شذرات الذهب في أخبار من ذهب
سنة إحدى عشرة
وثلاثمائة
فيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنّابي القرمطي البصرة في الليل،
في ألف وسبعمائة فارس. نصبوا السلالم على السور ونزلوا، فوضعوا السيف
في البلد، وأحرقوا الجامع، وهرب خلق إلى الماء فغرقوا، وسبوا الحريم،
واستمروا سبعة عشر يوما يحملون ما أرادوا من الأموال والحريم، والله
المستعان [1] .
وفيها توفي أبو جعفر أحمد بن حمدان بن عليّ بن سنان الحيريّ
النيسابوريّ [2] ، الحافظ الزاهد المجاب الدّعوة. والد المحدّث أبي
عمرو بن حمدان.
روى عن عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم وطبقته، وصنّف «الصحيح» على شرط
مسلم، وكان يحيي الليل.
وفيها أبو بكر الخلّال أحمد بن محمد بن هارون البغداديّ [3] الفقيه
الحبر الذي أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد وتصنيفه. تفقه على
__________
[1] انظر الخبر في «العبر» للذهبي (2/ 153) ، و «الكامل» لابن الأثير
(8/ 143- 144) و «غربال الزمان» العامري ص (275) .
[2] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 299- 303) .
[3] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 297- 298) .
(4/55)
المرّوذي [1] . وسمع من الحسن بن عرفة
وأقرانه. وروى عنه تلميذه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، يعرف بغلام
الخلّال، ومحمد بن المظفّر الحافظ، وغير واحد.
قال ابن ناصر الدّين: هو رحّال، واسع العلم، شديد الاعتناء بالآثار.
له «كتاب السنّة» ثلاث مجلدات كبار، و «كتاب العلل» في عدّة أسفار، و
«كتاب الجامع» وهو كبير جليل المقدار. انتهى.
وتوفي في ربيع الأول.
وفيها عبد الله بن إسحاق المدائني الأنماطي [2] ببغداد. روى عن عثمان
بن أبي شيبة وطبقته، وكان ثقة محدّثا.
وعبد الله بن محمود السّعديّ أبو عبد الرّحمن [3] محدّث مرو.
وعبد الله بن عروة الهرويّ [4] الحافظ أبو محمد. كان من الأثبات
الثقات. صنّف. وسمع أبا سعيد الأشجّ وطبقته. وروى عنه أبو منصور
اللّغوي، وأبو منصور الهروي، وآخرون.
وفيها الحافظ الكبير، أبو حفص، عمر بن محمد بن بجير الهمذانيّ
السّمرقنديّ [5] صاحب «الصحيح» و «التفسير» وذو الرّحلة الواسعة. روى
عن عيسى بن حمّاد زغبة، وبشر بن معاذ العقدي، وطبقتهما. وعنه محمد بن
محمد بن صابر، وأعين بن جعفر السّمرقندي، وعاش ثمانيا وثمانين سنة،
وكان صدوقا.
__________
[1] يعني شيخ الإسلام أحمد بن محمد بن الحجّاج المرّوذي. انظر ترجمته
في المجلد الثالث ص (313) .
[2] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 437- 438) .
[3] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 399- 400) .
[4] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 294) .
[5] انظر «العبر» (2/ 155) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 402- 404) وفيه
«الهمداني» فتصحح.
(4/56)
وفيها تقريبا [1] ، محمد بن إبراهيم بن
شعيب، أبو الحسين، الغازي [2] كان رحّالا ثقة.
قال ابن ناصر الدين في «بديعة البيان» :
وبعد بضع عشرة المجازي ... محمد الجرجاني ذاك الغازي
انتهى.
وفيها إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السّلميّ
النيسابوريّ [3] الحافظ. صاحب التصانيف. شيخ الإسلام. ولد سنة اثنتين
وعشرين ومائتين، وروى عن عليّ بن حجر، وابن راهويه، ومحمود بن غيلان،
وخلق. وعنه البخاريّ ومسلم خارج «صحيحيهما» ومحمد بن عبد الله بن عبد
الحكم، وأبو علي النيسابوري. قاله ابن بردس.
وهو حافظ ثبت إمام. رحل إلى الشام، والحجاز، والعراق، ومصر.
وتفقّه على المزني وغيره.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: لم أر مثل محمد بن إسحاق [4] .
وقال أبو زكريا العنبري: سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قول إذا صحّ الخبر عنه.
وقال أبو علي الحافظ: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيّات من حديثه كما يحفظ
القارئ السورة.
وقال ابن حبّان: لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن.
وقال الدارقطنيّ: كان إماما معدوم النظير.
__________
[1] في «طبقات الحفّاظ» للسيوطي ص (320) : «مات سنة بضع عشرة
وثلاثمائة» .
[2] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 407) .
[3] انظر «العبر» (2/ 155) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 365- 382) .
[4] يعني ابن خزيمة.
(4/57)
وقال الإسنويّ في «طبقاته» [1] : صار ابن
خزيمة إمام زمانه بخراسان، رحلت إليه الطلبة من الآفاق.
قال شيخه الرّبيع: استفدنا من ابن خزيمة أكثر مما استفاد منا، وكان
متقلّلا، له قميص واحد دائما، فإذا جدّد آخر، وهب ما كان عليه.
نقل عنه الرافعي في مواضع، منها: أنه إن رجّع في الأذان، ثنّى الإقامة،
وإلّا أفردها.
ومنها أن الركعة لا تدرك بالركوع. انتهى ملخصا.
وفيها أبو العبّاس محمد بن شادل [2] النيسابوري [3] سمع ابن راهويه،
وأبا مصعب [4] وخلقا. وكان يختم القرآن في كلّ يوم.
ومحمد بن زكريّا الرّازي [5] الطبيب العلّامة، صاحب المصنّفات في الطب
والفلسفة، وإنما اشتغل بعد أن بلغ الأربعين. وكان في صباه مغنيّا
بالعود. قاله في «العبر» [6] .
وقال ابن الأهدل: هو الطبيب الماهر، أبو بكر، محمد بن زكريا الرّازي،
المشهور، وله في الطب كتاب «الحاوي» [7]
__________
[1] هو عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعي أبو محمد جمال
الدين، فقيه أصولي و «طبقاته» هي «طبقات الشافعية» وسوف ترد ترجمته في
المجلد الثامن إن شاء الله.
[2] في المطبوع: «محمد بن شاذل» وهو تصحيف. وانظر «القاموس المحيط» (3/
422) .
[3] انظر «العبر» (2/ 156) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 263- 264) .
[4] يعني قاضي المدينة وفقيهها أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري. انظر
ترجمته في المجلد الثالث ص (192) .
[5] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 354- 355) .
[6] (2/ 156) .
[7] قال ابن أبي أصيبعة: وهو أجلّ كتبه وأعظمها في صناعة الطب. انظر
«عيون الأنباء في طبقات الأطباء» ص (421) .
(4/58)
و «الأقطاف» [1] وكتاب «المنصوري» [2]
وحجمه صغير جمع فيه بين العلم والطب والعمل.
ومن قوله: مهما أمكن العلاج بالأغذية فلا يعالج بالأدوية، والمفرد أولى
من المركب.
وكان شغله بالطب بعد أربعين من عمره. انتهى.
وفيها حامد بن العبّاس [3] الوزير. كان يخدمه ألف وسبعمائة حاجب. قاله
ابن الجوزي في «الشذور» .
__________
وقال علي بن العباس المجوسي في كتابه «كامل الصناعة الطبية» : ذكر فيه
ما يحتاج إليه من حفظ الصحة ومداواة الأمراض، ولم يغفل في ذكر شيء إلا
أنه لم يستقص شرح شيء مما يحتاج إليه الطبيب من تدبير الأمراض والعلل.
ثم إن رشيد الدّين أبا سعيد بن يعقوب المسبحي القدسي المتوفي سنة (646)
هـ. علق عليه تعاليق. انظر «كشف الظنون» (1/ 628) قلت: واختصر «الحاوي»
عبد الرحيم بن علي بن حامد المعروف ب «الدّخوار» المتوفى سنة (628) هـ.
انظر «الأعلام» للزركلي (3/ 347)
[1] كذا في الأصل والمطبوع: «الأقطاف» وفي «مرآة الجنان» لليافعي (2/
263) : «كتاب الأقطاب» ولعله محرّف من «الأعصاب» والله أعلم.
[2] في الأصل والمطبوع: «المنصور» وأثبت ما في «عيون الأنباء» ص (423)
و «سير أعلام النبلاء» (14/ 354) .
[3] انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» للزركلي (2/ 161) .
(4/59)
سنة اثنتي عشرة
وثلاثمائة
فيها كما قال في «الشذور» ورد الخبر بأن أبا طاهر الجنّابي- نسبة إلى
جنّابة بلد بالبحرين [1]- ورد إلى الهبير [2] فلقي حاج سنة إحدى عشرة
في رجوعهم، وأنه قتل منهم قتلا مسرفا، وسبى من اختار من الرجال،
والنساء، والصبيان، والجمال. وكان الرجال ألفين ومائتين، والنساء نحوا
من خمسمائة، وسار بهم إلى هجر [3] وترك باقي الحاج مكانه بلا زاد ولا
جمال، فماتوا بالعطش، وحصل له ما حزر بألف ألف دينار، ومن الطيب
والأمتعة بنحو ألف ألف، وكان سنّه يومئذ سبع عشرة سنة [4] .
وفيها ألحّ مؤنس الخادم، ونصر الحاجب، وهارون ابن خال المقتدر، على
المقتدر، حتّى أذن في قتل علي بن محمد [بن موسى] بن الحسن بن الفرات
[5] ، وولده المحسّن، فذبحا، وعاش ابن الفرات إحدى
__________
[1] انظر «معجم البلدان» (2/ 165- 166) .
[2] قال ياقوت: الهبير رمل زرود في طريق مكة، كانت عنده وقعة [أبي
طاهر] بن أبي سعيد الجنّابي القرمطي بالحاج يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة
بقيت من المحرم سنة (312) هـ قتلهم وسباهم، وأخذ أموالهم. «معجم
البلدان» (5/ 392) .
[3] قال ياقوت: هجر مدينة، وهي قاعدة البحرين. «معجم البلدان» (5/ 393)
وانظر «معجم ما استعجم» للبكري (2/ 1340) .
[4] انظر الخبر في «العبر» (2/ 156- 157) و «غربال الزمان» ص (275) .
[5] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 421- 429) . وانظر «سير أعلام النبلاء»
(14/ 474- 479) وما بين حاصرتين زيادة منهما.
(4/60)
وسبعين سنة، وعاش بعد حامد بن العبّاس نصف
سنة، وكان جبّارا، فاتكا، كريما، سايسا، متموّلا. كان يقدر على عشرة
آلاف ألف دينار. [وقد وزر للمقتدر ثلاث مرات، وقيل: كان يدخله من
أملاكه في العام ألفا ألف [1] دينار] [2] . قاله في «العبر» [3] .
وكان علي بن الفرات هذا وأخوه أبو العبّاس آية في معرفة حساب الديوان،
وكان ولده المحسّن متموّلا أيضا، وكان اختفى ثم ظفر به في زيّ امرأة قد
خضب يديه، فعذّب، وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف دينار، وولي الوزارة عبيد
الله بن محمد الخاقاني، فعذّب بني الفرات واصطفى أموالهم، فيقال: أخذ
منهم ألفي ألف دينار.
وفيها افتتح المسلمون فرغانة إحدى مدائن التّرك.
وفيها توفي الحافظ أحمد بن عمرو بن منصور الأموي [4] مولاهم الأندلسي،
محدّث الأندلس، أبو جعفر. روى عن يونس بن عبد الأعلى، والرّبيع بن
سليمان، وغيرهما. وكان بصيرا بعلل الحديث، إماما فيه.
وفيها الحسن بن علي بن نصر الطّوسي [5] أبو علي الخراساني، يعرف بكردوش
[6] ، الحافظ المشهور. روى عن محمد بن رافع، وبندار،
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوع، و «وفيات الأعيان» (3/ 422) : «ألفا ألف»
وفي «العبر» : «ألف ألف» .
[2] ما بين حاصرتين سقط من الأصل وأثبته من المطبوع.
[3] (2/ 158) .
[4] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 569) .
[5] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 287- 288) و «تذكرة الحفاظ» (2/
787- 788) و «طبقات الحفاظ» ص (330) .
[6] في الأصل والمطبوع: «يعرف بكردس» وفي «لسان الميزان» لابن حجر (2/
232) : «يلقب بكردوس» وكلاهما خطأ والتصحيح من المصادر المذكورة في
التعليق السابق.
قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» : وقال أبو النصر القاضي: يعرف
بمكردش.
(4/61)
وإسحاق الكوسج. وعنه محمد بن جعفر البستي،
وأحمد بن محمد بن عبدوس، وأبو أحمد الحاكم. وله تصانيف تدل على معرفته.
قال في «المغني» [1] : قال أبو أحمد الحاكم: تكلموا في روايته «كتاب
النسب» عن الزّبير. انتهى.
وفيها علي بن الحسن بن خلف بن قديد [2] أبو القاسم المصري، المحدّث.
وله بضع وثمانون سنة. روى عن محمد بن رمح، وحرملة [بن يحيى] [3] .
وفيها عبد الرّحمن بن أحمد بن عبّاد الثقفي الهمذاني [4] المعروف
بعبدوس، الحافظ المجوّد، أبو محمد.
روى عن محمد بن عبيد الأسدي، ويعقوب الدّورقي.
وعنه أحمد بن عبيد الأسدي، وأبو أحمد الغطريفي، وأبو أحمد الحاكم وكان
ثقة متقنا.
وفيها محمد بن سليمان بن فارس أبو أحمد الدلّال النيسابوري [5] أنفق
أموالا جليلة في طلب العلم، وأنزل البخاريّ عنده لما قدم نيسابور، وروى
عن محمد بن رافع، وأبي سعيد الأشج، وكان يفهم ويذاكر.
__________
[1] انظر «المغني في الضعفاء» للذهبي (1/ 163) .
[2] انظر «العبر» (2/ 159) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 435) .
[3] زيادة من «سير أعلام النبلاء» .
[4] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 438- 439) .
[5] انظر «العبر» (2/ 159) .
(4/62)
ومحمد بن محمد [1] بن سليمان، الحافظ
الكبير، أبو بكر بن الباغندي [2] أحد أئمة الحديث، في ذي الحجة ببغداد،
وله بضع وتسعون سنة.
روى عن علي بن المديني، وشيبان بن فرّوخ.
وطوّف بمصر، والشام، والعراق.
روى أكثر حديثه من حفظه.
قال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعته يقول: أجيب [3] في ثلاثمائة ألف
مسألة في حديث النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقال الإسماعيلي: لا أتّهمه، ولكنه خبيث التدليس، ومصحّف أيضا.
وقال الخطيب [4] : رأيت كافة شيوخنا يحتجّون به.
وقال في «المغني» [5] : قال ابن عدي: أرجو أنه كان لا يتعمّد الكذب.
وكان مدلّسا. انتهى.
وفيها أبو بكر بن المجدّر. وهو محمد بن هارون البغدادي [6] . روى عن
داود بن رشيد وطبقته، وكان معروفا بالانحراف عن عليّ رضي الله عنه.
قال في «المغني» [7] : محمد بن هارون بن المجدّر، أبو بكر، صدوق مشهور،
فيه نصب وانحراف. انتهى.
__________
[1] قلت: «ابن محمد» الثانية لم ترد في «العبر» طبع الكويت.
[2] انظر «العبر (2/ 159) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 383- 387) .
[3] في المطبوع و «العبر» : «أجبت» وانظر «سير أعلام النبلاء» (14/
384) .
[4] في «تاريخ بغداد» (3/ 213) : «لم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب
به، سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح»
.
[5] انظر «المغني في الضعفاء» (2/ 629) .
[6] انظر «العبر» (2/ 160) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 436) .
[7] انظر «المغني في الضعفاء» (2/ 640) .
(4/63)
سنة ثلاث عشرة
وثلاثمائة
فيها كما قال في «الشذور» انقضّ كوكب قبل مغيب الشمس بأربع ساعات، من
ناحية الجنوب إلى الشمال، فأضاءت منه الدّنيا، وكان له صوت كصوت الرعد
[1] .
وفيها سار [الرّكب العراقي، ومعهم ألف فارس، فاعترضهم القرمطيّ بزبالة
[2] ، وناوشهم، فردّ الناس ولم يحجّوا] [3] ونزل القرمطيّ على الكوفة،
فقاتلوه، فغلب على البلد، ونهبه، فندب المقتدر مؤنسا، وأنفق في الجيش
ألف ألف دينار. فسار القرمطيّ عن الكوفة، وتسلّم الأنبار، وعاث في
البلاد وعظم ضرره ولم يقدر عليه.
وفيها توفي أحمد بن عبد الله بن سابور الدّقّاق [4] الثقة ببغداد. كان
واسع الرحلة.
__________
[1] ذكر ابن الأثير هذا الخبر برواية أخرى مختصرة في كتابه «الكامل»
(8/ 160) .
[2] قال ياقوت: زبالة: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وهي قرية عامرة
بها أسواق بين واقصة والثعلبية. «معجم البلدان» (3/ 129) .
وقال الحميري: زبالة من قرى المدينة، سميت بضبطها الماء وأخذها منه
كثيرا. «الروض المعطار» ص (284) .
[3] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «العبر» (2/
160- 161) وانظر الخبر برواية أخرى في «غربال الزمان» ص (275) .
[4] انظر «العبر» (2/ 161) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 462- 463) .
(4/64)
روى عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي نعيم
الحلبي، وعدّة.
وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي [1] .
سمع من جدّه لأمه، الحسن بن عيسى بن ماسرجس، وإسحاق، وشيبان بن فرّوخ.
وفيها جماهر بن محمد بن أحمد أبو الأزهر الأزدي الزّملكاني [2] .
روى عن هشام بن عمّار وطبقته.
وفيها ثابت بن حزم السّرقسطي [3] اللغوي العلّامة.
قال ابن الفرضي: كان مفتيا بصيرا بالحديث، والنحو، واللغة، والغريب،
والشعر، وعاش خمسا وتسعين سنة. روى عن محمد بن وضّاح وطائفة.
وفيها عبد الله بن زيدان بن بريد أبو محمد البجلي الكوفي [4] عن إحدى
وتسعين سنة. روى عن أبي كريب وطبقته.
قال محمد بن أحمد بن حمّاد الحافظ: لم تر عيني مثله. كان ثقة حجة. كان
أكثر كلامه في مجلسه: يا مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على طاعتك.
[أخبرت أنه] [5] مكث نحو ستين سنة لم يضع جنبه على مضرّبة، وكان صاحب
ليل.
__________
[1] انظر «العبر» (2/ 161) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 405- 406) .
[2] انظر «العبر» (2/ 161) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 406) .
[3] انظر «العبر» (2/ 161- 162) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 562- 563)
.
[4] انظر «العبر» (2/ 162) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 436- 437) .
[5] زيادة من «العبر» .
(4/65)
وعلي بن عبد الحميد الغضائري [1]- نسبة إلى
الغضار بالغين المعجمة وهو الإناء الذي يؤكل فيه- أبو الحسن [2] بحلب
في شوال. روى عن بشر بن الوليد، والقواريري، وعدّة.
وقال: حججت من حلب ماشيا أربعين حجّة.
وعلي بن محمد بن بشّار [3] ، أبو الحسن، وأبو صالح، البغدادي الزاهد،
شيخ الحنابلة. أخذ عن صالح بن أحمد بن حنبل، والمرّوذي [4] .
وجاء عنه أنه قال: أعرف رجلا منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك لله
ما يشتهي فلا يجد شيئا يشتهي. قاله في «العبر» [5] .
وقيل له: كيف الطريق إلى الله؟ فقال: كما عصيت الله سرّا تطيعه سرّا،
حتّى يدخل إلى قلبك لطائف البر.
وكان له كرامات ظاهرة وانتشار ذكر في الناس، يتبرك الناس بزيارته.
قاله السخاوي.
وقال ابن أبي يعلى في «الطبقات» [6] : حدّثنا إسماعيل الصابوني، ثنا
إسحاق بن إبراهيم العدل، ثنا محمد بن أحمد بن حمّاد الورّاق، ثنا أبو
__________
[1] انظر «العبر» (2/ 162) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 432- 433) .
[2] في الأصل والمطبوع: «أبو الحسب» وهو خطأ، والتصحيح من المصدرين
المذكورين في التعليق السابق وغيرهما من كتب الرجال التي بين يدي.
[3] انظر «العبر» (2/ 162- 163) و «تاريخ بغداد» (12/ 66) و «المنهج
الأحمد» (2/ 10- 15) .
[4] هو أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المرّوذي. تقدمت ترجمته في
المجلد الثالث ص (313) .
[5] (2/ 163) .
[6] انظر «طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (2/ 58) بعناية الشيخ محمد
حامد الفقي رحمه الله، طبع مطبعة السنّة المحمدية في مصر.
(4/66)
الحسن القتّات الصوفي، ثنا أبو صالح الحسن
بن بشار العبد الصالح، حدّثني عبد الله بن أحمد قال: مرّت بنا جنازة
ونحن قعود على مسجد أبي، فقال أبي: ما كان صنعة صاحب الجنازة؟ قالوا:
كان يبيع على الطريق.
قال: في فنائه أو فناء غيره؟ قالوا: في فناء غيره. قال: عزّ عليّ، عزّ
عليّ، إن كان في فناء يتيم أو غيره، فقد ذهبت أيامه عطلا. ثم قال: قم
نصلّي عليه، عسى الله أن يكفّر عنه سيئاته. قال: فكبّر عليه أربع
تكبيرات، ثم حملناه إلى قبره ودفناه، ونام أبي في تلك الليلة وهو مغتم
به، فإذا نحن بامرأة قالت:
نمت البارحة، فرأيت صاحب الجنازة الذي مررت معه وهو يجري في الجنّة
جريا وعليه حلّتان خضراوان [1] ، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غضبان
عليّ وقت خروج روحي، فصلى عليّ أحمد بن حنبل، فغفر لي ذنوبي ومتّعني
بالجنة.
وأنبأنا علي المحدّث، عن أبي عبد الله الفقيه، أنه قال: إذا رأيت
البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد البربهاري، فاعلم أنه صاحب
سنّة.
وكان ابن بشّار يقول: من زعم أن الكفّار يحاسبون، ما يستحيي [2] من
الله، ثم قال: من صلّى خلف من يقول هذه المقالة يعيد. انتهى ملخصا.
أي خلافا للسالمية، فإنهم يقولون بحساب الكفّار كالمسلمين، والحق أنهم
تحصى أعمالهم ويطّلعون عليها ويقرّعون بها تقريعا من غير وزن وحساب،
لقوله تعالى: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً 18: 105
[الكهف: 105] والله أعلم.
__________
[1] في الأصل: «خضراوتان» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «طبقات
الحنابلة» .
[2] في «طبقات الحنابلة» : «يستحيي» وهو خطأ فتصحح فيه.
(4/67)
وفيها محمد بن إبراهيم [بن زياد] الرّازي
الطّيالسي [1] روى عن إبراهيم بن موسى الفرّاء، وابن معين، وخلق.
قال الدارقطني: متروك.
قال في «المغني» [2] : محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، عن ابن معين.
قال الدارقطني: متروك، وضعّفه أبو أحمد الحاكم. انتهى.
[وأبو لبيد محمد بن إدريس السّامي السّرخسي] . روى عن سويد [3] ، وأبي
مصعب، وطبقتهما [4] .
وفيها أبو العبّاس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السرّاج [5]
الحافظ، صاحب التصانيف. روى عن قتيبة، وإسحاق [6] وخلق. وعنه الشيخان
خارج «صحيحيهما» ، وكان إمام هذا الشأن.
قال أبو إسحاق المزكّي: سمعته يقول: ختمت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، اثني عشر ألف ختمة، وضحّيت عنه اثني عشر ألف أضحية [7] .
قال محمد بن أحمد الدّقّاق: رأيت السرّاج يضحي كل أسبوع أو
__________
[1] انظر «العبر» (2/ 163) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 458- 460) .
[2] انظر «المغني في الضعفاء» (2/ 546) .
[3] هو سويد بن سعيد الحدثاني. تقدمت ترجمته في المجلد الثالث ص (181-
182) .
[4] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «العبر» (2/
163) وقوله: «روى عن سويد، وأبا مصعب وطبقتهما» أقحم ضمن ترجمة محمد بن
إبراهيم بن زياد الرّازي الطياليسي في الأصل والمطبوع. ولفظة «السامي»
تحرّفت في «العبر» إلى «الشامي» فتصحّح فيه. وانظر «الأنساب» للسمعاني
(7/ 16) .
[5] انظر «العبر» (2/ 163) و «الأمصار ذوات الآثار» ص (76) بتحقيقي،
طبع دار ابن كثير، و «سير أعلام النبلاء» (14/ 388- 398) .
[6] يعني إسحاق بن راهويه، وهو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي أبو
محمد بن راهويه المروزي، وهو قرين أحمد بن حنبل.
[7] انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 393) .
(4/68)
أسبوعين [1] أضحية، ثم يجمع [2] أصحاب
الحديث عليها. وقد ألّف السرّاج مستخرجا على «صحيح مسلم» وكان أمّارا
بالمعروف نهّاء عن المنكر. عاش سبعا وتسعين سنة.
وفيها أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم [3] الحافظ المتقن
الثقة الرحّال، صاحب المسندين [4] على الرّجال وعلى الأبواب. أكثر
التّطواف، وروى عن أحمد بن منيع وطبقته.
__________
[1] في الأصل والمطبوع: «كل أسبوع وأسبوعين» وأثبت لفظ «العبر» .
[2] في الأصل والمطبوع: «لم يجمع» وهو خطأ والتصحيح من «العبر» .
[3] انظر «العبر» (2/ 164) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 304- 306) .
[4] في «العبر» : «صاحب المسند» وهو خطأ فيصحّح فيه.
(4/69)
سنة أربع عشرة
وثلاثمائة
فيها كما قال في «الشذور» وقع حريق في نهر طابق [1] ، فاحترقت منه ألف
دار، واشتد برد الهواء في كانون الأول، فتلف أكثر نخل بغداد وسوادها،
وجمدت الخلجان والآبار، ثم جمدت دجلة، حتّى عبرت الدواب عليها.
وفيها أخذت الرّوم- لعنهم الله- ملطية عنوة واستباحوها، ولم يحجّ أحد
من العراق خوفا من القرامطة، ونزح أهل مكّة عنها خوفا منهم.
وفيها أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر التيمي المنكدري الحجازي [2] . نزيل
خراسان. روى عن عبد الجبّار بن العلاء وخلق.
قال الحاكم: له أفراد وعجائب.
ومحمد بن محمد بن [عبد الله بن] النّفّاح بن بدر الباهلي [3] أبو
__________
[1] قال ياقوت: نهر الطابق: محلة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر
القلّائين شرقا، وإنما هو نهر بابك، منسوب إلى بابك بن بهرام بن بابك،
وهو قديم، وبابك هو الذي اتخذ العقد الذي عليه قصر عيسى بن علي واحتفر
هذا النهر، ومأخذه من كرخايا ويصب في نهر عيسى عند دار بطيخ، وقرأت في
بعض التواريخ المحدثة قال: وفي سنة (488) أحرقت محلة نهر طابق وصارت
تلولا لفتنة كانت بينهم وبين محلة باب الأرحاء. «معجم البلدان» (5/
321) .
[2] انظر «العبر» (2/ 165) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 532- 533) .
[3] انظر «العبر» (2/ 165) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 295) وما بين
حاصرتين زيادة منه.
(4/70)
الحسن، بغدادي حافظ خيّر متعفّف. توفي بمصر
في ربيع الآخر. روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل وطبقته.
وفيها محمد بن عمر بن لبابة، أبو عبد الله، القرطبي [1] مفتي الأندلس.
كان رأسا في الفقه، محدّثا، أديبا، أخباريا، شاعرا، مؤرّخا. توفي في
شعبان، وولد سنة خمس وعشرين ومائتين. روى عن أصبغ [بن الخليل] ،
والعتبي وطبقتهما من أصحاب يحيى بن يحيى، وتفقه به خلق.
وفيها نصر بن القاسم أبو اللّيث البغدادي الفرائضي [2] روى عن شريح بن
يونس وأقرانه، وكان ثقة من فقهاء أهل الرّيّ.
__________
[1] انظر «العبر» (2/ 165) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 495) .
[2] انظر «العبر» (2/ 166) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 465) .
(4/71)
سنة خمس عشرة
وثلاثمائة
فيها كان أول ظهور الدّيلم، وأول من غلب منهم على الرّيّ لبكي بن
النّعمان [1] .
وفيها أخذت الرّوم سميساط، واستباحوها، وضربوا الناقوس في الجامع، فسار
مؤنس بالجيوش، ودخل الرّوم، وتمّ مصاف كثيرة، هزمت فيها الرّوم، وقتل
منهم خلق.
وأما القرامطة فنازلت الكوفة، فسار يوسف بن أبي السّاج فالتقاهم، فأسر
يوسف، وانهزم عسكره، وقتل منهم عدّة، وسار القرمطي إلى أن نزل غربي
الأنبار، فقطع المسلمون الجسر، فأخذ يتحيل في العبور، ثم عبروا وأوقع
بالمسلمين [2] ، فخرج نصر الحاجب، ومؤنس، فعسكروا بباب الأنبار، وخرج
أبو الهيجاء بن حمدان وإخوته، ثم ردّت القرامطة، فما جسر العسكر عليهم،
وهذا خذلان إلهي، فإن القرامطة كانوا ألفا وسبعمائة من فارس وراجل،
والعسكر أربعين ألف فارس.
ثم إن القرمطيّ قتل ابن أبي السّاج وجماعة منهم. ثم سار إلى هيت،
__________
[1] انظر «النجوم الزاهرة» (3/ 216) وحاشيته.
[2] في الأصل: «بين المسلمين» وأثبت ما في المطبوع وهو موافق لما في
«العبر» .
(4/72)
فبادر العسكر وحصّنوها [1] ، فردّ القرمطي
إلى البرّية، فدخل الوزير ابن عيسى على المقتدر، وقال: قد تمكّنت هيبة
هذا الكافر من القلوب، فخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش، وإلّا
فمالك إلّا أقاصي خراسان، فأخبر أمه، فأخرجت خمسمائة ألف دينار، وأخرج
المقتدر ثلاثمائة ألف دينار، ونهض ابن عيسى في استخدام العساكر، وجدّدت
على بغداد الخنادق، وعدمت هيبة المقتدر من القلوب، وشتمته الجند. قاله
في «العبر» [2] .
وفيها توفي الحافظ أبو بكر، أحمد بن علي بن شهريار الرّازي ثم
النيسابوري [3] ، صاحب التصانيف، وله أربع وخمسون سنة. رحل وأدرك
إبراهيم بن عبد الله القصّار وطبقته بخراسان، والرّيّ، وبغداد،
والكوفة، والحجاز.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني [4] الفقيه، قاضي دمشق
ثم قاضي الرّملة. روى عن يونس بن عبد الأعلى وطبقته، وكان له حلقة بمصر
للفتوى.
قال ابن يونس: خلّط ووضع أحاديث.
وقال في «المغني» [5] : كذبه الدارقطني.
وفيها أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي، وهو الأخفش الصغير [6]
. روى عن ثعلب والمبرّد.
__________
[1] في الأصل: «وحصنها» وأثبت ما في المطبوع وهو موافق لما في «العبر»
مصدر المؤلف.
[2] (2/ 166- 167) .
[3] انظر «العبر» (2/ 167) و «سير أعلام النبلاء» (15/ 245- 246) و
«النجوم الزاهرة» (3/ 219) .
[4] انظر «العبر» (2/ 168) و «ميزان الاعتدال» (2/ 495) و «النجوم
الزاهرة» (2/ 219) .
[5] انظر «المغني في الضعفاء» (1/ 353) .
[6] انظر «العبر» (2/ 168) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 480- 482) .
(4/73)
قال ابن خلّكان [1] : روى عن المبرّد،
وثعلب، وغيرهما. وروى عنه المرزبانيّ، وأبو الفرج المعافى [الجريري]
وغيرهما، وهو غير الأخفش الأكبر والأخفش الأوسط. وكان بين ابن الرّومي
وبين الأخفش المذكور منافسة، وكان الأخفش يبادر [2] داره ويقول عند
بابه كلاما يتأذى به، وكان ابن الرّومي كثير التطيّر، فإذا سمع كلامه
لا يخرج ذلك اليوم من بيته، فكثر ذلك منه، فهجاه ابن الرّومي بأهاج
كثيرة، وهي مثبتة في «ديوانه» ، وكان الأخفش يحفظها ويوردها استحسانا
لها في جملة ما يورده، وافتخارا أنه نوّه بذكره إذ هجاه، فلما علم ابن
الرّومي ذلك أقصر عنه.
وقال المرزباني: لم يكن الأخفش المذكور بالمتّسع في الرواية للأخبار
[3] والعلم بالنحو، وما علمته صنّف شيئا البتة، ولا قال شعرا، وكان إذا
سئل عن مسألة في النحو ضجر وانتهر من يسأله.
ومات [4] فجأة ببغداد، ودفن بمقبرة قنطرة بردان.
والأخفش: هو صغير العين مع سوء بصرها. انتهى ملخصا.
وفيها محمد بن الحسين، أبو جعفر الخثعميّ الكوفيّ الأشنانيّ [5] .
أحد الأثبات. روى ببغداد عن أبي كريب وطبقته.
وفيها محمد بن الفيض أبو الحسن الغسّاني [6] محدّث دمشق. روى
__________
[1] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 301- 302) .
[2] في «وفيات الأعيان» : «يباكر» .
[3] في «وفيات الأعيان» : «في الرواية للأشعار» وانظر حاشيته.
[4] يعني صاحب الترجمة.
[5] انظر «العبر» (2/ 168) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 529) .
[6] انظر «العبر» (2/ 168) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 427- 428) .
(4/74)
عن صفوان بن صالح [المؤذّن] [1] والكبار،
وتوفي في رمضان عن ست وتسعين سنة.
ومحمد بن المسيب الأرغياني [2] الحافظ الجوّال، الزاهد المفضال، شيخ
نيسابور، الإسفنجيّ. روى عن محمد بن رافع، وبندار، ومحمد بن هاشم
البعلبكي، وطبقتهم. وكان يقول: ما أعلم منبرا من منابر الإسلام بقي
عليّ لم أدخله لسماع الحديث.
وقال: كنت أمشي في مصر وفي كمّي مائة جزء، في الجزء ألف حديث.
قال الحاكم: كان دقيق الخط، وكان [3] هذا كالمشهور من شأنه، وعاش
اثنتين وتسعين سنة.
قال ابن ناصر الدّين: حدّث عن خلق، وعنه خلق، وكان من العبّاد
المجتهدين، والزهّاد البكّائين. انتهى.
__________
[1] زيادة من «سير أعلام النبلاء» .
[2] انظر «العبر» (2/ 168- 169) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 422- 426)
.
[3] في «العبر» : «وصار» .
(4/75)
|