شذرات الذهب في أخبار من ذهب

سنة إحدى وتسعين وتسعمائة
فيها- تقريبا- توفي برهان الدّين إبراهيم بن المبلّط القاهري [1] شاعر القاهرة.
كان فاضلا، أديبا، شاعرا.
ومن شعره في القهوة:
يقول عذولي قهوة البن مرّة ... وشربة حلو الماء ليس لها مثل
فقلت على ما عبتها بمرارة [2] ... قد اخترتها فاختر لنفسك ما يحلو
وقال:
أرى قهوة البّن في عصرنا ... على شربها النّاس قد أجمعوا
وصارت لشرابها عادة ... وليست تضرّ ولا تنفع
وقال:
يا عائبا لسواد قهوتنا التي ... فيها شفاء النّفس من أمراضها
أو ما تراها وهي في فنجانها ... تحكي سواد العين وسط بياضها
وفيها نور الدّين علي بن علي السّنفي المصري ثم الدمشقي الشافعي [3] الإمام العلّامة.
__________
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 92- 93) .
[2] في «ط» : «من مرارة» .
[3] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 193- 194) .

(10/622)


قال في «الكواكب» : ولد بمصر سنة إحدى وتسعمائة، وأخذ الفقه وغيره عن القاضي زكريا، والبرهان بن أبي شريف، والبرهان القلقشندي، والكمال الطّويل، وغيرهم. وورد الشام وقطنها، وانتفع به الفضلاء، كالشيخ إسماعيل النابلسي، وشيخنا شيخ الإسلام أحمد العيثاوي.
وولي نيابة القضاء بالكبرى، وتنزّه عن المحصول برهة ثم تناوله، وكانت وفاته بدمشق ليلة الأحد رابع شعبان.
وفيها جمال الدّين محمد بن أبي بكر الأشخر- بالشين المعجمة السّاكنة، والخاء المعجمة، بعدها راء- اليمني الشافعي [1] الإمام العلّامة.
قال في «النور» : ولد في اليوم الثاني والعشرين من ذي الحجّة سنة خمس وأربعين وتسعمائة، وتخرّج بأبيه، وقرأ على جماعة من الجلّة، وحصل له من الجميع الإجازة، وبرع في العلوم، حتّى صار شيخ الإسلام، ومفتي الأنام، الفرد الحافظ الحجّة السالك بالطالبين في أوضح المحجّة، إمام الفنون الذي اعترف بتقدّمه المفتون.
وله التصانيف المفيدة والتآليف العديدة، منها «منظومة الإرشاد» و «شرح الشذور» و «منظومة» في أصول الفقه وشرحها، و «مختصر المحرّر» للسّمهودي في تعليق الطلاق، و «منظومة في أسماء الرجال» و «ألفية» في النحو، نظمها في مرض موته، وله «فتاوى» مجلد ضخم، و «شرح بهجة المحافل» واختصر «التفاحة في علم المساحة» وله غير ذلك.
ومن نظمه جامعا غزوات [2] النّبيّ صلّى الله عليه وسلم:
غزوة بدر أحد فالخندق ... بني قريظة بني المصطلق
وخيبر وطائف بالاتفاق ... قاتل فيها المصطفى أهل الشّقاق
والخلف في بني النّضير ذكرا ... فتح حنين غاية وادي القرى
__________
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (390- 401) و «البدر الطالع» (2/ 146) و «الأعلام» (6/ 59) و «معجم المؤلفين» (9/ 106) .
[2] في «آ» : «لغزوات» .

(10/623)


وله فيها مرتبا على سني الهجرة الشريفة:
فبدر فأحد بعد هاذين خندق ... فذات رقاع والمريسيع خيبر
وفتح تبوك رتّبت هذه على ... سني هجرة كلّ بذاك يخبر
ومنه مما يتعلق بالبروج والمنازل:
وزنوا عقربا بقوس شتاء ... غفروا للبليد لمّا أساء
شرب الجدي دلو حوت ربيعا ... فله الذّبح حيث حلّ الرشاء
حمل الثور جوزة نحو صيف ... شاركا للذّراع لما أشاء
سرط اللّيث سنبلا بخريف ... ناثرا أنجم السّماك شراء
ونظمه كثير، وعلمه غزير، ونظم كثيرا من المسائل العلمية والقواعد الفقهية ليقرب ضبطها ويسهل حفظها.
وبالجملة فإنه كان آية من آيات الله تعالى خاتمة المحقّقين لم يخلّف بعده مثله، وتخرّج به جماعة من بلده وغيرها:
منهم أخوه العلّامة أحمد الأشخر، وناهيك به، إذ حفظ «العباب» للمزجّد [1] ، وكان أخوه يعظّمه ويقدمه على سائر الطلبة، غير أنه بعد ذلك ظهرت فيه طبيعة السوداء، فترك الاجتماع بالناس، إلّا نادرا، ومع ذلك لما اجتمع به الفقيه أحمد بن الفقيه محمد باجابر، حصل له عنده الحظوة التامة، واختلى به أياما مدة إقامته عنده، وأملى عليه شيئا كثيرا من نظم أخيه، وبحث معه في مسائل فقهية، وتعجب الناس لذلك، فرحمهم الله تعالى جميعا.
__________
[1] هو أحمد بن عمر بن محمد السّيفي المرادي المذحجي الزّبيدي، تقدمت ترجمته في وفيات سنة (930) من هذا المجلد.

(10/624)


سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة
فيها توفي الولي الكبير الشيخ أبو بكر بن سالم باعلوى [1] .
قال في «النور» : كان من المشايخ الأفراد المقصودين بالزيارة من أقصى البلاد، وانتفع ببركته الحاضر والباد، وانغمرت بنفحات أنفاسه العباد، واشتهرت كراماته ومناقبه في الآفاق، وسارت بها الرّكبان والرّفاق، ووقّع على ولايته الإجماع والاتفاق.
توفي- رحمه الله تعالى- ليلة الأحد السابع والعشرين من ذي الحجّة بعينات- بكسر المهملة، وسكون المثناة التحتية، وقبل الألف نون، وبعدها مثناة فوقية- من قرى حضرموت على نصف مرحلة من تريم.
وفيها شهاب الدّين [2] أحمد الشيخ بدر الدّين العبّاسي المصري الشافعي [3] .
ولد بمصر. سنة ثلاث وتسعمائة، وأخذ عن القاضي زكريا، والبرهان بن أبي شريف، والنّور المحلّي، وكمال الدّين الطّويل، ونور الدّين المليجي- بالجيم- وأبي العبّاس الطّنبذاوي البكري. بزبيد، وحفظ «المنهاج الفقهي» و «الشاطبية» و «العمدة» في الحديث للحافظ عبد الغني المقدسي، و «الأربعين النواوية» و «الأجرومية» و «مختصر أبي شجاع» .
__________
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (413) .
[2] لفظة «الدّين» سقطت من «ط» .
[3] ترجمته في «النور السافر» ص (404- 407) .

(10/625)


وكان عالما، عاملا، علّامة، شديد الورع، قليل الاختلاط بالناس، متمسكا بالكتاب والسّنّة، وطريقة السّلف الصّالح، له اليد الطولى في علم الحرف والفلك والميقات، وله الشعر الرائق فمنه:
كان البخاريّ حافظا ومحدّثا ... جمع الصّحيح مكمّل التّحرير
ميلاده صدق ومدّة عمره ... فيها حميد وانقضى في نور
ولما وقف على هذه الأبيات التي نظم فيها بعضهم ما لكل فصل من المنازل على اصطلاح أهل اليمن وهي:
شرط البطين ثريّا دبر هقعقها ... وهنة الذّرع فصل الصّيف قد كملا
فنثرة الطّرف جبهة [1] الزّبرة انصرفت ... عوى سماك فدا فصل الخريف خلا
غفر زبانا تكلّل قلب شولتها ... نعائم [2] بلدة فصل الشتا كملا
واذبح بلاعا سعودا واخب فرعهما [3] ... في بطن حوت، فذا فصل الرّبيع تلا
استحسنها وقال: إنه أجاد فيها غير أنه اعتمد في ذلك على حساب المتقدمين في المنازل حيث بدأ بالشرطين، وعلى حساب المتأخرين، يبدءون بالفرع المؤخر.
وتوفي بالهند بأحمدآباد ليلة الجمعة رابع صفر ودفن بها بتربة العرب بالقرب من تلميذه وصاحبه الشيخ عبد الرحيم العمودي، وكانا في حياتهما روحين في جسد.
وفيها القاضي زين الدّين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن الفرفور الحنفي [4] .
كان إماما، فاضلا، شاعرا، بارعا.
__________
[1] في «آ» و «ط» : «جبة» وما أثبته من «النور السافر» مصدر المؤلف ولا يستقيم وزنه.
[2] في «آ» و «ط» : «نعامة» .
[3] في «آ» و «ط» : «مزعهما» .
[4] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 164) .

(10/626)


ومن شعره:
اترك الدّنيا لناس زعموا ... أنّ فيها مرهم القلب الجريح
ذاك ظنّ منهم بل غلط ... آه منها ما عليها مستريح
وأهدى سفينة لبعض أصحابه وكتب معها:
سفينة وافتك يا سيدي ... مشحونة بالنّظّم والنّثر
قد ملئت بالدّر أرجاؤها ... من أجل ذا جاءت إلى البحر
وفيها أبو السعادات محمد بن أحمد بن علي الفاكهي المكّي الحنبلي [1] الإمام العلّامة.
ولد سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وقرأ في المذاهب الأربعة، فكانت له اليد الطولى، وتفنّن في العلوم.
ومن شيوخه الشيخ أبو الحسن البكري، وابن حجر الهيتمي، والشيخ محمد الحطّاب في آخرين من أهل مكة، وحضرموت، وزبيد، يكثر عددهم بحيث يزيدون على التسعين، وأجازوه، وحفظ «الأربعين النواوية» و «العقائد النسفية» و «المقنع» في فقه الحنابلة، و «جمع الجوامع» الأصولي و «ألفية ابن مالك» و «تلخيص المفتاح» وغير ذلك، منها، القرآن العظيم، وقرأ للسبعة، ونظم ونثر، وألّف من ذلك «شرح مختصر الأنوار» المسمى «نور الأبصار» في فقه الشافعي، ورسالة في اللغة، وغير ذلك، ورزق الحظوة في زمنه.
وكان جوادا، سخيا، لا يمسك شيئا، ولذلك كان كثير الاستقراض، وكانت تغلب عليه الحدّة، ودخل الهند وأقام بها مدة مديدة، ثم رجع إلى وطنه مكّة سنة سبع وخمسين وتسعمائة، وفي ذلك العام زار النّبيّ صلّى الله عليه وسلم، ثم حجّ في السنة التي تليها، وعاد إلى الهند فمات بها ليلة الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة.
__________
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (407- 410) و «النعت الأكمل» ص (154- 155) و «الأعلام» (6/ 7) و «معجم المؤلفين» (8/ 292) .

(10/627)


وفي حدودها بهاء الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الله المصري [1] النحوي الشيخ العالم الصّالح.
قال في «الكواكب» : ولد تقريبا سنة ثمان وتسعمائة، وتوفي في عشر التسعين. انتهى.
وفيها- قطعا- شهاب الدّين محمود بن شمس الدّين محمد السّندي [2] الطّيب.
قال في «النور» : كان آية في الطب [3] والمعالجات، حكي أن بعض السلاطين أهدى إلى السلطان محمود صاحب كجرات أشياء نفيسة، من جملتها جارية وصيفة، فأعطاها السلطان لبعض [4] الوزراء، فاتفق أن صاحب الترجمة جسّ نبضها قبل أن يمسها ذلك الوزير، فحذّره من جماعها وقال: كل من جامعها يموت، فأرادوا تجربته في ذلك. وجاءوا بعبد وأدخلوه عليها فمات لوقته، فازدادوا تعجبا منه، وسأله الوزير عن السبب فقال: إنهم أطعموها أشياء أورثت ذلك، وأن مهديها قصد هلاك السلطان، ويقرب من هذا بل يؤيده أن القزويني ذكر في «عجائب البلدان» عند الكلام على عجائب الهند. ومن عجائبها البيش، وهو نبت لا يوجد إلّا في الهند، سمّ قاتل، أي حيوان يأكل منه يموت، ويتولد تحته حيوان يقال له: فأرة البيش، تأكل منه ولا يضرّها.
ومما ذكر أن ملوك الهند إذا أرادوا الغدر بأحد عمدوا إلى الجواري إذا ولدن، وفرشوا من هذا النبت تحت مهودهنّ زمانا، ثم تحت فرشهن زمانا، ثم تحت ثيابهن زمانا، ثم يطعمونهن [5] منه في اللبن، حتى تصير الجارية إذا كبرت تتناول منه ولا يضرّها، ثم يبعثوا بها مع الهدايا إلى من أرادوا الغدر به من الملوك فإذا غشيها مات. انتهى
__________
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 61- 62) .
[2] ترجمته في «النور السافر» ص (413- 414) .
[3] في «النور السافر» : «في الحكمة والمعالجات» .
[4] في «آ» : «إلى بعض» .
[5] في «النور السافر» : «يطعموهن» .

(10/628)


سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة
فيها توفي الشيخ تقي الدّين أبو بكر بن محمد الحمّامي والده، الصّهيوني الشافعي [1] الإمام العلّامة.
قال في «الكواكب» : قرأ على الشيخ شهاب الدّين الطّيبي في القراآت وغيرها، وعلى الشيخ شهاب الدّين أخي في الحساب وغيره، وكان يعتمد علم الحرف ويعمل الأوفاق، اعتقده الحكّام بسبب ذلك، وعاش فقيرا ثم أثرى في آخر عمره، فقال لبعض أصحابه: حيث وسّعت علينا الدنيا فالأجل قريب، فمات عن قرب.
ومن كلامه: ليس في التردد إلى من ليس فيه كبير فائدة كبير فائدة.
وله نظم لطيف منه:
أضنى الجوانح بالهوى ولهيبه ... بدر تزايد في الهوى ولهي به
وجوانحي جنحت إلى ذاك الذي ... شغل الفؤاد بحبّه ولهيبه
وعلى هواه مقلتي سحّت وما ... شحّت بفيض مدامعي وصبيبه
فإذا أصبت أذى بأوصاف الهوى ... لا تنكروا بحياتكم وصبي به
للَّه صبّ ما تذكّر للهوى ... إلا وهام بذكره وصبي به
ذكر الشيخ حسن البوريني أنه ذاكرا أبابكر الصّهيوني [2] فوجده فاضلا في علوم إلّا أنه اشتهر بعلم النجوم. انتهى ملخصا.
__________
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 94- 95) و «تراجم الأعيان» للبوريني (1/ 276) .
[2] تحرفت في «ط» إلى «الصيوني» .

(10/629)


وفيها الشيخ إسماعيل بن أحمد بن الحاج إبراهيم النّابلسي الشافعي [1] .
قال في «الكواكب» : هو شيخ الإسلام ومفتي الأنام، أستاذ العصر، ومفرد الوقت، تصدّر للإفتاء والتدريس، وصار إليه المرجع بعد شيخ الإسلام الوالد.
مولده كما [2] وجدته بخطّ المنلا أسد، سنة سبع وثلاثين وتسعمائة.
واشتغل على جماعة من أهل العلم في النحو والصّرف، وحفظ القرآن العظيم، و «ألفية ابن مالك» ثم لازم الشيخ أبا الفتح الشّيشري هو وصاحبه الشيخ عماد الدّين الحنفي، ثم لزم العلّامة الشيخ علاء الدّين بن عماد الدّين في المعقولات وغيرها، وأخذ عن شيخ الإقراء الشيخ شهاب الدّين الطّيبي، وقرأ «المنهاج» على العلّامة الفقيه السّنفي، ودرّس بالجامع الأموي، ثم بدار الحديث الأشرفية، وبالشامية البرّانية عن الشّهاب الفلوجي [3] ، ودرّس بالدرويشية بشرط واقفها، وضم إليها تدريس العادلية الكبرى، وكانت دروسه حافلة، لصفاء ذهنه وطلاقة لسانه، وحسن تقريره.
وله شعر منه قوله محاجيا في عاقر قرحا:
مولاي يا خير مولى ... ويا سليم القريحه
ما مثل قول المحاجي ... يوما عجوز قريحه
وأجاب عن قول بعضهم:
يا أيّها النّحوي ما اسم قد حوى ... من مانعات الصّرف خمس موانع
وتزول من تلك الموانع علّة ... فيصير مصروفا بغير منازع
بقوله:
يا أكمل الفضلاء يا من قد غدا ... في فضله فردا بغير مدافع
في أذربيجان لقد ألغزت إذ ... شنّفت باللّغز البديع مسامعي
__________
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 130- 135) و «تراجم الأعيان» (2/ 61- 79) و «معجم المؤلفين» (2/ 258) .
[2] لفظة «كما» سقطت من «ط» .
[3] تصحفت في «ط» إلى «القلوجي» .

(10/630)


توفي- رحمه الله تعالى- يوم السبت ثالث عشر المحرم، ودفن بمقبرته التي أنشأها شمالي مقبرة باب الصغير بالقرب من جامع جرّاح.
وفيها رحمة الله بن عبد الله السّندي الحنفي [1] ، نزيل المدينة المشرّفة.
قال في «النور» : كان من العلماء العاملين وعباد الله الصّالحين.
وتوفي في مكة في ثامن عشر المحرّم.
وكان له أخ اسمه حميد، وكان أيضا من أهل العلم والصّلاح، حسن الأخلاق، كثير التواضع، ظاهر الفضل، جليل القدر، وحصل له في آخر الأمر جاه عظيم، وجاور بها تسع سنين، ومات بها أيضا. انتهى.
وممن أخذ عنه النّجم الغيطي.
وممن أخذ عن الشيخ حميد الشيخ محمد علي ابن الشيخ محمد علّان المكّي الشافعي الصّديقي، الشهير بابن علّان شيخ شيخنا السيد محمد بن سيد حمزة الحسيني نقيب السّادة الأشراف بدمشق.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن محمد بن أبي اللطف المقدسي الشافعي [2] المتقدّم ذكر والده في سنة إحدى وسبعين وتسعمائة [3] .
[4] ولد صاحب الترجمة سنة أربعين وتسعمائة [4] ، وبرع وهو شاب، وفضل، وتقدم على من هو أسنّ منه، حتى على أخويه، وصار مفتي القدس الشريف على مذهب الإمام الشافعي.
وكان له يد طولى في العربية والمعقولات، وله شعر منه قوله مقيدا لأسماء النّوم بالنهار وما في كل نوع منها:
النّوم بعد صلاة الصّبح غيلوله ... فقر وعند الضّحى فالنّوم فيلوله
__________
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (439- 440) .
[2] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 11- 12) .
[3] انظر ص (534) من هذا المجلد.
[4] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

(10/631)


وهو الفتور وقبل الميل قيل له ... إذ زاد في العقل أي بالقاف قيلوله
والنّوم بعد زوال بين فاعله ... وبين فرض صلاة كان ميلوله
وبعد عصر هلاكا مورثا وكذا [1] ... كقلّة العقل بالإهمال عيلوله
وكان إماما، علّامة.
وتوفي- رحمه الله تعالى- بالقدس الشريف في أواخر صفر.
وفيها الأستاذ الأعظم شمس الدّين محمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن يعقوب بن نجم الدّين بن عيسى بن داود بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق، رضي الله عنه، البكري الصّدّيقيّ الشّافعي الأشعريّ المصري [2] .
قال في «النور» : أخذ عن والده، والقاضي زكريا، وغيرهما. وكان من آيات الله في الدرس والإملاء، يتكلم بما يحيّر العقول ويذهل الأفكار، بحيث لا يرتاب سامعه في أن ما يتكلم به ليس من جنس ما ينال بالكسب، وربما كان يتكلّم بكلام لا يفهمه أحد من أهل مجلسه، مع كون كثير منهم أو أكثرهم على الغاية من التمكن في سائر مراتب العلوم، وكان إليه النهاية في العلم، حتّى كان بعض الأجلاء ممن يحضر دروسه يقول: لولا أن باب النّبوة سدّ لاستدلّينا بما نسمعه منه على نبوته.
وأما مجالسه في التفسير وما يقرّره فيها من المعاني الدقيقة والأبحاث الغامضة، مع استيعاب أقوال الأئمة، وذكر المناسبات بين السّور والآيات، وبين أسماء الذّات المقدس والصّفات، وما قاله أئمة الطريق في كل آية من علوم الإشارة، فمما يحيّر العقول ويدهش الخواطر، وجميع ما يلقيه بألفاظ مسجعة معربة موضوع كل لفظ في محلّه الذي لا أولى به.
__________
[1] في «آ» : «وبعد عصر هلاك مورثا وكذا» وفي «ط» : «وبعد عصر هلاك كان مورثا وكذا» .
[2] ترجمته في «النور السافر» ص (414- 432) و «جامع كرامات الأولياء» (1/ 187- 193) و «الأعلام» (7/ 60- 61) و «معجم المؤلفين» (11/ 281) .

(10/632)


ولم يحفظ أحد له هفوة في لفظ من ألفاظه من جهة إعراب أو تصريف، أو تقديم، أو تأخير، أو غير ذلك من هفوات الألسن. وما من درس من دروسه إلّا وهو مفتتح بخطبة مشتملة على الإشارة إلى كل ما اشتمل عليه ذلك الدرس على طريق براعة الاستهلال، وهكذا كانت مجالسه في الفقه والحديث، وكل علم يتصدى لتقريره، وله جملة تصانيف، منها «شرح مختصر على أبي شجاع» في الفقه، وكتب أيضا على أوائل «منهج القاضي زكريا» وله رسائل في أنواع من العلوم والمعارف والآداب، كرسالته في الاسم الأعظم، ورسالته في الصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلم ورسالته في السّماع، وغير ذلك، وله ديوان شعر كبير منه قوله [1] :
ما أريض مفتّح الأزهار ... وبهيج مشعشع الأنوار
ولآل منظّمات عقودا ... لغوان عرائس أبكار
وشموس تضيء في أفق السّع ... د زها ضوؤها على الأقمار
وغصون بأيكها تسجع الور ... ق فتنسي ترنّم الأوتار
مثل قول الإله في حقّ جدّي ... ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ 9: 40 [2]
ومنه قصيدته الطويلة التي مطلعها [3] :
ما أرسل الرّحمن أو يرسل ... من رحمة تصعد أو تنزل
في ملكوت الله أو ملكه ... من كلّ ما يختصّ أو يشمل
إلّا وطه المصطفى عبده ... نبيّه مختاره المرسل
واسطة فيها وأصل لها ... يفهم هذا كلّ من يعقل
ومنه [4] :
إذا خطب ذنب علينا دجا ... أنرنا دجاه بنور الرّجا
__________
[1] الأبيات في «النور السافر» ص (419) .
[2] اقتباس من قوله تعالى في سورة التوبة الآية (40) : ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنا 9: 40.
[3] الأبيات في «النور السافر» ص (419) .
[4] الأبيات في «النور السافر» ص (421- 422) .

(10/633)


فكم شدّة من ذنوب عظام ... لها الله بالعفو قد فرّجا
وكم ضقت ذرعا بجرمي فما ... وجدت سوى العفو لي مخرجا
فلله فالجأ ولا تيأسن ... فما خاب عبد إليه التجا
ومنه [1] :
انظر إلى الماء الذي ... بيد النّسيم تجعّدا
قد شبّهوه بمبرد ... فلأجل ذا يبري الصّدا
وكان- رضي الله عنه- يحجّ في كل عامين مرّة.
وبالجملة فلم يكن له نظير في زمانه، ولم يخلف مثله.
وتوفي بالقاهرة في ربيع الثاني، وقيل في تاريخ وفاته:
مات من نسل أبي بكر فتى ... كان في مصر له قدر مكين
قلت لما الدّمع من عيني جرى ... أرّخوه [2] (مات قطب العارفين)
وفيها المولى السيد محمد بن محمد بن عبد القادر أحد موالي الرّوم وابن أحد مواليها السّيد الشريف الحنفي، المعروف بابن معلول [3] .
قال في «الكواكب» : ولي قضاء الشام، وكلّف الناس المبالغة في تعظيمه، وماتت له بنت فصلى عليها شيخ الإسلام الوالد، وعزّاه بالجامع الأموي، ولم يذهب معها [4] ، [5] [لأنه حينئذ كان يؤثر العزلة وعدم التردد إلى الحكّام] [5] ، فحنق عليه، ثم لما ولي مصر ثم قضاء العسكر [6] وجّه [7] التّقوية عن الوالد للشيخ محمد
__________
[1] البيتان في «النور السافر» ص (425) .
[2] وفاته في حساب الجمّل سنة (984) .
[3] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 29- 30) .
[4] كذا في «آ» و «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف: «معها» وفي «ط» : «معه» .
[5] ما بين الرقمين زيادة من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.
[6] في «ط» : «العساكر» .
[7] في «آ» و «ط» : «فوجه» وما أثبته من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف وانظر تعليق محققه على هذه اللفظة فيه.

(10/634)


الحجازي، المعروف بابن سماقة. ثم باشر قضاء العسكر سبعة عشر يوما، ثم جنّ وأخذ من مجلس الديوان محمولا. وولي قضاء العسكر بعده جوي زاده فأعاد التقوية إلى الشيخ [1] ، ثم ولي ابن معلول الإفتاء، ثم عزل عنه سريعا، وأعطي نقابة الأشراف، ومات وهو نقيب عن ثمان وخمسين سنة. انتهى باختصار.
__________
[1] أي إلى والد صاحب «الكواكب السائرة» .

(10/635)


سنة أربع وتسعين وتسعمائة
فيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر العلقميّ القاهري الشافعي [1] الإمام العلّامة أخو الشيخ شمس الدّين العلقمي.
ولد سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وهو منسوب إلى بلدة العلاقمة، قرية من كورة بلبيس، ونشأ بها، ثم رحل إلى القاهرة، وتفقّه بأخيه، والشيخ شهاب الدّين البلقيني، وقرأ «البخاري» كاملا، وثلث «مسلم» وجميع «الشفا» على قاضي القضاة شهاب الدّين الفتّوحي، وسمع عليه الأكثر من بقية الكتب الستة، بقراءة الشمس البرهمتوشي، وقرأ جميع «سيرة ابن هشام» على المحيوي يحيى الوفائي قاضي الحضرة، وجميع «رياض الصالحين» على العارف بالله تعالى أحمد بن داود النّسيمي، وجميع «البخاري» و «سيرة ابن سيد الناس» على السيد الشريف يوسف بن عبد الله الأرميوني، وأجازه بالفقه والنحو الشّهاب البلقيني تلميذ القسطلاني، وقرأ الكثير من «حلية» أبي نعيم، على الإمام المحدّث أحمد بن عبد الحقّ.
وكان في ابتداء أمره يلازم دروس الشّهاب الرّملي ويسمعه، وله مشايخ غير هؤلاء.
وبالجملة فقد كان إماما، عالما، عاملا، رحمه الله تعالى.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن قاسم العبّاديّ القاهريّ الشافعيّ [2] الإمام العلّامة الفهّامة.
__________
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 87- 88) .
[2] ترجمته في «تراجم الأعيان» (1/ 62- 64) و «الكواكب السائرة» (3/ 124) و «معجم المؤلفين» (2/ 48- 49) .

(10/636)


أخذ العلم عن الشيخ ناصر الدّين اللقاني، ومحقّق عصره بمصر شهاب الدّين البرلسي المعروف بعميرة، والعلّامة قطب الدّين عيسى الصّفوي.
وبرع وساد، وفاق الأقران، وسارت [1] بتحريراته الرّكبان، وتشنّفت من فرائد فوائده الآذان.
ومن مصنّفاته «الحاشية على شرح جمع الجوامع» المسماة ب «الآيات البيّنات» و «حاشية على شرح الورقات» و «حاشية على المختصر في المعاني والبيان» و «حاشية على شرح المنهج» .
وأخذ عنه الشيخ محمد بن داود المقدسي وغيره.
وتوفي بالمدينة المنورة عائدا من الحجّ.
وفيها- تقريبا- نور الدّين علي بن محمد العسيلي المصري الشافعي [2] الإمام العلّامة الأديب المفنّن في العلوم النقلية والعقلية.
ذكره الشعراوي، وأثنى عليه بالخشية والبكاء عند سماع القرآن والتهجد.
قال: وكان يغلب عليه أحوال الملامية، وأن غالب أعماله قلبية.
وكان إماما، علّامة، له «حاشية» حافلة على «مغني ابن هشام» .
ومن نظمه قوله في صدر قصيدة:
رعى الله ليلة وصل خلت ... خلوت بها وضجيعي القمر
صفت عن رقيب وعن عاذل ... فلم تك إلّا كلمح البصر
وقد قصرت بعد طول النّوى ... وما قصرت مع ذاك القصر
وقوله في عبد له اسمه فرج:
لكلّ ضيق إذا استبطأته فرج ... وكلّ ضيق أراه فهو منفرج
__________
[1] في «ط» : «وسارات» وهو خطأ.
[2] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 180- 181) .

(10/637)


وكان الشيخ نور الدّين من أخصّ الناس بالشيخ محمد بن أبي الحسن البكري.
وفيها شمس الدّين أبو مسلم محمد بن محمد بن خليل بن علي بن عيسى بن أحمد الصّماديّ الدمشقي القادريّ الشافعيّ [1] .
ولد سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
قال في «الكواكب» : وكان من أمثل الصوفية في زمانه، وله شعر في طريقتهم، إلا أنه لا يخلو من مؤاخذة في العربية، وكان شيخ الإسلام الوالد يجلّه ويقدّمه على أقرانه من الصّوفية ويترجمه بالولاية، وأفتى شيخ الإسلام الوالد تبعا لشيخي الإسلام شمس الدّين بن حامد، والتّقوى بن قاضي عجلون بإباحة طبولهم في المسجد وغيره، قياسا على طبول الجهاد والحجيج، لأنها محرّكة للقلوب إلى الرّغبة في سلوك الطريق، وهي بعيدة الأسلوب عن طريقة أهل الفسق والشرب.
وكان الأستاذ الشيخ محمد البكري يجلّ [2] صاحب الترجمة لأنهما اجتمعا في بيت المقدس، وعرف كل منهما مقدار الآخر.
قال النجم الغزّي: وما رأيت في عمري أنور من أربعة إذا وقعت الأبصار عليهم شهدت البصائر بنظر الله إليهم، أجلّهم والدي، والشيخ محمد الصّمادي، والشيخ محمد اليتيم، ورجل رأيته بمكّة المشرّفة سنة إحدى وألف.
وكان الشيخ محمد الصّمادي [3] معتقدا للخواص والعوام، خصوصا حكام دمشق والواردين إليها من الدولة. وكانوا يقصدونه في زاويته للتبرك وطلب الدّعاء منه.
وبالجملة كان من أفراد الدهر.
__________
[1] ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 168- 169) و «الكواكب السائرة» (3/ 16- 20) و «جامع كرامات الأولياء» (1/ 185- 187) .
[2] في «ط» : «يبجل» وهو خطأ.
[3] في «ط» : «الصماد» .

(10/638)


توفي- رضي الله عنه- ليلة الجمعة عاشر صفر، ودفن بزاويتهم داخل باب الشاغور. وكانت دمشق قبل ذلك مزيّنة بثلاثة أيام [1] لفتح تبريز، وقيل في تاريخ وفاته:
لهف قلبي على الصّماديّ دوما [2] ... الحسيب النّسيب أعني محمّد
مذ توفي أهل النّهى أرّخوه [3] ... (مات قطب من الرّجال ممجّد)
انتهى باختصار.
وفيها المولى محمد بن عبد الكريم، الملقّب بزلف نكار الحنفي الرّومي القسطنطيني [4] الإمام العلّامة.
قال في «العقد المنظوم» وهو آخر من ترجم فيه.
كان من ملازمي المولى جعفر، وتنقّل في المدارس، وله «حواش» مقبولة على «حواشي التجريد» للشريف الجرجاني، و «رسالة» على أول كتاب العتاق من «الهداية» ورسائل أخر في علم البيان، وغيره.
وكان فاضلا، عالما، عاملا، أديبا، وقورا، خيّرا، صبورا. انتهى
__________
[1] في «ط» : «قبل ذلك بثلاثة أيام مزينة» .
[2] في «ط» : «يوما» وهو خطأ.
[3] وفاته في حساب الجمّل سنة (994) .
[4] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (502) .

(10/639)


سنة خمس وتسعين وتسعمائة
فيها توفي المولى محيي الدّين محمد [1] بن محمد [1] بن إلياس، المعروف بجوي زاده [2] الحنفي الإمام العلّامة.
قال في «الكواكب» : هو أحسن قضاة الدولة العثمانية وأعفّهم وأصلحهم سيرة. ترقّى في المدارس على عادة موالي الرّوم، وولي قضاء دمشق، فدخلها في خامس عشر صفر سنة سبع وسبعين وتسعمائة، وهي سنة ميلادي، وانفصل في ختام السنة عن قضاء دمشق، وأعطي قضاء مصر، ثم صار قاضيا بالعساكر. وفي آخر أمره صار مفتيا بالتخت السلطاني، وكانت سيرته في قضائه في غاية الحسن بحيث يضرب بها المثل.
وكان عالما، فاضلا، بارعا، ديّنا، خيّرا، عفيفا. كان رسم الحجة في دمشق قبل ولايته أربع عشرة قطعة فجعله عشرا، وكان رسم الصورة ثمان قطع فجعله ستا، ودام على ذلك، وأخذ بعض نوابه في بعض الوقائع ما زاد على ذلك فردّه، وقرأ على الشيخ الوالد في أوائل الكتب الستة وغير ذلك، وحضر بعض دروسه في الفقه والتفسير، واستجازه فأجازه، وكان يفتخر بقراءته على الشيخ وإجازته.
وكان- رحمه الله تعالى- حليما إلى الغاية إلا في أمر الدّين ومصالح المسلمين، فإنه كان صلبا، يغضب لله تعالى، وبالغ في ردع الساسة، وربما
__________
[1] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[2] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 27- 29) .

(10/640)


ضرب بعضهم، ولم يقبل من أحد هديّة أيام قضائه، ولما انفصل عن دمشق أمر مناديا ينادي يوم الجمعة بالجامع الأموي أنّ قاضي القضاة عزل عن دمشق، فمن أعطاه شيئا، أو أخذ منه أحد من جماعته شيئا، أو تعدى عليه أحد من جماعته، فليرفع قصته إليه حتى يردّ إليه ما انتزع منه، فرفعت الناس أصواتهم بالبكاء والدعاء له، ودام في ولاياته كلها على التعبّد والورع في طعامه، وشرابه، ولباسه.
ومات، وهو مفتي التخت السلطاني ليلة الخميس سادس جمادى الآخرة.
انتهى ملخصا.
وفيها مصطفى بن محمد العجمي [1] الحلبي ثم الدمشقي الشافعي [2] .
كان أبوه من تجار دمشق وأهل الخير، وكان لصاحب الترجمة معرفة بالفرائض والحساب، ومشاركة في عدة فنون، وله شعر لطيف. قاله في «الكواكب» .
__________
[1] تحرفت لفظة «العجمي» في «ط» إلى «العجي» .
[2] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 207) .

(10/641)