فتوح مصر والمغرب
ذكر الأحاديث
قال: هذه تسمية من روى عنه أهل مصر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه
وسلم، ممّن دخلها فعرف أهل مصر بالرواية عنهم. ومن شركهم فى الرواية
عنهم من أهل البلدان، وما تفرّدوا به دون غيرهم. ومن عرف دخوله مصر
منهم برواية غيرهم عنه. وتركت قوما يذكر بعض الناس أن لهم صحبة، وأنهم
قد دخلوا مصر لم أر أحدا من أهل العلم من مشايخهم يثبت ذلك لهم. وتركت
كثيرا من حديث بعض من ذكرت منهم كراهية للإكثار، واقتصرت على بعضه.
عمرو بن العاص بن وائل السهمىّ
وهو أوّل أمير أمّر على أهل مصر فى الإسلام. ولهم عنه أكثر من عشرين
حديثا، منها أن عمرو بن العاص، قال: أقرأنى رسول الله صلّى الله عليه
وسلم فى القرآن خمس عشرة سجدة، منها فى المفصّل ثلاث، وفى سورة الحجّ
سجدتان، حدثناه سعيد بن أبى مريم، عن نافع ابن يزيد، عن الحارث بن سعيد
العتقى، عن عبد الله بن منين- من بنى عبد كلال- عن عمرو بن العاص.
(1/276)
ومنها أن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول
الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «ما من قوم يظهر فيهم الربا إلّا
أخذوا بالفناء، وما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة، وما من
قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب، «1» . حدثناه عبد الملك بن
مسلمة عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان أن محمد بن راشد المرادى
حدثه أن «2» عمرو بن العاص طلع يوما المنبر فلم يسلّم، فقال رجل إنّ
أبا عبد الله لمغضب، فقال: أما والله إنّكم لتعلمون «3» أنى من أقلّ
أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم رواية عنه، وأنه لم يمنعنى من «4»
الحديث عنه إلّا أنى كنت رجلا غزّاء، وإنى سمعت رسول الله صلّى الله
عليه وسلم، يقول: ما من قوم يظهر فيهم.. ثم ذكر الحديث.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن عمران بن أبى أنس، عن
عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، قال: بعثنى رسول الله صلّى الله
عليه وسلم فى سريّة وأمرنى عليها وفيهم «5» عمر بن الخطّاب، فأصابتنى
جنابة فى ليلة باردة شديدة البرد؛ فتيمّمت وصلّيت بهم، فلما قدمنا على
رسول الله صلّى الله عليه وسلم شكانى عمر إلى رسول الله صلّى الله عليه
وسلم حتى كان من كلامه أن «6» قال: صلّى بنا «7» وهو جنب، فبعث إلىّ
رسول الله صلّى الله عليه وسلم فسألنى، فقلت:
يا رسول الله، أجنبت فى ليلة باردة لم يمرّ علّى مثلها قطّ، فخيّرت «8»
نفسى بين أن أغتسل فأموت، أو أصلّى بهم وأنا جنب، فتيممّت وصلّيت بهم؛
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
لو كنت مكانك فعلت مثل الذي فعلت.
هكذا حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن لهيعة. وحدثناه محمد بن
عبد الجبّار المخزومىّ، حدثنا زيد بن الحباب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن
أبى حبيب، عن عمران بن أبى أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبى فراس
يزيد بن رباح- مولى عمرو- عن عمرو.
(1/277)
ومنها حديث موسى بن علىّ، عن أبيه، عن أبى
قيس- مولى عمرو- عن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم. قال: «فصل
ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السّحر» «1» .
حدثناه عبد الله بن صالح، حدثنا موسى بن علىّ، عن أبيه. وحدثناه أبى
عبد الله ابن عبد الحكم قال: حدثنا الليث بن سعد عن موسى بن على.
ومنها حديث موسى بن علىّ، عن أبيه، عن عمرو بن العاص، أنه قال: بعث
إلىّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: خذ عليك ثيابك وسلاحك؛
فأخذت علىّ ثيابى وسلاحى، ثم أقبلت إلى رسول الله فوجدته يتوضّأ، فصوّب
فىّ النظر «2» ثم طأطأه، ثم قال: «يا عمرو، إنى أريد أن أبعثك على جيش
يغنمك الله ويسلّمك، وأرغب لك رغبة من المال صالحة، فقلت: والله يا
رسول الله ما أسلمت للمال، ولكن أسلمت رغبة فى الإسلام وأن أكون معك،
فقال: يا عمرو، نعم المال الصالح للرجل الصالح» «3» حدثناه عبد الله بن
صالح.
ومنها حديث موسى بن علىّ، عن أبيه، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: ما
أبعد هديكم من هدى نبيّكم، أمّا هو فكان أزهد الناس فى الدنيا، وأنتم
أرغب الناس فيها. حدثناه عبد الله بن صالح، عن موسى بن علىّ.
حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، أن
علىّ ابن رباح أخبره أنه سمع عمرو بن العاص على المنبر، يقول: والله ما
رأى قوما أرغب فيما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يزهد فيه منكم،
أصبحتم ترغبون فى الدنيا، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يزهد
فيها، وما مرّ برسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاث من الدهر إلا والذي
عليه أكثر من الذي له.
فقال رجال من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم: قد رأينا رسول الله
صلّى الله عليه وسلم يتسلّف.
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى
حبيب، عن علىّ بن رباح أنه سمع عمرو بن العاص.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، أن مولى لعمرو بن العاص
حدثه، أن عمرو بن العاص قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال:
لعمل شعيرة اليوم خير من مثقال قيراط بعد اليوم. حدثناه أبو الأسود
النضر بن عبد الجبّار.
(1/278)
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى
حبيب، أن ابن شماسة أخبره أن عمرا حين حضرته الوفاة دمعت عيناه، فقال
له عبد الله: يا أبا عبد الله، أجزع من الموت يحملك على هذا؟ قال: لا.
ولكن ما بعد الموت، فذكر له عبد الله مواطنه مع رسول الله صلّى الله
عليه وسلم، والفتوح التى كانت «1» بالشام، فلما فرغ عبد الله من ذلك
قال: لقد «2» كنت على أطباق ثلاثة، لو متّ على بعضها علمت ما يقول
الناس، بعث الله محمدا فكنت أكره الناس لما جاء به، أتمنّى لو أنّى
قتلته، حتى بلغ كراهيتى لدين الله أنى ركبت البحر إلى صاحب الحبشة أطلب
دم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فلو متّ على ذلك قال الناس:
مات عمرو مشركا، عدوّا لله ولرسوله، من أهل النار. ثم قذف الله الإسلام
فى قلبى فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فبسط إلىّ يده ليبايعنى
فقبضت يدى، ثم قلت: أبايعك على أن يغفر الله لى ما تقدّم من ذنبى، وأنا
أظنّ حينئذ أنى لا آتى ذنبا فى الإسلام، فقال رسول الله صلّى الله عليه
وسلم، يا عمرو: «إن الإسلام يجبّ ما قبله، وإن الهجرة تجبّ ما بينها
وبين الإسلام» «3» فلو متّ على هذا الطبق قال الناس: أسلم عمرو وهاجر
مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، نرجو لعمرو عند الله خيرا كثيرا. ثم
كانت إمارات وفتن وأنا مشفق من هذا الطبق.
فإذا أخرجتمونى فأسرعوا بى، ولا تتبعنّى نائحة ولا نار، وشدّوا علىّ
إزارى؛ فإنى مخاصم، وسنّو «4» علىّ التراب سنّا، فإنّ يمينى ليست بأحق
«5» بالتراب من يسارى، ولا تدخلن «6» القبر خشبة ولا طوبة، ثم إذا
قبرتمونى فامكثوا عندى قدر نحر جزور وتفصيلها أستأنس بكم. حدثناه أبو
صالح عبد الله بن صالح وأسد بن موسى، عن الليث ابن سعد، حدثنا يزيد بن
أبى حبيب، أن ابن شماسة أخبره أن عمرو بن العاص لما حضرته الوفاة، ثم
ذكر الحديث.
قال: وحدثنا عمرو بن سوّاد، حدثنا ابن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد
بن أبى حبيب، عن ابن شماسة، عن عبد الله بن عمرو، عن عمرو. وزاد فيها
فقال له عمرو تركت أفضل من ذلك، شهادة أن لا إله إلا الله.
(1/279)
حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنى
يزيد بن أبى حبيب، أخبرنى سويد بن قيس، عن قيس بن سمىّ، أن عمرا قال
قلت: يا رسول الله، أبايعك على أن يغفر «1» لى ما تقدّم من ذنبى، فقال
رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن الإسلام يجبّ ما كان قبله، وإن
الهجرة تجبّ ما كان قبلها. قال «2» عمرو فو الله إن كنت لأشدّ الناس
حياء «3» من رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فما ملأت عينى «4» منه ولا
راجعته بما أريد حتى لحق بالله، حياء منه، ثم ذكر الحديث.
(* ومنها حديث محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبى حبيب، عن راشد مولى حبيب
بن أوس الثقفى، أن حبيبا حدّثه، وأن عمرو بن العاص حدثه، قال: لمّا
انصرفنا من الخندق جمعت نفرا من قريش بينى وبينهم خاصّة، فقلت لهم:
تعلّموا والله أنى أرى أمر محمد يعلو ما خالفه من الأمور علوّا منكرا،
فهل لكم فى رأى قد رأيته؟ قالوا: وما هو؟ قال قلت: نلحق بالنجاشىّ
فنكون عنده حتى ينقضى ما بيننا وبين محمد. فإن ظفرت قريش رجعنا إليهم،
وإن ظفر محمد أقمنا عنده، فلأن أكون تحت يدى النجاشىّ أحبّ إلىّ من أن
أكون تحت يدى محمد. قالوا: أصبت.
قال قلت: اجمعوا له أدما فإنه أحبّ ما يهدى إليه من بلادنا، قال:
ففعلنا، ثم خرجنا، فبينا نحن قد دنونا منه إذ نظرت إلى عمرو بن أميّة
قد بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى النجاشىّ، قال فقلت: هذا
والله عمرو بن أميّة قد بعثه محمد، ولو قد قدمت «5» بهداياى إلى
النجاشى ثم سألته إيّاه؛ فأعطانيه؛ فقتلته، فرأت قريش أنى قد أجزأت «6»
حين يقتل رسول محمد.
قال فلما دخل عليه عمرو بن أميّة وفرغ من حاجته، دخلت عليه فحيّيته بما
كنّا
(1/280)
نحيّيه، فقال النجاشى: مرحبا، ما أهديت إلى
«1» يا صديقى؟ قال قلت: أيّها الملك، قد أهديت لك «2» هدايا، قال: ثم
قدّمت إليه هداياى «3» فقبلها، وبهجت «4» بما قال لى، قال فقلت له:
أيها الملك، إنى قد رأيت ببابك رسول محمد وهو لنا عدو، أعطنيه أضرب
عنقه؛ فإنه رسول رجل هو لنا عدوّ، قال: فمدّ يده ثم غضب وضرب بها أنفه
ضربة ظننت أنه قد كسره. قال: فوددت لو أنّى انشقّت لى الأرض فدخلت فيها
فرقا «5» منه.
ثم قال: تسألنى رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتى موسى
أعطيكه لتقتله «6» ! قال قلت: أيها الملك، فإن ذاك لكذلك أنه ليأتيه
الناموس الأكبر الذي يأتى موسى؟ قال: نعم، والذي نفس النجاشىّ بيده.
ويحك يا عمرو، فأطعنى «7» واتّبعه، والذي نفسى بيده ليظهرنّ هو ومن
اتّبعه على من سواهم على من «8» خالفهم، كما ظهر موسى على فرعون
وجنوده. قال قلت: أفتبايعنى له على الإسلام؟ قال: نعم، قال: فبسط يده
فبايعنى له، فخرجت على أصحابى وقد حال رأيى عمّا كان عليه معهم.
قال: فانطلقت تهوى بى راحلتى حتى لقيت خالد بن الوليد، قال قلت: أين يا
أبا سليمان؟ قال: أريد والله أن اذهب فأسلم؛ فقد والله استقام الشأن
واستبان الميسم. قال فقلت: وأنا والله.
قال: فانطلقنا حتى جئنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فدخلنا عليه
المسجد، فتقدّم خالد فبايعه «9» ، ثم تقدّمت فبايعت؛ فقلت: يا رسول
الله، أبايعك على أن يغفر «10» لى ما تقدّم من ذنبى، ولم أذكر ما
تأخّر، قال فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: بايع يا عمرو: فإن
الإسلام يجبّ ما كان قبله، وإن الهجرة تجبّ ما كان قبلها*) .
(1/281)
حدثناه أسد بن موسى، حدثنا يحيى بن أبى
زائدة، عن محمد بن إسحاق،.
وحدثنا عبد الملك بن هشام، عن زياد بن عبد الله البكّائى، عن محمد بن
إسحاق.
وتوفّى عمرو بن العاص يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين، وصلّى عليه عبد الله
بن عمرو، ودفن بالمقطّم من ناحية الفجّ: يكنىّ أبا عبد الله. وكان «1»
طريق الناس يومئذ إلى الحجاز؛ فأحبّ أن يدعو له من مرّ به. أخبرنا بذلك
ابن عفير.
حدثنا عثمان بن صالح، حدثنا ابن لهيعة، قال: قبر «2» فى مقبرة المقطّم
ممّن عرف من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم خمسة نفر: عمرو بن
العاص السهمىّ، وعبد الله بن الحارث ابن جزء الزّبيدىّ، وعبد الله بن
حذافة السهمىّ، وأبو بصرة الغفارىّ، وعقبة بن عامر الجهنى.
وشرك أهل مصر فى الرواية عنه من أهل المدينة: قبيصة بن ذؤيب. قال عبد
الرحمن: ولد عام الفتح، وأبو مرة مولى عقيل بن أبى طالب واسمه يزيد،
وعروة ابن الزبير، وقد اختلف فى سعيد بن المسيّب فقالوا: سمع منه،
وقالوا: بل إنما سمع من ابنه عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن شرحبيل.
ومن أهل الكوفة: قيس بن أبى حازم.
ومن أهل البصرة: أبو عثمان النهدىّ وغيرهم.
وعبد الله بن عمرو بن العاص
ولهم عنه شبيه بمائة حديث. منها حديث رجاء بن أبى عطاء المعافرى، عن
واهب بن عبد الله المعافرى، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول
الله صلّى الله عليه وسلم، قال:
من أطعم أخاه من الخبز حتى يشبعه «3» ، وسقاه من الماء حتى يرويه «4» ،
بعّده الله من النار سبعة خنادق، ما بين كل خندقين مسيرة خمسمائة عام.
حدثناه إدريس بن يحيى، وعبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن واهب بن عبد الله المغافرى، عن عبد الله بن
عمرو أنه رأى فى المنام كأنّه فى إحدى أصابعه عسل وفى الأخرى سمن؛
فكأنه يلعقهما
(1/282)
فأصبح فذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه
وسلم؛ فقال: إن عشت قرأت الكتابين التوراة والفرقان فكان يقرؤهما.
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، وأسد بن موسى.
ومنها حديث الليث بن عامر بن يحيى، عن أبى عبد الرحمن الحبلىّ، قال:
سمعت عبد الله بن عمرو يقول، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«سيصاح برجل من أمّتى على رءوس الخلائق فتنشر «1» عليه تسعة وتسعون
سجلا، كل سجّل منها مدّ البصر، ثم يقول الله له: أتنكر من هذا شيئا؟
أظلمك كتبتى الحافظون؟ فيقول: لا يا ربّ، فيقول: أفلك عذر؟ فيهاب
[الرجل] «2» فيقول: لا يا ربّ، فيقول: بلى، إنّ لك عندنا «3» حسنتين،
وإنه لا ظلم عليك، فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا عبد الله ورسوله، فيقول: يا ربّ ما هذه البطاقة مع هذه السجلّات؟
فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع السجلّات فى كفّة والبطاقة فى كفّة؛ فطاشت
السجلّات وثقلت البطاقة «4» » ، فينجو من النار.
حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
وحدثنا أبى، حدثنا بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن عامر بن يحيى، عن
أبى عبد الرحمن الحبلىّ، عن عبد الله بن عمرو، قال: يؤتى بالعبد يوم
القيامة ومعه تسعة وتسعون سجلا فى الذنوب والخطايا؛ فيؤمر به إلى
النار، فإذا ذهب به نادى مناد لا تعجلوا؛ فإنه قد بقى له؛ فيؤتيى
ببطاقة صغيرة فإذا فيها لا إله إلا الله.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن شراحيل بن يزيد، قال: كان بينى وبين حنش ابن
عبد الله كلام، فقال: لولا شىء سمعته من ابن عمرو لعلمت «5» سمعته
يقول، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: ثلاثة إذا أنا فعلتهن
فما «6» أبالى ما ركبت: إذا قرضت شعرا، أو علقت تميمة، أو شربت ترياقا.
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، ورواه حيوة بن شريح أيضا عن
شراحيل بن يزيد.
ومنها حديث عبد الله بن عيّاش، عن أبيه، عن أبى عبد الرحمن الحبلى، عن
عبد
(1/283)
الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلّى
الله عليه وسلم، قال: «من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام
من نار» «1» حدثناه إدريس بن يحيى.
ومنها حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد
الله ابن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «ليؤيّدن «2»
الله الإسلام «3» برجال ما هم من أهله» «4» حدثناه المقرئ.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى زرعة، عن ابن عمرو، أن رسول الله صلّى
الله عليه وسلم، قال:
«لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن والذكر- أو الركن-» «5» شكّ عبد
الرحمن بن عبد الله ابن عبد الحكم. حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع
التنوخىّ، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم،*
قال: «العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل: آية محكمة، أو سنّة قائمة، أو
فريضة عادلة» «6» حدثناه معاذ بن الحكم.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن الحسن بن ثوبان الهوزنىّ، عن هشام بن أبى
رقيّة اللخمى، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم،
قال: «لا طائر، ولا عدوى، ولا هامة، ولا جدّ، والعين حقّ» «7» حدثناه
أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث نافع بن يزيد وابن لهيعة، عن أبى هانئ الخولانى أنه سمع أبا
عبد الرحمن الحبلى، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه
وسلم، قال: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض،
وعرشه على الماء بخمسين ألف سنة» «8» حدثناه أبو صدقة محمد بن عبد
الأعلى، عن نافع بن يزيد. وأبو الأسود عن ابن لهيعة حديث «9» أحدهما
نحو حديث صاحبه.
(1/284)
حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن
أبى هانىء الخولانى بإسناده نحو حديثيهما.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى هانئ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى،
يقول:
إنه سمع عبد الله بن عمرو، يقول: إنه سمع رسول الله صلّى الله عليه
وسلم، يقول: «ما من غازية تغزو فى سبيل الله فيصيبون غنيمة إلّا
تعجّلوا ثلثى أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، وان لم يصيبوا غنيمة
تمّ لهم أجرهم» «1» حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يعقوب، عن عبد
الله ابن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه
وسلم، قال: «لله أضنّ بدم المؤمن من أحدكم بكريمة ماله حتى يقبضه على
فراشه» «2» حدثناه المقرئ.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن سويد بن قيس، أخبره عن
عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «رباط يوم
فى سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه» «3» حدثناه أبى عبد الله بن عبد
الحكم وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث يحيى بن أيّوب، عن أبى قبيل، أنه حدثه، أنه كان عند عبد
الله ابن عمرو بن العاص، فتذاكرنا «4» فتح القسطنطينيّة ورومية أيّهما
«5» تفتح قبل، فدعا عبد الله بصندوق له طخم، قلنا: وما الطخم؟ قال:
الحلق. فقال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم نكتب ما يقول، لا
أو نعم. فقلنا أىّ المدينتين تفتح قبل يا رسول الله؟ قال: «مدينة هرقل»
«6» يريد القسطنطينيّة. حدثناه سعيد بن عفير.
وقد خالف ابن لهيعة، يحيى بن أيّوب فى هذا الحديث، والله أعلم بالصواب.
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، حدثنا ابن لهيعة، عن أبى
قبيل، عن عمير بن مالك، أنه كان عند ابن عمرو، فذكروا «7» فتح
القسطنطينيّة ورومية، أيّهما تفتح أوّل؛
(1/285)
فاختلفوا فى ذلك؛ فدعا عبد الله بن عمرو
بصندوق فيه قراطيس، فقال: تفتحون القسطنطينيّة، ثم تغزون بعثا إلى
رومية؛ فيفتح الله عليكم، وإلّا فأنا عند الله من الكذّابين «1» .
ومنها حديث قباث بن رزين، عن شيخ من المعافر- يذكر منه فضل وصلاح- أن
رجلا يقال له عبّاد، ممن يلزم عبد الله بن عمرو كان من الصلحاء، كان
يقرأ القرآن فيقرن بين السور فى الركعة الواحدة، فبلغ ذلك عبد الله بن
عمرو؛ فأتاه عبّاد يوما فقال له عبد الله بن عمرو: يا خائن أمانته،
ثلاث مرّات، فاشتدّ ذلك على عبّاد؛ فقال له: غفر الله لك، أىّ أمانة
بلغك أنى خنتها؟ قال: ألم أخبر أنك تجمع بين السور فى الركعة الواحدة!
قال: إنى لأفعل ذلك، قال: وكيف بك «2» يوم تأخذك كلّ سورة بركعتها
وسجدتيها، أما إنّى لم أقل لك إلّا كما قال لى رسول الله صلّى الله
عليه وسلم. حدثناه عبد الله بن صالح.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن حيىّ بن عبد الله، عن أبى عبد الرحمن الحبلى،
عن عبد الله بن عمرو، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم
الخندق وهم يحفرون حول المدينة؛ فتناول رسول الله صلّى الله عليه وسلم
الفأس فضرب به ضربة؛ فقال: هذه الضربة يفتح الله بها كنوز الروم، ثم
ضرب الثانية؛ فقال: هذه يفتح الله بها كنوز فارس، ثم ضرب الثالثة؛
فقال:
هذه الضربة يأتى الله بأهل اليمن أعوانا وأنصارا. حدثنا عبد الملك بن
مسلمة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافرى، عن أبى عبد الرحمن
الحبلى، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله، قال: «من صمت
نجا» «3» حدثناه المقرئ وأبو الأسود.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن أبى هبيرة الكحلانى- مولى لعبد
الله ابن عمرو- عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلّى الله عليه
وسلم، خرج إليهم ذات يوم فى المسجد فقال: «إنّ ربّى حرّم علىّ الخمر
والميسر والمزر والكوبة والقنّين» «4» حدثناه طلق بن السمح اللخمى.
(1/286)
ومنها حديث ابن لهيعة، عن حيىّ بن عبد الله
المعافرى، عن أبى عبد الرحمن الحبلى، عن عبد الله بن عمرو، قال: خرج
رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم بدر فى ثلاثمائة وخمسة عشر من
المقاتلة كما خرج طالوت، فدعا لهم حين خرج: اللهمّ إنهم حفاة فاحملهم،
اللهمّ إنهم عراة فاكسهم، اللهمّ إنهم جياع فأشبعهم؛ ففتح الله لهم يوم
بدر وأقبلوا وما منهم رجل إلا وهو آخذ برأس جمل أو جملين، واكتسوا
وشبعوا.
حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث عبد الله بن عيّاش القتبانى، عن عبد الله بن عياض، عن أبى
رزين الغافقى، قال: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: سمعت رسول الله صلّى
الله عليه وسلم، يقول:
«إن الذي يمرّ بين يدى أخيه وهو يصلّى متعمّدا يتمنّى يوم القيامة لو
أنه شجرة يابسة» «1» حدثناه إدريس بن يحيى.
ومنها حديث عبد الله بن عيّاش، عن عيسى بن هلال الصدفىّ، عن عبد الله
ابن عمرو، أن رجلا أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول
الله، أقرئنى؛ فقال: اقرأ ثلاثا من ذات الراء، فقال: يا رسول الله،
كبرت سنّى، وضعف عظمى، وثقل لسانى؛ فقال: اقرأ ثلاثا من ذات حم، فقال
مثل ذلك، فقال: اقرأ ثلاثا من ذات سبح، فقال مثل ذلك، فقال رسول الله
صلّى الله عليه وسلم: اقرأ؛ فأقرأه إِذا زُلْزِلَتِ
فلما فرغ، قال: يا رسول الله، علّمنى شيئا أعمل به، فقال: صلاة الخمس،
وحجّ البيت، وصيام رمضان، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهى عن
المنكر، فلما أدبر الرجل، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: علىّ
بالرجل، فلما أتى به، قال: إنى قد أمرت بالأضحى عيدا جعله الله لهذه
الأمّة، قال: أفرأيت إن لم أجد إلّا شاة أهلى؟ فقال رسول الله صلّى
الله عليه وسلم: قص «2» شاربك، وقلّم أظفارك، واحلق عانتك، فتلك تمام
ضحيتك عند الله. حدثناه إدريس بن يحيى.
وحدثنا المقرئ حدثنا سعيد بن أبى ايّوب، حدثنى عيّاش بن عبّاس، عن عيسى
ابن هلال، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم
نحوه.
ومنها حديث المفضّل بن فضالة ونافع بن يزيد، عن ربيعة بن سيف، عن أبى
عبد الرحمن الحبلى، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قبرنا مع رسول
الله صلّى الله عليه وسلم،
(1/287)
فلما رجعنا وحاذى بابه إذا هو بامرأة مقبلة
لا نظنّه عرفها، فقال: يا فاطمة من أين جئت؟ قالت: جئت من عند أهل هذا
الميّت «1» ، رحّمت إليهم ميّتهم وعزّيتهم. قال:
فلعلّك بلغت معهم الكدى، قالت: معاذ الله أن أبلغ معهم الكدى، وقد
سمعتك تذكر فيهم ما تذكر، فقال: لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنّة حتى
يراها جدّك أبو أبيك.
قال نافع فى حديثه: حتى يراها جدّ أبيك. والكدى المقابر. حدثناه سعيد
بن أبى مريم عن نافع بن يزيد.
قال وحدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم وأبو الأسود النضر بن عبد
الجبّار وعبد الله بن صالح، عن المفضّل بن فضالة.
وشركهم فى الرواية عنه من أهل المدينة: سعيد بن المسيّب، وأبو سلمة ابن
عبد الرحمن. ومن أهل مكّة: عمرو بن أوس الثقفى، ويوسف بن ماهك، وابن
أبى مليكة. ومن أهل الكوفة: مسروق بن الأجدع، وخيثمة بن عبد الرحمن،
وعامر الشعبى.
وخارجة بن حذافة العدوىّ
ولهم عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم حديث واحد، ليس لهم عنه عن
النبي صلّى الله عليه وسلم غيره. وهو حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن
أبى حبيب، عن عبد الله بن راشد الزوفىّ، عن عبد الله بن أبى مرّة
الزوفى، عن خارجة بن حذافة، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه
وسلم؛ فقال:
«إن الله قد أمدّكم بصلاة «2» هى خير لكم من حمر النعم؛ الوتر جعله لكم
فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر» «3» حدثناه أبى عبد الله بن
عبد الحكم وشعيب بن الليث وعبد الله بن صالح.
وحدثناه أبى أيضا عن بكر بن مضر عن خالد بن يزيد، عن أبى الضحّاك عبد
الله ابن أبى مرّة، عن خارجة بن حذافة.
ولهم عنه حكايات فى نفسه، منها ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة والحارث بن
يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، أنه رأى خارجة بن حذافة صاحب رسول الله
صلّى الله عليه وسلم، يمسح على الخفّين.
(1/288)
حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم وأبو
الأسود النضر بن عبد الجبّار. ولم يرو عنه أحد غير أهل مصر.
وبسر بن أبى أرطاة وربّما قالوا بسر بن أرطاة العامرىّ
ولهم عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم حديث واحد، ليس لهم عنه عن
النبي صلّى الله عليه وسلم غيره. وهو حديث ابن لهيعة، عن عيّاش بن
عباس، عن شييم بن بيتان، عن جنادة بن أبى أميّة، عن بسر بن أبى أرطاة،
أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «لا تقطع الأيدى فى
الغزو» «1» قال: حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، وأسد بن
موسى.
ولهم عنه حكايات فى نفسه. منها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب،
قال: كان بسر إذا ركب البحر قال: أنت بحر وأنا بسر، علىّ وعليك الطاعة
لله، سيروا على بركة الله.
وروى عنه من أهل الشأم يونس بن ميسرة، ولم يرو عنه غير أهل مصر وأهل
الشأم. ويكنّى أبا عبد الرحمن وتوفّى بالشأم أيام معاوية.
والمستورد بن شدّاد الفهرىّ
ولهم عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الحديث ستّة أحاديث أو
ما «2» أشبهها. منها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافرى، قال:
سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد الحبلى، يقول: سمعت المستورد بن
شدّاد، يقول: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين
أصابع رجليه وهو يتوضّأ بالجحفة. حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم،
وسعيد بن عفير، وأبو الأسود، يزيد أحدهم الحرف ونحوه.
ومنها حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن
المستورد بن شدّاد، قال: بينا أنا فى مجلس فيه عمرو بن العاص إذ قلت
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: إنّ أشدّ الناس عليكم بنو
أختكم بسمة بنت إسماعيل الروم إنما هلاكهم «3» مع الساعة، فقال عمرو:
ألم أنهك عن هذا؟ حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، وأبو الأسود النضر
بن عبد الجبّار، وعبد الملك بن مسلمة.
(1/289)
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن حديج بن أبى عمرو، قال:
سمعت المستورد بن شدّاد، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم،
يقول: لكل أمّة أجل، وإنّ لأمّتى مائة سنة، فإذا مرّ على أمّتى مائة
سنة أتاها ما وعدها. حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن هانىء بن معاوية الصدفى، عن
المستورد بن شدّاد، قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من مات
وهو مشرك فلا تسل عنه، ومن مات وقد قتل مؤمنا متعمّدا فلا تسل عنه، ومن
مات وهو عاص فلا تسل عنه. قال بكر وحدثنى أبو عبد الرحمن الحبلى عن
المستورد بن شدّاد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بهذا إلّا أنه
يرجى له.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن
المستورد بن شدّاد، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول:
«من ولى لنا عملا ولم يكن له خادم فليكتسب خادما، ومن لم يكن له مسكن
فليكتسب مسكنا، ومن لم يكن له دابّة فليكتسب دابّة؛ فمن أصاب سوى ذلك
فإنه غال أو سارق» «1» حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
وشركهم فى الرواية عنه من أهل الكوفة، قيس بن أبى حازم ويقال أبو إسحاق
الهمدانى، لم يرو عنه غير أهل مصر وأهل الكوفة. |