شذرات الذهب في أخبار من ذهب
سنة ست وخمسين
وسبعمائة
في شهر ربيع الآخر منها أمطر [1] ببلاد الرّوم برد زنة الواحدة نحو رطل
وثلثي رطل بالحلبي [2] .
وفيها توفي شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن يوسف بن محمد وقيل عبد
الدائم، المعروف بابن السّمين، وقال السيوطي في «طبقات النّحاة» :
ويعرف بالسمين الحلبي ثم المصري [3] الشافعي النحوي المقرئ الفقيه
العلّامة.
قرأ النحو على أبي حيّان، والقراءات على ابن الصّايغ. وسمع وولي تصدير
إقراء النحو بالجامع الطولوني، وأعاد بالشافعي، وناب في الحكم
بالقاهرة، وولي نظر الأوقاف بها، ولازم أبا حيّان إلى أن فاق أقرانه،
وسمع الحديث من يونس الدّبوسي، وله تفسير القرآن في نحو عشرين مجلدا و
«إعراب القرآن» ألّفه في حياة شيخه أبي حيّان وناقشه فيه كثيرا، وشرح
«التسهيل» وشرح «الشّاطبية» وغير ذلك.
مات في جمادى الآخرة بالقاهرة.
وفيها محيي الدّين أبو الرّبيع سليمان بن جعفر الإسنوي المصري الشافعي
[4] .
__________
[1] في «ط» : «مطر» .
[2] وقد ذكر هذا الخبر بتوسع في «الذيل التام على دول الإسلام» في
الورقة (74) من المنسوخ.
[3] انظر «النجوم الزاهرة» (10/ 321) و «ذيول العبر» ص (309) و «الدّرر
الكامنة» (1/ 339) و «بغية الوعاة» ص (402) .
[4] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 179) و «طبقات الشافعية» لابن
قاضي شهبة (3/ 28) و «الدّرر الكامنة» (2/ 145) .
(8/307)
ولد في أوائل سنة سبعمائة، وأفتى ودرّس،
واشتغل، وأشغل.
ذكره ابن أخته جمال الدّين الأسنوي في «طبقاته» وقال: كان فاضلا،
مشاركا، في علوم [كثيرة] ، ماهرا في الجبر والمقابلة. صنّف «طبقات
فقهاء الشافعية» ومات عنها وهي مسودة لا ينتفع بها.
توفي في جمادى الآخرة ودفن بتربة الصّوفية خارج باب النّصر.
وفيها قاضي القضاة فخر الدّين أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل
بن ممدود التّميمي الشّيرازي الشّافعي [1] .
قال ابن السّبكي: تفقه على والده، وقرأ التفسير على قطب الدّين الشعّار
صاحب «التقريب على الكشاف» . وولي قضاء القضاة بفارس وهو ابن خمس عشرة
سنة، وعزل بعد مدة بالقاضي ناصر الدّين البيضاوي، ثم أعيد بعد ستة
أشهر، واستمر على القضاء خمسا وسبعين سنة. وكان مشهورا بالدّين والخير
والمكارم، وله «شرح مختصر ابن الحاجب» و «مختصر في الكلام» ونظم كثير.
توفي بشيراز في رجب.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن شمس الدّين محمد بن أبي بكر بن أيوب
الزّرعي الأصل الدمشقي الفقيه الحنبلي الفاضل، ابن ابن قيّم الجوزية
[2] .
كان لديه علوم جيدة وذهن حاضر حاذق، وأفتى ودرّس، وناظر، وحجّ مرات.
وكان أعجوبة زمانه.
توفي يوم الأحد رابع عشر شعبان.
وفيها الإمام تقي الدّين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن
__________
[1] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (9/ 400- 403) و «طبقات الشافعية»
لابن قاضي شهبة (3/ 21- 22) .
[2] انظر «البداية والنهاية» (14/ 234) و «الدّرر الكامنة» (2/ 290) و
«المقصد الأرشد» (2/ 57- 58) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 90) .
(8/308)
تمّام بن يوسف بن موسى بن تمّام بن حامد بن
يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسور بن سوار بن سليم السّبكي [1]
الشافعي المفسّر الحافظ الأصولي اللّغوي النّحوي المقرئ البياني الجدلي
الخلافي، النظّار البارع، شيخ الإسلام، أوحد المجتهدين.
قال السيوطي: ولد مستهلّ صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وقرأ القرآن
[2] على التّقي بن الصّايغ، والتفسير على العلم العراقي، والفقه على
ابن الرّفعة، والأصول على العلاء الباجي، والنحو على أبي حيّان،
والحديث على الشّرف الدّمياطي. ورحل وسمع من ابن الصوّاف، والموازيني،
وأجاز له الرّشيد بن أبي القاسم وإسماعيل بن الطبّال وخلق يجمعهم
«معجمه» الذي خرّجه له ابن أيبك.
وبرع في الفنون، وتخرّج به خلق في أنواع العلوم. [وناظر] وأقرّ له
الفضلاء، وولي قضاء الشام بعد الجلال القزويني، فباشره بعفّة ونزاهة،
غير ملتفت إلى الأكابر والملوك، ولم يعارضه أحد من نوّاب الشام إلّا
قصمه الله [تعالى] .
وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، والشّامية البرّانية، والمسرورية،
وغيرها.
وكان محقّقا، مدقّقا، نظّارا، له في الفقه وغيره الاستنباطات الجليلة
والدقائق والقواعد المحرّرة التي لم يسبق إليها.
وكان منصفا في البحث على قدم من الصّلاح والعفاف.
وصنّف نحو مائة وخمسين كتابا مطوّلا ومختصرا، المختصر منها [لا بد وأن]
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (304) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 139) و
«طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 75- 76) و «النجوم الزاهرة» (10/ 318) و
«البداية والنهاية» (14/ 352) و «الدّرر الكامنة» (3/ 63- 71) و
«الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 135) و «بغية الوعاة» (2/ 176- 178) وما
بين الحاصرتين في الترجمة مستدرك منه.
[2] في «بغية الوعاة» : «القراءات» .
(8/309)
يشتمل على ما لا يوجد في غيره، من تحرير
وتدقيق وقاعدة واستنباط [1] ، منها «تفسير القرآن» و «شرح المنهاج» في
الفقه.
ومن نظمه:
إنّ الولاية ليس فيها راحة ... إلا ثلاث يبتغيها العاقل
حكم بحقّ أو إزالة باطل ... أو نفع محتاج سواها باطل
وله:
قلبي ملكت فما له ... مرمى لواش أو رقيب
قد حزت من أعشاره ... سهم المعلّى والرّقيب
يحييه قربك إن منن ... ت به ولو مقدار قيب [2]
يا متلفي ببعاده ... عنّي أما لك من رقيب [3] ؟
وأنجب أولادا كراما أعلاما.
وتوفي بمصر بعد أن قدم إليها، وسأل أن يولّى القضاء مكانه ولده تاج
الدّين فأجيب إلى ذلك.
وفيها شمس الدّين محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن بركات بن سعد
بن بركات بن سعد بن كامل بن عبد الله بن عمر، من ذرية عبادة بن
الصّامت، رضي الله عنه، الشيخ الكبير المسند المعمّر المكثر، المعروف
بابن الخبّاز الحنبلي [4] .
ولد في رجب سنة تسع وستين وستمائة، وحضر الكثير على ابن عبد الدائم
وغيره، وسمع من المسلم بن علّان «المسند» [5] بكماله. وأجازه عمر
الكرماني،
__________
[1] في «بغية الوعاة» : «من تحقيق وتحرير لقاعدة، واستنباط وتدقيق» .
[2] تحرفت في «ط» إلى «ولو نفذا رقيب» .
[3] في «بغية الوعاة» : «أما خفت الرّقيب» .
[4] انظر «ذيول العبر» ص (306) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 188) و
«الدّرر الكامنة» (3/ 384- 385) و «المقصد الأرشد» (2/ 381- 382) و
«القلائد الجوهرية» (2/ 290) .
[5] يعني «مسند الإمام أحمد» .
(8/310)
والشيخ محيي الدّين النّووي، وخرّج له
البرزالي مشيخة، وذكر له أكثر من مائة وخمسين شيخا. وسمع منه المزّيّ،
والذّهبي، والسّبكي، وابن جماعة، وابن رافع، وابن كثير، والحسيني،
والمقرئ وابن رجب، وابن العراقي، وغيرهم.
وكان رجلا، جيدا، صدوقا، مأمونا، صبورا على الإسماع، محبا للحديث
وأهله، مع كونه يكتب بيده في حال السماع. وحدّث مع أبيه وعمره عشرون
سنة.
وتوفي يوم الجمعة ثالث رمضان بدمشق عن سبع وثمانين سنة وشهرين، ودفن
بباب الصغير.
وفيها بدر الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الغني بن عبد الله
بن أبي نصر، المعروف بابن البطائنيّ [1] الحنبلي، الشيخ العدل الأصيل.
ولد في رمضان سنة ثمان وسبعين وستمائة، وسمع من ابن سنان، وابن
البخاري، والشّرف بن عساكر. وسمع منه جماعة، منهم المقرئ ابن رجب،
والحسينيّ. وباشر نيابة الحسبة بالشام. وتولى قضاء الرّكب الشامي،
وتكسّب بالشهادة.
وتوفي يوم الجمعة سادس رجب، ودفن بسفح قاسيون.
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (305- 306) و «ذيول تذكرة الحفاظ» ص (40) و
«الوفيات» لابن رافع (2/ 187) و «الدّرر الكامنة» (4/ 188) و «المقصد
الأرشد» (2/ 508) و «القلائد الجوهرية» (2/ 570) .
(8/311)
سنة سبع وخمسين
وسبعمائة
وقع فيها في جمادى الآخرة حريق بدمشق ظاهر باب الفرج لم يعهد مثله،
بحيث كانت عدة الحوانيت المحرقة سبعمائة سوى البيوت [1] .
وفيها توفي كمال الدّين أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أحمد [بن أحمد] [2]
بن مهدي، الإمام العالم الورع المصري الشافعي النّشائي [3]- بالنون
والمعجمة مخففا، نسبة إلى نشا قرية بريف مصر-.
ولد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من الحفّاظ الدّمياطي،
ورضي الدّين الطبري، وجماعة. واشتغل على والده وغيره من مشايخ العصر،
ودرس بجامع الخطيري [4] وخطب به، وأمّ أول ما بني، وأعاد بالظّاهرية
والصّالحية، وغيرها. وصنّف التصانيف المفيدة الجامعة المحرّرة، منها
«المنتقى» في خمس مجلدات، و «جامع المختصرات» وشرحه في ثلاث مجلدات. و
«نكت التنبيه» وهو كتاب مفيد، و «الإبريز في الجمع بين الحاوي والوجيز»
و «كشف غطاء الحاوي» و «مختصر سلاح المؤمن» وكلامه في مصنّفاته قويّ
مختصر جدا. وفي فهمه عسر، فلذلك أحجم كثير من الناس عن مصنّفاته.
وسمع منه، وحدّث عنه زين الدّين العراقي، وابن رجب الحنبلي.
__________
[1] ذكر هذا الخبر الحافظ السخاوي بتوسع في «الذيل التام على دول
الإسلام» فراجعه فهو مفيد.
[2] ما بين الرقمين لم يرد في «آ» ومعظم المصادر.
[3] انظر «ذيول العبر» ص (311) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 19) و
«طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 510) و «النجوم الزاهرة» (10/ 323- 324)
و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 12- 15) و «الدّرر الكامنة» (1/
224- 225) و «حسن المحاضرة» (1/ 239) .
[4] هو جامع الأمير أيدمر الخطيري ببولاق. انظر «النجوم الزاهرة» (8/
223) الحاشية رقم (2) .
(8/312)
وذكره رفيقه الإسنويّ فقال: كان إماما،
حافظا للمذهب، كريما متصوفا، طارحا للتكلّف، وفي أخلاقه حدّة كوالده.
توفي في صفر ودفن بالقرافة الصّغرى.
وفيها سلطان بغداد حسن بن أقبغا بن إيلكان بن خربندا بن أرغون بن هلاكو
المغلي [1] ، ويعرف بحسن الكبير تمييزا له عن حسن بن تمرتاش [2] . وكان
حسن الكبير، ذا سياسة حسنة، وقيام بالملك أحسن قيام، وفي ولايته وقع
ببغداد الغلاء المفرط، حتى بيع الخبز بصنج الدّراهم، ونزح الناس عن
بغداد، ثم نشر العدل، إلى أن تراجع الناس إليها، وكانوا يسمّونه الشيخ
حسن لعدله.
قال في «الدّرر» : وفي سنة تسع وأربعين توجه إلى تستر ليأخذ من أهلها
قطيعة قرّرها عليهم فأخذها وعاد، فوجد نوابه في بغداد في رواق الغزر
[3] ببغداد ثلاث قدور مثل قدور الهريسة، مملوءة ذهبا مصريا وصوريا
ويوسفيا، وغير ذلك، فيقال: جاء وزن ذلك أربعين قنطارا بالبغدادي.
ولما توفي قام ابنه أويس مقامه.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن
حامد بن خلف، المعروف بابن النّاصح، وهو لقب عبد الرحمن الحنبلي [4] .
سمع على الفخر ابن البخاري، وحدّث. وكان رجلا، صالحا، مباركا، يتعانى
التجارة، ثم ترك ذلك ولازم الجامع نحو الستين سنة.
توفي في ذي القعدة.
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (311) و «النجوم الزاهرة» (10/ 323) و «الدّرر
الكامنة» (2/ 14) وله ترجمة في «الذيل التام على دول الإسلام» للحافظ
السخاوي الورقة (81) من المنسوخ.
[2] في «آ» و «ط» : «حسن بن عرباس» والتصحيح من «الدّرر الكامنة» مصدر
المؤلف و «الدليل الشافي» (1/ 261) .
[3] في «آ» و «ط» : «في رواق العدل» والتصحيح من «الدّرر الكامنة» مصدر
المؤلف.
[4] انظر «ذيول العبر» ص (314) و «الدّرر الكامنة» (2/ 243) .
(8/313)
وفيها السيد شرف الدّين أبو الحسن علي بن
الحسين بن علي بن الحسين بن محمد الحسيني الأرموي المصري الشافعي،
المعروف بابن قاضي العسكر [1] .
مولده سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من جماعة، واشتغل بالفقه والأصول
والعربية، وأفتى، ودرّس بمشهد الحسين، والفخرية، والطيبرسية. وولي
نقابة الأشراف والحسبة، ووكالة بيت المال، وحدّث، وسمع منه جماعة.
قال ابن رافع: كان من أذكياء العالم، كثير المروءة، أديبا بارعا.
وقال ابن السبكي: كان رجلا، فاضلا، ممدحا، أديبا، هو والشيخ جمال
الدّين بن نباتة، والقاضي شهاب الدّين بن فضل الله، أدباء العصر، إلّا
أن ابن نباتة، وابن فضل الله يزيدان عليه بالشعر، فإنه لم يكن له فيه
يد، وأما في النثر فكان أستاذا ماهرا، مع معرفته بالفقه والأصول
والنحو.
توفي بالقاهرة في جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (312) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 137) و
«النجوم الزاهرة» (10/ 322) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 190- 192) و
«حسن المحاضرة» (1/ 396) .
(8/314)
سنة ثمان وخمسين
وسبعمائة
فيها وثب مملوك يقال له: آي قجا من مماليك السلطان علي شيخو الناصريّ
وكان شيخو هذا تقدم في أيام المظفّر واستقرّ في أول دولة الناصر حسن من
رؤوس أهل المشورة، ثم كاتب القصص، إلى أن صار زمام الملك بيده وعظم
شأنه في سنة إحدى وخمسين. كتب له بنيابة طرابلس وهو في الصّيد، فساروا
به إلى دمشق، فوصل أمر بإمساكه، فأمسك وأرسل إلى الاسكندرية، فسجن بها،
فلما استقرّ الصّالح أفرج عنه في رجب سنة اثنتين وخمسين، واستقرّ على
عادته أولا، وكثر دخله حتّى قيل: إنه كان يدخل له من إقطاعه وأملاكه
ومستأجراته في كل يوم مائتا ألف، ولم يسمع بمثل ذلك في الدولة التركية،
ولما وثب عليه المملوك وجرحه بالسيف في وجهه وفي يده اضطرب الناس، فمات
من الزّحام عدد كثير، وأمسك المملوك، فقال: ما أمرني أحد بضربه ولكني
قدمت له قصّة فما قضى حاجتي، فطيف بالمملوك، وقتل، وقطبت جراحات شيخو،
فأقام نحو ثلاثة أيام والناس تعوده، السلطان فمن دونه، ثم مات في سادس
عشر ذي القعدة وترك من الأموال ما لا يحصى.
وفيها توفي شهاب الدّين أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد
المحسن المصري العسجدي [1] .
ولد في رمضان سنة ست وثمانين وستمائة، وطلب الحديث وهو كبير،
__________
[1] انظر «الوافي بالوفيات» (8/ 42- 43) و «تذكرة النّبيه» (3/ 211) و
«النجوم الزاهرة» (10/ 327) و «الدّرر الكامنة» (1/ 286- 289) .
(8/315)
فسمع من النّور البعلي، والدّبوسي،
والواني، وغيرهم، وأكثر جدا. وكتب الطّباق، وأسمع أولاده، وكان أديبا،
متواضعا، فاضلا، متدينا، يعرف أسماء الكتب ومصنّفيها، وطبقات الأعيان
ووفياتهم، وولي تدريس الحديث بالمنصورية والفخرية وغيرهما.
قال ابن حبيب: كان عالما، بارعا، مفيدا، مسارعا إلى الخير.
ومن شعره:
ولعي بشمعته وضوء جبينه ... مثل الهلال على قضيب مائس
في خدّه مثل الذي في كفّه ... فاعجب لماء فيه جذوة قابس
وفيها أرغون الصّغيّر الكاملي [1] نائب حلب.
كان أحد مماليك الصّالح إسماعيل. رباه وهو صغير السّنّ حتّى صيّره
أميرا، وزوّجه أخته لأمّه هي بنت أرغون العلائي. وكان جميلا جدا.
قال الصفدي لما تزوّج خرج وعليه قباء مطرّز فبهر الناس بحسنه.
ولما ولي الكامل حظي عنده، وكان يدعى أرغون الصّغيّر فصار يدعى أرغون
الكاملي، ثم ولّاه النّاصر حسن نيابة حلب، فباشرها مباشرة حسنة، وخافه
التّركمان والعرب، ثم ولي نيابة دمشق في أول دولة الصّالح صالح ثم
اعتقل بالإسكندرية، ثم أفرج عنه، وأقام بالقدس بطّالا، وعمر له فيها
تربة حسنة، ومات بها في شوال.
وفيها قوام الدّين أمير، كاتب بن أمير عمر بن أمير غازي أبو حنيفة
الإتقاني الحنفي [2] .
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (316) و «الوافي بالوفيات» (8/ 356- 358) و
«النجوم الزاهرة» (10/ 326) و «الدّرر الكامنة» (1/ 352- 354) .
[2] انظر «ذيل العبر» ص (317) و «النجوم الزاهرة» (10/ 325- 326) و
«الدليل الشافي» (1/ 155- 156) و «تذكرة النّبيه» (3/ 208- 209) و
«الجواهر المضية» (2/ 279) و «الدّرر الكامنة» (1/ 414- 416) و «بغية
الوعاة» (1/ 459- 460) و «حسن المحاضرة» (1/ 470) و «البدر الطالع» (1/
158- 159) .
(8/316)
قال السيوطي [وقيل:] : اسمه لطف الله.
قال ابن حبيب: كان رأسا في مذهب أبي حنيفة، بارعا في اللّغة والعربية.
وقال ابن كثير: ولد بإتقان في ليلة السبت تاسع عشر شوال سنة خمس
وثمانين وستمائة، واشتغل ببلاده، ومهر، وقدم دمشق سنة عشرين وسبعمائة،
ودرّس وناظر، وظهرت فضائله.
وقال ابن حجر: ودخل مصر، ثم رجع فدخل بغداد، وولي قضاءها، ثم قدم دمشق
ثانيا، وولي بها تدريس دار الحديث الظّاهرية بعد وفاة الذّهبي، وتكلّم
في رفع اليدين في الصّلاة، وادّعى بطلان الصّلاة به، وصنّف فيه مصنّفا،
فردّ عليه الشيخ تقي الدّين السّبكي وغيره، ثم دخل مصر فأقبل عليه
صرغتمش وعظم عنده جدا، وجعله شيخ مدرسته التي بناها، وذلك في جمادى
الأولى سنة سبع وخمسين، فاختار لحضور الدرس طالعا، فحضر والقمر في
السّنبلة والزّهرة في الأوج، وأقبل عليه صرغتمش إقبالا عظيما، وقدّر
أنه لم يعش بعد ذلك سوى سنة وشيء، وكان شديد التعظيم [1] لنفسه [2] ،
متعصبا جدا، معاديا للشافعيّة، يتمنى تلفهم [3] واجتهد في ذلك بالشام،
فما أفاد، وأمر صرغتمش أن يقصر مدرسته على الحنفية.
وشرح «الهداية» وحدّث ب «الموطأ» رواية محمد بن الحسن [4] بإسناد نازل
جدا.
وذاكر [5] القاضي عزّ الدّين ابن جماعة أن بينه وبين الزّمخشري اثنين،
فأنكر ذلك، وقال: أنا أسنّ منك، وبيني وبينه أربعة أو خمسة.
وكان أحد الدّهاة. وأخذ عنه الشيخ محبّ الدّين بن الوحديّة.
__________
[1] في «بغية الوعاة» : «التعاظم» .
[2] لفظة «لنفسه» وردت بعد لفظة «متعصبا» في «بغية الوعاة» مصدر
المؤلف.
[3] في «آ» و «ط» : «تلافهم» وما أثبته من «بغية الوعاة» .
[4] أقول: وهو محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة النعمان
بن ثابت. (ع) .
[5] في «ط» : «وذكر» وهو خطأ، وفي «بغية الوعاة» : و «ذاكره» .
(8/317)
ومات في حادي عشر شوال. انتهى ما ذكره
السيوطي في «طبقات النّحاة» .
وفيها أحمد بن مظفّر بن أبي محمد بن مظفّر بن بدر بن الحسن بن مفرّج بن
بكّار بن النابلسي، سبط الزّين خالد أبو العبّاس [1] .
كان حافظا، مفيدا، حجّة، ذا صلاح ظاهر، لكنه عن الناس نافر. قاله ابن
ناصر الدّين [2] .
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
بن عبد الولي بن جبارة المقدسي ثم الصالحي المرداوي الحنبلي المعمّر
المسند المعروف بالحريري [3] .
مولده سنة ثلاث وستين وستمائة، وسمع من الكرماني، وابن البخاري، وخلق.
وأجاز له أحمد بن عبد الدائم، والنّجيب عبد اللطيف.
قال الحسيني: وهو آخر من حدّث بالإجازة عنهم في الدّنيا، وسمع منه
الذهبي، والبرزالي، والحسيني، وطائفة. وضعف بصره، وهو كثير التّلاوة
والذّكر.
توفي في ثالث عشر رمضان ببستان الأعسر، وصلّي عليه بجامع المظفّري،
ودفن بالسفح بمقبرة المرادوة.
وفيها شرف الدّين أبو سليمان داود بن محمد بن عبد الله المرداوي [4]
الحنبلي الشيخ الإمام الصّالح، أخو قاضي القضاة جمال الدّين المرداوي.
__________
[1] انظر «المعجم المختص» (42- 43) و «معجم الشيوخ» (1/ 104) و «ذيول
العبر» ص (315) و «طبقات الشافعية الكبرى» (9/ 31- 34) و «الدّرر
الكامنة» (1/ 317) و «الداس في تاريخ المدارس» (1/ 555) .
[2] في «التبيان شرح بديعة البيان» (189/ ب- 190/ آ) وزاد ابن ناصر
الدّين في ترجمته: «وله جزء في ذكر أبي هريرة، وجزء في ترجمة أبي
القاسم بن عساكر» .
[3] انظر «ذيول العبر» ص (316) و «الدّرر الكامنة» (1/ 168) و «القلائد
الجوهرية» (2/ 302- 303) .
[4] انظر «الدّرر الكامنة» (2/ 188) و «المقصد الأرشد» (1/ 383- 384) .
(8/318)
سمع الكثير متأخرا على التّقي سليمان،
وأجاز له جماعة، منهم ابن البخاري وغيره.
وتوفي في رمضان ودفن بسفح قاسيون.
وفيها تاج الدّين محمد ابن أحمد بن رمضان بن عبد الله الجزيريّ ثم
الدمشقيّ الحنبليّ [1] .
سمع من الشيخ شمس الدّين بن أبي عمر، وابن عساكر، وابن الفرّاء، وأجاز
له الصّيرفي، وابن الصّابوني، وابن البخاري، وابن الكمال، وخلق.
وخرّج له ابن سعد «مشيخة» سمعها عليه جماعة، منهم الحسيني، وابن رجب.
توفي مستهل رمضان وصلّي عليه بالأموي، ودفن بسفح قاسيون.
وفيها مريم ستّ القضاة [2] بنت الشيخ عبد الرحمن بن أحمد ابن عبد
الرحمن [3] الحنبلية، الشيخة الصّالحة، المسندة، من أصحاب الشيخ المسند
أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر.
ولدت عام أحد أو اثنين وتسعين وستمائة، وروت عن خلق، وحدّثت وأجازت
لولدها شمس الدّين بن عبد القادر النابلسي، ويأتي ذكره إن شاء الله
تعالى، وتوفيت في المحرّم.
وفيها بهاء الدّين عمر بن محمد بن أحمد بن منصور الهندي [4] الحنفي
نزيل مكّة.
قال الفاسي: كان عالما بالفقه والأصول والعربية مع حلم وأدب، وعقل
راجح، وحسن خلق. جاور بالمدينة، وحجّ فسقط إلى الأرض فيبست أعضاؤه
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (317) و «الدّرر الكامنة» (3/ 405) و «القلائد
الجوهرية» (2/ 310) .
[2] في «آ» و «ط» : «مريم وتدعى قضاة» والتصحيح من «الأعلام» .
[3] انظر «الدّرر الكامنة» (4/ 345- 346) و «الأعلام» : (7/ 210) .
[4] انظر «العقد الثمين» : (354- 355) و «إتحاف الورى» ص (273) .
(8/319)
وبطلت حركته، وحمل إلى مكّة، وتأخر عن
الحجّ ولم يقم إلّا قليلا ومات.
وفيها محبّ الدّين أبو الثناء محمود بن علي بن إسماعيل بن يوسف
التّبريزي القونوي الأصل المصري الشافعي [1] .
ولد بمصر سنة تسع عشرة وسبعمائة، وتوفي والده وهو صغير، فاشتغل وأخذ عن
مشايخ العصر، ودرّس وأفتى وصنّف.
ذكره رفيقه الإسنوي في «طبقاته» وبالغ في المدح له والثناء عليه، وشرع
في تصنيف أشياء عاقه عن إكمالها انخرام الأمنية وانختام المنية [2] .
وكمل «شرح المختصر» [3] في جزءين، وهو من أحسن شروحه.
توفي في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر «النجوم الزاهرة» (10/ 327) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/
384) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 336- 337) و «الوفيات» لابن رافع
(2/ 199- 200) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 96- 98) و
«الدّرر الكامنة» (4/ 328) .
[2] في «آ» و «ط» : «احترام المنية» وأثبت العبارة بكاملها من «طبقات
الشافعية» للإسنوي مصدر المؤلف.
[3] يعني «مختصر ابن الحاجب» كما جاء مبينا في «طبقات الشافعية»
للإسنوي.
(8/320)
سنة تسع وخمسين
وسبعمائة
فيها توفي أبو الغيث بن عبد الله بن راشد السّكوني الكندي الحضرمي [1]
.
قال الخزرجي: كان فقيها، بارعا، محقّقا، عارفا بالفقه والنحو واللغة
والمعاني والبيان والعروض والقوافي، أخذ عن جماعة من أهل زبيد، وولي
القضاء بها وتدريس العفيفية، ثم نقله المجاهد إلى تعز لتدريس مدرسته
فاستمر بها إلى أن مات.
وفيها الحسين بن علي بن أبي بكر بن محمد بن أبي الخير الموصلي الحنبلي
[2] .
قدم الشام، وكان شيخا طوالا، ذكيا، له قدرة على نظم الألغاز، وكتابته
جيدة. وكان يذكر أنه سمع «جامع الأصول» ودرّس.
وتوفي في خامس عشر رمضان، وهو والد الشيخ عزّ الدّين الموصلي.
وفيها علاء الدّين علي بن عبد الرحمن بن الحسين الخطيب بن الخطيب
العثماني الصّفدي الشافعي [3] .
ناب في الحكم بصفد، وخطب بها ودرّس، وقام بالفتوى بعد ابن الرسام، وله
مختصر في الفقه سماه «النافع» .
__________
[1] انظر «بغية الوعاة» (2/ 241) و «العقود اللؤلؤية» (1/ 107) .
[2] انظر «الدّرر الكامنة» (2/ 59) و «المقصد الأرشد» (1/ 346- 347) .
[3] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 47) و «الدّرر الكامنة»
(3/ 58- 59) .
(8/321)
توفي بصفد عقب وصوله من الحجّ وهو أخو
القاضي شمس الدّين العثماني قاضي صفد، وصاحب «طبقات الفقهاء» المحشوة
بالأوهام، و «تاريخ صفد» وغيرهما. قاله ابن قاضي شهبة.
وفيها شمس الدّين محمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بالحفّة- بمهملة
وفاء وقد يصغر فيقال حفيفة- الحنبلي [1] الشيخ الصّالح المقرئ الملقن
المعمّر.
سمع من ابن البخاري «مشيخته» ، وحدّث وسمع منه ابن رجب، والعراقي،
وطائفة. وكان يقرئ بالجامع المظفّري، وقرأ عليه جماعة مستكثرة.
توفي ليلة الثلاثاء عاشر ربيع الأول بالصّالحية ودفن بسفح قاسيون.
وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الواحد
المقدسي الأصل ثم الدمشقي [2] الحنبلي الشيخ الإمام.
كان إماما بمحراب الحنابلة بجامع دمشق، وحضر على ابن البخاري «المسند»
وسمع من جدّه لأمّه الشيخ تقي الدين الواسطي، وابن عساكر، وغيرهما.
وحدّث، وسمع منه الحسيني، وابن رجب.
توفي يوم السبت سابع عشر شعبان بسفح قاسيون ودفن به.
وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عثمان بن موسى الآمدي
ثم المكّي الحنبلي [3] . إمام مقام الحنابلة بمكّة- شرّفها الله تعالى-
ولي الإمامة بعد وفاة والده، فباشرها أحسن مباشرة، واستمرّ نحو ثلاثين
سنة، وسمع الحديث من والده وغيره.
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (323- 324) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 209) و
«الدّرر الكامنة» (3/ 294) و «المقصد الأرشد» (2/ 336) .
[2] انظر «الوفيات» لابن رافع (2/ 212- 213) و «الدارس في تاريخ
المدارس» (2/ 123) والمقصد الأرشد» (2/ 362- 363) و «القلائد الجوهرية»
(2/ 428) .
[3] انظر «العقد الثمين» (2/ 316) و «الدّرر الكامنة» (3/ 318) و
«المقصد الأرشد» (2/ 508- 509) .
(8/322)
وفيها شمس الدّين محمد بن يحيى بن محمد بن
سعد [1] بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله بن نمير [2] ، الشيخ
الإمام العالم المتقن المحدّث المفيد الحنبلي المقدسي، ثم الصّالحي.
ذكره الذهبي في «معجمه المختص» فقال: المحدّث الفاضل البارع، مفيد
الطلبة، بكّر به والده، فسمع كثيرا وهو حاضر، وسمع من خلق كثير، وطلب
بنفسه، وكتب ورحل، وخرّج للشيوخ.
وقال الحسيني: سمع خلقا [3] كثيرا وجمّا غفيرا، وجمع فأوعى، وكتب ما لا
يحصى، وخرّج لخلق من شيوخه وأقرانه، وأثنى عليه ابن كثير، وابن حبيب،
وغيرهما.
توفي يوم الاثنين ثالث ذي القعدة بالصّالحية ودفن بقاسيون وقد قارب
الستين.
__________
[1] في «آ» و «ط» : «سعيد» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[2] انظر «ذيول العبر» ص (323) و «المعجم المختص» ص (266) و «الوفيات»
لابن رافع (2/ 214- 216) و «البداية والنهاية» (14/ 263) و «الدّرر
الكامنة» (4/ 283) و «ذيل تذكرة الحفّاظ» للحسيني ص (59- 61) و «تذكرة
النّبيه» (3/ 216) .
[3] لفظة «خلقا» سقطت من «ذيل تذكرة الحفّاظ» للحسيني فلتستدرك.
(8/323)
سنة ستين وسبعمائة
فيها توفي خطيب مكّة وقاضيها شهاب الدّين أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد
بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطّبري [1] القاضي
المكّي الشافعي من بيت العلم والقضاء والرئاسة والحديث.
قال في «الدّرر» : ولد سنة ثمان عشرة وسبعمائة، وولي قضاء مكّة وهو شاب
بعد أبيه، وولي الخطابة. وكان أسمع على الرّضي، والصّفي، والفخر
التوزري، وغيرهم، وسمع منه غير واحد من شيوخنا، ومات في العشر الآخر من
شعبان.
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن أبي الزّهر بن عطية
الهكّاري الحنبلي [2] الشيخ الإمام. سمع من ابن البخاري «مشيخته»
وغيرها.
وسمع منه الذهبي، وابن رجب، وابن العراقي، وغيرهم. وكان شيخا صالحا
حسنا من أولاد المشايخ.
توفي ليلة الجمعة سابع عشري جمادى الأولى ودفن بسفح قاسيون.
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن أحمد بن تمّام [3] بن
السرّاج الحنبلي [4] الشيخ الصّالح.
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (329) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 221- 222) و
«العقد الثمين» (3/ 161- 166) و «الدّرر الكامنة» (1/ 297) .
[2] انظر «ذيول العبر» ص (329) و «الدّرر الكامنة» (1/ 263) و «المقصد
الأرشد» (1/ 179- 180) .
[3] في «آ» و «ط» : «ابن سام» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4] انظر «الوفيات» لابن رافع (2/ 224- 225) و «الدّرر الكامنة» (1/
242- 243) و «القلائد الجوهرية» (2/ 419) و «المقصد الأرشد» (1/ 180-
181) .
(8/324)
حضر في الثانية على ابن القوّاس «معجم ابن
جميع» وسمع الغسولي وغيره، وحدّث، وسمع منه الذّهبي والحسيني، وابن
أيدغدي، وجماعة. وكان رجلا جيدا.
توفي سابع ذي الحجّة بالصّالحية ودفن بقاسيون.
وفيها زين الدّين عمر بن عثمان بن سالم بن خلف بن فضل المقدسي المؤدّب
الصّالحي الحنبلي [1] . سمع من ابن البخاري «سنن أبي داود» ومن التّقي
الواسطي، وخطيب بعلبك، وحدّث، وسمع منه الحسيني، وابن أيدغدي، وجماعة.
وكان من أهل الدّين والخير، وكان عامل الضيائية متودّدا كثير التحصيل
للكتب الحديثية.
توفي ليلة الخميس سادس عشر ذي القعدة.
وفيها محمد بن عيسى بن عبد الله السّكسّكي النحوي الشافعي المصري [2]
نزيل دمشق.
قال في «الدّرر» : مهر في العربية، وشغل الناس بها، وكان كثير المطالعة
والمذاكرة، وله أرجوزة في التصريف، وكتب شيئا على «منهاج النووي» وله
سماع من عبد الرحيم بن أبي اليسر وغيره، وكان كثير العبادة، حسن البشر،
جيد التعليم، درّس وأفتى، وولي الخانقاه الشّهابية، وله أسئلة في
العربية سأل عنها الشيخ تقي الدّين السّبكي فأجابه.
مات في ثامن عشر ربيع الأول والله أعلم.
__________
[1] انظر «ذيول العبر» ص (330) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 222- 223) و
«المقصد الأرشد» (2/ 303) و «الدّرر الكامنة» (3/ 175) و «القلائد
الجوهرية» (1/ 286) .
[2] انظر «الدّرر الكامنة» (4/ 129) و «بغية الوعاة» (1/ 205) .
(8/325)
|