تاريخ خليفة بن خياط
ولد عُمَر بِمصْر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ
وَمَات بدير سمْعَان سنة إِحْدَى وَمِائَة قَالَ عَبْد الْعَزِيز ولد
سنة تسع وَخمسين قَالَ أَبُو الْيَقظَان ولد فِي مصر سنة إِحْدَى
وَسِتِّينَ وَمَات بدير سمْعَان من أَرض حمص صلى عَلَيْهِ يَزِيد بْن
عَبْد الْملك
بيعَة يَزِيد بْن عَبْد الْملك بُويِعَ يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن
مَرْوَان وَأمه عَاتِكَة بنت يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَفِي سنة إِحْدَى
وَمِائَة دخل يَزِيد بْن الْمُهلب الْبَصْرَة لَيْلَة الْبَدْر فِي شهر
رَمَضَان فحاربه عدي بْن أَرْطَاة وَهُوَ امير الْبَصْرَة
تَسْمِيَة عُمَّال عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز
الْبَصْرَة عدي بْن أَرْطَاة الْفَزارِيّ حَتَّى مَاتَ عُمَر
الْكُوفَة عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب
حَتَّى مَاتَ عُمَر
خُرَاسَان الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي ثمَّ كتب إِلَيْهِ
فاستخلف عَبْد الرَّحْمَن بْن نعيم الغامدي
سجستان الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ ثمَّ ضمهَا إِلَى عَبْد الرَّحْمَن
بْن نعيم وَذَلِكَ سنة مائَة ثمَّ بعث يَزِيد بْن الْمُهلب أَخَاهُ
مدْركا حِين خلع فَمَنعه عَبْد الرَّحْمَن دُخُولهَا حَتَّى قتل يَزِيد
السَّنَد ولاها عدي بْن أَرْطَاة عَبْد الْملك بْن مسمع بْن مَالك بْن
مسمع ثمَّ عَزله وَولى عَمْرو بْن مُسلم الْبَاهِلِيّ حَتَّى مَاتَ
عُمَر
البحران صلت بْن حُرَيْث بعث إِلَى عدي مِنْهَا بخوارج ثمَّ عَزله عدي
وَولى عَبْد الْكَرِيم بن الْمُغيرَة أَظُنهُ باهليا
(1/322)
عمان ولى عدي سعيد بْن مَسْعُود الْمَازِني
ثمَّ ولاها عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز من قبله عَمْرو بْن عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ
الْيَمَامَة زُرَارَة بْن عَبْد الرَّحْمَن
مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله بْن خَالِد بْن أسيد
حَتَّى مَاتَ
الْمَدِينَة أقرّ عَلَيْهَا أَبَا بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن
حزم حَتَّى مَاتَ وَزعم عُثْمَان ابْن عُثْمَان أَن مُحَمَّد بْن قيس
بْن مخرمَة قد تولى الْمَدِينَة لعمر بْن عَبْد الْعَزِيز
الْيمن أقرّ عَلَيْهَا عُرْوَة بْن مُحَمَّد حَتَّى مَاتَ
الجزيرة وأرمينية وأذربيجان ولى عَبْد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن
النُّعْمَان أرمينية ثمَّ ولاها عدي بْن عدي فاستخلف سوَادَة أَبَا
الصَّباح بْن سوَادَة الْكِنْدِيّ عَلَى الجزيرة
الشامات
دمشق عَبْد بْن الحسحاس العذري
الْأُرْدُن عبَادَة بْن نسي الْكِنْدِيّ
فلسطين النَّضر بْن يريم بْن أَبْرَهَة بْن الصَّباح
حمص يَزِيد بْن حُصَيْن السكونِي
قنسرين الْوَلِيد بْن هِشَام بْن الْوَلِيد بْن عقبَة
البلقاء الْحَارِث بْن عَمْرو الطَّائِي
مصر أَيُّوب بْن شُرَحْبِيل بْن أَبْرَهَة بْن الصَّباح
أفريقية عزل عَنها مُحَمَّد بْن يَزِيد وَولى عَبْد اللَّهِ بْن مهَاجر
الْأنْصَارِيّ مولى لَهُم ثمَّ ولى إِسْمَاعِيل بْن عبيد اللَّه مولى
بَنِي مَخْزُوم فَقَدمهَا سنة مائَة فَأسلم عَامَّة البربر فِي
ولَايَته وَكَانَ حسن السِّيرَة حَتَّى مَاتَ عمر
(1/323)
الْقُضَاة
قَضَاء الْبَصْرَة حَدَّثَنَا عَامر بْن حَفْص أَن عُمَر بْن عَبْد
الْعَزِيز كتب إِلَى عدي بْن أَرْطَاة أَن اجْمَعْ نَاسا مِمَّن قبلك
فشاورهم فِي إِيَاس بْن مُعَاوِيَة وَالقَاسِم بْن ربيعَة الجوشني
واستقص أَحدهمَا فَجمع عدي نَاسا فَحلف الْقَاسِم أَن إياسا أعلم
بِالْقضَاءِ وَأصْلح لَهُ مني فولاه عدي
فَحَدثني سهل بْن يُوسُف قَالَ نَا خَالِد الْحذاء قَالَ قَالَ لي
إِيَاس بْن مُعَاوِيَة إِن هَذَا الرجل قد بعث إِلَيّ فَانْطَلَقت
مَعَه فَدخل عَلَى عدي ثمَّ خرج وَمَعَهُ حرسي فَقَالَ أَبِي أَن
يعفيني فَأتى الْمَسْجِد وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ للحرسي قدم
فَمَا قَامَ حَتَّى قضى سبعين قَضِيَّة ثمَّ خرج إِيَاس من الْبَصْرَة
فِي قصَّة كَانَت فولى عدي الْحسن ابْن أَبِي الْحسن
قَضَاء الْكُوفَة الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ
بْن مَسْعُود
قَضَاء الْمَدِينَة أَبُو طوالة واسْمه عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ معمر بْن حزم حَتَّى مَاتَ عُمَر
الْمَوْسِم سنة تسع وَتِسْعين أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن
حزم وَسنة مائَة أَبُو بَكْر أَيْضا
الصائفة فرقها بَين الْوَلِيد بْن هِشَام وَبَين عَمْرو بْن قيس
السكونِي
الشَّرْط يَزِيد بْن بشر بْن يَزِيد بْن بشر الْكَلْبِيّ
كَاتبه لَيْث بْن أَبِي رقية مولى أم الحكم بنت أَبِي سُفْيَان
الْخراج والجند صَالح بْن جُبَير الغداني
(1/324)
خَاتِمَة نعيم بْن سَلامَة
الحرس ابْن أَبِي عَيَّاش الْأَلْهَانِي ثمَّ عَزله وَولى عُمَر بْن
المُهَاجر مولى الْأَنْصَار
حَاجِبه حُبَيْش مَوْلَاهُ
وَفِي خلَافَة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز مَاتَ مُحَمَّد بْن جُبَير
بْن مطعم وَالقَاسِم بْن مخيمرة همداني وَعِيسَى بْن طَلْحَة بْن عبيد
اللَّه وعلقمة بْن عَبْد اللَّهِ الْمُزنِيّ وَأَبُو الضُّحَى مُسلم
بْن صبيح وَعبد اللَّه بْن مرّة همذاني من أهل الْكُوفَة وَالْحسن بْن
مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة ويوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سَلام وَأَبُو
الطُّفَيْل عَامر بْن وائلة أدْرك عُمَر وَفِي سنة إِحْدَى وَمِائَة
مَاتَ مقسم مولى عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث وفيهَا أَيْضا مَاتَ
ذكْوَان أَبُو صَالح وَمُحَمّد بْن مَرْوَان بْن الحكم وَعبد اللَّه
بْن رَافع بْن خديج وفيهَا جمع يَزِيد بْن عَبْد الْملك لمسلمة بْن
عَبْد الْملك الْعرَاق وَأمره بمحاربة يَزِيد ابْن الْمُهلب
وَأقَام الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري
سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة
فِيهَا قتل يَزِيد بْن الْمُهلب يَوْم الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة
خلت من صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة وَفِي صفر من سنة اثْنَتَيْنِ
وَمِائَة أَيْضا قتل مُعَاوِيَة بْن يَزِيد عدي بْن أَرْطَاة
وَالقَاسِم بْن مُسلم مولى بَنِي غبر وَهُوَ أَبُو روح وَهِشَام ابْني
الْقَاسِم فَحَدثني شهَاب قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ شهِدت دَار الْإِمَارَة بواسط يَوْم جَاءَ
قتل يَزِيد بْن الْمُهلب وَمُعَاوِيَة بْن يَزِيد قَاعد فَأتي بعدِي بن
ارطاة
(1/325)
وَابْنه مُحَمَّد بْن عدي وَمَالك وَعبد
الْملك ابْني مسمع وَالقَاسِم بْن مُسلم وَعبد اللَّه بْن عُمَر النصري
فَضرب أعَناقهم
وفيهَا أغزى يَزِيد بْن أَبِي مُسلم وَهُوَ بأفريقية مُحَمَّد بْن
أَوْس الْأنْصَارِيّ فِي الْبَحْر صقلية من بِلَاد الْمغرب وأغزى مَعَه
النَّاس فغنم وَسلم
مقتل يَزِيد بْن أَبِي مُسلم وفيهَا وثب الْجند عَلَى يَزِيد بْن أَبِي
مُسلم فَقَتَلُوهُ
فَحَدثني أَبُو الْيَقظَان عَن الوضاح بْن خَيْثَمَة قَالَ حَدَّثَنِي
دَاوُد بْن أَبِي هِنْد قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يَزِيد
الْأنْصَارِيّ قَالَ بَعَثَنِي عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز حِين ولي
فأخرجت من فِي السجون من حبس سُلَيْمَان مَا خلا يَزِيد بْن أَبِي
مُسلم فَنَذر دمي فَلَمَّا مَاتَ عُمَر ولاه يَزِيد بْن عَبْد الْملك
أفريقية وَأَنا بهَا فَأخذت فَأتي بِي فِي شهر رَمَضَان عَند اللَّيْل
فَقَالَ مُحَمَّد بْن يَزِيد قلت نعم قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أمكن
مِنْك بِلَا عهد وَلَا عقد فطال مَا سَأَلت اللَّه أَن يمكنني مِنْك
قلت وَأَنا طَال مَا سَأَلت اللَّه أَن يعيذني مِنْك قَالَ فوَاللَّه
مَا أَعَاذَك اللَّه مني وَالله لَو أَن ملك الْمَوْت سابقني إِلَيْك
لسبقته قَالَ وأقيمت الْمغرب قَالَ فصلى رَكْعَة فثار بِهِ الْجند
فَقَتَلُوهُ وَقَالُوا خُذ أَي الطَّرِيق شِئْت
قَالَ أَبُو خَالِد فقفل مُحَمَّد بْن يَزِيد من غزاته وَقد قتل يَزِيد
بْن أَبِي مُسلم فَكتب إِلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك يُخبرهُ فَكتب
يَزِيد إِلَى بشر بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ وَهُوَ عاملة عَلَى مصر
بولايته فَقدم بشر أفريقية فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة
وَفِي هَذِهِ السّنة بعث مسلمة بْن عَبْد الْملك هِلَال بْن أحوز
الْمَازِني إِلَى قندابيل فِي طلب أهل الْمُهلب فَالْتَقوا فَقتل
الْمفضل بْن الْمُهلب وَانْهَزَمَ النَّاس وَقتل هِلَال نَاسا من ولد
الْمُهلب وَلم يفتش النِّسَاء وَلم يعرض لَهُنَّ وَبعث بالعيال
وَالْأسَارَى إِلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك
(1/326)
فَحَدثني حَاتِم بْن مُسلم قَالَ لما
دخلُوا عَلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك قَامَ كثير بْن أَبِي جُمُعَة
الَّذِي يُقَال لَهُ كثير عزة فَقَالَ ... حَلِيم إِذا مَا نَالَ عاقب
مُجملا أَشد الْعقَاب أَو عَفا لم يشرب ...
... فعفوا أَمِير الْمُؤمنِينَ وحسبة فَمَا تحتسب من صَالح لَك يكْتب
...
... أساؤوا فَإِن تغْفر فَإنَّك قَادر وَأعظم حلم حسبَة حلم مغضب ...
... نفتهم قُرَيْش عَن أباطح مَكَّة وَذُو يمن بالمشرفي المشطب ...
فَقَالَ يزِيد لاطت بك الرَّحِم لَا سَبِيل إِلَى ذَلِكَ من كَانَ لَهُ
قبل آل الْمُهلب دم فَليقمْ فدفعهم إِلَيْهِم حَتَّى قتل نَحوا من
ثَمَانِينَ
وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة بعث مسلمة بْن عَبْد الْملك سعيد بْن
عَبْد الْعَزِيز عَلَى خُرَاسَان فغزا فَلم يظفر بشئ وقاتله الصغد
فَقتل رجال من بَنِي تَمِيم مِنْهُم الْمُغيرَة بْن حبناء وَشعْبَة بْن
ظهير النَّهْشَلِي وَعبد اللَّه بْن زُهَيْر الْعَدوي وَيُقَال هَذَا
فِي سنة ثَلَاث وَمِائَة
وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فَافْتتحَ دبسة
من أَرض الرّوم
وَأقَام الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري
وَفِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة أَو أول سنة ثَلَاث وَمِائَة عزل
مسلمة بْن عَبْد الْملك عَن الْعرَاق
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّه بْن
مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو
(1/327)
الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمع يَزِيد
بْن عَبْد الْملك لِأَخِيهِ مسلمة الْعرَاق سنة إِحْدَى وَمِائَة فِي
أَخّرهَا أَو فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة وعزله آخر سنة أَو أول
سنة ثَلَاث وَمِائَة فَكَانَ عَلَى شَرط مسلمة بِالْكُوفَةِ قطن بْن
حَبَّة الْكَلْبِيّ وعَلى شَرط الْكُوفَة الْعُرْيَان بْن الْهَيْثَم
بْن الْأسود النَّخعِيّ وعَلى شَرط الْبَصْرَة عَبْد الرَّحْمَن بْن
سليم الْكَلْبِيّ
سنة ثَلَاث وَمِائَة
فِيهَا جمع يَزِيد بْن عَبْد الْملك الْعرَاق لعمر بْن هُبَيْرَة
الْفَزارِيّ فعزل عَبْد الْعَزِيز ابْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي
الْعَاصِ وَولى سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي فكفرت الصغد وَسَارُوا
بِأَهَالِيِهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَسَار إِلَيْهِم سعيد بْن عَمْرو
الْحَرَشِي فَسَأَلُوهُ الصُّلْح عَلَى أَن يرجِعوا إِلَى بِلَادهمْ
ويؤدوا الْجِزْيَة فَخرج بَعضهم وَبَقِي بَعضهم ثمَّ خَرجُوا عَلَى
النَّاس يضربونهم يَمِينا وَشمَالًا فَقَتلهُمْ سعيد عَن آخِرهم وسبى
ذَرَارِيهمْ وفيهَا غزا مُعَلّق بْن صفار البهراني أرمينية
قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء قَالَ لقِيت الخزر مُعَلّق بْن
صفار بمرج الْحِجَارَة فأصيب من الْمُسلمين جمَاعَة وَذَلِكَ فِي شهر
رَمَضَان من سنة ثَلَاث وَمِائَة وكلب الشتَاء وَاسْتولى الخزر عَلَى
الْعَسْكَر
وَمُحَمّد بْن مَرْوَان الصائفة الْكُبْرَى وَعُثْمَان بْن حَيَّان
الصائفة الصُّغْرَى وفيهَا غزا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد أَرض الرّوم
وَأقَام الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري
وفيهَا فِي الْمحرم أغزى بشر بْن صَفْوَان يَزِيد بْن مَسْرُوق
الْيحصبِي سردانية من أَرض الْمغرب فغنم وَسلم
(1/328)
وَفِي سنة ثَلَاث وَمِائَة مَاتَ يحيى بْن
وثاب مولى بَنِي أَسد من أهل الْكُوفَة وَمصْعَب ابْن سعد بْن مَالك
وَعَطَاء بْن يسَار مولى مَيْمُونَة وَعبد الْعَزِيز بْن حَاتِم بْن
النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ بأرمينية وفيهَا ولد يَزِيد بن زُرَيْع
سنة أَربع وَمِائَة
ولَايَة الْجراح عَلَى أرمينية وَفتح بلنجر
وفيهَا عزل يَزِيد بْن عَبْد الْملك مُعَلّق بْن صفار عَن أرمينية
وولاها الْجراح بن عبد الله الْحكمِي فغزا الْجراح فَافْتتحَ بلنجر
يَوْم الْأَحَد لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَمِائَة ثمَّ
لَقِي الْجراح ابْن خاقَان دون الْبَاب فرسخين على نهر أران
فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَانْهَزَمَ ابْن خاقَان وتبعهم
الْمُسلمُونَ يَقْتُلُونَهُمْ فَقتلُوا جمعا كثيرا وَسبوا
فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي الْبَراء النميري قَالَ سَأَلَ
أَهلهَا الْجراح الصُّلْح عَلَى أَن يحولوهم وينزلهم رستاق حيزان
فحولهم ثمَّ سَار إِلَى رستاق يزعو فَأَقَامَ أَيَّامًا وسألوه
الصُّلْح عَلَى أَن يحولهم إِلَى رستاق فيلة
قَالَ أَبُو برَاء أَخْبرنِي سوَادَة وَكَانَ شَيخا صَدُوقًا قَالَ
كُنَّا مَعَ الْجراح ببلنجر فَخرج رجل من الْمُسلمين فَقَالَ من يشري
لله نَفسه فأجابته جمَاعَة مَا بلغت عدتهمْ ثَلَاثِينَ رجلا فكسروا
جفون سيوفهم وشدوا عَلَى عجل الربض فأجلوا الرِّجَال عَنها وَأخذُوا
عجلة وَكَانَت الْعجل مَوْصُولَة بَعْضهَا بِبَعْض فَلَمَّا انحدرت
العجلة تبعها بَقِيَّة الْعجل حَتَّى صَارَت كلهَا فِي عَسْكَر
الْمُسلمين وَهِي نَحْو من ثَلَاث مائَة عجلة ثمَّ شدوا عَلَى أهل
بلنجر فَخرج الْقَوْم من الْبَاب وأفلت صَاحب بلنجر على ظهر
(1/329)
برذونه وَاسْتولى الْجراح عَلَى بلنجر ثمَّ
سَار الْجراح إِلَى الأتراك وهم أَرْبَعُونَ أهل بَيت فَسَأَلُوهُ
الْمُوَادَعَة عَلَى أَن يَكُونُوا مَعَه عَلَى الخزر فَقبل ذَلِكَ
مِنْهُم وَسَار إِلَى ورثان
وفيهَا غزا عُثْمَان بْن حَيَّان المري وَعبد الرَّحْمَن بْن سليم
الْكَلْبِيّ فَنزلَا على سسره فاففتحاها وَفتح عُثْمَان قيصرة حصنا من
حصون الرّوم
وفيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان وَهُوَ وَالِي أفريقية عَمْرو بْن فاتك
الْكَلْبِيّ فِي الْبَحْر فغنم وَسلم وَذَلِكَ سنة أَربع وَمِائَة
وَأقَام الْحَج عَبْد الْوَاحِد بْن عَبْد اللَّهِ النصري نصر بْن
مُعَاوِيَة وَفِي سنة أَربع وَمِائَة مَاتَ سُلَيْمَان بْن يسَار مولى
مَيْمُونَة وَيحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِب بْن أَبِي بلتعة
وَمُجاهد بْن جبر وَأَبُو معبد مولى ابْن عَبَّاس وَأَبُو قلَابَة
الْجرْمِي وعامر بْن سعد بْن مَالك وَيزِيد بْن الْأَصَم
وَحَدَّثَنِي حَاتِم بْن مُسلم عَن عُثْمَان بْن موهب قَالَ مَاتَ
الشّعبِيّ ومُوسَى بْن طَلْحَة ابْن عبيد اللَّه وَأَبُو بردة بْن
أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي جُمُعَة آخر سنة ثَلَاث وَمِائَة أَو
فِي أول أَربع وَمِائَة قَالَ أَبُو نعيم مَاتُوا سنة أَربع وَمِائَة
وَفِي خلَافَة يَزِيد بْن عَبْد الْملك مَاتَ عِكْرِمَة بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بن هِشَام
(1/330)
سنة خمس وَمِائَة
وفيهَا زحف جَابَان فِي جمع كثير من التّرْك نَحْو أرمينية وزحف
الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فَالْتَقوا بِموضع يُقَال لَهُ
الزم بَين الْكر والرس فِي شهر رَمَضَان فَاقْتَتلُوا أَيَّامًا ثمَّ
هزم اللَّه الْمُشْركين
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْبَراء حَدَّثَنِي مَالك بْن أدهم
قَالَ كُنَّا مَعَ الْجراح فقاتلناهم حَتَّى حجز اللَّيْل بَيْننَا فتح
اللَّه عَلَى الْمُسلمين
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ اللان
حَتَّى أَتَى مَدَائِن من وَرَاء بلنجر فَافْتتحَ بَعْضهَا وَأجلى
بَعْضًا وَقتل وغنم وَذَلِكَ سنة خمس وَمِائَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ
وفيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد عَلَى الصائفة الْيُمْنَى فَافْتتحَ
مَدِينَة من ارْض الرّوم من نَاحيَة عنج
وَفَاة يزِيد بْن عَبْد الْملك وَفِي سنة خمس وَمِائَة مَاتَ يَزِيد
بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
فَحَدثني الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه
بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَغَيرهم أَن يَزِيد بْن عَبْد الْملك أمه
عَاتِكَة بنت يَزِيد بْن مُعَاوِيَة ولد بِدِمَشْق سنة إِحْدَى أَو
اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمَات بإربد من بِلَاد البلقاء يَوْم الْجُمُعَة
لخمس بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة صلى عَلَيْهِ أَخُوهُ هِشَام
بْن عَبْد الْملك وَهُوَ ابْن أَربع أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَت
ولَايَته أَربع سِنِين وشهرا قَالَ جرير
(1/331)
.. سربلت سربال ملك غير مغتصب قبل
الثَّلَاثِينَ إِن الْملك مؤتشب ...
بيعَة هِشَام بن عبد الْملك وبويع هِشَام بْن عَبْد الْملك وَأمه أم
هِشَام بنت إِسْمَاعِيل بْن هِشَام المَخْزُومِي
تَسْمِيَة عُمَّال يَزِيد بْن عَبْد الْملك الْمَدِينَة عزل عَنها
أَبَا بَكْر بْن حزم وولاها عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس
الفِهري سنة إِحْدَى وَمِائَة ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الْوَاحِد بْن
عَبْد اللَّهِ من بَنِي نصر بْن مُعَاوِيَة سنة أَربع وَمِائَة فَلم
يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ
مَكَّة عزل عَنها عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن
أسيد فَضمهَا مَعَ الطَّائِف إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك
بْن قيس سنة ثَلَاث وَمِائَة ثمَّ عَزله وَضمّهَا مَعَ الطَّائِف إِلَى
عَبْد الْوَاحِد بْن عَبْد اللَّهِ النصري سنة أَربع حَتَّى مَاتَ
يَزِيد
الْيمن أقرّ عَلَيْهَا عُرْوَة بْن مُحَمَّد
الْبَصْرَة خلع يَزِيد بْن الْمُهلب فَقدم الْبَصْرَة لَيْلَة الْقدر
من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَمِائَة وَبهَا عدي بْن أَرْطَاة فَظهر
عَلَيْهَا يَزِيد فحبسه ثمَّ سَار إِلَى وَاسِط واستخلف عَلَى
الْبَصْرَة أَخَاهُ مَرْوَان بْن الْمُهلب فَلَمَّا قتل يَزِيد
وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ فِي صفر تراضى أهل الْبَصْرَة بشبيب
الْمَازِني أَبِي عِيسَى بْن شبيب ثمَّ قدم مسلمة بْن عَبْد الْملك
وَهُوَ عَلَى الْعرَاق عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ مسلحة
ثمَّ ولى مسلمة عَبْد الْملك بْن بشر بْن مَرْوَان ثمَّ ولى يَزِيد بْن
عَبْد الْملك عُمَر بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ الْعرَاق فَقدم سنة
ثَلَاث وَمِائَة فولى الْبَصْرَة سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي ثمَّ حسان
بن عبد
(1/332)
الرَّحْمَن بْن مَسْعُود الْفَزارِيّ من
أهل دمشق ثمَّ فراس بْن سمي الْفَزارِيّ وَهُوَ زوج أم عُمَر بْن
هُبَيْرَة حَتَّى مَاتَ يَزِيد
الْكُوفَة مَاتَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَعَلَيْهَا عَبْد الحميد
بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب فأقره يَزِيد بْن عَبْد
الْملك ثمَّ عَزله مسلمة بْن عَبْد الْملك وَهُوَ وَالِي الْعرَاق
وولاها مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أَبِي معيط
ثمَّ عَزله أبن هُبَيْرَة سنة ثَلَاث وَمِائَة وَولى الصعر بْن عَبْد
اللَّهِ من مرّة غطفان حَتَّى مَاتَ يَزِيد بْن عَبْد الْملك
خُرَاسَان كَانَ بهَا عَبْد الرَّحْمَن بْن نعيم الغامدي فَلَمَّا خلع
يَزِيد بْن الْمُهلب بعث أَخَاهُ مدْركا فَمَنعه عَبْد الرَّحْمَن من
الدُّخُول فَلَمَّا قدم مسلمة عَلَى الْعرَاق بعث سعيد بْن عَبْد
الْعَزِيز بْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ فأقره ابْن
هُبَيْرَة ثمَّ عَزله وَولى سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي سنة ثَلَاث
وَمِائَة ثمَّ عَزله وَولى مُسلم بْن سعيد بْن أسلم بْن زرْعَة
الْكلابِي سنة أَربع وَمِائَة
سجستان ولاها يَزِيد بْن عَبْد الْملك الْقَعْقَاع بْن سُوَيْد من
بَنِي منقر بْن عبيد من أهل الْكُوفَة فَعَزله ابْن هُبَيْرَة وَولى
السيال بْن الْمُنْذر بْن عَوْف بْن النُّعْمَان
السَّنَد مَاتَ عُمَر وَعَلَيْهَا عَمْرو بْن مُسلم ثمَّ ولاها يَزِيد
بْن الْمُهلب فلَانا الشَّيْبَانِيّ حِين غلب عَلَى الْبَصْرَة يَزِيد
بْن وداع بْن حميد الْأَزْدِيّ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى قدم
عَلَيْهَا هِلَال بْن أحوز من قبل مسلمة بْن عَبْد الْملك وَذَلِكَ سنة
اثْنَتَيْنِ وَمِائَة ثمَّ ولاها ابْن هُبَيْرَة سنة ثَلَاث وَمِائَة
عبيد اللَّه بْن عَلِيّ السّلمِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد الحميد بْن
عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان حَتَّى مَاتَ يَزِيد بْن عَبْد الْملك
البحران واليمامة رد عَلَيْهَا إِبْرَاهِيم بْن عَرَبِيّ
أرمينية ولاها يَزِيد بْن عَبْد الْملك مُعَلّق بْن صفار بْن فلحس بْن
جنب الْجمار بْن موقد النَّار البهراني من أهل حمص سنة ثَلَاث وَمِائَة
ثمَّ عَزله سنة أَربع وَمِائَة وَولى الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ
الْحكمِي
(1/333)
الجزيرة فَايِد بْن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ
والعرس بْن قيس بْن شُعْبَة بْن الأرقم الْكِنْدِيّ
أفريقية يَزِيد بْن أَبِي مُسلم فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَمِائَة
فَقتل بهَا فولى يَزِيد بْن عَبْد الْملك بشر بْن صَفْوَان سنة
اثْنَتَيْنِ وَمِائَة ثمَّ خرج بشر وافدا إِلَى يَزِيد بْن عَبْد
الْملك واستخلف يحيى بْن ماعصة الْكَلْبِيّ سنة خمس وَمِائَة فَقدم
وَقد مَاتَ يَزِيد
مصر بشر بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ ثمَّ ولاه أفريقية
الْقُضَاة
قَضَاء الْبَصْرَة ولى مسلمة بْن عَبْد الْملك الْبَصْرَة عَبْد الْملك
بْن بشر بْن مَرْوَان فاستقضى عَبْد الْملك بْن بشر النَّضر بْن أنس
بْن مَالك ثمَّ ولى مسلمة بْن عَبْد الْملك مُوسَى ابْن أنس بْن مَالك
سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة ثمَّ قدم ابْن هُبَيْرَة فولى عَبْد الْملك
بْن يعلى سنة ثَلَاث وَمِائَة
الْكُوفَة أقرّ عَلَيْهَا الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد
اللَّهِ بْن مَسْعُود ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث واستقضى الْحُسَيْن بْن
الْحسن الْكِنْدِيّ
الْمَدِينَة ولاها يَزِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس
فاستقضى مسلمة بْن عَبْد اللَّهِ بْن سَلمَة المَخْزُومِي ثمَّ ولي
الْبَصْرَة سنة أَربع فاستقضى عَبْد الْوَاحِد ابْن عَبْد اللَّهِ
النصري سعد بْن إِبْرَاهِيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ثمَّ
عَزله وَولى سعيد بْن سُلَيْمَان بْن زيد بْن ثَابت حَتَّى مَاتَ يزِيد
(1/334)
الْمَوْسِم سنة إِحْدَى واثنتين وَثَلَاث
وَمِائَة عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري وَسنة أَربع
عَبْد الْوَاحِد النصري
الصائفة عَبْد الرَّحْمَن بْن سليم الْكَلْبِيّ حَتَّى مَاتَ يَزِيد
الشَّرْط كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي حَتَّى مَاتَ
الْخراج والجند والرسائل صَالح بْن جُبَير الغداني ثمَّ عَزله وَولى
أُسَامَة بْن زيد مولى لأهل الْيمن
الْخَاتم والخزائن وبيوت الْأَمْوَال مطير مَوْلَاهُ قَالَ حَاتِم بْن
مُسلم عَلَى الْخَاتم أُسَامَة بْن زيد
الحرس غيلَان ختن أَبِي معَن قَالَ حَاتِم وعَلى الحرس أَبُو مَالك
السكْسكِي
حَاجِبه خَالِد مَوْلَاهُ
ولَايَة ابْن هُبَيْرَة عَلَى الْعرَاق وَمن كَانَ عَلَى شَرطه وَكتابه
حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه والوليد بْن
هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَغَيرهم قَالُوا جمعت الْعرَاق لعمر بْن
هُبَيْرَة الْفَزارِيّ سنة ثَلَاث وَمِائَة من أَولهَا فَكَانَ عَلَى
شَرطه بواسط سُوَيْد المري أَبُو زِيَاد بْن سُوَيْد وحوثرة بْن
سُهَيْل الْبَاهِلِيّ وعَلى شَرطه بِالْكُوفَةِ مُحَمَّد بْن مَنْظُور
الْأَسدي وعَلى شَرطه بِالْبَصْرَةِ ابْن رياط وكاتبه رجل من أهل
الشَّام يُقَال عُثْمَان وَسعد بْن عَطِيَّة مَاتَ ابْن هُبَيْرَة
وَهُوَ ابْن نَيف وَخمسين سنة
فِي ولَايَة ابْن هُبَيْرَة مَاتَ سعد بْن عُبَيْدَة السّلمِيّ من أهل
الْكُوفَة وَأَبُو مجلز ومورق الْعجلِيّ وابو السَّلِيل
(1/335)
وَفِي ولَايَة ابْن هُبَيْرَة خرج مَسْعُود
بْن أَبِي هُبَيْرَة خرج مَسْعُود بْن أَبِي زَيْنَب فغلب عَلَى
الْبَحْرين واليمامة فَقتله سُفْيَان بْن عَمْرو الْعقيلِيّ
وَفِي سنة خمس وَمِائَة أَيْضا مَاتَ حميد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَوْفٍ وَعمارَة بْن خُزَيْمَة بْن ثَابت وَسنَان بْن أَبِي
سِنَان الدئلي وَعِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس وَأَبُو رَجَاء العطاردي
وَالْمُسَيب بْن رَافع وَالضَّحَّاك بْن مُزَاحم وَفِي ولَايَة يَزِيد
بْن عَبْد الْملك مَاتَ أبان بْن عُثْمَان وَعبيد بْن حنين مولى آل زيد
بْن الْخطاب
سنة سِتّ وَمِائَة
فِيهَا غزا مُسلم بْن سعيد بْن أسلم بْن زرْعَة فرغانة فَلَقِيَهُ
الزَّحْف من التّرْك فَقتل ابْن أخي خاقَان وَجَمَاعَة من الْمُشْركين
وَذَلِكَ فِي ولَايَة ابْن هُبَيْرَة ثمَّ قدم خَالِد ابْن عَبْد
اللَّهِ الْقَسرِي واليا عَلَى الْعرَاق فولى خَالِد أَخَاهُ أَسد بْن
عَبْد اللَّهِ عَلَى خُرَاسَان وَلَقي مُسلم بْن سعيد وقفل بالجيش
وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر من سنة سِتّ وَمِائَة
وفيهَا غزا الْجراح بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي من بِلَاد أرمينية
فَحَدثني أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء النميري قَالَ أوغل الْجراح بْن
عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فِي أَرض الخزر فصالحته اللان وَأَعْطوهُ
الْجِزْيَة وَالْخَرَاج وَهُوَ أول من قفل من بَاب اللان
وفيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان وَهُوَ عَلَى أفريقية مُحَمَّد بْن أَبِي
بَكْر مولى بَنِي جمح فَأصَاب قرسقة وسردانية
وفيهَا غزا سعيد بْن عَبْد الْملك أَرض الرّوم وَأقَام الْحَج هِشَام
بْن عَبْد الْملك وَفِي سنة وَمِائَة مَاتَ طَاوُوس بْن كيسَان
بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ هِشَام بن عبد
(1/336)
الْملك قبل أَن يروح إِلَى منى وفيهَا
مَاتَ مُسلم بْن جُنْدُب الْهُذلِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام
الصائفة وفيهَا ولي خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي الْعرَاق
سنة سبع وَمِائَة فِيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد الْملك الْجراح بْن
عَبْد اللَّهِ الْحكمِي عَن أرمينية وأذربيجان وولاها مسملة بْن عَبْد
الْملك فَوجه مسلمة الْحَارِث بْن عَمْرو الطَّائِي قَالَ أَبُو خَالِد
قَالَ أَبُو برَاء غزا الْحَارِث فَافْتتحَ رستاقا يُقَال لَهُ خشدان
من بِلَاد الْكر
قَالَ أَبُو برَاء وغزا مسلمة من ذَلِكَ الْعَام فأدرب من ملطية
فَأَنَاخَ عَلَى قيسارية فافتتحها عَنوة وَذَلِكَ لأَرْبَع خلون من شهر
رَمَضَان سنة سبع وَمِائَة
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم
فَبلغ عسكره وَبعث الوضاح صَاحب الوضاحية فَحرق الْقرى والزروع وَقطع
الشّجر
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفِي ذَلِكَ الْعَام وَقع طاعون شَدِيد
بِالشَّام حَتَّى وَقع فِي الدَّوَابّ وَالْبَقر
وفيهَا غزا أَسد بْن عَبْد اللَّهِ غرشستان وَبعث ابْن سَالم
الْأَزْدِيّ عَلَى الْخَيل فَلَقِيَهُ جمع من الْعَدو فأصيب نفر من
الْمُسلمين وَأصَاب النَّاس تِلْكَ السّنة مجاعَة فَرَجَعُوا مجهودين
وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم فَبلغ أرولية وَأقَام
الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي
(1/337)
وَفِي سنة سبع وَمِائَة مَاتَ سَالم بْن
عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر فِي أول السّنة وَمَات الْقَاسِم بْن مُحَمَّد
بْن أَبِي بَكْر فِي آخر السّنة وَعَطَاء بْن يَزِيد اللَّيْثِيّ
وفيهَا ولد الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَفِي
أول خلَافَة هِشَام مَاتَ يَزِيد وَمُحَمّد ابْنا طَلْحَة بن ركَانَة
وَمُسلم بن جُنْدُب
سنة ثَمَان وَمِائَة
فِيهَا غزا أَسد بْن عَبْد اللَّهِ غور فَلَقوهُ فِي جمع كثير
فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ هزم اللَّه الْعَدو
وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك الصائفة الْيُمْنَى وَعَاصِم بْن
عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي الصائفة الْيُسْرَى وفيهَا زحف
ابْن خاقَان إِلَى أذربيجان
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء زحف مَا رتيك بْن خاقَان سنة
ثَمَان وَمِائَة إِلَى أذربيجان فحصر مَدِينَة ورثان ورماها بالمجانيق
فَبلغ الْخَبَر الْحَارِث بْن عَمْرو فَتوجه فَقطع الرس من فَوق ورثان
وَبلغ ابْن خاقَان فَأتى الْحَارِث فَالْتَقوا فَهزمَ اللَّه ابْن
خاقَان وَأَصْحَابه وَقتل مِنْهُم جمعا كثيرا وَقتل الْحَارِث بْن
عَمْرو رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ
وفيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان من أفريقية قثم بْن عوَانَة الْكَلْبِيّ
فغنم وَسلم وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
وفيهَا خرج عباد الحروري بِالريِّ فَقتله يُوسُف بْن عُمَر وفيهَا غزا
مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم فَبعث البطال إِلَى خنجرة فَفَتحهَا
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَمَان وَمِائَة مَاتَ أَبُو الْعَلَاء
يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بن الشخير الْحَرَشِي
(1/338)
وَبكر بْن عَبْد اللَّهِ الْمُزنِيّ
وَأَبُو الْمليح الْهُذلِيّ وَأَبُو نَضرة الْعَبْدي وَأَبُو حَرْب
ابْن أَبِي الْأسود الدثلي وخَالِد بْن معدان الشَّامي وَبعد الْمِائَة
مَاتَ أَبُو شيخ الْهنائِي وَعبد اللَّه بْن شَقِيق الْعقيلِيّ
وَسَعِيد بْن أَبِي الْحسن وَأَبُو المتَوَكل النَّاجِي وَأَبُو
الصّديق النَّاجِي
سنة تسع وَمِائَة فِيهَا أغزى بشر بْن صَفْوَان من أفريقية حسان بْن
مُحَمَّد بْن أَبِي بكير مولى بَنِي جمح سردانية فغنم وَسلم وفيهَا
مَاتَ بشر بْن صَفْوَان بأفريقية واستخلف نُعَاس بْن قرط الْكَلْبِيّ
وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك وسرح الجيوش فِي أذربيجان فشتوا
بهَا وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم وافتتح حصنا يُقَال
لَهُ الغطاسين وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَمِائَة مَاتَ أَبُو نجيح أَبُو
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نجيح ودفيف مولى ابْن عَبَّاس وَعبد
الرَّحْمَن بْن سعيد بن يربوغ
سنة عشر وَمِائَة
غزَاة الطين فِيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك بِلَاد الخرز وَهِي
الْغُزَاة الَّتِي تسمى غزَاة الطين قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي
برَاء النميري قَالَ قصد مسلمة إِلَى تلميس فلقي
(1/339)
طاغية الخرز فِي جمع كثير قَرِيبا من
الْبَاب فَاقْتَتلُوا أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ هَزَمَهُمْ اللَّه
وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس لسبع خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر
وَمِائَة قَالَ أَبُو برَاء فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن أسيد الْكلابِي
أَن مسلمة قفل من بَاب اللان فَلَقِيته الخزر فناوشوه حَتَّى حجز
بَينهم اللَّيْل وقفل مسلمة سالما
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَ قتال مسلمة إيَّاهُم نَحوا من شهر فِي
مطر شَدِيد ثمَّ هَزَمَهُمْ اللَّه وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام
أَرض الرّوم وافتتح حصنين من حصونهم صملة البوة قَالَ أَبُو خَالِد
فِيهَا قدم عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن الذكواني من بَنِي سليم
أفريقية فأغزى عُثْمَان بْن أَبِي عُبَيْدَة عَلَى سبع مائَة فقصد
لسراقس مَدِينَة صقلية فَلَقوهُ فَأسر بطريقهم وَهَزَمَهُمْ اللَّه
وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي
وَفِي سنة عشر وَمِائَة مَاتَ الْحسن بْن أَبِي الْحسن فِي رَجَب وَصلى
عَلَيْهِ النَّضر بْن عَمْرو الْمقري من حمير من أهل الشَّام
وفيهَا مَاتَ مُحَمَّد بْن سِيرِين فِي شَوَّال وَصلى عَلَيْهِ النَّضر
بْن عَمْرو وفيهَا مَاتَ الفرزدق وَجَرِير بعده بأشهر قَالَ ابْن
الْكَلْبِيّ وفيهَا مَاتَ عَبْد الْملك بْن يسَار أَخُو عَطاء
وَسليمَان ابْني يسَار وفيهَا مَاتَ وهب بْن مُنَبّه وَإِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد الله
(1/340)
سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة
فِيهَا بعث أَشْرَس بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ إِلَى مُلُوك طخارستان
فقدموا عَلَيْهِ وَلم تكن لَهُم غَزْوَة وفيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد
الْملك أَخَاهُ مسلمة عَن أرمينية وأذربيجان وَولى الْجراح ابْن عبد
الله الْحكمِي الْولَايَة الثَّانِيَة
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب تولى الْجراح الْولَايَة
الثَّانِيَة فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة فَأتى تفليس فَأَغَارَ
عَلَى مَدِينَة للخرز يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء فافتتحها ثمَّ انْصَرف
فَجمعت الخزر جموعا كَثِيرَة مَعَ ابْن خاقَان فَدَخَلُوا أرمينية
وَسَار ابْن خاقَان فحاصر أهل أردبيل قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا
غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام عَلَى الصائفة الْيُسْرَى وَلم يلق كيدا
وفيهَا غزا سعيد بْن هِشَام الصائفة أَيْضا مِمَّا يَلِي الجزيرة فَبلغ
قيسارية
قَالَ أَبُو خَالِد وفيهَا أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من
أفريقية المستنير بْن الْحَارِث فِي ثَمَانِينَ وَمِائَة مركب فَنزل
فَحَاصَرَهُمْ وهجم الشتَاء فقفل برِيح طيبَة حَتَّى لجج فَجَاءَت ريح
عاصف فغرقت مراكبهم فَلم يسلم مِنْهُم إِلَّا سَبْعَة عشر مركبا
وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن هِشَام وفيهَا مَاتَ تَمِيم بْن أَوْس
وَكَانَ قَاضِيا وفيهَا مَاتَ عبيد الله بن رَافع ابْن خديج
(1/341)
سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة
فِيهَا غزا أَشْرَس بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ فرغانة فَلَقِيَهُ
الزَّحْف وأحاطت بِهِ التّرْك فَبلغ ذَلِكَ هِشَام بْن عَبْد الْملك
فولى الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن المري مرّة غطفان وفيهَا زحف
الْجراح من برذعة سنة أثنتي عشرَة وَمِائَة فَقدم أذربيجان فَعَسْكَرَ
فِي مرج سبلان وَبهَا نهر فعقد عَلَيْهِ جِسْرًا فَهُوَ الْيَوْم يدعى
جسر الْجراح
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء زحف الْجراح سنة اثْنَتَيْ عشرَة
إِلَى ابْن خاقَان وَهُوَ محاصر أهل أردبيل فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا
فَقتل الْجراح رَحمَه اللَّه لثمان بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة أثنى
عشرَة ومائه وغلبت الخزر عَلَى أذربيجان وساحت خيولهم حتي بلغُوا
قَرِيبا من الْموصل ونصبوا عَلَى أردبيل المجانيق وَأهل أردبيل
يقاتلونهم فَلَمَّا طَال عَلَيْهِم الْحصار أسلموها ودخلها الخزر
فَقتلُوا الْمُقَاتلَة وَسبوا الذُّرِّيَّة
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب حَدَّثَنِي رجل من بَنِي سليم
قَالَ قتل الْجراح بأرشق قَالَ أَبُو الْخطاب لما قتل الْجراح وَجه
هِشَام بْن عَبْد الْملك سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي وَوجه مَعَه
فرسَان الْعَرَب عَلَى الْبَرِيد فَمضى سعيد بْن عَمْرو حَتَّى قدم
برذعة عَلْقَمَة الثَّقَفِيّ عَن شيخ من أهل حمص قَالَ حَدَّثَنِي ثبيت
البهراني قَالَ قدم علينا الْحَرَشِي برذعة عَلَى دَوَاب الْبَرِيد
فسرنا مَعَهم إِلَى البيلقان ومضوا نَحْو أذربيجان وَأَقْبل عَسْكَر
للخزر مَعَهم عجل كثير عَلَيْهَا سَبَايَا الْمُسلمين والغنائم من أهل
أردبيل
(1/342)
قَالَ ثبيت فوجهني الْحَرَشِي طَلِيعَة
فَأتيت الْعَسْكَر وهم نيام فَانْصَرَفت فَأَخْبَرته فحضض أَصْحَابه
وَسَار إِلَيْهِم فاستنقذ الْعجل بِمَا فِيهَا
قَالَ ثبيت فوجهني إِلَى مَدِينَة البيلقان وَكتب إِلَى هِشَام بْن عب
الْملك بِالْفَتْح ثمَّ أخبر أَيْضا بعجل كَثِيرَة من نَاحيَة ورثان
عَلَيْهَا سَبَايَا وَغَنَائِم فبيتهم فَقتل من كَانَ فِيهَا من
الْعَدو وَأدْخل الْعجل مَدِينَة ورثان وَكتب إِلَى هِشَام بِالْفَتْح
وَتوجه فلقي طاغية الخزر فَهَزَمَهُمْ اللَّه وهرب الطاغية وأحرز
الْحَرَشِي مَا كَانَ مَعَه من سَبَايَا الْمُسلمين وغنائمهم
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن
عَبْد اللَّهِ العامري أَن سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي لَقِي ابْن
خاقَان فبيتهم فَقَتلهُمْ مقتلة عَظِيمَة وهرب طاغية الخزر وَكتب
بِالْفَتْح إِلَى هِشَام بْن عَبْد الْملك قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ
اسْتشْهد الْجراح وَمن مَعَه بمرج أردبيل وَقد كَانَ اسْتخْلف أَخَاهُ
الْحجَّاج بْن عَبْد اللَّهِ فَأَتَاهُم الْحَرَشِي فَهَزَمَهُمْ
اللَّه واستنقذ مَا فِي أَيْديهم
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ خرج مسلمة بْن عَبْد الْملك فِي شَوَّال سنة
اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة فِي طلب التّرْك فِي شدَّة من الْمَطَر
والثلج حَتَّى جَاوز الْبَاب وَخلف الطَّائِي فِي بُنيان الْبَاب
وتحصينه وَقطع لذَلِك بعثا ثمَّ بعث الجيوش فَافْتتحَ مَدَائِن وحص
فَحرق أَعدَاء اللَّه أنفسهم بالنَّار فِي مدائنهم وَفِي سنة اثْنَتَيْ
عشرَة وَمِائَة قَالَ أَبُو خَالِد فِيهَا أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد
الرَّحْمَن من أفريقية ثَابت بْن خَيْثَم من أهل الْأُرْدُن صقلية
فَأصَاب سَبَايَا وَغَنَائِم وَسلم قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا
مُعَاوِيَة بْن هِشَام الصائفة فَافْتتحَ خرشنة من نَاحيَة ملطية
وَأقَام الْحَج إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي وَفِي هَذِهِ
السّنة مَاتَ رَجَاء بْن حَيْوَة وَعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي سعيد
الْخُدْرِيّ
(1/343)
سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة
فِيهَا خرج الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان غازيا
يُرِيد طخارستان فَجَاشَتْ التّرْك بسمرقند فَسَار الْجُنَيْد حَتَّى
كَانَ عَلَى أَربع من سَمَرْقَنْد فَلَقِيَهُ خاقَان فَاقْتَتلُوا
قتالا شَدِيدا حَتَّى أَمْسوا فتحاجزوا وَكتب الْجُنَيْد إِلَى سُورَة
بْن أبجر من بَنِي أبان ابْن دارم وَهُوَ واليه عَلَى سَمَرْقَنْد
يَأْمُرهُ بالقدوم عَلَيْهِ فَأَتَاهُ فَلَقِيته التّرْك قبل أَن يصل
إِلَى الْجُنَيْد فَقتل سُورَة بْن أبجر وَعَامة جَيْشه وَقتل مَعَه
مُجَاهِد بْن بلعاء العَنبري ثمَّ لَقِيَهُمْ الْجُنَيْد فَهَزَمَهُمْ
اللَّه وَمضى الْجُنَيْد فَدخل سَمَرْقَنْد
وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة ولى هِشَام أَخَاهُ مسلمة أرمينية وأذربيجان
وعزل سعيد ابْن عَمْرو الْحَرَشِي فولى مسلمة عَبْد الْملك بْن مسلمة
ثمَّ سَار مسلمة فَأخذ سعيد ابْن عَمْرو فقيده وحبسه فَبعث هِشَام
فَأخْرجهُ من الْحَبْس
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو برَاء قدم مسلمة فَسَأَلَ أهل حيزان
الصُّلْح فَأَبَوا فَقَاتلهُمْ فَسَأَلُوهُ الْأمان فَحلف أَلا يقتل
مِنْهُم رجلا وَلَا كَلْبا فانحدروا فَقَتلهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا
رجلا وَاحِدًا وكلبا وَاحِدًا وَأخذ الْحصن وَسَار إِلَى أَرض سوزان
فَسَأَلَهُ الْملك الصُّلْح فَصَالحه وَصَالح أهل مسْقط وَأهل الْكر
فلقي مسلمة خاقَان فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انْصَرف مسلمة
فَأتي غزالة وأحاطت بِهِ الجيوش من الخزر فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا
ثمَّ هزم اللَّه الخزر وهرب خاقَان
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْخطاب لما أقبل مسلمة زحفت إِلَيْهِ
الخزر فَلم يشْعر مسلمة حَتَّى اطلعوا عَلَيْهِ فَقَاتلهُمْ وَحَال
بَينهم اللَّيْل فَبَاتَ الْمُسلمُونَ يحيون وَانْصَرف الخزر وقفل
مسلمة واستخلف مَرْوَان بْن مُحَمَّد وَذَلِكَ كُله سنة ثَلَاث عشرَة
وَمِائَة
(1/344)
قَالَ أَبُو خَالِد وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة
وَمِائَة أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من أفريقية عَبْد الْملك
بْن قطن فَأتى صقلية فغنم وَسلم
وفيهَا أغزى أَيْضا أَبَا عمرَان الْهُذلِيّ فغنم وَسلم وَأقَام الْحَج
سُلَيْمَان بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة
وَمِائَة مَاتَ مَكْحُول الشَّامي بِالشَّام وَطَلْحَة بْن مصرف
الأيامي بِالْكُوفَةِ ويوسف بْن مَاهك بِمَكَّة وَعبد اللَّه بْن عبيد
بْن عُمَيْر بِمَكَّة وَحرَام ابْن سعد بْن محيصة حَدَّثَنَا من سمع
الْوَلِيد بْن مُسلم عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَابر قَالَ
مَاتَ مَكْحُول سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة
سنة أَربع عشرَة وَمِائَة
فِيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد الْملك مسلمة بْن عَبْد الْملك عَن
أرمينية وأذربيجان والجزيرة وولاها مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان
لمستهل الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَمِائَة
قَالَ أَبُو خَالِد قَالَ أَبُو الْبَراء سَار مَرْوَان فِي سنة أَربع
عشرَة وَمِائَة حَتَّى جَاوز نهر الرم فَقتل وسبى وأغار على الصقالبة
فَقَالَ أَبُو خَالِد وفيهَا أغزى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن من
أفريقية عَبْد اللَّهِ بْن قطن أَيْضا صقلية فغنم وَسلم وأغزى أَيْضا
عَبْد اللَّهِ بْن زِيَاد الْأنْصَارِيّ سردانية فغنم وَسلم
وفيهَا غزا الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصغانيان فَلم يلق كيدا
وَانْصَرف
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم
والتقى عَبْد اللَّهِ البطال وقسطنطين فِي جمع فَهزمَ اللَّه الْعَدو
وَأسر قسطنطين
(1/345)
وفيهَا غزا سُلَيْمَان بْن هِشَام أَرض
الرّوم مِمَّا يَلِي الجزيرة حَتَّى أَتَى قيسارية وَأقَام الْحَج
خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ
وَفِي سنة أَربع عشرَة وَمِائَة مَاتَ الحكم بن عتيبة
سنة خمس عشرَة وَمِائَة
فِيهَا خرج الْحَارِث بْن شُرَيْح فغلب عَلَى الجوزجان ومرو فَبعث
هِشَام ابْن عَبْد الْملك عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد
الْهِلَالِي فلقي الْحَارِث بْن شُرَيْح فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا
ثمَّ اصطلحا عَلَى أَن يُقيم الْحَارِث بْن شُرَيْح ببلخ وَيبْعَث
رَسُولا إِلَى هِشَام وَيبْعَث عَاصِم رَسُولا فَبعث خَالِد أَخَاهُ
اسد بْن عَبْد اللَّهِ واليا عَلَى خُرَاسَان وعزل عَاصِمًا فَقطع
الْحَارِث نهر بَلخ وَسَار أَسد فَالْتَقوا فَهزمَ الْحَارِث فلحق
بِالتّرْكِ وَأخذ أَسد بْن عَبْد اللَّهِ نَاسا من أَصْحَابه فَقتل
بَعضهم وَقطع أَيدي بَعضهم وأرجلهم
وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام فِي شهر رَمَضَان حَتَّى انْتهى
إِلَى أفلاجونية
قَالَ أَبُو خَالِد وَفِي سنة خمس عشرَة وَمِائَة أغزى عُبَيْدَة بْن
عَبْد الرَّحْمَن من أفريقية بَكْر بْن سُوَيْد فَأتى صقلية ودربانة
فَلَقِيته الرّوم فرموا مراكبه بالنَّار وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن
هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وَفِي سنة خمس عشرَة وَمِائَة مَاتَ عَطاء بْن
أَبِي رَبَاح وَيُقَال سنة سِتّ عشرَة
(1/346)
سنة سِتّ عشرَة وَمِائَة
فِيهَا كتب هِشَام بْن عَبْد الْملك إِلَى عُبَيْدَة بْن الحبحاب مولى
بَنِي سلول وَهُوَ واليه عَلَى مصر فولاه أفريقية فَدَخلَهَا فِي سنة
سِتّ عشرَة وَمِائَة فَخرج عَبْد الْأَعْلَى بْن حديج مولى مُوسَى بْن
نصير وَكَانَ صفريا فَخرج بطنجة فَخرج إِلَيْهِ عَمْرو بْن عَبْد
اللَّهِ الْعَبْسِي وَكَانَ واليا لِابْنِ الحبحاب فَقتل عَمْرو
وَانْهَزَمَ أَصْحَابه
وفيهَا أغزى ابْن الحبحاب عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بْن أَبِي
عُبَيْدَة بْن عقبَة بْن نَافِع السوس وَأَرْض السودَان فظفر وَأصَاب
ذَهَبا كثيرا
وفيهَا أَيْضا أغزى ابْن الحبحاب عُثْمَان بْن أَبِي عُبَيْدَة فَأصَاب
نَاحيَة من صقلية وقفل فَلَقِيته مراكب الرّوم فِي الْبَحْر
فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَأَصَابُوا من الْمُسلمين وأسروا ابْني عُثْمَان
عمرا وَسليمَان أَبَا الرّبيع وَعبد الرَّحْمَن بْن زِيَاد ابْن أنعم
وأخاه الْمُغيرَة بْن زِيَاد فَلم يزَالُوا فِي أَيدي الرّوم حَتَّى
ولي عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب ففدى ابْني عَمه وناسا من أُسَارَى
الْمُسلمين وَعبد الرَّحْمَن بْن زِيَاد وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَعشْرين
وَمِائَة
وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك وَيُقَال عِيسَى
بْن مقسم مولى الْوَلِيد بِأَمْر الْوَلِيد وفيهَا مَاتَ مَيْمُون بْن
مهْرَان بالجزيرة
سنة سبع عشرَة وَمِائَة
فِيهَا جَاشَتْ التّرْك بخراسان وَمَعَهُمْ الْحَارِث بْن شُرَيْح
فَانْتهى خاقَان وَمَعَهُ الْحَارِث إِلَى الجوزجان وأغارت التّرْك
حَتَّى أَتَوا مرو الروذ
(1/347)
فَحَدثني من سمع أَبَا الذَّيَّال قَالَ
فَسَار أَسد بْن عَبْد اللَّهِ فَلَقِيَهُمْ فَهَزَمَهُمْ اللَّه
وقتلهم الْمُسلمُونَ قتلا ذريعا
قَالَ أَبُو خَالِد عَن أَبِي برَاء قَالَ فِيهَا بعث مَرْوَان بْن
مُحَمَّد وَهُوَ وَالِي أرمينية وأذربيجان بعثين إِلَى جبل القبق
فَافْتتحَ أحد البعثين ثَلَاثَة حصون من اللان وَنزل الْبَعْث الآخر
عَلَى تومان شاه فَنزل تومان شاه عَلَى حكم مَرْوَان بْن مُحَمَّد
فَبعث بِهِ مَرْوَان إِلَى هِشَام بْن عَبْد الْملك فَرده هِشَام إِلَى
مَرْوَان فَأَعَادَهُ مَرْوَان عَلَى مَمْلَكَته قَالَ أَبُو خَالِد
وفيهَا بعث عُبَيْدَة بْن الحبحاب حبيب بْن أَبِي عُبَيْدَة فَأصَاب
قَرْيَة من سردانية وأثخن فِي الْقَتْل والسبي
قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم
حَتَّى بلغ سيبرة وَبَلغت سراياه سردة وَأَصَابُوا سَبَايَا وَأقَام
الْحَج خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم وَفِي سنة سبع
عشرَة وَمِائَة مَاتَ عَبْد الرَّحْمَن بْن هُرْمُز الْأَعْرَج مولى
ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب وَسَعِيد بْن يسَار مولى
الْحسن بْن عَلِيّ وَمُحَمّد بْن كَعْب الْقرظِيّ وَعَائِشَة بنت سعد
بْن مَالك وسكينة بنت الْحُسَيْن بْن عَلِيّ كلهم بِالْمَدِينَةِ
وَقَتَادَة بْن دعامة بواسط وفيهَا ولد معَاذ بن معَاذ
سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة فِيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد من
أرمينية فَدخل أَرض ورتنيس من ثَلَاثَة أَبْوَاب فهرب ورتنيس إِلَى
الخزر وَترك القلعة فنصب مَرْوَان عَلَيْهَا المجانيق فَقتل أهل خمرين
ورتنيس وبعثوا بِرَأْسِهِ إِلَى مَرْوَان فنصب مَرْوَان رَأس ورتنيس
لأهل قلعته فنزلوا عَلَى حكم مَرْوَان فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى
الذُّرِّيَّة
(1/348)
قَالَ أَبُو خَالِد وفيهَا أغزى ابْن
الحبحاب قثم بْن عوَانَة الْكَلْبِيّ فَأصَاب أولية من صقلية فأحاطوا
بِهِ ثمَّ خلوا عَنه وغزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم وَأقَام
الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وَفِي سنة ثَمَان عشرَة
وَمِائَة مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْن
بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بِالْمَدِينَةِ وَعلي بْن عَبْد اللَّهِ
بْن عَبَّاس بِالشَّام وَعبد الرَّحْمَن بْن سابط الجُمَحِي بِمَكَّة
وَعَمْرو بْن شُعَيْب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن
الْعَاصِ بِالطَّائِف وَعبد اللَّه ابْن أَبِي مليكَة بِمَكَّة
وَعبادَة بْن نسي بِالشَّام وَعَمْرو بْن مرّة الْجملِي بِالْكُوفَةِ
وفيهَا ولد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ
سنة تسع عشرَة وَمِائَة
وفيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد من أرمينية غَزْوَة السائحة فَدخل من
بَاب اللان فَمر بِأَرْض اللان كلهَا حَتَّى خرج مِنْهَا إِلَى بِلَاد
الخزر فَمر ببلنجر وسمندر فَانْتهى إِلَى الْبَيْضَاء الَّتِي يكون
فِيهَا خاقَان فهرب خاقَان
وفيهَا أغزى ابْن الحبحاب أَيْضا قثم بْن عوَانَة فَأصَاب قلعة من
سردانية من بِلَاد الْمغرب وغرق قثم فِي مراكب من الْمُسلمين وَسلم
بَعضهم وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام أَرض الرّوم فَبلغ بلونية
وغزا سُلَيْمَان بْن هِشَام أَيْضا أَرض الرّوم من نَاحيَة الجزيرة
وفيهَا قتل عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد هزار طرخان وَعَامة
أَصْحَابه بِبِلَاد أرمينية وَأقَام الْحَج مسلمة بْن هِشَام بْن عَبْد
الْملك أَبُو شَاكر وَفِي سنة تسع عشرَة وَمِائَة مَاتَ سُلَيْمَان بْن
مُوسَى بِالشَّام وَأَبُو معشر بِالْكُوفَةِ وحبِيب بْن أَبِي ثَابت
بِالْكُوفَةِ وَقيس بْن سعد وَإيَاس بْن سَلمَة بن الْأَكْوَع
بِالْمَدِينَةِ
(1/349)
وَعبد الرَّحْمَن بْن سعيد بْن يَرْبُوع
بِالْمَدِينَةِ وَعبد اللَّه بْن وَاقد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر
بْن الْخطاب
سنة عشْرين وَمِائَة
فِيهَا عزل هِشَام بْن عَبْد الْملك خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ
الْقَسرِي عَن الْعرَاق وولاها يُوسُف بْن عمر
وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل وغزا مسلمة بْن
هِشَام أَرض الرّوم وَفِي سنة عشْرين وَمِائَة مَاتَ الْجَارُود بْن
أَبِي سُبْرَة الْهُذلِيّ بِالْبَصْرَةِ وَعَاصِم بْن عُمَر بْن
قَتَادَة الْأنْصَارِيّ بِالْمَدِينَةِ وَأَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن
عَمْرو بْن حزم بِالْمَدِينَةِ وَحَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان
بِالْكُوفَةِ وعدي بْن عدي بالجزيرة وَأسد بْن عَبْد اللَّهِ بخراسان
ومسلمة بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي الْمحرم
بِالشَّام وَأَبُو قيس عَمْرو بْن مُسلم الْبَاهِلِيّ وَمُحَمّد بْن
عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث اللَّيْثِيّ وفيهَا ولد يحيى بْن سعيد
الْقطَّان
قَالَ أَبُو خَالِد وَلم تغز أفريقية سنة عشْرين وغزا سُلَيْمَان بْن
هِشَام عَلَى الصائفة وفيهَا قدم هِشَام بْن عُرْوَة الْبَصْرَة فِي
ولَايَة خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي
حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن
مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان عَامر بْن حَفْص وَغَيرهم
قَالُوا جمعت الْعرَاق لخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد ابْن أَسد
بْن كرز البَجلِيّ فِي سنة سِتّ وَمِائَة وعزل سنة عشْرين وَمِائَة
(1/350)
من كَانَ عَلَى شَرط خَالِد الْقَسرِي
وعَلى الرسائل وَالْخَرَاج والتجوين كَانَ عَلَى شَرطه بواسط عَمْرو بن
عبد الْأَعْلَى الْحكمِي على شَرط الْكُوفَة الْعُرْيَان بْن
الْهَيْثَم النَّخعِيّ وعَلى شَرط الْبَصْرَة مَالك بْن الْمُنْذر بْن
الْجَارُود الْعَبْدي ثمَّ عَزله وَولى بِلَال بْن أَبِي بردة بْن
أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ثمَّ ضم إِلَيْهِ الصَّلَاة وَالْقَضَاء
كَاتب خَالِد عَلَى الرسائل دَاوُد بْن سعيد الْكَاتِب وعَلى الْخراج
الْحجَّاج بْن
عُمَيْر وعَلى التجوين هَارُون بْن مياس مولى بَنِي لَيْث قتل خَالِد
فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن نَحْو من سِتِّينَ سنة
وَفِي ولَايَة خَالِد ابْن عَبْد اللَّهِ الْعرَاق وَهِي نَحْو من
أَربع عشرَة سنة مَاتَ نعيم بْن أَبِي هِنْد فِي أول ولَايَة خَالِد
وشمر بْن عَطِيَّة فِي أَولهَا وَعبد الرَّحْمَن بْن الْأَصْبَهَانِيّ
والعيزار بْن حُرَيْث أَبُو السّفر جَمِيعًا فِي وَسطهَا وَحميد بْن
هِلَال الْعَدوي وَأنس بْن سِيرِين والأزرق ابْن قيس وعمار بْنِ أَبِي
عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشم فِي وسط من ولَايَة خَالِد ومحارب بْن
دثار الذهلي وَالقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن
مَسْعُود ووبرة بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعبد الْملك بْن ميسرَة وَأَبُو
عون الثَّقَفِيّ وعدي بْن ثَابت وعلقمة بْن مرْثَد وَعون بْن أَبِي
جُحَيْفَة فِي آخر ولَايَة خَالِد وعطية بن سعد الْعَوْفِيّ
سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة
غَزْو مَرْوَان بْن مُحَمَّد من أرمينية
فِيهَا غزا مَرْوَان بْن مُحَمَّد من أرمينية وَهُوَ واليها فَأتى قلعة
بَيت السرير فَقتل وسبى ثمَّ أَتَى قلعة ثَانِيَة فَقتل وسبى وَدخل
غومسك وَهُوَ حصن فِيهِ بَيت الْملك يكون فِيهِ سَرِير الذَّهَب
فَأَقَامَ مَرْوَان عَلَيْهِ شتوة وصيفة فَصَالحه الْملك فَخرج الْملك
هَارِبا حَتَّى أَتَى حصنا يُقَال لَهُ خثرج فِيهِ سَرِير عَلَى ألف
رَأس فِي كل سنة
(1/351)
وَمِائَة ألف مدي وَسَار مَرْوَان فَدخل
أَرض تومان فَصَالحه تومان ملكهَا وَسَار مَرْوَان فَدخل ارْض زروبكزان
فَصَالحه ملكهَا ثمَّ أَتَى مَرْوَان خمرين فَأبى ملكهَا أَن يصالحه
فقاتل حصنا من حصون خمرين شهرا فأخرب بِلَاد خمرين ثمَّ سَأَلَهُ خمرين
الصُّلْح فَصَالحه ثمَّ أَتَى مَرْوَان أَرض مسدار فافتتحها عَلَى صلح
ثمَّ نزل مَرْوَان كيران فَصَالحه أهل طبرستان وفيلان وَفِي سنة
إِحْدَى وَعشْرين غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك عَلَى الصائفة وَسَار
مَعَه هِشَام حَتَّى بلغ ملطية وَلم يكن بأفريقية غَزْو وَأقَام الْحَج
مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
وفيهَا قتل البطال بِأَرْض الرّوم وَفِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة
مَاتَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَمُحَمّد بْن يحيى بْن
حبَان الْأنْصَارِيّ وعامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير وفيهَا ولد
أَبُو عَاصِم الضَّحَّاك بْن مَخْلَد
سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة
خُرُوج عبد الْأَعْلَى بن حديج
قَالَ أَبُو خَالِد فِيهَا خرج عَبْد الْأَعْلَى بْن حديج مولى مُوسَى
بن نصير بطنجة
(1/352)
من بِلَاد الْمغرب وَكَانَ صفريا فَخرج
إِلَيْهِ عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ الْعَبْسِي وَالِي ابْن الحبحاب
فَقتل عَمْرو وَانْهَزَمَ أَصْحَابه فَقَتلهُمْ عبد الْأَعْلَى وسبى
نِسَاءَهُمْ
خُرُوج ميسرَة الحقير
وفيهَا أَيْضا خرج ميسرَة الحقير وَكَانَ يَبِيع المَاء بالقيروان
وَكَانَ مخرجهما عَلَى ميعاد لِلنِّصْفِ من شهر رَمَضَان سنة
اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة فَوجه إِسْمَاعِيل بْن عبيد اللَّه ابْن
الحبحاب جَيْشًا إِلَى ميسرَة الحقير وَأَصْحَابه فَهَزَمَهُمْ ثمَّ
بَيت ميسرَة الحقير عَسْكَر إِسْمَاعِيل بْن عبيد اللَّه فَقتل وسبى
ثمَّ بعث ميسرَة الحقير قائدا فَقتل عَبْد الْأَعْلَى بْن حديج وَبلغ
ابْن الحبحاب قتل ابْنه إِسْمَاعِيل فَخرج فلقي ميسرَة بنهر يُقَال
لَهُ نهر الكدر وعَلى أَصْحَاب ابْن الحبحاب خَالِد بْن أَبِي حبيب
أَبُو الْأَصَم فَقتل خَالِد وَابْنه وَعُثْمَان بْن أَبِي عُبَيْدَة
بْن عقبَة بْن نَافِع وَابْنه إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان ومُوسَى بْن
عَبْد الرَّحْمَن وَعبد الْكَرِيم بْن مسحل بْن عقبَة بْن ضرار بْن
الْخطاب وزرارة بْن عَمْرو من ولد أَبِي عَزِيز بْن عُمَيْر أخي مُصعب
بْن عُمَيْر من بَنِي عَبْد الدَّار بْن قصي فسميت غَزْوَة الْأَشْرَاف
وَكَانَ قَتلهمْ فِي آخر السّنة أَو فِي الْمحرم من سنة ثَلَاث
وَعشْرين وَمِائَة
قَالَ أَبُو خَالِد فَلَمَّا بلغ ابْن الحبحاب مقتلهم وَجه عَبْد
الرَّحْمَن بْن الْمُغيرَة الْعَبْدي عَاملا عَلَى تلمسين فَجعل يقتل
الصفرية فَسُمي الجزار فَخَرجُوا عَلَى عَبْد الرَّحْمَن ابْن
الْمُغِيرَهْ فانحاز وَقدم حبيب بْن أَبِي عبيده من غزاته فِي الْبَحْر
فوجهه ابْن الحبحاب فَنزل عَلَى وَادي تلمسين فَلم يُجَاوِزهُ حَتَّى
انْقَضتْ ولَايَة ابْن الحبحاب
وفيهَا قتل زيد بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بالكوفه
فَحَدثني أَبُو الْيَقظَان قَالَ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن هِشَام
أَرض الرّوم وغزا سُلَيْمَان ابْن هِشَام فحاصرا جَمِيعًا الرّوم فلقي
الْمُسلمُونَ شدَّة من الْجُوع وَغَلَاء من السّعر
(1/353)
وفيهَا أُصِيب الحكم بْن عوَانَة بالسند
فولى يُوسُف بْن عُمَر عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم وغزا
مُحَمَّد بْن هِشَام الصائفة وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن
إِسْمَاعِيل وفيهَا مَاتَ يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قسيط
بِالْمَدِينَةِ وَإيَاس بْن مُعَاوِيَة بْن قُرَّة الْمُزنِيّ بواسط
وزبيد بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْكَرِيم الأيامي وَبُكَيْر بْن عَبْد
اللَّهِ بْن الْأَشَج وَسَلَمَة بْن كهيل بِالْكُوفَةِ وَيَعْقُوب بْن
عَبْد اللَّهِ بْن الْأَشَج
وفيهَا ولد مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن
عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب بالحميمة من أَرض الشَّام
سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة
فِيهَا قدم كُلْثُوم بْن عِيَاض واليا عَلَى أفريقية فِي أول شعْبَان
فَسَار حَتَّى نزل تلمسين وَأقَام الْحَج يَزِيد بْن هِشَام بْن عَبْد
الْملك الَّذِي يُقَال لَهُ الأفقم
وغزا سُلَيْمَان بْن هِشَام عَلَى الصائفة وفيهَا حج الزُّهْرِيّ
سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة فِيهَا مَاتَ ميسرَة الحقير الصفري
بِبِلَاد الْمغرب فافترقت الصفرية فرْقَتَيْن فرقة عَلَيْهَا خَالِد
بْن حميد وَفرْقَة عَلَيْهَا سَالم أَبُو يُوسُف الْأَزْدِيّ فَسَار
إِلَيْهِم كُلْثُوم ابْن عِيَاض فاجتمعا جَمِيعًا فلقيا كُلْثُوم بْن
عِيَاض عَلَى وَاد من أَوديَة طنجة
(1/354)
فَقتل كُلْثُوم وَمُحَمّد بْن عبيد اللَّه
الْأَزْدِيّ وَيزِيد بْن سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي وحبِيب بْن أَبِي
عُبَيْدَة واستباحوا عَسْكَر كُلْثُوم وَسبوا الذُّرِّيَّة وَانْهَزَمَ
بلج بْن بشر ابْن عَم كُلْثُوم بِالنَّاسِ واتبعهم أَبُو يُوسُف بْن
حميد وَفِي ساقة بلج بْن بشر حسان بْن عَنابة فَلَمَّا غشوة قَاتلهم
وصبر لَهُم فَهَزَمَهُمْ وَقتل أَبُو يُوسُف وناس كثير من الصفرية
وَمَضَت الصفرية عَلَى هزيمتها وَمضى بلج وَأَصْحَابه فنزلوا الْحصن
فعقد لأبي الخطار الْكَلْبِيّ عَلَى النَّاس واستنفرهم فَأبى النَّاس
وَقَالُوا اعقد لعبد الرَّحْمَن بْن عقبَة الْغِفَارِيّ فعقد لَهُ فلقي
عكاشة الْفَزارِيّ بالفحص الْأَبْيَض فَهَزَمَهُ عَبْد الرَّحْمَن
وَقتل من البربر نَاسا كثيرا وَمضى عَبْد الرَّحْمَن فَنزل الزاب فصَام
فِيهِ شهر رَمَضَان وَمضى الْفَزارِيّ من هزيمته إِلَى طنجة فَلَقِيَهُ
عَبْد الْوَاحِد بْن يَزِيد الهواري وَقد وَجهه خَالِد بْن حميد صَاحب
الصفرية لقِتَال أهل أفريقية ورد مَعَه الْفَزارِيّ فَكتب حَنْظَلَة
إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة بْن نَافِع يَأْمُرهُ بلقاء عَبْد
الْوَاحِد بْن يَزِيد فَخرج عَبْد الرَّحْمَن فِي أهل الزاب فَالْتَقوا
يَوْم الْخَمِيس لِلنِّصْفِ من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين
وَمِائَة فَقتل عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة ومروان بْن عُثْمَان
الغساني وَمُحَمّد بْن يُوسُف فِي بشر وَقدم الفل القيروان عَلَى
حَنْظَلَة وَاسْتولى عَبْد الْوَاحِد عَلَى عيالات أهل طبنة فعقد
حَنْظَلَة لِثَابِت بْن خَيْثَم فزحف عَبْد الْوَاحِد أول يَوْم من صفر
سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة فَالْتَقوا فَقتل ابْن خَيْثَم وَانْهَزَمَ
النَّاس فَكتب حَنْظَلَة إِلَى المستنير بْن الْحَارِث الْحَرَشِي
عَامله عَلَى تونس إِن قويتم عَلَى محاربة الْقَوْم وَإِلَّا فاقدموا
فَقدم وَمَعَهُ العيالات وَبلغ خَالِد بْن حميد رَأس الصفرية بطنجة أَن
عَبْد الْوَاحِد قد سلم عَلَيْهِ بالخلافة فَوجه عَبْد الْأَعْلَى
زرزرا مولى مُوسَى بْن نصير فِي خيل وَأمره أَن يحل لِوَاء عَبْد
الْوَاحِد وولاه أَمر أَصْحَابه وَبلغ عَبْد الْوَاحِد فَسَار يُرِيد
القيروان فلقيتهم خيل حَنْظَلَة فَقتل عَبْد الْوَاحِد وانهزمت البربر
وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة ونادى مُنَادِي حَنْظَلَة بالأمان وَمضى
عكاشة الْفَزارِيّ مُنْهَزِمًا فَأَخذه قوم فشدوه وثاقا وبعثوا بِهِ
إِلَى حَنْظَلَة وسألوه الْأمان فَقتله حَنْظَلَة وَوَلَّتْ الصفرية
وسكنت الْبِلَاد
(1/355)
وَفِي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة ثارت
البربر بالأندلس وعكاشة بْن أَيُّوب الْفَزارِيّ بقابس بأفريقية عَلَى
غير هوى يَدْعُو إِلَيْهِ وعامل أفريقية يَوْمئِذٍ عَبْد الرَّحْمَن
بْن عقبَة الْغِفَارِيّ خَلِيفَة لكلثوم فَوجه مُسلم بْن سوَادَة
الفِهري فَهَزَمَهُ عكاشة حَتَّى دخل القيروان وَمضى عكاشة إِلَى
مَدِينَة قابس وَبهَا عَبْد الْأَعْلَى بْن عقبَة وَسَعِيد بْن بجرة
الغساني فَحَاصَرَهُمْ وَنصب عَلَيْهَا المجانيق فَلم يصل إِلَيْهِمَا
وَمضى إِلَى قفصة فحاصرها وَقدم عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة فل
كُلْثُوم فَنَهَضَ بهم واستخلف عَلَى القيروان عَبْد الحميد بْن
ذُؤَيْب السَّهْمِي وَأَقْبل عكاشة نَحوه فَالْتَقوا فِي صفر سنة أَربع
وَعشْرين وَمِائَة فَانْهَزَمَ عكاشة الْفَزارِيّ فلحق بطبنة وَرجع
عَبْد الرَّحْمَن إِلَى القيروان وَولى هِشَام بْن عَبْد الْملك
حَنْظَلَة بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ فَقَدمهَا فِي النّصْف من جُمَادَى
الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة
وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
فِي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ مُحَمَّد بْن مُسلم بْن عبيد
اللَّه بْن شهَاب الزُّهْرِيّ لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة خلت من
شهر رَمَضَان وَمُحَمّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن
عَبْد الْمطلب بِالشَّام وَالقَاسِم بْن أَبِي بزَّة بِمَكَّة وَأَبُو
جَمْرَة الضبعِي بِالْبَصْرَةِ وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن من ولد
سعد بْن زُرَارَة بِالْمَدِينَةِ وَفِي آخر ولَايَة هِشَام مَاتَ عَامر
بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن الْعَوام
سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة
فِيهَا مَاتَ هِشَام بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان رَحمَه اللَّه
بالرصافة
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده وَعبد اللَّهِ بْن
مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا مَاتَ هِشَام
بْن عَبْد الْملك بالرصافة يَوْم الْأَرْبَعَاء لثلاث خلون
(1/356)
من شهر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين
وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بْن
يَزِيد بْن عَبْد الْملك قَالَ حَاتِم بْن مُسلم توفّي وَهُوَ ابْن
إِحْدَى وَسِتِّينَ كَانَت ولَايَته تسع عشرَة سنة وَسَبْعَة أشهر
وَأحد عشر يَوْمًا ثمَّ بُويِعَ الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك
أمه أم الْحجَّاج بنت مُحَمَّد بْن يُوسُف أخي الْحجَّاج بن يُوسُف
تَسْمِيَة عُمَّال هِشَام بْن عَبْد الْملك
مَكَّة وَالْمَدينَة والطائف مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
المَخْزُومِي سنة سِتّ وَمِائَة فِي جُمَادَى الأولى فَلم يزل واليا
عَلَى مَكَّة حَتَّى مَاتَ هِشَام
الْمَدِينَة ولاها مَعَ مَكَّة مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
ثمَّ عَزله سنة أَربع عشرَة وَمِائَة وَولى خَالِد بْن عَبْد الْملك
بْن الْحَارِث بْن الحكم ثمَّ عَزله سنة تسع عشرَة وَمِائَة وَكتب
إِلَى أَبِي بَكْرِ بن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حزم فَكَانَ يُصَلِّي
بِالنَّاسِ حَتَّى قدم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن هِشَام سنة تسع
عشرَة فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام
الْيمن ولاها هِشَام يُوسُف بْن عُمَر الثَّقَفِيّ فَقَدمهَا لثلاث
بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَمِائَة فَلم يزل واليا حَتَّى كتب
إِلَيْهِ فِي سنة عشْرين وَمِائَة بولايته عَلَى الْعرَاق فَسَار
واستخلف ابْنه الصَّلْت بْن يُوسُف ثمَّ ولاها أَخَاهُ الْقَاسِم بْن
عُمَر فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام
(1/357)
الْبَصْرَة ولاها خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ
الْقَسرِي عَند ولَايَته الْعرَاق أبان بْن ضبارة بْن عفير بْن سيف بْن
ذِي يزن من أهل حمص
وَالشّرط عقبَة بْن عَبْد الْأَعْلَى الكلَاعِي من أهل دمشق ثمَّ ولى
الشَّرْط مَالك بْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود الْعَبْدي فَقَدمهَا فِي
ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَمِائَة ثمَّ عزل مَالك بْن الْمُنْذر بْن
الْجَارُود وَولى بِلَال بْن أَبِي بردة سنة ثمَّ ولى النَّضر بْن
عُمَر الْمُقْرِئ الْحِمْيَرِي من أهل دمشق الصَّلَاة ثمَّ عَزله فِي
آخر سنة عشر وَمِائَة وَجمع الصَّلَاة وَالشّرط وَالْقَضَاء لِبلَال
بْن أَبِي بردة حَتَّى عزل خَالِد عَن الْعرَاق سنة عشْرين وَمِائَة
وَولى يُوسُف بْن عُمَر الثَّقَفِيّ الْعرَاق فَبعث الْوَازِع بْن عباد
الْكَلْبِيّ فَأخذ بِلَالًا ثمَّ ولى يُوسُف كثير بْن عَبْد اللَّهِ
السّلمِيّ ويكنى أَبَا العاج ثمَّ عَزله سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين
وَمِائَة وَولى الْقَاسِم بْن مُحَمَّد فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ
هِشَام
الْكُوفَة ولاها خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ عَبْد الْملك بْن جُزْء بْن
حدرجان الْأَزْدِيّ من أهل فلسطين ثمَّ عَزله وَولى إِسْمَاعِيل بْن
أَوسط البَجلِيّ ثمَّ عَزله وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو البَجلِيّ
ثمَّ عَزله وَولى أَخَاهُ عَاصِم بْن عَمْرو ثمَّ عَزله وَولى ضبيس بْن
عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ ثمَّ عَزله وَولى نَوْفًا الْأَشْعَرِيّ ثمَّ
عَزله وَولى زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ ثمَّ عزل خَالِدا سنة
عشْرين وَمِائَة وَولى يُوسُف بْن عُمَر فولى الحكم بْن الصَّلْت
الثَّقَفِيّ ثمَّ عَزله وَولى يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم
الثَّقَفِيّ ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الثَّقَفِيّ
ثمَّ عَزله وَولى زِيَاد بْن صَخْر اللَّخْمِيّ ثمَّ عَزله وَولى عبيد
اللَّه بْن الْعَبَّاس الْكِنْدِيّ ثمَّ عَزله وَولى أَبَا أُميَّة بْن
الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل الثَّقَفِيّ فَأَقَامَ
جُمُعَة حَتَّى هرب يُوسُف بْن عُمَر
خُرَاسَان ولى خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ أَخَاهُ أَسد بْن عَبْد
اللَّهِ خُرَاسَان ثمَّ عَزله هِشَام سنة ثَمَان وَمِائَة وَولى
أَشْرَس بْن عَبْد اللَّهِ السّلمِيّ ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث عشرَة
وَمِائَة وَولى الْجُنَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان ثمَّ
عَزله سنة خمس عشرَة وَمِائَة وَولى عَاصِم
(1/358)
ابْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي
ثمَّ جمعت لخَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الثَّانِيَة فولى أَخَاهُ أَسد
بْن عَبْد اللَّهِ فَمَاتَ أَسد سنة عشْرين وَمِائَة قبل عزل خَالِد
بِقَلِيل واستخلف جَعْفَر بْن حَنْظَلَة البهراني ثمَّ ولى هِشَام نصر
بْن سيار اللَّيْثِيّ حَتَّى مَاتَ هِشَام
سجستان ولاها خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ يَزِيد بن الغريف الهمذاني ثمَّ
الأصفح الْكِنْدِيّ أَبَا خَالِد بْن الأصفح الْكِنْدِيّ ثمَّ عَبْد
اللَّه بْن أَبِي بردة بْن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَلم يزل واليا
حَتَّى عزل خَالِد وَولى يُوسُف بْن عُمَر الْعرَاق فولاها مُحَمَّد
بْن حجر ابْن قيس الْعَبْدي ثمَّ إِبْرَاهِيم بْن عَاصِم الْعقيلِيّ
فَمَاتَ إِبْرَاهِيم فولاها يُوسُف حَرْب بْن قطن بْن قبيصَة بْن
مُخَارق الْهِلَالِي فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام
السَّنَد أقرّ عَلَيْهَا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْجُنَيْد بْن
عَبْد الرَّحْمَن من مرّة غطفان سنتَيْن ثمَّ عَزله وَولى تَمِيم بْن
زيد القيني ثمَّ عَزله وَولى الحكم بْن عوَانَة فقتلت الميذ الحكم
واستخلف مُحَمَّد بْن عرار الْكَلْبِيّ فَعَزله يُوسُف سنة اثْنَتَيْنِ
وَعشْرين وَمِائَة وَولى عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم فَلم يزل
واليا حَتَّى مَاتَ هِشَام
البحران عُمَّال خَالِد عَلَيْهَا مُحَمَّد بْن زِيَاد بْن جرير بْن
عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ وهزان بْن سعيد وَيحيى بْن إِسْمَاعِيل وَيحيى
بْن زِيَاد بْن الْحَارِث الْحَارِثِيّ
وعمال يُوسُف عَلَى الْبَحْرين عَبْد اللَّهِ بْن شريك النميري
وَمُحَمّد بْن حسان بْن سعد الأسيدي وَغلب عَلَيْهَا الْمسيب بْن
فضَالة نَحوا من ثَلَاث سِنِين
الْيَمَامَة ولاها هِشَام المُهَاجر بْن عَبْد اللَّهِ من بني بَكْر
بْن كلاب فَمَاتَ المُهَاجر فولاها ابْنه حَتَّى قتل الْوَلِيد
مصر ولى هِشَام مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان ثمَّ ولاها
عُبَيْدَة بْن الحبحاب مولى بَنِي سلول
أفريقية كَانَ عَلَيْهَا بشر بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ فَخرج عَنها
وافدا إِلَى يَزِيد بْن عَبْد الْملك واستخلف يحيى بْن ماعصة
الْكَلْبِيّ فَرد هِشَام بشر بْن صَفْوَان إِلَيْهَا فَقَدمهَا سنة
سِتّ فَلم يزل واليا حَتَّى مَاتَ سنة تسع وَمِائَة واستخلف نُعَاس بْن
قرط الْكَلْبِيّ فَعَزله هِشَام وَولى عُبَيْدَة بْن عَبْد الرَّحْمَن
السّلمِيّ فَقَدمهَا سنة عشر وَمِائَة ثمَّ شخص
(1/359)
عَنها واستخلف عقبَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن
قدامَة التجِيبِي ثمَّ جمعهَا لعبيدة بْن الحبحاب مَعَ مصر فَقَدمهَا
سنة عشر وَمِائَة ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وولاها
كُلْثُوم ابْن عِيَاض ثمَّ ولى حَنْظَلَة بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ
فَقَدمهَا فِي النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين فَلم يزل
بهَا إِلَى سنة تسع وَعشْرين
الْمَوْسِم سنة خمس وَمِائَة هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي سنة
سِتّ هِشَام بْن عَبْد الْملك سنة سبع وثمان وتسع وَعشر وَإِحْدَى
عشرَة واثنتي عشرَة وَإِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل ثَلَاث
عشرَة سُلَيْمَان بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك أَربع عشرَة خَالِد بْن
عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ خمس عشرَة
مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل سِتّ عشرَة الْوَلِيد بْن يَزِيد
وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام وَأَبُو الْيَقظَان أَن عِيسَى بْن
مقسم مولى الْوَلِيد بْن يَزِيد أَقَامَ الْحَج سنة سِتّ عشرَة سنة سبع
عشرَة خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث بْن الحكم ثَمَان عشرَة
مُحَمَّد بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك تسع عشرَة مسلمة بْن هِشَام بْن
عَبْد الْملك عشْرين وَإِحْدَى وَعشْرين واثنتين وَعشْرين مُحَمَّد بْن
هِشَام بْن إِسْمَاعِيل ثَلَاث وَعشْرين يَزِيد بْن هِشَام بْن عَبْد
الْملك أَربع وَعشْرين مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
الصائفة ولاها مسلمة بْن عَبْد الْملك ثمَّ ابنيه مُعَاوِيَة وَسليمَان
ابْني هِشَام وَقد بَينا ذَلِكَ فِي سني التَّارِيخ
(1/360)
أرمينية مَاتَ يَزِيد وَعَلَيْهَا الْجراح
بْن عَبْد اللَّهِ الْحكمِي فأقره هِشَام ثمَّ عَزله سنة سبع وَمِائَة
وَولى مسلمة بْن عَبْد الْملك ثمَّ عَزله سنة تسع وَولى الْجراح
الْولَايَة الثَّانِيَة فَقتل الْجراح سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة
فولاها سعيد بْن عَمْرو الْحَرَشِي ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث عشرَة وَولى
مسلمة بْن عَبْد الْملك فقفل مسلمة اسْتخْلف مَرْوَان بْن مُحَمَّد
فولاها مَرْوَان بْن مُحَمَّد فِي أول سنة أَربع عشرَة وَمِائَة
الْقُضَاة فِي ولَايَة هِشَام بْن عَبْد الْملك
الْبَصْرَة ولى خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ ثُمَامَة بْن أنس بْن مَالك
قَضَاء الْبَصْرَة ثمَّ عَزله سنة تسع وَمِائَة وَجمع الْقَضَاء
لِبلَال بْن أَبِي بردة فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى قدم يُوسُف بْن عُمَر
سنة عشْرين وَمِائَة فولى عَبْد اللَّهِ بْن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ
فَلم يلبث أَن مَاتَ فاستقضى عَامر ابْن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ فَلم
يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ هِشَام والوليد وَوَقعت الْفِتْنَة فاعتزل
الْكُوفَة أقرّ خَالِد الْحُسَيْن بْن الْحسن الْكِنْدِيّ عَلَيْهَا
ثمَّ عَزله ثمَّ سعيد بْن أَشوع الْهَمدَانِي ثمَّ محَارب بْن دثار سنة
ثَلَاث عشرَة وَمِائَة ثمَّ الحكم بْن عتيبة الْعجلِيّ ثمَّ أعَاد ابْن
أَشوع فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ ثمَّ ولى عِيسَى بْن الْمسيب
البَجلِيّ ثمَّ قدم يُوسُف بْن عُمَر فعزل عِيسَى بن الْمسيب وَولى
عبداالله بْن شبْرمَة الضَّبِّيّ ثمَّ عَزله وولاه بَيت المَال وَولى
مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى حَتَّى مَاتَ هِشَام
والوليد
الْمَدِينَة ولى هِشَام إِبْرَاهِيم بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
الْمَدِينَة فاستقضى مُحَمَّد بْن صَفْوَان الجُمَحِي ثمَّ استقضي
الصَّلْت بْن زبيد بْن الصَّلْت ثمَّ عزل إِبْرَاهِيم بْن هِشَام سنة
أَربع عشرَة وَولى الْمَدِينَة خَالِد بْن عَبْد الْملك بْن الْحَارِث
بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ فاستقضى خَالِد أَبَا بَكْر بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن حويطب من بَنِي عَامر بْن لؤَي ثمَّ عَزله واستقضى
مُحَمَّد بْن صَفْوَان الجُمَحِي ثمَّ عزل هِشَام خَالِد سنة تسع عشرَة
وَمِائَة وَكتب إِلَى أَبِي بَكْر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن جزم فَلم
يزل قَاضِيا حَتَّى مَاتَ
شَرط هِشَام أقرّ كَعْب بْن حَامِد الْعَبْسِي ثَلَاث عشرَة سنة ثمَّ
ولاه أرمينية وَولى الشَّرْط يزِيد بن يعلى ين ضخم الْعَبْسِي
(1/361)
كَاتب الرسائل سَالم مولى سعيد بْن عَبْد
الْملك
الْخراج والجند أُسَامَة بْن زيد ثمَّ عَزله وَولى عُبَيْدَة بْن
الحبحاب مولى بَنِي سلول ثمَّ ولاه مصر وَجعل مَكَانَهُ سعيد بْن عقبَة
مولى بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب
الْخَاتم الرّبيع بْن شَابُور مولى بَنِي الْحَرِيش
الخزائن وبيوت الْأَمْوَال عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْحَارِث
الحرس نصير مَوْلَاهُ ثمَّ عَزله وَولى الرّبيع بْن زِيَاد مَعَ
الْخَاتم
الْخَاتم الصَّغِير والخاصة إصطخر أَبُو الزبير مَوْلَاهُ
حَاجِبه غَالب بْن مَسْعُود مَوْلَاهُ
وَفِي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة كتب الْوَلِيد بْن يَزِيد إِلَى
يُوسُف بْن عُمَر فَقدم عَلَيْهِ فَدفع إِلَيْهِ خَالِد بْن عَبْد
اللَّهِ الْقَسرِي ومحمدا وَإِبْرَاهِيم ابْني هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
المخزوميين وَأمره بِقَتْلِهِم
فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الشعيراوي الْعَتكِي قَالَ
حَدَّثَنِي السّري بْن مُسلم أَبُو بشر بْن السّري قَالَ رَأَيْتهمْ
حِين قدم بهم يُوسُف بْن عُمَر الْحيرَة وخَالِد فِي عباءة فِي شقّ
محمل فعذبهم حَتَّى قَتلهمْ
وفيهَا غزا الْغمر بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك الصائفة وَأقَام الْحَج
يُوسُف بْن عُمَر
وفيهَا مَاتَ صَالح بْن نَبهَان مولى التَّوْأَمَة بنت أُميَّة بْن خلف
بِالْمَدِينَةِ وَأَبُو بشر جَعْفَر بْن أَبِي وحشية بواسط وَبُدَيْل
بْن ميسرَة الْعقيلِيّ بِالْبَصْرَةِ وآدَم بْن عَلِيّ الشَّيْبَانِيّ
بِالْكُوفَةِ وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن عَطاء بِالْمَدِينَةِ
(1/362)
وَفِي ولَايَة يُوسُف بْن عُمَر الْعرَاق
مَاتَ زبيد الأيامي وَسماك بْن حَرْب الذهلي وجبلة بْن سحيم
الشَّيْبَانِيّ وَأَشْعَث بْن أَبِي الشعْثَاء
سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة
فِيهَا قتل الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه
بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا قتل
الْوَلِيد بالبخراء من تدمر عَلَى أَمْيَال يَوْم الْخَمِيس لليلتين
بَقِيَتَا من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ
ابْن خمس وَثَلَاثِينَ أَو سِتّ وَثَلَاثِينَ
وَحَدَّثَنِي يحيى بْن مُحَمَّد عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي
عمرَان قَالَ قتل وَهُوَ ابْن خمس أَو أَربع وَأَرْبَعين
وَقَالَ حَاتِم بْن مُسلم ابْن خمس وَأَرْبَعين وَأشهر
ولد الْوَلِيد بِدِمَشْق سنة تسعين وَيُقَال اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين
كَانَت ولَايَته سنة وشهرين واثنين وَعشْرين يَوْمًا
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد
اللَّهِ بْن وَاقد الْجرْمِي وَكَانَ شهد قتل الْوَلِيد قَالَ لما
أَجمعُوا عَلَى قتل الْوَلِيد قلدوا أَمرهم يَزِيد بْن الْوَلِيد بْن
عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَبَايَعَهُ من أهل بَيته عَبْد الْعَزِيز
بْن الْحجَّاج بْن عَبْد الْملك فَخرج يَزِيد بْن الْوَلِيد فَأتى
أَخَاهُ الْعَبَّاس لَيْلًا فشاوره فِي قتل الْوَلِيد فَنَهَاهُ عَن
ذَلِكَ فَأقبل يَزِيد لَيْلًا حَتَّى دخل دمشق فِي أَرْبَعِينَ رجلا
وكسروا بَاب الْمَقْصُورَة ودخلوا عَلَى واليها فَأَوْثقُوهُ وَحمل
يَزِيد الْأَمْوَال عَلَى الْعجل إِلَى بَاب الْمِضْمَار وَعقد لعبد
الْعَزِيز بن
(1/363)
الْحجَّاج بْن عَبْد الْملك ونادى مناديه
من انتدب إِلَى الْوَلِيد فَلهُ أَلفَانِ فَانْتدبَ مَعَه ألفا رجل
وَضم مَعَ عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج يَعْقُوب بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن سليم وَمَنْصُور بْن جُمْهُور وَبلغ الْوَلِيد بْن
يَزِيد فَتوجه من البلقاء مُتَوَجها إِلَى حمص وَكتب إِلَى الْعَبَّاس
بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك يَأْتِيهِ فِي جند من أهل حمص وَهُوَ
مِنْهَا قريب وَخرج الْوَلِيد حَتَّى انْتهى إِلَى البخراء قصر فِي
بَريَّة وَرمل بْن تدمر عَلَى أَمْيَال وصبحت الْخَيل الْوَلِيد
بالبخراء وَقدم الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بِغَيْر خيل فحبسه عَبْد
الْعَزِيز بْن الْحجَّاج خَلفه ونادى مُنَادِي عَبْد الْعَزِيز من
أَتَى الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد فَهُوَ آمن وَهُوَ بَيْننَا وَبَيْنكُم
فَظن النَّاس أَن الْعَبَّاس مَعَ عَبْد الْعَزِيز فَتَفَرَّقُوا عَن
الْوَلِيد وهجم عَلَيْهِ النَّاس فَكَانَ أول من هجم عَلَيْهِ السّري
بْن زِيَاد بْن أَبِي كَبْشَة السكْسكِي وَعبد السَّلَام اللَّخْمِيّ
فَأَهوى إِلَيْهِ السّري بِالسَّيْفِ وضربه عَبْد السَّلَام عَلَى قرنه
وَقتل
قَالَ إِسْمَاعِيل وَحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن وَاقد الْجرْمِي
قَالَ دخلُوا عَلَى الْوَلِيد وَقد ظَاهر بَين درعين وَبِيَدِهِ
السَّيْف صَلتا فأحجموا عَنه فَنَادَى مناديهم اقْتُلُوا اللوطي قتلة
قوم لوط فَقتل
قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن وَاقد قَالَ حَدَّثَنِي
يَزِيد بْن أَبِي فَرْوَة مولى بَنِي أُميَّة قَالَ لما أَتَى يَزِيد
بْن الْوَلِيد بِرَأْس الْوَلِيد بْن يَزِيد قَالَ أنصبه للنَّاس فَقلت
لَا تفعل إِنَّمَا ينصب رَأس الْخَارِجِي فَحلف لينصبنه وَلَا ينصبه
أحد غَيْرِي فَوضع عَلَى رمح ونصبه عَلَى درج مَسْجِد دمشق ثمَّ قَالَ
اذْهَبْ فَطُفْ بِهِ فِي مَدِينَة دمشق
(1/364)
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَام عَن
أَبِيه قَالَ لما أحاطوا بالوليد أَخذ الْمُصحف وَقَالَ أقتل كَمَا قتل
ابْن عمي عُثْمَان
فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم
بْن إِسْحَاق أَن يَزِيد بْن الْوَلِيد قَامَ خَطِيبًا فَحَمدَ اللَّه
وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد أَيهَا النَّاس إِنِّي وَالله مَا
خرجت أشرا وَلَا بطرا وَلَا حرصا عَلَى الدُّنْيَا وَلَا رَغْبَة فِي
الْملك وَمَا بِي إطراء نَفسِي وَلَا تَزْكِيَة عَمَلي وَإِنِّي لظلوم
لنَفْسي إِن لم يرحمني رَبِّي وَلَكِنِّي خرجت غَضبا لله وَدينه وداعيا
إِلَى كِتَابه وَسنة نبيه حِين درست معالم الْهدى وطفئ نور أهل
التَّقْوَى وَظهر الْجَبَّار العَنيد المستحل الْحُرْمَة والراكب
الْبِدْعَة والمغير السّنة فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِكَ أشفقت إِذْ غشيتكم
ظلمَة لَا تقلع عَنكم عَلَى كَثْرَة من ذنوبكم وقسوة من قُلُوبكُمْ
وأشفقت أَن يَدْعُو كثير من النَّاس إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ
فَيُجِيبهُ من أَجَابَهُ مِنْكُم فاستخرت اللَّه فِي أَمْرِي وَسَأَلته
أَلا يكلني إِلَى نَفسِي ودعوت إِلَى ذَلِكَ من أجابني من أَهلِي وَأهل
ولايتي وَهُوَ ابْن عمي فِي نسبي وكفئي فِي حسبي فأراح اللَّه مِنْهُ
الْعباد وطهر مِنْهُ الْبِلَاد ولَايَة من اللَّه وعونا بِلَا حول منا
وَلَا قُوَّة وَلَكِن بحول اللَّه وقوته وولايته وعونه أَيهَا النَّاس
إِن لكم عَندي إِن وليت أُمُوركُم أَلا أَضَع لبنة عَلَى لبنة وَلَا
حجرا عَلَى حجر وَلَا أنقل مَالا من بلد إِلَى بلد حَتَّى أَسد ثغره
وَأقسم بَين مسالحه مَا يقوون بِهِ فَإِن فضل فضل رَددته إِلَى
الْبَلَد الَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ أحْوج إِلَيْهِ حَتَّى تستقيم
الْمَعيشَة بَين الْمُسلمين وتكونوا فِيهَا سَوَاء وَلَا أجمر بعوثكم
فتفتتنوا ويفتتن أهاليكم فَإِن أردتم بيعتي عَلَى الَّذِي بذلت لكم
فَأَنا لكم بِهِ وَإِن ملت فَلَا بيعَة لي عَلَيْكُم وَإِن رَأَيْتُمْ
أحدا هُوَ أقوى عَلَيْهَا مني فأردتم بيعَته فَأَنا أول من بَايع وَدخل
فِي طَاعَته أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر اللَّه لي وَلكم
(1/365)
تَسْمِيَة عُمَّال الْوَلِيد بْن يَزِيد
الْمَدِينَة كتب الْوَلِيد إِلَى مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل
وَهُوَ وَال عَلَى مَكَّة لهشام ابْن عَبْد الْملك فَقدم عَلَيْهِ
واستخلف عَلَى الْمَدِينَة مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرِ بن مُحَمَّد بن
عَمْرو ابْن حزم فَعَزله الْوَلِيد وَجَمعهَا ليوسف بْن مُحَمَّد بْن
يُوسُف مَعَ مَكَّة والطائف حَتَّى قتل الْوَلِيد
الْيمن الضَّحَّاك بْن زمل حَتَّى قتل الْوَلِيد
الْبَصْرَة كَانَ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم عَلَيْهَا
حَتَّى هِشَام فأقره الْوَلِيد حَتَّى قتل
الْكُوفَة عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس الْكِنْدِيّ ثمَّ عَزله يُوسُف
وَولى أَبَا أُميَّة بْن الْمُغيرَة ابْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل
الثَّقَفِيّ فَأَقَامَ جُمُعَة حَتَّى هرب يُوسُف بعد قتل الْوَلِيد
خُرَاسَان أقرّ عَلَيْهَا نصر بْن سيار اللَّيْثِيّ حَتَّى قتل
الْوَلِيد
سجستان حَرْب بْن قطن بْن قبيصَة الْهِلَالِي حَتَّى قتل الْوَلِيد
السَّنَد عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الثَّقَفِيّ حَتَّى قتل
الْوَلِيد
البحران مُحَمَّد بْن حسان بْن سعيد الْأَسدي حَتَّى قتل الْوَلِيد
وَيُقَال قتل بشر بْن سَلام الْعَبْدي الْمسيب بْن فضَالة وَبَقِي
حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة
(1/366)
الْيَمَامَة المُهَاجر بْن عَبْد اللَّهِ
الْكلابِي حَتَّى قتل الْوَلِيد
أفريقية مَاتَ هِشَام وَعَلَيْهَا حَنْظَلَة بْن صَفْوَان فَلم يزل
واليا حَتَّى قتل الْوَلِيد وَخرج سنة تسع وَمِائَة
عمان ولاها يُوسُف بْن عُمَر الْفَيْض بْن مُحَمَّد بْن كردم بْن بيهس
الْقَضَاء
قَضَاء الْبَصْرَة عَامر بْن عُبَيْدَة حَتَّى قتل الْوَلِيد وَوَقعت
الْفِتْنَة فاعتزل
الْكُوفَة ابْن أَبِي ليلى حَتَّى قتل الْوَلِيد الْمَدِينَة ولاها
يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف سعد بْن إِبْرَاهِيم ثمَّ عَزله وَولى
يحيى بْن سعد حَتَّى قتل الْوَلِيد
الْمَوْسِم يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة
الجزيرة وأرمينية وأذربيجان مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن
الحكم حَتَّى قتل الْوَلِيد فاستخلف مَرْوَان عَلَى أرمينية وأذربيجان
عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي وَانْصَرف إِلَى
الشَّام
الصائفة الْغمر بْن يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
شَرط الْوَلِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنْبَل الْكَلْبِيّ ثمَّ عَزله
وَولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامر الكلَاعِي
كَاتب الرسائل سَالم مولى سعيد بْن عَبْد الْملك ثمَّ كتب كتب لَهُ
ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن سَالم
الْخراج والجند عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن الْحجَّاج بْن يُوسُف
ثمَّ ولى الْحجَّاج ابْن عُمَيْر
الْخَاتم والخزائن وبيوت المَال عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنْبَل
الْكَلْبِيّ مَعَ الشَّرْط
الْخَاتم الصَّغِير رَبَاح بْن أبي عمَارَة
(1/367)
حَاجِبه عِيسَى بْن مقسم الحرس غيلَان ختن
أَبِي معَن
ولَايَة يُوسُف بْن عُمَر الْعرَاق
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه
بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا جمع
هِشَام بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان الْعرَاق ليوسف بْن عُمَر
الثَّقَفِيّ سنة عشْرين وَمِائَة فَكَانَ عَلَى شَرطه بِالْحيرَةِ
الْعَبَّاس بْن سعد بْن مرّة من مرّة غطفان وَجعل شَرط الْبَصْرَة
والكوفة إِلَى عمالها يولون من شاؤوا
وَكَاتب الْخراج قحذم بْن سُلَيْمَان مولى آل بكرَة وعَلى رسائل
الْخَلِيفَة رشدين مَوْلَاهُ وعَلى رسائل الْعمَّال عقبَة قتل يُوسُف
سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن نَيف وَسِتِّينَ سنة وَفِي
ولَايَة يُوسُف بْن عُمَر مَاتَ جبلة بْن سحيم وَفِي هَذِهِ السّنة
وَهِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ عَمْرو بْن دِينَار مولى آل
باذان بِمَكَّة وَسَعِيد بْن أَبِي سعيد المَقْبُري بِالْمَدِينَةِ
وَعبد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر
بِالْمَدِينَةِ وَسليمَان بْن حبيب بِالشَّام وَكَانَ قَاضِيا
وَفِي ولَايَة الْوَلِيد بْن يَزِيد مَاتَ نبيه بْن وهب وَمُحَمّد بْن
قيس مولى أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَالْحصين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
عَمْرو بْن سعد بْن معَاذ
بيعَة يَزِيد بْن الْوَلِيد ووفاته
وفيهَا بُويِعَ يَزِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فِي أول رَجَب
وَأمه بنت يزدجرد ابْن كسْرَى
(1/368)
وَفِي هَذِهِ السّنة مَاتَ يَزِيد بْن
الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان الَّذِي يُقَال لَهُ يَزِيد
النَّاقِص
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَعبد
اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا
مَاتَ يَزِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بِدِمَشْق لعشر بَقينَ من
ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن خمس أَو سِتّ
وَثَلَاثِينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد
بْن عَبْد الْملك
قَالَ حَاتِم بْن مُسلم وَهُوَ ابْن سِتّ وَأَرْبَعين
وَقَالَ عَبْد الْعَزِيز بُويِعَ وَهُوَ ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة
وَمَات وَلم يبلغ الْأَرْبَعين ولد يَزِيد بِدِمَشْق سنة سِتّ
وَتِسْعين وَبَايع أهل الشَّام إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بن عبد
الْملك ماخلا أهل حمص فَإِنَّهُم أَبَوا أَن يبايعوه
فَحَدثني الْعَلَاء بْن برد بْن سِنَان قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ
حضرت يَزِيد بْن الْوَلِيد حِين حَضرته الْوَفَاة فَأَتَاهُ قطن
فَقَالَ أَنا رَسُول من وَرَاء بابك يَسْأَلُونَك بِحَق اللَّه لما
وليت أَمرهم أَخَاك إِبْرَاهِيم فقطب وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبهته
أَنا أولي إِبْرَاهِيم ثمَّ قَالَ لي يَا أَبَا الْعَلَاء إِلَى من ترى
أَن أَعهد فَقلت أَمر نهيتك عَن الدُّخُول فِي أَوله فَلَا أُشير
عَلَيْك فِي آخِره قَالَ وأصابته إغماءة حَتَّى ظَنَنْت أَنه قد مَاتَ
فَفعل ذَلِكَ غير مرّة قَالَ فَقعدَ قطن فافتعل عهدا عَلَى لِسَان
يَزِيد بْن الْوَلِيد ودعا نَاسا فأشهدهم عَلَيْهِ قَالَ أَبِي وَلَا
وَالله مَا عهد إِلَيْهِ يَزِيد شَيْئا وَلَا إِلَى أحد من النَّاس
تَسْمِيَة عُمَّال يَزِيد بْن الْوَلِيد
ولى الْعرَاق مَنْصُور بْن جُمْهُور الْكَلْبِيّ وَيُقَال افتعل عهدا
عَلَى لِسَانه ولي نَحوا من أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَجعل عَلَى شَرطه
الْحجَّاج بن أَرْطَاة الْفَقِيه
(1/369)
مَكَّة وَالْمَدينَة والطائف ولاها يَزِيد
بْن الْوَلِيد عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن
عُثْمَان بْن عَفَّان ثمَّ عَزله وولاها عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن
عَبْد الْعَزِيز
الْبَصْرَة قتل الْوَلِيد وَعَلَيْهَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن
مُحَمَّد فهرب فَاصْطَلَحَ أهل الْبَصْرَة عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن
عَبْد اللَّهِ بْن أُميَّة يُقَال لَهُ الأفوه فصلى بهَا جُمُعَة ثمَّ
قدم جرير بْن يَزِيد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ البَجلِيّ ثمَّ ولي
عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْعرَاق فَكتب إِلَى
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عُثْمَان فصلى بِالنَّاسِ حَتَّى قدم ابْن
سُهَيْل وَيُقَال ولي عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بعد عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي عُثْمَان سعيد بْن عَمْرو بْن جعدة بْن هُبَيْرَة المَخْزُومِي
فَأخْرجهُ أهل الْبَصْرَة فولى عَمْرو بْن سُهَيْل بْن عَبْد الْعَزِيز
بْن مَرْوَان وَبعث الضَّحَّاك بْن قيس الْخَارِجِي حِين غلب عمَارَة
الْكُوفَة ولاها مَنْصُور بْن جُمْهُور عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس
فَعَزله ابْن عُمَر وَولى أَخَاهُ عَاصِم بْن عُمَر
سجستان قتل الْوَلِيد وَعَلَيْهَا حَرْب بْن قطن فولاها مَنْصُور بْن
جُمْهُور مُحَمَّد بْن عزار فَعَزله ابْن عُمَر وولاها حَرْب بْن قطن
فَأَقَامَ شهرا ثمَّ خرج عَنها واستخلف سوار بْن الْأَشْعر الْمَازِني
فَلم ترض بَكْر بْن وَائِل وقاتلوا تميما فَبعث ابْن عُمَر سعيد ابْن
عَمْرو من آل سعيد بْن الْعَاصِ فَلم ترض تَمِيم وَبكر
خُرَاسَان نصر بْن سيار حَتَّى انْقَضى أَمر بَنِي أُميَّة
السَّنَد لما عزل مَنْصُور بْن جُمْهُور عَن الْعرَاق أَتَى السَّنَد
فغلب عَلَيْهَا وَنزل الْعَسْكَر وسماها المنصورية
أفريقية عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب غلب عَلَيْهَا
(1/370)
الْقُضَاة
قَضَاء الْبَصْرَة اعتزل عَامر بْن عُبَيْدَة فِي الْفِتْنَة
الْكُوفَة ابْن أَبِي ليلى
الْمَدِينَة ولاها عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرو
بْن عُثْمَان سعد بْن إِبْرَاهِيم ثمَّ عزل يَزِيد عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَولى عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد
الْعَزِيز فعزل سعد ابْن إِبْرَاهِيم واستقضى عُثْمَان بْن عُمَر
التَّيْمِيّ
شَرط يَزِيد بْن الْوَلِيد بكير بْن شماخ اللَّخْمِيّ حى مَاتَ يَزِيد
كَاتب الرسائل لَيْث بْن أَبِي سُلَيْمَان بْن سعد
الْخراج والجند والخاتم الصَّغِير النَّضر بْن عَمْرو من أهل الْيمن
مَعَ الحرس
خَاتم الْخلَافَة عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنْبَل الْكَلْبِيّ وَيُقَال
قطن مَوْلَاهُ وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة
أَمر عَمْرو بْن سُهَيْل بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بْن الحكم
فحدثنا أَبُو عُبَيْدَة قَالَ وَجه يَزِيد بْن الْوَلِيد عَند ولَايَته
عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز إِلَى الْعرَاق
خُرُوج سعيد بْن بَحْدَل بالجزيرة
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ سِتّ وَعشْرين وَمِائَة خرج سعيد
بْن بَحْدَل من النمرين قاسط بالجزيرة فِي شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين
وَمِائَة ثمَّ قطع دجلة إِلَى قردى ثمَّ
(1/371)
سَار حَتَّى نزل المرج من كور الْموصل فِي
أول يَوْم من شهر رَمَضَان فلقي أَبَا كرب رجلا من حمير قد كَانَ خرج
فِي نَاس كثير وَسمي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَنظر فِي مخرجهما فوجدوا
سعيدا خرج قبله فَعرف ذَلِكَ لَهُ أَبُو كرب وَسلم الْأَمر إِلَيْهِ
وأتى منزله وتفرق أَصْحَابه فَاجْتمع إِلَى سعيد نَحْو من خمس مائَة
رجل حَتَّى نزل عَلَى مَدِينَة الْموصل أَيَّامًا فَسَأَلُوهُ أَن يرحل
عَنهم وَأَعْطوهُ الرضى فَرَحل عَنهم وَسَار إِلَى شهرزور فلقي شَيبَان
بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي وَقد اجْتمع إِلَيْهِ وَسمي أَمِير
الْمُؤمنِينَ فَنظر فِي مخرجهما فوجدوا سعيدا خرج قبله فَسلم شَيبَان
وَسَار مَعَه وَقد كَانَ شَيبَان قبل ذَلِكَ لَقِي رجلا من أهل الشَّام
يُقَال لَهُ نصير فِي خيل فَقتله وَانْهَزَمَ أَصْحَابه
سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة
خبر بيعَة مَرْوَان بْن مُحَمَّد وخلع إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد
فِيهَا وَقعت الْفِتْنَة
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قتل الْوَلِيد بْن يَزِيد ومروان
بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بأرمينية واليا فَلَمَّا أَتَاهُ قتل
الْوَلِيد دَعَا النَّاس إِلَى بيعَة من رضيه الْمُسلمُونَ فَبَايعُوهُ
فَلَمَّا أَتَاهُ وَفَاة يَزِيد بْن الْوَلِيد دَعَا قيسا وَرَبِيعَة
فَفرض لسِتَّة وَعشْرين ألفا من قيس وَسَبْعَة آلَاف من ربيعَة
فَأَعْطَاهُمْ أعطياتهم وَولى عَلَى قيس إِسْحَاق بْن مُسلم الْعقيلِيّ
وعَلى ربيعَة الْمسَاوِر بْن عقبَة ثمَّ خرج يُرِيد الشَّام واستخلف
عَلَى الجزيرة أَخَاهُ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان
فَلَقِيَهُ وُجُوه قيس الوثيق بْن الْهُذيْل بْن زفر وَيزِيد بْن عُمَر
بْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ وَأَبُو الْورْد بْن الْهُذيْل بْن زفر بْن
عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْهِلَالِي فِي أَرْبَعَة أَو
خَمْسَة آلَاف من قيس فَسَارُوا مَعَه حَتَّى قدم حلب وَبهَا بشر
(1/372)
ومسرور ابْنا الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك
أرسلهما إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد حِين بلغه مسير مَرْوَان فصاف
الْقَوْم فَخرج أَبُو الْورْد بْن الْهُذيْل بْن زفر فِي ثَلَاث مئة
وَكَبرُوا وحملوا عَلَى مَرْوَان حَتَّى كَانُوا قَرِيبا مِنْهُ ثمَّ
حولوا وجههم وقلبوا أترستهم وَلَحِقُوا بِمَرْوَان وَحمل مَرْوَان وَمن
مَعَه فَانْهَزَمَ مسرور وَبشر من غير قتال فَأَخذهُمَا مَرْوَان
فحبسهما عَنده وَأسر نَاسا كثيرا من أصحابهما فَأعْتقهُمْ مَرْوَان
ثمَّ سَار مَرْوَان حَتَّى أَتَى حمص فَدَعَاهُمْ إِلَى الْمسير مَعَه
والبيعة لوليي الْعَهْد الحكم وَعُثْمَان ابْني الْوَلِيد بْن يَزِيد
وهما محبوسان عَند إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بِدِمَشْق فَبَايعُوهُ
وَخَرجُوا مَعَه حَتَّى أَتَى عَسْكَر سُلَيْمَان ابْن هِشَام بْن
عَبْد الْملك بعد قتال شَدِيد وحوى مَرْوَان عسكره وَبلغ عَبْد
الْعَزِيز بْن الْحجَّاج بْن عَبْد الْملك مَا لَقِي سُلَيْمَان وَهُوَ
معسكر فِي نَاحيَة أُخْرَى فَأقبل لي دمشق وَخرج إِبْرَاهِيم بْن
الْوَلِيد من دمشق وَنزل بَاب الجأبية وتهيأ لِلْقِتَالِ وَمَعَهُ
الْأَمْوَال عَلَى الْعجل ودعا النَّاس فخذلوه وَأَقْبل عَبْد
الْعَزِيز بْن الْحجَّاج وَسليمَان بْن هِشَام فدخلا مَدِينَة دمشق
يُريدَان قتل الحكم وَعُثْمَان بْن الْحجَّاج وَسليمَان بْن هِشَام
فدخلا مَدِينَة دمشق يُريدَان قتل الحكم وَعُثْمَان ابْني الْوَلِيد
وهما فِي السجْن وَجَاء يَزِيد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي
فَدخل السجْن فَقتل يُوسُف بْن عُمَر وَالْحكم وَعُثْمَان ابْني
الْوَلِيد بْن يَزِيد وهما الحملان
قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن وَاقد الْجرْمِي أَن
يَزِيد بْن خَالِد قَتلهمَا وَيُقَال ولي قَتلهمَا مولى لخَالِد بْن
عَبْد اللَّهِ يُقَال لَهُ أَبُو الْأسد شدخهما بالعمد وأتاهم رَسُول
إِبْرَاهِيم فَتوجه عَبْد الْعَزِيز بْن الْحجَّاج إِلَى دَاره ليخرج
عِيَاله فثار بِهِ أهل دمشق فَقَتَلُوهُ واحتزوا رَأسه فَأتوا بِهِ
أَبَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَكَانَ
مَحْبُوسًا مَعَ يُوسُف بْن عُمَر وَأَصْحَابه فأخرجوه فوضعوه عَلَى
الْمِنْبَر فِي قيوده وَرَأس عَبْد الْعَزِيز بَين يَدَيْهِ وحلوا
قيوده وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر فخطبهم وَبَايع لمروان وَشتم يَزِيد
وَإِبْرَاهِيم ابْني الْوَلِيد وأشياعهم وَأمر بجسد عَبْد الْعَزِيز
فصلب عَلَى بَاب الْجَابِيَة منكوسا وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى مَرْوَان
بْن مُحَمَّد وَبلغ إِبْرَاهِيم فَخرج هَارِبا وَاسْتَأْمَنَ
(1/373)
أَبُو مُحَمَّد لأهل دمشق فَأَمنَهُمْ
مَرْوَان وَرَضي عَنهم ثمَّ أَتَى مَرْوَان يَزِيد بْن خَالِد بْن
يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَأَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد
بن مُعَاوِيَة وَمُحَمّد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَأَبُو بَكْر
بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد فَأذن لَهُم وَكَانَ أول من تكلم أَبُو
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَسلم
عَلَيْهِ بالخلافة وَعَزاهُ عَلَى الْوَلِيد وابنيه الحكم وَعُثْمَان
ابْني الْوَلِيد فَقَالَ وَأُصِيب الغلامان إِنَّا لله إِن كَانَا
الحملين الَّذين يؤكلان ويوضعان ثمَّ بَايعُوهُ ثمَّ أَتَى دمشق فَأمر
بِيَزِيد بْن الْوَلِيد فنبش وصلب وأتته بيعَة أهل الشَّام
وفيهَا أَتَى إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد مَرْوَان بْن مُحَمَّد
بالجزيرة فَخلع نَفسه وَبَايَعَهُ فَقبل مِنْهُ وأمنه وَسَار
إِبْرَاهِيم فَنزل الرقة عَلَى شاطئ الْفُرَات ثمَّ أَتَاهُ كتاب
سُلَيْمَان بْن هِشَام يستأمنه فَأَمنهُ فَأَتَاهُ فَبَايعهُ واستقامت
لمروان بْن مُحَمَّد وَكَانَت ولَايَة إِبْرَاهِيم ابْن الْوَلِيد
المخلوع أشهرا
قَالَ أَبُو الْحسن شَهْرَيْن وَنصفا
وفيهَا قتل يَزِيد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي بالغوطة
قَتله رجل من بَنِي تَمِيم يُقَال لَهُ صعصعة
وفيهَا قتل زامل بْن عَمْرو بِأَمْر مَرْوَان الْوَلِيد وخالدا ابْني
يَزِيد بْن الْوَلِيد ابْن عَبْد الْملك وفيهَا خلع ثَابت بْن بنعم
وَقَالَ أَنا الْأَصْفَر القحطاني وفيهَا خلع أهل حمص ودمشق مَرْوَان
فَسَار مَرْوَان حَتَّى أَتَى حمص فَظهر عَلَيْهِم فَقتل رُؤَسَاء من
رُؤَسَائِهِمْ وَأمر بهدم نَاحيَة من مدينتهم ونادى فِي النَّاس
بالأمان ثمَّ وَجه الْوَلِيد بْن مُعَاوِيَة بْن مَرْوَان إِلَى ثَابت
بْن نعيم وَهُوَ بطبرية فحاصر أَهلهَا وَانْهَزَمَ ثَابت وَقتل من
أَصْحَاب مقتلة عَظِيمَة وهرب ثَابت فَأتى فلسطين مسخفيا وَأتبعهُ
مَرْوَان عَمْرو بْن الوضاح وَأَبا الْورْد فَعلم بمكانه فَأخذ فَبعث
بِهِ إِلَى مَرْوَان بِدِمَشْق فَقطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ
(1/374)
خبر بيعَة عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة
بِالْكُوفَةِ
وفيهَا وَهِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة بَايع أهل الْكُوفَة عَبْد
اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر ذِي الجناحين
وَمَعَهُ أَخَوَاهُ الْحسن وَيزِيد ابْنا مُعَاوِيَة
فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ قدم عَبْد اللَّهِ بْن
مُعَاوِيَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر وأخواه الْحسن وَيزِيد ابْنا
مُعَاوِيَة عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز
الْكُوفَة فِي ولَايَة يَزِيد بْن الْوَلِيد فأكرمهم وَحَملهمْ وأجرى
عَلَيْهِم كل يَوْم ثَلَاث مائَة دِرْهَم فَلَمَّا مَاتَ يَزِيد
وَبَايع إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد مَرْوَان ثار نَاس من الشِّيعَة
فدعوا إِلَى بيعَة ابْن مُعَاوِيَة وَكَانَ الَّذِي فعل ذَلِكَ هِلَال
بْن الْورْد مولى بَنِي عجل وَأتوا بِهِ وأدخلوه الْقصر وَبَايَعَهُ
أهل الْكُوفَة وَإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّهِ وَمن كَانَ من أهل
الشَّام بِالْكُوفَةِ وَدخل فَأَقَامَ أَيَّامًا يبايعه النَّاس وأتته
بيعَته من الْمَدَائِن وَمن كل وَجه وَخرج يَوْم الْأَرْبَعَاء يُرِيد
ابْن عُمَر فَلم يكن بَينهم قتال ثمَّ أصبح النَّاس غادين إِلَى
الْقِتَال فَقتل مكبر بْن الْحوَاري فِي نَاس كثير من أهل الْيمن مَعَ
ابْن مُعَاوِيه وَانْهَزَمَ فَدخل الْقصر وَبقيت الزيديه فَقَاتلُوا
قتالا شَدِيدا والزموا أَفْوَاه السكَك حَتَّى أخد لعبد الله بن
مُعَاوِيه وأَخَوَيْهِ أَن يأخدوا حَيْثُ شاؤوا من الْبِلَاد وَلَا
يتبعوا وَأرْسل ابْن عُمَر إِلَى عُمَر بْن الغضبان بْن القبعثري
يَأْمُرهُ بنزول الْقصر وَإِخْرَاج ابْن مُعَاوِيَة فَأرْسل إِلَيْهِ
عُمَر بْن الغضبان فرحله وَمن مَعَه من شيعته وَمن تبعه من أهل
الْمَدَائِن وَأهل السوَاد وَأهل الْكُوفَة فسارت بهم رسل عُمَر حَتَّى
أخرجوهم من الجسر وَنزل عُمَر الْقصر ثمَّ بعث ابْن عُمَر إِسْمَاعِيل
بْن عَبْد اللَّهِ أَمِيرا
وَفَاة سعيد بْن بَحْدَل واستخلاف الضَّحَّاك وَفِي هَذِهِ السّنة
وَهِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ سعيد بْن بَحْدَل الْخَارِجِي
فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم أَن سعيد بْن بَحْدَل لما حَضرته
الْوَفَاة بشهرزور اجْتمع إِلَيْهِ قواده فَدَعَاهُمْ أَن يسْتَخْلف
عَلَيْهِم رجلا مِنْهُم فاجعلوا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالَ لنا
اخْتَارُوا مِنْكُم عشرَة فَأخْرج مِنْهُم عشرَة ثمَّ صيرهم إِلَى
أَرْبَعَة ثمَّ قَالَ للأربعة
(1/375)
اخْتَارُوا فَاخْتَارُوا الضَّحَّاك بْن
قيس المحلمي وشيبان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي فَقَالَ لَهما
سعيد اختارا للْمُسلمين ولأنفسكما فَقَالَ شَيبَان فَإِنِّي أخْتَار
لنَفْسي وللعامة الضَّحَّاك وَقَالَ الضَّحَّاك أخْتَار لنَفْسي
وللعامة شَيبَان فَأبى شَيبَان إِلَّا الضَّحَّاك وَرَضي بذلك أصحابهما
فَبَايعُوا الضَّحَّاك فَقَالَ الضَّحَّاك بَيْتا ... لأوردن رجَالًا
إِن ملكتهم طعَنا يشج كأفواه المثاعيب ...
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن سعيد
الشَّيْبَانِيّ أَن سعيد بْن بَحْدَل جعلهَا شُورَى بَين سِتَّة
مِنْهُم الضَّحَّاك والخيبري وشيبان وَعبيدَة بْن سوار التغلبي وَكَانَ
غَائِبا بِأَذربِيجَان فَبَايعُوا الضَّحَّاك ثمَّ قدم عُبَيْدَة فَأبى
أَن يرضى بِالضحاكِ فَقَالُوا لَهُ لتدخلن فِيمَا دخلن فِيهِ أَو
لنشعرنك برماحنا فَبَايعهُ ثمَّ وَجه الضَّحَّاك حبناء بْن عصمَة
الشَّيْبَانِيّ فِي خيل إِلَى تكريت فغلب عَلَيْهَا فَبعث بمالها إِلَى
الضَّحَّاك وَوجه أَبَا الريش خَالِد بْن الريش إِلَى حولايا وأرضها
فلقي جَمِيع بْن مقرن الْكَلْبِيّ وحريث بْن أَبِي الجهم فَقتل جَمِيع
وَانْهَزَمَ حُرَيْث فَأتى الْمَدَائِن وَوجه عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر
الْأَصْبَغ بْن ذؤالة فَنزل الْمَدَائِن فَأقبل أَبُو الريش وعبثل
وحبناء بْن عصمَة فَالْتَقوا جَمِيعًا بِالْمَدَائِنِ فَقطع الإصبغ بْن
ذؤالة الجسر وَانْصَرف إِلَى الْكُوفَة وَأَقْبل الضَّحَّاك بْن قيس
يُرِيد الْكُوفَة فَنزل دير الثعالب فِي ثَلَاثَة آلَاف وَالْمُكثر
يَقُول فِي أَرْبَعَة آلَاف وَبعث عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر عبيد اللَّه
بْن الْعَبَّاس الْكِنْدِيّ فِي عشرَة آلَاف فتوافقوا وَبينهمْ
الْفُرَات فَقَالَ مِسْكين يَا عبيد اللَّه اختر إِن شِئْت أَن تعبر
إِلَيْنَا وَلَك الذِّمَّة أَلا نحركك حَتَّى تقطع جَمِيع من مَعَك
وَإِمَّا أَن تُعْطِينَا مثل ذَلِكَ فنعبر إِلَيْكُم فَأبى
(1/376)
ذَلِكَ عبيد اللَّه وَانْصَرف إِلَى
الْكُوفَة وَعبر مِسْكين الْفُرَات وَأَقْبل الضَّحَّاك فَنزل بشاطئ
الْفُرَات وَضرب النَّاس معابر فعبروا وَسَار مِسْكين فَوجدَ ابْن
عُمَر وَأهل الشَّام وَأهل الْكُوفَة عَلَى أَفْوَاه السكَك وَقد
خندقوا وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لليال خلون من شعْبَان سنة سبع
وَعشْرين وَمِائَة فاقتحم أَصْحَاب مِسْكين الْخَنَادِق فأصيب مِنْهُم
سَبْعَة عشر إنْسَانا من رجل وَامْرَأَة وَبلغ ذَلِكَ الضَّحَّاك فَبعث
حبناء بْن عصمَة فِي نَاس وعزم عَلَيْهِم أَلا يقاتلوا تِلْكَ
اللَّيْلَة وَأَقْبل الضَّحَّاك فِيمَن مَعَه فَحمل عَلَيْهِم حَتَّى
إِذا كَانَ حَيْثُ تناله النشاب أنزل من كل كرْدُوس عِصَابَة نشطوا
لِلْقِتَالِ فَلم يلبث أهل الشَّام أَن انْهَزمُوا وعبروا الْخَنَادِق
فَدَخَلُوا الْكُوفَة ثمَّ رجعُوا من ساعتهم وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس
فَرَجَعُوا إِلَى مواقفهم وَحمل بَعضهم عَلَيْهِم فَقتل عَاصِم بْن
عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وجعفر بْن الْعَبَّاس وَانْهَزَمَ أهل
الشَّام ثمَّ غَدا ابْن عُمَر يَوْم الْجُمُعَة وحضض النَّاس وَوجه
الْأَصْبَغ بْن ذؤالة فِي عشرَة آلَاف فَأخذ المحجة كَأَنَّهُ يُرِيد
الشَّام وَالضَّحَّاك وَمن مَعَه وقُوف وَهُوَ يُرِيد أَن يخالفهم
إِلَى عَسْكَرهمْ وَقد كَانَ بَلغهُمْ فخلفوا شَيبَان فِي الْعَسْكَر
فَانْطَلق الْأَصْبَغ وَمن مَعَه حَتَّى إِذا كَانُوا بِإِزَاءِ
الضَّحَّاك عَلَى ابْن عُمَر وَعَلَيْهِم فَلم يلو أحد مِنْهُم عَلَى
صَاحبه فَلَمَّا جنهم اللَّيْل خرج أهل الشَّام من الْكُوفَة متوجهين
فِي كل وَجه فَلم يبْق فِيهَا مِنْهُم أحد فَأصْبح ابْن عُمَر فَخرج
مُتَوَجها إِلَى وَاسِط منادى الضَّحَّاك أَلا تتبعوا موليا وَلَا
تجرحوا أحدا وَقد أجلناكم يَا أهل الشَّام ثَلَاثًا فَمن دخل فِيمَا
دَخَلنَا فِيهِ فَلهُ مالنا وَمن أحب أَن يتَوَجَّه حَيْثُ شَاءَ من
الأَرْض فليتوجه آمنا فَمن أَتَاهُم ألحقوه بهم وَمن شخص لم يعرضُوا
لَهُ وَبعث حبناء بْن عصمَة إِلَى قصر الْكُوفَة فَبَاعَ الْفَيْء
وَأصَاب خَزَائِن كَثِيرَة وسلاحا وأموالا فَلَمَّا كَانَ أول يَوْم من
شهر رَمَضَان سَار الضَّحَّاك إِلَى وَاسِط فاستخلف عَلَى الْكُوفَة
ملْحَان وَسَار الضَّحَّاك حَتَّى نزل عَلَى ابْن عُمَر بواسط فقاتله
وَفَارِس أهل الشَّام والقائم بِتِلْكَ الْحَرْب مَنْصُور بْن جُمْهُور
فَقتل جحشنة ابْن أخي مَنْصُور فِي تِلْكَ الْحَرْب وَحمل مَنْصُور
عَلَى عِكْرِمَة فَقتله
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق وَحَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن سعيد قَالَ
خرج مَنْصُور يَوْمًا فَحمل
(1/377)
عَلَى عَبْد الْملك بْن عَلْقَمَة فطعنه
فأنفذ الرمْح من ظَهره فَقتله فتقوضت صُفُوف الضَّحَّاك وَانْصَرفُوا
جزعا عَلَيْهِ يُقَال كَانَ الْقِتَال سِتَّة أشهر وَيُقَال سنة حَتَّى
صَالحه ابْن عُمَر فَأرْسل ابْن عُمَر إِلَى الضَّحَّاك عَلَى أَن
يُعْطِيهِ الرضى ويقره عَلَى عمله
قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عون بْن يَزِيد الْبَاهِلِيّ قَالَ إِنِّي
بواسط إِذْ رَأَيْت عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر أَتَى الضَّحَّاك
فَأعْطَاهُ الرضى وَفِي ذَلِك شبيل بن عزْرَة الضبعِي ... ألم تَرَ أَن
اللَّه أظهر دينه وصلت قُرَيْش خلف بَكْر بْن وَائِل ...
وَأقَام الْحَج سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر
بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَفِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة
مَاتَ أَبُو إِسْحَاق الهمذاني يُقَال يَوْم دخل الضَّحَّاك بْن قيس
الْكُوفَة وَأَبُو حُصَيْن وَسَعِيد بْن مَسْرُوق الثَّوْريّ وَجَابِر
بْن يَزِيد الْجعْفِيّ قَالَ أَبُو نعيم سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة
وَعَاصِم بْن بَهْدَلَة مولى بَنِي أَسد وَإِسْمَاعِيل بْن عَبْد
الرَّحْمَن السّديّ وجامع بْن شَدَّاد كلهم بِالْكُوفَةِ وَمُحَمّد بْن
وَاسع الْأَزْدِيّ بِالْبَصْرَةِ وَيزِيد بْن أَبِي حبيب بِمصْر ووهب
بْن كيسَان مولى آل الزبير
سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة
خبر الْقِتَال بَين الضَّحَّاك ومروان
فِيهَا سَار الضَّحَّاك بْن قيس حَتَّى أَتَى الْموصل فَخرج إِلَيْهِ
عاملها فَقتله الضَّحَّاك وَاسْتولى عَلَى الْمَدِينَة فَبلغ مَرْوَان
فَكتب إِلَى ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان وَهُوَ يَوْمئِذٍ عَلَى
الجزيرة يَأْمُرهُ أَن ينزل بنصيبن وَسَار إِلَيْهِ الضَّحَّاك فحاصره
نَحوا من شَهْرَيْن قبنصبين فَلم يظفر مِنْهُ بشئ وَبث الْخُيُول فِي
الْغَارة عَلَى أَرض الجزيرة حَتَّى بلغت خيله الرقة
(1/378)
وَاجْتمعت إِلَى الضَّحَّاك مُلُوك أهل
الشَّام مِمَّن هرب من مَرْوَان من قُرَيْش وَغَيرهم وَسَار مَرْوَان
يُرِيد نَصِيبين فَرَحل من عين الوردة فَنزل الأكدر ثمَّ رَحل من
الأكدر يَوْم الِاثْنَيْنِ زحفا عَلَى تعبئة ورجالته تمشي وخيوله
مجففات وَهُوَ فِي الْقلب فَاسْتَقْبلهُ الضَّحَّاك عَلَى قريب من
فرسخين من عَسْكَر الضَّحَّاك قَرِيبا من صَلَاة الظّهْر
قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني السّري بْن مُسلم والوليد بْن سعيد أَن
العسكرين لما تقاربا قَامَ إِلَى الضَّحَّاك أَشْرَاف من مَعَه من أهل
الشَّام فَقَالُوا لَهُ إِنَّه وَالله مَا اجْتمع إِلَى دَاع دَعَا
إِلَى هَذَا الرَّأْي مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَام مَا اجْتمع مَعَك
فَتَأَخر وَقدم من خيلك ورجالتك وفرسانك من يلقى هَذَا الطاغية فَقَالَ
إِنِّي وَالله مَالِي فِي دنياكم هَذِهِ حَاجَة وَإِنَّمَا أردْت هَذَا
الطاغية وَقد جعلت لله عَلِيّ إِن رَأَيْته أَن أحمل عَلَيْهِ حَتَّى
يحكم اللَّه بيني وَبينهمْ وَعلي دين سَبْعَة دَرَاهِم فِي كمي مِنْهَا
ثَلَاثَة دَرَاهِم ثمَّ أقبل مَرْوَان فَالْتَقوا فَاقْتَتلُوا حَتَّى
غَابَتْ الشَّمْس وَقتل الضَّحَّاك فِي المعركة وَلَا يعلم بِهِ وحجز
بَينهم اللَّيْل وَرجع الْفَرِيقَانِ إِلَى معسكرهم وَقتل مِنْهُم
نَحْو من سِتَّة آلَاف وَأكْثر الْقَتْلَى أَصْحَاب الضَّحَّاك وَقتل
من الشراة نَحْو من ثَمَان مائَة امْرَأَة وَأمر مَرْوَان حِين أصبح
فنصب راية أَمَان ودعا إِلَيْهَا وَخرج الْخَيْبَرِيّ ودعا فِي شراته
من أَرَادَ الْجنَّة وَالْمَوْت فلينتدب معي فَانْتدبَ مَعَه ثَلَاث
مائَة وَخَمْسُونَ فَارِسًا فحملوا عَلَى مَرْوَان فِي الْقلب فانكشف
وأعرى الْقلب وَشد رجل من الْخَوَارِج عَلَى مَرْوَان فَضَربهُ
بِالسَّيْفِ عَلَى عَاتِقه فَقطع الحمائل وَسقط الجفن وضربه مَرْوَان
فَأصَاب يَده وَولى هَارِبا
قَالَ إِسْمَاعِيل حَدَّثَنِي السّري وَكَانَ شهد ذَلِكَ الْيَوْم
قَالَ هَاجَتْ يَوْمئِذٍ ضَبَابَة فَمَا كَانَ الرجل يبصر عرف فرسه
وَلَا سَوْطه وَمضى فل مَرْوَان فِي كل وَجه
(1/379)
وَبَقِي ابْنه عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان
فِي الميمنة وَإِسْحَاق بْن مُسلم فِي الميسرة عَلَى حَالهمَا لَا
يعلمَانِ حَال مَرْوَان وَجَاء الْخَيْبَرِيّ فَدخل عَسْكَر مَرْوَان
فَقطع أطناب رواقه وَقعد عَلَى سَرِيره وتفرق أَصْحَابه حول الْحُجْرَة
فِي النهب وَالْقَتْل وشعارهم يَا خيبري وَلَا يعلم سَائِر أَصْحَاب
الْخَيْبَرِيّ بِالْأَمر للنقع والضباب وَلَا يرَوْنَ الْخَيْبَرِيّ
إِلَّا وَقد قتل فَلَمَّا رأى من فِي عَسْكَر مَرْوَان قلتهم ثار مولى
لمُحَمد بْن مَرْوَان وَكَانَ فِي حرسه رجل يُقَال لَهُ سُلَيْمَان بْن
مسروح من البرابرة فَنَادَى فِي العبيد من اتبعَني فَهُوَ حر فَاجْتمع
إِلَيْهِ من العبيد وَغَيرهم نَحْو من ثَلَاثَة آلَاف رجل أَو
أَرْبَعَة آلَاف رجل فَقتل الْخَيْبَرِيّ وانجلت الضبابة عَن مجنبتي
مَرْوَان عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان وَإِسْحَاق بْن مُسلم فَرَأَوْا
أَعْلَام الشراة فِي مَوضِع مَرْوَان فَقَالُوا قد قتل الْخَيْبَرِيّ
واحتمله أَصْحَابه فدفنوه فَلم يقدروا عَلَى رَأسه وَلَا جسده وَخرج
مولى لمروان يُقَال لَهُ غَزوَان يرْكض عَلَى فرسه حَتَّى أَتَى
مَرْوَان فَأخْبرهُ الْخَبَر فَرجع مَرْوَان إِلَى عسكره وتابعت الشراة
مكانهم فارتحل شَيبَان رَاجعا حَتَّى نزل الزابين من أَرض الْموصل
فَخَنْدَق عَلَى نَفسه وَأَتَاهُ مَرْوَان فَقَاتلهُمْ عشرَة أشهر كل
يَوْم راية مَرْوَان مهزومة ثمَّ رفض شَيبَان الْخَنَادِق وَخرج إِلَى
شهرزور ثمَّ انحدر عل ماه ثمَّ عَلَى الصيمرة ثمَّ أَتَى كرمان ثمَّ
أَتَى جَزِيرَة بركاوان ثمَّ أَتَى عمان فقاتلوه فَقتل بهَا
قَالَ إِسْمَاعِيل فَحَدثني عَاصِم بْن الْحدثَان قَالَ حَدَّثَنِي
حبيب بْن جدرة الْهِلَالِي قَالَ مَا رَأَيْت امْرَأَة أَشد كمدا من
امْرَأَة من بَنِي شَيبَان قتل أَبوهَا وأخوها وَزوجهَا وَأمّهَا
وعمتها وخالتها مَعَ الضَّحَّاك فَمَا رقأت لَهَا عين وَلَا رَأَيْتهَا
ضاحكة وَلَا مبتسمة فَقَالَت ... من لقلب شفه الْحزن أَو لنَفس مَالهَا
سكن ...
(1/380)
.. ظعَن الْأَبْرَار فارتحلوا خَيرهمْ من
معشر ظعَنوا ...
... معشر قضوا نحوبهم كلما قد قدمُوا حسن ...
... صَبَرُوا عَند السيوف فَلم ينكلُوا عَنها وَلَا جبنوا ...
... فتية باعوا نُفُوسهم لَا وَرب الْبَيْت مَا غبنوا ...
... تبعوا مرضاة رَبهم حِين مَاتَ الدَّين وَالسّنَن ...
... فَأصَاب الْقَوْم مَا طلبُوا منَّة مَا بعْدهَا منن ...
خُرُوج بسطَام بن لَيْث الثَّعْلَبِيّ بِأَذربِيجَان
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة خرج
بسطَام بْن لَيْث الثَّعْلَبِيّ أحد بَنِي زيد بِأَذربِيجَان وَهُوَ
يرى رَأْي البيهسية فَقتل عَاملا لمروان ثمَّ قدم بلد فِي نَيف
وَأَرْبَعين رجلا فَسَار إِلَيْهِ يحيى بْن أَبِي الْحر فِي أهل
الْموصل فَهَزَمَهُمْ ثمَّ أَتَى قردى فمرت بِهِ عِصَابَة من أهل
الشَّام أَكثر من ألف فبيتهم فَأصَاب مِنْهُم ثمَّ انْصَرف إِلَى
نَصِيبين فَقتل بهَا رجلا من الشيبانية يُقَال لَهُ طَارق الأحدب ثمَّ
أَتَى أرمينية وأذربيجان فَوجه إِلَيْهِ عَاصِم بْن زيد أَخَاهُ عَبْد
الْملك فِي سِتَّة آلَاف وَهُوَ
(1/381)
فِي نَحْو من مِائَتي رجل فَقتل عبد الْملك
ورؤوس من مَعَه ثمَّ سَار إِلَى شهرزور وَبهَا جِدَار بْن قيس
الشَّيْبَانِيّ عَامل لمروان فتحصن مِنْهُ ثمَّ سَار مُتَوَجها إِلَى
الْعرَاق فلقي عَزِيز ابْن أَبِي المتَوَكل فِي نَحْو من أَلفَيْنِ
فَهَزَمَهُمْ فَبلغ الضَّحَّاك خَبره فَبعث إِلَيْهِ شَجَرَة بْن
زُهَيْر الشَّيْبَانِيّ والخيبري فَلَقِيَهُ الْخَيْبَرِيّ فبيته فَقتل
بسطَام وَعَامة أَصْحَابه ثمَّ أصبح يتبع من بَقِي مِنْهُم فِي الكروم
والبساتين وَبَاعَ الْفَيْء ثمَّ انْصَرف وَبلغ شَجَرَة فَانْصَرف
وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ بكير بْن عَبْد اللَّهِ بْن
الْأَشَج وَأَبُو عمرَان الْجُوَيْنِيّ وَسعد بْن إِبْرَاهِيم
وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عبد الْعَزِيز
ولَايَة عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْعرَاق
حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه
بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولي عَبْد
اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز الْعرَاق سنة سِتّ وَعشْرين
وَمِائَة ولاه يَزِيد بْن الْوَلِيد فَكَانَ عَلَى شَرطه الْحجَّاج بْن
أَرْطَاة الْفَقِيه ثمَّ توجه إِلَى وَاسِط فولى شَرطه رجلا من كلب
فَلم يزل عَلَى شَرطه ولَايَته كلهَا وَجعل شَرط الْبَصْرَة والكوفة
إِلَى عمالها كَاتب الْخراج روزبهان وَكَاتب الرسائل الحكم بْن
النُّعْمَان مَوْلَاهُ عزل ابْن عُمَر وَهُوَ ابْن أقل من اربعين سنة
ولَايَة يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة عَلَى الْعرَاق
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَجه مَرْوَان
يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة واليا عَلَى الْعرَاق وَذَلِكَ قبل قتل
الضَّحَّاك فَسَار حَتَّى نزل هيت وَبلغ الْخَبَر الْمثنى
(1/382)
ابْن عمرَان العائذي من قُرَيْش وَهُوَ
عَامل الضَّحَّاك عَلَى الْكُوفَة فَوجه إِلَيْهِ مَنْصُور ابْن
جُمْهُور فِيمَن كَانَ مَعَه من الْخَوَارِج فَنزل مَنْصُور الأنبار
وَسَار ابْن هُبَيْرَة فَترك طَرِيق الأنبار حَتَّى خرج عَلَى عين
التَّمْر وَرجع مَنْصُور بْن جُمْهُور والتقوا بغمر فَاقْتَتلُوا
فَهزمَ مَنْصُور وَأَصْحَابه حَتَّى أَتَوا الْكُوفَة وَأَقْبل ابْن
هُبَيْرَة حَتَّى أَتَى الروحاء فَخرج إِلَيْهِ الْمثنى بْن عمرَان
فَهَزَمَهُمْ ابْن هُبَيْرَة وَقتل مِنْهُم قَتْلَى كثيرا وَخَرجُوا من
ليلتهم من الْكُوفَة وَنزل ابْن هُبَيْرَة النخيلة فَسَار إِلَيْهِ
عُبَيْدَة بْن سوار التغلبي وعَلى مقدمته المنتوف بْن سوار فَهَزَمَهُ
حَتَّى انْتهى إِلَى الصراة وَقطع الجسر وَعبيدَة من وَرَاء الصراة
وَأَقْبل مطاعَن بْن مطاعَن من كسكر فِيمَن مَعَه من الشراة حَتَّى نزل
السيب فسرح إِلَيْهِ ابْن هُبَيْرَة رجلا يُقَال لَهُ عَطِيَّة التغلبي
فَقتل مطاعَن عَلَى السيب وَأقَام عسكره عَلَى حَاله عَلَيْهِم رجل
يُقَال لَهُ شَيبَان وَأَقْبل عُبَيْدَة بْن سوار فَسَار إِلَى عَسْكَر
شَيبَان وَأَقْبل ابْن هُبَيْرَة فَالْتَقوا فَاقْتَتلُوا قتالا
شَدِيدا فَقتل عُبَيْدَة وَمن ثَبت مَعَه من الشراة وَمضى مَنْصُور بْن
جُمْهُور حَتَّى أَتَى حلوان فَأَقَامَ بهَا ثمَّ لم يزل ينْتَقل من
مَوضِع إِلَى مَوضِع حَتَّى أَتَى السَّنَد وَمضى أَبُو طالوت الحضي
حَتَّى أَتَى الْبَصْرَة فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا ثمَّ لحق بشيبان بْن
عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة لَجأ
الْحَارِث بْن سريح إِلَى الْكرْمَانِي وَإِلَى الأزد وَقَالَ
تَعَالَوْا نُقَاتِل هَذَا الْبَاغِي يعَني نصر بْن سيار فَقَاتلُوا
نصرا فهزموه فَلَمَّا جن نصرا اللَّيْل خرج مُتَوَجها إِلَى أبر شهر
فطمع الْحَارِث أَن تَجْتَمِع عَلَيْهِ تَمِيم وشامهم فَقَالُوا نَحن
مَعَك فَمَال إِلَيْهِم فاجتمعت مُضر مَعَ الْحَارِث وَبَايَعُوهُ
وَاجْتمعت الْيمن وَرَبِيعَة مَعَ الْكرْمَانِي فَاقْتَتلُوا فَقتل
الْحَارِث لَا يدْرِي من قَتله وهزمت تَمِيم وَغلب الْكرْمَانِي عَلَى
مرو وَكتب العهود وَفِي ذَلِكَ يَقُول نصر بْن سيار فِي قتل الْحَارِث
بْن سُرَيج
(1/383)
.. يَا مدْخل الذل عَلَى قومه ... ... بعدا
وَسُحْقًا لَك من هَالك ...
... مَا كَانَت الأزد وأشياعها ... ... تطمع فِي عَمْرو وَلَا مَالك
...
وَأقَام الْحَج عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بن عبد الْعَزِيز
سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق لما قتل ابْن هُبَيْرَة عُبَيْدَة بْن
سوار وَأَصْحَابه سَار إِلَى وَاسِط فَوَثَبَ من كَانَ فِي الْمَدِينَة
فسدوا بَاب الْقصر عَلَى ابْن عُمَر بِاللَّبنِ حَتَّى أَتَاهُ ابْن
هُبَيْرَة فَقدم إِلَيْهِ بشر بْن عَبْد الْملك بْن بشر بْن مَرْوَان
فَتَنَاول سَيْفه وَأمره بِالدُّخُولِ إِلَى بَيت من بيُوت الْقصر
وَكره ابْن هُبَيْرَة أَن يَلِي ذَلِكَ مِنْهُ وَكتب إِلَى مَرْوَان
بذلك فَكتب إِلَيْهِ مَرْوَان يَأْمُرهُ أَن يقْتله غيلَة فكره ابْن
هُبَيْرَة ذَلِكَ وَكتب إِلَيْهِ مَرْوَان أَن يُرْسل إِلَيْهِ فَأرْسل
بِهِ إِلَى مَرْوَان فحبسه بحران مَعَ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد ابْن
عَليّ
خبر خُرُوج طَالب الْحق بحضرموت
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ تسع وَعشْرين وَمِائَة خرج عَبْد
اللَّهِ بْن يحيى الْأَعْوَر الْكِنْدِيّ الَّذِي يُسمى طَالب الْحق
بحضرموت وَعَلَيْهَا إِبْرَاهِيم بْن جبلة بْن مخرمَة الْكِنْدِيّ
فَأخْرج إِبْرَاهِيم مِنْهُ من غير قتال وَاجْتمعت الإباضية إِلَيْهِ
فَبَايعُوهُ وَعَامة أَصْحَابه أهل الْبَصْرَة ثمَّ خرج إِلَى صنعاء
وَعَلَيْهَا الْقَاسِم بْن عُمَر الثَّقَفِيّ وَهُوَ فِي ألفي رجل من
الشراة وَخرج الْقَاسِم بْن عُمَر وَهُوَ فِي نَحْو من ثَلَاثِينَ ألفا
فَالْتَقوا بالجالح قَرْيَة من قرى أبين
(1/384)
فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انهزم
الْقَاسِم وَأكْثر الْقَتْلَى فِي أَصْحَابه حَتَّى أَتَى صنعاء وَسَار
عَبْد اللَّهِ بْن يحيى وَقد خَنْدَق الْقَاسِم خنادق فبيته فِي وَجه
الصُّبْح فهرب الْقَاسِم وَقتل الصَّلْت بْن يُوسُف بْن عُمَر فِي
المعركة وَقتل نَاس كثير وَدخل صنعاء فَأخذ الخزائن وَالْأَمْوَال فقوي
بهَا فَأَقَامَ أشهرا ثمَّ وَجه إِلَى مَكَّة رجلا من أهل الْبَصْرَة
من الأزد يُقَال لَهُ بلج بْن الْمثنى ثمَّ وَجه أَبَا حَمْزَة
الْمُخْتَار بْن عَوْف الْأَزْدِيّ فِي عشرَة آلَاف وَأمره أَن يُقيم
بِمَكَّة فَزعم إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق أَن بلجا قدم فِي الْمَوْسِم
فَلم يشْعر النَّاس وهم بِعَرَفَات حَتَّى أطلعت عَلَيْهِم الْخَيل من
الْجَبَل من طَرِيق الطَّائِف فَاجْتمع النَّاس إِلَى عَبْد الْوَاحِد
بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَهُوَ وَالِي مَكَّة
وَالْمَدينَة فكره عَبْد الْوَاحِد قِتَالهمْ فَمشى عَبْد اللَّهِ بْن
حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالب بَينهم حَتَّى أَخذ عَلَيْهِم
وَلَهُم أَلا يحدثوا حَدثا حَتَّى يَنْقَضِي أَمر الْمَوْسِم
فَفَعَلُوا فَوقف عَبْد الْوَاحِد بِالنَّاسِ ووقف بلج فِي أَصْحَابه
بِعَرَفَات وبجمع وَأَقَامُوا أَيَّام منى فَلَمَّا كَانَ يَوْم
النَّفر نفر عَبْد الْوَاحِد فَأتى مَكَّة ثمَّ أَتَى أَبُو حَمْزَة
مَكَّة فخطبهم عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ يَا أهل مَكَّة تعيروني
بِأَصْحَابِي تَزْعُمُونَ أَنهم شباب
خطْبَة أَبِي حَمْزَة
يَا أهل مَكَّة تعيروني بِأَصْحَابِي تَزْعُمُونَ أَنهم شباب وَهل
كَانَ أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَّا شبَابًا أما إِنِّي عَالم بتتايعكم فِيمَا يضركم فِي معادكم
وَلَوْلَا اشتغالي بغيركم مَا تركت الْأَخْذ فَوق أَيْدِيكُم نعم شباب
مكتهلون فِي شبابهم ثقال غبية عَن الشَّرّ أَعينهم بطية عَن الْبَاطِل
أَرجُلهم قد نظر إِلَيْهِم
(1/385)
فِي جَوف اللَّيْل منثنية أصلابهم بمثاني
الْقُرْآن إِذا مر أحدهم بِآيَة فِيهَا ذكر الْجنَّة بَكَى شوقا
إِلَيْهَا وَإِذا مر بِآيَة فِيهَا ذكر النَّار شهق شهقة كَأَن زفير
جَهَنَّم فِي أُذُنَيْهِ قد وصلوا كلالهم بكلالهم كلال ليلهم بكلال
نهارهم قد أكلت الأَرْض جباههم وأيديهم وركبهم مصفرة ألوانهم ناحلة
أجسامهم من طول الْقيام وَكَثْرَة الصّيام مستقلين لذَلِك فِي جنب
اللَّه موفون بِعَهْد اللَّه منجزون لوعد اللَّه إِذا رَأَوْا سِهَام
الْعَدو فوقت ورماحهم قد أشرعت وَسُيُوفهمْ قد انتضيت وأبرقت الكتيبة
وأرعدت بصواعق الْمَوْت استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد اللَّه مضى
الشَّاب مِنْهُم قدما حَتَّى تخْتَلف رِجْلَاهُ عَن عَنق فرسه قد رملت
محَاسِن وَجهه بالدماء وعفر جَبينه فِي الثرى وأسرعت إِلَيْهِ سِبَاع
الأَرْض فكم من عين فِي منقار طَائِر طَال مَا بَكَى صَاحبهَا من خشيَة
اللَّه وَكم من كف قد بَانَتْ بمعصمها طالما اعْتمد عَلَيْهَا صَاحبهَا
فِي سُجُوده فِي جَوف اللَّيْل لله وَكم من خد رَقِيق وجبين عَتيق قد
فلق بعمد الْحَدِيد رَحْمَة اللَّه عَلَى تِلْكَ الْأَبدَان وَأدْخل
أرواحها الْجنان ثمَّ قَالَ النَّاس منا وَنحن مِنْهُم إِلَّا عَابِد
وثن أَو كفرة أهل الْكتاب أَو سُلْطَانا جائرا أَو شادا عَلَى عضده
وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق عَن الزنْجِي بْن خَالِد قَالَ
خَطَبنَا أَبُو حَمْزَة بِمَكَّة خطْبَة شكك المستبصر وَزَاد المرتاب
حمد اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس سألناكم عَن
ولاتكم هَؤُلَاءِ فقلتم فيهم وَالله الَّذِي نَعْرِف قُلْتُمْ أخذُوا
المَال من غير حلّه فوضعوه فِي غير حَقه وجاروا فِي الحكم واستأثروا
بحقوقنا وفيئنا فجعلوه دولة بَين أغنيائهم وَذَوي شرف الدُّنْيَا
مِنْهُم وَجعلُوا مقاسمنا وحقوقنا فِي مُهُور النِّسَاء وفروج
الْإِمَاء فَقُلْنَا لكم تَعَالَوْا إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذين ظلمونا
وظلموكم وجاروا فِي الحكم فحكموا بِغَيْر مَا أنزل اللَّه فقلتم لَا
نقوى عَلَى ذَلِكَ وَدِدْنَا أَنا أصبْنَا من يكفينا فَقُلْنَا نَحن
نكفيكم ثمَّ اللَّه رَاع علينا إِن ظفرنا لنعطين كل ذِي حق حَقه
فَجِئْنَا فاتقينا
(1/386)
الرماح بوجوهنا وَالسُّيُوف بصدورنا
وَجَعَلنَا اللَّه علينا رَاعيا كَفِيلا لَئِن ظفرنا لنعطين كل ذِي حق
حَقه فعرضتم دونهم فقاتلتمونا فأبعدكم اللَّه فوَاللَّه لَو قُلْتُمْ
لَا نَعْرِف الَّذِي تَقولُونَ وَلَا نعلمهُ كَانَ أعذر مَعَ أَنه لَا
عذر للجاهل وَلَكِن أَبى اللَّه إِلَّا أَن ينْطق بِالْحَقِّ عَلَى
أَلْسِنَتكُم ويأخذكم بِهِ فِي الْآخِرَة
خُرُوج شَيبَان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة بعث ابْن
هُبَيْرَة نباتة بْن حَنْظَلَة أحد بَنِي أَبِي بَكْر بْن كلاب إِلَى
سُلَيْمَان بْن حبيب بْن الْمُهلب وَكَانَ قد أَتَى الأهواز حِين انحاز
شَيبَان بْن عَبْد الْعَزِيز وَكَانَ مَعَه فَوجه سُلَيْمَان بْن حبيب
دَاوُد بْن حَاتِم فَالْتَقوا بالماذيار وَهِي مناذر فَقتل دَاوُد
وَأَصْحَابه وهزموا وَقتل دَاوُد بْن حَاتِم وَقبيصَة بْن عَمْرو بْن
الْمُهلب بْن قبيصَة بْن الْمُهلب ومخلد بْن مُعَاوِيَة بْن الْمُهلب
وَفِي هَذِهِ السّنة وَجه بْن هُبَيْرَة عَامر بْن ضبارة من مرّة غطفان
إِلَى شَيبَان بْن عَبْد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي بعد أَن انحاز شَيبَان
عَن مَرْوَان فَوجه شَيبَان الجون الشَّيْبَانِيّ فَالْتَقوا
بِالسِّنِّ فَقتل الجون وَأَصْحَابه فانحدر شَيبَان إِلَى شهرزور فَكتب
مَرْوَان إِلَى ابْن ضبارة لَا تُقَاتِلهُ وَكلما ارتحل من منزل فأنزله
وَجعل يتفرق عَلَيْهِ أَصْحَابه حَتَّى أَتَى ماه
مقتل شَيبَان وَظُهُور أَبِي مُسلم الْخُرَاسَانِي وَخبر قتال نصر
للكرماني
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق ثمَّ أَتَى الصيمرة ثمَّ أَتَى
جَزِيرَة أبر كاوان ثمَّ عبر إِلَى عمان فَقتل بهَا وَكتب ابْن
هُبَيْرَة إِلَى عَامر بْن ضبارة أَن يقبل إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن
مُعَاوِيَة الْهَاشِمِي فَلَقِيَهُ بإصطخر وَمَعَهُ أَخَوَاهُ الْحسن
وَيزِيد ابْنا مُعَاوِيَة فَهَزَمَهُ ابْن ضبارة حَتَّى أَتَى
خُرَاسَان وَقد ظهر أَبُو مُسلم فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين
وَمِائَة فحبس الْهَاشِمِي وَإِخْوَته
(1/387)
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ تسع
وَعشْرين وَمِائَة سَار الْكرْمَانِي إِلَى مرو الروذ وَسَار إِلَيْهِ
سلم بْن أحوز الْمَازِني وَالِي نصر بْن سيار فَالْتَقوا فَهزمَ
الْكرْمَانِي وَوَقعت تَمِيم فِي الْعَسْكَر فِي السَّلب فكر عَلَيْهِم
الْكرْمَانِي فَهَزَمَهُمْ وَذَلِكَ عَند اللَّيْل فَرَجَعُوا إِلَى
عَسْكَرهمْ فتوادعوا ثَلَاثَة أَيَّام فَأخذ الْكرْمَانِي لَيْلًا من
وَرَاء الْجَبَل فَلَمَّا أَصْبحُوا اتَّبعُوهُ فَاقْتَتلُوا ثمَّ
اصْطَلحُوا عَلَى أَن يسكن الْكرْمَانِي قَرْيَة بَاب عَبْد الْقَيْس
حَتَّى يرَوا من رَأْيهمْ وَابْن أحوز وَأَصْحَابه مَدِينَة مرو الروذ
وَجَاء نصر بْن سيار حَتَّى أَتَاهُم فَاقْتَتلُوا سِتَّة أشهر حَتَّى
جثم الشتَاء وهزل الكراع فَبعث الْكرْمَانِي إِلَى ابْنه وَهُوَ عَلَى
مرو فَبعث إِلَيْهِ نَحوا من ألف رجل وَبعث من الثِّيَاب وَالْمَتَاع
مَا يصلحهم لسنتهم وَعَلَيْهِم عَبْد الْجَبَّار بْن شُعَيْب رجل من
بَنِي هناءة فلقيتهم خيل لبني تَمِيم فهزمتهم وَأخذُوا مَا مَعَهم
فَرَجَعُوا إِلَى مرو فَوَثَبَ من كَانَ بمرو من بَنِي تَمِيم عَلَى
ابْن الْكرْمَانِي وَعَلَيْهِم عرْفجَة بْن الْورْد السَّعْدِيّ
فحاصروا ابْن الْكرْمَانِي فِي الْمَدِينَة وبلغهم أَن نصرا والكرماني
اصطلحا فأخرجوا ابْن الْكرْمَانِي من الْمَدِينَة وَرجع نصر والكرماني
إِلَى مرو فَلبث الْكرْمَانِي أَيَّامًا ثمَّ تنحى عَن نصر وَخرج من
ليلته فَلَمَّا صلى نصر الْغَدَاة خرج إِلَيْهِم ومشت السفراء بَينهم
وَجعلُوا ينهون النَّاس عَن الْقِتَال فَبَيْنَمَا هم كَذَلِكَ إِذْ
حمل الْحَارِث بْن سُرَيج فِي بَنِي حَنْظَلَة ونشب الْقِتَال
فَانْهَزَمَ الْكرْمَانِي فلحقوه فَقَتَلُوهُ وَجَاء بِرَأْسِهِ رجل من
بَنِي مجاشع يُقَال لَهُ محَارب بْن هِلَال ابْن عليم وَلحق ابْن
الْكرْمَانِي وَرَبِيعَة والأزد بسرخس فَلَحقُوا بشيبان بْن مسلمة رجل
من بَنِي سدوس حروري وَقد غلب عَلَى سرخس وطوس وناحية أبر شهر فِي قريب
من ثَلَاثِينَ ألفا من الْخَوَارِج فَبَايعُوهُ وصاروا مَعَه بفلما رأى
ذَلِكَ من مَعَه من خوارج الْبَصْرَة قَالُوا ركن إِلَى الدُّنْيَا
وتعصب فَخرج مشكان مولى لبني سليم فِي خَمْسَة آلَاف وفارقه عَبْد
اللَّهِ بْن السمط مولى لمضر فِي نَحْو من أَلفَيْنِ وَقعد عَبْد
الرَّحْمَن بْن زِيَاد مولى لقريش فِي بَيته وَكَانَ رَأْسا فيهم
فَسَار شَيبَان فِي بَقِيَّة من مَعَه من الحرورية فِي وَجْهَيْن فَبعث
ابْن الْكرْمَانِي فِي خَمْسَة آلَاف أَو سِتَّة آلَاف حَتَّى
(1/388)
عبر إِلَى مرو وَسَار شَيبَان حَتَّى أَتَى
مرو أَيْضا فَسَار نصر بْن سيار فِي جمَاعَة مُضر نَحْو ابْن
الْكرْمَانِي فَلَقِيَهُ بقرية من قرى مرو يُقَال لَهَا قار
فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انْهَزَمت الحرورية وَقتلُوا مِنْهُم
نَحوا من ثَلَاث مائَة رجل وارتحل ابْن الْكرْمَانِي من ليلته فَنزل
بقرية يُقَال لَهَا أبزن أَسْفَل من مَكَانَهُ وَغدا عَلَيْهِ نصر فِي
أَصْحَابه فَقَاتلهُمْ فَهَزَمَهُمْ وقتلهم قتلا ذريعا وأفلت ابْن
الْكرْمَانِي وَدخل شَيبَان من الْجَانِب الآخر فَأتى نَاحيَة الأزد
وَخَنْدَق وبايعته ربيعَة والأزد وحاصرهم نصر فَخَنْدَق فَاقْتَتلُوا
فِي ذَيْنك الخندقين نَحوا من سنة وَنصف
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة تحركت الإباضية
بالمغرب فَوَثَبَ عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الفِهري عَلَى رَأْسهمْ
سعد بْن مَسْعُود فَقتله وصلبه فَخرجت الإباضية عَلَيْهِم عَبْد
الْجَبَّار بْن معَن فَلَقِيَهُمْ يَزِيد بْن صَفْوَان الْمعَافِرِي
فِي صفر سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة فَقتل الأميران وَانْهَزَمَ
أَصْحَاب ابْن حبيب وَأَقْبل أَبُو قُرَّة الصفري من تلمسين أَيْضا فِي
صفر فَوجه إِلَيْهِ ابْن حبيب سُلَيْمَان بْن عُثْمَان فَقتل
سُلَيْمَان وَعبد اللَّه وَعُثْمَان فِي أَشْرَاف أهل أفريقية
وَانْصَرف أَبُو قُرَّة رَاجعا إِلَى تلمسين
وَأقَام الْحَج عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن
مَرْوَان
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة مَاتَ بشر بْن
حَرْب أَبُو عَمْرو وَعَمْرو بْن مَالك النكري
وَقبل الثَّلَاثِينَ مَاتَ غيلَان بْن جرير وَعبد اللَّه بْن أَبِي
إِسْحَاق النَّحْوِيّ الْحَضْرَمِيّ ومطر بْن طهْمَان الْوراق وَعَاصِم
(1/389)
سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة
فِيهَا اصْطلحَ نصر بْن سيار وَابْن الْكرْمَانِي وَاسم الْكرْمَانِي
بْن عَلِيّ بْن شبيب بْن عَامر بْن نواري بْن ضييم بْن مليح بْن
شَرْطَانِ بْن معَن بْن مَالك من الأزد عَلَى أَن يقاتلوا أَبَا مُسلم
فَإِذا فرغوا نظرُوا فِي أُمُورهم فَدس أَبُو مُسلم إِلَى عَلِيّ بْن
الْكرْمَانِي أَنِّي مَعَك فَصَالح ابْن الْكرْمَانِي وَبَايَعَهُ
فَسَارُوا إِلَى نصر جَمِيعًا وأ رسل أَبُو مُسلم إِلَى ابْن
الْكرْمَانِي أَن أنشب الْحَرْب بَيْنكُمَا فَاقْتَتلُوا يومهم وليلتهم
فَأصْبح أَبُو مُسلم غاديا عَلَيْهِم من ورائهم فَلَمَّا رأى ذَلِكَ
نصر أرسل إِلَى أَبِي مُسلم أَنِّي مَعَك وَأَنا أَحَق بك من ابْن
الْكرْمَانِي وَأَنا أُبَايِعك فَسَار أَبُو مُسلم فِي أَكثر من عشرَة
آلَاف حَتَّى أَتَى الدَّار وَأرْسل أَصْحَابه فَضربُوا وُجُوه الأزد
وَبني تَمِيم فانصرفوا واصطلح النَّاس وَأرْسل أَبُو مُسلم إِلَى نصر
أَن أجب فَقَالَ أتوضأ فَخرج من بَاب لَهُ آخر فَركب برذونا وَخرج
وَترك رسل أَبِي مُسلم قعُودا وَذَلِكَ بعد الْعَصْر فأرسلوا إِلَى
أَبِي مُسلم أَنه قد هرب وهرب أَصْحَابه يَمِينا وَشمَالًا وَسَار
أَبُو مُسلم من ليلته حَتَّى أَتَى مَوضِع ثقل نصر بأقصى مرو فَأخذ
أَهله وَولده الصغار وهرب وَلَده الْكِبَار فَانْتهى نصر إِلَى سرخس
فَأَقَامَ بهَا وَبعث أَبُو مُسلم إِلَى سرخس إِبْرَاهِيم أبن بسام
مولى بَنِي لَيْث فقاتله شَيبَان الحروري وَمن كَانَ بهَا من ربيعَة
فَهَزَمَهُمْ وَقتل شَيبَان وجمعا كثيرا من ربيعَة وَأرْسل أهل طوس
إِلَى نصر أَنا مَعَك وَبَايَعُوهُ فَأرْسل نصر ابْنه تميما مدَدا
لَهُم فِي قريب من ثَلَاثَة آلَاف وَأرْسل أَبُو مُسلم قَحْطَبَةَ
واسْمه زِيَاد بْن شبيب وقحطبة لقب فَأَتَاهُم قَحْطَبَةَ من أَعلَى
طوس وأتتهم جنود من قبل أَبِي الْورْد وأتاهم الْقَاسِم بْن مجاشع فِي
المسودة من قبل سرخس فَسَار عَاصِم
(1/390)
ابْن عُمَيْر وَمَعَهُ مُعظم النَّاس إِلَى
قَحْطَبَةَ فَهَزَمَهُ فَسَار عَاصِم بْن عُمَيْر حَتَّى لحق بنصر
فارتحل نصر فَنزل بقومس
فَحَدثني عَمْرو بْن عُبَيْدَة قَالَ حَدَّثَنِي قزعة مولى نصر بْن
سيار قَالَ بعث أَبُو مُسلم إِلَى نصر أَن أجب فَخرج نصر من بَاب لَهُ
آخر حَتَّى خرج من الْمَدِينَة وَأخذ سلم بْن أحوز وَكَانَ عَلَى شرطة
نصر فَقتل
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة قَالَ حَدَّثَنِي بيهس بْن حبيب
الرام قَالَ ظهر أَبُو مُسلم فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة
فحبس عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة وأخويه ثمَّ قَتله وخلى عَن
أَخَوَيْهِ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وهرب نصر بْن سيار فَبعث أَبُو
مُسلم قَحْطَبَةَ بْن شبيب فلقي قَحْطَبَةَ نباتة أحد بَنِي أَبِي
بَكْر بْن كلاب بجرجان فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقتل
نباتة وَابْنه حَبَّة بْن نباتة
قَالَ أَبُو الذَّيَّال قتل يَوْمئِذٍ أهل خُرَاسَان وَأهل جرجان من
بهَا من بَنِي تَمِيم وَأهل الْمَسَاجِد فَلَمَّا بلغ ذَلِكَ نصرا
ارتحل من قومس فانتبذ نَاحيَة وَكتب إِلَى ابْن هُبَيْرَة وَالِي
مَرْوَان يستمدهم
وقْعَة قديد
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ ثَلَاثِينَ وَمِائَة كَانَت
وقْعَة قديد
فَحَدثني عَلِيّ بْن مُحَمَّد عَن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم
الْأَزْدِيّ قَالَ لما صدر النَّاس عَن مَكَّة وَذَلِكَ آخر سنة تسع
وَعشْرين وَمِائَة مضى عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان إِلَى
الْمَدِينَة وَكتب إِلَى مَرْوَان يُخبرهُ بخذلان أهل مَكَّة فَعَزله
مَرْوَان وَكتب إِلَى عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر واليه عَلَى
الْمَدِينَة أَن يُوَجه جَيْشًا وَسَار أَبُو حَمْزَة فِي أول سنة
ثَلَاثِينَ وَمِائَة يُرِيد الْمَدِينَة واستخلف عَلَى مَكَّة
أَبْرَهَة بْن الصَّباح الْحِمْيَرِي وَجعل عَلَى مقدمته بلج بن
(1/391)
عقبَة السَّعْدِيّ وَخرج أهل الْمَدِينَة
فَالْتَقوا بِقديد يَوْم الْخَمِيس لتسْع خلون من صفر سنة ثَلَاثِينَ
وَمِائَة وبلج فِي ثَلَاثِينَ ألف فَارس فَقَالَ لَهُم خلوا طريقنا
نأتي هَؤُلَاءِ الَّذين بغوا علينا وجاروا فِي الحكم وَلَا تجْعَلُوا
حدنا بكم فَإنَّا لَا نُرِيد قتالكم فَأَبَوا وقاتلوهم فَانْهَزَمَ أهل
الْمَدِينَة وجَاءَهُم أَبُو حَمْزَة فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بْن الْحصين
بْن الْحر اتبع هَؤُلَاءِ الْقَوْم وأجهز عَلَى جريحهم فَإِن لكل زمَان
حكما والإثخان فِي هَؤُلَاءِ أمثل قَالَ مَا أرى ذَلِكَ وَمَا أرى أَن
أُخَالِف سيرة من مضى قبلي وَمضى أَبُو حَمْزَة إِلَى الْمَدِينَة
فَدَخلَهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ
صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَة قَالَ أَبُو الْحسن عَن شيخ من
الْأَنْصَار والمصعب وَغَيرهم قَالَ اسْتعْمل عَبْد الْعَزِيز بْن
عُمَر ابْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَان
بْن عَفَّان وَرَايَة قُرَيْش مَعَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن
مُطِيع وَأَقْبل أَبُو حَمْزَة فَنزل بإزائهم فَاقْتَتلُوا وصبر
الْفَرِيقَانِ فأصيب من قُرَيْش ثَلَاث مائَة رجل وأبلى يَوْمئِذٍ آل
الزبير فأصيب مِنْهُم اثْنَا عشر رجلا
تَسْمِيَة من قتل بِقديد
من آل الزبير بْن الْعَوام حَمْزَة بْن مُصعب بْن الزبير ابْنه عمَارَة
بْن حَمْزَة وَمصْعَب بْن عكاشة بْن مُصعب وعتيق بْن عَامر بْن عَبْد
اللَّهِ بْن الزبير وَابْنه عَمْرو ابْن عَتيق وَصَالح بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عُرْوَة بْن الزبير وَالْحكم بْن يحيى بْن عُرْوَة بْن
الزبير وَالْمُنْذر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْمُنْذر وَقتل أَرْبَعَة
من ولد خَالِد بْن الزبير سعيد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد وَابْن لمُوسَى
بْن خَالِد وَرجل مِنْهُم يُقَال لَهُ بهبنذا وَرجل آخر وَقتل
أَرْبَعُونَ رجلا من بَنِي أَسد وَقتل يَوْمئِذٍ أُميَّة بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَان
(1/392)
ابْن عَفَّان وهرب عَبْد الْعَزِيز بْن
عَبْد اللَّهِ وَهُوَ أَمِير الْقَوْم وَقتل يَوْمئِذٍ سمي مولى أَبِي
بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام
فَحَدثني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ أَخْبرنِي جوَيْرِية بْن
أَسمَاء قَالَ خرج عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُرِيد قديدا
فَسقط لِوَاؤُهُ فتطير النَّاس
قَالَ إِسْمَاعِيل وَحَدَّثَنِي غَسَّان بْن عَبْد الحميد قَالَ خرج
أُميَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو ابْن عُثْمَان مقنعا يَوْم قديد
لَا يلْتَفت إِلَى أحد وَلَا يكلم أحدا مُقبلا عَلَى بثه حَتَّى قتل
قَالَ أَبُو الْحسن مَا سمع النَّاس بواكي أوجع للقلوب من بواكي قديد
مَا بَقِي بِالْمَدِينَةِ أهل بَيت إِلَّا وَفِيهِمْ بكي قَالَت نائحة
تبكيهم ... مَا للزمان وماليه ... ... أفنى قديد رجاليه ...
... فلأبكين سريرة ولأبكين عَلَانيَة ...
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق قَالَ بعث مَرْوَان بْن مُحَمَّد
بْن مَرْوَان مُحَمَّد بْن عَطِيَّة السَّعْدِيّ سعد بْن بَكْر فِي
أَرْبَعَة آلَاف من جنده عامتهم رابطة فشرطوا عَلَى مَرْوَان إِذا
قتلنَا الْأَعْوَر قَفَلْنَا لَا سُلْطَان لَك علينا فَأَعْطَاهُمْ
ذَلِكَ فَأقبل ابْن عَطِيَّة فلقى بلجا بوادي الْقرى وَقد سَار يُرِيد
الشَّام فَاقْتَتلُوا فَقتل بلج وَعَامة أَصْحَابه وَلم يزل يقتلهُمْ
حَتَّى دخلُوا الْمَدِينَة وَلحق نَحْو من ألف رجل مِنْهُم عَلَيْهِم
رجل مِنْهُم يُقَال الصَّباح من هَمدَان فتحصن فِي جبل من جبال ال
فَقَاتلهُمْ فِيهِ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ
(1/393)
انحاز لَيْلًا فِي نَحْو من ثَلَاث مائَة
فترقى فِي الْجبَال حَتَّى لحق بِمَكَّة وَدخل ابْن عَطِيَّة
الْمَدِينَة ثمَّ سَار إِلَى مَكَّة فلقي أَبَا حَمْزَة بِالْأَبْطح
وَمَعَ أَبِي حَمْزَة خَمْسَة عشر ألفا فَفرق عَلَيْهِ ابْن عَطِيَّة
الْخَيل فَأَتَتْهُ خيل من أَسْفَل مَكَّة وخيل من منى وأتى هُوَ
بِنَفسِهِ من أَعلَى الثَّنية فَاقْتَتلُوا حَتَّى كَاد النَّهَار أَن
ينتصف وَخرجت الْخَيل إِلَيْهِم بِبَطن الأبطح فألجأوهم إِلَى
عَسْكَرهمْ وَقتل أَبْرَهَة بْن الصَّباح عَند بِئْر مَيْمُون وَقتلت
مَعَه أمْرَأَته وَقتل أَبُو حَمْزَة واستباح الْعَسْكَر وَقتل مِنْهُم
مقتلة عَظِيمَة وَبلغ عَبْد اللَّهِ بْن يحيى الْأَعْوَر فَسَار فِي
نَحْو من ثَلَاثِينَ ألفا فَنزل ابْن عَطِيَّة تبَالَة وَنزل
الْأَعْوَر صعدة ثمَّ الْتَقَوْا فَانْهَزَمَ الْأَعْوَر فَسَار إِلَى
جرش وَسَار ابْن عَطِيَّة والتقوا فَاقْتَتلُوا حَتَّى حَال بَينهم
اللَّيْل وَأصْبح ابْن عَطِيَّة مَكَانَهُ فَنزل الْأَعْوَر فِي نَحْو
من ألف رجل من أهل حضر موت فقاتل حَتَّى قتل وَمن مَعَه وَبعث بِرَأْس
الْأَعْوَر إِلَى مَرْوَان وَسَار ابْن عَطِيَّة حَتَّى أَتَى صنعاء
فثال بِهِ رجل من حمير يُقَال لَهُ يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَيْر
بْن السباق فَأخذ الْجند فَبعث إِلَيْهِ ابْن عَطِيَّة ابْن أَخِيه
عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد فَانْهَزَمَ يحيى بْن عَبْد اللَّهِ
وَأُصِيب نَاس من أَصْحَابه وَمضى يحيى حَتَّى أَتَى عدن أبين فَجمع
نَحوا من أَلفَيْنِ فَسَار إِلَيْهِ ابْن عَطِيَّة بِنَفسِهِ
فَلَقِيَهُ بواد من أَوْدِيَتهمْ فَقتل يحيى وَمن مَعَه وَرجع ابْن
عَطِيَّة إِلَى صنعاء ثمَّ خرج رجل يُقَال لَهُ يحيى بْن حَرْب من حمير
بساحل الْبَحْر فَبعث إِلَيْهِ ابْن عَطِيَّة رجلا من كِنْدَة يكنى
أَبَا أُميَّة كَانَ عَلَى الوضاحية فَقتل يحيى وناس من أَصْحَابه ثمَّ
سَار أبن عَطِيَّة إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن سعيد خَلِيفَة الْأَعْوَر
وَهُوَ فِي جمَاعَة حَضرمَوْت فِي عدد كثير فصبحهم ابْن عَطِيَّة
فَقَاتلهُمْ حَتَّى آواه اللَّيْل ثمَّ أَتَاهُ كتاب مَرْوَان
يَأْمُرهُ بِالصَّلَاةِ بِالْمَوْسِمِ فَدَعَا أهل حَضرمَوْت إِلَى
الصُّلْح فَصَالَحُوهُ فَانْطَلق ابْن عَطِيَّة فِي خَمْسَة عشر رجلا
من وُجُوه أَصْحَابه مبادرا وَخلف ابْن أَخِيه عَبْد الرَّحْمَن بْن
يَزِيد وَأَقْبل ابْن عَطِيَّة متعجلا فَنزل وَاديا من أَوديَة مُرَاد
(1/394)
بقرية يُقَال لَهَا شبام فشدوا عَلَيْهِ
فَقَتَلُوهُ وَأَصْحَابه واحتزوا رَأسه وَجَاء نَاس من هَمدَان فدفنوا
جسده فِي قَرْيَة يُقَال لَهَا خيوان عَلَى طَرِيق حَاج الْيمن وَبلغ
عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد فَأرْسل رجلا من الوضاحية يُقَال لَهُ
شُعَيْب الْبَارِقي فِي الْخَيل وَأمره أَن يقتل كل من وجد من النَّاس
فَقتل شُعَيْب الرِّجَال وبقر النِّسَاء وَقتل الصّبيان وَأخذ
الْأَمْوَال وعقر النّخل وَحرق الْقرى ثمَّ انْصَرف حَتَّى أَتَى عَبْد
الرَّحْمَن
وَأقَام الْحَج مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة
السَّعْدِيّ
وفيهَا أقبل الصَّقْر بْن أَيُّوب الْفَزارِيّ فِي شهر رَمَضَان سنة
ثَلَاثِينَ وَمِائَة فِي عدد كثير إِلَى تلمسين فَخرج إِلَيْهِ عَبْد
الرَّحْمَن بْن حبيب فَقتل الصَّقْر بْن أَيُّوب وانهزمت البربر
وَأَقْبل سُلَيْمَان بْن ذراق المرهبي وَكَانَ صفريا وَخرج إِلَيْهِ
ابْن حبيب ثمَّ انْصَرف سُلَيْمَان من غير قتال
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ مُحَمَّد بْن
الْمُنْكَدر بِالْمَدِينَةِ وَعبد اللَّه ابْن أَبِي بَكْرِ بن
مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حزم بِالْمَدِينَةِ وَيزِيد بْن رُومَان
وَأَبُو الزِّنَاد وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي حَكِيم كلهم بِالْمَدِينَةِ
وَمَات مَالك بْن دِينَار وَشُعَيْب بْن الحبحاب وَيزِيد الرشك وَأَبُو
التياح وكلثوم بْن جبر وحبِيب الْمعلم وَيحيى الْبكاء كل هَؤُلَاءِ
بِالْبَصْرَةِ وَعبد الْعَزِيز بْن صُهَيْب وعامر الْأَحول وَعلي بْن
الحكم الْبنانِيّ وَحميد بْن قيس الْأَعْرَج وَيزِيد بْن عَبْد اللَّهِ
بْن قسيط بِالْمَدِينَةِ وَأَبُو وجزة السَّعْدِيّ
(1/395)
سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فِيهَا توجه قَحْطَبَةَ بْن شبيب من جرجان بعد قتل نباتة فَبلغ ابْن
هُبَيْرَة فحدر عَامر ابْن ضبارة إِلَى إصطخر وَوجه ابْنه دَاوُد بْن
يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة فَسَار دَاوُد وعامر من إصطخر إِلَى
أَصْبَهَان وَبعث ابْن هُبَيْرَة مَالك بْن أدهم الْبَاهِلِيّ فِي خيل
عَظِيمَة والمصعب بْن صحصح الْأَسدي وغطيفا السّلمِيّ متساندين فَنزل
بَعضهم ماه وَبَعْضهمْ همذان فَوجه قَحْطَبَةَ ابْنه الْحسن إِلَى
تِلْكَ الجيوش فَبَلغهُمْ مسير الْحسن فانضموا إِلَى نهاوند وَنزل بهم
الْحسن فَحَاصَرَهُمْ
فَحَدثني مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة عَن بيهس أَبِي حبيب بْن حبيب قَالَ
توجه قَحْطَبَةَ فلقى عَامر بْن ضبارة وَدَاوُد فَالْتَقوا بجابلق
رستاق من أَصْبَهَان فِي رَجَب يَوْم السبت لسبع بَقينَ من رَجَب سنة
إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقتل عَامر وَانْهَزَمَ دَاوُد فلحق
بِأَبِيهِ وَلحق قَحْطَبَةَ بِمن مَعَه حَتَّى حصر أهل نهاوند مَعَ
ابْنه الْحسن بْن قَحْطَبَةَ
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة قتل
عَامر وَكتب نصر بْن سيار إِلَى مَرْوَان وَابْن هُبَيْرَة يستمدهما
فَلم يَأْته مدد حَتَّى سَار قَحْطَبَةَ فانحاز نصر فَنزل الرّيّ وَمرض
ثمَّ سَار فَمَاتَ بهمذان
وَحَدَّثَنِي عَمْرو بْن عُبَيْدَة قَالَ حَدَّثَنِي قزعة مولى نصر بْن
سيار قَالَ مَاتَ نصر بساوة من أَرض الرّيّ فدفناه وأجرينا المَاء
عَلَى قَبره
قَالَ قزعة لما حَضرته الْوَفَاة دَعَا بنيه فَقَالَ إيَّاكُمْ والمدن
الحقوا بِالشَّام فَإِن تكن لبني مَرْوَان مُدَّة كُنْتُم مَعَهم وَإِن
كَانَ غير ذَلِكَ أَصَابَكُم مَا أَصَابَهُم وأنشدني لنصر بْن سيار
حِين أَبْطَأَ المدد ... أرى خلل الرماد وميض جمر خليق أَن يكون لَهُ
ضرام ...
(1/396)
فَإِن النَّار بالزندين تورى وَإِن
الْفِعْل يقدمهُ الْكَلَام ...
... أَقُول من التَّعَجُّب لَيْت شعري ... ... أيقاظ أُميَّة أم نيام
...
قَالَ بيهس بْن حبيب كتب ابْن هُبَيْرَة إِلَى مَرْوَان يُخبرهُ بقتل
ابْن ضبارة فَوجه إِلَيْهِ الحوثرة بْن سُهَيْل الْبَاهِلِيّ من بَنِي
فراص فِي عشرَة آلَاف من قيس خَاصَّة فاجتمعت الجيوش بنهاوند وَكتب
ابْن هُبَيْرَة بِعَهْد مَالك بْن أدهم عَلَيْهَا
قَالَ بيهس فحاصر قَحْطَبَةَ أهل نهاوند نَحوا من أَرْبَعَة أشهر
قَالَ عَمْرو بْن عُبَيْدَة عَن قزعة قَالَ حمرنا بهَا حَتَّى أكلنَا
دوابنا وأصابنا جوع وَجهد شَدِيد
قَالَ بيهس ثمَّ صَالح مَالك بْن أدهم قَحْطَبَةَ وَفتحت الْمَدِينَة
فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقتل قَحْطَبَةَ أهل
خُرَاسَان الَّذين هربوا مَعَ نصر بْن سيار وَقَالَ إِنِّي لم أصالح
عَلَى أهل خُرَاسَان إِنَّمَا صالحت عَلَى أهل الشَّام وَادّعى مَالك
أَنه صَالح عَلَى أهل خُرَاسَان وَأهل الشَّام
قَالَ أَبُو الذَّيَّال أَمن أهل الشَّام غير رجلَيْنِ رجل من قُرَيْش
يُقَال لَهُ ابْن البخْترِي وَرجل من بَنِي سليم يُقَال لَهُ سُفْيَان
قَتلهمَا صبرا
قَالَ قزعة أَقَامَ قَحْطَبَةَ رجَالًا عَلَى أَبْوَاب الْمَدِينَة
فَلم يدع أحدا لَهُ نباهة من أهل خُرَاسَان إِلَّا قَتله وَأخذ بَنِي
نصر بْن سيار فَقَتلهُمْ
وَقَالَ أَبُو الْحسن افتتحها صلحا فِي غرَّة ذِي الْقعدَة وَقتل سعيد
بْن الْحر بْن عبيد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخطاب من أهل الجزيرة وَقتل
حَاتِم بْن الْحَارِث بْن سُرَيج
(1/397)
التَّمِيمِي وَعَاصِم بْن عَمْرو
السَّمرقَنْدِي وَكَانَ يُسمى هزارمرد وَعمارَة بْن سليم
قَالَ بيهس بْن حبيب لما فرغ قَحْطَبَةَ من نهاوند أقبل يُرِيد ابْن
هُبَيْرَة ونهض ابْن هُبَيْرَة عَلَى مقدمته عبيد اللَّه بْن
الْعَبَّاس اللَّيْثِيّ حَتَّى نزل برَاز الروز بَين حلوان والمدائن
قَالَ بيهس وانْتهى إِلَيْنَا حوثرة بْن سُهَيْل عَلَى نهر يُقَال لَهُ
تامرا وانضم إِلَيْنَا من كَانَ من أَصْحَاب عَامر بْن ضبارة وَمن خرج
من نهاوند فاجتمعا فِي ثَلَاث وَخمسين ألفا مِمَّن يرتزق وَسَار الْحسن
بْن قَحْطَبَةَ عَلَى مُقَدّمَة أَبِيه فَنزل حلوان وَأَتَاهُ أَبوهُ
فَاجْتمع الْقَوْم جَمِيعًا وَتوجه ابْن هُبَيْرَة فَنزل جَلُولَاء
الوقيعة وَنزل قَحْطَبَةَ خانقين بَين العسكرين أَرْبَعَة فراسخ
وَذَلِكَ فِي آخر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فَجعلت طلائعَنا وطلائعهم تلتقي أَيَّامًا لَا نَبْرَح وَلَا يبرحون
وفيهَا كَانَ الطَّاعُون بِالْبَصْرَةِ
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالَ ابْتَدَأَ الطَّاعُون فِي
جُمَادَى الْآخِرَة فَكَانَ يَمُوت فِيهِ الجميعة وَكَذَلِكَ رَجَب
وَاشْتَدَّ فِي شعْبَان وَكَانَت حمته وشدته فِي رَمَضَان وشوال ثمَّ
سكن فَكَانَ كنحو مَا بَدَأَ حَتَّى انْقَضتْ السّنة وَفِي الطَّاعُون
مَاتَ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَعلي بْن زيد بْن جدعَان
وَفِي هَذِهِ السّنة مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نجيح الْمَكِّيّ
وَعبد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم بْن أَبِي بَكْر
وَأقَام الْحَج الْوَلِيد بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة من
سعد بْن بَكْر
وَبعد الثَّلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ عَبْد الْعَزِيز بْن حَكِيم
الْحَضْرَمِيّ وَعبد الْعَزِيز بن رفيع
(1/398)
والركين بْن الرّبيع وَأَبُو الْأسود
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعمارَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضبارة
وَفِي خلَافَة مَرْوَان مَاتَ أَبُو الْحُوَيْرِث واسْمه عَبْد
الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة مرادي حَلِيف بَنِي نَوْفَل بن عبد منَاف
سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
خبر الْقَضَاء عَلَى ابْن هُبَيْرَة بواسط
فِيهَا لَقِي قَحْطَبَةَ بْن شبيب يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة
فَحَدثني مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة عَن بيهس بْن حبيب قَالَ بلغ ابْن
هُبَيْرَة أَن قَحْطَبَةَ خرج مُتَوَجها نَحْو الْموصل فَقَالَ ابْن
هُبَيْرَة لأَصْحَابه مَا بَال الْقَوْم تنكبونا قَالُوا يُرِيدُونَ
الْكُوفَة فَنَادَى ابْن هُبَيْرَة بالرحيل وَلم يحل عقدَة حَتَّى بلغ
برَاز الروز من خندقنا عَلَى سِتَّة فراسخ وَتَركنَا أعلافنا وأطعمتنا
وَجَاء قَحْطَبَةَ فَنزل خَنْدَقًا ونزلنا وصرنا فِي العراء فَأَقَامَ
نَحوا من عشْرين يَوْمًا حَتَّى أسمن وأجم ثمَّ سَار مُعَارضا لمهب
الشمَال حَتَّى قطع دجلة من باحمشا وَذَلِكَ فِي الصَّيف والبسر قد
احمر وَقلت الْمِيَاه فأخاض فَأقبل وأقبلنا جَمِيعًا نُرِيد الْكُوفَة
حَتَّى انتهينا جَمِيعًا إِلَى الْفُرَات فَنزل الفلاة ونزلنا عَلَى
مسناة الْفُرَات من أَرض الفلوجة الْعليا وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء
لثمان خلون من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة ثمَّ عبر
قَحْطَبَةَ الْفُرَات وَعبر مَعَه نَحْو من سبع مائَة وتتام إِلَيْنَا
نَحْو ذَلِكَ وَجَاء ابْن هُبَيْرَة وَلَا يشْعر بِهِ فصاروا عَلَى
المسناة وَنحن تَحْتهم فطاعَناهم فأزالونا عَن مَكَاننَا نَحوا من
مِائَتي ذِرَاع ثمَّ رجعَنا عَلَيْهِم فهزمناهم حَتَّى أَتَوا المسناة
وأصابت قَحْطَبَةَ طعَنة فِي وَجهه فَوَقع فِي الْفُرَات فَهَلَك وَلَا
نعلم بِهِ وَلَا يعلمُونَ
(1/399)
وَقَالَ أَبُو الذَّيَّال قتل قَحْطَبَةَ
وَانْهَزَمَ أَصْحَاب ابْن هُبَيْرَة حَتَّى أَتَوا فَم النّيل قَالَ
بيهس لم نزل ندافعهم ويدافعوننا حَتَّى سقط الْقَمَر وَذَلِكَ لثمان
خلون من الْمحرم ثمَّ مضينا لَا نَدْرِي أَيْن نسكع حَتَّى أدركنا
النَّاس بسوراء فقطعَنا مخاضة سوراء فغرق نَاس كثير وَذَهَبت أثقال
كَثِيرَة وَاجْتمعَ النَّاس بَعْدَمَا قطعَنا فَنَادَى مُنَاد من
أَرَادَ الشَّام فَهَلُمَّ فَذهب مَعَه عَنق من النَّاس وَلَا نعرفه
ونادى آخر من أَرَادَ الجزيرة ونادى آخر من أَرَادَ الْكُوفَة كل
وَاحِد يذهب مَعَه عَنق من النَّاس فَقلت من أَرَادَ واسطا فَهَلُمَّ
فأصبحنا بقناطر السيب وَأَقْبل ابْن هُبَيْرَة فنزلنا جَمِيعًا فَم
النّيل وَأَقْبل حوثرة بْن سُهَيْل وَلم يكن دخل الْكُوفَة حَتَّى
وافانا بِفَم النّيل ثمَّ ارتحلنا حَتَّى دَخَلنَا وَاسِط يَوْم
جُمُعَة يَوْم عَاشُورَاء وَأصْبح السودَان وَفقدُوا أَمِيرهمْ
فالستموه فأخرجوه وَفِيه طعَنة فِي جَبهته فدفنوه يَوْم الْأَرْبَعَاء
وولوا عَلَيْهِم الْحسن بْن قَحْطَبَةَ وتوجهوا إِلَى الْكُوفَة وهرب
زِيَاد وَكَاتب لِابْنِ هُبَيْرَة يُقَال لَهُ عَاصِم بْن أَبِي عَاصِم
من موَالِي أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب وَوجه أَبُو سَلمَة الْحسن ابْن
قَحْطَبَةَ وَمَعَهُ خازم بْن خُزَيْمَة إِلَى وَاسِط
قَالَ بيهس جَاءَنَا الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فِي آخر الْمحرم سنة
اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَنزل الماحوز ثمَّ أَتَانَا فِي
صفر لَا يُرِيد قتالا إِنَّمَا يُرِيد أَن يرتاد منزلا وَجَاء بالفعلة
ليخندق فَقَالَ النَّاس لِابْنِ هُبَيْرَة خل عَنا نُقَاتِل الْقَوْم
فَأبى فَمَا زَالُوا حَتَّى قَالَ يَا مُسلم افْتَحْ الْأَبْوَاب
وَاسْتعْمل ابْنه دَاوُد وَمُحَمّد بْن نباتة ومعَن بن زَائِدَة فِي
الْقلب
(1/400)
مِمَّا يَلِي الْحسن بْن قَحْطَبَةَ وَخرج
حوثرة بْن سُهَيْل مِمَّا يَلِي خازم بْن خُزَيْمَة وَذَلِكَ يَوْم
الْأَرْبَعَاء فاقتتلنا فهزمنا وَقتل منا حَكِيم بْن الْمسيب من جديلة
قيس وَقتل يَزِيد ابْن قَحْطَبَةَ فَلَمَّا أَمْسوا رجعُوا وأصبحنا
فدفنا قَتْلَانَا الَّذين عَلَى الخَنْدَق ثمَّ بُويِعَ أَبُو
الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ
بْن عَبَّاس فَبعث أَخَاهُ أَبَا جَعْفَر إِلَى الْحسن ابْن قَحْطَبَةَ
وَمن مَعَه وَأم أَبِي الْعَبَّاس ريطة ابْنة عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد المدان الْحَارِثِيّ وبويع لَيْلَة
الْجُمُعَة لثلاث عشرَة بقيت من شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بِالْكُوفَةِ فِي بَنِي أود فِي دَار الْوَلِيد
بْن سعد مولى بَنِي هَاشم فَركب حِين أصبح فصلى بِالنَّاسِ يَوْم
الْجُمُعَة وبويع ذَلِكَ الْيَوْم بيعَة الْعَامَّة
قَالَ بيهس لما جَاءَنَا أَبُو جَعْفَر نهضوا إِلَيْنَا بجماعتهم
فَجعلنَا نقاتلهم حَتَّى أتتنا هزيمَة مَرْوَان فَكُنَّا فِي الْقِتَال
شعْبَان وَشهر رَمَضَان وشوالا فجاءنا الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فِي آخر
شَوَّال فَقَالَ إِلَى من تمدون أعَناقكم مَا بَقِي أحد إِلَّا وَقد
دخل فِي طَاعَة أَمِير الْمُؤمنِينَ لكم عهد اللَّه وميثاقه أَنكُمْ
آمنون على كل شئ قبلنَا ثمَّ أَصْبَحْنَا الْغَد فَأَتَانَا خازم بْن
خُزَيْمَة فَقَالَ مثل ذَلِكَ ثمَّ جَاءَنَا الْحَارِث بْن نَوْفَل
الْهَاشِمِي ثمَّ جَاءَنَا إِسْحَاق بْن مُسلم الْعقيلِيّ فَقَالَ
الْقَوْم يعطونكم مَا تُرِيدُونَ فاكتتبنا بَيْننَا وَبَيْنكُم كتابا
صلحا وَذَلِكَ فِي أول ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ
وَمِائَة عَلَى مَا شِئْنَا عَلَى أَن ابْن هُبَيْرَة عَلَى رَأس أمره
مَعَ خمس مائَة من أَصْحَابه ينزل خمسين يَوْمًا مَدِينَة الشرقية لَا
يُبَايع فَإِذا تمت فَإِن شَاءَ لحق بمأمنه وَإِن شَاءَ دخل فِيمَا دخل
فِيهِ النَّاس وَمَا كَانَ فِي أَيْدِينَا فَهُوَ لنا ففتحنا
الْأَبْوَاب يَوْم السبت لأيام خلون من ذِي الْقعدَة فَدَخَلُوا
الْمَدِينَة فجولوا فِيهَا وَخَرجُوا ثمَّ فعلوا مثل ذَلِكَ يَوْم
الْأَحَد فَلَمَّا كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ دخل علج من علوجهم فِي خيل
فتتبع كل دَابَّة عَلَيْهَا سمة لله فَأَخذهَا وَقَالَ هَذِهِ للإمارة
قَالَ بيهس فَأخْبرت أَبَا عُثْمَان فَأخْبر ابْن هُبَيْرَة فَقَالَ
غدر الْقَوْم وَرب الْكَعْبَة وَقَالَ لأبي عُثْمَان انْطلق إِلَى
أَبِي جَعْفَر وأقرئه السَّلَام وَقل لَهُ إِن رَأَيْت أَن تَأذن لنا
فِي إتيانك فَأذن لَهُ فَركب يَوْم الِاثْنَيْنِ وركبنا مَعَه نَحوا من
مِائَتَيْنِ حَتَّى انتهينا إِلَى الرواق
(1/401)
فَنزل ابْن هُبَيْرَة وَأَبُو عُثْمَان
وَسَعِيد وَأَنا فَجِئْنَا نمشي مَعَه حَتَّى إِذا بلغنَا بَاب
الْحُجْرَة رفع الْبَاب فَإِذا أَبُو جَعْفَر قَاعد قَالَ لَهُ ابْن
هُبَيْرَة السَّلَام عَلَيْك أَيهَا الْأَمِير وَرَحْمَة اللَّه
وَبَرَكَاته أرخ الْبَاب وَسمعت أَبَا جَعْفَر يَقُول يَا يَزِيد
إِنَّا بَنِي هَاشم نتجاوز عَن المسئ ونأخذ بِالْفَضْلِ وَلست عَندنا
كغيرك إِن لَك وَفَاء وأمير الْمُؤمنِينَ أَرغب شئ فِي الصنيعة إِلَى
مثلك فأبشر بِمَا يَسُرك
قَالَ أَبُو الْحسن قَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة إِن إمارتكم محدثة
فأذيقوا النَّاس حلاوتها وجنبوهم مرارتها تجتبوا قُلُوبهم وَمَا زلت
منتظرا لهَذِهِ الدعْوَة ثمَّ قَامَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَر عجبا لرجل
يَأْمُرنِي بقتل هَذَا
قَالَ بيهس لما كَانَ يَوْم الأثنين لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من ذِي
الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بعث أَبُو جَعْفَر
خازم بْن خُزَيْمَة فَقتل ابْن هُبَيْرَة وَكَانَ الَّذِي ولي قَتله
عَبْد اللَّهِ بْن البخْترِي الْخُزَاعِيّ وَقتل ريَاح بْن أَبِي
عمَارَة مولى لبني أُميَّة وَعبيدَة اللَّه بْن الحبحاب الْكَاتِب
وَقتلُوا دَاوُد بْن يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة وَأخرج عُثْمَان
كَاتب ابْن هُبَيْرَة خازم بْن خُزَيْمَة فَقتله وَأخذ بشر بْن عَبْد
الْملك بْن بشر بْن مَرْوَان وَأَبَان بْن عَبْد الْملك والحوثرة بْن
سُهَيْل وَمُحَمّد بْن نباتة وَقعد الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فِي مَسْجِد
حسان النبطي عَلَى دجلة مِمَّا يَلِي الْمَدَائِن فحملوا إِلَيْهِ
فَضرب أعَناقهم وَأتي بحارث بْن قطن الْهِلَالِي فَأمر بِهِ إِلَى
السجْن وَطلب خَالِد بْن سَلمَة المَخْزُومِي فَلم يقدر عَلَيْهِ
فَنَادَى مناديهم أَن خَالِد بْن سَلمَة آمن فَخرج بَعْدَمَا قتل
الْقَوْم يَوْمًا فَقَتَلُوهُ أَيْضا
سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة يَدْعُو إِلَى بيعَة بَنِي هَاشم وَفِي هَذِهِ
السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة سود
سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة بن يزِيد بن
(1/402)
الْمُهلب بِالْبَصْرَةِ ودعا إِلَى بيعَة
بَنِي هَاشم فَأرْسل إِلَيْهِ سلم بْن قُتَيْبَة وَهُوَ وَال لِابْنِ
هُبَيْرَة عَلَى الْبَصْرَة يسْأَله أَن يكف حَتَّى ينظر مَا يصنع ابْن
هُبَيْرَة
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهمَا سفر بَينهمَا
أَبُو سُفْيَان بْن الْعَلَاء وَسَلَمَة ابْن عَلْقَمَة الْمَازِني
وَعباد بْن مَنْصُور وعامر بْن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ وَعُثْمَان
البتي وَإِسْمَاعِيل الْمَكِّيّ وَمُعَاوِيَة بْن عُمَر الْغلابِي
فَقبل الْمُوَادَعَة واصطلحوا وَكَتَبُوا بَينهم كتابا عَلَى أَن يُقيم
سلم فِي دَار الْإِمَارَة وسُفْيَان فِي الأزد حَتَّى ينْظرُوا مَا
يفعل ابْن هُبَيْرَة فَبلغ ذَلِكَ أَبَا سَلمَة الْخلال فَكتب إِلَى
بلج بْن الْمثنى بْن مخرمَة الْعَبْدي إِن قَاتل سُفْيَان سلما
وَإِلَّا فَأَنت الْأَمِير فأجمع سُفْيَان عَلَى الْقِتَال وَسَار
إِلَى سلم وَقدم ابْنه مُعَاوِيَة فَقتل مُعَاوِيَة وَانْهَزَمَ
سُفْيَان
وَفِي هَذِهِ السّنة قتل روح بْن حَاتِم إِسْحَاق الضَّبِّيّ وَكَانَ
يحْتَسب فَأرْسل إِلَيْهِ سلم بْن قُتَيْبَة ابْن رألان فَهَزَمَهُ
ثمَّ انحاز روح فِي ليلته فَأتى ميسَان فغلب عَلَيْهَا
تَوْجِيه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ لقِتَال مَرْوَان
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ
وَمِائَة بعث أَبُو الْعَبَّاس عَمه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ ابْن
عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس لقِتَال مَرْوَان بْن مُحَمَّد وزحف
مَرْوَان بِمن مَعَه من أهل الشَّام والجزيرة وحشدت مَعَه بَنو أُميَّة
بِأَنْفسِهِم وأتباعهم فَحَدثني بشر بن يسَار عَن شيخ وَمن أهل الجزيرة
قَالَ خرج مَرْوَان فِي مائَة ألف من فرسَان الشَّام والجزيرة
قَالَ أَبُو الذَّيَّال كَانَ مَرْوَان فِي مائَة ألف وَخمسين ألفا
فَسَار حَتَّى نزل الزابين دون الْموصل وَسَار عَبْد اللَّهِ بْن
عَلِيّ فَالْتَقوا يَوْم السبت صَبِيحَة إِحْدَى عشرَة خلت من جُمَادَى
الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَهزمَ مَرْوَان
وَقطع الجسر وأتى الجزيرة فَأخذ بيُوت الْأَمْوَال والكنوز ثمَّ أَتَى
دمشق وَسَار عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ حَتَّى دخل الجزيرة ثمَّ خرج
واستخلف مُوسَى بْن كَعْب التَّمِيمِي وَتوجه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ
إِلَى الشَّام وَأرْسل أَبُو الْعَبَّاس صَالح بْن عَلِيّ حَتَّى
اجْتمعَا جَمِيعًا ثمَّ سَار إِلَى دمشق فحاصروهم أَيَّامًا ثمَّ
افتتحوها وَقتل الْوَلِيد بْن مُعَاوِيَة وَأخذ عَبْد الله بن عَليّ
(1/403)
حِين دخل دمشق يَزِيد بْن مُعَاوِيَة بْن
مَرْوَان وَعبد اللَّه بْن عَبْد الْجَبَّار بْن يَزِيد بْن عَبْد
الْملك بْن مَرْوَان فَبعث بهما إِلَى أَبِي الْعَبَّاس فصلبهما
وَكَانَ مدْخل عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ دمشق فِي شهر رَمَضَان سنة
اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومائه وَكَانَ مَرْوَان يَوْمئِذٍ بفلسطين
فهرب حَتَّى أَتَى مصر وَقتل عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بضعَة
وَثَمَانِينَ رجلا من بَنِي أُميَّة
قَالَ أَبُو الذَّيَّال كَانَ مَرْوَان بِمصْر فَلَمَّا بلغه دُخُول
عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ دمشق عبر النّيل وَقطع الجسر ثمَّ سَار قبل
الْحَبَشَة وَوجه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ أَخَاهُ صَالح بْن عَلِيّ
فِي طلب مَرْوَان فجَاء صَالح وَقد عبر مَرْوَان فَاسْتعْمل صَالح
عَامر بْن إِسْمَاعِيل أحد بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب فسرحه إِلَى
مَرْوَان فَلحقه بقرية من قرى مصر يُقَال لَهَا بوصير فَقتل مَرْوَان
فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَحَدَّثَنِي
بَكْر بْن عَطِيَّة عَن أَبِيه قَالَ كنت بِالْكُوفَةِ فَأتي بِرَأْس
مَرْوَان فنصب عَلَى قناة بِبَاب الْمَسْجِد فَانْقَطع رَجَاء من كَانَ
من شيعَة بَنِي أُميَّة
حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه
بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولد
مَرْوَان بالجزيرة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين أمه أمة كَانَت لمصعب بْن
الزبير وَقتل ببوصير فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقَالَ حَاتِم بْن مُسلم قتل سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَلَاثِينَ وَكَانَت ولَايَته إِلَى أَن قتل خمس سِنِين وَعشرَة أشهر
وَعشرَة أَيَّام وَأقَام الْحَج دَاوُد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ
بْن عَبَّاس
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
مَاتَ مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر إِسْحَاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي طَلْحَة وَصَفوَان بْن سليم وَمُحَمّد بْنِ أَبِي بَكْرِ بن
مُحَمَّد بْن عَمْرو ابْن حزم كلهم بِالْمَدِينَةِ
(1/404)
وفيهَا مَاتَ عمَارَة بْن أَبِي حَفْصَة
وَيحيى بْن أَبِي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ بِالْبَصْرَةِ وَأَبُو سِنَان
ضرار بْن مرّة الشَّيْبَانِيّ بِالْكُوفَةِ وفيهَا أَيْضا مَاتَ أَبُو
الْمُعَلَّى الْعَطَّار بِالْبَصْرَةِ وفيهَا قتل سَالم الْأَفْطَس
بالجزيرة
وَفِي ولَايَة مَرْوَان مَاتَ خبيب بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو جَعْفَر
يَزِيد بْن الْقَعْقَاع القارتي مولى ابْن عَيَّاش وَشَيْبَة بْن نصاح
وَيحيى بْن خَلاد الزرقي وَأَبُو الْحُوَيْرِث الزرقي وَسَعِيد بْن
سُلَيْمَان بْن زيد بْن ثَابت وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سعد ابْن
مَالك
تَسْمِيَة عُمَّال مَرْوَان بْن مُحَمَّد
الْبَصْرَة كَانَت فتْنَة حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة فِي سنة تسع
وَعشْرين وَمِائَة فَكتب إِلَى الْمسور بْن عباد بْن حُصَيْن يَأْمُرهُ
أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَنزل دَار الْإِمَارَة فمنعته بَنو سعد
واصطلح النَّاس عَلَى عباد بْن مَنْصُور وَهُوَ قَاض فصلى بِالنَّاسِ
وَيُقَال طلب ابْن هُبَيْرَة إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عُثْمَان
فصلى بِالنَّاسِ حَتَّى قدم سلم بْن قُتَيْبَة ابْن سلم بْن عَمْرو
الْبَاهِلِيّ واليا عَلَى الْبَصْرَة من قبل ابْن هُبَيْرَة فسود
سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة وَحَارب سلما فَظهر سلم عَلَيْهِ ثمَّ خرج سلم
من الْبَصْرَة حِين سلم ابْن هُبَيْرَة واستخلف عَلَى الْبَصْرَة
مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْهَاشِمِي من بَنِي نَوْفَل ثمَّ بعث أَبُو
الْعَبَّاس أَسد بْن عَبْد اللَّهِ ابْن مَالك الْخُزَاعِيّ فصلى
بِالنَّاسِ جُمُعَة ثمَّ ولى أَبُو سَلمَة سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة
الْكُوفَة ولاها الضَّحَّاك بْن قيس ملْحَان الشَّيْبَانِيّ فَقتل فولى
سَعْدا الْخصي وَإِنَّمَا سمي الْخصي لِأَنَّهُ لم تكن لَهُ لحية
وَهُوَ رجل من الأزد ثمَّ عَزله وَولى الْمثنى ابْن عمرَان العائذي من
قُرَيْش حَتَّى صَالح ابْن عُمَر الضَّحَّاك فَانْصَرف الضَّحَّاك
إِلَى
(1/405)
مَرْوَان فولى ابْن عُمَر الْكُوفَة عُمَر
بْن عَبْد الحميد ثمَّ عَزله وَولى إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله ثمَّ
عَزله عَبْد الصَّمد بْن أبان بْن النُّعْمَان بْن بشير الْأنْصَارِيّ
ثمَّ قدم ابْن هُبَيْرَة فولى الْكُوفَة زِيَاد بْن صَالح الْحَارِثِيّ
فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى أقبل قَحْطَبَةَ فسود مُحَمَّد بْن خَالِد
بْن عَبْد اللَّهِ الْقَسرِي وَأخرج زِيَاد بْن صَالح ودعا إِلَى بَنِي
هَاشم فَبعث بْن هُبَيْرَة حوثرة بْن سُهَيْل الْبَاهِلِيّ فَلم يصل
إِلَى الْكُوفَة وَرجع إِلَى ابْن هُبَيْرَة وَدخل الْحسن بْن
قَحْطَبَةَ الْكُوفَة فَسلم إِلَى أَبِي سَلمَة الْخلال فَأقر أَبُو
سَلمَة مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ ثمَّ ظهر أَبُو
الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ
خُرَاسَان لم يزل نصر بْن سيار عَلَيْهَا حَتَّى نَفَاهُ عَنها أَبُو
مُسلم
سجستان غلب عَلَيْهَا بجير بْن السهلب حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة فولى
عَامر بْن ضبارة المري فَوجه أَبُو مُسلم مَالك بْن الْهَيْثَم من أهل
خُرَاسَان ثمَّ بعث عُمَر بْن الْعَبَّاس بْن عُمَيْر بْن عُطَارِد بْن
حَاجِب بْن زُرَارَة ثمَّ بعث إِسْمَاعِيل بْن عمرَان
السَّنَد غلب عَلَيْهَا مَنْصُور بْن جُمْهُور فَقتل مَرْوَان وَهُوَ
بهَا
البحران قتل الْوَلِيد وَعَلَيْهَا بشر بْن سَلام الْعَبْدي فَلم يزل
حَتَّى قدم ابْن هُبَيْرَة فأقره عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ بشر بْن سَلام
فولى سيار بْن بشر فَمَاتَ فولى أَخَاهُ سلم بْن بشر فَلم يزل حَتَّى
قتل مَرْوَان
الْيَمَامَة غلب عَلَيْهَا الْبَهِي رجل من بَنِي حنيفَة فَمَاتَ فولى
عَبْد اللَّهِ بْن النُّعْمَان الْحَنَفِيّ فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى
بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس
الْمَدِينَة أقرّ مَرْوَان عَلَيْهَا عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن
عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان ثمَّ عَزله سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة
وَولى عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
ثمَّ انحاز من أَبِي حَمْزَة الْمَدِينَة فَوجه مَرْوَان عَبْد الْملك
بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة من سعد بْن بَكْر فَقتل أَبَا حَمْزَة وَضم
إِلَيْهِ مَكَّة ثمَّ خرج عَبْد الْملك إِلَى الْيمن
(1/406)
واستخلف الْوَلِيد بْن عُرْوَة بْن
مُحَمَّد بْن عَطِيَّة ثمَّ ولاها مَرْوَان بْن مُحَمَّد يُوسُف بْن
عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة حَتَّى جَاءَت بيعَة أَبِي
الْعَبَّاس
مَكَّة أقرّ عَلَيْهَا عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر مَعَ ولَايَة
الْمَدِينَة ثمَّ ولاها عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد
الْملك فانحاز عَن أَبِي حَمْزَة الْخَارِجِي وَأقَام بهَا أَبُو
حَمْزَة الْخَارِجِي ثمَّ خرج يُرِيد الْمَدِينَة فاستخلف أَبْرَهَة
بْن الصَّباح ثمَّ رَجَعَ أَبُو حَمْزَة فَقتله عَبْد الْملك بْن
مُحَمَّد بْن عَطِيَّة ثمَّ خرج إِلَى الطَّائِف وَولى رومي بْن مَاعِز
الْكلابِي ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك ثمَّ قتل عَبْد
الْملك بْن مُحَمَّد بِبَعْض بِلَاد الْيمن فولى مَرْوَان يُوسُف ابْن
عُرْوَة بْن مُحَمَّد فَلم يزل واليا حَتَّى جَاءَت بيعَة أَبِي
الْعَبَّاس
أفريقية غلب عَلَيْهَا عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الفِهري حَتَّى قتل
سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
الْيمن لما وَقعت الْفِتْنَة وثب عَبْد اللَّهِ بْن يحيى فَأخْرج
الضَّحَّاك بْن زمل عَنها فَوجه مَرْوَان عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد
فَقتل عَبْد اللَّهِ بْن يحيى ثمَّ انحدر يُرِيد مَكَّة فَقتل بِبَعْض
الْبِلَاد غيلَة فولاها مَرْوَان يُوسُف بْن عُرْوَة مَعَ ولَايَة
مَكَّة وَالْمَدينَة فَبعث إِلَى الْيمن أَخَاهُ الْوَلِيد بْن عُرْوَة
فَلم يزل واليا حَتَّى جَاءَت بيعَة أَبِي الْعَبَّاس
أرمينية قفل مَرْوَان من أرمينية عَند قتل الْوَلِيد واستخلف عَاصِم
بْن عَبْد اللَّهِ ابْن يَزِيد الْهِلَالِي فَبعث الضَّحَّاك بْن قيس
مُسَافر بْن القصاب فَقتل عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ وَبلغ الْخَبَر
مَرْوَان فولى عَبْد اللَّهِ بْن مُسلم فَمَاتَ فولى إِسْحَاق بْن
مُسلم فَخرج إِسْحَاق وَاخْتَارَ أهل برذعة مُسَافر بْن بجير حَتَّى
قَامَ أَبُو الْعَبَّاس
الْقَضَاء
قَضَاء الْبَصْرَة قضى أَيَّام ابْن سُهَيْل عباد بْن مَنْصُور ثمَّ
قدم سلم بْن قُتَيْبَة فعزل عبادا وَولى مُعَاوِيَة بْن عُمَر
الْغلابِي فَقضى ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ استعفى فأعفاه
(1/407)
وَولى عَامر بْن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ
فاستعفى فولى عباد بْن مَنْصُور فَلم يزل قَاضِيا حَتَّى بُويِعَ أَبُو
الْعَبَّاس
الْكُوفَة كَانَ عَلَيْهَا ابْن أَبِي ليلى حَتَّى دَخلهَا الضَّحَّاك
بْن قيس فولاها غيلَان ابْن جَامع الْمحَاربي ثمَّ قدم ابْن هُبَيْرَة
فاستقضى الْحجَّاج بْن عَاصِم الْمحَاربي ثمَّ عَزله وَولى منصورا
حَتَّى بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس
الْمَدِينَة كَانَ عَلَيْهَا عُثْمَان بْن عُمَر التَّيْمِيّ من
قُرَيْش فأقره عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان ثمَّ قضى مُحَمَّد بْن
عمرَان التَّيْمِيّ للوليد بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة آخر
قيام مَرْوَان
الْمَوْسِم سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وَثَمَانِية وَعشْرين وَمِائَة
عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وتسع
وَعشْرين وَمِائَة عَبْد الْوَاحِد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك
وَثَلَاثِينَ وَمِائَة عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة
وَإِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة الْوَلِيد بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد
بْن عَطِيَّة
شَرط مَرْوَان كوثر بْن الْأسود الغنوي
ديوَان الْجند وَالْخَرَاج وبيوت الْأَمْوَال والخزائن عمرَان بْن
صَالح مولى هُذَيْل
كَاتب الرسائل عَبْد الحميد الْكَبِير
الْخَاتم الصَّغِير عَبْد الْأَعْلَى بْن مَيْمُون بْن مهْرَان
خَاتم الْخلَافَة مولى لَهُ
حَاجِبه سقلاب وَيُقَال مِقْلَاص مولى لَهُ
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده وَعبد اللَّه
بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولد
مَرْوَان بالجزيرة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين كَانَت أمه أمة لمصعب بْن
الزبير وَقتل بقرية من قرى مصر يُقَال لَهَا بوصير يَوْم الْخَمِيس لست
بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
(1/408)
كَانَت ولَايَة مَرْوَان خمس سِنِين
وَعشرَة أشهر وَعشرَة أَيَّام
وَولي يَزِيد بْن عُمَر بْن هُبَيْرَة الْعرَاق فَقدم فِي سنة تسع
وَعشْرين وَمِائَة فولى شَرطه بواسط زِيَاد بْن سُوَيْد المري فَقتل
لَيْلَة الْفُرَات وعَلى شَرط الْكُوفَة عَبْد الرَّحْمَن ابْن بشير
الْعجلِيّ
الْبَصْرَة إِلَى عمالها كَانَ عَلَى شَرط سلم بْن قُتَيْبَة
بِالْبَصْرَةِ ابْن رالان وَكَاتب الْخراج لِابْنِ هُبَيْرَة عبيد
اللَّه بْن الحبحاب مولى بَنِي سلول فَقتل حِين قتل أَبُو هُبَيْرَة
رسائل الْخَلِيفَة يحيى بْن بكير ابْن أخي رَبَاح بْن أَبِي عمَارَة
قتل ابْن هُبَيْرَة بواسط يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة بقيت من ذِي
الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن نَحْو من
أَرْبَعِينَ سنة
خلَافَة السفاح
وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس
عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ ابْن
الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب أمه ريطة بنت عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَبْد المدان الْحَارِثِيّ بُويِعَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَة
الْجُمُعَة لثلاث عشرَة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فِي بَنِي أود فِي دَار الْوَلِيد بْن سعد مولى
بَنِي هَاشم فَركب حِين أصبح فصلى بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة وبويع
ذَلِكَ الْيَوْم بيعَة الْعَامَّة
فَحَدثني عَبْد اللَّهِ بْن مُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ رَأَيْت أَبَا
الْعَبَّاس حِين خرج إِلَى الْجُمُعَة عَلَى برذون أَشهب قريب من
الأَرْض بَين عَمه دَاوُد بْن عَلِيّ وأخيه أَبِي جَعْفَر شَابًّا
جميلا تعلوه صفرَة فَأتى الْمَسْجِد فَصَعدَ الْمِنْبَر فَتكلم فَصَعدَ
دَاوُد بْن عَلِيّ فَقَامَ عَلَى عتبتين من الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه
وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس إِنَّه وَالله ماعلا
منبركم هَذَا خَلِيفَة بعد عَلِيّ بْن أَبِي طَالب غير ابْن أخي هَذَا
فوعد النَّاس ومناهم
(1/409)
قَالَ أَبِي ثمَّ رَأَيْته فِي الْجُمُعَة
الثَّانِيَة كَأَن وَجهه ترس وَكَأن عَنقه إبريق فضَّة وَقد ذهبت
الصُّفْرَة وَالله مَا كَانَ بَينهمَا إِلَّا أُسْبُوع وفيهَا قتل
عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس الْغمر بْن
يَزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَإِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ
بْن أَبِي طَلْحَة وَعبد اللَّه بْن عَبْد الْملك وَقتل عَبْد اللَّهِ
بْن عَلِيّ عُمَر بْن أَبِي سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف
وفيهَا قتل دَاوُد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس عمرَان
بْن مُوسَى بْن عَمْرو بْن سعيد وَيحيى وَإِسْمَاعِيل ابْني أُميَّة
بْن عَمْرو بْن سعيد وَعبد اللَّه بْن عَنبسة بْن سعيد بْن الْعَاصِ
وابنيه مُحَمَّد وعياض ابْني عَبْد اللَّهِ وَأَيوب بْن مُوسَى بْن
عَمْرو بْن سعيد وَأقَام الْحَج دَاوُد بن عَليّ
سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فِيهَا مَاتَ دَاوُد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فِي
غرَّة شهر ربيع الأول وَفِي هَذِهِ السّنة أقبل طاغية الرّوم قسطنطين
بْن أليون فَنزل عَلَى ملطية فقاتلوه قتالا شَدِيدا وألح عَلَيْهِم
حَتَّى نزلُوا عَلَى أَمَان فهدم الْمَدِينَة وَمَسْجِد الْجَامِع
وَدَار الْإِمَارَة وَوجه مَعَ الْمُسلمين خيلا بلغتهم مأمنهم
وفيهَا بعث أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن النَّضر بْن يريم
الْحِمْيَرِي فَأتى طوالة من أَرض الرّوم
وَأقَام الْحَج زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ
عَطاء بْن أَبِي مُسلم الْخُرَاسَانِي مولى هُذَيْل أمه
(1/410)
سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فِيهَا تحول أَبُو الْعَبَّاس عَن الْكُوفَة وَنزل الأنبار وفيهَا بعث
عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ وَهُوَ بِالشَّام الْحَارِث بْن عَبْد
الرَّحْمَن الْحَرَشِي وَخرجت الرّوم عَلَيْهِم كوشان البطريق وَذَلِكَ
فِي جُمَادَى الْآخِرَة من سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَوجه
مقَاتل بْن حَكِيم الْعَتكِي ابْنه مَخْلَد بْن مقَاتل فلقي الرّوم
بأرمينية الرَّابِعَة وَانْهَزَمَ مَخْلَد وَأسلم عسكره
وَأقَام الْحَج عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا استعرض يحيى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن
عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس أهل الْموصل فَقَتلهُمْ وفيهَا مَاتَ
الْمُغيرَة بْن مقسم الضَّبِّيّ وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سعد
بْن مَالك وَيزِيد ابْن يَزِيد بْن جَابر الْأَزْدِيّ بِالشَّام وفيهَا
قدم مُوسَى وَالْعَبَّاس ابْنا الْوَلِيد بْن يَزِيد الْمغرب وَعبد
اللَّه بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَة وَسَعِيد بْن عَمْرو
بْن سليم الزرقي
سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فِيهَا كتب أَبُو الْعَبَّاس إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَبَّاس يَأْمُرهُ بِضَرْب الْبعُوث فولى سعد بْن عَبْد
الرَّحْمَن الرَّحبِي فَلم يدرب وَجعل بدابق وأفواه الدروب وَأقَام
الْحَج سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس وفيهَا
مَاتَ يحيى بْن يحيى الغساني وَدَاوُد بْن الْحصين مولى آل عُثْمَان
بْن عَفَّان وَعبد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن حزم وَأَبُو حَازِم
ومُوسَى بْن عقبَة وَفِي خلَافَة أَبِي الْعَبَّاس مَاتَ ابْن خثيم
وَعمر بن عَامر
(1/411)
سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فِيهَا مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْنُ هِشَامٍ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ جده وَعبد اللَّه بْن مُغيرَة عَن أَبِيه وَأَبُو
الْيَقظَان وَغَيرهم قَالُوا ولد أَبُو الْعَبَّاس بالحميمة من أَرض
الشَّام سنة ثَمَان وَمِائَة وَمَات بالأنبار يَوْم الْأَحَد لثلاث
عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَعشْرين سنة صلى
عَلَيْهِ عِيسَى بْن عَلِيّ وَكَانَت ولَايَته أَربع سِنِين وَتِسْعَة
أشهر ثمَّ بُويِعَ أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن
عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس أمه أم ولد
تَسْمِيَة عُمَّال أَبِي الْعَبَّاس
الْبَصْرَة عزل عَنها سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة ولاها عُمَر بْن حَفْص
هزار مرد ثمَّ عَزله سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَولى
سُلَيْمَان بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس فَلم يزل
عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس
الْكُوفَة اسْتعْمل عَلَيْهَا أَبُو الْعَبَّاس عَمه دَاوُد بْن عَلِيّ
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ثمَّ عَزله وَبَعثه فصلى بِالْمَوْسِمِ
وَولى الْكُوفَة عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد
اللَّهِ ابْن عَبَّاس حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس
مَكَّة ولاها دَاوُد بْن عَلِيّ مَعَ الْمَدِينَة فَمَاتَ دَاوُد
واستخلف ابْنه مُوسَى بْن دَاوُد فَعَزله أَبُو الْعَبَّاس وَولى خَاله
زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ مَعَ الْمَدِينَة والطائف فولاها
زِيَاد بْن عبيد اللَّه ابْن أَخِيه عَلِيّ بْن الرّبيع حَتَّى مَاتَ
أَبُو الْعَبَّاس
(1/412)
الْمَدِينَة بعث عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيِّ
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس من دمشق عَند دُخُوله إِيَّاهَا
بِحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن تَمام بْن الْعَبَّاس إِلَى الْمَدِينَة
فَخرج عَنها واليها يُوسُف بْن عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة ثمَّ
ولاها أَبُو الْعَبَّاس عَمه دَاوُد بْن عَلِيّ مَعَ مَكَّة والطائف
فوليها أَرْبَعَة أشهر ثمَّ مَاتَ واستخلف ابْنه مُوسَى بْن دَاوُد
فَعَزله أَبُو الْعَبَّاس وَولى خَاله زِيَاد بْن عبيد اللَّه فَقدم
الْمَدِينَة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس
الْيمن جمعهَا أَبُو الْعَبَّاس لداود بْن عَلِيّ فولاها دَاوُد ثمَّ
وَليهَا عُمَر بْن عَبْد الحميد الْخطابِيّ ثمَّ ولاها أَبُو
الْعَبَّاس ابْن خَاله مُحَمَّد بْن يَزِيد بْن عبيد اللَّه فَمَاتَ
فجمعها أَبُو الْعَبَّاس لخاله زِيَاد بْن عبيد اللَّه فولاها زِيَاد
ابْن أَخِيه عَلِيّ بْن الرّبيع ثمَّ عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع حَتَّى
مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس وَقد وَليهَا فِي خلَافَة أَبِي الْعَبَّاس
عُمَر بْن عَبْد الحميد الْخطابِيّ
خُرَاسَان أَقَامَ بهَا أَبُو مُسلم
سجستان بعث أَبُو مُسلم مَالك بْن الْهَيْثَم من أهل خُرَاسَان فَأخْرج
أهل الشَّام مِنْهَا ثمَّ بعث عُمَر بْن الْعَبَّاس بْن عُمَيْر بْن
عُطَارِد بْن حَاجِب بْن زُرَارَة ثمَّ بعث إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو
وَيُقَال بعث مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث قبل عُمَر بْن الْعَبَّاس
السَّنَد بعث أَبُو الْعَبَّاس رجلا من بَنِي تَمِيم يُقَال لَهُ مغلس
فَأَخذه مَنْصُور بْن جُمْهُور أَسِيرًا وَقتل عَامَّة أَصْحَابه فَوجه
أَبُو الْعَبَّاس مُوسَى بْن كَعْب المراي فَلَقِيَهُ مَنْصُور
بقندابيل فَقتل منصورا وَدخل المنصورة مُوسَى بْن كَعْب فَلم يزل عيها
حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس
البحران الْمَسِيح بْن الْحوَاري بْن زِيَاد بْن عَمْرو الْعَتكِي ثمَّ
عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان ابْن الْمُنْذر بْن الْجَارُود ثمَّ
عُمَر بْن حَفْص هزارمرد
(1/413)
الْيَمَامَة دَاوُد بْن عَلِيّ فَمَاتَ
فولى السّري بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد
الْمطلب
الجزيرة لما هزم مَرْوَان من الزاب سَار عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ
ودخلها ثمَّ اسْتخْلف مُوسَى بْن كَعْب المراي ثمَّ ولى أَبُو
الْعَبَّاس أَخَاهُ ابا جَعْفَر الجزيرة وأرمينية وأذربيجان ثمَّ أمره
أَن يسير إِلَى مَكَّة فيقيم الْحَج فَسَار واستخلف مقَاتل بْن حَكِيم
الْعَتكِي حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس
الصائفة النَّضر بْن يريم ثمَّ صَالح بْن عَلِيّ
الْمَوْسِم
اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ دَاوُد بْن عَلِيّ
ثَلَاث وَثَلَاثِينَ زِيَاد بْن عبيد اللَّه الْحَارِثِيّ
أَربع وَثَلَاثِينَ عِيسَى بْن مُوسَى
خمس وَثَلَاثِينَ سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
سِتّ وَثَلَاثِينَ أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن
عَلِيّ أَمِير الْمُؤمنِينَ
الْقَضَاء
قَضَاء الْبَصْرَة بعث أَبُو جَعْفَر فِي خلَافَة أَبِي الْعَبَّاس
الْحجَّاج بْن أرطاه الْفَقِيه النَّخعِيّ قَاضِيا عَلَى الْبَصْرَة
فَقضى أشهرا ثمَّ قدم سُلَيْمَان فِي أول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فعزل
الْحجَّاج وَأعَاد عباد بْن مَنْصُور ثمَّ عَزله وَولى سوار بْن عَبْد
اللَّهِ وَعمر بْن عَامر السّلمِيّ وَكَانَا يقعدان جَمِيعًا فاستعفى
سوار فأعفاه وَولي عُمَر بْن عَامر فَمَاتَ عُمَر فولى طَلْحَة بْن
إِيَاس الْعَدوي عدي الربَاب ثمَّ عَزله وَأعَاد عباد بْن مَنْصُور
حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس
(1/414)
الْكُوفَة مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن
بْن أَبِي ليلى حَتَّى مَاتَ أَبُو الْعَبَّاس
الْمَدِينَة ولى زِيَاد بْن عبيد اللَّه بْن أَبِي سُبْرَة سنة سِتّ
وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
شَرط أَبِي الْعَبَّاس عَبْد الْجَبَّار بْن عَبْد الرَّحْمَن
الْأَزْدِيّ
الْخَاتم والحرس أَسد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالك الْخُزَاعِيّ
حَاجِبه أَبُو عمَارَة مَوْلَاهُ
وَفِي هَذِهِ السّنة وَهِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة خلع عَبْد
اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ودعا إِلَى نَفسه
وفيهَا حج أَبُو مُسلم وَقد كَانَ أَبُو الْعَبَّاس كتب إِلَى عَبْد
اللَّهِ بْن عَلِيّ يَغْزُو بِلَاد الرّوم والسياحة فِيهَا فَأتى عَبْد
اللَّهِ دابقا فَعَسْكَرَ بهَا وتوافت إِلَيْهِ الْجنُود وأتته وَفَاة
أَبِي الْعَبَّاس
وفيهَا مَاتَ ربيعَة بْن أَبِي عبد الرَّحْمَن مولى آل الْمَذْكُور
وَعَطَاء بْن السَّائِب وَيزِيد بْن أَبِي زِيَاد وَعُرْوَة بْن
رُوَيْم والْعَلَاء بْن الْحَارِث من أهل الشَّام وَعبد اللَّه ابْن
عُمَيْر اللَّخْمِيّ من أهل الْكُوفَة حَلِيف لبني عدي بْن كَعْب
وفيهَا قتل مُوسَى بْن كَعْب مَنْصُور بْن جُمْهُور بقندابيل لليلتين
بَقِيَتَا من شهر رَمَضَان
وَفِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة قدم عَبْد الرَّحْمَن بْن
مُعَاوِيَة بْن هِشَام بْن عَبْد الْملك أَرض الْمغرب
سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
وَفِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة لَقِي أَبُو مُسلم عَبْد اللَّهِ
بْن عَلِيّ فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ انهزم عَبْد اللَّهِ بْن
عَلِيّ فَأتى الْبَصْرَة وَبعث أَبُو جَعْفَر إِلَى أَبِي مُسلم أَن
احتفظ بِمَا فِي
(1/415)
يَديك فَغَضب أَبُو مُسلم وَتوجه إِلَى
خُرَاسَان فَبعث أَبُو جَعْفَر سَلمَة بْن سعيد بْن جَابر وَكَانَ صهر
أَبِي مُسلم كَانَت خَالَته تَحت أَبِي مسلمة فلحق أَبَا مُسلم قبل أَن
يدْخل الرّيّ فَسَأَلَهُ الْقدوم عَلَى أَبِي جَعْفَر فَقدم مَعَه
وَأَبُو جَعْفَر بِالْمَدَائِنِ فَقتله أَبُو جَعْفَر بالرومية
وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من شعْبَان سنة سبع
وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فَسمِعت يحيى بْن الْمسيب قَالَ قَتله وَهُوَ فِي سرادقات ثمَّ بعث
إِلَى عِيسَى بْن مُوسَى فَأعلمهُ ذَلِكَ وَأَعْطَاهُ الرَّأْس
وَالْمَال فَخرج بِهِ ونثر الْأَمْوَال فتشاغل النَّاس بهَا وَيُقَال
بعث أَبُو جَعْفَر جرير بْن يَزِيد بْن جرير بْن عَبْد اللَّهِ إِلَى
أبي مُسلم
وفيهَا استغوى سنباذ اهل الرّيّ فانتقضوا
(1/416)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فَبعث اليهم أَبُو
جَعْفَر مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث فَقَتلهُمْ وسبى ذَرَارِيهمْ وَيُقَال
جهور بْن مرار الْعجلِيّ
وفيهَا عزل أَبُو جَعْفَر سُلَيْمَان بْن عَلِيّ عَن الْبَصْرَة وولاها
سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة فَقدم سُفْيَان فِي شهر رَمَضَان فَقتل ابْن
المقفع
وفيهَا قدم بِعَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
وَأقَام الْحَج إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
وَلم تَكُ تِلْكَ السّنة صائفة
وفيهَا مَاتَ حُصَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعَاصِم بْن كُلَيْب وَأسد
بْن ودَاعَة بِالشَّام
وَفِي أول خلَافَة أَبِي جَعْفَر مَاتَ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن
مولى الحرقة وَسليمَان ابْن سحيم 4 سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
فِيهَا خرج ملبد بْن حَرْمَلَة أحد بَنِي أَبِي ربيعَة بالموصل فَوجه
إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَر خازم بْن خُزَيْمَة فَقتله وَيُقَال خرج ملبد
سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
وفيهَا غزا صَالح بْن عَلِيّ فَنزل دابق وَأَقْبل قسطنطين بْن أليون
طاغية الرّوم فِي مائَة ألف فَلَقِيَهُ صَالح فَقتل وسبى وَخرج سالما
وَأقَام الْحَج الْفضل بْن صَالح بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عَبَّاس
وفيهَا عزل أَبُو جَعْفَر سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة عَن الْبَصْرَة
وولاها عُمَر بْن حَفْص هزارمرد
(1/417)
وفيهَا قتل عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب
الفِهري بأفريقية قَتله الياس بْن حبيب وَأَخُوهُ عَبْد الْوَارِث
سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
خرج جَعْفَر بْن حَنْظَلَة البهراني فَأتى ملطية وَهِي خراب فَعَسْكَرَ
وَخرج عَبْد الْوَاحِد فَأتى ملطية فزرع وطبخ كلسا كثيرا ثمَّ قفل
فَوجه الطاغية فَحرق الزَّرْع
وَأقَام الْحَج الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ
بْن عَبَّاس
وفيهَا مَاتَ يُونُس بْن عبيد وَدَاوُد بْن أَبِي هِنْد مصدر النَّاس
عَن الْحَج وَيزِيد بْن أُسَامَة بْن الْهَاد وَعبد ربه بْن سعيد أَخُو
يحيى بْن سعيد وَعَمْرو بْن المُهَاجر بِالشَّام
سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة
فِيهَا كتب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر إِلَى صَالح بْن عَلِيّ
يَأْمُرهُ بِبِنَاء مَدِينَة المصيصة فَوجه جِبْرِيل بْن يحيى فرابط
بهَا حَتَّى بناها وَفرغ مِنْهَا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة
وفيهَا وَجه أَبُو جَعْفَر عَبْد الْوَهَّاب بْن إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد بْن عَلِيّ لبِنَاء ملطية فَأَقَامَ عَلَيْهَا سنة حَتَّى
بناها وأسكنها النَّاس
وَأقَام الْحَج أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ
وفيهَا مَاتَ مطرف بْن طريف مولى بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب وَأَبُو
إِسْحَاق
(1/418)
الشَّيْبَانِيّ وَأَبُو الْعَلَاء أَيُّوب
بْن مِسْكين وَعمارَة بْن غزيَّة
وَمَات قبل الْأَرْبَعين وَمِائَة سَلمَة بْن علقمه الْمَازِني
وَعُثْمَان بْن حَكِيم وَيَعْقُوب ابْن عَبْد الرَّحْمَن مولى الحرقة
وَعُثْمَان بْن عُرْوَة بْن الزبير بْن الْعَوام وَبعد الْأَرْبَعين
شريك بْن أَبِي نمر ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم ابْنا عقبَة وَسعد بْن
إِسْحَاق
سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة
فِيهَا خرج العبيد بِالْبَصْرَةِ وسوار بْن عَبْد اللَّهِ عَلَى
الْقَضَاء وَالصَّلَاة والمعونة فَخرج إِلَيْهِم حَفْص بْن النَّضر
السّلمِيّ وَهُوَ عَلَى شرطة سوار فَقتل العبيد
وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عُيَيْنَة الْبَحْر فَنزل
مَدِينَة قيس جَزِيرَة فِي الْبَحْر فَأَتَتْهُ مراكب الميذ فَلم يخرج
إِلَيْهِم وَخرج ابْنه فَقتل فِي جمَاعَة الْمُسلمين وخلى ابْن أَبِي
عُيَيْنَة الْمَدِينَة فَخر بهَا الْعَدو فَهِيَ خراب إِلَى الْيَوْم
وفيهَا مَاتَ سُلَيْمَان بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
وَأَبَان بْن تغلب وَسعد بْن سعيد ابْن قيس أَخُو يحيى بْن سعيد
وَأقَام الْحَج صَالح بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة
فِيهَا وَجه أَبُو عون وَهُوَ وَالِي مصر الْعَوام بْن عَبْد الْعَزِيز
البَجلِيّ فِي ألف فَارس فَوجه إِلَيْهِ أَبُو الْخطاب الإباضي واسْمه
عَبْد الْملك بْن السَّمْح مولى معافر مَالك بْن سميران فَالْتَقوا
بطرابلس فَهزمَ الْعَوام وَقتل عَامَّة أَصْحَابه
وفيهَا قدم الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر الْبَصْرَة
فَنزل عسكره بجسر الْأَكْبَر
(1/419)
وَأقَام الْحَج إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن
عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
وفيهَا مَاتَ خَالِد بْن مهْرَان الْحذاء بِالْبَصْرَةِ وَالْحسن بْن
عَمْرو الْفُقيْمِي وَالْحسن ابْن عبيد اللَّه وحبِيب بْن أَبِي عمْرَة
كل هَؤُلَاءِ بِالْكُوفَةِ
وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر معَن بْن زَائِدَة الْيمن وَولى عُمَر بْن
حَفْص الْبَصْرَة الْولَايَة الثَّانِيَة ثمَّ ولاه السَّنَد
سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة
فِيهَا مَاتَ حميد بْن مهْرَان الطَّوِيل وَسليمَان بْن طرخان
التَّيْمِيّ كِلَاهُمَا بِالْبَصْرَةِ وَلَيْث بْن أَبِي سليم
وَأَشْعَث بْن سوار ومجالد بْن سعيد كلهم بِالْكُوفَةِ وَيحيى بْن سعيد
الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة من أهل الْمَدِينَة
وَسَعِيد بْن إِيَاس الْجريرِي وحجاج الصَّواف بِالْبَصْرَةِ
وَأقَام الْحَج عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَبَّاس
وفيهَا وَجه مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث وَهُوَ عَلَى مصر أَبَا
الْأَحْوَص الْعَبْدي فِي سِتَّة آلَاف إِلَى أفريقية فَنزل برقة فلقي
أَبَا الْخطاب الإباضي قَرِيبا من برقة فَهزمَ أَبُو الْأَحْوَص وَرجع
إِلَى برقة وَمضى أَبُو الْخطاب إِلَى أطرابلس فَلَقِيَهُ مُحَمَّد بْن
الْأَشْعَث بلبدة فَقتل أَبُو الْخطاب وَدخل أبن الْأَشْعَث القيروان
وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن عَمْرو السكْسكِي ويكنى أَبَا
الْجمل عَزله وَولى إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عَبَّاس وعزل أَبُو جَعْفَر الْهَيْثَم بْن مُعَاوِيَة عَن مَكَّة
وَولى السّري بْن عَبْد اللَّهِ وعزل مُحَمَّد بْن خَالِد عَن
الْمَدِينَة وَولى ريَاح بن عُثْمَان المري
(1/420)
سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَمِائَة
فِيهَا وَجه صَالح بْن عَلِيّ مسلمة بْن يحيى أَخا جِبْرِيل بْن يحيى
فَبنى حصن أذنة
وَأقَام الْحَج أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ
وفيهَا ولي سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن الْمُهلب
الْبَصْرَة
وفيهَا ولى ريَاح بْن عُثْمَان المري الْمَدِينَة
وفيهَا مَاتَ عَبْد اللَّهِ بْن شبْرمَة الضَّبِّيّ ومُوسَى
الْجُهَنِيّ وَعَمْرو بْن عبيد بمران وَمُحَمّد وَأنس ابْنا أَبِي يحيى
وَإِسْحَاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَة
وفيهَا أحدر أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ عَبْد اللَّهِ بْن حسن
بْن حسن بْن عَلِيّ أَبَا مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم
وَقبل خمس وَأَرْبَعين مَاتَ الْحجَّاج بْن أَرْطَاة وَأَبُو حَيَّان
التَّيْمِيّ
سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة
فِيهَا ولى صَالح بْن عَلِيّ عِيسَى بْن كثير النقاش فغزا سلوقية ثمَّ
أَتَى طوانة ثمَّ أَتَى قرمة فَقتل وَسبي
خُرُوج مُحَمَّد النَّفس الزكية وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم
وفيهَا خرج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بْن
أَبِي طَالب بِالْمَدِينَةِ فِي رَجَب فَشد ريَاح بْن عُثْمَان المري
وَخرج إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بِالْبَصْرَةِ فِي أول لَيْلَة من
شهر رَمَضَان فَبعث أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن مُوسَى وعَلى مقدمته حميد
بْن قَحْطَبَةَ فَالْتَقوا وَولى الْمَدِينَة كثير بْن الْحصين أحد
بَنِي عَبْد الدَّار فاستقضى عَبْد الْعَزِيز بن
(1/421)
الْمطلب ثمَّ عَزله أَبُو جَعْفَر وَولى
عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ فاستقضى مُحَمَّد بْن عَبْد
الْعَزِيز الزُّهْرِيّ
قَالَ مسلمة بْن ثَابت خرج إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ أول لَيْلَة
من شهر رَمَضَان وَخَرجْنَا مَعَه فَأتى مَقْبرَة بَنِي يشْكر وتوافت
إِلَيْهِ جمَاعَة كنت فيهم ثمَّ سَار حِين أصبح فَأتى دَار الْإِمَارَة
وَبهَا سُفْيَان بْن مُعَاوِيَة بْن يَزِيد بْن الْمُهلب واليا فَسلم
الدَّار من غير قتال
فَسمِعت يسَار بْن عبيد اللَّه قَالَ حضرت يَوْمئِذٍ وَأَقْبل جَعْفَر
وَمُحَمّد ابْنا سُلَيْمَان ابْن عَلِيّ فِي مواليهما وَمن انْضَمَّ
إِلَيْهِمَا نَحْو من ثَلَاثَة آلَاف فَوجه إِبْرَاهِيم الطهوي فلقيهما
فِي سكَّة المربد حَضْرَة مَسْجِد الحرورية فَلم يلبث جَعْفَر
وَمُحَمّد أَن انكشفا
وَسمعت أَبَا مَرْوَان قَالَ حَضرتهمْ يَوْمئِذٍ وَجعل أَصْحَاب
جَعْفَر وَمُحَمّد ينضحونهم بِالنَّبلِ
قَالَ فَنَظَرت إِلَى الطهوي وضع جَبهته عَلَى قربوس سَرْجه وانتضى
سَفِيه وَشد عَلَى الْقَوْم فَضرب يَد صَاحب علمهمْ فَأَبَانَهَا وَسقط
الْعلم وانهزموا
وَصلى إِبْرَاهِيم بِالنَّاسِ يَوْم الْفطر وَأَتَاهُ نعي أَخِيه
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر ثمَّ خرج إِبْرَاهِيم عَن الْبَصْرَة واستخلف
ابْنه الْحسن بْن إِبْرَاهِيم حَتَّى أَتَى باجميرا من سَواد الْكُوفَة
فَلَقِيَهُ عِيسَى بْن مُوسَى فَقتل إِبْرَاهِيم فِي ذِي الْقعدَة سنة
خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقتل مَعَه بشير الرّحال وَجَمَاعَة
كَثِيرَة وَقد كَانَ إِبْرَاهِيم وَجه الْمُغيرَة بْن الْفَزع
التَّمِيمِي أحد بَنِي كَعْب بْن سعد بْن تَمِيم إِلَى الأهواز
فَأَخذهَا بعد قتال شَدِيد وَوجه إِلَى وَاسِط فَأَخذهَا وتنازع سَلمَة
بْن عَبْد الحميد مولى بَنِي راسب وَسليمَان ابْن مُجَاهِد مولى بَنِي
ضبيعة فغلب سُلَيْمَان بْن مُجَاهِد وَصلى بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة
وَلم يحضرها كَبِير اُحْدُ
(1/422)
حَدثنَا خَليفَة قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي
أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه شهد الْجُمُعَة فَلم يصل فِي الْمَسْجِد تَمام
وصف ثمَّ قدم جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فصلى بِالنَّاسِ يَوْم
النَّحْر وَأقَام السّري بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن عَبْد
اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب الْحَج للنَّاس
وفيهَا مَاتَ حبيب بْن الشَّهِيد بِالْبَصْرَةِ وَإِسْمَاعِيل بْن
أَبِي خَالِد وَعبد الْملك بْن أَبِي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي
بِالْكُوفَةِ وَعَمْرو بْن مَيْمُون من أهل الجزيرة وَعبيد اللَّه ابْن
عُمَر من أهل الْمَدِينَة وَيحيى بْن الْحَارِث الذمارِي من أهل
الشَّام وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن عَلِيّ بن
أبي طَالب
سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة
أَقَامَ الْحَج عَبْد الْوَهَّاب بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن
عَلِيّ بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس
وفيهَا مَاتَ عَوْف بْن أَبِي جميلَة الْأَعرَابِي وَأَشْعَث بْن عَبْد
الْملك الحمراني وَهِشَام بْن عُرْوَة بْن الزبير بِبَغْدَاد وأجلح
الْكِنْدِيّ وَمُحَمّد بْن السَّائِب الْكَلْبِيّ
وفيهَا عزل أَبُو جَعْفَر عَبْد اللَّهِ بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ عَن
الْمَدِينَة وَولى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَأقر مُحَمَّد
بْن عَبْد الْعَزِيز عَلَى الْقَضَاء
وفيهَا ولى أَبُو جَعْفَر سلم بْن قُتَيْبَة الْبَصْرَة يَسِيرا ثمَّ
عَزله وَولى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان ثمَّ عَزله وَولى مُحَمَّد بْن
أَبِي الْعَبَّاس فلقبه أهل الْبَصْرَة أَبَا الدبس وَمَات عُمَر بْن
عَبْد اللَّهِ مولى غفرة بنت رَبَاح أُخْت بِلَال بْن رَبَاح بعد
الْهَزِيمَة
وفيهَا عزل عَلِيّ بْن مُوسَى عَن الْكُوفَة ووليها مُحَمَّد بْن
سُلَيْمَان بْن عَلِيّ
سنة سبع واربعين وَمِائَة
وفيهَا بَايع أَبُو جَعْفَر لِابْنِهِ الْمهْدي وخلع عِيسَى بْن مُوسَى
وَكَانَ ولي عهد
(1/423)
بعد أَبِي جَعْفَر وَوجه أَبُو جَعْفَر
عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ إِلَى الْبَصْرَة
فِي بيعَة الْمهْدي
وَفِي هَذِهِ السّنة تساقطت النُّجُوم
وَأقَام الْحَج أَبُو جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ
وفيهَا مَاتَ هِشَام بْن حسان القردوسي بِالْبَصْرَةِ وَعُثْمَان بْن
الْأسود بِمَكَّة وَيزِيد بْن أَبِي عبيد وَعبد اللَّه بْن سعيد بْن
أَبِي هِنْد وَيُقَال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَقبل ثَمَان وَأَرْبَعين
مَاتَ حُسَيْن الْمعلم وَعُثْمَان البتي وحبِيب بْن شهَاب العَنبري
سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة
فِيهَا أَقَامَ الْحَج جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ
أَبُو عِيسَى بْن جَعْفَر بْن أَبِي جَعْفَر وفيهَا دخل الميذ من
الْبَحْر فَأتوا دجلة الْبَصْرَة
وفيهَا مَاتَ سُلَيْمَان بْن مهْرَان الْأَعْمَش وَمُحَمّد بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى وجعفر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن
وَمُحَمّد بْن عجلَان مولى فَاطِمَة بنت عتبَة
سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة
وفيهَا وَجه أَبُو جَعْفَر الْحسن بْن قَحْطَبَةَ فَأتى كمخ من بِلَاد
الجزيرة فامتنعوا فقفل وَلم يصنع شَيْئا
وفيهَا خرج أشناشيش فَوجه إِلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ جِبْرِيل بْن
يحيى ومعاذ بن مُسلم فهزمهما
(1/424)
وفيهَا دخل الميذ مهلبان فِي دجلة الْبَصْرَة
وفيهَا لَقِي الْعَدو أَبَا جَيْفَر بخارك فأصيب هُوَ وَأهل مركبه
وفيهَا مَاتَ زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَة وكهمس بْن الْحسن وثابت
بْن عمَارَة وَعمْرَان بْن حدير والمثنى بْن الصَّباح والوضين بْن
عَطاء وَحرَام بْن عُثْمَان الْأنْصَارِيّ
سنة خمسين وَمِائَة
فِيهَا أَقَامَ الْحَج عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب
وفيهَا مَاتَ إِبْرَاهِيم بْن يَزِيد الخوزي
وفيهَا مَاتَ عَبْد الْملك بْن عَبْد الْعَزِيز بْن جريج وَأَبُو
حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت
وفيهَا قتل أشناشيش
وفيهَا خرج عقبَة بْن سلم عَن الْبَصْرَة واستخلف ابْنه نَافِع بْن
عقبَة فَعَزله وَولى جَابر بْن تَوْبَة الْكلابِي |