 5/ 330، والسلوك ج 1 ق 3/ 204، وذيل مرآة الزمان 4/ 123، وعيون التواريخ 21/ 296، وتاريخ ابن الفرات 7/ 239، والنجوم الزاهرة 7/ 352، وتذكرة النبيه 1/ 66، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 67، والمقفى الكبير 5/ 289 رقم 1866.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 104 أ، والعبر 5/ 331، والوافي بالوفيات 2/ 131 رقم 476، وشذرات الذهب 5/ 368، والمقفى الكبير 5/ 117 رقم 1672، وميزان الاعتدال 3/ 457 رقم 7145، ولسان الميزان 5/ 647 رقم 6977.

(50/363)


وببغداد من: أبي الْحَسَن بْن القَطِيعيّ، والأنجب الحمّاميّ، وابن روزبه، وطائفة.
وبمصر من: مرتضى بْن العفيف، وأقرانه.
وبحلب من: ابن خليل فأكثر، وعن غيره. وكتب الأجزاء والطّباق، وقرأ الكثير. وكان ضعيفا بين المحدّثين، يتّهمونه.
سمع منه: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ، وجماعة من الطَّلَبة، ولم يكن عليه أُنْس الحديث.
وخطّه كثير السّقم مع حُسْنه.
تُوُفِّيَ فِي سادس عشر ذي القعدة سامحه الله.
قَالَ الحافظ سعد الدّين الحارثيّ: كان مزوّرا كذّابا. سمّع لنفسه وزوّر.
536- مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مكتوم [1] بْن أبي الخُشّ [2] .
البَعْلَبَكّيّ.
أديب مُحسن، وشاعر مجوّد، يحفظ «المقامات» . أعاد بأمينيّة بَعْلَبَكّ، وأقرأ النّحْو.
استشهد في أوّل الكهول بحمص [3] .
__________
[1] انظر عن (ابن مكتوم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 142 رقم 7228 والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 0- 1 أ، والسلوك ج 1 ق 3/ 705، وذيل مرآة الزمان 4/ 121، وعيون التواريخ 21/ 295، 296، وتاريخ ابن الفرات 7/ 241، وشذرات الذهب 5/ 368، وتذكرة النبيه 1/ 69، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 69، والوافي بالوفيات 1/ 129 رقم 473، والسحب الوابلة 360 رقم 555، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 30/ 244، 245 رقم 962.
[2] هكذا رسمت في الأصل. وفي المقتفي: «الخشتين» .
[3] وله في فرس كبت براكبها:
فديتك لا تعجب لطرفك إن كبا ... وخامرة ضعف فليس له ذنب
ومن فوقه طود وبحر سماحة ... ومعقل عزّ شامخ كيف لا يكبو
وقال البرزالي:
لم يبلغ الأربعين، وكان فاضلا مشاركا في علوم، مستقلّا بعلم الأدب والنظم، وكان معيدا بالأمينية التي ببعلبكّ وإمامها، وأقرأ النحو بعد شيخه ابن العقيب. وكان يحفظ المقامات

(50/364)


537- مُحَمَّد بْن أشرف [1] بْن مُحَمَّد بْن ذي الفقار.
السّيّد الحسيب، العالم، عِماد الدّين الحَسنيّ، الشّافعيّ.
مدرّس المستنصريّة. ولمّا كبر نزل عَنْهَا لابنه شرف الدّين.
وُلِدَ بمربد سنة 597.
538- مُحَمَّد بْن الْحَسَن [2] بْن سالم بْن نبهان.
الشَّيْخ زين الدّين الحمصيّ، الشّاهد. والد شيخنا البدر بْن الصّوّاف.
تُوُفِّيَ فجأة بحصيرته تحت السّاعات فِي ثالث عشر المحرَّم، وله ثمانٍ وسبعون سنة.
وقد روى عن ابن صبّاح جُزءًا.
539- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن رَزِين [3] بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن نصر الله.
__________
[ () ] ويعرفها، وكثيرا من الأشعار، وقطعة من التاريخ، وعنده حسن محاضرة وديانة وشرف نفس وكثرة قنع وأشعار جيدة.
[1] انظر عن (محمد بن أشرف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 102 أ، وسيعاد باسم (محمد بن ذي الفقار) برقم (541) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 93 ب.
[3] انظر عن (ابن رزين) في: مشيخة ابن جماعة 2/ 488- 490 رقم 570، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 100 ب، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 127 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، والعبر 5/ 331، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والمعين في طبقات المحدّثين 216 رقم 2250، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، وطبقات الشافعية للإسنويّ رقم 548، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 19، (8/ 46) ، والوافي بالوفيات 3/ 18، 19 رقم 879، وكشف الظنون 438، 8/ 12، وهدية العارفين 2/ 133، وديوان الإسلام 2/ 352 رقم 1018، والنجوم الزاهرة 7/ 350، ومعجم المؤلفين 9/ 238، ودول الإسلام 2/ 184، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 478، 479 رقم 449، وتاريخ الخلفاء 484، ومرآة الجنان 4/ 192، 193، والبداية والنهاية 13/ 298، 299، وذيل التقييد 1/ 118 رقم 166، والدليل الشافي 2/ 616، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 138، وشذرات الذهب 5/ 368، والسلوك ج 1 ق 3/ 704، وعيون التواريخ 21/ 296، 297، وتاريخ ابن الفرات 7/ 243، وتذكرة النبيه 1/ 65، والمقفى الكبير 5/ 579 رقم 2122، وذيل مرآة الزمان 4/ 124، وحسن المحاضرة 1/ 417 و 2/ 167.

(50/365)


قاضي القضاة، مفتي الإِسْلَام، تقيُّ الدّين، أبو عَبْد الله العامريّ، الحمويّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّمائة بحماة. وحفظ من «التّنبيه» فِي صِغره. ثُمَّ انتقل عَنْهُ إِلَى «الوسيط» فحفظه كلّه، وحفظ «المفصّل» . كلّه ورحل إِلَى حلب فقرأه على موفّق الدّين ابن يعيش.
ورجع إِلَى حماة، وتصدّر للقراءة والفتوى وله ثمان عشرة سنة، وحفظ «المستصفى» للغزاليّ، وكتابي أبي عَمْرو بْن الحاجب فِي الُأصُول والنحو.
ونظر فِي التّفسير وبرع فِيهِ، وشارك فِي الخلاف والمنطق والبيان والحديث.
وقدِم دمشق سنة نيَّفٍ وثلاثين، وهو من فُضلاء وقته، فلازم الشّيخ تقيّ الدّين ابن الصّلاح، وشرح عليه، وعلّق عَنْهُ. وقرأ القراءات على أبي الْحَسَن السّخاويّ، وسمع منهما، ومن كُريمة.
وأفتى بدمشق هَذِهِ الأيّام، وولي إمامة دار الحديث الأشرفيّة، ثُمَّ ولي وكالة بيت المال فِي الدّولة النّاصريّة وتدريس الشّاميّة الحساميّة، ثُمَّ انتقل إِلَى القاهرة وقت أَخْذ حلب، وولي عدّة جهات فأعاد بمدرسة الشّافعيّ، وظهرت فضائله الباهرة. واشتغلوا عليه فِي أيّام الشَّيْخ عزّ الدّين بْن عَبْد السّلام.
ثُمَّ درّس بالظّاهريّة. ثُمَّ ولي القضاء وتدريس الشّافعيّ، وامتنع من أَخَذَ الجامكيّة على القضاء دِينًا وورعا.
وكان يُقصد بالفتاوى من النّواحي، وتخرَّج به أئمّة، منهم قاضي القضاة بدْر الدّين بْن جماعة، وغيره.
وحدَّث عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن جماعة [1] والمصريّون.
وكان حميد السّيرة، حَسَن الدّيانة، كثير العبادة، كبير القدْر، جميل الذِّكْر، رحمه الله تعالى.
__________
[1] وهو قال عنه: كان معروفا بالدين في أحكامه وولاياته، متّبعا للشريعة في حركاته وسكناته، حسن الأجوبة في الفتاوى، له مكانة في قلوب الناس وجلالة. (المشيخة 2/ 489) .

(50/366)


توفّي في ثالث رجب. وولي القضاء بعده وجيه الدّين البَهْنَسيّ.
540- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن وداعة [1] .
الأمير مجدُ الدّين.
حدَّث بالبعث عن: ابن اللّتّي.
ومات بمصر في ذي القعدة.
541- محمد بْن الْحُسَيْن بْن عتيق [2] بْن الْحُسَيْن بْن رشيق.
الإِمَام، المفتي، عَلَمُ الدّين، أبو عَبْد الله الرَّبَعيّ، الْمصْرِيّ، المالكيّ.
والد شيخا القاضي زين الدّين مُحَمَّد [3] .
سمع من: عليّ بْن المفضّل الحافظ، وابن جُبَيْر البَلَنسيّ، وعبد الله بْن مُجَلّي، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الدّواداريّ، والمصريّون.
وكان موصوفا بالعِلم والعمل والزّهد.
توفّي ليلة الجمعة ثامن ذي الحجّة. ودُفِن بسفح المقطَّم من خمسٍ وثمانين سنة [4] .
542- محمد بن ذي الفقار [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين بن وداعة) في: الوافي بالوفيات 3/ 19 رقم 880، والبداية والنهاية 13/ 299، وفيه «محمد بن أبي علي الحسين بن عيسى بن عبد الله بن رشيق» ، وذيل التقييد 1/ 119، 120 رقم 170، والمقفّى الكبير 5/ 589 رقم 2134، والدليل الشافي 2/ 616.
وقد أضاف محقق ذيل التقييد إلى المصادر كتاب «الدرر الكامنة» ج 3/ 427 رقم 1144، وهو غلط، رغم تشابه الاسم والكنية والمذهب، فالمذكور في الدرر توفي بدمشق سنة 720 هـ. في شهر المحرّم.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين بن عتيق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 105 أ.
[3] توفي 720 هـ. (معجم شيوخ الذهبي 559، 560 رقم 830) .
[4] ووقع في ذيل التقييد 1/ 120 أنه ولد سنة 515 هـ. وهو غلط.
[5] تقدّم في: (محمد بن أشرف بن محمد بن ذي الفقار) برقم (536) .

(50/367)


الصّدر، الإِمَام، عماد الدّين الحَسَنيّ، المرنديّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الشّافعيّ، مدرّس المستنصريّة.
سمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من أبي الْحَسَن القَطِيعيّ، ودرّس وأفاد.
مات فِي شعبان من السّنة، وله أربعٌ وثمانون سنة وشهر. وقيل مُحَمَّد بْن أشرف. تقدَّم.
543- مُحَمَّد بْن عَبْد الأحد [1] بْن شُقَير.
الحرّانيّ الحاجّ. أحد التّجّار المعروفين.
وُجد مقتولا بالشّريعة، وكان قد قدِم فِي تجارة.
544- مُحَمَّد بْن عليّ [2] بْن محمود بْن أَحْمَد.
الحافظ، المحدّث، جمال الدّين، أبو حامد بن الشَّيْخ عَلَم الدّين ابن الصّابونيّ، المحموديّ، شيخ دار الحديث النّوريّة.
وُلِدَ فِي رمضان سنة أربعٍ وستمائة.
وسمع من: أبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وأبي البركات بْن ملاعب، وأبي عَبْد الله بْن البنّاء، وأبي القاسم العطّار، وأبي المحاسن بْن أبي لُقْمة.
ثُمَّ طلب بنفسه وعُني بالحديث، وكتب وقرأ، وصار له فهم ومعرفة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الأحد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 95 أ.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في: معجم شيوخ الدمياطيّ 1/ ورقة 54 ب، ومشيخة ابن جماعة 2/ 506- 508 رقم 61. وذيل مرآة الزمان 4/ 125، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 104 أ، ب، وذيل التقييد 1/ 189، 190 رقم 348، والعبر 5/ 332، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370،. والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2251، وتذكرة الحفاظ 5/ 1464، والإعلام بوفيات الأعلام 283، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، ومرآة الجنان 4/ 193، والوافي بالوفيات 4/ 188، 189 رقم 1730، والسلوك ج 1 ق 3/ 705، والنجوم الزاهرة 7/ 353، وشذرات الذهب 5/ 369، ومعجم المؤلّفين 11/ 62، وعيون التواريخ 21/ 297، وتذكرة النبيه 1/ 70، ودرّة الأسلاك ج 1/ ورقة 68، وفوات الوفيات 4/ 188 رقم 1730، وتوضيح المشتبه 5/ 394، ولسان الميزان 5/ 310 (6/ 395، 396 رقم 7890) ، والدليل الشافي 2/ 657 رقم 2261، وطبقات الحفاظ 508، والدارس 1/ 110، 111، وكشف الظنون 585، 1637، وتاج العروس، مادّة (ص. ب. ن) ، والرسالة المستطرفة 117.

(50/368)


وسمع من: ابن البُنّ، وابن صَصْرى، وهذه الطّبقة، بدمشق، وعبد اللّطيف بْن يوسف، ويحيى بْن الدّامغانيّ، وطائفة بحلب، وأبي عليّ الإوَقيّ [1] ، وغيره بالقدس، وعبد الْعَزِيز بن باقا، وعليّ بْن رحّال، وعليّ بْن مختار، وعليّ بْن جبارة، وعبد الصّمد بْن دَاوُد الغضاريّ، وخلْق بمصر.
وخرّج لغير واحد. وكان صحيح النّقل، مليح الخطّ، حَسَن الأخلاق.
صنَّف مجلَّدًا مفيدا سمّاه «تكملة إكمال الإكمال» ذَيَّل به على «إكمال ابن نُقْطَة» فأفاد وأجاد.
وهو من رفاق ابن الحاجب، والسّيف بْن المجد، وابن الدّخْميسيّ، وابن الجوهريّ فِي الطّلب، فطال عُمُرُه، وعَلَتْ رواياته.
وروى الكثير بمصر ودمشق. وكان من كبار العُدُول ومتميّزيهم.
سمع منه: عُمَر بْن الحاجب، والقدماء.
وروى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وشَرَف الدّين يعقوب الْمُقْرِئ، وجمال الدّين المِّزيّ، وعلاء الدّين ابن العطّار، وعَلَم الدّين الدّواداريّ، وعَلَم الدّين البِرْزاليّ، وبرهان الدّين الذّهبيّ، وجمال الدّين رافع، وقاضي القضاة نجم الدّين ابن صَصْرَى، وطائفة سواهم من المصريّين والشّاميّين.
وكان له إجازة من: عُمَر بْن طَبَرْزَد، والمؤيِّد الطّوسيّ، وطبقتهما.
وقد حصل له تغيّر قبل موته بسنةٍ أو أكثر، واعتراه غَفْلة، وساء حِفْظُه.
وقد أجاز لي مَرْوِيّاته سنة ثلاثٍ وسبعين وستّمائة.
وتُوُفِّي فِي منتصف ذي القعدة، ودُفِن بسفح قاسيون، رحمه الله، وله ستٌّ وسبعون سنة.
قَالَ شيخنا ابن أبي الفتح: اختلط قبل موته بسنة أو أكثر [2] .
__________
[1] هو الحسن بن أحمد بن يوسف الإوقي. توفي سنة 630 هـ. و (الإوقي) : بكسر الهمزة وفتح الواو، ثم قاف مكسورة، تليها ياء النسب. (توضيح المشتبه 1/ 286) .
[2] وقال ابن جماعة: شيخ جليل، حسن الهيئة، من أهل هذا الشأن له معرفة بأسماء الرجال، حسن التخريج، مليح الخطّ، جيّد الضبط، له تعاليق مفيدة وتخريجات حسنة، وكان ثقة ثبتا، سمع الكثير وحصّل الأصول، وكتب بخطّه جملة صالحة من أجزاء الحديث، وهو من

(50/369)


545- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد [1] بْن إلياس ابن الشّيْرجيّ.
الأَنْصَارِيّ، الصّدر، بدْر الدّين، أبو عَبْد الله الدّمشقيّ.
روى عن: أبي القاسم بْن صَصْرى.
ومات فِي جُمَادَى الأولى ودُفِنَ بمقبرة باب الصّغير.
546- مُحَمَّدُ بْن عليّ بْن علوان [2] .
الشَّيْخ، شمس الدّين المِزّيّ، مفسر الرّؤيا.
تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة كهلا، وكان ضريرا كثير التّلاوة، وقد حجَّ، وكان إليه المنتهى فِي تعبير الرّؤيا، بحيث يُضرب به المثل فِي وقته، رحمه اللَّه تَعَالَى.
547- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبْد الوهّاب بْن مناقب بْن أحمد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن حسن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن حُسَيْن بن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المنقذيّ بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن حُسَيْن بْن زين العابدين بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِب.
الشّريف فخرُ الدّين، أبو عَبْد الله العلويّ، الحسينيّ، المُنْقذيّ، الدّمشقيّ، المعدّل.
وُلِدَ سنة ستّمائة أو قبلها. وسمع اليسير حضورا عن عُمَر بْن طَبَرْزَد.
وروى عن حنبل شيئا ثُمَّ انكشف أنّ ذلك خطأ.
وله إجازة من: عين الشّمس الثّقفيّة، وعفيفة الفارقانيّة، وأسعد بْن روح، وزاهر بن أحمد.
__________
[ () ] بيت العلم والمشيخة والتصوف ... وكانت له إجازات كثيرة من أصبهان، ونيسابور، ومرو، وهراة، وهمذان، وبغداد، والموصل وغيرها من البلاد، وكتب الناس عنه قديما.
(المشيخة 2/ 506 و 507) .
[1] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 ب.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن علوان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 105 ب، والوافي بالوفيات 4/ 189 رقم 1731، وذيل مرآة الزمان 4/ 125.
[3] انظر عن (محمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 102 ب، والمقفى الكبير 7/ 67 رقم 3144، ومعجم شيوخ الذهبي 563، 564 رقم 837.

(50/370)


ولم يروِ عن هَؤُلَاء بالسّماع شيئا لأنّ الإجازة ظهرت له بعد موته.
وقد سمع من: درع بْن فارس، ومُكْرم بْن أبي الصّقر.
وكان من شهود تحت السّاعات.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والمِزّيّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
وتُوُفِّي فِي الثالث والعشرين من شعبان.
وروى بالإجازة عن: المؤيد، وغيره.
548- مُحَمَّد بْن محمود [1] بْن أَحْمَد بْن أبي الفوارس.
شمس الدّين الْجَزَريّ، التّاجر.
شيخ معمَّر، ذكر أنّه سمع الكثير من أبي الفرج بْن الجوزيّ وطبقته.
وأنّه ولد بالجزيرة في سنة ثمان وستّين وخمسمائة.
أجاز لأبي عَبْد الله بْن سامة، وأبي الفراء بْن الخبّاز، والبِرْزاليّ.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
549- مُحَمَّد بْن منعة [2] بن مطرّف بْن طريف.
القَنَويّ.
550- مُحَمَّد بْن ميكائيل بْن أَحْمَد بْن راشد.
الإِمَام مجدُ الدّين الْمَوْصِلِيّ، الفَرَضيّ، النَّحْويّ.
استملى على ابن الخبّاز النَّحْويّ كتاب «التّوجيه» فِي العربيّة.
تُوُفِّيَ فِي شوّال عن ثمانٍ وسبعين سنة.
551- مُحَمَّد بْن يعقوب [3] بن أبي الفرج بن عمر بن خطّاب.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 ب.
[2] انظر عن (محمد بن منعة) في: المقتفي للبرزالي 1/ 103 أ.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 ب، و 101 أ، والعبر 5/ 332، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2252، والوافي بالوفيات 5/ 228 رقم

(50/371)


الشَّيْخ المعمّر، مُسْنِد العراق، شهاب الدّين، أبو سعْد بْن أبي الدينة، ويقال ابن أبي الدينيّ البغداديّ.
ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح المنْدائيّ، وابن سُكَيْنة، وحنبل بْن عَبْد الله الرّصافيّ، وأبي عليّ ضياء بن الحريف، والحافظ ابن الأخضر.
ويقال إنّه سمع من أبي الفَرَج بْن الجوزيّ وذلك ممكن لأنّه سمع فِي حياة ابن كُلَيْب من ابن الأخضر، وذلك فِي ذي الحجّة سنة أربعٍ وتسعين.
وقد سمع من المؤمِنة «مُسْنَد ابن عُمَر» على حنبل وأبي الْحَسَن عليّ بْن الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن جابر بسماعهما من ابن الحُصَيْن، وسماعه منهما فِي رجب سنة أربعٍ وتسعين أيضا.
وأجاز له: أبو القاسم البُوصيريّ، والأرتاحيّ، وابن موقا، والخُشُوعيّ.
وقال الظّهير الكازرُونيّ فِي «تاريخه» : قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ. ورأيت جماعة يتّهمونه فِي هَذَا الإضبار، وكان كبيرا.
قلت: وأجاز له يحيى بْن بَوْش، وذاكر بْن كامل، وعبد المنعم بْن كُلَيْب، وعبد الخالق بْن عَبْد الوهّاب بْن الصّابونيّ، وأبو الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن الجوزيّ، وإبراهيم وعبد الله ابنا مُحَمَّد بْن حمدونة، وآخرون.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وأبو العلاء بْن الفَرَضيّ، وأبو سعد عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن نصر الْجِيليّ.
وأجاز لمن أدرك حياته، وعبد الرّزّاق بْن الفُوطيّ المؤرّخ، وجماعة.
وولي مشيخة المستنصريّة.
وتُوُفِّي فِي ثامن عشر رجب.
وقد سمع أخوه عبد الوهّاب من ابن كليب.
__________
[2303،) ] وشذرات الذهب 5/ 368، وتوضيح المشتبه 4/ 24، 83، 338.

(50/372)


552- المسلّم بْن مُحَمَّد [1] بْن المُسَلِّم بْن مكي بن خلف بن المسلم بن أحمد بن محمد بن حصن بن صقر بن عبد الواحد بْن عليّ بْن علّان.
القاضي الجليل، المسند، شمس الدّين، أبو الغنائم ابن علّان القَيْسيّ، الدّمشقيّ، الكاتب.
وُلِدَ سنة أربعٍ وتسعين وخمسمائة. وأجاز له الشَّيْخ أبو طاهر الخُشُوعيّ، وأبو مُحَمَّد بْن عساكر، وأبو سعد عَبْد الله بْن الصّفّار، وعبد الرحيم بْن الشّعريّ، ومنصور ابن الفُرَاويّ، والعماد الكاتب، وعبد اللّطيف ابن شيخ الشّيوخ، وعليّ بْن هُبَل الطّبيب، وعبد القادر الرّهاويّ، وعين الشّمس الثّقفيّة، وضياء الدّين عَبْد الملك الدَّوْلعيّ، وخلق سْواهم.
وسمع «المُسْنَد» من حنبل ورواه ببَعْلَبَكّ وبدمشق، وسمع «تاريخ بغداد» من أبي اليمن الكنديّ، وسمع «الغيلانيّات» و «القطعيّات الأربعة» ، «وسنن أبي داود» ، و «جامع التّرمذيّ» ، و «الزّهد» لابن المبارك، و «الأشربة» للإمام أحمد، وجماعة أجزاء من أبي حفص بن طبرزد. وسمع «صحيح مُسْلِم» من أبي القاسم بن الحَرَسْتانيّ، وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من ابن منْدوَيْه، والعطّار.
وسمع من: والده، ومن: تاج الُأمناء، وزين الُأمناء، وابن ملاعب، والشّيخ العماد، وابن أَبِي لُقمة، وابن البُنّ، وابن صَصْرى، وجماعة.
وسمع من الكِنْديّ أيضا كتاب «الحُجّة» لأبي عليّ الفارسيّ بفوت، وجماعة أجزاء.
__________
[1] انظر عن (المسلم بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 125- 131، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 105 ب، وتذكرة الحفاظ 4/ 1466، ومعجم شيوخ الذهبي 617 رقم 921، والعبر 5/ 332، 333، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2253، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، وذيل التقييد 2/ 287، 288 رقم 1642، والبداية والنهاية 13/ 299، والسلوك ج 1 ق 3/ 705، والنجوم الزاهرة 7/ 353، والدليل الشافي 2/ 734، وشذرات الذهب 5/ 369، وعيون التواريخ 21/ 298، وتذكرة النبيه 1/ 69، 70، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 68، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 254، 255 رقم 1271.

(50/373)


روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ فِي «معجمه» من شِعره، والدّمياطيّ، وأبو الْحُسَيْن اليُونِينيّ، وابن تَيْميّة، والمِزّيّ، وابن العطّار، وابن أبي الفتح، وتقيّ الدّين بْن اليُونينيّ، وسعد الدّين الحارثيّ، وخلْق كثير من كهولنا.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
قَالَ أَحْمَد بْن يُونُس الإربليّ: كان ابن علّان قد ألزم نفسه بتلاوة ختمة كلّ يوم من سنة ثلاثٍ وسبعين إِلَى أن مات، ووقف على آخر فاطر وقضى، رحمه الله تعالى.
وقال قُطْبُ الدّين [1] ، كان من الرّؤساء الكرماء، ولي نظر الدّواوين بدمشق مدّة، وولي نظر الجهات القِبْليّة مدّة، وولي نظر بَعْلَبَكّ، ثُمَّ انفصل عَنْهَا، وترك الخدمة، وأقام بدمشق، ورُتِّب مُسمِعًا بدار الحديث. وله مكارم مشهورة.
قلت: روى «المُسْنَد» ثلاث مرّات، «وصحيح مُسْلِم» ، «وجامع التّرمِذيّ» . وسألت أَبَا الحَجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: شيخ جليل نبيل، من أكبر بيوتات الدمشقيين. سمعنا منه «مُسْنَد أَحْمَد» ، وغير ذلك. وكان من سَرَوات النّاس وأهل المروءات، دائم البِشْر حَسَن الخُلُق، مُحِبًّا لأهل الحديث، سهْلًا فِي الرّواية.
قلت: تُوُفّي فِي الخامس والعشرين مِن ذي الحجّة ودُفِن بسفح قاسيون، وهو جد قاضي القضاة نجم الدّين بْن صَصْرَى لأمّه.
553- مظفَّر بْن أبي السّعادات الْمُبَارَك بْن أَحْمَد.
الشَّيْخ سيف الدّين، أبو النّجيب الْبَغْدَادِيّ.
عاش ثلاثا وثمانين سنة.
روى بالإجازة عن: النّاصر لدين الله.
__________
[1] في ذيل المرآة 4/ 125.

(50/374)


554- مُكثّر بْن غالب [1] .
الأَنْصَاريّ، القاضي كمال الدّين.
تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة، وله نظْمٌ حَسَن.
- حرف النون-
555- نصر الله بْن القمر [2] عُمَر.
الحريريّ، الدّمشقيّ، ناصر الدّين، والد بدْر الدّين، حَمَويّ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى.
556- وفيها تُوُفِّيَ جَدّي عَلَمُ الدّين أبو بَكْر سَنْجَر الْمَوْصِلِيّ كهلا، وخلّف بضعة عشر ألف درهم لأولاده، وأوصى بثلاثمائة درهم حجّة.
- حرف الواو-
- وليُّ الدّين [3] .
الزّاهد. نزيل بيت لِهْيا. اسمه عليّ، تقدَّم.
- حرف الهاء-
557- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد [4] بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن جرير.
القاضي نفيس الدّين أبو القاسم الحارثيّ، الزَّبَدانيّ، قاضي بلده.
سمع جزءا حضورا بالزّبدانيّ من ابن مُلاعب، وكان جليلا، نبيلا، فاضلا، ذا كرم وسُؤدُد. عُرِض عليه قضاء بَعْلَبَكّ، فأبى أن يفارق وطنه وأملاكه.
__________
[1] انظر عن (مكثّر بن غالب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 105 أ.
[2] انظر عن (نصر الله بن القمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 ب.
[3] تقدّم باسم (علي بْن أبي القاسم أَحْمَد بن بدْر) برقم (525) .
[4] انظر عن (هبة الله بن محمد) في: معجم شيوخ الذهبي 633 رقم 946، وذيل مرآة الزمان 4/ 131، 132.

(50/375)


وكان ديِّنًا خيّرا. وسمع «مُسْنَد عَبْد» ، من ابن اللّتّي.
سمع منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطَّلَبَة.
ومات فجأة بدمشق ودُفِن بقاسيون فِي تاسع صفر وله ثلاث وسبعون سنة.
لنا منه إجازة. وكان يدري الرمل، ويعالج بعض الأعيان.
- حرف الياء-
558- يحيى بْن عَبْد الكريم [1] .
الَأجَلّ محيي الدّين ابن الكُوَيَس الكاتب. ناظر الصُّبَيْبَة.
ظريف خليع، معاشر للرؤساء، موصوفا بعمل الأطعمة الفاخرة والضّيافات.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخر بالصُّبَيْبَة ونُقِل إِلَى دمشق.
559- يحيى بْن عَبْد المنعم [2] .
القاضي جمال الدّين الْمصْرِيّ، المعروف بقاضي الغربيّة.
ناب فِي القضاء مدّة، ودرّس مدّة بمشهد الْحُسَيْن، وكان إماما محقّقا، نقّالا للمذهب.
تُوُفِّيَ فِي رجب، وقد قارب الثّمانين، رحمه الله تعالى.
560- يحيى بْن مُحَمَّد [3] بْن إِسْمَاعِيل.
القاضي تاجُ الدّين الإربليّ، الكُرديّ، نائب الحاكم بدمشق لابن الصّائغ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الكريم) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 305، 306.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد المنعم) في: المقتفي للبرزالي 1/ 101 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 133.
[3] انظر عن (يحيى بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 100 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 133.

(50/376)


وقد وُلّي قضاء حمص وقضاء بَعْلَبَكّ، ثُمَّ وُلّي فِي أوائل السّنة قضاء حلب. وباشر مدّة شهرين، ثُمَّ انجفل من التّتار فقدِم حمص. واستشهد يوم المَصَافّ، وقد نيَّف على السّتّين، وكان يكرّر على «الوجيز» للغزاليّ.
561- يوسف بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن قريش.
المولى شمسُ الدّين الْمصْرِيّ.
استشهد على حمص، وقد نيَّف على السّبعين. وكان من كُتّاب الدَّرْج بمصر.
كتب للملك الصّالح نجم الدّين ولمن بعده، وكان وافر الحُرمة، كثير النّعْمة.
562- يوسف بن الْحَسَن بْن يوسف بْن الْحَسَن بْن حُبَيْش.
اللّخْمي، شاعر المغرب، أبو الْحُسَيْن.
مات فِي جُمَادَى الأولى عن ثمانٍ وخمسين سنة.
يروي عن: سهل بْن مالك، وأبي الْحَسَن بْن قطرال.
563- يوسف بْن لؤلؤ [2] .
الأديب بدر الدّين الدّمشقيّ، الشّاعر، له نَظْمٌ يروق وشِعْر يفوق.
وقد مَدَحَ الملك النّاصر والكبار، وسار شِعره. وكان له بيت بالجاروخيّة عاش ثلاثا وسبعين سنة. ومات في شعبان.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 100 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 133.
[2] انظر عن (يوسف بن لؤلؤ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 102 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ 134- 140، وتالي وفيات الأعيان 133، 134، والمختار من تاريخ ابن الجزري 306، ومرآة الجنان 4/ 193، وفوات الوفيات 5/ 368- 383، رقم 597، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 65، والنجوم الزاهرة 7/ 351، 352، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 116 وفيه وفاته سنة 681 هـ.، والعبر 5/ 333، والسلوك ج 1 ق 3/ 705 وفيه: «بدر الدين أبو المحاسن بن يوسف بن لؤلؤ..» وهو غلط: وعيون التواريخ 21/ 287- 292، وتذكرة النبيه 1/ 70، 71، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 69.

(50/377)


وكان أَبُوهُ عتيق بدْر الدّين دُلْدُرُم الياروقيّ.
فَمَنْ شِعره:
أمِن قلم الرَّيْحان فِي خدّه نقط ... وَفِي قدّه من لِين ما تُنْبت الخطُ
بدا منه سطر العيون محقّقٌ ... فَمُثّل خطا لا يماثله خطُّ
وخرّج فِي الخد العِذارّ حواشيا ... على صفحاتٍ منه بالمِسْك تختَطّ
فأشكل لمّا بان فِي الخدّ شكله ... فيا عجبا منه وخيلانه نقط
فيا ليت حظّي منه ( ... ) [1] أو الرضى ... فقد طال فيما بيننا الشَحطْ والسُخْطُ
ت ( ... ) [2] قلبي فِي الخفوق وقرطه ... مُعَلق منه مثل ما علق القرطُ
وشغلوا به عني فعزّ مزاره ... وأغلوا عليَّ السَّوْم فِي الوصل واشتطّوا
وما كنت أدري أنّ غزلان حاجر ... على كلّ لَيْثٍ من ليُوث الورى تسطو
وله:
يا عاذلي فِيهِ قُلْ لي ... عن حبّه كيف أسلو
يمرّ بي كلّ وقت ... وكلما مرَّ يحلو [3]
وله:
وروضة دولابها ... إِلَى الغصون قد شكا
من حين ضاع زهرها ... دار عليه وبكى [4]
وله:
هلُمَّ يا صاح إِلَى روضةٍ ... يجلو بها العاني صدَى همّهِ
نسيمها يعثر فِي ذيله ... وزهرها يضحك في كمّه [5]
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] في الأصل بياض.
[3] البيتان في فوات الوفيات 4/ 378، وذيل المرآة 4/ 135.
[4] البيتان في فوات الوفيات 4/ 378، وفي الأصل: «بكا» ، وهما أيضا في ذيل المرآة 4/ 134، 135.
[5] البيتان في: تذكرة النبيه 1/ 71، وفوات الوفيات 4/ 377، وذيل المرآة 4/ 136.

(50/378)


564- يوسف بْن يعقوب [1] بْن يعيش.
الفقيه العابد، جمال الدّين ابن القُدوة أبي يوسف، شيخ مغارة الْعَزِيز.
وكان شيخنا أبو عليّ الخلّال يَصْحَبه ويخدمه.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
الكنى
565- أبو بَكْر بْن عُمَر [2] بْن يُونُس.
الفقيه، الصّالح، شمسُ الدّين المِزّيّ، الحنفيّ.
سمع «الْبُخَارِيّ» من ابن منْدوَيْه، والشّمس العطّار.
وسمع مسلما من أبي القاسم الحَرَسْتانيّ.
قَالَ أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ: سمعت منه الكتابين.
وسمع من: الدّواداريّ، والمِزّيّ، وابن الخبّاز، والشّيخ أَحْمَد الحنبليّ، وأخوه مجد الدّين، وطائفة.
وتُوُفِّي فِي ثاني شعبان بالقيمازيّة، وله سبْعٌ وثمانون سنة، فإنّه وُلِدَ سنة ثلاثٍ وتسعين بالمِزّة.
566- أبو القاسم بْن مُحَمَّد [3] بْن عُثْمَان بْن مُحَمَّد.
الصّدر، الإِمَام، صفيُّ الدّين التّميميّ، الدّارميّ، البُصْرَويّ، الحنفيّ، والد قاضي القضاة صدر الدّين عليّ الحنفيّ.
ووُلِد ببصرى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. ودرّس بالأمينيّة ببصرى
__________
[1] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 96 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 140، 141.
[2] انظر عن (أبي بكر بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 101 ب، والعبر 5/ 333، وذيل التقييد 2/ 346، 347 رقم 1763، والدليل الشافي 2/ 820 وفيه وفاته 667 هـ.، وشذرات الذهب 5/ 370.
[3] انظر عن (أبي القاسم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 102 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 120 وفيه: «القاسم بن محمد بن عثمان» ، وعيون التواريخ 21/ 300.

(50/379)


دهرا. وكان رئيسا فقيها، عارفا بالمذهب.
تُوُفِّيَ ببُصْرَى فِي شعبان عن سبْعٍ وتسعين سنة.
وفيها وُلِدَ:
بهاء الدّين مُحَمَّد بْن شهاب الدّين أَحْمَد بْن المرجانيّ، وتقيّ الدّين أَحْمَد بن العلم الحرّانيّ ظنّا، وأبو بكر ابن شيخنا الحسام أقش الشّبليّ، ومحتسب الصّالحيّة الشّمس مُحَمَّد بْن عَبْد الهادي، وعبد الرَّحْمَن بْن شيخنا برهان الدّين الإسكندرانيّ، وابن أَخِيهِ أبو المعالي مُحَمَّد بْن أَحْمَد، وعزّ الدّين مُحَمَّد بْن ضياء الدّين إِسْمَاعِيل بْن الحمويّ، وأحمد بْن شيخنا شمس الدِّين مُحَمَّد بْن أبي الفتح الحنبليّ.

(50/380)


ذِكر جماعة انقطع خبرهم فِي هَذَا العام
- حرف الجيم-
567- جوبان بْن مَسْعُود [1] بْن سعد الله.
الأديب البارع، أمينُ الدّين الدُّنَيْسَريّ، القوّاس، التّوزيّ الشّاعر.
من أذكياء بني آدم. وله نظْمٌ فِي الذّرْوة.
وكان حيّا فِي هَذَا الحين. كتب عَنْهُ الوجيه عَبْد الرَّحْمَن السّيبيّ، وغيره.
فَمَنْ شِعره، وقال الجزريّ اسمه رمضان الجوبان:
إذا افترَّ جُنْحُ اللّيل عن مَبْسَمِ الفجرِ ... ولاح به ثغرٌ من الأنْجمُ الزُّهرِ
وفاحت له من عابق الرَّوْضِ نَفحةٌ [2] ... رشفنا به بردَ الرّضابِ من الخمرِ
وعهدي بوجْهِ الأرضِ مبتسما فلِم ... تغرغَر منها الدَّمْع فِي مُقَل العُذْرِ
إذا أرجف [3] الماءَ النّسيمُ لوقتهِ ... كساهُ شعاعُ الشّمسِ دِرْعًا من التِبْرِ
وبحرُ الرّياض الخضر بالزّهر مزبد ... كأنّا به فِي فُلْك مجلسنا نسري
ومن شُهب الكاسات بالنّجم نهتدي ... إذا تاه ساري العقل في لُجَّة السُّكرِ
نصون الحُمَيّا بالقناني وإنّما ... نصون القناني بالحُمَيّا ولا ندري
ولما حكى الرّاووقُ فِي العين شكلَه ... وقد عُلِّق العنقود فِي سالِف الدّهرِ
تذكّر عهدا بالكُرُوم فكلّه ... عيون على أيّام عصر [4] الصّبا تجري
__________
[1] انظر عن (جوبان بن مسعود) في: فوات الوفيات 1/ 303- 309 رقم 110، والوافي بالوفيات 11/ 216- 220 رقم 316، والأعلام 2/ 140، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 86.
[2] في فوات الوفيات: «نكهة» .
[3] في الوافي «رجف» .
[4] في فوات الوفيات: «على أيام عهد» .

(50/381)


عجِبتُ له والرّاحُ تبكي به فلِمْ ... غدتْ بحُباب الكأس باسمة الثّغرِ
إذا ما أتاني كأسُها غير مُتْرَع ... تحقّقتُ عين الشّمس فِي هالة البدر
يناولينها فاترُ اللّحظ [1] أَغْيَدٌ ... فللهِ ذاك الأغْيَد المُخْطَفُ الخصر
ينادمنا نظما ونثرا ولفظه ... ومَبسِمُه يُغني عن النَّظْم والنَّثْرِ
ولم يسقني كأس المدامة دون أن ... سقاني بعينيه كؤوسا من السّحرِ
وقال وفَرط السُّكر يثني لسانه ... إلى غير ما يرضي التّقى وهو لا يدري
ومَن كان لا تحوي ذراعاهُ مِئزري ... فدون الّذي تحوي أنامله خصري
وله من قصيدة:
أبِيت على جمْر الغَضَا متململا ... سليم هوى مُلْقَى وأنت سليمُ
دعاني إليك الحبُّ والقلبُ فارغٌ ... وورْدك عذْبٌ واللّواحظ هِيمُ
أيجمل يا حُلْو الشّمائل أنّني ... أموتُ من البلوى وأنت عليم
لك العمر سلواني ونومي تُوفُيا ... وأكبرُ إثمٍ أن يُهان يتيمُ
يمين بلذّات العتاب وأنّني ... لذو قَسَمٍ لو تسمعون عظيمُ
نُحُولي ووجْديّ والتّهتُّكُ فِي الهوى ... وإتلافُ روحي فِي هواك نعيمُ
ومِن أعجب الأشياء صدُّك والّذي ... يزيل الْجَوَى سهلٌ وأنت كريمُ
وله:
وظبي أنسٍ رآه الظَّبْيُ فاختلست ... لحاظه لمحاتٍ من تلفُّتهِ
وافَيتُه وبكفّي مثل قامتِه لِينًا ... يفوحُ بنشْرٍ مثل نكهتهِ
فحين حيِّيتُه بالبان مندهشا ... والشّمس تخجل من إشراق جبهته
أهوى إِلَى لثْم كفّي حين صافحني ... فملت أطلب شكرا لثْم يمنته
ولاح لي دون أن أدنو شعاعُ سنا ... يُزْري على الشّمس من تضريج وجنته
وله:
وذات رقصٍ ورهجٍ فِي تَمَايُلها ... منيعة الوصل من ضمّ وملتزم
__________
[1] في فوات الوفيات: «يناولنيها مخطّف الخصر» .

(50/382)


بيضاء حمراء مثل الشّمس طَلْعتُها ... سودٌ ذوائبها من أنفع الخدم
لها أبٌ ولها أمٌّ إذا ازدوجا ... جاءت على الفور تبغي الأكل بالنّهمِ
لو أطعمت كلّ ما فِي الأرض ما شبعت ... حَتَّى إذا سُقيتْ عادت إِلَى العدم
وله:
نَفَّش غُصنُ البانِ أذنابَه ... واهتزَّ عند الصُّبح عُجْبًا وفاحْ
وقال مَن فِي الرّوض مثلي وقد ... تُعْزَى إِلَى قدّي قدود الملاحْ [1]
فحدّق الَّنرجِسُ يَهْزأ به ... وقال حقّا قلتَهُ أو مزاحْ
بل أنت بالطّول تحامَقْتَ يا ... مقصوف عدوا بالدّعاوى القِباحْ
قَالَ له البان: أما تستحي ... ما هَذِهِ إلّا عيونٌ وقاحْ
وله:
وثاكلة فارَقَتْ ... ما آلف من رسْمها
تدور على قلبها ... وتبكي على جسمها
ما أدري تُوُفِّيَ الجوبان بعد الثّمانين أو قبلها. ونقل الْجَزَريّ أنّه لم يكن يعرف الخطّ ولا النَّحْو، قَالَ: وكانت كتابته من جهة التّويز فِي غاية القوّة بحيث أنّه استعار من القاضي عماد الدّين مُحَمَّد بْن الشّيرازيّ دَرْجًا بخطّ ابن البوّاب، ونقل ما فِيهِ إِلَى دَرْج بورق التّوز، وألزق التّوز على خشب، وأوقف عليه ابن الشّيرازيّ، فأعجبه وشهد له أنّ فِي بعض حروفه شيئا أقوى من خطّ ابن البوّاب. واشتهر ذلك بدمشق، وبقي النّاس يقصدونه ويتفرّجون عليه.
وكان له ذهْن خارق.
قلت: وقد ذكر فِي ترجمة ابن سبعين أبياتا من شِعره فِي الاتحاد، نسأل الله السّلامة.
__________
[1] في فوات الوفيات 1/ 305 «تعزى إلى غصني قدود الملاح» .

(50/383)


- حرف الحاء-
568- حُسَيْن بْن عليّ بْن ظافر.
الشَّيْخ صفيُّ الدّين الأَنْصَارِيّ، الخزرجيّ، أبو عَبْد الله.
سمع «الجامع» من ابن البنّاء. ومولده بمصر في سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وأجاز للِبْرزاليّ، ولخلْقٍ فِي سنة ثمانين وستّمائة من مكة.
وله زاوية بالقرافة بقرب بركة الحبش. وكان معظّما تزوره الأمراء والوزراء، ويحكون عَنْهُ أحوالا ومكاشفات. وجدّه يكَنى أَبَا المنصور.
- حرف العين-
569- عَبْد الله بْن علي بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن حسن بْن عطيّة.
الإمام ناصر الدّين ابن الأبياريّ، الإسكندريّ، المالكيّ.
وُلِدَ سنة ثلاث عشرة. وسمع من: الصّفْراويّ، وجعفر.
ودرّس وأفتى وتفنّن، وولي القضاء مدّة ثُمَّ عُزِل. وكان ذا دين متين وورع وزُهد وشُهرة.
أجاز للبرزالي.
570- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زُهْرة بْن الْحَسَن بْن زُهْرة.
البدر الحُسَينيّ، الحلبيّ، الشّيعيّ، أبو المحاسن، أخو نقيب الأشراف بحلب عليّ بْن الْحَسَن.
سمع «جزء الوحشيّ» من الإفتخار الهاشميّ.
وُلِدَ فِي حدود سنة خمسٍ وستّمائة. وأجاز للِبرْزاليّ فِي سنة ثمانٍ وسبعين من حلب.
571- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل.
الشَّيْخ زينُ الدّين الشّافعيّ ابن قاضي الكرك.

(50/384)


مولده فِي سنة 595، وسمع من: الفخر بْن عساكر، وغيره.
كتب فِي إجازة ابن عَبْد الحميد فِي سنة ثمانين.
- حرف الميم-
572- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن هبة الله.
الشّيخ موفّق الدّين ابن المُحيي بْن قرناص الخُزاعيّ، الحمويّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ فِي شعبان سنة أربعٍ وستّمائة بحماة.
وأجاز للنّفريّ فِي سنة ثمانٍ وسبعين فذكر تحت خطّه أنّه سمع من الإفتخار الهاشميّ، وابن الأستاذ، وجماعة.
573- مُحَمَّد بْن مبارك [1] بْن مقبل بْن الْحَسَن.
الأديب، الرئيس، جمال الدّين الغسّانيّ، الحمصيّ، الشّاعر، صاحب النَّظْم والنّثْر.
وكان أَبُوهُ وزيرا من أجلاد الشّيعة وغُلاتهم.
وُلِدَ مُحَمَّد فِي يوم عيد الفِطْر سنة سبْعٍ وستّمائة. وأجاز في سنة ثمان وسبعين.
574- ملك شاه بْن أبي الْحَسَن بْن محمود بْن الْحُسَيْن.
بدر الدّين الدّمشقيّ، الحنبليّ، نزيل بَعْلَبَكّ.
وُلِدَ سنة 593، وحجّ خمسا وأربعين حَجّة، وجاور عشرين سنة بمكة.
قَالَ الوجيه النّفريّ: ذكر أنّه سمع جميع «المُسْنَد» من حنبل أجاز فِي سنة 678.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مبارك) في: الوافي بالوفيات 4/ 383 رقم 937

(50/385)


الكنى والألقاب
575- العَزَفيّ [1] صاحب سَبْتَة.
وهو لَقَبٌ له. أبو القاسم محمد ابن صاحب سَبْتَة الفقيه أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد، اللّخْميّ، السّبْتيّ العَزَفيّ.
حكم على بلد سَبْتَة بعد أَبِيهِ فِي سنة 633، فحدّثني أبو الصّفا خليل بْن أَيْبَك الكاتب أنّ الإِمَام أَبَا حيّان حدّثه أنّ أَبَا القاسم هَذَا لم يؤدِّ طاعة لأحدٍ من ملوك المغرب، وساسَ بلده أحسن سياسة بحيث لم يختلف عليه اثنان، ولم يتسمَّ بألقاب الملوك إنّما يُقَالُ الفقيه.
وكان أبيض، رَبْعه، شَيْبَة، شَهْمًا عاقلا، داهية، سائسا لا يدخل سَبْتَة غريب إلّا بضامنٍ، ولا يخرج إلّا بإذن، ولا قتْل ولا قطْع إلّا فِي حدّ. ولا يدخل أحدٌ بلده راكبا.
وكان متواضعا، قريبا، يمرّ فِي الأزقَّة ويسلّم ويسأل العامّة عن أحوالهم ويؤانس صبيانهم ويسألهم عمّا يشتغلون به من علمٍ أو صنعة. بقي الغرباء يرغبون فِي بلده ويشترون به العقار.
وكان عسكره أَهْل بلده قد جعلهم يتعلّمون الرَّمي، وأجرى عليهم رِزقًا، ولهم صنائع.
وكان له مراكب يقاتل فيها. وصاهر بني ( ... ) اجي [2] رؤساء البحر، وكانوا شجعانا أجلادا، فقوي أمره.
حدَّث عن أَبِيهِ. وكان أَبُوهُ عالما بالحديث.
__________
[1] انظر عن (العزفي) في: شرح رقم الحلل 321، والأعلام 6/ 218، 219، ومعجم المؤلّفين 9/ 4 وفيه وفاته سنة 677 هـ.
[2] مضبّبة في الأصل.

(50/386)


وحدَّث أيضا عن: أبي القاسم بْن بَقِيّ، وأبي الرَّبِيع بْن سالم.
كتب إِلَيَّ بالإجازة. وأَلَّف كتابا سمّاه «الدّرّ المنظّم فِي المولد المعظّم» .
وكان يعمل بسَبْتَة المولد بخلاف سائر الأندلس، فإنّه لا يُعمل فيها سوى ميلاد عِيسَى تَبَعًا للنّصارى.
إِلَى أن قَالَ: وله نظْم.
قلت: امتدّت أيّام دولته وشاخ، وبقي إِلَى سنة بضعٍ [1] وسبعين وستّمائة.
576- أبو القاسم بْن أَحْمَد بْن طولون.
المرابغيّ. شيخ معمَّر. ولد قبل سنة تسعين وخمسمائة، وصحِب الشَّيْخ أَبَا الْحَسَن بْن الصّبّاغ، وسمع منه الحديث.
وكتب فِي إجازة ابن عَبْد الحميد. وكان من الصّلحاء المشهورين.
- بنو مرين [2] .
قبيلة كبيرة من عرب المغرب فيهم شجاعة مُفْرطة وإقدام.
كان مُقامهم بالرّيف الجنوبيّ من أرض تازة. ولمّا رأوا ضعف دولة بني عبد المؤمن نزعوا الطّاعة، وتابعوا الغارة واستفحل أمرهم واقتلعوا فاس من الموحّدين واستولوا عليها فِي سنة تسعٍ وثلاثين وستّمائة. فأوّل من قام بالزّعامة منهم أبو بَكْر بْن عَبْد الحقّ بْن محيو بْن حمامة المرينيّ. ثُمَّ سار بعساكره وضايق بني عَبْد المؤمن إِلَى أن مات فِي سنة ثلاثٍ وخمسين، فتملّك بعده أخوه يعقوب بْن عَبْد الحقّ، فقوي أمره، وكثُرت جيوشه، فحاصر أَبَا دبّوس إِلَى أن أَخَذَ منه مَرّاكِش، وزالت أيّام بني عَبْد المؤمن، ثُمَّ إنّه فتح سَبْتَة فِي سنة اثنتين وسبعين ثُمَّ (....) [3] وتملّك بعده ابنه السّلطان يوسف بْن يعقوب ودانت له الُأمم إِلَى أن قتل سنة ستّ وسبعمائة.
__________
[1] في هامش الأصل: «سبع» .
[2] وردت هذه الفائدة في صفحة مستقلة بآخر الأصل.
[3] في الأصل بياض مقدار ثلاثة أرباع السطر.

(50/387)


(بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذه الطبقة من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام الحافظ شمسُ الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقيّ، المتوفى سنة 748 هـ.، رحمه الله تعالى-، وقد أنجز التحقيق خادم العلم وطالبه أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، الحاج الأستاذ الدكتور، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، وعضو الهيئة الاستشارية في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، وضبط النصّ، وعلّق عليه، ووثّق مادّته، وصنع فهارسه، وذلك في منزله بساحة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) بمدينة طرابلس الشام المحروسة، مساء الاثنين، السابع من شهر صفر الخير 1419 هـ. الموافق للأول من حزيران (يونيو) 1998 م. والله المستعان على إنجاز بقيّة هذا الكتاب) .
ويليه الطبقة التاسعة والستون (681- 690 هـ.)

(50/388)