فتوح مصر والمغرب
وعبد الرحمن بن عديس
البلوى
ولهم عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديث واحد؛ وهو ابن لهيعة،
عن يزيد بن أبى حبيب، عن ابن شماسة، أن رجلا حدثه عن عبد الرحمن بن
عديس، أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: تخرج أناس
يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرميّة، يقتلهم الله فى جبل لبنان
والجليل أو الجليل وجبل لبنان «4» .
(1/337)
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ورواه ابن أبى مريم، عن ابن لهيعة، عن عيّاش بن عبّاس، عن أبى الحصين
الحجرى، عن ابن عديس. لم يرو عنه غير أهل مصر.
وتوفّى بالشأم سنة ستّ وثلاثين.
وأبو زمعة البلوى
ولهم عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم حديث واحد، وهو ابن لهيعة، عن
عبيد الله بن المغيرة، عن أبى فراس، سمع أبا زمعة يقول، قال رسول الله
صلّى الله عليه وسلم: قتل رجل تسعة وتسعين؛ فأتى راهبا فقال: إنى قتلت
تسعة وتسعين، فهل لى من توبة؟ ثم ذكر الحديث فيما ذكر عثمان بن صالح.
ولهم عنه حكاية سوى هذا؛ وهو حديث ابن لهيعة، عن عبد العزيز بن عبد
الملك بن مليل، أن أبا زمعة البلوىّ- وكان من اصحاب رسول الله صلّى
الله عليه وسلم- قال حين حضرته الوفاة بإفريقية أمرهم إذا دفنوه أن
يسوّوا قبره بالأرض. حدثناه أبو الأسود. لم يرو عنه غير أهل مصر.
وأبو موسى الغافقى مالك بن عبادة
ويقال مالك بن عبد الله.
ولهم عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديثان؛ أحدهما ابن لهيعة،
عن عبد الله بن سليمان، عن ثعلبة أبى الكنود، عن مالك بن عبد الله
الغافقىّ، قال: أكل رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوما طعاما ثم قال:
استر علىّ حتى أغتسل، فقلت: أكنت جنبا يا رسول الله؟ قال: نعم، فأخبرت
بذلك عمر بن الخطّاب فجرّنى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال:
إن هذا يزعم أنك أكلت وأنت جنب، فقال: نعم، إذا توضّأت أكلت وشربت ولا
أصلّى ولا أقرأ حتى أغتسل.
قال حدثناه سعيد بن عفير، وأسد بن موسى، وعثمان بن صالح يزيد بعضهم على
بعض الحرف ونحوه.
والآخر حديث ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمىّ،
أنه حدثه عن وداعة الحمدى، أنه حدثه أنه كان بجنب مالك بن عبادة أبى
موسى الغافقى، وعقبة بن عامر يقصّ قال النبي صلّى الله عليه وسلم، فقال
مالك إنّ صاحبكم هذا عاقل
(1/338)
أو هالك، إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم
عهد إلينا فى حجّة الوداع فقال: عليكم بالقرآن فإنكم سترجعون إلى قوم
يشتهون الحديث عنّى، فمن عقل شيئا فليحدّث به، ومن افترى علىّ فليتبوّأ
بيتا أو مقعدا من جهنّم «1»
، لا أدرى أيّتهما قال.
حدثناه محمد بن يحيى الصدفى. وكان خادما للنبى صلّى الله عليه وسلم. لم
يرو عنه غير أهل مصر. وليس لأهل مصر عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه
وسلم غير هذين الحديثين، ولهم عنه شىء من رأيه فى الفتن.
وجنادة بن أبى أميّة الأزدى
ولهم عنه أحاديث؛ منها عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى
الخير، عن جنادة بن أبى أميّة، أن رجالا من أصحاب رسول الله صلّى الله
عليه وسلم قال بعضهم: إنّ الهجرة قد انقطعت، فاختلفوا فى ذلك؛ فانطلقنا
إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ فقلنا: يا نبىّ الله، إنّ ناسا
يقولون: إن الهجرة قد انقطعت، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: لا
تنقطع الهجرة ما كان الجهاد «2» . هكذا ذكر عن ابن وهب.
وحدثناه شعيب بن الليث وعبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن
أبى حبيب، عن أبى الخير، أن جنادة بن أبى أميّة حدثه أن رجلا حدثه، أن
رجالا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ثم ذكر الحديث.
حدثناه أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير،
عن جنادة بن أبى أميّة، حدثه أنه سمع رجلا من الأنصار يحدّثه، قال:
تذاكرنا الهجرة فقال بعضنا: انقطعت. وقال بعضنا: لم تنقطع، فأرسلنا
رجلا منا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، ثم ذكر الحديث.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، أن أبا الخير أخبره، أن
حذيفة البارقىّ حدثه، أن جنادة بن أبى أميّة أخبره أنهم دخلوا على
النبي صلّى الله عليه وسلم ثمانية نفر، فقرّب إليهم طعاما فى يوم جمعة،
فقال: كلوا. فقالوا: إنّا صيام، فقال: أصمتم أمس؟ قالوا:
لا، قال: أفصائمون أنتم غدا؟ قالوا: لا، قال فأفطروا.
(1/339)
حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث خنيس بن عامر المعافرى، عن أبى قبيل، عن جنادة بن أبى
أميّة، قال: دخل قوم على معاذ بن جبل فى مرضه فقالوا له: حدّثنا حديثا
سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم تنسه ولم يشبّه عليك، فقال:
أجلسونى، فأخذ بعض القوم بيده وقعد بعض القوم وراءه، فقال: لأحدّثنّكم
حديثا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم أنسه ولم يشبّه علىّ،
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما من نبىّ إلّا وقد حذّر أمّته
الدجّال، وأنا أحذّركم أمر الدجّال؛ إنه أعور، وإن الله ليس بأعور،
مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه الكتّاب وغير الكتّاب، معه جنّة ونار؛
فناره جنّة؛ وجنّته نار» «1» . قال: حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم.
وسفيان بن وهب الخولانى
ولهم عنه أحاديث. منها حديث ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، قال:
سمعت سعيد بن أبى شمر السبائى يقول: سمعت سفيان بن وهب الخولانى، يقول:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «لا تأتى المائة وعلى ظهرها
أحد باق» «2» . فحدّثت بها ابن حجيرة فقام فدخل على عبد العزيز بن
مروان، قال: فحمل سفيان وهو شيخ كبير، فسأله عبد العزيز عن الحديث،
فحدثه. فقال عبد العزيز: فلعلّه يعنى لا يبقى أحد ممّن كان معه إلى رأس
المائة؟ فقال سفيان: هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم. قال:
حدثناه عمرو ابن سوّاد.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن ابن أبى عشانة، أن سفيان بن وهب الخولانى،
حدثه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه قال: «روحة أو غدوة فى
سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، وإنّ المؤمن على المؤمن؛ عرضه وماله
ونفسه حرام كما حرّم الله هذا اليوم» «3» .
حدثناه أبو الأسود. وربّما أدخل فيه بعض الناس أن رجلا حدثه عن رسول
الله صلّى الله عليه وسلم.
ولم يرو عنه غير أهل مصر.
(1/340)
ومعاوية بن حديج
التجيبى
ولهم عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم أحاديث. منها الليث بن سعد، عن
يزيد بن أبى حبيب، عن سويد بن قيس، أخبره عن معاوية بن حديج، أن رسول
الله صلّى الله عليه وسلم، صلّى يوما فسلّم ثم انصرف، وقد بقى من
الصلاة ركعة، فأدركه رجل فقال: بقيت من الصلاة ركعة، فرجع فدخل المسجد،
وأمر بلالا فأقام الصلاة؛ فصلّى للناس ركعة. فأخبرت بذلك الناس فقالوا
أتعرف الرجل؟ فقلت: لا، إلّا أن أراه، فمرّ بى فقلت: هو هذا، فقالوا:
طلحة ابن عبيد الله «1» . حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن
الليث، وعبد الله ابن صالح.
ومنها حديث سعيد بن أبى ايّوب، عن يزيد بن أبى حبيب، عن سويد بن قيس،
عن معاوية بن حديج، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ قال: «إن كان
شفاء ففى شربة من عسل «2» ، أو شرطة محجم، أو كيّة بنار تصيب ألما، وما
أحبّ أن أكتوى» «3» . حدثناه المقرئ.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عرفطة بن عمرو الحضرمى،
عن معاوية بن حديج، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه قال: روحة
فى سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها. حدثناه أبو الأسود النضر
بن عبد الجبّار. ويكنى أبا نعيم. ولم يرو عنه غير أهل مصر.
وأبو جمعة حبيب بن سباع
ولهم عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديث واحد؛ وهو ابن لهيعة،
عن يزيد بن أبى حبيب، عن محمد بن يزيد المازنىّ، عن عبد الله بن عوف،
عن أبى جمعة حبيب ابن سباع- وقد أدرك رسول الله صلّى الله عليه وسلم-
قال: صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلم عام الأحزاب المغرب؛ فلما فرغ
منها قال: هل علم أحد منكم أنى صلّيت العصر؟ قالوا: لا، والله يا رسول
الله ما صلّيتها، فأمر المؤذّن فأذّن؛ فصلّى العصر، ثم صلّى المغرب بعد
العصر. حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم، وأبو الأسود النضر بن عبد
الجبّار. لم يرو عنه غير أهل مصر.
وروى عنه من أهل الشأم صالح بن جبير.
(1/341)
|