شذرات الذهب في أخبار من ذهب
سنة ست وتسعين
وستمائة
فيها توجّه الملك العادل إلى مصر، فلما كان باللّجون وثب حسام الدّين
لاجين [1] المنصور على بيحاص وبكتوت الأزرق فقتلهما، وكانا جناحي
أستاذهما العادل، فخاف وركب سرا في أربعة مماليك، وساق إلى دمشق، فدخل
القلعة فلم ينفعه ذلك، وزال ملكه، وخضع المصريون لحسام الدّين ولم
يختلف عليه اثنان، ولقّب بالملك المنصور. وأخذ العادل تحت الحوطة فأسكن
بقلعة صرخد وقنع بها.
وفيها توفي الصّدر الفاضل أحمد بن إبراهيم ببستانه بسطرا ودفن بتربة
بسفح قاسيون قبالة مدرسة [2] الأتابكية جوار تربة تقي الدّين توبة.
كان فاضلا في النّحو، واللّغة، والعربية. وله تجرّد مع الفقراء
الحريرية. وكان من رؤساء دمشق، وله شعر حسن.
وفيها ابن الأغلاقي أبو العبّاس أحمد بن عبد الكريم بن غازي الواسطي ثم
المصري [3] .
قال الذهبي: روى لنا عن عبد القوي، وابن الحباب، وابن باقا. وكان إمام
مسجد. توفي في صفر عن ست وثمانين سنة.
__________
[1] في «آ» و «ط» : «لاشين» بالشين وما أثبته من المصادر التي بين يدي.
[2] لفظة «المدرسة» سقطت من «ط» .
[3] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (23) .
(7/758)
وفيها ابن الظّاهري الحافظ الزّاهد القدوة
جمال الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عبد الله الحلبي الحنفيّ
المقرئ المحدّث [1] .
كان أحد من عني بهذا الشأن، وكتب عن سبعمائة شيخ، بالشام، والجزيرة،
ومصر. وحدّث عن ابن اللّتي، والإربلي فمن بعدهما. وما زال في طلب
الحديث وإفادته وتخريجه إلى آخر أيامه. وكان من الثّقات الأثبات.
توفي بزاويته بالمغس [2] بظاهر القاهرة في ربيع الأول، وله سبعون سنة.
قال ابن ناصر الدّين [3] : كان أبوه مولى للظّاهر غازي بن يوسف.
وفيها النّفيس نفيس الدّين إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن صدقة
الحرّاني ثم الدمشقي [4] ، ناظر الأيتام وواقف النّفيسية بالرّصيف.
روى عن مكرم القرشي، وتوفي في ذي القعدة عن نحو من سبعين سنة.
وفيها الضّياء أبو الفضل جعفر بن محمد بن عبد الرّحيم الحسيني المصري
القبّاني الشافعي المفتي [5] ، أحد كبار الشافعية، ويعرف بابن عبد
الرحيم.
ولد سنة تسع عشرة وستمائة، وتفقه على الشيخين بهاء الدّين القفطي، ومجد
الدّين القشيري. واستفاد من ابن عبد السّلام. وأخذ الأصول عن الشيخين
مجد الدّين القشيري، وعبد الحميد الخسروشاهي. وسمع الحديث
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (23) .
[2] في «ط» : «بالمغس في زاويته» .
[3] في «التبيان شرح بديعة البيان» (183/ آ) .
[4] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (24) .
[5] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (24) .
(7/759)
من جماعة. ودرّس بالمشهد الحسيني. وولي
كتابة بيت المال. وكان من كبار الشافعية.
قال ابن كثير في «طبقاته» : أحد الأعيان. كان بارعا في المذهب، أفتى
بضعا وأربعين سنة، وتوفي في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة.
وفيها الضّياء دانيال بن منكل الشّافعي [1] قاضي الكرك. قرأ على
السّخاوي، وسمع من ابن اللّتي، وابن الخازن، وطائفة. وكان له رواء
ومنظر، ولديه فضائل، وتوفي في رمضان.
وفيها التّاج أبو محمد عبد الخالق بن عبد السّلام بن سعيد بن علوان
البعلبكي [2] فقيه عالم، جيد المشاركة في الفنون، ذو حظ من عبادة
وتواضع. روى عن الشيخ الموفق، والزّويني، والبهاء عبد الرحمن، وتوفي في
تاسع المحرم وله ثلاث وتسعون سنة.
وفيها عفيف الدّين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن
عزاز المصري البصري [3] الفقيه الحنبلي المحدّث الحافظ، نزيل المدينة
النبوية.
ولد بالبصرة في شوال سنة خمس وعشرين وستمائة، ورحل إلى بغداد. فسمع بها
من ابن قميرة وخلق، وتفقه على الشيخ كمال الدّين بن وضاح، ثم انتقل إلى
المدينة النبوية واستوطنها نحوا من خمسين سنة إلى أن مات بها. وحجّ
منها أربعين حجّة على الولاء. وحدّث بالكثير بالحجاز، وبغداد، ومصر،
ودمشق. وسمع منه جماعات، منهم: البرزالي، وابن
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (24) .
[2] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (25) .
[3] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 334- 335) .
(7/760)
الخبّاز، والحارثي، وتوفي يوم الثلاثاء بعد
الصّبح سابع عشري صفر ودفن بالبقيع.
وفيها عزّ الدّين أبو حفص عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي
الحنبلي [1] . قاضي القضاة بالدّيار المصرية.
سمع من جعفر الهمداني، وابن رواح، وأفتى ودرّس. وكان محمود القضايا،
مشكور السيرة، متثبتا في الأحكام، مليح الشكل. سمع منه الذهبي، وقال
عنه: إمام جمّاع للفضائل، محمود القضايا، متثبّت.
توفي بالقاهرة في صفر ودفن بتربة الحافظ عبد الغني [2] وله ست وستون
سنة.
وفيها الضّياء السّبني- بفتحتين ونون، نسبة إلى السّبن موضع [3]- أبو
الهدى عيسى بن يحيى بن أحمد بن محمد الأنصاري الشافعي الصّوفي المحدّث
[4] .
ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة، وقدم مع أبيه فحج ولبس الخرقة من
السّهروردي، وسمع وقرأ الكتب على الصّفراوي، وابن المقيّر، وغيرهما.
وتوفي بالقاهرة فجأة، وله ثلاث وثمانون سنة.
وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن حازم بن حامد بن حسن المقدسي
[5] . سمع من ابن صصرى، والنّاصح بن الحنبلي، وابن الزّبيدي،
__________
[1] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 335- 336) .
[2] يعني المقدسي.
[3] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (26) .
[4] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (26) .
[5] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 336) .
(7/761)
وابن عساكر، والضياء الحافظ، وأكثر عنه.
وكان حنبليا، فقيها، فاضلا، عابدا.
توفي في ذي الحجّة بنابلس في رجوعه من زيارة المسجد الأقصى وهو في عشر
الثمانين.
وفيها التلّعفري الشيخ محمد بن جوهر الصّوفي المقرئ [1] . قرأ على أبي
إسحاق بن وثيق، ولقّن مدة. وكان عارفا بالتجويد، وروى عن يوسف بن خليل
وغيره، وتوفي بدمشق في صفر.
وفيها الضّياء بن النّصيبي محمد بن محمد بن عبد القاهر الحلبي الكاتب
[2] . وزر لصاحب حماة، وحدّث عن [ابن] روزبه والموفق عبد اللطيف، وتوفي
في رجب.
وفيها الرّضي محمد بن أبي بكر بن خليل العثماني المكيّ الشافعي المفتي
النّحوي [3] . الزّاهد، شيخ الحرم وفقيهه. روى عن ابن الجمّيزي وغيره.
وفيها أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن بطّيخ الدمشقي [4] .
قال الذهبي: روى لنا عن النّاصح، وكان ينادي ويتبلّغ. توفي في صفر عن
ثمان وسبعين سنة.
وفيها ابن العدل محيي الدّين يحيى بن محمد بن عبد الصّمد
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (27) .
[2] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (28) ولفظة «ابن» سقطت من «آ» .
[3] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (28) .
[4] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (29) .
(7/762)
الزّبداني [1] . مدرّس مدرسة جدّه
بالزّبداني. حدّث عن ابن الزّبيدي، وابن اللّتي، وتوفي في المحرّم.
وفيها ابن عطاء أبو المحاسن يوسف بن قاضي القضاة شمس الدّين عبد الله
بن محمد بن عطاء الأذرعي الحنفي [2] . روى عن ابن الزّبيدي وغيره،
وتوفي في ربيع الأول عن ست وسبعين سنة.
وفيها أبو تغلب بن أحمد بن أبي تغلب الفاروثي الواسطي [3] . سمع من ابن
الزّبيدي وغيره، وتوفي بدمشق في المحرّم، وله إحدى وتسعون سنة.
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (29) .
[2] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (29) .
[3] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (29) .
(7/763)
سنة سبع وتسعين
وستمائة
فيها توفي الشّهاب العابر أبو العبّاس أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد
المنعم بن نعمة النّابلسي الحنبلي [1] .
ولد ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان، سنة ثمان وعشرين وستمائة بنابلس.
وسمع بها من عمّه تقي الدّين يوسف، ومن الصّاحب محيي الدّين بن الجوزي.
وسمع من سبط السّلفي وغيره، ورحل [2] إلى مصر، ودمشق، والإسكندرية.
وتفقه في المذهب.
قال الذهبي: فقيه إمام عالم لا يدرك شأوه في علم التّعبير. وله مصنّف
كبير في هذا العلم، سماه «البدر المنير» .
توفي يوم الأحد، تاسع عشري ذي القعدة، ودفن بتربة أبي الطّيب بباب
الصغير.
وفيها الصّدر بن عقبة أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عقبة البصروي [3] .
مفت مدرّس، ولي مرّة [4] قضاء حلب. وكان ذا همّة وجلادة
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (30) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/
336- 338) .
[2] في «ط» : «وترحّل» .
[3] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (30) و «الدارس في تاريخ
المدارس» (1/ 512) .
[4] كذا في «آ» و «ط» و «الدارس في تاريخ المدارس» : «مرّة» وفي «نص
مستدرك من كتاب العبر» : «إمرة» .
(7/764)
وسعي. توفي في رمضان، عن سنّ عالية. قاله
في «العبر» .
وفيها أبو الرّوح جبريل بن إسماعيل بن جبريل الشّارعي [1] .
قال الذهبي: شيخ مقرئ متواضع بزوريّ يؤمّ بمسجد.
توفي في هذا العام ظنا. روى لنا عن ابن باقا وغيره، وخرّج عنه
الأبيوردي في «معجمه» .
وفيها عائشة ابنة المجد عيسى بن الشيخ الموفق المقدسي مباركة صالحة
عابدة.
قال الذهبي: روت لنا عن جدّها، وابن راجح، وعاشت ستا وثمانين سنة.
وفيها الكمال الفويرة، مسند العراق، أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد
اللّطيف بن محمد البغدادي الحنبلي المقرئ البزّار [2] المكثر، شيخ
المستنصرية. قرأ القراءات على الفخر الموصلي، وسمع من أحمد بن صرما
وجماعة، وأجاز له ابن طبرزد، وعبد الوهاب بن سكينة، وانتهى إليه علو
الإسناد في القراءات والحديث، وتوفي في ذي الحجّة، وله ثمان وتسعون
سنة، ووقع في الهرم، رحمه الله تعالى.
وفيها ابن المغيزل الصّدر شرف الدّين عبد الكريم بن محمد [بن محمد] بن
نصر الله الحموي الشّافعي [3] . روى عن الكاشغري، وابن الخازن، وتوفي
في المحرّم وله إحدى وثمانون سنة.
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (31) .
[2] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (31) و «الوافي بالوفيات» (18/
159- 160) .
[3] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (32) .
(7/765)
وفيها ابن واصل قاضي حماة جمال الدّين أبو
عبد الله محمد بن سالم بن نصر الله بن واصل الحموي الشافعي [1] .
كان إماما عالما بعلوم كثيرة، خصوصا العقليات، مفرطا في الذكاء، مداوما
على الاشتغال والتفكّر في العلم، حتّى كان يذهل عمن يجالسه، وعن أحوال
نفسه، وصنّف تصانيف كثيرة في الأصلين، والحكمة، والمنطق، والعروض،
والطبّ والأدبيات.
ومن شعره:
وأغيد مصقول العذار صحبته ... وربع سروري بالتّأهّل عامر
وفارقته حينا فجاء بلحية ... تروع وقد دارت عليه الدّوائر
فكرّرت طرفي في رسوم جماله ... وأنشدت بيتا قاله قبل شاعر
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا ... أنيس ولم يسمر بمكّة سامر
فقال عجيب [2] والفؤاد كأنما ... يقلقله بين الجوانح طائر
بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجذوذ العواثر
توفي بحماة يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال.
وفيها ابن المغربي بدر الدّين محمد بن سليمان بن معالي الحلبي المقرئ
[3] .
قال الذّهبي: عبد خيّر صالح عالم، كتب العلم، وقرأ بنفسه، وروى عن
كريمة، وابن المقيّر، وطائفة، وتوفي في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة.
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (33) و «الوافي بالوفيات» (3/
85- 86) .
[2] في «آ» : «عجبا» .
[3] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (33) .
(7/766)
وفيها أبو عبد الله محمد بن صالح بن خلف
الجهني المصري المقرئ [1] .
قال في «العبر» : حدثنا عن ابن باقا، وتوفي في حدود هذه السنة.
وفيها الأيكي العلّامة شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن
محمد الفارسي الشافعي [2] .
كان فقيها، صوفيا، إماما في الأصلين. ورد دمشق، ودرّس بالغزالية، وشرح
منطق «مختصر ابن الحاجب» . ثم سافر إلى مصر وولي مشيخة الشيوخ بها،
فتكلم فيه الصّوفية فخرج منها، وعاد إلى دمشق فتوفي بالمزّة يوم الجمعة
قبيل العصر، ثالث شهر رمضان عن سبعين سنة. قاله الإسنوي.
قلت: رماه الإمام أبو حيّان بالإلحاد، وعدّه فيمن اشتهر بذلك في
(المائدة) من «تفسيره» والله أعلم.
وفيها أبو القاسم بهاء الدّين هبة الله بن عبد الله بن سيد الكل القاضي
القفطي [3]- بكسر القاف وسكون الفاء وبالطاء المهملة- نسبة إلى قفط بلد
بصعيد مصر.
ولد في سنة ستمائة أو إحدى وستمائة، وقيل: في أواخر سنة تسع وتسعين
وخمسمائة، وتفقه على المجد القشيري في مذهب الشافعي. وقرأ الأصول على
الشّمس الأصفهاني بقوص. ودخل القاهرة، فاجتمع بالشيخين عزّ الدّين بن
عبد السلام، والزّكي المنذري، واستفاد منهما ورجع إلى بلده
__________
[1] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (34) .
[2] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» (34) و «طبقات الشافعية» للإسنوي
(1/ 158) .
[3] انظر «حسن المحاضرة» (1/ 420) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 331-
332) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 264- 267) .
(7/767)
وانتفع به الناس، وتخرّجت به الطلبة، وولي
قضاء أسنا وتدريس المدرسة المعزّية بها. وكانت أسنا مشحونة بالرّوافض،
فقام في نصرة السّنّة، وأصلح الله به خلقا، وهمّت الروافض بقتله فحماه
الله منهم، وترك القضاء أخيرا، واستمر على العلم والعبادة.
قال السبكي: كان فقيها فاضلا متعبّدا مشهور الاسم، وانتهت إليه رئاسة
العلم في إقليمه. وكان زاهدا.
وقال الإسنوي: برع في علوم كثيرة وأخذ عنه الطلبة، وقصدوه من كل مكان،
وممن انتفع به تقي الدّين ابن دقيق العيد، والدّشناوي، وصنّف كتبا
كثيرة في علوم متعددة، وكانت أوقاته موزعة ما بين إقراء وتدريس وتصنيف.
توفي بأسنا ودفن بالمدرسة المجيدية.
(7/768)
سنة ثمان وتسعين
وستمائة
استهلت وسلطان الإسلام الملك المنصور حسام الدّين لاجين، ونائبه
منكوتمر مملوكه، وهو معتمد عليه في جلّ الأمور. فشرع يمسك كبار الأمراء
وينفي آخرين.
وفي ربيع الآخر استوحش قبجق المنصوري نائب الشام، وبكتمر السّلحدار،
وغيرهما من فعائل منكوتمر، وخافوا أن يبطش بهم، وبلغهم دخول ملك التتار
في الإسلام، فأجمعوا على المسير إليه، فساروا من حمص على البريّة، فلم
يلبثوا أن جاء الخبر بقتل السلطان ومنكوتمر على يد كرجي الأشرفي، ومن
قام معه. هجم عليه كرجي في ستة أنفس، وهو يلعب بالشطرنج بعد العشاء ما
عنده إلّا قاضي القضاة حسام الدّين الحنفي، والأمير عبد الله، ويزيد
البدوي، وأمامه المجير بن العسّال.
قال حسام الدّين: رفعت رأسي فإذا سبعة أسياف تنزل عليه، ثم قبضوا على
نائبه فذبحوه من الغد، ونودي للملك النّاصر وأحضروه من الكرك فاستناب
في المملكة سلّار، ثم قتل طغجي وكرجي الأشرفيّان، ثم ركب الملك الناصر
بخلعة الخليفة وتقليده، وقدم الأفرم على نيابة دمشق في جمادى الأولى،
وكان الملك المنصور أشقر، أصهب، فيه دين وعدل في الجملة، وله شجاعة
وإقدام.
وفيها توفي ابن الحصيري [1] نائب الحكم نظام الدّين أحمد بن
__________
[1] في «آ» و «ط» : «الحصير» والتصحيح من «العبر» (5/ 387) مصدر
المؤلف، وهو مترجم في
(7/769)
العلّامة جمال الدّين محمود بن أحمد
البخاري الدمشقي الحنفي، وله نحو من سبعين سنة، قاله في «العبر» .
وفيها الصّوابي الخادم الأمير الكبير بدر الدّين بدر الحبشي [1] .
كان أميرا على مائة فارس بدمشق، وأقام في الإمرة نحوا من أربعين سنة.
وكان خيّرا، ديّنا، معمرا، موصوفا بالشجاعة والعقل والرأي.
قال الذهبي: روى لنا عن ابن عبد الدائم. وتوفي فجأة بقرية الخيارة [2]
في جمادى الأولى.
وقال ابن شهبة: وحمل إلى قاسيون فدفن بتربته، وهو أول من أبطل ما كان
يجبى من الحجّاج في كل سنة لأجل العربان. وهو على كل جمل عشرة دراهم،
أقام ذلك من ماله، وأبطل الجباية، وذلك سنة إحدى وثمانين، فبطل ذلك إلى
الآن. انتهى.
وفيها التّقيّ البيّع الصّاحب الكبير أبو البقاء توبة بن علي بن مهاجر
التكريتي، عرف بالبيّع. كان تاجرا، فلما أخذت التتار بغداد حضر إلى
الشام وتولى البيعية بدار الوكالة، ثم ضمنها في أيام الظّاهر وخدم
المنصور وأقرضه ستين ألفا بلا فائدة، فلما تولى المنصور أطلق له دار
الوكالة وما كان عليه مكسورا، وهو مائة ألف درهم، وولّاه كتابة
الخزانة، ثم نقل إلى وزارة الشام، وتوزّر لخمس [3] ملوك: الأشرف،
والمنصور، والعادل كتبغا،
__________
«البداية والنهاية» (14/ 4) وقد تحرفت «الحصيري» فيه إلى «الحصري»
فلتصحح، و «الجواهر المضية» (2/ 155) طبع حيدرآباد، وقال صاحبه:
«الحصيري: نسبة إلى محلّة ببخارى يعمل فيها الحصير، كان ساكنا بها.
[1] لفظة «الحبشي» سقطت من «آ» وهو مترجم في «العبر» (5/ 386) .
[2] الخيارة: قرية من قرى غوطة دمشق، يقال لها: «خيارة نوفل» وهي من
أعمال قرية عقربا.
انظر «غوطة دمشق» للعلّامة محمد كرد علي ص (19) طبع دار الفكر بدمشق.
[3] في «ط» : «الخمسة» .
(7/770)
ولاجين، والناصر. وكان حسن الأخلاق، ناهضا
وافرا [1] ، كافيا، وافر الحرمة.
توفي في جمادى الآخرة، ودفن بتربته بسفح قاسيون عن ثمان وسبعين سنة.
وفيها صدر الدّين أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الأنجب بن الكسّار
الواسطي الأصل البغدادي المحدث الحافظ الحنبلي [2] .
ولد سنة ست وعشرين وستمائة، وسمع ببغداد من ابن قميرة وغيره.
وبواسط من الشريف الدّاعي الرّشيدي. وقرأ كثيرا من الكتب والأجزاء.
وعني بالحديث. وكانت له معرفة حسنة به.
قال الذهبي: قال لنا الفرضي: كان فقيها، محدّثا، حافظا، له معرفة.
وقال الذهبي: وبلغني أنه تكلّم فيه، وهو متماسك، وله عمل كثير في
الحديث، وشهرة بطلبه.
وقال ابن رجب: كان- رحمه الله- زريّ اللّباس، وسخ الثياب، على نحو
طريقة أبي محمد بن الخشّاب النّحوي كما سبق ذكره [3] . وكان بعض الشيوخ
يتكلم فيه وينسبه إلى التهاون في الصّلاة. وكان الدّقوقي يقول: إنهم
كانوا يحسدونه لأنه كان يبرز عليهم في الكلام في المجالس، والله أعلم
بحقيقة أمره.
سمع منه خلق من شيوخنا وغيرهم.
توفي في رجب، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى كلام ابن رجب.
__________
[1] لفظة «وافرا» سقطت من «آ» .
[2] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 339) .
[3] تقدم ذكره في وفيات سنة (567) من المجلد السادس صفحة (364- 367)
فراجعه.
(7/771)
وفيها العماد عبد الحافظ بن بدران بن شبل
المقدسي النّابلسي [1] ، صاحب المدرسة بنابلس. روى عن الموفق، وابن
راجح، وموسى بن عبد القادر، وجماعة. وطال عمره، وقصد بالزيارة، وتفرّد
بأشياء، وتوفي في ذي الحجّة.
وفيها الشيخ علي الملقّن بن محمد بن علي بن بقاء الصّالحي المقرئ [2] ،
العبد الصّالح. روى عن ابن الزّبيدي وغيره، وعاش ستا وثمانين سنة [3] ،
وتوفي في رابع شوال.
وفيها ابن القوّاس مسند الوقت، ناصر الدّين، أبو حفص. عمر بن عبد
المنعم بن عمر الطّائي الدمشقي [4] . سمع حضورا من ابن الحرستاني، وأبي
يعلى بن أبي لقمة، فكان آخر من روى عنهما. وأجاز له الكندي وطائفة،
وخرّجت له «مشيخة» . وكان ديّنا، خيرا، متواضعا، محبّا للرّواية.
توفي في ثاني ذي القعدة، وله ثلاث وتسعون سنة.
وفيها ابن النحّاس العلّامة حجّة العرب بهاء الدّين أبو عبد الله محمد
بن إبراهيم بن أبي عبد الله الحلبي [5] . شيخ العربية بالدّيار
المصرية.
روى عن الموفق بن يعيش، وابن اللّتي، وجماعة. وكان من أذكياء أهل
زمانه.
توفي في جمادى الأولى، وله إحدى وسبعون سنة.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 388) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (292) .
[2] انظر «العبر» (5/ 388) و «النجوم الزاهرة» (8/ 189) .
[3] لفظة «سنة» سقطت من «آ» .
[4] انظر «العبر» (5/ 388) و «معجم الشيوخ» (2/ 74- 76) و «النجوم
الزاهرة» (8/ 189) .
[5] انظر «العبر» (5/ 389) و «النجوم الزاهرة» (8/ 183- 185) .
(7/772)
وفيها ابن النّقيب الإمام المفسّر العلّامة
المفتي [1] جمال الدّين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن حسن البلخي ثم
المقدسي الحنبلي [2] .
مدرّس العاشورية بالقاهرة.
ولد سنة إحدى عشرة وستمائة، وقدم مصر، فسمع بها من يوسف بن المخيلي،
وصنّف تفسيرا كبيرا إلى الغاية. وكان إماما، زاهدا، عابدا، مقصودا
بالزّيارة. متبرّكا به. أمّارا بالمعروف، كبير القدر.
توفي في المحرّم ببيت المقدس. قاله في «العبر» .
وفيها صاحب حماة الملك المظفّر تقيّ الدّين محمود بن الملك المنصور
ناصر الدّين محمد بن المظفّر محمود بن المنصور محمد بن عمر شاهنشاه
الحموي [3] آخر ملوك حماة.
مات في الحادي والعشرين من ذي القعدة.
وفيها جمال الدّين ياقوت المستعصمي [4] . الكاتب الأديب البغدادي. آخر
من انتهت إليه رئاسة الخطّ المنسوب. كان يكتب على طريقة ابن البوّاب،
وهو من مماليك المستعصم أمير المؤمنين.
قال الحافظ علم الدّين البرزالي، قال: أنشدني أبو شامة، قال:
أنشدني ياقوت لنفسه:
رعى الله أياما تقضّت بقربكم ... قصارا وحيّاها الحيا وسقاها
فما قلت إيه بعدها لمسامر ... من الناس إلّا قال قلبي آها
__________
[1] لفظة «المفتي» سقطت من «ط» .
[2] انظر «العبر» (5/ 389) و «معجم الشيوخ» (2/ 193- 194) و «البداية
والنهاية» (14/ 4) .
[3] انظر «العبر» (5/ 389) و «البداية والنهاية» (14/ 5) و «النجوم
الزاهرة» (8/ 189) .
[4] انظر «العبر» (5/ 390) و «فوات الوفيات» (4/ 263- 264) و «البداية
والنهاية» (14/ 6) .
(7/773)
وفيها الملك الأوحد نجم الدّين يوسف بن
النّاصر [1] ، صاحب الكرك، داود بن المعظّم.
توفي بالقدس في ذي الحجّة، وله سبعون سنة. سمع من ابن اللّتي، وروى عنه
الدّمياطي في «معجمه» .
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 390) و «البداية والنهاية» (14/ 5) .
(7/774)
سنة تسع وتسعين
وستمائة
فيها كانت بالشام فتنة غازان ملك التتار، توفي فيها من شيوخ الحديث
بدمشق والجبل- يعني بالصالحية [1]- أكثر من مائة نفس، وقتل بالجبل،
ومات بردا وجوعا نحو أربعمائة نفس، وأسر نحو أربعة آلاف، منهم سبعون
نسمة من ذريّة الشيخ أبي عمر.
وفيها توفي أبو العبّاس أحمد بن سليمان بن أحمد بن إسماعيل ابن عطّاف
المقدسي ثم الحرّاني المقرئ [2] . روى عن القزويني وابن روزبه ووالده
الفقيه أبي الربيع، وتوفي في جمادى الآخرة وله أربع وثمانون سنة.
وفيها أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز أبو العبّاس اليونيني الصّالحي
الحنفي [3] . سمع البهاء عبد الرّحمن، وابن الزّبيدي، واستشهد بالجبل
في ربيع الآخر.
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن فرح بن أحمد الإشبيلي الشافعي
[4] ، المحدّث الحافظ. تفقه على ابن عبد السّلام.
__________
[1] هذه الجملة المعترضة لم ترد في «ط» .
[2] انظر «العبر» (5/ 393) و «معجم الشيوخ» (1/ 51- 52) .
[3] انظر «العبر» (5/ 393) .
[4] انظر «العبر» (5/ 393) وقد تصحفت «ابن فرح» فيه وفي «الإعلام
بوفيات الأعلام» ص (292) إلى «ابن فرج» فلتصحح. و «معجم الشيوخ» (1/
86- 87) و «تذكرة الحفّاظ» (4/ 1486) و «النجوم الزاهرة» (8/ 191) .
(7/775)
قال الذهبي: وحدثنا عن ابن عبد الدائم
وطبقته. وكان له حلقة إشغال بجامع دمشق. عاش خمسا وسبعين سنة. وكان ذا
ورع وعبادة وصدق.
وقال ابن ناصر الدّين [1] : ومن نظمه الرائق قصيدته التي أولها:
غرامي صحيح والرّجا فيك معضل
[2] ولقد حفظها جماعة، وعلى فهمها عوّلوا.
وفيها نجم الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن حمزة بن منصور الهمداني
الطّبيب الحنبلي [3] روى عن ابن الزّبيدي، ومات بدويرة حمد [4] في
رمضان.
وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الفتح الصّالحي الحدّاد
[5] . روى عن أبي القاسم بن صصرى، وابن الزّبيدي.
وأجاز له الشيخ الموفق. هلك في الجبل فيمن هلك.
وفيها ابن جعوان الزّاهد المفتي الشافعي شهاب الدّين أحمد بن محمد بن
عبّاس الدمشقي [6] ، أخو الحافظ شمس الدّين. كان عمدة في النّقل. روى
عن ابن عبد الدائم.
وفيها القاضي علاء الدّين أحمد بن عبد الوهاب بن بنت الأعز [7] .
__________
[1] في «التبيان شرح بديعة البيان» (184/ آ) .
[2] صدر بيت عجزه:
وحزني ودمعي مرسل ومسلسل
[3] انظر «العبر» (5/ 394) .
[4] وسميت أيضا «الخانقات الدّويرية» . انظر «الدارس في تاريخ المدارس»
(2/ 146) .
[5] انظر «العبر» (5/ 394) .
[6] انظر «العبر» (5/ 394) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 380) .
[7] انظر «الوافي بالوفيات» (7/ 163- 165) و «الدّرر الكامنة» (1/ 196)
.
(7/776)
كان فصيح العبارة. تولّى حسبة القاهرة
والأحباس، ودرّس بها وبدمشق في الظّاهرية والقيمرية. وناب بالقاهرة،
وبها مات.
ومن نظمه:
إن أومض البرق في ليل بذي سلم ... فإنّه ثغر سلمى لاح في الظّلم
وإن سرت نسمة في الكون عابقة ... فإنّها نسمة من ربّة الخيم
تنام عين التي أهوى وما علمت ... بأنّ عيني طول اللّيل لم تنم
لله عيش مضى في سفح كاظمة ... قد مرّ حلوا مرور الطّيف في الحلم
أيّام لا نكد فيها نشاهده ... ولّت بعين الرّضا منّي ولم تدم
وقال في دمشق:
إني أدلّ على دمشق وطيبها ... من حسن وصفي بالدّليل القاطع
جمعت جميع محاسن في غيرها ... والفرق بينهما بنفس الجامع
وفيها نجم الدّين أحمد بن محسّن- بفتح الحاء وكسر السين المهملة
المشدّدة- ابن ملي- باللّام- الأنصاري البعلبكي الشّافعي [1] .
قال الإسنوي: ولد ببعلبك في رمضان سنة سبع عشرة وستمائة. وأخذ النّحو
عن ابن الحاجب، والفقه عن ابن عبد السّلام، والحديث عن الزّكي البدري.
وكان فاضلا في علوم أخرى، منها: الأصول، والطّبّ، والفلسفة.
ومن أذكى النّاس وأقدرهم على المناظرة وإفحام الخصوم. ودخل بغداد ومصر،
إلى آخر الصّعيد، وحضر الدّرس، ببلدنا أسنا ومدرّسها بهاء الدّين
القفطي، ثم استقرّ بأسوان مدّة يدرّس بها بالمدرسة البانياسية، ثم عاد
منها إلى الشام. وكان متّهما في دينه بأمور كثيرة، منها الرّفض،
والطّعن في الصّحابة.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 394- 395) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 462-
463) .
(7/777)
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين
وستمائة بقرية يقال لها:
نخعون من جبال الظنيّين، وهو جبل بين طرابلس وبعلبك. انتهى.
وفيها شرف الدّين أبو العبّاس وأبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن
محمد بن الحسن بن عساكر المسند الأجلّ الدمشقي الشافعي [1] .
ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وسمع القزويني، وابن صصرى، وزين الأمناء،
وطائفة.
وأجاز له المؤيد الطّوسي، وأبو روح الهروي، وآخرون. وروى الكثير،
وتفرّد بأشياء. وتوفي في الخامس والعشرين من أحد الجمادين.
وفيها العماد الماسح إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف بن راجح. ولد
القاضي نجم الدّين المقدسي الصالحي [2] . روى عن إسماعيل بن ظفر
وجماعة، وبالإجازة عن عمر بن كرم. وتوفي في أواخر السنة عن نيّف وسبعين
سنة.
وفيها أبو عمر وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسن الفرّاء الصّالحي [3] .
سمع الموفق والبهاء القزويني، واستشهد بالجبل، وله سبع وثمانون سنة.
وفيها إبراهيم بن عنبر المارديني الأسمر [4] . قال الذهبي: حدثنا عن
ابن اللّتي، وتوفي في جمادى الأولى بعد الشدّة والضّرب.
وفيها الشيخ بهاء الدّين أبو صابر أيوب بن أبي بكر بن إبراهيم ابن
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 395) و «معجم الشيوخ» (1/ 107- 108) .
[2] انظر «العبر» (5/ 395) .
[3] انظر «العبر» (5/ 395) .
[4] انظر «العبر» (5/ 396) .
(7/778)
هبة الله الحلبي الحنفي ابن النحّاس [1] ،
مدرس القليجية، وشيخ الحديث بها.
قال الذهبي: روى لنا عن ابن روزبه، ومكرم، وابن الخازن، والكاشغري،
وابن خليل. وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة.
وفيها بلال المغيثي الطّواشي الأمير الكبير أبو الخير الحبشي الصّالحي
[2] روى عن عبد الوهاب بن رواج، وتوفي بعد الهزيمة بالرّملة، وهو في
عشر المائة.
وفيها جاعان الأمير الكبير سيف الدّين [3] . الذي ولي الشدّ بدمشق.
كان فيه خير ودين.
توفي بأرض البلقاء في أول الكهولة. قاله في «العبر» .
وفيها المطروحي الأمير جمال الدّين الحاجب [4] من جلّة أمراء دمشق
ومشاهيرهم. عمل الحجوبية مدّة، وعدم في الوقعة، فيقال: أسر وبيع
للفرنج.
وفيها حسام الدّين قاضي القضاة الحسن بن أحمد بن أنو شروان [5] الرّازي
ثم الرّومي الحنفي [6] . عدم بعد الوقعة، وتحدّث أنه في الأسر بقبرص.
ولم يثبت ذلك، والله أعلم. وكان هو والمطروحي من أبناء السبعين. قاله
في «العبر» .
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 396) و «الجواهر المضية» (1/ 444) بتحقيق الدكتور
عبد الفتاح الحلو.
[2] انظر «العبر» (5/ 396) و «معجم الشيوخ» (1/ 192- 193) .
[3] انظر «العبر» (5/ 396) .
[4] انظر «العبر» (5/ 396) .
[5] في «آ» و «ط» : «ابن أبي شروان» وهو خطأ والتصحيح من مصادر
الترجمة.
[6] انظر «العبر» (5/ 397) و «الجواهر المضية» (2/ 39- 40) بتحقيق
الدكتور الحلو.
(7/779)
وفيها ابن هود الشيخ الزّاهد بدر الدّين
حسن بن علي بن أمير المؤمنين أبي الحجّاج يوسف [1] .
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : المغربي الأندلسي.
نزيل دمشق، المعروف بابن هود. كان فاضلا قد تفنّن وزاهدا قد تسنّن،
عنده من علوم الأوائل فنون، وله طلبة وتلامذة ومريدون، فيه انجماع عن
النّاس وانقباض وانفراد وإعراض عمّا في هذه الدّنيا من الأعراض. وكان
لفكرته، غائبا عن وجوده، ذاهلا عن بخله وجوده، لا يبالي بما ملك، ولا
يدري أيّة سلك. قد طرح الحشمة، وذهل عما ينعم جسمه، ونسي ما كان فيه من
النّعمة. وكان يلبس قبع لبّاد ينزل على عينيه ويغطي به حاجبيه. ولم يزل
على حاله حتّى برق بصره، وألجمه عيه وحصره، سنة سبعمائة.
وقد ذكره الذهبي فقال: الشيخ الزاهد الكبير، أبو علي بن هود المرسي أحد
الكبار في التصوف على طريق الوحدة. كان أبوه نائب السلطنة بها عن
الخليفة المتوكل، حصل له زهد مفرط وفراغ عن الدنيا، فسافر وترك الحشمة.
وصحب ابن سبعين واشتغل بالطّبّ والحكمة، وقرع باب الصّوفية، وخلط هذا
بهذا. وكان غارقا في الفكر، عديم اللذة، مواصل الأحزان، فيه انقباض.
وكان اليهود يشتغلون عليه في كتاب «الدلالة» .
ثم قال الذهبي: قال شيخنا عماد الدّين الواسطي: قلت: له أريد أن
تسلّكني، فقال: من أي الطرق الموسوية أو العيسوية أو المحمدية. وكان
يوضع في يده الجمر فيقبض عليه وهو لاه عنه، فإذا حرقه رجع إليه حسه
فيلقيه.
وقال ابن أبي حجلة: ابن هود، شيخ اليهود، عقدوا له العقود، على ابنة
العنقود، فأكل معهم وشرب، ودخل من عمران في حجر ضبّ خرب،
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 397) .
(7/780)
فأتوا إليه واشتغلوا عليه، فانقلب أرضهم،
وأسلم بعضهم، وكان له في السلوك مسلك عجيب، ومذهب غريب، لا يبالي بما
انتحل، ولا يفرق بين الملل والنحل، فربما سلك المسلم على ملة اليهود،
واليهود على ملة هود، وعاد، وثمود وربما أخذته سكتة، واعترته بهتة
فيقيم اليوم واليومين شاخص العينين لا يفوه بحرف، ولا يفرق بين المظروف
والظرف.
ثم قال المناوي: له شعر كثير، وكلام يسير، مات سنة تسع وتسعين وستمائة،
ودفن بقاسيون، وكان والده متوليا نيابة عن أخيه أمير المؤمنين المتوكل
محمد بن يوسف بن هود. انتهى ملخصا.
ووصفه الذهبي في «العبر» بالاتحاد والضّلالة.
وفيها ابن النشابي الوالي عماد الدين حسن بن علي [1] كان قد أعطى الطبل
خاناه، ومات في شوال بالبقاع وحمل إلى تربته بقاسيون.
وفيها ابن الصّيرفي شرف الدّين حسن بن علي بن عيسى اللخمي المصري [2]
المحدّث أحد من عني بالحديث وقرأ وكتب وولى مشيخة الفارقانية، روى عن
ابن رواح وابن قميرة وطائفة، ومات في ذي الحجة.
وفيها خديجة بنت يوسف بن غنيمة [3] العالمة الفاضلة أمة العزيز روت
الكثير عن ابن اللتي ومكرم وطائفة، وقرأت غير مقدمة في النحو، وجودت
الخط على جماعة وحجت. وتوفيت في رجب عن نيف وسبعين سنة.
وفي حدودها شرف الدّين أبو أحمد داود بن عبد الله بن كوشيار الحنبلي
[4] الفقيه المناظر. كان بغداديا فقيها مناظرا بارعا عارفا بالفقه.
صنّف
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 397) .
[2] انظر «العبر» (5/ 397) .
[3] انظر «العبر» (5/ 397) .
[4] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 344) .
(7/781)
في أصول الفقه كتابا سماه «الحاوي» وفي
أصول الدين كتابا سمّاه «تحرير الدلائل» .
وفي حدودها أيضا الشيخ رسلان الدمشقي [1] .
قال المناوي: من أكابر مشايخ الشام المجمع على جلالتهم، ومن جلة أهل
التصريف، له أحوال معروفة ومكاشفات مشهورة، منها ما حكاه شيخ الإسلام
تقي الدّين السبكي أنه حضر سماعا فيه رسلان فأنشد القوال، فصار الشيخ
يثب في الهوى، ويدور فيه ثم ينزل، فعل ذلك مرارا، ثم لما استقر بالأرض
استند إلى شجرة يابسة فاخضر ورقها للوقت، وأثمرت، وكان يقول، لا تأكل
النار لحما دخل زاويتي، فدخل رجل للصلاة بها ومعه لحم نيء فطبخه فلم
ينطبخ، ومن كلامه: قلب العارف لوح منقوش بأسرار الموجودات، فهو يدرك
حقائق تلك السطور ولا تتحرك ذرة حتى يعلمه الله بها، وقال: الحدة مأوى
كل شر، والغضب يحوج إلى الاعتذار، وقال:
مكارم الأخلاق العفو عند القدرة، والتواضع عند الرفعة، والعطاء بغير
منّة، وقال: سبب الغضب هجوم ما تكرهه النفس عليها ممن فوقها فتحدث
السطورة والانتقام، مات بدمشق، ودفن بها قبل السبعمائة. انتهى كلام
المناوي.
وفيها زينب بنت عمر بن كندي أم محمد الحاجة البعلبكية الدّار الدمشقية
[2] المحتد لها أوقاف ومعروف. وروت بالإجازة عن المؤيد الطّوسي وأبي
روح وعدة، وتوفيت في جمادى الآخرة عن نحو تسعين سنة.
وفيها الشيخ سعيد الكاساني- بالسين المهملة نسبة إلى كاسان بلد
__________
[1] هو أرسلان بن يعقوب الجعبري، ويعرف ب «الشيخ رسلان» . انظر ترجمته
ومصادرها في «الأعلام» (1/ 288) وفي ترجمته هنا مبالغات كثيرة.
[2] في «ط» : «الشامية» ولفظة «المحتد» سقطت من «آ» . وهي مترجمة في
«العبر» (5/ 398) .
(7/782)
وراء الشّاش- الفرغاني [1] شيخ خانقاه
الطاحون، وتلميذ الصّدر القونوي.
قال الذهبي: كان أحد من يقول بالوحدة، شرح «تائية ابن الفارض» في
مجلدتين، ومات في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة. انتهى.
وفيها ابن الشّيرجي الصّاحب فخر الدين سليمان بن العماد محمد بن أحمد
بن محمد [2] . سمع من ابن الصلاح ولم يحدّث، وكان ناظر الدواوين، فأقره
نواب التتار على النظر، فمنع أرجواش الناس من تشييع جنازته لذلك
وطردوهم وما بقي معه غير ولده، ومات في رجب عن نيف وستين سنة.
وفيها الدّواداري الأمير الكبير علم الدّين سنجر التّركي الصالحي [3] .
كان من نجباء الترك وشجعانهم وعلمائهم، وله مشاركة جيدة في الفقه
والحديث، وفيه ديانة وكرم، سمع الكثير من ابن الزّكي والرّشيد العطّار
وطبقتهما. وله «معجم» كبير وأوقاف بدمشق والقدس، وتحيّز إلى حصن
الأكراد فتوفي به في رجب عن بضع وسبعين سنة.
وفيها صفية بنت عبد الرحمن بن عمرو الفرّاء المنادي أم محمد [4] .
روت في الخامسة عن الشيخ الموفق، وعدمت في الجبل. قاله في «العبر» .
وفيها الطّيّار الأمير الكبير سيف الدين المنصوري [5] .
أدركته التتار بنواحي غزة فقاتل عن حريمه حتّى قتل، وحصلت له الشهادة
والخير بذلك فإنه كان مسرفا على نفسه.
وفيها تقي الدّين أبو محمد عبد الله بن عبد الولي بن جبارة بن عبد
الولي المقدسي ثم الصّالحي الحنبلي. [6]
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 398) وكاسان مدينة كبرة وراء الشّاس. انظر «معجم
البلدان» (4/ 430) .
[2] انظر «العبر» (5/ 398- 399) .
[3] انظر «العبر» (5/ 399) .
[4] انظر «العبر» (5/ 399) .
[5] انظر «العبر» (5/ 399) .
[6] انظر «القلائد الجوهرية» (2/ 424- 425) .
(7/783)
قال الذهبي: إمام، مفت، مدرس، صالح، عارف،
بالمذهب، متبحّر في الفرائض والجبر والمقابلة، كبير السنّ.
توفي في العشر الأوسط من ربيع الآخر.
وفيها الفقيه سيف الدّين أبو بكر بن الشّهاب أبي العبّاس أحمد بن عبد
الرحمن بن عبد المنعم النّابلسي [1] .
كان مولده سنة سبعين وستمائة. وروى عنه الذهبي في «معجمه» وقال: كان
فقيها، حنبليا، مناظرا، صالحا، يتوسوس من الماء. سمع بمصر جماعة، وتفقه
على ابن حمدان. وسمع بدمشق بعد الثمانين. وسمع معنا كثيرا. وكان مطبوعا
عارفا بالمذهب، مناظرا، ذكيا، حسن المذاكرة. عدم في الفتنة.
وفيها الباجربقي المفتي المفنن جمال الدّين عبد الرحيم بن عمرو بن
عثمان الشيباني الدّنيسري الشافعي [2] .
اشتغل بالموصل، وقدم دمشق فدرّس وأشغل. وحدّث ب «جامع الأصول» عن
والده، عن المصنّف. وقد ولي قضاء غزّة سنة تسع وسبعين.
قال الذهبي: شيخ، فقيه، محقّق، نقّال مهيب، ساكن، كثير الصلاة، ملازم
للجامع والاشتغال. وكان لازما لشأنه، حافظا للسانه، منقطعا عن النّاس
على طريقة واحدة. وله نظم وسجع ووعظ. وقد نظم كتاب «التعجيز» وعمله
برموز. وتوفي في خامس شوال.
وفيها- على خلاف كبير- أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن سعيد بن عبد
الله الدّميري الدّيريني [3] ، نسبة إلى ديرين قرية بصعيد مصر.
__________
[1] انظر «معجم الشيوخ» (1/ 281) .
[2] انظر «العبر» (5/ 400) .
[3] انظر «العبر» (5/ 400) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 551- 552) .
(7/784)
الفقيه الشافعي العالم الأديب الصّوفي
الرّفاعي.
أخذ عن الشيخ عزّ الدّين بن عبد السّلام وغيره ممن عاصره، ثم صحب أبا
الفتح بن أبي الغنائم الرّسعني، وتخرّج به. وتكلم في الطرائق، وغلب
عليه الميل إلى التصوف. وكان مقرّه بالرّيف ينتقل من موضع إلى موضع
والناس يقصدونه للتبرك به.
ومن تصانيفه تفسير سمّاه «المصباح المنير في علم التفسير» في مجلدين.
ونظم أرجوزة في التفسير سمّاها «التيسير في التفسير» تزيد على ثلاثة
آلاف ومائتي بيت. وكتاب «طهارة القلوب في ذكر علام الغيوب» في التصوف.
ونظم «الوجيز» فيما يزيد على خمسة آلاف بيت. ونظم «التنبيه» .
وله غير ذلك.
ومن نظمه:
وعن صحبة الإخوان والكيمياء خذ ... يمينا فما من كيمياء ولا خلّ
ولم أر خلّا قد تفرّد ساعة ... مع الله خالي البال والسرّ من شغل
وفيها ابن الزّكي القاضي عزّ الدّين عبد العزيز [1] بن قاضي القضاة
محيي الدّين يحيى بن محمد القرشي الشافعي، مدرس العزيزية. وقد ولي نظر
الجامع وغير ذلك، ومات كهلا.
وفيها عبد الولي بن علي بن السّماقي [2] . روى عن ابن اللّتي، وتوفي في
أيام التتار، ودفن داخل السّور.
وفيها عبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر
المقدسي العلّاف [3] . روى عن جعفر الهمداني، وكريمة.
وفيها الشيخ أبو الحسن علي بن الشيخ شمس الدّين
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 400) .
[2] انظر «العبر» (5/ 400) .
[3] انظر «العبر» (5/ 401) .
(7/785)
عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي [1] . قتله
التتار على مرحلتين من البيرة بالجامع المظفّري.
وفيها المؤيد علي بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الرزاق بن خطيب عقربا [2]
.
قال الذهبي: عدل كاتب متميز. روى عن ابن اللّتي، والنّاصح، وطائفة.
توفي في رجب عن سبع وسبعين سنة.
وفيها علي بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة أبو الحسن المقدسي الحنبلي
[3] قيّم جامع الجبل. اعتنى بالرواية قليلا، وكتب أجزاء. وسمع من
البهاء عبد الرحمن، وابن صباح. وببغداد من ابن الكاشغري وطائفة. وكان
صالحا كثير التلاوة. عذّبه التتار إلى أن مات شهيدا، وله اثنتان
وثمانون سنة.
وفيها علي بن مطر المحجّي ثم الصّالحي البقّال [4] . روى عن ابن
الزّبيدي، وابن اللّتي، وقتل في الجبل في جمادى الأولى. قاله في
«العبر» .
وفيها ابن العقيمي، شيخ الأدباء جمال الدّين عمر بن إبراهيم بن حسين بن
سلامة الرّسعني الكاتب [5] .
ولد سنة ست وستمائة برأس عين، وأجاز له الكندي. وسمع من القزويني، وابن
روزبه وطائفة. وبرع في النّظم والنثر. وتوفي في شوال.
__________
[1] انظر «القلائد الجوهرية» (1/ 258) .
[2] انظر «العبر» (5/ 401) .
[3] انظر «العبر» (5/ 401) .
[4] انظر «العبر» (5/ 401) .
[5] انظر «العبر» (5/ 401- 402) .
(7/786)
وفيها الشيخ أبو محمد عبد الله المرجاني
[1] .
قال ابن الأهدل: الولي الشهير. توفي بتونس، قيل له: قال فلان رأيت عمود
نور ممتدا من السماء إلى فم الشيخ المرجاني في حال كلامه، فلما سكت
الشيخ ارتفع العمود، فتبسّم وقال: لم يعرف كيف يعبّر، بل لما ارتفع
العمود سكت، يعني أنه كان يتكلم عن مدد الأنوار، فلما ارتفع النّور
انقطع الكلام.
قال اليافعي: ومناقبه تحتمل مجلدا. قال: وأما قول الذهبي: أبو محمد عبد
الله المرجاني المغربي الواعظ المذكور أحد مشايخ الإسلام علما وعملا،
فغض من قدره.
وفيها إمام الدّين قاضي القضاة أبو المعالي [2] عمر بن عبد الرّحمن
القزويني الشّافعي. انجفل إلى مصر فتألم في الطريق، وتوفي بالقاهرة بعد
أسبوع في ربيع الآخر، وكان تامّ الشكل. سمينا، متواضعا، مجموع الفضائل.
لم يتكهل.
وفيها عمر بن يحيى بن طرخان المعرّي ثم البعلبكي [3] . روى عن الإربلي
وغيره، وكان ضعيفا في نفسه. قاله الذهبي.
__________
[1] انظر «مرآة الجنان» (4/ 432- 233) و «غربال الزّمان» ص (574) .
[2] في «آ» و «ط» : «أبو القاسم» وهو خطأ تبع فيه المؤلف الإمام الذهبي
في «العبر» (5/ 402) وتبعهما على ذلك العلّامة الزركلي في «الأعلام»
(5/ 49) ومحققا الجزء الثامن عشر من «سير أعلام النبلاء» في التعليق
رقم (5) من الصفحة (166) والصواب «أبو المعالي» كما في «البداية
والنهاية» (14/ 13) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 244)
فليصحح.
[3] انظر «العبر» (5/ 402) .
(7/787)
وفيها المجد عيسى بن بركة ابن والي
الحوراني [1] الصّالحي المؤدّب. روى عن ابن اللّتي وغيره، وهلك في
جمادى الأولى.
وفيها ابن غانم الإمام شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن سلمان [2] ابن
حمايل بن علي المقدسي الشافعي الموقّع، سبط الشيخ غانم.
قال الذهبي: روى لنا عن شيخ الشيوخ تاج الدّين بن حمّويه [وكان مع
تقدمه في الإنشاء فقيها مدرسا، ذكر لخطابة دمشق، وقال غيره: روى لنا عن
ابن حمويه] [3] وابن الصّلاح. وكان أحد الأعيان والأكابر معروفا
بالكتابة والأمانة، حسن المحاضرة، كثير التواضع. درّس بالعصرونية،
واقتنى كتبا نفيسة. وكان كثير المروءة والعصبية لمن يعرفه ومن لا
يعرفه، وله بر وصدقة.
وكان حجازي الأصل، وإنما ولد في بغداد في حارة الجعافرة فكان جعفريا.
وفيها ابن الفخر المفتي المتفنن شمس الدّين محمد بن الإمام فخر الدّين
عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي [4] . أحد الموصوفين بالذكاء
المفرط وحسن المناظرة والتقدم في الفقه وأصوله والعربية والحديث وغير
ذلك. قاله الذهبي.
وقال ابن رجب: ولد في أواخر سنة أربع وأربعين وستمائة، وسمع الكثير من
خطيب مردا، وشيخ شيوخ حماة، وابن عبد الدائم، والفقيه اليونيني وغيرهم.
وتفقه وبرع وأفتى وناظر وحفظ عدة كتب، ودرّس بالمسمارية والجامع.
__________
[1] في «آ» : «الحواري» وفي «ط» : «الحوار» والتصحيح من «العبر» (5/
402) مصدر المؤلّف.
[2] في «آ» : «ابن سليمان» وهو خطأ وانظر «العبر» (5/ 402) .
[3] ما بين الحاصرتين سقط من «آ» .
[4] انظر «العبر» (5/ 403) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 341- 342) .
(7/788)
وقال البرزالي: كان من فضلاء الحنابلة في
الفقه والأصول والنحو والحديث والأدب، وله ذهن جيد وبحث فصيح، ودرس
وأعاد وأفتى، وروى الحديث وتوفي ليلة الأحد بين العشاءين تاسع رمضان،
ودفن بمقابر باب توما قبلي مقبرة الشيخ رسلان.
وفيها زين الدّين محمد بن عبد الغني بن عبد الكافي الأنصاري الذهبي بن
الحرستاني المعروف بالنحوي [1] .
قال الذهبي: دين خيّر متودد. روى عن ابن صباح، وابن اللّتي.
وتوفي في ذي القعدة عن خمس وسبعين سنة.
وفيها العلّامة شمس الدّين محمد بن عبد القوي بن بدران بن سعد الله
المقدسي المرداوي الصالحي الحنبلي أبو عبد الله [2] .
ولد سنة ثلاثين وستمائة بمردا، وسمع الحديث من خطيب مردا وعثمان بن
خطيب القرافة، وابن عبد الهادي وابن خليل وغيرهم. وتفقه على الشيخ شمس
الدّين بن أبي عمر وغيره، وبرع في العربية واللغة واشتغل ودرس وأفتى
وصنف.
قال الذهبي: كان حسن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مطّرحا
للتكلف، ولي تدريس الصاحبة مدة، وكان يحضر دار الحديث ويشغل بها
وبالجبل وله حكايات ونوادر وكان من محاسن الشيوخ. قال: وجلست عنده
وسمعت كلامه ولي منه إجازة.
وقال ابن رجب: وممن قرأ عليه العربية الشيخ تقي الدّين بن تيمية.
__________
[1] انظر «معجم الشيوخ» للذهبي (2/ 219- 220) و «العبر» (5/ 403) .
[2] انظر «العبر» (5/ 403) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 342) .
(7/789)
وله تصانيف، منها في الفقه «القصيدة
الطويلة الدالية» وكتاب «مجمع البحرين» لم يتمه. وكتاب «الفروق» وعمل
طبقات للأصحاب. وحدّث، وروى عنه إسماعيل بن الخبّاز في «مشيخته» وتوفي
في ثاني عشر ربيع الأول ودفن بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.
وفيها أبو السعود محمد بن عبد الكريم بن عبد القوي المنذري المصري [1]
.
روى عن ابن المقيّر وجماعة، وتوفي في ربيع الأول عن خمس وستين سنة.
وفيها الفخر محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحباب التميمي
المصري [2] ناظر الخزانة. روى عن علي بن الجمل وجماعة، وتوفي في ربيع
الأول عن خمس وسبعين سنة.
وفيها ابن الواسطي شمس الدّين محمد بن علي بن أحمد بن فضل الصالحي
الحنبلي [3] .
سمع حضورا من الموفق وموسى بن عبد القادر وابن راجح، وسمع من ابن البن
وابن أبي لقمة وطائفة، وتوفي بمارستان البلد في رجب بعد أن قاسى
الشدائد. وكان قليل العلم خيّرا ساكنا. قاله الذهبي.
وفيها الخطيب موفق الدّين محمد بن محمد بن الفضل بن محمد النهرواني
القضاعي الحموي الشافعي، ويعرف بابن حبيش [4] . خطيب حماة، ثم خطيب
دمشق، ثم قاضي حماة.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 404) و «حسن المحاضرة» (1/ 386) .
[2] انظر «العبر» (5/ 404) و «حسن المحاضرة» (1/ 386) .
[3] انظر «العبر» (5/ 404) .
[4] انظر «العبر» (5/ 404- 405) و «معجم الشيوخ» (2/ 280) .
(7/790)
قال الذهبي: روى لنا بالإجازة عن جدّه
مدرك، وكان شيخا متنورا مديد القامة مهيبا كثير الفضائل.
توفي بدمشق في أواخر جمادى الآخرة وله سبع وسبعون سنة.
وفيها محمد بن مكّي بن أبي المذكّر [1] القرشي الصّقلي الرّقّام [2] .
روى بمصر عن ابن صباح والإربلي وطائفة كثيرة.
وتوفي في ربيع الأول وله خمس وسبعون سنة.
وفيها أبو عبد الله محمد بن هاشم بن عبد القاهر بن عقيل العدل الهاشمي
العبّاسي الدمشقي [3] روى عن ابن الزّبيدي، وأبي المحاسن الفضل بن عقيل
العبّاسي، وشهد مدة، وانقطع ببستانه. ومات في رمضان عن ثلاث وتسعين
سنة.
وفيها الموفق محمد بن يوسف بن إسماعيل المقدسي الحنبلي الشاهد [4] .
قال الذهبي: حدثنا عن ابن المقيّر، ومات في شعبان عن خمس وسبعين سنة.
وفيها محمد بن يوسف بن خطاب التلّي الصّالحي [5] .
قال الذهبي: حدثنا عن جعفر الهمداني ومات في جمادى الأولى بعد المحنة
والشّدة بالجبل.
__________
[1] تحرفت في «آ» و «ط» و «العبر» إلى «الذكر» والتصحيح من «حسن
المحاضرة» .
[2] انظر «العبر» (5/ 405) و «حسن المحاضرة» (1/ 386) .
[3] انظر «العبر» (5/ 405) .
[4] انظر «العبر» (5/ 405) .
[5] انظر «العبر» (5/ 405) و «معجم الشيوخ» (2/ 305) .
(7/791)
وفيها مريم بنت أحمد بن حاتم البعلبكية [1]
. حضرت البهاء، وسمعت الإربلي وكانت صالحة خيّرة. قاله في «العبر» .
وفيها ابن المقيّر أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن
المقرئ [2] .
روى عن إبراهيم بن الخير وجماعة، وكان عبدا صالحا، حضر المصافّ واستشهد
يومئذ.
وفيها ابن المقدّم الأمير نوح بن عبد الملك بن الأمير الكبير شمس
الدّين محمد بن المقدّم [3] ، لجده المواقف المشهودة، وهو الذي استشهد
بعرفة زمن صلاح الدّين، وكان هذا من أمراء حماة، استشهد يومئذ وله خمس
وسبعون سنة وقد حدّث عن ابن رواحة.
وقال الذهبي: وهو ممن عرفنا من كبار من قتل يوم المصافّ.
وفيها هدية بنت عبد الحميد بن محمد المقدسية الصّالحية [4] . روت
«الصحيح» عن ابن الزّبيدي، وتوفيت بالجبل في ربيع الآخر.
وفيها أبو الكرم وهبان بن علي بن محفوظ الجزري [5] ، المؤذن المعمّر.
ولد بالجزيرة سنة أربع وستمائة، وسمع بمصر من ابن باقا، وتوفي في ربيع
الأول، وكان مؤذّن السلطان مدة.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 406) .
[2] انظر «العبر» (5/ 406) .
[3] انظر «العبر» (5/ 406) .
[4] انظر «العبر» (5/ 407) و «معجم الشيوخ» (2/ 362) .
[5] انظر «العبر» (5/ 407) و «معجم الشيوخ» (2/ 363) .
(7/792)
وفيها ابن السفّاري [1] أمير الحاج يوسف بن
أبي نصر بن أبي الفرج الدمشقي [2] .
حدّث ب «الصحيح» [3] مرات، وروى عن النّاصح، والإربلي، وجماعة، وحجّ
مرات. توفي في زمن التتار ووضع في تابوت، فلما أمّن الناس نقل إلى
النّيرب ودفن في قبته التي بالخانقاه، وله نحو من تسعين سنة.
وفيها ابن خطيب بيت الآبار محيي الدّين أبو بكر بن عبد الله بن عمر بن
يوسف المقدسي [4] . يروي عن ابن اللّتي والإربلي، ومات في شعبان.
__________
[1] تنبيه: كذا في «آ» و «ط» و «معجم الشيوخ» : «السفّاري» ، وفي
«العبر» و «برنامج الوادي آشي» : «الشّقاري» .
[2] انظر «العبر» (5/ 407) و «معجم الشيوخ» (2/ 398- 399) . و «برنامج
الوادي آشي» (163) .
[3] يعني «صحيح البخاري» .
[4] انظر «العبر» (5/ 408) .
(7/793)
سنة سبعمائة
في صفر قويت الأراجيف بالتتار، وأكريت المحارة من الشام إلى مصر
بخمسمائة درهم، وأبيعت الأمتعة بالثمن البخس.
وفي ربيع الآخر جاوز غازان بجيشه الفرات وقصد حلب وساق الشيخ تقي
الدّين بن تيمية في البريد إلى القاهرة يحرّض الناس على الجهاد واجتمع
بأكابر الأمراء، ثم نودي في دمشق من قدر على الهرب فلينج بنفسه،
فانقلبت المدينة وانرصّ الخلق بالقلعة وأشرف الناس على خطة صعبة، وبقي
الخوف أياما ثم تناقص برجعة غازان لما ناله من المشاق والثلوج.
وفيها توفي العزّ أبو العبّاس أحمد بن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي
بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الصّالحي الحنبلي [1] .
روى عن الشيخ الموفق، وابن أبي لقمة، وابن راجح، وموسى بن عبد القادر،
وطائفة. وخرّج له «مشيخة» سمعها خلق، وزاره نائب السلطان، وتوفي في
ثالث المحرم وله ثمان وثمانون سنة.
وفيها العماد أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعد بن عبد الله المقدسي
الصّالحي الحنبلي [2] شيخ صالح مشهور.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 409) .
[2] انظر «العبر» (5/ 409) .
(7/794)
روى عن القزويني، وابن الزّبيدي وجماعة.
وروى الكثير، وتوفي في المحرم وله ثلاث وثمانون سنة.
وفيها الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن شويخ الصالحي، شيخ البكرية [1] .
كان ينتسب لأبي بكر رضي الله عنه، وله أصحاب وفيه خير وسكون مات كهلا.
وفيها ابن الفرّاء العدل المسند الكبير عز الدّين أبو الفداء إسماعيل
بن عبد الرحمن بن عمر المرداوي الصالحي الحنبلي [2] .
روى عن الموفق وابن راجح، وابن البن، وجماعة. وروى «الصحيح» مرّات.
وكان صالحا، متواضعا، متعبّدا. قاسى الشدائد عام أول، واحترقت أملاكه.
توفي في سادس جمادى الآخرة وله تسعون سنة. قاله في «العبر» .
وفيها أبو جلنك أحمد الحلبي [3] الشاعر المشهور، أسره التتر بحلب
فسألوه عن عسكر المسلمين فعظمهم وكثرهم فقتلوه.
ومن شعره:
أتى العذار بماذا أنت معتذر ... وأنت كالوجد لا تبقي ولا تذر
لا عذر يقبل إذ نم العذار ولا ... ينجيك من شره خوف ولا حذر
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 410) وفيه: «ابن سونح» .
[2] انظر «العبر» (5/ 410) و «معجم الشيوخ» (1/ 175) . و «ذيل طبقات
الحنابلة» (2/ 465) .
[3] لم أعثر على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر.
(7/795)
كأنني بوحوش الشعر قد أنست ... بوجنتيك
وبالعشاق قد نفروا
وكلما مر بي مرد أقول لهم ... قفوا انظروا وجه هذا الكيس واعتبروا
قد كان شكلا نقيّ الخد معتدلا ... كأنه غصن بان فوقه قمر
فعاد لحيان فانفلّ الجماعة إذ ... رأوا طريقا إلى السلوان وانتصروا
وعاد في قبضهم لا شك جودلة ... فراح والدّمع من عينيه ينهمر
فاقرأ على نعشه آخر سبا فلقد ... جاءت بما تقتضي أحواله السور
إذا رأى عاشقا في النازعات غدا ... ما بعدها وهو قد أودى به الضرر
فعاد والليل يغشى نور طلعته ... وزال عن عاشقيه الهم والحصر
هذا جزاؤك يا من لا وفاء له ... والعاشقون لهم طوبى بما صبروا
وفيها المعمر شمس الدّين إبراهيم بن أبي بكر الجزري الكتبي، عرف
بالفاشوشة [1] .
مولده سنة اثنتين وستمائة. وكان مشهورا بالكتب ومعرفتها، وكان عنده
فضيلة. وكان يتشيع، جاء إليه إنسان فقال: عندك فضائل يزيد؟ قال: نعم،
ودخل الدكان وطلع ومعه جراب فجعل يضربه به ويقول: العجب كيف ما قلت-
صلى الله عليه وسلم-.
ومن شعره:
وما ذكرتكم إلا وضعت يدي ... على حشاشة قلب قلّما بردا
وما تذكّرت أياما بكم سلفت ... إلا تحدّر من عينيّ ما بردا
وفيها أيدمر الأمير الكبير عز الدّين الظّاهري [2] ، الذي كان نائب
دمشق
__________
[1] انظر «الوافي بالوفيات» (5/ 338- 339) .
[2] انظر «العبر» (5/ 410) .
(7/796)
في دولة مخدومه، حبس مدة ثم أطلق فلبس
عمامة مدورة، وسكن بمدرسة عند الجسر الأبيض.
توفي في ربيع الأول، ودفن بتربته، وكان أبيض الرأس واللحية. قاله في
«العبر» .
وفيها الأمير الكبير سيف الدّين بلبان المنصوري الطبّاحي [1] نائب حلب،
ولي إمرة مصر وإمرة طرابلس، وكان من جلّة الأمراء وكبرائهم، حليما إذا
غضب على أحد تكون عقوبته البعد عنه. توفي بالساحل كهلا وخلف جملة.
وفيها ابن عبدان، المسند شمس الدّين أبو القاسم الخضر بن عبد الرحمن بن
الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي الدمشقي [2] الكاتب خدم
في جهات الظلم، وكان عريا من العلم، لكنه تفرّد بأشياء وحدّث عن ابن
البن، والقزويني، وأبي القاسم بن صصرى وجماعة.
وتوفي في ذي الحجّة عن أربع وثمانين سنة، قاله في «العبر» .
وفيها زينب بنت قاضي القضاة محيي الدّين يحيى بن محمد بن الزكي القرشي
الدمشقي أم الخير [3] .
روت عن علي بن حجاج، وابن المقيّر، وجماعة، وتوفيت في شعبان عن بضع
وسبعين سنة.
وفيها أبو محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الأحد بن
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 410) .
[2] انظر «العبر» (5/ 411) .
[3] انظر «العبر» (5/ 411) .
(7/797)
العنيقة الحرّاني العطّار [1] . روى عن أبي
المعالي العطّار وابن يعيش وابن خليل، وتوفي بطريق مصر عن ثلاث وثمانين
سنة.
وفيها مفيد الدين أبو محمد عبد الرحمن بن سليمان [2] بن عبد العزيز بن
المجلخ الحربي الضرير الفقيه الحنبلي [3] معيد الحنابلة بالمستنصرية،
سمع من الشيخ مجد الدين ابن تيمية وغيره، وكان من أكابر الشيوخ
وأعيانهم، عالما بالفقه والعربية والحديث، قرأ عليه الفقه جماعة، وسمع
منه الدقوقي وغيره.
وفيها أبو محمد عبد المنعم بن عبد اللطيف بن زين الأمناء أبي البركات
بن عساكر الدمشقي [4] روى عن ابن غسّان وابن اللّتي وطائفة، وتوفي في
رجب، وله أربع وسبعون سنة.
وفيها الفرضي الإمام الحافظ شمس الدّين أبو العلاء محمود بن أبي بكر
ابن أبي العلاء البخاري الكلاباذي الحنفي. الصّوفي. الحافظ [4] .
كان إماما في الفرائض، مصنّفا فيها، له حلقة إشغال، وسمع الكثير
بخراسان، والعراق، والشام، ومصر. وكتب بخطه الأنيق المتقن الكثير، ووقف
أجزاءه، وراح مع التتار من خوف الغلاء فنزل بماردين أشهرا فأدركه أجله
بها وله ست وخمسون سنة. وكان صالحا، ديّنا، سنّيا. قاله الذهبي.
وقال [5] : حدثنا عن محمد بن أبي الدّنية وغيره.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 411) و «معجم الشيوخ» (1/ 420- 421) .
[2] في «آ» و «ط» : «عبد الرحمن بن سلمان» والتصحيح من «ذيل طبقات
الحنابلة» .
[3] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 344) .
[4] انظر «العبر» (5/ 411) و «معجم الشيوخ» (2/ 338) و «الجواهر
المضية» (3/ 453- 457) .
[5] القائل الذهبي في «العبر» .
(7/798)
وفيها الغسولي أبو علي يوسف بن أحمد بن أبي
بكر الصّالحي الحجار [1] .
روى عن موسى بن عبد القادر- وهو آخر من روى في الدنيا عنه- وروى عن
الشيخ الموفق، وعاش ثماني وثمانين سنة. وكان فقيرا متعفّفا أمّيّا لا
يكتب. خدم مدة في الحصون. وتوفي في منتصف جمادى الآخرة بالجبل. قاله
الذهبي وغيره.
__________
[1] انظر «العبر» (5/ 412)
(7/799)
تمّ بعون الله تعالى وتوفيقه تحقيقنا
للمجلد السابع من كتاب «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» للإمام ابن
العماد الحنبلي الدمشقي مساء يوم الاثنين الواقع في 26 من شوال المعظم
لعام 1410 هـ، والحمد لله الّذي بنعمته تتم الصالحات. وأسأله- عزّ وجل-
أن يعيننا على الانتهاء من تحقيق المجلدات المتبقية من الكتاب بحوله
وقوته وتأييده، إنه تعالى خير مسؤول محمود الأرناؤوط
(7/800)
|