شذرات الذهب في أخبار من ذهب
سنة إحدى وسبعين
وستمائة
فيها وصلت التتار إلى حافة الفرات، ونازلوا البيرة، وكان السلطان بدمشق
فأسرع السير وأمر الأمراء بخوض الفرات، فخاض سيف الدّين قلاوون،
وبيسرى، والسلطان أولا، ثم تبعهم العسكر ووقعوا على التتار، فقتلوا
منهم مقتلة عظيمة، وأسروا مائتين، ولله الحمد.
وأنشد في ذلك الموفق الطّبيب:
الملك الظّاهر سلطاننا ... نفديه بالأموال والأهل
اقتحم الماء ليطفي به ... حرارة القلب من المغل
وفيها توفي أبو البركات أحمد بن عبد الله بن محمد الأنصاري المالكي
الإسكندراني ابن النّحاس [1] .
سمع من عبد الرحمن بن موقّى وغيره، وتوفي في جمادى الأولى.
وفيها أحمد بن هبة الله بن أحمد السّلميّ الكهفيّ [2] .
روى عن ابن طبرزد وغيره، وتوفي في رجب.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 295) و «حسن المحاضرة» (1/ 381) .
[2] انظر «العبر» (5/ 295) و «النجوم الزاهرة» (7/ 240) .
(7/582)
وفيها أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم
بن علي القيسيّ المصريّ المقرئ الشافعي [1] ، خطيب جامع المقياس.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وقرأ القراءات بالسبعة على أبي الجود،
وسمع من قاسم بن إبراهيم المقدسي وجماعة، وأجاز له أبو طالب أحمد بن
المسلّم اللّخمي، وأبو طالب بن عوف، وجماعة. وتفرّد بالرّواية عنهم.
وكان صالحا، كثير التّلاوة، وتوفي في شعبان.
وفيها أبو الفرج فخر الدّين عبد القاهر بن أبي محمد بن أبي القاسم ابن
تيميّة الحرّاني الحنبلي [2] .
ولد بحرّان سنة اثنتي عشرة وستمائة، وسمع من جدّه، وابن اللّتي، وحدّث
بدمشق، وخطب بجامع حرّان.
وتوفي في حادي عشر شوال بدمشق، ودفن من الغد بمقابر الصّوفية.
وفيها ابن هامل، المحدّث شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم
بن عمّار بن هامل بن موهوب الحرّاني الحنبلي [3] المحدّث الرحّال نزيل
دمشق.
ولد بحرّان سنة ثلاث وستمائة، وسمع ببغداد من القطيعي وغيره، وبدمشق من
القاضي أبي نصر الشّيرازي وغيره، وبالإسكندرية من الصّفراوي وغيره،
وبالقاهرة من ابن الصّابوني وغيره، وكتب بخطّه، وطلب بنفسه. وكان أحد
المعروفين بالفضل والإفادة.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 240) و «معرفة القراء الكبار» (2/ 663) و
«الإعلام بوفيات الأعلام» ص (280) و «النجوم الزاهرة» (7/ 240) .
[2] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 282) .
[3] انظر «العبر» (5/ 296) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (280) و
«النجوم الزاهرة» ص (240) .
(7/583)
قال الذهبي: عني بالحديث عناية كلّيّة،
وكتب الكثير، وتعب وحصّل، وأسمع الحديث، وفيه دين وحسن عشرة. أقام
بدمشق، ووقف كتبه وأجزاءه بالضّيائية.
وقال الدّمياطي في حقّه: الإمام الحافظ.
وسمع منه جماعة من الأكابر، منهم: الحافظ الدّمياطي، وابن الخبّاز.
وتوفي ليلة الأربعاء ثامن شهر رمضان بالمارستان الصغير بدمشق، ودفن من
الغد بسفح قاسيون.
والمارستان الصغير بدمشق أقدم من المارستان النّوري. كان مكانه في قبلة
مطهرة الجامع الأموي، وأول من عمره بيتا وخرّب رسوم المارستان منه أبو
الفضل الإخنائي، ثم ملكه بعده أخوه البرهان الإخنائي، وهو تحت المئذنة
[1] الغربية بالجامع الأموي من جهة الغرب، وينسب إلى أنه [من] عمارة
معاوية أو ابنه.
وفيها العدل شرف الدّين علي بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن الإسكاف
[2] . كان من كبار أهل دمشق، وكان قد عاهد الله تعالى أنه مهما كسب
يتصدق بثلثه. بنى رباطا بجبل قاسيون، وأوقف عليه وقفا [3] كبيرا وشرط
أن يقيم فيه عشرة شيوخ عمر كلّ شيخ منهم فوق الخمسين، ولكل واحد في
الشهر عشرة دراهم. مات بدمشق ودفن برباطه.
وفيها الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري
الخزرجي القرطبي صاحب كتاب «التذكرة بأمور الآخرة» [4]
__________
[1] في «آ» و «ط» : «المأذنة» وهو خطأ والصواب ما أثبته.
[2] لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر.
[3] في «آ» و «ط» : «وقف» .
[4] اسمه الكامل: «التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» وهو مطبوع
عدة طبعات، أفضلها التي صدرت عن مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة
بعناية الدكتور أحمد حجازي السّقاء، وهو
(7/584)
و «التفسير الجامع لأحكام القرآن» [1]
الحاكي مذاهب السّلف كلّها، وما أكثر فوائده.
وكان إماما علما، من الغوّاصين على معاني الحديث، حسن التصنيف، جيد
النقل.
توفي بمينة بني خصيب من صعيد مصر، رحمه الله تعالى.
وفيها صاحب صهيون سيف الدّين محمد بن مظفّر الدّين عثمان بن منكورس [2]
ملك صهيون بعد أبيه اثنتي عشرة سنة، وتوفي بها في عشر السبعين، وملك
بعده ولده سابق الدّين، ثم جاء إلى خدمة الملك الظّاهر مختارا غير
مكره، وسلّم الحصن إليه، فأعطاه إمرة وأعطى أقاربه أخبازا. قاله في
«العبر» .
وفيها الشّرف بن النّابلسي الحافظ أبو المظفّر يوسف بن الحسن بن بدر
[3] الدمشقي [4] .
ولد بعد الستمائة، وسمع من ابن البنّ وطبقته، وفي الرحلة من ابن عبد
السلام الدّاهريّ، وعمر بن كرم، وطبقتهما. وكتب الحديث، وكان فهما،
يقظا، حسن [5] الحفظ، مليح النّظم. ولي مشيخة دار الحديث النّورية،
وتوفي في حادي عشر المحرّم.
__________
بحاجة إلى المزيد من التحقيق والضبط والتخريج فهو من أهم الكتب في
موضوعه، ولعلنا نتمكن من إخراجه إخراجا جديدا يليق به وفق مناهج
التحقيق الحديثة إن شاء الله تعالى.
[1] وهو مطبوع في مصر طبعة جيدة متداولة.
[2] انظر «العبر» (5/ 296) .
[3] كذا في «ط» و «العبر» و «الدارس» : «ابن بدر» وفي «آ» : «ابن بدر
الدّين» .
[4] انظر «العبر» (5/ 297) و «مرآة الجنان» (4/ 172) و «النجوم
الزاهرة» (7/ 240) و «الدّارس في تاريخ المدارس» (1/ 110) .
[5] لفظة «حسن» سقطت من «آ» .
(7/585)
سنة اثنتين وسبعين
وستمائة
فيها [1] توفي الكمال المحلّي أحمد بن علي الضرير [2] ، شيخ القراء
بالقاهرة. انتفع به جماعة، ومات في ربيع الآخر عن إحدى وخمسين سنة.
وفيها المؤيد بن القلانسيّ، رئيس دمشق، أبو المعالي أسعد بن المظفّر بن
أسعد بن حمزة بن أسد التّميمي [3] .
سمع من ابن طبرزد، وحدّث بمصر ودمشق، وتوفي في المحرّم.
وفيها الأتابك الأمير الكبير فارس الدّين أقطاي الصّالحي المستعرب [4]
. أمّره أستاذه الملك الصّالح، ثم ولي نيابة السلطنة للمظفّر قطز، فلما
قتل قام مع الملك الظّاهر، ثم اعتراه طرف جذام [5] ، فلزم بيته إلى أن
توفي في جمادى الأولى بمصر، وقد شارف السبعين.
وفيها النّجيب أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الصّيقل الحرّاني
الحنبلي [6] التاجر، مسند الدّيار المصرية.
__________
[1] لفظة «فيها» سقطت من «آ» .
[2] انظر «العبر» (5/ 297) و «معرفة القراء الكبار» (2/ 685) و «غاية
النهاية» (1/ 82) و «حسن المحاضرة» (1/ 503) .
[3] انظر «العبر» (5/ 297) و «النجوم الزاهرة» (7/ 241- 242) .
[4] انظر «العبر» (5/ 297- 298) و «النجوم الزاهرة» (7/ 242) .
[5] قلت: في «النجوم الزاهرة» : «وكان أظهر أن به طرف جذام ولم يكن به
شيء من ذلك» .
[6] انظر «العبر» (5/ 298) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (280) و «حسن
المحاضرة» (1/ 382) .
(7/586)
ولد بحرّان سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ورحل
به أبوه، فأسمعه الكثير من ابن كليب، وابن المعطوس، وابن الجوزي. وولي
مشيخة دار الحديث الكاملية، وتوفي في أول صفر، وله خمس وثمانون سنة.
وفيها الحافظ الإمام نجم الدّين علي بن عبد الكافي الرّبعي الدّمشقي
[1] ، أحد من عني بالحديث مع الذكاء المفرط، ولو عاش لما تقدّمه أحد
[2] في الفقه والحديث، بل توفي في ربيع الآخر ولم يبلغ الثلاثين.
وفيها كمال الدّين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد وضّاح بن أبي سعيد
محمد بن وضّاح [3] نزيل بغداد الفقيه الحنبلي النّحويّ الزاهد الكاتب.
ولد في رجب سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وسمع «صحيح مسلم» من المروزي،
وببغداد من ابن القطيعي، وابن روزبه «صحيح البخاري» عن أبي الوقت
[السّجزيّ] ، ومن عمر بن كرم «جامع الترمذي» ومن عبد اللّطيف بن
القطيعي «سنن الدّارقطني» .
وسمع من الشيخ العارف علي بن إدريس اليعقوبي. ولبس منه الخرقة، وانتفع
به.
ورحل، وطاف، وسمع الكثير من الكتب [4] ، وتفقه وبرع في العربية.
وكان صديقا للشيخ يحيى [5] الصّرصري.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 298) و «النجوم الزاهرة» (7/ 244) .
[2] في «العبر» بطبعتيه: «عاش وما تقدمه أحد» وهو خطأ والصواب ما جاء
في كتابنا والنسخة «ب» من النسخ التي رجع إليها محقق «العبر» طبع بيروت
وكان عليه أن يثبت الصواب في المتن لا أن يشير إليه في الحاشية!.
[3] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 282- 284) . و «معجم المؤلفين» (7/
231) .
[4] في «آ» و «ط» : «وسمع الكثير من الكثير» وما أثبته من «ذيل طبقات
الحنابلة» مصدر المؤلّف.
[5] كذا في «آ» و «ذيل طبقات الحنابلة» : «يحيى» وفي «ط» : «محيي
الدّين» .
(7/587)
قال ابن رجب: كان سمح النّفس، صحب المشايخ
والصالحين، وكان عالما بالفقه والفرائض والأحاديث، ورتّب عقب الواقعة
[1] مدرسا بالمجاهدية. وهو أحد المكثرين. وخرّج وصنّف.
ومن مصنفاته كتاب «الدليل الواضح [في] اقتفاء نهج السّلف الصّالح»
وكتاب «الرّدّ على أهل الإلحاد» وغير ذلك. وله إجازات من جماعات كثيرة،
منهم: من دمشق الشيخ موفق الدّين بن قدامة.
وتوفي- رحمه الله- ليلة الجمعة ثالث صفر، ودفن بحضرة قبر الإمام أحمد
بن حنبل- رضي الله عنه- عند رجليه.
وفيها شمس الدّين أبو الحسن علي بن عثمان بن عبد القادر بن محمود بن
يوسف بن الوجوهي البغدادي [2] الصّوفي المقرئ الفقيه الحنبلي الزّاهد،
أحد أعيان أهل بغداد في زمنه. ولد في [ذي] الحجّة سنة اثنتين وثمانين
وخمسمائة. وقرأ بالروايات على الفخر الموصلي، صاحب ابن سعدون القرطبي.
وسمع الحديث من ابن روزبه [3] وغيره. وكان ديّنا، خيّرا، صالحا، خازنا
بدار الوزير. وكان شيخ رباط ابن الأمير [4] وله كتاب «بلغة المستفيد في
القراءات العشر» . وروى عنه جماعات. وتوفي في ثالث جمادى ببغداد ودفن
بباب حرب، وروي بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال:
نزلا [5] عليّ وأجلساني وسألاني، فقلت: ألمثل [6] ابن الوجوهي يقال
ذلك؟
فأضجعاني ومضيا.
__________
[1] في «آ» : «الوقعة» .
[2] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 284- 285) و «غاية النهاية» (1/
556) .
[3] تصحفت في «آ» إلى «روزنة» .
[4] كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (180/ ب) : «ابن الأمير»
وفي «ذيل طبقات الحنابلة» : «ابن الأثير» .
[5] يعني الملكان منكر ونكير عليهما السلام.
[6] في «آ» و «ط» : «لمثل» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر
المؤلف.
(7/588)
وفيها كمال الدّين التّفليسي أبو الفتح عمر
بن بندار بن عمر [1] الشافعي أبو حفص [2] .
ولد بتفليس سنة اثنتين وستمائة تقريبا، وتفقه، وبرع في المذهب والأصلين
وغير ذلك، ودرّس وأفتى وأشغل، وجالس أبا عمرو بن الصّلاح.
وممن أخذ عنه الأصول الشيخ محيي الدّين النّووي. وولي القضاء بدمشق
نيابة. وكان محمود السيرة، ولما تملّك التتار، جاءه التقليد من هولاكو
[3] بقضاء الشام، والجزيرة، والموصل، فباشره مدّة يسيرة، وأحسن إلى
الناس بكل ممكن، وذبّ عن الرّعية. وكان نافذ الكلمة، عزيز المنزلة عند
التتار، لا يخالفونه في شيء.
قال القطب اليونيني: فبالغ في الإحسان، وسعى في حقن الدماء، ولم يتدنس
في تلك المدة بشيء من الدّنيا، مع فقره وكثرة عياله، ولا استصفى لنفسه
مدرسة ولا استأثر بشيء. وكان مدرّس العادلية. وسار محيي الدّين بن
الزّكي فجاء بالقضاء على [4] الشام من جهة هولاكو [3] وتوجه كمال
الدّين إلى قضاء حلب وأعمالها. ولما عادت الدولة المصرية غضبوا عليه
ونسبت له [5] أشياء برّأه الله منها، وعصمه ممن أراد ضرره. وكان نهاية
ما نالوا منه أنهم ألزموه بالسفر إلى الدّيار المصرية، فسافر وأفاد أهل
مصر وأقام بالقاهرة مدّة يشغل الطلبة بعلوم عدة في غالب أوقاته، فوجد
به الناس نفعا كثيرا، وتوفي بالقاهرة في ربيع الأول ودفن بسفح المقطّم.
__________
[1] تكررت «ابن عمر» في «ط» وهو من خطأ النسخ والطباعة.
[2] انظر «العبر» (5/ 298- 299) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (280) و
«طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 309- 310) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/
317- 318) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة» (2/ 182- 183) .
[3] في «ط» : «عن» .
[4] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[5] في «ط» : «إليه» .
(7/589)
وفيها مسند الشّام ابن أبي اليسر تقي
الدّين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله
التّنوخي الدّمشقي الكاتب المنشئ [1] .
ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وروى عن الخشوعي فمن بعده، وله شعر جيد
وبلاغة، وفيه خير وعدالة.
توفي في السادس والعشرين من صفر.
وفيها ابن علّاق أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق
الأنصاري المصري الرزّاز المعروف بابن الحجّاج [2] . سمع من [3]
البوصيري، وابن ياسين. وكان آخر من حدّث عنهما.
توفي في أول ربيع الأول وله ست وثمانون سنة.
وفيها الكمال بن عبد، المسند [4] أبو نصر عبد العزيز بن عبد المنعم ابن
الفقيه أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي الدمشقي [5] .
ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وسمع من الخشوعي وغيره، وتوفي في شعبان.
وفيها ابن مالك العلّامة حجّة العرب جمال الدّين أبو عبد الله محمد ابن
عبد الله بن عبد الله بن مالك الطّائي الجيّاني [6]- بفتح الجيم وتشديد
التحتية ونون، نسبة إلى جيّان بلد بالأندلس- نزيل دمشق.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 299) و «النجوم الزاهرة» (7/ 244) .
[2] انظر «العبر» (5/ 299) و «حسن المحاضرة» (1/ 382) .
[3] لفظة «من» سقطت من «آ» .
[4] في «آ» و «ط» : «السيد» والتصحيح من «العبر» مصدر المؤلف.
[5] انظر «العبر» (5/ 299- 300) و «النجوم الزاهرة» (7/ 244) .
[6] انظر «العبر» (5/ 300) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 67- 68) و
«مرآة الجنان» (4/ 172- 173) و «البداية والنهاية» (13/ 267) وقد تصحفت
«الجياني» فيه إلى «الحياني» فتصحح.
(7/590)
ولد سنة ستمائة أو إحدى وستمائة، وسمع من
جماعة، وأخذ العربية عن غير واحد، وجالس بحلب ابن عمرون وغيره، وتصدّر
لإقراء العربية، ثم انتقل إلى دمشق. وأقام بها يشغل ويصنّف، وتخرّج به
جماعة كثيرة، وخالف المغاربة في حسن الخلق والسّخاء والمذهب، فإنه كان
شافعيّ المذهب.
قال الذهبي: صرف همّته إلى إتقان لسان العرب، حتّى بلغ فيه الغاية،
وحاز قصب السّبق وأربى على المتقدمين، وكان إماما في القراءات وعللها،
وصنّف فيها قصيدة دالية مرموزة في مقدار «الشّاطبية» وأما اللغة فكان
إليه المنتهى في الإكثار من نقل غريبها، والاطلاع على وحشيّها. وأما
النحو والتصريف، فكان فيه بحرا لا يجارى وحبرا لا يبارى. وأما أشعار
العرب التي يستشهد بها على اللغة والنحو، فكانت الأئمة الأعلام يتحيرون
منه ويتعجبون من أين يأتي بها. وكان ينظم الشعر سهلا عليه. هذا مع ما
هو عليه من الدّين المتين، وصدق اللهجة، وكثرة النّوافل، وحسن السّمت،
ورقّة القلب، وكمال العقل، والوقار والتّؤدة. وروى عنه النّوويّ وغيره.
ونقل عنه في «شرح مسلم» أشياء.
توفي بدمشق في شعبان ودفن بالرّوضة قرب الموفق.
ومن تصانيفه كتاب «تسهيل الفوائد» في النحو. وكتاب «الضّرب في معرفة
لسان العرب» وكتاب «الكافية الشافية» وكتاب «الخلاصة» وكتاب «العمدة»
وشرحها. وكتاب «سبك المنظوم وفك المختوم» وكتاب «إكمال الإعلام بتثليث
الكلام» وغير ذلك.
وفيها أبو عبد الله نصير الدّين محمد بن محمد بن حسن [الطّوسي] [1] ...
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 300) و «البداية والنهاية» (13/ 267- 268) و
«النجوم الزّاهرة» (7/ 245) وما بين الحاصرتين زيادة منها.
(7/591)
كان رأسا في علم الأوائل، ذا منزلة من
هولاكو [1] .
قال العلّامة شمس الدّين بن القيم في كتابه «إغاثة اللهفان من مكايد
الشيطان» [2] ما لفظه: لما انتهت النّوبة إلى نصير الشّرك والكفر
والإلحاد [3] وزير الملاحدة، النّصير الطّوسي، وزير هولاكو [4] شفا
نفسه من أتباع الرّسول [- صلى الله عليه وسلم-] وأهل دينه [5] ، فعرضهم
على السّيف، حتّى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة،
والقضاة، والفقهاء، والمحدّثين.
واستبقى الفلاسفة، والمنجّمين، والطبائعيّين، والسّحرة، ونقل أوقاف
المدارس، والمساجد، والرّبط إليهم، وجعلهم خاصّته وأولياءه. ونصر في
كتبه قدم العالم، وبطلان المعاد، وإنكار صفات الرّبّ جلّ جلاله، من
علمه، وقدرته، وحياته، وسمعه، وبصره، [وأنّه لا داخل العالم ولا خارجه،
وليس فوق العرش إله يعبد البتة] .
واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان
القرآن، فلم يقدر على ذلك، فقال: هي قرآن الخواصّ، وذلك قرآن العوام،
ورام تغيير الصّلاة وجعلها صلاتين، فلم، يتمّ له الأمر، وتعلم السّحر
في آخر الأمر، فكان ساحرا يعبد الأصنام. انتهى بلفظه.
توفي في ذي الحجّة ببغداد، وقد نيّف على الثمانين.
وفيها الشيخ سيف الدّين يحيى بن النّاصح عبد الرحمن بن النّجم ابن
الحنبلي [6] .
__________
[1] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[2] (2/ 267) بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله، طبعة البابي
الحلبي، وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
[3] في «إغاثة اللهفان» : «الملحد» .
[4] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[5] في «آ» و «ط» : «وأهل دينهم» والتصحيح من «إغاثة اللهفان» .
[6] انظر «العبر» (5/ 300- 301) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 285- 286)
.
(7/592)
كان مولده سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة،
وقيل سنة تسعين. وهو آخر من حدّث بالسماع عن الخشوعي، وسمع من حنبل،
وابن طبرزد، والكندي، وغيرهم بدمشق، والموصل، وبغداد، وحدّث بمصر،
ودمشق، وسمع منه العلّامة تاج الدّين الفزاري [1] وأخوه الخطيب شرف
الدّين، والحافظ الدّمياطي، وذكره في «معجمه» . توفي سابع عشر شوال.
__________
[1] تصحفت في «آ» إلى «الفراوي» .
(7/593)
سنة ثلاث وسبعين
وستمائة
في رمضان غزا السّلطان الظّاهر بلاد سيس، المصّيصة وأذنة، وإياس [1] ،
ورجع الجيش بسبي [2] عظيم وغنائم لا تحصى.
وفيها قاضي القضاة شمس الدّين عبد الله بن محمد بن عطاء الأوزاعي
الحنفي [3] كان المشار إليه في مذهبه مع الدّين، والصّيانة، والتّعفّف،
والتواضع. اشتغل عليه جماعة، وروى عن ابن طبرزد وجماعة، وولي قضاء
دمشق.
وتوفي في جمادى وقد قارب الثمانين.
وفيها تقيّ الدّين عمر بن يعقوب بن عثمان الإربلي الصّوفي [4] .
روى بالإجازة عن المؤيد، وزينب، وجماعة. وسمع الكثير، وتوفي يوم
الأضحى.
__________
[1] في «آ» و «ط» : «وبانياس» وفي «العبر» بطبعتيه: «واباس» والتصحيح
من «دول الإسلام» (2/ 175) وجاء في التعليق عليه: وهي ثغر بإرمينية
الصغرى على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
[2] في «آ» و «ط» : «بشيء» والتصحيح من «العبر» .
[3] انظر «العبر» (5/ 301) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (281) و
«النجوم الزاهرة» (7/ 247- 248) .
[4] انظر «العبر» (5/ 301) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (281) و
«النجوم الزاهرة» (7/ 248) .
(7/594)
وفيها وجيه الدّين منصور بن سليم بن منصور
بن فتّوح، المحدّث الحافظ، ابن العمادية الهمداني- بسكون الميم، نسبة
إلى القبيلة المشهورة- الإسكندرانيّ الشافعيّ [1] محتسب الثغر.
ولد في صفر سنة سبع وستمائة، ورحل، وسمع الكثير من أصحاب السّلفي. ورحل
إلى الشام، والعراق، وخرّج واعتنى بالحديث، والرّجال، والتاريخ،
والفقه، وغير ذلك. وخرّج «تاريخا» للإسكندرية، وأربعين حديثا بلدية [2]
. ودرّس، وجمع لنفسه «معجما» . وكان ديّنا، خيّرا، حميد الطريقة، كثير
المروءة، محسنا إلى الرّحّالة. كتب عنه الدّمياطيّ، والشريف عز الدّين
ولم يخلّف ببلده مثله توفي في شوال.
وفيها شرف الدّين نصر الله بن عبد المنعم بن حواري التّنوخيّ الحنبلي
[3] .
كان أديبا فاضلا عمر في آخر عمره مسجدا بدمشق [4] عند طواحين الأشنان،
تأنّق في عمارته، وصنّف كتاب «إيقاظ الوسنان في تفضيل دمشق على سائر
البلدان» [5] وكانت إقامته بالعادلية الصّغرى.
ولما ولي ابن خلّكان دمشق، طلب الحساب من أربابه، ومن شرف الدّين هذا
عن وقف العادلية، فعمل الحساب وكتب ورقة:
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 301- 302) و «تذكرة الحفاظ» (4/ 1467- 1468) و
«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 193- 194) .
[2] في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة: «وخرّج أربعين حديثا في
أربعين بلدا» .
[3] تنبيه: كذا نسبه المؤلف رحمه الله إلى المذهب الحنبلي وتبعه ابن
شقدة في «المنتخب» (187/ آ) وهو وهم منهما، فهو حنفيّ المذهب، اشتهر
بابن شقير، مذكور في «الجواهر المضية» (2/ 197) طبعة حيدر أباد، وانظر
«الأعلام» (8/ 30- 31) الطبعة الرابعة.
[4] لفظة «بدمشق» سقطت من «آ» .
[5] قال العلّامة الزركلي: يقع في ثلاث مجلدات.
(7/595)
ولم أعمل لمخلوق حسابا ... وها أنا قد عملت
لك الحسابا
فقال القاضي [1] : خذ أوراقك ولا تعمل لنا حسابا ولا نعمل لك.
ومن شعره:
ما كنت أوّل مستهام مدنف ... كلف بممشوق القوام مهفهف
تزري لواحظه بكلّ مهنّد ... ماض وعطفاه بكلّ مثقّف
مستعذب الألفاظ يفعل طرفه ... في قلب من يهواه فعل المشرفي
أنا واله دنف بورد خدوده ... وبفضّ نرجس مقلتيه المضعف
يا جائرا أبدا بعادل قدّه ... ما حيلتي في الحبّ إن لم تنصف
ديوان حسنك لم يزل مستوفيا ... وجدي وأشواقي بحسن تصرّف
لك ناظر فتّان [2] بالعشّاق قد ... أضحى على الهلكات أعجل مشرف
ورشيق قدّك عامل في مهجتي ... من غير حاصل أدمعي لم يصرف
وإذا طلائع عارضيه بدت فقل ... قف يا عذار بخدّه واستوقف
لا شيء أعذب من تهتّك عاشق ... في عشق معسول المراشف أهيف
يا من يعنّف في دمشق ووصفها ... لو كنت تعقل كنت غير معنّف
هي جنّة المأوى ويكفي ميزة ... وفضيلة أوصافها في المصحف
__________
[1] يعني ابن خلّكان.
[2] في «آ» : «فتاك» .
(7/596)
سنة أربع وسبعين
وستمائة
فيها نزل التتار على البيرة، ونصبوا المجانيق [1] ، وكانوا ثلاثين ألف
فارس، ونصبوا على القلعة منجنيقا. وكان راميه مسلما، فنصب أهل القلعة
عليه منجنيقا ورموا به على مجانيق التتار، فجاء عاليا عليه، فقال رامي
التتار: لو قطع الله من يدك ذراعا كان أهل البيرة يستريحون منك لقلّة
معرفتك، ففطن إشارته، وقطع من رجل المنجنيق ذراعا ورمى به، فأصاب
منجنيق التتار فكسره، وخرج أهل البيرة فقتلوا خلقا ونهبوا وأحرقوا
المجانيق [2] .
وفيها توفي سعد الدّين شيخ الشيوخ الخضر بن شيخ الشيوخ تاج الدّين عبد
الله بن شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي ابن القدوة الزاهد ابن حمّوية
الجويني ثم الدّمشقي [2] .
عمل للمجنديّة [3] مدة، ثم لزم الخانقاه، وله «تاريخ» مفيد، وشعره
متوسط. سمع من ابن طبرزد وجماعة، وأجاز له ابن كليب، والكبار.
وتوفي في ذي الحجّة، وقد نيّف على الثمانين.
__________
[1] في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (187/ آ) : «المناجيق» وما
أثبته من «دول الإسلام» (2/ 175) .
[2] انظر «العبر» (5/ 303) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (281) و «مرآة
الجنان» (4/ 173- 174) و «النجوم الزاهرة» (7/ 251) .
[3] في «آ» و «ط» : «عمل الجندية» وما أثبته من «العبر» .
(7/597)
وفيها موفق الدّين أبو الحسن علي بن أبي
غالب بن علي بن غيلان البغدادي الأزجيّ القطيعي الحنبلي [1] الفرضي
المعدّل.
ولد في ذي الحجّة سنة ثلاث وستمائة، وسمع من ابن المنّي، وأجاز له غير
واحد. وتفقه، وقرأ الفرائض، وشهد عند قاضي القضاة ابن اللّمعاني، وكان
من أعيان العدول. وكان [2] خيّرا، كثير التّلاوة. حدّث وأجاز لجماعة،
منهم: عبد المؤمن بن عبد الحق.
وتوفي يوم السبت ثالث شوال، ودفن بمقبرة الإمام أحمد.
وفيها عثمان بن موسى بن عبد الله الطّائيّ الإربلي الآمديّ الفقيه
الحنبلي [3] إمام الحنابلة بالحرم الشريف تجاه الكعبة.
كان شيخا، جليلا، إماما، عالما، فاضلا، زاهدا، عابدا، ورعا [متدينا]
[4] ربّانيّا، متألّها، منعكفا على العبادة والخير والاشتغال بالله
تعالى في جميع أوقاته. أقام بمكة نحو خمسين سنة.
ذكره القطب اليونيني وقال: كنت أودّ رؤيته وأتشوق [5] إلى ذلك، فاتفق
أني حججت سنة ثلاث وسبعين، وزرته، وتملّيت برؤيته، وحصل لي نصيب وافر
من إقباله ودعائه.
وقال الذهبيّ: سمع بمكة من يعقوب الحكّاك، ومحمد بن أبي البركات بن
حمد، وروى عنه شيخنا الدّمياطي وابن العطّار في «معجميهما» ، وكتب
إلينا بمروياته. انتهى.
__________
[1] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 286) .
[2] لفظة «وكان» سقطت من «ط» .
[3] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 286- 287) و «العقد الثمين» (6/ 50-
53) .
[4] لفظة «متدينا» لم ترد في «آ» و «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلف.
[5] تحرفت في «آ» إلى «وأتوشق» .
(7/598)
توفي ضحى يوم الخميس ثاني عشري المحرم
بمكّة، رحمه الله تعالى.
وفيها أبو الفتح عثمان بن هبة الله بن عبد الرّحمن بن مكّي بن إسماعيل
بن عوف الزّهري العوفي الإسكندراني [1] ، آخر أصحاب عبد الرحمن بن موقا
وفاة.
وفيها المكين الحصني المحدّث أبو الحسن مكين الدّين بن عبد العظيم بن
أبي الحسن بن أحمد المصري [2] .
ولد سنة ستمائة، وسمع الكثير، وقرأ وتعب، وبالغ واجتهد، وما أبقى
ممكنا. وكان فاضلا، جيد القراءة، متميزا. توفي في تاسع عشر رجب.
وفيها سعد الدّين أبو الفضل محمد بن مهلهل بن بدران الأنصاريّ [3] .
سمع الأرتاحي، والحافظ عبد الغني [4] ، وتوفي في ربيع الأول.
وفيها ابن السّاعي أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله
البغدادي السّلامي [5] ، خازن كتب المستنصرية.
كان إماما، حافظا، مبرّزا على أقرانه. ذكره ابن ناصر الدّين.
وقال الذهبي: وقد أورد الكازروني في ترجمة ابن السّاعي أسماء
__________
[1] انظر «النجوم الزاهرة» (7/ 251) و «حسن المحاضرة» (1/ 382) .
[2] انظر «العبر» (5/ 302) و «النجوم الزاهرة» (7/ 250) و «حسن
المحاضرة» (1/ 382) .
[3] انظر «العبر» (5/ 302) و «النجوم الزاهرة» (7/ 250) .
[4] يعني المقدسي.
[5] انظر «البداية والنهاية» (13/ 270) و «تذكرة الحفاظ» (4/ 1469-
1470) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 178- 180) وهو مترجم في
«التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدّين (188/ آ) .
(7/599)
التصانيف التي صنّفها وهي كثيرة جدا، لعلها
وقر بعير، منها «مشيخته» بالسماع والإجازة في عشر مجلدات، وقرأ على ابن
النّجار «تاريخه الكبير» ببغداد. وقد تكلّم فيه، فالله أعلم، وله
أوهام. انتهى قلت: وهو شافعيّ المذهب.
قال ابن شهبة في «طبقاته» : المؤرخ الكبير. كان فقيها، بارعا، قارئا
بالسبع، محدّثا، مؤرخا، شاعرا، لطيفا، كريما. له مصنفات كثيرة في
التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، منها «تاريخ» في ستة وعشرين
مجلدا. انتهى.
وفيها التّاج الصّرخدي محمود بن عابد التّميميّ الحنفي [1] الشّاعر
المحسن. كان قانعا، زاهدا، معمّرا. قاله في «العبر» .
وفيها ظهير الدّين أبو الثناء محمود بن عبيد الله الزّنجاني الشّافعي
[2] المفتي، أحد مشايخ الصوفية.
كان إمام التّقويّة، وغالب نهاره بها. صحب الشيخ شهاب الدّين
السّهروردي، وروى عنه، وعن أبي المعالي صاعد، وله تصانيف، منها:
«الرسالة المنقذة من الجمر في إلحاق الأنبذة بالخمر» .
وتوفي في رمضان، وله سبع وسبعون سنة.
وفيها تقيّ الدّين مبارك بن حامد بن أبي الفرج الحدّاد [3] . كان من
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 302) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (281) و
«البداية والنهاية» (13/ 270) و «النجوم الزاهرة» (7/ 250) .
[2] انظر «العبر» (5/ 303) و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 370- 371) و
«طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 15- 16) .
[3] انظر «أعيان الشيعة» .
(7/600)
كبار علماء الشيعة، عارفا بمذهبهم، وله صيت
عظيم بالحلّة والكوفة، وعنده دين وأمانة.
وفيها عبد الملك بن العجمي الحلبي [1] . كان فاضلا.
ومن شعره في مليح في عنقه شامة واسمه العزّ:
العزّ بدر ولكن إنّ شامته ... مسروقة من دجى صدغيه والغسق
وإنما حبّة القلب التي احترقت ... في حبّه علقت للظلم في العنق
وفيها عماد الدّين عبد الرحمن بن أبي الحسن بن يحيى الدّمنهوري [2] كان
فقيها شافعيا [3] ، فاضلا إماما. تولى إعادة المدرسة الصّالحية
بالقاهرة، وصنّف كتابه المشهور في الاعتراض على التنبيه، وقد أساء
التعبير في مواضع منه.
ولد بدمنهور الوحش من أعمال الدّيار المصرية في ذي القعدة، سنة ست
وستمائة، وتوفي في شهر رمضان. قاله الإسنوي في «طبقاته» .
__________
[1] لم أعثر على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر.
[2] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 189) و «طبقات الشافعية» للإسنوي
(1/ 551) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 171- 172) و «حسن
المحاضرة» (1/ 420) .
[3] لفظة «شافعيا» لم ترد في «ط» وأثبتت فيها لفظة «الشافعي» عقب لفظة
«الدّمنهوري» .
(7/601)
سنة خمس وسبعين
وستمائة
فيها توفي الشيخ قطب الدّين أبو المعالي أحمد بن عبد السّلام بن
المطهّر ابن أبي سعد بن أبي عصرون التّميمي الشّافعي [1] مدرس الأمينية
والعصرونية بدمشق.
ولد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وختم القرآن سنة تسع وتسعين، وأجاز له
ابن كليب وطائفة، وسمع من ابن طبرزد، والكندي، وتوفي في جمادى الآخرة
بحلب.
وفيها السّيّد الجليل الشيخ أحمد بن علي [بن إبراهيم] بن محمد بن أبي
بكر البدويّ [2] الشّريف الحسيب النّسيب.
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» أصله من بني برّي قبيلة من
عرب [3] الشّام. ثم سكن والده المغرب فولد له صاحب الترجمة بفاس، سنة
ست وتسعين وخمسمائة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وقرأ شيئا من فقه
الشّافعيّ، وحجّ أبوه به وبإخوته [4] سنة ست وستمائة، وأقاموا بمكّة،
ومات أبوه سنة سبع وعشرين وستمائة، ودفن بالمعلّى، وعرف بالبدويّ
للزومه
__________
[1] انظر «الوافي بالوفيات» (7/ 60- 61) و «الدارس في تاريخ المدارس»
(1/ 190) .
[2] انظر «النجوم الزاهرة» (7/ 252- 253) و «طبقات الأولياء» ص (422-
423) و «حسن المحاضرة» (1/ 521- 522) .
[3] تصحفت في «آ» و «ط» إلى «غرب» والتصحيح من «طبقات الأولياء» .
[4] كذا في «آ» و «المنتخب» لابن شقدة (187/ آ) : «وباخوته» وفي «ط» :
«وبأخويه» .
(7/602)
اللّثام، لأنه كان يلبس لثامين ولا
يفارقهما، ولم يتزوج قطّ، واشتهر بالعطّاب لكثرة عطب من يؤذيه [ثمّ لزم
الصّمت، فكان لا يتكلّم إلّا بإشارة وتولّه، فحصل له جمعية على الحقّ
فاستغرق إلى الأبد] [1] . وكان عظيم الفتوة.
قال المتبولي [2] : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما في
أولياء مصر بعد محمد بن إدريس [3] أكبر فتوّة منه، ثمّ نفيسة [4] ثم
شرف الدّين الكردي ثم المنوفيّ» [5] انتهى. وكان يمكث أربعين يوما لا
يأكل ولا يشرب ولا ينام، وأكثر أوقاته شاخصا ببصره نحو السماء، وعيناه
كالجمرتين، ثم سمع هاتفا يقول ثلاثا: قم واطلب مطلع الشّمس، فإذا
وصلته، فاطلب مغربها، وسر إلى طندتا [6] فإن فيها مقامك أيّها الفتى،
فسار إلى العراق، فتلقاه العارفان الكيلاني، والرّفاعي- أي
بروحانيتهما- فقالا: يا أحمد! مفاتيح العراق، والهند، واليمن والشرق
والغرب [7] بيدنا فاختر أيّها شئت. فقال: لا آخذ
__________
[1] ما بين الحاصرتين لم يرد في «ط» و «المنتخب» لابن شقدة.
[2] هو إبراهيم بن علي بن عمر الأنصاري المتبولي، برهان الدّين، صالح
مصري. كان للعامة فيه اعتقاد وغلوّ. كانت شفاعته عند السلطان والأمراء
لا تردّ، وله برّ ومعروف. أنشأ جامعا كبيرا بطنطا (طندتا) وأنشأ برجا
بدمياط، وأنشأ ببركة الخبّ حوضا وسبيلا وبستانا. فال ابن إياس: كان
نادرة عصره وصوفيّ وقته. توفي سنة (877 هـ) عن نحو ثمانين سنة وخلّف
كتابا سمّاه «الأخلاق المتبولية» . انظر «بدائع الزهور» (3/ 88) بتحقيق
الأستاذ محمد مصطفى، و «الضوء اللّامع» (1/ 85- 86) و «الأعلام» (1/
52) الطبعة الرابعة.
[3] يعني الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى.
[4] يعني السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب،
صاحبة المشهد المعروف بمصر، رحمها الله تعالى. انظر «الأعلام» (8/ 44)
.
[5] أقول: هذا وما يتلوه في هذه القصة من شطحات الصّوفية التي ما أنزل
الله بها من سلطان. (ع) .
[6] وهي المعروفة الآن ب «طنطا» وقد تحرفت في «الضوء اللّامع» (1/ 85)
إلى «طنتدا» وتبعه على ذلك العلّامة الزركلي في «الأعلام» (1/ 52)
فتصحح. انظر «بدائع الزهور» (1/ 1/ 336 و 463) والقسم الثالث من فهارسه
صفحة (289) .
[7] كذا في «آ» و «المنتخب» لابن شقدة (187/ ب) : «والشرق والغرب» وفي
«ط» : «والمشرق والمغرب» .
(7/603)
المفاتيح إلّا من الفتّاح. ثم رحل إلى مصر،
فتلقاه الظّاهر بيبرس بعسكره، وأكرمه، وعظّمه، ودخلها سنة أربع
وثلاثين، وكان من القوم الذين تشقى بهم البلاد وتسعد، وإذا قربوا من
مكان هرب منه الشيطان وأبعد، وإذا باشروا المعالي كانوا أسعد الناس
وأصعد، فأقام بطندتا على سطح دار لا يفارقه ليلا ولا نهارا اثنتي عشرة
سنة، وإذا عرض له الحال صاح صياحا عظيما، وتبعه جمع، منهم: عبد العال،
وعبد المجيد، وكان عبد العال يأتيه بالرّجل أو الطّفل فينظر إليه نظرة
واحدة فيملؤه مددا، ويقول لعبد العال: اذهب به إلى بلد كذا أو محلّ
كذا، فلا تمكن مخالفته.
ولما دخل طندتا كان بها جمع من الأولياء، فمنهم من خرج منها هيبة له،
كالشيخ حسن الإخنائي، فسكن إخنا [1] حتّى مات، وضريحه بها ظاهر يزار.
ومنهم من مكث كالشيخ سالم المغربي. وسالم الشيخ البدويّ، فأقرّه على
حاله، حتّى مات بطندتا، وقبره بها مشهور.
ومنهم من أنكر عليه كصاحب الأيدوان العظيم بطندتا المسمى بوجه القمر.
كان وليا كبيرا فندر به الحسد، فسلبه، ومحلّه الآن بطندتا مأوى الكلاب،
وليس فيه رائحة صلاح ولا مدد.
وكان الشيخ إذا لبس ثوبا أو عمامة لا يخلعها لغسل ولا غيره حتّى تبلى
فتبدل، وكان لا يكشف اللّثام عن وجهه. فقال له عبد المجيد: أرني وجهك.
قال: كلّ نظرة برجل. قال: أرنيه ولو متّ، فكشفه فمات حالا.
وله كرامات شهيرة، منها قصة المرأة التي أسر ولدها الفرنج فلاذت به،
فأحضره في قيوده.
__________
[1] انظر «معجم البلدان» (1/ 124) .
(7/604)
ومنها أنه اجتمع به ابن دقيق العيد، فقال
له: إنك لا تصلي وما هذا [من] سنن الصّالحين! فقال: اسكت وإلّا أغبّر
دقيقك، ودفعه فإذا هو بجزيرة عظيمة جدا، فضاق خاطره حتّى كاد يهلك،
فرأى الخضر، فقال: لا بأس عليك، إن مثل البدويّ لا يعترض عليه، لكن
اذهب إلى هذه القبّة وقف ببابها، فإنه يأتي عند دخول وقت العصر ليصلي
بالناس، فتعلّق بأذياله، لعله أن يعفو عنك [1] ، ففعل فدفعه، فإذا هو
بباب بيته. ومات- رضي الله عنه- في هذه السنة، ودفن بطندتا، وجعلوا على
قبره مقاما، واشتهرت كراماته، وكثرت النّذور إليه [2] . واستخلف الشيخ
عبد العال، فعمّر طويلا، إلى أن مات سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة،
واشتهرت أصحابه بالسّطوحية. وحدث لهم بعد مدة عمل المولد، وصار يقصد من
بلاد بعيدة، وقام بعض العلماء والأمراء بإبطاله فلم يتهيأ لهم ذلك،
إلّا في سنة واحدة، وأنكر عليه ابن اللّبان ووقع فيه، فسلب القرآن
والعلم، فصار يستغيث بالأولياء حتّى أغاثه ياقوت العرشي، وشفع فيه.
انتهى كلام الشيخ عبد الرؤوف المناوي باختصار.
وفيها الشيخ الزّاهد جندل بن محمد العجمي [3] .
قال القطب اليونيني في «ذيله على مختصر المرأة» له: الشيخ الصّالح
العارف. كان زاهدا، عابدا، منقطعا، صاحب كرامات وأحوال ظاهرة وباطنة،
وله جدّ واجتهاد، ومعرفة بطريق القوم. انتهى.
__________
[1] لفظة «عنك» سقطت من «آ» .
[2] قلت: لا يجوز النّذر لغير الله عزّ وجلّ، وقد نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن النّذر، وذلك فيما رواه البخاريّ رقم (6608) و
(6692) و (6693) ومسلم رقم (1639) عن عبد بن عمر بن الخطّاب رضي الله
عنهما قال: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه نهى عن النّذر، وقال:
إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل، وقد استوفيت تخريج
الحديث في «عمدة الأحكام» للحافظ عبد الغني المقدسي صفحة (254) طبع دار
المأمون للتراث بدمشق فراجعه.
[3] انظر «البداية والنهاية» (13/ 273) .
(7/605)
وكان الشيخ تاج الدّين عبد الرحمن بن
الفركاح الفزاري يتردد إليه في كثير من الأوقات، وله به اختصاص.
قال ولده الشيخ برهان الدّين: كنت أروح مع والدي إلى زيارته بمنين [1]
، ورأيته يجلس بين يديه في جمع كثير ويستغرق في وقته في الكلام مغربا
لا يفهمه أحد من الحاضرين بألفاظ غريبة.
وقال الشيخ تاج الدّين المذكور: الشيخ جندل من أهل الطريق وعلماء
التحقيق، اجتمعت به في سنة إحدى وستين وستمائة، فأخبرني أنه بلغ من
العمر خمسا وتسعين سنة، وكان يقول: طريق القوم واحد، وإنما يثبت عليه
ذوو العقول الثابتة. وقال: المولّه منفيّ ويعتقد أنه واصل، ولو علم أنه
منفيّ لرجع عما هو عليه.
وقال: ما تقرّب أحد إلى الله عزّ وجلّ بمثل الذّل والتّضرّع والانكسار.
وقال ابن كثير: كانت له عبادة وزهادة وأعمال صالحة. وكان الناس
يتردّدون إلى زيارته.
وزاره الملك الظّاهر بيبرس مرّات، وكذلك الأمراء بمنين.
وكان يقول: السماع وظيفة أهل البطالة.
توفي في رمضان، ودفن بزاويته المشهورة بقرية منين، ومات وله من العمر
مائة وتسع سنين، رحمه الله.
وفيها ابن الفويرة [2] بدر الدّين محمد بن عبد الرحمن بن محمد
__________
[1] منين: مصيف إلى الشمال الشرقي من دمشق على بعد ثمانية عشر كيلو
مترا منها. انظر «معجم البلدان» (5/ 218) .
[2] قال صاحب «الجواهر المضية» : الفويرة: بكسر الراء المهملة واشتهر
بين الناس بفتح الراء، كذا قال لي شيخنا قطب الدّين- يعني عبد الكريم
بن عبد النّور الحلبي المتوفى سنة (735 هـ) .
(7/606)
السّلمي الدمشقي الحنفي [1] . أحد الأذكياء
الموصوفين. درّس وأفتى، وبرع في الفقه، والأصول، والعربية، ونظم الشعر
الفائق الرائق.
منه قوله:
عاينت حبّة خاله ... في روضة من جلّنار
فغدا فؤادي طائرا ... فاصطاده شرك العذار
وله في أصيل الذّهبيات:
ورياض كلما انعطفت ... نثرت أوراقها ذهبا
تحسب الأغصان حين شدا ... فوقها القمريّ وانتحبا
ذكرت عصر الشباب وقد ... لبست أثوابه [2] قشبا
فانثنت في الدّوح راقصة ... ورمت أثوابها طربا
توفي- رحمه الله- في جمادى الأولى قبل الكهولة.
وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن منصور الحرّاني
[3] الفقيه الحنبلي الأصوليّ المناظر.
ولد بحرّان في حدود العشر والستمائة، وتفقّه بها على الشيخ مجد الدّين
بن تيميّة، ولازمه حتّى برع. وقرأ الأصول والخلاف على القاضي نجم
الدّين ابن المقدسي الشّافعي. وسافر إلى الدّيار المصرية، وأقام بها
مدة يحضر درس الشيخ عز الدّين بن عبد السّلام. وولي القضاء ببعض البلاد
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 306) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (281) و «فوات
الوفيات» (3/ 394- 397) و «الجواهر المضية» (3/ 219) بتحقيق الدكتور
الحلو، و «النجوم الزاهرة» (7/ 253- 254) و «السلوك» (1/ 2/ 634) .
[2] في «فوات الوفيات» : «أبراده» .
[3] انظر «العبر» (5/ 306) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (281) و «ذيل
طبقات الحنابلة» (2/ 287- 288) .
(7/607)
المصرية، وهو أول حنبليّ حكم بالدّيار
المصرية، ثم ترك ذلك ورجع إلى دمشق وأقام بها مدة سنين إلى حين وفاته،
يدرّس الفقه بحلقة له بالجامع، ويكتب على الفتاوى. وباشر الإمامة
بمحراب الحنابلة من جامع دمشق.
قال القطب اليونيني: كان فقيها إماما، عالما، عارفا بعلم الأصول
والخلاف وحسن العبارة، طويل النّفس في البحث، كثير التحقيق، غزير
الدّمعة، رقيق القلب، وافر الدّيانة، كثير العبادة، حسن النّظم.
منه قوله:
طار قلبي يوم ساروا فرقا ... وسواء فاض دمعي أو رقا
صار في سقمي من بعدهم ... كلّ من في الحيّ داوى أو رقى
بعدهم لا ظلّ وادي المنحنى ... وكذا بان الحمى لا أورقا
وابتلي بالفالج قبل موته بأربعة أشهر، وبطل شقّه الأيسر، وثقل لسانه.
وتوفي ليلة الجمعة بين العشاءين، لست خلون من جمادى الأولى، ودفن
بمقابر باب الصّغير، ونيّف على الستين.
[وفيها صاحب تونس أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الواحد الهنتاتي
[1]- بالكسر والسكون وفوقيتين بينهما ألف، نسبة إلى هنتاتة قبيلة من
البربر بالغرب- كان ملكا، سائسا، عالي الهمّة، شديد البأس، جوادا،
ممدّحا، تزفّ إليه كلّ ليلة جارية. تملّك تونس سنة سبع وأربعين بعد
أبيه، ثم قتل عمّيه، وقتل جماعة من الخوارج، وتوطد له الملك.
وتوفي في آخر العام، عن نيف وخمسين سنة] [2] .
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 306) و «دول الإسلام» (2/ 176) و «السلوك» (1/ 2/
634- 635) و «الأعلام» (7/ 138) .
[2] ما بين الحاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
(7/608)
وفيها الشّهاب التّلّعفريّ- بفتح أوله
واللّام المشددة والفاء، وسكون المهملة وراء، نسبة إلى التلّ الأعفر
موضع بنواحي الموصل- صاحب «الديوان» المشهور. شهاب الدّين محمد بن يوسف
بن مسعود بن بركة الشّيبانيّ [1] الأديب الشاعر المفلق. مدح الملوك
والكبراء، وسار شعره في الآفاق.
فمنه:
حظّ قلبي في هواك [2] الوله ... وعذولي فيك [3] مالي وله
باسم عن برد منتظم ... لم يفز إلّا فتى قبّله
جائر الألحاظ يثني قامة ... قدّه المائل ما أعدله
ومنها:
كم أداري فيك لوّامي ومن ... يعدل المشتاق ما أجهله
توفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 306) و «فوات الوفيات» (4/ 62- 71) و «الوافي
بالوفيات» (5/ 255) .
[2] في «فوات الوفيات» : «في الغرام» .
[3] في «فوات الوفيات» : «فيه» .
(7/609)
|