فتوح مصر والمغرب

وفضالة بن عبيد الأنصارى
ولهم عنه شبيه بعشرين حديثا. منها حديث ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن عطاء ابن دينار، عن أبى يزيد الخولانى، عن فضالة بن عبيد، أنه سمع عمر بن الخطّاب يقول:
إنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيّد الإيمان لقى العدوّ فصدق الله حتى قتل، فذاك الذي يرفع إليه الناس يوم القيامة أعينهم هكذا ورفع رأسه حتى وقعت قلنسيته. فما أدرى أقلنسية عمر أم قلنسية رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ورجل مؤمن جيّد الإيمان لقى العدوّ كأنما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله؛ فهو فى الدرجة الثانية. ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيّئا، لقى العدوّ فصدق الله حتى قتل؛ فذلك فى الدرجة الثالثة. ورجل مؤمن أسرف على نفسه فلقى العدوّ فصدق الله حتى قتل؛ فذلك فى الدرجة الرابعة» «4» . حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم.

(1/306)


ومنها حديث ابن لهيعة، قال: حدثنى أبو هانىء الخولانى، عن أبى علىّ الجنبىّ، عن فضالة بن عبيد، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «يسلّم الراكب على الماشى، والماشى على القاعد، والقليل على الكثير» «1» حدثناه أسد بن موسى.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن أبى هانئ الخولانى، عن عمرو بن مالك الجنبى، عن فضالة بن عبيد، قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فى حجّة الوداع: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من آمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه فى طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» «2» حدثناه أبو صالح.
ومنها حديث الليث بن سعد، قال: حدثنى أبو شجاع سعيد بن يزيد الحميرى، عن خالد بن أبى عمران، عن حنش الصنعانى، عن فضالة بن عبيد، قال: اشتريت يوم خيبر قلادة فيها خرز وذهب باثنى عشر دينارا، ففصّلتها؛ فإذا الذهب أكثر من اثنى عشر دينارا، فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: لا تباع حتى تفصّل. حدثناه أسد بن موسى وعبد الله بن صالح.
قال حدثنا المقرئ، قال حدثنا حيوة بن شريح، قال أخبرنى أبو هانىء حميد بن هانىء، عن علىّ بن رباح، عن فضالة بن عبيد، قال: أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بقلادة فيها ذهب وخرز تباع وهى من المغانم، فأمر بالذهب الذي فى القلادة فنزع وحده، ثم قال:
«الذهب بالذهب وزنا بوزن» «3» .
ومنها حديث حيوة بن شريح، قال: حدثنى أبو هانىء الخولانى، أن عمرو بن مالك حدثه، أنه سمع فضالة بن عبيد يقول، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «طوبى لمن هدى إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع» «4» حدثناه أسد بن موسى، عن عبد الله ابن المبارك.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى هانىء الخولانى، عن عمرو بن مالك الجنبىّ،

(1/307)


عن فضالة بن عبيد، أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «أنا الزعيم لمن آمن بى وأسلم ببيت فى ربض الجنّة، وأنا الزعيم لمن آمن بى وأسلم وهاجر ببيت فى ربض الجنة وببيت فى وسط الجنة. وأنا الزعيم لمن آمن بى وأسلم وهاجر وجاهد فى سبيل الله ببيت فى ربض الجنّة، وبيت فى وسط الجنّة، وبيت فى أعلى الجنّة، وبيت فى أعلى الجنّة، ولم يدع للخير مطلّبا، ولا من الشرّ مهربا، يموت حيث شاء أن يموت» «1» حدثناه أسد بن موسى.
ومنها حديث حيوة بن شريح، أخبرنى أبو هانىء الخولانى، أن عمرو بن مالك الجنبىّ، أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد، يحدث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه قال: «من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة» «2» حدثناه المقرئ عن حيوة بن شريح.
وأسد بن موسى، عن ابن المبارك عن حيوة.
ومنها حديث حيوة، عن أبى هانىء، أن عمرو بن مالك أخبره أنه سمع فضالة ابن عبيد يقول، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «المجاهد من جاهد نفسه» «3» حدثناه أسد ابن موسى، عن عبد الله بن المبارك.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، قال: أخبرنى أبو مرزوق التجيبى، عن حنش بن عبد الله، عن فضالة بن عبيد، قال: دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بشراب فقال له بعضنا: ألم تكن صائما يا رسول الله؟ قال: بلى، ولكنّى قئت. حدثناه أسد بن موسى، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، وعثمان بن صالح.
ومنها حديث سعيد بن أبى أيّوب وابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى على الهمدانى، أنه قال: رأيت فضالة بن عبيد أمر بقبور المسلمين بأرض الروم فسوّيت بالأرض. قال ابن لهيعة فى حديثه وقال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «سوّوا قبوركم بالأرض» «4» . حدثناه المقرئ عن سعيد بن أبى ايّوب. قال وحدثناه أسد بن موسى، عن ابن لهيعة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى هانىء، عن أبى علىّ الجنبىّ، عن فضالة

(1/308)


ابن عبيد، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «ثلاثة لا تسأل «1» عنهم: رجل فارق الجماعة أو عصى إمامه فمات عاصيا فلا تسأل عنه، وأمة أو عبد أبق من سيّده فمات فلا تسأل عنه، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مئونة الدنيا فتبرّجت بعده فلا تسأل عنها» «2» . «وثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع «3» الله رداءه [ورجل ينازع الله إزاره] قال ورداؤه الكبرياء وإزاره العزّة، ورجل فى شكّ من [أمر] الله» «4» .
روى عنه من أهل المدينة سعيد بن المسيّب. ومن أهل الشأم ابن محيريز، وليس لغيرهم من أهل البلدان عنه شىء. وتوفّى سنة ثلاث وخمسين. يكنى بأبى محمد، وكان معاوية استقضاه.
ورويفع بن ثابت الأنصارى
ولهم عنه أحاديث أقلّ من العشرة. منها حديث نافع بن يزيد، قال: حدثنى ربيعة ابن سليم مولى عبد الرحمن بن حسّان التجيبى، أنه سمع حنش الصنعانى يحدث، أنه سمع رويفع بن ثابت فى غزوة إياس قبل المغرب، يقول: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال فى غزوة خيبر: «إنه بلغنى أنكم تتبايعون المثقال بالنصف أو الثلثين، وأنه لا يصلح إلا المثقال بالمثقال والوزن بالوزن» «5» وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يركب دابّة من المغانم؛ حتى إذا أنقضها ردّها فى المغانم، ولا ثوبا يلبسه؛ حتى إذا أخلق «6» ردّه فى المغانم» . وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره» «7» حدثناه سعيد بن أبى مريم.
ومنها حديث عبد الله بن عيّاش القتبانى، عن أبيه، عن شييم بن بيتان، عن شيبان

(1/309)


ابن أميّة، عن رويفع بن ثابت، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «من ردّته الطيرة عن شىء فقد قارف الشرك» «1» . حدثناه إدريس بن يحيى الخولانى.
ومنها حديث ابن عيّاش، عن أبيه، عن شييم بن بيتان، عن شيبان بن أميّة، عن رويفع بن ثابت، قال: كنت فى مجلس «2» فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال وكنت من أحدثهم سنا، فنظر إلىّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: رويفع، لعلّه سيطول بك العمر؛ فأخبر الناس أنه من استنجى بروث دابّة «3» ، أو بعظم، أو تعلّق «4» وترا يريد تميمة، أو عقد لحيته فى الصلاة، فقد برئت منه ذمّة محمد. حدثناه إدريس بن يحيى.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن وفاء بن شريح الحضرمى، عن رويفع بن ثابت، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه قال: «من صلّى على محمد وقال: اللهمّ أعطه المقعد المقرّب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتى» «5» .
حدثناه سعيد بن أبى مريم، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، وأسد بن موسى.
وقال بعضهم: «وأنزله المقعد المقرّب» .
ومنها حديث المفضّل بن فضالة، عن عيّاش بن عبّاس القتبانى، عن شييم ابن بيتان، أنه سمع شيبان بن أميّة القتبانى، عن رويفع بن ثابت، قال: كان أحدنا فى زمان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يأخذ نضو أخيه على أن يعطيه النصف مما يغنم، حتى أن أحدنا ليطير له النصل والريش «6» وللآخر القدح.
وقال رويفع قال لى رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يا رويفع، لعلّ الحياة ستطول بك بعدى، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلّد وترا، أو استنجى برجيع دابّة أو بعظم؛ فإن محمدا منه برىء» «7» .
وأخبرنى عيّاش بن عباس، عن شييم بن بيتان، عن أبى سالم الجيشانى، عن عبد الله بن عمرو، أنه سمعه يذكر هذا الحديث وهو مرابط حصن باب اليون.

(1/310)


حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار. قال عبد الرحمن: كان أبو الأسود يقولها بالميم، ويقول: إنّما سمّى كذا؛ لأنهم كانوا يقولون: من يقاتل «1» اليوم.
وأبو هريرة
ولهم عنه شبيه بعشرين حديثا. مها حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، أن ثابت بن الحارث أخبره أنه سمع أبا هريرة يخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه قال: «الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية، أتاكم أهل اليمن؛ أرقّ أفئدة، وألين قلوبا. والكفر قبل المشرق، والفخّر والخيلاء فى أهل الخيل والفدّادين أهل الوبر، والسكينة فى أهل الغنم» «2» حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث موسى بن علىّ، عن أبيه، عن عبد العزيز بن مروان، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «شر «3» ما فى رجل شحّ هالع، وجبن خالع» «4» . حدثناه المقرئ، وعبد الله بن صالح.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن لهيعة بن عقبة، عن أبى الورد، عن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «إيّاكم والخيل المنفّلة؛ فإنها إن تلق تفرر «5» وإن تغنم تغللّ» «6» حدثناه أحمد بن عمر بن السرح، عن ابن وهب.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن درّاج أبى السمح، عن ابن حجيرة، عن أبى هريرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه قال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ
«7» قال: هم الذين يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
«8» . حدثناه أبو الأسود النضر ابن عبد الجبّار، ويحيى بن عبد الله بن بكير.

(1/311)


ومنها حديث ابن لهيعة، عن درّاج، عن ابن حجيرة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: والذي نفسى بيده، إنه ليختصم كلّ شىء يوم القيامة حتى إنّ الشاتين لتختصمان فيما انتطحتا» «1» حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن درّاج، عن عبد الرحمن بن حجيرة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «مثل الذي يتعلّم ولا يعلّم ولا يتحدّث؛ كمثل الذي يكنز الكنز ولا ينفق منه» «2» حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن سلامان بن عامر الشعبانى، قال: حدثنى أبو عثمان الأصبحى، عن أبى هريرة أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» «3» قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال: يتقارب الزمان، ويظهر النفاق، وتقبض الرحمة، وترفع الأمانة، ويتّهم الأمين، ويؤمّن المتّهم. أناخ «4» بكم الشرف الجون.
قال يقول أبو هريرة: وما سمعتها من أحد أول من رسول الله صلّى الله عليه وسلم. قالوا: يا رسول الله، وما الشرف الجون؟ قال الفتن قطع كقطع الليل المظلم. حدثناه النضر بن عبد الجبّار، وطلق ابن السمح.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن درّاج أبى السمح، عن ابن حجيرة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «إذا صلّى أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب، وليضمّ فخذيه» «5» .
حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم وعبد الله بن صالح. قال عبد الرحمن: لم يرو الليث عن درّاج إلّا هذا الحديث.
قال: وحدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، حدثنا ابن لهيعة، عن سويد الحاسب، أنه رأى أبا هريرة يصلّى على مسجد مصر.
قال: وحدثنا حبيب بن مرزوق كاتب مالك، قال: حدثنا ابن أخى

(1/312)


ابن شهاب، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، قال: كان اسم أبى هريرة عبد شمس، ويقال عبد نهم. والله أعلم. وتوفّى بالمدينة سة تسع وخمسين، ويقال ثمان وخمسين.
وأبو بصرة الغفارى واسمه حميل بن بصرة
ولهم عنه خمسة أحاديث. منها حديث الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن أبى بصرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «إنّا راكبون غدا إن شاء الله إلى يهود؛ فإذا سلّموا عليكم؛ فقولوا عليكم. حدثناه عبد الله بن صالح.
حدثنا على بن معبد، حدثنا عبيد الله بن عمرو الجزرىّ، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير مرثد بن عبد الله اليزنى، عن أبى بصرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مثله.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن خير بن نعيم، عن ابن هبيرة، عن أبى تميم، عن أبى بصرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلّى بهم يوما صلاة العصر بالمخمّص- واد من أوديتهم- ثم انصرف فقال: «إنّ هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم؛ فتوانوا عنها وتركوها، فمن صلّاها منكم ضعّف الله له أجرها ضعفين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد «1» » .
حدثناه عبد الله بن صالح، عن الليث. قال وحدثنا أبى عبد الله ابن عبد الحكم، عن ابن لهيعة وإدريس بن يحيى، عن عبد الله بن عيّاش القتبانى، عن ابن هبيرة، عن أبى تميم، عن أبى بصرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم نحوه.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن كليب بن ذهل الحضرمى، عن عبيد بن جبر، أنه سافر مع أبى بصرة الغفارىّ فى رمضان؛ فلما دفعوا من الفسطاط دعا بطعام ونحن ننظر إلى الفسطاط، فدعا بالسفرة فقلت: نأكل، ولو نشاء أن ننظر إلى الفسطاط نظرنا، فقال: أنرغب «2» عن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأصحابه! فأفطرنا.
حدثناه عبد الله بن صالح، وحدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، عن ابن لهيعة.

(1/313)


ومنها حديث ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبى الهيثم، أنه سأل أبا بصرة عن إسلام غفار، فقال: أصابتنا سنة وقلّة من المطر، فتحدّثنا أن نذهب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فنصيب معه من الطعام، ونرجع إلى جبلنا؛ فانطلقنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ونحن لا نريد الإسلام، فقال: من «1» القوم؟ قلنا: رهط من بنى غفار، قال: أمسلمون أم وصابى «2» ؟
فقلنا: بل وصابى «2» ، فمكثنا يومنا ذلك، فلما كان المبيت، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لأصحابه:
ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل منهم، فوفّق الله لى أن آخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيدى؛ فانطلق بى إلى بيته وله ثمان أعنز يحتلبهنّ، فدعا كلّ عنز منها باسمها، فدعا موهبة بعنز منها فأتت بها فحلبتها، فسقانى فكأنّى لم أشرب شيئا، ثم دعا بالأخرى «3» فلم يزل حتى سقانى حلاب سبع أعنز، فما تركت الثامنة إلّا حفاظا، فغضبت موهبة غضبا لا يرى مثله، وأبغضتنى بغضا لا يرى مثله، غير أن لم تبد ذلك لى عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
ثم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم دعاها فقال: يا موهبة، بيّتى هذا الرجل فى بيت ولا توثقى عليه الباب؛ فإنه قد أصاب من العيش، فذهبت بى الجارية فأدخلتنى البيت وأغلقت علىّ الباب غضبا، فتحرّكت علىّ بطنى فى ليلتى تلك كلّها، حتى أصبحت وقد ملأت ثيابى، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالغسل فغسلنى وأزّرنى بشملة من عنده، فلما أصبحت غدا بى إلى المسجد، فوجدت حلقة أصحابى قد أسلموا فأسلمت.
فلما كان المبيت أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم أصحابه أن يأخذ كلّ رجل بيد صاحبه فيبيّته؛ فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيدى فانطلقت إلى بيته، فدعا موهبة فقال: ائتنى بفلانة، فحلبها فلم أشرب نصف حلابها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يا أبا بصرة، إن الكافر يأكل فى سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل فى معى واحد. قال: حدثناه سعيد بن عفير.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، أن أبا تميم الجيشانى أخبره أنه سمع عمرو بن العاص، يقول: أخبرنى رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلم يقول: «إن الله قد زادكم صلاة فصلّوها ما بين العشاء إلى صلاة الصبح، الوتر الوتر» «4»

(1/314)


ألا إنه أبو بصّرة الغفارى. قال أبو تميم: فكنت أنا وأبو ذرّ قاعدين، فأخذ أبو ذرّ بيدى؛ فانطلقنا إلى أبى بصرة فوجدناه عند الباب الذي إلى دار عمرو بن العاص فقال أبو ذرّ: يا أبا بصرة، أنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إن الله قد زادكم صلاة فصلّوها ما بين العشاء إلى الصبح الوتر الوتر؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم.
حدثناه يحيى بن عبد الله بن بكير، عن ابن لهيعة وعمرو بن سوّاد، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، لم يرو عنه غير أهل مصر.
أبو ذرّ الغفارى
ولهم عنه أحاديث. منها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، أن أبا سالم الجيشانى أتى إلى أبى أميّة فى منزله، فقال: إنى سمعت أبا ذرّ يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «إذا أحبّ أحدكم صاحبه فليأته فى منزله؛ فيخبره أنه يحبّه» «1» وقد جئتك فى منزلك. حدثناه أبو الأسود.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافرى، أنه سمع يزيد بن تعيم التجيبى، يقول: سمعت أبا ذرّ الغفارى وهو قاعد عند المنبر فى مسجد الفسطاط يقول:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من تقرّب إلى الله شبرا، تقرب الله إليه ذراعا، ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرّب الله إليه باعا، والله أعلى وأجلّ» «2» ثلاث مرّات. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن درّاج، عن أبى الميثاء، عن أبى ذرّ قال: قال لى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ستّة أيام: اعقل ما أقول لك، ثم لمّا كان اليوم السابع قال: «أوصيك بتقوى الله فى سرّ أمرك وعلانيتك، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسأل أحدا شيئا ولو سقط سوطك، ولا تؤو أمانة، ولا تولّين يتيما، ولا تقضينّ بين اثنين» «3» . حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعثمان بن صالح، ولم يذكر أبو الأسود أبا الميثي.

(1/315)


ومنها حديث رشدين بن سعد وابن وهب، عن حرملة بن عمران التجيبى، عن ابن شماسة المهرىّ، قال: سمعت أبا ذرّ يقول، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمّة ورحما، فإذا رأيتم أخوين يقتتلان فى موضع لبنة فاخرج منها» «1» فمرّ بعبد الرحمن وربيعة ابنى شرحبيل بن حسنة وهما يتنازعان فى موضع لبنة فخرج منها.
حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، عن رشدين بن سعد. وعبد الملك بن مسلمة، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة.
ومنها حديث ابن وهب، عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة، أن أبا سالم الجيشانى حدثه عن أبى ذرّ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال له: «كيف ترى جعيلا؟ قال: قلت:
مسكينا كشكلة من الناس، قال: فكيف ترى فلانا؟ قال قلت: سيّدا من سادات الناس، قال: فجعيل خير من ملء الأرض- أو ألف أو نحو ذلك. من فلان قال قلت: يا رسول الله، ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع، قال: إنه رأس قومه، فأنا أتألّفهم به» «2» . قال:
حدثناه سعيد بن عيسى بن تليد.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن أبى تميم الجيشانى، أن أبا ذرّ حدثه قال: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى دخل بيته فجعل يقول: «غير الدجّال أتخوّف على أمّتى، غير الدجّال أتخوّف على أمّتى» ، فلمّا خشيت أن يدخل بيته ولم يبيّنها قال قلت ما هذا الذي غير الدجّال أخافك على أمتك يا رسول الله؟ قال: «الأئمة المضلّين أو الضالّين «3» » حدثناه طلق بن السمح، ويحيى بن عبد الله ابن بكير، وهانىء بن المتوكّل.
ومنها حديث سعيد بن أبى أيّوب، عن عبيد الله بن أبى جعفر، عن سالم بن أبى سالم الجيشانى، عن أبيه، عن أبى ذرّ، أنه قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: إنى أراك ضعيفا، وإنى أحبّ لك ما أحبّ لنفسى، لا تأمّرنّ على اثنين، ولا تولّينّ مال يتيم.
حدثناه المقرئ، عن سعيد بن أبى أيّوب.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى قبيل، قال: سمعت مالك بن عبد الله البردادىّ،

(1/316)


يحدّث عن أبى ذرّ أنه قال، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «ما أحبّ أن لى هذا الجبل ذهبا أنفقه ويتقبّل منّى أذر خلفى منه تسع أواق» «1» . أنشدك الله يا عثمان «2» أسمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاث مرّات قال: نعم حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن بكر بن عمرو، عن الحارث بن يزيد الحضرمى، عن ابن حجيرة الأكبر، عن أبى ذرّ أنه قال، قلت: يا رسول الله، ألا تستعملنى؟ قال: فضرب بيده على منكبى ثم قال: «يا أبا ذرّ، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزى وندامة، إلّا من أخذها بحقّها، وأدّى الذي عليه فيها «3» » .
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد قال: سمعت ابن حجيرة الأكبر يقول: حدثنى من سع أبا ذرّ.
وتوفّى بالربذة سنة ثنتين وثلاثين وصلّى عليه ابن مسعود منصرفه من المدينة إلى الكوفة. وكان اسمه جندب بن جنادة، ويقال: برير فيما حدثنا عبد الملك بن هشام «4» .
وهبيب بن مغفل الغفارى وهو صاحب وادى هبيب
ولهم عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم حديث واحد؛ وهو حديث ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبى حبيب، أن أسلم أبا عمران حدثه، قال: بعثنى مسلمة بن مخلّد إلى صاحب الحبشة قال: فلما قدمت وعنده ناس ينتظرون الإذن فيهم هبيب بن مغفل الغفارى صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ومحمد بن علبة القرشى، فأذن لمحمد بن علبة؛ فقام يجرّ إزاره، فنظر إليه هبيب فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من جرّ إزاره خيلاء وطئه فى النار «5» .
حدثناه عبد الملك بن مسلمة. ورواه ابن وهب، عن قرّة بن عبد الرحمن، عن ابن أبى حبيب، أن أبا عمران أخبره عن هبيب بن مغفل، أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم مثله.

(1/317)


ليس لهم عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم حديث غيره.
ولهم عنه حكايات فى نفسه. منها حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، أنه سمع أبا تميم الجيشانى، يقول: غزونا مع عمرو بن العاص غزوة أطرابلس، فجمعنا المجلس ومعنا هبيب بن مغفل فذكرنا قضاء دين رمضان، فقال هبيب: لا يفرّق قضاء دين رمضان، فقال عمرو بن العاص: لا بأس أن يفرق قضاء دين رمضان؛ إذا أحصيت العدّة إنما هى عدّة. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أسامة بن إساف الغفارى، قال: حدثنا أبو صالح الغفارى، قال: خرجت مع هبيب بن مغفل الغفارى صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو يريد أهله، وقد خبّر بابن له مريض، فحانت الظهر فسار كما هو، فقلت: الصلاة أصلحك الله، فسار كما هو حتى حانت العصر؛ فنزل؛ فجمع بين الظهر والعصر.
لم يرو عنه أحد غير أهل مصر.
وعقبة بن عامر الجهنىّ
ولهم عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم شبيه بمائة حديث. منها حديث حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافرى، عن مشرح بن عاهان، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:
«الخبث سبعون جزءا، للبربر تسعة وستّون جزءا، وللجنّ والإنس جزء واحد» «1» حدثناه أبو زرعة وهب الله بن راشد.
ومنها حديث سعيد بن أبى أيوب، قال: حدثنى يزيد بن أبى حبيب، قال:
سمعت أبا الخير مرثد بن عبد الله اليزنى، يقول: رأيت أبا تميم الجيشانى عبد الله بن مالك يركع ركعتين حين يسمع أذان المغرب، فأتيت عقبة بن عامر الجهنى فقلت ألا أعجبك من أبى تميم يركع ركعتين قبل صلاة المغرب، وأنا أريد أن أغمصه بذلك، فقال عقبة: إن «2» كنّا لنفعله «3» على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: الشغل. حدثناه المقرئ عن سعيد بن أبى أيّوب.

(1/318)


ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن عقبة ابن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أعطاه غنما يقسمها على أصحابه ضحايا، فبقى عتود «1» ، فذكره لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: «ضحّ به أنت» «2» .
حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم. وحدثناه شعيب بن الليث، وعبد الله بن صالح، وأسد بن موسى.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن عقبة ابن عامر، أنه قال قلنا: يا رسول الله، إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرونا، فما ترى «3» فى ذلك؟ فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغى للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا؛ فخذوا منهم حقّ الضيف الذي ينبغى لهم» «4» . قال حدثناه شعيب بن الليث، وعبد الله بن صالح، وأسد بن موسى، ولم يذكر أسد، إنّك تبعثنا.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن عقبة ابن عامر، قال: أهدى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فرّوج حرير فلبسه؛ ثم صلّى فيه، ثم انصرف، فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، ثم قال: «لا ينبغى هذا للمتّقين» «5» .
حدثناه شعيب بن الليث، وعبد الله بن صالح، وأسد بن موسى، ولم يذكر أسد كالكاره له.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبى الخير، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «كفّارة النذر كفّارة اليمين» قال حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن مشرح بن عاهان، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأمّ عبد الله، وعبد الله. حدثناه المقرئ.

(1/319)


ومنها حديث حيوة وابن لهيعة، عن بكر بن عمرو العافرى، عن مشرح بن عاهان، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «لو كان بعدى نبىّ لكان عمر ابن الخطّاب» «1» . حدثناه المقرئ، عن حيوة. وعبد الغفّار بن داود الحرّانى، عن ابن لهيعة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن مشرح، قال: سمعت عقبة يقول قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«لو جعل القرآن فى إهاب ثم ألقى فى «2» النار ما احترق» «3» قال: حدثناه المقرئ، وسعيد ابن عفير، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
حديث «4» ابن لهيعة عن مشرح بن عاهان، قال: سمعت عقبة بن عامر، يقول:
سمعت رسول الله، يقول: «كلّ ميّت يختم على عمله إلّا المرابط فى سبيل الله؛ فإنه يجرى له أجر عمله حتى يبعث» «5» .
حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، والمقرئ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار. قال أبو الأسود: يجرى عليه عمله حتى يبعث ويؤمن من فتّان «6» القبر.
ومنها حديث ابن لهيعة، قال: سمعت مشرح بن عاهان، يقول: سمعت عقبة بن عامر، يقول: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، فضّلت سورة الحجّ على القرآن لأن فيها سجدتين؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: نعم، ومن لم يسجدهما «7» فلا يقرأ بها «8» .
حدثناه أبى، وأبو الأسود، وأسد بن موسى. قال أبو الأسود فى حديثه قلت يا رسول الله فى سورة الحجّ سجدتان.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن مشرح بن عاهان وحيوة، عن خالد بن عبيد، عن

(1/320)


مشرح، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: إنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من علّق تميمة فلا أتمّ الله له، ومن علّق ودعة فلا أودع الله له» «1» .
حدثناه أبو الأسود، عن ابن لهيعة والمقرئ؛ وأبو زرعة وهب الله ابن راشد، عن حيوة. قال المقرئ: من تعلّق تميمة.
ومنها حديث حرملة بن عمران، قال: سمعت أبا عشانة يقول: سمعت عقبة ابن عامر- يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهنّ؛ فأطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته؛ كنّ له حجابا من النار» «2» .
قال حدثناه المقرئ، وعبد الله بن صالح.
ومنها حديث يحيى بن أيّوب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة حدثه عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «من توضّأ فجمع عليه ثيابه ثم خرج إلى المسجد كتب له كاتباه بكلّ خطوة عشر حسنات، ولم يزل فى صلاة ما دام ينتظر الصلاة.
ويكتب «3» من المصّلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه» «4» .
حدثناه سعيد بن أبى مريم.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن معروف بن سويد الجذامى، عن أبى عشانة، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: «من كان هاهنا من معدّ فليقم، قال: فقمت، فقال: اقعد، قالها ثلاثا، كل ذلك أقوم فيقول: اقعد، قلت:
فممّن نحن يا رسول الله؟ قال: «أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير» «5» .
حدثناه عبد الملك بن مسلمة. وحدثناه سعيد بن عيسى بن تليد، عن ابن وهب، عن معروف. وحدثناه عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة، وليس يقول أحد عن مشرح عن عقبة غير عثمان.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى عشانة، عن عقبة، أنه سمعه يقول،

(1/321)


سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من قال علىّ ما لم أقل؛ فليتبّوأ بيتا فى «1» جهنّم «2» » .
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى عشانة، أنه سمع عقبة يخبر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير، ويقول: إن كنتم تحبّون حلية الجنّة وحريرها فلا تلبسوهما فى الدنيا «3» .
حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث سعيد بن أبى ايّوب، قال: حدثنى يزيد بن عبد العزيز وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشى، عن علىّ بن رباح، عن عقبة بن عامر، قال: أمرنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوّذات دبر كلّ صلاة.
حدثناه المقرئ، عن سعيد بن أبى أيّوب. وحدثناه عبد الله بن صالح، عن الليث ابن سعد، عن حنين بن أبى حكيم، عن على بن رباح، عن عقبة بن عامر.
ومنها حديث موسى بن علىّ، عن أبيه، أنه سمعه يقول: سمعت عقبة ابن عامر يقول: ثلاث ساعات كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلّى فيهنّ أو نقبر فيهنّ موتانا. حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب «4» .
حدثناه المقرئ، وعبد الله بن صالح.
ومنها حديث موسى بن علىّ، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:
«يوم النحر ويوم عرفة وأيّام التشريق» ؛ عيدنا أهل «5» الإسلام؛ هى «6» أيّام أكل وشرب «7» .
حدثناه عبد الله بن صالح.

(1/322)


ومنها حديث قباث بن رزين، عن علىّ بن رباح، قال سمعت عقبة بن عامر، قال: كنّا فى المسجد نتعلّم القرآن؛ فدخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ فسلّم علينا؛ فرددنا عليه السلام، فقال: «تعلّموا القرآن واقتنوه، وحسبت أنه قال وتغنّوا به، والذي نفسى بيده لهو أشدّ تفلّتا من المخاض فى العقل» «1» . قال: حدثناه المقرئ.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علىّ بن رباح، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين «2» . إنه أوّاه، وذلك أنّه يكثر ذكر الله بالقرآن والدعاء ويرفع صوته. قال: حدثناه أسد بن موسى. قال عبد الرحمن: لم يرو هذا الحديث إلّا أسد بن موسى.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن ربيعة بن قيس الجنبى، عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من توضّأ فأحسن وضوءه «3» ثم صلّى صلاة غير ساه ولا لاه كفّر عنه ما كان قبلها من سيّئة» «4» . قال عبد الرحمن:
لا أحفظ من حدثناه عن «5» ابن لهيعة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن ابن شماسة، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: صلّينا يوما مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأطال بنا القيام، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا صلّى خفّف، ورسول الله صلّى الله عليه وسلم فى قيامه ذلك لا يسمع منه، غير أنه قال: ربّ وأنا فيهم، ثم رأيناه أهوى بيده ليتناول شيئا، ثم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ركع ثم أسرع بعد ذلك، فلمّا أن سلم جلس وجلسنا حوله؛ فقال: إنى قد علمت أنه قد رابكم طول قيامى، قلنا:
أجل يا رسول الله، وسمعناك تقول يا ربّ وأنا فيهم. فقال: «والذي نفسى بيده ما مما وعدتم به فى الآخرة إلّا وقد عرض علىّ فى مقامى هذا؛ حتى لقد عرضت علىّ النار فلما أن أقبل إلىّ منها شىء حتى حاذى بمنكبى، فخفت أن يغشاكم فقلت: أى ربّ

(1/323)


وأنا فيهم، فصرفها الله عنكم فأدبرت قطعا كأنها الزرابىّ، فأشرفت فيها إشرافة فإذا فيها عمران بن حرثان «1» - أو جربان، شك «2» عبد الرحمن- أخى بنى غفار متّكئا فى جهنّم على قوسه، وإذا فيها صاحبة القطّ التى ربطته فلم تطعمه ولم تسرّحه فيبتغى ما يأكل؛ فمات على ذلك» «3» . حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن ابن شماسة، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «المؤمن أخو المؤمن، ولا يحلّ لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه حتى يذر، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر» «4» . قال: حدثناه عبد الله بن صالح.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن واهب بن عبد الله، عن عبد الرحمن ابن شماسة، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «الميّت من ذات الجنب شهيد» «5» .
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، وعبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن رزيق الثقفى، أنه سمعه يقول: سمعت ابن شماسة يحدّث عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفات» «6» . حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يعقوب، عن ابن شماسة المهرىّ، أنه قال لعقبة بن عامر: إنك تختلف بين هذين الغرضين، وأنت شيخ كبير يشقّ عليك ذلك، قال عقبة: لولا كلام سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم أتعنّه. قال الحارث فقلت لابن شماسة:، ما ذاك؟ قال: إنه قال: «من علم الرمى ثم تركه فليس منّا، أو قد عصى» .
قال الحارث: حسبت أنه قال هكذا.

(1/324)


حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، وعبد الملك بن مسلمة. وفى حديث عبد الملك أن فقيما اللخمىّ قال لعقبة: إنك تختلف بين هذين الغرضين.
ومنها حديث حيوة بن شريح ونافع بن يزيد، عن بكر بن عمرو، قال: سمعت شعيب بن زرعة، أنه سمع عقبة بن عامر يقول أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول لأصحابه:
«لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها، قالوا: يا رسول الله وما نخيف به أنفسنا؟ قال: الدّين» «1» .
حدثناه سعيد بن أبى مريم، عن نافع بن يزيد، والمقرئ، عن حيوة بن شريح.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن ابن هبيرة والحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم «نهى عن الكىّ وشرب الحميم، وكان إذا اكتحل اكتحل وترا، وإذا استجمر استجمر وترا» «2» .
حدثناه أسد بن موسى وعثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة. وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن أبى قبيل، قال: سمعت عقبة بن عامر، يقول:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «هلاك أمّتى فى الكتاب واللّبن، قالوا: يا رسول الله وما الكتاب واللبن؟ قال: يتعلّمون الكتاب فيتأوّلونه على غير ما أنزله الله؛ ويحبّون اللبن فيدعون الجماعات والجمع» «3» .
قال أبو قبيل: ولم أسمع من عقبة بن عامر غير هذا. حدثناه المقرئ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن إسحاق، عن يزيد بن أبى حبيب، عن عبد الرحمن التجيبى، عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «لا يدخل الجنّة صاحب مكس» «4» .

(1/325)


حدثناه علىّ بن معبد، عن عبيد الله بن عمرو الجزرى.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، أن هشام بن أبى رقيّة أخبره أنه سمع مسلمة بن مخلّد يقول: ما يحمل الرجل المسلم على لبس الحرير، وله فى العصب والكتّان ما يغنيه، وهذا بين أظهركم من يخبركم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قم يا عقبة، فقام عقبة بن عامر فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من كذب علىّ كذبة متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» «1» . وسمعته يقول «من لبس الحرير فى الدنيا حرّمه الله فى الآخرة» «2» قال حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيت الله يعطى العباد ما يسألون على معاصيهم إيّاه فإنما ذلك استدراج منه لهم «3» ثم تلا فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ
«4» إلى آخر الآية. حدثناه عبد الله بن عبّاد العبدى.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن ابن أبى حبيب، عن أسلم أبى عمران، عن عقبة بن عامر، قال: اتّبعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو راكب؛ فوضعت يدى على قدمه فقلت:
أقرئنى من سورة هود أو سورة يوسف، فقال: لن تقرأ أبلغ عند الله من قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
حدثناه شعيب بن الليث؛ وعبد الله بن صالح، وأسد بن موسى.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن أبى سعيد القتبانى، عن أبى تميم الجيشانى، عن عقبة بن عامر، أن أخته نذرت أن تحجّ ماشية بغير خمار، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلم؛ فقال: لتحجّ راكبة مختمرة ولتصم.
حدثناه سعيد بن أبى مريم، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار. قال أبو الأسود عن بكر أنه سمع عن عقبة، ولم يقل مختمرة.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافرى، عمّن سمع عقبة بن عامر يقول: بعثنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ساعيا، فاستأذنته نأكل من الصدقة؛ فأذن لنا.

(1/326)


حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، أن ابن شماسة حدّثه، أن عقبة بن عامر قام فى صلاة وعليه جلوس، فقال الناس: سبحان الله! سبحان الله! فعرف الذي يريدون، فلما أتمّ صلاته سجد سجدتين وهو جالس، وقال: إنى قد سمعت قولكم، وهذه السنّة.
حدثناه شعيب بن الليث وعبد الله بن صالح. وحدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا بكر بن مضر، عن يزيد بن أبى حبيب، عن ابن شماسة، عن عقبة نحوه.
قال: وشركهم فى الرواية عنه من أهل المدينة سعيد بن المسيّب، ومعاذ بن عبد الله ابن حبيب. ومن أهل الكوفة قيس بن أبى حازم. ومن أهل البصرة الحسن بن أبى الحسن، وليس ذلك بالصحيح. وكان مفتى البلد، وتوفّى بمصر فى خلافة معاوية. يكنّى أبا حمّاد.