شذرات الذهب في أخبار من ذهب
سنة ست وستين
فيها توفي جابر بن سمرة السّوائي الصحابي، وقيل: توفي سنة أربع وستين،
وكان أبوه [1] صحابيا أيضا.
وزيد بن أرقم الأنصاري، وقيل: في سنة ثمان، وكان غزا مع النبيّ صلى
الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة.
وفيها قويت شوكة الخوارج، واستولى نجدة الحروريّ الخارجي على اليمامة،
والبحرين.
__________
[1] هو سمرة بن جنادة السوائي، أبو جابر. انظر «أسد الغابة» لابن
الأثير (2/ 453) .
(1/291)
سنة سبع وستين
فيها قتل عمر [1] بن سعد بن أبي وقاص، وعبيد الله بن زياد، وحصين بن
نمير السّكوني، الذي حاصر ابن الزّبير وانصرف عنه، وشرحبيل بن ذي
الكلاع، وكثيرون من دعاة الشر، واصطلم عسكرهم، وكانوا أربعين ألفا،
وذلك أنه جهز المختار بن أبي عبيد الكذّاب جيشا قدر ثمانية آلاف مع
إبراهيم بن الأشتر النخعيّ، فكانت وقعة الخازر [2] بأرض الموصل، وقيل:
كانت في السنة التي بعدها، وكانت ملحمة عظيمة انتقم الله فيها من أهل
الجرم، ونصبت رؤوسهم حيث نصب رأس الحسين.
وروي أن حيّة كانت تدخل في منخري [3] عبيد الله بن زياد وتدور على
رأسه، وفعلت ذلك والناس ينظرون، ثم بعث به المختار إلى المدينة في نحو
سبعين ألف رأس وشاهدهم نساء أهل البيت الكرام، وبقي الوقوف بين يدي
الملك العلام.
وفيها، وقيل: في التي قبلها توفي عديّ بن حاتم الطائي وله مائة
__________
[1] في الأصل، والمطبوع: «عمرو» وهو خطأ. والتصحيح من «تاريخ خليفة» ص
263 و «تقريب التهذيب» (2/ 56) و «الأعلام» (5/ 47) .
[2] في الأصل، والمطبوع: «وقعة الحارث» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ
الإسلام» للذهبي (2/ 375) و «تاريخ خليفة بن خياط» ص (263) و «البداية
والنهاية» لابن كثير (8/ 283) و «معجم البلدان» (2/ 337) .
قلت: وعند خليفة بن خياط، وياقوت إن هذه الوقعة كانت سنة (66 هـ) .
[3] في المطبوع: «منخر» .
(1/292)
وعشرون سنة، أسلم سنة سبع وأكرمه النبيّ
صلى الله عليه وسلم وألقى له وسادة وقال: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه»
[1] . وفيها ثارت الفتنة بين ابن الزّبير، والمختار بن أبي عبيد الثقفي
كان متلوّنا كذّابا يدعو مرة إلى محمّد بن الحنفيّة، ومرّة لابن
الزّبير، حتى ادعى آخرا أن جبريل يأتيه بالوحي من السماء، فلما تحقّق
ابن الزّبير سوء حاله، بعث أخاه المصعب لحربه، فقدم المصعب البصرة
وتأهّب منها، واجتمع إليه جيش الكوفة، فسار بهم جميعا وعلى مقدّمته
عبّاد بن الحصين، وعلى ميمنته المهلّب بن أبي صفرة، وعلى ميسرته عمر بن
عبيد الله بن معمر التيمي، فجهز المختار لحربهم أحمر بن شميط، وكيسان
[2] فهزمهم مصعب، وقتل أحمر، وكيسان، وقتل من جيش مصعب محمّد بن الأشعث
الكندي ابن أخت أبي بكر الصّدّيق، وعبيد الله بن عليّ بن أبي طالب،
وقتل من جند المختار عمر الأكبر بن عليّ بن أبي طالب، ثم سار جيش مصعب
فدخلوا الكوفة، وحصروا المختار بقصر الإمارة أياما إلى أن قتله الله في
رمضان وصفت العراق لمصعب.
__________
[1] ذكره السخاوي في «المقاصد الحسنة» من رواية العسكري عن مجالد بن
سعيد عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه لما دخل على النبي صلى
الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة فجلس على الأرض وقال: أشهد أنك لا تبغي
علوا في الأرض ولا فسادا، وأسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» وسنده ضعيف، ورواه ابن ماجة في «سننه»
مقتصرا على حديث «إذا أتاكم كريم فأكرموه» رقم (3712) من حديث عبد الله
بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف. وله شاهد عند الطبراني
في الأوسط من حديث جرير بن عبد الله البجلي بمعناه، وسنده ضعيف أيضا،
وله عدة روايات ضعيفة، ولأبي داود في «المراسيل» وسنده صحيح من حديث
طارق عن الشعبي رفعه مرسلا «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» وروي متصلا
وليس بشيء قال السخاوي: وفي الباب عن جابر وابن عباس ومعاذ وأبي قتادة
وأبي هريرة وآخرين، قال: وبهذه الطرق يقوى الحديث وإن كانت مفرداتها
كما أشرنا إليها ضعيفة. وانظر «المقاصد الحسنة» ص (33 و 34) .
[2] ويعرف أيضا بأبي عمرة، وكان مولى لعرينة. انظر «تاريخ الطبري» (6/
96) .
(1/293)
سنة ثمان وستين
فيها توفي عبد الله بن عبّاس الهاشمي حبر الأمة بالطّائف عن إحدى
وسبعين سنة، كان يقال له: البحر، والحبر، وترجمان القرآن، وذلك أن
النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في دعائه له: «اللهمّ فقهه في الدّين
وعلمه التأويل» [1] وذهب بصره آخرا فقال:
إن يذهب الله من عينيّ نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكيّ وذهني غير ذي وكل ... وفي فمي صارم كالسّيف مشهور [2]
ولد قبل الهجرة بثلاث سنين وكان جميلا نبيلا مجلسه مشحونا بالطلبة
__________
[1] رواه أحمد في «المسند» (1/ 266 و 314 و 328 و 355) وابن سعد في
«الطبقات» (2/ 365) والطبراني في «الكبير» رقم (10587) والحاكم (3/
534) وصححه ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. قال الحافظ ابن حجر، اشتهرت
هذه اللفظة حتى نسبها بعضهم للصحيحين، ولم يصب. ا. هـ. أقول: نعم أصل
الحديث في البخاري والترمذي عن ابن عباس قال: ضمني النبيّ صلى الله
عليه وسلم إلى صدره وقال: «اللهمّ علمه الحكمة» وفي رواية عند البخاري
عن ابن عباس «اللهمّ علمه الكتاب» وفي مسلم «اللهمّ فقهه» عن عبد الله
بن عباس رضي الله عنهما، وفي رواية للبخاري عن ابن عباس «اللهمّ فقهه
في الدين» رقم (143) في الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء.
[2] البيتان في «أسد الغابة» لابن الأثير (3/ 294) و «الاستيعاب» لابن
عبد البر على هامش «الإصابة» (6/ 269) ولفظهما فيهما:
إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور
(1/294)
في أنواع العلوم، قال بعضهم: حج معاوية
وابن عبّاس وكان [1] لمعاوية موكب بالولاية، ولابن عباس موكب بالرواية
والدراية.
قال ابن عبّاس: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهمّ علمه
الحكمة» [2] . وقال أيضا: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح
ناصيتي وقال: «اللهمّ علمه الحكمة وتأويل الكتاب» [3] . وقال عبيد الله
بن عبد الله بن عتبة: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة ولا أجلد رأيا ولا أثقب
نظرا حين ينظر من ابن عبّاس، وإن كان عمر بن الخطّاب ليقول [4] له: قد
طرأت علينا عضل أقضية أنت لها ولأمثالها.
وقال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا قط أكرم من مجلس ابن عبّاس، أكثر
فقها وأعظم، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر
عنده، يصدرهم كلهم في واد واسع.
وقال مغيرة: قيل لابن عباس: أنى أصبت هذا العلم؟ قال: بلسان سؤول، وقلب
عقول [5] .
وقال مجاهد: كان ابن عبّاس يسمى البحر من كثرة علمه [6] .
__________
[1] في المطبوع: «فكان» .
[2] رواه البخاري رقم (75) في العلم، باب قول النبي صلى الله عليه
وسلم: «اللهم علمه الكتاب» والمراد به القرآن وفي رواية «اللهمّ علمه
الحكمة» ، والمراد بالحكمة السنة، قال الحافظ في «الفتح» : وفي رواية
للنسائي والترمذي من طريق عطاء عن ابن عباس قال: دعا لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن أوتى الحكمة مرتين.
[3] رواه ابن سعد في «الطبقات» (2/ 365) وإسناده ضعيف، ولكن تشهد له
الأحاديث التي قبله.
[4] في المطبوع: «وكان عمر بن الخطاب يقول له» .
[5] قلت: جاء في «الإصابة» لابن حجر (6/ 134) قوله: قال عبد الرزاق:
أنبأنا معمر عن الزهري قال: قال المهاجرون لعمر: ألا تدعو أبناءنا كما
تدعو ابن عباس؟ قال: ذاكم فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول. وساق
الذهبي هذه الرواية بلفظ قريب في «سير أعلام النبلاء» (3/ 345) موقوفة
على معمر.
[6] انظر «أنساب الأشراف» للبلاذري (3/ 33) ، و «المستدرك على
الصحيحين» للحاكم
(1/295)
وقال طاووس [1] : أدركت نحوا من خمسين [2]
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر ابن عبّاس شيئا فخالفوه
لم يزل بهم حتى يقرّرهم.
وقال ابن أبي نجيح: كان أصحاب ابن عبّاس يقولون: ابن عبّاس أعلم من
عمر، ومن عليّ، ومن عبد الله [3] ويعدّون ناسا، فيثب عليهم الناس
فيقولون: لا تعجلوا علينا، إنه لم يكن أحد من هؤلاء إلّا وعنده من
العلم ما ليس عند صاحبه، وكان ابن عبّاس قد جمعه كلّه.
وقال الأعمش: كان ابن عبّاس إذا رأيته قلت: أجمل الناس، فإذا تكلم قلت:
أفصح الناس، فإذا حدّث قلت: أعلم النّاس [4] .
وفيها عزل ابن الزّبير أخاه مصعبا عن العراق وولاها ابنه حمزة.
وتوفي أبو شريح [5] الخزاعي الكعبي، ويقال له أيضا: العدوي، وكان قد
أسلم قبل فتح مكة.
وأبو واقد الليثيّ [6] ، وكان ممن شهد الفتح وعاش بضعا وسبعين سنة.
__________
(3/ 535) ، و «حلية الأولياء» لأبي نعيم (1/ 316) ، و «سير أعلام
النبلاء» للذهبي (3/ 350) .
[1] في المطبوع: «طاوس» .
[2] قلت: في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (3/ 351) عن طاووس أيضا قوله:
أدركت خمس مائة من الصحابة ... ، وفي «الإصابة» لابن حجر (6/ 137) عن
طاووس قوله: أدركت خمسين، أو سبعين من الصحابة ... نقلا عن البغوي.
[3] يعني عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[4] الخبر في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (3/ 351) منسوب إلى مسروق،
وفي حاشيته نسب إلى البلاذري في «أنساب الأشراف» (3/ 30) من كلام مسروق
أيضا.
[5] واسمه خويلد بن عمرو، وقيل غير ذلك. انظر «أسد الغابة» لابن الأثير
(6/ 164) ، و «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (2/ 243) ، و «الإصابة»
لابن حجر (11/ 192) .
[6] قيل اسمه الحارث بن مالك، وقيل غير ذلك. انظر «مشاهير علماء
الأمصار» لابن حبان ص (25) ، و «أسد الغابة» لابن الأثير (6/ 325) ، و
«الإصابة» لابن حجر (12/ 88) .
(1/296)
سنة تسع وستين
فيها كان طاعون الجارف [1] بالبصرة، قال المدائني [2] : حدثني من أدرك
الجارف قال: كان ثلاثة أيام فمات في كل يوم نحو من سبعين ألفا، ومات
لأنس بن مالك نحو سبعين ابنا، ومات فيه عشرون ألف عروس، وأصبح النّاس
في اليوم الرابع ولم يبق إلّا اليسير من الناس، وصعد ابن عامر [3]
المنبر يوم الجمعة فلم يجتمع معه إلّا سبعة رجال وامرأة، فقال: ما ما
فعلت الوجوه؟ فقالت المرأة: تحت التراب أيها الأمير.
وفيه مات قاضي البصرة أبو الأسود الدّؤلي [4] الذي أسس النحو
__________
[1] قال ابن منظور: «والطاعون الجارف الذي نزل بالبصرة كان ذريعا فسمي
جارفا، جرف الناس كجرف السّيل. «لسان العرب» «جرف» (1/ 602) .
[2] هو علي بن محمد بن عبد الله المدائني، العلّامة الحافظ الصادق
الأخباري، المصدق فيما ينقله، قال ابن تغري بردي: تاريخه أحسن التواريخ
وعنه أخذ الناس تواريخهم. مات سنة (225 هـ) . انظر «سير أعلام النبلاء»
للذهبي (10/ 400- 402) و «الأعلام» للزركلي (4/ 323) ، وسوف ترد ترجمته
في الجزء الثالث من كتابنا هذا.
[3] كذا في الأصل، والمطبوع، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (2/ 383) ، وفي
«دول الإسلام» للذهبي (1/ 52) : «فلما كان يوم الجمعة بقي الجامع يصفر
لم يحضر للصلاة سوى سبعة رجال وامرأة، فقال الخطيب ما فعلت تلك الوجوه؟
فقالت المرأة: تحت التراب» وهو الصواب، وأما ذكر «ابن عامر» في الخبر
في كتابنا هنا، وفي «تاريخ الإسلام» فأظن أنه مقحم على النص، والله
تعالى أعلم.
[4] هو ظالم بن عمرو على الأشهر، ولد في أيام النبوة، وحدّث عن عمر،
وعلي، وأبيّ بن
(1/297)
بإشارة عليّ إليه.
وفيها قتل نجدة الخارجي الحروري، قتله أصحابه واختلفوا عليه، وقيل: ظفر
به أصحاب ابن الزّبير.
وفيها مات قبيصة بن جابر الأسدي [1] ، وكان فصيحا [2] مفوّها، روى عبد
الملك بن عمير عنه قال: قال لي عمر: إني أراك شابا فصيح اللسان فسيح
الصدر.
وفيها أعاد ابن الزّبير أخاه مصعبا وعزل ابنه حمزة، وقصد هو وعبد
__________
كعب، وأبي ذر، وعبد الله بن مسعود، والزّبير بن العوام، وطائفة، وحدث
عنه ابنه، ويحيى بن يعمر، وابن بريدة، وعمر مولى غفرة، وآخرون، وقرأ
القرآن على عثمان، وعلي، قال محمد بن سلّام الجمحي: أبو الأسود هو أول
من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف. وحرف الرفع والنصب والجر والجزم،
فأخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر، وقال أبو عبيدة: أخذ أبو الأسود عن عليّ
العربية، وقال المبرد: حدثنا المازنيّ قال: السبب الذي وضعت له أبواب
النحو أن بنت أبي الأسود قالت له: ما أشد الحرّ! فقال: الحصباء
بالرمضاء، قالت: إنما تعجب من شدته، فقال: أوقد لحن الناس؟ فأخبر ذلك
عليا رضي الله عنه، فأعطاه أصولا بنى منها، وعمل بعده عليها، وهو أول
من نقط المصاحف، وأخذ عنه النحو عنبسة الفيل، وأخذ عن عنبسة ميمون
الأقرن، ثم أخذه عن ميمون عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وأخذه عنه
عيسى بن عمر، وأخذه عنه الخليل بن أحمد، وأخذه عنه سيبويه، وأخذه عنه
سعيد الأخفش. وقال الجاحظ: أبو الأسود مقدّم في طبقات الناس، كان
معدودا في الفقهاء، والشعراء، والمحدّثين، والأشراف، والفرسان،
والأمراء، والدّهاة، والنحاة، والحاضري الجواب، والشيعة، والبخلاء،
والصّلع الأشراف.
له شعر جيد أشهره أبيات يقول فيها:
«لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم»
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (4/ 1- 86) و «شرح
أبيات المغني» للبغدادي (4/ 229، 230) ، و «الأعلام» للزركلي (3/ 236)
و (6/ 112، 113) .
[1] في الأصل، والمطبوع: «قبيصة بن خالد الأسدي» وهو تحريف، والتصحيح
من المصادر التي بين يدي، وهو تابعي كبير.
[2] في المطبوع: «نصيحا» وهو خطأ.
(1/298)
الملك بن مروان كل منهما الآخر، ثم فصل
بينهما الشتاء، فوثب على دمشق في غيبة عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص
الأشدق، وأراد الخلافة، فجاء عبد الملك وجرى بينهما قتال وحصار، ثم نزل
إليه بالأمان.
وفيها كان بين الأزارقة، وبين المهلّب [1] حرب شديد، ودام القتال أشهرا
[2] بسولاف [3] .
__________
[1] هو المهلب بن أبي صفرة. انظر ترجمته في الصفحة (334) من هذا
المجلد.
[2] في الأصل: «أشهر» ، وفي المطبوع: «شهرا» .
[3] قال ياقوت: سولاف قرية في غربي دجيل من أرض خوزستان قرب مناذر
الكبرى. انظر «معجم البلدان» (3/ 285) .
(1/299)
سنة سبعين
فيها غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد الأشدق، بعد أن أمّنه، وحلف له،
وجعله وليّ عهده من بعده، فذبحه صبرا [1] .
وفيها توفي عاصم بن عمر بن الخطّاب العدويّ، وولد في حياة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وهو جدّ عمر بن عبد العزيز من قبل أمه، وقيل: كانت
وفاته لستين سنة.
وفيها مات مالك بن يخامر [2] السّكسكي صاحب معاذ، وكان قد أدرك
الجاهلية.
وفيها كان الوباء بمصر.
وفيها قال ابن جرير: ثارت الروم وقووا على المسلمين لاختلاف كلمتهم،
فصالح عبد الملك ملك الروم على أن يؤدّي [إليه في] [3] كلّ جمعة ألف
مثقال [4] ، وهو أول وهن دخل على المسلمين والإسلام.
__________
[1] انظر «الكامل» لابن الأثير (4/ 297- 301) ، و «سير أعلام النبلاء»
للذهبي (3/ 449، 450) ، و «دول الإسلام» للذهبي (1/ 52، 53) .
[2] قال ابن الأثير: ويقال: مالك بن أخامر. «أسد الغابة» (5/ 56) وانظر
«الأنساب» للسمعاني (7/ 98) . قال الحافظ في «تهذيب التهذيب» يقال: له
صحبة. وقال العجلي: شامي تابعي ثقة. وقال أبو نعيم: ذكره بعضهم في
الصحابة، ولا يثبت.
[3] ما بين حاصرتين زيادة من «تاريخ الطبري» .
[4] قلت: الذي في «تاريخ الطبري» (6/ 150) : «ففي هذه السنة ثارت
الروم، واستجاشوا على
(1/300)
|