تاريخ دمشق لابن القلانسي

سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
في هذه السنة وصل الأمير حسام الدولة ابن البجناكي إلى دمشق والياً عليها في يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى منها ونزل في المزة وأقام مدة وورد الكتاب بعزله فانصرف عن الولاية وتوجه نحو حلب في شهر رمضان من السنة ثم وصل بعد ذلك عدة الدين والدولة ابن ناصر الدولة بن حمدان إلى دمشق والياً عليها في يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان من السنة وحصل بها وقرئ سجل ولايته وأمر فيها ونهى. وفي هذه السنة استقر الصلح والموادعة بين معز الدولة صاحب حلب وابن أخيه محمود بن شبل الدولة. وفيها ندب أبو محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الشاعر للمسير من حلب إلى القسطنطينية رسولاً في المحرم منها. وفيها توفى الأمير معز الدولة بحلب في يوم الجمعة لسبع بقين من ذي القعدة ودفن في المسجد بالقلعة وملكها أخوه عطية. وفي هذه السنة وصل الأمير المؤيد معتز الدولة حيدرة بن عضب الدولة إلى دمشق والياً عليها دفعةً ثانيةً بعد أولى في يوم الاثنين الثامن عشر من ذي القعدة منها ونزل في أرض المزة وفي هذا اليوم سار عدة الدولة بن حمدان عن الولاية منصرفاً إلى مصر وأقام المؤيد بها في الولاية ما أقام وانصرف عنها معزولاً في شهر ربيع الآخر سنة 455

(1/152)


سنة أربع وخمسين وأربعمائة
في المحرم منها قلد الأمير مكين الدولة طبرية وثغر عكاء من قبل امام المستنصر بالله وأمر على جماعة بني سليم وبني فزارة. وفيها توفي القاضي الشريف مستخص الدولة أبو الحسين ابرهيم بن العباس بن الحسن الحسيني بدمشق يوم السبت التاسع والعشرين من شعبان رحمه الله. وفيها وردت الأخبار من ناحية العراق بوفاة السلطان طغرلبك وقيام ولده كذا البارسلان في المملكة بعده في مدينة الري

(1/153)


سنة خمس وخمسين وأربعمائة وفيها ولاية أمير الجيوش بدر لدمشق
وصل الأمير تاج الأمراء المظفر مقدم الجيوش شرف الملك عدة الامام ثقة الدولة بدر إلى دمشق والياً عليها في يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة ونزل بأرض المزة ومعه الشريف القاضي ثقة الدولة ذو الجلالين أبو الحسن يحيى بن زيد الحسيني الزيدي ناظراً في الأعمال ونفقات الأموال وأقام بها مدة مدبراً لها وآمراً وناهياً فيها ثم حدث من أمره بها والخلف الجاري بينه وبين عسكريتها ورعيتها ووقعت بينهما محاربات عرف معها عجزه عن المقام بينهم والثبات معهم وخاف على نفسه منهم فسار عنها كالهارب منها في ليلة الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة 56. وفي هذه السنة نزل الأمير محمود بن شبل الدولة بن صالح على حلب وحصر عمه عطية فيها في النصف من شعبان وقتل منيع بن كامل بحجر المنجنيق ولم يتمكن من عرضه فيها ولا تسهل له أرب منها فرحل عنها

(1/154)


سنة ست وخمسين وأربعمائة وفيها ولاية الأمير حيدرة بن منزو
لما انصرف أمير الجيوش بدر عن ولاية دمشق هارباً ندب لولايتها الأمير حصن الدولة حيدرة بن منزو بن النعمان والياً عليها ووصل إليها في شهر رمضان من السنة وأقام بها وأمر ونهى على عادة أمثاله من الولاة لها. ثم اقتضى الرأي المستنصري صرفه عنها لشهاب الدولة دري المستنصري ووصل إليها وتولى الولاية فيها. وفي هذه السنة عاد محمود بن شبل الدولة بن صالح إلى حلب مضايقاً لها ولعطية عمه فاستصرخ بالأمير ابن خان التركي فأنجده عليه فلما أحس بوصوله رحل عنها منهزماً ثم خاف عطية من الأمير ابن خان فأمر أحداث حلب بنهب عسكره فنهبوه. ورحل ابن خان منهزماً وأنفذ إلى الأمير محمود يعتذر إليه من المساعدة عليه وتوجه معه إلى طرابلس وعاد معه إلى حلب لحصرها في هذه السنة. وفيها وصل الأمير شهاب الدولة دري المستنصري إلى دمشق والياً في العشر الأخير من ذي القعدة من السنة ثم تجدد الرأي في صرفه فانصرف وتوجه إلى الرملة لأن سجل ولايته لها ورد عليه وأقام بها آمراً وناهياً إلى أن قتل بها في شهر ربيع الآخر سنة 460 وأقامت دمشق خالية من الولاة إلى أن وصل إليها أمير الجيوش بدر والياً عليها دفعةً ثانيةً في سنة 458

(1/155)


سنة سبع وخمسين وأربع مائة
في هذه السنة نزل الأمير محمود بن شبل الدولة بن صالح على حلب ثالث دفعة ومعه الأمير ابن خان التركي وأقام عليها إلى انتصاف شهر رمضان ولم يزل مضايقاً لها إلى أن تسهل أمرها وملكها فلما حصل بها فارقه ابن خان بعسكره نحو العراق ولم يدخلها اشفاقاً من أحداث حلب لما فعلوه في تلك النوبة من القيام عليه والنهب لأصحابه

(1/156)