تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري

ذكر من كان يكتب لرسول الله ص
ذكر أن عثمان بْن عفان كان يكتب لَهُ أحيانا، وأحيانا علي بْن أبي طالب، وخالد بْن سعيد، وأبان بْن سعيد، والعلاء بن الحضرمى.
قيل: أول من كتب لَهُ أبي بْن كعب، وَكَانَ إذا غاب أبي كتب لَهُ زيد بْن ثابت.
وكتب لَهُ عبد الله بْن سعد بْن أبي سرح، ثُمَّ ارتد عن الإسلام، ثُمَّ راجع الإسلام يوم فتح مكة.
وكتب لَهُ معاوية بْن أبي سفيان، وحنظلة الأسيدي
. أسماء خيل رسول الله ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوَّلُ فَرَسٍ مَلَكَهُ رَسُولُ الله ص فَرَسٌ ابْتَاعَهُ بِالْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ بِعَشْرِ أَوَاقٍ، وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الأَعْرَابِيَّ الضَّرِسَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ السَّكْبَ، وَكَانَ أَوَّلَ ما غزا عليه أحدا، لَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فَرَسٌ غَيْرُهُ، وَفَرَسٌ لأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، يُقَالُ لَهُ مُلاوِحٌ.
حدثني الحارث، قَالَ: أخبرنا ابن سعد، قَالَ: أخبرنا محمد بْن عمر، قَالَ: سألت محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن المرتجز، فَقَالَ: هو الفرس الذي اشتراه من الأعرابي الذي شهد لَهُ فيه خزيمة بْن ثابت، وَكَانَ الأعرابي من بني مرة.
حدثني الحارث قال: حدثنا ابن سعد، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، قال:
كان لرسول الله ص ثلاثة افراس: لزاز، والظرب، واللخيف،

(3/173)


فاما لزاز فاهداه له المقوقس، واما اللخيف فَأَهْدَاهُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي الْبَرَاءِ، فَأَثَابَهُ عَلَيْهِ فَرَائِضَ مِنْ نِعَمِ بَنِي كِلابٍ، وَأَمَّا الظرب فاهداه له فروه ابن عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ وَأَهْدَى تَمِيمٌ الدَّارِيُّ لِرَسُولِ اللَّهِ فَرَسًا يُقَالُ لَهُ: الْوَرْدُ، فَأَعْطَاهُ عُمَرَ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يَنْبَاع.
وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مَعَ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْخَيْلِ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ اليعسوب
. ذكر أسماء بغال رسول الله ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كانت دلدل بغله النبي ص أَوَّلُ بَغْلَةٍ رُئِيَتْ فِي الإِسْلامِ، أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ وَأَهْدَى لَهُ مَعَهَا حِمَارًا يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَكَانَتِ الْبَغْلَةُ قَدْ بَقِيَتْ حَتَّى كَانَ زَمَنُ مُعَاوِيَةَ.
حدثني الحارث، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال:
أخبرنا معمر، عن الزهري، قَالَ: دلدل أهداها لَهُ فروة بْن عمرو الجذامي.
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
أَهْدَى فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الى النبي ص بَغْلَةً يُقَالُ لَهَا فِضَّةٌ، فَوَهَبَهَا لأَبِي بَكْرٍ، وَحِمَارَهُ يَعْفُورَ، فَنَفَقَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ
. ذكر أسماء ابله ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: كانت

(3/174)


الْقَصْوَاءُ مِنْ نَعَمِ بَنِي الْحُرَيْشِ، ابْتَاعَهَا أَبُو بكر واخرى معها بثمانمائه درهم، وأخذها منه رسول الله ص بأربعمائة، فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى نَفَقَتْ، وَهِيَ الَّتِي هَاجَرَ عليها، وكانت حين قدم رسول الله الْمَدِينَةَ ربَاعِيَّةً، وَكَانَ اسْمُهَا الْقَصْوَاءَ وَالْجَدْعَاءَ وَالْعَضْبَاءَ.
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذئب، عن يحيى بْن يعلى، عن ابن المسيب، قَالَ:
كان اسمها العضباء، وَكَانَ فِي طرف أذنها جدع
. ذكر أسماء لقاح رسول الله ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ابى رافع، قال: كانت لرسول الله ص لِقَاحٌ، وَهِيَ الَّتِي أَغَارَ عَلَيْهَا الْقَوْمَ بِالْغَابَةِ، وَهِيَ عِشْرُونَ لُقْحَةً، وَكَانَتِ الَّتِي يَعِيشُ بِهَا اهل رسول الله ص يُرَاحُ إِلَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ بَقِرْبَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ لَبَنٍ فِيهَا لِقَاحٌ غِزَارٌ: الْحَنَّاءُ، وَالسَّمُرَاءُ، وَالْعِرِّيسُ، وَالسَّعْدِيَّةُ، وَالْبَغُومُ، وَالْيَسِيرَةُ، وَالرَّيَّا.
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُوَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَبْهَانَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: كَانَ عَيْشُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ اللَّبَنَ- أَوْ قَالَتْ أَكْثَرَ عَيْشِنَا- كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ لِقَاحٌ بِالْغَابَةِ كَانَ قَدْ فَرَّقَهَا عَلَى نِسَائِهِ، فَكَانَتْ فِيهَا لِقْحَةٌ تُدْعَى الْعِرِّيسَ، وَكُنَّا مِنْهَا فِيمَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ، وَكَانَتْ لِعَائِشَةَ لِقْحَةٌ تُدْعَى السَّمُرَاءَ غَزِيرَةٌ، لَمْ تَكُنْ كَلِقْحَتِي، فَقَرَّبَ رَاعِيهِنَّ اللِّقَاحَ إِلَى مَرْعًى بِنَاحِيَةِ الْجَوَّانِيَّةِ، فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا فَنُؤْتَى بِهِمَا فَتُحْلَبَانِ، فَتُوجَدُ لِقْحَتُهُ أَغْزَرَ مِنْهُمَا بِمِثْلِ لَبَنِهِمَا أَوْ أَكْثَرَ

(3/175)


حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ لرسول الله ص لَقَائِحُ تَكُونُ بِذِي الْجَدْرِ، وَتَكُونُ بِالْجَمَّاءِ، فَكَانَ لبنها يؤوب إِلَيْنَا، لِقْحَةٌ تُدْعَى مُهْرَةً، أَرْسَلَ بِهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِنْ نَعَمِ بَنِي عُقَيْلٍ وَكَانَتْ غَزِيرَةً، وَكَانَتِ الرَّيَّا وَالشَّقْرَاءُ ابْتَاعَهُمَا بِسُوقِ النَّبَطِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَكَانَتْ بُرْدَةُ، وَالسَّمُرَاءُ، وَالعِرِّيسُ، وَالْيَسِيرَةُ، وَالْحَنَّاءُ، يُحْلَبْنَ وَيُرَاحُ إِلَيْهِ بِلَبَنِهِنَّ كُلَّ ليله، وكان فيها غلام للنبي ص اسْمُهُ يَسَارٌ، فَقَتَلُوهُ
. ذكر أسماء منائح رَسُول الله ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنى زكرياء بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: كَانَتْ منائح رسول الله ص سَبْعًا: عَجْوَةُ، وَزَمْزَمُ، وَسُقْيَا، وَبَرَكَةُ، وَوَرَسَةُ، وَأَطْلالُ، وَأَطْرَافُ.
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَعْدٍ، قال: أخبرنا محمد، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ منائح رسول الله ص سَبْعَ أَعْنُزِ مَنَائِح، يَرْعَاهُنَّ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ
. ذكر أسماء سيوف رسول الله ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بْن عبد الله بْن أبي سبرة، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ

(3/176)


أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قَالَ: أَصَابَ رَسُولُ الله ص مِنْ سِلاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلاثَةَ أَسْيَافٍ: سَيْفًا قَلَعِيًّا، وَسَيْفًا يُدْعَى بَتَّارًا، وَسَيْفًا يُدْعَى الْحَتْفَ، وَكَانَ عِنْدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمُخَذِّمُ وَرَسُوبٌ، أَصَابَهُمَا من الفلس وقيل انه قدم رسول الله ص المدينة ومعه سيفان، يقال لأحدهما: القضيب، شَهِدَ بِهِ بَدْرًا، وَسَيْفُهُ ذُو الْفَقَارِ غَنِمَهُ يَوْمَ بَدْرٍ، كَانَ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ
. ذكر أسماء قسيه ورماحه ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بْن عبد الله بْن أبي سبرة، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قال: أصاب رسول الله ص مِنْ سِلاحِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ ثَلاثَةَ أَرْمَاحٍ وَثَلاثَ قِسِيٍّ: قَوْسُ الرَّوْحَاءِ، وَقَوْسُ شَوْحَطٍ، تُدْعَى الْبَيْضَاءَ، وقوس صفراء تدعى الصفراء من نبع
. ذكر أسماء دروعه ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بْن عبد الله بْن أبي سبرة، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قال: أصاب رسول الله ص مِنْ سِلاحِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ دِرْعَينِ، دِرْعٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدِيَّةُ، وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا فِضَّةٌ.
حَدَّثَنِي الحارث، قال: حدثني ابن سعد، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: رايت على رسول الله ص يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ:

(3/177)


دِرْعَهُ ذَاتُ الْفُضُولِ وَدِرْعَهُ فِضَّةُ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ دِرْعَيْنِ: ذَاتَ الْفُضُولِ وَالسَّعْدِيَّةَ
. ذكر ترسه ص
حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يزيد ابن جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولا يَقُولُ: كَانَ لِرَسُولِ الله ص تُرْسٌ فِيهِ تِمْثَالُ رَأْسِ كَبْشٍ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَانَهُ، فَأَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ أَذْهَبَهُ اللَّهُ عز وجل
. ذكر أسماء رسول الله ص
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- يَعْنِي الْمَسْعُودِيَّ- عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ الله ص نَفْسَهُ أَسْمَاءً، مِنْهَا مَا حَفِظْنَا.
قَالَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَالْمَلْحَمَةِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ- يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، [قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله ص: إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْعَاقِبُ، والماحى] قال الزهري: العاقب: الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ، وَالْمَاحِي:
الَّذِي يَمْحُو الله به الكفر.
حدثنا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ، أَخْبَرَنَا سفيان ابن حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، [عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رسول الله ص: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمَاحِي،

(3/178)


وَالْعَاقِبُ، وَالْحَاشِرُ، الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي قَالَ يَزِيدُ: فَسَأَلْتُ سُفْيَانَ: مَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ: آخر الأنبياء]

ذكر صفه النبي ص
حدثنى ابن المثنى، قال: حدثنى ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نافع بن جبير، [عن على ابن ابى طالب، قال: كان رسول الله ص لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ، ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، مُشْرَبًا وَجْهُهُ الْحُمْرَةَ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ ولا بعده مثله، ص] /.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، [عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ- لَمْ يُسَمِّهِ- أَنَّهُ سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ مُحْتَبٍ بِحِمَالَةِ سَيْفِهِ، فَقَالَ: انْعَتْ لِي نَعْتَ رسول الله ص، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا حُمْرَةً، أَدْعَجَ سَبْطَ الشَّعَرِ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ، سَهْلَ الْخَدَّيْنِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، ذَا وَفْرَةٍ، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، كَانَ لَهُ شَعَرٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ يَجْرِي كَالْقَضِيبِ، لَمْ يَكُنْ فِي إِبْطِهِ وَلا صَدْرِهِ شَعَرٌ غَيْرُهُ، شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ، وَإِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْقَلِعُ مِنْ صَخْرٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلا بِالطَّوِيلِ، وَلا الْعَاجِزِ وَلا اللَّئِيمِ، كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ

(3/179)


اللُّؤْلُؤُ، وَلَرِيحُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، لَمْ أر قبله ولا بعده مثله ص] .
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُقَدَّمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَبُو زُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رسول الله ص بُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ، لَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ، وَلَمْ يكن رسول الله ص بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلا الْقَصِيرِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلا الآدَمِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلا السَّبْطِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: مَا بقي احد راى رسول الله ص غَيْرِي، قَالَ: وَقُلْتُ: أَرَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا

ذكر خاتم النبوة التي كانت به ص
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: قال لي رسول الله ص: يَا أَبَا زَيْدٍ، ادْنُ مِنِّي امْسَحْ ظَهْرِي- وَكَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ- قَالَ: فَمَسَسْتُ ظَهْرَهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ إِصْبَعِي عَلَى الْخَاتَمِ فَغَمَزْتُهَا، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعْرٌ مُجَمَّعٌ كَانَ عَلَى كَتِفَيْهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَضَّاحِ أَبُو الْهَيْثَمِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنِ الْخَاتَمِ الَّتِي كَانَتْ للنبي ص، قَالَ كَانَتْ بَضْعَةٌ نَاشِزَةً

(3/180)


ذكر شجاعته وجوده ص
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ نبى الله ص مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، وَأَسْمَحِ النَّاسِ، وَأَشْجَعِ النَّاسِ، لَقَدْ كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَانْطَلَقَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ تَلَقُّوا رَسُولَ الله ص عَلَى فَرَسٍ عُرْيٍ لأَبِي طَلْحَةَ، مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، وَعَلَيْهِ السَّيْفُ: قَالَ: وَقَدْ كَانَ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، قَالَ:
فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا الناس، لم تراعوا، لم تُرَاعُوا! مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ:
يَا أَبَا طَلْحَةَ، وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، وَقَدْ كَانَ الْفَرَسُ يبطَّأ، فَمَا سَبَقَهُ فَرَسٌ بَعْدَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ انس، قال: كان رسول الله ص أَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ فَخَرَجَ النَّاس قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَبْرَأَ الْفَزَعَ عَلَى فرس لأبي طلحه عرى، ما عليه سرج، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ قَالَ: وَجَدْنَاهُ بَحْرًا- أَوْ قال: وانه لبحر
. ذكر صفه شعره ص وهل كان يخضب أم لا
حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ مُعَاذٌ: وَمَا رَأَيْتُ مِنْ رَجُلٍ قَطُّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أُفَضِّلُهُ عَلَيْه، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، فَقُلْتُ لَهُ من بين اصحابى: ارايت رسول الله ص؟ أَشَيْخًا كَانَ؟ قَالَ:
فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَنْفَقَتِهِ، وَقَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعْرٌ أَبْيَضُ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جحيفه، قال: رايت رسول الله ص عَنْفَقَتُهُ بَيْضَاءُ، قِيلَ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ يَا أَبَا جُحَيْفَةَ؟ قَالَ: أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا

(3/181)


حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: أَخَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: لَمْ يشتد برسول الله الشَّيْبُ، وَلَكِنْ خَضَّبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وخضب عمر بالحناء.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ:
سئل انس: هل خضب رسول الله ص؟ قَالَ: لَمْ يُرَ مِنَ الشَّيْبِ إِلا نَحْوٌ مِنْ تِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ عِشْرِينَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ فِي مُقَدِّمِ لِحْيَتِهِ قَالَ:
إِنَّهُ لَمْ يُشَنْ بِالشَّيْبِ، فَقِيلَ لأَنَسٍ: وَشَيْنٌ هُوَ! قَالَ: كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ، وَلَكِنْ خَضَّبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وخضب عمر بالحناء.
حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنِ الشيب الذى بالنبي ص عِشْرِينَ شَعْرَةً.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن، قال: حدثنا حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنَ الشَّيْبِ إِلا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَهَنَهُ غَطَّاهُنَّ.
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قال: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلَتْ زوج النبي ص فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعَرًا مِنْ شَعَرِ رَسُولِ اللَّهِ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرِ بْنِ الْكُرْدِيِّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رمثه، قال: كان رسول الله ص يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ يَبْلُغُ شَعْرُهُ كَتِفَيْهِ أَوْ مَنْكِبَيْهِ- الشَّكُّ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ

(3/182)


حدثنا ابن الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ- يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ- عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أم هاني، قالت:
رايت رسول الله ص وَلَهُ ضَفَائِرُ أَرْبَعٌ