دلائل النبوة للبيهقي محققا

جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْمَبْعَثِ
بَابُ الْوَقْتُ الَّذِي كُتِبَ فِيهِ محمد صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نَبِيًّا
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، وأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن إسحق الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ.
(ح) وحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ [ (1) ] قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سنان العوقي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» [ (2) ] .
__________
[ (1) ] في (ح) : «العنبري» ، وكذا في (ص) .
[ (2) ] عن طريق ميسرة الفجر وهو صحابي من الأعراب ورد اسمه في تجريد أسماء الصحابة للذهبي، أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (5: 59) ، ومن حديث بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» وبإسناده عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شقيق عن رجل.. في (4: 66) ، و (5: 379) .
ومن حديث أبي هريرة، أخرجه الترمذي في: 50- كتاب المناقب، (1) باب في فضل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ح (3601) ، ص (5: 585) ، بلفظ: «مَتَى وَجَبَتِ لَكَ النُّبُوَّةُ؟» ، وقال أبو عيسى: «هذا حديث حسن صحيح غريب مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي الباب عن ميسرة الفجر.

(2/129)


* وَفِي رِوَايَةِ مُعَاذٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُول اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟
قَالَ: «كُتِبْتُ وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَتَى وَجَبَتِ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَنَفَخِ الرُّوحِ فِيهِ» [ (3) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ سَهْلٍ اللَّبَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَأَبِي مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةُ عِيسَى وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَكَذَلِكَ أمهات [النبيين] [ (4) ] يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ ثُمَّ تَلَا يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً [ (5) ] .
__________
[ (3) ] أشرنا إليه بالحاشية السابقة.
[ (4) ] هكذا في كل النسخ، وفي (م) : «المؤمنين» ، وفي هامشها: «النبيين» .
[ (5) ] الآية الكريمة (46) من سورة الأحزاب، والحديث أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (4: 127، 128) . والحاكم في «المستدرك» (2: 600) ، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد» ، وأقره الذهبي، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8: 223) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، والبزار، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن سويد، وقد وثقه ابن حبان.
وقد تقدم الحديث في الجزء الأول في بَابُ ذِكْرِ مَوْلِدِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم.

(2/130)


بَابُ سِنِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ نَبِيًّا
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «بُعِثَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، لِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ يُوحَى إِلَيْهِ ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ وَمَاتَ نبي الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ [سَنَةً] [ (6) ] رَوَاهُ الْبُخَارِي فِي الصَّحِيحِ [ (7) ] عَنْ مَطَرِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ العزيز ابن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقُبَاثِ بْنِ أشيم الكناني ثم الليثي: «يَا قُبَاثُ أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، وُلِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، عَامَ الْفِيلِ، وَوَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوْثِ الْفِيلِ مُحِيلًا أَعْقِلُهُ وَتَنَبَّأَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ من الفيل» [ (8) ] .
__________
[ (6) ] الزيادة من (هـ) .
[ (7) ] الحديث أخرجه البخاري في: 63- مناقب الأنصار، (45) باب هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلّم، ح (3902) ، فتح الباري (7: 227) .
[ (8) ] الخبر تقدم في الجزء الأول، بَابُ ذِكْرِ مَوْلِدِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، حاشية رقم (44) .

(2/131)


أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بن إسحق بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، هُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، هُوَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ» .
قُلْتُ: وَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللهُ أَعْلَمُ مَا قَالَهُ [ (9) ] عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ مُفَسَّرًا [ (10) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إسحق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيِّ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ، قَالَ «نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَقُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلَ ثَلَاثَ سِنِينَ فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ وَلَمْ يَنْزِلِ الْقُرْآنُ فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عِشْرِينَ:
عَشْرًا بِمَكَّةَ، وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ [صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلّم] [ (11) ] .
__________
[ (9) ] في (هـ) و (ح) : «ما قال» .
[ (10) ] هذه الرواية شاذة، قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم (15: 99) : «الصواب أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم بعث على رأس الأربعين سنة، هذا هو المشهور الذي أطبق عليه العلماء.
وقال السهيلي في الروض الأنف (1: 161) : «إنه الصحيح عند أهل السير، والعلم بالأثر» .
وقال شيخ الإسلام البلقيني: «كان سِنِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم حين جاءه جبريل في غار حراء أربعين سنة على المشهور» .
قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد: «بعث الله تعالى على رأس الأربعين وهي سن الكمال» .
[ (11) ] ليست في (ح) ولا في (م) ، والخبر في البداية والنهاية (3: 4) عن طبقات ابن سعد (1:
191) ، وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (1: 221) . وقال ابن سعد بعد أن أورد الخبر:
فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر- يريد الواقدي- فقال: ليس يعرف أهل العلم ببلدتنا أن إسرافيل قرن بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم ... لم يقرن به غير جبريل.

(2/132)


بَابُ الشَّهْرِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِ وَالْيَوْمِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ:
وَالْحَجَّاجُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ الزِّمَّانِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، صَوْمُ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ. قَالَ: فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ الْقُرْآنُ» [ (12) ] .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ.
أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: [فَابْتُدِئَ] [ (13) ] رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِالْتَنْزِيلِ فِي رَمَضَانَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [ (14) ] وَقَالَ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [ (15) ] وَقَالَ حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ [ (16) ] وَقَالَ:
إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ [ (17) ] وذلك ملتقى [ملقى] رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكِينَ بِبَدْرٍ. [ (18) ] .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: «أَنَّ رَسُولَ
__________
[ (12) ] صحيح مسلم (2: 819) ، مسند أحمد (5: 297، 299) ، السنن الكبرى (4: 293) .
[ (13) ] كذا في سيرة هشام، وفي (ح) ، أو في (م) و (هـ) : «وابتدئ» .
[ (14) ] الآية الكريمة (185) من سورة البقرة.
[ (15) ] الآية الكريمة (1) من سورة القدر.
[ (16) ] أول سورة الدخان.
[ (17) ] الآية الكريمة (41) من سورة الأنفال.
[ (18) ] سيرة ابن هشام (1: 258) .

(2/133)


الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ يَوْمَ بَدْرٍ صَبِيحَةَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ» [ (19) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَزْنٍ النَّصْرِيِّ، قَالَ: افْتَخَرَ أَصْحَابُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ [ (20) ] صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، بُعِثَ دَاوُدُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثَ مُوسَى وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثْتُ أَنَا وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي [ (21) ] [بِجِيَادٍ] [ (22) ] . كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ [ (23) ] وَهُوَ فِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مَحْمُودٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَسَمِعْتُ عَبْدَ بْنَ حَزْنٍ النَّصْرِيَّ وَكَذَا قَالَ غُنْدَرٌ عَنْ شعبة، وقيل: نصر ابن حَزْنٍ، وَقِيلَ: عُبَيْدَةُ بْنُ حزن.
__________
[ (19) ] السيرة لابن هشام (1: 259) .
[ (20) ] في (ح) : «النبي» .
[ (21) ] قال العلماء: «الحكمة في إلهام رعي الغنم قبل النبوة: أن يحصل لهم التمرّن برعيها على ما سيكلّفونه من القيام بأمر أمتهم، ولأن في مخالطتها يحصل لهم الحكم والشفقة لأنهم إذا صبروا على رعّيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى، ونقلها من مسرح إلى مسرح، ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق، وعلموا اختلاف طباعها، وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة ألقوا من ذلك الصبر على الأمة، وعرفوا اختلاف طباعها، وتفاوت عقولها، فجبروا كسيرها، ورفقوا بضعيفها، وأحسنوا التعاهد لها، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة» .
[ (22) ] (جياد) : موضع بأسفل مكة من شعابها.
[ (23) ] أخرجه أبو داود الطيالسي، والبغوي، وابن مندة، وأبو نعيم، وابن عساكر، عن بشر بن حرب البصري مرسلا، والإمام أحمد في «مسنده» (3: 42، 96) ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي سعيد الخدري.

(2/134)