شذرات الذهب في أخبار من ذهب
سنة إحدى وتسعين
وثلاثمائة
فيها توفي أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق البغدادي، أبو الحسن، نزيل
مصر. كان من الثقات الأثبات. روى عن المحاملي، ومحمد بن مخلد، وجماعة،
وكان صاحب حديث. رحل إلى دمشق والرّقّة.
وفيها أحمد بن يوسف الخشّاب، أبو بكر الثّقفي، المؤذّن بأصبهان.
روى عن الحسن بن دكّة [1] وجماعة كثيرة.
وفيها جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات، أبو الفضل،
ابن حنزابه البغدادي، وزير الدّيار المصرية، وابن وزير المقتدر أبي
الفتح. حدّث عن محمد بن هارون الحضرمي، والحسن بن محمد الداركي، وخلق،
وكان صاحب حديث. ولد سنة ثمان وثلاثمائة، ومات في ربيع الأول.
قال الحافظ السّلفي [2] : كان ابن حنزابة من الحفّاظ الثقات، يملي في
حال وزارته، ولا يختار على العلم وأهله شيئا.
وكذا قال ابن ناصر الدّين.
وقال غيرهما: كان له عبادة، وتهجد، وصدقات عظيمة إلى الغاية،
__________
[1] في «العبر» : «ابن دلويه» وهو تحريف، وانظر «ذكر أخبار أصفهان»
لأبي نعيم (1/ 164) .
[2] ذكر هذا النقل باختصار الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (16/ 485) .
(4/485)
توفي بمصر، ونقل فدفن في دار اشتراها من
الأشراف بالمدينة من أقرب شيء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكره الحافظ ابن عساكر في «تاريخ دمشق» وأورد من شعره:
من أخمل النّفس أحياها وروّحها ... ولم يبت طاويا منها على ضجر
إنّ الرّياح إذا اشتدّت عواصفها ... فليس ترمي سوى العالي من الشّجر
[1]
وقال: كان كثير الإحسان إلى أهل الحرمين، واشترى بالمدينة دارا بالقرب
من المسجد ليس بينها وبين الضريح النبوي، على ساكنه أفضل الصلاة
والسلام سوى جدار واحد، وأوصى أن يدفن بها، وقرر مع الأشراف ذلك، ولما
مات حمل تابوته من مصر إلى الحرمين، وخرجت الأشراف إلى لقائه وفاء بما
أحسن إليهم، فحجّوا به وطافوا، ووقفوا بعرفة، ثم ردّوه إلى المدينة
ودفنوه بالدّار المذكورة. انتهى كلام ابن عساكر.
ويقال: إن بعضهم أنشد:
سرى نعشه فوق الرّقاب وطالما ... سرى جوده فوق السّحاب ونائله
يمرّ على الوادي فتثنى رماله ... عليه وبالنّادي فتبكي أرامله [2]
رحمه الله تعالى.
وحنزابه: بكسر الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح الزاي، وبعد الألف
موحدة، ثم هاء ساكنة، هي أم أبيه الفضل بن جعفر، والحنزابه في اللغة:
المرأة القصيرة الغليظة.
__________
[1] البيتان أوردهما ابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق» (6/ 77) مع الخبر
باختصار، وذكرهما مع الخبر ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (1/ 349)
وذكرهما ابن شاكر الكتبي في «فوات الوفيات» (1/ 293) ، وياقوت في «معجم
الأدباء» (7/ 165) ، والصفدي في «الوافي بالوفيات» (11/ 119) ، وابن
كثير في «البداية والنهاية» (11/ 329) .
[2] لم أعثر على البيتين في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(4/486)
وفيها ابن حجّاج الأديب، أبو عبد الله،
الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن الحجّاج البغدادي الشّيعي المحتسب،
الشاعر المشهور، ذو المجون، والخلاعة والسخف في شعره. كان فرد زمانه في
فنه، فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه، وسلامة شعره من
التكلف، ويقال:
إنه في الشعر في درجة امرئ القيس، وأنه لم يكن بينهما مثلهما، لأن كل
واحد منهما مخترع طريقة.
وله ديوان كبير، يبلغ عشر مجلدات، الغالب عليه الهزل، والمجون، والهجو
والرفث [1] .
وكان شيعيا غاليا. انتهى [2] .
ومن جيد شعره وجدّه:
يا صاحبيّ استيقظا من رقدة ... تزري على عقل اللّبيب الأكيس
هذي المجرة والنّجوم كأنها ... نهر تدفق في حديقة نرجس
وأرى الصّبا قد غلّست بنسيمها ... فعلام شرب الراح غير مغلّس
قوما اسقياني قهوة روميّة ... من عهد قيصر دنّها لم يمسس
صرفا تضيف إذا تسلّط حكمها ... موت العقول إلى حياة الأنفس [3]
ومن شعره أيضا:
قال قوم لزمت حضرة أحمد [4] ... وتجنّبت سائر الرّؤساء
__________
[1] في «العبر» (3/ 52) : «وديوانه في عدة مجلدات، عامته في الغزل،
والمجون، والهجو، والرفث» وفي «وفيات الأعيان» (2/ 168) : «وديوانه
كبير، أكثر ما يوجد في عشر مجلدات، والغالب عليه الهزل» وقد لفق المؤلف
الخبر منهما.
[2] يعني انتهى نقل المؤلف عن «العبر» .
[3] الأبيات في «وفيات الأعيان» (2/ 169) .
[4] في «وفيات الأعيان» : «حضرة حمد» .
(4/487)
قلت ما قاله الذي أحرز المع ... نى قديما
قبلي من الشعراء
يسقط الطير حيث يلتقط الحبّ ... ويغشى منازل الكرماء [1]
وهذا البيت الثالث لبشار بن برد.
وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الآخرة بالنّيل وحمل إلى بغداد
ودفن عند مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه، وكان أوصى أن يدفن عند
رجليه، و [أن] يكتب على قبره: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ
بِالْوَصِيدِ 18: 18 [الكهف: 18] ورآه بعد موته بعض أصحابه في المنام،
فسأله عن حاله فأنشد:
أفسد سوء مذهبي ... في الشعر حسن مذهبي
لم يرض مولاي على ... سبّي لأصحاب النّبي [2]
ورثاه الشريف الرضي بقصيدة من جملتها:
نعوه على حسن ظني به ... فلله ماذا نعى النّاعيان
رضيع ولاء له شعبة ... من القلب مثل رضيع اللّبان
وما كنت أحسب أنّ الزمان ... يفلّ مضارب ذاك اللّسان
بكيتك للشّرّد السّائرا ... ت تعبق [3] ألفاظها بالمعاني
ليبك الزمان طويلا عليك ... فقد كنت خفّة روح الزّمان [4]
__________
[1] البيتان في «وفيات الأعيان» (2/ 170) .
[2] البيتان في «وفيات الأعيان» (2/ 171) .
[3] في الأصل والمطبوع و «وفيات الأعيان» : «تعنق» وأثبت لفظ «الديوان»
.
[4] الأبيات في «ديوان الشريف الرضي» (2/ 441- 442) طبع دار صادر و
«وفيات الأعيان» (2/ 171) ورواية البيت الأول في «ديوانه» :
نعوه على ضن قلبي به ... فلله ماذا نعى الناعيان
ورواية البيت الثالث فيه:
وما كنت أحسب أن المنون ... تفلّ مضارب ذاك اللسان
(4/488)
والنّيل التي مات بها على وزن نهر مصر،
بلدة على الفرات، بين بغداد والكوفة، خرج منها جماعة من العلماء،
والأصل فيه نهر حفره الحجّاج بن يوسف في هذا المكان، آخذ من الفرات [1]
، وسمّاه باسم نيل مصر، وعليه قرى كثيرة.
وفيها أبو الحسن الجزري، عبد العزيز بن أحمد الفقيه، إمام أهل الظاهر
في عصره. أخذ عن القاضي بشر بن الحسين، وقدم من شيراز في صحبة الملك
عضد الدولة، فاشتغل عليه فقهاء بغداد.
قال أبو عبد الله الصّيمري: ما رأيت فقيها أنظر منه، ومن أبي حامد
الإسفراييني الشافعي.
وفيها أبو القاسم عيسى بن الوزير علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح
البغدادي، الكاتب المنشئ. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وتوفي في أول ربيع
الأول.
قال ابن أبي الفوارس: كان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة.
وقال في «العبر» [2] : روى عن البغوي وطبقته، وله أمال سمعنا منها.
انتهى.
وفيها حسام الدّولة، مقلّد بن المسيّب بن رافع العقيلي، صاحب الموصل،
تملّكها بعد أخيه أبي الذّوّاد، فكانت مدة الأخوين إحدى عشرة سنة [3] ،
وقد بعث القادر إلى مقلّد خلع السلطنة، واستخدم هو نحو ثلاثة آلاف من
التّرك والدّيلم، ودانت له عرب خفاجة، وله شعر حسن، وهو رافضيّ،
__________
[1] في «وفيات الأعيان» : «ومخرجه من الفرات» .
[2] (3/ 35) وقد نقل المؤلف الترجمة كلها عنه.
[3] في «العبر» : «فإحدى عشره سنة» وقد سقطت جملة «كانت مدة الأخوين»
منه فتستدرك فيه.
(4/489)
قتله غلام له في مجلس أنس، ودفن على الفرات
بمكان يقال له: شقبا [1] بين الأنبار وهيت.
وحكي أن قاتله سمعه وهو يقول لرجل ودّعه يريد الحجّ: إذا جئت ضريح رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقف عنده وقل له عني: لولا صاحباك لزرتك،
ولما مات رثاه جماعة من الشعراء منهم الشريف الرضي [2] .
وكان ولده معتمد الدولة أبو المنيع قرواش غائبا عنه، ثم تقلد الأمر من
بعده، وكان له بلاد الموصل، والكوفة، والمدائن، وشقي الفرات، وخطب في
بلاده للحاكم العبيدي، ثم رجع عن ذلك، فوصلت الغزّ إلى الموصل ونهبوا
دار قرواش، وأخذوا منها ما يزيد على مائتي ألف دينار، فاستنجد بنور
الدولة أبي الأغر دبيس بن صدقة، فأنجده واجتمعوا على محاربة الغزّ،
فنصرا عليهم وقتلوا منهم الكثير، ومدحه أبو علي بن الشبل البغدادي
الشاعر المشهور بقصيدة ذكر فيها هذه الواقعة منها قوله:
نزّهت أرضك عن قبور جسومهم ... فغدت قبورهم بطون الأنسر
من بعد ما وطئوا البلاد وظفروا ... من هذه الدّنيا بكل مظفر
فطووا رياح السّدّ عن يأجوجه ... ولقوا ببابك سطوة الإسكندر [3]
وكان قرواش المذكور يلقب مجد الدّين، وهو ابن أخت الأمير أبي الهيجاء،
صاحب إربل، وكان أديبا شاعرا ظريفا، وله أشعار سائرة، فمن ذلك ما أورده
أبو الحسن الباخرزي في كتابه «دمية القصر» [4] :
__________
[1] لم أعثر على ذكر لها فيما بين يدي من المصادر والمراجع.
[2] قلت: عقب ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» (4/ 204) على خبر قتله
بقوله: هذا ما جوزي به في الدنيا، وأما في الأخرى فجهنم وبئس المصير،
هو وكلّ من يعتقد معتقده إن شاء الله تعالى.
[3] الأبيات في «وفيات الأعيان» (5/ 264) ورواية البيت الأخير فيه:
فضوا رتاج السدّ عن يأجوجه ... ولقوا ببأسك سطوة الإسكندر
[4] انظر «دمية القصر» (1/ 59) طبع مكتبة دار العروبة في الكويت،
بتحقيق الدكتور سامي مكّي
(4/490)
لله درّ النائبات فإنها ... صدأ اللّئام
وصيقل الأحرار
ما كنت إلّا زبرة فطبعتني ... سيفا وأطلق صرفهنّ غراري
وأورد له أيضا [1] :
من كان يحمد أو يذمّ مورّثا ... للمال من آبائه وجدوده
فأنا [2] امرؤ لله أشكر وحده ... شكرا كثيرا جالبا لمزيده
لي أشقر مثل العنان [3] مغاور ... يعطيك ما يرضيك من مجهوده
ومهند عضب إذا جرّدته ... خلت البروق تموج في تجريده
ومثقف لدن السّنان [4] كأنما ... أمّ المنايا ركّبت في عوده
وبذا حويت المال إلّا أنني ... سلّطت جود يدي على تبديده [5]
ما أحسن هذا الشعر وأمتنه.
وكان قرواش كريما نهّابا وهّابا، جاريا على سنن العرب.
قيل [6] : إنه جمع بين أختين في النكاح، فلامته العرب على ذلك، فقال:
خبروني [7] ما الذي نستعمله مما تبيحه الشريعة؟
وكان يقول: ما في رقبتي غير خمسة من أهل البادية، قتلتهم، وأما الحاضرة
فلا يعبأ الله بهم.
ودامت إمرته خمسين سنة، فوقع بينه وبين ابن أخيه بركة بن المقلد
__________
العاني، والبيتان في «وفيات الأعيان» (5/ 264) .
[1] انظر «دمية القصر» (1/ 60) والأبيات في «وفيات الأعيان» (5/ 264) .
[2] كذا في الأصل والمطبوع و «وفيات الأعيان» : «فأنا» وفي «دمية
القصر» : «إني» .
[3] في الأصل والمطبوع: «مثل الغياث» والتصحيح من «دمية القصر» و
«وفيات الأعيان» .
[4] في المطبوع: «اللسان» والتصحيح من «دمية القصر» و «وفيات الأعيان»
.
[5] البيتان الأخيران سقطا من الأصل وأثبتهما من المطبوع.
[6] في «وفيات الأعيان» : «نقل» .
[7] في المطبوع: «أخبروني» وما جاء في الأصل موافق لما في «وفيات
الأعيان» .
(4/491)
وكانا خارج البلد- فقبض بركة عليه في سنة
إحدى وأربعين وأربعمائة وحبسه في الخارجية إحدى قلاع الموصل، وتولى
مكانه، ولقب بزعيم الدولة، وأقام في الإمارة سنتين، وتوفي سنة ثلاث
وأربعين وأربعمائة في ذي الحجة، فقام مقامه ابن أخيه أبو المعالي قريش
بن أبي الفضل بدران بن المقلد، فأول ما فعل [أنه] [1] قتل عمه قرواش
المذكور في حبسه في مستهل رجب، سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن بتلّ
توبة شرقي الموصل.
__________
[1] زيادة من «وفيات الأعيان» .
(4/492)
سنة اثنتين وتسعين
وثلاثمائة
فيها توفي الحاجبيّ أبو علي، إسماعيل بن محمد بن أحمد، صاحب الكشاني
السمرقندي. سمع «الصحيح» [1] من الفربري، ومات في هذه السنة أو في التي
قبلها.
وفيها أبو محمد الضرّاب، الحسن بن إسماعيل المصري المحدّث، راوي
«المجالسة» [2] عن الدّينوري. توفي في ربيع الآخر، وله تسع وسبعون سنة.
وفيها الأصيلي الفقيه [3] أبو محمد، عبد الله بن إبراهيم المغربي
الأندلسي القاضي، أخذ عن وهب بن ميسرة، وكتب بمصر عن أبي الطاهر الذهلي
وطبقته، وبمكة عن الآجري، وببغداد عن أبي علي بن الصوّاف، وكان حافظا
عالما بالحديث، رأسا في الفقه.
قال الدارقطني: لم أر مثله.
وقال غيره: كان نظير أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعلى طريقته
وهديه.
__________
[1] يعني «صحيح البخاري» .
[2] واسمه الكامل «المجالسة وجواهر العلم» للإمام القاضي أبي بكر أحمد
بن مروان بن محمد المالكي الدّينوري. انظر حاشية «العبر» (3/ 54) و
«كشف الظنون» (2/ 1591) .
[3] لفظة «الفقيه» سقطت من الأصل وأثبتها من المطبوع.
(4/493)
وفيها عبد الرحمن بن أبي شريح، أبو محمد
الأنصاري، محدّث هراة. روى عن البغوي، والكبار، ورحلت إليه الطلبة،
وآخر من روى عنه عاليا أبو المنجّا بن اللّتي، وتوفي في صفر.
وفيها أبو الفتح بن جنّي، عثمان بن جنّي الموصلي النحوي، صاحب
التصانيف، وكان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي
الموصلي، وإلى هذا أشار بقوله:
فإن أصبح بلا نسب ... فعلمي في الورى نسبي
على أنّي أؤول إلى ... قروم سادة نجب
قياصرة إذا نطقوا ... أرمّ [1] الدّهر ذو الخطب
أولاك دعا النّبيّ لهم ... كفى شرفا دعاء نبي [2]
وله أشعار حسنة، ويقال: إنه أعور، وأخذ عن أبي علي الفارسي، ولازمه،
وله تصانيف مفيدة، منها: كتاب «الخصائص» و «سر الصناعة» و «الكافي في
شرح القوافي» و «المذكر والمؤنث» و «المقصور والممدود» و «التذكرة
الأصبهانية» وغير ذلك، ويقال: إن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أخذ منه
أسماء كتبه.
وشرح ابن جنّي أيضا «ديوان المتنبي» شرحا كبيرا، سمّاه «النشر» [3]
وكان قد قرأ «الديوان» على صاحبه، وكان المتنبي يقول: ابن جني أعرف
بشعري مني.
__________
[1] في الأصل والمطبوع: «إزمّ» وما أثبته من «إنباه الرواة» و «وفيات
الأعيان» .
[2] الأبيات في «إنباه الرواة» (2/ 335- 336) و «وفيات الأعيان» (3/
246) ، و «معجم الأدباء» (12/ 83) .
[3] كذا في الأصل والمطبوع: «النشر» وفي «وفيات الأعيان» : «الفسر» وفي
«إنباه الرواة» :
«الصبر» .
(4/494)
وكانت ولادة ابن جنّي بالموصل قبل
الثلاثمائة، وتوفي يوم الجمعة ثامن عشري صفر ببغداد.
قال ابن خلّكان [1] : وجنّي: بكسر الجيم وتشديد النون، وبعدها ياء.
وفيها الوليد بن بكر الغمري الأندلسي السرقسطي- بفتحتين وضم القاف
وسكون المهملة، نسبة إلى سرقسطة مدينة بالأندلس- أبو العبّاس الحافظ.
رحل بعد الستين وثلاثمائة، وروى عن الحسن بن رشيق، وعلي بن الخصيب،
وخلق.
قال ابن الفرضي [2] : كان إماما في الفقه، والحديث، عالما باللغة
والعربية، لقي في الرحلة أزيد من ألف شيخ.
وقال غيره: له شعر فائق، وتوفي بالدّينور.
وقال ابن ناصر الدّين: قال الحافظ عبد الرحيم: الوليد هذا عمريّ، أي
بالعين المهملة، ولكن دخل إفريقية، فكان ينقط العين حتّى سلم، وقال:
إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة [3] وأراني خطّه.
انتهى [4] .
__________
[1] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 248) .
[2] تنبيه: هكذا ورد هذا النقل أيضا عند الذهبي في «العبر» (3/ 55- 56)
و «سير أعلام النبلاء» (17/ 65) و «تذكرة الحفاظ» (3/ 1081) وقد عزاه
لابن الفرضي، وتبعه المؤلف ابن العماد ناقلا ذلك عن «العبر» ولم ترد
للغمري ترجمة في «تاريخ علماء الأندلس» لابن الفرضي الموجود بين يدي،
ولعل الذهبي نقله عن مصدر آخر والله أعلم.
[3] لفظة «ضمة» سقطت من الأصل وأثبتها من المطبوع.
[4] تنبيه: وفيها على الصواب مات العلّامة قاضي القضاة، أبو الحسن، علي
بن عبد العزيز الجرجاني، وقد وهم المؤلف فأورد ترجمته في حوادث سنة
(366) وانظر التعليق على ص (355) من هذا المجلد.
(4/495)
سنة ثلاث وتسعين
وثلاثمائة
فيها أمر نائب دمشق الأسود الحاكمي بمغربيّ، فطيف به على حمار، ونودي
عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم ضرب عنقه، رحمه الله ولا رحم
قاتله، ولا أستاذه الحاكم. قاله في «تاريخ الخلفاء» [1] ومات فيها- كما
قال ابن الأهدل-[ابن] وكيع [2] الشاعر المتقدم في زمانه على أقرانه ومن
شعره:
لقد قنعت همّتي بالخمول ... فصدّت عن الرّتب العاليه
وما جهلت طعم طيب العلا ... ولكنها تؤثر العافيه
ونظم أبو الفتح القضاعي المدرّس بتربة الشافعي بالقرافة في هذا المعنى
فقال:
بقدر الصعود يكون الهبوط ... فإياك والرّتب العاليه
وكن بمكان إذا ما سقطت ... تقوم ورجلاك في عافية
__________
[1] انظر «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ص (414) بتحقيق الشيخ محمد محيي
الدّين عبد الحميد رحمه الله، وقد ذكر الخبر بلفظه الذهبي في «تاريخ
الإسلام» (مخطوط) في حوادث سنة (393) هـ، ولعل السيوطي نقله عنه.
[2] في الأصل والمطبوع: «وكيع» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (2/ 104) و
«مرآة الجنان» (2/ 445) ، و «الأعلام» (2/ 201) .
(4/496)
لكن المتنبي أخذ بعلو همّته في نقض ما
قالوا فقال:
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النّجوم
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم [1]
انتهى.
وفيها أبو جعفر [2] أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري- أبهر أصبهان-
سمع جزء لوين، من محمد بن إبراهيم الحزوّري، سنة خمس وثلاثمائة، وكان
أديبا فاضلا.
وفيها أبو إسحاق الطّبري، إبراهيم بن أحمد المقرئ الفقيه المالكي
المعدّل، أحد الرؤساء والعلماء ببغداد. قرأ القرآن على ابن بويان [3] ،
وأبي عيسى بكّار، وطبقتهما، وحدّث عن إسماعيل الصفّار وطبقته، وكانت
داره مجمع أهل القرآن والحديث، وإفضاله زائد على أهل العلم، وكان ثقة.
وفيها الجوهري، صاحب «الصحاح» أبو نصر إسماعيل بن حمّاد التركي
اللّغوي، أحد أئمة اللسان، وكان في جودة الخط [4] في طبقة ابن مقلة،
ومهلهل. أكثر الترحال، ثم سكن بنيسابور.
قال القفطي: إنه مات متردّيا من سطح جامع نيسابور [5] في هذا العام.
قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة، وقيل: إنه تسودن، وعمل له
__________
[1] البيتان في «ديوان أبي الطيب المتنبي» (4/ 119) بشرح العكبري،
وتحقيق السقا، والأبياري، والشلبي.
[2] في الأصل والمطبوع: «أبو حفص» والتصحيح من «العبر» (3/ 56) .
[3] تحرّف في «العبر» (3/ 56) إلى «ابن ثوبان» فيصحح فيه.
[4] في الأصل والمطبوع: «في جودة الحفظ» والتصحيح من «العبر» (3/ 57) .
[5] في «إنباه الرواة» (1/ 196) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 82) و
«غربال الزمان» ص (334) ، «من سطح داره» .
(4/497)
شبه جناحين، وقال: أريد أن أطير، [وطفر]
فأهلك نفسه، رحمه الله. قاله في «العبر» [1] .
وقال السيوطي في «طبقات النحاة» : قال ياقوت [2] : كان من أعاجيب
الزّمان، ذكاء وفطنة وعلما، وأصله من فاراب من بلاد التّرك، وكان إماما
في اللّغة والأدب، وكان يؤثر السّفر على الحضر، ويطوف الآفاق. دخل
العراق فقرأ العربيّة على أبي عليّ الفارسي، و [أبي سعيد] السّيرافي،
وسافر إلى الحجاز، وشافه باللّغة العرب العاربة، وطاف بلاد ربيعة،
ومضر، ثم عاد إلى خراسان، ثم أقام بنيسابور ملازما للتدريس، والتّأليف
[وتعليم الخطّ] [3] وكتابة المصاحف والدفاتر، حتّى مضى لسبيله على آثار
جميلة، وصنّف كتابا في العروض، و «مقدمة» في النحو، و «الصحاح» في
اللغة، مع تصحيف فيه في مواضع عدة تتبّعها عليه المحقّقون، قيل: إن
سببه أنه لما صنّفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة، وعرض عليه وسوسة،
فانتقل إلى الجامع القديم بنيسابور، فصعد سطحه وقال: أيّها الناس، إني
عملت في الدّنيا شيئا لم أسبق إليه، فسأعمل للآخرة أمرا لم أسبق [4]
إليه، وضم إلى جنبيه مصراعي باب، وتأبّطهما بحبل، وصعد مكانا عاليا،
وزعم أنه يطير، فوقع فمات، وبقي سائر الكتاب مسوّدة غير منقّح ولا
مبيّض، فبيّضه تلميذه إبراهيم بن صالح الورّاق [5] فغلط فيه في مواضع.
انتهى كلام السيوطي ملخصا.
وفيها الطائع لله، أبو بكر عبد الكريم بن المطيع لله، الفضل بن
__________
[1] (3/ 57) وما بين حاصرتين مستدرك منه. وقوله: «وطفر» أي وثب.
[2] انظر كلام ياقوت في «معجم الأدباء» (6/ 151- 157) وقد نقل السيوطي
كلامه بتصرّف واختصار.
[3] زيادة من «معجم الأدباء» .
[4] في المطبوع: «لم يسبق» .
[5] انظر ترجمته ومصادرها في «إنباه الرواة» للقفطي (1/ 169- 170) .
(4/498)
المقتدر جعفر، بن المعتضد أحمد [بن] الموفق
العبّاسي [1] ، دخل عليه بهاء الدولة، وكان حنق عليه لسبب، فقبّل
الأرض، ووقف ثم أومأ إلى جماعة من أصحابه كان واطأهم على فعل ما
سنذكره، فجذبوا الطائع لله من سريره، ولفّوه في كساء، وأخرجوه من الباب
المعروف بباب بدر، وحملوه إلى دار المملكة ملفوفا على قفا فراش، ثم
أشهد عليه بخلع نفسه، وسملت عيناه، وقطع قطعة من إحدى أذنيه، وكان بهاء
الدولة قبض عليه في يوم السبت، تاسع عشر شعبان، سنة إحدى وثمانين
وثلاثمائة، وفي ليلة الأحد ثالث رجب سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، سلّم
الطائع لله إلى القادر بالله، فأنزله حجرة من حجر خاصته، ووكّل به من
يحفظه من ثقات خدمه، وأحسن ضيافته ومراعاة أموره، غير أنه تقدم بجذع
أنفه، فقطع يسير من مارن أنفه [2] مع ما كان قطع أولا من أذنه. وتوفي
الطائع لله يوم الثلاثاء سلخ شهر رمضان، وكانت دولته أربعا وعشرين سنة،
وكان مربوعا أبيض، أشقر، مجدور الوجه، كبير الأنف، أبخر الفم، شديد
القوى، في خلقه حدّة، واستمر مكرما محترما في دار عند القادر بالله،
إلى أن مات، وله ثلاث وسبعون سنة، وصلى عليه القادر بالله، وشيّعه
الأكابر، ورثاه الشريف الرضي [3] .
وفيها المنصور الحاجب، أبو عامر، محمد بن عبد الله بن أبي عامر
القحطاني المعافري- بالفتح وكسر الفاء وراء، نسبة إلى المعافر، بطن من
قحطان- الأندلسي، مدبّر دولة المؤيد بالله، هشام بن المستنصر بالله،
الحكم بن عبد الرّحمن الأموي، لأن المؤيد بايعوه بعد أبيه، وله تسع
سنين، وبقي صورة، وأبو عامر هو الكلّ، وكان حازما، بطلا، شجاعا، غزّاء،
__________
[1] انظر ترجمته ومصادرها في «فوات الوفيات» لابن شاكر الكتبي (2/ 375-
376) .
[2] مارن الأنف: ما لان من الأنف وفضل عن القصبة. انظر «مختار الصحاح»
(مرن) .
[3] وذلك في قصيدة مطوّلة انظرها في «ديوانه» (2/ 197- 201) طبع دار
صادر ببيروت.
(4/499)
عادلا، سايسا، افتتح فتوحا كثيرة، وأثر
آثارا حميدة، وكان لا يمكّن المؤيد من الركوب، ولا من الاجتماع بأحد
إلّا بجواريه.
وفيها المخلّص، أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العبّاس البغدادي
الذّهبي [1] ، مسند وقته. سمع أبا القاسم البغوي وطبقته، وكان ثقة،
توفي في رمضان، وله ثمان وثمانون سنة.
وفيها أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهل الأندلسي الحافظ، وهو إمام
مقرئ، مصنف، ناقد.
قال ابن ناصر الدّين في «بديعته» :
ثم فتى دباغ بن قاسم ... شاع صلاح جمعه فلازم
__________
[1] نسبة إلى من يخلّص الذهب من الغش ويفصل بينهما. انظر «الأنساب»
(11/ 189) و «سير أعلام النبلاء» (16/ 479) .
(4/500)
سنة أربع وتسعين
وثلاثمائة
فيها توفي أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السّلمي- بالضم
والفتح، نسبة إلى سليم، قبيلة مشهورة، منها العبّاس بن مرداس، والعرباض
بن سارية- الأصبهاني المقرئ. روى عن عبد الله بن محمد الزهري، ابن أخي
رسته، وكتب الكثير، وتوفي في ذي القعدة.
وفيها أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت [1] . نزل مصر، وحدّث عن
البغوي، وأبي بكر بن أبي داود.
قال الخطيب [2] : كان سيء الحال في الرواية. توفي بمصر.
وفيها محمد بن عبد الملك بن ضيفون [3] أبو عبد الله اللّخمي القرطبي
الحداد، سمع عبد الله بن يونس القبري، وقاسم بن أصبغ، وبمكّة من أبي
سعيد بن الأعرابي.
قال ابن الفرضي: [لم يكن ضابطا، اضطرب في أشياء. قاله في «العبر» [4] .
__________
[1] انظر «العبر» (3/ 59) و «لسان الميزان» (7/ 151) .
[2] انظر «تاريخ بغداد» (6/ 133) .
[3] في الأصل والمطبوع: «ابن صفون» وهو تصحيف، والتصحيح من «بغية
الملتمس» ص (102) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 56) .
[4] (3/ 59) .
(4/501)
وقال في «المغني» [1] : سمع ابن الأعرابي.
قال ابن الفرضي] [2] : عدل صالح واضطرب في أشياء، قرئت عليه لم يسمعها،
ولم يكن ضابطا. انتهى.
وفيها يحيى بن إسماعيل الحربي المزكّي، أبو زكريا، بنيسابور، في ذي
الحجّة، وكان رئيسا، أديبا، أخباريا، متفننا. سمع من مكّي بن عبدان
وجماعة.
__________
[1] انظر «المغني في الضعفاء» (2/ 609) .
[2] ما بين حاصرتين سقط من الأصل وأثبته من المطبوع.
(4/502)
سنة خمس وتسعين
وثلاثمائة
فيها توفي التّاهرتي- بفتح الهاء وسكون الراء، وفوقية، نسبة إلى تاهرت،
موضع بإفريقية- أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن التميمي
البزّاز [1] ، العبد الصالح. سمع بالأندلس من قاسم بن أصبغ وطبقته، وهو
من كبار شيوخ ابن عبد البرّ.
وفيها أبو الحسن الخفّاف [2] أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد
النيسابوري، مسند خراسان، توفي في ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة، وهو
آخر من حدّث عن أبي العبّاس السرّاج.
وفيها الإخميمي- بالكسر والسكون، نسبة إلى إخميم بلدة [3] بصعيد مصر-
أبو الحسين، ومحمد بن أحمد بن العبّاس المصري. روى عن محمد بن ريّان بن
حبيب، وعلي بن أحمد بن علّان، وطائفة.
وفيها أبو نصر الملاحمي، محمد بن أحمد بن محمد البخاري، راوي كتاب
«القراءة [4] خلف الإمام» وكتاب «رفع الأيدي» تأليف البخاري، رواهما عن
محمود بن إسحاق، وكان حافظا ثقة، عاش ثلاثا وثمانين سنة.
__________
[1] مترجم في «سير أعلام النبلاء» (17/ 79) .
[2] قال السمعاني في «الأنساب» (5/ 155) : هذه الحرفة لعمل الخفاف التي
تلبس، وانظر ترجمته في «العبر» (3/ 60) .
[3] في المطبوع: «بلد» وانظر «معجم البلدان» (1/ 123- 124) .
[4] في الأصل والمطبوع: «قراءة» وأثبت لفظ «العبر» وهو الصواب.
(4/503)
وفيها عبد الوارث بن سفيان أبو القاسم
القرطبي الحافظ، ويعرف بالحبيب. أكثر عن القاسم بن أصبغ، وكان من أوثق
النّاس فيه، توفي لخمس بقين من ذي الحجة، حمل عنه أبو عمر بن عبد البرّ
الكثير [1] .
وفيها أبو عبد الله بن مندة، الحافظ العلم، محمد بن إسحاق بن محمد بن
يحيى العبدي الأصبهاني الجوّال، صاحب التصانيف، طوّف الدّنيا، وجمع
وكتب ما لا ينحصر، وسمع من ألف وسبعمائة شيخ، وأول سماعه ببلده في سنة
ثمان عشرة وثلاثمائة، ومات في سلخ ذي القعدة، وبقي في الرحلة بضعا
وثلاثين سنة.
قال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ: ما رأيت مثله.
وقال عبد الرحمن بن مندة: كتب أبي عن أبي سعيد بن الأعرابي ألف جزء،
وعن خيثمة ألف جزء، وعن الأصم ألف جزء، وعن الهيثم الشّاشي ألف جزء.
وقال شيخ الإسلام الأنصاري: أبو عبد الله بن مندة سيد أهل زمانه. قاله
جميعه في «العبر» [2] .
وقال ابن ناصر الدّين: أبو عبد الله الإمام، أحد شيوخ الإسلام، وهو
إمام حافظ جبل من الجبال، ولما رجع من رحلته كانت كتبه أربعين حملا على
الجمال، حتّى قيل: إن أحدا من الحفّاظ لم يسمع ما سمع، ولا جمع ما جمع.
انتهى.
وقال ابن خلّكان [3] : أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة العبدي،
__________
[1] في الأصل والمطبوع: «الكبير» وهو تحريف، والتصحيح من «العبر» .
[2] (3/ 61- 62) .
[3] انظر «وفيات الأعيان» (4/ 289) .
(4/504)
الحافظ المشهور، صاحب كتاب «تاريخ أصبهان»
. كان أحد [1] الحفاظ الثقات، وهم أهل بيت كبير، خرج منهم جماعة من
العلماء، ولم يكونوا عبديين [2] وإنما أمّ الحافظ أبو عبد الله
المذكور، واسمها برّة بنت محمد، كانت من بني عبد ياليل، فنسب إلى
أخواله. انتهى ملخصا.
وفيها الملاحمي، أبو نصر، محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر
البخاري، أبو نصر [3] ، حدّث عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره، وكان من
الحفّاظ المشهورين. قاله ابن ناصر الدّين.
__________
[1] في الأصل والمطبوع: «أوحد» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[2] في الأصل: «عبيديين» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «وفيات
الأعيان» .
[3] مترجم في «سير أعلام النبلاء» (17/ 86- 87) وقد مرت ترجمته ص (503)
فتنبه.
(4/505)
|