شذرات الذهب في أخبار من ذهب

سنة ست عشرة ومائة
فيها توفي عديّ بن ثابت الأنصاري.
قال في «المغني» [1] : هو [تابعي] [2] كوفي، شيعيّ، جلد، ثقة مع ذلك، وكان قاصّ [3] الشيعة وإمام مسجدهم.
قال المسعوديّ: ما أدركنا أحدا أقول بقول الشيعة من عديّ بن ثابت.
وقال ابن معين: شيعيّ مفرط.
وقال الدّارقطنيّ: رافضيّ غال. انتهى [4] .
وفيها توفي عمرو بن مرّة المراديّ الكوفيّ الضرير، سمع ابن أبي أوفى وجماعة، وكان حجّة، حافظا.
قال مسعر: ما أدركت أحدا أفضل منه.
ومحارب بن دثار السّدوسيّ [5] قاضي الكوفة.
قال الحسن بن زياد اللؤلؤي: حدثنا أبو حنيفة قال: كنا عند محارب بن دثار، فتقدم إليه رجلان، فادعى أحدهما على الآخر مالا فجحده
__________
[1] (2/ 431) .
[2] ما بين حاصرتين زيادة من «المغني في الضعفاء» للذهبي.
[3] في الأصل، والمطبوع: «قاضي» وهو خطأ والتصحيح من «المغني في الضعفاء» .
[4] انتهى نقل المؤلف عن «المغني في الضعفاء» .
[5] في الأصل: «الدسوسي» وهو خطأ، وأثبت ما جاء في المطبوع، وهو الصواب.

(2/77)


المدّعى عليه، فسأله البينة، فجاء رجل فشهد عليه، فقال المشهود عليه:
لا والله الذي لا إله إلّا هو ما شهد عليّ بحق، وما علمته إلّا رجلا صالحا غير هذه الزّلّة، فإنه فعل هذا لحقد كان في قلبه عليّ، وكان محارب متكئا فاستوى جالسا ثم قال: يا ذا الرّجل سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «ليأتين على النّاس يوم تشيب فيه الولدان، وتضع الحوامل ما في بطونها، وتضرب الطير بأذنابها، وتضع ما في بطونها من شدة ذلك اليوم، ولا ذنب عليها، وإن شاهد الزّور لا تقار [1] قدماه على الأرض حتّى يقذف به في النّار» [2] فإن كنت شهدت بحق فاتق الله وأقم على شهادتك، وإن شهدت بباطل فاتق الله وغطّ رأسك واخرج من ذلك الباب، فغطى الرّجل رأسه وخرج من ذلك الباب.
وقال في «المغني» [3] : ثقة، ثبت، مشهور.
قال ابن سعد [4] : لا يحتجون به. انتهى.
سمع ابن عمر وجابرا وطائفة [5] وهو من بني سدوس بن شيبان، ويكنى أبا مطرّف.
ولي قضاء الكوفة لخالد بن عبد الله القسريّ، وتوفي في ولاية خالد بالكوفة.
__________
[1] في «مجمع الزوائد» : «لا يفارق» . (ع) .
[2] ذكره بنحوه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (4/ 200) وقال: قلت: روى ابن ماجة بعضه، ورواه الطبراني في «الأوسط» وفيه من لا أعرفه.
وهو عند ابن ماجة مختصرا رقم (2373) في الأحكام: باب شهادة الزور، وإسناده ضعيف.
[3] «المغني في الضعفاء» (2/ 542) .
[4] «الطبقات» (6/ 307) .
[5] في الأصل: «سمع ابن عمر، وجابرا، وعطاء، وطائفة» وهو خطأ، فإن عطاء بن السائب رحمه الله هو ممن أخذ عن محارب، ولم يأخذ محارب عنه. انظر «تهذيب التهذيب» لابن حجر (10/ 50) .

(2/78)


سنة سبع عشرة ومائة
فيها جاشت [1] التّرك بخراسان، وانضم إليهم الحارث بن أبي شريح [2] الخارجي، فاقتتلوا، وجاوزوا نهر جيحون، وأغاروا على مرو الرّوذ [3] فسار إليهم أسد بن عبد الله القسري، فالتقوا، ونصر الله حزبه، وقتلهم المسلمون قتلا ذريعا.
وفيها افتتح مروان الحمار ثلاثة حصون، وأسر الملك تومان شاه، وبعث به إلى هشام، فمنّ عليه وأعاده إلى ملكه.
وفيها توفي أبو الحباب سعيد بن يسار المدنيّ مولى ميمونة. روى عن أبي هريرة وجماعة.
__________
[1] في الأصل: «جاست» ، وفي المطبوع: «حلت» وكلاهما خطأ. والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 144) .
قال ابن منظور: جاشت القدر: إذا بدأت تغلي ولم تغل بعد ... ويشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي:
تجيش علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنّا إذا حميها غلى
أي نسكّن قدرهم- وهي كناية عن الحرب إذا بدأت تغلي- «لسان العرب» (جيش) .
[2] في المطبوع: «الحارث بن أبي سريج» وهو خطأ.
[3] بلدة تقع في شرق إيران الآن، خرج منها عدد كبير من العلماء. انظر «معجم البلدان» لياقوت (5/ 112) ، و «اللباب» لابن الأثير (3/ 198) .

(2/79)


وفيها توفي بالاسكندرية عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج المدنيّ صاحب أبي هريرة.
وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشيّ التيميّ المدنيّ عن سنّ عالية، وقد ولي القضاء لابن الزّبير، ويكنى أبا بكر، وأبا محمّد. روى عن جده، وابن عبّاس، وابن عمر في آخرين.
كان إمام الحرم، وشيخه، ومؤذنه الأمين، وقاضي مكّة والطائف زمن ابن الزّبير.
وفيها فقيه دمشق عبد الله بن أبي زكريا الخزاعيّ. كان عمر بن عبد العزيز يجلسه معه على السرير.
قال أبو مسهر: كان سيّد أهل المسجد. قيل: بم سادهم؟ قال:
بحسن الخلق.
قال في «العبر» [1] : أرسل عن أبي الدّرداء، وعبادة، وهو ثقة قليل الحديث. انتهى.
وفيها، وقيل: في سنة ثمان عشرة، الحافظ أبو الخطّاب قتادة بن دعامة السّدوسيّ، عالم أهل البصرة. روى معمر عنه.
قال [2] : أقمت عند سعيد بن المسيّب ثمانية أيام، فقال لي في اليوم التاسع [3] : ارتحل يا أعمى عني [4] فقد أنزقتني [5] .
__________
[1] (1/ 145) .
[2] القائل قتادة.
[3] في المطبوع، و «العبر» : «في اليوم الثالث» وهو خطأ.
[4] لفظة «عني» لم ترد في «العبر» المطبوع.
[5] في «العبر» : «أترفتني» وهو تحريف، فتصحيح فيه. وانظر «الأنساب» (7/ 58) .

(2/80)


وقال قتادة: ما قلت لمحدّث قطّ أعد عليّ.
قال ابن ناصر الدّين: مات بواسط في الطاعون، وهو أبو الخطّاب الضرير الأكمه، مفسر الكتاب، [كان] آية في الحفظ، إماما في النسب، رأسا في العربية واللغة وأيام العرب. انتهى.
قال في «العبر» [1] : قال قتادة: ما قلت لمحدّث قطّ أعده عليّ، وما سمعت شيئا إلّا وعاه قلبي.
وقال فيه شيخه ابن سيرين: قتادة أحفظ النّاس.
وقال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلّا و [قد] [2] سمعت فيها شيئا. انتهى.
وفيها موسى بن وردان المصريّ القاضي. روى عن أبي هريرة وسعد، وطائفة. وعاش نيفا وثمانين سنة.
قال أبو حاتم [3] : ليس به بأس، وكان آخر أصحابه ضمام [4] بن إسماعيل.
وفيها مات قاضي الجزيرة [5] ميمون بن مهران الرّقّيّ [6] أبو أيوب الفقيه. كان من العلماء العاملين. روى عن عائشة، وأبي هريرة، وطائفة.
وفيها مات فقيه المدينة أبو عبد الله نافع الدّيلمي مولى عبد الله بن عمر.
__________
[1] (1/ 146) .
[2] سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها من «العبر» للذهبي (1/ 146) .
[3] في «الجرح والتعديل» (8/ 166) .
[4] في الأصل: «صمام» وأثبت ما في المطبوع. وهو الصواب.
[5] يعني جزيرة أقور التي بين دجلة والفرات، وتقع الآن بين سورية والعراق وتركيا.
[6] نسبة إلى الرّقة. انظر «الأمصار ذوات الآثار» ص (58) .

(2/81)


كان من جلّة التابعين. بعثه عمر بن عبد العزيز إلى مصر يعلمهم السنن.
قال في «العبر» [1] : وقد روى نافع أيضا عن عائشة، وأبي هريرة.
وفيها توفيت عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص بالمدينة، وقد رأت شيئا من أمهات المؤمنين، وعاشت أربعا وثمانين سنة، قاله في «العبر» [2] .
وسكينة بنت الشهيد الحسين بن عليّ بالمدينة، واسمها أميمة، وقيل:
أمينة، وسكينة لقب [3] وأمها الرّباب ابنة امرئ القيس بن عدي، تزوجها مصعب بن الزّبير، ثم عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، ثم زيد بن عمرو بن عثمان بن عفّان، فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها، وجمالها وحسن خلقها مشهور. لها نوادر، منها أنها لما سمعت مرثية عروة بن أذينة [4]- وكان من أعيان العلماء الصلحاء- في أخيه بكر وقوله فيها:
على بكر أخي ولّى حميدا ... وأيّ العيش يصفو بعد بكر [5]
قالت سكينة: ومن بكر! أهو ذاك الأسود الذي كان يمر بنا؟ قيل:
نعم، قالت: لقد طاب بعده كل عيش حتّى الخبز والزيت.
توفيت سكينة بالمدينة، والعامة تزعم أنها بمكّة في طريق العمرة.
__________
[1] (1/ 147) .
[2] (1/ 147) .
[3] انظر «تاريخ دمشق» لابن عساكر (تراجم النساء) ص (155- 171) .
[4] انظر ترجمته في «الأغاني» (18/ 322- 335) ، و «الشعر والشعراء» ص (367- 368) طبعة ليدن.
[5] لفظ البيت في الأصل والمطبوع:
على بكر أخي فارقت بكرا ... وأي العيش يصلح بعد بكر
وأثبت اللفظ الذي في «الأغاني» (18/ 334) .

(2/82)


سنة ثماني عشرة ومائة
فيها مات عمرو بن شعيب بن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السّهميّ، أبو إبراهيم.
روى عن زينب ربيبة النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- فهو تابعيّ، وثقه يحيى بن معين، وابن راهويه، وهو حسن الحديث. قاله في «العبر» [1] .
وقال في «المغني» [2] : هو مختلف فيه، وحديثه حسن، وفوق الحسن.
قال يحيى القطّان: إذا روى عنه ثقة فهو حجّة.
وقال أحمد: ربما احتججنا بحديثه.
وقال البخاريّ: رأيت أحمد، وإسحاق، وأبا عبيد [3] وعامة أصحابنا يحتجون به، فمن النّاس بعدهم؟
قلت [4] : ومع هذا القول لم يحتجّ به البخاريّ في «صحيحه» .
__________
[1] (1/ 148) .
[2] (2/ 484) .
[3] في الأصل: «وأبا عبيد الله» وهو خطأ وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[4] القائل الحافظ الذهبي في «المغني في الضعفاء» .

(2/83)


وقال أيوب السّختيانيّ: كنت إذا أتيت عمرو بن شعيب غطيت رأسي حياء من النّاس.
وقال ابن معين: ليس بذاك، وهو ثقة في نفسه، إنما بلي بكتاب أبيه عن جده.
وقال أبو زرعة: إنما أنكروا عليه أنه روى صحيفة كانت عنده.
وقال أحمد: ربما وحش القلب منه، وله مناكير، وثقه إسحاق، وصالح جزرة [1] .
وقال الأوزاعيّ: ما رأيت قرشيا أكمل منه.
قال إسحاق: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، كأيّوب عن نافع عن ابن عمر.
وقال أحمد أيضا: إنما تليت حديثه ليعتبر، أما ليكون حجّة فلا.
وعن أبي داود، وقيل له: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حجّة؟
فقال: لا، ولا نصف حجّة.
وقال ابن المديني، عن القطّان: حديثه واه.
وقال ابن عدي: ثقة في نفسه. انتهى ما قاله الذّهبيّ في «المغني» [2] .
وقال شمس الدّين بن القيم في كتابه «إعلام الموقعين» : وقد احتج الأئمة الأربعة، والفقهاء قاطبة بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده،
__________
[1] هو صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسّان بن المنذر بن أبي الأشرس، واسم أبي الأشرس: عمار، مولى لبني خزيمة الأسدي البغدادي، أبو علي، الملقب جزرة. مات سنة (293) هـ. انظر «الأمصار ذوات الآثار» للذهبي ص (91) بتحقيقي، طبع دار ابن كثير.
[2] «المغني في الضعفاء» (2/ 484- 485) .

(2/84)


ولا نعرف في أئمة الفتوى إلّا من احتاج إليها واحتج بها، وإنما طعن فيها من لم يتحمل أعباء الفقه والفتوى، كأبي حاتم البستي، وابن حزم، وغيرهما.
انتهى ما قاله ابن القيم.
وفيها عبادة بن نسيّ الكنديّ قاضي طبريّة، كان شريفا جليل القدر، موصوفا بالصّلاة. روى عن شدّاد بن أوس، وجماعة.
وفيها، في المحرم، قاضي الشّام أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبيّ الدّمشقيّ، وله سبع وتسعون سنة.
قرأ القرآن العظيم على المغيرة بن أبي شهاب، عن قراءته على عثمان نفسه نصف القرآن. وورد أيضا أنه قرأ على أبي الدّرداء.
وحدّث عن فضالة بن عبيد [1] ، والنعمان بن بشير. وولي قضاء دمشق، رحمه الله تعالى.
وفيها عبد الرّحمن بن جبير بن نفير الحضرميّ الحمصيّ. وهو مكثر عن أبيه وغيره.
قال في «العبر» [2] : ولا أعلمه روى عن الصحابة. وقد رأى جماعة منهم. انتهى.
وعبد الرّحمن بن سابط [3] الجمحيّ المكيّ الفقيه. روى عن عائشة وجماعة.
__________
[1] في المطبوع: «فضالة بن عبيدة» وهو خطأ. وانظر «أسد الغابة» لابن الأثير (4/ 363) .
[2] (1/ 149) .
[3] قال الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» (1/ 48) : ويقال: ابن عبد الله بن سابط، وهو الصحيح، ويقال: ابن عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي المكي.

(2/85)


وفيها معبد بن خالد الجدليّ الكوفيّ القّاض. روى عن جابر بن سمرة، وجماعة.
وأبو عشّانة المعافريّ [1] [حيّ] [2] بن يومن بمصر. روى عن عقبة بن عامر، وجماعة.
__________
[1] في الأصل، والمطبوع: «المغافري» وهو تصحيف. والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 149) . وانظر «تهذيب الكمال» للمزي (3/ 1627) مصورة دار المأمون للتراث.
[2] لفظة «حي» سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها من «العبر» للذهبي.

(2/86)


سنة تسع عشرة ومائة
فيها غزا مروان غزوة السانحة [1] فدخل من باب اللّان، فلم يزل يسير حتّى طلع من باب الخزر، ومرّ ببلنجر [2] وسمرقند، وانتهى إلى مدينة خاقان التّرك، فانهزم خاقان.
وفيها توفي إياس بن سلمة بن الأكوع المدني. روى عن أبيه.
وفيها، وقيل: في سنة اثنتين وعشرين، حبيب بن أبي ثابت الكوفيّ، فقيه الكوفة ومفتيها مع حمّاد بن أبي سليمان.
وقال في «العبر» [3] : بل هو أجلّ من حمّاد وأكبر، فإنه روى عن ابن عبّاس، وابن عمر، وخلق من التابعين.
وفيها سليمان بن أبي موسى الأشدق. فقيه دمشق ومفتيها. مولى بني أميّة.
روى عن أبي أمامة، وسلمة، وطائفة.
قال سعيد بن عبد العزيز: كان أعلم أهل الشّام بعد مكحول.
__________
[1] في الأصل: «السامحة» وهو تحريف، وأثبت ما جاء في المطبوع، وهو موافق لما في «العبر» للذهبي (1/ 150) مصدر المؤلف في نقله. وفي «تاريخ خليفة» ص (349) ، و «دول الإسلام» للذهبي ص (71) طبع مؤسسة الأعلمي ببيروت: «السائحة» .
[2] انظر «معجم البلدان» لياقوت (1/ 489- 490) .
[3] (1/ 150) .

(2/87)


وقال ابن لهيعة: ما لقيت مثله.
و [فيها] [1] قيس بن سعد المكي، صاحب عطاء، وكان مفتي أهل مكّة في وقته.
وفيها الأمير أبو شاكر معاوية ابن الخليفة هشام بن عبد الملك، وكان أنبل أولاد أبيه، جوادا ممدّحا. ولي الغزو مرّات. وهو أحد أمراء الأندلس.
وإسماعيل بن حمّاد بن أبي سلمة.
__________
[1] زيادة من «العبر» للذهبي (1/ 151) .

(2/88)


سنة عشرين ومائة
فيها، وقيل: سنة ثمان عشرة، توفي أنس بن سيرين أخو محمّد بن سيرين، وله خمس وثمانون سنة.
روى عن ابن عبّاس وجماعة.
وفيها فقيه الكوفة أبو إسماعيل حمّاد بن أبي سليمان الأشعري مولاهم صاحب إبراهيم النّخعي.
روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن المسيّب، وطائفة. وكان جوادا، سريّا، محتشما، يفطّر كل ليلة من رمضان خمسمائة إنسان.
وقال شعبة: كان صدوق اللسان.
وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري شيخ محمّد بن إسحاق، وكان أخباريا، علّامة بالمغازي، يروي عن جابر، وغيره.
وفيها توفي قارئ مكّة أبو معبد عبد الله بن كثير الكنانيّ، مولاهم، الفارسيّ الأصل، الدّاريّ، العطّار.
قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي، وعلى مجاهد.
وحدّث عن ابن الزّبير، وغيره. وفضله وعلمه وشهرته تغني عن

(2/89)


الإطناب في أوصافه [1] .
وفيها توفي سيّد أهل الجزيرة عديّ بن عدي بن عميرة الكنديّ الأمير.
كان فقيها ناسكا كبير الشأن، ولأبيه صحبة.
وفيها توفي علقمة بن مرثد الحضرميّ الكوفيّ.
قال في «العبر» [2] : كان ثبتا [3] في الحديث. روى عن طارق بن شهاب، ولطارق صحبة ما.
وقيس بن مسلم الجدليّ الكوفيّ صاحب طارق. ويقال: إنه ما رفع رأسه إلى السماء منذ زمان تعظيما لله تعالى.
ومحمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ المدنيّ الفقيه الثبت. روى عن أسامة، وأبي سعيد، وطائفة، وجده من المهاجرين.
وواصل الأحدب. يروى عن أبي وائل، وطبقته.
وأبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاريّ. قاضي المدينة، وأميرها عن نيّف وثمانين سنة. ويقال: إنه كان أعلم أهل المدينة بالقضاء، وله خبرة بالسّير [4] . قاله في «العبر» [5] .
__________
[1] انظر «معرفة القراء الكبار» للذهبي (1/ 86- 88) طبع مؤسسة الرسالة.
[2] (1/ 152) .
[3] في الأصل، والمطبوع: «تقيا» ، والتصحيح من «العبر» للذهبي.
[4] في الأصل، والمطبوع: «بالسيرة» ، والتصحيح من «العبر» للذهبي.
[5] «العبر» (1/ 152) .

(2/90)